You are on page 1of 13

‫"املجلة ألاكاديمية للبحوث القانونية والسياسية " املجلد الثالث – العدد ألاول‬

‫النظام القانوني للعالمة التجارية في التشريع الجزائري‬

‫إٌظاَ اٌمأ‪ٌٍ ٟٔٛ‬ؼالِت اٌخجار‪٠‬ت فـ‪ ٟ‬اٌخشز‪٠‬غ اٌجشائز‪ٞ‬‬


‫د‪ .‬ونوغي نبيل‬
‫أستاذ محاضر قسم "أ"‬
‫معيد الحقوق والعموم االقتصادية‪ ،‬المركز الجامعي سي الحواس‪ -‬بريكة‬

‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬
‫‪…….... ….…... …….....‬‬ ‫تاريخ قبول المقال‪:‬‬ ‫تاريخ إرسال المقال‪2019./01/02. :‬‬
‫تاريخ قبول المقال‪0202 / .20/ 02 :‬‬ ‫تاريخ تاريخ اسالم المقال‪0202 / .20/ 20 :‬‬

‫الممخص‪ 7‬لقد أضحت الحاجة إلى العالمات كالحاجة إلى األسماء لمتفريق بين المنتوجات المختمفة في‬
‫السوق‪ ،‬حيث تمعب العالمة التجارية منذ زمن بعيد دو اًر بار اًز فى الداللة عمى المنتجات ونوعيتيا‪ ،‬وال شك‬
‫أن ىذا الدور كان أقدم وظائف العالمة ظيو اًر من الناحية التاريخية‪ ،‬واستمرت العالمة إلى يومنا ىذا تؤدي‬
‫دورىا فى الداللة عمى المنتجات ونوعيتيا‪ ،‬ثم تطورت وظيفة العالمة نتيجة لمتغيرات االقتصادية وقيام اإلنتاج‬
‫الكبير‪ ،‬فمم تعد تقتصر عمى الداللة عمى المصدر‪ ،‬بل أصبحت رم اًز لصفات وخصائص المنتجات ودرجة‬
‫جودتيا‪ ،‬فوجود العالمة يوحي بالثقة وضمان الجودة لممستيمك‪ ،‬وتوفير عنصر األمان لممستيمك من مختمف‬
‫السمع والمنتجات التي غزت األسواق وغزى عمييا الغش والتدليس‪ ،‬ىذا االنتشار الواسع الذي كان لمعالمة‬
‫وكذا الدور الذي حققتو في الحياة اليومية جعل منيا محل انتياك وتقميد‪ ،‬من أجل وضع المبس في ذىن‬
‫المستيمك بصفة عامة وىذا كمو من أجل خمق مكانة ىيمنة وتعزيز السوق بمنتجات رديئة تحمل نفس‬
‫العالمة ذات القبول عند المستيمك‪ ،‬فكان التقميد من أكثر صور االعتداء الواقعة عمى العالمة التجارية‪ ،‬ىذا‬
‫ما حتم بالمشرع الجزائري إلى وضع ترسانة قانونية تنظم وتحمي العالمة من كل أشكال المساس وىذا ما‬
‫كان في األمر‪ 33-30‬المتعمق بالعالمات‪.‬‬
‫الكممات المفتاحية‪ :‬العالمة التجارية‪ ،‬المشرع الجزائري‪ ،‬اإلطار المفاىيمي‪.‬‬
‫‪Abstract: The need for signs such as the need for names to differentiate between different‬‬
‫‪products in the market, where the brand has long played a prominent role in the indication of‬‬
‫‪products and quality, and no doubt that this role was the oldest functions of the mark reflected‬‬
‫‪historically, and continued to mark today The function of the mark has evolved as a result of‬‬
‫‪economic changes and production. It is no longer limited to the source. It is a symbol of the‬‬
‫‪qualities and characteristics of the products and their quality. The presence of the mark suggests‬‬
‫‪confidence and quality assurance for the consumer. The wide spread of the mark as well as the‬‬
‫‪role it has achieved in daily life has made it a place of violation and imitation, in order to put‬‬
‫‪confusion in the mind of the consumer in general and all this in order to create the status of‬‬
‫‪hegemony And the promotion of the market with poor products bearing the same mark of‬‬
‫‪acceptance of the consumer, was the tradition of the most images of the attack on the brand, this‬‬
‫‪is why the Algerian legislator to develop a legal arsenal to regulate and protect the mark from all‬‬
‫‪forms of prejudice and that was the case 0-3-06 on signs.‬‬
‫‪key words:Brand, Algerian legislator, conceptual framework.‬‬

‫‪93‬‬
‫"املجلة ألاكاديمية للبحوث القانونية والسياسية " املجلد الثالث – العدد ألاول‬
‫النظام القانوني للعالمة التجارية في التشريع الجزائري‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫الممكية الفكرية من أسمى الحقوق التي تقرر لإلنسان‪ ،‬ىذا أن ىذا الحق ىو اعتراف بمجيود مضني‬
‫بذلو االنسان من أجل التوصل إلى جممة من المعارف والمعمومات والتصورات التقنية والتي ىي أعمال ذىنية‬
‫في مجمميا تعود بالفائدة عمى صاحبيا بصورة مباشرة وكذا عمى المجتمع ككل بصفة عامة‪ ،‬وتنقسم حقوق‬
‫الممكية الفكرية إلى حقين أساسين ىما‪7‬‬
‫‪ -‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة من جية؛ ‪ -‬وحقوق الممكية الصناعية من جية أخرى وىذه االخيرة‬
‫بدورىا تحوي جممة من العناصر منيا براءة االختراع‪ ،‬الدوائر المتكاممة والعالمات التجارية ىذه التي تعتبر‬
‫مركز ورقتنا البحثية تماشيا مع محاور الممتقى‪ ،‬وكذا لما تمعبو العالمة التجارية من أىمية جد بالغة في‬
‫الحياة اليومية التجارية االقتصادية‪ ،‬إذ تعد العالمة التجارية وسيمة الضمان لممنتج والمستيمك في آن واحد‬
‫فيي تمنع اختالط منتجات تحمل عالمة معينة بمنتجات مماثمة تحمل عالمة أخرى كما تعمل عمى تكوين‬
‫الثقة في منتجات بعينيا عندما تحمل عالمة موثوق بيا ولمحيمولة من ظيور سمع متشابية اتجو المنتجون‬
‫إلى استخدام العالمة التجارية لمتعريف بمنتجاتيم والسعي إلى االتقان في الصنع لمحفاظ عمى العمالء‬
‫واستمرار جودة المنتجات بما يضمن الصمود أمام المنافسين‪.‬‬
‫كما أنيا تمعب دو اًر ميماً ضمن منظومة السياسة التسويقية والتي تتبعيا الشركات سواء لمترويج عن نفسيا‬
‫أو عن خدماتيا ومنتجاتيا مما يسيم بشكل أو بآخر في تنظيم دور الشركات صاحبة العالمة في التأثير عمى‬
‫دوافع الشراء لزبائنيا وتحقيق ميزة تنافسية عالية من خالل توظيف األموال لمحفاظ عمى الجودة والتحسين‬
‫المستمر مما يضمن السمعة الحسنة والشيرة وليذا كمو قام المشرع الجزائري بإرساء قواعد قانونية والتي تتمثل‬
‫في األمر ‪ 33-30‬المؤرخ في ‪ 96‬جويمية ‪ 3330‬المتعمق بالعالمات‪ ،‬ىذا االمر الذي أرسى قواعد ومبادئ‬
‫كانت ىي اإلطار القانوني الذي ينظم العالمات في الجزائر ىذا ولمتوفيق بين التشريع الوطني واالتفاقيات‬
‫والمعاىدات الدولية انضمت الجزائر الى جممة من ىذه المذكورة سمفا‪.‬‬
‫ومنو نطرح اإلشكالية التالية‪ 7‬كيف نظم المشرع الجزائري العالمة التجارية وما األسس الحمائية المقررة‬
‫ليا؟؛ وتيدف ىذه الورقة الي ‪7‬‬
‫‪ -‬تبيان اإلطار العام الذي ينظم العالمة التجارية في الجزائر؛‬
‫‪ -‬التعريف بأىمية العالمات التجارية واألضرار الناجمة عن االعتداء عمييا خاصة منيا التقميد؛‬
‫‪ -‬تدعيم جيود المشرع الجزائري بيدف تبسيط اإلطار القانوني الذي يعنى بالعالمات في الجزائر‪.‬‬
‫و من أجل اإلجابة عمى إشكالية ىذه الدراسة نقسميا الي محورين رئيسين‪ ،‬عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪04‬‬
‫"املجلة ألاكاديمية للبحوث القانونية والسياسية " املجلد الثالث – العدد ألاول‬
‫النظام القانوني للعالمة التجارية في التشريع الجزائري‬

