Professional Documents
Culture Documents
2
يعتبر الوقف 1تبرعا إسبلميا متميزا ذا طابع اجتماعي منفتح ،ليس فقط كوعاء مالي يسخر
لخدمة ما ،بل لو أدكار تنموية بالغة األىمية في تأسيس كدعم ك تقوية نسيج المجتمع
1حُٞهق ك ٢حُِـش ٓؼ٘خ ":ٙحُلزْ أ ٝحُٔ٘غ " ،كخُٞهق رٔؼ٘ ٠حُلزْ ٝ ٞٛهق حُ٘٢ء ٝهلخ أ ١كزٔ ،ٚرٔؼ٘٧ ْ٤ُ ٠كي طـَٙ٤٤
٫ٝحُظَٜف كٓ ٚٗ٧ ،ٚ٤لز ّٞػِٓ ٠خ ٝهق ػِ .ٚ٤أٓخ حُٞهق رٔؼ٘ ٠حُٔ٘غ ك٘ٔ٣ ٚٗ٨غ حُظَٜف ك ٢حُٔٞهٞف.
ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظٓٞغ كٓ ٢ؼ٘ ٠حُٞهق ٖٓ حُ٘خك٤ش حُِـ٣ٞش أٗظَ:
أر ٞحُل َ٠ؿٔخٍ حُي ٖ٣حرٖ ٓ٘ظُٔ :ٍٞخٕ حُؼَد،حُـِء ،9:رخد حُلخء ،ك َٜحُوخفٓ ،خىس ٝهق .359:ٙ
حُل َُٝ٤آرخى :١حُوخٓ ّٞحُٔلٓ ،٢٤ئٓٔش حَُٓخُش رزَٝ٤ص ،حُٔ٘ش،1987:حُطزؼش حُؼخٗ٤ش ،حُـِء.212:ٙ ،3 :
أٓخ ك ٢حٛط٬ف حُلوٜخء كوي ػَك ٚحُلو ٚحُل٘ل ٢رؤٗ ":ٚكزْ حُؼ ٖ٤ػِ ٠كٌْ ِٓي حُٞحهق ٝحُظٜيم رخُٔ٘لؼش ػِ ٠ؿٜش حُو،َ٤
ٝر٘خء ػُِٝ ِِّ٣ ٫ ٚ٤حٍ حُٔٞهٞف ػٖ ِٓي حُٞحهقٜ٣ٝ ،ق ُ ٚحَُؿٞع ػ٘٣ٝ ،ٚـ ُٞر٤ؼ ٕ٧ ،ٚحٛ٧ق ػ٘ي أر ٢ك٘٤لش :إٔ
حُٞهق ؿخثِ ؿً ُّ٫ َ٤خُؼخٍ٣ش ِِّ٣ ٫ٝ ،ا ٫رلٌْ حُوخ ٢ٟأٓ ٌٕٞ٣ ٝؼِوخ رٔٞص حُٞحهق ،أ ٌٕٞ٣ ٝػِٔٓ ٠ـي ٣ٝلَُ ٙػٖ
ٌِٓ٣ٝ ٚؤًٕ رخُ٬ٜس ك.ٚ٤
ٓ لٔي أٓ ٖ٤حرٖ ػخريٍ :ٖ٣ى حُٔلظخٍ ػِ ٠حٌٍُ حُٔوظخٍ َٗف ط٘ َ٣ٞح٧رٜخٍٓ ،طزؼش ىحٍ حٌُظذ حُؼِٔ٤ش رَٝ٤ص،
حُٔ٘ش ،1994 :حُـِء.391:ٙ ،3:
أٓخ حُلو ٚحُ٘خكؼ ٢كوي ػَك ٚرؤٗ ":ٚكزْ ٓخٍ ٌٖٔ٣حٗ٫ظلخع رٓ ٚغ روخء ػ ،ٚ٘٤روطغ حُظَٜف كٍ ٢هزظ ٚػَِٜٓ ٠ف ٓزخف
ٝؿٜش"
أر ٞرٌَ حُٔ٘ ٍٜٞرخُٔ٤ي حُزٌَ :١اػخٗش حُطخُز ٖ٤ػِ ٠كَ أُلخظ حُٔؼٓ ،ٖ٤طزؼش ىحٍ اك٤خء حُظَحع حُؼَر ٢رزَٝ٤ص،
حُطزؼش حَُحرؼش ،ى ٕٝطخٍ٣ن ،حُـِء.158 :ٙ،3:
أٓخ حُلو ٚحُٔخٌُ ٢كوي ػَك ٚرؤٗ ":ٚاػطخء ٓ٘لؼش ٗ٢ء ٓيس ٝؿٞىُٓ٫ ٙخ روخإ ٙكِٓ ٢ي ٓؼط ُٞٝ ٚ٤طويَ٣ح".
أر ٞػزي هللا ٓلٔي حٜٗ٧خٍ( ١حُٔ٘ ٍٜٞرخَُٛخع حُظَٗ :)٢ٔٗٞف كيٝى حٓ٩خّ حً٧زَ حُويٝس ح ٍٞٗ٧أر ٢ػزي هللا
رٖ ػَكشٓ ،طزٞػخص ُٝحٍس حٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩شٓ ،طزؼش ك٠خُش حُٔلٔي٣ش ،حُٔ٘ش .1992
أٓخ حُلو ٚحُل٘زِ ٢كوي ػَف حُٞهق رٔخ " :٢ِ٣طلز ْ٤حٝ َٛ٧طٔز َ٤حُٔ٘لؼش" .
أرٓ ٞلٔي ػزي هللا رٖ أكٔي رٖ ٓلٔي رٖ هيحٓش حُٔويٓ :٢حُٔو٘غ ك ٢كو ٚآخّ حُٔ٘ش أكٔي حرٖ ك٘زَ ،حُٔطزؼش حُِٔل٤ش
ري ٕٝطخٍ٣ن ،حُـِء.219:ٙ،2:
ٝحُٔ٬كع ػِ ٌٙٛ ٠حُظؼخٍ٣ق حٛ٫ط٬ك٤ش ُِٞهق ،أٜٗخ طوظِق ٖٓ ك٤غ حُ٤ٜخؿش ٍؿْ حطلخهٜخ ٖٓ ك٤غ حَُٔ٣ٝ ، ٕٞٔ٠ؿغ
ٌٛح حُظلخٝص ك ٢حُظؼَ٣ق حٛ٫ط٬كُِٞ ٢هق اُ٣ُ ٠خىس ه٤ي أ ١َٗ ٝك ٢طؼَ٣ق ى ٕٝآهَ ،طزؼخ ٫هظ٬ف ٌٓحٛذ حُلوٜخء،
ٖٓ ك٤غ ُِٝ ،ٚٓٝػيّ ُِٝ ٚٓٝحٗظَح ١حُوَرش كٝ ،ٚ٤حُـٜش حُٔخٌُش ُِؼ ٖ٤رؼي ٝهلٜخ ،اٟخكش اُ٤ً ٠ل٤ش اٗ٘خث ٞٛ َٛ ،ٚػوي أّ
آوخٓٝ ،١خ ٣ظَطذ ػًُِ ٠ي ٖٓ حٗظَح ١حُوز ٍٞأ ٝحُظُِٔ ْ٤ظٔخٓ ٕ٧ .ٚحُلوٜخء ػ٘يٓخ ٣ؼَك ٕٞحُٞهق ٔ٘٣ٝز ٚٗٞاُ ٠أثٔش
حٌُٔحٛذ ًؤر ٢ك٘٤لش ٓٝخُي ٝحُ٘خكؼٝ ٢ؿ ٖٓ َْٛ٤ح٧ثٔش ،كبٕ حُٔظزخىٍ اُ ٠حٌُ ٖٓ ٖٛطؼخٍ٣ل ْٜأٜٗخ ٓ٘وُٞش ػٖ ٛئ٫ء ح٧ثٔش
()...
3
اإلسبلمي ،1الذم ىو اليوـ في أشد الحاجة إلى تجديد تقاليد العمل بو لكونو يجسد عمقا
إنسانيا كبيرا ،كتجليا جميبل إلرادة الخير في نفسية المسلم ،كذلك كفقا لمنظومة متماسكة من
القيم كاألخبلقيات اإلسبلمية األصيلة ،التي تحظ على المشاركة في الشأف العاـ كتعلي من
ٛٝخىٍس ٓ٘ ،ْٜا ٫إٔ حُلو٤وش ؿًُ َ٤ي ،اً إ ٌٙٛحُظؼخٍ٣ق ٓخ ٢ٛؿخُزخ ا ٫طؼخٍ٣ق ُلوٜخء حٌُٔحٛذ حُٔظؤهَٛ ٖ٣خؿٛٞخ
ٟٝٝؼٞح ُ ٜخ طوَ٣ـخ ػِ ٠هٞحػي حٌُٔٛذ حٌُ٘٣ ١ظٔز ٕٞاُ ،ٚ٤رل٤غ ٘٣طزن ًَ طؼَ٣ق ػِ ٠هٞحػي حٓ٩خّ حُٔ٘ٔٞرش اُٚ٤
حٗطزخهخ طخٓخ.
ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظٓٞغ كٓ ٢ؼ٘ ٠حُٞهق ٖٓ حُ٘خك٤ش حُِـ٣ٞش ٝحٛ٫ط٬ك٤ش ٌٖٔ٣ح٬١٫ع ػِٓ ٠خ :٢ِ٣
أكٔي حَُ :٢ٗٞٔ٣حُٞهق حٓ ٢ٓ٬ٓ٩ـخ٫طٝ ٚأرؼخىٍٞ٘٘ٓ ،ٙحص حُٔ٘ظٔش ح٤ٓ٬ٓ٩ش ُِظَر٤ش ٝحُؼِٝ ّٞحُؼوخكش
ح ،ٌٞٔ٤ٔ٣حُٔ٘ش.11:ٙ،2001:
ػزي حُٔ٘ؼْ ٛزلٗ :٢ظخّ حُٞهق ك ٢حٍٞ٘٘ٓ ،ّ٬ٓ٩حص ىحٍ حُـخٓؼش حُـي٣يس رٔ ،َٜحُٔ٘شٓٝ 8:ٙ،2008:خ
رؼيٛخ.
1كٌٛ ٢ح حُ٘ؤٕ ٍٗٞى ه٤ٜيس ٖٓ ٗظْ حُ٘خػَ حُؼَحهٓ ٢ؼَٝف حَُٛخك ٢ك ٍٞحُٞهقٝ ،أىٝحٍ ٙحُط٬ثؼ٤ش ُز٘خء حُٔـظٔغ:
4
أىمية المبادرة بعمل الخير ،ليتحقق من ىذا كلو اندماج حميم للنفس اإلنسانية بالمجتمع،
تظهر آثاره اإليجابية في التحرر من حب التملك ،كذلك بسد حاجات اآلخرين كإغاثتهم من
ضيق الحوج إلى سعة االكتفاء المادم كالمعنوم.
كالوقف باعتباره صدقة جارية ممتدة في الزمن ،ساىم بشكل كبير في إثراء المجتمع
اإلسبلمي بمؤسسات علمية كثقافية مختلفة األشكاؿ كالصيغ كالمناىج ،مما كاف لو األثر
الواضح في بناء الحضارة اإلسبلمية كازدىارىا ،كىو ما يجعلنا ندرؾ أف العدالة االجتماعية التي
يحققها اإلسبلـ بصفة عامة ،كالوقف بصفة خاصة ،شيء أكبر من سياسة الماؿ ،كأسمى من
مجرد توزيع ثركة المجتمع بالمساكاة ،كما ندرؾ أيضا أف ميزة الوقف التطوعية تجعل منو أداة
لتأكيد الهوية اإلسبلمية ،التي تجعل اإلنساف يعبر عن إيمانو بإيجابية كفعالية من أجل تحقيق
التضامن االجتماعي كتعزيز الركابط بين األفراد.
كالمغرب كغيره من البلداف اإلسبلمية عرؼ الوقف منذ كصوؿ الفاتحين المسلمين ،كما
يدؿ على العناية بو عبر التاريخ المغربي ما نعرفو من توالي بناء المنشآت الوقفية ،التي كصلت
ذركتها إباف حكم الموحدين كالمرنيين ،اعتبارا لوصوؿ اإلسبلـ في المغرب العربي في ظل ىذه
الحقبة إلى أكج بهائو حيث خصصت عائدات األمواؿ الموقوفة لبناء المساجد كالمدارس،
كالمستشفيات كغيرىا.
فإذا حاكلنا تحليل تاريخ األحباس اإلسبلمية بالمغرب لوجدنا أف ىذه األخيرة لم تراع فقط
حقوؽ اإلنساف بل حتى حقوؽ الحيوانات ،ففي بعض المناطق كانوا يحبسوف على العلجوـ إذا
انكسرت ساقو ،كما كاف التحبيس على المارستانات ،التي يستعملوف فيها كل يوـ جمعة
الموسيقى لعبلج األمراض العقلية ،كما نجد أكقاؼ لتعويض كل آنية كسرىا طفل حتى ال يناؿ
عقاب كالديو ،ككذلك أحباس إغاثة الملهوؼ كإدخاؿ الفرجة على المكركبين أك الفتاة التي
5
سوؼ تزؼ حتى تظهر لزكجها بمظهر الئق ليلة فرحها ،بحيث إف األحباس تشيد المساجد
كتؤدم ركاتب األئمة كالمؤذنين ،كتفرج الكربة عن الناس ،فهي مقياس الحضارة كالرقة ،رقة
شعور األمة كالشعب الذم يحبس.1
لكن ،نظرا للتقلبات الكثيرة التي عرفتها الدكؿ اإلسبلمية ،كأبرزىا التأثيرات السلبية التي
تركها المستعمر في تلك الببلد ،كالتي تعد سببا في تراجعها عن أكجها كازدىارىا ،جعلت
الوقف فيها ىو اآلخر يعرؼ ضمورا ملحوظا ،خاصة في األزمنة الحديثة ،مما فرض على
الحكومات كالمنظمات اإلسبلمية العمل بجد كإخبلص من أجل إعادة النظر في البنية القانونية
لنظاـ األكقاؼ ،لحمايتو كالحفاظ على الغاية المتوخاة منو ،كتمكينو من االضطبلع بدكره في
تحقيق األىداؼ الشرعية المرجوة منو.
ففي المغرب مثبل ،كانت إدارة األكقاؼ قبل الحماية الفرنسية تقوـ بها نظارة األكقاؼ
بالنيابة عن المسلمين كباسم السلطاف ،إال أنو في ظل الحماية ،كبالرغم من نجاح الحكومة
الشريفة آنذاؾ في جعل مؤسسة األحباس خارج نطاؽ معاىدة الحماية الرتباطها بالشأف الديني
للمغاربة ،حيث نصت على استثناء المؤسسات الدينية كاألحباس من تدخل سلطات الحماية،2
كأبقت التصرؼ المطلق فيها لسلطاف المغرب 3كذلك بمقتضى عدة ظهائر شريفة صاحبتها
ٓ 1وظطق ٖٓ هطخد حُِٔي حُلٖٔ حُؼخٗ ٢رٔ٘خٓزش ػ٤ي حُ٘زخد ُٔ٘ش .1985
١ 2زوخ ُٔؼخٛيس حُلٔخ٣ش حُٔزَٓش ر ٖ٤كَٗٔخ ٝحُٔـَد رظخٍ٣نٓ 30 :خٍّ ،1912طْ حُظؤً٤ي إٔ حُ٘ئ ٕٝحُي٤٘٣ش ُِٔـخٍرش طزو٠
هخٍؽ ٌٙٛحُٔؼخٛيس ٓ ٞٛٝخ ٣ظ ٖٓ َٜه ٍ٬حُز٘ي حٜ٘ٓ ٍٝ٧خ حٌُ ٚ٘٣ ١ػِٓ ٠خ :٢ِ٣
« ce régime sauvegardera la situation religieuse, le respect et le prestige
traditionnel du sultan .l’exercice de la religion musulmane et des institutions
religieuse , notamment de celles des habous.il comportera l’organisation d’un
» maghzen chérifien réformé
ٌٛ 3ح ٓخ ؿخء ػُِٔ ٠خٕ حُٔو ْ٤حُؼخّ حُـَ٘٤حٍ ُ ٢١ٞ٤أػ٘خء اُوخثٌُِٔ ٚش رٔ٘خٓزش حكظظخف حُيٍٝس حُؼخٗ٤ش ُِٔـِْ ح٧ػِ ٠حُلزٔ٢
... ":أٜ٣خ حُٔخىحص رؼي طوي ْ٣طل٤خط ٢اُ ، ٌْ٤أػَد ٌُْ ػٔخ أٗخ ٓـٔ ٍٞك ٖٓ ٚ٤حَُٔ ٍٝحٌُ ١رِؾ حُـخ٣ش ٖٓ ،أؿَ طَه ٢كخُش
ح٧كزخّ رخ٣٩خ ُش حَُ٘٣لش ،حُظ ٢حُظلض ٗظَٛخ اُ ٠ح٧كزخّ ،كؤٗخ١ض حُظٌِ٤ق رٜخ َُٛ٣ُٞخ حُٞهلٓٝ ، ٢ظٍََٔٝٓ ٕٝح
ػظٔ٤خ رٔخ ط٘خٛيٝ ٚٗٝططِؼ ٕٞػِ ٚ٤كٌٛ ٢ح حُٔـِْ ٖٓ ،طلٖٔ كخُش ح٧كزخّ طلٔ٘خ ٣ظُٜٔ٘ ٠خ ٓؼ ٚإٔ طو ّٞحٓظوزخ٫
رـٔ٤غ حُٞظخثق حُي٤٘٣شٝ ،حَُٔ٘ٝػخص ح٤ٓ٬ٓ٩شُٝ ،ظؼِٔٞح إٔ حُلزْ ٓلظَّ ٫ ،طَٜف ٓيحه ِٚ٤ا ٫ك ٢أٓ ٍٞحُيٖ٣
ح٣ ٫ٝ ،٢ٓ٬ٓ٩ـ َ٤رلخٍ ػٖ ٓوٜٞى حُٔلزٔٝ ،ٖ٤أػٔخُٝ ٚط٘ظٔ٤خطًِٜ ٚخ ًُٓٞٞش ُ٘ظَ حُـُ٬ش حَُ٘٣لشٓٝ ،خ ُ٘خ ك ٢أٍٓٙٞ
ا ٫حُٔٔخػيس ُِلظَس حَُ٘٣لشٝ ،حُظؼ٤٠ي ُُٞحٍطٜخ حُٞهل٤ش".
()...
6
عدة قرارات كمنشورات كزارية لتفسيرىا كتوضيح العمل بها بالنسبة للنظار ،الذين يخضعوف
إلى البنيقة الحبسية بدار المخزف ،1إال أف الحماية الفرنسية في كاقع الحاؿ قامت بفصل
دكاكين األكقاؼ اإلسبلمية عن الحكومات المسلمة ككصلتها مباشرة بالمفوضيات العليا،
كجعلت لها مستشارين غير مسلمين يتصرفوف في شؤكنها اإلدارية كالمالية بسلطة كاسعة كنفوذ
مطلق فأرىقوا خزاناتها بالركاتب المستحدثة العظيمة.2مما ساىم في ركودىا كتراجع مواردىا
فتعالت أصوات المغاربة للتنديد بما آلت إليو أكضاع األحباس اإلسبلمية بالعديد من المدف
المغربية.3
حٌُٔ ٢حُ٘خ :١َٛح٧كزخّ ح٤ٓ٬ٓ٩ش ك ٢حٌُِٔٔش حُٔـَر٤شٍٞ٘٘ٓ ،حص ُٝحٍس حٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٫ش،
حُٔ٘ش.121/120:ٙ،1992/1412:
1طْ ٛي ٍٝظ٣َٗ َ٤ٜق رظخٍ٣نٗ 8 :ؼزخٕ ٙ1331حُٔٞحكن ٍ٣ 1913 ُٞ٤ُٞ٣ 13ليى ِٓطش اىحٍس ح٧كزخّ حُؼٔ٤ٓٞش
حُظً ٢خٕ ػٍِ ٠أٜٓخ حُٔي َ٣حُؼخّ ُ٨كزخّ حُٔ٤ي أكٔي حُـخٝ ١كن ٓخ :٢ِ٣
اؿَحء َٓحهزش ٗخِٓش ٝطخٓش ُٝ٨هخف حُؼخٓش رـٔ٤غ أَ١حف حُٔ٘طوش حُِٔطخٗ٤ش؛
ٟٝغ حُٞ٠حر ٢حُظ ٢طظٔ٘ ٠ػِٜ٤خ ؿٔ٤غ حُ٘ظخٍحص؛
اكٜخء ح٬ٓ٧ى حُلزٔ٤ش حُٔٞؿٞىس كٓ ٢خثَ حُ٘ٞحك٢؛
ا٬ٛف ح٧كزخّ ٤ٛٝخٗظٜخ رٞحٓطش حُ٘ظخٍ؛
طظزغ حُيػخ ٟٝحَُٔكٞػش أٓخّ حُٔلخًْ كٔ٤خ ُ ٚػ٬هش رخ٧كزخّ؛
اٗـخُ طوَ ١ٞ٘ٓ َ٣ػخّ ػٖ ِٓ٤حٗ٤ش حُلزْ.
ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل َ٤ٜك ٌٙٛ ٍٞحُ٘وطش أٗظَ:
ٓـ٤يس حُِ٣خٗٓ :٢يٗٝش حٝ٧هخف حُٔـَر٤ش :ىٍحٓش ٜٓ٘ـ٤ش ك ٢حٝ ْٓ٧ح٧رؼخى ،حُطزؼش ح،٠ُٝ٧
حُٔ٘شٓ،2014:طزؼش ىحٍ حٓ٧خٕ رخَُرخ.58:ٙ، ١
حٌُٔ ٢حُ٘خ : ١َٛح٧كزخّ ح٤ٓ٬ٓ٩ش ك ٢حٌُِٔٔش حُٔـَر٤ش.26/25:ٙ،ّ،ّ ،
2ػزي حُؼِ ِ٣رٖ ػزي هللا :حُٞهق ك ٢حُلٌَ حٍٞ٘٘ٓ ،٢ٓ٬ٓ٫حص ُٝحٍس حٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩شٓ ،طزؼش
ك٠خُش،حُـِء.312/311:ٙ ،2:
3رظخٍ٣ن ٚٓٞ٣حُؼ٬ػخء ١ً 5حُوؼيس ٓٞحكن 20كزَح 1934 َ٣طْ ٍكغ ػَ٠٣ش ُٜخكذ حُـُ٬شِ٣ٌٓ ،ش رظٞه٤غ ٓـٔٞػش ٖٓ
ٝؿٜخء ٝػِٔخء ٓي٘٣ش حَُرخ ، ١ػزَٝح كٜ٤خ ػٖ ٓٞهل ٖٓ ْٜطَٜكخص حُوخثٔ ٖ٤ػِ ٠ح٧كزخّٔٓٝ ،خ ٍٝى كٜ٤خ ٓخ ":٢ِ٣إ
حُِٔش ح٤ٓ٬ٓ٩ش ك ٢هطَٝ ،إ ٍػخ٣خًْ حُِٔٔٔ ٖ٤ك ٢ؿخ٣ش حُوِن ٝحُ٠ـَ٣ .خ ٛخكذ حُـُ٬ش ،إ ح٧كزخّ حُظ ٢طًَٜخ
حُِٔق حُٜخُق ٝحُظ ٢أٝهق هٔٔخ ًزَ٤ح ٜٓ٘خ أؿيحىًْ ،هيّ هللا أٍٝحك ،ْٜأٛزلض طَٜف ك ٢ؿٜٓ َ٤خٍكٜخٝ ،طزٌٍ ك٢
ؿٝ َ٤ؿٜٛٞخ٣ٝ ،لخٍ رٜ٘٤خ ٝر ٖ٤حُ ٍٞٛٞاُ ٠أِٜٛخ ٝأٛلخد حُلن كٜ٤خ٣ٝ ،لٞص ٜٓ٘خ ك٘ٓ ًَ ٢ش ػيس أٓ٬ى ٝأٍح٫ ٝ
ٓٞؿذ ُظل٣ٞظٜخٝ .هي أٛزلض رٞ٤ص هللا ك ٢ؿٔ٤غ حُٔيٕ ٟٞٓ ،كخّ ٝحَُرخ ٫ ،١ط٘خٍ ا ٫كُ ٢لظخص ٓؼيٝىسٝ ،طؼطِض
ٓٝخثَ حُطٜخٍس ٝحُ٘ظخكش ٝاهخٓش حُي٤ٟٝ ،ٖ٣ن رٌَ أٗٞحع حُظ٤٤٠ن ػِ ٠حُٔيٍٓٝ ٖ٤ح٧ثٔش ٝحُوطزخء ٝحُوَحء ٝحُٔئًٗ،ٖ٤
ٝطوٜوَص حُٔئٓٔخص ح٤ٓ٬ٓ٩ش اُ ٠حٍُٞحء ،كظً ٠خىص طَ٘ف ػِ ٠حُل٘خء ،ك ٬ػِْ ٣يٍّ رخُٔيٕ ٫ٝرخُزٞحى ٫ٝ ،١ىٖ٣
َ٘٘٣رٞ١ ٖ٤حثق حُؼخٓشٔٓ ٫ٝ ،خؿ ي طوخّ ك ٢حُوَٝ ٟحُٔيحَٗ ٫ٝ ،هطزش ؿٔؼش أ ٝػ٤ي ٔٔ٣ؼٜخ أر٘خء حُوزخثَ ،كٔٔ٤غ كٜ٤خ
ٍػخ٣خًْ حُِٔٔٔ ٕٞحٌْٓٔ حٌَُ ًٌَ٣ٝ ،ْ٣كٜ٤خ رخُظزـٝ َ٤حُظؼظ ْ٤ػٌَْٗ حُلو٤ًٝ .ْ٤ق طؼَف حُؼخٓش ىٜ٘٣خ ٝهي أٛزلض
()...
7
رظو َ٤ٜاىحٍس ح٧كزخّ ػٖ ىٜ٘٣خ ٓلـٞرش٤ًٝ ،ق طَ ٠ٟأ ٝططٔجٖ ٝهي أٛزلض ،رظَٜكخص ٓي َ٣ح٧كزخّ ٝطيه٬طٖٓ ،ٚ
ؿٔ٤غ كوٞهٜخ حُي٤٘٣ش ِٓٔٞرش؟
(٣ )...خ ٛخكذ حُـُ٬ش.
إ ٓي َ٣ح٧كزخّ ٓٔئ ٍٝكٗ ٢ظَ حُِٔٔٔ ٖ٤ػٖ ػيس أٗ٤خء هطَ٤س ٗ٘جض ػٖ طَٜكخطٝ ٚأٝحَٓ ٙحُوخٛش:
ٔٓ -1ئ ٍٝػٖ أٛخٍ حُٔٔخؿي حُٔز٘٤ش ،رظوٍِٛٞٗ َ٤خٝ ،هطغ ٓخثٜخٍٝ ،ػخػش كَٜٗخٝ ،أٛخٍ ط٘ظ٤لٜخ؛
ٔٓ -2ئ ٍٝػٖ حُٔٔخؿي حُؼي٣يس حُظ ٢كخٍ ى ٕٝر٘خثٜخ كٓ ٢خثَ ؿٜخص حٌُِٔٔش ؛
ٔٓ -3ئ ٍٝػٖ آوخ ١حُٞػع كً ٢ؼ ٖٓ َ٤حُٔٔخؿي؛
ٔٓ -4ئ ٍٝػٖ طوِ َ٤ػيى حُٔٞظل ٖ٤حُيٝ ٖ٤٤٘٣رؤ ْٜك ٢أؿ ٍْٛٞحُ٘٣َٜش؛
ٔٓ -5ئ ٍٝػٖ طؼطً َ٤ؼ ٖٓ َ٤حُيٍ ّٝحُي٤٘٣ش ٝحُٔيحٍّ حُؼِٔ٤ش حُظٔٔ٣ ٫ ٢ق ُٔيٍٜٓ٤خ ِ١ٝزظٜخ رؤؿَٓٝ ٍٞطزخص
ًخك٤ش؛
ٔٓ -6ئ ٍٝػٖ ػيّ طِٔ ْ٤ح٧كزخّ حُٔؼ٘٤ش اُ ٠أٔٓٝ ِٚٛظلوٜ٤خ كً ٢ؼ ٖٓ َ٤حُـٜخصٝ ،طَحٓ ٚ٤ػِ ٠حٝ٧هخف حُوخٛش
رخَٗ٧حف ٝأر٘خء حُِٝح٣خ؛
ٔٓ -7ئ ٍٝػٖ ٓ٠خ٣وش ٟؼلخء حٓ٧ش ،حٌُٔظَ ٖٓ ٖ٣ح٧كزخّ ٝ ،حٓظـ ُٚ٬ا٣خ ْٛحٓظـ ٫٬كخك٘خ؛
ٔٓ -8ئ ٍٝػٖ رئّ حُلوَحء حٌُ ٖ٣كخٍ رٝ ْٜ٘٤ر ٖ٤حُظٔظغ رؤٝهخط ْٜحُوخٛش؛
ٔٓ -9ئ ٍٝػٖ حُظزٌٝ َ٣حَٓ٩حف ك ٢ر٘خء ح٩ىحٍحصَٗٝ ،حء حُٔ٤خٍحص ٝاٗ٘خء ػيى ًؼ ٖٓ َ٤حُٞظخثق حُظ ٫ ٢كخؿش
رخ٧كزخّ اُٜ٤خ...؛
ٔٓ -10ئ ٍٝػٖ طل٣ٞض ح٬ٓ٧ى ٝحٍ٧ح ٢ٟحُلزٔ٤ش ،ىٞٓ ٕٝؿذ ُظل٣ٞظٜخ ٫ٝ ،طؼُٜ ٞ٣ٞخ رـَٛ٤خ كً ٢ؼٖٓ َ٤
حٝ٧هخص؛
ٔٓ -11ئ ٍٝػٖ ػيّ ط٘ل ١َٝٗ ٌ٤حُٔلزٔٝ ٖ٤ططز٤ن حُؼوٞىَٛٝ ،ف أٓٞحٍ ح٧كزخّ ك ٢ؿٜٓ َ٤خٍكٜخ حَُ٘ػ٤ش؛
ٔٓ ٞٛٝ -12ئ ٍٝكٞم ًُي ًِ ،ٚػٖ حُوِن حٌُز َ٤حٌُٞٔ٣ ١ى ح ٕ٥ؿٔ٤غ حٓٝ٧خ ١ح٤ٓ٬ٓ٩شٝ ،حُِٜغ حُؼظ ْ٤حٌُ ١أٛخد
حُِٔٔٔ ٖ٤حُٔـخٍرش ،هٞكخ ػِِٓ َ٤ٜٓ ٠ظ ْٜرٌٜح حُ.ٖ١ٞ
٣خ ٛخكذ حُـُ٬ش .
إ ٓي َ٣ح٧كزخّ ،رظَٜكخطٝ ٚطيه٬ط ٚحُؼـ٤زش حُـَر٤ش ،أهخّ حُلـش حُوخ١ؼش ػِ ٠إٔ َٓحهزش ح٧كزخّ ِِّ٣إٔ ٫طٌٕٞ
ر٤ي ؿ َ٤حُِٔٔٔ ٕ٧ ،ٖ٤أكزخٓ٘خ أٓ ٍٞى٤٘٣ش ِٓ٤ش هخٛش ٌٖٔ٣ ٫ ،إٔ ٣و ّٞرٜخ٣ٝ ،وُِٜ ٚخَٜ٣ٝ ،كٜخ كٜٓ ٢خٍكٜخ،
٣ٝلَٜٓخ ٖٓ حُظل٣ٞض ٝحُ٤٠خع١ ،زوخ َُِ٘٣ؼش ح٤ٓ٬ٓ٩ش ،اً ٖٓ ٫خٕ ٣لَٔ ك ٢هِز ٍٞٗ ٚحُٜيح٣ش حُٔلٔي٣شٝ .ؿٔخػش
حُِٔٔٔ ٖ٤حُظٝ ٢ٛ ٢كيٛخ ٛخكزش حُلن ك ٢ح٧كزخّ ح٤ٓ٬ٓ٩ش ،طَؿذ ٖٓ ؿُ٬ظٌْٝ ،أٗظْ ٓل ٢أِٜٓخ ٟٞٞٓٝع ػوظٜخ،
اُـخء اىحٍس ح٧كزخّ اُـخءح طخٓخٝ ،اٍؿخع ح٧كزخّ ًٔخ ًخٗض ك ٢ؿٔ٤غ ػٜٞىٛخ حُٔخ٤ٟش اُ٣ ٠ي حُِٔٔٔٝ ٖ٤كي ،ْٛطلض
حَُٔحهزش حُيه٤وش ٝحَٗ٩حف ح٧ػِ ٖٓ ٠ؿُ٬ظٌْ حَُ٘٣لش ،رٜلظٌْ " أٓ َ٤حُٔئٓ٘ٝ "ٖ٤حَُث ْ٤حَُٝك ٢ح٧ػُِ ٠ـٔخػش
حُِٔٔٔٝ ،ٖ٤طَؿذ ٖٓ ؿُ٬ظٌْ اػطخء ُٝحٍس ح٧كزخّ ؿٔ٤غ ح٫هظٜخٛخص حُظ ٢أهٌطٜخ ح٩ىحٍس ٝحٗظِػٜخ حُٔي،َ٣
ٟٝٝؼٜخ ر٣ ٖ٤ي ١هيحّ ٓوِ ،ٖ٤ٜػَكٞح ٖٓ رٍ ٖ٤ػخ٣خًْ رخٌُلخءس ٝحُي ٖ٣حُٔظٝ ،ٖ٤حُؼِٔ٣ش حُ٘خكٌسٝ ،حُ َ٤ٔ٠حُل،٢
ٝحُوِن حُو.ْ٣ٞ
حٌُٔ ٢حُ٘خ :١َٛح٧كزخّ ح٤ٓ٬ٓ٩ش ك ٢حٌُِٔٔش حُٔـَر٤شٓٝ 87 :ٙ ،ّ،ّ ،خ رؼيٛخ.
ٓ ٝخ هخّ ر ٚػِٔخء ٝٝؿٜخء ٓي٘٣ش حَُرخ ١طْ طؼ٤٠يٝ ٙطؤ٤٣يَ١ ٖٓ ٙف ٌٓخٕ ٓي٘٣ش حُيحٍ حُز٠٤خء حٌٍُ ٖ٣كؼٞح ريٍْٛٝ
ػَ٠٣ش اُ ٠ؿُ٬ش حُِٔطخٕ ،رظخٍ٣ن ١ً 27 :حُوؼيس ٞٓ 1352حكن ٓ 13خٍّ ٌٛ 1934ح ٓوظطق ٜٓ٘خ)...(:
٣خ ٛخكذ حُـُ٬ش:
أ ٖ٣ح٧كزخُّ٫ َٛ ،حُض ك ٢حُٞؿٞى أّ ٛخٍص اُ ٠حُؼيّ..؟
٣خ ٛخكذ حُـُ٬ش.
()...
8
إ ِٓٔٔ ٢حُز٠٤خء َ٣ؿ ٖٓ ٕٞك ٌِْ٠طِز٤ش ِ١زُ ْٜز٘خء ٓٔـيً ٖ٣ز ٖ٣َ٤ىحهَ حُٔي٘٣شٝ ،آهَٓ ٖ٣ؼِٜٔخ رخُوَ٣ش
حُلزٔ٤شٗ ،ظَح ُِؼَٔحٕ حُٔظِح٣ي ك ّٞ٣ ًَ ٢رٔي٘٣ظ٘خ.
٣خ ٛخكذ حُـُ٬ش.
إ ٗخظَ ح٧كزخّ رخُز٠٤خء ٣ظَحه ٠ك ٢حُو٤خّ رٞحؿزٓ ،ٚغ ح٬١ػ ٚػِ ٌٙٛ ٠حُلخُش حٓ٧ل٤ش ،كظ ٠أٛزلض اهخٓش ٗؼخثَ
حٓ ّ٬ٓ٩ظؼَٔس ٓظؼٌٍس رخُيحٍ حُز٠٤خء.
حٌُٔ ٢حُ٘خ :١َٛح٧كزخّ ح٤ٓ٬ٓ٩ش ك ٢حٌُِٔٔش حُٔـَر٤شٓٝ 94 :ٙ ،ّ،ّ ،خ رؼيٛخ.
ٓٝخ ٓزن ًًَ ،ٙأػ٤ي طؤً٤يَٓ ٙس أهََ١ ٖٓ ٟف ٌٓخٕ ٓي٘٣ش كخّ حٌٍُ ٖ٣كؼٞح ري ٍْٛٝػَ٠٣ش ُِِٔطخٕ رظخٍ٣ن:
حُٔزض ١ً ٖٓ 22حُلـش حُلَحّ ٔٓٝ ،1352خ ٍٝى كٜ٤خ ٓخ )...(:٢ِ٣
أُٔٓ ْ٤خ ٣وِن حُزخٍ ٣خ ٓٗ٫ٞخ إٔ طِ٘ع حُز٬ى ٖٓ كٞحُش حُٔلزْ ُظؼطُِٔ ٠ؼَٔ رؼٖٔ روْ ٔ٣ ٫خ ١ٝػَ٘ ٓؼ٘خٍٛخ؟
أُٔٓ ْ٤خ ٣زؼغ حُلَٔس ٣ٝيٓ ٢حُوِذ ،إٔ طٔٔق ح٩ىحٍس حُلزٔ٤ش رخٓ٫ظ٬٤ء ػًِ ٠ؼ ٖٓ َ٤حُٔٔخؿيٝ ،طلِٜ٣ٞخ اُ٠
اىحٍحص أ ٝه٘٬ص ػٌَٔ٣ش ٣طئٛخ حُـ٘ي ر٘ؼخُ ْٜرؼي إٔ ١ٝجٜخ آ٫ف حُٔئٓ٘ ٖ٤رـزخْٜٛ؟ ( ًخُٔٔـي حٔٓ٫خػ٢ِ٤
ٝحُِٔٔ٤خٗ ٢روٜزش طخىُش ٔٓٝـي حُوٜزش رخُو٘٤طَس ٝؿَٛ٤خ).
أُٓ ْ٤خ ٣لظض حٌُزي إٔ طؼطَ ًؼ ٖٓ َ٤حُيٍ ّٝحُؼِٔ٤ش ٝحٌَُحٓ ٢حُٞػظ٤شٝ ،طَٜف أكزخٜٓخ حُٔؼ٘٤ش ُٜخ ك ٢ؿَ٤
ٜٓخٍكٜخ؟
أُ ٖٓ ْ٤حُؼخٍ إٔ ٣ز٘ ٠حُؼي٣ي ٖٓ حُوَ ٟحُـي٣يس ،ػْ ٣َ٣ي ٌٓخٜٗخ حُِٔٔٔ ٕٞر٘خء ٓٔخؿي ٖٓ ٓخُ٤ظ ْٜكظؤرَٓ ٠حهزش
ح٧كزخّ ٓٔخػيط ْٜػِٜ٤خ؟
أُٔٓ ْ٤خ ٘٣ي ُٚ ٟحُـز ٖ٤إٔ طظل ٍٞرؼ ٞحُٔٔخؿي اًُ٘ ٠خثْ؟ ( ًخُٔٔـي حٌُ ١ر٘٤ض كٟٞٓ ٢ؼ ٚحٌُ٘ٔ٤ش حٌُزَٟ
رخَُرخٌٛ ًَ ،)١ح ٝأٟؼخف أٟؼخك ٚهي ٝهغ ٗٝلٌ طَٜكخ ٖٓ َٓحهزش ح٧كزخّ ٝػَِٓ ٠أٔٔٓٝ ٟغ ٖٓ َٛ٣ُٝخ ،كَٜ
٣ؼوَ إٔ ٣ظَ حُِٔٔٔٓ ٕٞخًظ ٖ٤ػِ ٌٙٛ ٠حُلخُش ٝطلض ٣ي ٖٓ ْٛحُ٘ٞحٛي ٝح٧ىُش ٓخ ٣لٞص حُل٣ٝ َٜـخ ُٝحُؼي؟
حٌُٔ ٢حُ٘خ :١َٛح٧كزخّ ح٤ٓ٬ٓ٩ش ك ٢حٌُِٔٔش حُٔـَر٤شٓٝ 97 :ٙ ،ّ،ّ ،خ رؼيٛخ.
ٝكٛ َٜٗ ٢لَ حُوٞٓ 1353 َ٤حكن ٍ ٓخ ،1934 ١أًحع حُٔٞح ٕٞ٘١حُٔـخٍرش ك ٢حُٔ٘طوش حُوِ٤ل٤ش ،رٔ٘خٓزش ًًَٟ
حُظ َ٤ٜحُزَرَ ١حكظـخؽ ٗٔخٍ حُٔـَد ػِ ٠حُٔ٤خٓش حُزَرَ٣ش كً ": ٢ظخد أٓٞى" ٓـَِ رٔٞحى حُليحىَ٣ٌٓٝ ،
ربٓ٠خءحص ٗوزش حٌُٔخٕ كٓ ٢وظِق حُٔيًُٕٝ ،ي رؼي ح٫ؿظٔخع حً٧زَ حٌُ ١ػوي ٙٝرخُؼخٔٛش حُظطٞحٗ٤ش ٩ػٕ٬
حكظـخؿ ْٜحُٜخٍم ٟي حُٔ٤خٓش حُٔظزؼش ك ٢حُٔ٘طوش حُِٔطخٗ٤شٍٝ ،كؼ ٙٞاُ ٠حُٔو ْ٤حُؼخّ حُٔٔ ٞ٤ر ٞٔٗٞحًٌُ ١خٕ اً ًخٕ
ك ٢رخٍ٤ُ ْ٣ويٓ ٚاُُٝ ٠حٍس حُوخٍؿ٤ش رٜلظ ْٜؿِءح ٣ ٫ظـِأ ٖٓ حٓ٧ش حُٔـَر٤ش ،حُظ ٢طٔؼي رخٞ٠ٗ٫حء طلض ُٞحء
ٍِٓ ٝكيطٜخ ؿُ٬ش حُِٔطخٕ أ٣ي ٙهللا.
ٖٓٝحُٔٔخثَ حُظٓ ٢ـِٞح حكظـخؿ ْٜػِٜ٤خ ٓٔؤُش ٘ٓ ":غ حٝ٧هخف ٖٓ ر٘خء حُٔٔخؿي"ٔٓٝ ،ؤُش " ػَهِش ر٘خء حُٔٔخؿي
ػِ ٠حُِٔٔٔ ٖ٤حٌُ٣ ٖ٣ظزَػُ ٕٞز٘خثٜخ ٖٓ ٓخُ ْٜحُوخٔٓ "ٝ ،"ٙؤُش ٟٝغ ح٧كزخّ ح٤ٓ٬ٓ٩ش طلض طَٜف َٓحهزٖ٤
كَٗٔ١ٝ ،"ٖ٤٤خُزٞح رخُٔلخكظش ػِ ٠اهخٓش ٗؼخثَ حُيٝ ،ٖ٣طؼز٤ض ح ّ٬ٓ٩ك ٢حٓٝ٧خ ١حُٔـَر٤شٝ ،حكظَحّ حُٔئٓٔخص
ح٤ٓ٬ٓ٩شٝ "،اٍؿخع ح٧كزخّ اُ ٠أ٣ي ١حُِٔٔٔ ٖ٤حُٔـخٍرش حٌُ ْٛ ٖ٣أٛلخرٜخ حَُ٘ػ."ٕٞ٤
حٌُٔ ٢حُ٘خ :١َٛح٧كزخّ ح٤ٓ٬ٓ٩ش ك ٢حٌُِٔٔش حُٔـَر٤ش.101 :ٙ ،ّ،ّ ،
ٝطِحٓ٘خ ٓغ ٌٛح ح٫كظـخؽ طْ طويًٌُ ْ٣ي ػَ٠٣ش حُو َٜحٌُز َ٤رظخٍ٣ن ١ً 5حُلـش 1352حُٔٞحكن ٍ ٓ 21خٍّ
ٝ ،1934حُظ ٢أٗخٍ حُٔٞهؼ ٖ٤ػِٜ٤خ إٔ ":ح٧كزخّ َٓ٘كش ػِ ٠ح٩ك ّ٬رٔزذ ٓخ حٗظخرٜخ ٖٓ حُ٤٠خعٝ ،إٔ حُٔطٞهٖ٤
رخُٞظخثق حُي٤٘٣ش ٝحُؼِٔ٤ش أٛزلٞح ٣ ٫ظِٔٔٞح ٍٝحطزٝ ،ْٜإٔ ُ٨كزخّ ىٗٞ٣خ ػًِٔ ٠زخٗ٤ش ًَحٍ٣شٝ ،ػٌَٔ
حَُٝ ،ٍّ٫ٌٞ٣حُٔـِْ حُزِيُٝ "١لظٞح ٗظَ حُلٌٓٞش اُ ٠حُؼ٘خ٣ش رخُو٤٠ش حُلزٔ٤ش ًٔخ ٣ـذ.
حٌُٔ ٢حُ٘خ :١َٛح٧كزخّ ح٤ٓ٬ٓ٩ش ك ٢حٌُِٔٔش حُٔـَر٤ش.103 :ٙ ،ّ،ّ ،
9
كبعد حصوؿ المغرب على استقبللو ،بقيت األكقاؼ خاضعة لنفس األحكاـ كالضوابط
التي كاف معموال بها من قبل ،إال أنو رغم بقاء األكقاؼ تحت اإلشراؼ المباشر للملك باعتباره
أميرا للمؤمنين ،كحمايتو لها من الذكباف في أمبلؾ الدكلة ،كصيانة أموالها من استغبللها في
النفقات العمومية للحكومات المتعاقبة ،إال أنها مع ذلك عانت من الضياع كاالندثار ،مما
جعلها منعزلة غير قادرة على منافسة القطاعات األخرل في تحديث إدارتها ،كتجديد تشريعاتها
كضوابطها ،كمواكبة الحركة الدائمة للمجتمع نحو التقدـ كالنمو كاألخذ بأسباب التحديث،
كما ترتب على ذلك بركز إشكاالت كثيرة حفت بهذا القطاع المهم من كل جانب ،فابتداء من
مشكلة البناء القانوني المنظم لؤلكقاؼ ،كمركرا بطرؽ االنتفاع بالماؿ الموقوؼ ،ك كصوال إلى
كظيفة الناظر ،تواجهنا مشكبلت كبيرة كمتنوعة تثقل كاىل ىذه المؤسسة كتحوؿ بينها كبين
مهمتها التنموية ،كتجعلها تعاني من سلبيات ليست ناجمة عنها في حد ذاتها ،بل عن سوء
تدبيرىا كعدـ حمايتها ،كمواكبتها بالرعاية التنظيمية كاإلدارية من قبل المعنيين ،األمر الذم
أدل إلى شيوع ظاىرة الترامي كاالعتداء على األكقاؼ حتى صار ماؿ الوقف مضربا لؤلمثاؿ في
اإلىماؿ كالتسيب.
كللحد من ىذا الوضع الذم يرجع باألساس إلى كوف الوقف بقي أسيرا لمنظومة قانونية
متقادمة ،كمنعزال عن أم تحديث أك تنمية مما ساىم ضمن عوامل متعددة أخرل في إضعاؼ
الميل االجتماعي نحو إنشاء أكقاؼ جديدة ،لعدـ إمكانية شمولها بالحماية القانونية الناجعة.
من ىنا إذا بدأ التفكير جديا في إعادة النظر في المنظومة القانونية لنظاـ الوقف بالمغرب،
لجعلها إطارا قانونيا حديثا يخرج الوقف من عزلتو ،كيستجيب في الوقت ذاتو للتطورات
االقتصادية كاالجتماعية التي تعرفها الببلد ،فنتج عن ىذا صدكر مدكنة لؤلكقاؼ ،جمعت بين
دفتيها جميع األحكاـ المتناثرة للوقف ،كحسمت التضارب في أموره المختلفة ،كأعادت تنظيم
أحكامو القانونية شكبل كمضمونا.1
ٓ 1وظطق ٖٓ حُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق ٍهْ1.09.236:حُٜخىٍ كٍ 8 ٢ر٤غ ح ،1431ٍٝ٧حُٔٞحكن ٍ 23كزَح ،2010َ٣حُٔظؼِن
رٔيٗٝش حٝ٧هخفٝ ،حُٔ٘٘ ٍٞرخُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش ػيى 5847 :رظخٍ٣نٓٝ 3154:ٙ،2010 ٞ٤ٗٞ٣ 14:خ رؼيٛخٝ .حُظ ٢ىهِض
()...
10
إف الموضوع الذم عنيت ببحثو كدراستو من خبلؿ ىذه األطركحة ،يتناكؿ باألساس منظومة
األكقاؼ العامة بالمغرب بين التأطير القانوني كالفقهي كالحماية القضائية.
ففي ىذا السياؽ ،كاعتبارا لكوف النص القانوني الفاعل في مجاؿ الوقف تضارعو في
التأثير قواعد فقهية ،اقتضت تقنية التشريع كالخلفية التاريخية لمادة الوقف أف تربط النص
القانوني بالمصدر الفقهي الذم منو ذلك النص ،جعل مجاؿ ىذه الدراسة ينصب حوؿ
منظومة األكقاؼ العامة ،كالمحكومة –كما قلنا سابقا -بثنائية من حيث القواعد كاألحكاـ التي
تنظم مسائلو ،حيث يتقاسم مادة الوقف مجاؿ فقهي متشعب ،كمجاؿ قانوني مركب.
إال أف المشرع المغربي رغم ىذه الصعوبة ،التي تجعل بنية الوقف تتميز بتداخل عناصرىا
كتعدد أبعادىا ،استطاع خلق تفاعل بين أطراؼ ىذه الثنائية ك منح الوقف منظومة قانونية تتميز
صياغتها بالدقة العلمية كاالبتكار كالتجديد ،الذم يجعلها قادرة على أف تكوف محينة
باستمرار ،مع الحفاظ على القواعد الشرعية للوقف ،كأحكامو الفقهية التي تنظم مجالو ،كذلك
دكف اإلغفاؿ عن ممارسة حق االجتهاد في المستجدات كالنوازؿ ،ضمن ما توفره أصوؿ الفقو
كمقاصد الشريعة من آليات كقواعد.
كىو ما نتج عنو صدكر مدكنة لؤلكقاؼ جمعت شتات النصوص التشريعية المطبقة على
الوقف ،كقننت أحكامو المتناثرة في مؤلفات الفقو اإلسبلمي ،حيث كصلت بذلك إلى درجة
المزج المتكامل بين ذلك كلو ،من أجل تمتيع قطاع األكقاؼ بالمغرب بإطار قانوني حديث،
يمكنو من مواكبة التحوالت الشاملة التي تعرفها الببلد ،كيراعي خصوصيتو المستمدة من
أحكاـ الفقو اإلسبلمي ،كىو ما يستدعي الوقوؼ عند ىذا التشريع الجديد لتحليل
اُ ٠ك ِ٤حُظ٘ل ٌ٤رظخٍ٣ن 24:أًظٞرَ ًُٝ ،2013ي رؼيٓخ ٛيٍص رخُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش ؿٔ٤غ حُ٘ ٜٙٞحُٔظوٌس ُظطز٤وٜخ،
٘٤ٓٝخٍ آُ ٠يٗٝش حٝ٧هخف ر ٖ٤ػ٘خ٣خ ٌٛح حُزلغ كٔ٤خ رؼي رخْٓ حُٔيٗٝش.
11
مضامينو ،كمقارنتها ،كمناقشتها ،كإبداء الرأم بشأنها ،كذلك من خبلؿ أدكات البحث الرئيسية
من تشريع كفقو كقضاء.
لم تكن فكرة البحث في موضوع ىذه الدراسة من باب الصدفة ،كإنما ىي طموح لهدؼ
علمي تناكلتو من باب التجديد كالتطوير ،للمساىمة في إثراء المكتبة العلمية ،خصوصا بعد
صدكر مدكنة لؤلكقاؼ تجمع بين دفتيها جميع األحكاـ المتعلقة بالوقف العاـ انطبلقا من
تعريفو ،ك بياف عناصر إنشائو ،كشركط صحتو كنفاده ،كصفتو كآثاره ،مركرا بمقتضيات الحماية
المقررة لو ،كالتي تبين اإلمكانيات المتاحة لتطويره ،من أجل تحقيق األىداؼ المرجوة منو ،عن
طريق تمتيعو بضمانة تشريعية غاية في األىمية ستحافظ عليو ببل شك ،كتيسر استقراره،
كتساعد على تنميتو ،كالمتمثلة في االعتراؼ لو بالشخصية االعتبارية منذ إنشائو ،كصوال إلى
تفعيل بعض المقتضيات الحمائية األخرل التي كانت مقررة لو ،كالمتعلقة أساسا بالتحفيظ
العقارم ،كتيسير كسائل إثباتو ،كذلك عن طريق التوظيف الجيد لبلجتهاد القضائي ،مع العمل
كذلك على إضفاء حماية خاصة على التصرفات الجارية سواء على أصلو ،أك المتعلقة بطرؽ
االنتفاع بو.
من ىذا كلو انبثق االىتماـ بالبحث في ىذا الموضوع ،الذم بقدر ما تطبعو الصبغة التقنية
أك العملية من حيث اىتمامو بعمل قضائي يتجسد في أحكاـ كقرارات قضائية ،بقدر ما
تتجاذبو مواقف الفقو كالقانوف ،باعتبارىما محددين للثنائية المسيطرة على مجاؿ الوقف.
كمن ىنا كذلك ،تتحدد أىمية البحث في ىذا الموضوع ،ذلك أف إقرار المشرع ألحكاـ
خاصة ك مهمة لفائدة األكقاؼ العامة ،كما ىو الشأف مثبل بخصوص :االعتراؼ لو بالشخصية
االعتبارية ،كإقرار رقابة على ماليتو عن طريق إحداث مجلس أعلى لمراقبة مالية األكقاؼ
العامة ،كعدـ قابلية األحكاـ الصادرة لفائدة األكقاؼ العامة في منازعات الكراء لبلستئناؼ،
إضافة الى كقف الطعن بالنقض للتنفيذ في دعاكل األكقاؼ العامة ،كإمكانية الطعن بإعادة
النظر فيها ،كاستثناء األمبلؾ الموقوفة كقفا عاما من قاعدة التطهير الناتجة عن تحفيظ العقار
12
كتأسيس الرسم العقارم ،كفتح المجاؿ لجميع الوسائل الشرعية كالقانونية إلثبات الوقف،
كتوقف نزع ملكية العقارات الموقوفة كقفا عاما على موافقة السلطة الحكومية المكلفة
باألكقاؼ ،كتمتيعو بوضع امتيازم يوجب عدـ جواز حجزه أك التصرؼ فيو أك كسبو بالحيازة،
إضافة إلى تقنين معاكضتو ،كتدقيق مساطر كرائو ،كمحاكلة تخليصو تدريجيا من الحقوؽ العرفية
المنشأة عليو ،كل ذلك يوضح بجبلء أىمية موضوع ىذه الدراسة.
إف موضوع ىذا البحث يطرح إشكالية رئيسية كعدة إشكاليات فرعية:
فاإلشكالية الرئيسية التي تحاكؿ ىذه الدراسة مقاربتها ىي إلى أم حد استطاع المشرع
المغربي ،توفير الحماية البلزمة لؤلكقاؼ العامة من خبلؿ منظومة قانونية تجمع بين التشريع
كالتدبير؟
من ىذه اإلشكالية الرئيسية تطرح أمامنا كذلك عدة إشكاليات فرعية تتجسد في مجموعة
من األسئلة التي حاكلت قدر المستطاع اإلجابة عنها من خبلؿ ىذه الدراسة ،كالتي تنبع أساسا
من ثنائية القواعد كاألحكاـ التي تنظم مسائل الوقف ،كالتي تجعلنا نتساءؿ كيف استطاع
المشرع أف يجعل بنية المدكنة تضم منظومتين قانونيتين تتمثل األكلى في منظومة قانونية عملت
على تأصيل جميع األحكاـ العامة المتعلقة بالوقف ،كحددت بشكل دقيق قواعد التنظيم
كمبادئ رقابة األمواؿ الموقوفة كقفا عاما ،كمنظومة تدبيرية كضعت للقائمين على شؤكف
األكقاؼ خطة منهجية لحسن تدبير ىذه األمواؿ كتنميتها.
إف تحليل ىذا البحث يتناكؿ ثبلثة محاكر أساسية :المحور األكؿ كيخص أحكاـ إنشاء
الوقف العاـ ،كالمتمثلة في مجموعة من الشركط الشكلية كالموضوعية التي يتطلبها ذلك،
13
كآثار قيامو بالنسبة لكل من الواقف كالموقوؼ عليو ،كالمحور الثاني يتناكؿ خصوصيات نظم
حماية األكقاؼ العامة ،من خبلؿ رصد مضامينها في ضوء مدكنة األكقاؼ ،أما المحور الثالث
فيتعلق بتفعيل آليات ىذه الحماية من خبلؿ قواعد التحفيظ العقارم ككسائل اإلثبات ،إضافة
إلى التصرفات الجارية على أصلو أك على طرؽ االنتفاع بريعو.
كمن أجل أف يكوف ىذا التحليل متوازنا في بنائو النظرم ،فإف المنهجية التي اعتمدتها
تقوـ على تبني مقاربة تأصيلية تهدؼ إلى اإلحاطة بمختلف جوانب الموضوع كإشكاالتو
المتعددة ،منطلقة من قواعد الفقو المالكي ذات الصلة ،ك مقارنتها بما أخذ بو المشرع
المغربي في مدكنة األكقاؼ .
كتستدعي ىذه الدراسة ،إضافة إلى مقاربة تأصيلية االعتماد منهج تحليلي نقدم لمختلف
آراء الفقو كالنصوص القانونية ،كاالجتهادات القضائية المتعلقة بالموضوع ،التي حاكلت تطعيم
البحث بها من أجل ربط بعض الوقائع المتعلقة باألكقاؼ العامة بالنصوص القانونية المتعلقة
بها ،كمشيرة في الوقت ذاتو إلى ما تتسم بو بعض ىذه النصوص من دقة ككضوح أحيانا ،كمن
غموض أك خلل أحيانا أخرل.
كبعد ذلك كلو توفرت لدينا نظرة بكل الموضوعات المتعلقة بالمنظومة الخاصة بقطاع
األكقاؼ العامة بالمغرب ،ككذا الصعوبات المطركحة في ظل ذلك ،للوصوؿ إلى خبلصة
لموضوع بحثنا مع إجابة كاضحة عن اإلشكالية الرئيسية التي طرحناىا أكؿ األمر.
14
15
إف البنية القانونية لنظاـ الوقف العاـ بالمغرب جعلتو – كعلى امتداد حقب من الزمن –
أسيرا كمنعزال كغير قادر على مواكبة التطورات المتبلحقة داخل المجتمع المغربي ،كما
ساىمت بشكل جلي في إضعاؼ الميل االجتماعي نحو إنشاء أكقاؼ جديدة ،كقد نتج عن
ىذه البنية القانونية المتقادمة تأثير سلبي على حقوؽ األكقاؼ ،كازداد األمر تعقيدا بعد ما كجد
الوقف نفسو محاطا بأنظمة عقارية معقدة ،كعبلقات قانونية متشابكة ،كمنازعات قضائية
متنوعة.
كأماـ ىذا الوضع ،كاف البد من تدخل تشريعي يعيد النظر في ىذه المنظومة القانونية،
كيزكدىا بأنجح الوسائل الحمائية ،كأحسن الوسائل التدبيرية.
