You are on page 1of 22

18 -02 ‫ ص‬،)0281( 20 :‫ العـــدد‬/ 81‫المجلد‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

-‫الذكاء االقتصادي كآلية لبلوغ التنافسية الحقيقية للمنظمات والحكومات‬


‫الجزائر نموذجا‬
Economic intelligence as a mechanism for achieving the true
competitiveness of organizations and governments. Algeria is a
model.
2
‫ بـولنـوار بشـ ــير‬.‫ د‬،1‫ حمداني محمد‬.‫د‬
hamdani_m@yahoo.fr ،‫ الجزائر‬،‫ محمد بن أحمد‬-2- ‫ جامعة وهران‬1
bacboulenouar@gmail.com ،‫ الجزائر‬،‫ محمد بن أحمد‬-2- ‫ جامعة وهران‬2

2918/12/11 :‫تاريخ النشر‬ 2918/90/03 :‫تاريخ القبول‬

Abstract: :‫الملخــص‬
Algeria is one of the countries that has
sought since the independence to build ‫تعد الجزائر من الدول التي سعت منذ االستقالل‬
the national system of economic and ‫على بناء النظام الوطني للمعلومات االقتصادية‬
social information to meet the
requirements of all economic agents of ‫واالجتماعية وذلك لتلبية متطلبات كافة األعوان‬
information of the required quality and ‫االقتصاديين من المعلومات ذات النوعية‬
on time. This system was created in
‫ اذ تم إنشاء هذا‬.‫المطلوبة وفي اآلجال المحددة‬
line with the national economy's
capabilities to develop and grow. The ‫النظام تماشيا وقدرات االقتصاد الوطني على‬
necessary bodies were created and ‫ كما أنشئت الهيئات الالزمة لذلك‬.‫التطور والنمو‬
legal texts issued according to the
concerns of the country's public ‫واصدار النصوص القانونية تبعا الهتمامات‬
authorities, which led to the adoption ‫ مما دفعها الى اعتماد‬،‫السلطات العمومية للبالد‬
of the principle of knowledge
economy, which is a tool for the ‫مبدأ اقتصاد المعرفة الذي يعد أداة لتطوير الذكاء‬
development of economic intelligence .‫اإلقتصادي وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‬
and information and communication
‫ الذكاء‬،‫ الذكاء اإلقتصادي‬:‫كلمات مفتاحية‬
technologies.
Keywords: economic intelligence, .‫ التنافسية‬،‫المعلوماتي‬
information intelligence,
competitiveness hamdani_m@yahoo.fr :‫ اإليميل‬، ‫ حمداني محمد‬:‫المؤلف المرسل‬

70
‫د‪ .‬حمداني محمد‪ ،‬د‪ .‬بـولنـوار بشــــير‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫يشهد العالم تغيرات اقتصادية متسارعة وعميقة أدت الى حدوث اختالالت في‬
‫المؤشرات االقتصادية لدول العالم باختالف قوتها وطبيعتها االقتصادية‪ .‬مما أدى أكثر من‬
‫اي وقت مضى إلى زديادة الطلب على المعلومات‪ ،‬اين تقلصت مدة حياة المنتجات‬
‫والتكنولوجيات وتتطور التقنيات الحديثة بسرعة أكبر‪ ،‬واشتداد المنافسة في نطاق عالمي‪.‬‬
‫فالمعلومة صارة متغيرة اساسية في الحياة االفراد والشركات على حد السواء‪ .‬مما‬
‫أثر على إستراتيجيات تسيير المؤسسات االقتصادية في مواجهة المنافسة من خالل ظهور‬
‫جيل جديد من التحالفات غير السياسية‪ ،‬في شكل تكتالت اقتصادية واندماج للمؤسسات‬
‫والدول مع بعضها البعض‪ ،‬كما تم تكريس المعلومة كأداة إستراتيجية تساهم في جمع‪،‬‬
‫تطوير مردودية رأس المال‪ ،‬والتخلي التقليدي عن تكريس المادة لتحويلها إلى مواد مصنعة‪.‬‬
‫مما ادى بالمؤسسات الى إدماج ما يعرف بالذكاء االقتصادي ‪(Intelligence‬‬
‫)‪ Economique‬في استراتيجياتها‪.‬‬
‫فالجزائر على غرار باقي دول العالم‪ ،‬شهدت هي األخرى تحوالت عميقة في بيئتها‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬مما دفعها الى اعتماد مبدأ اقتصاد المعرفة وتطوير‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واالتصال على مستوى مختلف أجهزتها ومؤسساتها‪ .‬اين صار الذكاء‬
‫االقتصادي يشكل اداة ضرورية الكتساب مزايا تنافسية وتدعيم الحصص السوقية‪ ،‬وضمان‬
‫تطوير أداء وفاعلية المؤسسات‪ ،‬وتحقيق التنمية االقتصادية المرجوة لبلوغ التنمية‬
‫المستدامة‪.‬ولدراسة هذا الموضوع عمدنا الى طرح االشكالية التالية‪ :‬ماهو الذكاء االقتصادي‬
‫وما مختلف تطبيقاته ونماذجه وما واقعه في الجزائر؟‬

‫‪71‬‬
‫الذكاء االقتصادي كآلية لبلوغ التنافسية الحقيقية للمنظمات والحكومات‪ -‬الجزائر نموذجا‬

‫‪ 8.0‬ماهية الذكاء االقتصادي ‪:‬‬


‫يعد مصطلح الذكاء االقتصادي من المصطلحات التي ظهرت كنتيجة لظهور‬
‫اقتصاد المعرفة‪ ،‬لذا سنعمل في هذا المستوى على تقديم جملة من التعاريف له ومسيارة‬
‫التطوره التاريخي عبر المراحل المختلفة واستعراض مختلف الخصائص التي المرتبطة به‪.‬‬
‫‪ 0.0‬تعريف الذكاء االقتصادي ‪:‬‬
‫‪ -‬لقد عرف الذكاء االقتصادي أول تعريف عملي سنة ‪ 1001‬من طرف ‪Rapport‬‬
‫‪ Martre‬مجموعة العمل في المحافظة العامة للتخطيط بفرنسا‪ ،‬حيث تم تعريفه على أنه‬
‫"مجموعة األعمال المرتبطة بالبحث‪ ،‬معالجة وبث المعلومة المفيدة لألعوان والمتدخلين‬
‫االقتصاديين لصياغة إستراتيجياتهم "‪ .‬ونظ ار لضرورة اعتماد مدير المنظمة إلستراتيجية‬
‫تطوير منتج جديد‪ ،‬االستثمار في سوق جديد‪ ،‬تحسين المرد ودية‪ ،‬معرفة منافسيه ‪ ،‬أخذ‬
‫القرار الصائب في الوقت المناسب …الخ ‪ ،‬وذلك بفهم المحيط الذي صار اكثر تعقد اين‬
‫تعد المعلومة مادة أولية أساسية لإلدارة (عبد الرزاق خليل‪،‬أحالم بوعبدلي‪ ،‬ص ‪.)88‬‬
‫‪ -‬فالذكاء االقتصادي يهتم بكل ما يحدث في أألسواق باعتباره نظام كامل تتوحد فيه‬
‫التقنيات والكفاءات البشرية‪ ،‬إن التحدي المفروض اليوم هو الوصول إلى المعلومة الصحيحة‬
‫قبل اآلخرين‪ ،‬ومنه اتخاذ الق اررات المناسبة وتطوير أساليب العمل(مسعود ديلمي‪.)0221 ،‬‬
‫‪ -‬أما الباحث كلود ريفل " ‪ Claude Revel‬فيقدم الذكاء االقتصادي في ثالثة‬
‫أبعاد‪ ،‬تسيير المعلومات والمعارف‪ ،‬الحماية والتأثير وبالتالي يعرف الذكاء االقتصادي على‬
‫أنه " التحكم في المعلومات بهدف معرفة البيئة الخارجية واتخاذ السلوك المالئم‪ .‬اذ يمكن من‬
‫تحديد الفرص ومحددات النجاح‪ ،‬توقع التهديدات‪ ،‬تقدير المخاطر واتخاذ الق اررارت للتأثير‬
‫‪File://c:/documents and settings /net/bureau/intel‬‬ ‫على المحيط الخارجي (‬
‫‪ " .)eco/intelligence économique‬من هذا التعريف إذن الذكاء االقتصادي يتمثل في‪:‬‬
‫‪ o‬توفير الحماية للمعلومات‪ ،‬أي تامين المنظمة على مستوى األصول الملموسة واألصول‬
‫غير الملموسة والقدرة الكافية على توقع المخاطر المتعلقة خاصة بالملكية الفكرية‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫د‪ .‬حمداني محمد‪ ،‬د‪ .‬بـولنـوار بشــــير‬