‫المحور األول؛ اإلطار المفاىيمي لمعالمة التجارية وفق التشريع الجزائري‬


‫تمعب العالمة التجارية دو اًر ميماً في ضمان حقوق المستيمكين من أساليب الغش واالحتيال حول مواصفات‬
‫الصناعات أو البضائع أو الخدمات التي يتمقونيا من يد الصناع أو التجار أو مقدمي الخدمات‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل الرجوع عمى ىؤالء رجوعاً قانونياً مناسباً لتحديد مسؤوليتيم عن آثار تضميل جميور المستيمكين‪.‬‬
‫‪ .0‬تعريف العالمة‪ :‬يقصد بالعالمة كل إشارة أو داللة يضعيا التاجر أو الصانع عمى المنتجات التي يقوم‬
‫ببيعيا أو صنعيا لتمييز ىذه المنتجات عن غيرىا من السمع المماثمة‪ ،‬بحيث تكون قادرة عمى اثارة انتباه من‬
‫يراىا أو من يتردد عمى سمعة‪ ،‬ويمكن أن تكون عبارة عمى اسم عائميا أو اسم شخصيا أو اسما مستعا ار أو‬
‫‪1‬‬
‫وتشير العالمة إما إلى بمد اإلنتاج أو مصدر صناعة السمع أو‬ ‫اسما جغرافيا أو حتى تكون حروفا وأرقام‪،‬‬
‫مصدر بيعيا أو أنواعيا أو مرتبتيا أو ضمانيا أو طريقة تحضيرىا أو لمداللة عمى تأدية خدمة من الخدمات‪،‬‬
‫وعرفيا المشرع الجزائري عمى أنيا‪" 7‬كل الرموز القابمة لمتمثيل الخطي‪ ،‬ال سيما الكممات بما فييا أسماء‬
‫األشخاص واألحرف واألرقام‪ ،‬والرسومات أو الصور واألشكال المميزة لمسمع أو توضيبيا‪ ،‬واأللوان بمفردىا‬
‫‪2‬‬
‫أو مركبة‪ ،‬التي تستعمل كميا لتمييز سمع أو خدمات شخص طبيعي أو معنوي عن سمع وخدمات غيره"‪،‬‬
‫وفي ىذا التعريف التشريعي لممشرع الجزائري لم يفرق بين أنواع العالمات بل أعطاه تعريف واحد وموحد ىذا‬
‫أن التعريف التفصيمي يعود باألساس لدور الفقو لذا كان المشرع الجزائري موفق في الطرح خاصة من ناحية‬
‫الصياغة التي كانت عامة ذات ألفاظ ذات داللة عامة حوت كل الصور واألشكال التي تكون عمييا العالمة‬
‫في أمر الواقع‪ ،‬كما أنو بيذا التعريف فرق بين العالمة وتسميات المنشأ وكذا الوسم واإلسم والعنوان التجاري‪،‬‬
‫مع أنيا ممكن أن تشترك مع الرسوم والنماذج الصناعية في وظيفة تمييز المنتجات الصناعية عن بعضيا‬
‫البعض‪ ،‬فالشكل الخارجي لممنتجات الصناعية يؤدي ذات الوظيفة التي تؤدييا العالمة في تمييز السمعة أو‬
‫‪3‬‬
‫الخدمة عن غيرىا‪.‬‬
‫‪ .0‬صور العالمات‪ :‬لمعالمات ثالث صور اساسية وىذا يعود باألساس لموظيفة والدور التي ستقوم بو أو‬
‫المجال الذي ستوضع عميو وىي‪:‬‬
‫‪.0.0‬العالمة الصناعية‪ :‬وىى التي يضعيا الصانع لتمييز المنتجات التي يقوم بصنعيا عن مثيالتيا من‬
‫المنتجات األخرى المصنوعة‪.‬‬
‫‪.0.0‬العالمة التجارية‪ :‬وىى التي يستخدميا التجار في تمييز المنتجات التي يقومون ببيعيا بعد شرائيا سواء‬
‫من تاجر الجممة أومن المنتج مباشرة بصرف النظر عن مصدر اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪.2.0‬عالمة الخدمة‪ :‬فيي عالمة الخدمة وىى التي تخصص لتمييز خدمة مثل العالمات التي تشير إلى‬
‫خدمات النقل والسياحة والبريد السريع الدولي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Albert Chavanne, Jean Jacques burst, droit de la propriété industrtrielle, Edition Cinq, dalloz, Paris, 1998, P09.‬‬
‫‪ -2‬اٌّادة ‪ ِٓ 20‬األِز ‪ 23-20‬اٌّؤرخ ف‪ 96 ٟ‬جّاد‪ ٜ‬األ‪ٌ ٌٝٚ‬ؼاَ ‪ 9101‬اٌّ‪ٛ‬افك ‪ ٛ١ٌٛ٠ 96‬طٕت ‪ 0220‬اٌّخؼٍك باٌؼالِاث‪ ،‬ج ر ‪.11‬‬
‫‪ٛٔ -3‬ر‪ ٞ‬حّذ خاطز‪ 7‬شزح ل‪ٛ‬اػذ اٌٍّى‪١‬ت اٌفىز‪٠‬ت "اٌٍّى‪١‬ت اٌصٕاػ‪١‬ت"‪ ،‬ط‪ ،9‬دار ‪ٚ‬ائً ٌٍٕشز ‪ٚ‬اٌخ‪ٛ‬س‪٠‬غ‪ ،‬ػّاْ‪ ،0222 ،‬ص ‪.924‬‬

‫‪04‬‬
‫"املجلة ألاكاديمية للبحوث القانونية والسياسية " املجلد الثالث – العدد ألاول‬
‫النظام القانوني للعالمة التجارية في التشريع الجزائري‬

‫‪ .2‬نبذة تاريخية عن العالمات التجارية‪ :‬يعتبر قانون العالمة التجارية‪ ،‬قانوناً حديثاً نسبياً‪ ،‬وترجع بداياتو‬
‫إلى القرن التاسع عشر‪ ،‬وفي منتصفو حصل أول اعتراف قانوني فعمي في العالمة التجارية‪ ،‬فقد سنت فرنسا‬
‫تشريع العالمة التجارية في عام ‪ ،9524‬وسنت ألمانيا قانون العالمة التجارية في عام ‪ ،9541‬وأقرت‬
‫بريطانيا قانون تسجيل العالمة التجارية في عام ‪ ،9542‬كما أقرت اإلمبراطورية العثمانية (تركيا)‪ 1‬قانون‬
‫لحماية العالمة التجارية في عام ‪ .9546‬وسنت إسبانيا تشريعيا لمممكية الصناعية في عام ‪ .9636‬ووضعت‬
‫إيطاليا تشريعيا المتعمق بالعالمة التجارية في عام ‪ ،9613‬ووضعت أمريكا قانون العالمة التجارية في عام‬
‫‪.9613‬‬
‫في عام ‪ 9550‬عقد مؤتمر دبموماسي دولي في باريس تم فيو التوقيع عمى " معاىدة باريس لحماية‬
‫الممكية الصناعية "‪ 2‬من طرف كل من‪ 7‬بمجيكا‪ ،‬الب ارزيل‪ ،‬السمفادور‪ ،‬فرنسا‪ ،‬جواتيماال‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬ىولندا‪،‬‬
‫صربيا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬وسويسرا‪ ،‬وعندما دخمت المعاىدة حيز التنفيذ صادقت عمييا كل من بريطانيا وتونس‬
‫واألكوادور‪ ،‬وبذلك أصبح عدد الدول األعضاء ‪ 91‬دولة‪ ،‬ومع نياية القرن التاسع ارتفع العدد إلى ‪19‬دولة‪،‬‬
‫وخالل ىذا القرن ارتفع عدد أعضاء معاىدة باريس بشكل ممحوظ وىام وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية إذ‬
‫بمغ عدد الدول األعضاء فييا ‪ 913‬دولة‪.‬‬
‫وقد أدخمت عنيا عدة تعديالت فمعاىدة باريس لحماية الممكية الصناعية عام ‪ 9550‬تعتبر الوثيقة األولى‪،‬‬
‫التي يرتكز عمييا قانون العالمة التجارية عمى المستوى الدولي‪ ،‬والتي ما زالت سارية المفعول بالرغم من‬
‫الدمار الذي لحق بالتجارة واالقتصاد الدوليين جراء حربين عالميتين‪ ،‬فصمت بينيما بضع سنين‪ ،‬وقد أكدت‬
‫المع اىدة أسس اكتساب الحقوق في العالمة التجارية لعدد كبير من الدول المطالبين بتمك الحقوق في جميع‬
‫أنحاء العالم‪ ،‬كما أنيا ميدت الطريق أمام إبرام االتفاقيات والمعاىدات الدولية في مجال العالمات التجارية‪،‬‬
‫والجزائر انضمت لمعاىدة باريس لحماية الممكية الصناعية في سنة‪.9633 3‬‬
‫‪ .4‬وظائف العالمات التجارية‪ :‬تنبع أىمية العالمة التجارية من الوظائف التي تؤدييا‪ ،‬سواء لمصانع أو‬
‫التاجر أو لمقدم الخدمة أو المستيمك‪ ،‬فيي ميمة لدى ىؤالء عمى حد سواء ويمكن إجمالي وظائفيا فيما‬
‫يمي ‪:‬‬
‫‪ .0.4‬العالمة التجارية تحدد مصدر المنتجات والبضائع والخدمات‪ :‬تحدد العالمة التجارية المصدر‬
‫الشخصي لممنتجات أو البضائع‪ ،‬أي المنتج ليا‪ ،‬كما أنيا تحدد المصدر اإلقميمي‪ ،‬أي جية اإلنتاج أيضاً‪،‬‬
‫إذ يتمكن المستيمك بواسطة العالمة التمييز بسيولة بين منتجات أو بضائع مماثمة أو مشابية‪ ،‬كونيا تدل‬
‫عمى مصدر المنتجات أو السمع أو الخدمات‪ ،‬إذ يكفي أن يذكر المشتري اسم العالمة التي تحمميا السمعة‬