كنظرا لخصوصية موضوع ىذه الدراسة ،كاإلشكاالت الفقهية كالقانونية التي يثيرىا ،كحجم
المعلومات ،ككثرة التفاصيل التي يتطلبها ارتأيت أف أخصص ىذا الباب التمهيدم لتقديم
العناصر التعريفية األكلية للوقف العاـ ،من خبلؿ تعريفو ،ك بياف عناصر إنشائو ،كشركط صحتو
كنفاذه ،كصفتو كآثاره ،ك قد جعلتو بابا تمهيديا ،حتى يتسنى لي تخصيص البابين اآلخرين من
ىذا البحث لمعالجة تحليلية ،للقضايا كالمستجدات كاإلشكاالت القانونية كالفقهية ،التي
تتعلق بالبحث موضوع الدراسة بكيفية مباشرة كمركزة.
كمن أجل ذلك؛ فإف ىذا الباب التمهيدم ينقسم إلى فصلين:
16
إذا رجعنا إلى مقتضيات مدكنة األكقاؼ نجدىا قد أعطت تعريفا للوقف العاـ من خبلؿ
المادة 50منها باعتباره كل كقف خصصت منفعتو ابتداء أك مآال لوجوه البر كاإلحساف
كتحقيق منفعة عامة ،كما جمعت شتات ما تناكلتو الكتب الفقهية ،بخصوص تنظيم أحكاـ ىذا
الوقف ،من حيث إنشاؤه ،كأركانو كصيغتو ،كآثاره كشركط نفاذه ،إذ جمعت بين أحكاـ
المذىب المالكي كاألحكاـ المعتمدة في بعض المذاىب األخرل ،كأحكاـ القانوف الوضعي
في قضايا مختلفة ،كأخرجتها في قالب قانوني عصرم يسهل على الباحث الرجوع إليو كتطبيقو
تطبيقا يساير الواقع.
في ضوء أحكاـ ىذه المدكنة تتحدد عناصر إنشاء الوقف العاـ إنشاءا صحيحا في
صنفين ىي عبارة عن أركاف كشركط:
الصنف األكؿ :األركاف الموضوعية إلنشاء الوقف العاـ( ،الفرع األكؿ).
الصنف الثاني :الشركط الشكلية إلنشاء الوقف العاـ( ،الفرع الثاني).
17
18
1
عقد الوقف كغيره من العقود لو أركاف كشركط ال يتم إال بها ،كقد حدد جمهور الفقهاء
أربعة أركاف أساسية إلنشاء الوقف العاـ إنشاءا صحيحا ،كىي الواقف ،كالموقوؼ عليو،
كالشيء الموقوؼ ،كصيغة الوقف.2
كال يكفي كجود ىذه األركاف للقوؿ بصحة الوقف العاـ ،بل ال بد من تحقق شركط معينة
في كل ركن من تلك األركاف.
كلتوضيح ذلك ،سأتناكؿ شركط الواقف كصيغة الوقف ،مخالفة بذلك الترتيب الذم كرد
في المدكنة على اعتبار أف الواقف ىو الذم ينشئ الوقف بصيغتو (المبحث األكؿ) .ثم بعد
ذلك سأتطرؽ لشركط الموقوؼ عليو المنتفع بالماؿ الموقوؼ (المبحث الثاني).
ٔ٣ 1ظؼ٘ ٠كوٜخء حُل٘ل٤ش ٖٓ ًُي ػِ ٠حػظزخٍ إٔ حُٞهق ػ٘يٝ ًٍٖ ُٚ ْٛحكي كو ٞٛٝ ٢حُ٤ٜـش حُظ ٢طل٤ي ٓؼ٘ ٠ح٣٩ـخدٝ ،طيٍ
ػِ ٠اٗ٘خء حُٞهقٍ .حؿغ كٌٛ ٢ح حُ٘ؤٕ:
ػزي حُٔظخٍ أر ٞؿيس ٝكٔ ٖ٤كٔٗ ٖ٤لخطش :ح٧كٌخّ حُلو٤ٜش ٝح ْٓ٧حُٔلخٓز٤ش ُِٞهق ٍٞ٘٘ٓ ،حص حٓ٧خٗش حُؼخٓش
ُٝ٨هخف رخٌُ٣ٞض ،حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش.57:ٙ،1998:
ٛٝزش حُِك :٢ِ٤حُلو ٚحٝ ٢ٓ٬ٓ٩أىُظ .ٚحُـِءٓ .8:طزؼش ىحٍ حُلٌَ ،حُٔ٘ش.159 :ٙ ،1989 :
ػزي حٌَُٜٗ ْ٣ز :ٕٞػوٞى حُظزَع ك ٢حُلو ٚحُٔخٌُٓ ٢وخٍٗخ رٌٔحٛذ حُلو ٚح ٢ٓ٬ٓ٩ح٧هَٝ ٟحُوخٗ ٕٞحُٟٞؼٓ :٢طزؼش
حُ٘ـخف حُـي٣يس رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش .82 :ٙ ،1992:
2ط٘ٓ ٚيٗٝش حٝ٧هخف كٓ ٢خىطٜخ 3ػِٓ ٠خ :٢ِ٣أًٍخٕ حُٞهق أٍرؼش " :٢ٛٝحُٞحهق ،حُٔٞهٞف ػِ ،ٚ٤حُٔخٍ حُٔٞهٞف،
حُ٤ٜـش".
19
املطًب األ :ٍٚزنٔ ايٛاقف
يعتبر الواقف أىم ركن من أركاف الوقف حيث ال يمكن كجوده إال بو ،ألنو المالك للذات
أك المنفعة التي أكقفها ،كبالتالي يجب أف يكوف ممن تصح تصرفاتو .لهذا سأتناكؿ في ىذه
الفقرة الشركط الواجب توافرىا في الواقف حتى يكوف كقفو صحيحا نافذا (الفقرة األكلى) ،ثم
سأتطرؽ ألقساـ الواقفين(الفقرة الثانية).
يقصد بشركط الواقف الشركط التي يجب أف تتوفر فيو ،إذا كاف شخصا طبيعيا ،ليكوف
كقفو صحيحا نافذا .كتنقسم ىذه الشركط إلى شركط لصحة الوقف(أكال) ،كشركط لنفاذ
الوقف(ثانيا).
حددت المادة 5من مدكنة األكقاؼ الشركط الواجب توافرىا في الواقف حتى يكوف كقفو
صحيحا ،أف يكوف أىبل للتبرع (أ) ،كأف يكوف مالكا للماؿ الموقوؼ (ب).
من شركط صحة الوقف أف يكوف الواقف "متمتعا بأىلية التبرع ،كأىلية التبرع ىي أىلية
أداء كاملة بمفهوـ المادة 208من مدكنة األسرة ،كتتم ببلوغ الشخص سن الرشد القانوني،
20
كىو سليم العقل غير مجنوف ،1كال معتوه ،2كال سفيو .3كقد أجمع الفقهاء على ىذه
الشركط لصحة الوقف كانعقاده ،ألف صحة أم تصرؼ كلو كاف تبرعا أساسو التمييز الكامل
الذم يكوف بالعقل بالكامل ،4كالذم بو يصح التصرؼ كبدكنو ينعدـ ،كال تصرؼ لمن فقد أك
اختل عقلو.
كما ينبغي أف يكوف الواقف حرا 5كراشدا ،ألف الصبي كلو كاف مميزا ال يملك أف يتبرع
من مالو بشيء ،كال يملك أحد إجازة تبرعاتو ألنها باطلة صيانة لمالو ،6إال في حالة ترشيده،
1حُـ٘ ٕٞك ٢حُِـش ٜٓيٍ ؿٖ ٣وخٍ ؿٖ حُ٘٢ء ؿ٘خ ٝؿ٘ٗٞخ رٔؼ٘ٓ ٠ظَٝ ٙؿٖ ػِ ٚ٤حُِٝ َ٤أؿ٘ ٚحُِ َ٤اًح أظِْ كظٔ٣ ٠ظَٙ
رظِٔظٝ ٚحُـٖ٘ رخُلظق ٞٛحُوزَ ُٔظَ ٙحُٔ٤ض ٝحُـٖ٘ أ٠٣خ حٌُلٖ ٝك ٢حٛ٫ط٬ف ٞٛكويحٕ حُؼوَ ٢ٔٓ ،رٌُي ٫كظـخد حُؼوَ
كٝ ٚ٤حٗطٞحء حُظ ّ٬ػِٝ ،ٚ٤حُٔـ٘ ٌٕٞ٣ ٕٞكخهيح ُؼوِ ٚآخ رخٓظَٔحٍ "حُـ٘ ٕٞحُٔطزن" أ ٝرخٗوطخع "حُـ٘ ٕٞحُٔ٘وطغ" .أٗظَ
أر ٞحُل َ٠ؿٔخٍ حُي ٖ٣حرٖ ٓ٘ظُٔ :ٍٞخٕ حُؼَد ك ٢رخد "ؿٖ٘".
ُِٝظٓٞغ أًؼَ ك ٌٙٛ ٢حُ٘وطش أٗظَ:
ػِٓ ٢ل ٢حُي ٖ٣ػِ ٢حُوَىحؿٓ :٢زيأ حَُٟخ ك ٢حُؼوٞىٓ ،طزؼش ىحٍ حُز٘خثَ ح٤ٓ٬ٓ٩ش رزَٝ٤ص ،حُـِء
ح،ٍٝ٧حُٔ٘شٓٝ 601:ٙ،1985:خ رؼيٛخ.
2حُؼظ ٚك ٢حُِـش :حُيٝ ٖٛحًَُٗٞش٣ :وخٍ ػ٘ ٚحَُؿَ َػ ْظٜخ ً ُ ٝػ ْظٜخ ً رٔؼ٘ ٠ىٝ ٖٛحُٔؼظ ٙٞحُٔي ٖٓ ٕٞٛؿ ْٓ َ٤ؿٕ٘ٞ
ٝحُٔؼظًٌُ ٙٞي حُٔولٞم ٝحُ٘خه ٚحُؼوَٝ .ك ٢حٛ٫ط٬ف حُؼظٟ ٞٛ ٚؼق حُؼوَ حُٔئى ١اُ ٠هِ ٢ك ٢حٌُٝ ّ٬حُظيرَ٤
ٝحُـزٖ :أٗظَ حَُٔؿغ حُٔخرن رخد "ػظٝ ."ٚهي ػَف حَُٔ٘ع حُٔـَر ٢حُ٘و ٚحُٔؼظ ٙٞك ٢حُٔخىس ٓ ٖٓ 216يٗٝش حَٓ٧س
رٌ ٞٛ ":ٚٗٞحُ٘و ٚحُٜٔخد ربػخهش ً٤٘ٛش ٔ٣ ٫ظط٤غ ٓؼٜخ حُظلٌْ ك ٢طلٌٝ َٙ٤طَٜكخط."ٚ
3حُٔلٝ ٚحَُّٔلخٝ ٙحَُّٔلخٛش ك ٢حُِـش ٖٓ ٓلٗ ٚلٔ ٚرٔؼ٘ ٠هَٔٛخ ؿٝ ٬ٜحُٔل ٚحُولش ٝطٔلَٜض حَُ٣خف حٟطَرض ٝطٔلًٜض
حَُ٣ق حُـ ٕٜٞكًَظٜخ ٝحٓظولظٜخٝ ،طٔلًٜض حَُ٣ق حُ٘ـَ أٓ ١خُض رٗٝ ٚخهش ٓلٜ٤ش حُِٓخّ اًح ًخٗض هل٤لش حُٔٝ ،َ٤حُٔلٚ
حُطٝ ٖ٤ك ٢حٛ٫ط٬ف حُظزٌ .َ٣أٗظَ حَُٔؿغ حُٔخرن رخد "ٓل."ٚ
أٓخ حَُٔ٘ع حُٔـَر ٢كوي ػَف حُٔل ٖٓ ٚ٤ه ٍ٬حُٔخىس ٓ ٖٓ 215يٗٝش حَٓ٧س رٔخ ":٢ِ٣حُٔل ٞٛ ٚ٤حُٔزٌٍ حٌَُٜ٣ ١ف
ٓخُ ٚكٔ٤خ ٫كخثيس كٝ ،ٚ٤كٔ٤خ ٣ؼي ٙحُؼو٬ء ػزؼخ ،رٌَ٘ َ٠٣ر ٚأ ٝرؤَٓط."ٚ
حٗظَ ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل:َ٤ٜ 4
٤ُٝي ٍٓ٠خٕ ػزي حُظٞحد :حُٞهق َٗػخ ٝهخٗٗٞخ ،حُـِء حٓ ،ٍٝ٧طزؼش ىحٍ حُ٘خى. 58:ٙ ،١
ػزي حُٔ٘ؼْ ٛزلٗ :٢ظخّ حُٞهق ك ٢ح.33:ٙ،ّ،ّ،ّ٬ٓ٩
ٕ٧ 5حُ٘و ٚحٌُٓ ٌٕٞ٣ ١لٌٓٞخ ػِ ٚ٤رؼوٞرش ؿ٘خث٤ش ٣طزن ػِ ٚ٤حُلـَ حُوخٗ ٢ٗٞرٔـَى ٓخ ٜ٣زق حُلٌْ كخثِح ُوٞس حُ٘٢ء
حُٔو ٢٠ر ،ٚأ ٝاًح أَٓص حُٔلٌٔش رلـِ أٓٞحُ.ٚ
أٗظَ ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل :َ٤ٜهَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠حُٜخىٍ رظخٍ٣ن 2أرَٝ2008 َ٣حُٔ٘٘ ٍٞرٔـِش حُِٔق حُؼيى،13 :
حُٔ٘ش.222:ٙ،2008:
ٜٓ 6طل ٠أكٔي حٍُِهخ :أكٌخّ حٝ٧هخف ،حُـِء حٓ ،ٍٝ٧طزؼش حُـخٓؼش حُٔ٣ٍٞش ،حُطزؼش حُؼخٗ٤ش ،حُٔ٘ش.43 :ٙ ،1948 :
21
كذلك ببلوغو سن السادسة عشرة من عمره ،ككاف الترشيد كفقا لئلجراءات القانونية المنصوص
عليها في المادة 218من مدكنة األسرة.
كإضافة إلى ما سبق لكي يكوف الواقف أىبل للتبرع يجب باإلضافة إال رشده ،أك ترشيده،
أف يتوفر على ما يسمى في صنعة الوثائق باألتمية ،كالمقصود بها الصحة كالطوع كالجواز.1
ب -أف يكوف مالكا للماؿ الموقوؼ كلو مطلق التصرؼ فيو:
يشترط جمهور الفقهاء لصحة الوقف أف يكوف الواقف مالكا للماؿ الموقوؼ ملكية تامة،2
كىو ما أكدتو مدكنة األكقاؼ ،3فبل قيد أك شرط باستثناء ما يضعو المشرع من ضوابط
كإجراءات لتنظيم ممارسة ىذا الحق ،فالواقف إذا اكتسب ملكية عقار أك منقوؿ ،بسبب من
األسباب التي تكتسب بها الملكية شرعا ،فإنو يصبح المالك الشرعي لو ،كعناصر الملكية
تنتقل إلى ذمتو .كإذ ذاؾ لو أف يستعمل كأف يستغل كيتصرؼ في ملكو بمختلف أنواع
التصرفات المسموح بها شرعا.
كالفقهاء المالكية يثيركف بخصوص شرط ملكية الواقف للذات أك المنفعة مسألة كقف
كالة األمور مع عدـ ملكهم لما حبسوه ،ىل ىذا الوقف صحيح أـ ال؟ كيجيبوف بأنو صحيح،
ٓ 1لٔي ِٗ٤ق :طٌ ٖ٣ٞحُٞه ق كٟٞ ٢ء هَحءس ٓ٤ظٞىُٞٝؿ٤شٟٞٞٓ ،ع ٓيحهِش ٖٟٔأػٔخٍ حُ٘يٝس حُ٤٘١ٞش حُظٗ ٢ظٜٔخ ًَِٓ
حُيٍحٓخص حُوخٗ٤ٗٞش حُٔيٗ٤ش ٝحُؼوخٍ٣ش رٌِ٤ش حُلوٞم رَٔحًٖ كٟٞٞٓ ٢ع :ح٬ٓ٧ى حُلزٔ٤شًُٝ ،ي 11ٝ 10 ٢ٓٞ٣كزَحَ٣
.193:ٙ ،2006
2حٌُِٔ٤ش حُظخٓش ٢ٛحُٔٔظٞك٤ش ُؼ٘خَٛٛخ حُؼ٬ع :حٓ٫ظؼٔخٍ ٝحٓ٫ظـٝ ٍ٬حُظَٜف ٝحٌُ٤ل٤ش حُظ ٢طؼزض رٜخ حٌُِٔ٤ش حُظخٓش
ٓٔؤُش ُ ْ٤كٜ٤خ ه٬ف ٕ٧ ،أكٌخّ ح٩ػزخص ططزن ػخٓشٝ ،ػِ ٚ٤كخُلَم حُٞحٍى ٞٛر ٖ٤حُؼوخٍ ٝحُٔ٘ؤً .ٍٞخ ٝ ٞٛحٍى أ٠٣خ
ك ٢حُؼوخٍ ر ٖ٤حُٔللٝ ٞؿ َ٤حُٔلل ،ٞكخٓ ٍٝ٧خُي ٌِٓ٤ش طخٓش ٖٓ ًخٕ حُؼوخٍ ٓٔـ ٬رخٓٔ ٚرخَُْٓ حُؼوخٍ .١ك ٬ه٤ي ٫ٝ
كـِ ِٗ ٫ٝ ٍٖٛ ٫ٝع ٝك ٢حُؼخٗ٣ ٢ؼي ٓخٌُخ َٗػ٤خ ُِؼوخٍ ؿ َ٤حُٔلل٣ ٖٓ ٞيٍ رؼ٬ػش أ٤ٌِٓ ٍٞٛش ٓخروش ػِٓ ٠خ ؿَٟ
ر ٚحُؼَٔ ػ٘ي حُٔٞػو٣ُِِٔ .ٖ٤ي ٖٓ حُظل َ٤ٜأٗظَ:
أر ٞحُ٘ظخء رٖ حُلٖٔ حُـخُ ١حُٜٜ٘خؿ ٢كً ٢ظخر :ٚحُظيٍ٣ذ ػِ ٠طلَ َ٣حُٞػخثن حُؼيُ٤ش ،حُـِء .208:ٙ،1:
3ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 5حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٣" :٢ِ٣ـذ إٔ ٌٕٞ٣حُٞحهق ٓظٔظؼخ رؤ٤ِٛش حُظزَعٝ ،إٔ ٓ ٌٕٞ٣خٌُخ ُِٔخٍ حُٔٞهٞف،
ٓ ُٚٝطِن حُظَٜف كٝ ،ٚ٤اً ٫خٕ ػوي حُٞهق رخ."٬١
22
ألف السلطاف ككيل المسلمين ،فهو كوكيل الواقف ،كذىب القرافي الى أف الملوؾ إذا حبسوا
شيئا معتقدين أنهم ككبلء المبلؾ صح الحبس ،كإذا حبسوه معتقدين أنو ملكهم بطل.1
كإلى جانب ملكية الواقف للماؿ الموقوؼ ،البد من أف يكوف أىبل للتصرؼ فيو ،كىذه
األىلية تتحقق عند الشخص ببلوغو سن الرشد القانوني ،2كىو سليم العقل ،غير سفيو أك
مفلس ،أك في مرض موت .كيتحدد ىذا السن في 18سنة شمسية كاملة كما نصت على
ذلك المادة 209من مدكنة األسرة ،كيثبت ىذا السن بدفتر الحالة المدنية في ضوء األدلة
التي يثبت بها السن شرعا ،كبالتالي فبلوغ الشخص لهذه السن تجعلو كامل األىلية لمباشرة
حقوقو المدنية ،كما يمكنو تسلم أموالو كاملة ليتصرؼ فيها بإرادتو كبمختلف أنواع التصرفات
العوضية كالتبرعية.
يعتبر تحبيس الواقف عما يفي بحاجة دينو تحبيسا صحيحا الزما كنافذا ،فهو حق خالص
للواقف ،كبالتالي ال يتوقف على إجازة من أحد ،كما أف تبرعو ىذا ال يلحق ضررا بأحد من
دائنيو .لكن إذا استغرؽ الدين جميع الذمة المالية للواقف قبل تحبيسو كقبل حيازتو فهو في
1حُ٘خؿٓ :ٖ٤ُٔ ٢وخُلش َٗ ١حُٞحهق حٌُٔ٘٬ص ٝحُلِ ،ٍٞرلغ ٓويّ اُ ٠حُٔئطَٔ حُؼخٗٝ٨ُ ٢هخف ،حُٔ٘ؼوي رخٌُِٔٔش حُؼَر٤ش
حُٔؼٞى٣ش ،رـخٓؼش أّ حُوَ ٟطلض ػ٘ٞحٕ حُ٤ٜؾ حُظ٘ٔ٣ٞش ٝحَُإ ٟحُٔٔظوزِ٤ش،حُٔ٘ش.5:ٙ ،2006:
٣ 2و ٍٞحرٖ ػخَٗ ك ٢حَُٔٗي حُٔؼ:ٖ٤
23
حالة إعسار ،كلحماية دائنيو في ىذه الحالة يحجر عليو كتحل جميع ديونو .ألف إحاطة الدين
بالماؿ قبل العطية يبطلها اتفاقا.1
2
يقوؿ ابن عاصم الغرناطي في التحفة:
كبالتالي ال مجاؿ للحديث عن نفاذ الوقف لكونو باطل إال إذا أجازه الدائنوف ،كىذا ما
أكدتو مدكنة األكقاؼ في مادتها 10التي تنص على ما يلي " :إذا استغرؽ الدين جميع ماؿ
الواقف قبل التحبيس أك قبل حوز الماؿ الموقوؼ بطل الوقف ما لم يجزه الدائنوف" .كإف ردكه
كلو أك بعضو بطل ما ردكه كجاز ما أجازكه ألف أمواؿ المدين ضماف عاـ لدائنيو .3كالوقف كما
في حكمو يبطل إذا أحاط الدين بالواقف ،كما يبطل كلو انعقد قبلو ،إذا لم يحز إال بعده ،ألف
الدين كاجب ،كبالتالي يقدـ على مادكنو .يقوؿ الشيخ خليل في المختصر" :كبطل على معصية
...أك جهل سبقو لدين ."4كيقوؿ الخرشي في شرحو" :يعني أف من عليو دين ككقف كقفا على
محجوره كال يدرم ىل الدين قبل الوقف أك الوقف قبل الدين ،فإف الوقف يكوف باطبل كيباع
1أٗظَ كٌٛ ٢ح حُ٘ؤٕ :أر ٞػزي هللا ٓلٔي رٖ ٓلٔي رٖ ػزي حَُكٖٔ حُٔـَر ٢حُٔؼَٝف رخُلطخدٞٓ :حٛذ حُـَِٗ َ٤ف
ٓوظ َٜهِٟ ،َ٤زطٝ ٚهَؽ آ٣خطٝ ٚأكخى٣ؼ ٚحُ٘٤ن ًَُ٣خ ػَٔ٤حص .،ىحٍ حٌُظذ حُؼِٔ٤ش رَٝ٤ص ُز٘خٕ ،حُطزؼش ح،٠ُٝ٧
حُٔ٘ش ،1995-1416 :ؽ.14:ٙ ،8.
2أٗظَ كٗ ٢ؤٕ َٗف ٌٙٛح٧ر٤خصَٗ :ف حُظللش ُُٞي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ ،٢١طوي ْ٣ػزي حٌَُٜٗ ْ٣ز،ٕٞ
حُٔـِي حُؼخٗ ،٢حُطزؼش :ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش .370:ٙ،2010:
3ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 1241م.ٍ.ع ػِٓ ٠خ " : ٢ِ٣أٓٞحٍ حُٔئٟ ٖ٣خٕ ػخّ ُيحثُ٘ٞ٣ٝ ،ٚ٤ع ػٜٔ٘خ ػِ ْٜ٤ر٘ٔزش ىٝ ًَ ٖ٣حكي
ٓ٘ٓ ،ْٜخ ُْ طٞؿي ر ْٜ٘٤أٓزخد هخٗ٤ٗٞش ُ٣ُٞٝ٨ش ".حٗظَ ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل:َ٤ٜ
ٓؤٓ ٕٞحٌُِرَ :١حُظَ٘٣غ حُؼوخٍٝ ١حُٔ٠خٗخص١ ،زغ رٌٔظذ حًِ٣ي٣ش اهٞحٕ ،حُٔ٘شٓٝ187 :ٙ ،1973 :خ
رؼيٛخ.
4حُ٘٤ن هِ َ٤حرٖ آلخم حُٔخٌُٓ :٢وظ َٜهِٓ ،َ٤طزؼش ىحٍ حُلٌَ ،حُٔ٘ش ،1995 :رخد ٛق ٝهق ِٓٔٞى.
24
في الدين تقديما للواجب على التبرع .1ألف الشرط في العطية بوجو عاـ يقتضي حصوؿ الحوز
2
قبل مانع الموت ،كالفلس ،كالمرض ،كالجنوف كالسفو .يقوؿ صاحب التحفة في ىذا الشأف:
من شركط الواقف أف ال يكوف في مرض الموت ،كالمقصود بذلك المرض الذم يحكم
الطب بكثرة الموت بو .يقوؿ الخرشي في شرحو" :المعنى أنو يجب الحجر على مريض نزؿ بو
مرض حكم أىل الطب بأنو يكثر الموت من مثلو ...كالمراد بالكثرة أف ال يتعجب من صدكر
الموت عنو" .3كمن تم ليس كل مرض يصيب الشخص يمنعو من التصرؼ في أموالو ،كإنما
العبرة بالمرض الذم من شأنو أف يميت كأف يغلب على الظن الهبلؾ منو ،كيتضح ذلك من
تقارير األطباء كذكم الخبرة .4كالمريض مرض الموت تكوف ذمتو ضعيفة لتحمل الديوف
كحقوؽ اآلخرين ،كبذلك تتعلق ىذه الحقوؽ كالديوف بمالو كليس بذمتو ،كبالتالي فجميع
تبرعاتو من كقف كصدقة كىبة فيما زاد على ثلث مالو غير صحيحة رعاية لحق الورثة في
التركة ،5يقوؿ ابن قدامة" :من كقف في مرضو الذم مات فيو أك قاؿ كقف بعد موتي ،كلم
1كخٗ٤ش حُوَٗ ٢ػِٓ ٠وظ٤ٓ َٜي ١هِ ،َ٤حُـِء .83 :ٙ، 5:
َٗ 2ف حُظللش ُُٞي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.260:ٙ ،ّ،ّ ،٢١
3حُوَٗ ٢ػِ ٠هِ ،ّ.ّ .َ٤حُـِء.214 :ٙ 4 :
٣ 4و ٍٞحرٖ ػخري ٖ٣ك ٢كخٗ٤ظ ٚإ" :حُؼزَس ك ٢إٔ حَُٔٞٓ َٝٓ ٝص إٔ ٣ـِذ حُ٬ٜى ٓ٘ ،ٚرل٤غ إٔ حَُٔ ٞ٣رُ ٚوٞكٚ
حُٔٞص ٓ٘٣ ٚظَٜف طَٜكخص حَُٔ٘ف ػِ ٠حُٔٞص ٝطٌٓ ٕٞظ٘ش حُظٜٔش ٓٞحء أػـِ حَُٔ ٞ٣ػِ ٠حُو٤خّ رٜٔخُل ٚهخٍؽ
حُز٤ض أ."٫ٝ
ٓلٔي أٓ ٖ٤حرٖ ػخريٍ :ٖ٣ى حُٔلظخٍ ػِ ٠حٌٍُ حُٔوظخٍ َٗف ط٘ َ٣ٞح٧رٜخٍٓ ،طزؼش ىحٍ حٌُظذ حُؼِٔ٤ش رَٝ٤ص،
حُٔ٘ش ،1994:حُـِء،2 :رخد ٬١م حَُٔ.ٞ٣
5كٌٛ ٢ح حُٜيى ٍٝى ك ٢أكي ح٧كٌخّ حُٜخىٍس ػٖ حُٔلٌٔش ح٫رظيحث٤ش رٍُٞحُحص ٓخ ِ٣يٝ ":٢ك٤يغ ُيجٖ ًيخٕ ٓيَ ٝحُٔيٞص
ٖٓ ٓٞحٗغ حُظٜيم كبٕ حُظَٜف ٓوز ٍٞك ٢كيٝع حُؼِغ".
-كٌْ ػيىٛ ،13 :خىٍ رظخٍ٣ن ،2011/04/13 :ك ٢حُِٔق حُؼوخٍٍ ١هْ ،2010/106 :كٌْ ؿ.ٍٞ٘٘ٓ َ٤
25
يخرج من الثلث كقف منو بقدر الثلث إال أف يجزه الورثة ." 1أما في حدكد الثلث كما دكنو
فتبرعو جائز ،كمنو كقفو رعاية لمصلحتو ،بدليل ما ركاه البخارم كمسلم عن سعد بن أبي كقاص
رضي اهلل عنو قاؿ ":كاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم يعودني عاـ حجة الوداع من كجع
اشتد بي فقلت :إني قد بلغ بي من الوجع كأنا ذك ماؿ كال يرثني إال ابنة أفأ تصدؽ بثلث
مالي؟ قاؿ ال .فقلت بالشطر؟ قاؿ ال ،ث ّم قاؿ ال ،ث ّم قاؿ :الثلث كالثلث كثير إنك إف تذر
كرثتك أغنياء ،خير من أف تذرىم عالة يكففوف الناس.2
كبالرجوع إلى أحكاـ مدكنة األكقاؼ ،فإننا نجدىا قد اعتبرت كل كقف صدر عن المريض
مرض الموت يبقى الزما كيأخذ حكم الوصية ،كىذا ما يستفاد من نص المادة 6من المدكنة
التي كرد فيها" :يعتبر كقف المريض مرض الموت الزما كيعطى حكم الوصية طبقا ألحكاـ
مدكنة األسرة ".كتأسيسا على ذلك ،يجب أف ال تتعدل الوصية الثلث إال بإجازة من الورثة
الرشداء ،لكوف المتبرع محجور عليو لفائدة كرثتو ،فليس لو أف يخرج عنهم أكثر من الثلث
بعد موتو ،3كما يجب اعتبار أحكاـ الوصية جملة كتفصيبل.4
1أرٓ ٞلٔي ػزي هللا رٖ أكٔي رٖ ٓلٔي رٖ هيحٓش حُٔويٓ :٢حُٔـ٘ ،٢طلو٤ن :ػزي هللا رٖ ػزي حُٔلٖٔ حُظًَٝ ٢ػزي حُلظخف
ٓلٔي حُلِ ،ٞحُـِءٓ ،8 :طزؼش ىحٍ ػخُْ حٌُظذ رخَُ٣خ ،ٝحُٔ٘ش.474:ٙ ،1999:
ٓ 2وظٛ َٜل٤ق حٓ٩خّ حُزوخٍُٔ ، ١لٔي ٗخ َٛحُي ٖ٣حُ٧زخٗ ،٢حُطزؼش حَُ٘ػ٤ش حُٞك٤يس حُٔـِي حٌٓ ،ٍٝ٧ظزش حُٔؼخٍف
َُِ٘٘ ٝحُظ٣ُٞغ.379:ٙ ،
3حُوخ ٢ٟػزي حُٛٞخد حُزـيحى .١حُٔؼٗٞش ػٌِٛٓ ٠ذ ػخُْ حُٔي٘٣ش ،طلو٤ن ٓلٔي كٖٔ آٔخػ َ٤حُ٘خكؼٓ ،٢طزؼش ىحٍ حٌُظذ
حُؼِٔ٤ش ،1:١ ،حُٔ٘ش ،1998:ؽ.1602 :ٙ ،3 :
ٌٖٔ٣ 4طِو ٚ٤أكٌخّ حُ٤ٛٞش ك ٢حٍطزخٜ١خ رَٔ ٝحُٔٞص ك ٢أٍرؼش ٓٔخثَ ً ٢ٛخُظخُ:٢
حُٔٔؤُش ح :٠ُٝ٧اًح أؿخُ حٍُٞػش حَُٗيحء ػط٤ش ك َٝٓ ٢حُٔٞص ُِٓظ ٌٙٛ ْٜح٩ؿخُس رؼي حُٔٞص .ؿخء ك ٢حُٔ١ٞب:
هخٍ "ٓٔؼض ٓخٌُخ ٣و ٍٞك ٢حَُٔ ٞ٣حٌُ ٢ٛٞ٣ ١رؼي حُٔٞص كخٓظؤًٕ ٍٝػظ ٚك٤ٛٝ ٢ظٖٓ ُٚ ْ٤ُ ،ٞ٣َٓ ٞٛٝ ٚ
ٓخُ ٚا ٫ػِظ ٚك٤ؤًٗ ُٚ ٕٞإٔ ُ ٢ٛٞ٣زؼٍٝ ٞػظ ٚرؤًؼَ ٖٓ ػِؼ ٚاٗ ُْٜ ْ٤ُ ٚإٔ َ٣ؿؼٞح كًُ ٢ي".
حُٔٔؤُش حُؼخٗ٤شٜ٣٫ :ق حُٞهق ك َٝٓ ٢حُٔٞص اًح ػزض هظَ حُٔٞهٞف ػُِِٞ ٚ٤حهقٝ ،كٌْ حُٞحهق كَٝٓ ٢
ٓٞط ٞٛ ٚكٌْ حُٔ ٢ٛٞا ٫ا ًح ػِْ ٌٛح ح٧ه َ٤رخُٔؼظي٣ ُْٝ ١ظَحؿغ ك ٢ػط٤ظ ،ٚكبٜٗخ طٜق ٓ ٞٛٝخ أهٌص رٚ
ٓيٗٝش حَٓ٧س.
حُٔٔؤُش حُؼخُؼش :حُوز ٞحٌُ ١َٗ ٞٛ ١ػخّ ٔ٣و ٢ك َٝٓ ٢حُٔٞص ٕ٧حُؼط٤ش طٌ٤ق ٤ٛٝش ٫ٝهز ٞك ٢حُ٤ٛٞش
ا ٫رؼي حُٔٞص.
()...
26
ايفكس ٠ايجاْ :١ٝأقطاّ ايٛاقفني
لئلحاطة بأقساـ الواقفين سأتطرؽ لشركط الواقف كشخص اعتبارم (أكال) ثم أتناكؿ أقساـ
الواقفين باعتبار من يصح كقفو ،كمن يبطل كقفو ،كمن يحتاج كقفو إلى إجازة غيره (ثانيا).
األصل في الوقف أف ينشئو شخص ذاتي ،لكن ليس ىناؾ ما يمنع من أف يكوف الواقف
شخصا اعتباريا ،كىذا ما نصت عليو مدكنة األكقاؼ في مادتها 4التي تنص على ما يلي:
"يمكن أف يكوف الواقف شخصا ذاتيا كما يمكن أف يكوف شخصا اعتباريا ما لم يكن غرضو
غير مشركع".
كبالتالي فوقف الشخص االعتبارم يصح بشركط ثبلثة :أكلها اكتماؿ كجوده القانوني،
كثانيها :صحة نيابة من يمثلو ،كثالثها :ثبوت االتفاؽ بين الشركاء على اإلذف بالتبرع.
فالشرطاف األكالف يرجعاف بالضركرة إلى األحكاـ القانونية كاالتفاقية التي يقوـ عليها
الوجود القانوني
حُٔٔؤُش حَُحرؼش :كن حَُٔ ٞ٣ك ٢حَُؿٞع ػٖ حُ٤ٛٞش كظ ُٞٝ ٠حُظِّ رؼيّ حَُؿٞع ٌٛٝح ٓخ ؿخءص ر ٚحُٔخىس
ٓ ٖٓ 286يٗٝش حَٓ٧س ٝحَُؿٞع ػٖ حُ٤ٛٞش ٌٕٞ٣رٌَ٘ ٣َٛق أ ٢ٟ٘ٔ ٝكٔذ حُٔخىس ٓ ٖٓ 287يٗٝش
حَٓ٧س.
1ططِن حُ٘و٤ٜش حُٔؼ٘٣ٞش ك ٢حُوخٗ ٕٞػِٓ ًَ ٠ـٔٞػش ٖٓ حٗ٧وخ ٙطٔظٜيف ؿَٟخ ٓ٘ظًَخ أٓ ٝـٔٞػش ٖٓ حٞٓ٧حٍ
طَُٓ ٢ظلو٤ن ؿَٓ ٝؼ ،ٖ٤كظٜزق ٌٙٛحُٔـٔٞػش ٖٓ ح٧كَحى أ ٝحٞٓ٧حٍ ك ٢كي ًحطٜخ ٖٓ ػيحى حٗ٧وخ ٙحُوخٗ٤ٗٞش ُظٔظؼٜخ
رخُ٘و٤ٜش حُٔؼ٘٣ٞش حُٔٔظوِش ،أ ١أٜٗخ طٜزق ٓظٔظؼش رخ٤ِٛ٧ش حُوخٗ٤ٗٞش طٔخٓخ ًخٗ٧وخ ٙحُطز٤ؼ ،ٖ٤٤كظٌ ٕٞأً٫ ٬ٛظٔخد
حُلوٞم ٝحُظلَٔ رخُ٫ظِحٓخصٝ ،ػِ ٚ٤كبٕ حُ٘و ٚحُٔؼ٘ ٌٚ٘ٔ٣ ١ٞحُظِٔي ٝحُظؼخهيٝ ،حُظوخٗ ،٢ٟؤٗ ٚكًُ ٢ي ٗؤٕ حٗ٧وخٙ
حُطز٤ؼ ٖ٤٤طٔخٓخًٔ ،خ أٗ٣ ٫ ٚظٔظغ رخُ٘و٤ٜش ح٫ػظزخٍ٣ش ا ٫ر٘ ٚحُوخٗ.ٕٞ
حٗظَ ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل َ٤ٜك ٌٙٛ ٍٞحُ٘وطش:
ٌِٓ٤ش حَُٜٝم :حُظ٘ظ ْ٤ح٩ىحٍ :١ى ًًَ ٕٝحُطزؼش ٝحُٔطزؼش ،حُٔ٘ش .10:ٙ ،2010 1431:
27
للشخص االعتبارم ،أما الشرط الثالث فهو شرط خاص جاء بو المشرع حماية ألمواؿ
األشخاص االعتباريين من العبث.1
كالشخص االعتبارم يمكنو التبرع بأم كجو من أكجو التبرعات المسموح بها في عقد
تأسيسو ،أك نظامها األساسي أك ما يلحق بو ،فإذا تمثل التبرع في الوقف فحكمو الجواز .إذا
كاف غرضو من الوقف مشركعا غير مخالف للنظاـ العاـ ،كاألخبلؽ الحميدة.
كأعتقد أف اعتراؼ المشرع بالواقف كشخص اعتبارم مسألة في غاية األىمية ،ألف
المفهوـ الحديث للشخص االعتبارم لم يكن يصرح بو الفقو اإلسبلمي بشكل كاضح رغم
اعترافو بفكرة الذمة في حد ذاتها.2
يقصد بالواقف األصيل الواقف المالك للماؿ الموقوؼ ،أما الواقف الوكيل فهو الواقف
الذم لو ككالة خاصة ،3كىو ما نصت عليو المادة 7من مدكنة األكقاؼ التي تنص على ما
ٚ٘٣ 1حُل ٖٓ 1019 َٜم .ٍ .ع .حُٔـَر ٢ػِٓ ٠خ ٣ ٫ .":٢ِ٣ـ٣َُِ٘ ُٞي كًَٗ ٢ش حُٔلخٟٝش ،رـ َ٤إً هخ ٙك٢
ػوي حًَُ٘ش أ ٝك ٢ػوي ٫كن:
أ -حُظل٣ٞض ػِٓ ٠ز َ٤حُظزَعٓ ،غ حٓظؼ٘خء حُظزَػخص حُزٔ٤طش حُظٔٔ٣ ٢ق رٜخ حُؼَف؛
د ً -لخُش حُـَ٤؛
ؽ -اؿَحء ػخٍ٣ش حٓ٫ظؼٔخٍ أ ٝحٓ٫ظ٬ٜى ػِٓ ٠ز َ٤حُظزَع؛
ى -حُظؼخهي ػِ ٠اؿَحء طلٌْ٤؛
- ٙر٤غ حُٔلَ أ ٝح َٛ٧حُظـخٍ ١أ ٝرَحءس ح٫هظَحع حُظ ٢طٌٓ ٕٞلًَُِ٘ ٬ش؛
- ٝحُظ٘خٍُ ػٖ حُٔ٠خٗخصٓ ،خ ُْ ٌٖ٣كٓ ٢وخرَ حٓظ٤لخء حُي."ٖ٣
2حٗظَ حُلَع حُٔظؼِن رخُ٘و٤ٜش ح٫ػظزخٍ٣ش ُِٞهق حُؼخّ كٓ ٢خ ٌٛ ٖٓ ٢ِ٣ح حُزلغ.
3حًُٞخُش ك ٢حُِـش حْٓ ٜٓيٍ رٔؼ٘ ٠حُظٝ ،َ٤ًٞحُظ ٞٛ َ٤ًٞطل ٞ٣ٞحُظَٜف اُ ٠حُـ ٢ٔٓٝ ،َ٤حًُِٚٞٓ ٕ٧ ،٬٤ًٝ َ٤ًٞ
هي ك ٝٞاُ ٚ٤حُو٤خّ رؤَٓ ،ٙك ًَٞٓ ٜٞاُ ٚ٤ح٘٣ٝ ،َٓ٧ظَ ١كٌٛ ٢ح حُظَٜف حُوخٗ ٢ٗٞإٔ ٌ٘ٔٓ ٌٕٞ٣خ ؿٔٓ َ٤ظلٝ ،َ٤إٔ
()...
28
يلي" :يجوز التوكيل في إنشاء الوقف على أف يكوف بوكالة خاصة" .كأعتقد أف ىذه المادة
تكريس للفصلين 891ك 894من ؽ.ؿ.ع ألف الوقف باعتباره من التبرعات يحتاج إلى إذف
خاص (ككالة خاصة) ،كىذا اإلذف الخاص ينبغي أف تحترـ فيو الشكليات المنصوص عليها
قانونا.
ىو من اختل فيو شرط من الشركط السابق ذكرىا ،كالواجب توافرىا لصحة الوقف
كنفاذه ،كمن ذلك:
فاقد األىلية أك ناقصها :1فوقفو غير صحيح ،كلو كافق كليو على كقفو ،ألف
إنشاء الوقف في ىذه الحالة يعتبر باطبل .يقوؿ الدردير في ىذا الشأف "كشرط صحة كقفو أف
ٓ ٌٕٞ٣ؼ٘٤خ أ ٝهخرُِ ٬ظؼٝ ،ٖ٤٤إٔ َٝ٘ٓ ٌٕٞ٣ػخ ،كبًح ُْ طظٞكَ ٌٙٛحَُ٘ ١ٝرطِض حًُٞخُش ٣ٝ ،ظَطذ ػًُِ ٠ي حػظزخٍٛخ ًؤٕ
ُْ طٌٖ ٔ٣ٝ ،ظط٤غ ًَ ٖٓ حُٔظؼخهي ٖ٣إٔ ٣ظٔٔي رٌٜح حُزطٓ ٕ٬غ ٓخ ٣ظَطذ ػًُِ ٠ي ٖٓ آػخٍ.
أٗظَ ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل:َ٤ٜ
أر َٜٗ ٞآٔخػ َ٤رٖ كٔخى حُـ :١َٛٞحُٜلخف طخؽ حُِـش ٛٝلخف حُؼَر٤ش ،طلو٤ن :أكٔي ػزي حُـل ٍٞػطخٍ،
ٓطزؼش ىحٍ حُؼِْ ُِٔ ٖ٤٣٬رزَٝ٤ص ،حُٔ٘ش،1990:ؽ.1845:ٙ،5:
أر ٞحُوخْٓ حُلٔ ٖ٤رٖ ٓلٔي حُٔؼَٝف رخَُحؿذ حٛ٧لٜخٗ :٢حُٔلَىحص ك ٢ؿَ٣ذ حُوَإٓ ،طلو٤ن ٟٝزٓ :٢لٔي
ٓ٤ي ًٓ ،٢ٗ٬٤طزؼش ىحٍ حُٔؼَكش رزَٝ٤صٓٝ 532:ٙ،خ رؼيٛخ.
ػزي حَُُحم حُٔ٘ :١ٍٜٞحُ ٢٤ٓٞكَٗ ٢ف حُوخٗ ٕٞحُٔيٗٓ ،٢طزؼش اك٤خء حُظَحع حُؼَر ٢رَٝ٤ص ،حُٔ٘ش،1964 :
.544:ٙ
٣ 1ؼظزَ كخهيح ُ٤ِٛ٨ش كٔذ حُٔخىس ٖٓ 217حُٔيٗٝش:
" أ :٫ٝحُٜـ َ٤حٌُ٣ ُْ ١زِؾ ٖٓ حُظِٔ٤٤؛
ػخٗ٤خ :حُٔـ٘ٝ ٕٞكخهي حُؼوَ.
٣ؼظزَ حُ٘و ٚحُٜٔخد رلخُش كويحٕ حُؼوَ رٌ٤ل٤ش ٓظوطؼشً ،خَٓ ح٤ِٛ٧ش ه ٍ٬حُلظَحص حُظ٣ ٢ئٝد اُ ٚ٤ػوِ ٚكٜ٤خ.
حُلويحٕ حٍ٩حىُِ ١ؼوَ ٣ ٫ؼل ٖٓ ٢حُٔٔئ٤ُٝش".
أٓخ ٗخه ٚح٤ِٛ٧ش ك ٜٞكٔذ حُٔخىس ٖٓ 213حُٔيٗٝش:
- 1حُٜـ َ٤حٌُ ١رِؾ ٖٓ حُظٔ٣ ُْٝ ِ٤٤زِؾ ٖٓ حَُٗي؛
- 2حُٔلٚ٤؛
- 3حُٔؼظ.ٙٞ
29
يكوف الواقف ...أىبل للتبرع ،كىو البالغ الحر ،الرشيد المختار ،فبل يصح من صبي كال
مجنوف ،كال عبد كال سفيو كال مكره.1
النائب الشرعي :2إذا قاـ ىذا األخير بتحبيس ماؿ محجوره فوقفو باطل ،ألنو ال
يملك القدرة على إنشائو ،كىو ما يستفاد من نص المادة 8من مدكنة األكقاؼ التي كرد فيها
ما يلي ":كقف النائب الشرعي لماؿ محجوره باطل".
الفضولي :3ىو من يحبس ماؿ غيره بدكف توكيل منو كلو كاف شديد القرابة من
المالك ،كأب ،أك زكج ،ألنو ال يملك ما حبسو ،فإف أجازه المالك فبل يعتد بعقد الفضولي،
كىذا ما يستفاد من نص المادة 9من مدكنة األكقاؼ حيث كرد فيها ما يلي" :يعتبر كقف
1حَُ٘ف حُٜـُِ َ٤يٍى َ٣رٜخٖٓ حُٜخ ،١ٝحُـِء .298:ٙ ،2 :أٗظَ ًٌُي أر ٞحُؼزخّ أكٔي رٖ ٣ل ٢حُ:٢ٔ٣َ٘ٗٞ
حُٔؼ٤خٍ حُٔؼَد ٝحُـخٓغ حُٔـَد ػٖ كظخ ٟٝأ َٛاكَ٣و٤خ ٝحٗ٧يُْ ٝحُٔـَدٍٞ٘٘ٓ ٖٓ ،حص ُٝحٍس حٝ٧هخف ٝحُ٘ئٕٝ
ح٤ٓ٬ٓ٫ش رخُٔـَد ،حُـِءٓٝ 290 :ٙ ،7 :خ رؼيٛخ.
ٗ 2ظْ حَُٔ٘ع حُٔـَر ٢أكٌخّ حُ٣٫ٞش ػِ ٠حُٔخٍ ك ٢ا١خٍ ٓيٗٝش حَٓ٧س طلض ػ٘ٞحٕ حُ٘٤خرش حَُ٘ػ٤شٝ ،أٓخّ ٌٙٛحُ٣٫ٞش
ٞٛحَُ٘ع ٜٗ٧خ طؤهٌ هٞطٜخ ٓزخَٗس ٖٓ حَُ٘ع٣ُِِٔ .ي ٖٓ حُظل َ٤ٜأٗظَ:
ػزي حُٔ ّ٬حَُكؼ :٢حُ٣٫ٞش ػِ ٠حُٔخٍ ك ٢حَُ٘٣ؼش ح٤ٓ٬ٓ٩ش ٝططز٤وخطٜخ ك ٢حٌُٔٛذ حُٔخٌُٓ :٢طخرغ اكَ٣و٤خ
حَُ٘م رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُٔ٘ش.32:ٙ،1996:
ًٔخ هي ٜٓ ٌٕٞ٣يٍ ٌٙٛحُ٘٤خ٣ش ٞٛحُو٠خء ٕ٧ ،حُوخ ٞٛ ٢ٟحٌُ٣ ١وظخٍ حُ٘و ٚحُٔ٘خٓذ٠٣ٝ ،ل ٢ػِٛ ٚ٤لش حُ٘خثذ
ُ٤و ّٞربؿَحء طَٜكخص هخٗ٤ٗٞش كِٜٓ ٢لش ٗو ٚآهَ ِ٣ظِّ حُو٠خء إٔ ٜ٣ظْ ر٣ٝ ٚلٔ ٢كوٞهٜٓٝ ٚخُل٣ُِِٔ .ٚي ٖٓ
حُظل َ٤ٜأٗظَ:
أكٔي كٔيٗ :ظَ٣ش حُ٘٤خرش ك ٢حَُ٘٣ؼش ٝحُوخٗٓ ،ٕٞطزؼش ىحٍ حُلٌَ رخٌُ٣ٞض ،حُٔ٘ش ،1981 :حُطزؼش ح.21:ٙ،٠ُٝ٧
ٝ ،هي ٓٔ٤ض ٌٙٛحُ٘٤خرش حُظٜٓ ٢يٍٛخ حَُ٘ع أ ٝحُو٠خء رخَُ٘ػ٤ش كو ٕ٧ ٢حَُ٘ع أ ٝحُوخٗ ٞٛ ٕٞحٌُ٣ ١لَٜٟخًُٝ ،ي
رظؼٝ ٢ُُِٞ ٚ٘٤٤طلي٣ي ٜٓٔظٝ ،ٚط٘ظ ْ٤حُوٞحػي حُظ َ٤ٔ٣ ٢ػِٜ٤خ ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل َ٤ٜأٗظَ:
ٓل ٔي ارٖ ٓؼـ :ُٞأكٌخّ حَٓ٧س ك ٢حَُ٘٣ؼش ح٤ٓ٬ٓ٩ش ٝكن ٓيٗٝش ح٧كٞحٍ حُ٘و٤ٜش ،حُـِء حُؼخٗٓ ،٢طزؼش حُ٘ـخف
حُـي٣يس رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش.226:ٙ،1994:
ٌِٓ٤ش حُـ٘خّ :اىحٍس أٓٞحٍ حُوخ ٖٓ َٛهٓ ٍ٬يٗٝش حَٓ٧سٍٓ ،خُش ُ٘ َ٤ىرِ ّٞحُيٍحٓخص حُؼِ٤خ حُٔؼٔوش ك ٢حُوخٕٗٞ
حُوخ ،ٙحُٔ٘ش حُـخٓؼ٤شٓٝ 75:ٙ،2007/2006:خ رؼيٛخ.
3حُل ٢ُٞ٠كٔذ حُل ٖٓ 943 َٜهخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص ٝحُؼوٞى حُٔـَر ":ٞٛ ٢حُ٘و ٚحٌُ ١اًح رخَٗ رخهظ٤خٍ ٙأ ٝرلٌْ
حٍَُٝ٠سٗ ،ئ ٕٝأكي ٖٓ حُـ ،َ٤ك ٢ؿ٤خر ٚأ ٝري ٕٝػِٔٝ ،ٚري ٕٝإٔ َ٣ه ُٚ ٚكًُ ٢ي ٓ٘ ٚأ ٖٓ ٝحُوخ ،٢ٟهخٓض ٘ٛخى
حًُٞخُش".
ػ٬هش هخٗ٤ٗٞش ٓٔخػِش ُِؼ٬هش حُ٘خٗجش ػٖ َ
30
الفضولي باطبل إال إذا أجازه مالك الماؿ الموقوؼ شريطة استيفاء جميع أركاف الوقف
كشركطو".
ىو المدين الذم استغرؽ الدين جميع مالو قبل تحبيسو أك قبل حيازتو ،فحبسو صحيح
لكنو متوقف على إجازة أصحاب الديوف فإف أجازكه جاز كإف ردكه رد .كىو ما يؤيده نص
المادة 10من المدكنة.
يقصد بصيغة الوقف :الصورة الدالة على إرادة الواقف في إنشاء كقفو .1كقد تنوعت صيغ
المحبسين كاختلفت تعابيرىم اختبلفا كبيرا باختبلؼ رغباتهم كتنوع مقاصدىم التي يريدكف
تحقيقها من الحبس.
كبالنظر إلى صيغة الوقف من زاكية كصفها القانوني فهي إيجاب ،يقوـ بو الواقف ألنو
تصرؼ انفرادم ،كما ىي بالمقابل قبوؿ يشترط الستحقاؽ الواقف من قبل الموقوؼ عليو.
كقد اشترط فقهاء الشريعة اإلسبلمية بعض الشركط الواجب توافرىا في الصيغة لتكوف
صحيحة(الفقرة األكلى) ،كما اعتبركا أف الواقف يمكن أف يقترف كقفو بشركط أخرل يعبر بها
عن إرادتو يصطلح عليها بشركط الواقف(الفقرة الثانية).
بالرجوع إلى شركط صيغة الوقف نجدىا إيجابا ألنها تصرؼ انفرادم (أكال)،كما ىي
بالمقابل قبوؿ يشترط الستحقاؽ الوقف من قبل الموقوؼ عليو (ثانيا).
٘٣ 1ؼوي حُلزْ رٌَ ٓخ ٣يٍ ػِ ٠إٔ حُٔخُي أٝهق ٌِٓٝ ٚط٘خٍُ ػٖ ٓ٘لؼظ ٚرٜلش ىحثٔش أٓ ٝئهظش ُِٔلزْ ػِ.ٚ٤
31
أٚال :اإلجيـــاب:
اإليجاب ركن ضركرم ال ينعقد الوقف إال بو ،كيتم بعبارة تدؿ عليو داللة كاضحة إما
بالقوؿ ،1أك بالكتابة ،أك اإلشارة المفهومة ،2أك الفعل الداؿ عليو.3
كقد يكوف صريحا ال يحتاج إلى قرائن توضح المراد منو ،كما قد يكوف ضمنيا.4
كمتى ثبتت الصراحة في تعبير الواقف المشهود عليو في كثيقة التحبيس ،امتنع تأكيل ىذه
الوثيقة ،ألف الحبس يصح كيصير الزما ،إال إذا كانت ألفاظ عقد الوقف غامضة كتحتمل أكثر
من معنى ،ففي ىذه الحالة يتعين البحث عن قصد الواقف من خبلؿ ما يتضمنو من قرائن
لفظية ،أك حالية ألنها كالنص على مراده ، 5كما يمكن االستعانة بالعرؼ كظركؼ الحاؿ ،كفي
ىذا الصدد كرد في المادة 35من المدكنة ما يلي " :إذا كانت ألفاظ عقد الوقف صريحة
كجب التقيد بها ،كإذا كانت غامضة تعين البحث عن قصد الواقف ،كيمكن االستعانة بالعرؼ
كبظركؼ الحاؿ".
1حُو ٌٖٔ٣ ٍٞإٔ ٣َٛ ٌٕٞ٣لخ ًٞهلض ٝكزٔض ٓٝزِض أ ٝؿ٣َٛ َ٤ق ًؤٕ ٌٕٞ٣ػِ ٠ؿٜش ٫ط٘وطغ أ ٝؿخء كٍٞٛ ٢س
ح ُٜيهش ٌُٖ .رخُ٘ٔزش ُ ٌٜٙحُلخُش ح٧هَ٤س ٝكظ ٠طؼظزَ حُٜيهش ٝهلخ٫ ،ري إٔ طوظَٕ رو٤ي ٣وَؿٜخ ػٖ ظخَٛٛخ حٌُ ٞٛ ١طِٔ٤ي
حٌُحص اُ ٠طِٔ٤ي حُٔ٘لؼش ٓغ حٓظَٔحٍ ٌِٓ٤ش حَُهزش ُِٔظزَع ًُٝي ًو:ُٚٞ
ٛيهش ٓٞهٞكش أٔٓ ٝزِش.
طٜيهض ر ٚحرظـخء ٝؿ ٚهللا حُؼظ.ْ٤
ُِِٔ٣ي ٖٓ ح٠٣٩خف ٍحؿغ ك٤ؼ٤خص هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى ،6560 :حُٜخىٍ رظخٍ٣ن 12ىؿ٘زَ ٝ ،1995حُٔ٘٘ ٍٞرٔـِش
ه٠خء حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى ،50/49:حُٔ٘ش .291ٝ 290:ٙ ،1997:
٘٣ 2ؼوي ًٌُي حُٞهق رخٗ٩خٍس ٘٣ٝظَ ١كٜ٤خ إٔ طٌٓ ٕٞلٜٓٞش ٓٝؼَٝكشٛٝ ،خىٍس ػٖ حُٞحهق ؿ َ٤حُوخىٍ ػِ ٠حٌُظخرش أٝ
حٌُ (ّ٬أهَّ أ ٝأرٌْ) كبٗخٍس ح٧هَّ ٓؼ ٬حُٔؼٜٞىس ٘٣ؼوي رٜخ حُٞهق ٕ٧اٗخٍط ٚحُٔؼَٝكش ًخُز٤خٕ رخُِٔخٕ.
ٜ٣ 3ق حُٞهق أ٠٣خ رلؼَ ىحٍ ػِ ٠حُٞهق ًخٕ ٣زيأ حُٔٞهٞف ػِ ٚ٤رخٓظـ ٍ٬حُٔخٍ حُٔٞهٞف ى ٕٝطؼَ.ٝ
4ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 17حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٌٕٞ٣ " :٢ِ٣ح٣٩ـخد آخ ٣َٛلخ أ٤ٟ٘ٔ ٝخ َٗ٣طش إٔ ٣ل٤ي ٓؼ٘ ٠حُٞهق رٔخ حهظَٕ
ر."١َٝٗ ٖٓ ٚ
5أٗظَ حُٓٝ 290 :ٙ ،ّ،ّ ،٢ٔ٣َ٘ٗٞخ رؼيٛخ.
32
كعدـ الصراحة في اإليجاب أك ما يمكن تسميتو باإليجاب الضمني ،يمكن أف ال يفيد
معنى الوقف إال بما اقترف بو من شركط كقرائن ،تدؿ على إرادة الوقف بو.1
كما أف نطاقو كاسع ال يسمح المقاـ بضبطو ،2فقد تكوف بنود عقد الوقف مبهمة ،كما
يمكن أف تكوف متعارضة فيما بينها ،كىنا ينبغي إعماؿ الوقف عن طريق التوفيق بين البنود
المتعارضة ،كفي حالة االستحالة يجب األخذ بما يحقق المصلحة من الوقف.3
كاإليجاب قد يكوف ناجزا غير معلق على شرط ،4كقد يكوف معلقا على كقوع شيء مضاؼ
إلى المستقبل ،فالمالكية ال يشترطوف التنجيز لصحة الوقف ،5كمن ثمة إذا قاؿ المالك إذا
جاء فبلف أك حل الوقت الفبلني فدارم كقف صح كقفو .6ككبلىما صحيح ،إال أف الوقف
الناجز يلزـ بمجرد كجود اإليجاب ،كالوقف المعلق موقوؼ كمعلق ال يلزـ كال يترتب عليو أثره
إال إذا تحقق الشرط المعلق عليو ،ألف الشرط يلزـ من عدمو العدـ ،كىو ما أكدتو المادة 22
33
من مدكنة األكقاؼ التي كرد فيها ما يلي ":يجوز أف يكوف الوقف ناجزا أك معلقا على شرط
كاقف ،كفي الحالة األخيرة ال يكوف الوقف الزما إال إذا تحقق ىذا الشرط".