‫‪ o‬التأثير‪ ،‬أي أن تكون للمنظمة المعارف الكافية التي تمكنها من تقديم الحجج‪ ،‬اإلقناع‪،‬‬
‫التفاوض وممارسة الضغوط‪ ،‬والمعرفة الجيدة لمنافسيها‪ ،‬متخذي الق اررات‪ ،‬القواعد‬
‫والمعايير التي يمكن أن تؤثر على نشاطها ومحيطها‪.‬‬
‫‪ o‬الذكاء االقتصادي يجب أن يكون أخالقي‪ ،‬فالوظائف الثالثة للذكاء االقتصادي اليقظة‪،‬‬
‫الحماية والتأثير يمكن أن تمارس كلها بصورة مشروعة اين يحدد كل مسير طرق العمل‪.‬‬
‫‪ -‬وقد عرفه ‪ Alain Juillet‬المسئول األعلى للذكاء االقتصادي بفرنسا سنة ‪ 2992‬على‬
‫أنه‪" :‬يشتمل على السيطرة و حماية المعلومة اإلستراتيجية لجميع األعوان االقتصاديين من‬
‫أجل الوصول إلى‪:‬المنافسة في المجال االقتصادي‪ ،‬األمن االقتصادي أمن المؤسسات‪،‬‬
‫تعزيز سياسة التأثير"(‪) http://www.medefparis.fr/Livre_Blanc.pdf‬‬
‫إن المعلومة اإلستراتيجية هي‪ ":‬كل المعلومات التي يمكن أن تكون ذات فائدة‬
‫لمشاريع المنظمة‪ .‬والتي تتميز بكونها تخص مجاالت متعددة وال يمكن تجزيئها ‪،‬اذ تسمح‬
‫للمنظمة بتحدد نشاطها و محاور تطورها"( عبد الرزاق خليل‪،‬أحالم بوعبدلي‪ ،‬ص‪. )1‬‬
‫وهناك خلط كبير الذكاء االقتصادي واليقظة االقتصادية حيث اليوجد خط فاصل‬
‫بين المفهومين‪ ،‬وذلك بسب ترجمة مصطلح الذكاء من اللغة اإلنجليزية أين معناه يختلف‬
‫عن معنى نفس المصطلح في اللغة الفرنسية‪.‬‬
‫حاليا يوجد مدخالن يتنازعان في تحديد طبيعة العالقة بين الذكاء االقتصادي واليقظة‬
‫(‪.)B .Besson , J.C.Possin , Du ,2001 ,P. 27.‬‬
‫االتجاه أو المدخل األول‪ :‬وهو يعتبر اليقظة كمرحلة من مراحل الذكاء االقتصادي‬
‫وهي تهتم في مضمونها برصد محيط المؤسسة(المحيط التنافسي‪ ،‬التكنولوجي‪ ،‬التجاري‪،‬‬
‫القانوني‪...‬إلخ) وهي عملية منظمة ومستمرة(متكررة) بغرض تتبع المستجدات في القطاع‬
‫الذي تشغله المؤسسة‪ ،‬وتنتهي هذه العملية بتحصيل وتحليل ونشر المعلومات‪ ،‬أما الذكاء‬
‫االقتصادي فهو أشمل إذ يتضمن إضافة إلى نتائج العملية السابقة (اليقظة)القيام بترجمة هذه‬
‫المعلومات كمؤشرات التخاذ الق اررات اإلستراتيجية‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫الذكاء االقتصادي كآلية لبلوغ التنافسية الحقيقية للمنظمات والحكومات‪ -‬الجزائر نموذجا‬

‫االتجاه أو المدخل الثاني‪ :‬وهو عكس االتجاه األول حيث يتبنى التعارض بين‬
‫المفهومين حيث يعتبر إن اليقظة االقتصادية هي رد الفعل أما الذكاء االقتصادي فهو‬
‫الفعل(جمال الدين سحنون‪،‬بلهادية عبد اهلل‪.)0220‬‬
‫‪ 2.0‬التطور التاريخي للذكاء االقتصادي‪:‬‬
‫إن فكرة الذكاء االقتصادي ظهرت مع ظهور التجارة والسيما ظهور اقتصاد السوق‬
‫وقد أوضح ‪ Fernand Braudel‬في العديد من الدراسات التي قام بها حول القوة المتزايدة‬
‫للمدن التجارية الكبيرة من القرن ‪ 12‬إلى ‪.18‬أن المنافسة بين المدن في شمال ايطاليا‬
‫والمدن في فنلندا كانت بداية الهجومات التجارية والتجسس االقتصادي وحتى‬
‫التزوير((‪.)www.ces.fr/rapport/rapsec/R5052710.pdf‬‬

‫كما ظهر مصطلح الذكاء االقتصادي في الفكر العسكري المبني على تحصيل‬
‫المعلومة ثم تحليلها‪ ،‬فبريطانيا في الفترة االستعمارية كانت تحصل على المعلومات عن‬
‫البندقية(‪.)B .Martinet , L’intelligence 2001 , P .12‬‬ ‫مستمراتها من أسراها من‬
‫• أول تعريف للذكاء االقتصادي كان في عام ‪ 1091‬من طرف ‪ ،Harold Wilensky‬من‬
‫خالل كتاب بعنوان "‪ ،"l’intelligence organisationnelle‬فهو يعرف" الذكاء‬
‫االقتصادي كنشاط إنتاج المعرفة التي تخدم األهداف اقتصادية واالستراتيجية للمنطقة‪،‬‬
‫خزنت وأنتجت في إطار قانوني من مصادر مفتوحة "‪.‬‬
‫• في عام ‪ 1029‬طورت اليابان نظام الذكاء االقتصادي المرتكز على و ازرة التجارة الدولية‬
‫والصناعة (‪ )MITI‬ومنظمة التجارة الخارجية اليابانية (‪ )JITRO‬إلنعاش اقتصادها‪.‬‬
‫• في ‪ 1089‬ومع عولمة األسواق والتطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬اتخذت خطوات تنظيمية لدعم العمل الدولي للمؤسسات وكان لميشال‬
‫بورتر‪ ،‬أستاذ في جامعة هارفارد دور كبير في تطور مفهوم الذكاء االقتصادي‪.‬‬
‫• في ‪ 1009‬كانت بداية ظهوره في فرنسا‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫د‪ .‬حمداني محمد‪ ،‬د‪ .‬بـولنـوار بشــــير‬

‫• في ‪ 1002‬انشات فرنسا وكالة نشر المعلومات التكنولوجية (‪ )ADIT‬والتي تهدف إلى‬


