You are on page 1of 16

‫اإلشهار التجاري‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلشهار و خصائصه‪:‬‬

‫إن تعريف" اإلشهار يقتضي منا تعريفه ثم عرض أهم خصائصه‬

‫تعريف" اإلشهار‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫التعريف" القانوني‪ :‬عرفه المشرع الجزائري" أول مرة في المرسوم ‪ 90/39‬في المادة‬ ‫أ‪-‬‬
‫األولى منه " جميع االقتراحات أو الدعايات أو العروض أو اإلعالنات أو المنشورات" أو‬
‫التعليمات المعدة لترويج و تسويق" سلعة أو خذمة بواسطة أسانيد بصرية أو سمعية بصرية‬
‫"‪.‬‬
‫كما عرفه القانون ‪ 04/02‬بقوله " اإلشهار كل اإلعالن يهدف بصفة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة إلى ترويج بيع السلع و الخدمات مهما كان المكان أو وسائل االتصال المستعملة"‬

‫التعريف" الفقهي‪ :‬عرف اكسيتيفلد اإلشهار" بأنه" عملية اتصال تهدف الى التأثير من البائع‬ ‫ب‪-‬‬
‫الى المشتري على أساس غير شخصي‪ ،‬حيث يفصح المعلن على شخصية ‪ ،‬و يتم‬
‫اإلتصال من خالل وسائل اإلتصال العامة" و عرفته الجمعية التسويقية األمريكية بأنه "‬
‫وسيلة غير شخصية لتقديم األفكار أو السلع أو الخذمات بواسطة جهة معلومة مقابل أجر‬
‫معلوم"‪ ،‬و عرف أيضا بأنه " عملية اتصالية تستهدف أثر محدد يتمثل في إقناع الجمهور"‬
‫المستهدف" من قبل المعلن و دفعه الى سلوك يقدم فيه على الشراء أو التعامل مع الخذمة‬
‫المعلن عنها"‬

‫ج‪ -‬التعريف التجاري‪ :‬اإلشهار هو كل سلوك أو فعل من شأنه اجتذاب الجمهور‪ ،‬و هذا النوع‬
‫من اإلعالن يتعلق بالسلع التي تباع الى المشترين التي يكون الهدف منها شراء و إعادة بيعها‬
‫لتحقيق الربح‪ ،‬لذلك يحتاجون الى الرسالة اإلعالمية ‪.‬‬

‫خصاص اإلشهار‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫لإلشهار خصائص تتمثل في‪:‬‬

‫يمثل اإلشهار أداة توضيحية عامة أي موجهة بصفة عامة إلى الجمهور‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫أداة تعبيرية فاإلشهار" يوفر" الفرصة لتمكين المؤسسات" و الشركات من التعريف" بمنتجاتهم" عن‬ ‫ب‪-‬‬
‫طريق" وسائل اإلعالن‪.‬‬
‫يهدف اإلشهار إلى حث المستهلك على اقتناء السلعة من خالل التأثير على سلوكه و توطيد"‬ ‫ت‪-‬‬
‫الصلة بين المنتج و المستهلك‪.‬‬
‫أداة غير شخصية موجهة للجمهور‬ ‫ث‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشأة اإلشهار التجاري" في الجزائر‪:‬‬

‫إن أول إشهار عرفته الجزائر ظهر في صحيفة تابعة للمستعمر الفرنسي ‪ ،1830‬و لم تعرف الجزائر‬
‫أي نشاط إشهاري‪ ،‬إذ ظل حطر على وكالة هافاس و إفريك فلم التابعة لفرنسا‪ ،‬و بقيت إلى غاية‬
‫اإلستقالل إلى أن أصدرت الدولة الجزائرية مرسوم"‪ 33/301‬و المتضمن تنظيم اإلشهار" التجاري‪ ،‬ثم‬
‫األمر ‪ 67/279‬المتضمن إحداث الوكالة الوطنية للنشر و اإلشهار إلى غاية مشروع" اإلشهار" ‪1999‬‬

‫مرحلة االحتكار و السيطرة على القطاع‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫عرفت هذه المرحلة سيطرة و احتكار من قبل الوكالة الوطنية للنشر و اإلشهار‪ ،‬وكان الهدف هو‬
‫حماية المستهلك الجزائري" من القيم الغربية و األجنبية في اإلطار االجتماعي و السياسي" و االقتصادي‪.‬‬

‫وقد" كانت الوكالة تعد االفالم" االشهارية بالتعاون مع تقنين من أمريكا و لكنه توقف" بسبب قلة االنتاج‪،‬‬
‫و بعد أن ذخلت الجزائر في الصناعة انتعشت السوق االشهارية خاصة فترة ‪ 70‬و ‪ 80‬فكانت تقوم‬
‫بالتعريف" ببعض المؤسسات العمومية كنفطال و اشهار عن حليب لحظة عام ‪.1983‬‬

‫مرحلة الوكاالت الخاصة و التأسيس للسوق اإلشهاري‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫خالل سنة ‪ 1988‬تم إقرار التعددية الحزبية و السياسية في الجزائر‪ ،‬و قد شهدت هذه الفترة انشاء‬
‫عديد من الوكاالت اإلشهارية منها وكاالت تقوم بتصميم" اإلعالنات عبر الجرائد و المجالت‪ ،‬و بين‬
‫تصميم" الملصقات الجدرانية إلى غاية تصميم الرسالة االشهارية‪ ،‬و بعد استقالل التلفزيون الجزائري‬
‫عن طريق انشاء الوكالة التجارية للتلفزيون أدى إلى خلق جو من المنافسة بين هذه الوكاالت مما ساهم‬
‫في تغير حجم االستثمار" في ميدان اإلشهار و جودته‬

‫مرحلة الفراغ القانوني" و إعادة تكريس احتكار الدولة لإلشهار‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫شهدت هذه المرحلة فراغا كبيرا جسده قانون اإلعالم لسنة ‪ 1990‬السيما المادة ‪ 100‬منه‪ ،‬و التي‬
‫أحالت إلى إصدار قانون خاص باإلشهار‪ ،‬و قد ألغيت هذه المادة بموجب القانون العضوي ‪،12/05‬‬
‫مما ساهم إلى عودة الدولة إلى احتكار اإلشهار" عمال بنصوص قانونية قديمة ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وظائف" اإلشهار‪:‬‬


‫يقوم اإلشهار" بوظائف" هامة تتمثل في‪:‬‬

‫بالنسبة للمنتج و الموزع‪ :‬يمنح اإلشهار" للمنتج فرصة للتعريف بسلعه و منتجاته و خذماته‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مما ينجم عنه زيادة في حجم مبيعاته و تحسين جودة اإلنتاج و تويسع السياسة التسويقية في‬
‫السوق‪ ،‬من اجل حث المستهلكين على اقتناء هذه السلع أما بالنسبة للموزع فهو يعمل على‬
‫جذب المستهلكين للتعامل معه‪ ،‬و قد يكون الموزع تاجر تجزئة أو جملة‪...‬‬
‫بالنسبة للمستهلك‪ :‬وظيفة اإلشهار هو تعريف المستهلك بالسلعة و خصائصها و طرق و‬ ‫‪-2‬‬
‫مجاالت استعمالها" و كيفية صيانتها" و المحافظة عليها‪.‬‬
‫بالنسبة الى بعض المهن و األفراد‪ :‬يمثل اإلشهار احد النشاطات" اإلقتصادية التي تمثل مصدر‬ ‫‪-3‬‬
‫ذخل لكثير من المشروعات التجارية و أبرزها وكاالت اإلعالن و دور" الصحف و المجالت‬
‫ووسائل" النشر و اإلعالم المختلفة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تمييز اإلشهار عن بعض المفاهيم المشابهة له‪:‬‬