ثاْٝا :ايكبـ:ٍٛ
القبوؿ مثل اإليجاب يتم بالقوؿ ،كالكتابة ،كاإلشارة ،كالفعل الداؿ عليو 1كقد يكوف
القبوؿ صريحا ،أك ضمنيا ،2كالقبوؿ ليس بشرط كال بركن في صحة الوقف ،فيصح إيجاب
الواقف كحده إلنشاء الوقف دكف توقف ذلك على قبوؿ الموقوؼ عليو إال إذا كاف ىذا األخير
شخصا معينا ،كىذا ما أخذ بو المالكية ،فاعتبركا أف القبوؿ من الموقوؼ عليو المعين شرط في
صحة الوقف ،كىو ما أكدتو مدكنة األكقاؼ في مادتها 18التي كرد فيها ما يلي " :ال يكوف
القبوؿ شرطا الستحقاؽ الوقف إال إذا كاف الموقوؼ عليو شخصا معينا".
ك يتحقق االستحقاؽ إذا كاف الموقوؼ عليو أىبل للقبوؿ ىو أك من يوكلو على ذلك ،كلو
حق الرفض إال أنو إذا رفض ال يبطل الوقف بل يعود إلى األكقاؼ العامة ،كىذا ما نصت عليو
المادة 19من المدكنة حيث كرد فيها ما يلي" :إذا كاف الموقوؼ عليو المعين متمتعا باألىلية،
صح القبوؿ منو أك من ككيلو ،فإف رفض عاد الوقف إلى األكقاؼ العامة".
أما إذا كاف ناقص األىلية فإنو يصح قبولو أك قبوؿ كليو ككبلىما صحيح ،3أما إذا كاف
الموقوؼ عليو المعين فاقدا لؤلىلية ،فوليو ىو الذم يقبل عنو ،أما إذا لم يكن لو كلي عين لو
القاضي كليا يقبل لو كال يحق لو رفضو.
34
كال يشترط فورية القبوؿ عند اإليجاب ،بل يجوز تأخيره ألجل معقوؿ ،لكن إذا حدد
الواقف أجبل للقبوؿ من طرؼ الموقوؼ عليو ،كجب القبوؿ داخل األجل المحدد .كفي حالة
تأخير القبوؿ عن اإليجاب ،فإف آثار الوقف تبتدئ من تاريخ اإليجاب ال من تاريخ القبوؿ،
كىو ما أشارت إليو المادة 21من المدكنة.
يقصد بشركط الواقف ما يمليو الواقف في عقد كقفو من شركط لتنظيم الوقف كتوزيع ريعو
كمن يتولى شؤكنو ،كال يمكن حصر ىذه الشركط لتعذر حصر أغراض الواقفين ،كمن أشهرىا ما
يطلق عليو الفقهاء الشركط العشرة .1كللواقف أف يشترط في كقفو أم شرط يراه ما داـ
مشركعا ،يقوؿ ابن القيم...":إنما ينفذ من شركط الواقفين ما كاف هلل طاعة ،كللمكلف
مصلحة ،كأما ما كاف بضد ذلك فبل حرمة لو ."2...كفي ذلك يقوؿ ابن عاصم في التحفة:3
ٝاًح ًخٕ حُٔٞهٞف ػِ ٚ٤حُٔؼٗ ٖ٤خه ٚح٤ِٛ٧ش ،ؿخُ حُوز ٚ٘ٓ ٍٞأٗ ٖٓ ٝخثز ٚحَُ٘ػ."٢
ٌٙٛ 1حَُ٘ :٢ٛ ١ٝحُِ٣خىس ٝحُ٘وٜخٕ ،ح٩هَحؽ ٝح٩ػطخء ،حُلَٓخٕ ٝحُظـ ،َ٤٤حُظزيٝ َ٣حٓ٫ظزيحٍ ،حُظوٝ ٚ٤ٜحُظل.َ٤٠
أٗظَ رظل ٌٙٛ َ٤ٜحَُ٘ ١ٝكٔ٤خ :٢ِ٣
ػزي حُٔظخٍ أر ٞؿيس ٝكٔ ٖ٤كٔٗ ٖ٤لخط :ٚح٧كٌخّ حُلو٤ٜش ٝح ْٓ٧حُٔلخٓز٤ش ُِٞهق.83:ٙ،ّ،ّ،
كئحى ػزي هللا حُؼَٔ :حٓظؼٔخٍ حٞٓ٧حٍ حُٔٞهٞكش ،حَُ٘ ١ٝح٫هظٜخى٣ش ٔٓٝظِِٓخص حُظ٘ٔ٤شِِٔٓ ،ش حُيٍحٓخص ححُلخثِس ك٢
ٓٔخروش حٌُ٣ٞض حُي٤ُٝش ٧رلخع حُٞهقٍٞ٘٘ٓ ،حص حٓ٧خٗش حُؼخٓش ُٝ٨هخف رخٌُ٣ٞض ،حُطزؼش
ح،٠ُٝ٧حُٔ٘شٓٝ 51:ٙ،2007:خ رؼيٛخ.
2حرٖ ه ْ٤حُـ٣ُٞش :اػ ّ٬حُٔٞهؼ ٖ٤ػٖ ٍد حُؼخُٔ ،ٖ٤طلو٤ن ٝطؼِ٤ن ػٜخّ حُي ٖ٣حُٜزخرط ،٢ىحٍ حُلي٣غ رخُوخَٛس،
،3:١حُٔ٘ش.81:ٙ،1993:
َٗ 3ف حُظللشُُٞ ،ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.246:ٙ،ّ،ّ ،٢١
35
قاؿ ميارة كغيره في شرحو لهذه األبيات أنو يتعين األخذ بشركط المحبس الجائزة ،ألف
ألفاظو كنص الشارع يجب اتباع مدلوالتها باعتبار نصوصها كظواىرىا ،1كاشتراطو عدـ التساكم
بين أكالده في غلة الوقف بقولو للذكر مثل حظ األنثيين ،أك أف يشترط التساكم بينهم فحظ
الذكر كحظ األنثى ،أك دخوؿ الطبقة السفلى مع الطبقة العليا ،أك أف يشترط البيع لمن أصابو
الفقر من الموقوؼ عليهم ،فكل ىذه الشركط جائزة شرعا،2كىذا ما كرد في أحد قرارات
المجلس األعلى 3أف " ألفاظ المحبس ال يجوز تجاكزىا ،لهذا تكوف المحكمة قد جانبت
الصواب لما قضت برد دعول الطاعنين لعدـ إدخاؿ أخواتهم كمدعيات دكف أف تناقش دفعهم
من أف المحبس اشترط الستفادتهن من الماؿ المحبس أف يتأيمن ،كأف ىذا الشرط لم يتحقق
بعد".
ٓ 1لٔي رٖ أكٔي ٓ٤خٍس حُلخٓ :٢ح٩طوخٕ ٝح٩كٌخّ كَٗ ٢ف طللش حُلٌخّ ٩رٖ ػخ .ْٛحُـِء.139:ٙ ،2 :
2أٗظَ كٌٛ ٢ح حُ٘ؤٕ :
حُ.285: ٙ، ،ّ،ّ :٢َٓ٘ٗٞ
ٓلٔي رٖ ٓٞ٣ق حٌُخك :٢اكٌخّ ح٧كٌخّ ػِ ٠طللش حُلٌخّ َٗ ،ف ٝطؼِ٤ن ٓؤٓ ٕٞرٖ ٓل ٢٤حُي ٖ٣حُـ٘خٕ ٓ ،طزؼش ىحٍ
حٌُظذ حُؼِٔ٤ش رزَٝ٤ص .15 :ٙ،
حُظٔ ٢ُٞأر ٞحُلٖٔ :حُزٜـش كَٗ ٢ف حُظللش ٝرلخٗ٤ظ ٚكِ ٠حُٔؼخُ ْٛلٌَ حرٖ ػخٓ٪ُ ْٛخّ ٓلٔي حُظِٞى :١حُـِء
حُؼخٗ١ -٢زؼش ىحٍ حَُٗخى حُلي٣ؼش حُيحٍ حُز٠٤خء حُٔ٘ش .434-433 :ٙ ،1991:
3هَحٍ ػيىٛ 293:خىٍ رظخٍ٣ن 21كزَح 1989، َ٣ك ٢حُِٔق حَُ٘ػ ٢ػيى ٍٞ٘٘ٓ 86-6977 :كٓ :٢ـٔٞػش هَحٍحص
حُٔـِْ ح٧ػِٓ– ٠خىس ح٧كٞحٍ حُ٘و٤ٜش.47_46:ٙ )1989 -1965( -
36
أما إذا اشترط المحبس شرطا فاسدا فيصح الوقف كيبطل الشرط،1ألف الشركط
الصحيحة عند العلماء ىي التي فيها طاعة اهلل عز كجل كقربة ،كقد حلل ابن تيمية ذلك فقاؿ:
"إف اإلنساف ليس لو أف يبذؿ مالو إال لما فيو منفعة في الدين ،أك الدنيا .فما داـ الرجل حيا
فلو أف يبذؿ مالو في تحصيل األغراض المباحة ،ألنو ينتفع بذلك .فأما الميت ،فما بقي بعد
الموت ينتفع من أعماؿ األحياء إال بعمل صالح قد أمر بو ،أك أعاف عليو ،أك قد أىدم إليو،
كنحو ذلك .فأما األعماؿ التي ليست طاعة هلل كرسولو فبل ينتفع بها الميت بحاؿ" .ثم قاؿ
":فإذا اشترط الموصي أك الواقف عمبل ،أك صفة ال ثواب فيها ،كاف السعي فيها بتحصيلها
سعيا فيما ال ينتفع بو في دنياه كآخرتو .فمثل ىذا ال يجوز ،كإنما مقصوده بالوقف التقرب إلى
اهلل تعالى ،كالشارع أعلم من الواقفين بما يتقرب بو الى اهلل تعالى ،فالواجب أف يعمل في
شركطهم بما شرطو اهلل كرضيو في شركطهم."2...
كبالرجوع إلى مدكنة األكقاؼ ،نجدىا قد اعتبرت في مادتها 14أف كقف الشخص على
نفسو باطل ،كفي حالة الوقف على الذكور من أكالد الواقف دكف اإلناث أك العكس أك على
بعض أكالده دكف البعض ،فقد اعتبرت الوقف صحيحا لهم جميعا كالشرط باطبل.
كعليو ،فشرط الواقف الحراـ أك المستحيل مردكد ،3كىو ما أكده قرار المجلس
األعلى 1الصادر بتاريخ 13يونيو ،1967حيث كرد في حيثياتو ..." :يجب اتباع شرط
المحبس إذا جاز شرعا".
37
كالسؤاؿ المطركح في ىذا المقاـ ىو :ىل يمكن مخالفة شرط الواقف حتى كلو كاف
جائزا شرعا؟
األصل أف شرط الواقف كنص الشارع ،ما لم يكن مخالفا للكتاب كال للسنة .يقوؿ
القرافي المالكي في ىذا الشأف "يجب اتباع شركط الواقف ...ألنو مالو كلم يأذف في صرفو إال
على كجو مخصوص كاألصل في األمواؿ العصمة .2كلهذا االعتبار نص الفقهاء على كجوب
مراعاة شرط الواقف ،قاؿ الخطيب الشربيني الشافعي ":فصل في أحكاـ الوقف اللفظية.
كاألصل فيها أف شركط الواقف مرعية ،ما لم يكن فيها ما ينافي الشرع ."3كقد استدؿ المالكية
على ذلك بقولو تعالى في اآلية 181من سورة البقرة:
.4
لكن نجد العديد من المجاالت التي سمح الفقهاء فيها باالبتعاد عن شرط الواقف،
كذلك بغرض تحرم النظر كالمصلحة للوقف 5نفسو ،كالمحافظة عليو كاستمرار تنميتو.
كمن بين ىذه المجاالت الوقف على البنين دكف البنات ،كمما جاء في مدكنة اإلماـ
مالك...":ك بالجملة فحرماف النساء من الوقف كالميراث داء قديم عضاؿ قد أعيا الطبيب
المداكم ،فإف ركح الجاىلية الشريرة قد انتظمت العالم قديما كحديثا حتى آثر الرجاؿ أنفسهم
على النساء في الوقف كالميراث ،كتمردكا أيما تمرد على تعاليم الدين اإلسبلمي ،حتى كبارىم
1هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى 540 :حُٜخىٍ رظخٍ٣ن ٝ 1967 ٞ٤ٗٞ٣13حُٔ٘٘ : ٍٞرٔـٔٞػش هَحٍحص حُٔـِْ ح٧ػِٓ– ٠خىس
ح٧كٞحٍ حُ٘و٤ٜش.26 -25:ٙ )1989 -1965( -
ٜٗ 2خد حُي ٖ٣أكٔي رٖ اىٍ ْ٣حُوَحك :٢حٌُهَ٤س .طلو٤ن ٓلٔي كـٝ ٢أكٔي ٓؼ٤ي أػَحد ٓٝلٔي رٞهزِسٓ .طزؼش ىحٍ
حُـَد ح .٢ٓ٬ٓ٩حُٔ٘ش ،1994حُـِء.326 :ٙ ،6 :
ٓ 3لٔي حُوط٤ذ حَُ٘رٓ :٢٘٤ـ٘ ٢حُٔلظخؽ حُٓ ٠ؼَكش ٓؼخٗ ٢أُلخظ حُٜٔ٘خؽٓ ،طزؼش ىحٍ حُلٌَ ،ى ٕٝطخٍ٣ن،
حُـِء.386:ٙ،2:
4حُ.139:ٙ،ّ:ّ ،٢ٔ٣َ٘ٗٞ
ٗ 5خ َٛرٖ ػزي هللا حُٔٔ٤خٕ .ى ٕٞ٣حُٞهقٓ ،وخٍ ٓ٘٘ٓ ٍٞـِش أٝهخف ،حُٔ٘ش حُؼخُؼش ،حُؼيى حُٔخىّ ٍر٤غ ح٥هَ ٞ٤ٗٞ٣ 1425
.39 :ٙ ،2004
38
فقد حرموا بناتهم كقصركا الوقف على أبنائهم ككذلك الميراث ،حذك النعل بالنعل ،كما ذلك
عنا ببعيد ،بل لو كل يوـ ما ال يحصى من الشواىد ،كال حل لهذه المشاكل إال بتقييد تلك
الحرية المطلقة بما ينطبق على غايات الشرع الحكيم كمقاصده النبيلة ،كلو في األكقاؼ
فقط.1كىذا ما جعل العلماء ،رغم اىتمامهم كثيرا بمسألة احتراـ شرط الواقف ،إال أنهم
سمحوا بمخالفتو إذا توفرت مصلحة معتبرة تقتضي المخالفة ،كىو ما عبر عنو الشيخ أبو زىرة
بقولو :تجوز مخالفة إرادة الواقف إذا تم التقيد بأف تكوف في دائرة المصرؼ المنصوص عليو،
كأف تكوف ىناؾ ضركرة للتغيير ،كتنمية األصل مثبل كلو لم يشترطها الواقف.2
كقد شرح شيخ اإلسبلـ ابن تيمية ىذه المسألة حيث قاؿ" :المقصود إجراء الوقف على
الشركط التي يقصدىا الواقف كلهذا قاؿ الفقهاء :إف نصوصو كنصوص الشارع ،يعني في الفهم
كالداللة فيفهم مقصود ذلك من كجوه متعددة كما يفهم مقصود الشارع".3
كالحاصل من ىذا كلو أف الوقف شرع للتقرب إلى اهلل ،كمخالفة شرط الواقف يجب
الرجوع فيها إلى مبادئ الشرع ،ألف القاعدة أف الشارع أعلم من الواقفين بما يتقرب بو الى اهلل
تعالى.4
1أكٔي حرَح ْ٤ٛريٝٝ ،ح َٛػ٬ء حُي ٖ٣أكٔي ارَحٞٓٞٓ ،ْ٤ٛػش أكٌخّ حُٞهق ػِ ٠حٌُٔحٛذ حٍ٧رؼش ،حُٔطزؼش :حٌُٔظزش
ح٣َُٛ٧ش ُِظَحص ،ى ًًَ ٕٝحُطزؼش.123:ٙ،
ٓ 2لٔي أرَُٛ ٞسٓ :لخَٟحص ك ٢حُٞهقٓ ،طزؼش ىحٍ حُلٌَ حُؼَر٤ش رخُوخَٛس ،حُٔ٘ش.142 :ٙ ،1391:
3حرٖ ط٤ٔ٤ش أكٔي رٖ ػزي حُٔٓ :ّ٬ـٔٞع كظخ ٟٝارٖ ط٤ٔ٤ش ،حُـِءٓ ،31:طزؼش ىحٍ حُلٌَ ،حُٔ٘ش .361ٙ ،1983
4طو ٢حُي ٖ٣ارٖ ط٤ٔ٤ش :حُلظخ ٟٝحٌُزَ.266:ٙ،ّ:ّ،ٟ
39
املبحح ايجاْ :ٞاملٛقٛف عًٚ ٘ٝاملاٍ املٛقٛف
يجب من أجل إنشاء الوقف إنشاءا صحيحا ،باإلضافة إلى ما سبق ،أف يحدد الواقف
الموقوؼ عليو المستفيد من الوقف ،كما يجب أف يكوف ىناؾ ماؿ موقوؼ ىو محل تصرؼ
الواقف ،كقد حددت مدكنة األكقاؼ الشركط الواجب توافرىا في كل من الموقوؼ عليو
(المطلب األكؿ) كالماؿ الموقوؼ (المطلب الثاني).
الموقوؼ عليو ىو المستفيد من الوقف كالمستحق لريعو أك منفعتو بحسب األحواؿ ،كال
يصح الوقف إال إذا توفرت في الموقوؼ عليو بعض الشركط كىي:
ايفكس ٠األٚىل :إٔ ٜه ٕٛاملٛقٛف عً ٘ٝمما جيٛش صسف َٓفع ١املاٍ املٛقٛف
1
يفا٥دت٘
األصل في الوقف أنو تبرع غايتو التقرب إلى اهلل تعالى طمعا في غفرانو كرضوانو.
يقوؿ ابن قدامة في كتاب المغني" :إذا لم يكن الوقف على معركؼ أك بر فهو باطل " 2كالبر
اسم جامع للخير كأصلو الطاعة هلل تعالى ،كالمراد اشتراط معنى القربة في الصرؼ إلى
الموقوؼ عليو ،ألف الوقف قربة كصدقة ،فبلبد من كجودىا فيما ألجلو الوقف إذ ىو
المقصود ،3مثل الوقف على الفقراء أك على المساجد كالمدارس كغيرىا .كبالتالي ال يصح
الوقف على أية جهة يحرـ صرؼ فوائد الوقف فيها ألنو من باب التعاكف على المنكر الذم
ٌٛ 1ح ٓخ أٗخٍص اُ ٚ٤حُٔخىس ٓ ٖٓ 11يٗٝش حٝ٧هخف رٜٜ٘خ حُظخُٜ٣" :٢ق حُٞهق ػِٓ ًَ ٠خ ٣ـَٛ ُٞف ٓ٘لؼش حُٔخٍ
حُٔٞهٞف ُلخثيط."ٚ
2حرٖ هيحٓش حُٔويٓ :٢حُٔـ٘.239 :ٙ ،ّ .ّ :٢
ٛٝ 3زش حُِك :٢ِ٤حُٛٞخ٣خ ٝحٝ٧هخف ك ٢حُلو ٚح ،٢ٓ٬ٓ٩ىحٍ حُلٌَ حُٔؼخ َٛرَٝ٤ص ُز٘خٕ.169:ٙ ،
40
نهى اهلل عنو في قولو تعالى:
.1
3
كيصح الوقف على الموجود كالمعدكـ كالمجهوؿ كالمسلم كالذمي 2كالقريب كالبعيد
كلهذا أشار إبن عاصم في التحفة بقولو:4
كما يجوز الوقف على شخص اعتبارم إذا تأسس ألغراض البر كاإلحساف أك تنمية
التربية كالثقافة كما إلى ذلك من األغراض المشركعة ،كال يهم أف تكوف الجهة الموقوؼ عليها
جهة خاصة أك عامة.
اتفق جمهور الفقهاء على أف الوقف ال يعد صحيحا إال إذا كاف الموقوؼ عليو أىبل
للتملك حقيقة أك حكما .ألف الوقف يترتب عليو حق الموقوؼ عليو في االنتفاع بغلة الوقف،
لكن ال يشترط فيو أف يكوف معينا بل يجوز أف يكوف غير معين ال بالشخص كال بالصفة ،كلكن
قابل للتعيين ،كفي ىذه الحالة األخيرة ،يبقى للمحبس الحق في تعيينو ما داـ حيا ،فإذا قاؿ
كقف كلم يعين الموقوؼ عليو حتى مات ،عاد الوقف إلى األكقاؼ العامة كىو ما أشارت إليو
المادة 12من مدكنة األكقاؼ" :يجوز أف يكوف الموقوؼ عليو معينا حاؿ إنشاء الوقف إما
بذاتو أك بصفتو ،كيجوز أف يكوف قاببل للتعيين .كفي حالة ما إذا لم يعين الواقف الموقوؼ
41
عليو ،كقت إنشاء الوقف جاز لو تعيينو طيلة حياتو ،فإذا مات كلم يعينو عاد الوقف إلى
األكقاؼ العامة".
كما ال يشترط في الموقوؼ عليو أف يكوف موجودا كقت إنشاء العقد ،بل يجوز أف
يكوف موجودا أك منتظر الوجود كمن سيولد ،كعلى ىذا نصت المادة 13من المدكنة " :يمكن
أف يكوف الموقوؼ عليو موجودا كقت إنشاء الوقف أك سيوجد مستقببل" .كفي حالة عدـ
تحقق كجوده يحدد الواقف جهة أخرل لصرؼ منفعة الماؿ الموقوؼ".
الماؿ 1ىو كل عين مباحة ككل حق لو قيمة مادية في التعامل ،2كىذا معناه أف الماؿ ىو
كل متقوـ يبيح الشرع االنتفاع بو في حالة االختيار ،ككاف في حوزة الواقف.3
كبناءا عليو ،فالماؿ المتقوـ غير المباح ال يجوز كقفو ،4كما أف المباح غير المتقوـ ال يمكن
كقفو كذلك.
كحسب المادة 16من المدكنة فإنو " :يجوز كقف العقار كالمنقوؿ كسائر الحقوؽ األخرل".
فمن خبلؿ ىذه المادة يتبين أف الماؿ الموقوؼ قد يكوف عقارا أك منقوال مع ما قد يتصل بهما
من الحقوؽ القابلة للتفويت.
1حُٔخٍ ك ٢حُِـش ٓ ٞٛ :خ ٌِٚٔ٣حٔٗ٩خٕ ٖٓ ًَ ٗ٢ءٝ .ك ٢حُلوٓ ًَ :ٚخ ٌٖٔ٣إٔ ٌِٚٔ٣حٔٗ٩خٕ ٘٣ٝظلغ ر ٚػِٝ ٠ؿٓ ٚؼظخى،
ٓٞحء ًخٕ ًِٓٔٞخ رخُلؼَ ،أً ٝخٕ هخرُِ ٬ظِٔي ًخُط َ٤ك ٢حُٜٞحء ٝحُٔٔي ك ٢حُٔخء.
ٔٗٝظ٘ظؾ ٖٓ ٌٛح إٔ حُٔخٍ ٣طِن ػِ ٠ح٤ٗ٧خء حُظ ٢طو ، ّٞرٔؼ٘ ٠إٔ ًَ ٓخٍ ٣ؼظزَ ٗ٤جخ ،ك ٢ك ٖ٤أٗ٢ٗ ًَ ْ٤ُ ٚء ٣ؼظزَ
ٓخ٘ٛ ٕ٧ ،٫خى أٗ٤خء ٫طًٌِٞٔٓ ٕٞش ٗ ١٧و ٫ٝ ،ٚطٌٟٞٞٓ ٕٞع حُلن حُٔخًُُٝ ،٢ي ًخُْ٘ٔ ٝحُٜٞحء ٝحُ٘٣ُِِٔ .ٍٞي
ٖٓ حُظل َ٤ٜأٗظَ:
ٓلٔي حرٖ ٓؼـ :ُٞحُلوٞم حُؼ٤٘٤ش ك ٢حُلو ٚحٝ ٢ٓ٬ٓ٩حُظو٘ ٖ٤حُٔـَر ،٢ى ًًَ ٕٝحُطزؼش،
حُٔ٘شٓٝ 17ٙ،1990:خ رؼيٛخ.
ٓ 2لٔي ِٗ٤ق .طٌ ٖ٣ٞحُٞهق كٟٞ ٢ء هَحءس ٓ٤ظٞىُٞٝؿ٤ش.211 :ٙ ،ّ :ّ ،
٤ُٝ 3ي ٍٓ٠خٕ ػزي حُظٞحد .128 :ٙ ،ّ،ّ :
ٓ ٌٖٔ٣ ٫ 4ؼٝ ٬هق ػوخٍ ُٓ ٌٕٞ٤لُِ ٬ؤخٍ أُِ ٝيػخٍس أ ٌٕٞ٣ ٝكخٗش ُز٤غ حُؤَ.
42
ايفكس ٠األٚىلٚ :قف ايعكاز
العقار ىو المثاؿ األكؿ لؤلمواؿ التي يجوز تحبيسها ،كيقصد بو ما يعرؼ عند الفقهاء
باألصل ،1كفي ىذا الصدد جاء في تحفة ابن عاصم " :الحبس جائز في األصوؿ" كمن ذلك
األراضي غير المزركعة ،كالبساتين ،كالرباع ،كالحوانيت ،كاألرحية ،كالمساجد ،كالمقابر،
كاآلبار ،كالمصانع ،كنحو ذلك.2
كالعقار بهذا المعنى يجب أف يكوف معلوما ،كأعني بذلك أف على الواقف أف يعين الماؿ
الموقوؼ إف كاف عقارا تعيينا كافيا مانعا للجهالة ،من حيث موقعو ،كحدكده ،كمساحتو ،كرقم
رسمو ،إف كاف محفضا ،أك رقم مطلبو إف كاف في طور التحفيظ ،3كما اتفق جمهور الفقهاء من
مالكية كحنابلة كشافعية ،4أف الماؿ الموقوؼ إف كاف عقارا يجب أف يكوف مفرزا ألف حيازة
الماؿ الموقوؼ من طرؼ الموقوؼ عليو شرط لجواز الوقف.
1أٛزق ٓيُ ٍٞحُؼوخٍ ٣ ٫وظِق ًؼَ٤ح ر ٖ٤حُلو ٚحٝ ٢ٓ٬ٓ٩حُوخٗ ٕٞحُٟٞؼ ،٢كلٔذ حُلو ٚح٣ ٢ٓ٬ٓ٩طِن حُؼوخٍ ػِ٠
ح ٍٝ٧حُوخُ٤ش ٖٓ حُز٘خء ،ك ٢ك ٖ٤ططِن ًِٔش أ َٛػِ ٠حٓٝ ٍٝ٧خ رٜخ ٖٓ ر٘خء ٗٝـَٝ ،ؿٔؼ ٚأ٘٣ٝ ، ٍٞٛؤْ اُ٠
ٍرخع ٝػوخٍ كخَُرخع ؿٔغ ٍرغ ٞٛٝحْٓ ٌَُ ٓخُ ٚػظزش أ ١ك ٚ٤حُز٘خءٝ .حُؼوخٍ حْٓ ُ ٍٝ٨حُوخُ٤ش ٖٓ حُز٘خء ٓؼَ حُز٬ى
ٝحُـ٘خٕ ٣ٝ.طِن حُؼوخٍ ػِ ٠ؿٔ٤غ ح َٟ٣ٝ .ٍٞٛ٧رؼ ٞحُلو ٚإٔ حَُ٘٣ؼش ح٤ٓ٬ٓ٩ش كَٜص حُٜلش حُؼوخٍ٣ش رخٍٝ٧
ٝكيٛخ ىٓ ٕٝخ ػِٜ٤خ ٖٓ ر٘خء أ ٝؿَّ ٓؼظزَس ا٣خٛخ ٖٓ حُٔ٘و٫ٞص.
أٓخ حُٔخىس ٓ ٖٓ 5يٗٝش حُلوٞم حُؼ٤٘٤ش كبٜٗخ ط٘ ٚػِ ٠إٔ ":ح٤ٗ٧خء حُؼوخٍ٣ش آخ ػوخٍحص رطز٤ؼظٜخ أ ٝػوخٍحص رخُظوٚ٤ٜ
"ٝ.حُؼوخٍ رطز٤ؼظ ٚكٔذ حُٔخىس ٗ ٖٓ 6لْ حُوخٗ٢ٗ ًَ ٞٛ ":ٕٞء ٓٔظوَ رل ِٙ٤ػخرض كٗ ٌٖٔ٣ ٫ ٚ٤وِ ٖٓ ٚى ٕٝطِق أٝ
طـ َ٤٤ك٤ٛ ٢جظ ،"ٚك ٢ك ٖ٤إٔ حُؼوخٍ رخُظو ٚ٤ٜكٔذ حُٔخىس ٞٛ ":7حُٔ٘و ٍٞحٌُ٠٣ ١ؼٓ ٚخٌُ ٚك ٢ػوخٍ ٍٛ ٌِٚٔ٣يح
ُويٓش ٌٛح حُؼوخٍ ٝحٓظـ ،ُٚ٬أِ٣ ٝلو ٚر ٚرٜلش ىحثٔش"٣ُِِٔ .ي ٖٓ حُظل َ٤ٜكٓ ٍٞل ّٜٞحُؼوخٍ ٝطٔ ِٙ٤٤ػٖ حُٔ٘و ٍٞأٗظَ:
أر ٞحُ٘ظخء رٖ حُلٖٔ حُـخُ ١حُلٔ ،٢٘٤حُ٘ َ٤ٜرخُٜٜ٘خؿٞٓ :٢حٛذ حُو٬م ػَِٗ ٠ف حُظخٝى٤ٓ٬ُ ١ش حُِهخم ،حُطزؼش
حُؼخٗ٤ش ،حُٔ٘ش.199ٙ،1955:
ٓؤٓ ٕٞحٌُِرَ :١حُظَ٘٣غ حُؼوخٍٝ ١حُٔ٠خٗخص.7:ٙ،ّ،ّ ،
ػزي حَُُحم أكٔي حُٔ٘ :١ٍٜٞحُ ٢٤ٓٞكَٗ ٢ف حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ،٢حُـِء حُؼخٖٓ ،ىحٍ حُ٘٠ٜش حُؼَر٤ش رخُوخَٛس،
حُٔ٘شٓٝ 11:ٙ ،1967:خ رؼيٛخ.
ٓ 2لٔي ِٗ٤ق.212 :ٙ ،ّ،ّ :
ٓ 3خٓق ػخ١ق حُِ.295 -294 :ٙ ،ّ.ّ ،ٖ٣
4رو٬ف حُل٘ل٤ش حٌُ٘٣ ٫ ٖ٣ظَٓ ٕٞ١ؼَ ٌٛح حَُ٘ ٖٓٝ ،١ػٔش كبٗ٣ ٚـ ُٞػ٘يٝ ْٛهق حُٔ٘خع ٕ٧حُظِٔ ْ٤ُ ْ٤رَ٘١
ػ٘ي.ْٛ
43
لكن السؤاؿ المطركح في ىذا الصدد ىو :ىل يجوز كقف حصة في عقار مشاع؟
بالرجوع إلى أقواؿ الفقهاء ،نجد أف الجمهور ،باستثناء المالكية ،يجيزكف كقف حصة في
عقار مشاع سواء كاف ىذا األخير يحتمل القسمة أك ال ،1فبالنسبة للمالكية فإنو ال يجوز ذلك
عندىم إال إذا كاف الملك المشاع يقبل القسمة.2
أما إذا كاف غير قابل للقسمة كالفرف كالحماـ كالدار فبل يصح إال بإذف الشركاء.3
لكن إذا جاز للواقف كقف حصتو في العقار المشاع القابل للقسمة كفق المذىب
المالكي ،ىل يبقى لو حق ممارسة الشفعة إذا باع أحد الشركاء حصتو في العقار المشاع ذاتو ؟
كإذا كانت المنفعة في الوقف تنتقل إلى الموقوؼ عليو ،ىل يحق لهذا األخير ممارسة الشفعة
كذلك كلما كانت لو مصلحة في ذلك؟
بالنسبة لحق الواقف في ممارسة الشفعة انقسم رأم الفقو بشأنها إلى قسمين:
الرأم األكؿ :4يقوؿ بجواز شفعة الواقف لما بيع من العقار الذم كاف شريكا فيو
بالحصة التي أكقفها ،إال أنو يشترط أف تمارس ىذه الشفعة لمصلحة الموقوؼ ذاتو.
الرأم الثاني :5يرل أف تحبيس الواقف لنصيبو في عقار مشاع يجعل ما حبسو خارجا
عن ملكو كلذلك ال يبقى لو الحق في ممارسة الشفعة في ذلك العقار ،ألنو لم يعد
شريكا فيو.
44
كفي ىذا يقوؿ ابن عاصم في التحفة:1
كقد قضى المجلس األعلى سابقا 2في قرار لو بتاريخ 4مارس 1980بما يلي" :ال تقبل
الشفعة في عقد تبرع ما لم يطعن فيو بشبهة بيع أك معاكضة".
أما بخصوص أحقية الموقوؼ عليو للمطالبة بشفعة الحصة المبيعة ،فالثابت أف ليس لو
الحق للمطالبة بها ألنو ليس شريكا في الرقبة مع البائع ،كإنما يستحق المنفعة ،فقط كالشفعة
ال تكوف إال للشريك في األصل كال عبرة للشريك بالمنفعة. 3
كىنا يواجهنا سؤاؿ آخر ذك أىمية ىو :ىل يمكن قسمة الوقف قسمة بتية؟
بالرجوع إلى أغلب اآلراء الفقهية ،التي تناكلت ىذه المسألة نجدىا متفقة على عدـ
قسمة أعياف الوقف قسمة بتية 4كىذا ما أكده المجلس األعلى 5في قراره عدد 83:الصادر
بتاريخ فبراير 1998حيث كرد في تعليلو ما يلي " :إذا ثبت التحبيس فإف الحبس ال يمكن
تفويتو كال قسمتو قسمة بتية ألف ذلك يتنافى مع طبيعة الحبس الذم ىو تمليك المنافع كليس
تمليك الثركات".
َٗ 1ف حُظللشُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.141:ٙ،ّ،ّ ،٢١
2هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػٍِ ٠هْ 149:ك ٢حُِٔق حَُ٘ػ ٢ػيى 6879:رظخٍ٣ن ٓ 4خٍّ ٍٞ٘٘ٓ ،1980رٔـِش هَحٍحص
حُٔـِْ ح٧ػِٓ ٠خىس ح٧كٞحٍ حُ٘و٤ٜش ،حُٔ٘ش.152-151 :ٙ ،1989-1965 :
ٓ 3لٔي حرٖ ٓؼـ.68 :ٙ ،ّ:ّ ،ُٞ
٢ًُ 4حُيٗ ٖ٣ؼزخٕ ٝأكٔي حُؼظي :ٍٝأكٌخّ حُ٤ٛٞش ٝحَُٔ٤حع ٝحُٞهقٌٓ ،ظزش حُل٬ف ،حُطزؼش :ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش:ٙ ،1984 :
.585
5هَحٍ ػيىِٓ ،83 :ق َٗػ ٢ػيى ٛ 96/601:يٍ رظخٍ٣ن 10كزَح ٍٞ٘٘ٓ ،1998 َ٣رٔـِش حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى 52:
.146 :ٙ ،1998 ُٞ٤ُٞ٣
45
من ىنا يتبين أف الموقوؼ عليهم ال يملكوف سول عنصر المنفعة ،كبذلك ال يستطيعوف
إال إجراء قسمة نفع أم قسمة المهايأة المكانية أك الزمانية.1
كما نجد ما يماثل ىذه الحقوؽ العينية األصلية كىو ما يعرؼ بالحقوؽ العرفية اإلسبلمية
كالجزاء كاالستئجار كالجلسة كالزينة ،باستثناء الحق في الهواء الذم اعتبرتو مدكنة األكقاؼ
في مادتها 104حقا خالصا لؤلكقاؼ العامة.5
ٓ 1لٔي حٌُ٘ز :ٍٞحُؤٔش حُو٠خث٤شٓ ،طزؼش حُ٘ـخف حُـي٣يس رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُٔ٘ش.67 :ٙ ،1996 :
َٗ 2ف حُظللشُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.259:ٙ،ّ،ّ ،٢١
3هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيىِٓ 1289 :ق ػوخٍ ١ػيى ٛ 84/4746:يٍ رظخٍ٣ن 21ىؿ٘زَ ٍٞ٘٘ٓ ،1986رٔـٔٞػش
هَحٍحص حُٔـِْ ح٧ػِٓ ٠خىس ح٧كٞحٍ حُ٘و٤ٜش ،حُٔ٘ش.149:ٙ 1992/1983 :
ً 4لن حُٔطل٤ش ٝكن حٌَُحء حُط َ٣ٞحٓ٧ي ٝكن حٗ٫ظلخع.
5ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 104حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٫" :٢ِ٣طَ٘ٔ حُلوٞم حُؼَك٤ش حُٔ٘٘ؤس ػِ ٠أٓ٬ى ٝهل٤ش ػخٓش حُلن ك ٢حُٜٞحء،
٣ٝؼظزَ ٌٛح ح٧ه َ٤كوخ هخُٜخ ُٝ٨هخف حُؼخٓش".
46
ايفكس ٠ايجاْٚ :١ٝقف املٓكٍٛ
قد يقع الوقف على ما ىو ثابت كالعقارات من مساجد كمزارع كغيرىا ،كقد يقع على ما
ىو منقوؿ كوقف الكتب كالعتاد كما إلى ذلك مما يمكن نقلو ،أك تحويلو من مكاف آلخر مع
بقاء ىيئتو كشكلو.1
كاألصل في جواز كقف المنقوؿ ما ركاه أبو ىريرة رضي اهلل عنو ،أف النبي صلى اهلل عليو
كسلم قاؿ " :2من احتبس فرسا في سبيل اهلل إيمانا باهلل ،كتصديقا بوعده ،فإف شبعو ،كريو،
كركثو ،كبولو ،في ميزانو يوـ القيامة".
كمػ ػ ػ ػ ػػن أمثلػ ػ ػ ػ ػػة المنقػ ػ ػ ػ ػػوالت التػ ػ ػ ػ ػػي يمكػ ػ ػ ػ ػػن تحبيسػ ػ ػ ػ ػػها :القػ ػ ػ ػ ػػيم المنقولػ ػ ػ ػ ػػة 3سػ ػ ػ ػ ػػواء
المقيدة في جدكؿ أسعار البورصة ،أك سندات الديوف القابلة للتداكؿ،4
1حُٔ٘وٓ ٞٛ ٍٞخ ػيح حُؼوخٍ ٖٓ ًَ ٗ٢ء ٗ ٌٖٔ٣وٌِٓ ٖٓ ٚخٕ اُ ٠آهَ رخٓظؼ٘خء حُٔ٘و٫ٞص حُظ٣ ٢وٜٜٜخ ٓخٌُٜخ ٓ٫ظـٍ٬
ػوخٍ٘٣ٝ ،ٙؤْ آُ ٠خ :٢ِ٣
حُٔ٘و ٍٞرلٔذ ١ز٤ؼظ٢ٗ ًَ ٞٛ :ٚء ٗ ٌٖٔ٣وٌِٓ ٖٓ ٚخٕ اُ ٠آهَ ى ٕٝإٔ ٤ٜ٣ز ٚطِقٞٓ ،حء ًخٕ ٘٣ظوَ ر٘لٔٚ
ًخُلٞ٤حٕ ،أ ٝرـً َٙ٤خ٧ىٝحصٓ ،خُْ طٌٖ هي ٍٛيص ٖٓ هزَ ٓخٌُٜخ ُويٓش ػوخٍ ،ٙك٤غ طٜزق ك٘٤جي ػوخٍح
رخُظو.ٚ٤ٜ
حُٔ٘و ٍٞرلٔذ حُٔآٍ ٞٛ :ػوخٍ رلٔذ ح ٚٗ٧ َٛ٧ػزخٍس ػٖ أٗ٤خء ػخرظش٤ٗ ٌُٖٝ ،ش حُٔظؼخِٓ ٖ٤ر٘ؤٜٗخ طَٜ٘ف اُ٠
كِٜٜخ ػٖ ٌٓخٜٗخًُٝ ،ي ًٔخ ٞٛحُلخٍ رخُ٘ٔزش ُِز٘خء حٌُ٣ ١ز٤ؼٛ ٚخكز٣ ُٖٔ ٚؤهٌ أٗوخ.ٟٚ
ٌُٖ ُِ٘ ٌٖٔ٣ ٫و ٚإٔ ٣ؼظزَ ٗ٤جخ ٓ٘و ٫ٞرلٔذ حُٔجخٍ رٔـَى اٍحىط ٚحُٔ٘لَىس ،رَ ٫ري ٖٓ اطلخم حُٔظؼخهي ٖ٣ػًُِ ٠ي.
أٗظَ ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل:َ٤ٜ
ٓلٔي ارٖ ٓؼـ :ُٞحُلوٞم حُؼ٤٘٤ش ك ٢حُلو ٚحٝ ٢ٓ٬ٓ٩حُظو٘ ٖ٤حُٔـَر.44/43:ٙ،ّ،ّ،٢
2حُ.104:ٙ،ّ،ّ:٢ٔ٣َ٘ٗٞ
3حُو ْ٤حُٔ٘وُٞش أ ٝحٍٝ٧حم حُٔخُ٤ش ٢ٛػزخٍس :ػٖ أىٝحص أٓ ٝـخ٫ص حٓظؼٔخٍ ٝطِٔ٣ٞ١ َ٣ٞش ٝهَ٤ٜس ح٧ؿَ ٣ظْ حُظيحٍٝ
ػِٜ٤خ كٞٓ ٢م ٓ٘ظْ هخ ٙرٜخ ٠ٔٔ٣رٔٞم حٍٝ٧حم حُٔخُ٤ش ،أ ٝرٍٛٞش حٍٝ٧حم حُٔخُ٤ش ٝرٔؼ٘ ٠آهَ ":٢ٛأىٝحص
حٓ٫ظؼٔخٍ حُٔخُ ٢ٛٝ ٢طؼي أٓ ٫ٞٛخُ٤ش ٖٓ ٝؿٜش ٗظَ حُٔٔظؼَٔ ٖ٣كٜ٤خ ٌٙٛٝ ،حٍٝ٧حم ٌٞٛ ٢ٛى أٔٓ ٝظ٘يحص طؼط٢
ُلخِٜٓخ أٛ ٝخكزٜخ حُلن ك ٢حُل ٍٜٞػِ ٠ػخثي ٓليى ٓٔزوخًٔ ،خ أٜٗخ ط ٖٔ٠كن أٛلخرٜخ ك ٢حٓظَىحى حُؤ٤ش حُٔوخرِش ُٜخ
ك ٢ظَٝف ٓؼ٘٤شًٌُٝ ،ي كن حُظَٜف ك ٢حٍُٞهش ًحطٜخ ك ٢أٝ ١هض.
أٗظَ ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظلٜٓ :َ٤ٜطلٓٞ٣ ٠ق ًخك :٢رٍٛٞش حٍٝ٧حم حُٔخُ٤شٓ ،طزؼش ىحٍ ٓئٓٔش ٍُِٓ ٕ٬طزخػش ٝحَُ٘٘
ٝحُظ٣ُٞغ ريٓ٘ن ،حُٔ٘ش.147:ٙ،2009:
4حُٔ٘يحص ٌٞٛ ٢ٛى ٓظٔخ٣ٝش حُؤ٤ش ٝهخرِش ُِظيح ٍٝرخُطَم حُظـخٍ٣ش ٝ ،طٔؼَ هَٟٝخ ؿٔخػ٤ش هَ٤ٜس أِ٣ٞ١ ٝش ح٧ؿَ،
ٝطٜيٍٛخ حُيُٝش أًَٗ ٝش أ٤ٛ ٝجش ػخٓش أ ٝهخٛشٝ ،طؼوي ػٖ ٣َ١ن حً٫ظظخد حُؼخّ أ ٝحُٔلخٟٝخص حُؼخٓش ر ٖ٤حُٜٔيٍ
()...
47
كالجدير بالذكر أف ىذه المنقوالت متى تم تحبيسها يمكن للموقوؼ عليو أف ينتفع
بفوائدىا كأرباح استغبللها.
لكن اإلشكاؿ يطرح إذا كاف الماؿ الموقوؼ عبارة عن نقود أك طعاـ على اعتبار أف ىذه
األخيرة ال يمكن االنتفاع بها إال باستعمالها .كىو ما أكده الونشريسي بقولو " :إف التحبيس
إنما يصح فيما ينتفع بو مع بقاء ذاتو كاألرض كالدار كالدابة كما أشبو ذلك .أما مثل الطعاـ
الذم ال ينتفع بو إال مع ذىاب ذاتو فليس ىذا حبس كإنما ىو ىبة أك صدقة".
كأظن أف اإلشكاؿ الذم يطرحو تحبيس مثل ىذه المنقوالت قد تم تجاكزه عندما نصت
مدكنة األكقاؼ في مادتها 16على جواز كقف المنقوؿ ،كاللفظ ىنا يفيد العموـ ،بمعنى جواز
تحبيس جميع أنواع المنقوالت ،كبهذا يكوف المشرع قد حسم الخبلؼ الحاصل في جواز
كقف بعض المنقوالت دكف البعض ،كحسنا فعل ألف ىذا يجعل األكقاؼ تسترجع دكرىا
الريادم للتخفيف من الضوائق االجتماعية ،كالمساىمة في التنمية االقتصادية بكل أشكالها.
ٝحُٔوَ٣ٝ. ٝل َٜحٌُٔظظز ٕٞك ٢حُٔ٘يحص ػِ ٠كخثيس ػخرظش رـ ٞحُ٘ظَ ػٔخ اًح ًخٗض حًَُ٘ش طلون أٍرخكخ أ ٝطِلن رٜخ
هٔخثَ.
ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل َ٤ٜك ٍٞحُٔ٘يحص حُوخرِش ُِظيحٝ ،ٍٝأٗٞحػٜخ ٝحُ٘ظخثؾ حُٔظَطزش ػٖ اٛيحٍٛخ أٗظَ:
ٓ ١ُٞػيُٗ ٢خٗيٓ :ويٓش ك ٢ح٫هظٜخى حُ٘ويٝ ١حَُٜٔكٓ ،٢طزؼش ٍٓ٘٘ٞحص حُلِز ٢حُلوٞه٤ش رزَٝ٤ص،
حُٔ٘شٓٝ 188:ٙ،2005:خ رؼيٛخ.
َٗ 1ف حُظللشُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.244:ٙ،ّ،ّ ،٢١
48
49
انطلق المشرع المغربي في تناكلو للشركط الشكلية لقياـ الوقف العاـ قياما صحيحا ،من
قاعدتين أساسيتين:
أكلهما :تركيزه على الوحدة الموضوعية كالعبلقة التبلزمية بين الكتابة كالشهادة ،كىو ما
دفع بو إلى التنصيص على ضركرة اإلشهاد على إقرار الواقف لوقفو كتابة ،كأكد على أف ىذه
الكتابة يجب أف تكوف من حيث المبدإ كثيقة عدلية رسمية ،لكن في حالة الضركرة يمكن
االكتفاء بوثيقة الوقف الموقعة من قبل الواقف ،كالمصادقة على صحة توقيعو (المبحث
األكؿ).
ثانيهما :الوقف باعتباره تصرؼ شكلي ،يستوجب -من حيث المبدإ -حوز الماؿ
الموقوؼ قبل حصوؿ المانع ،كالحكمة من ذلك أف الوقف تبرع يستدعي إخراج الماؿ
الموقوؼ من يد الواقف بدكف عوض ،كفي ذلك ضرر محتمل بالغير الذم قد تنشأ لو حقوؽ
على ىذا الماؿ ،لهذا قيد المشرع المغربي 1الواقف بضركرة إخراج الماؿ الموقوؼ كحوزه من
طرؼ الموقوؼ عليو ،ألف الوقف يقع باطبل إذا كقع الحوز بعد حصوؿ المانع .2كفي ىذا
يقوؿ ابن رشد الجد" :إنما كانت الحيازة من شرط الهبة كالصدقة ،ألنهما لو أجيزا دكف حيازة
لكاف ذلك ذريعة إلى أف ينتفع اإلنساف بمالو طوؿ حياتو ثم يخرجو من كرثتو بعد كفاتو ،كذلك
ممنوع ألف اهلل فرض الفرائض ألىلها كتوعد على تعديها فقاؿ:
1ط٘ٓ ٚيٗٝش حٝ٧هخف كٓ ٢خىطٜخ 24ػِٓ ٠خ ٘٣ " :٢ِ٣ظَُٜ ١لش حُٞهق َٗ١خٕ -.... :ك ُٞحُٔخٍ حُٔٞهٞف هزَ كٍٜٞ
حُٔخٗغ"....
2ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 33حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ " :٢ِ٣اًح طٞك ٢حُٞحهق هزَ إٔ ٣ل ُٞحُٔٞهٞف ػِ ٚ٤حُٔخٍ حُٔٞهٞف كُٞح ٛل٤لخ،
رطَ حُٞهق ٓخ ُْ ٣طخُذ ر ٚك ٢ك٤خس حُٞحهق.
ٝاًح طٞك ٢حُٔٞهٞف ػِ ٚ٤هزَ إٔ ٣ل ُٞحُٔخٍ حُٔٞهٞف كُٞح ٛل٤لخ حٗظوَ حٓ٫ظلوخم اُ ٚ٤ِ٣ ٖٓ ٠إ ٝؿيٝ ،ا ٫ػخى حُٔخٍ
حُٔٞهٞف اُ ٠حٝ٧هخف حُؼخٓش".
50
كبذلك كرد الخبر أيضا عن
أبي بكر الصديق كعمر ابن الخطاب كعثماف ابن عفاف( "1المبحث الثاني).
حسب الفقرة األكلى من المادة 25من مدكنة األكقاؼ ،فإف اإلشهاد على الوقف ال
يتلقاه إال العدلين المنتصبين لئلشهاد ،2كفي ىذا السياؽ يقوؿ الشاعر:3
ٓ 1لٔي حرٖ ٍٗي :حُٔويٓخص حُٜٔٔيحص :طلو٤ن ٓؼ٤ي أكٔي أػَحد ،ىحٍ حُـَد ح :٢ٓ٬ٓ٩حُـِء.411/410 :ٙ ،2 :
2ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 27حُوخٗ 16-03 ٕٞحُٔظؼِن روطش حُؼيحُش حُٜخىٍ ح َٓ٧رظ٘ل ٌٙ٤رخُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق ٍهْ ،1.06.56
حُٔئٍم كٓ 15 ٢لَّ 1427حُٔٞحكن ٍ 14كزَحٝ ،2006َ٣حُٔ٘٘ ٍٞرخُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش ٍهْ 5400 :حُٜخىٍس رظخٍ٣ن:
كخطق ٛلَٞٓ1427حكن ٍٓ 2خٍّ.2006ػِٓ ٠خ ٣ ":٢ِ٣ظِو ٠حُٜ٘خىس ك ٢إٓ ٝحكي ػي٘ٓ ٕ٫ظٜزخٕ ُٜٗ٪خى.
ؿ َ٤أٗٞٔ٣ ٚؽ ُِؼيُ ٖ٤ػ٘يٓخ ٣ظؼٌٍ ػِٜٔ٤خ طِو ٢حٜٗ٩خى ٓؼ٘ ٠ك ٢إٓ ٝحكي ،إٔ ٣ظِو٤خ٘ٓ ٙلَى ٖ٣ربًٕ ٖٓ حُوخ ٢ٟك ٢آٓخى
ٓظلٞطش ،ا ٫اًح ٜٗض ٓوظ٤٠خص هخٛش ػِ ٠ه٬ف ًُي.
اًح طؼٌٍ حُل ٍٜٞػِ ٠إً حُوخ ٢ٟطؼ ٖ٤ػِ ٠حُؼيُ ٖ٤اٗؼخٍ ٙرٌُي ىحهَ أؿَ ػ٬ػش أ٣خّ ٖٓ طخٍ٣ن حُظِو.٢
٣ـذ ػِ ٠حُؼيُ -ٖ٤ك ٢كخُش حُظِو ٢حُلَى -١إٔ ٜ٘٣خ ػِ ٠طخٍ٣ن طِو ٢حٜٗ٩خى رخُ٘ٔزش ٌَُ ٜٓ٘ٔخٓ ،غ حٗ٩خٍس ىحثٔخ آُ ٠زذ
ًُئً .خ ٣ـذ حُ٘ ٚكِٟ ٢غ حُٔ٬كظخص ػَِٓ ٠حؿغ حُٜ٘خىس رًٌَٔس حُللع ٌَُ ٜٓ٘ٔخ."...
3كٌٛ ٢ح حُٔ٤خم ٣و ٍٞأرٓ ٞلٔي رٖ ػط٤ش ِٓٔ٤ح ر ٖ٤حُٜ٘ٞى حُٔ٘ظٜزٝ ٖ٤ؿ َ٤حُٔ٘ظٜز ":ٖ٤كبٕ ًخٕ ؿ٘ٓ َ٤ظٜذ ٣ـُٞ
ُِٜزُِٝ ٢ؼزي ُِٔٔٝوً ١ٞظزٜخ ،اًح أهخٓٞح كوٜٜخٝ...أٓخ حُٔ٘ظٜذ ٌُظخرظٜخ ك٣ ٬ـ٫ُِٞ ُٞس إٔ ًِْٛٞ٣ا ٫ػي."ٖ٤٤َٟٓ ٫ٝ
حُط٤ذ ُٔ٘ٞحٍ :حُوٞس ح٩ػزخط٤ش ك ٢حُٞػ٤وش حُؼيُ٤ش ،كوٜخ ٝطَ٘٣ؼخ ٝه٠خءٓ ،وخٍ ٓ٘٘ٓ ٍٞـِش حُلوٞم حُٔـَر٤ش ،ػيى
ِٓىٝؽ 3/2:حُٔ٘ش حُؼخٗ٤شٓ ،خ.147:ٙ ،2007 ١
51
كمن المعلوـ أف الوثائق العدلية بما فيها كثيقة التحبيس تشتمل في طليعتها على اسم
عدلي التلقي ،كمكانو مع ذكر تاريخو بالساعة كاليوـ كالشهر كالسنة بالحركؼ كاألرقاـ كفق
التقويم الهجرم مع بياف ما يوافقو من التقويم الميبلدم ،كذلك يوما فيوـ بتتابع الشهادات
حسب ساعات كتواريخ تلقيها.
يضمن العدالف في الشهادة فصولها الجوىرية التي ينتفي معها كل غموض أك إبهاـ،
كيثبتاف بها كل المعلومات كالمستندات التي يتعين استيفاؤىا دكف بياض أك بشر اك إصبلح أك
إقحاـ أك إلحاؽ أك تشطيب إال ما اعتذر عنو بالنسبة لغير البشر ،أما البشر فبل يقبل االعتذار
فيو.
كإذا تعلقت الشهادة بعقار كجب تعيينو ،بذكر اسمو كرقم الصك العقارم إف كاف كرقم
مطلب التحفيظ إف كاف في طور التحفيظ ،كصفاتو ،كمساحتو ،كقيمتو ،كموقعو ،كحدكده ،مع
توضيح ىذه الحدكد بما يميزىا من األشياء الطبيعية أك بكل كسيلة أخرل.
يتعين إذا كاف العقار محفضا أك في طور التحفيظ أف تكوف المعلومات المذكورة في
الشهادة مطابقة لما يتضمنو الصك العقارم أك المطلب مع بياف جميع التحمبلت المذكورة
فيهما.
تحدد باألرقاـ كالحركؼ المساحات التي يجب تعيينها بالمقاييس الرسمية أك المصطلح
عليها ،ككذا األمر بالنسبة للمبالغ المالية.
52
ينص في الشهادة على المستندات البلزمة طبقا للقواعد المعموؿ بها مع ذكر رقمها
كتاريخها كالدائرة التي أقيمت فيها ،كمراجع التسجيل.
يقوـ العدالف بتبلكة مضموف الشهادة فور االنتهاء من إدراجها بمذكرة الحفظ على
المتعاقدين كالشهود كالترجماف عند االقتضاء مع اإلشارة في الشهادة إلى ذلك ،كتوقع من
طرفهم بإمضائهم أك بصمتهم إف تعذر اإلمضاء ،كذلك دكف ترؾ بياض أك مسافة بين
التوقيعات كبين نص الشهادة.
يتعين أف يكوف االعتذار في الشهادة بمذكرة الحفظ قبل التوقيعات ،فإف كقع ما يدعو
إلى االعتذار بعدىا ،كجب أف يكوف قبل انتهاء مجلس اإلشهاد كتعاد التوقيعات.1
كما يجب أف تتضمن كثيقة التحبيس الرسمية اسم المحبس ،كالمحبس عليو،2
كالحبس ،كموضوعو ،كحدكده ،كاإلشهاد عليو ،كمعرفة الشهود لملك المحبس.3
كال تكوف تامة إال إذا كانت مذيلة بخطاب قاضي التوثيق عليها ،الذم يفحصها كيتأكد
من خلوىا من النقص ،كسبلمتها من الخلل لتصبح بذلك كرقة رسمية كحجة قاطعة بقوة
القانوف .4غير أنو يجب على قاضي التوثيق أف يبعث نسخة من المحرر المتضمن للوقف أيا
1أٗظَ ٗ ٚحُٔخىس ٖٓ 19حٍَُٔٓ ّٞهْ ،2.08.378 :حُٜخىٍ كٞٗ ٖٓ 28 ٢حٍ 1429حُٔٞحكن ٍ 28أًظٞرَ ،2008
ٝحُٔظؼِن رظطز٤ن أكٌخّ حُوخٍٗ ٕٞهْ 16.03حُٔظؼِن روطش حُؼيحُشٝ ،حُٔ٘٘ ٍٞرخُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش ػيى 5687 :حُٜخىٍس
رظخٍ٣ن ًٝ 2حُلـش 1429حُٔٞحكن ٍ:كخطق ىٔٔ٣زَ.2008
2طؼظزَ طٔٔ٤ش حُٔلزْ ػِ ٚ٤كٝ ٢ػ٤وش حُظلز ٖٓ ْ٤أ ْٛأًٍخٜٗخ ٌُٖ ،اًح هِض ٜٓ٘خ حُٞػ٤وش ك ٬طزطَ ٌٕٞ٣ٝحُلزْ َٜٓٝكخ
اُ ٠حُلوَحء ٝحُٔٔخً.ٖ٤
ٚٗ 3حُوَحٍ 848حُٜخىٍ ػٖ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠رظخٍ٣ن 2004/3/ 17:ػِ ٠أٗ " ٚرٔوظ ٠٠هٞحػي حُلو ٚحُٔؼٔ ٍٞرٌ٣ ٚل٢
ك٤ٌِٓ ٢ش ح٧كزخّ إٔ ٜ٘٣ي ٜٗٞىٛخ رٔؼَكظُِِٔ ْٜي حٓٔخ ٞٓٝهؼخ ٝرؤٗ ٚكزْ ػِ ٠ؿٜش ٓؼ٘٤ش".