‫‪ -1‬خاٌذ ِحّذ طؼذ اٌزش‪١‬ذ‪ 7‬اٌحّا‪٠‬ت اٌجٕائ‪١‬ت ٌٍؼالِاث اٌخجار‪٠‬ت ف‪ ٟ‬إٌظاَ اٌظؼ‪ٛ‬د‪ ،ٞ‬رطاٌت ِاجظخ‪١‬ز لظُ اٌؼذاٌت اٌجٕائ‪١‬ت وٍ‪١‬ت اٌذراطاث‬
‫اٌؼٍ‪١‬ا جاِؼت ٔا‪٠‬ف اٌؼزب‪١‬ت ٌٍؼٍ‪ َٛ‬األِٕ‪١‬ت‪ ،‬اٌز‪٠‬اض‪ ،0220 ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -2‬احفالت بار‪٠‬ض ف‪ِ 02 ٟ‬ارص‪ ،9550‬اٌخاصت باٌٍّى‪١‬ت اٌصٕاػ‪١‬ت ‪ٚ‬اٌخ‪ ٟ‬ػذٌج ف‪ِ ٟ‬ؤحّز بز‪ٚ‬وظً طٕت ‪ٚ ٚ 9622‬اشٕطٓ طٕت ‪9699‬‬
‫‪ٚ‬ال٘ا‪ ٞ‬طٕت ‪ٌٕٚ ،9602‬ذْ ‪ٌٚ 9601‬شب‪ٔٛ‬ت طٕت ‪.9652‬‬
‫‪ -3‬أضّج اٌجشائز الحفال‪١‬ت بار‪٠‬ض بّ‪ٛ‬جب األِز رلُ ‪ 21-33‬اٌّؤرخ ف‪ِ 20 ٟ‬ارص ‪ٚ ،9633‬صادلج ػٍ‪ ٝ‬حؼذ‪٠‬الث ٘ذٖ االحفال‪١‬ت‬
‫بّ‪ٛ‬جب األِز ‪ 42-20‬اٌّؤرخ ف‪.9642-29-26 ٟ‬‬

‫‪04‬‬
‫"املجلة ألاكاديمية للبحوث القانونية والسياسية " املجلد الثالث – العدد ألاول‬
‫النظام القانوني للعالمة التجارية في التشريع الجزائري‬

‫التي يريد شراءىا دون حاجة لبيان أوصاف وسمات الشيء المراد شراءه‪ ،‬فمقد أضحت الحاجة إلى العالمات‬
‫كالحاجة إلى األسماء لمتفريق بين المنتوجات المختمفة في السوق‪.1‬‬
‫‪ .0.4‬العالمة التجارية رمز الثقة بصفات المنتجات والبضائع والخدمات‪ :‬تعبر العالمة التجارية عن صفات‬
‫المنتجات أو البضائع التي تميزىا‪ ،‬سواء من حيث النوع أو المرتبة أو الضمان أو طريقة التحضير‪ ،‬ويقصد‬
‫بالنوع‪ 7‬مجموع خصائص المنتجات أو البضائع التي تمتاز بيا عن خصائص منتجات أو بضائع أخرى‬
‫مماثمة أو مشابية‪ ،‬أو المرتبة‪ 7‬فيقصد بيا درجة الجودة واإلتقان لممنتجات أو البضاعة أو بيان العناصر‬
‫الداخمة في تركيبيا‪ ،‬وذلك يؤدي إلى رفع الثقة بالمنتجات والبضائع‪ ،‬ويكون دافعاً لمعمالء لتفضيل ىذه‬
‫المنتجات عن غيرىا‪ ،‬مما يدفع مالك العالمة إلى مضاعفة حرصو عمى سمعة عالمتو وثقة عمالئو بيا‪،‬‬
‫فيحرص عمى اإلبقاء عمى ىذه السمعة بذىن العمالء وتحسينيا بإتقانو صنع منتجاتو والحفاظ عمى جودتيا‪،‬‬
‫فتصبح العالمة محل ثقة عند الجميور‪ ،‬مما يؤدي إلى سرعة تصريف المنتجات أو البضائع أو الخدمات‬
‫تحت ىذه الثقة‪ ،‬وقد تستمد العالمة قوتيا من جودة المنتجات التي ترمز إلييا‪ ،‬وعمييا فإن العالمة التجارية‬
‫تحدد مركز المنتج أو الصانع أو مقدم الخدمة بين المنافسين اآلخرين‪.‬‬
‫‪ .2.4‬العالمة التجارية وسيمة لإلعالن عن المنتجات والبضائع والخدمات‪ 7‬تعتبر العالمة التجارية إحدى‬
‫وسائل اإلعالن الميمة عن المنتجات والبضائع والخدمات‪ ،‬فيي من أىم وسائل التاجر أو الصانع أو مقدم‬
‫الخدمة لإلعالن والدعاية عن عالمتو يصل إلى أذىان الناس‪ ،‬وذلك باستخدام وسيمة الدعاية المختمفة‪،‬‬
‫خاصة الراديو والتمفزيون والمجالت والصحف‪ ،‬وما إلى ذلك‪ ،‬مما قد يؤدي إلى تثبيت العالمة في ذاكرة‬
‫الناس‪ ،‬فقد أصبح من الصعب تجاىل الدور المؤثر الذي تمعبو الدعاية في جذب العمالء إلى منتجات أو‬
‫بضائع أو خدمات مشروع معين‪ ،‬لذا يحرص مالك المشروع أن يؤكد لجميور المستيمكين من خالل الدعاية‬
‫واإلعالن أن منتجاتو ىذه أفضل وأجود المنتجات الموجودة‪ ،‬ومن ىذا المنطمق قامت العديد من المؤسسات‬
‫بت خصيص استثمارات ضخمة لتوير عالماتيا التجارية وبناء صور ذىنية قوية ليا لدى المستيمك مما مكنيا‬
‫‪2‬‬
‫من النجاة من عواصف البيئات التسويقية المتقمبة والمتغيرة التي عصفت بشركات عدة‪.‬‬
‫وىذا واقع يممسو كل منا في حياتو اليومية في معظم وسائل اإلعالن المختمفة‪ ،‬خاصة الراديو والصحف‬
‫والتمفزيون‪ ،‬وحين يطمب المشتري سمعة معينة‪ ،‬فإنو يكون في الغالب قد ربط بين تمك العالمة من جية وبين‬
‫مميزات وصفات السمعة التي تحمل تمك العالمة من جية أخرى وذلك تبعاً لدعاية نشطة لتمك العالمة أو‬
‫لتجربة سابقة لتمك السمعة‪ ،‬أو لالثنين معاً‪ ،‬لذا أصبحت المشروعات االقتصادية بكافة أنواعيا تستشير‬
‫وكاالت الدعاية واإلعالن فيما يتعمق بتكوين العالمة ووسائل استعماليا في الدعاية لممنتجات‪ ،‬ونظ اًر ألىمية‬
‫ذلك تراعي دور الرعاية واإلعالن والتسويق في تكوين العالمة اعتبارات معينة‪ ،‬تيدف إلى جمب انتباه‬