‫اإلشهار" و اإلعالم‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫اإلعالم هو نشر الحقائق و المعلومات و األخبار بين الجمهور بهدف تنمية الوعي السياسي" و‬
‫االجتماعي‪ ،‬و ما يميز اإلشهار عن اإلعالم هو ان األول يهدف الى ترويج المنتجات مقابل‬
‫ربح أما الثاني فهو يهدف إلى تكوين الوعي و التنوير" عن طريق مخاطبة العقل و العواطف‬
‫السامية و عرض وجهات النظر المختلفة‪.‬‬
‫اإلشهار" و الدعاية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تعرف الدعاية على انها " نشاط يؤدي" إلى التأثير في عقيدة الجمهور" باستخدام" مجموعة من‬
‫العوامل العاطفية سواء لجعله يؤمن بفكرة او عقيدة معينة أو من أجل صرفه عن ذلك‪ ،‬غير أن‬
‫اإلشهار" يؤثر على الجمهور بصورة منطقية‬
‫اإلشهار" و العالمة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫العالمة هي كل إشارة أو داللة أو تسمية او رسم يتخذه المحترف لتمييز سلعه عن غيرها و‬
‫اإلشهار" و العالمة يجتمعان في نقطة واحدة أال و هي العمل على اقناع المستهلك و حثه على‬
‫الشراء و اقتناء المنتج في حين نجد أن اإلشهار" يواكب التطورات الحالة على المنتج أما‬
‫العالمة فتظل ثابتة كونها مسجلة بطرق قانونية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الطبيعة القانونية لالشهار‪:‬‬

‫لم ينص المشرع الجزائري" صراحة على تجارية االشهار‪ ،‬إال أنه يستتج من المادة الثالثة من القانون‬
‫التجاري" النافد على االعمال التجارية بحسب الشكل و التي من ضمنها وكاالت و مكاتب االعمال مهما‬
‫كان هدفها و يدخل ضمنها وكاالت االشهار‪ ،‬أو إذا كان صادرا من تاجر ّأو لصالحه فيعد من األعمال‬
‫التجارية بالتبعية‪.‬‬

‫و ذهب جانب من الفقه أنه رغم اإليمان بدور الرسالة اإلشعاري" و أهميتها إال أن ذلك ال يؤدي"‬
‫بالضرورة الى االعتراف بقيمتها القانونية‪ ،‬إذ أنها تمثل صورة من صور المبالغات التي يسمح بها‬
‫القانون‪ ،‬بينما ذهب البعض إلى االعتراف بهذه القيمة كونه أصبح تصرف قانوني له نظامه الخاص و‬
‫قيمته القانونية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬أهداف اإلشهار‪:‬‬

‫اإلشهار" التعريفي‪ :‬و يستخدم بكثرة عندما يتم عرض منتج جديد و العمل على التحصل على‬ ‫‪-1‬‬
‫العروض‪.‬‬
‫اإلشهار" اإلقناعي‪ :‬تزيد أهميته كلما كثرت المنافسة في السوق‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اإلعالن التذكيري‪ :‬يتعلق بالسلع و الخذمات المعروفة لدى المستهلكين‪ ،‬و الغرض منه تذكير"‬ ‫‪-3‬‬
‫المستهلكين بوجود السلعة أو الخذمة و حثهم على إشباع حاجياتهم" باقتنائها‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬انواع االشهار‬

‫‪-1‬حسب الجمهور"‬

‫‪‬‬ ‫اإلشهار" الصناعي‪ :‬وهو اإلشهار الذي يستهدف شريحةً معينةً من المجتمع‪ ،‬والتي تقوم بعملية‬
‫الشراء‪ ،‬باإلضافة إلى الشريحة التي بإمكانها التأثير على اآلخرين من ناحية شراء المنتجات‬
‫‪.‬الصناعية‪ ،‬حيث تكون المنتجات في هذا النوع من اإلشهار هي منتجات صناعية‬
‫‪‬‬ ‫اإلشهار" التجاري‪ :‬وهو اإلشهار الذي تقوم به المؤسسات المنتجة من خالل استغالل الوسائل‬
‫التي من شأنها التاثير الجماعي على األفرد" وذلك بهدف كسب العمالء وزيادة عددهم أو حتّى‬
‫الحفاظ عليهم‪ ،‬من خالل تقديم المعلومات عن بعض سلعها االستهالكية التي تُهم المستهك أو‬
‫بشكل أساسي بتصريف السلع والمنتجات والتعريف"‬‫ٍ‬ ‫قنوات التوزيع الخاصة بالمنتج والتي تهتم‬
‫ٍ‬
‫مجال معين‬ ‫‪.‬بمزاياها‪ ،‬ومعرفة مدى كفاءتها في إشباع رغبة المستهلك وتحقيق أهدافه في‬
‫‪‬‬ ‫اإلشهار" المهني‪ :‬وهو اإلشهار الذي يستهدف شريحةً معينةً من الزبائن‪ ،‬خصوصاً" الزبائن‬
‫ٍ‬
‫بشكل أساسي‬ ‫الذين ينتمون إلى ٍ‬
‫مهنة معينة‪ ،‬مثل‪ :‬األطباء والمهندسين والصيادلة‪ ،‬والتي تظهر‬
‫ٍ‬
‫بشكل‬ ‫من خالل المنشورات والمطبوعات التي تكون موجهةً للجمعيات المهنية والتي تهدف‬
‫ٍ‬
‫مجموعة من األهداف‪ ،‬أهمها‬ ‫‪:‬أساسي إلى تحقيق‬
‫‪o‬‬ ‫ٍ‬
‫منتجات معينة‪ ،‬مثل‪ :‬المنتجات والمعدات واألدوات‬ ‫إقناع األشخاص المهنيين بشراء‬
‫‪.‬التي تخدمهم في مجال عملهم المهني‬
‫‪o‬‬ ‫ٍ‬
‫خاصة بزبائنهم ومرضاهم" أو شريحة المجتمع‬ ‫ٍ‬
‫منتجات معينة‬ ‫تشجيع المهنيين الختيار‬
‫ٍ‬
‫بشكل مباشر‬ ‫‪.‬التي يتعاملون معها‬

‫‪-2‬حسب الغرض‬

‫اإلشهار" االنتقائي‪ :‬وهو اإلشهار الذي يقوم على عرض المنتج من خالل التركيز" على العالمة‬ ‫‪‬‬

‫يتم رفع العالمة التجارية الخاصة بالشركة من أجل التشهير‬


‫التجارية التي يعود لها‪ ،‬حيث ّ‬
‫ألنها‬
‫وزيادة الطلب على المنتج‪ ،‬بحيث ال تستطيع الشركات المنافسة االستفادة من هذه األعمال ّ‬
‫موقعةٌ باسم الشركة األصلية الخاصة بالمنتج‪.‬‬
‫اإلشهار" التدعيمي‪ :‬وهو اإلشهار الذي يهدف إلى تذكير المستهلك بوجود" المنتج وتذكيره‬ ‫‪‬‬

‫بضرورة إعادة شرائة واستهالكه أو تعريفه بآخر التطورات الحاصلة عليه‪ ،‬بما في ذلك‬
‫ميزاته وخصائصه الفريدة التي تميزه عن غيره من المنتجات‪ ،‬باإلضافة إلى التذكير بالسلع‬
‫والمنتجات األخرى الخاصة بالشركة‪.‬‬
‫اإلشهار" الدفاعي‪ :‬وهو اإلشهار الذي يهدف بالتحدث عن النتائج التي وصل إليها المنتج من‬ ‫‪‬‬

‫ٍ‬
‫بشكل أساسي إلى الدفاع‬ ‫ناحية حجم المبيعات والحصص التي يمتلكها في السوق‪ ،‬والذي يهدف‬
‫عن المنتج والعالمة التجارية الخاصة به‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬القواعد‪ ‬المنظمة‪ ‬للرسالة‪ ‬اإلشهارية‪ ‬حسب‪ ‬الوسائل‪ ‬المشهر‪ ‬بواسطتها‬