ٚ٘٣ 4حُل ٖٓ 419 َٜهخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص ٝحُؼوٞى ػِ ٠إٔ ":حٍُٞهش حَُٓٔ٤ش كـش هخ١ؼش ،كظ ٠ػِ ٠حُـ َ٤ك ٢حُٞهخثغ
ٝح٫طلخهخص حُظٜ٘٣ ٢ي حُٔٞظق حُؼٔ ٢ٓٞحٌُ ١كٍَٛخ رلُٜٜٞخ كٓ ٢لًُٝ َٙ٠ي اُ ٠إٔ ٣طؼٖ كٜ٤خ رخُِ.ٍٝ
ا ٫أٗ ٚاًح ٝهغ حُطؼٖ ك ٢حٍُٞهش رٔزذ اًَح ٙأ ٝحكظ٤خٍ أ ٝطيُ ْ٤أ٣ٍٞٛ ٝش أ ٝهطؤ ٓخى ١كبٗ ٌٖٔ٣ ٚاػزخص ًُي رٞحٓطش
حُٜ٘ٞى ٝكظ ٠رٞحٓطش حُوَحثٖ حُو٣ٞش حُٔ٘٠زطش حُٔظ٬ثٔش ى ٕٝحكظ٤خؽ اُ ٠حُو٤خّ ريػ ٟٞحُِ.ٍٝ
ٌٖٔ٣ٝإٔ ٣و ّٞرخ٩ػزخص ر ٌٜٙحٌُ٤ل٤ش ًَ ٖٓ حُطَك ٖ٤أ ٝحُـ َ٤حٌُِٜٓ ُٚ ١لش َٓ٘ٝػش".
53
كاف نوعو ،عند مخاطبتو عليو إلى إدارة األكقاؼ ،مصحوبة بالوثائق المثبتة ،كعلى أبعد تقدير
داخل أجل ثمانية أياـ من تاريخ المخاطبة.1
لكن ما حكم الوثيقة الناقصة أك المختلة شكبل كالمخاطب عليها من طرؼ القاضي؟
إذا كاف اإلشهاد على الوقف يتم كتابة من خبلؿ عقد تتوافر فيو الشكليات المتطلبة
شرعا كقانونا ،فإف الفقرة الثانية من المادة 25من المدكنة تنص على أنو " :إذا تعذر تلقي ىذا
اإلشهاد اكتفى استثناءا بوثيقة الوقف الموقعة من قبل الواقف ،مصادقا على صحة توقيعها طبقا
للقانوف".
من خبلؿ ىذه الفقرة ،يتبين أنو في حالة الضركرة التي تحوؿ دكف اإلشهاد على الوقف
كتابة ،يمكن االكتفاء بوثيقة التحبيس العرفية الموقعة من قبل الواقف ،كفي ىذا المعنى كرد
في تبصرة ابن فرحوف أف" :الخط شخص قائم كمثاؿ مماثل تقع العين عليو كيميزه العقل كما
يميز سائر األشخاص كالصور ."2إال أف كثيقة التحبيس الموقعة بخط يد الواقف يجب أف
تكوف مصادقا على صحة توقيعها عن طريق ما يسمى بتصحيح اإلمضاءات ،لتكوف بذلك قيمة
1ط٘ ٚحُلوَس ح٧هَ٤س ٖٓ حُٔخىس ٖٓ 25حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٣....":٢ِ٣ـذ ػِ ٠هخ ٢ٟحُظٞػ٤ن إٔ ٣زؼغ ٗٔوش ٖٓ حُٔلٍَ
حُٔظُِٞ ٖٔ٠هق ،أ٣خ ًخٕ ٗٞػ ٚػ٘ي ٓوخ١زظ ٚػِ ٚ٤اُ ٠اىحٍس حٝ٧هخفٜٓ ،لٞرش رخُٞػخثن حُٔؼزظشٝ ،ػِ ٠أرؼي طوي َ٣ىحهَ
أؿَ ػٔخٗ٤ش أ٣خّ ٖٓ طخٍ٣ن حُٔوخ١زش".
2رَٛخٕ حُي ٖ٣حرَح ْ٤ٛرٖ ػِ ٢رٖ كَك ٕٞحُ٤ؼَٔ :١طزَٜس حُلٌخّ ك ٢أ ٍٞٛح٧ه٤٠ش٘ٓٝ ،خٛؾ ح٧كٌخّ ،حُـِء ،1 :
.284 :ٙ
54
ىذه الوثيقة العرفية ،ال تقل عن قيمة الوثيقة الرسمية ،من حيث ثبوت تاريخها كرسمية التوقيع
محل المصادقة.1
لكن إذا كانت كثيقة التحبيس خالية من توقيع الواقف ،يمكن تطبيق ما قالو ابن عاصم
في التحفة:2
كمعنى ذلك أف صاحب الحق يمكنو إثبات خط الواقف بشاىدم عدؿ على أف الخط
إنما ىو خط المنكر أك الميت ،كىنا يكوف المكتوب حجة تلزـ المنكر أك كرثتو.3
ٌٛ 1ح ٓخ ٗٔظ٘ظـ ٕٞٔ٠ٓ ٖٓ ٚحُل ٖٓ 425 َٜهخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص ٝحُؼوٞى حٌُ ٚ٘٣ ١ػِٓ ٠خ ":٢ِ٣حُٔلٍَحص حُؼَك٤ش
ىُ َ٤ػِ ٠طخٍ٣وٜخ ر ٖ٤حُٔظؼخهيٍٝٝ ٖ٣ػظٝ ْٜهِل ْٜحُوخ ٙكٔ٘٤خ ٣ؼَٔ ًَ ٓ٘ ْٜرخْٓ ٓي.ٚ٘٣
٫ٝطٌ ٕٞىُ ٬٤ػِ ٠طخٍ٣وٜخ كٞٓ ٢حؿٜش حُـ َ٤ا":٫
ّٞ٣ ٖٓ -طٔـِٜ٤خٞٓ ،حء ًخٕ ًُي ك ٢حُٔـَد أّ ك ٢حُوخٍؽ؛
ّٞ٣ ٖٓ -ا٣يحع حٍُٞهش ر٣ ٖ٤يٞٓ ١ظق ٍٓٔ٢؛
ّٞ٣ ٖٓ -حُٞكخس أ ّٞ٣ ٖٓ ٝحُؼـِ حُؼخرض اًح ًخٕ حٌُٝ ١هغ ػِ ٠حٍُٞهش رٜلظٓ ٚظؼخهيح أٗ ٝخٛيح هي طٞك ٢أ ٝأٛزق ػخؿِح
ػٖ حٌُظخرش ػـِح ريٗ٤خ؛
ّٞ٣ ٖٓ -حُظؤٗ َ٤أ ٝحُٜٔخىهش ػِ ٠حٍُٞهش ٖٓ َ١ف ٓٞظق ٓؤً ُٚ ٕٝرٌُي أَ١ ٖٓ ٝف هخٞٓ ،ٝحء ك ٢حُٔـَد أ ٝك٢
حُوخٍؽ؛
-اًح ًخٕ حُظخٍ٣ن ٗخطـخ ػٖ أىُش أهَُٜ ٟخ ٗلْ حُوٞس حُوخ١ؼش.
-اًح ًخٕ حُظخٍ٣ن ٗخطـخ ػٖ حُظٞه٤غ حٌُ٩ظَ ٢ٗٝحُٔئٖٓ حٌُ٣ ١ؼَف رخُٞػ٤وش ٝرٔٞهؼٜخ ٝكن حُظَ٘٣غ حُـخٍ ١ر ٚحُؼَٔ.
٣ٝؼظزَ حُوِق حُوخ ٖٓ ٙحُـ ،َ٤ك ٢كٌْ ٌٛح حُل ،َٜاًح ًخٕ ٣ ٫ؼَٔ رخْٓ ٓي."ٚ٘٣
َٗ 2ف حُظللشُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.101:ٙ،ّ:ّ ،٢١
ٓ 3لٔي رٖ أكٔي ٓ٤خٍس حُلخٓ ،ّ :ّ: ٢حُـِء.66 :ٙ ،1 :
55
املبحح ايجاْ :ٞحٛش املاٍ املٛقٛف قبٌ حص ٍٛاملاْع
إف التبرعات بوجو عاـ تقتضي إخراج محلها من يد المتبرع ،كتمكين المتبرع عليو من
ذلك في حياة األكؿ ،كأم إخبلؿ أك تحايل على ىذه القاعدة يجعل التبرع باطبل.
لذا فالحوز كشرط شكلي لصحة الوقف ،1جاء أكال لنفي التهمة لئبل ينتفع اإلنساف بمالو
خبلؿ عمره كيخرجو عنو كرثتو عند الموت ،2كثانيا لسد الذريعة التي ذكرىا سيدنا عمر ابن
الخطاب رضي اهلل عنو ،3كإظهار عزـ الواقف على تحقيق كاقعة التبرع.
لكن إذا كانت صحة الوقف كتصرؼ شكلي تتوقف على شرط الحوز قبل حصوؿ
المانع ،فإنما يكوف ذلك من حيث المبدإ ،ألف الوقف قد يصح استثناءا -حسب مدكنة
األكقاؼ -كلو لم يتوفر الحوز .فما ىي إذف األحكاـ العامة لهذا الشرط (المطلب األكؿ) كما
ىي حاالتو كصوره (المطلب الثاني).
الحوز حسب الفقرة األكلى من المادة 26من المدكنة ىو" :رفع يد الواقف عن الماؿ
الموقوؼ ككضعو تحت يد الموقوؼ عليو".
٘ٛ 1خى ٖٓ َٟ٣إٔ حُل ١َٗ ُٞطٔخّ ٗٝلخً ١َٗ ْ٤ُٝخ ُٜلش حُٞهق٣ُِِٔ .ي ٖٓ حُظل َ٤ٜأٗظَ:
أر ٞػَٔ ٓٞ٣ق رٖ ػزي هللا رٖ ٓلٔي رٖ ػزي حُزَ حَُ٘ٔ ١حُوَ١ز :٢حٓ٫ظًٌخٍ حُـخٓغ ٌُٔحٛذ كوٜخء حٜٓ٧خٍ
ٝػِٔخء ح٧هطخٍ كٔ٤خ ط ٚ٘ٔ٠حُٔ١ٞؤ ٖٓ ٓؼخٗ ٢حَُأٝ ١ح٥ػخٍَٗٝ ،ف ًُي ًِ ٚرخ٣٩ـخُٝ ،ح٫هظٜخٍ ،حُطزؼش
ح ،1993/1414:٠ُٝ٧حُٔـِي.302:ٙ،22:
ػزي حُٛٞخد حُزـيحى ،١حُٔؼٗٞش ،ّ:ّ ،حُـِء .1608 ٝ 1607 :ٙ، 3:
أر ٞػزي هللا رٖ أر٣ُ ٢ي ػزي حَُكٖٔ حُوَٝ٤حٗٓ :٢ظٖ حَُٓخُش ك ٢حُلو ٚحُٔخٌُٓ ٖٓ ،٢طزٞػخص ُٝحٍس حٝ٧هخف
ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩ش ،حُطزؼش حَُحرؼش ،حُٔ٘ش.111:ٙ.2007 /1428 :
ٜٗ 2خد حُي ٖ٣أكٔي رٖ حىٍ ْ٣حُوَحك :٢حٌُهَ٤س.245 :ٙ ،ّ :ّ،
3أر ٞحُ٤ُٞي ٓلٔي حرٖ أكٔي رٖ ٓلٔي رٖ أكٔي رٖ ٍٗي حُوَ١ز ٢حُلل٤ي :ريح٣ش حُٔـظٜيٜٗٝ ،خ٣ش حُٔوظٜي ،ىحٍ حٌُظذ حُؼِٔ٤ش
رزَٝ٤ص حُطزؼش حُؼخَٗس ،1988/ 1428حُٔـِي.329 :ٙ ،2 :
56
كالمانع حسب مفهوـ المدكنة ىو موت الواقف أك إفبلسو ،فالمانع األكؿ يجعل القبض
غير ممكن ألف تماـ العطية قد فلت ،1كأف ما حبس إف بقي تحت يد المحبس إلى حصوؿ
موتو يبطل الحبس .كما جاء في تحفة ابن عاصم بقولو:2
أما مانع اإلفبلس ،ففي ىذه الحالة يكوف الواقف عاجزا عن الوفاء بديونو ألف الدين استغرؽ
جميع مالو ،كبالتالي فالتبرع الذم يجريو الواقف كىو في ىذه الحالة يكوف مصيره البطبلف.
كلهذا أشار ابن عاصم في التحفة:3
كلئلحاطة باألحكاـ العامة لشرط الحوز يقتضي األمر التطرؽ للطبيعة القانونية لهذا
الشرط (الفقرة األكلى) ثم الكيفية التي يمكن بها إثباتو (الفقرة الثانية).
إف تحديد مكانة كموقع شرط الحوز ضمن عقود التبرع ،من شأنو توضيح طبيعة ىذا
الشرط ،كىذا التحديد سأتطرؽ لو في نقطتين ىما:
ٍٝ 1ى ك ٢حُٔ١ٞؤ ٓخ " :٢ِ٣كيػ٘ٓ ٢خُي ػٖ حرٖ ٜٗخد ػٖ ػَٝس رٖ حُِر َ٤ػٖ ػزي حَُكٖٔ رٖ ػزي حُوخىٍ :١إٔ ػَٔ حرٖ
حُوطخد هخٍ ٓخ رخٍ ٍؿخٍ ٘٣لِ ٕٞأر٘خثٗ ْٜل ٬ػْ ٌٜٗٞٔٔ٣خ ،كبٕ ٓخص حرٖ أكي :ْٛهخٍ ٓخُ ٢ر٤ي ُْ ١أػط ٚأكيحٝ .إ ٓخص
:هخٍ ٫رً٘٘ ٢ض أػط٤ظ ٚا٣خٗ ٖٓ ٙلِش كِْ ٣لِٛخ حٌُٗ ١لِٜخ ،كظ ٌٕٞ٣ ٠إ ٓخص ٍُٞػظ ٚك ٜٞرخ٣ُِِٔ ."َ١ي أٗظَ:
أر ٞحُ٤ُٞي ِٓٔ٤خٕ رٖ هِق رٖ ٓؼي رٖ أٞ٣د حُزخؿ :٢حُٔ٘ظوَٗ ٠ف ٓ١ٞؤ ٓخُي ،حُطزؼش :حٓ ٠ُٝ٧طزؼش ىحٍ حٌُظذ
حُؼِٔ٤ش رَٝ٤ص ،حُـِء .8:
َٗ 2ف حُظللش ُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.253:ٙ،ّ:ّ ،٢١
َٗ 3ف حُظللشُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.249:ٙ،ّ:ّ ،٢١
57
أٚال :اوحٛش دي ٌٝعً ٢ايكب:ٍٛ
إف الوقف كتبرع ينعقد باإليجاب كالقبوؿ ،إال أف مدكنة األكقاؼ جعلت الوقف ينعقد
باإليجاب فقط ،كلم تشترط القبوؿ الستحقاؽ الوقف ،إال إذا كاف الموقوؼ عليو شخصا
معينا ،كاعتبرت الحوز دليبل عليو .1كأساس ذلك ما نص عليو الفقو اإلسبلمي :قاؿ ابن عبد
السبلـ ،بنقل الخرشي في شرحو لمختصر الشيخ خليل" :القبوؿ كالحيازة معتبراف إال أف
القبوؿ ركن كالحيازة شرط".
كيضيف الشارح " :إال أف القبوؿ ركن أم داخل الماىية فعند عدمو تبطل الهبة ،كظاىر
المذىب جواز تأخير القبوؿ عن اإليجاب لما سيأتي من إرساؿ الهبة للموىوب لو مع الرسوؿ
كقولو :الحيازة شرط :أم شرط الصحة أم على تقدير كجود مانع ،كإنما كانت الحيازة شرطا لو
فيما ذكر من العطايا لئبل يكوف ذريعة إلى حرماف مستحق الماؿ بعد موت الواىب بأف يقوؿ
الواىب عند موتو " :ادفعوا الماؿ لزيد فإني كنت كىبتو لو أك نحو ذلك".2
كيترتب على ما سبق أثر مهم يتمثل في كوف الحوز ال يتوقف على إذف الواقف فقد يجبر
عليو إف امتنع عن ذلك ،ألف النتيجة الحتمية النعقاد الوقف ىي صيركرتو الزما للموقوؼ عليو،
حيث ال يمكن للواقف التحلل من التزامو الذم يمكن أف يقترف بعنصر اإلجبار ،كىو ما قرره
الفقو اإلسبلمي بهذا الخصوص. 3
1ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 20حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٌٕٞ٣ ":٢ِ٣حُوزَٛ ٍٞحكش أٟ٘ٔ ٝخ٣ٝ ،ؼظزَ ك ُٞحُٔخٍ حُٔٞهٞف ٝكن أكٌخّ حُٔخىس
26رؼي ،ٙىُ ٬٤ػِ ٠حُوز."ٍٞ
2أكٔي أىٍ :ٕٞ٣ك ُٞحُٔخٍ حُٔٞهٞف ك ٢ا١خٍ ٓيٗٝش حٝ٧هخف ،ػَٓ ٝويّ ه ٍ٬حُِوخء حُظلٔ ٢ٔ٤ح ٍٝ٧ك ٍٞأكٌخّ
ٓيٗٝش حٝ٧هخف حٌُٗ ١ظٔظ ٚحُُٞحٍس ٗٞٗ 4 ّٞ٣زَ ٍٞ٘٘ٓ ،2010حص ِِٓٔش حُٔؼَكش حُوخٗ٤ٗٞش .14 :ٙ،
3أٗظَ أر ٞػزي هللا ٓ٤يٓ ١لٔي حُٜٔي ١حُُٞحٗ .٢حُ٘ٞحٍُ حُٜـَ ٟحُٔٔٔخس حُٔ٘ق حُٔخٓ٤ش ك ٢حُ٘ٞحٍُ حُلو٤ٜشٓ ،طزٞػخص
ُٝحٍس حٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩ش ،حُٔ٘ش ،1993/1413 :حُـِء.179 :ٙ ، 4 :
58
كفي نفس السياؽ أكرد الشيخ خليل في مختصره 1ك "حيز كإف ببل إذف كأجبر عليو"
كالمستنتج من ىذا المتن قاعدتاف أساسيتاف ىما:
جواز حيازة الماؿ الموقوؼ دكف إذف الواقف :كمعنى ذلك أف الموقوؼ عليو يجوز لو
حوز الماؿ الموقوؼ من الواقف كلو لم يأذف لو ىذا األخير في ذلك ،سواء حصل الحوز كتم
استرجاع الماؿ الموقوؼ دكف مبرر ،أك لم يتم الحوز أصبل .كفي ذلك قضى المجلس األعلى
2
بما يلي" ...:إنو من المقرر فقها أف الصدقة ككذا سائر التبرعات تنعقد في أحد قراراتو
باإليجاب كال تتم إال بالحيازة كيحق للمتصدؽ عليو أف يحوز المتصدؽ بو كلو بدكف إذف
المتصدؽ"...
إجبار الواقف المتبرع على نقل الحيازة إلى الموقوؼ عليو إف امتنع :كيكوف ذلك عن
طريق دعول قضائية موضوعها إجبار المتبرع على التحويز من قبل المتبرع عليو ،تنتهي بصدكر
حكم يقضي بإجبار المتبرع على الحوز ينفذ في بعض الحاالت عن طريق التنفيذ الجبرم،
عندما يصبح الحكم حائزا لقوة الشيء المقضي بو ،كفي ذلك قضى المجلس األعلى بما
يلي ..." :3يحق للمتبرع عليو أف يحوز المتبرع بو كلو بدكف إذف المتبرع كما يحق لو إجبار
المتبرع على ذلك لقوؿ الشيخ خليل" كحيز كإف ببل إذف كأجبر عليو."...
59
كيؤكد ابن عاصم ذلك في تحفتو بقولو:1
كىو ما أكده أحد قرارات المجلس األعلى كرد في حيثياتو ما يلي ..." :5الحيازة شرط
صحة في التبرعات بوجو عاـ كتثبت بمعاينة البينة الشاىدة بالتبرع بحصولها سواء كاف العقار
محفضا أك غير محفظ".
َٗ 1ف حُظللش ُُٞ:ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.262:ٙ،ّ:ّ،٢١
2كٔذ حُلوَس حُؼخٗ٤ش ٖٓ حُٔخىس ٖٓ 24حُٔيٗٝش حُظ ٢ط٘ ٚػِٓ ٠خ ٘٣" :٢ِ٣ظَُٜ ١لش حُٞهق ... :ك ُٞحُٔخٍ حُٔٞهٞف
هزَ ك ٍٜٞحُٔخٗغ ٓغ َٓحػخس أكٌخّ حُٔخىس 10أػ."ٙ٬
3أٟخف حُظٔٝ ٢ُٞحُظخٝى ١ػزخٍسًٌٝ " :ح ٓخثَ حُظزَػخص ٖٓ ٛزش أٛ ٝيهش أٗ ٝلِش ا ٫إٔ ٘٣ؼوي حٌُ٘خف ػِٜ٤خ ًٔخ َٓ ك٢
هٗٝ" :ُٚٞلِش ُُٜ ْ٤خ حكظوخٍ اُ ٠ك٤خُس" .أٗظَ:
حُزٜـش كَٗ ٢ف حُظللشُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ،ّ:ّ ،٢١ؽ 231:ٙ 2 :اُ.233 ٠
َٗ 4ف حُظللش ُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.249:ٙ،ّ:ّ ،٢١
5هَحٍ ػيى 565:حُٔئٍم ك ،2004/11/24 ٢حُِٔق حَُ٘ػ ٢ػيى ٍٞ٘٘ٓ ،2001/1/2/261:رٔـِش ه٠خء حُٔـِْ
ح٧ػِ ٠ػيى .34 ٙ 61 :طؼِ٤ن حرَح ْ٤ٛرخكٔخٗ.٢
60
لكن السؤاؿ المطركح ىو ىل افتقار عقد الوقف للحوز يجعل ىذا األخير غير صحيح؟
إف المقرر في ىذه المسألة أف التبرع ،كمنو الوقف ،ينعقد باإليجاب كالقبوؿ ،كأساس
ذلك ما كرد في القرآف الكريم حيث قاؿ اهلل تعالى:
، 1فاألمر يتعلق بعقد من العقود فلم يفتقر انعقاده إلى قبض المعقود عليو ،كألنها
عطية فلم يفتقر انعقادىا إلى قبض كالوصية.2
من ىنا يظهر أف الحوز ليس ضركريا النعقاد الوقف ،بل ىو ضركرم لنفاده قبل حصوؿ
المانع كىذا ما يجعل الفقو المالكي يكيفو على أنو شرط تماـ كليس شرط صحة ،كال شك أف
كصفو بشرط تماـ ىو تحديد للطبيعة الحقيقية لو كفق منظور الفقو المالكي ..." :كال تتم ىبة
كال صدقة كال حبس إال بالحيازة.3"...
كمن ىنا نستنتج أف الحوز شرط تماـ العقد كليس شرطا لصحتو كال أرل في ىذا ما
يناقض ما كرد في التحفة من قوؿ ابن عاصم " :كالحوز شرط صحة التحبيس "...ألنو رغم
استعماؿ تعبير صحة التحبيس في ىذا المتن نجد كافة الشركح لو تسير في تكييفو بكونو شرط
لتماـ الوقف كليس شرطا لصحتو .كىذا عكس ما نص عليو المشرع المغربي من خبلؿ مدكنة
األكقاؼ.
كفي ىذا الصدد كرد في أحد قرارات المجلس األعلى 4ما يلي" :لكن حيث من المقرر
فقها أف الحيازة شرط تماـ الصدقة قبل حصوؿ المانع كتثبت بمعاينة البينة أك ما يقوـ مقامها
كفق ما ىو جار على سائر التبرعات."...
61
كىو ما أكده قرار آخر صادر عن نفس المجلس كذلك 1كرد فيو " ...علما بأف الحوز
في الصدقة شرط تماـ كليس شرط صحة"...
كما كرد في حيثيات قرار صادر عن محكمة االستئناؼ بالقنيطرة ما يلي " :2إف الحوز
في العطايا ىو شرط نفاذ ...يجب أف يقع قبل حصوؿ المانع".
غير أف مدكنة األكقاؼ كإف لم تخالف ما عليو الفقو المالكي في ىذا الصدد ،فإنها لم تجعل
معاينة البينة الوسيلة الوحيدة البلزمة إلثبات الحيازة ،بل توسعت في طرؽ إثباتها ،كذلك
تكريسا لما صدر من اجتهادات قضائية تهم ىذه المسألة ،ككعيا بالظركؼ العامة التي أصبحت
تحكم عملية التبرع بصورة إجمالية .كعليو ،سأقدـ في ىذه الفقرة الطرؽ المنصوص عليها في
المدكنة لممارسة الحوز ،كالمتمثلة في معاينة البينة (أكال) .ثم تسجيل الوقف في الرسم
العقارم (ثانيا) ،ككذلك تصرؼ الواقف في الماؿ الموقوؼ (ثالثا) .
1هَحٍ ػيى ٛ 423:خىٍ رظخٍ٣ن ،2000/04/25 :ك ٢حُِٔق ٍهْ ،95/2/2/200 ،هَحٍ ؿ.ٍٞ٘٘ٓ َ٤
2هَحٍ ٓلٌٔش حٓ٫ظج٘خف رخُو٘٤طَسِٓ ،ق ٍهْٛ 6/90/2082 :خىٍ رظخٍ٣ن ٍٞ٘٘ٓ ،1991 ٞ٤ٗٞ٣ 10رٔـِش حٗ٩ؼخع
ػيى ،6:حُٔ٘ش.83:ٙ ،1991 :
ٓ 3لٔي ح٧ؿَح :١ٝحُل٤خُس حُلؼِ٤ش ك ٢حُظزَػخص ر ٖ٤حُلوٝ ٚحُوخٗ ٕٞحُٟٞؼٝ ٢ى ٍٝحُٔـِْ ح٧ػِ ٠ك ٢حُظٞك٤ن رٜٔ٘٤خٓ ،وخٍ
ٓ٘٘ ٍٞرٔـِش حُٔلخًْ حُٔـَر٤ش ،حُؼيى ،84:حُٔ٘شٗ :ظ٘زَ/أًظٞرَ .17 :ٙ ،2000
62
أٚالَ :عا ١ٜٓايب:١ٓٝ
إف إثبات الحيازة بمعاينة البينة الشاىدة بالتبرع ىو المأثور عن اإلماـ مالك كأصحابو،1
كالمراد بها طواؼ الشهود على الملك المتبرع بو من جميع جهاتو ،كتعيين حدكده،
كمشتمبلتو ،كشهاداتهم بوضع المتبرع عليو يده عليو ،كإف لم يشهدكا تصرفو فيو ،كما تتم
بالنسبة لدار المتبرع كمثلها مما لو أبواب تغلق بوقوؼ العدلين أك الموثق على معاينتها فارغة
من شواغل الواقف ،كأمتعتو .كقبض الموقوؼ عليو مفاتيحها كجعلها رىن إشارتو كحوزىا حيازة
فعلية كإف لم يسكنها.2
كبالتالي فاإلخبلؿ بشرطي المعاينة كاإلخبلء بالنسبة للدار المتبرع بها يجعل الوقف
باطبل ،غير منتج ألم أثر قانوني ،اللهم إذا تم تحبيس الدار بجميع شواغل الواقف كأمتعتو،
ففي ىذه الحالة ال يحتاج إلى اإلخبلء كال إلى معاينتو.
كمما تجب اإلشارة إليو في ىذا الصدد ىو أف اإلقرار أك االعتراؼ الذم ينص عليو
الواقف كالموقوؼ عليو في عقد التحبيس دكف القياـ بالمعاينة ،ال يكفي للقوؿ بحصوؿ الحوز
كاإلشهاد عليو بالمعاينة.4
63
كفي ىذا السياؽ قضى المجلس األعلى في أحد قراراتو 1بما يلي " :ال يقضى بالحيازة
إال بمعاينة البينة لحوزه في حبس ...كلو أقر المعطي في صحتو أف المعطى لو قد حاز
كشهدت عليو بإقرار بينة .ثم مات لم يقض ذلك –إف أنكر الورثة -حتى تعاين البينة الحوز
( )...تكوف المحكمة قد خالفت ىذه القاعدة الفقهية المعموؿ بها لما صرحت بأف اإلقرار
بحوز األمبلؾ المعطاة كاؼ لصحة العطية "...كقد كرد في قرار آخر ما يلي ..." :2إف
المحكمة لما لم تناقش دفع الطاعنين بأف رسم الصدقة خاؿ من الحيازة بالمعاينة الذم
يشترطو الفقو في التبرعات ...يكوف قضاؤىا ناقص التعليل ،كينزؿ بمنزلة انعدامو".
كمن خبلؿ االجتهادات القضائية أعبله ،يمكن أف نستنتج أف الوقف ال يتم إال بالحوز
الفعلي للشيء الموقوؼ ،كاإلشهاد بالمعاينة عليو .إال أف قاعدة معاينة البينة للحوز ليست
شرطا في حد ذاتها ،كإنما الغرض منها التأكد من رفع يد المعطي كحلوؿ يد المعطى لو
محلها ،كىذا ما ذىب إليو قرار صادر عن محكمة االستئناؼ بالقنيطرة كرد فيو ما يلي" :3إف
الحيازة في التبرعات ال تكوف فقط بالمعاينة كاإلشهاد بها ،بل يمكن إثباتها ببينة أخرل أك
بأم تصرؼ يقع على الشيء المتبرع بو".
كىو ما أكدت عليو مدكنة األكقاؼ التي لم تعتبر معاينة البينة الوسيلة الوحيدة البلزمة
يتم فيها التبرع ،كىو
إلثبات الحوز ،بل توسعت في طرؽ إثباتو اعتباران الختبلؼ األحواؿ التي ُّ
ما نستطرؽ إليو فيما سيأتي.
1هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى 359:رظخٍ٣ن ٓ 22خٍّ ٍٞ٘٘ٓ ،1983رٔـٔٞػش هَحٍحص حُٔـِْ ح٧ػِٓ – ٠خىس ح٧كٞحٍ
حُ٘و٤ٜش – (ٓٝ 366 :ٙ )1989-1965خ رؼيٛخ.
2هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيىٛ ،499 :خىٍ رظخٍ٣ن ٓ 28خٍّ ٍٞ٘٘ٓ ،1989رٔـٔٞػش هَحٍحص حُٔـِْ ح٧ػِ ٠حُٔ٘خٍ
اُٜ٤خ أػٓٝ 48 :ٙ ٙ٬خ رؼيٛخ.
3هَحٍ ٓلٌٔش حٓ٫ظج٘خف رخُو٘٤طَسٛ ،خىٍ رظخٍ٣ن ٍٞ٘٘ٓ، 1991 -06-10رٔـِش حٗ٩ؼخع ،حُؼيى ،6 :حُٔ٘ش، 1991 :
.83:ٙ
64
ثاْٝا :ايتكٝٝد بايسضِ ايعكاز:ٟ
يعتبر تقييد سند التبرع بالرسم العقارم من الصور المستجدة للحوز التي تبنتها مدكنة
األكقاؼ كجاءت بها من خبلؿ ما كرستو الممارسة القضائية لهذا الموضوع.
فمن خبلؿ نص المدكنة يظهر أف المشرع المغربي قد أعطى لواقعة التقييد بالرسم العقارم
بعدان يرتبط بصحة العقد ،كيبرر كجوده القانوني ،كاعتبره بمثابة حيازة قانونية.
لكن السؤاؿ الذم يمكننا طرحو ىنا ىو :ىل تقييد سند التبرع بالرسم العقارم يغني عن
معاينة البينة للحيازة المادية ؟
بالرجوع إلى مقتضيات المادة 26من مدكنة األكقاؼ نجدىا تعتبر الحوز صحيحا سواء
بمعاينة البينة أك بتقييد الوقف في الرسم العقارم ،أك بكل تصرؼ يجريو الموقوؼ عليو في
الماؿ الموقوؼ ،كبالتالي جعلت التقييد بالرسم العقارم كاؼ لصحة الحوز ،في حين يبدك
األمر عكس ذلك ،على اعتبار أف الوقف العاـ إذا اختل فيو الحوز الفعلي استحاؿ فيو الحوز
القانوني.
كعليو ،فالحوز سواء كاف فعليا أك قانونيا ،فأحدىما ال يقوـ مقاـ اآلخر كال يغني كجود
أحدىما عن كجود اآلخر ،ألف األكؿ شرط يترتب عن عدـ حصولو قبل حدكث المانع بطبلف
التبرع .كالثاني يضفي صيغة الوجود القانوني على السند موضوع التبرع.1
1حٗظَ ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل َ٤ٜك ٌٙٛ ٍٞحُٔٔؤُش حُٔزلغ ح ٖٓ ٍٝ٧حُلَع ح ٖٓ ٍٝ٧حُل َٜح ٖٓ ٍٝ٧حُزخد حُؼخٌٗٛ ٖٓ ٢ح
حُزلغ.
65
ثايجا :تصسف املٛقٛف عً ٘ٝيف املاٍ املٛقٛف:
إف تصرؼ الواقف في الماؿ الموقوؼ من صور الحوز التي جاءت بها المدكنة نظرا لتوسع
الفقو فيها ،حيث اعتبرت أف الحيازة تثبت بكل تصرؼ يجريو الموقوؼ عليو على الماؿ
الموقوؼ ،كأف يثبت أنو يسكن أك يكرم العقار الموقوؼ ،أك يزرعو كيحرثو إف كاف أرضا كلو
أف يثبت ذلك بكافة كسائل اإلثبات.1
قاؿ صاحب كتاب المتيطية " :إذا حيز الحبس بإكرائو أك عقد المزارعة فيو أك بالمساقاة
فيو صح ذلك ككاف حوزان تامان ،كاستغنى بو عن الحيازة بالوقوؼ على األرض كمعاينة نزكؿ
المحبس عليو فيها".
كفي ىذا يقوؿ الشيخ أبو عيسى محمد المهدم الوزاني" :2إف حوز األرض المحبسة
يكوف بالحراثة ك بالتطوؼ عليها من جميع جهاتها كبعقد إكرائها كبغير ذلك ،لكن الحوز
بالحراثة أقول".
كيقوؿ شارح العمل المطلق :3إف ما جرل بو العمل في حوز التبرع ىو أنو إذا أكرل
المتبرع عليو للغير ما كقع التبرع بو عليو أك عقد المزارعة فيو ،أك عقد المساقاة فيو ،إف كاف
كتاما ،يستغنى بو عن الوقوؼ على المتبرع بو كمعاينة
مما سيبقى ،فإف ىذا الحوز يكوف كافيا ِّ
نزكؿ المتبرع عليو فيو فقاؿ:
66
كإلى ىذا ذىب المجلس األعلى الذم كرد في أحد قراراتو ما يلي " :1لما اعتمدت
المحكمة فيما قضت بو من رفض دعول الصدقة على القوؿ بأف رسم الصدقة خاؿ من معاينة
حيازة المتصدؽ عليو قبل حدكث المانع ،كالحالة أف الطاعن قد أدلى برسم يفيد تصرفو في
الصدقة المتصدؽ بها عليو .كلم تناقش المحكمة ىذه الوسيلة الدفعية كتستنتج منها ما إذا
كانت كثائق الملف تفيد حيازة المتصدؽ عليو حيازة قانونية قبل حدكث المانع أك بعده ،كأف
المحكمة التي لم تبت في الدعول على ىذا النحو تكوف قد أخلت بحقوؽ الدفاع ،ككاف
قضاؤىا ناقص التعليل مما يعرض قراراىا للنقض".
الوقف كما سبق بيانو يكوف مهددا باإلسقاط إذا لم يحزه من عينو الواقف سواء كاف
الموقوؼ عليو بنفسو ،أك نائبو ،أك الغير ،كذلك قبل حصوؿ المانع.
كتأكيدا لذلك ،تناكلت مدكنة األكقاؼ مختلف حاالت كصور الحوز ،كىو ما سأتطرؽ
إليو من خبلؿ عرض حاالت الحوز سواء من حيث األشخاص (الفقرة األكلى) ،أك من حيث
األمواؿ (الفقرة الثانية).
األصل أف الموقوؼ عليو كامل األىلية ىو الحائز للماؿ الموقوؼ باعتباره أحد طرفي
العقد إلى جانب الواقف ،كحوزه ىو المطلوب أساسا قبل حصوؿ المانع (أكال) ،لكن في
حاالت معينة يتعذر على الموقوؼ عليو الحوز ليحل محلو نائبو الشرعي إذا كاف شخصا ذاتيا
أك ممثلو القانوني إذا كاف شخصا اعتباريا (ثانيا).
1هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيىٛ 284 :خىٍ رظخٍ٣نِٓ 1980/04/22 :ق ػيى ٍٞ٘٘ٓ ،83584 :رٔـِش حُٔلخًْ حُٔـَر٤ش
ػيى ،84:حُٔ٘شٗ :ظ٘زَ/أًظٞرَ .13:ٙ،2000
67
أٚال :حٛش املٛقٛف عً:٘ٝ
حسب الفقرة األكلى من المادة 28من مدكنة األكقاؼ .يتولى الموقوؼ عليو الحوز
بنفسو إذا كاف راشدا ،كالرشد حسب المادة 209من مدكنة األسرة ،ىو بلوغ الشخص لسن
الرشد القانوني ،المحدد في 18سنة شمسية كاملة ،ليصبح بمقتضاىا أىبل لممارسة حقوقو
الشخصية كالمالية ،كذلك ما لم يعتريو سبب من أسباب نقصاف ىذه األىلية أك انعدامها.
كبالتالي فالموقوؼ عليو الكامل األىلية ،يحوز الماؿ الموقوؼ ،كحوزه صحيح يعتد بو
كذلك قبل حصوؿ المانع.
لكن السؤاؿ المطركح ىنا ىو ما حكم حوز ناقص األىلية إذا تواله بنفسو ؟
1
بالرجوع إلى الفقرة األخيرة من المادة 28من المدكنة نجدىا تعتبر حوز ناقص األىلية
حوزا صحيحا كمعتدا بو ،بخصوص الماؿ المتبرع بو عليو.
كىذا األمر ىو المقرر في قواعد الفقو اإلسبلمي ،حيث يعتبر أف حكم قبض الصبي
للعطية المتبرع بها عليو ىو الجواز ،كذلك مراعاة منو لوضع قائم يتجلى في كوف الناس
يتصدقوف على الصبياف في سائر األعصار.2كذلك إذا كاف الصغير يعقل أمره .3كىذه مسألة
في نظرم ذات أىمية بالغة ألنها تبين بحق عبقرية فقهائنا المسلمين في كجود حلوؿ موضوعية
لما كاف يعرض عليهم من نوازؿ.
68
كفي ىذا يقوؿ ابن عاصم في تحفتو:1
كفي شرح ىذا البيت يقوؿ ميارة الفاسي" :يعني أف من حبس أك كىب أك تصدؽ على
صغير غير بالغ محجور ،كقبض ذلك الصغير أك المحجور البالغ ،ما حبس عليو أك تصدؽ بو
تاـ".
عليو أك كىب لو ،فإف قبضو كاؼ كالحوز ّ
أما بالنسبة لحوز السفيو كالمعتوه فهو صحيح على القوؿ الراجح ،كىو ما أكدتو المادة
225من مدكنة األسرة التي تعتبر تصرفات ناقص األىلية نافدة إذا كانت نافعة لو نفعا محضا.
كما ينص الفصل 5من ؽ.ؿ.ع.ـ في ىذا الشأف على ما يلي " :يجوز للقاصر كناقص األىلية
أف يجلبا لنفسهما نفعا كلو بغير مساعدة األب أك الوصي أك المقدـ ،بمعنى أنو يجوز لهما أف
يقببل الهبة أك أم تبرع آخر من شأنو أف يثريهما أك يبرئهما من التزاـ دكف أف يحملهما أم
تكليف".
َٗ 1ف حُظللشُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.253:ٙ،ّ،ّ ،٢١
2حُ٘خثذ حَُ٘ػ ٢كٔذ حُٔخىس ٓ ٖٓ 230يٗٝش حَٓ٧س :ٞٛ
-حُ ٞٛٝ :٢ُٞح٧د ٝحٝ ّ٧حُوخ٢ٟ؛
-حُ ٢ٛٝ ٞٛٝ :٢ٛٞح٧د أ ٢ٛٝ ٝحّ٧؛
-حُٔويّ ٞٛحٌُ٣ ١ؼ ٚ٘٤حُو٠خء.
69
المالية .لذا فحسب أحكاـ النيابة الشرعية فإف للولي صبلحية إدارة أمواؿ من تحت كاليتو،
كفي نطاؽ الحدكد المعينة لو في النصوص الشرعية كالقانونية.1
كإذا كانت النيابة الشرعية تقتضي أساسا رعاية شؤكف المولى عليو المالية كالشخصية،
فحوز ما تم التبرع بو على ىذا األخير يدخل بطبيعة الحاؿ في ىذا اإلطار ،على اعتبار أف
النائب الشرعي ىو المخوؿ لو قبوؿ التبرع كحيازتو نيابة على المولى عليو.
كرعيا لمصلحة المتبرع عليو ،فإف النائب الشرعي ليس لو رد ما تم التبرع بو على
محجوره ،سواء كاف أبا أك كصيا أك مقدـ قاض.3
إال أف التساؤؿ يطرح حوؿ حكم حوز النائب الشرعي المتبرع على محجوره؟ كمدل
جواز حوز غير النائب الشرعي لعطية الغير؟ كىو ما سأحاكؿ اإلجابة عنو.
الحالة األكلى :إذا كاف الماؿ الموقوؼ المتبرع بو من طرؼ النائب الشرعي
1
نفسو قيما أم معركفا بذاتو متميزا عن غيره ،فإنو يكفي إشهاد المتبرع بالتبرع كاإلعبلف بو
،ألنو ىو الحائز لو دكف كجوب إخراج الماؿ الموقوؼ من يده.
ٜٓ 1طل ٠أكٔي حٍُِهخ :حُٔيهَ حُلو ٢ٜحُؼخّ ،حُـِء :حُؼخٗٓ ،٢طزؼش ىحٍ حُوِْ ريٓ٘ن ،حُٔ٘ش.216 :ٙ،1998 :
َٗ 2ف حُظللش ُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.249:ٙ،ّ،ّ ،٢١
3أر ٞحُ٘ظخء رٖ حُلٖٔ حُـخُ ١حُلٔ ٢٘٤حُ٘ َ٤ٜرخُٜٜ٘خؿ :٢حُظيٍ٣ذ ػِ ٠طلَ َ٣حُٞػخثن حُؼيُ٤ش ،حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش:
، 1968-1387حُـِء .595 :ٙ 2:
70
الحالة الثانية :إذا كاف الماؿ الموقوؼ المتبرع بو من األشياء المثلية التي ال
تكوف معركفة بذاتها كال متميزة عن غيرىا ،كجب إخراجها من يد المتبرع إلى من يقبضها
للمحجور بمحضر البينة كفي ىذا يقوؿ ابن عاصم:2
فإف لم يخرج الماؿ الموقوؼ من يد الواقف إلى أف مات فإف كاقعة التبرع تقع باطلة.
ألف األمر يستوجب لنفاذ الوقف عدـ تحويزىا من الغير كبقائها بيد الواقف ،ألف ذلك يعتبر
بمثابة استرجاع لها من طرفو ممن كانت في يده .3إال في حالة كجود عارض لحق أىلية الحائز
من سفو ،أك سوء كالية ،فيجوز أنذاؾ أخذىا. 4
يقصد بحوز الغير من عينو الواقف لذلك ،سواء كانت األـ أك غيرىا ،كىو ما سمحت بو
قواعد الفقو المعموؿ بها في ىذا المجاؿ ،كأكدتو مدكنة األكقاؼ كذلك في مادتها 28التي
تنص عل ما يلي" :يتولى الحوز من عينو الواقف لذلك".
1أر ٞػَٔ ٓٞ٣ق رٖ ػزي هللا رٖ ٓلٔي رٖ ػزي حُزَ حَُ٘ٔ ١حُوَ١ز :٢حٌُخك ٢ك ٢كو ٚأ َٛحُٔي٘٣ش حُٔخٌُ ،٢ىحٍ حٌُظذ حُؼِٔ٤ش
رزَٝ٤ص ،حُطزؼش :حُؼخُؼش حُٔ٘ش.531 ٝ 530 :ٙ ،2002-1442 :
َٗ 2ف حُظللشُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.264:ٙ،ّ:ّ ،٢١
3أر ٞآلخم حرَح ْ٤ٛرٖ كٖٔ رٖ ػزي حَُك٤غ ،حَُٔؿغ حُٔخرن.749/748 :ٙ ،
4حُٔيٗٝش حٌُزَٓ٪ُ ٟخّ ٓخُي رٖ أْٗ حٛ٧زؼٍٝ :٢ح٣ش حٓ٩خّ ٓل٘ ٕٞرٖ ٓؼ٤ي حُظ٘ٞه ٢ػٖ حٓ٩خّ ػزي حَُكٖٔ رٖ هخْٓ،
ىحٍ حُلٌَ ُِطزخػش ٝحَُ٘٘ ٝحُظ٣ُٞغ ،ري ٕٝطخٍ٣ن ،حُـِء .334 :ٙ ،4:
71
فلؤلب مثبل حق توكيل الغير في الحوز -إذا كاف ىو المتبرع -كلو أف يقدـ ابنو األكبر
ليحوز نصيب األصغر عنو ،كفي ىذا يقوؿ ابن عاصم في التحفة:1
كيقوؿ كذلك:2
كفي معنى ذلك يقوؿ ميارة في شرحو للتحفة" :يعني أف األب إذا تصدؽ ،كلديو الصغير
كالكبير ،فإف لؤلب أف يقدـ الكبير لقبض نصيب الصغير ،كإذا لم يقبض الراشد حتى مات
األب فإف ابن قاسم قاؿ ال تجوز جميع الصدقة كالهبة كتبطل ،ككذلك الحبس أيضا ،كيرجع
ذلك كلو إلى كرثة المتوفى ."3إال إذا تم تدارؾ الخلل بوجو صحيح.
إال أف مدكنة األكقاؼ أجازت للصغير نصيبو ،كذلك حسب المادة 30منها التي تنص
على ما يلي" :إذا كقف النائب الشرعي ماال مملوكا على محجوره ،كعلى راشد مشاركة بينهما،
كجب أف يحوز الراشد الجميع لفائدتو ،كلفائدة المحجور ،كإال بطل الوقف بالنسبة للراشد".
كيبدك كاضحا أف حكم الماؿ الموقوؼ على الموقوؼ عليو المحجور ،ىو الجواز رغم
بطبلف الوقف بالنسبة للراشد.
َٗ 1ف حُظللش ُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.263:ٙ،ّ:ّ ،٢١
َٗ 2ف حُظللش ُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.252:ٙ،ّ:ّ ،٢١
٤ٓ 3خٍس كَٗ ٢ك ٚػِ ٠حُظللش ،ّ :ّ :حُـِء.165:ٙ ،2:
72
كمن حاالت حوز الغير للماؿ الموقوؼ حالة حوز الحاضر للغائب ،سواء باعتبارىما
شريكين في العطية ،أك صادرة لفائدة الغائب فقط ،كىو ما سكتت عنو مدكنة األكقاؼ رغم
صحة ىذا الحوز كلو في غياب أم توكيل أك نيابة اتفاقية بين الحاضر كالغائب.
كلعل ما يبرر صحة حوز الحاضر للغائب ىو إخراج الماؿ الموقوؼ من يد الواقف كحوزه من
طرؼ الحاضر الذم قدمو المحبس ،باعتبار ذلك ضركرة عملية ترجع أحيانا لطبيعة الماؿ
الموقوؼ الذم قد يكوف غير معين أك لم يوجد بعد.
كفي ىذا يقوؿ ابن عاصم:2
َٗ 1ف حُظللش ُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.263:ٙ،ّ:ّ ،٢١
َٗ 2ف حُظللش ُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.252:ٙ،ّ:ّ ،٢١
ٓ 3لٔي حرٖ ٓؼـ.17ٙ ،ّ :ّ :ُٞ
73
أٚال :حٛش ايعكاز:1
في الوقف البد من التمييز في حوز العقار بين العقار المبني ،كالعقار غير المبني .األمر
الذم ينبغي معو تقسيم ىذه الفقرة إلى نقطتين تخصص األكلى لحوز دار المتبرع ( )1كالثانية
لحوز األرض العارية ( )2مع بياف كيفية ممارسة ىذا الحوز في كليهما.
الدار -كعقار مبني -بخبلؼ األرض لها كجو تحاز بو ،إال أنو في ىذه الحالة ينبغي
التمييز بين حالتين تهم األكلى حوز الدار غير المخصصة لسكنى الواقف ،ك تهم الثانية تلك
المخصصة لسكناه ،مع توضيح أكجو حوز ىذا النوع من العقار.
1ح٤ٗ٧خء حُؼوخٍ٣ش كٔذ حُٔخىس ٓ ٖٓ 5يٗٝش حُلوٞم حُؼ٤٘٤ش ": ٢ٛآخ ػوخٍحص رطز٤ؼظٜخ أ ٝػوخٍحص رخُظوٝ ."ٚ٤ٜحُؼوخٍ
رطز٤ؼظ٢ٗ ًَ ٞٛ ":ٚء ٓٔظوَ رل ِٙ٤ػخرض كٗ ٌٖٔ٣ ٫ ٚ٤وِ ٖٓ ٚى ٕٝطِق أ ٝطـ َ٤٤ك٤ٛ ٢جظ (."ٚحُٔخىس ٓ ٖٓ 6يٗٝش حُلوٞم
حُؼ٤٘٤ش).أٓخ حُؼوخٍ رخُظو ":ٞٛ ٚ٤ٜحُٔ ٘و ٍٞحٌُ٠٣ ١ؼٓ ٚخٌُ ٚك ٢ػوخٍ ٍٛ ٌِٚٔ٣يح ُويٓش ٌٛح حُؼوخٍ ٝحٓظـ ُٚ٬أِ٣ ٝلوٚ
ر ٚرٜلش ىحثٔش "(.حُٔخىس ٓ ٖٓ 7يٗٝش حُلوٞم حُؼ٤٘٤ش).
ٝهي حٗؤْ حُلوٜخء حُِٔٔٔ ٕٞك ٢طلي٣ي ٓؼ٘ ٠حُؼوخٍ رطز٤ؼظ ٚاُ ٠هٔٔ:ٖ٤
َٟ٣ -1ؿ َ٤حُٔخٌُ٤ش ٖٓ ك٘ل٤ش ٗٝخكؼ٤ش ٝك٘خرِش ،إٔ حُؼوخٍ ٢ٗ ًَ ٞٛء ٗ ٌٖٔ٣ ٫وِ ٚأريح ٌٛٝ.ح ٣ؼ٘ ٢إٔ ًِٔش
حُؼوخٍ ٫ط٘طزن ا ٫ػِ ٠ح ، ٍٝ٧أٓخ حُ٘ـَ ٝحُز٘خء ك ٬طٔٔ ٠ػوخٍحصٜٗ٧ ،خ ٗ ٌٖٔ٣وِٜخ.
َٟ٣ -2حُٔخٌُ٤ش إٔ حُؼوخٍ ٢ٗ ًَ ٞٛء ٗ ٌٖٔ٣ ٫وِ ٚأريح ،أٗ ٌٖٔ٣ ٫ ٝوِ ٚا ٫رظـ٤ٛ َ٤٤ؤطٌٛٝ .ٚح ٣ؼ٘ ٢إٔ ًِٔش
ػوخٍ ًٔخ ططِن ػِ ٠ح ،ٍٝ٧ططِن أ٠٣خ ػِ ٠حٗ٧ـخٍ ٝحُز٘خءحص ٓٝخ ٣ظ َٜرٜخ ٓٔخ ٗ ٌٖٔ٣ ٫وِ ٚا ٫رظـَ٤٤
٤ٛؤط٣ٝ .ٚلٌٛ ٖٓ ْٜح حُظؼَ٣ق إٔ ًَ ٓخ ٖٓ ٗؤٗ ٚإٔ ٔ٣ظوَ ٘٣ ٫ٝوَ أريح ،أ٘٣ ٫ ٝوَ ا ٫اًح طـَ٤ص ٤ٛؤطُٝ ٚلوٚ
طِق ٣ؼظزَ ػوخٍح رطز٤ؼظ.ٚ
أٗظَ ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل َ٤ٜك ٌٙٛ ٍٞحُ٘وطش:
ٓلٔي حرٖ ٓؼـ :ُٞحُلوٞم حُؼ٤٘٤ش ك ٢حُلو ٚحٝ ٢ٓ٬ٓ٩حُظو٘ ٖ٤حُٔـَرٓٝ 23:ٙ،ّ،ّ ،٢خ رؼيٛخ.
كًٔ ١ُٞخٍ أى :ْٛأرلخع ك ٢حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ،٢حٞٓ٧حٍ ٝحُلوٞم حُؼ٤٘٤ش ،ى ًًَ ٕٝحُطزؼش ،حُٔ٘ش17:ٙ،2002:
ٓٝخ رؼيٛخ.
74
في ىذه الحالة إذا اجتمع الواقف كالموقوؼ عليو في مكاف توجد فيو الدار محل
التبرع ،فتسليم مفاتيحها إلى الموقوؼ عليو قصد حيازتها يعتبر حوزا ،1ألف دفع المفتاح
كالبراءة منها كاؼ في حوز الدار .2لكن اإلشكاؿ يطرح إذا كانت الدار محل التبرع بعيدة عن
مكاف كجود الواقف كالموقوؼ عليو ،كىنا تعددت اآلراء بشأف الحوز في ىذه الحالة.
فهناؾ من يرل صحة الحوز في ىذه الحالة بضركرة توجو الموقوؼ عليو إلى الدار محل
التبرع ،كذلك قبل حصوؿ المانع كإحكاـ القفل عليها ليتم الحوز بشكل فعلي ،كىناؾ من
يعتبر الحيازة صحيحة تامة إذا ثبت أف الموقوؼ عليو لم يفرط في توجهو إلى الدار محل
التبرع لقبضها قبل كفاة الواقف إال أنو لم يدرؾ قبضها.3
بخصوص التبرع بدار السكنى ،نظرا ألىمية ىذه األخيرة في حياة اإلنساف ،فاشترطوا لصحة
التبرع بها ثبوت استغناء المتبرع بها عنها بما يدؿ على ىذا االستغناء ،كذلك بإخبلئها من
جميع شواغلو كأمتعتو ،كخركجو منها ليقع الوقف صحيحا ،كذلك حسب نص المادة 31من
مدكنة األكقاؼ التي كرد فيها ما يلي" :يشترط لصحة كقف شخص محل سكناه إفراغو إما
بمعاينة البينة لذلك ،أك بكل ما يفيد اإلفراغ حكما" .كمتن ىذه المادة يتوافق مع ما جاء بو
ابن عاصم في التحفة حيث يقوؿ:4
1أر ٞحُ٤ُٞي حرٖ ٍٗي حُوَ١ز ٢حُـي :حُز٤خٕ ٝحُظلٝ َ٤ٜحَُ٘ف ٝحُظٞؿٝ ٚ٤حُظؼِ َ٤ك ٢حُٔٔخثَ حُٔٔظوَؿش ،طلو٤نٓ :لٔي
كـ ،٢حُطزؼش :حُؼخٗ٤ش ،حُٔ٘شٓ ،1988-1404 :طزؼش ىحٍ حُـَد ح ٢ٓ٬ٓ٩رَٝ٤ص ُز٘خٕ ،ؽ.15:ٙ ،14 :
ٜٗ 2خد حُي ٖ٣أكٔي رٖ حىٍ ْ٣حُوَحك، ّ،ّ ،٢ؽ .235:ٙ ،6:
3أر ٞحُ٤ُٞي حرٖ ٍٗي حُوَ١ز ٢حُـي .15 :ٙ ،ّ :ّ :
َٗ 4ف حُظللشُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.246:ٙ،ّ،ّ ،٢١
75
كإضافة إلى ىذا الشرط حدد الفقهاء مدة معينة لهذا اإلخبلء تتمثل في سنة.
يقوؿ ميارة في شرحو لهذه األبيات" :البد من خركجو منها كمعاينة الشهود خبلءىا منو
كمن أثاثو كأسبابو سنة كاملة .فإف رجع إليها قبل السنة ،كاستمر فيها إلى أف مات بطل
التحبيس ،كإف رجع إليها بعد السنة ،فإف كاف التحبيس على الكبار نفذ التحبيس كصح ،كإف
كاف على الصغار بطل كىذا التفصيل بعينو يجرم في الهبة كالصدقة".2
كالرجوع بعد السنة يصح معو الحبس كالهبة حتى مع الصغار كبو العمل حتى مع رجحانو
....كأما إف كقع قبل السنة فالبطبلف مطلقا ،كقعت العطية ألجنبي أك لولد مطلقا صغيرا كاف
أك كبيرا .ىذا ىو الحق في النازلة ،كمن ارتاب فلينظر كبلـ الناس.3
َٗ 1ف حُظللشُُٞ :ي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.246:ٙ،ّ:ّ ،٢١
َٗ 2ف ٓ٤خٍس ػِ ٠طللش حُلٌخّ ،ّ :ّ :ؽ.138:ٙ ،2 :
َٗ 3ف ٓ٤خٍس ػِ ٠طللش حُلٌخّ ،ّ :ّ :ؽ .139 :ٙ ، 2:
76
كبمفهوـ المخالفة ،فإف رجوع الواقف إلى االنتفاع بالعقار الذم حبسو قبل مركر الحوؿ
على الحوز كلو بكراء يبطل الوقف ،كىو ما كرد في مختصر الشيخ خليل بقولو " :كبطل أف
2
عاد لسكنى ممكنو قبل عاـ 1....كتكريسا لهذا صدر قرار لمحكمة االستئناؼ بالقنيطرة
قضى بما يلي" :البد لصحة العطية المنصبة على دار من معاينة إخبلء المعطي ألمتعتو منها،
كإشهاد عدلين على ذلك ،كال يعود لسكناىا كلو بكراء قبل مضي سنة على األقل من تاريخ
الحيازة ،فإف عاد إليها قبل ذلك كمات بطلت العطية ،إال أف يكوف طريدا ،أك مريضا ،فأكاه
الموقوؼ عليو .كال يضر إف رجع بعد السنة المذكورة".
كالمبلحظ بهذا الصدد أف مدكنة األكقاؼ أبقت على شرط معاينة البينة كإحدل طرؽ
ممارسة الحوز ،كتخلت عن شرط مركر السنة المشار إليها آنفا ،كالمعموؿ بو في قواعد الفقو،
كلعل سبب تخليها عن ىذا الشرط راجع لكونها أحاطت الوقف بما يكفي من الضمانات في
أكثر من موضع ،كمن أمثلة ذلك اشتراطها اإلشهاد لصحة الوقف المنصوص عليو في المادة
24من المدكنة ،كتكريسها لقاعدة عدـ جواز الرجوع فيو بعد انعقاده ،كأنو ينتج آثاره بمجرد
ىذا االنعقاد حسب المادتين 37ك.38
كيبدك أف تخلي المدكنة عن شرط مركر السنة ليس فيو أم تعارض مع قواعد الفقو
المعموؿ بها في ىذا الشأف ،كال يضر الوقف العاـ في شيء ،نظرا إلعطائو جميع الضمانات
القانونية التي تحقق لو الحماية.
77
.2حوز األرض:
من المعلوـ أف األرض ماؿ مستقر في مكانو غير قابل للنقل .1كحوز األرض من المسائل
التي سكتت عنها مدكنة األكقاؼ ،لتسرم عليها بذلك أحكاـ الحوز المبسوطة في كتب الفقو،
كبالتالي فحوزىا يقتضي التوجو إلى مكاف كجودىا لئلشهاد على الطرفين بالحوز كمعاينتو،
كذلك بوقوفهم عليها كالتطواؼ بها ،كتبياف حدكدىا ،كالتأكد من فراغها من شواغل الواقف
كأمتعتو ،كرفع يده عنها كتمكين الموقوؼ عليو من كضع يده عليها كبسطها لو بدكف معارض.