‫‪ِ -1‬غزا‪ِ ٞٚ‬ح‪ ٟ‬اٌذ‪ ٓ٠‬ػبذ اٌمادر‪ 7‬حفض‪ ً١‬اٌّظخ‪ٍٙ‬ه اٌجشائز‪ٌٍ ٞ‬ؼالِت األجٕب‪١‬ت ػٍ‪ ٝ‬اٌؼالِت اٌّحٍ‪١‬ت "دراطت ِ‪١‬ذأ‪١‬ت ح‪ٛ‬ي اٌمطاع‬
‫اٌى‪ٙ‬ز‪ِٕٚ‬شٌ‪ِ ،"ٟ‬ماي بّجٍت اٌخٕظ‪ٚ ُ١‬اٌؼًّ‪ ،‬اٌؼذد ‪ ،21‬اٌجشائز‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Pelsmeaker P. D. Geuens, M. & Bergh J.V.D, 2001, Marketing Communications, Pearson Education Limited,‬‬
‫‪England, p35.‬‬

‫‪09‬‬
‫"املجلة ألاكاديمية للبحوث القانونية والسياسية " املجلد الثالث – العدد ألاول‬
‫النظام القانوني للعالمة التجارية في التشريع الجزائري‬

‫المستيمك‪ ،‬كأن تكون ذات منظر جميل‪ ،‬أو مكونة من كممة بسيطة ذات وقع موسيقي تمفت انتباه المستيمك‬
‫وتجد عنده استحساناً ليا‪.‬‬
‫‪ .4.4‬العالمة التجارية وسيمة من وسائل المنافسة المشروعة‪ :‬لمعالمة التجارية أىمية عممية بالغة‪ ،‬إذ‬
‫تعتبر إحدى الوسائل اليامة في نجاح المشروع االقتصادي‪ ،‬فيي وسيمتو في مجال المنافسة مع غيره من‬
‫المشروعات عمى الصعيد الدولي والمحمي عمى حد سواء‪ ،‬إذ تيدف إلى جذب العمالء وجميور المستيمكين‪،‬‬
‫فيي تؤدي وظيفة مزدوجة‪ ،‬إذ تخدم مصمحتين في آن واحد‪ ،‬فيي من جية تخدم مصمحة التاجر أو الصانع‬
‫أو مقدم الخدمة‪ ،‬باعتبارىا وسيمة ىؤالء لتمييز سمعيم أو بضائعيم أو خدماتيم عن غيرىا من السمع أو‬
‫البضائع أو الخدمات المماثمة أو المشابية فيصموا عن طريقيا – أي العالمة – إلى جميور المستيمكين‪،‬‬
‫ومن جية أخرى فيي تخدم جميور المستيمكين‪ ،‬إذ أنيا وسيمتيم لمتعرف عمى السمع‪ ،‬أو البضائع أو‬
‫الخدمات التي يفضمونيا وتمقى عندىم قبوالً أكثر من غيرىا ‪.‬‬
‫لذا تعتبر العالمة التجارية وسيمة ىامة من وسائل المنافسة المشروعة في مجال التعامل‪ ،‬إذ أنيا تمعب دو اًر‬
‫كبي اًر في تحقيق العدالة بين المشتغمين في قطاع التجارة والصناعة والخدمات لينال كل منيم ثقة المستيمكين‬
‫بقدر حرصو عمى تحسين منتجاتو أو بضائعو أو خدماتو والمحافظة عمى جودتيا من أجل كسب الشيرة‬
‫المأمولة‪.‬‬
‫‪ .4.4‬العالمة التجارية ضمان لحماية جميور المستيمكين‪ :‬تعــتبر التجارة من أىم وجوه النشاط البشري‬
‫فائدة لما فييا من أرباح كثيرة‪ .‬فقد تعزي – ىذه األخيرة – أصحاب النفوس الضعيفة في إتباع ضروب‬
‫االحتيال والغش في ترويج صناعاتيم أو بضائعيم أو خدماتيم‪ ،‬بإخفاء عيوبيا‪ ،‬ومن ثم إظيارىا عمى غير‬
‫حقيقتيا‪ ،‬وصوالً إلى استمالة القوة الشرائية لجميور المستيمكين بصورة تضميمية‪ ،‬فيقدم جميور المستيمكين‬
‫عمى شراء تمك الصناعات أو البضائع أو الخدمات اعتقاداً منيم بأنيا تحمل المواصفات المحددة ليا والمزايا‬
‫الخاصة بيا‪ ،‬فيتبادر إلى ذىنو أن ىنالك صمة بين سمعة الغير وسمع مالك العالمة وخاصة فيما يتعمق‬
‫بالجودة والنوعية التي ألفيا المستيمك‪ 1،‬أو عمى النحو المعمن عنو‪ ،‬في حين تكون تمك الصناعات أو‬
‫البضائع أو الخدمات ليست كذلك عمى األقل دون ذلك‪ ،‬فيي تؤثر في قرار الشراء وتؤثر في عممية الشراء‬
‫‪2‬‬
‫ذاتيا‪.‬‬
‫‪ .4‬شروط تسجيل العالمة التجارية‪ :‬حتى تقرر الحماية القانونية لمعالمة يجب تسجيميا في المعيد الوطني‬
‫‪3‬‬
‫وىذا بعدة توافر جممة من الشروط التي تتوافر في العالمة ذاتيا وىذه الشروط محددة‬ ‫لمممكية الصناعية‪،‬‬
‫عمى سبيل الحصر وىي عمى النحو التالي‪7‬‬

‫‪ -1‬صالح س‪ ٓ٠‬اٌذ‪ 7ٓ٠‬اٌؼالِاث اٌخجار‪٠‬ت ‪ٚ‬طٕ‪١‬ا ‪ٚ‬د‪١ٌٚ‬ا‪ ،‬دار اٌثمافت ٌٍٕشز ‪ٚ‬اٌخ‪ٛ‬س‪٠‬غ‪ ،‬ػّاْ‪ ،0223 ،‬ص ‪.926‬‬
‫‪ِ -2‬غزا‪ِ ٞٚ‬ح‪ ٟ‬اٌذ‪ ٓ٠‬ػبذ اٌمادر‪ِ ،‬زجغ طابك‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -3‬اٌّادة ‪ ِٓ 22‬األِز ‪ 23-20‬اٌّخؼٍك باٌؼالِاث‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫"املجلة ألاكاديمية للبحوث القانونية والسياسية " املجلد الثالث – العدد ألاول‬
‫النظام القانوني للعالمة التجارية في التشريع الجزائري‬