‫الدول على وضع قواعد قانونية من شأنها حماية المستهلك‬


‫المشرع الجزائري وكباقي" تشريعات ّ‬
‫ّ‬ ‫عمل‬
‫المتلقّي للرسالة اإلشهارية من األضرار" التي قد تلحق من جراء اإلشهارات التجارية‪ ،‬والتي قد تمس‬
‫وتهدد" حياته وسالمته وحتى أمواله‪ ،‬خاصة إذا لم تحقق النتائج المرجوة من االستهالك لعدم اتفاقها‬
‫‪.‬بحاجاته األساسية‬

‫ويجب اإلشارة أنه من أجل الوصول" إلى تحديد القواعد القانونية المنظمة للرسالة اإلشهارية في‬
‫الجزائر كان يجب البحث في مختلف القوانين ذات الصلة بالمنظومة القانونية الجزائرية وذلك لعدم‬
‫‪.‬وجود نص قانوني" خاص باإلشهار‬

‫وهذا ال يعني أن فكرة اإلشهار لم تكن موجودة في الجزائر‪ ،‬بل عرفت منذ فترة االستعمار الفرنسي‪،‬‬
‫الخاصة على رأسها وكالة ”هافاس”‬
‫ّ‬ ‫وكانت اإلشهارات التّجارية مسيرة من طرف الوكاالت الكبرى‬
‫السياسة اإلعالنية في الجزائر‪ ،‬وجعلتها سوقا" لمنتوجاتها‪ ،‬ولكن وبعد االستقالل‬
‫والتي سيطرت على ّ‬
‫نص على إلغاء العمل بالقوانين‬
‫‪ ،1962‬صدر" المرسوم" رقم ‪ 301-63‬المنظم لإلشهار التجاري‪ ‬الذي ّ‬
‫الفرنسية‪ ،‬وفي إطار عمليات تأميم الشركات التي قامت بها الحكومة الجزائرية‪ ،‬كانت شركة ”هافاس”‬
‫ّ‬
‫من بين الشركات المؤممة لتجعلها وكالة وطنية للنشر واإلشهار(‪ )ANEP‬بموجب األمر رقم ‪-67‬‬
‫‪ ،279‬وتم إعادة تنظيم الوكالة الوطنية للنشر واإلشهار" بعد ذلك بموجب المرسوم رقم ‪283-86‬‬

‫السوق‪ ،‬وهذا‬
‫تبني الجزائر نظام اقتصاد" ّ‬‫النصوص القانونية في مجال تنظيم اإلشهار إلى غاية ّ‬
‫وتوالت ّ‬
‫تشريعية تتالءم والظّروف" االقتصادية الجديدة‪ ،‬وظهر‬
‫ّ‬ ‫بالمشرع" الجزائري" إلى وضع منظومة‬
‫ّ‬ ‫ما دفع‬
‫ذلك من خالل تقديم مشروع" قانون اإلشهار" لسنة ‪ ،1999‬وقد سبقه مشروعان تمهيديان هما قانون‬
‫بالرغم من‬
‫اإلشهار" لسنة ‪ 1988‬و‪ 1990‬وسنتعرض من خالل دراستنا" إلى مشروع" قانون ‪ّ 1999‬‬
‫التنظيمية للرسالة اإلشهارية بموجب الباب الثاني‬
‫تجميده من طرف" مجلس األمة‪ ،‬وذلك لتبنيه القواعد ّ‬
‫اإلشهارية‬
‫ّ‬ ‫النشاطات"‬
‫‪.‬تحت عنوان تنظيم ممارسة ّ‬
‫السلطات من إيجاد سبل‬
‫قانوني في مسألة اإلشهار‪ ،‬إال أن هذا ال يمنع ّ‬
‫ّ‬ ‫الرغم من وجود فراغ‬
‫وعلى ّ‬
‫النصوص‬
‫جزئي‪” ،‬باعتباره نشاطا تجاريا" له ضوابط”‪ ،‬ويظهر ذلك في العديد من ّ‬
‫ّ‬ ‫لتنظيمه ولو بشكل‬
‫خاصة بقطاعات أخرى‪ ،‬من‬
‫ّ‬ ‫القانونية التي أشارت لإلشهار‪ ،‬ولو بشكل غير مباشر‪ ،‬نجدها في قوانين‬
‫بينها المرسوم التنفيذي رقم ‪ 90/39‬المتعلق برقابة الجودة وقمع الغش في المادة ‪ 2‬التي عرفت‬
‫اإلشهار" كما يلي‪ ” :‬جميع االقتراحات أو الدعايات أو العروض أو خدمة بواسطة أسانيد بصرية أو‬
‫سمعية بصرية”‪.‬‬

‫وعرفه أيضا القانون رقم ‪ 04/02‬المتعلق بالممارسات التّجارية في مادته ‪” :3‬على ّأنه كل إعالن‬
‫السلع أو الخدمات مهما كان المكان أو وسائل‬
‫يهدف بصفة مباشرة أو غير مباشرة إلى ترويج بيع ّ‬
‫االتّصال المستعملة” ونصوص أخرى أيضا عرفت اإلشهار وما يمكن مالحظته من خالل التّعريفين‬
‫التطور ال يمكن‬
‫ّ‬ ‫الجزائري ذكر وسائل اإلشهار وحصرها‪ ،‬وهذا خطأ وقع فيه فمع‬
‫ّ"‬ ‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫السابقين أن‬
‫صحح هذا بفتح المجال ألي وسيلة لالتّصال تستعمل‬
‫حصر هذه الوسائل‪ ،‬أما في التّعريف الثاني فقد ّ‬
‫اإلشهار‪.‬‬

‫‪  -1‬ال ّشروط"‪ ‬العامة‪ ‬المنظمة‪ ‬للرسالة‪ ‬اإلشهارية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بالرغم من اختالف الوسائل" المعتمد عليها في هذه‬‫عملية اإلشهار" ّ‬


‫يعتبر المستهلك‪  ‬العامل المشترك في ّ‬
‫والمتعددة‬
‫ّ‬ ‫الراديو والتّلفزيون بمحطاته المختلفة‬
‫العملية‪ ،‬فنجد مثالً‪”  ‬الجرائد‪ ،‬المجاّل ت‪ ،‬أجهزة ّ‬
‫النقل وحتى في ألبسة الناس‪ .‬ولهذا وجب وضع شروط‬
‫طرقات‪ ،‬وعلى واجهة البيانات‪ ،‬في وسائل ّ‬ ‫ال ّ‬
‫وألهمية هذه الواسطة‬
‫ّ‬ ‫الرسالة اإلشهارية‪،‬‬
‫قانونية لهذه الوسائل لحماية المستهلك استباقياُ قبل عرض ّ‬
‫ّ‬
‫خولت لوزير" االتصال ضبط وسائل‬
‫اإلعالمية من المعلن إلى الجمهور‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الرسالة‬
‫المستخدمة لنقل ّ‬
‫الضبط‪ ،‬وهذا في‬
‫كالصحف واإلذاعات و التّلفزة عبر اإلنترنت بالتّنسيق" مع هيئات ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلعالم اإللكترونية‬
‫المرسوم التّنفيذي رقم ‪ 216-11‬في مادته ‪ 2‬الفقرة الثانية منه‪.‬‬

‫صالحيات منح رخص لممارسة النشاطات اإلشهارية‪ ،‬وضبط" شروطها وسبر اآلراء‬ ‫ّ‬ ‫ولوزير االتصال‬
‫المادة السابقة الذكر‪.‬‬
‫الصحافة المكتوبة‪ ،‬وهذا ما يظهر" في الفقرة الخامسة من ّ‬
‫وتوزيع ّ‬
‫ولتفعيل مهام وزير االتصال في هذا المجال صدر المرسوم" التنفيذي رقم ‪ 217-11‬المتضمن تنظيم‬
‫اإلدارة المركزية لوزارة االتصال وتشمل اإلدارة المركزية في وزارة االتصال العديد من الهياكل من‬
‫بينها‪ :‬المديرية الفرعية لنشاطات اإلشهار واالستشارة في االتصال والمكلفة بجمع‪ ،‬وتحليل المعطيات‬
‫المتعلقة باإلشهار السمعي البصري واإلشهار في الصحافة المكتوبة الوطنية بدعائمها الورقية‬
‫واإللكترونية‪.‬‬