1ػَٔ ح٧ر ١َٗ :ٞ٤حُل ُٞك ٢حُظزَػخص ،حُطزؼش :حٓ ،٠ُٝ٧طزؼش ح٤٘ٓ٧ش رخَُرخ ،١حُٔ٘ش :أًظٞرَ .117 :ٙ ، 2011
2ػَٔ ح٧ر.130 :ٙ ،ّ،ّ :ٞ٤
78
كمن األمثلة على ذلك تسجيل الوقف بالسجل التجارم إذا كاف الماؿ الموقوؼ أصبل تجاريا،1
أك تسجيلو بالمكتب المغربي للملكية الصناعية كالتجارية إذا كاف حقا من حقوؽ الملكية
الصناعية ،2أك لدل مصلحة مراقبة كتسجيل السيارات إذا كاف ىذا الماؿ عبارة عن ناقلة مثبل.
لكن بحكم التطور الذم عرفو المجتمع خصوصا في الميداف التجارم ،جعل تسليم
البضاعة يقوـ مقاـ حيازتها أحيانا كما ىو الشأف بالنسبة للقيم المنقولة التي يتم حوزىا عن
طريق التنازؿ المادم عن السندات المثبتة لها ،على أف تراعى في عملية تسليمها ما تقتضيو
النصوص القانونية المنظمة لها ،3أما بخصوص الديوف فحيازتها تتم بوجو عاـ بتسليم سند
الدين ،كاإلشهاد على ذلك معاينة قبل حصوؿ المانع للمتبرع عليو ،كما أف حيازة ىذا األخير
لرسم إثبات الدين تعتبر كافية في حوزه.
1ػَف حَُٔ٘ع حُٔـَر ٢ح َٛ٧حُظـخٍ ١ك ٢حُٔخىس ٓ ٖٓ 79يٗٝش حُظـخٍس رؤٗٓ ":ٚخٍ ٓ٘وٓ ٍٞؼ٘ َٔ٘٣ ١ٞؿٔ٤غ حٞٓ٧حٍ
حُٔ٘وُٞش حُٔوٜٜش ُٔٔخٍٓش ٗ٘خ ١طـخٍ ١أ ٝػيس أٗ٘طش طـخٍ٣ش".
ًٔخ ػَك ٚرؼ ٞحُلو ٚرٌٓ ":ٚٗٞخٍ ٓؼ٘٘ٓ ١ٞو٣ ٍٞظٌٓ ٖٓ ٕٞـٔٞػش ٖٓ حُؼ٘خ َٛحُٔخى٣ش ٝحُٔؼ٘٣ٞش حًُِٔٔٞش ُِظخؿَ ٝحُظ٢
٣وٜٜٜخ ُِٔحُٝش ٗ٘خ ٚ١حُظـخٍٓ ٌَ٘٣ ٞٛٝ ،١لٜٓٞخ هخٗ٤ٗٞخ ٓٔظو ٬ػٖ حُؼ٘خ َٛحٌُٔٗٞش ُ.ٚ
ػِٔ٤ِٓ ٢خٕ حُؼز٤ي :١ىٍحٓخص ك ٢حُوخٗ ٕٞحُظـخٍ ١حُٔـَرٓ ،٢طزؼش ح٤٘ٓ٧ش رخَُرخ ،١حُٔ٘ش،1966:ى ًًَ ٕٝحُطزؼش،
.184:ٙ
ػزي حُِط٤ق ٓ٘زخٍ :ح َٛ٧حُظـخٍ ١ك ٢حُظَ٘٣غ حُٔـَرٓ ،٢وخٍ ٓ٘٘ ٍٞرخُٔـِش حُوخٗ ،ٕٞحُؼيى ،15 :حُٔ٘ش:
.252:ٙ،1987
أكٔي حُٓٞ٤ل ٢حُزَه :٢حُٔ٠خٓ ٖ٤حُٔؼزَس ػٖ ح َٛ٧حُظـخٍٝ ١حُٔلخ ْ٤ٛح٧هَ ٟحُٔـخٍٝس ُٓ ،ٚوخٍ ٓ٘٘ ٍٞرخُٔـِش
حُٔـَر٤ش ُ٬هظٜخى ٝحُوخٗ ٕٞحُٔوخٍٕ ،حُؼيى،24:حُٔ٘ش.31:ٙ،1995:
ػزي حُِط٤ق أػٔ :ٞطط ٍٞح َٛ٧حُظـخٍٓ :١وخٍ ٓ٘٘ ٍٞرٔـِش حٗ٩ؼخع ،حُؼيى ،17:حُٔ٘ش.95:ٙ،1998:
ٌٛح ٘٘٣ٝؤ ح َٛ٧حُظـخًٍٞ ١كيس هخٗ٤ٗٞش ٓٔظوِش رٔـَى طٞكَ ػ٘ ١َٜحُِر٘خء ٝحُٔٔؼش حُظـخٍ٣ش ،حٌُِ٣ ٖ٣ؼظَحٕ أٓخٖٓ٤٤
رلٔذ حُوخٗ ٕٞحُٔـَر ،٢اً ط٘ ٚحُلوَس ح ٖٓ ٠ُٝ٧حُٔخىس ٓ ٖٓ 80يٗٝش حُظـخٍس ػِ ٠أٗ٘٣ ":ٚظَٔ ح َٛ٧حُظـخٍٝ ١ؿٞرخ
ػُِ ٠ر٘خء ٔٓٝؼش طـخٍ٣ش"ٓ ٞٛٝ .خ ٣ل٤ي ٟ٘ٔخ أٗ ٚرظٞكَ ٖ٣ٌٛحُؼ٘ ٖ٣َٜطٌظَٔ ٓوٓٞخص ح َٛ٧حُظـخٍ ١رـ ٞحُ٘ظَ ػٖ
ٝؿٞى حُؼ٘خ َٛح٧هَ ٟأّ ٣ُِِٔ .٫ي ٖٓ حُظل َ٤ٜأٗظَ :
كئحى ٓؼَٗ: ٍ٬ف حُوخٗ ٕٞحُظـخٍ ١حُٔـَر ٢حُـي٣يٓ ،طزؼش ىحٍ ح٥كخم حُٔـَر٤ش رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُٔ٘ش ،2009:حُطزؼش
حُؼخُظشٓٝ 153:ٙ،خ رؼيٛخ.
٣ُِِٔ 2ي ٖٓ حُظل َ٤ٜك ٍٞػِٔ٤ش طٔـ َ٤كن ٖٓ كوٞم حٌُِٔ٤ش حُٜ٘خػ٤شًُ ١َٝٗٝ ،ي أٗظَ:
ٓلٔي ٓلزٞر :٢حُ٘ظخّ حُوخُِٗ ٢ٗٞؼٓ٬خص كٟٞ ٢ء حُظَ٘٣غ حُٔـَر ٢حُٔظؼِن رلوٞم حٌُِٔ٤ش حُٜ٘خػ٤ش ٝح٫طلخه٤خص
حُي٤ُٝشٓ ،طزؼش ىحٍ أرٍ ٢هَحم ُِطزخػش ٝحَُ٘٘ رخَُرخ ،١حُٔ٘شٓٝ 63:ٙ،2011:خ رؼيٛخ.
ٓ 3لٔي ِٗ٤ق :طٌ ٖ٣ٞحُٞهق كٟٞ ٢ء هَحءس ٓ٤ظٞىُٞٝؿ٤ش.231:ٙ ،ّ :ّ ،
79
جاء في المدكنة الكبرل " :قلت :أرأيت إف كىبت لرجل دينا لي عليو كيف يكوف قبضو.
قاؿ :إذا قاؿ قبلت فذلك جائز لو ،كىذا قبض ألف الدين عليو كىو قوؿ مالك كإذا قبل
سقط .قلت :فإف كىبت لرجل دينا على رجل آخر .قاؿ :قاؿ مالك إذ أشهد لو كجمع بينو
كبين غريمو كدفع إليو ذكر الحق فهو قد قبض .فإف لم يكن كتب عليو ذكر حق كيف يضع.
قاؿ :إذا أشهد لو كأحاؿ عليو فهذا قبض في قوؿ مالك .قلت :فإف كاف الغريم غائبا فوىب
لرجل مالو على غريمو كأشهد بذلك كدفع إليو ذكر الحق كأحاؿ عليو أف يكوف ىذا قبضا في
قوؿ مالك .قاؿ نعم قلت أرأيت الدين إف كاف على الرجل كىو ........لرجل معي بالفسطاط
كأشهدت لو كقبل أترل ذلك جائزا قاؿ نعم .قلت لم أجزتو في قوؿ مالك .قاؿ ألف الديوف
ىكذا تقبض كليس ىو شيئا بعينو يقبض كإنما ىو دين على رجل فقبضو أف يشهد لو كيقبل
الموىوب لو الهبة".1
لكن الحوز في المنقوؿ ال يقف عند ىذا الحد بل يجب أف يعزز بتسليم الوثائق المثبتة
لملكية الماؿ الموقوؼ ،حتى تبرأ ذمة الموقوؼ عليو في مواجهة الغير عند االقتضاء ،كىنا
ينص الفصل 456من ؽ.ؿ.ع.ـ .على ما يلي" :يفترض في الحائز بحسن نية شيئا منقوال أك
مجموعة من المنقوالت أنو قد كسب ىذا الشيء بطريق قانوني كعلى كجو صحيح ،كعلى من
يدعي العكس أف يقيم الدليل عليو .كال يفترض حسن النية في من كاف يجب عليو اف يعلم
عند تلقيو أف من تلقاه منو لم يكن لو حق التصرؼ فيو".
كيقودنا – ما سلف -إلى مسألة غاية في األىمية تهم موضوع الحوز حيث سأطرح
السؤاؿ التالي:
ىل يعتبر الوقف باطبل إذا تعذر حصوؿ الحوز لسبب ما؟
80
بالرجوع إلى كتب الفقو ،فإننا نجدىا قد أكلت ىذه المسألة العناية الكافية كاالىتماـ
الكبير ،ذلك أف إجماع الفقهاء قائم على أف الوقف صحيح ،إذا كجدت قوة قاىرة ،1منعت
الموقوؼ عليو من الحوز ،كبالتالي فاإلشهاد بالتبرع في ىذه الحالة يغني عن الحيازة التي تعذر
تحقيقها ،كىذا استثناء من كجوب ثبوت الحيازة بمعاينة البينة الشاىدة بالتبرع.2
كفي نفس السياؽ كرد في فتاكل ابن رشد ...." :إذا حاؿ الخوؼ بين الوصوؿ إلى
موضع األمبلؾ المتصدؽ بها لحيازتها بالتطوؼ عليها اكتفى باإلشهاد ،كال تبطل الصدقة إذا
مات المتصدؽ قبل الوصوؿ إليها.4"...
كالذم يمكن أف نستخلصو مما سبق أف األصل في الحوز ىو معاينة البينة لو قبل
حصوؿ المانع ،لكن االستثناء الوارد على ىذا األصل ىو االكتفاء باإلشهاد على الحبس دكف
معاينتو حيث يعتبر صحيحا كينفذ في ىذه الحالة.
ك بالرجوع إلى مقتضيات مدكنة األكقاؼ ،نجد أف المادة 27منها نصت على حاالت
يمكن االستغناء فيها عن شرط الحوز كىي كالتالي:
81
صرح الواقف بإخراج الماؿ الموقوؼ من مالو عاش أك مات؛
إذا َّ
إذا كاف الواقف في حالة مرض الموت مع مراعاة أحكاـ المادة 6أعبله؛
إذا كاف الوقف معلقا على عمل ينجزه الموقوؼ عليو.
كىذه الحاالت تقودنا إلى القوؿ إف المشرع المغربي قد خلق االنسجاـ بين ما جرل بو
العمل من المذىب المالكي في ىذه المسألة ،كما أفرزتو الممارسة الواقعية كما كرسو القضاء.
82
83
إف البحث في مصادر إنشاء الوقف العاـ ،كآثار قيامو من خبلؿ منهجية مقارنة بين الفقو
اإلسبلمي ،كمقتضيات مدكنة األكقاؼ لمن شأنو أف يسلط الضوء على ىذه المصادر التي
جاءت محددة في ثبلثة مصادر رئيسية كىي العقد ،الوصية ،ك القانوف ،كالتي يظهر من خبلؿ
تحليلها الترابط بين مقدماتها كاآلثار المترتبة عنها سواء المتعلقة بالواقف أك الموقوؼ عليو.
ك إلبراز أحكاـ مصادر إنشاء الوقف العاـ ،كصفتو ،كآثار قيامو ،سأقسم ىذا الفصل
على الشكل التالي:
84
85
الوقف حسب المادة األكلى من مدكنة األكقاؼ ىو :كل ما حبس أصلو بصفة مؤبدة أك
مؤقتة ،كخصصت منفعتو لجهة بر كإحساف عامة أك خاصة .كيتم إنشاؤه بعقد أك بوصية أك
بقوة القانوف".
من ىنا يظهر لنا بشكل جلي أف المصدر األساسي للوقف ىو العقد ،كالمقصود ىنا
بالعقد –في مفهومو الفقهي -في ىذه الحالة التصرؼ الرامي إلى إحداث أثر قانوني بإرادة
منفردة ،صادرة عن الواقف كىي المعتبرة حقيقة مصدرا للوقف ،في حالة الموقوؼ عليو غير
المعين .أما إذا كاف الموقوؼ عليو معينا ،فاتحاد اإلرادتين المبني على التراضي يكوف ىو
المصدر في تكوين العقد.
أما الوصية كمصدر ثاني لتكوين عقد الوقف فبل تمثل إال كصفا يؤكد عدـ نفاذ العقد إال
عند موت الموصي بالوقف.
كحسب المادة المشار إليها أعبله ،نجد المشرع قد أضاؼ القانوف كمصدر آخر
لتكوين الوقف العاـ كقد حددىا المشرع من خبلؿ المادة 50من مدكنة األكقاؼ التي كرد
فيها " :تعتبر كقفا عاما بقوة القانوف على عامة المسلمين جميع المساجد كالزكايا كاألضرحة
كالمقابر اإلسبلمية ،كمضافاتها كاألمبلؾ الموقوفة عليها".
كلئلحاطة بهذه المصادر جميعها يقتضي األمر تقسيم ىذا الفرع إلي ما يلي:
86
املبحح األ : ٍٚايٛقف ايعاّ َصدز ٙعكد أٚ ٚص١ٝ
من المعلوـ أف المشرع المغربي لم يعمل على تنظيم أحكاـ عقد الوقف رغم شهرتو
ككثرة تداكلو ،كبالتالي إذا كاف العقد مصدرا من مصادر الوقف العاـ ،فبل بد من الوقوؼ على
طبيعة ىذا العقد كخصائصو ،كذلك باالستناد إلى قواعد الفقو اإلسبلمي من جهة ،كإلى
األحكاـ العامة لنظرية االلتزامات كالعقود من جهة ثانية ،كذلك ليصير عقد الوقف معلوما غير
مجهوؿ.
أما الوصية كمصدر ثاني من مصادر تكوين الوقف العاـ ،فهي عقد تبرع ال ينفذ إال بعد
كفاة الواقف النعداـ حيازة الماؿ الموقوؼ قبل حصوؿ المانع.
كلئلحاطة بجوانب ىذه المصادر سأقسم ىذا المبحث على الشكل التالي:
كالعقد حسب تعريف الفقهاء ىو االرتباط الحكمي بين اإليجاب الصادر من أحد
العاقدين كالقبوؿ الصادر من العاقد اآلخر ،إذا صدرا مستوفين لشرائطهما الشرعية ،بمعنى
ارتباط القبوؿ باإليجاب ،ارتباطا يظهر أثره في المعقود عليو على كجو مشركع.1
1ػِٓ ٢لٔي ؿؼلَ :طخٍ٣ن حُوٞحَٗٓٝ ٖ٤حكَ حُظَ٘٣غ حٓ ،٢ٓ٬ٓ٩طزؼش حُٔئٓٔش حُـخٓؼ٤ش ُِيٍحٓخص ٝحَُ٘٘ ٝحُظ٣ُٞغ،
حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش.304:ٙ،1986 :أٗظَ ًٌُي:
ٓلٔي أرَُٛ ٞس :حٌُِٔ٤ش ٗٝظَ٣ش حُؼوي ك ٢حَُ٘٣ؼش ح٤ٓ٬ٓ٩شٓٝ 199:ٙ،ّ،ّ ،خ رؼيٛخ.
87
كحسب بعض الفقو فالعقد ىو توافق إرادتين أك أكثر على إحداث أثر قانوني.1
كتراضي اإلرادتين أك توافقهما يقتضي حصوؿ اإليجاب من جهة كالقبوؿ من جهة ثانية.
لكن بالرجوع إلى مقتضيات مدكنة األكقاؼ نجد أف العقد بمعناه األخير يمكن أف ال
نعتبره مصدرا للوقف ألف ىذا األخير ينعقد باإليجاب كحده ،كذلك حسب ما نصت عليو
المادة 17من المدكنة .كال يكوف القبوؿ شرطا الستحقاؽ الوقف إال إذا كاف الموقوؼ عليو
شخصا معينا (المادة 18من المدكنة) كلتناكؿ عقد الوقف بشيء من التفصيل سوؼ يتم
تقسيم ىذا المطلب إلى فقرتين ،تخصص األكلى للحديث عن طبيعة عقد الوقف ،كالثانية
للخصائص المميزة لهذا العقد.
إف أم تصرؼ قانوني ينبني على اتجاه إرادة شخص كاحد إلى إحداث أثر قانوني ،ىو
تصرؼ بإرادة منفردة دائما ،كىذا يعني أف اإلرادة ،باعتبارىا ىذا ىي مصدر االلتزاـ ،حتى كلو
كاف لزكـ اآلثار الناشئة عنها ،يقتضي ارتباطها بإرادة أخرل ،إلنشاء العقد الذم يمثل الصورة
األصلية ألم تصرؼ قانوني ،ذلك أف ضركرة العقد للزكـ اآلثار ،أمر يتحدد في إرادة المتعاقد
نفسها ،أم أف تماـ العقد يكوف ضركريا لنشوء االلتزاـ قانونا إذا كاف ىذا ىو قصد صاحب
اإلرادة ،كلكن إف تبين أف شخصا يعبر عن إرادتو في االلتزاـ دكف أف يجعل ذلك متوقفا على
٣ ُْ 1ؼَف حَُٔ٘ع حُٔـَر ٢حُؼوي ه٬ف حَُٔ٘ع حُلَٗٔٓ ٌُٖ ، ٢ـٔٞػش ٖٓ كوٜخء حُوخٗ ٕٞأػطٞح ُ ٚطؼَ٣لخص طٜذ ك٢
ٗلْ حُٔؼ٘٬١٬ُ ،٠ع ػًُِ ٠ي أٗظَ:
ػزي حَُُحم أكٔي حُٔ٘ :١ٍٜٞحُ ٢٤ٓٞكَٗ ٢ف حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ،٢حُٔـِي ح.138:ٙ،ّ،ّ،ٍٝ٧
حىٍ ْ٣حُؼِ ١ٞحُؼزي :١ٝ٫حُ٘ظَ٣ش حُؼخٓش ُُ٬ظِحّٗ ،ظَ٣ش حُؼوي ،حُطزؼش :ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش.105 :ٙ ،1996 :
ٓؤٓ ٕٞحٌُِرَٗ :١ظَ٣ش حُ٫ظِحٓخص كٟٞ ٢ء هخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص ٝحُؼوٞى حُٔـَر ،٢حُـِء حٜٓ :ٍٝ٧خىٍ
حُ٫ظِحٓخصٓ ،طزؼش حُ٘ـخف حُـي٣يس رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُطزؼش حُؼخٗ٤ش،حُٔ٘ش.30:ٙ،1976:
88
ارتباطو بأم شخص آخر ،أم دكف حاجة إلى عقد ،فإنو يلتزـ التزاما نهائيا بإرادتو المنفردة،
كالتي تصبح في ىذه الحالة مصدرا لبللتزاـ.1
من ىنا يمكن القوؿ إف تعبير الواقف بإرادتو المنفردة يكوف ىو السبب المنشئ لعقد
الوقف سواء كاف ىذا التعبير صريحا أك ضمنيا .ألف الوقف في حد ذاتو كتصرؼ قانوني بإرادة
منفردة ال يصنف فقها ضمن أبواب العبادات كإنما ضمن المعامبلت المالية ، 2كىي العلة التي
جعلتو ضمن مجموعة التصرفات بإرادة منفردة ،كىو ما أخدت بو بعض التشريعات كالتشريع
الموريتاني مثبل.3
كاإلرادة الصادرة عن الواقف كالتي أساسها الرضا تكوف إيجابا كيكوف لها كجود من كقت
التعبير عنها ،لكنها ال تنتج أثرىا إال من كقت كصولها إلى الموقوؼ عليو إذا كاف معينا .كاألثر
الناتج عن ذلك ىو اقتراف اإليجاب بالقبوؿ الذم يترتب عنو انعقاد العقد.
كاإليجاب الصادر عن الواقف ىنا ليست لو أية قوة إلزامية ،فلو أف يرجع عنو ماداـ لم
يقترف بقبوؿ الموقوؼ عليو المعين .كىذا ما نصت عليو المادة 26من ؽ .ؿ .ع .ـ التي كرد
فيها" :يجوز الرجوع في اإليجاب ماداـ العقد لم يتم بالقبوؿ أك الشركع في تنفيذه من الطرؼ
اآلخر".
1حػظزَ هخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص ٝحُؼوٞى حُٔـَر ٢حٍ٩حىس حُٔ٘لَىس ٜٓيٍح ُُ٬ظِحّ اُ ٠ؿخٗذ حُؼوي .
ٌٛ ٝح ٓخ ٣ظ٠ق ٖٓ ٗ ٚحُٔخىس ح ٖٓ ٠ُٝ٧هخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص ٝحُؼوٞى حُظ ٢ؿؼِض حُٜٔيٍ حَُثُ٬ُ ٢ٔ٤ظِحّ ٞٛحُؼوي ،ػْ ٚ٤ِ٣
حُظ٣َٜلخص ح٧هَ ٟحُٔؼزَس ػٖ حٍ٩حىسٌٛٝ ،ح ٣ل٤ي إٔ حُؼوي ٞٛحُٜٔيٍ حُ٬ُ ٢ِٛ٧ظِحّ ،أٓخ حٍ٩حىس حُٔ٘لَىس ك٢ٜ
ٜٓيٍ ػخٗ٣ُِِٔ . ١ٞي ٖٓ حُظٓٞغ ك ٌٙٛ ٢حُ٘وطش أٗظَ:
حىٍ ْ٣حُؼِ ١ٞحُؼزيَٗ :١ٝ٫ف حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ،٢حُ٘ظَ٣ش حُؼخٓش ُُ٬ظِحّ ،حُـِء حُؼخٗٓ ،٢طزؼش حُ٘ـخف حُـي٣يس رخُيحٍ
حُز٠٤خء ،حُٔ٘شٓٝ 10:ٙ ،2000 :خ رؼيٛخ.
2أٗ ٍٞحُلِ٣غ :ح ١٩خٍ حُظَ٘٣ؼُ٘ ٢ظخّ حُٞهق ك ٢حُزِيحٕ حُؼَر٤شٗ :ز ٚحُـَِ٣س حُؼَر٤شٍٝ ،هش ٓويٓش ُ٘يٝسٗ ":،ظخّ حُٞهق
ٝحُٔـظٔغ حُٔيٗ ٢ك ٢حُ ٖ١ٞحُؼَر،:٢رَٝ٤ص،حُٔ٘ش.4:ٙ،2001:
3حهظخٍ حَُٔ٘ع حُٔ٣ٍٞظخٗ ٢اىٍحؽ أكٌخّ حُٞهق ٖٟٔهخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص ٝحُؼوٞى ري ٖٓ ٫ط٘ظ ٚٔ٤ر٘ ٚهخ٣ُِِٔ ،ٙي ٖٓ
حُظل َ٤ٜك ٌٙٛ ٍٞحُ٘وطش أٗظَ:
ٓـ٤يس حُِ٣خٗٓ :٢يٗٝش حٝ٧هخف حُٔـَر٤ش :ىٍحٓش ٜٓ٘ـ٤ش ك ٢ح ٝ ْٓ٧ح٧رؼخى.41:ٙ،ّ،ّ ،
89
أما في حالة الموقوؼ عليو غير المعين ،فاإليجاب الصادر عن الواقف في ىذه الحالة
يكوف كافيا لقياـ عقد الوقف بشكل صحيح.
ػزي حَُُحم أكٔي حُٔ٘ :١ٍٜٞحُ ٢٤ٓٞكَٗ ٢ف حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ،٢حُـِء ٓٝ ،1 :ٙ ،4:خ رؼيٛخ .أٗظَ ًٌُي: 1
ػزي حَُكٔخٕ حَُ٘هخ :١ٝهخٗ ٕٞحُؼوٞى حُٔٔٔخسٓ ،طزؼش ح٤٘ٓ٧ش رخَُرخ ،١حُٔ٘شٓٝ 6 :ٙ،2011 :خ رؼيٛخ
ٓلٔي ٓلزٞر :٢حُٞؿ ِ٤ك ٢حُؼوٞى حُٔٔٔخسٓ ،طزؼش ىحٍ حُوِْ رخَُرخ ،١حُٔ٘ش.7ٝ 6:ٙ،2002:
- Moummi Saad : Droit civil, droit des obligations en droit compare français et
marocain, Edition Elbadii, Marrakech, 2000,p : 37.
90
ترتبط بها" .كتظم ىذه العقود :عقد البيع كالمعاكضة كالكراء ،كالوديعة كالعارية ،كالوكالة،
كاالشتراؾ كالغرر كالصلح كالكفالة كالرىن الحيازم.1
لكن ما ينبغي االنتباه إليو أف قائمة العقود المسماة تختلف من دكلة إلى أخرل ،كتزيد أك
تنقص مع مركر الزمن ،بحسب زيادة أك نقصاف أىمية ىذه العقود ،كمدل شيوعها في
المعامبلت بين الناس .2فالعبرة إذا بواقعة العقد كمدل تسمية المجتمع لو ،كليس تنظيم
المشرع ألحكامو ،مما يستدعي أف يقوـ القاضي بالتحرم عن الطبيعة القانونية لحقيقة العقد،
استنادا إلى الضوابط القانونية التي تميز كل عقد من العقود .3فعقد الوقف مثبل رغم شهرتو
ككثرة تداكلو لم يكفلو المشرع المغربي بتنظيم خاص ألحكامو ،على غرار باقي العقود األخرل
ٗ 1ظْ حَُٔ٘ع حُٔـَر ٢ح٧كٌخّ حُؼخٓش ُ ٌٜٙحُؼوٞىٝ ،ح٥ػخٍ حُٔظَطزش ػٜ٘خ ٖٟٔحٌُظخد حُؼخٗ ٖٓ ٢هخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص
ٝحُؼوٞى ٝكن ٓخ :٢ِ٣
ػوي حُز٤غ ٖٓ حُل 478:َٜاُ ٠حُل618 َٜ؛
ػوي حُٔؼخٟٝش ٖٓ حُل 619:َٜاُ ٠حُل625 َٜ؛
ػوي حٌَُحء ٖٓ حُل627 :َٜاُ ٠حُل722 َٜ؛
ػوي حُٞى٣ؼش ٝحُلَحٓش ٖٓ حُل 781:َٜاُ828 ٠؛
ػوي حُؼخٍ٣ش ٖٓ حُل829 :َٜاُ869 ٠؛
ػوي حًُٞخُش ٖٓ حُل879 :َٜاُ958 ٠؛
ػوي حٗ٫ظَحى ٖٓ حُل 959 :َٜاُ1091 ٠؛
ػوٞى حُـٍَ ٖٓ حُل 1092 َٜاُ1097 ٠؛
ػوي حُِٜق ٖٓ حُل 1098 َٜاُ1116 ٠؛
ػوي حٌُلخُش ٖٓ حُل 1117 َٜاُ1169 ٠؛
حَُ ٖٛحُل٤خُ ٖٓ ١حُل 1170 َٜاُ.1240 ٠
ٓ 2لٔي حُؼَ :٢ٛٝحُٔوظ َٜك ٢رؼ ٞحُؼوٞى حُٔٔٔخسٓ ،طزؼش َٓؿخٕ رٌٔ٘خّ ،حُطزؼش حُؼخٗ٤ش ،حُٔ٘شٓٝ 4:ٙ،2012:خ
رؼيٛخ.
٣ُِِٔ 3ي ٖٓ ح٬١٫ع أٗظَ:
ٍٓ٠خٕ ٓلٔي أر ٞحُٔؼٞىَٗ :ف أكٌخّ حُوخٗ ٕٞحُٔيٍٗٞ٘٘ٓ ،٢حص حُلِز ٢حُلوٞه٤ش ،حُٔ٘ش.17:ٙ ،2010:
أكٔي أىٍٓ :ٕٞ٣يهَ ُيٍحٓش هخٗ ٕٞحُؼوٞى حُٔٔٔخسٓ ،طزؼش حُزُِ ٢ِ٤ًٞطزخػش ٝحَُ٘٘ ٝحُظ٣ُٞغ رخُو٘٤طَس،
حُٔ٘ش.78:ٙ،1995:
91
كالسبب في ذلك راجع إلى كوف الوقف بقي خاضعا ألحكاـ الفقو اإلسبلمي شأنو شأف باقي
عقود التبرع األخرل.
فعملية التبرع الصادرة عن الواقف تكوف برضاه كعن طيب خاطره ،يقوؿ اهلل تعالى»:
«.3
كعن مسألة التراضي يقوؿ شيخ اإلسبلـ ابن تيمية ..." :ففي التبرعات علق الحكم
بطيب النفس كفي المعاكضات علق الحكم بالتراضي ،ألف كبل المتعارضين يطلب ما عند
اآلخر كيرضى بو ،بخبلؼ المتبرع فإنو يبذؿ لو شيء يرضى بو ،كلكن قد تسمح نفسو بالبذؿ
كطيب النفس كفي الحديث " :ال يحل ماؿ امرئ مسلم إال عن طيب نفس منو" كالتراضي
1حُظَح ٞٛ ٢ٟؿ َٛٞحُؼويٌُُ ،ي أػطخ ٙكوٜخء حَُ٘٣ؼش ٝحُوخٗ ٕٞحُؼ٘خ٣ش حُُٓ٬ش ُٗ ٚظَح ٌُ٣ ٚٗٞؼزَ ػٖ حٍ٩حىس رٌَ٘ كؼخٍ
ٝا٣ـخرُِٝ ،٢ظٓٞغ كٓ ٢ل ٌٖٔ٣ ٜٚٓٞح٬١٫ع ػِٓ ٠خ :٢ِ٣
ٓؤٓ ٕٞحٌُِرَٗ :١ظَ٣ش حُ٫ظِحٓخص.76:ٙ،ّ:ّ ،
أكٔي ٌَٗ ١حُٔزخػٗ :٢ظَ٣ش رط ٕ٬حُؼوٞى ك ٢حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ٢حُٔـَرٝ ٢حُلو ٚحٝ ٢ٓ٬ٓ٩حُوخٗ ٕٞحُٔوخٍٕٓ ،طزؼش
ػٌخ ٝرخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُٔ٘شٓٝ 137:ٙ،1987:خ ٜ٤ِ٣خ.
هخُي ػزي هللا ػ٤يٓ :زخىة حُظَ٘٣غ حٓ ،٢ٓ٬ٓ٩طزؼش ًَٗش حُ ٍ٬ٜحُؼَر٤ش ُِطزخػش ٝحَُ٘٘ رخَُرخ ، ١حُٔ٘ش
ٓٝ 344:ٙ،1986:خ ٜ٤ِ٣خ.
ٛزلٓ ٢لٜٔخٗ :٢حُ٘ظَ٣ش حُؼخٓش ُِٔٞؿزخص ٝحُؼوٞى ك ٢حَُ٘٣ؼش ح٤ٓ٬ٓ٩ش ،رلغ ٓوخٍٕ ك ٢حٌُٔحٛذ حُٔوظِلش
ٝحُوٞحٗ ٖ٤حُلي٣ؼش ،حُـِء حٓ ،ٍٝ٧طزؼش ىحٍ حُؼِْ ُِٔ ٖ٤٣٬رزَٝ٤ص ،حُطزؼش حُؼخُؼش ،حُٔ٘شٓٝ 263 :ٙ،1983:خ
رؼيٛخ.
حىٍ ْ٣حُؼِ ١ٞحُؼزي.168 :ٙ ،ّ :ّ :١ٝ٫ 2
92
كالطيب يعتبراف ممن لو العقد كىو المالك أك كليو أك ككيلو" .1من ىنا يظهر أف عقد الوقف ال
يتم إال بالتراضي كذلك تبعا ألحكاـ النظرية العامة للعقد.
كفي ىذا ينص الفصل 19من ؽ .ؿ .ع .ـ على ما يلي" :ال يتم االتفاؽ إال بتراضي
الطرفين على العناصر األساسية لبللتزاـ كعلى باقي الشركط المشركعة األخرل التي يعتبرىا
الطرفاف أساسية .كالتعديبلت التي يجريها الطرفاف بإرادتهما على االتفاؽ فور إبرامو ال تعتبر
جزءا من االتفاؽ األصلي كذلك مالم يصرح بخبلفو"
زابعا :عكد ايٛقف عكد ًَصّ جلاْب ٚاحد عً ٢ضب ٌٝايتربع:
الوقف كعقد ملزـ لجانب كاحد ينشأ بإرادتين ،كال تلتزـ فيو سول إرادة منفردة ،ذلك أف
الواقف ىو من يلتزـ بالتبرع بالماؿ الموقوؼ ،كال التزاـ فيو للموقوؼ عليو ،باستثناء الشركط
التي قد يقيد بها الواقف الموقوؼ عليو .كىنا نميز بين حالتين:
الحالة األولى:
حالة الموقوؼ عليو المعين :في ىذه الحالة ليس عقد الوقف من االلتزامات الناشئة
بإرادة منفردة ،بل يتوقف في النشأة على اإلرادتين معا ،إرادة الواقف من جهة كإرادة الموقوؼ
عليو من جهة أخرل شأنو شأف باقي أنواع العطايا ،كفي ىذا الصدد ينص الفصل 18من ؽ.
ؿ .ع .ـ " :االلتزامات الصادرة من طرؼ كاحد تلزـ من صدرت منو بمجرد كصولها إلى علم
الملتزـ لو" ،كمن ىنا متى التزـ شخص بتحبيس ماؿ لو على شخص معين في تاريخ معين لزمو
ما التزـ بو عند حلوؿ األجل كللموقوؼ عليو أف يطالب بالتنفيذ.
قاؿ خليل في ىذا الشأف" :كصح إف قبض ليتركل أكجد فيو" .ألف الوقف ال يقع
صحيحا إال إذا تمت حيازة الماؿ الموقوؼ في حياة الواقف أك أثبت الموقوؼ عليو أنو كاف
1ػزي حَُكٖٔ رِؼٌ٤ي :حُٜزش ك ٢حٌُٔٛذ ٝحُوخٗ ،ٕٞحُطزؼش :حُؼخٗ٤ش ،حُٔ٘ش.30 :ٙ ،2001/1422 :
93
جادا في طلب الحيازة إال أف فاجأتو كفاة الواقف ،كليس من شرط الوقف أف يقترف اإليجاب
بالقبوؿ لتوه بل يصح لمدة.
الحالة الثانية:
حالة الموقوؼ عليو غير المعين من طرؼ الواقف .ىنا عقد الوقف ينشأ باإلرادة
المنفردة للواقف كحده .كفي ىذا تنص المادة 18من مدكنة األكقاؼ على ما يلي" :ال يكوف
القبوؿ شرطا الستحقاؽ الوقف إال إذا كاف الموقوؼ عليو شخصا معينا".
كىنا يقوؿ ابن عرفة في تعريفو للوقف " :الحبس إعطاء منفعة شيء مدة كجوده الزما
بقاؤه في ملك معطية كلو تقديرا".2
94
كليس للموقوؼ عليو أف يتصرؼ في الماؿ الموقوؼ بالبيع أك الهبة أك المعاكضة أك
غيرىا من التصرفات ،كإنما يقتصر تصرفو على االنتفاع بو عن طريق االستعماؿ كاالستغبلؿ،
كىو األمر الذم حددتو مدكنة األكقاؼ بشكل تسلسلي من المادة 40إلى المادة 46منها.
لئلحاطة بجوانب الموضوع سأقسم ىذا المطلب إلى فقرتين .أخصص األكلى للحديث
عن مفهوـ الوصية بالتحبيس كالثانية لعرض مختلف صور كحاالت تكييف عقد الوقف على أنو
كصية.
عبارة الوصية بالتحبيس مركبة من كلمتين اثنتين :كلمة كصية ككلمة تحبيس ،كبياف معنى
العبارة يقتضي تحليل كل كلمة على حدة .
أكال :الوصايا جمع كصية كالهدايا ،كتطلق على فعل الموصي (بالكسر) كعلى ما يوصي
بو من ماؿ أك غيره من عهد كنحوه فتكوف بمعنى المصدر كىو اإليصاء ،كتكوف بمعنى
المفعوؿ كىو االسم أم الموصى بو ...كسميت كصية ألف الميت يصل بها ما كاف في حياتو
بعد مماتو.1
1حرٖ كـَ حُؼٔو :٢ٗ٬كظق حُزخٍ ١رَ٘ف ٛل٤ق حُزوخٍ ،١حُـِء.373: ٙ ،5:
95
كالوصية تعتبر سببا من أسباب كسب الملكية ،كتعد من العقود الجائزة التي تنشأ باإلرادة
المنفردة ،كتمتاز بتراخي القبوؿ عن اإليجاب على مدل زمنين متناقضين .إيجاب الموصي قيد
حياتو ،كقبوؿ الموصى لو أك من يتنزؿ منزلتو بعد مماتو.1
كيعرفها ابن عرفة التونسي كىو من فقهاء المالكية بأنها " :عقد يوجب حقا في ثلث
عاقديو يلزـ بموتو أك نيابة عنو بعده" .كىذا التعريف تبنتو مدكنة األسرة في المادة 277منها
باستثناء العبارة األخيرة التي تفيد كصية النيابة.2
ثانيا :الوقف أك التحبيس كلمتاف مترادفتاف تفيداف نفس المعنى ،فالفقهاء يعبركف أحيانا
بالوقف كأحيانا بالحبس إال أف التعبير بالوقف عندىم أقول .3كالوقف لغة ىو الحبس عن
التصرؼ ،يقاؿ :كقفت كذا أم حبستو كال يقاؿ أكقفتو إال في لغة تميمية كىي رديئة كمنو:
الموقف لحبس الناس فيو للحساب ثم اشتهر إطبلؽ كلمة الوقف على اسم المفعوؿ كىو
يعبر عن الوقف بالحبس.4
1ػزي حُٔ ّ٬كخىٌٍٗ :ٕٝحص ك ٢حُ٤ٛٞش ر ٖ٤حُٔٔخٍٓش ٝحُ٘ظَ٣شٍٞ٘٘ٓ ،حص ؿٔؼ٤ش ط٘ٔ٤ش حُزلٞع ٝحُيٍحٓخص حُو٠خث٤ش،
.7 :ٙ
٤ٛٝ 2ش حُ٘٤خرش ِ١ :٢ٛذ كؼَ ٖٓ ؿ٤ُ َٙ٤لؼِ ٚك ٢ؿ٤زظ ٚكخٍ ك٤خط ٚأ ٝرؼي ٝكخطٟٞٞٓٝ ٚػٜخ :حُؼَٔ ٗ٤خرش ػٖ حُٔ٢ٛٞ
ٓؼَ حٜ٣٩خء ػِ ٠طَر٤ش ح١٧لخٍ ٝػِ ٠هز ٞحُيٝ ٕٞ٣ػِ ٠طلَهش حُظًَش .أٗظَ كٌٛ ٢ح حُ٘ؤٕ :ػزي هللا حرٖ حُطخ َٛحُٔ٢ٓٞ
حُظ٘خَٗٗ : ٢ف ٓيٗٝش حَٓ٧س ك ٢ا١خٍ حٌُٔٛذ حُٔخٌُٝ ٢أىُظ ،ٚحُ٤ٛٞش ،حُـِء .21 :ٙ ،5 :
3ػَٔ ػزي حٌَُ ْ٣حُـ٤ي :١حُؼَف ٝحُؼَٔ ك ٢حٌُٔٛذ حُٔخٌُٓٝ ٢لٜٜٓٞخ ُي ٟػِٔخء حُٔـَدٓ ،طزؼش ك٠خُش رخُٔلٔي٣ش،
حُٔ٘ش .466 :ٙ، 1984 :
ٛٝزش حُِك :٢ِ٤حُٛٞخ٣خ ٝحُٞهق ك ٢حُلو ٚح133 :ٙ، ّ :ّ ،٢ٓ٬ٓ٩؛ 4
ػزي حٌَُٜٗ ْ٣ز :ٕٞػوٞى حُظزَع ك ٢حُلو ٚحُٔخٌُٓ ٢وخٍٗخ رٌٔحٛذ حُلو ٚح ٢ٓ٬ٓ٩ح٧هَٝ ٟحُوخٗ ٕٞحُٟٞؼ،٢
ّٓٝ 26:ٙ،ّ،خ رؼيٛخ؛
أر ٞػَٔ ٓٞ٣ق رٖ ػزي هللا رٖ ٓلٔي حَُ٘ٔ ١حُوَ١ز ٢حرٖ ػزي حُزَ :حٌُخك ٢ك ٢كو ٚأ َٛحُٔي٘٣ش حُٔخٌُ،٢
ّٓٝ 496:ٙ،ّ،خ رؼيٛخ؛
ٓ لٔي حُلز٤ذ حُظـٌخٗٗ :٢ظخّ حُظزَػخص ك ٢حَُ٘٣ؼش ح٤ٓ٬ٓ٩ش ،ىٍحٓش طؤ٤ِ٤ٛش ػٖ ح٩كٔخٕ ح٫هظ٤خٍٓ ،١طزؼش
ىحٍ حَُ٘٘ حُٔـَر٤ش رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُٔ٘شٓٝ 121:ٙ ،1983 :خ رؼيٛخ؛
حرٖ ؿِ :١حُوٞحٗ ٖ٤حُلو٤ٜش ك ٢طِوٌٛٓ ٚ٤ذ حُٔخٌُ٤شٓٝ 243:ٙ ،ّ،ّ ،خ رؼيٛخ.
96
كالحبس بضم الحاء كضم الباء الموحدة بمعنى الوقف :ىو كل شيء كقفو صاحبو من
أصوؿ أك غيرىا،يحبس أصلو كتسبل غلتو.1
أما في االصطبلح فهو حبس العين عن تمليكها ألحد كالتصدؽ بالمنفعة على الفقراء،
أك على كجو من كجوه البر .2كقد عرفو ابن عبد البر بقولو" :أف يتصدؽ اإلنساف المالك ألمره
بما شاء من ربعو كنخلو ككرمو كسائر عقاره لتجرل غبلت ذلك كخراجو كمنافعو في سبيل الذم
سبلها فيو مما يقرب إلى اهلل عز كجل كيكوف األصل موقوفا ال يباع كال يوىب كال يورث أبدا
ما بقي شيء منو.3
كالوقف حسب المادة األكلى من مدكنة األكقاؼ ىو" :كل ماؿ حبس أصلو بصفة مؤبدة
أك مؤقتة كخصصت منفعتو لجهة بر كإحساف عامة أك خاصة".
كالمستخلص من تعاريف الوصية المشار إليها سالفا أف لهذه األخيرة في اللغة مفاىيم
متنوعة يرجع في التمايز بينها إلى قرنية السياؽ الموضعي ،أم إلى عبارة االستعماؿ ذاتها،
فمنها يستشف المعنى المراد كيفهم المقصد.
كمن ىنا أستطيع القوؿ إف الوصية بالتحبيس ليست كصية بمعناىا الحقيقي ،كإنما تعتبر
كذلك في حق اعتبار الثلث.
1حُطخ َٛأكٔي حُِحٓ :١ٝوظخٍ حُوخٓ ،ّٞحُيحٍ حُؼَر٤ش ٌُِظخد ُ٤ز٤خ ،ط ،ْٗٞحُطزؼش :حُؼخٗ٤ش ،حُٔ٘ش.667 :ٙ ،1977 :
ُٛ 2ي :ٌٖ٣ ١حُٞهق ك ٢حَُ٘٣ؼش ٝحُوخٗ ،ٕٞىحٍ حُ٘٠ٜش حُؼَر٤ش رَٝ٤ص ،حُٔ٘ش.7 :ٙ ،ٙ1388 :
3حُلخكع أر ٢ػَٔ ٓٞ٣ق رٖ ػزي حُزَ :حٌُخك ٢ك ٢كو ٚأ َٛحُٔي٘٣ش حُٔخٌُ ،٢ىحٍ حٌُظذ حُؼِٔ٤ش رَٝ٤ص ،حُطزؼش :ح،٠ُٝ٧
حُٔ٘ش.536 :ٙ ،1987-1407 :
97
ايفكس ٠ايجاْ :١ٝحاالت تهٝٝف عكد ايٛقف عً ٢أْ٘ ٚص١ٝ
كمػػا زاد عػػن ذلػػك موقػػوؼ علػػى إجػػازة الورثػػة .فػػإف أجػػازكه نفػػد كأصػػبح تحبيسػػا جديػػدا كإف لػػم
يجيزكه بطل في الزائد على الثلث .4كفي ىذا يقوؿ ابن عاصم:5
98
ثاْٝا :حاي ١ايٛقف املطاف إىل َا بعد املٛت:
إذا تبين من رسم التحبيس أف الوقف غير ناجز كأنو مضاؼ إلى ما بعد الموت -أم
معلق عليو -فإنو كالحالة ىذه يعتبر صحيحا باالتفاؽ ،كبالتالي يلزـ من الثلث بالموت ال قبلو.
كمثاؿ ذلك إذا قاؿ الشخص كقفت دارم بعد موتي على الفقراء ،فهذا تبرع مشركط
بالموت ،كبالتالي تسرم عليو أحكاـ الوصية التي يجب اعتبارىا جملة كتفصيبل.
كفي ىذا الشأف ،كرد في قرار صادر عن غرفة األحواؿ الشخصية كالميراث بالمجلس
األعلى ما يلي" :1حيث ينعى الطالبوف على القرار المطعوف فيو سوء التعليل ،ذلك أف
المحبسة عبرت عن رغبتها بوضوح في جعل الدار موضوع الرسم حبسا ،كلم تبغ بذلك
اإليصاء إذ لو كاف ىذا قصدىا ألشهدت بذلك ،كلكنها أرادت أف يكوف تبرعها حبسا ،كأف
تأكيل رسم الحبس إلى كصية ىو انحراؼ بمعناه إلى غير ما قصدتو المحبسة ،كعليو يكوف
الرسم حبسا كليس كصية ،كأف من شرط التحبيس الحوز كالقبض كىو مفتقد في النازلة ،مما
يجعل القرار منعدـ التعليل كمعرضا للنقض.
لكن حيث إنو لما كاف مقررا فقها أف كل تبرع مضاؼ إلى بعد الموت يعتبر كصية ،ككاف
البين من أكراؽ الملف أف الهالكة صفية بنت أحمد كإف عبرت بلفظ الحبس في العقد موضوع
النزاع فإنها ربطت تنفيذه بوفاتها ،كالمحكمة لما اعتبرتو كصية كطبقت عليها أحكامها تكوف
1هَحٍ ػيى ،163 :حُٔئٍم كِٓ ،2008/4/2 ٢ق َٗػ ٢ػيى ٍٞ٘٘ٓ ،2007/1/2/415 :رِِٔٔش ىُ َ٤حُؼَٔ حُو٠خث،٢
طلض ػ٘ٞحٕ حُٔ٘خُػخص حُٞهل٤ش ٓ :طزؼش حُلٌَ حُؼَرٝ َُِ٘٘ ٢حُظ٣ُٞغ ،حُطزؼش :ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش.159 :ٙ ،2011 :
99
طبقت القواعد الفقهية التطبيق الصحيح كعللت قرارىا تعليبل سليما مما يجعل الوسيلة بدكف
أساس".1
كنفس الموقف تبناه المجلس األعلى مرة أخرل في أحد قراراتو حيث كرد في حيثياتو ما
يلي " :2لكن حيث إف المقرر فقها أف من حبس في صحتو كقاؿ ينفذ بعد الموت ،فإف ذلك
يكوف في الثلث إذا كاف المحبس عليو غير كارث ،قالو في الوثائق المجموعة (البهجة في
شرح التحفة ج .2ص 384:دار الكتب العلمية بيركت .لبناف .الطبعة األكلى 1418ىػ
).1998كالمحكمة مصدرة القرار المطعوف فيو لما عللت قرارىا بأف تعليق نفاذ التحبيس بعد
ممات المحبسة يجعل الرسم المستدؿ بو من طرؼ المستأنفتين يخرج من دائرة التحبيس
كآثاره إلى الوصية كما يترتب عنها من آثار .كذلك يجعل حق المستأنفة نظارة أكقاؼ العرائش
مقتصرا على الثلث مما خلفتو الهالكة فاطنة بنت عبد اهلل المرابط في الدار الواقعة بحي
كليطو ،جناف المسارم بدكف رقم ،العرائش عمبل بالفصل 309من ؽ .ؿ .ع ،.فإنها بذلك
رتبت نفس أثر الرأم الفقهي أعبله القائل بخركج الحبس المعقود من لدف المحبس الذم
يوقف نفاده إلى ما بعد موتو ،مخرج الوصية ،كذلك بحصره في الثلث لغير الوارث المحبس
عليو .كتحل ىذه العلة المنتقدة التي ردت بها المحكمة الدفع بأف التزاـ المحبسة الذم لم
يصح منها لتعليقو على كفاتها ،يصح بو التزامها بالوصية كبذلك يكوف الدفع بانعداـ شرط
الحوز مجابا عنو خبلؼ ما كرد في الوسيلة".
100
املبحح ايجاْ :ٞايٛقف بك ٠ٛايكإْٛ
لما أدرؾ المسلموف حقيقة الوقف كمقاصده الشرعية ،كرسالتو الدينية كاالجتماعية،
كتعرفوا على فضلو كنفعو كأحكامو ،تسابقوا إليو كتنافسوا فيو طمعا في فضل اهلل كمرضاتو،
فأصبحوا يحبسوف جزءا من ممتلكاتهم التي يخصص ريعها لمختلف جهات البر كاإلحساف.
كقد كاف في مقدمة ىذه الجهات الوقف على المساجد ،ككيف ال كقد أذف الحق
سبحانو أف ترفع كيذكر فيها اسمو ،فهي ضركرة ملحة لكل مكاف يتجمع فيو المسلموف
باعتبارىا مركز إشعاع ركحي كعلمي كأخبلقي كتشريعي كحضارم ،إذ فيو تؤدل الصلوات كتعقد
الندكات كتلقى المواعظ ،كيدرس الفقو كالتشريع اإلسبلمي.
كإلى جانب المساجد نجد المقابر ،المرفق الحيوم الذم ال محيد عنو ،حيث خصص
لها الواقفوف ىي األخرل األكعية العقارية البلزمة إلنشائها إيمانا منهم بأىميتها.
كإضافة إلى ىذه الوقوؼ ،نجد كذلك األضرحة كالزكايا كمضافاتهما باعتبارىما أكقافا
على عامة المسلمين ذات أىداؼ دينية كتعبدية بالدرجة األكلى.
كىذا ما جعل مسألة اعتبار ىذه األكقاؼ جميعها أكقافا على عامة المسلمين لم تكن
يوما محل نقاش ،لكن تدخل المشرع المغربي لتكريس مزيد من الحماية القانونية لهذه الوقوؼ
جعلو ينص في المادة 50من مدكنة األكقاؼ على أنها أكقافا بقوة القانوف .كلهذا سأتناكؿ ىذا
المبحث على الشكل التالي:
101
املطًب األ :ٍٚاملطاجد ٚايصٚاٜا
تحتل المساجد طليعة المؤسسات الوقفية بالمغرب ،حيث يرجع تاريخها إلى أياـ عقبة
بن نافع ،كسرعاف ما نالت منزلة اإلكبار كاإلجبلؿ في نفوس المغاربة حيث سارعوا إلى إقامتها
كتعميرىا ألداء رسالتها.
كلم تكن الزكايا أقل حظا من المساجد بل حظيت ىي األخرل بكامل الرعاية كالعناية من
العامة كالخاصة .إذ غالبا ما تقاـ الزكايا كتقاـ لها أكقافها التي تسمح باإلنفاؽ عليها لتضمن
استمرار كظائفها.
كلتحديد الطبيعة القانونية لهذه األنواع من الوقوؼ سأقسم ىذا المطلب على الشكل
التالي:
المساجد جمع مسجد ،كيسمى كذلك ألنو مكاف السجود هلل تعالى 1حيث فيو تتجلى
أسمى معاني العبودية حيث يخلق االتصاؿ المباشر بين الداعي كالمدعو ،كيحقق بينهما
الترابط الركحي كيخلق لركاده مسالك النور كالخير.2
٣ 1طِن ػِ ٠حُٔٔـي أ٠٣خ حْٓ "ؿخٓغ" ًُٝي اًح ًخٕ ًزَ٤ح ٣ٝـٔغ حُ٘خّ ٧ىحء ٬ٛس حُـٔؼش ٝحُؼ٤ي ،ٖ٣كٌَ ؿخٓغ ٓٔـي
ٔٓ ًَ ْ٤ُٝـي رـخٓغ.
٣ 2و ٍٞهللا طؼخُ ٠كً ٢ظخر ٚحُؼِ" :ِ٣
102
كمما ال شك فيو ،كعلى امتداد تاريخ األمة اإلسبلمي ظل المسجد يلعب دكره العظيم
في بناء المسلم – عقيدة كعبادة كأخبلقا .-
كىذا ما جعل الشاعر يمدح صومعة مسجد كيبالغ في ذلك حيث قاؿ:1
ذلك أنو بدكف المسجد ال يتعلم عامة المسلمين أحكاـ دينهم كتنظيم أمور دنياىم،
كاستبصار الحبلؿ كالحراـ في حياتهم .فهو البيت المشترؾ لهم.2
ٝهي ػَٔ حَُٓ ٠ِٛ ٍٞهللا ػِ ِْٓٝ ٚ٤ػِ ٠حُظَؿ٤ذ ك ٢ر٘خء حُٔٔخؿي ٝػٔخٍطٜخ ٝططَٛ٤ٜخ ،ك٤غ ٍٝىص أكخى٣غ ًؼَ٤س
طل ٞػِٝ ٠هق حُٔٔـي ٝر٘خءٝ ،ٙحكظَحٓٝ ،ٚطٞهٝ ،َٙ٤طط٤زٝ ،ٚطزوٝ ،َٙ٤طٞك َ٤حُِٞحُّ حُ٣ٍَٝ٠ش ُ.ٚ
كؼٖ ػؼٔخٕ رٖ ػلخٕ ٍ ٢ٟهللا ػ٘ ٚأٗ ٚهخٍٔٓ ،ؼض ٍٓ ٍٞهللا ٠ِٛهللا ػِ٣ ِْٓٝ ٚ٤و ٖٓ" :ٍٞر٘ٔٓ ٠ـيح ٣زظـ ٢رٝ ٚؿٚ
هللا طؼخُ ٠ر٘ ٠هللا ُ ٚر٤ظخ ك ٢حُـ٘ش".
ٝػٖ أر ٢هَٛخكش هخٍ أٗٔٓ ٚغ حُ٘ز ٠ِٛ ٢هللا ػِ٣ ِْٓٝ ٚ٤و" :ٍٞحر٘ٞح حُٔٔخؿي ٝأهَؿٞح حُؤخٓش ٜٓ٘خ كٖٔ ر٘ ٢هلل ٓٔـيح
ر٘ ٠هللا ُ ٚر٤ظخ ك ٢حُـ٘ش :كوخٍ ٍؿَ ٣خ ٍٓ ٍٞهللا ٌٙٛٝحُٔٔخؿي حُظ ٢طز٘ ٠ك ٢حُطَ٣ن .هخٍ ٗؼْ ٝاهَحؽ حُؤخٓش ٜٓ٘خ ٍٜٓٞ
حُل ٍٞحُؼ .ٖ٤أٗظَ ٓوظ َٜحٓ٩خّ حُزوخٍُٔ :١لٔي ٗخ َٛحُي ٖ٣حُ٧زخٗ ،٢حُطزؼش حَُ٘ػ٤ش حُٞك٤يسٌٓ ،ظزش حُٔؼخٍف َُِ٘٘
ٝحُظ٣ُٞغ ،حُٔـِي ح.162:ٙ ،ٍٝ٧
ٓ 1لٔي رٖ أكٔي كٌْ :ح٣٩ـخُ ك ٢حَُىٝى حُلو٤ٜش ػِ ٠حُٔطخُذ حُ٘ٔخث٤شٓ ،طزؼش حُٔؼخٍف حُـي٣يس رخَُرخ،١
حُٔ٘ش.19:ٙ،2001:
2أكٔي حَُ :٢ٗٞٔ٣حُٞهق حٓ ٢ٓ٬ٓ٩ـخ٫طٝ ٚأرؼخى.29:ٙ ،ّ،ّ ،ٙ
103
كمن ىنا يمكن القوؿ إف المسجد ىو محور سياسة الوقف في مجاؿ الدعوة اإلسبلمية
بامتياز .كبالمغرب كغيره من البلداف ،كاف المسجد كالزاؿ في طليعة المؤسسات الوقفية التي
ظهرت كاستقرت بو .حتى أصبح من النادر أف يخلو حي أك زقاؽ من مسجد أك عدة مساجد،
خاصة كأف المبادرات الفردية أك الجماعية للمحسنين ساىمت بحظ كافر في التكثير من
عددىا سواء بما رصدكه لها من ىبات مالية ،أك ما أكقفوه عليها من رباع كعقارات.1
كمن ىنا تبلزـ الوقف مع المسجد حتى أصبح الهدؼ األسمى من الوقف ىو حياة
المسجد قبل أم شيء آخر ،كىذا التبلزـ جعل جمهور الفقهاء يتفقوف على أف كقف المسجد
يكوف حقا خالصا هلل تعالى رقبة كمنفعة ،كىو ما يجعل تصرؼ الواقف ىنا الزما لو ،لكونو
تجرد عن حق العبد كصار خالصا هلل تعالى ال ملك ألحد فيو ،فبل يجوز لو كال لورثتو من بعده
الرجوع في ىذا الوقف كال التغيير فيو .كىذا ما يتفق مع نصوص الكتاب حيث قاؿ تعالى:
.2
لذا فإجماع الفقهاء منعقد على أف كقف المسجد إسقاط للملكية كالعتق تماما ،فتكوف
ملكية الرقبة هلل تعالى كالمنفعة للموقوؼ عليو ،ألف الجماعات ال تقاـ في المملوكات كاختلف
العلماء في غيرىا.3
كىنا نسجل اختبلؼ رأم المالكية حيث يعتبركف ملكية العين الموقوفة تبقى للواقف كال
تزكؿ ملكيتها عنو ،كال تكوف في حكم ملك اهلل تعالى ،ألف معنى الوقف لديهم يقتضي تحبيس
األصل ،بمعنى بقائو في ملك معطيو ،كالتصرؼ يكوف للموقوؼ عليو تصرفا يقتصر على
ٍ 1ه٤ش رِٔويّ :أٝهخف ٌٓ٘خّ ك ٢ػٜي حُٔ ٠ُٞحٓٔخػٍٞ٘٘ٓ ،َ٤حص ُٝحٍس حٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩شٓ ،طزؼش ك٠خُش
رخُٔلٔي٣ش ،حُٔ٘ش.43:ٙ ،1993 :
ٍٞٓ 2س حُـٖ ح٣٥ش .18:
3حُوَحك :٢حُيهَ٤س ،ّ:ّ ،حُـِء.327ٙ، 6 :
104
االستعماؿ كاالستغبلؿ فقط كدليلهم على ذلك قوؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم لعمر رضي
اهلل عنو:
لكن على الرغم من ىذا الرأم ،فهم ال يختلفوف مع جمهور الفقهاء حوؿ اعتبار
المساجد خالصة هلل تعالى كمضافة إليو كفي ىذا الصدد يقوؿ مطرؼ كىو أحد فقهاء المالكية
بأنو ال خبلؼ في المساجد أنها ال تباع ،ألف المسجد هلل ال يباع كال يغير ،كمعنى ذلك أف
المسجد من جملة األحباس البلزمة ،بل ىي أككدىا ألنها خالصة هلل تعالى كمضافة إليو 1لقولو
تعالى:
كبالرجوع لمقتضيات مدكنة األكقاؼ ،4نجد أف المشرع المغربي قد أباف من خبللها عن
كعيو التاـ باألىمية التي يكتسيها المسجد داخل المجتمع المغربي ،حيث جاء موقفو مؤكدا
1ؿ ٍ٬حُي ٖ٣ػزي هللا رٖ ٗـْ رٖ ٗخّ :ػوي حُـٞح َٛحُؼٔ٘٤ش كٌٛٓ ٢ذ ػخُْ حُٔي٘٣ش ،حُـِء حُؼخُغ ،ىحٍ حُـَد ح،٢ٓ٬ٓ٩
.974 :ٙ
2ح٣٥ش ٍٞٓ ٖٓ 114س حُزوَس.