‫‪ .0.4‬الشرط األول؛ أن تكون العالمة مميزة‪ :‬ال تكون العالمة محال لمحماية القانونية إال إذا كانت ذات‬
‫صفة مميزة أي ال يسجل كعالمة تجارية أو كعنصر منيا العالمة الخالية من أية صفة مميزة أو المكونة من‬
‫عالمات أو بيانات ليست إال التسمية التي يطمقيا العرف عمى المنتجات أو الرسم أو الصورة العادية ليا‪،‬‬
‫ويشترط التخاذ االسم أو المفظ بصفة عامة أن يكون شكمو ممي از كما لو كتب بحروف أو ألوان خاصة أو‬
‫بوضعو في إطار دائري أو مربع‪.1‬‬
‫وال يقصد من اشتراط تميز العالمة التجارية أن تتخذ شكال مبتك ار أو عمال فنيا مجيدا‪ ،‬وانما كل ما يقصد‬
‫ىو تميز العالمة عن غيرىا من العالمات التي توضع عمى نفس السمعة أو السمع المثيمة لمنع حصول‬
‫المبس لدى المستيمك العادي‪ .‬فالعالمة التي تتألف من أشكال ىندسية مألوفة كمثمث أو مربع ال تعد عالمة‬
‫صحيحة‪ ،‬وكذلك العالمات المجردة من أي صفة مميزة‪ ،‬إذ يتعين أن يتوافر في العالمة مظي ار إجماليا خاصا‬
‫يمكنيا من أداء دورىا في الداللة عمى المنتجات وتمييزىا عن غيرىا من السمع المماثمة‪ ،‬وبناء عمى ذلك ال‬
‫يجوز تسجيل الرسوم والكممات الشائعة التي تستعمل في الداللة عمى نوعية المنتجات أو مصدرىا كعالمة‬
‫تجارية "دقمة نور"‪ " ،‬كالجبن اليولندي "" البن اليمنى" ‪.‬‬
‫كذلك العالمة التي تتكون فقط من التسمية المعتادة لمسمعة أو الخدمة التي تستخدم لمداللة عمييا‪ ،‬مثل ىذه‬
‫التسمية ال تعتبر عالمة صحيحة ألنيا تعتبر جزءا من المغة التي يممك الجميع استعماليا‪ ،‬فال يجوز ألحد أن‬
‫يستأثر بمفرده بالتسمية ويمنع غيره من استعماليا‪ .‬وقد ذىب القضاء المصري إلى انو ال يجوز اتخاذ كممة‬
‫"نباتي" عالمة تجارية لتمييز نوع من المسمى النباتي‪ ،‬وكذلك ال تعد العالمة الوصفية عالمة صحيحة قابمة‬
‫لمحماية‪ .‬ويقصد بالعالمة الوصفية والعالمة التي تبين العناصر المكونة لمسمعة أو الصفات الجوىرية‬
‫لممنتجات‪ ،‬فمثال العالمة التي تتكون من صورة مطابقة لممنتجات‪ ،‬كصورة برتقالة لتمييز عصير البرتقال‪ ،‬ال‬
‫تكون عالمة صحيحة قابمة لحماية ألنو ال يجوز أن يتأثر تاجر واحد بحق استعـمال ىذه األوصاف‬
‫والتعبـيرات دون اآلخرين‪.‬‬
‫‪ .0.4‬الشرط الثاني؛ أن تكون العالمة جديدة‪ :‬ال تكون العالمة التجارية قابمة لمحماية القانونية إال إذا كانت‬
‫جديدة‪ ،‬لم يسبق استعماليا بمعرفة شخص آخر لتمييز منتجات مماثمة‪ ،‬وتفقد العالمة صفو الجدة فال تصمح‬
‫كعال مة تجارية إذا كانت مطابقة أو مشابية لعالمة أخرى سبق استعماليا في تمييز منتجات مماثمة أو‬
‫مشابية‪ ،‬وال يعنى التشابو ضرورة التطابق بين العالمتين بل يكفى أن يؤدى إلى اختالط األمر عمى‬
‫الجميور‪ ،‬وقد قضت محكمة النقض المصرية مثال؛ بأنو ليس الفرق في التمييز بين عالمتين ىو احتواء‬
‫العالمة عمى حروف أو رموز أو صور مما تنطوي عميو العالمة األخرى‪ ،‬وانما العبرة بالصورة العامة التي‬
‫تنطبع في الذىن نتيجة لتركيب ىذه الصور أو الرموز أو الشكل الذي تبرز بو في عالمة أخرى بصرف‬
‫النظر عن العناصر المركبة منيا وعما إذا كانت الواحدة فييا تشترك في جزء أو أكثر مما تحتويو األخرى‪،‬‬
‫والجدة المقصودة ليست ىي الجدة المطمقة فال يشترط أن تكون العالمة جديدة بالمقارنة بالعالمات‬

‫‪ -1‬طّ‪١‬ز جّ‪ ً١‬اٌفخال‪ 7ٞٚ‬اٌٍّى‪١‬ت اٌصٕاػ‪١‬ت ‪ٚ‬فك اٌم‪ٛ‬أ‪ ٓ١‬اٌجشائز‪٠‬ت‪ ،‬د‪ٛ٠‬اْ اٌّطب‪ٛ‬ػاث اٌجاِؼ‪١‬ت‪ ،‬اٌجشائز‪ ،‬د‪ ْٚ‬طٕت ٔشز‪ ،‬ص ‪.026‬‬

‫‪04‬‬
‫"املجلة ألاكاديمية للبحوث القانونية والسياسية " املجلد الثالث – العدد ألاول‬
‫النظام القانوني للعالمة التجارية في التشريع الجزائري‬

‫المستخدمة في كافة ميادين التجارة‪ ،‬وانما يشترط أن تكون العالمة جديدة بالمقارنة بالعالمات المستعممة في‬
‫تمييز المنتجات المماثمة أ و المشابية‪ .‬وعمى ذلك يجوز تسجيل كممة أو رسم الميزان كعالمة تجارية لنوع من‬
‫الصابون ولو كانت نفس العالمة سبق تسجيميا أو استعماليا لتمييز منتجات من الحموى‪ .‬ومن المقرر أن‬
‫ممكية العالمة التجارية تنشئ لصاحبيا حقا في احتكار استعمال العالمة كرمز لممنتجات أو الخدمات التي‬
‫يؤدييا المشرع‪ 1،‬وىذا الحق واجب االحترام داخل حدود الدولة بأكمميا وعمى ذلك تعتبر العالمة التجارية‬
‫جديدة إذا لم يسبق استعماليا في أي مدينة أو جزء من إقميم الدولة فإذا استخدمت العالمة لتمييز سمعة‬
‫تصنع في مدينة معينة‪ ،‬فإن ىذا يحول دون استخداميا لتمييز سمعة من ذات النوع في مدينة أخرى‪ .‬وذلك‬
‫ألن البضائع يمكن أن تتداول في كل إقميم الدولة‪ ،‬عمى أن استعمال العالمة التجارية في دولة أجنبية ال‬
‫يحول دون استخداميا في الداخل‪ ،‬إذا لم يسبق تسجيميا في الجزائر‪ ،‬وذلك ألن القانون ال يسبغ الحماية إال‬
‫عمى العالمات المسجمة ف ي الجزائر‪ ،‬ما لم تكن العالمة األجنبية عالمة مشيورة‪ ،‬وىذا طبعا باستثناء‬
‫الجراءات التسجيل الدولي لمعالمة التجارية والذي يحكمو طابع خاص‪.‬‬
‫‪ .2.4‬الشرط الثالث؛ أن تكون العالمة مشروعو‪:‬ال يكفى أن تكون العالمة مميزة‪ ،‬بل يجب فوق ذلك أن‬
‫تكون مشروعة ومن ثم ال يجوز أن تتضمن العالمة تسميات أو صور فاضحة‪ ،‬أو تستمد من نظام سياسي‬
‫مخالف لمنظام العام‪ ،‬كذلك يمتنع تسجيل الشعارات العامة واألعالم وغيرىا من الرموز الخاصة بالدولة أو‬
‫الدول األخرى أو المنظمات اإلقميمية أو الدولية وكذلك أي تقميد ليـا‪ ،‬كما يحظر تسجيل العالمات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬المطابقة أو المشابية لمرموز ذات الصبغة الدينية ورموز الصميب األحمر أو اليالل األحمر أو غيرىا من‬
‫الرموز المشابية‪ ،‬وكذلك العالمات التي تكون تقميدا ليا ‪.‬‬
‫‪ -‬صور الغير أو شعاراتو ما ال يوافق عمي استعماليا‪ ،‬والبيانات الخاصة بدرجات الشرف التي ال يثبت‬
‫طالب التسجيل حصولو عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬العالمات والمؤشرات الجغرافية التي من شأنيا أن تضمل الجميور أو تحدث لبسا لديو أو التي تتضمن‬
‫بيانات كاذبة عن مصدر المنتجات من السمع أو الخدمات أو عن صفاتيا األخرى‪ ،‬وكذلك العالمات التي‬
‫تحتوى عمى بيان اسم تجـارى وىمي أو مقمد أو مزور‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ ،‬حماية العالمات التجارية من المنظور الدولي والوطني‪ :‬العالمة حق معنوي عمى شيء‬
‫‪2‬‬
‫وكذا إن من أىم الحقوق التي تثبت‬ ‫معنوي لو قيمة مالية تمكن صاحبيا احتكار استغاللو اقتصاديا‪،‬‬
‫لصاحب العالمة بعد تسجيل عالمة في المصالح المختصة كذلك ىو تقرير الحماية القانونية والفعمية من‬
‫كل اعتداء قد يقع عمى حقوقو المشروعة‪ ،‬وىذا صونا لحقوقو وردعا لكل معتدي تسول لو نفسو المساس‬
‫بالعالمة والحقوق المتفرعة عنيا‪.‬‬