‫وبالرغم من الفراغ القانوني في مسالة تنظيم اإلشهار إاّل أن المشرع الجزائري‪ ،‬وبموجب نصوص‬
‫ّ‬
‫قانونية متفرقة سعى لوضع ضمانات تكفل حماية المستهلك من اإلشهارات" التجارية‪ ،‬من خالل تنظيم"‬
‫الرسالة اإلشهارية قبل إصدارها" بفرض معايير قانونية موحدة لجميع الوسائل اإللكترونية المختلفة‪،‬‬
‫اإلشهارية المستعملة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خاصة حسب نوع الوسيلة‬
‫ّ‬ ‫وضوابط أخرى‬

‫وعليه سنعرض ّأوال الشروط العامة الواجب توافرها" في الرسالة اإلشهارية‪ ،‬وبعدها" الشروط" الخاصة‬
‫اإلشهارية في الفرع الثاني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالوسائل" المستعمل بواسطتها الرسالة‬

‫بداية ما هي هذه ال ّشروط العامة؟‬

‫الفرع‪ ‬األول‪ :‬ال ّشروط"‪ ‬العامة‪ ‬الواجب‪ ‬توفرها"‪ ‬في‪ ‬الرسالة‪ ‬اإلشهارية‪.‬‬

‫الضوابط" التي يجب مراعاتها‪ ،‬واحترامها قبل‬


‫إن الوسائل اإلشهارية بمختلف أنواعها تخضع لجملة من ّ‬
‫إصدار الرسالة اإلشهارية‪ ،‬والتي بموجبها" تضمن نوعا من الحامية المسبقة والوقائية للمستهلك المتلقي‬
‫لإلشهار وهي كاآلتي‪:‬‬

‫أوال‪:‬الضوابط‪ ‬المتعلقة‪ ‬بالشيء‪ ‬المعلن‪ ‬عنه‪:‬‬
‫ّ‬
‫السلعة أو الخدمة‪ ،‬يجب أن يكون محل اإلشهار مشروعاً‪.‬‬ ‫النظر عن طبيعة ّ‬‫بغض ّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬

‫نصت عليه المادة ‪05‬‬‫يجب أن يكون محال الرسالة اإلشهارية خالياً من العيوب أي سليماً‪ ،‬وهذا ما ّ‬ ‫‪‬‬

‫من مشروع قانون اإلشهار‬


‫ثانيا‪:‬الضوابط‪ ‬المتعلقة‪ ‬بالمعلن‪:‬‬

‫بموجب المادة ‪ 22‬من مشروع قانون اإلشهار لسنة ‪ ،1999‬يجب على المعلن أن يلتزم بإظهار اسمه‬ ‫‪‬‬

‫في اإلشهار التّجاري‪.‬‬


‫أن يكون جاداً في عرضه للمنتجات والخدمات‪ ،‬فيجب أن يكون ما عرضه متوفراً‪ "،‬فال يجوز‬ ‫‪‬‬

‫بكميات كبيرة مثال‪ ،‬أو أن يكون العرض محدوداً‪ ،‬بل يجب أن تفي هذه‬
‫اإلشهار" على سلعة ال تتوفّر ّ‬
‫للرسالة اإلشهارية‪.‬‬
‫األخيرة بطلبات المستهلكين المتلقين ّ‬
‫الصادق بمحتويات" المنتج أو الخدمة‪ ،‬وذلك بواسطة وضع بيانات صحيحة تصف هذه‬
‫التّصريح ّ‬ ‫‪‬‬

‫نصت على ضرورته المادة ‪ 18‬من مشروع اإلشهار لسنة ‪ 1999‬كما يلي‪ ” :‬يجب‬‫األخيرة‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫أن يكون اإلعالن التّجاري صادقا ومطابقا للحقيقة من جميع الوجوه”‪.‬‬
‫الضوابط"‪ ‬المتعلقة‪ ‬بالرسالة‪ ‬اإلشهارية‪ ‬في‪ ‬حد‪ ‬ذاتها‪ : ‬وهي‪ ‬كاآلتي‬
‫ثالثا‪ّ  :‬‬
‫السند اإلشهاري" ويمنع وال يؤخذ باإلشهار" المجهول‪.‬‬
‫الرسالة اإلشهارية مهما كان ّ‬
‫تحديد هوية ّ‬ ‫‪‬‬

‫الرسالة اإلشهارية‪ ،‬يلتزم المعلن بذكر البيانات الخاصة بالمنتج أو الخدمة‬


‫صحة البيانات الواردة في ّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬

‫بشكل صحيح حتى ولو كان هدفه التأثير على نفس وسلوك المستهلك لجذبه القتناء المنتوج أو‬
‫الخدمة‪ ،‬فعليه التّعريف" بالمنتوج بصدق وجدية‪ ،‬فهو ملتزم باإلعالم الذي يفرضه القانون وهذا يظهر"‬
‫في المادة ‪ 17‬من القانون رقم" ‪ 09/03‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش ويظهر أيضا في المادة‬
‫األساسية لآلداب‬
‫ّ‬ ‫‪ 5‬الفقرة ‪ 3‬من مشروع" قانون اإلشهار لسنة ‪ 1989‬كما يلي‪ ” :‬إضافة إلى القواعد‬
‫تنص على أنه‪” :‬ينبغي‬
‫واألمانة والصدق…”‪ ،‬والمادة ‪ 38‬من دفتر ال ّشروط الخاص بالتلفزيون والتي ّ‬
‫أن يكون محتوى البالغات اإلشهارية مطابقا لمقتضيات الصدق واللياقة واحترام األشخاص”‪ ،‬وتقابلها‬
‫نص المادة ‪ 37‬من دفتر الشروط الخاصة باإلذاعات‪.‬‬
‫ألن المعلن ال‬
‫فإن اإلشهار ال يمكنه أن يكون صادقاً بصفة مطلقة ألنه ال يقول كل الحقيقة‪ّ ،‬‬
‫ومع ذلك ّ‬
‫يركز إال على مزايا السلع والخدمة في إشهاره‪ ,‬وهكذا يبقى على المستهلك التزود بالفطنة والحذر" عند‬
‫الرسالة اإلشهارية‪.‬‬
‫تلقيه ّ‬
‫_لغة اإلشهار" يجب أن يعتمد المعلن على لغة بسيطة ليفهمها جميع المستهلكين‪ ،‬فاستعمال اللّغة العربية‬
‫الدستور" الجزائري لسنة‬
‫الرموز" الوطنية المنصوص عليها في المادة ‪ 3‬من ّ‬
‫باإلضافة لكونها رمزاَ من ّ‬
‫وتنص المادة ‪ 31‬من نفس القانون‬
‫ّ‬ ‫‪ ،2016‬نص عليها القانون رقم" ‪ 05-91‬المتعلق بتعميم استعمال‬
‫على معاقبة كل مخالف ألحكام المادة ‪ 19‬المذكورة سابقاً‪.‬اللغة العربية في المادة ‪19‬‬

‫نصت أيضا المادة ‪ 10‬من مشروع قانون اإلشهار على أن‪ ” :‬كل إشهار تبثّه الوسائل‬ ‫باإلضافة لذلك ّ‬
‫السمعية‪ -‬البصرية في الجزائر‪ ،‬يجب أن يكون باللّغة العربية”‪.‬وتلزم" كل هذه المواد استخدام اللغة‬
‫ّ‬
‫الضرورة خاصة إذا كانت القنوات‬
‫العربية كلغة أصلية واستثناء يسمح باستخدام" لغة أجنبية عند ّ‬
‫اإلذاعية والتلفزيونية موجهة للخارج‪.‬‬