‫تقديم مساعدة تشغيلية وحماية النمو الدولي للمؤسسات الفرنسية‪.‬‬
‫• في ‪ 1001‬نشر‪ Martre‬تقرير بعنوان‪l’intelligence économique et stratégie ":‬‬
‫‪."des entreprises‬‬
‫• في ‪ 2992‬أدمج ‪ Minefi‬مفهوم الدفاع االقتصادي ضمن مفهوم الذكاء االقتصادي‪.‬‬
‫‪ 2.0‬عناصر الذكاء االقتصادي ‪:‬‬
‫إن مفهوم الذكاء االقتصادي يمكن أن نحصره في كونه سياسة عامة تحددها الدولة‬
‫بمشاركة باقي المتدخلين والمتعاملين‪ ،‬لها محتواها ومجال تطبيقها‪ .‬تنبني عملية الذكاء‬
‫)‪:)FULD L. M., , 482p, (1995‬‬ ‫االقتصادي علي العناصر التالية‬
‫‪ ‬سياسة التنافسية‪ :‬وتعتمد على عمليات البحث والتطوير وتسمح بمسايرة المؤسسات في‬
‫تعقب الفرص والحصول على األسواق في العالم(تير رضا‪ ،)2911،‬من خالل التعرف‬
‫(‪. )CLERC P.2003).‬‬ ‫المشترك على الرهانات اإلستراتيجية وتجميع الخبرات والمعلومات‬
‫‪ ‬سياسة األمن االقتصادي‪:‬إن العالقة بين ميدان االستخبارات وميدان المنافسة‬
‫االقتصادية والصناعية‪ ،‬اذ أصبح أهم الشركاء والمنافسين يأخذون منعرجا يسميه "إدوارد‬
‫لوتفاك" الجيواقتصاد أي تواصل االستراتيجيات العسكرية الدبلوماسية متمثلة في وسائل‬
‫(جمال الدين سحنون ‪،‬فاضل عبد القادر‪، 0222 ،‬ص‪).8082، 8081‬‬ ‫اقتصادية وتجارية‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة التأثير‪ :‬وخاصة على مستوى الهيأت المعروفة بإعدادها للنظم والمعايير التي‬
‫تدير الحياة االقتصادية(تير رضا‪ )0288،‬من خالل العمل الضغطي "‪" Lobbying‬‬
‫وهو التأثير على القرار السياسي واالقتصادي بشرح ضرورة وايجابية قانون ما أو سلبيته‬
‫‪ 1.0‬خصائص الذكاء االقتصادي ‪:‬‬
‫يهتم الذكاء االقتصادي بدراسة التفاعل التكتيكي واالستراتيجي بين كافة مستويات‬
‫النشاط المعنية به انطالقا من القاعدة (المستوى الداخلي للمؤسسة) مرو ار بالمستويات‬

‫‪75‬‬
‫الذكاء االقتصادي كآلية لبلوغ التنافسية الحقيقية للمنظمات والحكومات‪ -‬الجزائر نموذجا‬

‫الوسيطة (الجماعات المحلية) وصوال إلى المستويات الوطنية (االستراتيجيات المعتمدة لدى‬
‫مراكز اتخاذ القرار في الدولة) ثم المستويات المتعددة الجنسيات (المجمعات المتعددة‬
‫الجنسيات) أو الدولية (استراتيجيات التأثير الخاصة بكل دولة)‪ .‬ومن بين الخصائص‬
‫الرئيسية للذكاء االقتصادي نذكر ما يلي(‪:)LUDOVIC E, 2003.‬‬
‫أ‪.‬االستخدام االستراتيجي والتكتيكي للمعلومة ذات المزايا التنافسية في اتخاذ الق اررات‪.‬‬
‫ب‪ .‬وجود إدارة قوية لتنسيق جهود األعوان االقتصاديين‪.‬‬
‫ج‪ .‬وجود عالقات قوية بين المؤسسات والجامعات واإلدارات المركزية والمحلية‪.‬‬
‫د‪ .‬تشكيل جماعات الضغط والتأثير وادماج المعارف العلمية‪ ،‬التقنية‪ ،‬االقتصادية‪،‬‬
‫القانونية والجيوسياسية‪.‬‬
‫ه‪ .‬السرية في نشر المعلومات والحصول عليها بطريقة شرعية‪.‬‬

‫‪ 2.0‬مراحل الذكاء االقتصادي ‪:‬‬


‫إن أول مرحلة لنشاط الذكاء االقتصادي هي تحديد الحاجة للمعلومة‪ ،‬حيازة‬
‫المعلومة‪ ،‬معالجتها‪ ،‬بثها‪ ،‬واستعمالها‪ .‬ويمكننا عرض أهم مراحل الذكاء االقتصادي فيما‬
‫يلي(عبد الرزاق خليل‪،‬أحالم بوعبدلي‪ ،‬ص ‪:)82‬‬
‫‪ -1‬تحديد الحاجة للمعلومة‪ :‬وهو أمر ليس صعب في أغلب الحاالت اليتطلب توفير‬
‫الوسائل الحديثة‪ ،‬وانما يكفي في أغلب الحاالت أن نطلب بمهارة‪ :‬ماهي المعلومات التي‬
‫عليها؟ (‪. ) F .Bournois , P.J. Romani ,, 2000, P.2 .‬‬ ‫نرغب في الحصول‬
‫‪ -2‬جمع المعلومة‪ :‬بمجرد تحديد الحاجة للمعلومة‪ ،‬يتم اختيار أشكال للبحث عن هذه‬
‫المعلومة ‪ ،‬و فيما يلي نذكر أهم مصادر المعلومة ‪:‬‬
‫‪ ‬مصادر رسمية‪ :‬و تحتوي أساسا على الصحافة‪ ،‬الكتب‪ ،‬وسائل اإلعالم‪ ،‬بنوك‬
‫المعطيات و األقراص المضغوطة (‪ )CD ROM‬ومصادر معلومات الرسمية‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫د‪ .‬حمداني محمد‪ ،‬د‪ .‬بـولنـوار بشــــير‬

‫‪ ‬مصادر غير رسمية ‪ :‬إن أهم ما يميز هذه المصادر أن المعلومات التي تقدمها‬
‫تتطلب مجهود شخصي من الفرد الذي يريد جمع المعلومة ‪ ،‬يجب أن يبقى على اتصال‪،‬‬
‫أن ينتقل ‪ ،‬يضيع الوقت ‪…،‬إلخ حتى يحصل على ذلك‪ .‬و الشكل الموالي يبين لنا‬
‫مختلف مصادر المعلومات التي تحصل عليها المنظمة (‪: )A .Bloch , 1996 ,P .53‬‬
‫الشكل رقم‪ :28‬مصادر المعلومات‬

‫المصدر‪.A.Bloch,op.cit.,p.53 :‬‬
‫ويقصد بمصادر المعلومات المفتوحة مجموعة المنشورات اإلحصائية الرسمية‪،‬‬
‫الصحف‪ ،‬والمنشورات التجارية أما المصادر المغلقة للمعلومات فتمثل التقارير والبرقيات من‬
‫السفارات‪،...‬والمعلومات السوداء (السرية)‪ .‬المتحصل عليها من دون موافقة من حكومات‬
‫أجنبية (‪. )http://www.espionageinfo.com/Ec-Ep/Economic-Intelligence.html‬‬
‫‪ -2‬معالجة المعلومة ‪ :‬وتعد أساس الذكاء االقتصادي‪،‬اإلجراء الذي يعتمد أساسا على قيمة‬
‫المعلومة بالنسبة للمستعمل‪ .‬وتعني المعالجة وتجميع كل المعطيات المحصل عليها من أجل‬
‫تحليلها بشكل متجانس‪ .‬وتعد ترجمة المعلومة خطوة أساسية إلجراء المعالجة‪ ،‬اذ تعطي‬
‫الوثائق‪(.‬حسين علي ‪ ، 0222 ،‬ص ص ‪.).01-02‬‬ ‫صورة تحليلية للمعلومات المتضمنة‬
‫‪ -2‬بث المعلومة من أجل اتخاذ القرار ‪:‬وتتمثل في إعطاء قيمة لهذه المعلومة ببثها داخل‬
‫المنظمة حتى تساهم في خلق قيمة مضافة‪ .‬فكل العمليات السابقة‪ ،‬تحديد‪ ،‬جميع‪،‬‬

‫‪77‬‬
‫الذكاء االقتصادي كآلية لبلوغ التنافسية الحقيقية للمنظمات والحكومات‪ -‬الجزائر نموذجا‬

‫ومعالجة المعلومة تكون بدون فائدة‪ ،‬إذ لم يتم بث هذه المعلومة وايصالها لمتخذي القرار‬
‫بالمنظمة في الوقت المناسب‪ ،‬اذ يجب تجسيد المعلومات إلى فعل لتحقق قيمة من خالل‬
‫بتطبيقها‪ .‬و يمكن تلخيص كل ما سبق ذكره في الشكل الموالي ‪:‬‬
‫شكل رقم ‪ : 20‬مراحل الذكاء اإلقتصادي‬

‫توجيه عام ‪:‬‬


‫‪-‬حتديد اإلحتياجات ‪.‬‬
‫‪-‬مالءمة االحتياجات و تلبيتها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪4‬‬