3حُلز٤ذ رٖ ١خ :َٛحُلو ٚحُٔخٌُٝ ٢أىُظ ،ٚحُـِءٓ ،6 :ئٓٔش حُٔؼَكش رَٝ٤ص ُز٘خٕ ،حُطزؼش :ح،2009/1430: ٠ُٝ٧
.389:ٙ
4طـذ حٗ٩خٍس كٌٛ ٢ح حُٜيى اُ ٠إٔ حَُٔ٘ع حُٔـَر ٢هي طز٘ ٠طٞؿٜخ ٓٞكيح هزَ ٛيٓ ٍٝيٗٝش حٝ٧هخف ،رو ٜٙٞحػظزخٍ
حُٔٔخؿي أٝهخكخ ػِ ٠ػخٓش حُِٔٔٔ ٌٖٔ٣ ٫ٝ ،ٖ٤رؤ ١كخٍ إٔ طٌٓ ٕٞلَ ٌِٓ٤ش هخٛشًُ ،ي إٔ ؿٔ٤غ حُظٜخثَ حُٜخىٍس رٌٜح
حُ٘ؤٕ ؿخءص ُظل٤ي ٗلْ حُظٞؿٜ٘ٓٝ ٚخ:
ظٍ 22 َ٤ٜر٤غ حُؼخٗ 1336 ٢حُٔٞحكن ٍ 11كزَح 1918 َ٣حُٔظؼِن ربه٠خع حٓ٧خًٖ حُٔوٜٜش ٩هخٓش ٗؼخثَ
حُي ٖ٣ح٤ٓ٬ٓ٩ش َُٔحهزش ُٝحٍس حٝ٧هخف ،حُٔ٘٘ ٍٞرخُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش ػيى 254 :رظخٍ٣ن 28 :ؿٔخى ٟح ٠ُٝ٧ػخّ 1336
حُٔٞحكن ٍٓ 11خٍّ ٝ ، 1918حٌُ ٚ٘٣ ١حُل َٜحُؼخٗ ٚ٘ٓ ٢ػِٓ ٠خ " :٢ِ٣إ ؿٔ٤غ حُٔل٬ص ح٤ٓ٬ٓ٩ش ًخُٔٔخؿي
ٝحُـٞحٓغٝ ،حُِٝح٣خٝ ،حَٟ٧كشٓٝ ،خ ِ٣لن رٜخ حٝ ، ٕ٥حُظ٤ٓ ٢ليػٜخ ح٧كَحى أ ٝؿٔخػخص حُ٘خّ ك ٢حُٔٔظوزَ طٌ ٕٞكزٔخ
()...
105
على قوة كقف المسجد -الذم لم يكن يوما محل نقاش -حيث نص في المادة 50من
المدكنة على أف المسجد كقف عاـ على جميع المسلمين بقوة القانوف ،كأظن أف استعماؿ
المشرع لهذه العبارة األخيرة جاء موفقا ألنها شارحة لمعناىا كال تحتاج إلى تحليل.
كالجدير بالذكر كذلك أف المسجد في ظل التشريع المغربي يكتسي صبغة الوقف العاـ،
من تاريخ تعيين ،كتحديد القطعة المزمع بناء المسجد فوقها كتحبيسها لهذه الغاية ،كذلك
تحت إشراؼ كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية التي يرجع لها االختصاص في ىذا الشأف.
كفي ىذا الصدد ،كرد في حيثيات قرار صادر عن المجلس األعلى ما يلي " :1لكن من
جهة أكلى حيث إف المسجد ككل كقف عليو ىو بطبيعتو كقف عاـ ،كالمحكمة حينما نصت
بأف موضوع رفع اليد عبارة عن مسجد كمضافاتو كبالتالي فهو حسب مقتضيات الفصل
السادس أعبله ،كقف عاـ ،كأف طلب رفع اليد كضم كتسليم المسجد ال يحتاج إلى إذف أك
تكليف اللجنة المسيرة للمسجد كأمبلكو ،كذلك بقوة القانوف رقم 84/150 :تكوف قد ردت
كل مزاعم الطالب فيما يخص كاقعتي الضم كالتسليم".
كإضافة إلى ما سبق ،نجد المشرع المغربي لم يكتف باعتبار المسجد كقفا على عامة
المسلمين ،بل ذىب إلى أبعد من ذلك حينما أضفى الصبغة اإللزامية كاآلمرة على ىذا
ػِ ٠ؿٔخػش حُِٔٔٔٝ ٖ٤طزو ٠ىحثٔخ ٓلظٞكش ُؼخٓظ٩ ْٜهخٓش حُيٝ ٖ٣أىحء ٝحؿزخط ْٜرٜخ٣ ٫ٝ ،ـ٧ ُٞكي إٔ ِٔ٣ي ٗ٤جخ ٜٓ٘خ رٞؿٚ
ٖٓ حُٞؿ.ٙٞ
حُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق رٔؼخرش هخٍٗ ٕٞهْ 1.84.150 :حُٜخىٍ كٓ 6 ٢لَّ 1405حُٔٞحكن ُـ 2أًظٞرَ 1984
،حُٔظؼِن رخٓ٧خًٖ حُٔوٜٜش ٩هخٓش ٗؼخثَ حُي ٖ٣ح ٢ٓ٬ٓ٩كٜ٤خٝ ،حُٔ٘٘ ٍٞرخُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش ػيى 3753:رظخٍ٣ن 7 :
ٓلَّ 1405حُٔٞحكن ُـ 3أًظٞرَٝ ، 1984حٌُ ١طْ طـٝ َٙ٤٤طظٔ ٚٔ٤رخُوخٍٗ ٕٞهْ 29.04حُٔ٘لٌ رخُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق ٍهْ:
1.07.56حُٜخىٍ كٍ ٢ر٤غ ح 1428 ٍٝ٧حُٔٞحكن ُـ ٓ 23خٍّ ٝ، 2007حٌُ ٚ٘٣ ١ك ٢حُل ٚ٘ٓ 6 َٜػِٓ ٠خ :٢ِ٣
"طؼظزَ ٝهلخ ػِ ٠ػخٓش حُِٔٔٔ ٌٖٔ٣ ٫ٝ .ٖ٤إٔ طٌٓ ٕٞلَ ٌِٓ٤ش هخٛش ،ؿٔ٤غ ح٧ر٘٤ش حُظ ٢طوخّ كٜ٤خ ٗؼخثَ حُي ٖ٣ح،٢ٓ٬ٓ٩
ٓٞحء ٜٓ٘خ ٓخ ٞٓ ٞٛؿٞى ح ٕ٥أٓ ٝخ ٓ٤٘٤ي ك ٢حُٔٔظوزَ ٖٓ ُٝح٣خ ٝأَٟكش ٠ٓٝخكخطٜخ".
1هَحٍ ػيىِٓ ،688 :ق ٓيٗ ٢ػيى ٛ ،2006/3/1/2162:خىٍ رظخٍ٣ن ٝ، 2008/02/20حُٔ٘٘ ٍٞرٔـِش حُو٠خء
حُٔيٗ ٢حُؼيى ،1:حُٔ٘ش كزَح 100 :ٙ ،2010 َ٣اُ.102 ٠
106
المقتضى ،كجعلو من النظاـ العاـ الذم ال يمكن مخالفتو أك االتفاؽ على ذلك.1
كىو األمر الذم كرسو االجتهاد القضائي حيث كرد في قرار صادر عن المجلس األعلى
ما يلي" :2حيث ذىب إلى صحة ما عابو الطاعن من كوف أف مقتضيات الفصل السادس من
ظهير 2أكتوبر 1984تعتبر آمرة كمن النظاـ العاـ المغربي .ذلك أف الفصل السادس من
الظهير المذكور جعل المساجد كاألماكن المعدة للعبادة كملحقاتها كقفا عاما للمسلمين سواء
المشيدة قبل صدكر الظهير أك بعده".
كمما ينبغي اإلشارة إليو كذلك أف إجماع الفقهاء منعقد مرة أخرل على عدـ جواز
التراجع عن كقف المسجد ذلك أف التزاـ الواقف في ىذه الحالة ىو التزاـ قطعي ال رجوع
فيو.
كرغم سكوت المدكنة على ىذه النقطة إال أف القضاء تبناىا كىذا يظهر من خبلؿ أحد
قرارات محكمة االستئناؼ بوجدة الذم كرد ضمن حيثياتو ما يلي" :3حيث إف الحبس يعتبر
من عقود التبرع ،بشركط خاصة حددىا الشارع الحكيم ،كمنها حوز الشيء المحبس في حياة
المحبس كقبل كفاتو لقوؿ صاحب التحفة:
كىو ما حصل حسب الثابت من رسم التحبيس ،كما أف الجهة الحائزة للشيء المحبس
قد احترمت إرادة المحبس كىدفو من الحبس ،ماداـ قد شيدت في القطعة محل النزاع
1أكٔي حَُ :٢ٗٞٔ٣حُطز٤ؼش حُوخٗ٤ٗٞش ُِٔٔـي ك ٢ظَ حُظَ٘٣غ حُٔـَرٝ ٢حُٔوخٍٕٓ ،وخٍ ٓ٘٘ ٍٞكِِٔٓ ٢ش ىٍحٓخص ٝأرلخع
طلض ػ٘ٞحٕ :حُ٘ظخّ حُوخٗ٬ٓ٨ُ ٢ٗٞى حُٞهل٤ش ،ؽ.143 :ٙ ،1:
2هَحٍ ػيىِٓ 1771 :ق ٓيٗ ٢ػيىٛ ،2004/6/1/2798 :خىٍ رظخٍ٣ن ٍٞ٘٘ٓ ،2005/06/15كِِٔٓ ٢ش ىُ َ٤حُؼَٔ
حُو٠خث ٢حُؼيى ح ٍٝ٧طلض ػ٘ٞحٕ :حُٔ٘خُػخص حُٞهل٤ش ٖٓ ه ٍ٬حؿظٜخىحص حُٔـِْ ح٧ػِٓٝ ٠لخًْ حٓ٫ظج٘خف ٝحُٔلخًْ
ح٫رظيحث٤ش ،حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘شٓ ،2011 :طزؼش ح٤٘ٓ٧ش رخَُرخ.15/13 :ٙ ،١
3هَحٍ ػيىِٓ ،1516 :ق ػوخٍ ١ػيىٛ، 07/1248 :خىٍ رظخٍ٣ن ٍٞ٘٘ٓ، 2008/11/26رٔـِش حُو٠خء حُٔيٗ ٢حُؼيى:
حُؼخٗ ،٢حُٔ٘ش 151 :ٙ ،2010:اُ.153 ٠
107
مسجدا حسب محضر المعاينة المنجز بتاريخ ،2008/03/25كمجموعة من الدكاكين
المحاطة بالمسجد .الهدؼ منها ىو عمارة المسجد كإصبلحو من مدخوؿ ريعها ،كىو أمر ظل
ابتغاء كجو اهلل ،ألف المساجد هلل يذكر فيها اسم اهلل دكف سواه تقربا منو كابتغاء الدار اآلخرة،
كىو ما توجهت إليو إرادة المحبسين في رسم التحبيس ،كمن تم فإف الحبس كالصدقة ال يجوز
التراجع عنها ماداـ الغرض منها ابتغاء كجو اهلل ،كىو ما حصل في نازلة الحاؿ كعليو يكوف ما
نفاه الطرؼ المستأنف غير مؤسس ،كحيث إنو اعتبارا لما ذكر يكوف ما قضى بو الحكم
المستأنف مصادفا للصواب مما يتعين تأييده كتحميل المستأنفين الصائر".
كأخيرا كارتباطا مع ما سبق بيانو فالمساجد ال تنزع ملكيتها ،كال يمكن أف تكوف محل
ملكية خاصة.1
الزكايا 2أحباس بطبيعتها ،كىي مؤسسات تركيبية ،3شكلت في حقيقتها ظاىرة اجتماعية
نشأت في ظركؼ تاريخية استجابة لحاجات ،ككانت جوابا عن أسئلة ملحة طرحت بتلقائية
كبشكل طبيعي.
كظػػ ػ ػ ػ ػػاىرة الزاكيػ ػ ػ ػ ػ ػػة اخترقػ ػ ػ ػ ػ ػػت المجتمػ ػ ػ ػ ػ ػػع المغربػ ػ ػ ػ ػ ػػي أفقيػ ػ ػ ػ ػ ػػا كعموديػ ػ ػ ػ ػ ػػا ،4حيػ ػ ػ ػ ػ ػػث
كانػ ػ ػ ػ ػ ػػت كالزالػ ػ ػ ػ ػ ػػت تقػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ بعػ ػ ػ ػ ػ ػػدة كظػ ػ ػ ػ ػ ػػائف سػ ػ ػ ػ ػ ػػواء علػ ػ ػ ػ ػ ػػى المسػ ػ ػ ػ ػ ػػتول الثقػ ػ ػ ػ ػ ػػافي ،أك
ٚ٘٣ 1حُل َٜحُٔخىّ ٖٓ حُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق حُٔؼظزَ رٔؼخرش هخٍٗ ٕٞهْ 1.84.150:حُٜخىٍ كٓ 6 ٢لَّ ٞٓ 1405حكن ٍ2
أًظٞرَ ٝ ، 1984حُٔظؼِن رخٓ٧خًٖ حُٔوٜٜش ٩هخٓش ٗؼخثَ حُي ٖ٣ح ٢ٓ٬ٓ٩كٜ٤خ ػِٓ ٠خ " :٢ِ٣طؼظزَ ٝهلخ ػِ ٠ػخٓش
حُِٔٔٔ ٌٖٔ٣ ٫ٝ ،ٖ٤إٔ طٌٓ ٕٞق ٌِٓ٤ش هخٛش ،ؿٔ٤غ ح٧ر٘٤ش حُظ ٢طوخّ كٜ٤خ ٗؼخثَ حُي ٖ٣حٞٓ ٢ٓ٬ٓ٩حء ٜٓ٘خ ٓخ ٞٓ ٞٛؿٞى
ح ٕ٥أٓ ٝخ ٓ٤٘٤ي ك ٢حُٔٔظوزَ ٖٓ ٓٔخؿي ُٝٝح٣خ ٝأَٟكش ٠ٓٝخكخطٜخ".
ُ 2لع حُِح٣ٝشُ :لع أػـٔٔٓ ٢ظليع ك٤غ ػٟٞض طيٍ٣ـ٤خ ًِٔش حَُرخ ١أٗظَ ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظلٓ :َ٤ٜلٔي كـ :٢حُلًَش
حُلٌَ٣ش أ٣خّ حُٔؼي ٖ٤٣حُـِء.25:ٙ ،1:
3Abdellah LAROUI : les origines sociales et culturelles du nationalisme
marocaine, MASPERO 1977 p :154
4Mohammed KABLY : Pouvoir société et religion au moyen âge- Maisonneuve et
LAROUSSE, Paris :1986 p :307
108
السياس ػ ػ ػػي ،الش ػ ػ ػػيء ال ػ ػ ػػذم ك ػ ػ ػػاف يؤىله ػ ػ ػػا دائم ػ ػ ػػا ألف تك ػ ػ ػػوف ق ػ ػ ػػوة قائم ػ ػ ػػة ب ػ ػ ػػذاتها ،كأنه ػ ػ ػػا
دكؿ داخل الدكلة.1
كللزكايا جذكر ضاربة في أعماؽ تاريخ المغرب ،كذات سجل ثرم في تأطير المجتمع،
كإلى جانب ىذا كلو كانت كالزالت أمكنة متميزة تحظى باالحتراـ كالتبجيل ،ذلك أف المغاربة
كانوا كال يزالوف يزكركف شيوخها أحياء كأمواتا لنيل البركات ،قصد قضاء الحاجيات أك تجنب
النوائب.
كبالرجوع إلى تاريخ المغرب ،نجد أف السبلطين المغاربة جعلوا معظم الزكايا بعيدة عن
أم تهديد سياسي بل إنهم تحلوا في كثير من األحياف بشيء من الليبرالية في تعاملهم مع
نشاط ىذه الزكايا ،فكانوا كلما فقدت الزاكية أتباعها أك مريديها ،يتدخلوف لضمها إلى أمبلؾ
الحبس القائم في تلك المنطقة أك تمنح لناظر يعين عليها ،حتى اندمجت في مفهوـ المباني
الدينية التي تعد حبسا على عامة المسلمين ،كىنا ينص الفصل السادس من الظهير المتعلق
باألماكن المخصصة إلقامة شعائر الدين اإلسبلمي على ما يلي" :تعتبر كقفا على عامة
المسلمين كال يمكن أف تكوف محل ملكية خاصة جميع األبنية التي تقاـ فيها شعائر الدين
اإلسبلمي ،سواء منها ما ىو موجود اآلف أك ما سيشيد في المستقبل من مساجد كزكايا
كأضرحة كمضافاتها".
كىذا ما أكدتو مدكنة األكقاؼ التي اعتبرت الزكايا أكقافا بقوة القانوف حيث تنص الفقرة
الثانية من المادة 50منها على ما يلي " :تعتبر كقفا عاما بقوة القانوف على عامة
المسلمين جميع المساجد كالزكايا كاألضرحة كالمقابر اإلسبلمية كمضافاتها كاألمبلؾ الموقوفة
عليها".
1هٓ َ٤ؼخٍ ػًُِ ٠ي حُِح٣ٝش حُي٫ث٤ش ك ٢ح ِْ١٧حُٔظٞٗ ٢ٓٞحك ٢ه٘٤لَس حُظٗ ٢ـلض ك ٢حه٠خع ٢ٓٝحُـَد ٘ٓٝخ١ن
كخّ ٌ٘ٓٝخّ ًٌُٝي ٓ ،٬هز َ٤حٗ٤ٜخٍ حُلٌْ حُٔؼي.١
109
املطًب ايجاْ :ٞاألضسحٚ ١املكابس
سأقسم ىذا المطلب إلى فقرتين سأخصص األكلى إلى األضرحة كالثانية إلى المقابر.
يمتاز اإلسبلـ في المغرب بكونو ديانة الصالحين الذين يطلق على أحدىم اسم "الولي"
أك "السيد" كىؤالء األكلياء كاألسياد كثيرركف ال حصر لهم .كقد شيد على معظمهم أضرحة
خاصة تتفاكت أىميتها حسب مكانة الولي أك السيد ،كإشعاعو كالمحيط الذم يوجد فيو .كىذا
ما يجعل المغرب يتميز بخاصيتين أساسيتين يكاد ينفرد بهما عن غيره من بلداف األمة
اإلسبلمية .األكلى ىي كثرة أكليائو كصلحائو ،حتى قيل إف المغرب بلد مائة ألف صالح ،كقيل
عن بعض األقاليم مثل تادلة كدكالة بأنها تنبت األكلياء كالصالحين كما تنبت األرض الكؤل .أما
الخاصية الثانية فهي الظهور المبكر للوالية كالصبلح في المغرب ،1مما جعل األضرحة سواء
كانت كبيرة أك صغيرة تصير بتوالي األحقاب مركزا لتجمع العديد من رجاؿ التصوؼ ،الذين
يعكفوف على العمل التربوم كاالجتماعي متى كاف االطمئناف كاالستقرار سائدا ،كيحملوف لواء
الجهاد كالدفاع عن اإلسبلـ كالببلد متى عم االضطراب كانتشرت الفوضى كانعدـ األمن.
كإذا بحثنا في الطبيعة القانونية لؤلضرحة نجدىا أحباسا ذات معنى خاص يدؿ على ملك
غير تجارم مخصص للجماعة المسلمة ،غير قابل للتصرؼ كال يمكن أف يكوف محل ملكية
خاصة ،مما يضفي عليو صبغة الوقف العمومي التي تؤىلو لبلنضماـ لقائمة األكقاؼ العمومية
بقوة القانوف.2
1أكٔي حُٞحٍعٍ :رخ١خص ُٝٝح٣خ ك ٢حُٔـَدِِٔٓ ،ش أػٔخٍ حُظٌٝ ٖ٣ٞحُزلغ ،ػيىٍٞ٘٘ٓ ،2 :حص ًِ٤ش ح٥ىحد ٝحُؼِّٞ
حٔٗ٩خٗ٤ش رخُـي٣يسٓ ،طزؼش حُ٘ـخف حُـي٣يس رخُيحٍ حُز٠٤خء.1ٙ ،
2ط٘ ٚحُٔخىس ٓ ٖٓ 50يٗٝش حٝ٧هخف ػِٓ ٠خ ... ":٢ِ٣طؼظزَ ٝهلخ ػِ ٠ػخٓش حُِٔٔٔ ٖ٤ؿٔ٤غ حُٔٔخؿي ٝحُِٝح٣خ ٝحَٟ٧كش
ٝحُٔوخرَ ح٤ٓ٬ٓ٩ش٠ٓٝ ،خكخطٜخ ٝح٬ٓ٧ى حُٔٞهٞكش ػِٜ٤خ."...
110
ايفكس ٠ايجاْ :١ٝاملكابس
تعتبر المقابر اإلسبلمية أمبلكا حبسية ،تقوـ بأدكار اجتماعية كبيرة ،حيث تخلق نوعا من
التوازف الستقرار الحياة االجتماعية لؤلفراد .لكن بالرجوع إلى الطبيعة القانونية للمقابر
اإلسبلمية نجد المشرع المغربي نص في المادة 50من مدكنة األكقاؼ على أف المقابر تعتبر
أكقافا على عامة المسلمين بقوة القانوف ،مسايرا بذلك مواقف فقهاء المذىب المالكي في
ىذا الشأف ،كمكرسا الجتهادات القضاء أيضا حيث جاء في قرار صادر عن المجلس األعلى
ما يلي" :1حيث إنو بالرجوع لتقرير الخبرتين اللتين أنجزتا في المرحلة االبتدائية ،استقرتا على
أف الجزء المتعرض عليو من طرؼ نظارة أكقاؼ القصر الكبير ،ىو عبارة عن مقبرة ألموات
المسلمين ،كحطاـ مسجد موالم عبد السبلـ ابن مشيش ،كعشرة أشجار زيتوف ،كقد عاينت
الخبرتين ثبلثة أشياء كبحضور أفراد الجماعة ،لكن المستأنفة في عرض مناقشتها لم تتطرؽ إال
لموقع المسجد دكف اإلشارة إلى المقبرة كأشجار الزيتوف ،كحيث إنو ماداـ قد ثبت بالتقريرين
المذكورين أف الجزء محل التعرض ىو عبارة عن مقبرة تحيط بأثر مسجد كما اشتملت عليو من
أشجار الزيتوف ،فإف المقبرة في حد ذاتها كقف على أموات المسلمين حتى كلم ينجز بشأنها
رسم الوقف ،كطبيعتها تضفي عليها صبغة الوقف ،كالجهة المشرفة على األكقاؼ ىي كزارة
األكقاؼ بما خوؿ لها القانوف من صبلحيات في ىذا الشأف".
كعليو ،يمكن القوؿ مما سبق إف أم بقعة تم تعيينها إلحداث مقبرة عليها ،كإنشاء رسم
تحبيس بشأنها تصير كقفا بقوة القانوف على كافة المسلمين ،مما يستدعي عدـ جواز
التصرؼ فيها بالبيع ،أك المعاكضة ،كما ال يمكن أف تكوف محل ملكية خاصة ،كال يمكن أف
1هَحٍ ػيىٓ 702 :ئٍم كِٓ ،2008/07/10 ٢ق َٗػ ٢ػيى ِِٔٓ ٖٟٔ ٍٞ٘٘ٓ ،8/07/200:ش ىُ َ٤حُؼَٔ
حُو٠خث.189:ٙ ،ّ :ّ ،٢
111
تنزع ملكيتها ألجل المنفعة العامة .1كما يترتب على ذلك أف الجهة المشرفة عليها ىي كزارة
األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية.
لكن من الناحية الواقعية ،نجد أف إحداث المقابر يقتضي تخصيص ميزانية لتجهيزىا
كصيانتها ،كىذا يدخل ضمن اختصاصات المجالس الجماعية ،2التي يلقى على عاتقها توفير
الوعاء العقارم الضركرم إلحداث ىذه المرافق كالسهر على إدارتها كتنظيمها كالمحافظة عليها
كصيانتها ،كىو ما يجعلنا نقوؿ إف اإلطار القانوني المنظم للمقابر يتسم بنوع من االزدكاجية
التي تضعف ال محالة من جوانب الحماية المقررة لو.
كىنا يطرح أمامنا سؤاؿ حوؿ الجهة المسؤكلة عن تغيير طبيعتها إذا نفدت طاقتها
االستيعابية ؟ خصوصا أننا أصبحنا نرل تحوؿ العديد من فضاءات المقابر ،حتى تلك التي
مازالت معالمها بادية ،إلى مرافق عمومية ؟
يمكن القوؿ إف من لو صبلحية إحداث المقبرة ،لو صبلحية إغبلقها كتغيير طبيعتها بناءا
على قاعدة مبدأ توازم الشكليات كاالختصاص.
كإذا سلمنا بأف المجالس الجماعية ىي الجهة المسؤكلة عن إحداث المقابر ،كبالتالي
عن تغيير طبيعتها نجد أف ىذا األمر يصطدـ بفتاكل الفقهاء المتشددة في ىذه المسألة حيث
جاء في فتاكل العبلمة عبد اهلل كنوف رئيس المجلس العلمي بطنجة" :فنبش القبور ال يجوز
بحاؿ قديمة كانت أك حديثة ألنها حبس على أصحابها ،كال يجوز التصرؼ فيها بغير الدفن
ٚ٘٣ 1حُل ٖٓ 4 َٜحُوخٍٗ ٕٞهْ 7.81حُٔظؼِن رِ٘ع حٌُِٔ٤ش ٧ؿَ حُٔ٘لؼش حُؼخٓش ٝح٫كظ ٍ٬حُٔئهض ػِٓ ٠خ ٫ " :٢ِ٣
٣ـِٗ ُٞع ٌِٓ٤ش حُٔزخًٗ ٢حص حُٜزـش حُي٤٘٣ش حُٔؼيس ٩هخٓش ٓوظِق حُ٘ؼخثًٌَٝ ،ح حُٔوخرَ ٝحُؼوخٍحص حُظخرؼش ُِِٔي حُؼخّ
ٝحُٔ٘٘آص حُؼٌَٔ٣ش".
2ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 37حُوخٍٗ ٕٞهْ 78.00حُٔظؼِن رخُٔ٤ؼخم حُـٔخػ ٢حُٜخىٍ رظ٘ل ٌٙ٤حُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق ٍهْ1.08.153 :
حُٜخىٍ كٛ ٖٓ 22 ٢لَ 1430حُٔٞحكن ُـ 18كزَحُ 2009 َ٣ظ٘ل ٌ٤حُوخٍٗ ٕٞهْ 17.08حُٔـٝ َ٤حُٔظْٔ رٔٞؿز ٚحُوخٕٗٞ
ٍهْ 78.00حُٔظؼِن رخُٔ٤ؼخم حُـٔخػٝ ٢حُٔ٘٘ ٍٞرخُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش ػيى 5711حُٜخىٍ ك 23 ٢كزَح 2009 َ٣ػِٓ ٠خ
٣ ..." :٢ِ٣و( ّٞأ ١حُٔـِْ حُـٔخػ )٢رخ٧ػٔخٍ حُُٓ٬ش ٗ٩ؼخٕ ٝط٘ـ٤غ حٓ٫ظؼٔخٍحص حُوخٛش ٔ٤ٓ٫ٝخ اٗـخُ حُز٘٤خص
حُظلظ٤ش ٝحُظـِ٤ٜحص ٝاهخٓش ٓ٘خ١ن ُ٘ٗ٨طش ح٫هظٜخى٣ش ٝطلٔ ٖ٤ظَٝف حُٔوخ٫ٝص ...حُٔوخرَ َٓٝكن ٗوَ حُـؼغ".
112
ألف ذلك ال يجوز إطبلقا كيعد غصبا كتعديا يحرمو الشرع ،إذف المقبرة ال يجوز تغييرىا أبدا
حسب مذىب اإلماـ مالك"...
كجاء في فتول العبلمة موالم عبد السبلـ المراني رئيس المجلس العلمي بمكناس...":
ال نرل جواز إحداث مشاريع عمرانية أك اجتماعية في القبور ،كقد كرد ىذا في أحاديث كثيرة
كلها تفيد المنع"...
كجاء في فتول العبلمة أحمد الغازم الحسيني نائب رئيس المجلس العلمي بفاس بتاريخ
1998/02/16ما يلي" :يحرـ شرعا حفر ثلث مقبرة سيدم حجاج ( 2مقبرة بالرباط)
كالدفن فيو من جديد ألنو تعد على حرمة أصحابها حتى كلو بقي في بعضها عظاـ قليلة كلكل
قبر فيها حكمو الخاص بو.1"...
من ىنا يتبين لنا سند اعتبار المقابر أكقافا على عامة المسلمين ،لكن بالمقابل نجد كزارة
األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية باعتبارىا الوزارة الوصية على القطاع ال تملك إال حق الرقابة إذا
تعلق األمر بالمقابر ،كىذا ما يجعل خاصية عدـ القابلية للتصرؼ التي تطبع األمبلؾ الموقوفة
كقفا عاما تتبلشى بخصوص المقابر.
كفي ىذا الصدد ،يقوؿ جوزيف لوسيوني " :كىكذا كباجتهاد من السلطاف سيدم محمد
تم بناء مدرسة حرة تضم عشرة أقساـ على مقبرة تم استغبللها ككانت توجد بداخل باب شالة
بالرباط ،كقد كانت معالم بعض قبورىا ال زالت ظاىرة ،كقد تمت العملية نفسها بمقابر رياض
العركس بمراكش .2كىذه الظاىرة ال نزلنا نراىا إلى اليوـ رغم أف موقف القضاء ىو عكس ذلك
1ػزي حَُكٖٔ ىٍ :ٕٞ٣حُلٔخ٣ش حُوخٗ٤ٗٞش ُ٬ٓ٨ى حُلزٔ٤ش –حُٔوخرَ ٗٔٞىؿخٓ -وخٍ ٓ٘٘ ٖٟٔ ٍٞأػٔخٍ حُ٘يٝس حُظٗ ٢ظٜٔخ
ًَِٓ حُيٍحٓخص حُوخٗ٤ٗٞش حُٔيٗ٤ش ٝحُؼوخٍ٣ش رٌِ٤ش حُلوٞم رَٔحًٖ ،كٟٞٞٓ ٢ع ح٬ٓ٧ى حُلزٔ٤شًُٝ ،ي 11ٝ 10 :٢ٓٞ٣
كزَح.2006 َ٣
ٗ 2ـ٤٤ش أؿَحر :٢حُٔئٓٔخص حُلزٔ٤ش ك ٢حُٔـَد ٖٓ حُ٘٘ؤس اُ٘ٓ ٠ش ُ 1956ـ٣ُٞق ُ ،٢ٗٞ٣ ّٞحُطزؼش :ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش
.139 ٙ، 2010:
113
ألنو يسعى إلى تكريس مزيد من الحماية للمقابر حيث صدر عن المجلس األعلى قرار يقضي
بكوف" :حرـ المقبرة ىو جزء منها يحظى بالحماية البلزمة لها قانونا ،كالمحكمة لما ردت
الدعول بناء على انتفاء الضرر دكف أف تبحث فيما إذا كانت الطريق المحدثة تتخلل حرـ
المقبرة من عدمو ثم تقضي كفق ما ثبت لها ،فإنها تكوف قد عللت قرارىا تعليبل ناقصا كعرضتو
للنقض".1
مما سبق نستنتج أف ازدكاجية النظاـ القانوني الذم يحكم المقابر ،يجعلو ال يستجيب
لمتطلبات الحماية التي يحتاجها ىذا النوع من المرافق .ذلك أف المشرع رغم تنصيصو في
مدكنة األكقاؼ على كوف المقابر كقف بقوة القانوف إال أف تدخلو كاجب مرة أخرل لتوحيد
الجهاز المشرؼ على ىذا المرفق ،كذلك لتفادم الوضع الذم تعيشو مقابرنا اآلف.
1هَحٍ ػيى ٓ 3681:ئٍم كِٓ ،2007/11/28: ٢ق ٓيٗ ٢ػيى ِِٔٓ ٖٟٔ ٍٞ٘٘ٓ، 2006/5/1/2690:ش ىُ َ٤حُؼَٔ
حُو٠خث.188:ٙ ،ّ :ّ ،٢
114
115
إف الوعي التاـ للمشرع المغربي بكوف الوقف كتبرع ينشأ عن عقد بإرادة منفردة ىدفو
تحقيق غاية دينية لها أبعاد اقتصادية ،يمكن أف يشكل نظاما اجتماعيا كاقتصاديا متينا ،دفعو
إلى التنصيص على مسألة التأقيت في الوقف إلى جانب التأبيد ،مكرسا بذلك موقف المذىب
المالكي في ىذه المسألة (المبحث األكؿ) .كإلى جانب ذلك نجده قد حدد بدقة آثار قياـ
الوقف العاـ سواء المتعلقة بالواقف أك بالموقوؼ عليو (المبحث الثاني).
كالصحيح أف الوقف كما يجوز أف يكوف مؤبدا يجوز أف يكوف مؤقتا ،كإلى ىذا جنح
المشرع المغربي حيث نص في المادة 23من المدكنة على ما يلي" :يجوز أف يكوف الوقف
مؤبدا أك مؤقتا".
يكوف الوقف عادة مؤبدا ،فإذا سكت الواقف على ما يفيد صحة كقفو اعتبر مؤبدا ألف
ىذا ىو األصل .كيرل جمهور الفقهاء – ما عدا المالكية -أف التأبيد شرط في صحة الوقف،
116
فبل يجوز توقيفو لمدة محدكدة ذلك أف صيغة الوقف إذا اقترنت بما يدؿ على الوقف المحدد
كقوؿ الواقف
"كقفت دارم ىذه لمدة سنة أك شهر" فالوقف باطل عند الجمهور ،1كدليلهم على ذلك أف
المقصود من شرعية الوقف ىو التصدؽ الدائم مما يتطلب إنشاء الوقف على سبيل التأبيد.2
كالمقصود كضع أصل ثابت ذم عطاء دكرم مستمر لمصلحة غرض الوقف،3كلتحقيق
مسألة التأبيد في الوقف ينبغي أف تتوفر لو ثبلثة شركط:
-1أف يكوف األصل الموقوؼ مما يحتمل التأبيد ،إما بسبب طبيعتو المادية المطلقة،
كإما بسبب الطبيعة القانونية االقتصادية التي يصنعها التنظيم القانوني السائد ،كإما بسبب
أسلوب المعالجة المحاسبية.
-2أف تتجو إرادة الواقف للتأبيد :حيث ال يكفي أف يكوف األصل الموقوؼ ذا طبيعة
مؤبدة بل البد أف يقصد الواقف معنى التأبيد.
-3استمرار الغرض أك الهدؼ من الوقف ،أم ارتباط الوقف بغرض مؤبد بطبيعتو.4
كىو ما دفع بالحنفية إلى اشتراط أف يكوف الموقوؼ عقارا لكونو لصيق بصفة التأبيد،
كلم يجيزكا كقف المنقوؿ إال إذا كاف تابعا للعقار أك نص عليو في عقد الوقف.
أما المالكية ،فلم يشترطوا فكرة التأبيد بل أجازكا التحبيس لفترة محددة كأجل معلوـ
ليعود الوقف بعد ذلك ملكا للواقف أك غيره .1غايتهم في ذلك التوسعة على الناس في عمل
الخير.
117
أما المشرع المغربي فقد تبنى رأم المالكية في ىذه المسألة ،كاعتبر الوقف صحيحا
سواء كاف مؤبدا أك مؤقتا.
كيبلحظ رغم تنصيص المشرع المغربي على أف الوقف يمكن أف يكوف مؤبدا أك مؤقتا،
أف ىناؾ أكقافا ال يمكن أف تكوف إال مؤبدة كالمسجد ،ذلك أنو إذا اقترنت صيغة كقف
المسجد بما يفيد التوقيت فبل يمكن اعتبارىا إال لغوا .كيعتبر كقف المسجد في ىذه الحالة
صحيحا مؤبدا ،ألف شرط التأبيد ىنا ضركرم لحماية حرمة المسجد كقدسيتو البلزمتين لو
باعتباره بيتا هلل في األرض حيث يجب أف يصاف بما يناسب قدره.
كمما ذكره السرخسي 2أف أبا يوسف كمحمد بن الحسن كىم من فقهاء األحناؼ كانا
على خبلؼ في ىذا الموضوع ،فكاف أبو يوسف يرل بقاء المسجد كلو انقطعت بو الصبلة
إبقاءا على الوقف ،ككاف محمد بن الحسن يرل أف انقطاع الصبلة في ذلك الوقف يسمح
برجوع الملك إلى صاحبو ،كقد حكي أف محمد بن الحسن مر بمزبلة فقاؿ ىذا مسجد أبي
يوسف ،يقصد أف ماؿ المسجد إذا انقطعت الصبلة بو يمكن أف يصير مزبلة إذا لم يعد إلى
ملك صاحبو ،كمر أبو يوسف بإصطبل فقاؿ ىذا مسجد محمد بن الحسن ،يقصد أف من
حبس مسجدا ثم جاز لو أف يسترجعو فإنو يمكنو أف يحولو إلى إصطبل.
كإذا حاكلنا تحليل قوؿ ىذين الفقيهين ،نجد الصواب قد جانب مذىب أبي يوسف دكف
مذىب محمد بن الحسن ألنو متى رجع الوقف إلى الواقف كخرج عن كونو مسجدا فبل قبح
في اتخاذه مزبلة كىو على ملك صاحبو ،إنما القبح في اتخاذه إصطببل مع بقائو مسجدا.
118
كلكن ،رغم ىذا فشرط تأبيد المسجد ىو شرط كاجب في اعتقادنا ،كذلك لضماف
استقبللية أماكن العبادة ،كمنع تصرؼ الواقفين بما يربطها بمصالحهم كرغباتهم كتصوراتهم.
كىذا يجعل الدكلة ممثلة في الوزارة الوصية على القطاع مسؤكلة عن صيانة بيوت اهلل كالحفاظ
عليها لكونها من مصالح األمة العامة األكلى باالعتبار ،كذلك إما بتمويل أعماؿ الصيانة من
ميزانية األكقاؼ ،أك تأمين ذلك من أمواؿ المحسنين الذين يشرفوف على تسيير بعض
المساجد.
إف أىمية التوقيت في الوقف ال تقل عن أىمية التأبيد ،ألف توقيت الوقف في حقيقتو
ليس تراجعا عنو إنما ىو تضييق لزمن الصدقة من أكؿ األمر .لكن ىذا الوقف ال يصح عند
الجمهور – غير المالكية -بما يدؿ على تأقيتو أم حصره بمدة معينة ،ألف الوقف عندىم ىو
إخراج ماؿ على كجو القربة ،فلم يجز لمدة محددة ،كإنما البد من اشتمالو على معنى التأبيد،
فإف اقترنت الصيغة بما يفيد التوقيت فالوقف في ىذه الحالة باطل لفساد الصيغة.
أما المالكية 1فلم يشترطوا التأبيد في الوقف ،حيث قالوا بجواز تعليق الوقف على كصف
يزكؿ الوقف بزكالو ،كىو ما يجعل األكقاؼ المؤقتة تقدـ أشكاال عديدة من الوقوؼ تستجيب
لرغبات المحسنين في عمل الخير ،يكوف أساسها المركنة كالتيسير ،كىذا الموقف األخير ىو
ما تبناه المشرع المغربي في مدكنة األكقاؼ كحسنا فعل ،ألنو ال مانع من توقيت الوقف بزمن
االستفادة من الموقوؼ ألف ىذا يشجع على إحداث أكقاؼ جديدة كيوسع على الواقفين.
كىذا كلو باستثناء كقف المسجد الذم يجب أف يكوف ػ ػ في اعتقادنا ػ ػ مؤبدا.
119
املبحح ايجاْ :ٞآثاز قٝاّ ايٛقف ايعاّ
لترتيب اآلثار الشرعية للوقف العاـ ،البد من تسليمو إلى الجهة الموقوؼ عليها ،شأنو
في ذلك شأف سائر التبرعات ،كعقد الوقف متى استوفى شركطو المعتبرة شرعا فهو صحيح،
ككجوده ثابت ،كأثر إنشائو يبقى ساريا كفق قصد المحبس ،كىذا ما أكدتو مدكنة األكقاؼ
بمقتضى المادة 38منها كالتي تنص على ما يلي" :إف عقد الوقف يعتبر منتجا آلثاره بمجرد
انعقاده كاإلشهاد عليو".
كعليو ،فآثار قياـ الوقف العاـ بالنسبة لؤلطراؼ ،تتمثل فيما لهم من حقوؽ كما عليهم
من كاجبات ،كيستدعي ذلك تقسيم ىذا المبحث إلى مطلبين نخصص األكؿ لحقوؽ الواقف
كالتزاماتو ،كالثاني لما للموقوؼ عليو من حقوؽ كما عليو من التزامات.
تبقى آثار قياـ الوقف العاـ بالنسبة للواقف متمثلة في عدـ تراجعو عن كقفو ،إال في
حاالت استثنائية حددتها مدكنة األكقاؼ(الفقرة األكلى) .كما يبقى غير ملزـ بضماف
االستحقاؽ ،كالعيوب الخفية للماؿ الموقوؼ(الفقرة الثانية).
يعرؼ ابن عطية الرجوع في التبرع بقولو" :االعتصار ىو ارتجاع المعطي عطية بدكف
عوض ال بطوع المعطي" .كىو كذلك إسقاط لحق بعد ثبوتو ،كبالتالي ال يؤخذ بغير اللفظ
الصريح ،ذلك أف ابن عطية يقوؿ في صيغتو "ما دؿ عليو لفظا" ،1ألف االعتصار ال يؤخذ بغير
اللفظ الصريح ألنو إسقاط لحق بعد ثبوتو.
1أر ٞػزي هللا ٓلٔي حٜٗ٧خٍ ١حُٔ٘ ٍٜٞرخَُٛخع حُظ.605 :ٙ ،ّ:ّ :٢ٔٗٞ
120
كقد استعمل الفقهاء الرجوع بمعنى اإلبطاؿ ،كمن ذلك قولهم" :الرجوع في الوصية
إبطاؿ لها" .1كقولهم تبطل الوصية بقوؿ الموصى" رجعت في كصيتي أك أبطلتها "أنو صريح في
كىنا يطرح أمامنا السؤاؿ التالي :إذا كاف الوقف تبرعا يلزـ الواقف بما تبرع بو ،ىل التزاـ
الواقف في ىذه الحالة التزاـ قطعي ال رجوع فيو للواقف؟ أـ أنو التزاـ ظني يحتمل الرجوع؟
بعد الوقوؼ على آراء الفقهاء ،نجد أف مسألة التراجع عن الوقف بعد إنشائو صحيحا
مستوفيا لكل شركطو الشرعية كالقانونية عرفت اختبلفا بينهم .فالرأم عند الحنابلة كالشافعية
أنو إذا صح الوقف صار الزما ال ينفسخ بإقالة كال غيرىا ،كينقطع تصرؼ الواقف فيو كال يملك
الرجوع عنو ،كيزكؿ ملكو عن العين الموقوفة.
أما األحناؼ فاألصل عندىم عدـ لزكـ الوقف .كبالتالي يبقى للواقف حق الرجوع في
كقفو كلو أك بعضو متى شاء .أما المالكية فالرأم عندىم أنو إذا صح الوقف فهو الزـ .كال
يمكن الرجوع فيو أبدا إال إذا اشترط الواقف ذلك لنفسو .4كما يؤكد ىذا ما جاء في الموطأ:
"كسمعت مالكا يقوؿ األمر المجتمع عليو عندنا فيمن نحل كلده نحبل أك أعطاه عطاء .ليس
بصدقة إف لو أف يعتصر ذلك مالم يستحدث الولد دينا يدانيو الناس بو كيأمنونو عليو من أجل
ذلك العطاء.5
121
كيبدك مما سبق أف مبعث الخبلؼ حوؿ مسألة التراجع عن الوقف يرجع إلى كوف مبدأ
من "التزـ بشيء لزمو" ،باعتباره مبدأ يكرس قاعدة قانونية راسخة منذ القدـ سواء في القضاء
أك القانوف كفي فقو المعامبلت على السواء مما يجعل إىدار مفعوؿ ىذه القاعدة محل جدؿ
كنقاش.
كىنا نجد المشرع المغربي فضل الخركج من دائرة الخبلؼ كذلك بتقريره في المادة 37
من مدكنة األكقاؼ إمكانية رجوع الواقف عن كقفو استثناءا في حالتين ىما:
الحالة األولى :إذا تعلق الوقف بموقوؼ عليو سيوجد مستقببل كفوتو
الواقف قبل كجوده.
الحالة الثانية :إذا اشترط الواقف في عقد الوقف الرجوع عنو عند افتقاره.
كأخيرا نشير إلى مسألة التراجع عن الوقف تتطلب نفس شكليات إنشاء الوقف ،كذلك
عن طريق توثيق الرجوع كاإلشهاد عليو أماـ شاىدين عدلين في كثيقة خاصة ،تكوف دليبل عليو
يرجع إليها عند االقتضاء .أما إذا تعلق األمر بوقف مقاـ على عقار محفظ ،فبل بد من تسجيل
التراجع في الرسم العقارم ليكوف حجة بين األطراؼ كتجاه الغير.
الضماف بمعنى ضمن الشيء ،أم جزـ لصبلحيتو كخلوه مما يعيبو .1كالضماف في فقو
العقود إما ضماف استحقاؽ أك ضماف عيوب .ككبل الحالتين تجعل الضماف يتصل بمقومات
ذاتية كخصوصية تجعلو ليس تطبيقا محضا للقواعد العامة.
1ػِ ٢حُول٤ق :حُٔ٠خٕ ك ٢حُلو ٚحٍٞ٘٘ٓ ،٢ٓ٬ٓ٩حص ىٍح حُلٌَ حُؼَر ٢رخُوخَٛس ،حُٔ٘ش.4:ٙ،1997 :
122
كالوقف باعتباره عقد تبرع يجعل الواقف غير ملزـ بضماف استحقاؽ الماؿ الموقوؼ
كعيوبو الخفية ،لكنو ملزـ بضماف حيازة الموقوؼ عليو للماؿ الموقوؼ حيازة ىادئة كنافعة ،كال
تكوف كذلك إال إذا خبل الماؿ الموقوؼ عند تسلمو من كل عيب قد يجعلو غير صالح
الستعمالو فيما أعد لو ،أك ينقص من االنتفاع بو ،كعلى ىذا األساس سأناقش ىذه النقطة في
المحورين التاليين:
كاألصل أف الواقف غير ملزـ بضماف استحقاؽ الماؿ الموقوؼ للجهة الموقوؼ عليها.
كما أنو تبرع ينعدـ فيو المقابل ،كالمبدأ العاـ أف ما ال عوض فيو ال ضماف فيو إال ما استثني،
كىذا ما تبناه المشرع المغربي حيث تنص الفقرة األكلى من المادة 39على ما يلي" :الواقف
غير ملزـ بضماف استحقاؽ الماؿ الموقوؼ من يد الموقوؼ عليو ،كال بضماف عيوبو الخفية".
لكن ،رغم اعتماد المشرع المغربي لمبدأ عدـ ضماف االستحقاؽ باعتباره من تطبيقات
القواعد العامة التي تطبق بدكف نص أك شرط ،نجده قد جعل الواقف مسؤكال إذا كاف العيب
مؤثرا أم بلغ قدرا من الجسامة يضر بالماؿ الموقوؼ .حيث تنص الفقرة الثانية من المادة 39
1أر ٞحُل َ٠ؿٔخٍ حُي ٖ٣حرٖ ٓ٘ظُٔ :ٍٞخٕ حُؼَد ،حُـِءٓ ،2 :طزؼش ىحثَس حُٔؼخٍف940:ٙ ،
2ػزي حَُكٖٔ رِؼٌ٤ي.230:ٙ ،ّ :ّ :
123
المشار إليها سالفا إلى ما يلي" :كيعتبر مسؤكال عن كل فعل ػ ػ أم الواقف ػ ػ عمدم أك خطأ
جسيم صادر عنو ألحق ضررا بالماؿ الموقوؼ".
كمناط مسؤكلية الواقف ىنا ترجع إلى سوء نيتو حيث تعمد إلحاؽ الضرر بالماؿ
الموقوؼ بسبب فعل عمدم أك خطأ جسيم صادر عنو ،كمسؤكليتو في ىذه الحالة تعتبر
مسؤكلية تقصيرية مبنية على العمد كالخطإ ،كبالتالي فالمرجع ىنا ىو قانوف االلتزامات كالعقود
المنظم ألحكاـ ىذه المسؤكلية ،حيث ينص في الفصل 77على ما يلي" :كل فعل ارتكبو
اإلنساف عن بينة كاختيار كمن غير أف يسمح لو بو القانوف فأحدث ضررا ماديا أك معنويا للغير.
التزـ مرتكبو بتعويض ىذا الضرر ،إذا ثبت أف ذلك الفعل ىو السبب المباشر في حصوؿ ذلك
الضرر ،ككل شرط مخالف لذلك يكوف عديم األثر".1
أما الفصل 98من ؽ .ؿ .ع فقد حدد الضرر الذم يجب تعويضو حيث ينص على ما
يلي ":الضرر في الجرائم كأشباه الجرائم ىو الخسارة التي لحقت المدعي فعبل كالمصركفات
الضركرية التي اضطر أك سيضطر إلى إنفاقها إلصبلح نتائج الفعل الذم ارتكب أضرارا بو،
ككذلك ما حرـ من نفع في دائرة الحدكد العادية لنتائج ىذا الفعل .كيجب على المحكمة أف
تقدر األضرار بكيفية مختلفة ،حسبما تكوف ناتجة عن خطإ المدين أك عن تدليسو".
ٚ٘٣ 1حُلٗ ٖٓ 78 َٜلْ حُوخٗ ٕٞػِٓ ٠خ ٗ ًَ" :٢ِ٣ؤٓ ٚئ ٍٝػٖ حُ ٍَ٠حُٔؼ٘ ١ٞأ ٝحُٔخى ١حٌُ ١أكيػ ٫ ،ٚرلؼِٚ
كو ٌُٖٝ ،٢روطج ٚأ٠٣خًُٝ ،ي ػ٘يٓخ ٣ؼزض إٔ ٌٛح حُوطؤ ٞٛحُٔزذ حُٔزخَٗ كًُ ٢ي حُٓ ١َٗ ًَٝ .ٍَ٠وخُق ٌٕٞ٣ػيْ٣
ح٧ػَ"ٝ .حُوطب ٞٛطَى ٓخ ًخٕ ٣ـذ كؼِ ٚأ ٝكؼَ ٓخ ًخٕ ٣ـذ حٔٓ٩خى ػًٌُ٘ٝ ،ٚي ٖٓ ؿ َ٤هٜي ٩كيحع حُ".ٍَ٠
124
ما تعمد إخفاءه من العيوب كالتي يعلم أنها تسبب أضرارا بالماؿ الموقوؼ ،حيث يعتبر في
ىذه الحالة مسؤكال ،كمناط مسؤكليتو ليس ىو اإلخفاء ،كإنما تعمد إحداث الضرر .ك ذلك
استنادا إلى أحكاـ الفصل 77من ؽ .ؿ .ع .ـ المشار إليو سابقا كمقدار التعويض في ىذه
الحالة ال يجب أف يتعدل الضرر الحاصل ،حيث يعوض الموقوؼ عليو عما سببو العيب من
الضرر ،بناءا على معيار موضوعي يحدد جسامة الخطإ ،دكف اإلغفاؿ عن كوف الوقف يقوـ
على أساس التبرع.
تنصرؼ آثار الوقف بالنسبة للموقوؼ عليو إلى حق استعمالو كاستغبللو تبعا لشرط
الواقف (الفقرة األكلى) كما يجب عليو بذؿ العناية بالماؿ الموقوؼ .كذلك بعمل كل ما
يجلب فائدة لو كمنع أم ضرر عنو في إطار التقيد بشركط الواقف كالقواعد القانونية الخاصة
بو (الفقرة الثانية).
يعطي القانوف للموقوؼ عليو حق استعماؿ الماؿ الموقوؼ استعماال شخصيا كاتخاذه
مسكنا إذا كاف العقار الموقوؼ دارا ،كما يتمتع بجميع الحقوؽ المقررة لفائدة ىذا العقار.
كىنا تنص المادة 41من مدكنة األكقاؼ على ما يلي" :إذا انصب الوقف على عقار فإف
للموقوؼ عليو أف يتمتع بجميع الحقوؽ المقررة لفائدة العقار الموقوؼ ،كبكل الزيادات التي
تلحق بو عن طريق االلتصاؽ".كما يحق لو االنتفاع بثماره إف كاف أشجارا أك حرثو إف كاف
أرضا.
كيعطي القانوف للموقوؼ عليو حق استغبلؿ الماؿ الموقوؼ سواء بصفة مباشرة أك يفوت
حقو إلى الغير ،كىنا تنص المادة 40من المدكنة على ما يلي" :يحق للموقوؼ عليو أف
125
يستعمل الماؿ الموقوؼ كأف يستغلو كفق شرط الواقف بكيفية تتوافق مع األغراض المتوخاة
من الوقف .كيجوز لو أف ينتفع بالماؿ الموقوؼ بنفسو ،أك يفوت حق االنتفاع بو إلى الغير ما
لم يكن حق الوقف مقصورا على شخصو".1
كإضافة إلى ىذا يمكن للموقوؼ عليو أف يرتب لفائدة العقار الموقوؼ حقوقا عينية تزيد
من قيمتو كتعتبر في ىذه الحالة كقفا مثلو.2
يقتضي الوقف قياـ الموقوؼ عليو ببذؿ ما في كسعو من جهد لحماية الماؿ الموقوؼ،
من أم اعتداء باعتباره حارسا للماؿ الموقوؼ ،كىنا تنص المادة 45من المدكنة على ما يلي:
"يجب على الموقوؼ عليو أف يبذؿ في حفظ الماؿ الموقوؼ العناية التي يبذلها في حفظ
أموالو ،كيسأؿ عن كل ضرر يصيب الماؿ الموقوؼ بخطئو أك إىمالو أك تقصيره .كيعتبر حارسا
للماؿ الموقوؼ ،كيتحمل مسؤكلية األضرار المترتبة عن اإلخبلؿ بواجب الحراسة" .كما تجب
عليو عمارة الوقف كإصبلحو ،كىذه أىم كاجباتو ،ألف إىماؿ الوقف يؤدم ال محالة إلى خرابو
كاإلضرار بو ،مما يعرض الموقوؼ عليو في ىذه الحالة لتحمل مسؤكليتو كىنا تنص المادة 46
من المدكنة على ما يلي" :إذا تهدـ العقار الموقوؼ كبل أك جزءا فبل يلزـ الموقوؼ عليو بإعادة
بنائو ،ما لم يكن ذلك ناتجا عن خطئو أك إىمالو أك تقصيره".
كفي األخير نشير إلى أف حق الموقوؼ عليو في االنتفاع بالماؿ الموقوؼ قد يمارسها في
حاالت حددىا المشرع في المادتين 47ك 49من المدكنة.
ٗ 1ظْ حَُٔ٘ع حُٔـَر ٢أكٌخّ ًَحء حٞٓ٧حٍ حُٔٞهٞكش ٝهلخ ػخٓخ ٓٞحء حٌَُحء حُل٬ك ،٢أًَ ٝحء حَُرخع رٔوظ ٠٠حُٔٞحى
80اُ ٖٓ 102 ٠حُٔيٗٝش.
2ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 43حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٣ ": ٢ِ٣ـُِٞٔ ُٞهٞف ػِ ٚ٤إٔ َ٣طذ ُلخثيس حُؼوخٍ حُٔٞهٞف كوٞهخ ػ٤٘٤ش طِ٣ي ك٢
هٔ٤ظٝ ،ٚطؼظزَ ك ٌٙٛ ٢حُلخُش ٝهلخ ٓؼِ."ٚ
126
127
إف البحث في خصوصيات نظم حماية األكقاؼ العامة يجعل الباحث متأكدا من راىنية
كضع منظومة تشريعية خاصة بالوقف ،كما أف بحث ىذه الخصوصيات يوضح بجبلء استحالة
االعتماد على األنظمة الغربية كتطويعها من أجل حل القضايا كاإلشكاالت التي يطرحها موضوع
الوقف ،ذلك أف ىذا أمر ال يمكن تصوره ،كىو ما حدا بالمشرع المغربي إلى البحث في
ذخائر الفقو اإلسبلمي ،كاعتماد أىم القواعد الفقهية المعتبرة ،كاستخراج كنوز قواعده ،إضافة
إلى توظيفو لبعض االجتهادات القضائية المتواترة ،كبعض التشريعات الجارم بها العمل،
خصوصا ما يتعلق بجانب الرقابة المالية.
كما جعلني أربط نظم الحماية باألكقاؼ العامة ،ىو محاكلة الوقوؼ على مقتضيات ىذا
النوع من الحماية المقررة للوقف العاـ ،كالتي أرل أنها ستساعده على الخركج من دائرة
المشاكل التي تحيط بو ،كما أنها ستعمل على بعث النشاط كالحيوية في مؤسساتو ،إضافة إلى
بياف اإلمكانيات المتاحة لتطويره ،كتنميتو ألجل تحقيق األىداؼ المرجوة منو ،كالشك أف
مدكنة األكقاؼ قد جاءت بمقتضيات حمائية جديدة جديرة باالعتبار.
كللوقوؼ على كل ىذه المقتضيات سأقسم ىذا الباب على الشكل التالي:
128
129
تتمثل أىم خصوصيات القواعد الموضوعية لحماية الوقف العاـ في االعتراؼ بالشخصية
االعتبارية لو ،كالتي تجعلو أىبل الكتساب الحقوؽ كتحمل االلتزامات ،كبالتالي فالوقوؼ عند
عناصر ىذه الشخصية كتحليلها للوصوؿ إلى النتائج المترتبة عنها كاف ضركرة ال محيد عنها،
كما أف استعراض كتحليل مبادئ تنظيم مالية األكقاؼ العامة كمراقبتها يبقى أمرا ذا أىمية
كبيرة ،خصوصا عندما نعلم أف المدكنة نصت على تدابير كآليات جديدة تبقى الغاية منها
المحافظة على مؤسسة الوقف كحمايتها ،كمبلءمتها مع مستجدات التغيرات االقتصادية
كتطورات الحياة االجتماعية ،كاالستفادة من اإلمكانيات المتاحة في مجاؿ االستثمار
النخراطها في عجلة التنمية .