‫‪ -1‬اٌّادة ‪ ِٓ 24‬األِز ‪.23-20‬‬


‫‪ -2‬ػبذ هللا ػبذ هللا حظ‪ ٓ١‬اٌخش‪ 7َٛ‬اٌ‪ٛ‬ج‪١‬ش ف‪ ٟ‬حم‪ٛ‬ق اٌٍّى‪١‬ت اٌصٕاػ‪١‬ت ‪ٚ‬اٌخجار‪٠‬ت‪ ،‬ط‪ ،9‬دار ‪ٚ‬ائً ٌٍٕشز‪ ،‬ػّاْ‪ ،0222 ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪04‬‬
‫"املجلة ألاكاديمية للبحوث القانونية والسياسية " املجلد الثالث – العدد ألاول‬
‫النظام القانوني للعالمة التجارية في التشريع الجزائري‬

‫‪ .0‬الحماية الدولية العالمات ‪ :‬باعتبار أن الجزائر انضمت إلى مختمف االتفاقيات والمعاىدات التي تعنى‬
‫بالممكية الفكرية بصفة عامة والعالمات بصفة خاصة باستثناء اتفاقية تريبس‪ ،‬فالعالمة التجارية في الجزائر‬
‫تكون محمية أوال بمختمف النصوص القانونية الدولية‪.‬‬
‫‪ .0.0‬اتفاقية تريبس‪ 7‬من المعموم أن اتفاقية التربس تقرر نوعين من الحماية لمعالمة التجارية‪ 7‬الحماية‬
‫المدنية‪ ،‬والحماية الجنائية‪.‬‬
‫‪ -‬الحمايــة المدنيـة‪ 7‬تستند الحماية المدنية المقررة لمعالمة التجارية إلى القواعد العامة في القانون المدني‪،‬‬
‫وىى تخول لصاحبيا الحق في المطالبة بالتعويض إذا ما وقع اعتداء عمى عالمتو بأي صورة من الصور‬
‫عن طريق رفع دعوى المنافسة غير المشروعة ‪.‬‬
‫وىذه الدعوى ىي دعوى لتقرير التعويض ألورد المنافسة غير المشروعة يجوز أن يرفعيا كل من أصابو‬
‫ضرر من جراء االعتداء عمى العالمة عمى المتسبب في وقوعو لتعويضو عما لحقو من ضرر‪ ،‬وبينما ال‬
‫ترفع الدعوى الجزائية إال من مالك العالمة أو ممن آلت إليو ممكيتيا‪ ،‬فإن الدعوى المدنية ال يشترط رفعيا‬
‫من مالك العالمة‪ ،‬إذ يجوز لكل من لحقو ضرر رفعيا سواء أكان مالكا لمعالمة أم غير مالك ليا‪ ،‬ولذلك‬
‫حكم بأن الدعوى المؤسسة عمى المنافسة غير المشروعة ال تخرج عن أن تكون دعوى مسئولية عادية‬
‫أساسيا الفعل الضار‪ ،‬فيحق لكل من أصابو ضرر من فعل المنافسة غير المشروعة أن يرفع الدعوى بطمب‬
‫تعويض ما أصابو من ضرر عمى كل من شارك في إحداث ىذا الضرر متى توافرت شروط تمك الدعوى‬
‫وىى الخطأ والضرر ورابطة السببية‪ ،‬بينما ال تقبل الدعوى المؤسسة عمى تقميد العالمة التجارية إال من مالك‬
‫تمك العالمة‪ ،‬وال تقبل إال عمى من يقوم بتقميدىا أو تزويرىا‪.‬‬
‫وال يشترط في الدعوى المدنية‪ ،‬وىى دعوى المنافسة غير المشروعة‪ ،‬أن تكون العالمة مسجمة‪ ،‬عمى‬
‫خالف الدعوى الجنائية التي يشترط لقبوليا تسجيل العالمة ‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن مالك العالمة المسجمة يجوز لو أن يجمع بين الدعوى المدنية والدعوى الجنائية في‬
‫آن واحد‪ ،‬وال يمنع المالك من رفع الدعوى المدنية أن تكون الدعوى الجنائية قد رفعت وحكم فييا ببراءة‬
‫المتيم‪ ،‬ألن موضوع الدعويين ليس واحدا ‪.‬‬
‫‪ -‬الحماية الجنائية‪ :‬نظمـت المادة (‪ )39‬من اتفاقية ) ‪ ( TRIPS‬ىذا الطريق من طـرق الحماية‪ ،‬وبمقتضى‬
‫أحكام ىذه المادة ألزمت االتفاقية الدول األعضاء بتطبيق اإلجراءات والعقوبات الجنائية في مجالين أساسيين‬
‫من مجاالت حقوق الممكية الفكرية ىما ‪( :‬العالمات التجارية المسجمة إذا قمدت تقميداً عمدياً؛ حقوق المؤلف‬
‫إذا انتحمت)‪.‬‬
‫وذلك كمو إذا وقعت األفعال المؤثمة عمى نطاق تجارى‪ :‬وبجانب ذلك فقد أجازت االتفاقية تطبيق اإلجراءات‬
‫والعقوبات الجنائية عمى مجاالت أخرى من مجاالت حقوق الممكية الفكرية بشرط أن يتخذ التعدي عمييا طابع‬
‫العمد وأن يقع عمى نطاق تجارى‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫"املجلة ألاكاديمية للبحوث القانونية والسياسية " املجلد الثالث – العدد ألاول‬
‫النظام القانوني للعالمة التجارية في التشريع الجزائري‬