‫البث ‪:‬‬ ‫البحث ‪:‬‬


‫‪-‬املرسل إليهم‬ ‫‪-‬خمطط البحث‬
‫‪-‬مذكرات‬ ‫‪-‬الوسائل‬
‫الحماية‬ ‫‪-‬حتديد اإلحتياجات ‪.‬‬
‫‪-Adéquation besoins‬‬
‫‪réponses‬‬

‫‪3‬‬

‫اإلستغالل‪:‬‬
‫‪-‬معاينة‪.‬‬
‫‪-‬معاجلة‪.‬‬
‫‪-‬حتليل‪.‬‬
‫المصدر ‪-:‬تركيب‪.‬‬
‫‪R.Paturel ,J.L.Levet, l’intégration de la démarche d’intelligence‬‬
‫‪économique dans le management stratégique , conférence internationale de‬‬
‫‪.management stratégique, université de lille,France,1999‬‬
‫‪ .2‬نماذج الذكاء االقتصادي في العالم‪:‬‬
‫تعتبر هذه النماذج نظام لجمع المعلومات االقتصادية‪،‬الصناعية والتكنولوجية ومن بين‬
‫النماذج المعروفة الرائدة في هذا المجال نذكر أهمها‪:‬‬
‫‪8.2‬وسائل الذكاء االقتصادي "نموذج فولد ‪:" Fuld‬‬
‫لقد هيأت تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال كافة الظروف لنمو عمليات الذكاء‬
‫االقتصادي في العالم‪ .‬حيث أدى التزايد السريع في عدد الحواسيب االلية وطرق جمع‬

‫‪78‬‬
‫د‪ .‬حمداني محمد‪ ،‬د‪ .‬بـولنـوار بشــــير‬

‫المعلومات و التحليل إلى تبني الذكاء االقتصادي من قبل مختلف المؤسسات والهيأت عامة‬
‫أو خاصة(تير رضا‪ .)2911،‬ومن بين المؤسسات التي عملت على إيجاد نماذج للذكاء‬
‫االقتصادي‪ ،‬نذكر نموذج فولد ‪ ،)1002( Fuld‬يضم هذا النموذج ست أدوات‪:‬‬
‫‪ -‬ملمح نوايا و قدرات المسيرين‪ :‬يسمح بالتنبؤ بق اررات هؤالء وتحديد العوامل التي تؤثر‬
‫على أجراءات إتخاذ القرار لديهم‪ .‬واإلعداد الملمح النفسي لصاحب القرار‪ ،‬يجب األخذ بعين‬
‫اإلعتبار سبعة محدادت هي‪ :‬أنماط القيادة‪ ،‬الثقافات‪ ،‬المسارات المهنية‪ ،‬الكفاءات‪،‬‬
‫التوجهات‪ ،‬الميوالت والق اررات السابقة‪ .‬في ظل مناخ المؤسسة الحالي والمستقبلي‪.‬‬
‫‪-‬البانشماركينغ‪ )Benchmarking( :‬يقصد بها دراسة و تبني الممارسات األفضل من بين‬
‫الممارسات التي تتبعها المنظمات (الشركات) األخرى لتحسين االنجاز واألداء في الشركة‬
‫نفسها‪ .‬وهذا أقل تكلفة و أوفر في الوقت و يجنب األخطاء التي وقعت فيها تلك الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل اإلستراتيجية المستقبلية‪ :‬ويقصد من ذلك محاولة معرفة مختلف نقاط القوة‬
‫والضعف وكذا الفرص والتهديدات التي تحيط بالمؤسسة‪.‬وهو نفس النموذج المعروف في‬
‫مجال التحليل االستراتيجي باسم ‪ .SWOT‬مما يسمح بتحديد توجه استراتيجي للشركة‪.‬‬
‫‪-‬توقع االستراتيجيات التنافسية‪ :‬يقترح نموذج ‪ Fuld‬تحليل القوى المحيطية األربع للمؤسسة‬
‫وهي على التوالي‪ :‬اللوائح والتنظيمات‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬التغيرات في قطاع النشاط (عمليات‬
‫الضم و الدعم) و أخي ار الزبائن(نمو عائدات االستهالك)‪ .‬وهناك طرق أخرى في هذا المجال‬
‫منها‪ :‬القوى الخمسة لبورتر‪ ،‬نموذج االستجابة للمنافسة الذي يقضي بتقييم مختلف‬
‫لتحليل‬ ‫التقليدية‬ ‫الطرق‬ ‫منها‬ ‫تقنيات‬ ‫عدة‬ ‫باستعمال‬ ‫للمنافسة‬ ‫االستجابات‬
‫المنافسة‪،‬المماثلة‪،‬النماذج الرياضية والطرق النوعية(مقابالت األخصائيين‪،‬المالحظون)‪.‬‬
‫‪-‬توقع إدخال منتوج جديد‪ :‬يقترح ‪ Fuld‬في هذا اإلطار ما يسمى ب ‪، Timelining‬‬
‫مايقصد به متابعة النشاطات العملياتية للمؤسسات والمعلومات الناتجة وتحليلها‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫الذكاء االقتصادي كآلية لبلوغ التنافسية الحقيقية للمنظمات والحكومات‪ -‬الجزائر نموذجا‬

‫‪-‬تحليل التكاليف‪ :‬ويعتمد المحلل أساسا على الميزانية كأداة تحليلية‪ .‬ويتمثل العنصر‬
‫األساسي لهذه المقاربة في التركيز على العوامل الحرجة كشراء المعدات‪،‬البنايات والتجهيزات‬
‫والتكاليف اإلدارية‪ ،‬فكل نوع من المؤسسات والهيأت تطور طرق خاصة بها في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ 2.1‬النظام الياباني ‪ :‬انتقل اليابانيون في كثير من القطاعات الصناعية من عملية التقليد‬
‫إلى االبتكار عن طريق التكامل بين الذكاء االقتصادي والمنافسة في جال البحث والتطوير‪.‬‬
‫إن نظام الذكاء االقتصادي الياباني يتسم باالهتمام الكبير بالمعلومة كأداة إستراتجية‬
‫التي تتحقق من خالل حجم االستثمارات في هذا القطاع‪ ،‬حيث حوالي ‪ % 1,2‬من رقم‬
‫أعمال المؤسسات يستثمر في مجال الذكاء االقتصادي ويستغرق ‪ 1‬إلى ‪ % 1‬من وقتها في‬
‫هذا المجال ‪ .‬و تعتمد المؤسسات اليابانية على الجامعات اليابانية (‪)Sogo Shoshas‬‬
‫إلمدادها بالمعلومات‪ ،‬مما يفسر االستثمار المنظم للمنشورات وقواعد البيانات ‪ ،‬المعارض‬
‫التجارية (‪.)Halshs.archive-ouvertes.fr/docs/00/06/25/92/PDF /sic-00001384.PDF‬‬
‫‪ -‬يتمركز في و ازرة التجارة الدولية والصناعة (‪ )MITI‬والتي يتمثل دورها األساسي في‬
‫مساعدة المؤسسات اليابانية وتوجيهها واعالمها ‪ ،‬كما يرتبط بهذه الو ازرة كل من الجامعات‬
‫اليابانية ‪ ،‬الشركات التجارية العظمى التي تمول مراكز البحث والتطوير‪ ،‬المنظمات المهنية‬
‫و الهيئات اإلدارية ذات الطابع البحثي والعلمي ‪ .‬اين تتمثل إجراءات يقظة المؤسسات‬
‫اليابانية في ثالث مميزات أساسية هي ‪:‬‬
‫‪ ‬تدفقات أفقية للمعلومات التي تعكس عدم مركزية اإلبداع ‪.‬‬
‫‪ ‬البحث عن الزيادة (‪ )redondance‬في جمع المعلومة ‪.‬‬
‫‪ ‬استثمارات مهمة مخصصة لجمع المعلومات و نشرها ‪.‬‬
‫هذا النظام يقوم على الو ازرة األولى والو ازرات االقتصادية وعالم األعمال الذي يساهم‬
‫في تحديد اإلستراتجية العامة والشاملة للبالد‪ ،‬وهيئات التفكير (‪ )Think Tanks‬التي تساهم‬
‫في تطوير البحث وادماج التطوير‪ ،‬عن طريق الدراسة المقارنة والتكنولوجية‬
‫(‪)COMMISSARIAT GENERAL DU PLAN, 1994.‬‬

