You are on page 1of 16

‫‪www.5awarizmi.blogspot.

com‬‬

‫الفصل األول‪ :‬األعمال التجارية‬

‫المبحث األول‪ :‬النظريات المؤثرة في القانون التجاري المغربي الجديد=إن أهم النظريات المؤثرة في مدونة التجارة الجديدة‪،‬‬
‫النظرية الشخصية والنظرية الموضوعية‪ ،‬فما المقصود بهما؟؟‬
‫النظرية الشخصية‪ :‬إن الفكرة المهيمنة على هذه النظرية‪ ،‬هي جعل شخص التاجر أساس ومحور القانون التجاري‪ ،‬بمعنى‬
‫أن مقتضيات القانون التجاري تدور حول التاجر‪ .‬أما غير التاجر فيستبعد من نطاقه واو مارس أعماال تجارية‪ .‬نستشف مما‬
‫سبق‪ ،‬أن ق‪.‬ت هو قانون التجار فقط‪ ،‬أو بمعنى أدق‪ ،‬هو قانون طائفي‪ ،‬يخص طائفة التجار فقط‪.‬‬
‫النظرية الموضوعية‪ :‬على عكس النظرية الشخصية‪ ،‬تجعل النظرية الموضوعية العمل التجاري هو مناط تطبيق القانون‪،‬‬
‫والمحور الذي تدور حوله مقتضياته‪ ،‬وذلك دون االلتفات إلى الشخص القائم به‪ ،‬ما إذا كان تاجرا أم ال‪.‬‬
‫ونجد صدى هذه النظرية في ق‪.‬ت الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 7081‬وهو اعتناق عاد ومفهوم‪ ،‬على اعتبار القيم والمبادئ‬
‫التي قامت عليها الثورة الفرنسية‪ ،‬وهي قيم الحرية و المساواة بين المواطنين‪ ،‬والقضاء على نظام الطبقات والطوائف‬
‫الحرفية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬موقف مدونة التجارة الجديدة من النظريتين =تنص المادة األولى من المدونة على انه‪" :‬ينظم هذا القانون‬
‫القواعد المتعلقة باألعمال التجارية والتجار"‪.‬‬
‫من خالل هذه المادة‪ ،‬يتضح أن المشرع حاول التوفيق بين النظريتين‪ ،‬واخذ بهما معا‪ .‬وتزداد هذه الفكرة وضوحا‪ ،‬عندما‬
‫نطالع المادتين ‪ 6‬و‪ 1‬حيث نجد المشرع قد عمل قد عمل على تعداد األعمال التجارية‪ ،‬وفي نفس الوقت ركز على تحديد‬
‫صفة التاجر‪" .‬تكتسب صفة التاجر بالممارسة االعتيادية أو االحترافية لألنشطة التالية‪"....‬‬
‫إال أن النظرية الموضوعية الزالت حاضرة من خالل التعداد على سبيل المثال‪ ،‬ومن خالل اخذ المشرع باألعمال التجارية‬
‫الشكلية في المادة ‪ 9‬من المدونة‪ ،‬واألعمال التجارية المختلطة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التعداد القانوني للعمل التجاري= لم يقم المشرع المغربي بتعريف العمل التجاري‪ ،‬لكنه استعاض عن ذلك‬
‫بتعداد األعمال التجارية في المادتين ‪ 6‬و ‪ 1‬من المدونة الجديدة‪ .‬وهكذا تنص المادة السادسة على ما يلي‪ " :‬تكتسب صفة‬
‫تاجر بالممارسة االعتيادية أو االحترافية لألنشطة التالية‪:‬‬
‫‪. 7‬شراء المنقوالت المادية أو المعنوية بنية بيعها بذاتها أو بعد تهيئتها بهيئة أخرى‪ ،‬أو بقصد تأجيرها‪.2 .‬التنقيب عن المناجم‬
‫والمقالع واستغاللها‪.3 .‬النقل‪.4 .‬عملية التامين باألقساط الثابتة‪.5 .‬استغالل المستودعات والمخازن العمومية‪.6 .‬التزويد‬
‫بالمواد والخدمات‪.1 .‬البيع بالمزاد العلني‪.0 .‬توزيع الماء والكهرباء والغاز‪.9 .‬البريد والمواصالت‪.‬‬

‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪1‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬معايير التمييز بين العمل التجاري والعمل المدني‬
‫المطلب األول‪ :‬المعايير االقتصادية= تتمحور المعايير االقتصادية حول ثالث نظريات‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬نظرية المضاربة =يرى الفقه المؤيد لنظرية المضاربة التي تعني الرغبة والسعي نحو تحقيق الربح‪ ،‬هي‬
‫المعيار الحاسم للتمييز بين العمل التجاري والعمل المدني‪.‬‬
‫فحسب هذه النظرية‪ ،‬فان العمل إذا تحقق من ورائه الربح‪ ،‬فانه يعد عمال تجاريا‪ .‬وأنه يعد عمال مدنيا إذا تم بالمجان أو دون‬
‫عوض‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للجمعيات التعاونية التي تشتري السلع والبضائع‪ ،‬وتبيعها ألعضائها بسعر التكلفة‪.‬‬
‫ورغم أهمية نظرية المضاربة‪ ،‬فإنها تبقى قاصرة على تميز العمل التجاري على العمل المدني‪ ،‬على اعتبار أن هناك أعمال‬
‫تستهدف الربح‪ ،‬ومع ذلك ال تدخل ضمن األعمال التجارية‪ ،‬مثل المهن الحرة‪ :‬مهنة الطب والمحاماة والهندسة والمحاسبة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نظرية التداول = حسب هذه النظرية‪ ،‬فان تداول السلع والبضائع بين المنتج والمستهلك هو الذي يميز العمل‬
‫التجاري عن العمل المدني‪ ،‬أي تداول الثروات من وقت خروجها من يد المنتج إلى وقت وصولها إلى يد المستهلك‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬نظرية الوساطة = يتجلى مضمون هذه النظرية في أن المعيار الحاسم بين النشاط التجاري والنشاط المدني‬
‫التي تكون بين المنتج والمستهلك‪ .‬وبتعبير آخر فان كل عمل تنعدم فيه هذه الوساطة يعد من األعمال المدنية‪ ،‬كما هو عليه‬
‫الحال بالنسبة لألعمال الزراعية واإلنتاج الفكري‪...‬فالمزارع والمفكر يبيع إنتاجه ورغم ذلك يبقى نشاطه هذا عمال مدنيا‪،‬‬
‫لكونه ال تتخلله عملية الوساطة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المعايير القانونية = أمام قصور النظريات ذات األسس االقتصادية‪ ،‬تم إيجاد معايير أخرى‪ ،‬لكن هذه المرة‬
‫على أسس قانونية‪ ،‬وقد تجلت في نظرية السبب‪ ،‬ونظرية المقاولة‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬نظرية السبب = يقصد بالسبب هنا الباعث الدافع إلى التعاقد‪ ،‬ذلك أن الشخص إذا كان دافعه إلى التعاقد أو‬
‫االلتزام تجاريا‪ ،‬أي الرغبة في تحقيق الربح‪ ،‬كما العمل تجاريا‪ ،‬أما إذا كان الباعث على االلتزام مدنيا‪ ،‬كان العمل مدنيا‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نظرية المقاولة =إن العمل التجاري هو الذي يمارس في إطار مشروع أو مقاولة‪ ،‬دون االلتفات إلى طبيعة هذا‬
‫النشاط أو الغرض منه أو سعيه إلى تحقيق الربح أم ال‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬فان فكرة المشروع أو المقاولة ال فكرة العمل التجاري‬
‫هي معيار التمييز بين العمل المدني والعمل التجاري‪.‬‬
‫فالمقاولة هي ممارسة األعمال بشكل منظم قانونيا وماديا وعلى وجه التكرار وبشكل احترافي‪ ،‬بقصد تحقيق هدف المقاولة‬
‫أو المشروع‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إلى أن القانون التجاري القديم‪ ،‬كان يأخذ بنظرية المقاولة في مادته الثانية‪ ،‬المتعلقة باألعمال الممارسة في‬
‫إطار مشروع تجاري أو مقاولة بغض النظر عن طبيعتها‪ ،‬كأعمال التصنيع وأعمال التوريد والوكالة بالعمولة والمالهي‬
‫العمومية‪...‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تصنيف األعمال التجارية‬


‫المطلب األول‪ :‬األعمال التجارية الممارسة على وجه االعتياد أو االحتراف‬
‫على خالف القانون التجاري القديم‪ ،‬الذي كان يأخذ بالعمال التجارية المنفردة‪،‬فان مدونة التجارة الجديدة ‪ ،‬جاءت باألعمال‬
‫التجارية التي تمارس ألكثر من مرة على وجه االعتياد أو االحتراف‪ ،‬وبعبارة أخرى فان المدونة أصبحت تعتد بالعمل‬
‫التجاري المنظم والمهيكل في إطار مشروع أو مقاولة‪ ،‬إضافة إلى توفرها على آليات العمل التجاري من وساطة وتداول‬
‫ومضاربة من اجل تحقيق الربح‪ ،‬وهي األعمال المنصوص عليها في المادتين السادسة والسابعة‪ ،‬واهم ما يالحظ في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬أن المشرع عمل على إدخال أنشطة جديدة إلى المجال التجاري‪ ،‬لم يكن القانون القديم ينظمها‪ ،‬وذلك استجابة للتطور‬
‫االقتصادي المتسارع‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شراء المنقول بنية بيعه أو تأجيره =إن الشراء بنية البيع أو التأجير يعد نشاطا تجاريا‪ ،‬متى مورس على سبيل‬
‫االعتياد أو االحتراف‪ .‬وبالتالي فإن الممارس له تبعا لذلك يكتسب الصفة التجارية‪.‬‬
‫أوال‪_:‬الشراء‪ :‬يعد الشراء شرطا جوهريا للسعي نحو تحقيق اإلرباح التي تشكل قطب الرحى بالنسبة للعمل التجاري‪ ،‬ذلك‬
‫انه بغياب هذا الشرط‪ ،‬فان العمل ال يتصف بالصفة التجارية‪.‬‬
‫والمقصود بعملية "الشراء" هنا‪ ،‬بمعناها الواسع‪ ،‬أي باإلضافة إلى المعنى الضيق لعملية الشراء‪ ،‬التي تقتضي ملكية الشيء‬
‫المبيع مقابل دفع ثمن نقدي فان اكتساب المنقول عن طريق المقايضة يعد شراء‪.‬‬

‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪2‬‬
‫أ‪-‬األعمال الزراعية‪ :‬إن الزراعة ال تعد من قبيل األعمال التجارية‪ ،‬وتعد األعمال الزراعية العصرية أو الموجهة نحو‬
‫التصدير عمال تجاريا‪ ،‬على اعتبار ممارستها على شكل مقاولة‪ ،‬وقيامها على المضاربة بنية تحقيق األرباح‪ ،‬عن طريق‬
‫المضاربة على رأس المال والعمال واآلالت وغير ذلك‪.‬‬
‫وتبقى للقضاء سلطة تقدير األعمال الزراعية التي تدخل في نطاق العمل التجاري من غيرها‪.‬‬
‫ب‪-‬اإلنتاج الفكري =يعتبر اإلنتاج الفكري بشتى أنواعه عمال مدنيا‪ ،‬ألنه لم تسبقه عملية الشراء بنية البيع‪ ،‬على اعتبار انه‬
‫ثمرة الفكر والقريحة واإللهام‪ ،‬أي انه يخرج من كوامن النفس والفكر مباشرة‪.‬‬
‫ويقصد "باإلنتاج الفكري"‪ ،‬المؤلفات في جميع فروع العلم والمعرفة‪ ،‬مثل األلحان والشعر‪...‬ويظل العمل الفكري عمال‬
‫مدنيا‪ ،‬سواء استغله صاحبه مباشرة أو عهد به إلى الغير‪.‬‬
‫ج‪-‬المهن الحرة = كقاعدة عامة‪ ،‬تعتبر المهن الحرة أعماال مدنية‪ ،‬ولكن هناك بعض الحاالت االستثنائية‪ ،‬التي تعد بعض‬
‫المهن أعماال تجارية‪.‬‬
‫القاعدة العامة‪ :‬المهن الحرة‪ ،‬أعمال مدنية‪ :‬إن المهن الحرة‪ ،‬مثل مهنة الطب والمحاماة أو الهندسة وغيرها‪ ،‬ال تعتبر أعماال‬
‫تجارية‪ ،‬الن الممارسين لها‪ ،‬يستثمرون ملكاتهم الفكرية والعلوم ‪...‬التي اكتسبوها بواسطة التحصيل والدراسة‪.‬‬
‫االستثناء‪ :‬أول هذه االستثناءات‪ ،‬يتعلق بمهنة الصيدلة‪ ،‬ذلك انه بالرجوع إلى مدونة األدوية والصيدلة الصادرة بتاريخ ‪22‬‬
‫نونبر ‪ ،2886‬تنص على أن مهنة الصيدلية تعد تجارية‪ ،‬سواء تعلق األمر بالصيدليات والمؤسسات الصحية أو المؤسسات‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫ثاني هذه االستثناءات الذي يخص المهن الحرة‪ ،‬متعلق بالخبير المحاسب‪ ،‬والمهندس المستشار ومؤسسات التعليم الخاص‪،‬‬
‫ومكاتب الدراسات‪ ،‬التي أصبحت تدخل في األعمال التجارية في القانون المغربي‪ ،‬المرتبطة بقطاع الخدمات‪ ،‬وذلك وفق‬
‫مقتضيات مرسوم ‪ 71‬ابريل ‪ 7991‬الخاص بتوزيع األنشطة االقتصادية على الهيئات الناخبة لغرف التجارة والصناعة‬
‫والخدمات بالمغرب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يجب أن يرد الشراء على المنقوالت=حسب الفقرة األولى من المادة السادسة‪ ،‬فان الشراء يجب أن يرد على المنقول‪،‬‬
‫حتى تكتمل مقومات العمل التجاري‪ .‬أي حصول واقعة الشراء بنية البيع‪ ،‬وإضفاء بالتالي صفة تاجر على الممارسة بشكل‬
‫اعتيادي أو احترافي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ضرورة توافر قصد البيع أو التأجير= حسب الفقرة األولى من المادة السادسة من مدونة التجارة‪ ،‬فانه يجب توافر‬
‫ضرط آخر‪ ،‬وذلك بجعل الشراء نشاطا تجاريا‪.‬‬
‫إن الدافع إلى البيع أو قصد البيع يعد شرطا ضروريا وجوهريا من اجل تجارية نشاط الشراء من اجل البيع‪.‬‬
‫بعبارة أخرى‪ ،‬توافر نية البيع أو الباعث على الشراء‪ ،‬من اجل اعتبار النشاط عمال تجاريا‪ ،‬كما يجب أن تتوفر نية البيع‬
‫وقت الشراء‪ ،‬وال يهم بعد ذلك إن تمت عملية البيع أو التأجير‪.‬‬
‫إن لقضاء دور مهم في الكشف عنها‪ ،‬ألنها تعد من مسائل الواقع‪ ،‬ال تخضع لرقابة المجلس األعلى‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اكتراء المنقوالت من أجل إكرائها من الباطن= باإلضافة إلى الممارسة االعتيادية أو االحترافية‪ ،‬ال يعد كراء‬
‫المنقول من اجل إكراءه من الباطن عمال تجاريا‪ ،‬إال بتوافر ثالثة عناصر‪ ،‬وهي أن تكون هناك عملية اكتراء‪ ،‬وان يرد هذا‬
‫الكراء على المنقوالت‪ ،‬سواء كانت مادية أو معنوية‪ ،‬وذلك من اجل إكراء تلك المنقوالت من الباطن‪.‬‬
‫تبقى اإلشارة إلى أن هذا النشاط‪ ،‬ال يعد عمال تجاريا‪ ،‬إذا كانت المنقوالت قد آلت إلى الشخص عن طريق اإلرث أو الوصية‬
‫أو الهبة‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬شراء العقارات بنية بيعها على حالها أو بعد تغييرها =كانت المضاربات في التشريع التجاري الملغى‪،‬‬
‫مضاربات مدنية وليست تجارية‪ .‬وكان الشخص الممارس لها‪ ،‬ليس بتاجر ولو اتخذها حرفة معتادة‪ .‬وقد ساير القضاء‬
‫المغربي هذا الخط التشريعي‪ ،‬حيث جاء في احد األحكام‪..." :‬إن إيجار العقارات أو المحالت‪ ،‬ال يعتبر عمال تجاريا سواء‬
‫بالنسبة للمؤجر أو المستأجر ولو كانا تاجرين‪ ،‬مادام اإليجار ال يتعلق بأعمالهما التجارية"‪.‬‬
‫ويرتكز إسباغ السبغة المدنية على المضاربة العقارية على اعتبارات تاريخية‪ ،‬تتجلى أن العقار هو مناط تطبيق القانون‬
‫المدني‪،‬كما أن مفهوم التداول كان ينطلق من مفهوم المال‪ ،‬فإذا كان الشيء أو المال قابال بطبيعته للتداول‪ ،‬فهو يدخل في‬
‫نطاق األعمال التجارية‪ .‬أما إذا كان غير ذلك‪ ،‬فانه ال يجوز تداوله‪ ،‬وبالتالي يبقى خاضعا لمقتضيات القانون المدني‪.‬‬
‫أوال‪ ،‬أن تكون هناك عملية شراء قبل بيع العقار بنية تحقيق الربح‪ ،‬سواء بيع هذا العقار على حاله أو بعد إدخال تغييرات‬
‫عليه‪.‬‬

‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪3‬‬
‫ويشترط لتجارية بيع العقار‪ ،‬أن يسبقه شراء‪ ،‬سواء تم هذا الشراء بالمقابل النقدي أو بالمقايضة‪ .‬زيادة على الشراء‪ ،‬يجب أن‬
‫يكون هناك بيع لكي يعتبر هذا العمل تجاري‪ ،‬وذلك انسجاما مع ما جاء في الفقرة الثالثة من المادة السادسة‪":‬شراء العقارات‬
‫بنية بيعها على حالها أو بعد تغييرها"‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬التنقيب على المناجم والمقالع واستغاللها =تعد أعمال التنقيب عن المناجم والمقالع كقاعدة عامة من األنشطة‬
‫المدنية‪ ،‬بالنظر إلى أن عملية االستغالل يشكل المنطلق في عملية تداول األموال والثروات‪...‬وقد أصبحت هذه األعمال‬
‫تجارية حسب الفقرة الرابعة من المادة السادسة‪ .‬حيث جاء فيها‪" :‬التنقيب عن المناجم والمقالع واستغاللها متى مورست على‬
‫وجه االعتياد أو االحتراف"‬
‫الفقرة الخامسة‪ :‬النشاط الصناعي والحرفي= يعتبر النشاط الصناعي أو الحرفي من األعمال التجارية المرتبطة بعملية‬
‫التحويل‪...‬‬
‫استنادا على المفهوم القانوني للتجارية‪ ،‬فإن الصناعة تعد نشاطا تجاريا‪ ،‬باعتبار هذا النشاط يرتكز على التوسط وعلى‬
‫تحويل المواد األولية‪...‬إلى سلع وبضائع قابلة إلشباع حاجات األفراد‪.‬‬
‫وتعتبر الصناعة عمال تجاريا‪ ،‬ألنها تكون بنية المضاربة وتحقيق األرباح‪ ،‬كما أنها تقوم على عنصر التوسط‪ ،‬إذ هناك‬
‫وساطة بين المنتج والمستهلك‪.،‬‬
‫أما بالنسبة للنشاط الحرفي‪ ،‬فقد كان يعتبره المشرع عمال مدنيا‪ ،‬لكن هذا التوجه تغير تماما‪ ،‬بنص مدونة التجارة الجديدة‬
‫على أن الممارسة االعتيادية أو االحترافية للنشاط الحرفي‪ ،‬ينتج عنها اكتساب صفة التاجر‪.‬‬
‫بالرجوع إلى الفصل الثاني من ظهير ‪ 20‬يونيو ‪ 7963‬الخاص بالنظام األساسي لغرف الصناعة التقليدية‪ ،‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 7960/86/20‬هو ‪« :‬الحرفي هو شخص يقوم بعمل يدوي يتقنه بعد تعلم أو بعد ممارسة طويلة‪ ،‬و هو يقوم به لفائدته‬
‫الخاصة‪ ،‬و بمساعدة أفراد عائلته أو شركائه أو متعلمين أو مأجورين يكون عددهم ال يتعدى العشرة‪ ،‬و باستخدام طاقة‬
‫محركة‪ ،‬إذا اقتضى الحال ذلك‪ ،‬ال تفوق عشرة خيول‪ ،‬ويتولى بنفسه عمليات اإلنتاج و تصريف المنتوجات التي يحصلها و‬
‫يمارس حرفته إما في مقاولة أو في البيت»‪.‬‬
‫ومن أهم اآلثار المترتبة على إدخال النشاط الحرفي في زمرة األعمال التجارية‪ ،‬اكتساب الحرفي‪ ،‬األصل التجاري مع‬
‫إمكانية التصرف فيه بجميع التصرفات القانونية‪ ،‬مثل البيع والرهن والكراء‪ .‬أضف إلى ذلك خضوع الحرفيين إلى القوانين‬
‫المتعلقة باألكثرية التجارية‪ ،‬وعلى الخصوص ظهير ‪ 24‬ماي ‪ ،7955‬الخاص بكراء المحالت المعدة للتجارية‪..‬‬
‫الفقرة السادسة‪ :‬النقل = يعد النقل من األعمال التجارية متى مورس على سبيل االعتياد أو االحتراف‪ ،‬سواء تعلق األمر بعقد‬
‫بنقل األشخاص أو عقد نقل البضائع‪ ،‬بواسطة وسيلة نقل معينة و ذلك مقابل أجر معين‪.‬‬
‫الفقرة السابعة‪ :‬البنك والقرض والمعامالت المالية = تعتبر أعمال البنك والقرض والمعامالت المالية أنشطة تجارية متى‬
‫مورست على سبيل االعتياد أو االحتراف‪ .‬يضاف إلى ذلك انه هناك قانون بنكي هو القانون الصادر بتاريخ ‪ 6‬يوليوز‬
‫‪ ،7993‬المتعلق بقانون مؤسسات االئتمان ومراقبتها‪.‬‬
‫أما المقصود بأعمال البنك و القرض والمعامالت المالية‪ ،‬فهي مجمل الخدمات التي تقدمها األبناك لزبائنها‪ .‬حيث تشمل‬
‫استقبال الودائع النقدية‪ ،‬وفتح الحسابات التجارية‪ ،‬واالعتمادات البسيطة‪،...‬‬
‫الفقرة الثامنة‪ :‬عملية التأمين باألقساط الثابتة =عقد التامين يتوزع بين التأمين التعاضدي أو التعاوني والتامين باألقساط‬
‫الثابتة‪.‬‬
‫فالتامين ذو اإلقساط المحددة أو الثابتة هو عقد بمقتضاه يلتزم المؤمن "وهو شركة التأمين" بان يدفع إلى شخص المؤمن له‬
‫مبلغا من المال عند حصول الضرر الناتج عن الخطر المومن منه‪ ،‬مقابل قسط التامين الذي يؤديه المؤمن له للمؤمن‪.‬‬
‫أما عقد التأمين ذو األقساط الثابتة‪ ،‬هو الذي يعتبر عمال تجاريا‪ ،‬متى مورس على وجه اعتيادي أو احترافي‪ ،‬ويؤدي إلى‬
‫اكتساب صفة ال تاجر‪ .‬ذلك أن هذا النوع من التامين يكون قوامه المضاربة من اجل تحقيق الربح‪ .‬أما التامين التعاضدي أو‬
‫التبادلي‪ ،‬فغنه يبقى عمال مدنيا‪ ،‬ألنه ال يقوم على المضاربة في تحقيق الربح‪ ،‬بل يهدف إلى غاية اجتماعية‪.‬‬
‫الفقرة التاسعة‪ :‬السمسرة والوكالة بالعمولة وغيرها من أعمال الوساطة =السمسرة هو اتفاق يهدف إلى التعريف بالمتعاقدين‪،‬‬
‫وبموضوع العقد‪ ،‬في مقابل أجرة يحصل عليها السمسار من وراء هذه العملية‪ ،‬غالبا مل تكون نسبة من قيمة الصفقة‪ .‬وقد‬
‫عرفت مدونة التجارة الجديدة عقد السمسرة في المادة ‪ 485‬بأنه‪" :‬عقد يكلف بموجبه السمسار من طرف شخص بالبحث عن‬
‫شخص آخر لربط عالقة بينهما قصد إبرام عقد"‪.‬‬

‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪4‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬تعد كذلك‪ ،‬الوكالة بالعمولة من أعمال الوساطة‪ ،‬التي تستهدف توزيع وتعريف السلع والبضائع التجارية‪،‬‬
‫بين المنتجين والتجار والمستهلكين‪.‬‬
‫وقد عرفت مدونة التجارة الجديدة الوكالة بالعمولة في المادة ‪ 422‬بأن‪ " :‬عقد يلتزم بموجبه الوكيل بالقيام باسمه الخاص‬
‫بتصرف قانوني لحساب موكله"‪.‬‬
‫وحسب مدونة التجارة‪ ،‬فان السمسرة والوكالة بالعمولة وغيرهما من أعمال الوساطة تعد من األنشطة التجارية‪ ،‬متى‬
‫مورست على وجه االعتياد أو االحتراف‪ ،‬والتي من شان ممارستها إسباغ السبغة التجارية عن من يمارسها‪.‬‬
‫الفقرة العاشرة‪ :‬استغالل المستودعات والمخازن العمومية =يقصد بالمستودعات والمخازن العمومية باألماكن التي تكون‬
‫مخصصة إليداع البضائع والسلع مقابل أجرة‪ .‬وغالبا ما تكون هذه األماكن قرب محطات السكك الحديدية أو المطارات أو‬
‫الموانئ‪.‬‬
‫وقد نصت مدونة التجارة الجديدة على تجارية هذا النشاط متى مورس على وجه االعتياد أو االحتراف‪ ،‬نظرا لتوفر مقومات‬
‫العمل التجاري فيه‪ ،‬مثل المضاربة من اجل تحقيق الربح‪ ،‬الن اإليداع وحفظ السلع والبضائع يكون مقابل أجرة‪.‬‬
‫الفقرة الحادية عشر‪ :‬الطباعة والنشر بجميع أشكالها ودعائمها =على عكس القانون التجاري القديم‪ ،‬الذي لم ينص على‬
‫تجارية الطباعة‪ ،‬فان المدونة الجديدة قد نصت في المادة السادة‪ ،‬في فقرتها ‪ ،77‬على تجارية هذا النشاط متى مورس على‬
‫وجه االعتياد أو االحتراف‪.‬‬
‫إن الطباعة والنشر متى توفر فيهما عنصر العمل التجاري المتجلي أساسا في التوسط في تداول األفكار والمعارف من اجل‬
‫تحقيق الربح‪ ،‬يدخالن ضمن األعمال التجارية‪ .‬أما في حالة عدم توفر هذه المقومات‪ ،‬فان الطباعة والنشر يدخالن ضمن‬
‫المجال المدني‪.‬‬
‫الفقرة الثانية عشرة‪ :‬البناء واألشغال العمومية =نصت مدونة التجارة على تجارية هذا النشاط‪ ،‬متى بوشر على وجه االعتياد‬
‫أو االحتراف‪ ،‬والذي من شانه إضفاء الصفة التجارية على من يمارسه‪ .‬ذلك أن مقومات العمل التجاري متوفرة في هذا‬
‫القطاع‪ ،‬نظرا لتوفر عنصر المضاربة على أثمنة السلع والبضائع باإلضافة إلى المضاربة على األجور‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة عشرة‪ :‬مكاتب ووكاالت األعمال واألسفار واإلعالم واإلشهار = يقصد لمكاتب ووكاالت األعمال تلك التي‬
‫تتولى إدارة أعمال وأمالك الغير‪ ،‬مقابل أجرة متفق عليها أو حسب قيمة العقود والصفقات التي تجريها هذه المكاتب‪.‬و نصت‬
‫المدونة الجديدة للتجارة على تجارية هذا النشاط‪ ،‬متى مورست على وجه االعتياد أو االحتراف‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة عشرة‪ :‬التزويد بالمواد والخدمات = نصت مدونة التجارة على تجارية هذا النشاط في الفقرة ‪ 74‬من المادة‬
‫السادسة‪ ،‬والتي اشترطت ممارستها على وجه االعتياد أو االحتراف‪.‬‬
‫والمقصود بعملية التزويد ذلك االتفاق الذي بمقتضاه يتعهد شخص يصطلح عليه المورد بأن يقوم بتزويد أشياء وبضائع‬
‫وسلع بصفة منتظمة لمصلحة شخص آخر‪ .‬ويعتبر هذا العمل تجاريا‪ ،‬سواء قام المورد بتقديم السلع والبضائع على سبيل‬
‫التمليك أو االنتفاع‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة عشرة‪ :‬تنظيم المالهي العمومية = إن المقصود بالمالهي العمومية‪ ،‬تلك األماكن العامة التي يرتادها الجمهور‬
‫بغرض التسلية أو التثقيف‪ ،‬مقابل أجرة نتفق عليها‪.‬‬
‫وقد نصت مدونة التجارة الجديدة على تجارية هذا النشاط‪ ،‬متى جاء على وجه االعتياد أو االحتراف‪.‬‬
‫لهذا فان توفر عنصر المضاربة والتوسط يعد ضروريا إلضفاء صفة العمل التجاري على هذا النشاط‪ .‬ذلك انه انتفى هذا‬
‫العنصر فان العمل يعد نشاطا تجاريا‪ .‬مثل تنظيم الحفالت الخيرية‪..‬‬
‫الفقرة السادسة عشرة‪ :‬البيع بالمزاد العلني = اعتبرت مدونة التجارة‪ ،‬هذا النشاط عمال تجاريا متى مورس على وجه‬
‫االعتياد أو االحتراف‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن البيع بالمزاد العلني‪ ،‬يجب أن يهدف إلى تحقيق الربح لكي يكون عمال تجاريا‪.‬‬
‫الفقرة السابعة عشرة‪ :‬توزيع الماء والغاز والكهرباء = نصت مدونة التجارة الجديدة على تجارية هذا النشاط في الفقرة ‪71‬‬
‫من المادة السادسة‪ ،‬متى مورس على وجه االعتياد أو االحتراف‪.‬‬
‫وقد كانت هذه األنشطة تدخل ضمن القطاعات اإلستراتيجية التي تتولى الدولة بنفسها تأمينها للمواطنين عن طريق مرافق‬
‫عمومية‪ ،‬تتولى الدولة تنظيمها وتسييرها واحتكار توزيعها‪ ،‬خدمة للصالح العام قصد إشباع حاجات المواطنين‪.‬‬
‫الفقرة الثامنة عشرة‪ :‬البريد والمواصالت = لقد عرف قطاع البريد والمواصالت تطورا ملحوظا في إطار الخوصصة‪ ،‬حيث‬
‫أدى تحرير هذا القطاع إلى جعله في متناول مختلف الشرائح االجتماعية وبأسعار معقولة‪.‬‬
‫وانسجاما مع هذا التوجه‪ ،‬عملت مدونة التجارة الجديدة على النص على تجارية هذا النشاط‪ ،‬متى مورس على وجه االعتياد‬
‫أو االحتراف‪.‬‬
‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪5‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األعمال التجارية بالمماثلة أو عن طريق القياس‬
‫نظرا للتطور المتالحق والسريع الذي يعرفه القطاع التجاري‪ ،‬والذي من شأنه أن يؤدي إلى ظهور أنشطة تجارية جديدة لم‬
‫ينص عليها المشرع‪.‬‬
‫ولتالفي أي فراغ تشريعي في هذا اإلطار‪ ،‬نصت المادة الثامنة من المدونة على ما يلي‪" :‬تكتسب صفة تاجر كذلك‬
‫بالممارسة االعتيادية أو االحترافية لكل نشاط يمكن أن يماثل األنشطة الواردة في المادتين السادسة والسابعة"‪.‬‬
‫على أساس ما سبق‪ ،‬يتضح أن األعمال التجارية المنصوص عليها في المادة السادسة هي على سبيل المثال وليس الحصر‪.‬‬
‫وسيلعب القضاء دورا مهما في هذا اإلطار‪ ،‬على اعتبار أنه المرجع الوحيد لتقرير تجارية نشاط معين من عدمه‪ ،‬استنادا‬
‫توافر أو عدم توافر مقومات العمل التجاري‪ ،‬من مضاربة أو توسط أو تداول أو مزاولة نشاط ما على شكل مقاولة أو‬
‫مشروع‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬األعمال التجارية الشكلية‬
‫إلى جانب األعمال التجارية الممارسة على وجه االعتياد أو االحتراف‪ ،‬هناك أعمال تجارية شكلية‪ ،‬ذلك أن المشرع أسب‬
‫عليها السبغة التجارية لمجرد اتخاذها شكال معينا‪ ،‬وبغض النظر عن طبيعة موضوع العمل وبصرف النظر أيضا عن صفة‬
‫الشخص القائم بها ولو لم يكن تاجرا‪ ،‬كذلك ولو عقدت ولو مرة واحدة‪ ،‬أي أن المشرع لم يتطلب فيها عنصر االعتياد و‬
‫االحتراف‪ ،‬ذلك أن المادة ‪ 9‬نصت على انه‪":‬يعد عمال تجاريا بصرف النظر عن المادتين ‪ 6‬و ‪ 1‬الكمبيالة والسند ألمر‪."...‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األوراق التجارية =تتمثل األوراق التجارية في الكمبيالة والسند اآلمر والشيك‪ ،‬حيث نظمتها مدونة التجارة‬
‫في الكتاب الثالث منها‪.‬‬
‫‪-1‬الكمبيالة‪ :‬تعتبر الكمبيالة وسيلة شائعة للتعامل بين التجار وغير التجار‪ .‬وهي عبارة عن محرر مكتوب تتضمن أمرا من‬
‫ساحبها إلى شخص آخر يسمى المسحوب عليه‪ ،‬بان يؤدي مبلغا من النقود المحرر في الكمبيالة إلى شخص ثالث يطلق عليه‬
‫المستفيد في تاريخ االستحقاق أو بمجرد االطالع على الكمبيالة‪.‬‬
‫ويفرض المشرع بيانات اإللزامية في الكمبيالة حتى تعد ورقة تجارية خاضعة لقانون الصرف أي القانون التجاري‪ .‬وتتجلى‬
‫هذه البيانات حسب المادة ‪ 759‬من مدونة التجارة‪:‬‬
‫أ‪.‬تسمية "كمبيالة" مدرجة في السند ذاته وباللغة المستعملة للتحرير‪ .‬ب‪.‬األمر الناجز بأداء مبل معين‪ .‬ت‪.‬اسم من يلزمه‬
‫الوفاء "المسحوب عليه"‪.‬ج‪.‬تاريخ االستحقاق‪ .‬د‪.‬مكان الوفاء‪ .‬ه‪.‬اسم من يجب الوفاء له أو ألمره‪ .‬ر‪.‬تاريخ ومكان إنشاء‬
‫الكمبيالة‪ .‬و‪.‬اسم وتوقيع من اصدر الكمبيالة "الساحب"‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الكمبيالة التي تنقصها إحدى البيانات اإللزامية السابقة‪ ،‬فإنها تعد كمبيالة غير صحيحة‪.‬‬
‫وتعد الكمبيالة عمال تجاريا شكليا أيا كان المتعاملون بها‪ ،‬تجارا أو غير تجار‪ ،‬وكذلك بغض النظر عن موضوع المعاملة‬
‫التي صدرت على إثرها الكمبيالة ما إذا كانت تجارية أو مدنية‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬فإن أي نزاع يطرأ بين أطرافها‪...‬يخضع‬
‫للقانون التجاري وكذلك للقضاء التجاري‪.‬‬
‫وتوقيع األطراف هو مناط االلتزام في الكمبيالة وغيرها من األوراق التجارية‪ .‬والكمبيالة أداة ائتمان‪ ،‬عندما تسحب بعد مدة‬
‫من االطالع‪ ،‬أو بعد مدة من تاريخ تحريرها أو في تاريخ معين‪.‬‬
‫‪-2‬الشيك‪ :‬يعتبر الشيك ورقة تجارية‪ ،‬يتضمن أمرا من الساحب إلى المسحوب عليه ‪-‬البنك‪ -‬بأن يؤدي مبلغا من النقود إلى‬
‫المستفيد بمجرد االطالع‪.‬‬
‫ويتضمن الشيك البيانات اآلتية‪* :‬تسمية شيك مدرجة في السند ذاته وباللغة المستعملة لتحريره‪* .‬األمر الناجز بأداء مبل‬
‫معين‪* .‬اسم المسحوب عليه‪* .‬مكان الوفاء‪* .‬تاريخ ومكان إنشاء الشيك‪* .‬اسم وتوقيع الساحب‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إلى أن الشيك المخالف للنماذج المسلمة من ألبناك أو الذي تنقصه البيانات اإللزامية غير صحيح‪ ،‬ولكنه قد‬
‫يعتبر سندا عاديا إلثبات الدين إذا توافرت فيه شروط المحرر العرفي وهو شرط التوقيع‪.‬‬
‫والشيك هو ورقة تجارية‪ ،‬لكنه ال يعد عمال تجاريا من حيث الشكل‪ ،‬بل هو عمل مدني كقاعدة عامة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن مدونة التجارة‪ ،‬ألزمت أن يكون الوفاء بين التجار في المعامالت التجارية‪ ،‬بشيك مسطر أو بتحويل‬
‫إذا زاد المبل علة ‪ 78‬آالف درهم‪.‬‬
‫‪-3‬السند ألمر‪ :‬السند ألمر هو ورقة تجارية يتعهد بمقتضاها محررها بأن يدفع مبلغا معينا من النقود في تاريخ معين إلى‬
‫المستفيد‪ .‬ويختلف السند األمر عن الكمبيالة‪ ،‬في عدد أطرافه الذين ال يتجاوز المتعهد والمستفيد‪ .‬في حين أطراف الكمبيالة‬
‫على األقل ثالثة‪ ،‬هم الساحب والمسحوب عليه والمستفيد‪.‬‬

‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪6‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 9‬من مدونة التجارة‪ ،‬نجدها تنص على‪" :‬يعد عمال تجاريا بصرف النظر عن المادتين ‪ 6‬و‪،1‬‬
‫الكمبيالة‪ ،‬السند ألمر الموقع ولو من غير تاجر إذا ترتب في هذه الحالة عن معاملة تجاريته"‪.‬‬
‫ويتضح أن المشرع يشترط شرطين لتجارية السند ألمر من حيث الشكل‪ .‬فالشرط األول‪ :‬يجب أن يفرغ السند في الشكل‬
‫الذي حدده القانون وان يتضمن البيانات اإللزامية التالية‪* :‬اشتراط الوفاء الم راو تسمية السند بأنه ألمر مدرجا في السند ذاته‬
‫ومعبرا عنه باللغة المستعملة لتحريره‪* .‬الوعد الناجز بأداء مبل معين‪* .‬تاريخ االستحقاق‪* .‬مكان الوفاء‪* .‬اسم من يجب‬
‫الوفاء له أو ألمره‪* .‬تاريخ ومكان توقيع السند‪* .‬اسم وتوقيع من صدر عنه السند أي من المتعهد‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يتم سحب السند وتوقيعه بمناسبة عمل تجاري‪ ،‬إذا كان الساحب غير تاجر‪ ،‬ويالحظ من البديهي أن يعد‬
‫السند ألمر عمال تجاريا الموقع من التاجر سواء من اجل تسوية معاملة تجارية أو مدنية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الشركات التجارية = أن الشركة عقد يخضع للقواعد العامة المطبقة على العقود المسماة‪ ،‬وانه من العقود‬
‫الزمنية‪.‬‬
‫‪-1‬الشركات المدنية‪ :‬الشركات المدنية بدورها تسعى إلى تحقيق الربح‪ ،‬ويكون غرضها األساسي األعمال واألنشطة المدنية‬
‫مثل الزراعة أو المهن الحرة أو اإلنتاج الفكري‪ .‬وتتميز ش‪.‬م بمرونتها‪ ،‬حيث ال تعرف إجراءات اإليداع والشهر‪ ،‬من جهة‬
‫أخرى فان التضامن غير مفترض في إطار الشركات المدنية وال تخضع لمسطرة معالجة صعوبات المقاولة‪.‬‬
‫‪-2‬الشركات التجارية‪ :‬ش‪.‬ج هي شركات األشخاص وشركات األموال‪ .‬فاألول هي تقوم على االعتبار الشخصي والثقة‬
‫المتبادلة بين الشركاء وتتميز بالمسؤولية التضامنية والغير المحدودة‪ .‬أما شركات األموال‪ ،‬فتمثل في شركات المساهمة‬
‫وشركات التوصية باألسهم والشركة ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬
‫أ_شركات األشخاص‪ :‬تتمثل هذه الشركات في شركة التضامن وشركة التوصية البسيطة وشركة المحاصة‪.‬‬
‫*‪.7‬شركة التضامن ‪ :‬هي الشركة التي يكون فيها لكل الشركاء صفة تاجر‪ ،‬ويسألون بصفة غير محدودة وعلى وجه التضامن‬
‫عن ديون الشركة‪ .‬وتتخذ الشركة تسمية تجارية‪ ،‬يمكن أن يضاف إليها اسم شريك أو أكثر‪ ،‬ويجب أن تكون مسبوقة أو‬
‫متبوعة مباشرة بعبارة‪ ،‬شركة تضامن‪.‬‬
‫ويجب أن يؤرخ النظام األساسي‪ ،‬تحت طائلة البطالن وان يتضمن البيانات اآلتية‪.* :‬االسم الشخصي والعائلي وموطن كل‬
‫شريك‪ ،‬وان تعلق األمر بشخص معنوي‪ ،‬تسميته وشكله ومقره‪.* .‬إنشاء الشركة في شكل شركة التضامن‪.‬‬
‫*‪.‬غرض الشركة‪ ،‬تسميتها‪ ،‬مقرها ومبل رأسمالها‪.* .‬حصة كل شريك وبيان قيمتها إذا كانت حصة عينية‪.‬‬
‫*‪.‬عدد وقيمة أنصبة كل شريك‪ ،‬مدة الشركة‪.* .‬األسماء الشخصية والعائلية ومواطن الشركاء أو األغيار‪ ،‬ثم إمضاء كل‬
‫الشركاء‪.‬‬
‫*‪.2‬شركة التوصية البسيطة‪ :‬تتكون شركة التوصية البسيطة من شركاء متضامنين وآخرين موصين‪ .‬فالشركاء المتضامنون‬
‫يخضعون لنفس النظام المطبق على الشركاء في شركة التضامن‪ ،‬أما الشركاء الموصون‪ ،‬فال يسألون عن ديون الشركة إال‬
‫في حدود حصتهم في رأسمالها‪ .‬وتتخذ الشركة تسمية تجارية‪ ،‬يمكن أن يضاف إليها اسم شريك أو أكثر‪ ،‬ويجب أن تكون‬
‫مسبوقة أو متبوعة مباشرة بعبارة‪ ،‬شركة "توصية بسيطة"‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬يجب أن يتضمن النظام األساسي‪ ،‬نفس‬
‫البيانات المتعلقة بشركة "التضامن"‪ .‬مع بيانات إضافية تتمثل في ‪ :‬نصيب مبل كل شريك متضامن ازو موصي في رأسمال‬
‫الشركة ثم النصيب اإلجمالي للشركاء المتضامنين ونصيب كل شريك موصي في توزيع األرباح وعائد التصفية‪.‬‬
‫*‪.3‬شركة المحاصة‪ :‬تتميز بالخفاء وال تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬ومجردة من اإلجراءات الشكلية مثل التقييد في السجل‬
‫التجاري والشهر‪ .‬لذلك فهي شركة خفية ومستترة وال وجود لها إال في العالقات بين الشركاء‪ ،‬وال ترمي إلى علم الغير بها‪.‬‬
‫وبما أنها خالية من اإلجراءات الشكلية‪ ،‬يمكن إثباتها بجميع وسائل اإلثبات‪.‬‬
‫تعد شركة المحاصة تجارية إذا كان غرضها األساسي تجاريا‪ ،‬ممثال في األنشطة التجارية المنصوص عليها في المادة‬
‫السادسة من مدونة التجارة‪.‬‬
‫ب_شركات األموال‪ :‬ال تقوم هذه الشركات على االعتبار الشخصي‪ ،‬بل على االعتبار المالي‪ ،‬إذ ال يعتمد فيها بشخصية‬
‫الشريك‪ ،‬بل العبرة فيما يقدمه كل شريك من مال‪.‬‬
‫أما في إطار شركة ذات مسؤولية محدودة‪ ،‬فان حصص الشركاء في رأسمال الشركة يطلق عليها ‪ :‬األنصبة‪ ،‬كما أن‬
‫مسؤولية الشركاء فيها معدودة بنسبة حصتهم في رأسمالها‪،‬‬

‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪7‬‬
‫*‪.7‬شركة المساهمة‪ :‬هي شركة تجارية بحسب شكاها وكيفما كان غرضها "مدنيا أو تجاريا" حيث يقسم رأسمالها إلى أسهم‬
‫قابلة للتداول‪ ،‬ممثلة لحصص نقدية أو عينية‪ .‬ويمنع القانون المساهمين من تقديم الحصص الصناعية‪ .‬ويجب أن تتضمن‬
‫العدد الكافي من المساهمين‪ ،‬الذي يمكنها من تحقيق غرضها وتسييرها ورقابتها‪ ،‬على أال يقل عدد المساهمين عن خمسة‪ ،‬ال‬
‫يتحملون أية خسارة إال في حدود حصصهم ودون أن تزداد أعباءهم إال برضاهم‪.‬‬
‫نظرا ألهمية رأسمال الشركة‪ ،‬ميز المشرع بين شركة المساهمة المغلقة‪ ،‬أي التي تتم بين مؤسسها فقط‪ ،‬حيث يجب أال يقل‬
‫رأسمالها عن ‪ 388‬ألف درهم‪ .‬أما إذا كانت الشركة مفتوحة وذات توجه عمومي لالدخار‪ ،‬أي أنها تنفتح على الجمهور من‬
‫اجل االكتتاب في رأسمالها‪.‬‬
‫*‪.2‬شركة التوصية باألسهم‪ :‬هي شركة تجارية من حيث الشكل‪ ،‬بصرف النظر عن طبيعة غرضها‪ ،‬ما إذا كان مدنيا أو‬
‫تجاريا‪ .‬أي أن المشرع يسب السبغة التجارية لمجرد ورودها في شكل شركة توصية باألسهم‪ ،‬دون االلتفات إلى أي شيئا‬
‫خر‪.‬‬
‫وشركة التوصية باألسهم‪،‬يقسم رأسمالها إلى أسهم متساوية القيمة وقابلة للتداول‪ .‬وتتخذ شركة التوصية باألسهم تسمية‬
‫تجارية‪ ،‬يمكن أن يضاف إليها اسم شريك أو أكثر من الشركاء المتضامنين‪ ،‬ويجب أن تكون مسبوقة أو متبوعة مباشرة‬
‫بعبارة "شركة التوصية باألسهم"‪.‬‬
‫*‪.3‬الشركات ذات المسؤولية المحدودة‪ :‬هي شركة تجارية حسب الشكل دون النظر إلى طبيعة غرضها ما إذا كان مدنيا أو‬
‫تجاريا وال تكتسب الشخصية المعنوية إال من تاريخ تقييدها في السجل التجاري‪ .‬وما يالحظ على هذا النوع من الشركات هو‬
‫طابعها المختلط‪ ،‬حيث خصائصها تشبه خصائص شركات األشخاص ذلك أنها تقوم على االعتبار الشخصي‪ .‬من جهة أخرى‬
‫فإنها تشبه خصائص شركة األموال‪ ،‬من حيث قيامها على االعتبار المالي‪ ،‬ذلك أن المشرع وضع حدا أدنى لرأسمالها‪ ،‬يجب‬
‫أال يقل عن ‪ 78‬آالف درهم‪ .‬كما أن الشركاء ال يتحملون ديون الشركة إال في حدود حصصهم المقدمة‪ .‬باإلضافة إلى أن‬
‫أسلوب إدارتها وتسييرها يقترب من أسلوب إدارة شركة األموال‪ .‬وتتكون ش‪.‬م‪.‬م من شخص أو أكثر‪ ،‬وال يمكن أن يتجاوز‬
‫عدد الشركاء ‪ 58‬شريكا‪ .‬وتتخذ الشركة تسمية تجارية‪ ،‬يمكن أن يضاف إليها اسم واحد أو أكثر من الشركاء‪ ،‬ويجب أن‬
‫تكون مسبوقة أو متبوعة مباشرة بعبارة "شركة ذات المسؤولية المحدودة"‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األساس القانوني لنظرية األعمال التجارية بالتبعية =تجد نظرية األعمال التجارية بالتبعية‪ ،‬سندها القانوني‬
‫وأساسها في المادة ‪ 6‬من مدونة التجارة التي جاء فيها‪" :‬تعتبر تجارية كذلك الوقائع واألعمال التي يقوم بها التاجر بمناسبة‬
‫تجارته‪ ،‬ما لم يثبت خالف ذلك"‪.‬‬
‫إن األعمال التجارية بالتبعية‪ ،‬تخضع للقانون التجاري‪ ،‬وذلك من اجل تفادي االزدواجية في القواعد القانونية الواجبة‬
‫التطبيق‪ ،‬وكذلك الحرص على حماية األغيار المتعاملين مع التاجر‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط األعمال التجارية بالتبعية =بالرجوع إلى المادة ‪ 78‬من مدونة التجارة‪ ،‬والمتعلقة باألعمال التجارية‬
‫بالتبعية‪ ،‬نجدها قد حددت شرطين‪ ،‬أولهما‪ :‬أن يصدر العمل عن تاجر‪ ،‬ثانيهما‪ :‬أن يكون العمل مرتبطا بالنشاط التجاري‪.‬‬
‫‪-1‬صدور العمل عن تاجر‪ :‬إن العمل المدني من اجل اعتباره عمال تجاريا بالتبعية‪ ،‬يجب أن يصدر عن شخص تاجر‪ ،‬سواء‬
‫كان شخصا طبيعيا أو معنويا‪ .‬ويكشف هذا الشرط على أن مدونة التجارة الجديدة‪ ،‬تأخذ بنظرية التبعية الشخصية على‬
‫اعتبار مناط األعمال التجارية بالتبعية هي صدورها عن تاجر‪.‬‬
‫‪ -2‬من اجل نشاطه التجاري =عالوة على شرط الصفة التجارية‪ ،‬يجب أن يكون العمل مرتبطا بالنشاط التجاري للتاجر‪،‬‬
‫وهو ما عبرت عنه المادة العاشرة بـ‪ :‬بمناسبة تجارته‪ .‬أما إذا كان يتعلق باستعماله الشخصي أو لعائلته‪ ،‬فانه ال تعد أعماال‬
‫تجارية بالتبعية وإنما تبقى محافظة بطبيعتها المدنية‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬نطاق تطبيق األعمال التجارية بالتبعية =عرفت نظرية األعمال التجارية بالتبعية‪ ،‬في المجال التجاري‪ ،‬اتساعا‬
‫في مجال تطبيقها لتشمل جميع التزامات التاجر أو المتعلقة بنشاطه التجاري‪ ،‬وبغض النظر عن مصدر هذه االلتزامات التي‬
‫قد تكون تعاقدية أو غير تعاقدية‪.‬‬
‫‪ -1‬االلتزامات التعاقدية‪ :‬في هذا اإلطار‪ ،‬تعد جميع االلتزامات التعاقدية‪ ،‬التي يجريها التاجر من اجل حاجات تجارته‬
‫وبمناسبتها‪ ،‬أعماال تجارية بالتبعية‪ .‬اذ يعد عمال تجاريا بالتبعية‪ ،‬االلتزام الناتج عن جميع عمليات الشراء التي يعقدها التاجر‬
‫دون نية البيع‪ ،‬المتعلقة مثال كذلك تعد تجارية بالتبعية جميع العقود التي يبرمها التاجر‪ ،‬والعقود التي يعقدها مع المستخدمين‬
‫والعمال‪ ،‬تعد تجارية بالتبعية‪ ،‬أما بالنسبة للعمال فتبقى محافظة على طبيعتها المدنية‪.‬‬

‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪8‬‬
‫‪-2‬االلتزامات غير التعاقدية‪ :‬تتمثل في االلتزامات الناشئة عن اإلخالل بالتزام قانوني‪ ،‬وهو ما يعرف بالعمل غير المشروع‬
‫أو المسؤولية التقصيرية‪ ،‬كما تتمثل االلتزامات المتعلقة باإلثراء بال سبب‪.‬‬
‫أ‪-‬على مستوى العمل غير المشروع أو المسؤولية التقصيرية‪:‬‬
‫إن جميع االلتزامات الناتجة عن مسؤولية التاجر اتجاه باقي التجار اآلخرين‪ ،‬أو اتجاه الزبائن أو األغيار‪ ،‬تعتبر أعماال‬
‫تجارية بالتبعية‪ ،‬بغض النظر إن كانت هذه االلتزامات ناتجة عن لمسؤولية عن العمل الشخصي للتاجر (‪ 11‬و ‪ 10‬ق‪.‬ل‪.‬ع)‬
‫أو عن مسؤولية عن عمل الغير طبقا للفصول ‪ 05‬ق‪.‬ل‪.‬ع أو عن األشياء التي تكون في حراسته‪ ،‬استنادا إلى الفصل ‪00‬‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫ففي إطار مسؤولية الشخصية تعتبر التزام التاجر بالتعويض عن األضرار التي ألحقها بتاجر آخر نتيجة ممارسته ألعمال‬
‫المنافسة غير المشروعة‪ ،‬تعتبر أعماال تجارية بالتبعية‪ :‬مثل تقليده لعالمة تجارية مملوكة لتاجر آخر‪.‬‬
‫أما على مستوى المسؤولية عن عمل الغير‪ ،‬فالتاجر يعد مسؤوال عن أعمال تابعيه‪ ،‬الذي الحقوا ضررا بالغير لمناسبة‬
‫التجارة أو المتعلقة بالنشاط التجاري‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬فان المسؤولية المدنية للتاجر "المتبرع" عن أخطاء تابعيه (العمال و‬
‫المستخدمين) تكون تقصيرية‪.‬‬
‫ب‪ -‬على مستوى اإلثراء بال سبب =تعد التزامات التاجر ناتجة عن اإلثراء بال سبب‪ ،‬أعماال تجارية بالتبعية‪ ،‬والمقصود‬
‫باإلثراء بال سبب‪ ،‬هو إثراء التاجر بدون سبب قانوني يؤدي إفقار تاجر آخر أو زبون‪.‬‬
‫ومن تطبيقات اإلثراء بال سبب ما يعرف بدفع فير المستحق (‪ 66‬ق‪.‬ل‪.‬ع) مثال قيام تاجر ببيع بضاعة بثمن أعلى من ثمنها‬
‫الحقيقي‪ ،‬فيلتزم برد الفرق إلى الزبون أو التاجر بالتقسيط‪.‬‬
‫‪ -3‬االلتزامات القانونية‪ :‬هناك التزامات يقوم بها التاجر متعلقة بنشاطه التجاري‪ ،...‬ونعني بالخصوص االشتراكات التي‬
‫يدفع بها التاجر إلى صندوق الضمان االجتماعي‪ ،‬وكذلك مختلف الرسوم الضريبية التي يدفعها إلى خزينة الدولة‪.‬‬
‫المطلب الخامس = األعمال المختلطة‬
‫الفقرة األولى = مفهوم المختلط = األعمال التجارية المختلطة هي األعمال التي تكون مدنية بالنسبة للمتقاعد األول وتجارية‬
‫للمتقاعد الثاني ( التاجر ) الشيء الذي يؤدي إلى إنشاء عالقة تعاقدية مختلطة ‪ .‬وهذه األعمال مثل عالقة الزبائن بالتاجر‬
‫والمسافر بالناقل ‪...‬‬
‫الفقرة الثانية = اآلثار المترتبة عن العمل المختلط = يقصد بها توضيح النظام القانوني الذي يخضع له ‪ .‬بمفهوم أخر هي‬
‫إخضاع األعمال التجارية المختلطة لقواعد قانونية مزدوجة ‪ .‬إال انه هناك استثناءات تقتضي إخضاع هذه األعمال لقواعد‬
‫قانونية موحدة ‪.‬‬
‫أوال‪ -‬القاعدة العامة = خضوع األعمال المختلطة لقواعد قانونية مزدوجة =‬
‫‪ -1‬فيما يخص االختصاص القضائي = إن بعض الدول تأخذ بنظام القضاء التجاري إلى جانب القضاء المدني ( المغرب)‬
‫فالحل إن االختصاص يكون أما للمحكمة التجارية أو المحكمة المدنية المتمثلة في المحكمة االبتدائية وذلك حسب نوع العمل‬
‫المختلط بالنسبة للخصم أو المدعى عليه ‪.‬‬
‫‪-2‬فيما يتعلق باإلثبات = إن القاعدة العامة في المجال التجاري هو حرية اإلثبات بحيث استعمال جميع وسائل اإلثبات بما‬
‫فيها شهادة الشهود أو القرائن ‪.‬عكس القاعدة العامة في المجال المدني أنها تلتزم بتقييد واإلثبات ويمكن إثبات العمل المختلط‬
‫من خالل استعمال الطرف المدني حرية اإلثبات في مواجهة الطرف التجاري في حين يجب على استعمال اإلثبات المقيد في‬
‫مواجهة الطرف المدني ‪.‬‬
‫‪ -3‬فيم يخص التضامن بين المدنيين = إن القاعدة في المجال المدني ال تضامن بين المدنيين ما لم يترتب ذلك بصفة‬
‫صريحة من السند المنشئ لاللتزام أو عن القانون يكون نتيجة حتمية لطبيعة المعاملة ( الفصل ‪ )764‬في المقابل فان القاعدة‬
‫في المجال التجاري هو افتراض التضامن بين المدنيين فيما يخص التزاماتهم التجارية وقد أكدت في المادة ‪ 335‬من مدونة‬
‫التجارة ‪.‬‬
‫ثانيا – االستثناء = خضوع األعمال المختلطة لقواعد قانونية موحدة = هناك نصوص قانونية توجب إخضاع بعض‬
‫األعمال المختلطة لقواعد قانونية واحدة وهي‬

‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪9‬‬
‫‪ -1‬إثبات الرهن الحيازي التجاري= يخضع إثبات الرهن الحيازي التجاري لمقتضيات القانون التجاري بالرغم من اعتباره‬
‫عمال مختلطا ‪.‬أي إذا تم بين تاجر وأخر غير تاجر وذلك استنادا إلى المادة ‪ 330‬من مدونة التجارة ‪ .‬والغاية من تقرير هذا‬
‫‪-2‬‬ ‫الحكم من طرف المشرع هو الزيادة في فعالية الضمان العيني باعتباره وسيلة من وسائل االئتمان التجاري‬
‫اختصاص المحكمة التجارية وحدها فيما يخص صعوبات المقاولة = إن المحكمة التجارية هي التي تختص وحدها في‬
‫الدعاوي المتعلقة بصعوبات المقاولة ‪ .‬وذلك استنادا إلى المادة ‪ 77‬من القانون المتعلق بإحداث المحاكم التجارية وبالتالي فان‬
‫الدائن الذي يعد الدين المتوقف عن أدائه من طرف الشركة دينا مدنيا يكون ملزما اللجوء إلى المحكمة التجارية وحدها من‬
‫اجل فتح مسطرة التسوية القضائية ‪.‬ويكون الخيار ممنوح للطرف المدني في إطار القواعد المزدوجة المطبقة على اإلعمال‬
‫المختلطة بين الطريق المدني أو الطريق التجاري ‪.‬‬
‫‪ -3‬تقادم العمل المختلط = إن المشرع حرص على حماية االئتمان في المجال التجاري وحث على التجار على اإلسراع في‬
‫مطالبة بحقوقهم وتمكنيهم من التخلص من التزاماتهم خالل اجل قصير وذلك تفاديا الزدواجية وتفادي التقادم في مجال‬
‫األعمال المدنية‪.‬‬

‫الفصل الثاني = التاجر‬


‫إن القانون التجاري هو قانون التجار واألعمال التجارية ‪ .‬وفي هذا الفصل سوف نحدد صفة التاجر والشروط الكتساب‬
‫الصفة التجارية في المبحث األول ثم النتائج المترتبة عن صفة التاجر ونقصد بها اآلثار وااللتزامات المفروضة على التاجر‬
‫في المبحث الثاني ‪.‬‬
‫المبحث األول = شروط اكتساب الصفة التجارية‬

‫المطلب األول = الممارسة الشخصية للعمل التجاري = إن الممارسة الشخصية للنشاط التجاري تقتضي أن يقوم به‬
‫الشخص لحسابه الخاص وبالتالي ال يمكن إسباغ الصفة التجارية إال على الشخص الذي يمارس نشاطا تجاريا بكل استقالل‬
‫ولحسابه الخاص ‪.‬إذ أن العامل أو المستخدم الذي ينتدبه التاجر في تنفيذ التزاماته التجارية ال يعد تاجر ألنه يفتقد االستقاللية‬
‫باعتباره تابعا للتاجر وذلك استنادا إلى معيار التبعية القانونية الناتجة عن العقد العمل‬
‫المطلب الثاني = الممارسة على وجه االعتياد أو االحترافية = ال يكتفي المشرع من اجل اكتساب الصفة التجارية على‬
‫الممارسة الشخصية لأل نشطة التجارية الواردة في المواد السادسة والسابع والثامنة بل يجب أن تكون هذه الممارسة على‬
‫وجه االحتراف أو االعتيادية وبالتالي فان هذين العنصرين حاسمين إلضعاف صفة التاجر ‪.‬‬
‫يقصد باالعتياد هو تكرار العمل التجاري بشكل غير منتظم يمكن أن يكون خطوة األولى في طريق االحتراف ‪ .‬أما‬
‫االحتراف هو تركيز الشخص نشاطه بشكل رئيسي نحو العمل التجاري بحيث يجعله مصدر عيشه أو رزقه أو مصدرا‬
‫لتكديس نحو العمل التجاري فهو يقتضي القيام باألعمال التجارية بشكل منظم ومستمر ‪.‬‬
‫ويمكن إثبات االعتياد أو االحتراف بممارسة األنشطة التجارية المنصوص عليها في المادتين السادسة والسابعة أو المادة‬
‫الثامنة من المدونة ‪ .‬وكذلك يجوز إثباتها بكافة طرق اإلثبات من شهادة الشهود والقرائن ‪.‬‬
‫المطلب الثالث = الممارسة لألعمال التجارية = إن الممارسة لألعمال التجارية يجب أن تكون منصبة على األعمال‬
‫التجارية المشروعة وهي األعمال المنصوص عليها في المواد السادسة والسابعة والثامنة ‪.‬ولهذا فانه الشخص الذي يحترف‬
‫تجارة المخدرات أو األسلحة ‪ ...‬ال يعد تاجرا وذلك من اجل توفير الحماية لالغيار المتعاملين معه أي إخضاعهم لمقتضيات‬
‫القانون التجاري ذات الطابع الحمائي ‪.‬‬
‫المطلب الرابع = ضرورة توافر األهلية التجارية = إن اكتساب صفة التاجر تتطلب أن يكون الشخص متمتعا باألهلية‬
‫التجارية التي تتجلى في قدرته على إبرام التصرفات القانونية على وجه يعتد به شرعا‬

‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪10‬‬
‫الفقرة األولى = أهلية الراشد = وتكون هذه األهلية لديه في سن الرشد ‪ 70‬سنة فكل من أتم هذا سن يستطيع أن يباشر‬
‫األعمال التجارية ما لم يكن عارض من عوارض األهلية مثل الجنون والسفه والعته ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية = ناقص األهلية = وهو كل صغير الذي يبل سن التمييز ولم يبل سن الرشد كذلك السفيه والمعتوه ‪ .‬وتخضع‬
‫تصرفاتهم لألحكام التالية = أن تكون نافذة لهم نفعا محضا مثل قبول الهبات ‪ .‬وان تكون باطلة إذا كانت مضرة بهم ‪.‬كما‬
‫يتوقف نفادها إذا كانت دائرة بين النفع والضرر على إجازة نائبهم الشرعي ‪ .‬وكقاعدة عامة بالنسبة للصغير المميز ال يجوز‬
‫له تسلم أمواله إال أن المشرع وجد انه من المصلحة أن تتاح له الفرصة للتدرب على إجراء المعامالت المالية خاصة تلك‬
‫الدائرة بين النفع والضرر ‪ .‬وهذه االستثناءات تتمحور حول اإلذن باالتجار وحالة ترشيد القاصر‬
‫الفقرة الثالثة = عدم األهلية = وهو كل من الصغير الذي لم يبل سن التمييز وكذلك المجنون وفاقد العقل ‪..‬إلى أن الشخص‬
‫المصاب بحالة الفقدان العقل بكيفية متقطعة يعد كامل األهلية خالل الفترات التي يتوب إليه عقله ‪ .‬من جهة أخرى فان‬
‫الفقدان اإلرادي ال يعفي من المسؤولية وتعد تصرفات فاقد األهلية باطلة وال تنتج أي اثر ‪ .‬إلى أن فاقد العقل والمعتوه‬
‫والسفه تحجر عليهم المحكمة بحكم من وقت ثبوت حسب حالتهم بذلك ويرفع عنهم الحجر ابتداء من تاريخ الزوال ‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة = أهلية المرأة المتزوجة = إن أهلية المرأة المتزوجة أصبحت تمارس التجارة دون الحاجة إلى إذن زوجها‬
‫وكل اتفاق مخالف يعتبر باطال حسب المادة ‪ 71‬من مدونة ‪ .‬ذلك أن المرأة تقف ماليا على قدم المساواة مع الرجل وتتمتع‬
‫بنفس الحقوق لهذا بمجرد اكتمال أهليتها يمكن ممارسة العمل التجاري من دون حاجة إلى أي إذن ‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة = أهلية الشخص األجنبي = إن المشرع المغربي قد سوى بين األجنبي والمواطن فيما يتعلق بسن الرشد‬
‫التجاري لذلك فاألجنبي البال سن الرشد وفق القانون المغربي يجوز له ممارسة العمل التجاري حتى ولو كان قانون وطنه‬
‫ينص على سن رشد أعلى من ذلك ‪.‬‬

‫المبحث الثاني = موانع ممارسة بعض األنشطة التجارية واالقتصادية‬


‫المطلب األول = الموانع القانونية‬
‫الفقرة األولى = حاالت الحظر القانوني أو الحصول على اإلذن‬
‫أوال – حاالت الحظر القانوني = هناك بعض األنشطة التي يمنع ويحظر منها المشرع والقضاء المغربي األفراد أن‬
‫يمارسوها نظرا لمخالفتها للنظام العام واألخالق الحميدة حيث عمل القضاء على إبطال مثل هذا النوع من األنشطة حيث‬
‫أكدا القضاء انه '' يعتبر باطال للنظام العام كل شرط لألداء بالذهب أو بعملة غير العملة ذات السعر اإللزامي بالمغرب متى‬
‫تعلق األمر بعقد يقع تنفيذه بالمغرب" فمثل هذا النوع من األنشطة يعد مخالفا للنظام العام االقتصادي وبالتالي فان المشرع‬
‫يحظر ممارستها ‪.‬‬
‫ثانيا – حاالت اإلذن = هناك بعض األنشطة التجارية واالقتصادية التي يكون لها تأثير كبير على المصلحة العامة سوء‬
‫تعلق األمر بالمصالح المالية واالقتصادية للمواطنين أو على سالمتهم ‪.‬لذلك يتدخل المشرع ويربط ممارسة هذا النوع ممن‬
‫األنشطة على ضرورة الحصول على اإلذن ‪.‬وقد تمنح الرخص واإلذن من طرف الحكومة آو الوالي آو العامل أو رئيس‬
‫المجلسة المنتخب وذلك الحترام حقوق الغير ممثل تجنب مضار الجوار ‪.‬‬
‫بالنسبة لممارسة مهنة الصيدلة يجب الحصول على ترخيص إداري من طرف األمانة العامة للحكومة بعد استشارة وزارة‬
‫الصحة وضرورة توفر على شهادة دكتوراه في علم الصيدلة ‪.‬‬
‫الفقرة األولى = حاالت التنافي = يقصد بها وضعية بعض األشخاص النظامية التي تمنعهم من مزاولة األنشطة التجارية‬
‫واالقتصادية ‪ .‬وتتمثل هذه الحاالت بالنسبة للموظفين العموميين وكذلك اصطحاب المهن الحرة ‪.‬‬
‫أوال‪ -‬بالنسبة للموظفين العموميين = بالرجوع إلى الفصل ‪ 75‬من قانون الوظيفة العمومية نجده يؤكد على انه ال يمكن‬
‫للموظف العمومي أن يمارس بصفة مهنية أي نشاط يدر عليه مدخوال ‪.‬أي أن كل شخص مرتبط مع الدولة بعالقة نظامية‬
‫ومرسم في إحدى األسالك اإلدارية مكلف بخدمة الصالح العام ‪.‬‬

‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪11‬‬
‫ثانيا – بالنسبة ألصحاب المهن الحرة = إن ممارسة مهنة حرة ذات الطابع المدني مثل مهنة الطب الخاص والمحاماة‬
‫والعدول والموثقين نجد أن القوانين الخاصة بكل مهنة وكذلك إلى األنظمة الخاصة بهيئاتهم نجدها تنص على تنافي‬
‫وتعارض مزاولة الحرة مع ممارسة النشاط التجاري ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة = سقوط األهلية التجارية = إن مدونة التجارة خصصت حيزا كبيرا لسقوط األهلية التجارية باعتبارها‬
‫مقتضيات تهدف إلى حماية االدخار والنظام العام االقتصادي وتعتبر كذلك عقوبة تسري ضد مسيري المقاولة الفردية أو‬
‫ذات شكل شركة والتي تكون محل مسطرة للتسوية آو التصفية القضائية ‪.‬‬
‫واألفعال التي تؤدي سقوط األهلية التجارية عن المسير حسب المادة ‪ 186‬هي * التصرف في أموال المقاولة كما لو كانت‬
‫أمواله الخاصة ‪ * .‬أبرام عقود تجارية ألجل مصلحة خاصة تحت ستار الشركة قصد إخفاء تصرفاته ‪ *.‬المسك بكيفية‬
‫واضحة لمحاسبة غير كاملة أو غير صحيحة ‪ *.‬اختالس أو إخفاء كل األصول أو جزء منها أو زيادة في الخصوم الشركة ‪.‬‬
‫‪...‬كذلك أن المشرع حصر األشخاص الذين يحق لهم طلب سقوط الجاهلية التجارية ومسيري الشركات كما جاءت في المادة‬
‫‪ 176‬من مدونة التجارة ‪.‬‬
‫ومن النتائج المباشرة لسقوط األهلية التجارية زوال صفة التاجر ومنع مسيري الشركات التجارية من تسيير أو مراقبة أي‬
‫مقاولة أو شركة أو مجموعة ذات نفع اقتصادي ‪ .‬ويشمل أوجها أخرى من حرمان بالتمتع ببعض الحقوق مثل الحرمان‬
‫المحكوم عليه من ممارسة وظيفة عمومية انتخابية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني = الموانع االتفاقية =يقصد بالموانع االتفاقية الشروط التي تتضمن التزاما بعدم القيام بعمل وهو التزام سلبي‬
‫مصدره اتفاق األطراف وتعرف بشروط عدم المنافسة ‪ .‬والهدف من هذه الشروط هو الحفاظ على الزبائن لفائدة لمن تقررت‬
‫هذه الشروط لمصلحتهم كأرباب العمل والمشترين أو المكترين األصول ‪...‬ومن شان هذه الشروط أن تمس بحرية العمل‬
‫وكذلك حرية المبادرة في المجال الصناعي والتجاري وهو مبدأ دستوري ‪.‬‬
‫الفقرة األولى = التزام األجير بعدم منافسة رب العمل ‪ -‬التاجر‪ = -‬يقصد بعدم المنافسة في هذا اإلطار التزام األجير باال‬
‫يؤسس مشروعا منافسا لرب العمل – التاجر – وإال يعمل في مؤسسة منافسة ‪.‬وبالتالي فانه يصب في مصلحة التاجر ألنه‬
‫من شانه حماية مشروعه من أية منافسة محتملة قد تضر لمصالحه ‪.‬‬
‫إن هذا الشرط من شانه اإلضرار بحقوق األجير إذا لم يتم تحديد نطاق ممارسته بدقة‪ .‬لدى يجب تقييده من حيث المكان‬
‫والزمان نوع والنشاط ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية = التزام الوكيل التجاري بعدم منافسة التاجر‪ -‬الموكل ‪ = -‬إن مدونة التجارة نصت على التزام الوكيل التجاري‬
‫بعدم منافسة موكله التاجر بعد انتهاء عقد الوكالة التجارية ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة = التزام مكري العقار الذي يحتضن األصل التجاري بعدم منافسة صاحب هذا األصل = أن شرط عدم المنافسة‬
‫هو التزام سلبي مضمونه عدم القيام بعمل معين خالل وقت محدد وفي نطاق مكاني محدد ‪ .‬وبالتالي افن اإلخالل به يشكل‬
‫إخالل بالتزام تعاقدي ويرتب مسؤولية عقدية ‪.‬تتجلى في فسخ العقد والتعويض ‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة = شرط التوزيع الحصري = قد يتفق التاجر مع صانع على أن ال يبيع الصانع منتجاته لغير التاجر ا وان ال‬
‫يشتري التاجر نفس نوع المنتجات من غير الصانع ‪ .‬وكذلك بان ينفرد التاجر بحق توزيعها ‪ .‬ومثل هذه الشروط تعد‬
‫صحيحة شريطة تقيدها من حيث الزمان والمكان ‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة = االتفاقات الصناعية والتجارية من اجل تنظيم اإلنتاج والتوزيع = وهي اتفاقات تعتقد بين الصناع أو بين‬
‫التجار من اجل تنظيم وضبط كمية اإلنتاج وتصريف وتوزيع السلع والبضائع وكذلك تحديد الزمان والمكان ‪ .‬ولهذه‬
‫االتفاقات فائدتها في عالج مساوئ الحرية االقتصادية بيد انه يخشى أن تؤدي إلى إنشاء احتكارات فعلية أو على األقل توجيه‬
‫االقتصاد لحماية مصالح خاصة ‪ .‬لذلك فمثل هذه االتفاقات ال تكون صحيحة إذا كانت تلجا إلى التفاهم وإبرام اتفاقات تتوافق‬
‫على وضع آليات للحد من المنافسة أو إزالتها ‪ .‬وقد صدر في المغرب قانون حرية األسعار والمنافسة ‪.‬‬
‫أوال‪ -‬أهداف قانون حرية األسعار والمنافسة = إن هذا القانون يهدف إلى تحديد األحكام المطبقة على حرية األسعار والى‬
‫تنظيم المنافسة الحرة كما يهدف إلى ضمان الشفافية والنزاهة في العالقات التجارية ‪.‬وتحدد فيه قواعد حماية المنافسة قصد‬
‫تنشيط الفاعلية االقتصادية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬نطاق التطبيق = أما فيما يتعلق بنطاق تطبيق القانون فهو يطبق على= ‪ 7‬جميع األشخاص الطبيعيين أو المعنويين‬
‫سواء متوفرين أم غير متوفرين على مقر أو مؤسسات بالمغرب بمجرد ما يكون لعملياتهم أو تصرفاتهم على منافسة في‬
‫السوق المغربية أو في جزء مهم من هذه السوق ‪ 2.‬جميع أعمال اإلنتاج والتوزيع والخدمات ‪ 3.‬األشخاص العموميين فيما‬
‫يخص تدخلهم في أعمال اإلنتاج والتوزيع والخدمات ‪ 4.‬االتفاقات المتعلقة بالتقدير ‪.‬‬
‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪12‬‬
‫ثالثا‪ -‬تحديد الممارسات المنافية لقواعد المنافسة = لقد سعى قانون األسعار والمنافسة إلى تحديد الممارسات المنافية‬
‫لقواعد حيث أكد أن تحظر األعمال المدبرة أو االتفاقيات أو التحالفات الصريحة آو الضمنية كيفما كان شكلها وأيا كان سببها‬
‫‪.‬كما يحظر قانون حرية األسعار والمنافسة قيام منشاة أو مجموعة منشات باالستغالل التعسفي وذلك عندما يكون الغرض‬
‫منه أو يمكن أن تترتب عليه عرقلة المنافسة آو الحد منها أو تحريف سيرتها ‪ .‬ويمكن أن يتجلى بوجه خاص في رفض البيع‬
‫أو في البيوع مقيدة أو في شروط بيع تتميز به وكذلك في قطع العالقات تجارية ثابتة ‪...‬‬
‫المبحث الثالث = االلتزامات المهنية للتاجر = بمجرد ما يكتسب الشخص الطبيعي أو المعنوي صفة التاجر يصبح مخاطبا‬
‫بأحكام القانون التجاري وبالتالي خاضعا للعديد من االلتزامات المهنية‪ .‬وهذا يتضح إن هناك التزامات متعددة إال أن أهم هذه‬
‫االلتزامات التي تقع على عاتق التاجر بمناسبة تعاطيه لألنشطة التجارية هي االلتزام بالقيد بالسجل التجاري وكذلك بمسك‬
‫المحاسبة والمحافظة على المراسالت ‪.‬‬
‫المطلب األول = االلتزام بالقيد بالسجل التجاري = إن السجل التجاري هو دفتر يضم بيانات عن التجار تخصص فيه صفحة‬
‫لكل تاجر تقيد فيه بيانات عنه وعن نشاطه ‪.‬ويهدف إلى تحقيق الشهر والعالنية بخصوص التجار ونشاطهم التجاري عن‬
‫طريق توضيح وبيان أحوال التجار وأوضاعهم القانونية والمالية ‪.‬‬
‫الفقرة األولى = تنظيم السجل التجاري =‬
‫أوال‪ -‬السجل التجاري المحلي = إن السجل التجاري المحلي الممسك من طرف كتابة الضبط لدى المحكمة المختصة حيث‬
‫يقوم رئيس هذه المحكمة آو القاضي المنتدب لمراقبة هذا السجل وذلك عن طريق رقابة سالمة اإلجراءات والشكليات التي‬
‫يقررها القانون في مختلف التقييدات الواجب قيدها في السجل التجاري ‪ .‬والسجل المحلي نوعان األول سجل ترتيبي وتسجل‬
‫فيه البيانات بإتباع الرقم المعطى له من قبل كتابة الضبط والثاني سجل تفصيلي ويخصص فيه ملف لألشخاص الذاتيين‬
‫وأخر للشركات ‪.‬‬
‫ثانيا – السجل التجاري المركزي = يتجلى دور السجل التجاري المركزي في مركزة المعلومات الواردة في مختلف‬
‫السجالت المحلية الموجودة لدى المحاكم في مجموع تراب المملكة ‪ .‬يمسك هذا السجل من طرف اإلدارة المكلفة بالتجارة ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية = وظائف السجل التجاري = إن السجل التجاري له أهمية قصوى وذلك من خالل الوظائف التي يسعى إلى‬
‫تحقيقها والتي تتمثل على الخصوص في الوظيفة اإلعالمية اإلحصائية واالقتصادية والقانونية‬
‫أوال‪ -‬الوظيفة اإلعالمية واإلخبارية = إن التسجيل في سجل التجاري يجعل االغيار سواء كانوا تجارا أم ال على اطالع‬
‫كامل على الوضعية المالية والقانونية للتاجر فان الطرف المتعامل مع التاجر يلجئ إلى مصلحة السجل التجاري بكتابة‬
‫الضبط لطلب معلومات تخص تاجر معينا أو شركة عن طلب استخراج نسخة من البيانات الواردة في السجل التجاري ‪.‬‬
‫ثانيا – الوظيفة اإلحصائية واالقتصادية = إن البيانات اإلحصائية تمكن السجل التجاري من أداء وظيفة اقتصادية عن‬
‫طريق جعل أجهزة الدولة على دراية كاملة بوضعها االقتصادي وبالتالي يساعدها في التداخل والتوجيه وكذلك في وضع‬
‫المخططات ‪ .‬وتتجلى وظيفة اإلحصائية في معرفة عدد التجار الطبيعيين أو الشركات التجارية ومعرفة الشكل المهيمن على‬
‫هذه الشركات وكذلك نوع األنشطة التجارية والصناعية وكذلك جنسية التجار وقيمة رأس المال ‪.‬‬
‫ثالثا – الوظيفة القانونية = تتجلى الوظيفة القانونية للسجل التجاري في الشهر القانوني الذي يعد من الوظائف المهمة‬
‫واألساسية التي يضطلع بها السجل التجاري ‪.‬ذلك أن البيانات والمعلومات الواردة في السجل التجاري يفترض في كافة‬
‫الناس العلم بها بمجرد قيدها ‪ .‬ومن أهم أثار التسجيل في السجل التجاري على اكتساب صفة تاجر أن كل شخص طبيعي أو‬
‫معنوي بهذا التسجيل ال يمكنه قبل قيامه بذلك االحتجاج تجاه الغير بصفته التجارية ولو كان يمارس بالفعل األنشطة التجارية‬
‫على سبيل االعتياد أو االحترافية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني =االلتزام بمسلك المحاسبة والمحافظة عل المراسالت = بما أن التجارة تقوم على السرعة واالئتمان فقد‬
‫اهتمت جل التشريعات بتنظيم وسائل إثبات المعامالت التجارية وتدوينها في سجالت خاصة لتتبع ورصد تطورها فأفردت‬
‫العديد من المقتضيات القانونية ألزمت على التجار والشركات التجارية بمسك الدفاتر التجارية وعددت أنواع الدفاتر وكيفية‬
‫تنظيمها ومدة االحتفاظ بها ومكانتها ضمن وسائل اإلثبات وكذا الجزاءات المترتبة على مخالفة القواعد التي تحكمها ‪.‬‬
‫الفقرة األولى = الهدف من مسلك الوثائق المحاسبية = تفرض الحياة اليومية على كل فرد أن يقوم بتنظيم أموره المالية ويتم‬
‫ذلك عادة عن طريق تسجيل المداخيل والنفقات وتظهر أهمية هذه المسالة في المجال التجاري وذلك من اجل تتبع مركزه‬
‫المالي عن كثب ‪ .‬إذ أن المشرع راع مصلحة التاجر واالغيار في آن واحد‪.‬‬

‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪13‬‬
‫الفقرة الثانية = مختلف الوثائق المحاسبة الواجب مسكها =‬
‫أوال – الدفاتر المحاسبية = تتجلى دفاتر المحاسبة في دفتر اليومية ودفتر األستاذ ودفتر الجرد وهي دفاتر إلزامية ‪.‬‬
‫‪ -1‬دفتر اليومية = وهو الدفتر األساسي والرئيسي بالمقارنة مع بقية الدفاتر المحاسبة األخرى وهو يشكل المرجع األساسي‬
‫المحاسبي ألعمال التجار ‪ .‬كما يتضمن جميع الصفقات التي يقوم بها التاجر كل يوم وبشكل متسلسل من بيع وشراء أو قبض‬
‫الديون أو أداء الديون وكذلك المبال واألموال التي انفق على حاجاته الخاصة وشؤون أسرته ‪ .‬وهو من أكثر الوثائق للمركز‬
‫المالي للتاجر للمركز المالي وللتاجر ‪.‬‬
‫‪ -2‬دفتر األستاذ = يأتي بعد دفتر اليومية حيث تنقل قيود دفتر اليومية إلى سجل دفتر األستاذ وتسجل فيه وفق قائمة حسابات‬
‫التاجر ويجب أن تتضمن قائمة الحسابات أقساما لحسابات وضعية المنشاة وأقساما لحسابات اإلدارة وانقساما الخاصة ‪ .‬وهذا‬
‫الدفتر يهتم بالخالصات التي تهم وضعية المنشاة من حيث األصول والخصوم وبحسابات اإلدارة واختيرا بالحسابات الخاصة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -3‬دفتر الجرد = تطبيقا للقانون المتعلق بالقواعد المحاسبة فرض المشرع على التجار عند نهاية كل دورة محاسبية بإجراء‬
‫جرد يخص قيمة عناصر أصول المنشاة وخصومها ‪.‬وذلك باختتام السنة المحاسبية والتي يجب أال تتعدى سنة وأال تقل عن‬
‫هذه المدة إال استثنائيا وبنص القانون ‪ .‬وتتضمن عملية الجرد إحصاء العمليات التجارية وخاصة ما يتعلق بالعائدات‬
‫والتكاليف إذ يستطيع التاجر إجراء الموازنة وبالتالي معرفة مركزه المالي عند نهاية الدورة المحاسبية ‪.‬‬
‫ثانيا – القوائم التركيبية = ومضمون القوائم التركيبية السنوية هو الموازنة وحسابات العائدات والتكاليف وقائمة أرصدة‬
‫اإلدارة وجدول التمويل وقائمة المعلومات التكميلية ‪.‬وتجد اإلشارة على أن إعداد القوائم التركيبية يجب أن يتم داخل اجل‬
‫أقصاه ثالثة أشهر من تاريخ انتهاء الدورة المحاسبية إال إذا حصل استثناء ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة = تنظيم الوثائق المحاسبية = تخضع الوثائق المحاسبية لتنظيم شكلي ويتم االحتفاظ بها لمدة معينة كما أن‬
‫التاجر يتعرض لجزاءات في حالة اإلخالء بالتنظيم القانوني للوثائق المحاسبية ‪.‬‬
‫أوال – التنظيم الشكلي للوثائق المحاسبية = يخضع تنظيم الوثائق المحاسبية ألحكام خاصة جاءت في قانون المتعلق‬
‫بالقواعد المحاسبية الذي يلزم التجار مسكها والتعامل بها ‪ .‬ذلك انه ضمانا لحسن تنظيم هذه الوثائق وتامين صفة البيانات‬
‫والمعلومات الواردة فيها ‪.‬وفي المادة الثامنة من قانون المحاسبية إخضاع هذه الوثائق لتنظيم شكلي يتعلق بترقيم صفحات‬
‫الدفتر اليومي ودفتر األستاذ ‪.‬‬
‫ثانيا – مدة االحتفاظ بالوثائق المحاسبية = يوجب المشرع التجار ضرورة االحتفاظ بالوثائق المحاسبية لمدة عشر سنوات‬
‫‪ .‬إلى انه ابتداء من ‪ 78‬سنوات بالنسبة للدفاتر تبدأ من تاريخ إقفالها واختتامها أما بالنسبة للقوائم التركيبية فتبدأ من تاريخ‬
‫الدورة المحاسبية التي أعدت من اجلها ‪.‬ومما يجب التنبيه إليه انه بعد انصرام مدة ‪78‬سنوات يجوز للتاجر أن يقوم بإتالف‬
‫الوثائق المحاسبية ‪.‬‬
‫ثالثا – جزاء اإلخالل بالتنظيم القانوني للوثائق المحاسبية =‬
‫‪ -1‬الجزاءات الجنائية = بالرجوع إلى القانون بالقواعد المحاسبية التي يجب على التجار العمل بها نجده ال يقرر أي جزاء‬
‫جنائي بالرغم من تنصيصه على المسلك اإلجباري للوثائق المحاسبية لكن بالرجوع إلى نصوص قانونية أخرى تعثر على‬
‫الجزاءات المقررة في هذا الشأن و بالرجوع إلى القانون الجنائي نجده يعاقب على جريمة التزوير والتحريف في الوثائق‬
‫المحاسبية‪.‬‬
‫‪ -2‬الجزاءات المدنية = إذا لم يمسك التاجر الوثائق المحاسبية أو امسك بها بطريقة غير منتظمة فانه يتعرض لجزاءات‬
‫مدنية مثل ‪ .‬الجزاءات الذي تقرره المادة ‪ 186‬من مدونة التجارة في فقرتها الخامسة والسابعة وكذلك الجزاء المتعلق بسقوط‬
‫األهلية التجارية وذلك طبقا من المادة ‪ 172‬من مدونة التجارة ‪.‬‬

‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪14‬‬
‫الفقرة الرابعة = دور الوثائق المحاسبة في اإلثبات = القاعدة العامة تقول انه ال يجوز للشخص أن يخلق دليال لنفسه ‪.‬لكن‬
‫في المادة التجارية أجاز المشرع اإلثبات بالوثائق المحاسبية وان هذه القاعدة تطبق على إطالقها أي سواء كان اإلثبات‬
‫بواسطتها التاجر الذي يمسكها أو ضد مصلحته ‪.‬‬
‫أوال‪ -‬اإلثبات لمصلحة التاجر = يمكن للتاجر أن يستعمل وثائقه المحاسبية إلثبات ما له من دين في ذمة تاجر آخر تعامل‬
‫معه إال أن استعمال هذه الوثائق إلثبات ديون التاجر اتجاه الغير يستدعي توافر ثالثة شروط =‬
‫‪ – 7‬أن يكون الخصم تاجرا آخر ‪ -2.‬أن يكون النزاع ناتجا عن نشاط تجاري للخصمين ‪ -3.‬أن تكون الوثائق المحاسبية‬
‫المستعملة في اإلثبات ممسوكة بانتظام ‪.‬‬
‫ثانيا – اإلثبات ضد التاجر = جاء في المادة ‪ 28‬من مدونة التجارة على انه " يجوز للغير أن يحتج ضد التاجر من هذه‬
‫محاسبته ولو لم تكن ممسوكة بصفة منتظمة " يتضح في هذه المادة أن المحاسبة سواء كانت منتظمة أو غير منتظمة يجوز‬
‫للغير تاجر أو غير تاجر أن يحتج بها في مواجهة التاجر وبالتالي فان الوثائق المحاسبة حجية في اإلثبات ضد التاجر الذي‬
‫يمسكها يست وي في ذلك أن يكون لها تاجر أم غير تاجر وسوء كان الدين مدينا أم تجاريا وسواء كانت الوثائق المحاسبية‬
‫إجبارية أم اختيارية ‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة = طرق استعمال الوثائق المحاسبية في اإلثبات = أكدت المادة ‪ 22‬من مدونة التجارة أساليب استعمال‬
‫الوثائق المحاسبية في اإلثبات ‪.‬إذ هناك أسلوب التقديم وأسلوب االطالع ‪.‬‬
‫أوال – التقديم = إن التقديم يقصد به اطالع المحكمة على البيانات التي تهم النزاع فقط ويكون االطالع إما مباشرة من‬
‫القاضي أو بواسطة خبير ينتدب لهذه المحكمة ‪ .‬وحسب المادة ‪ 22‬فان تقديم الوثائق المحاسبية إلى المحكمة يكون آما تلقائيا‬
‫أو بناء على طلب أطراف الدعوى ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ = -‬االطالع = االطالع هو تخلي التاجر عن وثائقه المحاسبية للخصم من اجل التحقق من البيانات المدرجة فيها ‪ .‬ويتم‬
‫هذا االطالع إما بحسب اتفاق األطراف أو بالطريقة التي تحددها المحكمة ‪.‬وقد تدخل المشرع وحدد نطاق االطالع كما‬
‫جاءت في المادة ‪ 22‬من مدونة التجارة " االطالع هو العرض الكامل للوثائق المحاسبية وال يجوز أن يؤمر ب هاال في‬
‫قضايا التركة أو القسمة آو التصفية القضائية وفي ذلك من الحاالت التي تكزن فيها الوثائق مشتركة بين األطراف " ‪.‬‬
‫التعداد الذي أوراده المشرع هو تعداد على سبيل الحصر وال يجوز التوسع فيها وحاالت االطالع هي = ‪ -7‬حالة التركة ‪-2.‬‬
‫حالة قسمة األموال المشتركة ‪ -3.‬حالة التسوية أو التصفية القضائية ‪ -4.‬حالة اشتراك الوثائق المحاسبية بين األطراف ‪.‬‬

‫‪‬الفصل األول‪ :‬األعمال التجارية‬

‫‪‬المبحث األول‪ :‬النظريات المؤثرة في القانون التجاري المغربي الجديد‬


‫المطلب األول‪ :‬موقف مدونة التجارة الجديدة من النظريتين‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التعداد القانوني للعمل التجاري‬
‫‪‬المبحث الثاني‪ :‬معايير التمييز بين العمل التجاري والعمل المدني‬
‫المطلب األول‪ :‬المعايير االقتصادية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المعايير القانونية‬
‫‪‬المبحث الثالث‪ :‬تصنيف األعمال التجارية‬
‫المطلب األول‪ :‬األعمال التجارية الممارسة على وجه االعتياد أو االحتراف‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األعمال التجارية بالمماثلة أو عن طريق القياس‬
‫المطلب الثالث‪ :‬األعمال التجارية الشكلية‬
‫المطلب الرابع‪ :‬األعمال التجارية بالتبعية‬
‫المطلب الخامس‪ :‬األعمال التجارية المختلطة‬

‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪15‬‬
‫‪‬الفصل الثاني‪ :‬التاجر‬
‫‪‬المبحث األول‪ :‬شروط اكتساب الصفة التجارية‬
‫المطلب األول‪ :‬الممارسة الشخصية للعمل التجاري‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الممارسة علة وجه االعتياد او االحتراف‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الممارسة لألعمال التجارية المشروعة‬
‫المطلب الرابع‪ :‬ضرورة توافر األهلية التجارية‬
‫‪‬المبحث الثاني‪ :‬موانع ممارسة بعض األنشطة التجارية واالقتصادية‬
‫المطلب األول‪ :‬الموانع القانونية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الموانع االتفاقية‬
‫‪‬المبحث الثالث‪ :‬االلتزامات المهنية للتاجر‬
‫المطلب األول‪ :‬االلتزام بالقيد بالسجل التجاري‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االلتزام بمسك المحاسبة والمحافظة على المراسالت‬

‫فضاء الخوارزمي‬
‫‪16‬‬

You might also like