‫الحصول على ترخيص مسبق في بعض اإلشهارات" التّجارية‪ ,‬وذلك في الحاالت التالية‪:‬‬
‫الرسالة‪ ‬اإلشهارية‪:‬‬
‫_‪ ‬محل‪ّ  ‬‬
‫الصيدالنية والطبية‬
‫يشترط" التّرخيص المسبق لعرض اإلشهارات التجارية بالنسبة لمواد معينة كالمواد ّ‬
‫وهذا ألزم المشرع الجزائري" بموجب نص المادة ‪ 06‬من المرسوم" التنفيذي رقم" ‪ 286-92‬المتعلق‬
‫الطب البشري ويصدر هذا‬
‫ّ‬ ‫الصيدالنية ذات االستعمال في‬
‫الطبي والعلمي حول المواد ّ‬
‫باإلعالم ّ‬
‫الصحة العمومية بعد أخذ رأي لجنة مراقبة اإلعالم الطبي والعلمي" حول‬
‫الترخيص من قبل وزير ّ‬
‫المواد الصيدالنية‪ ،‬فما على الراغب بالحصول" على هذا التّرخيص بتقديم مشروع عن الرسالة‬
‫اإلشهارية‪ ،‬إال التّوجه للجهات المعنية السابقة‪.‬‬

‫الصيدالنية مقصور على المنتجات‬


‫ّ‬ ‫وهذا ما كان نص المادة ‪ 10‬من نفس القانون‪ ،‬وإ ن إشهار المواد‬
‫نصت عليه‬
‫للطب البشري وهذا ما ّ‬
‫ّ‬ ‫المصادق" عليها من قبل الوكالة الوطنية للمواد الصيدالنية المستعملة‬
‫المادة ‪ 25‬من القانون المتعلق بالصحة وترقيتها‪.‬‬

‫أما عن مشروع اإلشهار لسنة ‪ ،1999‬فقد اكتفت بمادة واحدة في هذه النقطة‪ ،‬حيث ألزم نص المادة‬
‫‪ 53‬التي أخضع فيها اإلشهار الخاص بالمواد" الصيدالنية إلى تأشيرة تمنحها السلطات المؤهلة‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة للمرسوم" التنفيذي رقم ‪ 15-06‬المؤرخ في ‪ 18‬يونيو" ‪ ،2006‬فقد وضع شروط" للممارسة‬
‫أنواع من البيوع كالبيع بالتخفيض والبيع الترويجي" والبيع في حالة تصفية المخزونات والبيع عند‬
‫مخازن التعامل البيع خارج المحالت التجارية بواسطة فتح الطرود‪.‬‬

‫المشرع في هذه األنواع من البيوع حصول العون االقتصادي" على ترخيص مسبق‪ ،‬وهذا ما‬
‫ّ‬ ‫فقد ألزم‬
‫نص المادة ‪ 16 ،12 ،8 ،6‬من نفس المرسوم التنفيذي‪.‬‬
‫يظهر في ّ‬
‫للنص‪ ‬اإلشهاري‪":‬‬
‫_في‪ ‬حالة‪ ‬استعمال‪ ‬لغة‪ ‬أجنبية‪ ‬تكملة‪ّ  ‬‬
‫المشرع باستعمال لغة أجنبية ولكن شريطة أن تكون تكملة النص العربي‬
‫ّ‬ ‫ذكرنا فيما سبق كيف سمح‬
‫مثل كلمات ال يوجد لها مرادفا باللغة العربية‪ ،‬وأيضا" في هذه الحالة اشترط المشرع الجزائري"‬
‫السالف الذكر‬
‫الحصول المعلن على ترخيص مسبق‪ ،‬وهذا في نص المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ّ 05-91‬‬
‫من دون تحديد للجهة المكلفة بذلك‪.‬‬

‫_شروط‪ ‬متعلقة‪ ‬بنوع‪ ‬معين‪ ‬من‪  ‬المسابقات‪ ‬اإلشهارية‪:‬‬

‫كتلك المسابقات التي تحفّز الجمهور على شراء المنتوجات‪ ،‬واالستفادة من الخدمات‪ ،‬وذلك بإغرائه‬
‫بهدايا وقيم مالية يحصل عليها باقتنائه لما هو معروض‪ ،‬وهذا ما يجعل اإلقبال بكثرة‪.‬‬

‫الزمنية المخصصة‬ ‫ولكن هذه المسابقات أيضا لها شروط" وجب توفّرها‪ "،‬كاسم المنظم وعنوانه‪ ،‬الفترة ّ‬
‫ّ‬
‫للمسابقة‪ ،‬وعرض الجوائز وقيمتها‪ ،‬ويشترط" اختيار الفائزين‪ ،‬مع العلم أن مشروعية المسابقة تتوقف"‬
‫الصدفة فيها واإلشهار الخاص بتسويق السيارات كذلك له شروط الستعمال الوسائل‬ ‫على عدم تدخل ّ‬
‫الترويجية إلشهار هذه العالمة أو تلك‪ ،‬وللنشاط" اإلشهاري" في هذا المجال دخل كبير بأمن الطرقات‬
‫المحدد لشروط"‬
‫ّ‬ ‫نص المادة ‪ 29‬من المرسوم" التنفيذي رقم" ‪390-08‬‬‫وسالمة المواطن وهذا ما كان ّ‬
‫وكيفيات ممارسة نشاط تسويق" السيارات والتي تمنع على الوكيل أن يقوم باإلشهار باختالف" أنواعه‪،‬‬
‫والتي من شأنها تشجيع التّصرفات الخطيرة‪ ،‬وذلك لضمان أمن مستعملي الطرق‪ ،‬وبالعكس يشجع على‬
‫اإلشهار" الذي يهدف إلى التّحسيس والوقاية‪.‬‬

‫الفرع‪ ‬الثاني‪ :‬الشروط"‪ ‬المنظمة‪ ‬لإلشهار‪ ‬حسب‪ ‬خصوصية‪ ‬الوسيلة‪ ‬اإلشهارية‪.‬‬

‫باإلضافة للشروط" العامة لكيفية اإلشهار‪ ،‬هناك أيضا شروط" أخرى يجب احترامها‪ ،‬ولكن هذه المرة‬
‫الرسالة اإلشهارية‪ ،‬فلك ّل وسيلة خصائصها" ومميزاتها التي‬
‫مرتبطة بنوع الوسيلة المعتمد عليها في نقل ّ‬
‫متفرقة وهي كاآلتي‪:‬‬
‫المشرع الجزائري ولكن دائما بموجب نصوص قانونية ّ‬ ‫ّ‬ ‫تنفرد بها‪ ،‬لذا نظمها‬

‫أوال‪:‬الضوابط‪ ‬القانونية‪ ‬لإلشهار‪ ‬في‪ ‬الوسائل‪ ‬المقروءة‪:‬‬
‫ّ‬
‫والمادة ‪ 06‬من القانون العضوي" رقم" ‪-12‬‬
‫ّ‬ ‫الدورية‬
‫النشريات ّ‬
‫دخل في مفهوم الوسائل المقروءة جميع ّ‬
‫‪ 05‬المتعلق باإلعالم‪ ‬جاء بتعريف يحددها فهي كالصحف والمجالت بكل أنواعها والتي تصدر في‬
‫النشريات الدورية لإلعالم العام والتي حددتها المادة ‪ 7‬من نفس‬
‫فترات منتظمة وصنفها إلى صنفين‪ّ ،‬‬
‫القانون بأنها كل ”نشرية تتناول خبرا حول وقائع" ألحداث وطنية ودولية‪ ،‬وتكون موجهة للجمهور”‪ ،‬أما‬
‫الصنف الثاني فيشمل الدوريات المتخصصة وهي حسب تسميتها تتناول" مواضيع خاصة وتوجه لفئات‬
‫المادة ‪ 08‬من نفس القانون‪.‬‬
‫معينة من الجمهور‪ ،‬وهذا ما نصت عليها ّ‬
‫سواء العامة أو الخاصة‪ ،‬ويظهر" ذلك في مادته ‪ 40‬التي‬ ‫ً‬ ‫الدوريات‬
‫األهمية لهذه ّ‬
‫ّ‬ ‫وقد" أعطى هذا القانون‬
‫الصحافة المكتوبة‪ ،‬والذي يتمتع باالستقاللية القانونية والمالية‪ ،‬والذي‬
‫السلطة جهازا له لضبط ّ‬ ‫وضعت ّ‬
‫السهر على احترام مقاييس اإلشهار لمراقبة هدفه ومضمونه‪.‬‬ ‫من مهامه المخولة له ّ‬
‫نص‬
‫للصحف بأنواعها دور كبير في نقل الخبر والمعلومة للقارئ أو مستهلك هذه الخدمة‪ ،‬ولهذا ّ‬
‫ّ‬
‫الحد من المساحة المخصصة لإلشهار‬
‫المشرع الجزائري بموجب المادة ‪ 28‬من قانون اإلعالم إلى ّ‬
‫ّ‬
‫للنشرية‪ ،‬وهذا حتى ولو كان اإلشهار مشروعاً"‬
‫والتي ال تزيد عن الثلث (‪ )1/3‬من المساحة اإلجمالية ّ‬
‫حتى ال يقع المستهلك في تضليل يفقد هذه الصحف المصداقية‪ ،‬وألن الهدف من هذه األخيرة حصول‬
‫المستهلك على األخبار بمختلف أنواعها‪.‬‬