‫‪80‬‬
‫د‪ .‬حمداني محمد‪ ،‬د‪ .‬بـولنـوار بشــــير‬

‫‪ 1.1‬النظام األمريكي‪ :‬شهد المشهد األمريكي في مجال الذكاء االقتصادي تحوال كبي ار في‬
‫عقد التسعينات من القرن السابق تبعا للعديد من التحوالت الدولية‪ ،‬من بينها حجم التنمية‬
‫االقتصادية التي حققها كل من اليابان وأوربا باعتبارهما منافسين رئيسيين للواليات المتحدة‪.‬‬
‫ف الهدف األساسي لعملية الذكاء االقتصادي في الواليات المتحدة يتمثل في دعم التأثير‬
‫وعمل جماعات الضغط لتحقيق أهداف المصلحة العامة في الداخل والخارج‪ .‬كما تشترك‬
‫كافة الهيئات والمؤسسات في إعداد اإلستراتجية الوطنية ذات األولوية ‪ ،‬والتخطيط لتنفيذها‬
‫وفقا آلليات عمل محكمة الدقة‪ .‬وضمن هذا اإلطار تندرج أهداف فرعية منها ‪:‬‬
‫‪ -‬تسهيل عملية الحصول على المعلومات ذات القيمة االقتصادية واإلستراتجية للجميع‪.‬‬
‫‪ -‬دعم التالحم الوطني وتقليص هدر الموارد قصد التحكم في تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة التفكير في حماية الشبكة الوطنية للمعلومات‪.‬‬
‫ولتحقيق هذه األهداف تعمل المؤسسات في أمريكا حول المركز الرئيسي لهذا النظام وهو‬
‫البيت األبيض والمجلس األمن القومي حيث يتم تشكيل مايعرف غرفة الحرب (‪)war room‬‬
‫خاصة بكل سوق يتم اعتبارها إستراتجية وذلك لجمع وتركيز وتوزيع المعلومات الخاصة بها‬
‫بين األعوان االقتصاديين العموميين والخواص ‪.‬‬
‫هذا النظام يتبنى نشاط الوكاالت الخاصة لالستعالمات كا ‪ Pinkerton‬و ‪Kroll‬‬
‫كما توجد هيئات مركزية أخرى كالمجلس االقتصادي الوطني الذي أسس سنة ‪1001‬‬
‫والذي يعتبر تأسيسه ثورة في مجال تقديم الدعم واالستشارة لمختلف الهيئات‪.‬‬
‫‪ .2‬واقع الذكاء االقتصادي في الجزائر‪:‬‬
‫‪ 8.2‬الذكاء االقتصادي ومقوماته في الجزائر ‪:‬‬
‫في ظل االقتصاد المعاصر المبني على المعرفة والتنافسية‪ ،‬أصبحت وظيفة البحث‬
‫والتطور العنصر الهام في مخطط التنمية على المستويين الكلي والجزئي‪ .‬ذلك أن التنافسية‬
‫حاليا‪ ،‬سواء بين األمم أو ما بين المؤسسات‪ ،‬إنما هو تنافس معرفي بالدرجة األولى‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الذكاء االقتصادي كآلية لبلوغ التنافسية الحقيقية للمنظمات والحكومات‪ -‬الجزائر نموذجا‬

‫‪ .0 .2‬نظرة تشخيصية على أنظمة البحث و التطوير‪:‬‬


‫تهتم كافة البلدان بنشاط البحث والتطوير التكنولوجي وتخصص من أجل ذلك‬
‫ميزانيات معتبرة من خالل و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬وم اركز البحث المختلفة‬
‫المعنية بالتطوير التكنولوجي(تير رضا‪.)0288،‬‬
‫كما يعتبر ضعف التكامل بين قطاعي الصناعة والبحث العلمي الذي يشهده العالم‬
‫العربي بصفة عامة والجزائر بصفة خاصة من أهم معوقات التنمية التي يجب التحدي لها‬
‫وايجاد اإلجراءات العلمية لتداركها‪ .‬ولعلى أهم العوامل التي لم تسمح بالنهوض بأنشطة‬
‫البحث والتطوير يمكن ذكر هجرة العقول المفكرة إلى الخارج من جهة‪ ،‬وكذلك ضعف‬
‫التعاون العلمي والتكنولوجي بين الدول النامية (ومنها الجزائر) والدول المتقدمة‪.‬‬
‫كما بروزت أزمة في أنظمة التعليم والتكوين وفشلها في إعادة إنتاج الكفاءات في‬
‫الميادين العلمية والتقنية‪ .‬أما مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصال فلم يعرف تطو ار ملحوظا‬
‫(‪.)DJEFLAT A4 :149-177, (2000).‬‬ ‫رغم اعتباره كمعيار لتحديد القدرة التنافسية‬
‫‪ -‬وبهدف تدارك الدفع‪ ،‬تم إعداد برنامج متكامل يسمى بالمخطط الخماسي )‪(2002-1999‬‬
‫الذي يعد تطبيقا للقانون ‪ 11-08‬المؤرخ في ‪ 22‬أغسطس ‪ 1008‬و الذي حدد اإلطار‬
‫التنظيمي والمؤسساتي للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي‪ .‬ومن أجل ضمان متابعة‬
‫أحسن لتطبيق هدا المخطط‪ ,‬تم تعيين الوزير المنتدب للبحث العلمي لدى و ازرة التعليم‬
‫العالي في أغسطس ‪ .2999‬ويهدف القانون ‪ 11-08‬المذكور أعاله إلى ما يلي ‪:‬‬
‫‪ o‬ضمان ترقية البحث والتطوير ودعم القواعد والتكنولوجية للبحث والتطوير‪.‬‬
‫‪ o‬رد االعتبار لوظيفة البحث ودعم تحويل البحث لكل األنشطة المتعلقة بالبحث والتطوير‪.‬‬
‫وقد واصلت الحكومة عملها بإصدار عددا من المراسيم التنفيذية بغرض تحديد المهام‬
‫واألهداف وتخصيص الموارد الالزمة لها ومنها‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تم إنشاء صندوق وطني للبحث العلمي و التطوير التكنولوجي‬
‫خصص له سنويا مبلغ ‪ 2‬مليارات دينار جزائري) حوالي ‪ 11‬مليون دوالر(‪ ،‬خاص بإدارة‬
‫‪82‬‬
‫د‪ .‬حمداني محمد‪ ،‬د‪ .‬بـولنـوار بشــــير‬