‫أما العقوبات التي يمكن القضاء بيـا فيي‪ 7‬الحبس والغرامة أو إحداىما ومصادرة السمع المخالفة أو أية‬
‫معدات أو مواد استخدمت في ارتكاب الجريمة واتالف السمع المخالفة‪.‬‬
‫‪ .0.0‬اتفاقية باريس لحماية الممكية الصناعية ‪ :0882‬عمى الرغم من االىتمام بتدعيم حقوق الممكية‬
‫الفكرية عمى المستوى الدولي منذ زمن بعيد‪ ،‬إال أن االتفاقيات الدولية المبرمة قبل اتفاقية التربس أغفمت‬
‫مسألة اإلنفاذ واكتفت بوضع قواعد موضوعية لتوفير الحماية عمى المستوى الدولي دون وضع قواعد وأحكام‬
‫تضمن وضع نصوص ىذه االتفاقيات موضع التنفيذ فى الدول األطراف ‪ ،‬فتركت بذلك لمتشريعات الوطنية‬
‫وضع قواعد اإلنفاذ المالئمة وقد أدى ذلك اختالف ىذه القواعد وتباينيا ‪ ،‬من حيث درجة الفاعمية‪ ،‬من دولة‬
‫إلى أخرى‪.‬‬
‫فإذا نظرنا إلى اتفاقية باريس لحماية الممكية الصناعية المبرمة فى في ‪ 33‬مارس‪ ،9550‬والتي عدلت في‬
‫مؤتمر بروكسل سنة ‪ 9633‬و واشنطن سنة ‪ 9699‬والىاي سنة ‪ ،9632‬ولندن ‪ 9601‬ولشبونة سنة‬
‫‪ ،9652‬ونجد أنيا وضعت فى المادتين ‪ 3‬مكرر‪ ،36‬بعض التدابير التي يجب عمى الدول اتخاذىا لمواجية‬
‫التعدى عمى العالمات التجارية وتقميدىا‪ ،‬وىذه التدابير تخص العالمات واألسماء التجارية دون غيرىما من‬
‫طوائف الممكية الفكرية األخرى ‪ ،‬غير أن ىذه التدابير لم تكن كافية لمتصدى لظاىرة انتياك حقوق أصحاب‬
‫العالمات التجارية وتزويرىا عمى المستوى الدولي‪.‬‬
‫‪ .2.0‬االتفاقيات الدولية في مجال العالمات التجارية‪ 7‬وتعتبر عديدة ومتنوعة نذكر منيا عمى سبيل المثال‬
‫ال عمى سبيل الحصر‪7‬‬
‫‪-‬اتفاق مدريد بشأن التسجيل الدولي لمعالمات والبروتوكول الممحق بو (بروتوكول مدريد عام ‪)9656‬؛‬
‫‪ -‬اتفاق نيس بشأن التصنيف الدولي لمبضائع والخدمات ألغراض تسجيل العالمات ( اتحاد نيس)؛‬
‫‪ -‬اتفاق فيينا المنشئ لمتصنيف الدولي لمعناصر المميزة لمعالمات ‪ 7‬اتحاد فيينا‪.‬‬
‫‪ .0‬الحماية الوطنية لمعالمة في التشريع الجزائري‪ :‬إن المشرع الجزائري وضع أسس حمائية من أجل حماية‬
‫العالمة التجارية من كل أشكال المساس والتعدي وىذا لإلدراك التام لما تشكمو العالمة التجارية من أىمية في‬
‫الحياة اليومية‪.‬‬
‫‪ .0.0‬تقميد العالمات التجارية‪ :‬يعني اختيار عالمة مشابية لعالمة تجارية محاكاتيا حيث الشكل وعادة ما‬
‫تكون ىذه العالمة مسجمة وليا حماية قانونية ويمكن لمعالقة المقمدة إحداث التباس في ذىن الجميور أو‬
‫المستيمكين مما يعد مساساً بحقوق مالك العالمة الحصرية‪.‬‬
‫‪ .0.0‬الطرق التي يتم بيا التقميد‪ :‬عادة يتم تقميد العالمات التجارية بعدة طرق نذكر منيا ‪:‬‬
‫‪ -‬من ناحية االسم يختار المقمد كاالسم الموضوع في العالمة التجارية مع تغير بعض الحروف أو إضافة‬
‫حرف ال يغير نطق الكممة أو تغير ترتيب بعض الحروف مما يقوي مخاطر االلتباس‪.‬‬
‫‪ -‬من الناحية البصرية يقوم المقمد بتقديم عالمة معتمد عمى نفس التركيب والبناء من ناحية األشكال واألوان‬
‫والرموز الداخمة في تركيب العالمة التجارية األصمية ‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫"املجلة ألاكاديمية للبحوث القانونية والسياسية " املجلد الثالث – العدد ألاول‬
‫النظام القانوني للعالمة التجارية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬المحاكاة الذىنية يتوجو التقميد إلى ذىن المستيمك من أجل خمق تقارب ذىني بين العالمة األصمية‬
‫والعالمة المقمدة ويعتمد في ذلك عمى المرادفات أو المتناقضات لمكممات التي تدخل ضمن تركيب العالمة‪.‬‬
‫‪ .2.0‬أركان جريمة تقميد العالمة التجارية‪ :‬من أجل قيام جريمة التقميد يجب أن تتوافر جممة من األركان‬
‫وىي‪7‬‬
‫‪ -‬الركن المادي لجريمة تقميد و تزوير العالمة التجارية؛ لقد طرح المشرع من خالل نص المادة ‪ 33‬و‪34‬‬
‫من االمر‪ 33-30‬المثال عمى السموك الذي يمكن أن يقوم بو الركن المادي لجريمة تزوير العالمة التجارية‪،‬‬
‫وذلك أن أشار صراحة إلى التسمية االصطالحية ليذه الجريمة) تقميد العالمة )‪ ،‬ويتمثل الركن المادي في‬
‫ىذه الجريمة بفعل التزوير أو التقميد الواقع عمى عالمة تجارية‪ ،‬فما ىو الفرق بين تزوير العالمة وتقميدىا؟‬
‫تماما لمعالمة‬
‫وتاما بحيث تبدو مطابقة ً‬
‫والمقصود بتزوير العالمة ىو نقل العالمة المسجمة نقال حر ًفيا ً‬
‫األصمية وكقاعدة عامة‪ ،‬فإن تزوير حقوق العالمة التجارية يعني إستعمال نسخ طبق األصل عنيا أو طباعة‬
‫خداعا لدى‬
‫ً‬ ‫عالمة مسجمة أو تزييفيا بقصد بيع سمعة أو األعالن عن سمعة يحتمل أن تسبب تشوي ًشا أو‬
‫المستيمك مما يرتب مسؤولية التزوير‪.‬أما التقميد فيو إتخاذ عالمة تشبو فى مجموعيا العالمة األصمية ‪ ،‬مما‬
‫قد يؤدي الى تضميل الجميور أو خداعو لظنو أن العالمة أصمية‪ ،‬وبمعنى اخر‪ ،‬إذا أقتصر النقل عمى مجرد‬
‫نقل العناصر األساسية لمعالمة أو نقل بعضيا نقال حر ًفيا مع إجراء اإلضافات أو التغيرات فإن ذلك يعد‬
‫تزوير ليا ‪.‬ومتى كانت العالمة مزوره فاألمر ال يثير صعوبة ألن التشابو بين العالمة‬
‫ًا‬ ‫تقميدا لمعالمة ال‬
‫ً‬
‫تاما‪ ،‬عمى خالف التقميد الذى يقتضى إجراء المقارنة بين العالمتين لتحديد‬
‫األصمية والعالمة المزورة يكون ً‬
‫وجوه االختالف والتشابو بينيما‪.‬‬
‫إن الحكم بتوافر الركن المادي لجريمة تزوير العالمة التجارية يختمف في فعل التزوير عنو في التقميد‪ ،‬إذ‬
‫تماما لمعالمة األصمية يقتضي توافر الركن المادي ليذه الجريمة وىو ىنا فعل‬
‫أن مجرد وجود عالمة مطابقة ً‬
‫تزوير‪ ،‬أما مجرد وجود عالمة قريبة الشبو من العالمة األصمية فيو ال يستمزم بالضرورة القول بتوافر ىذا‬
‫الركن وىو ىنا فعل تقميد‪ .‬وىنا يأتي دور القضاء إلعمال سمطتو التقديرية في ىذا المجال‪ ،‬بحيث يقرر توافر‬
‫الركن المادي لجريمة التزوير إذا كان من شأن التشابو خداع الجميور وتضميمو ويقرر إنتفاءه بخالف ذلك‪.‬‬
‫‪-‬الركن المعنوي لجريمة تقميد وتزوير العالمة؛ إن جريمة تزوير العالمة التجارية‪ -‬كغيرىا من الجرائم‬
‫العمدية ‪ -‬يجب أن يتوافر فييا القصد الجرمي العام‪ ،‬وىو ما يعبر عنو بمفظ " النية" ‪ ،‬وقد" عرف عمى أنو‪7‬‬
‫"يعد القصد الجنائي متواف ار إذا ثبت اتجاه إرادة الفاعل إلى ارتكاب الفعل المكون لمجريمة‪ ،‬والى إحداث‬
‫النتيجة التي يعاقب القانون عمييا في ىذه الجريمة"‪.‬‬
‫إال أن ىذا القصد الجرمي العام ال يكفي وحده لقيام الركن المعنوي لجريم تزوير العالمة التجارية‪ ،‬بل‬
‫يشترط إلى جانبو أن يتوافر القصد الجرمي الخاص وىو قصد الغش أو قصد األحتيال‪ ،1‬ويبدو أن نية‬
‫االحتيال في ىذه الجريمة مفترضة‪ ،‬ويمكن إستخالص تمك النية من جممة دالئل‪ ،‬إذ يعتبر الشخص بأنو قد‬

‫‪ -1‬فا‪٠‬ش اٌظف‪١‬ز‪ِ ٚ ٜ‬حّذ ب‪ٛ‬سبز‪ 7‬اٌم‪ٛ‬اػذ اٌؼاِت ٌمأ‪ ْٛ‬اٌجشاء‪ِ ،‬طبؼت اٌّم‪ ٜٛٙ‬األ‪ ،0290 ،ٌٝٚ‬ص ‪.915‬‬

‫‪03‬‬
‫"املجلة ألاكاديمية للبحوث القانونية والسياسية " املجلد الثالث – العدد ألاول‬
‫النظام القانوني للعالمة التجارية في التشريع الجزائري‬