‫السمعية‪ ‬والمرئية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الضوابط"‪ ‬القانونية‪ ‬لإلشهار‪ ‬في‪ ‬الوسائل‪ ‬‬
‫ثانيا‪ّ  :‬‬
‫يدخل في فئة هذه اإلشهارات كل من اإلشهارات التي تتم عن طريق" الراديو" أو التلفزيون‪ ،‬وعرفها‬
‫بالنشاط السمعي البصري على أنها اتصال في صورة خدمات‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 04-14‬المتعلق ّ‬
‫إذاعية أو تلفزية تقدم للجمهور‪ "،‬مهما كانت وسيلة بثها‪.‬‬

‫الراديو‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يقدم خدمة إذاعية وقد عرفته المادة ‪ 7‬الفقرة ‪ 10‬من المرسوم‬


‫الراديو لألجهزة السمعية أي ّ‬
‫ينتمي ّ‬
‫معدة ليستقبلها عموم‬
‫التنفيذي المذكور أعاله على أنه ”خدمة اتصاالت راديوية تكون إرساالتها ّ‬
‫الجمهور" مباشرة‪ ،‬ويمكن أن تشمل هذه الخدمة إرساالت صوتية أو تلفزية أو أنواعا أخرى من‬
‫اإلرسال”‪.‬‬

‫‪،‬بالرسائل" اإلشهارية التي تبث عن‬


‫تظهر الضوابط الموضوعة من طرف المشرع الجزائري" والخاصة ّ‬
‫الراديو في المرسوم" التنفيذي رقم ‪ 103-91‬السابق الذكر‪ ،‬والذي وضع شروط متعلقة باإلشهار‬
‫طريق" ّ‬
‫في اإلذاعة‪ ،‬وذلك من خالل جملة من االلتزامات الواردة في الفصل الرابع من دفتر الشروط‪ ،‬والتي‬
‫هي كاآلتي‪:‬‬

‫وجوب أن يطابق محتوى" الرسالة اإلشهارية مستلزمات" الصدق‪ ،‬واحترام" األشخاص‪ ،‬وهذا ما نصت‬ ‫‪‬‬

‫عليه المادة‬
‫اإلشهارية من كل أنواع وأشكال التّمييز‬
‫ّ‬ ‫الرسالة‬
‫خلو ّ‬
‫أما المادة ‪ 38‬فقد نصت على ضرورة ّ‬ ‫‪‬‬

‫العنصري" أو الجنسي‪ ،‬ومشاهد" العنف‪.‬‬


‫خاصة األطفال والمراهقين‪ ،‬وأخيراً نص‬‫ّ‬ ‫المادة ‪ 40‬ذكرت وجوب عدم استغالل اإلشهار" الجمهور‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬

‫المادة ‪ 41‬الذي يمنع كل إشهار غير مشروع ومحظور" تشريعياً‪".‬‬


‫ومع هذا تبقى وسيلة الراديو ضعيفة نوعا ما في مجال اإلشهار‪ ،‬باعتبارها تعتمد على الوصف" اللفظي‬

‫للسلعة أو الخدمة‪ ،‬وهذا ما يؤثر على إقناع الجمهور‪.‬‬

‫التلفزيون‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫للتلفزيون أهمية كبيرة وإ يجابية أكبر‪ ،‬فهو" أهم الوسائل إقباالً من الجماهير‪ ،‬وهذا ما يجعل المواد‬
‫المعروضة من خالله أكثر عرضة للمشاهدة‪ ،‬فهو" يجمع‪  ‬بين خاصيتين‪ ،‬البصر (الصورة) والسمع‬
‫الصورة الكاملة للسلعة أو الخدمة‪ ،‬مما يؤدي إلقناعه والتأثير"‬
‫(الصوت)‪ ،‬ونتيجة لذلك يعطي" للجمهور ّ‬
‫عليه‪.‬‬

‫المشرع الجزائري" خدمة البث التلفزيوني في المادة ‪ 7‬الفقرة ‪ 3‬من المرسوم" رقم ‪14/04‬‬
‫ّ‬ ‫وعرف‬
‫المذكور" سابقا بأنها‪ ” :‬كل خدمة اتصال موجهة للجمهور بواسطة إلكترونية تلتقط في آن واحد من‬
‫طرف" عموم الجمهور أو فئة منه‪ ،‬ويكون برنامجها الرئيسي مكوناً" من سلسلة متابعة من الحصص‬
‫على صور وأصوات”‪.‬‬

‫والشيء نفسه بالنسبة للتلفزيون فقد ضبطها المشرع" الجزائري بقواعد منظمة لإلشهارات التلفزيونية‪،‬‬
‫السالف الذكر‪ ،‬وما يمكن مالحظته أن‬
‫وهذا في الفصل الخامس من المرسوم التنفيذي رقم ‪ّ 101-91‬‬
‫هناك شروط" مطابقة للشروط" السابقة المتعلقة باإلشهارات اإلذاعية والمذكورة في المواد ‪-39 -38‬‬
‫الصدق والمصداقية‪ ،‬وعدم استغالل األطفال‪ ،‬وحظر إشهار المنتوجات‬
‫‪ ،41 -40‬والمتعلقة بالتزام ّ‬
‫والخدمات المحظورة قانونياً‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك نصت المادة ‪ 46‬من نفس المرسوم" التنفيذي رقم‬
‫‪ 101-91‬المذكور" أعاله على تحديد وقت البث اإلشهاري" والذي ال يتجاوز" ‪ 4‬دقائق" عن كل ساعة من‬
‫البث في المعدل سنوياً‪ ،‬وأيضا" نص المادة ‪ 48‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 04-14‬السالف الذكر‪،‬‬ ‫ّ‬
‫والذي نص على وجود" احترام القواعد القانونية والتنظيمية المتعلقة باإلشهار‪ ،‬وأيضا االمتناع عن بث‬
‫محتويات إعالمية أو إشهارية مضلّلة‪.‬‬

‫اإلشهار"‪ ‬اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫السريع أثراً كبيراً على تطور اإلشهار بوسائل حديثة متطورة‪ ،‬فقد ظهر ما‬
‫للتطور التكنولوجي" ّ‬
‫ّ‬ ‫كان‬
‫يسمى باإلشهار عن طريق" اإلنترنت أو التلفون المحمول من خالل الرسائل القصيرة (‪ ،)SMS‬أو في‬‫ّ‬
‫البريد اإللكتروني" عن طريق الرسائل اإللكترونية (‪ )Impox‬وهي رسائل دعائية تصدرها" مواقع‬
‫مختلفة‪ ،‬وتوهمك" بجائزة تنتظرك‪ ،‬فاإلنترنت تعتبر سوقا" مفتوحة للبيع والشراء‪ ،‬اإليجار‪ ،‬فما على‬
‫التّاجر إال تسجيل إعالنه صوتا وصورة‪ ،‬وهذا ما يعطي الفرصة للمستهلك بمقارنة هذه السلع أو‬
‫الخدمات من إعالن إلى إعالن وله أيضا خدمة التوصيل إلى المنزلوعند إغالقه المربع الخاص‬
‫بالرسالة باألمر" ‪ close‬يتفاجأ بعودة هذا اإلشهار‪.‬‬