‫مخابر ومراكز ووحدات البحث لمختلف القطاعات‪ .‬ونص القانون ‪ 11-08‬على أن يحدد‬
‫سنويا موازنة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي ضمن قوانين المالية‪.‬‬
‫‪ . 0.2‬مقومات الذكاء االقتصادي واالستراتيجي في الجزائر‪:‬‬
‫عملت الجزائر منذ االستقالل على البناء التدريجي لما يسمى بالنظام الوطني‬
‫للمعلومات االقتصادية واالجتماعية وذلك لتلبية متطلبات كافة األعوان االقتصاديين من‬
‫المعلومات ذات النوعية المطلوبة وفي اآلجال المحددة‪ .‬ولتحقيق هذا الهدف اتجهت الهيئات‬
‫المختصة إلى تصنيف المعلومات االقتصادية واالجتماعية إلى معلومات ذات مصدر‬
‫إداري‪ ،‬معلومات وثائقية واشهارية‪ ،‬معلومات إدارية وأخي ار معلومات صحفية‪ .‬وقد تم إنشاء‬
‫هذا النظام تماشيا وقدرات االقتصاد الوطني على التطور والنمو‪ .‬كما أنشئت الهيئات الالزمة‬
‫لذلك واصدار النصوص القانونية تبعا الهتمامات السلطات العمومية السياسية‪ ،‬االقتصادية‬
‫واالجتماعية للبالد‪ .‬ويعتبر نظام المعلومات اإلحصائي والذي يغطي مجاال هاما من نظام‬
‫المعلومات االقتصادي واالجتماعي نتاج مراحل زمنية عديدة والتي من أهمها نذكر‪:‬‬
‫‪ : 8120 ‬إنشاء هيئة التخطيط التى تضم مديرية فرعية لإلحصاءات‪.‬‬
‫‪ : 8122 ‬إنشاء اللجنة الوطنية لإلحصاء العام للسكان و السكن‪.‬‬
‫‪ : 8108 ‬إنشاء المحافظة الوطنية لإلحصاء و التحقيقات اإلحصائية‪.‬‬
‫‪ : 8110 ‬إنشاء الديوان الوطني لإلحصاء وتجديد واجباته اإلحصائية‪.‬‬
‫‪ : 8112 ‬إنشاء المركز الوطني لإلحصاء‪.‬‬
‫‪ : 8112 ‬إصدار القانون و والمرسوم التشريعي ‪ 91-1001‬المتعلق بالنظام اإلحصائي‬
‫الذي يتيح الفرصة للديوان الوطني لإلحصاء بإطالق النظام الوطني لإلحصائيات‪.‬‬
‫‪ : 8111 ‬إصدار المرسوم التنفيذي ‪ 199-1002‬والمتضمن تنظيم وسير المجلس الوطني‬
‫لإلحصاء‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫الذكاء االقتصادي كآلية لبلوغ التنافسية الحقيقية للمنظمات والحكومات‪ -‬الجزائر نموذجا‬

‫‪ :0222 ‬إصدار المرسوم الرئاسي رقم ‪ 81-2991‬والمتضمن إنشاء‪ ،‬صالحيات‪ ،‬وتنظيم‬


‫المحافظة العامة للتخطيط والدراسات اإلستراتيجية‪.‬‬
‫وقد أدى انتقال الجزائر نحو اقتصاد السوق إلى بروز عدة ضغوطات على مستوى‬
‫الهيئات المؤلفة لنظام المعلومات االقتصادية واالجتماعية‪ .‬فظهور تكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال عمل على إظهار عيوب النظام السابق ونقائصه والحاجة الملحة إلى نظام ذي‬
‫كفاءة عالية يأخذ بعين االعتبار تزايد المتغيرات االقتصادية واالجتماعية وتداخلها وتفاعلها‬
‫فيما بينها‪ .‬األمر الذي أدى بالسلطات العمومية إلى التفكير في إقامة نظام موجه نحو‬
‫التخطيط االستراتيجي واتخاذ الق اررات‪ .‬وقد تجسد ذلك في صدور تقرير حول النظام الوطني‬
‫للمعلومات االقتصادية واالجتماعية وتحوالته شهر جوان ‪ 2991‬الذي تمت مناقشته في‬
‫الجلسة العلنية رقم ‪ 21‬للمجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ .‬يعتبر هذا المجلس هيئة‬
‫استشارية مستقلة تحت وصاية رئاسة الجمهورية تدرس كافة القضايا االقتصادية واالجتماعية‬
‫واقتراح الحلول الالزمة (‪.)CNES., 2004‬‬
‫من بين العوامل المعيقة إلقامة نظام للذكاء االقتصادي واالستراتيجي حسب هذا‬
‫التقرير يمكن ذكر خمسة عوامل أساسية هي ‪ :‬العوامل الوسائلية والفنية‪ ،‬العوامل المتعلقة‬
‫بالسياسات العامة‪ ،‬العوامل المرتبطة بنظام الحاكمية في أجهزة الدولة و المؤسسات‪ ،‬العوامل‬
‫الثقافية وأخي ار العوامل المرتبطة بالموارد البشرية في البلد‪ .‬فعلى المستوى الثقافي‪ ،‬إن ما‬
‫يلفت االنتباه هو إشارة التقرير لوجود بعض المقومات التي تميز الفرد الجزائري أثناء أدائه‬
‫لمهامه كاإلتصال الشفوي الذي أثبت نجاعته مقابل اإلتصال الكتابي‪ ،‬وكذا ميل هذا الفرد‬
‫نحو تشكيل الفرق الصغيرة األمر الذي يساهم في تفادي النزاعات التنظيمية ومقاومة‬
‫التغيير(‪.)BELATAF., 30-39, 1999.‬‬

‫وعلى مستوى الموارد البشرية‪ ،‬فهناك قناعة تامة بضرورة تكوين وتأهيل والمحافظة‬
‫على الموارد البشرية المتاحة في مجال الذكاء االقتصادي واالستراتيجي‪ .‬و ألح التقرير أيضا‬
‫على العمل من أجل الحد من ظاهرة هجرة األدمغة سواء من الوظيفة العامة نحو القطاع‬
‫‪84‬‬
‫د‪ .‬حمداني محمد‪ ،‬د‪ .‬بـولنـوار بشــــير‬

‫االقتصادي أو من البلد إلى الخارج‪ .‬كما نوهى بتفعيل دور نشاط البحث والتطوير في‬
‫المؤسسات االقتصادية واإلدارية بما يتماشى وتحسين تنافسيتها داخليا وخارجيا‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد أوصى المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي في التقرير السابق بجملة من‬
‫االقتراحات تضمنت تثمين مقومات الذكاء االقتصادي واالجتماعي في الجزائر‪ ،‬واتاحة‬
‫الفرصة لباقي األعوان االقتصاديين واالجتماعيين للمشاركة في صياغة إستراتيجية وطنية‬
‫إلرساء عمليات الذكاء االقتصادي والدراسات اإلستراتيجية على المدى القصير‪ .‬ومن بين‬
‫هذه التوصيات يمكن أن نذكر مايلي‪:‬‬
‫أ – دعم الشفافية والنشر‪ :‬على اإلدارات العامة والمؤسسات االقتصادية معالجة كميات‬
‫البيانات الهائلة المتوفرة لديها معالجة ذكية واستخراج مختلف المعارف الخفية التي تميز‬
‫الظواهر والسلوكيات‪ .‬والعمل على نشر المعلومات التي تخص الجمهور بمختلف شرائحه‬
‫بصفة هادفة واقتصادية‪ ،‬وتشجيع التعاون بين المؤسسات‪.‬‬
‫ب – تطوير البرامج البيداغوجية‪ :‬من واجب الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والتكوين‬
‫المهني تطوير البرامج البيداغوجية وتحسينها بما يتطلبه محيط المؤسسات بمراعات االنفتاح‬
‫هذه البرامج للمعرفة والتعليم النوعي وفقا لما هو جاري به العمل في البلدان المتقدمة‪.‬‬
‫ج – تفعيل دور الغرف التجارية‪،‬المصالح االقتصادية للدولة والجمعيات المهنية والنقابية‪:‬‬
‫تحوز هذه الهيئات على كميات هامة من المعلومات ووسائل التكوين تمكنها من لعب دور‬
‫فعال في تحسين المردودية والنوعية واعادة تأهيل أفرادها‪ .‬ويضعها دورها كحلقة أساسية في‬
‫سلسلة االستثمار في مصب اهتمام طالبي المعلومات االقتصادية واالجتماعية والجغرافية‪.‬‬
‫د – شبكات البنوك و المؤسسات المالية الدولية ‪ :‬وتعتبر كمؤسسات مهيكلة لإلقليم عن‬
‫طريق شبكة الوكاالت التي تحوزها‪ ،‬مما يساعد في التكفل باحتياجات الجمهور المتعددة‬
‫وتقييم الخدمات المختلفة وبناء قواعد وبنوك بيانات هائلة يمكن استخدامها في تحديد‬
‫االستراتيجيات التسويقية‪ .‬وتمويل مشاريع الذكاء االقتصادي واالستراتيجي والشراكة فيها‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الذكاء االقتصادي كآلية لبلوغ التنافسية الحقيقية للمنظمات والحكومات‪ -‬الجزائر نموذجا‬