‫قمد عالمة تجارية إذا صنع تمك العالمة التجارية أو أي عالمة قريبة الشبو منيا بصورة تؤدي إلى خداع‬
‫الجميور بدون موافقة صاحبيا كما أن جريمة التقميد ال تقع إال إذا كانت العالمة التجارية مسجمة حسب‬
‫األصول الواردة في قانون العالمات ليذا فإن قيام أحد بتزوير أو تقميد العالمة التجارية المسجمة يعتبر قرينة‬
‫عمى توافر االحتيال لديو‪ ،‬إذ يعتبر تسجيل العالمة التجارية قرينة عمى عمم الغير بيا‪ ،‬ولكن ىذه القرينة‬
‫ليست من القرائن القطعية بل من قرينة بسيطة و التي يجوز إثبات عكسيا‪ ،‬ويستطيع المتيم في ىذه الجريمة‬
‫أن ينفي قصد األحتيال من خالل أمرين‪ -(:‬أن فعمو تم بموافقة صاحب العالمة التجارية األصمية‪ - ،‬أن‬
‫فعمو لم يؤد إلى إنخداع وتضميل الجميور)‪.‬‬
‫‪-‬الركن الشرعي لجريمة تقميد العالمة التجارية؛ إن مبدأ ال جريمة وال عقوبة وال تدبير أمن إال بنص ىذا ما‬
‫يحيمنا إلى البحث عن اإلطار القانوني الذي يرسي الحماية لمعالمات في الجزائر ويوقع الجزاء عمى كل من‬
‫تخول لو نفسو المساس بيا‪ ،‬وىذا ما كان مقر ار في االمر ‪ ،33-30‬والذي سنبينو عمى جانب من التفصيل‬
‫في العنوان التالي‪.‬‬
‫‪ .4.0‬الجزاء المقرر لتقميد العالمة وفق التشريع الجزائري‪ :‬إن االعتداء عمى العالمة التجارية خاصة‬
‫بتقميدىا أعتبر فعال غير مبرر‪ ،‬ىذا أن المشرع الجزائري وضع بعد االعمال التي تقع عمى العالمة من‬
‫األفعال المبررة التي يجوز لمغير القيام بيا‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 93‬من األمر ‪ "" 33-30‬ال يخول‬
‫تسجيل العالمة لصاحبيا الحق في منع الغير من أن يستخدم تجاريا وعن حسن نية‪ ،"...‬أما الحماية‬
‫المقررة من طرف المشرع الجزائري فكانت لكل فعل غير مشروع أو اعتداء‪.‬‬
‫فحماية العالمة التجارية تكون بأن لصاحب العالمة التجارية الحق في المجوء لمقضاء من أجل ردع‬
‫المعتدي بدعوى التقميد وكذا طمب التعويض المدني عن الضرر الذي سببو الغير وىنا لممحكمة أن تأمر‬
‫‪1‬‬
‫أي وقف التعدي عمى العالمة‪ ،‬والحجز التحفظي عمى البضائع التي‬ ‫بوقف كل أعمال وأشكال التقميد‪،‬‬
‫إرتكب التعدي بشأنيا أينما وجدت‪ 2،‬وىذا الحق يكون مقر ار لصاحب العالمة أصال‪ ،‬واستثناءا لممستفيد من‬
‫عقد ترخيص العالمة أن يمجأ لمقضاء من أجل رفع دعوى التقميد‪ ،‬وىذا بعد االعذار واذ لم يقم بيا صاحب‬
‫‪3‬‬
‫العالمة بنفسو‪.‬‬
‫والجزاء الذي قرره المشرع الجزائري لكل مقمد كان عمى النحو التالي‪ ..."7‬يعاقب بالحبس من ستة (‪)20‬‬
‫أشير إلى سنتين وبغرامة من مميونين وخمسمائة ألف دينار (‪0.422.22‬دج) إلى عشرة ماليين دينار‬
‫(‪02.222.222‬دج أو بإحدى ىاتين العقوبتين فقط مع‪ - :‬الغمق المؤقت أو النيائي لممؤسسة‪- ،‬‬
‫مصادرة األشياء و الوسائل واألدوات التي أستعممت‪ - ،‬إتالف األشياء محل المخالفة)‪.4‬‬

‫‪ -1‬اٌّادة ‪ ِٓ 06‬األِز ‪.23-20‬‬


‫‪ِ -2‬حّ‪ٛ‬د أحّذ ػبذ اٌحّ‪١‬ذ ِبارن‪ 7‬اٌؼالِت اٌخجار‪٠‬ت ‪ٚ‬طزق حّا‪٠‬خ‪ٙ‬ا‪ ،‬رطاٌت ِاجظخ‪١‬ز جاِؼت إٌجاح اٌ‪ٛ‬طٕ‪١‬ت‪ ،‬فٍظط‪ ،0223 ،ٓ١‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬اٌّادة ‪ ِٓ 09‬األِز ٔفظٗ‪.‬‬
‫‪ -4‬اٌّادة ‪ ِٓ 00‬األِز ٔفظٗ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫"املجلة ألاكاديمية للبحوث القانونية والسياسية " املجلد الثالث – العدد ألاول‬
‫النظام القانوني للعالمة التجارية في التشريع الجزائري‬

‫فمن نص ىذه المادة يتبين أن المشرع الجزائري قرر عقوبات أصمية وكذا عقوبات تبعية عمى جريمة التقميد‬
‫والتي صنفيا عمى حسب خطورتيا إلى جنحة التقميد‪ ،‬وىذا صونا لحماية مالكيا وحماية لممجتمع ككل‪.‬‬
‫الخاتمة‪ :‬تمعب العالمة التجارية منذ زمن بعيد دو اًر بار اًز فى الداللة عمى مصدر المنتجات‪ ،‬وال شك أن ىذا‬
‫الدور كان أقدم وظائف العالمة ظيو اًر من الناحية التاريخية‪ ،‬إذ ُعرفت ىذه الوظيفة التقميدية لمعالمة فى‬
‫المجتمعات القديمة‪ ،‬واستمرت العالمة إلى يومنا ىذا تؤدي دورىا فى الداللة عمى مصدر المنتجات‪ ،‬ثم‬
‫تطورت وظيفة العالمة نتيجة لمتغيرات االقتصادية وقيام اإلنتاج الكبير‪ ،‬فمم تعد تقتصر عمى الداللة عمى‬
‫المصدر‪ ،‬بل أصبحت رم اًز لصفات وخصائص المنتجات ودرجة جودتيا‪ ،‬فوجود العالمة يوحي بالثقة‬
‫وضمان الجودة لممستيمك‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك فقد ظيرت حديثاً وظيفة أخرى لمعالمة نتيجة لالستثمارات‬
‫الضخمة التي تخصصيا المؤسسات والشركات‪ ،‬والمبالغ المالية الطائمة التى تنفقيا فى حمالت الدعاية‬
‫واإلعالن عن العالمات لكي يتعرف الجميور عمييا وترسخ فى األذىان‪ ،‬وتعرف ىذه الوظيفة بالوظيفة‬
‫التسويقية لمعالمة ومن الغنى عن البيان أن تقميد العالمات التجارية يعرقل أداء العالمة لوظائفيا ‪ ،‬ويمحق‬
‫ضر اًر جسيماً بالمجتمع‪ ،‬إذ ال يقتصر الضرر الناتج عن التقميد عمى الصناعة والتجارة ‪ ،‬بل يمتد إلى‬
‫المستيمك الذى يقع ضحية الغش والخداع‪ ،‬وخاصة بعد أن اتسعت دائرة االتجار فى السمع التى تحمل‬
‫عالمات تجارية مزورة فشممت كل أنواع المنتجات والبضائع من مالبس ونظارات وساعات وقطع غيار‬
‫سيارات وآالت صناعية وأجيزة كيربائية‪ ،‬ىذا االمر يحتم عمى كل ذوو الشأن من إرساء قواعد قانونية وفعمية‬
‫من أجل تنظيم العالمة وجعميا تتوافق مع متطمبات التنمية‪ ،‬وكذا تكريس الحماية القانونية والتي تتماشى مع‬
‫النصوص القانونية الدولية‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬تعد العالمة التجارية أحد أىم حقوق الممكية الصناعية وأكثرىا ذيوعا فى العالم وذلك لعالقتيا المباشرة مع‬
‫المستيمك حيث أن العالمة قد تتكون من حروف أو كممات أو رسوم أو ألوان أو رموز أو أى منيا أو منيا‬
‫جميعا‪.‬‬
‫‪ -‬المشرع الجزائري كان ميتما جدا في وضع اإلطار القانوني الذي ينظم ويحمي العالمات سواء من خالل‬
‫الترسانة القانونية التي سنيا‪ ،‬أو االنضمام إلى مختمف االتفاقيات والييئات الدولية التي تعنى بالعالمات‪.‬‬
‫‪ -‬أن أىمية العالمة التجارية في الوظائف التي تؤدييا سواء لمصانع أو التاجر أو لمقدم الخدمة أو‬
‫المستيمك ومن أىم وظائفيا (‪-‬العالمة التجارية تحدد مصدر المنتجات والخدمات؛ ‪ -‬العالمة التجارية رمز‬
‫الثقة بصفات المنتجات والبضائع والخدمات؛‪ -‬العالمة التجارية وسيمة لإلعالن عن المنتجات والبضائع‬
‫والخدمات؛ ‪ -‬العالمة التجارية وسيمة من وسائل المنافسة المشروعة؛ ‪ -‬العالمة التجارية ضمان لحماية‬
‫جميور المستيمكين)‪.‬‬

‫‪44‬‬

You might also like