‫وتتنوع" أشكال اإلشهارات اإللكترونية‪ ،‬فهناك المواقع اإللكترونية (‪ )les sites‬والبريد" اإللكتروني (‬
‫ّ‬
‫‪ )Email‬وهو رسالة يتم إرسالها عبر شبكة عامة لالتصاالت ويمكن أن تتضمن إشهارات‪ ،‬وهناك‬
‫أيضا ال ّشريط اإلعالني‪ ،‬وهو مستطيل صغير الحجم بالمقارنة بصفحة الموقع ويتواجد أعلى الصفحة‪،‬‬
‫تلقائي دون أن يطلبه مستخدم الموقع‪ ،‬وال يستطيع في الغالب التخلّص منه لعدم وجود"‬
‫ّ‬ ‫ويظهر" بشكل‬
‫أيقونة إللغائه‪ ،‬فيجد المستهلك نفسه أمام غزو من اإلشهارات‪.‬‬

‫النوع من اإلشهار – اإلشهار اإللكتروني‪ -‬ولم يحذو حذو‬


‫المشرع على هذا ّ‬
‫ّ‬ ‫ينص‬
‫وفي" الحقيقة لم ّ‬
‫التشريعات" األوروبية التي تحمي التّجارة اإللكترونية‪ ،‬وتضع جوانب قانونية لخدمات مجتمع‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫النقال بنظام ‪ GSM‬الذي أ‘لنت عنه وزارة البريد‬ ‫إلى جانب اإلنترنت هناك وسيلة الهاتف ّ‬
‫والمواصالت سنة ‪ ،1999‬وهو بمثابة انطالقة لالتصاالت الجزائرية الالسلكية‬

‫وفي" أوت ‪ 2001‬منحت الرخصة األولى لمجمع أوراسكوم لوضع شبكة الهاتف النقال باسمها التجاري‬
‫”جازي” وعام ‪ 2002‬استفادت شركة اتصاالت الجزائر من رخصة لتنظيم" نشاطاتها" للهاتف الثابت‬
‫والنقال‪ ،‬كما خولت لها أيضا بموجب المادة ‪ 03‬من القرار الوزاري" بتقديم الخدمة العامة للمواصالت‬
‫السلكية والالسلكية‪ ،‬وفي أوت ‪ 2003‬تم إنشاء موبيليس للهاتف النقال وبعدها" في ديسمبر" ‪2003‬‬
‫منحت الرخصة الثالثة لمجمع الوطنية لالتصاالت باسمه التجاري نجمة‪ ‬والتي تعرف بـ ”أوريدو” حالياً‪،‬‬
‫وأمام المنافسة القوية ما بين الثّالث مؤسسات وجد المشرع الجزائري نفسه مضطراً لضبط اإلشهار‬
‫في هذا المجال‪ ،‬وهذا بإصداره القانون رقم ‪ 2000/03‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالبريد‬
‫للسهر على وجود‬
‫الضبط للبريد والمواصالت‪ّ  ‬‬
‫والمواصالت السلكية والالسلكية وأعطت مهاما لسلطة ّ‬
‫منافسة فعلية ومشروعة في هذا المجال‪ ،‬وبهذا أصدرت هذه السلطة قرار ‪ 02‬المؤرخ في‬
‫النقال من‬
‫‪ 12/01/2011‬يحدد الشروط" واألحكام" المطبقة على العروض اإلشهارية لمتعاملي الهاتف ّ‬
‫نوع ]‪.GSM[39‬‬

‫أما عن شروط اإلشهار عن ط ريق ‪ GSM‬فهو ال يتجاوز مدة العرض الترويجي" بما فيه اإلشهار ‪30‬‬
‫يوماً‪ ،‬وال يمكن أن تقل المدة الفاصلة بين إشهارين لنفس المنتوج عن ‪ 45‬يوماً‪ ،‬أما باالختالف‬
‫للمنتوجين فال تقل المدة عن ‪ 15‬يوما‪ ،‬ويلتزم" المتعاملون بصدق المعلومة وصحتها" اتجاه زبائنهم مع‬
‫االلتزام بعدم تضليلهم‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم فإن اإلشهار باختالف أنواع رسائله سعى فيه المشرع" لوضع قواعد قانونية تضبطه‬
‫تحقيقا لحماية ووقاية المستهلك المتلقي للرسالة اإلشهارية‪ ،‬ولكن أمام المنافسة الكبيرة ما بين المتعاملين‬
‫االقتصاديين‪ ،‬واالنتشار" الواسع لإلشهار في كل مكان وزمان هذه القواعد تبقى غير كافية لوحدها‪ ،‬بل‬
‫يجب على المعلن احترام جملة من المبادئ" األخالقية واألدبية‪ ،‬وهذا ما سنعرضه فيما يلي‪:‬‬

‫المطلب‪ ‬الثاني‪ :‬المبادئ‪ ‬المتعلقة‪ ‬بالرسالة‪ ‬اإلشهارية‪.‬‬

‫باعتبار المعلن هو صاحب المادة اإلعالنية أو الرسالة اإلشهارية المراد إيصالها للمتلقي أو الجمهور‪،‬‬
‫فعليه االلتزام بإعالم هذا األخير بكل صغيرة وكبيرة في المنتوج؛ أي يقع عليه االلتزام بالتصريح‬
‫الصادق" واألمين‪ ،‬محترماً في ذلك المبادئ" العامة الواردة في مدونة القواعد الدولية في مجال اإلشهار‬
‫تحت عنوان ”أخالقيات المهنة” يهدف إليجاد نوع من االنضباط" الذاتي واالرتفاع" بأخالقيات التجارة‬
‫وذلك من خالل مراعاة اآلداب العامة واحترام القيم األخالقية‪.‬‬
‫بداية ما هي هذه اآلداب العامة الواجب احترامها" عند إصدار المعلن الرسالة اإلشهارية؟ وهذا ما‬
‫سنعرضه فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬احترام‪ ‬الرسالة‪ ‬اإلشهارية‪ ‬لآلداب‪ ‬العامة‪.‬‬

‫اآلداب العامة ما هي إال تلك األسس األخالقية التي تهدف لحفظ كيان المجتمع‪ ،‬وتمثل الجانب الخلقي‬
‫للنظام العام‪ ،‬فهي جزء ال يتجزأ منه‪ ،‬ألن النظام العام ما هو إال مجموعة من المبادئ األساسية‬
‫االجتماعية والسياسية‪ ،‬الثّقافية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬التي يقوم عليها المجتمع‪ ،‬وألن العالقة وطيدة ما بين‬
‫اإلشهار" والمجتمع ألن األول يتوجه للثاني‪ ،‬فيجب على المعلن االلتزام حين عرض منتوجاته من سلع‬
‫وخدمات عن طريق" الرسالة اإلشهارية‪ ،‬األخذ باالعتبار األسس الجوهرية والقيم األدبية لكل مجتمع‪،‬‬
‫الرسالة اإلشهارية المهذبة المتخلقة لتترك لدى الجمهور انطباعاً أدبياً حميداً‪ ،‬وبهذا تتوقف‬
‫أي اختيار ّ‬
‫حرية المعلن عند بداية حقوق المستهلك فله عرض إشهاره بمساعدة المتلقي على اتخاذ قرار" الشراء‬ ‫ّ‬
‫تنص عليه وتزيد من تأكيده عدة مواد‬
‫بدون استعمال إشهاراً يحثّه على العنف والالمباالة مثالً‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫قانونية[‪ ،]42‬فتنص المادة ‪ 45‬من المشروع" التمهيدي" لقانون اإلشهار ل سنة ‪ 1988‬على ضرورة‬
‫تجنب المعلن في إشهاراته التجارية كل ما هو مخل بالنظام العام ويحث على العنف‪ ،‬والمادة ‪ 48‬الفقرة‬
‫‪ 2‬من المشروع" التمهيدي" لقانون اإلشهار لسنة ‪ ،1992‬فينبذ" العنف ويحظر" على كل معلن أن يخل‬
‫تنص على نفس الشيء‪.‬‬
‫والمادة ‪ 51‬أيضا ّ‬
‫ّ‬ ‫باألخالق واآلداب العامة في رسالته اإلشهارية‪،‬‬