‫هـ‪ -‬هيئات دعم وتنمية االستثمار‪ :‬عمدت الدولة إلى إنشاء وكالة لترقية دعم ومتابعة‬
‫االستثمارات بهدف تفعيل سياسة الدولة في ميدان االستثمار سميت سابقا بوكالة دعم‬
‫ومتابعة االستثمار وانطالقا من ‪ 2991‬بالوكالة الوطنية لتنمية االستثمار والتي تتمتع‬
‫باالستقاللية المالية‪ ،‬من وجهة نظر الذكاء االقتصادي واالستراتيجي‪ ،‬تعتبر هذه الوكالة‬
‫دليال للمستثمرين من حيث توفير المعلومات حول فرص االستثمار والمزايا التنافسية‪.‬‬
‫و‪ -‬المصالح االقتصادية للدولة‪ :‬تتمثل المهمة األساسية للمصالح اإلحصائية‪ ،‬الجبائية‬
‫والمالية والتجارية للدولة في القيام بحمالت إعالمية تتميز بالجدية واالستم اررية تجاه‬
‫مستخدمي المعلومات االقتصادية واالجتماعية‪ .‬لذا فمن الضروري تكوين أفراد هذه المصالح‬
‫في مجال الذكاء االقتصادي واالستراتيجي وادارة المعرفة وأنظمة المعلومات‪.‬‬
‫‪ 2.2‬التكوين في الذكاء االقتصادي واالستراتيجي‪ :‬األهداف‪ ،‬الوسائل والتنفيذ ‪ :‬تتباين‬
‫برامج التكوين في الذكاء االقتصادي واالستراتيجي وفقا لالستراتيجيات وتبعا لدرجة تحرير‬
‫السوقوالحرية االقتصادية‪ ،‬توافر تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬تزايد التعامالت وجود‬
‫الالزمة(‪.)BULINGE F, 2004‬‬ ‫البنية التحتية الخاصة بالتكوين والتعليم وتوافر الكفاءات‬
‫اذ ان التكوين في الذكاء االقتصادي يستهدف ثالث غايات أساسية‪ .‬على المستوى‬
‫قصير المدى‪ ،‬يتم التعريف بمسمى الذكاء االقتصادي‪ ،‬وعلى المستوى المتوسط المدى يتم‬
‫تثمين الممارسات الموجودة بالمؤسسات‪ .‬وعلى المستوى الطويل‪ ،‬يجب تكوين متعاملي‬
‫الذكاء االقتصادي المستقبليين في إطار التكوين األولي(‪.)AMOS D., SIDHOM S., 2005.‬‬
‫‪ 2.2‬أهداف برنامج التكوين‪ :‬يتميز الذكاء االقتصادي باعتباره عملية متكاملة وديناميكية‬
‫بالتعقد‪ ،‬ومن ثم عدم وجود أهداف‪ ،‬وبرامج تكوين‪ ،‬اذ يمكن اعتبارها كمجموعة وظائف‬
‫(‪. )JUIELLET A., 2004).‬‬ ‫منسقة يمكن ترجمتها مباشرة إلى أهداف تكوينية‬
‫‪ 1.2‬الكفاءات المطلوبة لممارسة الذكاء االقتصادي واالستراتيجي‪:‬‬
‫لقد شرعت الدول إلى تبني أسلوب الذكاء االقتصادي بغرض استغالل كافة فرص البحث‬
‫والتطوير المتوفرة ضمن منظومة الخدمات‪ .‬ومن ثم فقد قامت هذه األخيرة بإعداد برامج‬
‫‪86‬‬
‫د‪ .‬حمداني محمد‪ ،‬د‪ .‬بـولنـوار بشــــير‬

‫تكوين حديثة تتماشى ومقتضياتها اإلستراتيجية باالعتماد على مرجعيات تمت صياغتها بناء‬
‫على األهداف السياسية‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية للدولة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ 1‬يلخص مختلف الكفاءات المطلوبة للتكوين في الذكاء االقتصادي‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :8‬الكفاءات المطلوبة للتكوين‪.‬‬

‫تنمية الكفاءات وفقا لالحتياجات الحقيقية‬


‫المستوى الثالث‬ ‫المستوى الثاني‬ ‫المستوى األول‬
‫الذكاء االستراتيجي‬ ‫الذكاء العملياتي‬ ‫الذكاء المعلوماتي‬

‫القدرة على إدارة تدفقات المعلومات‬ ‫القدرة على تشغيل منظومة‬ ‫القدرة على تحديد الحاجة‬
‫داخل التنظيم بغرض االستجابة‬ ‫عالجة‬ ‫جماعية للبحث‬ ‫للمعلومة‪ ،‬وتطبيق منهجية‬

‫التعريف‬
‫والتأثير في المحيط‬ ‫المعلومات‬ ‫ووسائل بحث ومعالجة‬
‫المحيطية المدمجة ضمن إطار‬ ‫المعلومات بصفة فردية‬
‫عمليات اإلنتاج‬
‫طلبة التخصصات العليا‬ ‫طلبة المدى الثاني والفنيين‬ ‫طلبة المدى األول والفنيين‬

‫الجمهور‬
‫ورؤساء المؤسسات‬

‫التحكم في اإلدارة اإلستراتيجية‬ ‫التحكم وتنشيط حلقة االستعالم‬ ‫التحكم في المنهجية والتقنيات‬
‫للمعلومات‬ ‫العملياتي في إطار احترام أمن‬ ‫الفردية للبحث ومعالجة‬
‫المعلومات‬ ‫المعلومات التوثيقية‪.‬‬ ‫الهدف‬
‫‪-1‬استغالل شبكات العالقات‬ ‫‪-1‬األخذ بعين االعتبار‬ ‫‪-1‬تشخيص وصياغة‬
‫‪-2‬إعداد اإلستراتيجية العامة لألهداف‬ ‫محددات‬ ‫االحتياجات للمعلومات‬
‫‪-1‬تنفيذ إستراتيجية لحماية الت ارث الصناعي‬ ‫المحيط االستراتيجي للمؤسسة‬ ‫‪-2‬التعرف على‬
‫والتكنولوجي‬ ‫‪-2‬التعرف والتعبير عن‬ ‫األدوات الضرورية‬
‫‪-1‬التحكم في تحليل الق اررات‬ ‫االحتياجات المتعلقة‬ ‫‪-1‬إعداد إستراتيجية بحث عن‬
‫الكفاءات‬

‫‪-2‬التحكم في الق اررات‬ ‫بالمعلومات‬ ‫المعلومات‬


‫‪-9‬تنفيذ إستراتيجية للتأثير‬ ‫‪-1‬إدارة المصادر الخفية‬ ‫‪-1‬القيام بأبحاث عن معلومات معينة‬
‫‪-1‬إدارة المصادر التقنية‬ ‫‪-2‬تقييم وتصنيف نتائج األبحاث‬
‫‪-2‬تحليل واستغالل المعلومات‬ ‫‪-9‬تنظيم وادارة المعلومات المتاحة‬
‫‪-9‬نشر وتقاسم المعلومات‬ ‫‪-1‬تلخيص المعلومات وادماجها ضمن‬

‫‪87‬‬
‫الذكاء االقتصادي كآلية لبلوغ التنافسية الحقيقية للمنظمات والحكومات‪ -‬الجزائر نموذجا‬

‫‪-1‬تشخيص المخاطر واقتراح‬ ‫المعارف المكتسبة‬


‫اإلجراءات لتفاديها‬ ‫‪-8‬نشر المعلومات‬
‫‪-8‬تنظيم تنشيط وقيادة خلية‬ ‫‪-0‬تنظيم عملية تحسين المعلومات)‬
‫يقظة‬ ‫اليقظة(‬

‫‪ .1.2‬تقديم أجزاء البرنامج المقترح وطرق التدريس ‪:‬‬


‫يضم برنامج التكوين في الذكاء االقتصادي واالستراتيجي مقدمة عامة وأربع محاور أساسية‬
‫هي على التوالي ‪ :‬التنافسية والمحيط الدولي‪ ،‬إدارة المعلومات والمعارف‪ ،‬حماية التراث‬
‫التكنولوجي والصناعي‪ ،‬وأخي ار التأثير المضاد‪.‬‬
‫‪ .2‬خاتمة‪:‬‬
‫تعتبر عملية البحث والتطوير مصد ار هاما للنمو االقتصادي والرخاء‪ ،‬كما تساهم في دعم‬
‫مستوى الكفاءة لدى العاملين والموظفين وفي الرفع من تنافسية المؤسسات ونجاعة اإلدارات‬
‫العامة للدولة‪ .‬وتمثل اإلحصائيات العامة حول البحث والتطوير في بلدان منظمة التعاون‬
‫والتنمية االقتصاديين )‪ (OECD‬دليال هاما ومرجعا أساسيا في هذا المجال‪ .‬ويتعين على‬
‫الحكومات العربية التعرف على االحتياجات الحقيقية في الميدان االقتصادي واالجتماعي‬
‫أساسا‪ ،‬ومن ثم تثمين القدرات المتاحة حاليا من بنية تحتية وأفراد‪ .‬ولن يتأت هذا إال بإعطاء‬
‫الموارد البشرية المكانة الالزمة في عملية اإلنتاج العلمي والبحث من حيث جذب الكفاءات‬
‫واالحتفاظ بها وزيادة والئها للتنظيمات وتحسين ظروف عملها‪.‬‬
‫على المستوى التنظيمي‪ ،‬تمثل كل هذه المقتضيات دعامة أساسية إلرساء نظام الذكاء‬
‫االقتصادي واالستراتيجي الذي يتخذ األهداف العامة للدولة قاعدة له‪ .‬وعلى المستوى‬
‫البيداغوجي والتربوي‪ ،‬فإن بروز التكوين في الذكاء االقتصادي واالستراتيجي كان وليد‬
‫الحاجة إليه‪ ،‬ذلك أن الدولة مطالبة بمسايرة نشاط األعوان االقتصادية وبالتعرف على‬
‫احتياجاتهم ومتطلباتهم ومشاكلهم بهدف تقديم المساعدة لهم‪ ،‬وازالة العقبات عن نموهم‪.‬‬
‫وبالتالي أصبح التكوين في مجال الذكاء االقتصادي واالستراتيجي ضرورة ملحة يجب‬
‫‪88‬‬
‫د‪ .‬حمداني محمد‪ ،‬د‪ .‬بـولنـوار بشــــير‬

‫إعطائها األهمية الالزمة من حيث تحديد األهداف وتسخير الوسائل‪ ،‬واعداد البرامج التربوية‪،‬‬
‫وايجاد المنافذ التشغيلية وفقا للحقائق االقتصادية الميدانية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك عالقة‬
‫تبادلية بين أنشطة البحث والتطوير من جهة وأنشطة الذكاء االقتصادي واالستراتيجي لرصد‬
‫الفرص والتهديدات وتحليلها وايجاد الحلول لها ونشرها‪ ،‬كما يحتاج الذكاء االقتصادي‬
‫واالستراتيجي ألنشطة البحث لتطوير األساليب المستخدمة في مراحل الذكاء المعلوماتية‬
‫العملياتية واإلستراتيجية وتسييرها‪.‬‬
‫‪ .0‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫عبد الرزاق خليل‪،‬أحالم بوعبدلي‪،‬الذكاء اإلقتصادي في خدمة منظمة األعمال‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مسعود ديلمي‪،‬الذكاء االقتصادي والعمل الضغطي‪:‬الحروب الخفية‪ ،‬مدارات‪ ،‬جريدة‬ ‫‪-2‬‬
‫القدس‪ ،‬السنة العشرون‪-‬العدد ‪ 9991‬الخميس ‪ 21‬تشرين الثاني(نوفمبر)‪.2998‬‬
‫‪3- File://c:/documents and settings /net/bureau/intel eco/intelligence‬‬
‫‪économique.‬‬
‫‪4- http://www.medefparis.fr/Livre_Blanc.pdf.‬‬
‫‪5- B .Besson , J.C.Possin , Du renseignement à L'intelligence‬‬
‫‪économique, 2éme édition , Dunod , Paris , 2001 .‬‬
‫جمال الدين سحنون‪،‬بلهادية عبد اهلل‪ ،‬الملتقى الدولي الثاني حول المعرفة في ظل‬ ‫‪-6‬‬
‫االقتصاد الرقمي ومساهمتها في تكوين الميزة التنافسية في الدول العربية‪ ،‬يومي‬
‫‪ 28_21‬نوفمبر‪ ،2991‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪،‬جامعة حسيبة بن بو‬
‫لعيد‪ ،‬الشلف‪.‬‬
‫‪7- www.ces.fr/rapport/rapsec/R5052710.pdf.‬‬
‫‪8- B .Martinet , L’intelligence économique , deuxième édition ,‬‬
‫‪Editions d'organisation , Paris , 2001 .‬‬
‫‪9- FULD L. M., «The new competitor intelligence: the complete‬‬
‫‪resource for finding, analyzing, and using information about your‬‬
‫)‪competitors » . New York: John Wiley , (1995‬‬
‫‪89‬‬
‫ الجزائر نموذجا‬-‫الذكاء االقتصادي كآلية لبلوغ التنافسية الحقيقية للمنظمات والحكومات‬

10- CLERC P., « Intelligence économique : enjeux et perspectives ».


Débats et Tendances, pp. 324-337, (2003).
‫ دور الذكاء اإلقتصادي في إرساء اليات الحكم الراشد من خالل البحث‬،‫ تير رضا‬-11
.‫ جامعة الجزائر‬،‫واقعه وافاقه في الجزائر‬:‫والتطوير‬
‫الملتقى‬، ‫الذكاء االقتصادي و أمن الدولة‬،‫فاضل عبد القادر‬، ‫ جمال الدين سحنون‬-12
‫يومي‬، ‫ متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‬:‫الدولي‬
.‫جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف‬، 2999 ‫ أفريل‬18‫ و‬11
13- LUDOVIC E., « Intelligence économique et stratégique : les
systèmes d’information au cœur de la démarche ». Rapport CIGREF,
mars, (2003).
14- F .Bournois , P.J. Romani , L’intelligence économique et
stratégique dans les entreprise Française , Economica , Paris , 2000.
15- A .Bloch , L’intelligence économique , Economica , Paris ,
1996 .http://www.espionageinfo.com/Ec-Ep/Economic-
Intelligence.html.
‫ الطبعة‬، ‫ من الفكرة إلى المنتج‬، ‫ استثمار االبداع في عالم األعمال‬، ‫ حسين علي‬-16
. 2999 ، ‫ سوريا‬، ‫ دار الرضا للنشر‬، ‫ سلسلة الرضا للمعلومات‬، ‫األولى‬
17- Halshs.archive-ouvertes.fr/docs/00/06/25/92/PDF /sic-
00001384.PDF.
18- COMMISSARIAT GENERAL DU PLAN, « Rapport Martre.
Intelligence économique et stratégie des entreprises ». Paris, La
Documentation Française, (1994).
19- COMMISSARIAT GENERAL DU PLAN, « Rapport Martre.
Intelligence économique et stratégie des entreprises ». Paris, La
Documentation Française, (1994)..
20- DJEFLAT A., « Le réseau MaghTech d’intégration des sciences
et des technologies au Maghreb ». Alternatives Sud, Vol VII, N° 4 ,
(2000).

90
‫ بـولنـوار بشــــير‬.‫ د‬،‫ حمداني محمد‬.‫د‬

21- CNES., « Les exigences de mutation du système d’information


économique et sociale : contribution au débat national ». Projet de
rapport, 24ème session plénière, juin, (2004).
22- BELATAF M., « Emergence de milieux innovateurs dans une
économie en transition à l’économie de marché : méthodologie,
facteurs et éléments d’analyse ». Colloque : La mondialisation,
l’ajustement structurel et le développement à la lumière de l’œuvre
et la pensée de Fayçal Yachir. Sétif 15-16 mai, pp. 30-39, (1999)..
23- BULINGE F., « Le futur vecteur d’une culture européenne de
l’information ». Technologies Internationales. N° 102 : 37-40,
(2004).
24- AMOS D., SIDHOM S., « Intégration de la démarche
d’intelligence économique dans l’architecture fonctionnelle d’un
système d’information. Papier soumis au colloque : Système
National d’Information Economique. CERIST, 31 janvier et 01
février (2005).
25- JUIELLET A., « Référentiel de formation en intelligence
économique ». Secrétariat général de la défense nationale. France,
(2004).

91

You might also like