‫وأخيرا" مشروع" قانون اإلشهار" لسنة ‪ 1999‬لم ينس من خالل مواده النص على منع العنف والمشاهد‬
‫العنيفةوأهمها المادة ‪ 5‬فقرة ‪ 2‬التي تنص على أن ”يشترط في اإلشهار على الخصوص… أن ال يكون‬
‫مخالً باآلداب العامة”‪ ،‬ونص المادة ‪ 35‬منه أيضا تنص على ”يمنع كل إشهار مخالفاً للنظام العام أو‬
‫‪”.‬األمن العام‬

‫ويمنع أيضا دفتر الشروط الخاص بالتلفزيون هذا النوع من اإلشهارات الالأدبية من خالل المادتين ‪38‬‬
‫و‪ ،39‬والتي تقابلها المادتين ‪ 37‬و‪ 38‬من دفتر الشروط الخاص باإلذاعة المسموعة‪ ،‬وهذا بحصر‬
‫المبادئ المتعلقة باحترام اآلداب واألخالق" والنظام" العام فيما يلي‪:‬‬

‫منع ما هو مخالف لألخالق ومخل لآلداب في الرسالة اإلشهارية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫احترام اإلشهار للقيم الوطنية والعالمية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خلو اإلشهار" من كل ابتذال‪ ،‬وهذا ما نصت عليه أيضا المادة ‪ 34‬الفقرة ‪ 3‬من مشروع" قانون‬ ‫‪‬‬

‫اإلشهار" لسنة ‪” 1999‬يشترط" في اإلشهار" على الخصوص…‪ .‬الخلو من كل ابتذال”‪.‬‬


‫عدم اللجوء إلى مشاهد عنيفة أو المجازفة قصد تأكيد فاعلية المواد المشهر عنها في اإلشهارات‬ ‫‪‬‬

‫التجارية أو يشجع الشعوذة أو الخرافات وهذا أيضا ما دلّت عليه المادة ‪ 36‬من المشروع" السابق‬
‫الذكر‪.‬‬
‫يجب أال يتضمن اإلشهار" الموجه لألطفال والقصر أية مشاهد أو صور تلحق أضرارا بهم أو تدعو‬ ‫‪‬‬

‫الرسالة اإلشهارية للمجازفة‪.‬‬


‫ّ‬
‫الحث على التمييز العنصري" أو الجنسي بأشكاله‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪‬‬

‫أال يتضمن اإلشهار في استعمال صورة المرأة أي تلميح يمس بكرامتها وسمعتها‬ ‫‪‬‬

‫االبتعاد عن استعمال اإلشهار للترويج للعالقات الالشرعية والتي تتنافى مع القيم األخالقية والدينية‬ ‫‪‬‬

‫للمجتمع‪ ،‬وبأن ال تتضمن هذه اإلشهارات تلميح وإ شارات تخ ّل باآلداب العامة‪ ،‬وهذا ما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 39‬من مشروع" قانون اإلشهار ‪ 1999‬أيضاً‪.‬‬
‫وليس هذا وحسب‪ ،‬بل حتى قانون العقوبات نص على ردع مثل هذه التصرفات المعادية لآلداب العامة‬
‫بما فيها اإلشهار المخل بالحياء بموجب نص المادة ‪ 333‬مكرر من ق‪.‬ع‪.‬ج”يعاقب بالحبس من شهرين‬
‫إلى سنتين وبغرامة من ‪ 20000‬إلى ‪ 100000‬دج كل من وزع أو أجر أو لصق أو أقام معرض أو‬
‫عرض أو شرع في العرض للجمهور… أو زرع أو شرع في التوزيع" كل مطبوع أو محرر أو رسم‬
‫أو إعالن أو لوحات زيتية أو صور فوتوغرافية أو أصل الصورة أو أنتج أي شيء مخ ّل بالحياء”‪.‬‬

‫وما يالحظ من خالل هذه المادة أن المشرع ونظرا ألهمية الموضوع" ذكر كل ما يمس باآلداب العامة‬
‫إشهارية تحتوي على ما يمس هذه األخيرة‪ ،‬وجعل الشروع كالفعل المرتكب‪ ،‬وذكر"‬‫ّ‬ ‫وحرم" كل رسالة‬
‫بذلك عبارة ”المخل للحياء” ليترك المجال للقاضي بسلطته التقديرية وهذا كله لحماية المستهلك من‬
‫اإلشهارات غير مهذبة ومشينة‪ .‬وباإلضافة لآلداب العامة ووجوب" احترامها من قبل المعلن فعليه أيضا‬
‫االلتزام بالقيم األخالقية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬احترام‪ ‬الرسالة‪ ‬اإلشهارية‪ ‬للقيم‪ ‬األخالقية‪.‬‬

‫المتغيرات االجتماعية التي تحكم عالقات المستهلكين فيما بينهم‪،‬‬


‫ّ‬ ‫تعرف القيم على أنها مجموعة من‬
‫والتي تتطور في إطارها عالقتهم باإلشهار ونظرتهم إليه‪ ،‬ولذلك فإن لإلشهار دور أساسي" في التعبير‬
‫واالجتماعية‪ ،‬والتي تختلف من جماعة ألخرى‪ ،‬ولهذا يسعى ويعمل المعلن على‬
‫ّ‬ ‫عن قيمنا األخالقية‬
‫البحث عن هذه القيم التي تتفق فيها الكثير من المجتمعات ليجسدها في رسالته اإلشهارية‪ ،‬ليعرف‬
‫نصت‬‫الجزائري عن المجتمعات األخرى في قيمه األخالقية‪ ،‬وعلى هذا األساس ّ‬
‫ّ"‬ ‫ويختلف" المجتمع‬
‫المادة ‪ 58‬من المشروع" السابق الذكر على أنه‪” :‬يخضع اإلشهار" المستورد" والمعد للبث في الجزائر‪،‬‬
‫إلى نفس األحكام المتعلقة باإلشهار" المعد والمبث في التراب الوطني”‪.‬‬
‫وفي" هذه المادة يتساوى المشرع الجزائري" بين اإلشهار المستورد واإلشهار الوطني‪ ،‬ويخضعه لنفس‬
‫ألنه معد ويبث في الجزائر‪ ،‬لذا فهو يلتزم بكل ما يلتزم به اإلشهار الوطني" من‬
‫األحكام اإلشهارية ّ‬
‫السلع والخدمات المعلن عنها والتي‬
‫التزامات من شأنها حماية المستهلك من التّضليل في اإلشهار على ّ‬
‫الدينية أو الفلسفية أو‬
‫قد تمس بالصحة ومصالحه المادية‪ ،‬وحتى أخالقه‪ ‬من كل خدش للقناعات ّ‬
‫السياسية لألفراد‪.‬‬

‫الرسالة اإلشهارية للقيم األخالقية هي نسبية نظراً لتغير هذه األخيرة من مجتمع‬
‫إن مسألة احترام ّ‬
‫وتتحرر من‬
‫ّ‬ ‫آلخر‪ ،‬وحتى من فترة ألخرى‪ ،‬وهكذا نجد أن اإلشهارات قد تتخطّى الحدود الجغرافية‪،‬‬
‫القيود في ظل العولمة واالنفتاح االقتصادي‪ ،‬وبهذا" قد نجد أن هذا قد يؤثر على ضبط الرسالة‬
‫اإلشهارية لتتناسب والمجتمع الجزائري" اإلسالمي‪ ،‬فمهمة الرقابة تزيد صعوبة في هذه الحالة‪.‬‬

You might also like