كمن أجل اإلحاطة بجوانب ىذه القواعد سوؼ أقسم ىذا الفصل على الشكل التالي:
الفرع الثاني :مالية األكقاؼ العامة :مبادئ التنظيم كضبط آليات الرقابة.
130
131
إف فكرة الشخصية االعتبارية للوقف العاـ فكرة فرضت نفسها بحدة ،ألف عملية
التحبيس في حد ذاتها تقتضي خركج العين الموقوفة عن ذمة الواقف ،حيث تصبح لها مكانتها
الخاصة التي تميزىا عن بقية أمبلكو األخرل ،كذلك بدخولها في نظاـ الوقف الذم يكسبها
شخصية أخرل متميزة عن الواقف كالموقوؼ عليو.
كباعتراؼ المشرع المغربي بهذه الشخصية للوقف العاـ منذ إنشائو ،فإنو يكوف قد
أضفى عليو ضمانة تشريعية تحافظ عليو ،كتيسر استقراره ،كتساعد على تنميتو ،كتؤىلو لدخوؿ
نطاؽ الحماية القانونية .كما أف ىذا االعتراؼ يشكل الوسيلة التي يتحقق عن طريقها المشرع
من توافر القيمة االجتماعية للكائن االجتماعي ،كذلك بالتحقق من ىدفو كقدره في ميزاف القيم
االجتماعية ،كمدل حاجتو إلى حياة قانونية مستقلة تكفل تحقيقو.1
كقد تبنى المشرع المغربي طريقة االعتراؼ القانوني الكتساب الوقف العاـ للشخصية
االعتبارية ،حيث يقتضي ىذا االعتراؼ إنشاء الوقف بعقد أك بوصية أك بقوة القانوف ،مع
ضركرة اإلشهاد عليو كحيازتو قبل حصوؿ المانع.
ك سأحاكؿ في ىذا الفرع تلمس مقومات الشخصية االعتبارية للوقف العاـ كذلك من
خبلؿ البحث في عناصرىا ،مبرزة أحكامها كقواعدىا ،ثم استعراض النتائج المترتبة عن
اكتساب الوقف العاـ لهذه الشخصية .كعليو سأقسم ىذا الفرع على الشكل التالي:
132
املبحح األ :ٍٚعٓاصس ايػدص ١ٝاالعتباز ١ٜيًٛقف ايعاّ
يتمتع الوقف العاـ بالمغرب بالشخصية االعتبارية منذ إنشائو ،كذلك حسب الفقرة
األخيرة من المادة 50من مدكنة األكقاؼ التي تنص على ما يلي" :يتمتع الوقف العاـ
بالشخصية االعتبارية مند إنشائو ،كتتولى إدارة األكقاؼ تدبير شؤكنو كفقا ألحكاـ ىذه
المدكنة ،كتعتبر ممثلو القانوني".
كبهذا يكوف المشرع المغربي قد حسم الجدؿ القائم حوؿ مدل إمكانية اكتساب الوقف
العاـ لهذه الشخصية ،كقد سبقتو إلى ىذا عدة تشريعات مقارنة منها المشرع الليبي ،كالمشرع
المصرم ،اللذاف اعتبرا الوقف من األشخاص االعتبارية ،كما اعتبرت محكمة النقض السورية
الوقف سواء كاف خيريا أك ذريا شخصا اعتباريا ،1كفكرة الشخص المعنوم بمفهومها الحديث
صفة يمنحها القانوف لمجموعة من األشخاص أك األمواؿ قامت لغرض معين ،بمقتضاىا تكوف
ىذه المجموعة شخصا جديدا متميزا عن مكوناتها ،كيكوف أىبل لتحمل الواجبات كاكتساب
الحقوؽ.2
كىي بذلك ال تتنافى مع أحكاـ الفقو اإلسبلمي ،بل تؤكدىا بصورة كاضحة كمكتملة،
ألف الفقو اإلسبلمي رغم عدـ تعريفو بشكل كاضح كدقيق لفكرة الشخص االعتبارم ،إال أف
آراء الفقهاء في مختلف المذاىب اإلسبلمية تبين بجبلء تاـ مقومات الشخصية االعتبارية
للوقف العاـ كالتي من عناصرىا :األىلية البلزمة لو ،ككجود ذمة مستقلة ،كممثل قانوني يعبر
عن إرادتو.
لهذا سأحاكؿ من خبلؿ ىذا المبحث دراسة عناصر الشخصية االعتبارية للوقف العاـ،
1ؿٔؼش ٓلٔٞى حٍُِ٣و :٢حُطز٤ؼش حُوخٗ٤ٗٞش ُ٘و٤ٜش حُٞهق حُٔؼ٘٣ٞشٍٞ٘٘ٓ ،حص ًِ٤ش حُيػ ٟٞح٤ٓ٬ٓ٩ش ،حُطزؼش :ح،٠ُٝ٧
حُٔ٘ش .67:ٙ، 2001 :
2ػزي حَُُحم حُٔ٘ :١ٍٜٞحُ ٢٤ٓٞكَٗ ٢ف حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ،٢ؽ.288 :ٙ ،ّ،ّ ،1:
133
كذلك من خبلؿ نصوص القانوف ،كآراء الفقهاء ،كأحكاـ القضاء ،كذلك الستجبلء أحكامها
العامة .كعليو سأقسم ىذا المبحث على الشكل التالي:
إف من أبرز سمات اكتساب الوقف العاـ للشخصية االعتبارية تمتعو بأىلية تؤىلو
الكتساب الحقوؽ كتحمل االلتزامات ،كذمة مالية تختلف تماما عن ذمم األشخاص المكونين
لو ،ذلك أف من يملك الذمة يملك األىلية كىذا من أىم عناصر الشخصية االعتبارية.
كلئلحاطة بجوانب ىذين العنصرين سأقسم ىذا المطلب على الشكل التالي:
فاألكلى يكتسبها الوقف العاـ منذ نشأتو ،أم من تاريخ االعتراؼ بو ،لكنها محدكدة ال تتجاكز
الغرض الذم أنشئ من أجلو .أما أىلية األداء فهي ترتبط بالتمييز كاإلدراؾ ،كىما صفتاف
لصيقتاف باإلنساف ،حيث يستحيل تمتع الشخص االعتبارم بهما ،فليس لو تمييز بحكم طبيعتو
1ح٤ِٛ٧ش ٗٞػخٕ أ٤ِٛش ٝؿٞد ٝأ٤ِٛش أىحء ،كخ ٠ُٝ٧كٔذ حُٔخىس ٓ ٖٓ 207يٗٝش حَٓ٧س ٬ٛ ":٢ٛك٤ش حُ٘وً٫ ٚظٔخد
حُلوٞم ٝطلَٔ حُٞحؿزخص حُظ٣ ٢ليىٛخ حُوخُٗٓ٬ٓ ٢ٛٝ ،ٕٞش ُ ٍٞ١ ٚك٤خط ٌٖٔ٣ ٫ٝ ٚكَٓخٜٗ٘ٓ ٚخ" ،أٓخ حُؼخٗ٤ش ك ٢ٜكٔذ
حُٔخىس ٬ٛ ":208ك٤ش حُ٘ؤُٔ ٚخٍٓش كوٞه ٚحُ٘و٤ٜش ٝحُٔخُ٤ش ٗٝلخً طَٜكخط٣ٝ ،ٚليى حُوخٗ ١َٝٗ ٕٞحًظٔخرٜخ ٝأٓزخد
ٗوٜخٜٗخ أ ٝحٗؼيحٜٓخ".
134
إذ ليست لو بذاتو إرادة ،كىو ما يقتضي أف يقوـ عنو أشخاص طبيعيوف بمباشرة نشاطو القانوني
كيعملوف لحسابو ،حيث تنصرؼ اآلثار القانونية لهذه األعماؿ للشخص االعتبارم مباشرة.
كىذا ما جعل المشرع المغربي يقرر أف الممثل القانوني للوقف العاـ ىي إدارة األكقاؼ حيث
تعبر عن إرادتو كما تباشر جميع األنشطة القانونية المختلفة الخاصة بو كلحسابو.
لعل من أبرز عناصر الشخصية االعتبارية للوقف العاـ تمتعو بالذمة المالية ،كىذه الذمة
تبقى للوقف العاـ بقاء الشخصية االعتبارية ،فإذا انقضت ىذه األخيرة انقضت الذمة المالية
بالضركرة ،ألنها تعبير عن المضموف المادم لهذه الشخصية.
كتعريف الذمة المالية لم يحظ كثيرا باىتماـ التشريعات ،إال أف الفقو اختلف في ذلك
كالتعريف الذم تؤيده استعماالت الفقهاء لتعريف الذمة ىو أنها " ما للشخص – سواء كاف
طبيعيا أك اعتباريا – كما عليو من حقوؽ كالتزامات مالية ،كىي بهذا تكوف كحدة متماسكة
مترابطة من الحقوؽ كااللتزامات المالية المتقابلة.1
كمن ىنا يمكن القوؿ إف الذمة المالية للوقف العاـ – باعتباره شخصا اعتباريا – ىي
1حٌُٓش حُٔخُ٤ش ٓ ٢ٛـٔٞع ٓخ ُِ٘و ٖٓ ٚكوٞم ٓٝخ ػِ ٖٓ ٚ٤حُظِحٓخص ًحص هٔ٤ش ٓخُ٤ش ،كخٌُٓش ٓ ٢ٛـٔٞع حُلوٞم
ٝحُ٫ظِحٓخص .كخُلوٞم طٌ ٕٞحُـخٗذ ح٣٩ـخر ،٢أٓخ حُ٫ظِحٓخص كبٜٗخ طٌ ٕٞحُـخٗذ حُِٔزُٜ ٢خًُ ،ي إٔ ٓخ ُِ٘و ٖٓ ٚكوٞم
ٌٕٞ ٣كٓ ٢ـٔٞػش هٔ٤ش ٓؼ٘٤ش رَٜف حُ٘ظَ ػٖ حُؼ٘خ َٛحٌُٔٗٞش ُ ٌٙٛ ٚحُؤ٤ش حُظ٣ ٢ظٌٜ٘ٓ ٕٞخ حُـخٗذ ح٣٩ـخر ٢طٖٔ٠
ط٘ل ٢٤حُ٫ظِحٓخص حٌُٔٗٞش ُِـخٗذ حُِٔز .٢رٔؼ٘ ٠أُِٗ ٌٖٔ٣ ٚيحث٘ ٖ٤حُلـِ ػٌِٛ ٠ح حُـخٗذ ح٣٩ـخرٝ ٢حُظ٘لٓ٫ ٌ٤ظ٤لخء كوٞهْٜ
ٌُٜٓ٘ٝ .ٚح كبٕ حُـخٗذ حُِٔز٘٣ ٢و ٖٓ ٚحُـخٗذ ح٣٩ـخرٝ ،٢هي ٣ِ٣ي حُـخٗذ ح٣٩ـخر ٢ػِ ٠حُِٔز ،٢أ ١طِ٣ي كوٞم حُ٘وٚ
ػِ ٠حُظِحٓخط ٚكَٓٞٓ ٌٕٞ٤حٝ .هي ٣ليع حُؼٌْ أ ١طِ٣ي حُ٫ظِحٓخص ػِ ٠حُلوٞم ك ٌٕٞ٤حُ٘وٓ ٚؼَٔح.
ٝحٌُ٣ ١يهَ ك ٢ح٫ػظزخٍ ٘ٛخ ٓ ٞٛـٔٞع حُلوٞم ٝحُ٫ظِحٓخص حُظُٜ ٢خ هٔ٤ش ٓخُ٤ش ،ك٣ ٬يهَ ك ٢حٌُٓش حُٔخُ٤ش ٓخ ُِ٘وٖٓ ٚ
كوٞم ؿٓ َ٤خُ٤ش ٓؼَ حُلوٞم حُؼخٓش٣ُِِٔ ،ي ٖٓ ح٬١٫ع أٗظَ:
كًٔ ١ُٞخٍ أى :ْٛأرلخع ك ٢حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ.91:ٙ،ّ،ّ ،٢
ػزي حٌَُ ْ٣حُطخُذ ًَِٓ :حُلو ٚح ٢ٓ٬ٓ٩ك ٢حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ٢حُٔـَرٍٓ ،٢خُش ُ٘ َ٤ىرِ ّٞحُيٍحٓخص حُؼِ٤خ حُٔؼٔوش ك٢
حُوخٗ ٕٞحُوخ ،ٙحُٔ٘ش حُـخٓؼ٤ش.117:ٙ،1996/1995:
حرَح ْ٤ٛكٌَ :١حُٔيهَ ُيٍحٓش حُوخٗ ،ٕٞحُطزؼش :ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش.233 :ٙ ،2001/1422 :
135
مجموع الحقوؽ كااللتزامات المالية التي تكوف لو أك عليو ،كالتي ال تدخل فيها حقوؽ أك
التزامات ،األفراد الطبيعيين الذين قاموا بإنشائو.1
غير أنو ،كمما يحتاج إلى توضيح في ىذا الصدد ىو :ىل الذمة المالية للوقف العاـ ذمة
مالية كاحدة أـ ىي مجموعة من الذمم المتفرقة ؟
ىذا السؤاؿ من األىمية بمكاف ألف بداية كل كقف عاـ تتم بتخصيص منفعتو ابتداء أك
مآال لوجوه البر كاإلحساف كتحقيق منفعة عامة ،كالجهات بطبيعة الحاؿ كثيرة كمتعددة ،ككحدة
الذمة المالية تعني انفراد كل كاحدة منها بذمة مالية مستقلة تعمل على أساس استقبلؿ
شخصيتها ،حتى كلو اجتمعت كلها أك بعضها تحت إشراؼ مؤسسة كاحدة ،كبالتالي انفراد كل
منها بحقوقها كالتزاماتها.
األصل ىو الحفاظ على خصوصية كل كقف ،ككل جهة كإف كانت تحت إشراؼ إدارة
كاحدة ،كذلك لصرؼ ريع الوقف للجهة التي كقف عليها الواقف.
لكن السؤاؿ المطركح ىنا ىو :ىل جهات الوقف العاـ لو اجتمعت كلها أك بعضها تحت
إشراؼ مؤسسة كاحدة يكوف لكل جهة منها ذمة مستقلة ،كبالتالي ال يجوز التداخل بين
حقوقها كالتزاماتها كبين حقوؽ كالتزامات جهة أخرل؟
باستقراء آراء الفقهاء حوؿ ىذه المسألة نجدىا تنقسم إال ثبلثة آراء:
الرأم األكؿ :يقوؿ بجواز صرؼ الفائض من أمواؿ الوقف إذا اتحدت الجهة
الموقوؼ عليها كالوقف ،كفي غير ذلك ال يجوز اإلنفاؽ.2
136
الرأم الثاني :عدـ جواز إنفاؽ الفائض من أمواؿ الوقف على كقف آخر مطلقا،
كأف يستغل الفائض في عمارة الوقف أك التوسعة فيو.1
الرأم الثالث :جواز صرؼ الفائض في المساجد التي تزيد عن حاجتها لصالح
مساجد أخرل التحاد الجهة الموقوفة عليها ككحدة غرضها على الرغم من تعدد الواقفين.2
كالذم يظهر رجحانو من ىذه اآلراء ،ىو جواز التصرؼ في جميع األمواؿ المرصودة
لجهة كاحدة كالمساجد مثبل ،حيث ينظر إلى جميع موقوفاتها الواقعة تحت إدارة الوقف كذمة
كاحدة حسب المصلحة الراجحة.
لكن تقديم مصالح الموقوؼ عليو من كقفو الخاص بو على غيره يبقى أكلى ،كإذا فضل
أك اقتضت المصلحة غير ذلك ،صرؼ منو إلى بقية الموقوؼ عليو من نفس الجهة .كبالتالي
فنص الواقف ىنا كنص الشارع في الفهم كالداللة ،أم أف مقصوده يفهم من كجوه متعددة،
كما يفهم مقصود الشارع.
كفي السياؽ نفسو ،يطرح تساؤؿ آخر ىو :ىل يمكن أف ينظر إلى جهات الخير كلها
كأنها جهة كاحدة ،يصرؼ من ريعها على الجميع حسب أكلوية المصالح؟
137
بالرجوع إلى فتاكل فقهاء المالكية يمكن أف نخلص إلى استنتاج اآلراء التالية:
الرأم األكؿ :األحباس كلها – إذا كانت هلل – بعضها من بعض ،كذلك مقتضى
فتول أبي محمد العبدكسي.1
الرأم الثاني :نقل فتول بهذا الشأف للبرزلي كابن ماجشوف كغيرىم ،كجاء فيها
أيضا " قاؿ أصبغ كابن ماجشوف :إف ما يقصد بو كجو اهلل يجوز أف ينتفع ببعضو من بعض،
كركل أصبغ عن ابن القاسم مثل ذلك في مقبرة قد كفت فيبني قوـ عليها مسجدا :لم أر بو
بأسا ،قاؿ ككذلك ما كاف هلل فبل بأس أف يستعاف ببعضو على بعض ،كقد رأل بعض المتأخرين
أف ىذا القوؿ أرجح في النظر ألف استفاء الزائد في سبيل الخير أنفع للمسجد كأنمى ألجره.2
الرأم الثالث :في الجواب عن جمع أحباس فاس :يجوز جمعها كجعلها نقطة
كاحدة كشيئا كاحدا ال تعدد فيو.3
من ىذه الفتاكل كلها نستنتج جواز النظر إلى جميع جهات الوقف نظرة كاحدة قائمة
على ذمة كاحدة حسب المصالح المعتبرة ،ك لعل الراجح ىو ما قاؿ بو شيخ اإلسبلـ ابن تيمية
في أف يربط التصرؼ في أمواؿ الوقف بالمصالح الراجحة أكثر من غيرىا ،حيث قاؿ -بعد
تقريره جواز تغيير الوقف كبيعو" :فتتبع مصلحة الوقف كيدار مع المصلحة حيث كانت كقد
ثبت عن الخلفاء الراشدين كعمر كعثماف أنهما غيركا صورة الوقف للمصلحة ،بل فعل عمر ما
ىو أبلغ من ذلك حيث حوؿ مسجد الكوفة القديم فصار سوؽ التمارين كبنى لهم مسجدا
آخر في مكاف آخر كاهلل أعلم.4
1كٔ٘ ٢حُؼًِٔ :٢ظخد حُ٘ٞحٍُ ،حُـِءٍٞ٘٘ٓ ،2:حص ُٝحٍس حٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩ش ،حُٔ٘ش:ٙ ،1989 :
.114/113
2كٔ٘ ٢حُؼِٔ :٢حَُٔؿغ حُٔخرن.345-344 :ٙ ،
3حَُٔؿغ حُٔخرن ٗلْ حُٜللش.
4حرٖ ط٤ٔ٤ش أكٔي رٖ ػزي حُٔٓ :ّ٬ـٔٞع كظخ ٟٝحرٖ ط٤ٔ٤ش.361:ٙ ،ّ:ّ ،
()...
138
كيبدك أف ىذه اآلراء تنسجم تماما مع ركح الوقف ،ألف نقل بعض ماؿ الوقف من جهة
لجهة أخرل أكثر نفعا ،أك صرؼ فائض كقف معين على كقف آخر يحتاج إلى ذلك ،يحقق
كال شك المصالح المعتبرة من الوقف .كلعل ىذا ما جعل المشرع المغربي يتبنى كحدة الذمة
المالية للوقف العاـ ،حيث تنص المادة 133من مدكنة األكقاؼ على ما يلي" :تشكل مجموع
األكقاؼ العامة ذمة مالية كاحدة مستقلة ،تشمل على جميع األمواؿ الموقوفة كقفا عاما،
كعائداتها ككل األمواؿ األخرل المرصودة لفائدتها".
كحسنا فعل المشرع من خبلؿ ىذا الموقف ألف كحدة الذمة تجعل الجانب اإليجابي
لهذه الذمة مسؤكال عن الجانب السلبي كضامنا لو ،ذلك أنو ليس لجميع األكقاؼ العامة
بالمغرب من الريع ما يكفي لسد جميع احتياجاتها.
إضافة إلى أىلية الوقف العاـ كذمتو المالية ،نجده كذلك يحمل اسما يميزه عن باقي
األشخاص االعتبارية األخرل ،كموطنا مستقبل بو ،كممثبل قانونيا لو كامل الصفة في التعبير عن
إرادتو.
139
ايفكس ٠األٚىل :اضِ َٛٚطٔ ايػدص االعتبازٟ
الستكماؿ عناصر الشخصية االعتبارية للوقف العاـ البد لو من اسم كموطن خاص بو
يتميز بهما عن غيره.
الوسيلة األساسية التي تميز ذات الشخص عن غيره ،1كاالسم بهذا االعتبار ال يعتبر حقا ماليا،
ألنو ال يجوز التعامل فيو .كالقانوف يشترط أف يتخذ كل شخص اعتبارم اسما يميزه عن غيره،
كيتعين أف يختار المؤسسوف االسم عند إنشائو ،أك ينص عليو في السند المنشئ لو.2
كاالسم عادة ىو اللفظ الذم يستخدـ لتحديد شخص اعتبارم بعينو كيميزه عن غيره،
كبهذا يكوف الوقف العاـ متميزا باسمو عن باقي األشخاص االعتبارية األخرل بمجرد إنشائو،
ألف لفظ الوقف يعبر بشكل كاضح عن معناه كالغاية من إنشائو.
كنظرا ألىمية ىذا العنصر في القانوف فإنو يقرر لو نفس الحماية التي يقررىا السم
الشخص الطبيعي ،ك أف إغفاؿ ذكره في السند المنشئ يؤدم إلى عدـ االعتراؼ بالشخصية
القانونية لو.
140
ثاْٝاَٛ :طٔ ايػدص االعتباز:ٟ
يتمتع الوقف العاـ بصفتو شخصا اعتباريا بموطن خاص بو كمستقل عن موطن أعضائو،
كىذا الموطن ىو المكاف الذم يوجد فيو مركز إدارتو.
كيتميز موطن الوقف عن باقي األشخاص االعتبارية األخرل في كونو ال يشكل عائقا
تشريعيا ،كما ال يحد من خلق أكقاؼ جديدة خارج حدكد الموطن الذم ينتمي إليو ،كما يعزز
ىذا القوؿ ىو كجود أكقاؼ في المغرب مثبل لصالح مكة المكرمة أك القدس الشريف ،كىي
نماذج عملية تفاعل من خبللها المسلموف مع الوقف خارج األطر الجغرافية المحلية.
كالسبب في ذلك أف عنصر الموطن كاف متوافرا في النظاـ اإلسبلمي قبل تبنيو من طرؼ
القانوف الوضعي ،حيث نجده أشمل كأرقى من النظاـ القانوني الضيق المعركؼ بإقليميو.1
كتتجلى أىمية الموطن كأحد عناصر الشخصية االعتبارية في كونو المقر المعتبر قانونا
لمخاطبة الشخص االعتبارم فيما يتعلق بنشاطو القانوني ،2حيث يسهل التعامل معو سواء عند
تبليغ أك تلقي المراسبلت الواردة عليو أك الصادرة عنو ،أك حتى معرفة المحاكم المختصة في
الدعاكل المرفوعة من قبلو أك ضده ،كما يساعد على تحديد القانوف الواجب التطبيق في حاؿ
النزاع.
أصبح الوقف العاـ –باكتسابو للشخصية االعتبارية -مالكا لحق التقاضي الذم يخوؿ لو
رفع الدعاكل للدفاع على مصالحو أماـ القضاء سواء كاف مدعيا أك مدعى عليو.
141
كلممارسة ىذا الحق البد من التوفر على الصفة –باعتبارىا كالية مباشرة الدعول -كالتي
يستمدىا المدعي من كونو صاحب الحق ،أك ممثلو القانوني ،الذم يثبت صفتو في تمثيل
الشخص االعتبارم الذم ترفع الدعول باسمو.
كشرط الصفة يثيره القاضي تلقائيا حسب الفقرة الثانية من الفصل األكؿ من ؽ.ـ.ـ.1
كىذا الشرط ال يتعلق بالمدعي كحده بل يشمل المدعى عليو أيضا ،ألف الدعول ترفع من ذم
صفة على ذم صفة كما يقاؿ.
كبالرجوع إلى مقتضيات المادة 50من مدكنة األكقاؼ ،نجد أف إدارة األكقاؼ ىي
الممثل القانوني لؤلكقاؼ العامة بالمغرب .كعليو ،إذا رفع كزير األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية أك
من ينوب عنو دعول باسم األكقاؼ العامة ،ففي ىذه الحالة تتوفر الصفة في الدعول لؤلكقاؼ
العامة ،كالصفة في التقاضي لوزير األكقاؼ ،2أك من ينوب عنو ،الذم ليس عليو سول إثبات
صفتو في تمثيل الشخص الذم ترفع الدعول باسمو.
"حيث تبين صحة ما عابتو الطاعنة على القرار ،فطالبو التحفيظ اعتمدكا في طلب
تحفيظ العقار محل النزاع على عقد الحبس ،كىم بذلك يقركف بأف ىذا العقار محبس ،ألف
من أدلى بحجة فهو قائل بما فيها ،كما أف ناظر األحباس لو الصفة في المحافظة على األصوؿ
1
٣ـذ حُظٔ ِ٤٤ر ٖ٤حُٜلش ك ٢حُيػٝ ،ٟٞحُٜلش ك ٢حُظوخ :٢ٟكخ ٠ُٝ٧طؼ٘ :٢إٔ حُيػ ٫ ٟٞطوزَ ا ٫اًح ًخٕ حُٔيػ٣ ٢يػ٢
كوخ أًَِٓ ٝح هخٗ٤ٗٞخ ُ٘لٔ ،ٚأٓخ حُؼخٗ٤ش ك٬ٛ ٢ٜك٤ش حُ٘ؤُ ٚزخَٗس ح٩ؿَحءحص رخْٓ ؿ٣ُِِٔ .َٙ٤ي ٖٓ حُظٓٞغ أٗظَ:
ٓلٔي رلو :َ٤هخٗ ٕٞحُٔٔطَس حُٔيٗ٤ش ٝحُؼَٔ حُو٠خث ٢حُٔـَرٍٞ٘٘ٓ ،٢حص ىٍحٓخص ه٠خث٤شِِٔٓ ،ش حُوخٗٝ ٕٞحُؼَٔ
حُو٠خث ٢حُٔـَر ،ٖ٤٤حُؼيى،5:حُطزؼش حُؼخٗ٤ش ،حُٔ٘ش.17ٝ16:ٙ،2009:
ػزي حٌَُ ْ٣حُطخُذ :حَُ٘ف حُؼُِٔ ٢وخٗ ٕٞحُٔٔطَس حُٔيٗ٤ش ،حُٔطزؼش ٝحٍُٞحهش حُ٤٘١ٞش رَٔحًٖ ،حُٔ٘ش:ٙ،2009:
.157
ٍٝ2ى ك ٢أكي هَحٍحص حُٔـِْ ح٧ػِٓ ٠خ :٢ِ٣إ حُلوَس حُؼخٗ٤ش ٖٓ حُل َٜح ٖٓ ٍٝ٧م ّ.ّ.ط٘ ٚػِ ٠إٔ حُوخ٣ ٢ٟؼَ٤
طِوخث٤خ حٗؼيحّ حُٜلش أ ٝح٤ِٛ٧ش أ ٝحُِٜٔلش أ ١ح ًٕ٩رخُظوخ ٢ٟإ ًخٕ ٣ٍَٟٝخ ٌٍ٘٣ٝحُطَف رظٜل٤ق حُٔٔطَس.
هَحٍ ػيىٛ 528 :خىٍ ػٖ حُـَكش حُٔيٗ٤ش رخُٔـِْ ح٧ػِ ٠رظخٍ٣نِٓ 1982/02/26 :ق ٓيٗ ٢ػيى ٍٞ٘٘ٓ، 2790 :
رٔـِش حُٔلخًْ حُٔـَر٤ش ػيى ،46:حُٔ٘شٗٞٗ :زَ /ىؿ٘زَ .69 :ٙ ،1986
142
المحبسة ،كالتعرض على العقارات المراد تحفيظها كأمبلؾ خاصة ،كأف القرار المطعوف فيو لما
اعتبر ناظر األحباس ال صفة لو في التعرض على المطلب فقد جاء غير مرتكز على أساس".1
"كحيث دفع الطرؼ المدعى عليو بأف الدعول في مواجهة نظارة األكقاؼ ،كليست في
مواجهة ممثلها القانوني ،كعقب الطرؼ المدعي بأنو ال ضرر في ذلك مادامت قد عرفت
الجهة المعنية بالدعول ،غير أف ىذا الدفع مردكد عليو بأف عدـ إدخاؿ الممثل القانوني في
الدعول من شأنو أف يخلق صعوبة في التنفيذ ،إذا ما صدر حكم على نظارة األكقاؼ ،األمر
الذم تبقى معو الدعول معيبة شكبل لؤلسباب المذكورة أعبله ،كيتعين بالتالي التصريح بعدـ
قبولها كإبقاء الصائر على رافعها".
كنفس ىذه القاعدة تطبق على ممثلي األشخاص االعتبارية األخرل ،كالدكلة كالبلديات
كالجماعات المحلية ،حيث ترفع الدعول ضد الدكلة في شخص رئيس الحكومة ،كضد
الخزينة العامة في شخص الخازف العاـ ،كالجماعات الترابية في شخص العامل بالنسبة
للعماالت كاألقاليم ،كرئيس الجماعة بالنسبة للجماعة .3كعليو فإف الشخص االعتبارم ىو
الطرؼ األصلي في الدعول ،كإف كانت القاعدة أف الشخص المعنوم يتقاضى عن طريق ممثلو
1هَحٍ ٍهْ ٛ 2923:خىٍ رظخٍ٣ن ِٓ 2000/06/13:ق ٓيٗ ٢ػيى ٍٞ٘٘ٓ ،9/1/1642 :رٔـِش ه٠خء حُٔـِْ ح٧ػِ٠
حُؼيى حُِٔىٝؽ٘٣ 60/59 :خ.24 :ٙ ،2002 ُٞ٤ُٞ٣/َ٣
2كٌْ ػيىٓ 01/173 :ئٍم كِٓ 2001/11/:21 ٢ق ٍهِِْٔٓ ٖٟٔ ٍٞ٘٘ٓ 10/01/57 :ش ىٍحٓخص ٝأرلخع طلض
ػ٘ٞحٕ :حُ٘ظخّ حُوخٗ٬ٓ٨ُ ٢ٗٞى حُٞهل٤ش ،حُـِء ح ،ٍٝ٧ؿٔغ ٝط٘ٔ٤ن ًَُ٣خء حُؼٔخٍ.225:ٙ ،١
ٚ٘٣ 3حُل ٖٓ 515 َٜهخٗ ٕٞحُٔٔطَس حُٔيٗ٤ش ػِٓ ٠خ ":٢ِ٣طَكغ حُيػٟ ٟٞي:
حُيُٝش ،كٗ ٢و ٚحُ َ٣ُٞح ُٚٝ ٍٝ٧إٔ ٌِ٣ق رظٔؼ ِٚ٤حُ َ٣ُٞحُٔوظ ٚػ٘ي ح٫هظ٠خء؛
حُوِ٘٣ش ،كٗ ٢و ٚحُوخُٕ حُؼخّ؛
حُـٔخػخص حُٔلِ٤ش ،كٗ ٢و ٚحُؼخَٓ رخُ٘ٔزش ُِؼٔخ٫ص ٝح٧هخُٝ ،ْ٤كٗ ٢وٍ ٚث ْ٤حُٔـِْ حُوَ ١ٝرخُ٘ٔزش
ُِـٔخػخص؛
حُٔئٓٔخص حُؼٔ٤ٓٞش ،كٗ ٢ؤٓ ٚؼِٜخ حُوخٗ٢ٗٞ؛
ٓي٣َ٣ش حَُ٠حثذ ،كٗ ٢وٓ ٚي َ٣حَُ٠حثذ كٔ٤خ ٣و ٚحُِ٘حػخص حُٔظؼِوش رخُو٠خ٣خ حُـزخث٤ش حُظ ٢طيهَ ٖٟٔ
حهظٜخٛخطٜخ".
143
القانوني ،فإف ىذا الممثل ال يعتبر طرفا في الدعول ،كأف اإلجراءات التي يباشرىا تعتبر صادرة
مباشرة من الشخص االعتبارم.
كحسب المادة 56من المدكنة فإف األكقاؼ العامة ،تمثل أماـ القضاء مدعية أك مدعى
عليها من لدف السلطة الحكومية المكلفة باألكقاؼ أك من تنتدبو لهذا الغرض ،كىنا تمثل أماـ
القضاء كطرؼ أصلي ،كما يمكنها أف تمثل كطرؼ مدخل ،كذلك في دعول ضماف
االستحقاؽ التي يرفعها المعاكض لو إلمكانية إعماؿ الخيار بين االسترداد الجزئي للثمن ،كبين
فسخ العقد كاسترداد كامل الثمن ،كىذا ما يستفاد من نص المادة 71من المدكنة.
بعد استجبلء عناصر الشخصية االعتبارية للوقف العاـ ،البد من الوقوؼ على نتائج
االعتراؼ بهذه الشخصية ،التي أصبح الوقف العاـ بمقتضاىا شخصا قانونيا لديو األىلية
الكتساب الحقوؽ ،كتحمل االلتزامات بمعزؿ عمن يقوـ بإدارتو.
كتتحدد نتائج االعتراؼ للوقف العاـ بالشخصية االعتبارية من خبلؿ تحديد قواعد
المسؤكلية بشكل يؤصل لهذه القواعد ،كما أف مسألة التعويض عن االعتداء المادم على
األمبلؾ الموقوفة كقفا عاما تندرج ىي األخرل ضمن ىذه النتائج ،إضافة إلى تمتيع الديوف
المستحقة لفائدة األكقاؼ العامة بحق االمتياز.
كلئلحاطة بهذه النتائج جميعها ارتأيت تقسيم ىذا المبحث على الشكل التالي:
المطلب الثالث :تمتيع الديوف المستحقة لفائدة األكقاؼ العامة بحق االمتياز.
144
املطًب األ :ٍٚحتدٜد قٛاعد املطؤٚي١ٝ
يمكن القوؿ إف المشرع المغربي ،قد كضع نظاما قانونيا شامبل ككاضح المعالم لمختلف
قواعد المسؤكلية ،سواء المتعلقة بأطراؼ عقد الوقف ،أك األجهزة المكلفة بتدبيره أك المتعاقدة
معو ،أك الغير.
كبهذا يكوف قد أكمل بناء اإلطار القانوني لمؤسسة قانونية في غاية األىمية ،ستشكل ال
محالة المرجع القانوني ،كمحطة االنطبلقة الوحيدة ألم تأصيل نظرم أك تأسيس لدعول في
الوقف العاـ كشخص اعتبارم معترؼ لو بهذه الشخصية قانونا ،أك في حق ناظر الوقف
باعتباره من أىم األشخاص الموكوؿ إليهم أمر تدبير قطاع األكقاؼ العامة.
كبالرجوع إلى الفصلين 79ك 80من ؽ.ؿ.ع.ـ ،كالمادتين 50ك 145من مدكنة
األكقاؼ نجد المشرع المغربي قد أسس لنوعين من المسؤكلية أكلهما :المسؤكلية التقصيرية
الشخصية لناظر الوقف ،كأساسها التدليس كالخطأ الجسيم .كالثانية :المسؤكلية اإلدارية
للوقف العاـ كشخص اعتبارم ،كالمبنية أساسا على الخطأ كتحمل التبعة (الفقرة الثانية).
نظرا للدكر الحيوم الذم يقوـ بو الماؿ الموقوؼ ،كاف البد من إقرار كالية خاصة عليو
ترعاه كتضمن بقاءه ،كتعطي الحق لمن تثبت لو في القياـ برعاية شؤكنو ،تسييرا كضبطا كتنمية.
كتتجلى أىمية الوالية على الوقف في كونها تربط الوقف بنتائجو ،كبدكنها ال تكوف ىناؾ
فوائد أك ثمار تجتنى من كرائو.1
كالوالية على الوقف العاـ بالمغرب تعهد –تحت اإلشراؼ المباشر لجبللة الملك
باعتباره الناظر األكؿ ،إلى كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية ،التي تنتدب بدكرىا لهذا الغرض
ٓلٔي حُٜٔي :١حُٞؿ ِ٤ك ٢أكٌخّ حُ٣٫ٞش ػِ ٠حُٞهق حُؼٔٓ ،٢ٓٞـِش ىػٞس حُلن ،حُؼيىٓ ،17 :طزؼش ك٠خُش رخُٔلٔي٣ش، 1
145
نظارا لؤلكقاؼ حسب التقسيم الترابي للمملكة.1
كناظر الوقف بذلك يكوف المسؤكؿ األكؿ داخل منطقة نفوذه الترابي على جميع األمبلؾ
الحبسية ،حيث يعهد إليو باعتباره موظفا عموميا أمر تمثيل الوزارة ،كما يعتبر حارسا على
أكقافها ،مما يجعلو عنصر تنفيذ ،كتنظيم كمخاصمة .2كبالتالي فجميع تصرفاتو يجب أف تكوف
مقترنة بما فيو النظر كالمصلحة للوقف ،كال مجاؿ الرتكاب أخطاء شخصية أك مخالفات
تأديبية ينتج عنها ميبلد مسؤكليتو الشخصية.
كفي ىذا الصدد ،سئل العبلمة سيدم المهدم الوزاني عن ناظر للحبس :ثبت بشهادة
عدد كثير من العدكؿ بغضو للمحبس عليهم كمقاطعتو لهم ،لم تظهر منو مصلحة كال جلب
منفعة ،يبخس أكرية الحبس كغللو ،كيستأصل ذلك ،كيستبد بو ،كالزاؿ على ذلك مع التقاطع
كالعداكة للمحبس عليهم ،كأف بقاءه ناظرا ىو ضرر عليهم ،ىل يجب تأخيره عن النظر في
الحبس كإبدالو بغيره أكال؟
فأجاب بما يلي :الحمد هلل حيث ثبت بالعدد الكثير من العدكؿ أف الناظر أعبله ال
مصلحة فيو كال جلب منفعة ،كأنو يبخس أكرية الحبس كغللو ،كيستأصل ذلك كيستبد بو،
كالزاؿ على ما ىو عليو إلى اآلف ،كأف بقاءه ناظرا ىو من الضرر البين ...إلخ .فالجواب عزلو
كتأخيره عن النظر في ذلك الحبس كالوصية فورا ،إذ ال خفاء أف الناظر ىو من جملة األمناء،
كاألمين إذا لم يكن فيو مصلحة يعزؿ ،فأحرل إذا كاف فيو ضرر كما ىنا ،كقد اجتمع في ىذا
الناظر على مقتضى ىذه الشهادة أمور ،كل كاحد منها انفراده يوجب عزلو ،فكيف بها كلها؟.3
1ط٘ ٚحُٔخىس حُؼخٗ٤ش ٖٓ ٓيٗٝش حٝ٧هخف ػِٓ ٠خ ٣ ":٢ِ٣ؼظزَ حُ٘ظَ كٗ ٢ئ ٕٝحٝ٧هخف حُؼخٓش ٖٓ ٬ٛك٤خص ؿُ٬ظ٘خ
حَُ٘٣لش رٜلظ٘خ أَٓ٤ح ُِٔئٓ٘٣ٝ ،ٖ٤و ّٞر ٌٜٙحُٜٔٔش طلض ِٓطظ٘خ حُٔزخَٗس َٗ٣ُٝخ ك ٢حٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩ش ،ك ٢ا١خٍ
حُظو٤ي رؤكٌخّ ٌٙٛحُٔيٗٝش ٝحُ٘ ٜٙٞحُٔظوٌس ُظطز٤وٜخ".
2
ٓلٔي رٖ ٛخُق حُٜٞك :٢حُلوٞم حُؼَك٤ش حُؼ٤٘٤ش ح٤ٓ٬ٓ٩ش ،ىٍحٓش ٓوخٍٗش ر ٖ٤حُلو ٚحُٔخٌُٝ ٢حُوخٗ ٕٞحُٟٞؼٓ ،٢طزؼش
ىحٍ حُوِْ رخَُرخ ،١حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش .327 :ٙ ،2002:
3أر ٞػ٤ٓ ٠ٔ٤ي ١حُٜٔي ١حُُٞحٗ :٢حُ٘ٞحٍُ حُـي٣يس حٌُزَ.305 :ٙ ،ّ:ّ ،ٟ
146
كالحقيقة أف المشرع المغربي قد أسس لقواعد ىذه المسؤكلية ،منذ صدكر قانوف
االلتزامات كالعقود في سنة ،1913كالذم أباف من خبللو عن كعي تاـ بكوف مبدأ المسؤكلية
الشخصية للموظفين العموميين ىي ضركرة ال محيد عنها ،إال أف المسؤكلية الشخصية لناظر
الوقف –باعتباره موظفا عموميا -لم تكتمل حلقاتها إال بصدكر مدكنة األكقاؼ ،التي كانت
مقتضياتها على قدر كبير من التفصيل كالتدقيق.
كىكذا نستطيع القوؿ إف مسؤكلية الناظر عن الوقف تستند إلى القواعد العامة المنصوص
عليها في الفصلين 79ك 80من ؽ.ؿ.ع.ـ ،كما ترتكز على القواعد الخاصة المنصوص
عليها في المادة 145من مدكنة األكقاؼ ،مما يجعلها مسؤكلية ذات خصوصية ترجع إلى
الوضعية المتميزة لو عن باقي الموظفين العموميين كالمستمدة من طبيعة عملو ،كالتي تلزمو
ببذؿ الجهد كاستفراغ الوسع كتفقد ما تحت يده كتعهده ،1ألنو ليس الرجل العادم كإنما ىو
الحريص المتبصر .يقوؿ سيدم عبد اهلل العبدكسي في ىذا الشأف ":تطوؼ ناظر
الحبس...على ريع األحباس أكيد ضركرم البد منو ،كىو كاجب على الناظر فيها ال يحل لو
تركو ،إذ ال يتبين مقدار غبلتها ،كال عامرىا ،كال غامرىا ،إال بذلك ،كما ضاع كثير من األحباس
إال بإىماؿ ذلك ،فيأخذ الناظر كفقكم اهلل بالكد كالجد كاالجتهاد". 2
كعليو ،فالمسؤكلية الشخصية لناظر الوقف على ضوء التأصيل القانوني سواء في شقو
العاـ (قانوف االلتزامات كالعقود) أك الخاص (مدكنة األكقاؼ) ىي مسؤكلية تقصيرية بالدرجة
األكلى ،ناتجة عن التزاـ قانوني يفرضو القانوف ،تجسده عبلقة سببية تربطو بضرر يبقى على
المتضرر منو عبء إثباتو.3
1ػزي حَُُحم حٛز٤ل :٢حُلٔخ٣ش حُٔيٗ٤ش ُٝ٨هخف حُؼخٓش رخُٔـَد ،أَٝ١كش ُٜ٘ٗ َ٤خىس حُيًظٍٞح ٙك ٢حُوخٗ ٕٞحُوخ،ٙ
ٝكيس حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ٢حُٔؼٔن٤ًِ ،ش حُؼِ ّٞحُوخٗ٤ٗٞش ٝح٫هظٜخى٣ش ،أًيحٍ ،ؿخٓؼش ٓلٔي حُوخْٓ رخَُرخٍٞ٘٘ٓ ٖٓ ،١حص ُٝحٍس
حٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٫ش ٓ ،طزؼش ح٤٘ٓ٧ش ،حُٔ٘ش.69 :ٙ ،2009 :
2حُٔؼ٤خٍ ُِ ،ّ،ّ :٢ٔ٣َ٘ٗٞؽ.301:ٙ ،7:
ُ ِِّ٣ 3و٤خّ حُٔٔئ٤ُٝش إٔ طظٞحكَ ػ٬هش حُٔزز٤ش ر ٖ٤حُوطؤ حٌُٝ ١هغ ٖٓ حُٔٔئٝ ،ٍٝر ٖ٤حُ ٍَ٠حٌُُ ١لن حُٔ،ٍَٝ٠
رٔؼ٘ ٠إٔ ٌٕٞ٣حُ ٞٛ ٍَ٠حُ٘ظ٤ـش حُطز٤ؼ٤ش حُٔزخَٗس ُِوطؤٝ ،رؼزخٍس أهَ ِِّ٣ ٟإٔ ٌٕٞ٣هطؤ حُٔٔئ ٞٛ ٍٝحٌُٓ ١زذ
حُ ،ٍَٝ٠ُِٔ ٍَ٠كبٕ ُْ طوْ ػ٬هش حُٔزز٤ش ر ٖ٤حُوطب ٝحُ ٍَ٠كٔٓ ٬ئ٤ُٝش ،كظٞحكَ ػ٬هش حُٔزز٤ش ر ٖ٤حُوطب ٝحُ،ٍَ٠
()...
147
كبالتالي فكل تدليس ،أك خطأ ،يصدر عن ناظر األكقاؼ يكوف مطبوعا بطابعو الشخصي
كعلى قدر من الجسامة ،يحدث ضررا بالغير يؤدم بو إلى تحمل مسؤكليتو الشخصية ،كىو ما
سنوضحو بشيء من التفصيل على الشكل التالي:
يعتبر ناظر الوقف موظفا عموميا يسأؿ مسؤكلية شخصية ،إذا ارتكب خطأ من شأنو
اإلضرار باآلخرين ككاف ىذا الضرر نتيجة تدليسو.
كالتدليس حسب الفصل 52من ؽ.ؿ.ع.ـ يعادؿ الحيلة ،غير المشركعة كالكذب،
كالتواطؤ ،1مما قد يؤدم إلى إبطاؿ أم تصرؼ بني عليو.2
كعبارة التدليس حسب الفصل 80من ؽ.ؿ.ع.ـ .جاءت عامة مما يمكن معو القوؿ
بأف ىذه العبارة يمكن أف تكوف معيارا لتقييم الخطإ الشخصي الصادر عن الناظر ،كالذم
يشمل التصرفات الصادرة منو أثناء قيامو بوظيفتو ،كالدالة على سوء نيتو .كفي ىذا الصدد
يقوؿ ابن عرفة المالكي ":إف قاـ دليل على تفريط الناظر ،فلو تضمينو حسب القاضي أبي عبد
اهلل بن عبد السبلـ).3
٣ؼٍَٟ٘ٝ ٢س طَطذ حُ ٍَ٠ػِ ٠حُوطب ،كظ ٌٕٞ٣ ٠حُٔوطؤ ٓٔئ ٫ٝػٖ طؼ ١َٗ ٞٛٝ ،ٚ٠٣ٞريُ ٢ٜ٣و٤خّ حُٔٔئ٤ُٝش :
ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظ٤ٟٞق ك ٌٙٛ ٍٞحُ٘وطش أٗظَ:
حىٍ ْ٣حُؼِ ١ٞحُؼزيَٗ :١ٝ٫ف حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ،٢حُ٘ظَ٣ش حُؼخٓش ُُ٬ظِحّ ،حُـِء حُؼخٗٓ ،٢طزؼش حُ٘ـخف حُـي٣يس رخُيحٍ
حُز٠٤خء ،حُٔ٘شٓٝ 181:ٙ،2000 :خ رؼيٛخ.
كَ٣يس حُ :١ٍٞٓٞ٤ػ٬هش حُٔزز٤ش كٓ ٢ـخٍ حُٔٔئ٤ُٝش حُظو٣َ٤ٜش ،حُطزؼش حٓ ،٠ُٝ٧طزؼش حُ٘ـخف حُـي٣يس رخُيحٍ
حُز٠٤خء ،حُٔ٘شٓٝ 15:ٙ،2009:خ رؼيٛخ.
٘ٛخى أُلخظ أهَ ٟهي طِظزْ رخُظيُ :٢ٛٝ ْ٤حُـٖ ٝحُظـَٝ َ٣حُويحع ٝحُلِ٤ش ٝحُو٬رش ،أٗظَ ُِظٓٞغ ك ٍٞحُٟٔٞٞع: 1
ػِٓ ٢ل ٢حُي ٖ٣ػِ ٢حُوَىحؿٓ :٢زيأ حَُٟخ ك ٢حُؼوٞىٓٝ 601:ٙ،ّ،ّ ،خ رؼيٛخ.
ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 52م.ٍ.ع .ّ.ػِٓ ٠خ :٢ِ٣ح ُظيُ٣ ْ٤و ٍٞح٩رطخٍ ،اًح ًخٕ ٓخ ُـؤ اُ ٖٓ ٚ٤حُل َ٤أ ٝحٌُظٔخٕ أكي 2
حُٔظؼخهي ٖ٣أٗ ٝخثز ٚأٗ ٝو ٚآهَ ٣ؼَٔ رخُظٞح١ئ ٓؼ ٚهي رِـض ك١ ٢ز٤ؼظٜخ كيح رل٤غ ُٛ٫ٞخ ُٔخ طؼخهي حُطَف ح٥هَ،
ُِ ٌٕٞ٣ٝظيُ ْ٤حٌُ٣ ١زخَٗ ٙحُـٗ َ٤لْ حُلٌْ اًح ًخٕ حُطَف حٌُٔ٣ ١ظل٤ي ٓ٘ ٚػخُٔخ ر.ٚ
3حُٔؼ٤خٍ ُِ ،ّ،ّ :٢ٔ٣َ٘ٗٞؽ.221:ٙ ،7
148
كتطبيقا لهذه القاعدة فكل تدليس نسب إلى ناظر الوقف كالثابت بوسائل اإلثبات
القانونية ،في إطار قياـ مسؤكليتو الشخصية بعناصرىا الثبلثة من خطإ ،كضرر ،كعبلقة سببية
بينهما يؤدم إلى إمكانية رفع دعول التعويض أماـ القضاء ضد الناظر بصفتو الشخصية ،إال أف
إثارة ىذه المسؤكلية من الناحية العملية يبقى قليبل إف لم نقل منعدما لصعوبة إثبات عنصر
التدليس.
تعرض المشرع المغربي لفكرة الخطإ الشخصي في المادة 80من قانوف االلتزامات
كالعقود حيث نص على أف" :مستخدمو الدكلة كالبلديات مسؤكلوف شخصيا عن األضرار
الناتجة عن تدليسهم ،أك عن األخطاء الجسيمة الواقعة منهم في أداء كظيفتهم.
كال تجوز مطالبة الدكلة كالبلديات بسبب ىذه األضرار ،إال عند إعسار الموظفين
المسؤكلين عنها".
كبالتالي يعتبر ناظر الوقف مسؤكال كتجوز مساءلتو ،إذا ثبت في حقو أنو أحدث ضررا
نتيجة تدليس أك خطإ جسيم.
إال أنو في ىذا الصدد ،نجد المشرع المغربي لم يحدد بوضوح معالم تمييز الخطأ
الجسيم عن الخطأ اليسير ،مما حدا ببعض الفقو إلى تعريفو بكونو الخطأ الذم ال يمكن تصور
كقوعو إال من شخص عديم االكتراث ،أك الخطأ الذم ال يمكن أف يرتكبو إال أقل الناس
حيطة ،1إال أف البعض اآلخر من الفقو اعتبر مسألة تحديد جسامة الخطإ تدخل في صميم
السلطة التقديرية للقضاء ،حيث قاؿ "إف القاضي ىو الذم يقدر درجة جسامة الخطإ أخذا
1حىٍ ْ٣حُؼِ ١ٞحُؼزيَٗ :١ٝ٫ف حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ،٢حُ٘ظَ٣ش حُؼخٓش ُُ٬ظِحّ.154 :ٙ ّ،ّ ،
ِ٤ٔ٣ٝحُلو ٚػخىس ر ٖ٤ػيس أٗٔخ ٖٓ ١حُوطؤ كٜ٘خى ٓؼ ٬حُوطؤ حُؼويٝ ،١حُوطؤ حُظوٝ ،١َ٤ٜحُوطؤ حُؼٔيٝ ، ١حُوطؤ حَُ٤ٔ٤
ٝحُوطؤ حُلخىف ٝ ،حُوطؤ حُـٔ.ْ٤
٣ٝطِن ػِ ٠حُوطؤ حٌُُِٔ ٕٞظيُ : ْ٤حُوطؤ حُظيُ ،٢ٔ٤أٗظَ كَٗ ٍٞف ٌٙٛحُٜٔطِلخص:
G.CORNU, vocabulaire juridique, puf, delta, 1987, p, 350 et351.
149
بعين االعتبار على الخصوص ظركؼ العمل كدرجة صعوبتو كتعقيده ،كالصعوبات الخاصة التي
يطرحها ،كطابع االستعجاؿ ،ككسائل العمل المتوفرة ،مما يتضح معو أف القضاء يميل أحيانا
إلى التساىل مع الموظف ،فبل يعتد ببعض األخطاء التي يرتكبها في إطار قيامو بمهامو رغم
أنها ال تخلو من جسامة.1
كفي ىذا السياؽ جاء في أحد قرارات المجلس األعلى ما يلي" :2إذا كاف الخطأ
شخصيا بأف كانت لو عبلقة بعملو الوظيفي ،أك كاف الفعل يندرج ضمن كاجبات الموظف ،إال
أنو على قدر من الجسامة أك صدر عنو عمدا أك بنية اإلضرار بالغير ،فإف الموظف ىو
المسؤكؿ".
كتتقرر ىذه المسؤكلية إعماال للفصل 80من قانوف االلتزامات كالعقود أعبله.
كإلى جانب رأم الفقو في ىذه المسألة ،كبغض النظر عن تساىل القضاء من عدمو في
حق الموظف عامة ،كناظر الوقف بشكل خاص ،نجد المشرع المغربي كىو بصدد تنظيم
المسؤكلية الشخصية لناظر الوقف ،لم يقتصر على النصوص المنظمة لقواعد ىذه المسؤكلية
في إطار قانوف االلتزامات كالعقود بل أضاؼ إليها أحكاما خاصة ساىمت في تأطير خطإ
الناظر ككضع حدكد كاضحة لو ،كذلك نظرا لما تطلبو مسألة تدبير األمواؿ الموقوفة كحمايتها
من حزـ كتبصر ،كىو ما نصت عليو مدكنة األكقاؼ في مادتها 145التي حددت أخطاء
الناظر على سبيل الحصر في حاالت أربعة كىي:
عدـ التقيد بقواعد االلتزاـ كالنفقات المدرجة في الميزانية السنوية الخاصة باألكقاؼ
العامة ،كاألمر بصرفها كتصفيتها؛
1ػزي حُلل٤ع أر ٞحُٜزَٔٓ :ئ٤ُٝش حُٔلخكع ػِ ٠ح٬ٓ٧ى حُؼوخٍ٣ش ٝحَُ ٕٞٛرخُٔـَد ،رلغ ُ٘ َ٤ىرِ ّٞحُِٔي حُؼخُ،٢
حُٔيٍٓش حُ٤٘١ٞش ُ٪ىحٍس حُؼٔ٤ٓٞش رخَُرخ ،١حُٔ٘ش.59 :ٙ ،1993-1992 :
2هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى ٛ، 3035:خىٍ رظخٍ٣نِٓ 1986/09/17 :ق ٓيٗ ٢ػيى ٍٞ٘٘ٓ ،95676 :رٔـِش حُو٠خء
ٝحُوخٗ ،ٕٞػيى ،138 :حُٔ٘ش ٓٝ 143 :ٙ ،1988خ رؼيٛخ.
150
عدـ التقيد بأحكاـ مدكنة األكقاؼ كالنصوص المتخذة لتطبيقها المتعلقة بتدبير
أمواؿ األكقاؼ العامة كالحفاظ عليها ،كتنمية مداخيلها ،كالسيما ما يتعلق بالتصرفات القانونية
التي يجرم عليها أك لفائدتها؛
عدـ التقيد بالنصوص المتعلقة بإبراـ الصفقات؛
عدـ تحصيل المداخيل الخاصة بجميع األمواؿ الموقوفة كقفا عاما التي يشرفوف
على تدبيرىا.
كخبلصة القوؿ ،إف ما جاءت بو ىذه المادة يوضح لنا أف المشرع المغربي قد كضع
تأصيبل قانونيا خاصا للمسؤكلية الشخصية لناظر الوقف ،كذلك بتكامل تاـ مع نص الفصل
80من قانوف االلتزامات كالعقود .كالذم يفضي ال محالة إلى كوف عدـ التقيد بما جاءت بو
المادة المذكورة أعبله ،يشكل خطأ جسيما يعاقب عليو.
ك بالتالي فناظر الوقف -عموما– يبقى مسؤكال عن عدـ تقيده بأحكاـ تدبير أمواؿ
األكقاؼ العامة سواء تعلق األمر بإخبللو بالتزاـ النفقات المدرجة في الميزانية السنوية الخاصة
باألكقاؼ العامة ،أك عدـ احترامو للنصوص المتعلقة بإبراـ الصفقات ،أك تحصيل المداخيل
الخاصة بجميع األمواؿ الموقوفة كقفا عاما.
إال أف الخطأ الجسيم الصادر عن ناظر الوقف ال يقف عند ىذا الحد ،ألف الخطأ ال
يخلو من جسامة حتى كلو ارتكبو الناظر ككاف خطأ منفصبل عن ممارسة الوظيفة اإلدارية ،إما
انفصاال نفسيا كأف يرتكبو الناظر داخل كظيفتو ليس باعتباره رجل إدارة كلكن باعتباره إنسانا
ضعيفا بشهواتو كعدـ تبصره.
كبناء على ما سبق ،فقياـ مسؤكلية ناظر الوقف ال تقف عند حد ارتكابو لخطإ جسيم ،بل
البد أف يكوف ىذا الخطأ ىو الذم أدل إلى ضرر حقيقي ،أم كجود عبلقة سببية مباشرة بين
الخطإ المرتكب من طرؼ الناظر كالضرر الذم أصاب المتضرر ،مما يفيد اتصاؿ العبلقة
السببية بالضرر أكثر من اتصالها بالخطإ الذم يبقى نسبيا.
151
بقيت اإلشارة أخيرا إلى أف الخطأ قد يتخذ طبيعة جنائية ،كاختبلس أمواؿ تعود إلى
األكقاؼ العامة مثبل ،حيث لوزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية ،أف تنصب نفسها مطالبة بالحق
إف المستقر عليو فقها كقضاء ىو جواز مساءلة الشخص االعتبارم عن األخطاء التي
يرتكبها ممثلوه عند القياـ بإدارة شؤكنو.
كيكفي لتحديد ما إذا كاف الشخص االعتبارم قد أخطأ أف يقاس تصرفو بتصرؼ شخص
اعتبارم مجرد في الظركؼ الخارجية التي تصرؼ فيها ،فإذا انحرفت عن ىذا المقياس المادم
كاف ىناؾ خطأ كتحققت المسؤكلية 2على النحو الذم تتحقق بو مسؤكلية األفراد كالهيئات
الخاصة ،ألف قواعد المسؤكلية التقصيرية ىي كاحدة بخصوص الطرفين سواء كاف طبيعيا أك
معنويا .كإلبراز جوانب مسؤكلية الوقف العاـ كشخص اعتبارم عن أخطاء ممثلو سنقسم ىذه
الفقرة إلى نقطتين أتناكؿ من خبلؿ األكلى مفهوـ الخطأ المنسوب للوقف العاـ (أكال) ثم
نتطرؽ إلى حدكد مسؤكليتو عن أخطاء ممثليو (ثانيا).
1ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 7هخٗ ٕٞحُٔٔطَس حُـ٘خث٤ش ػِٓ ٠خ َ٣ ":٢ِ٣ؿغ حُلن ك ٢اهخٓش حُيػ ٟٞحُٔيٗ٤ش ُِظؼ ٞ٣ٞػٖ حٍَُ٠
حُ٘خطؾ ػٖ ؿ٘خ٣ش أ ٝؿ٘لش أٓ ٝوخُلش ٖٓ ٌَُ ،طؼَٗ ٝو٤ٜخ ً ُ ٍَ٠ؿٔٔخٗ ٢أٓ ٝخى ١أٓ ٝؼ٘ ١ٞطٔززض ك ٚ٤حُـَٔ٣ش
ٓزخَٗس.
ُِ ٌٖٔ٣ـٔؼ٤خص حُٔؼِٖ أٜٗخ ًحص ٓ٘لؼش ػخٓش إٔ ط٘ظٜذ َ١كخ ً ٓيٗ٤خً ،اًح ًخٗض هي طؤٓٔض رٜلش هخٗ٤ٗٞش ٌٓ٘ أٍرغ ٓ٘ٞحص
ػِ ٠ح٧هَ هزَ حٍطٌخد حُلؼَ حُـًَُٓٝ ،٢ي ك ٢كخُش اهخٓش حُيػ ٟٞحُؼٔ٤ٓٞش ٖٓ هزَ حُ٘٤خرش حُؼخٓش أ ٝحُطَف حُٔيٗ ٢ر٘ؤٕ
ؿَٔ٣ش طْٔ ٓـخٍ حٛظٔخٜٓخ حُٔ٘ ٜٙٞػِ ٚ٤ك ٢هخٜٗٗٞخ حٓ٧خٓ.٢
ُِ ٌٖٔ٣يُٝش ُِٝـٔخػخص حُٔلِ٤ش إٔ طظويّ رٜلظٜخ َ١كخ ٓيٗ٤خُٔ ،طخُزش َٓطٌذ حُـَٔ٣ش رؤٕ َ٣ى ُٜخ حُٔزخُؾ حُظِ١ ٢ذ ٜٓ٘خ
ىكؼٜخ ُٔٞظل ٖ٤أ ١ٌُٝ ٝكوٞه١ ْٜزوخ ُِوخٗ ٕٞحُـخٍ ١ر ٚحُؼَٔ".
2ػزي حَُُحم أكٔي حُٔ٘ :١ٍٜٞحُ ٢٤ٓٞكَٗ ٢ف حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ٢حُـي٣ي.1083 :ٙ ،ّ،ّ ،
152
كيستنتج أف الخطأ المصلحي ىو الخطأ الصادر عن الموظف أك المستخدـ بمناسبة
ممارستو لنشاطو الوظيفي ،كذلك دكف قصد إحداث ضرر بالغير ،حيث يكوف ىذا الخطأ غير
متعمد كال متسم بطابع شخصي ،كإنما ينتج عن تقصير في أحد االلتزامات الملقاة على عاتق
اإلدارة ،كىو ما يصطلح على تسميتو غالبا باسم الخطإ اإلدارم.
كيميز مجلس الدكلة الفرنسي بين الخطإ العادم ،كالخطإ الجسيم أك األخطاء الظاىرة
ذات خطورة استثنائية ،فهناؾ األخطاء العادية لبعض المصالح ال تؤدم إلى المسؤكلية اإلدارية،
نظرا لصعوبة عمليات تلك المصالح كمصالح مكافحة الحريق أك مصلحة الشرطة ،أك
المصالح الطبية أك المستشفيات ،كيشترط القضاء خطأ تلك المصالح لتقرير مسؤكلية
اإلدارة.1
كفي ىذا الصدد ،صدر قرار عن محكمة االستئناؼ اإلدارية بمراكش يقضي بما يلي:2
"حيث يستفاد من كثائق الملف كمن الحكم المطعوف فيو أف السيد مبارؾ كدم نيابة عن ابنو
حمزة تقدـ بدعول أماـ المحكمة اإلدارية بمراكش بتاريخ 2006/11/24بواسطة نائبتو،
عرض فيها أف ابنو القاصر حمزة كاف ضحية حادث انهيار حائط المسجد الكائن بدرب أصباف
بحي ركض العركس بمراكش ،حيث أصيب بجركح بليغة نقل على إثرىا إلى المستشفى ،كأف
المسجد تعود ملكيتو لنظارة األحباس كالشؤكف اإلسبلمية بمراكش ،مما تكوف معو ىذه األخيرة
مسؤكلة عن الحادث ىي كشركة التفنوتي المكلفة ببناء المسجد المذكور ،ملتمسا الحكم
عليهما بأدائهما لفائدتو تعويضا مسبقا قدره ( 5000,00درىم) ،كبإجراء خبرة على الضحية
مع حفظ حقو في تقديم مطالبو النهائية على ضوئها.
فأجاب المدعى عليو ،كزير األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية ،بمذكرة جاء فيها أف نظارة
األكقاؼ كلفت شركة التفنوتي للبناء بإصبلح حائط مسجد درب أصباف ،كأف ىذه الشركة ىي
1حُٜٔطل ٠هطخر :٢حُوخٗ ٕٞح٩ىحٍٝ ١حُؼِ ّٞح٩ىحٍ٣شٓ ،طزؼش حُ٘ـخف حُـي٣يس ،حُيحٍ حُز٠٤خء ،حُٔ٘ش .239 :ٙ ،1995:
2
هَحٍ ٓلٌٔش حٓ٫ظج٘خف ح٩ىحٍ٣ش رَٔحًٖ ػيى 955 :حُٜخىٍ رظخٍ٣ن ِٓ 2009/06/17:ق ٍهْ ،08/6/399:هَحٍ ؿَ٤
ٓ٘٘.ٍٞ
153
التي تولت ىدـ حائط المسجد من أجل إعادة بنائو ،كبذلك فهي المسؤكلة عن الهدـ كما نتج
عنو من ضرر للغير ،ملتمسا إخراج النظارة من الدعول كتطبيق القانوف في مواجهة باقي
األطراؼ .كبعد إنجاز خبرة قضائية كتعقيب الطرفين ،كبعد أف باشر السيد القاضي اإلجراءات،
أصدرت المحكمة حكمها القاضي بأداء الدكلة المغربية في شخص السيد الوزير األكؿ (كزارة
األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية) لفائدة المدعي تعويضا قدره (20.000,00درىم) كرفض باقي
الطلبات كتحميل المحكوـ عليو الصائر.
فاستأنفو كل من المدعي السيد مبارؾ كدم كالسيد كزير األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية،
حيث ركز الطرؼ األكؿ استئنافو على كوف الحكم المستأنف منعدـ التعليل لعدـ الجواب على
الدفع المثار بشأف ملتمسو الرامي إلى إجراء خبرة مضادة ،كألف التعويض المحكوـ بو جد
ضئيل ،كالحاؿ أف صائر الخبرة الطبية بلغت ( 5000,00درىم) ملتمسا تأييد الحكم
االبتدائي مع تعديلو جزئيا ،كذلك بالحكم أساسا بإجراء خبرة طبية مضادة مع حفظ حقو في
اإلدالء بمستنتجاتو على ضوئها ،كاحتياطيا الحكم بالتعويضات المطالب بها ابتدائيا كقدرىا
156.994,00درىم.
كبالنسبة للسيد كزير األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية فقد ركز استئنافو على أف الحكم
المستأنف قد خرؽ القانوف ،على اعتبار أف اإلطار الذم يحكم النازلة ىو الفصل 89من
ؽ.ؿ.ع .كليس الفصل 79من نفس القانوف ،كما أف الحكم المطعوف فيو فاسد التعليل على
اعتبار أف مقاكلة التفنوتي ىي المسؤكلة عن الحادث باعتبارىا حارسة البناء طبقا لمقتضيات
الفصل 89من ؽ.ؿ.ع كمع ذلك لم تحملها المحكمة المسؤكلية بدعول عدـ كجود اتفاؽ
صريح بذلك ،إضافة إلى أف الحكم المستأنف لم يحترـ حقوؽ الدفاع عندما أغفلت المحكمة
الجواب عن الدفع المثار المتعلق بإخراج المستأنف من الدعول كالحكم بعدـ االختصاص،
على اعتبار أف الدعول ال تتعلق بالتعويض عن األضرار التي تسببها أشخاص القانوف العاـ
المنصوص عليها في المادة 8من القانوف رقم 41.90المحدث بموجبو محاكم إدارية،
ملتمسا التصريح بإلغاء الحكم المستأنف كبعد التصدم الحكم بعدـ االختصاص كفي
154
الموضوع أساسا الحكم بتحميل شركة التفنوتي للبناء كامل المسؤكلية ،كاحتياطيا إجراء خبرة
مضادة ،كحفظ حق األكقاؼ في تقديم مستنتجاتها على ضوئو.
لكن حيث إنو كلما كانت األضرار التي تعرض لها ابن المدعي قد حصلت –حسبما
يتضح من كثائق الملف ،كخاصة محضر الضابطة القضائية -بمناسبة تنفيذ شركة التفنوتي للبناء
لؤلشغاؿ المسندة إليها من طرؼ كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية باعتبارىا ىي المكلفة
بتسيير المرفق العمومي المتعلق بإقامة المساجد كصيانتها ،كمن تم تبقى الوزارة المعنية ىي
التي تتحمل تبعات األضرار التي تترتب عن ذلك ،كبالتالي فإف ما أثاره المستأنف من كوف
األشغاؿ المسببة لؤلضرار قامت بها الشركة المذكورة كتتحمل تبعا لذلك المسؤكلية عن
الحادث كما نتج عنو من ضرر للغير غير مقبوؿ ،لعدـ إدالئو بما يفيد ذلك ،كفي ىذا المنحى
سار الحكم المستأنف في تعليلو عند إجابتو على الدفع المثار بهذا الشأف ،مما يكوف معو ما
أثاره المستأنف غير مرتكز على أساس قانوني.
كحيث إنو ،تبعا لكل ما سبق ،يكوف الحكم المطعوف فيو مصادفا للصواب فيما قضى
بو كيتعين بالتالي التصريح بتأييده".
155
كىو ما دفع بوزير األكقاؼ –عن طريق دفاعو -الطعن بالنقض في ىذا القرار حيث
صدر عن المجلس األعلى قرار يقضي بما يلي:1
حيث يعيب عن القرار المطعوف فيو فساد التعليل الموازم النعدامو ،كبخرؽ مقتضيات
الفصلين 79ك 89من ؽ.ؿ.ع ذلك أف الحادث الذم تعرض لو ابن المطلوب في الطعن كقع
أثناء إنجاز األشغاؿ من طرؼ شركة التفنوتي المتعلقة بإصبلح حائط المسجد ،كأف نظارة
األحباس كإف كانت ىي المشرفة على المساجد كإصبلحها ،فالخطأ صادر عن الشركة التي لم
تتخذ االحتياطات البلزمة لتفادم حصوؿ الضرر للضحية كلذلك فإف مسؤكليتها قائمة
كمقتضيات الفصل 89من ؽ.ؿ.ع ىي الواجبة التطبيق ،كأف الشركة المذكورة ال تنف الواقعة
كتعرض الضحية لؤلضرار كال ضركرة لئلدالء بالعقد الرابط بين كزارة األكقاؼ كالشركة ،كأف
مسؤكلية اإلدارة غير قائمة.
لكن حيث إف محكمة االستئناؼ لما تبين لها من محضر الضابطة ،كتقرير الخبرة
المنجزة في القضية بأف الضرر الذم لحق بالضحية إثر انهيار حائط مسجد تابع لنظارة
األكقاؼ بمراكش بسبب إىماؿ الشركة المكلفة من طرؼ النظارة المذكورة بأشغاؿ الهدـ
كالبناء ،كعدـ اتخاذىا االحتياطات البلزمة لدرء األضرار المحتملة ،كرتبت مسؤكلية الدكلة عن
األضرار المذكورة من جهة لكوف الدكلة مسؤكلة عن تدبير مرفق المساجد كصيانتها ،كمن جهة
أخرل لعدـ اإلدالء بالعقد الذم تنتقل بمقتضاه حراسة الحائط من نظارة األكقاؼ إلى شركة
التفنوتي ،فجاء قرارىا معلبل تعليبل كافيا كلم تخرؽ أم مقتضى قانوني كما أثير غير جدير
باالعتبار لهذه األسباب:
1هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى 508 :حُٔئٍم كِٓ 2010/06/24:٢ق اىحٍ ١ػيى 2010/1/4/423 :هَحٍ ؿ.ٍٞ٘٘ٓ َ٤
156
المستفاد إذف من قرار المجلس األعلى ،أف شركة التفنتوتي كانت ستكوف مسؤكلة عن
الضرر لو أثبتت الوزارة من خبلؿ العقد المبرـ معها انتقاؿ حراسة المسجد إليها،1لكن في
ىذه الحالة نجد أف المسؤكلية قد كقعت على عاتق إدارة األكقاؼ.
كبهذا المعنى فإف اإلدارة تتحمل المسؤكلية تلقائيا متى نسب إليها خطأ تم إثباتو ،يكوف
نتيجة تقصير أك إخبلؿ بواجبات كالتزامات قانونية من خبلؿ تسيير مرافقها أك عمل موظفيها
كمستخدميها ،أك حتى المتعاقدين معها ،كالتي تختلف –بحكم المنطق -من مرفق إدارم آلخر
تبعا في ذلك إلطاره القانوني كالتنظيمي كنوعية الخدمات التي يقدمها.
كالنتيجة المنطقية لكل ىذا أف الوقف كشخص اعتبارم يسأؿ عن خطإ ممثليو طالما
كانوا يعملوف لحسابو ،أما إذا صدر منهم خطأ كىم يعملوف لحسابهم الخاص فبل قياـ ىنا ألية
مسؤكلية.
ثاْٝا :حدٚد َطؤٚي ١ٝايٛقف ايعاّ نػدص إعتباز ٟعٔ أخطا ٤ممجً:٘ٝ
إف ممارسة أم مرفق عمومي لمهامو يمكن أف تترتب عليو أخطاء تكوف السبب المباشر
لقياـ مسؤكليتو .كقطاع األكقاؼ العامة –كمرفق عمومي -ليس بمنأل عن ىذه المسؤكلية التي
يمكن أف تتحقق بفعل خطإ من الواجب إثباتو ،يرجع إلى تسيير ممثلي المصالح التابعة لو ،أك
يرتكب من طرؼ أحد مستخدميو.
كتتضح معالم ىذا الخطإ من خبلؿ نص الفصل 78من ؽ.ؿ.ع.ـ .الذم يعرفو بأنو
"ترؾ ما كاف يجب فعلو أك فعل ما كاف يجب اإلمساؾ عنو ،كذلك من غير قصد إلحداث
الضرر".
ٓلٔي حٌُ٘ز :ٍٞكَحٓش ،ح٤ٗ٧خء ١ز٤ؼظٜخ ٝآػخٍٛخ ٓطزؼش حُ٘ـخف حُـي٣يس رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُٔ٘ش.1992:
157
كعلى ىذا األساس ،فتحديد مسؤكلية الوقف العاـ –كشخص اعتبارم -عن أخطاء
ممثليو تبدأ منذ ظهور أم خلل أك تقصير أك إىماؿ في التسيير اإلدارم الذم يحدث ضررا
يستوجب ال محالة التعويض إال أف حدكد مسؤكلية الوقف العاـ ىنا ال تقف عند ىذا الحد ،بل
تتحقق ىذه المسؤكلية في حق الوقف العاـ حتى مع انتفاء الخطإ عنو ،كتنبني المسؤكلية في
ىذه الحالة عن كجود عبلقة سببية بين الضرر كالعمل اإلدارم ،المادم أك القانوني ،الذم
يستوجب التعويض حسب خطورة العمل اإلدارم موضوع الدعول ،دكنما حاجة إلى ركن
الخطإ.
كيرجع أساس ىذه المسؤكلية إلى فكرة المخاطر غير العادية التي ينشئها النشاط اإلدارم
كحتى تتحقق مسؤكلية الوقف العاـ طبقا لنظرية المخاطر يجب أف يتوفر عنصر السببية
بين الضرر كالعمل أك النشاط اإلدارم ،كما يجب أف يكوف الضرر مباشرا كمحققا ،إضافة إلى
إخبللو بمركز يحميو القانوف ،كأف يكوف قاببل للتقدير بالنقود ،ألف التعويض يكوف نقديا ال
عينيا .2كعليو فمسؤكلية الوقف العاـ المبنية على أساس المخاطر يمكن أف تتحقق في حاالت
كثيرة ال تقع تحت حصر ،كترجع بالضركرة إلى إحداث أضرار غير عادية قد تنتج عن األشغاؿ
العامة أك عن استعماؿ اإلدارة ألشياء خطيرة.
كاالختصاص في ىذا كلو ينعقد للقضاء اإلدارم ،الذم تبقى لو الكلمة الفصل في النزاع
كتحديد المسؤكلية من عدمها.
158
املطًب ايجاْ :ٞايتعٜٛض عٔ االعتدا ٤املاد ٟعً ٢األَالى املٛقٛفٚ ١قفا عاَا
من البديهي أف االعتراؼ بالتملك ال يمكن أف يكوف بشكل مطلق ،1كأىم صور الحد
من التملك ىو نزع ىذا الحق ،الذم بدأنا نألفو أمرا طبيعيا لكوف تدخل الدكلة لنزع الملكية
من أجل المنفعة العامة ليس غاية في حد ذاتو ،كإنما ىو كسيلة لتحقيق منفعة عامة 2تعود
بالصالح العاـ على الجماعة ،كمرد سلوؾ ىذه المسطرة ىو تطور كتنوع الحاجات التي يتعين
إشباعها ،كقلة أك انعداـ الرصيد العقارم البلزـ لذلك.
إال أف األمر يجب أال يبتعد عن محاكلة خلق نوع من التوازف بين المصلحة العامة
كالمصلحة الخاصة ،كذلك بسلوؾ اإلجراءات كالمساطر المنصوص عليها قانونا.3
كتصرؼ اإلدارة خارج ىذا اإلطار يعتبر اعتداء ماديا ،4ينبني كالشك عن خطإ جسيم
ترتكبو اإلدارة عن طريق تنفيذ فعل مادم ينتج عنو غصب لحق الملكية خصوصا.
ككاقع الحاؿ يبين أف األمبلؾ الموقوفة كقفا عاما ليست بمنأل عن ىذا االعتداء الصارخ
الموصوؼ بعدـ مشركعيتو ،كالذم ال يمت بصلة في أم حاؿ من األحواؿ إلى تطبيق نص
قانوني أك تنظيمي أك حتى بإحدل الصبلحيات المسندة لئلدارة ،ألنو العمل الذم يستعصى
اعتباره ذم طبيعة إدارية ،كال يمكن إدراجو ضمن ممارسات السلطات اإلدارية ،لكونو ليس
ٓ 3لٔي ٣َٟق :كوٞم حٔٗ٩خٕ رخُٔـَد ،ىٍحٓش ك ٢حُوخٗ ٕٞحُؼخّ حُٔـَرٍٞ٘٘ٓ ،٢حص حُٔـِش حُٔـَر٤ش ُؼِْ ح٫ؿظٔخع
حُٔ٤خٓٓ ،٢طزؼش حُٔؼخٍف حُـي٣يس رخَُرخ.158 :ٙ ،1994 :١ ،١
2طـيٍ حٗ٩خٍس حُ ٠إٔ حُو٠خء حُؼخى٣ ُْ ١ظؼَُ ٝظؼَ٣ق ٓليى ُِٔ٘لؼش حُؼخٓش حهظ٘خػخ ٓ٘ ٚرؤٕ ٌٙٛح٧هَ٤س طؼَف طـَ٤٤حص
ٝططٍٞحص ٌٖٔ٣ ٫طلي٣ي ا١خٍٛخٌٓ ،ظل٤خ كَٓ ًَ ٢س رخٗ٩خٍس حُ ٠إٔ حَُٔ٘ٝع ٣زٍَ ِٗع حٌُِٔ٤شٓ ،وظي٣خ كًُ ٢ي ٜٗؾ
حُو٠خء حُلَٗٔ ،٢حٌُٔ٣ ُْ ١زن ُ ٚري ٍٙٝإٔ ػَف ٌٙٛحُلٌَس٘ٓ ٖٓ ،طِن أٜٗخ طظليى ٖٓ ػ٘خ ًَ َٛه٤٠ش ػِ ٠كيس.
1
حٗظَ حُل َٜح ٖٓ ٍٝ٧حُوخٍٗ ٕٞهْ 7.81حُٔظؼِن رِ٘ع حٌُِٔ٤ش ٧ؿَ حُٔ٘لؼش حُؼخٓش ٝح٫كظ ٍ٬حُٔئهض حُٜخىٍ حَٓ٧
رظ٘لُٔ ٌٙ٤وظ ٠٠حُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق ٍهْ 1.81.254 :حُٔئٍم كٍ 11 ٢ؿذ 1402حُٔٞحكن ٍ ٓ 6خٝ ،1982 ١حٍُٔ٘٘ٞ
رخُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش ػيى 3685:رظخٍ٣ن .1985 ٞ٤ٗٞ٣ 15:
ُِ 4ظٓٞغ كٓ ٢ل ّٜٞح٫ػظيحء حُٔخى ١حٗظَ:
-René Chapus, Droit administratif, Tome2, Edition Montchrestien, 1998, p,
539 et Suivant.
159
عمبل صادرا في إطار تسيير المصالح اإلدارية كال خطأ مرفقيا ألحد الموظفين ،1بل ىو أكبر
من ذلك بكثير.
لهذا يبقى طرؽ باب القضاء أمرا ال مفر منو للحصوؿ على تعويض مادم عن ىذا
االعتداء كالذم يبقى أحد السبل أماـ المتضرر ،مادامت سلطة القضاء الفعلية ال تمتد في
غالب األحياف إلى الحكم على الجهة المعتدية بهدـ ما بنتو كال تجبرىا على تنفيذ حكم صدر
في مواجهتها (الفقرة األكلى) ،كما أف فتح باب النقاش للحصوؿ على تعويض اتفاقي ،يغني عن
سلوؾ المسطرة القضائية يبقى من الحلوؿ الواردة كذلك (الفقرة الثانية).
من المسلم بو أف االعتداء المادم عمل يتسم بعدـ مشركعيتو الجسيمة ،التي تفقده كل
عبلقة بالسلطة التقديرية المخولة لئلدارة ،كىذا ما كرسو االجتهاد القضائي المغربي في العديد
من األحكاـ كالقرارات الصادرة عنو .2كعليو فسلوؾ المسطرة القضائية لوقف االعتداء المادم
عن األكقاؼ أك التعويض عنو يبقى أمرا محسوما في أغلب األحياف ،كذلك إما عن طريق
دعول استعجالية يبقى الغرض من كرائها ىو كقف األشغاؿ كإرجاع الحالة إلى ما كانت عليو
(أكال) ،أك عن طريق دعول المطالبة بالتعويض لجبر الضرر الذم نتج عن االعتداء المادم كفق
المبادئ العامة التي تحكم مسؤكلية السلطة العامة.
3
آٓخٍ حَُٔ٘ك :٢ح٫ػظيحء حُٔخى٪ُ ١ىحٍس ك ٢حُؼَٔ حُو٠خث ٢ك ٢حُٔلخًْ ح٩ىحٍ٣شٓ ،وخٍ ٓ٘٘ ٍٞرٔـِش ٍٓخُش حُٔلخٓخس،
حُؼيى حُِٔىٝؽ ،24ٝ 23 :حُٔ٘شٓ :خٍّ .56 :ٙ ،2005
ًٔ 2ؼخٍ ػًُِ ٠ي ٍٗٞى ٓوظطلخ ٖٓ حُلٌْ ػيى 134 :حُٜخىٍ ػٖ حُٔلٌٔش ح٩ىحٍ٣ش رَٔحًٖ رظخٍ٣ن،2002/06/16 :
حُٔٞحكن ٍ ٍ7ر٤غ حُؼخٗٝ ،1423 ٢حُٔ٘٘ ٍٞرِِٔٔش حُيُ َ٤حُؼِٔ٬ُ ٢ؿظٜخى حُو٠خث ٢ك ٢حُٔخىس ح٩ىحٍ٣ش ٍٓ٘٘ٞحص حُٔـِش
حُٔـَر٤ش ُ٪ىحٍس حُٔلِ٤ش ٝحُظ٘ٔ٤ش ،ؽ ،١،3:ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش.276:ٙ،2004:
"ٝك٤غ ٖٓ ؿٜش أهَ ٟكبًح ًخٕ ُِيُٝش ٝحُٔئٓٔخص حُؼٔ٤ٓٞش ٝحُـٔخػخص حُٔلِ٤ش كن حُِـٞء –رٜلش حٓظؼ٘خث٤ش-حُِٗ ٠ع
ٌِٓ٤ش حُؼوخٍحص ًِٔخ ًخٗض ك ٢كخؿش حًُُ ٠ي ٖٓ أؿَ طلو٤ن حُٔ٘لؼش حُؼخٓش كبٜٗخ طزوِِٓٓ ٠ش رِٔٞى ح٩ؿَحءحص ٝحُٔٔخَ١
حُٔ٘ ٜٙٞػِٜ٤خ رٔوظ ٠٠حُوخٍٗ ٕٞهْ 7.81ح ُٔظؼِن رِ٘ع حٌُِٔ٤ش ُِٔ٘لؼش حُؼخٓشٝ ،ح٫كظ ٍ٬حُٔئهض ٝهي ىأد حُؼَٔ
حُو٠خث ٢كٌٛ ٢ح حُٜيى ػِ ٠حػظزخٍ طَٜف ح٩ىحٍس هخٍؽ ح١٩خٍ حُوخٗ ٢ٗٞحُٔخُق حًٌَُ ٖٓ هز َ٤ح٫ػظيحء حُٔخىٝ ،١حٌُ١
٣ؼَك ٚحُلو ٚرؤٗ" ٚحٍطٌخد ح٩ىحٍس ُؼيّ َٓ٘ٝػ٤ش ؿٔٝ ْ٤ظخ َٛأػ٘خء ه٤خٜٓخ ر٘٘خٓ ١خى ١ط٘ل٣ ١ٌ٤ظ ٖٔ٠حػظيحء ػِ ٠كن
حٌُِٔ٤ش أٔٓ ٝخٓخ رلَ٣ش ٖٓ حُلَ٣خص حُؼخٓش ٌٕٞ٣ٝ ،ك ٢كي ًحط٘ٓ ٚؼيّ ح٫طٜخٍ رظطز٤ن أ ٚٗ ١هخٗ ٢ٗٞأ ٝط٘ظ ٢ٔ٤أ ٝكظ٠
ربكي ٟحُِٔطخص حُٔوُٞش ُ٪ىحٍس ٌٛٝح ٓخ أًي ٙحُٔـِْ ح٧ػِ ٠ك ٢حُوَحٍ ٍهْ 74حُٜخىٍ رظخٍ٣ن 1992/03/12ك٤غ
حػظزَ إٔ ح٫ػظيحء حُٔخى" :ٞٛ ١ػَٔ ٓخى ١ؿَٓ َ٤طز ٢رؤ ٚٗ ١طَ٘٣ؼ ٢أ ٝط٘ظ"٢ٔ٤
160
أٚال :ايًج ٤ٛإىل ايكطا ٤االضتعجاي ٞيٛقف االعتدا ٤املاد:ٟ
إف صاحب المصلحة المعتدل على ملكو يستطيع أف يطلب من قاضي األمور
المستعجلة في إطار المبادئ القانونية التي تحكمو ،1األمر بوقف االعتداء المادم أك إزالتو
متى تم الشركع فيو أك منع القياـ بو إذا لم يتم بعد.
كعليو فمتى تأكد رئيس المحكمة –بصفتو المختص -من توفر عنصر االستعجاؿ يأمر
بإيقاؼ األشغاؿ .كىذا ما أكده األمر االستعجالي الصادر عن رئيس المحكمة اإلدارية بالدار
البيضاء كالذم كرد فيو ما يلي" :حيث إف الطلب يرمي إلى الحكم بإيقاؼ أشغاؿ البناء الجارية
فوؽ البقعة ذات المطلب عدد 55/2942المملوكة للمدعية كإصدار األمر للمقاكلة بعدـ
مواصلة األشغاؿ مع النفاذ المعجل ...كحيث يستفاد من كثائق الملف:
" أف كزارة التربية الوطنية عمدت دكف سلوؾ مسطرة نزع الملكية لحيازة عقار كشرعت
في عملية البناء ،األمر الذم يكوف معو عنصر االستعجاؿ متوفر في النازلة ،كحيث إف من شأف
استمرار ىذه األشغاؿ أف يعرض مصالح الطالب ألضرار يتعذر تداركها مستقببل ،مما يكوف معو
الطلب كجيها كيتعين االستجابة لو ".2
كتتميز األكامر الصادرة عن قاضي المستعجبلت بقابليتها للتنفيذ المعجل بقوة القانوف
إذا لم يتم تقييده من طرؼ القاضي بكفالة 3،إال أف كاقعة التنفيذ إذا تأخرت لسبب ما ،يفتح
1كٌٛ ٢ح حُٜيى ٚ٘٣حُل ٖٓ 149 َٜهخٗ ٕٞحُٔٔطَس حُٔيٗ٤ش ػِٓ ٠خ ٣ ":٢ِ٣وظٍ ٚث ْ٤حُٔلٌٔش ح٫رظيحث٤ش ٝكي ٙرخُزض
رٜلظ ٚهخ٤ٟخ ُِٔٔظؼـ٬ص ًِٔخ طٞكَ ػ٘ َٜحٓ٫ظؼـخٍ ك ٢حُٜؼٞرخص حُٔظؼِوش رظ٘ل ٌ٤كٌْ أ٘ٓ ٝي هخرَ ُِظ٘ل ٌ٤أ ٝحَٓ٧
رخُلَحٓش حُو٠خث٤ش أ ٝأ ١اؿَحء آهَ طللظٞٓ ٢حء ًخٕ حُِ٘حع ك ٢حُـ َٛٞهي أك َ٤ػِ ٠حُٔلٌٔش أّ ،٫رخٟ٩خكش اُ٠
حُلخ٫ص حُٔ٘خٍ اُٜ٤خ ك ٢حُل َٜحُٔخرن ٝحُظَُ ٌٖٔ٣ ٢ث ْ٤حُٔلٌٔش ح٫رظيحث٤ش إٔ ٣زض كٜ٤خ رٜلظ ٚهخ٤ٟخ ُِٔٔظؼـ٬ص.
اًح ػخم حَُثٓ ْ٤خٗغ هخٗ ٢ٗٞأٓ٘يص ٜٓخّ هخ ٢ٟحُٔٔظؼـ٬ص اُ ٠أهيّ حُو٠خس.
اًح ًخٕ حُِ٘حع ٓؼَٟٝخ ػِٓ ٠لٌٔش حٓ٫ظج٘خف ٓخٍّ ٌٙٛحُٜٔخّ ٍثٜٔ٤خ ح.ٍٝ٧
طؼ ٖ٤أ٣خّ ٓٝخػخص ؿِٔخص حُو٠خء حُٔٔظؼـَ ٖٓ َ١ف حَُث."ْ٤
1أَٓ حٓظؼـخٍُ ٢هْٛ 727 :خىٍ رظخٍ٣نِٓ /2002/5/16 :ق ٍهْ .ّ 2002 /298 :أٗ َ٤حُ ٚ٤كً ٢ظخد :ػزي حَُُحم
حٛز٤ل :٢حُلٔخ٣ش حُٔيٗ٤ش ُٝ٨هخف حُؼخٓش.163ٙ ّ:ّ ،
3ط٘ ٚحُلوَس ح ٖٓ ٠ُٝ٧حُل ٖٓ 153 َٜم ّ،ّ،ػِٓ ٠خ ":٢ِ٣طٌ ٕٞحٝ٧حَٓ حٓ٫ظؼـخُ٤ش ُٓ٘ٔٞش رخُظ٘ل ٌ٤حُٔؼـَ روٞس
حُوخُِٗ ٌٖٔ٣ٝ ٕٞوخٓ ٢ٟغ ًُي إٔ ٣و٤ي حُظ٘ل ٌ٤رظويً ْ٣لخُش" ٝ .حٗظَ ك ٍٞطلٌِٛ َ٤ح حُٔوظ:٠٠
()...
161
الباب أماـ الجهة المعتدية لبلستئناؼ أماـ محاكم االستئناؼ اإلدارية ،كبالموازاة مع ذلك
تكوف األشغاؿ التي يرجى إيقافها قد تقدمت بشكل يجعل السلطة القضائية الفعلية لمحاكم
االستئناؼ اإلدارية ال تمتد إلى الحكم على الجهة المعتدية بهدـ ما بنتو ،كإرجاع الحالة إلى ما
كانت عليو كىو ما تتضرر منو األكقاؼ العامة بشكل ملحوظ ،كىذا ما أكده األمر االستعجالي
الصادر عن رئيس المحكمة االبتدائية بالرباط الذم كرد فيو ما يلي" :1حيث إنو بالرجوع إلى
ظاىرة الوثائق المدلى بها خصوصا محضر العوف القضائي ...المنجز في ...2002/4/25أف
بعض أشغاؿ الحفر جارية في كل من مقبرة موالم التهامي كضريح سيدم علي بن أحمد مقبرة
لبلىبة كضريح سيدم الحاج عبد اهلل ،كحيث يتبين أيضا بأنو ال يوجد حسب ظاىر ما أدلي بو
ما يفيد أف ىذه األشغاؿ تنجز بناءا على سند قانوني ،الشيء الذم يكوف اعتداء على األضرحة
كالمقابر المذكورة كضررا يتعين كقفو".
كقد تم استئناؼ ىذا األمر أماـ الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى 2التي لم يصدر قرارىا
إال بعد أف كانت األشغاؿ من بناء محطة طرقية كمرافقها قد انتهت ،فقضت الغرفة اإلدارية
بإلغاء القرار المستأنف على أساس أف " :ظاىر كثائق الملف ،كخاصة المعاينة المنجزة بناء
على أمر قضائي بتاريخ 2002/04/25موضوع الملف التنفيذم عدد 9/2002/203
أثبتت أف المحطة الطرقية بوزاف بما فيها من بنايات كمحبلت تجارية ىي قائمة البناء ،كما أف
3
أشغاؿ إحداث الطرؽ قد تم تشيدىا ،كبالتالي لم يبق ىناؾ أم استعجاؿ".
كغالبا ما يقف القضاء ىذا الموقف ،كتبريره ىو خلق توازف بين المصلحتين العامة
كالخاصة ،كمراعاة الحفاظ على الماؿ العاـ ،كاتخاذ قرار قد يفرض استمرار المنشأة لكونها
ػزي حُِط٤ق ٛيح٣ش هللا :حُو٠خء حُٔٔظؼـَ ك ٢حُوخٗ ٕٞحُٔـَرٓ ،٢طزؼش حُ٘ـخف حُـي٣يس رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُٔ٘ش:
ٓٝ 580 :ٙ،1998خ رؼيٛخ.
1
أَٓ حٓظؼـخُ ٢ػيى ٛ 191:خىٍ رظخٍ٣ن ِٓ 2002 8/7ق ػيى 02/108 :ك٘ٓ ٢خٍ اُ ٚ٤ك ٢حَُٔؿغ حُٔخرن.
ً 2خٕ ًُي هزَ ٛي ٍٝحُوخٍٗ ٕٞهْ 80.03 :حُٔليػش رٔٞؿزٓ ٚلخًْ حٓظج٘خف اىحٍ٣ش ،حُٜخىٍ رظ٘ل ٌٙ٤حُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق ٍهْ:
1.06.07رظخٍ٣ن ٓ 15لَّ 1427حُٔٞحكن ٍ 14كزَحٝ ،2006 َ٣حُٔ٘٘ ٍٞرخُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش ػيى 5398 :حُٜخىٍس
رظخٍ٣نٓ 24 :لَّ 1427حُٔٞحكن ٍ 23كزَحٝ ،2006 َ٣حُٔل ٖ٤رظخٍ٣ن 26أًظٞرَ.2011
2هَحٍ ػيى 661 :رظخٍ٣نِٓ 2004/9/29:ق اىحٍ ١ػيى٘ٓ، 2002/2/4 /2072 :خٍ اُ ٚ٤رخَُٔؿغ أػٗ ٙ٬لْ حُٜللش.
162
أصبحت مرفقا عاما يستفيد منو العموـ ،بالرغم من كونو أقيم على عقار الغير غصبا كذلك
لكوف ىدمها كإزالتها من شأنو أف يؤدم إلى أضرار تفوؽ األضرار الناتجة للمعتدل على عقاره،
كىذا ما أكده حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بفاس كرد في حيثياتو ما يلي ":1كحيث إنو
من المبادئ المقررة في حقل القانوف العاـ كالمجمع عليها فقها كقضاء أف المنشأة العامة متى
أحدثت فعبل دكف تدخل من المالك للعقار لحماية عقاره قبل إحداثها ،فإنو ال يجوز إزالتها
مطلقا ،ألنها تصبح ملكا عاما كال يؤثر فيها ما يمكن أف ينسب لئلدارة من غصب كاعتداء
على العقار المقامة عليو ،كأف االستجابة لطلب رفع اليد ىذا يستتبع ال محالة إزالة تواجد
اإلدارة بو ،كالمتمثل في المرفق المحدث بو ،كىو ما ال يستقيم كمبدأ عدـ إمكانية إزالة أك
ىدـ المنشأة العامة المنجزة فعبل مما يتعذر تنفيذه ،كمعلوـ أف الغاية من إصدار األحكاـ ىو
إمكانية تنفيذىا ،كما داـ أف تنفيذ الحكم برفع اليد عن عقار يحتوم على منشأة عامة متمثلة
في مرفق يؤدم خدماتو يعتبر مستحيبل بالضركرة ،فإف طلب رفع اليد يكوف غير مؤسس
كحليف الرفض" ،كمن تم ال يبقى أماـ الجهة المعتدل عليها سول المطالبة بالتعويض.
كىذا ما يعبر عنو أحيانا بنزع الملكية غير المباشر المبرر لبلعتداء المادم ،كالمعطل
لنصوص قانوف نزع الملكية ألجل المنفعة ،كالمتصل بجوىر النظاـ العاـ.
عندما يكوف الضرر الناتج عن االعتداء المادم على األمبلؾ الموقوفة كفقا عاما محققا
كمؤكدا فإنو في حد ذاتو يصبح سببا للتعويض.
كلما يشكل االعتداء المادم على األمبلؾ الموقوفة كقفا عاما في حد ذاتو ضررا ماديا،
فإف تقدير التعويض عنو كضرر مادم يدخل في إطار السلطة التقديرية للقضاء ،حيث تلجأ
كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية إلى إقامة دعول في الموضوع أماـ القضاء اإلدارم ،الذم
1كٌْ حُٔلٌٔش ح٩ىحٍ٣ش رلخّ ػيىٛ ،132:خىٍ رظخٍ٣ن ٝ،1998/3/4حُٔ٘٘ ٍٞرخُٔـِش حُٔـَر٤ش ُ٪ىحٍس حُٔلِ٤ش ٝحُظ٘ٔ٤ش،
ػيى ،25 :حُٔ٘ش :أًظٞرَ /ىؿ٘زَ .176:ٙ،1998
163
ينعقد لو االختصاص للنظر في ىذا النوع من القضايا للحصوؿ على تعويض أساسي لجبر
الضرر الناتج عن فعل االعتداء كالذم تتجاذبو –باعتباره تعويضا موضوعيا – إضافة إلى الخطأ
كالضرر المحكومين بقواعد القانوف المدني ،قواعد أخرل مضمنة في القانوف العاـ تأخذ بعين
االعتبار كمبدأ عدـ جواز الحكم على الشخص العاـ بأداء مبلغ غير ملزـ بو أك مبدأ التعويض
المانع 1أك غيرىا من المبادئ التي تجعل القاضي يأخذ بعين االعتبار كل معطيات الضرر
الخاصة ألجل تكييفها مع التعويض الذم يرل بعض الفقو بأنو يجب أف يكوف متطابقا مع
قيمة األضرار كقت صدكر الحكم ال قبلو.2
كغالبا ما يستجاب لها بعد التثبت من ملكيتها للعقار المعتدل عليو كتحميل المسؤكلية
للجهة المعتدية.
كإضافة إلى التعويض عن فعل االعتداء المادم غالبا ما تطلب كزارة األكقاؼ تعويضا
آخر عن الحرماف من االستغبلؿ ،الذم ال تخلو أم دعول مرتبطة باالعتداء المادم من
المطالبة بو ،كالذم أعطتو الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى تعريفا حيث كرد في أحد قراراتها ما
يلي " :ىو تعويض على ما فات المستأنف عليهم من كسب كما حرموا منو من نفع في حالة ما
إذا بقي العقار في حوزتهم".3
إال أف تحديد المدة الواجبة لبلستفادة من التعويض عن الحرماف من االستغبلؿ يبقى أمرا
مشوبا بنوع من الشطط ،حيث إف الغرفة اإلدارية اعتبرت الفترة الفاصلة بين تاريخ كضع اليد
كتاريخ إنشاء المرفق العاـ يجب أف تفوؽ السنة 4ليتسنى لها التعويض عن الحرماف من
االستغبلؿ ،كىذا اجتهاد قضائي ال يمكن تأييده ،ألف الجهات التي يسند إليها إنشاء المرافق
العامة غالبا ما تكوف شركات كبرل لها من التجهيزات كالمعدات ما يجعلها قادرة على بناء
1
حرَحُ ْ٤ٛػ ْ٤حُٔخٓ : ٢طوي َ٣حُظؼ ٞ٣ٞػٖ ح٫ػظيحء حُٔخى ١ػِ ٠حٌُِٔ٤ش حُؼوخٍ٣ش : ١ ،ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش،2010 /1431 :
.20 ٙ
ٌ٤ِٓ 2ش حَُٜٝم :حُوخٗ ٕٞح٩ىحٍ.627:ٙ ،ّ:ّ : ١
3
هَحٍ ػيىٛ، 700 :خىٍ رظخٍ٣نِٓ 2005/12/28 :ق ػيى، 2005/3/4 /1058 :هَحٍ ؿ.ٍٞ٘٘ٓ َ٤
4
هَحٍ ػيىٛ، 446 :خىٍ رظخٍ٣ن ،2004/07/28:هَحٍ ٓ٘٘ ٍٞرٔـِش ه٠خء حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى .27 :ٙ، 47:
164
أكبر المرافق في كقت كجيز ،كىذا ربما ما جعل الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى تغير رأيها
حيث أك ضحت في قرار آخر صادر عنها ما يلي:1
"إف تحديد فترة زمنية للتعويض عن فوات الكسب تجعل قاضي التقدير ملزـ بحصر
مبلغ التعويض في الفترة الممتدة ما بين كقوع االحتبلؿ كتاريخ إنشاء المرفق العاـ".
كإلى جانب التعويض المقرر عن االعتداء المادم ،يمكن طلب تعويض تكميلي غالبا ما
يكوف عبارة عن ترتيب فوائد قانونية عما يلحق المحكوـ عليو من ضرر بسبب التأخير في
التنفيذ ،كما أف الغرامة التهديدية تعتبر كذلك أحد مضافات تقدير التعويض كالتي تخضع ىي
األخرل لدرجة الضرر الحاصل.2
كإضافة إلى التعويض المادم ،ليس ىناؾ ما يمنع الجهة المعتدل عليها من المطالبة
بتعويض عن الضرر المعنوم رغم أف مسألة تقدير ىذا النوع من التعويض ليست باألمر الهين
كذلك لصعوبة التأكد من حقيقتو إال أنو يجد سنده في الفصل 77من ؽ.ؿ.ع.ـ الذم كاف
السبب في إقرار القضاء اإلدارم المغربي للحق في ىذا النوع من التعويض عن الضرر حيث
كرد في قرار صادر عن ما يلي " : 3حيث إف التعويض عن الضرر المعنوم على غرار التعويض
عن الضرر المادم يجب أف يكوف عامبل ال رمزيا كحيث إف قضاة االستئناؼ عندما اقتصركا
على منح درىم رمزم للطاعن على أساس أف التعويض عن الضرر المعنوم ليس الغاية منو النفع
المادم ،يكونوف قد خرقوا مقتضيات الفصل 77من ؽ.ؿ.ع.ـ كعرضوا قرارىم للنقض".
1
حٗظَ كٌٛ ٢ح حُ٘ؤٕ ٓ :لٔي حٌُ٘زِٗ :ٍٞع حٌُِٔ٤ش ٧ؿَ حُٔ٘لؼش حُؼخٓش :هَحءس ك ٢حُ٘ٝ ٜٙٞكٞٓ ٢حهق حُو٠خء،2:١ ،
ٓطزؼش حُ٘ـخف حُـي٣يس حُيحٍ حُز٠٤خء ،حُٔ٘ش .72 :ٙ ،2007:
2
ٗظْ حَُٔ٘ع حُٔـَر ٢حُـَحٓش حُظٜي٣ي٣ش ك ٢حُل ٖٓ448 َٜم ّ،ّ،ك٤غ ٚ٘٣ػِٓ ٠خ ":٢ِ٣اًح ٍك ٞحُٔ٘لٌ ػِ ٚ٤أىحء
حُظِحّ رؼَٔ أ ٝهخُق اُِحٓخ رخٓ٫ظ٘خع ػٖ ػَٔ ،أػزض ػ ٕٞحُظ٘لًُ ٌ٤ي كٓ ٢لٝ ،َٙ٠أهزَ حَُث ْ٤حٌُ٣ ١لٌْ رـَحٓش
طٜي٣ي٣ش ٓخ ُْ ٓ ٌٖ٣زن حُلٌْ رٜخ.
ُِٔٔ ٌٖٔ٣ظل٤ي ٖٓ حُلٌْ إٔ ٣طِذ ػٝ٬س ػًُِ ٠ي حُظؼ ٖٓ ٞ٣ٞحُٔلٌٔش حُظ ٢أٛيٍط."ٚ
3
هَحٍ ػيى ٛ 125:خىٍ رظخٍ٣ن ِٓ ،1986/07/10:ق اىحٍ ١ػيى 89639 :هَحٍ ٓ٘٘ ٍٞرٔـِش ه٠خء حُٔـِْ ح٧ػِ٠
ػيى ،40:حُٔ٘ش :ىؿ٘زَ .204 :ٙ 1987
165
من ىذا كلو ،يمكن القوؿ إف االعتداء المادم ال يخوؿ للجهة المعتدية حق التملك1إال
أنو ال شيء يمنعها كذلك من تصحيح كضعيتها ،من مجرد معتدية على الملكية إلى صاحبة
مالكة للعقار الذم كانت مجرد معتدية عليو ،كال يتم ذلك إال بوسيلتين :التعاقد أك سلوؾ
مسطرة نزع الملكية ،كذلك عن طريق استصدار مرسوـ بذلك النزع ،كلجوئها إلى مسطرة نقل
الملكية أماـ المحكمة اإلدارية المختصة ،لتصبح المالك الشرعي للعقار الذم كانت مجرد
معتدية عليو ،ألف االعتداء ال يخوؿ لها حق التملك ،كىوما أكده قرار صدر عن المجلس
األعلى كرد في حيثياتو ما يلي ":2لكن حيث إف نقل ملكية عقار إلى اإلدارة في إطار نزع
الملكية الجبرم ال يتم إال في إطار المسطرة القانونية المنصوص عليها في القانوف رقم81.7:
المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة كاالحتبلؿ المؤقت استنادا إلى أحكاـ الدستور التي
تقضي بأف حق الملكية مضموف كأف القانوف كحد ىو الذم يحد من مداه ،كأف اإلدارة حينما
تقوـ باالستيبلء على ملك الغير خارج اإلطار القانوني المشركع ،فإف عملها ىذا يشكل اعتداءا
ماديا ال يمكن للقضاء أف يكرسو كيضفي المشركعية عليو ،كذلك من خبلؿ نقل ملكية العقار
المستولى عليو إلى اإلدارة المسؤكلة عن ىذا العمل المادم على إثر الحكم بالتعويض عن
الرقبة لفائدة المالك ،الذم ىو في األصل تعويض عن فقدانو لعقاره بعد أف خرج من حيازتو
القانونية كانتقل إلى اإلدارة التي أصبحت تملك فقط حيازتو المادية كالفعلية.
كحيث يستنتج مما ذكر أف الحيازة المادية للعقار موضوع النزاع قد انتقلت إلى اإلدارة
المستأنفة بفعل اعتدائها المادم عليو كأصبحت تملكو فعليا بعد أف أنشأت مرفقا عموميا
عليو ،إال أنو ال يمكن الحكم لها بنقل ملكيتو إليها مقابل التعويض عن الرقبة المحكوـ بو
1
ٌٛح ٓخ أًي ٙحُٔـِْ ح٧ػِ ٠ك ٢أكي هَحٍحط ٚك٤غ ٍٝى ٓخ كٓ ٚ٤خ " : ٢ِ٣ك٤غ ٔ٣ظ٘ظؾ ٓٔخ ًًَ إٔ حُل٤خس حُٔخى٣ش ُِؼوخٍ
ٟٓٞٞع حُِ٘حع هي حٗظوِض اُ ٠ح٩ى حٍس حُٔٔظؤٗلش رلؼَ حػظيحثٜخ حُٔخى ١ػِٝ ،ٚ٤أٛزلض طٌِٔ ٚكؼِ٤خ رؼي إٔ حٗ٘ؤص َٓكوخ
ػٔ٤ٓٞخ ػِ ،ٚ٤ا ٫حٗ ٌٖٔ٣ ٫ ٚحُلٌْ ُٜخ ر٘وَ ٌِٓ٤ظ ٚاُٜ٤خ ٓوخرَ حُظؼ ٞ٣ٞػٖ حَُهزش حُٔلٌ ّٞرُ ٚلخثيس ٓخُي حُؼوخٍ ،ا٫
أًح طْ ًُي ٝكوخ ُِٔٔطَس ٝح٩ؿَحءحص حُوخٗ٤ٗٞش حُـخٍ ١رٜخ حُؼَٔ ٝحُٔ٘خٍ اُٜ٤خ أػٝ ،ٙ٬إٔ حُٔلٌٔش ح٩ىحٍ٣ش كٔ٘٤خ ٫
طِظلض ُِطِذ ح٫كظ٤خ ٢١حُٔويّ ٖٓ هزَ ح٩ىحٍس حُٔٔظؤٗلش كًٌَٓ ٢طٜخ رؼي حُوزَس طًٌٝ ٕٞؤٜٗخ ٓخٍص كٌٛ ٢ح ح٫طـخٙ
رٜلش ٤ٟ٘ٔشٔٓ ،خ ٣ـؼَ حُٔزذ ؿ َ٤ؿي َ٣رخ٫ػظزخٍ".
هَحٍ ػيىٛ 698 :خىٍ رظخٍ٣ن ٍٞ٘٘ٓ 2005/12/28:رٔـِش ٓلخًٔش ،حُؼيى ،2:حُٔ٘ش ٓ:خٍّ ٓ /خ2007 ١
.229:ٙ،
2هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى 698:رظخٍ٣ن ٍٞ٘٘ٓ،2005/12/28:رٔـِش ٓلخًٔش ػيى ،2حُٔ٘شٓ :خٍّٓ /خ١
.229:ٙ،2007
166
لفائدة مالك العقار ،إال إذا تم ذلك كفقا للمسطرة كاإلجراءات القانونية الجارم بها العمل
كالمشار إليها أعبله ،كأف المحكمة اإلدارية حينما لم تلتفت للطلب االحتياطي المقدـ من قبل
اإلدارة المستأنفة في مذكرتها بعد الخبرة تكوف ككأنها سارت في ىذا االتجاه بصفة ضمنية،
مما يجعل السبب غير جدير باالعتبار".
كىكذا يكوف ىذا القرار المبدئي قد كضع حدا لما كاف يعرؼ بنزع الملكية غير
المباشر.
نظرا لما تستغرقو المرحلة القضائية للحكم بالتعويض عن االعتداء المادم من كقت قد
يضر بالطرفين ،قد يفضل في بعض األحياف حسم النزاع دكف انتظار ما ستسفر عنو تلك
المرحلة ،كذلك بسلوؾ مسطرة مبنية على المراضاة للوصوؿ إلى تحديد تعويض اتفاقي يمكن
الطرفين من تجاكز اآلثار السلبية المترتبة على مباشرة المسطرة القضائية ،كما ينبثق عنها من
قيود مجانية تطاؿ ىذه العقارات ،كتحد من حرية التصرؼ فيها من قبل مالكيها.
إال أف المبلحظ أف مسطرة تحديد تعويض اتفاقي عن االعتداء المادم على األمبلؾ
الموقوفة كقفا عاما تبقى مقيدة ،بقيود قانونية كأخرل كاقعية ،فأما القيود القانونية فترجع
باألساس إلى طريقة معالجة قضايا االعتداء المادم عن طريق االتفاؽ إذا كاف الطرؼ المتنازع
معو كزارة ،أك جماعة محلية ،أك مؤسسة عمومية ،حيث يتم الخضوع إلى منشور الوزير األكؿ
عدد 4المؤرخ في 27مارس 2002الذم يلزـ األطراؼ الحكومية المتنازعة فيما بينها إلى
اللجوء إلى التفاكض للوصوؿ إلى حلوؿ تبقى كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية باعتبارىا
الوزارة الوصية على قطاع األكقاؼ العامة بالمغرب غير راضية عنو في أغلب األحياف ،نظرا
لتغييب الطبيعة الخاصة لؤلمواؿ الموقوفة كقفا عاما على طاكلة التفاكض.
أما القيود الواقعية فهي تلك التي تحد من نجاعة مسطرة التعويض االتفاقي ألف الجهة
المعتدية تتمسك في التسوية الرضائية بأف تعوض األكقاؼ على أراضيها المنتزعة جبرا دكف
167
التعويض عن الحرماف من االستغبلؿ ،1باإلضافة إلى بخس األكقاؼ حقوقها عند تقدير الثمن
المستحق لؤلراضي الوقفية محل االعتداء.
كمن ىنا نستنتج أف تجنب المسطرة القضائية للحصوؿ على تعويض اتفاقي عن االعتداء
المادم الذم يطاؿ األمبلؾ الموقوفة كقفا عاما يبقى في أحسن أحوالو مجحفا لؤلكقاؼ
العامة ،مما يستدعي إعادة النظر في ىذه المسطرة ككل.
املطًب ايجايح :متتٝع ايد ٕٜٛاملطتحك ١يفا٥د ٠األٚقاف ايعاَ ١حبل اَتٝاش
إف إعطاء صفة امتياز لدين يجعلو ذا أكلوية على سائر الديوف األخرل ،بمقتضى نص
قانوني صريح ،كتمتيع دين بهذا االمتياز يحقق لصاحبو األكلوية في استيفاءه حيادا عن قاعدة
المساكاة بين الدائنين ،2كىو ما أصبحت تتمتع بو الديوف المستحقة لفائدة األكقاؼ العامة
بمقتضى نص المادة 55من المدكنة التي تنص على ما يلي " :تعتبر الديوف المستحقة لفائدة
األكقاؼ العامة ديونا ممتازة ،ال تسقط بالتقادـ ،كيكوف الستيفائها حق األكلوية بعد أداء الديوف
الناشئة عن مهر الزكجة ،كمتعتها ،كنفقتها ،كنفقة األكالد كاألبوين كغيرىم ممن تجب عليو
نفقتهم ،طبقا ألحكاـ مدكنة األسرة".
فما ىو أساس تمتيع ىذه الديوف بحق امتياز (الفقرة األكلى) كما ىي حدكد االمتياز
كوسيلة لحماية ديوف األكقاؼ العامة من الضياع (الفقرة الثانية).
ايفكس ٠األٚىل :أضاع متتٝع ايد ٕٜٛاملطتحك ١يفا٥د ٠األٚقاف ايعاَ ١حبل اَتٝاش
إف األصل العاـ ىو أف أمواؿ المدين ضماف عاـ لدائنيو ،إال أف ىذه القاعدة ترد عليها
استثناءات تجعل بعض الديوف تتمتع بحق امتياز ،يجعلها ذات أكلوية في استيفائها عن غيرىا.
1
ػزي حَُُحم حٛز٤ل : ٢حُلٔخ٣ش حُٔيٗ٤ش ُٝ٨هخف حُؼخٓش رخُٔـَد.174 ٝ 173 : ٙ ،ّ،ّ ،
2
ٓٔ٤ٓ َ٤ي ط٘خؿ ،ٞحُظؤٓ٘٤خص حُ٘و٤ٜش ٝحُؼ٤٘٤شٓ ،طزؼش حُٔؼخٍف حٌ٘ٓ٩يٍ٣ش.380 :ٙ، 1970 : ١ ،
168
كقد عرؼ القانوف المغربي حق االمتياز في الفصل 1243من ؽ.ؿ.ع.ـ حيث نص
على ما يلي ":االمتياز حق أكلوية يمنحو القانوف على أمواؿ المدين نظرا لسبب في الدين".
كعرفتو المادة 142مدكنة الحقوؽ العينية كما يلي ":االمتياز حق عيني تبعي يخوؿ
للدائن حق األكلوية على باقي الدائنين كلو كانوا مرتهنين".
كبالمقارنة بين التعريفين أعبله يبلحظ أف مدكنة الحقوؽ العينية جعلت حقوؽ االمتياز لها
األسبقية عن الرىوف كىو ما لم يذكره قانوف االلتزامات كالعقود.
كاالمتياز 1حق عيني تبعي سواء كقع على عقار أك منقوؿ كىو حق يقرره القانوف ضمانا
لدين معين ،نظرا لما يتصف بو من خاصية تجعلو أكلى بالحماية من غيره.
كنظرا لطبيعة األمواؿ الموقوفة كقفا عاما كالخصوصية التي تميزىا ،عمد المشرع من
خبلؿ المادة 55من المدكنة المشار إليها أعبله إلى إضفاء ضمانة أخرل من شأنها أف تحوؿ
دكف ضياع ىذه األمواؿ كتحصينها كتأمين استخبلص الديوف المستحقة لفائدتها.
كاألساس الذم ينبني عليو تمتيع ىذه الديوف بهذا االمتياز تعود في نظرم إلى محددات
ترجع بالضركرة إلى صفة الدين كأسبابو ،كالتي تكشف ارتباطو بماؿ موقوؼ يشكل في حد
ذاتو ضركرة شرعية كمصلحة جماعية أكلى باالعتبار ،ألف أمواؿ الوقف تهدؼ في حقيقتها إلى
تحقيق منفعة عامة ،سواء بطريقة مباشرة أك غير مباشرة ،كىو ما جعل فقهاء الشريعة اإلسبلمية
يصرحوف بالمنع من إجراء أم تصرؼ من شأنو اإلخبلؿ بالغرض الذم خصص لو الماؿ
الموقوؼ.
1ط٘ ٚحُٔخىس ٓ ٖٓ 10يٗٝش حُلوٞم حُؼ٤٘٤ش ػِٓ ٠خ " :٢ِ٣حُلن حُؼ ٢٘٤حُظزؼ ٞٛ ٢حُلن حٌُ٣ ٫ ١و ّٞرٌحطٝ ،ٚاٗٔخ ٔ٣ظ٘ي ك٢
ه٤خٓ ٚػِٝ ٠ؿٞى كن ٗؤٟ ٌٕٞ٣ٝ ،٢ٜخٗخ ُِٞكخء رٝ ،ٚحُلوٞم حُؼ٤٘٤ش حُظزؼ٤ش :٢ٛ
-حٓ٫ظ٤خُحص؛
-حَُ ٖٛحُل٤خُ١؛
-حَُ ٖٛحَُٓٔ.٢
٣ُِِٔٝي ٖٓ ح٠٣٩خف كٓ ٍٞل ّٜٞحٓ٫ظ٤خُ أٗظَ:
ػزي حُٛٞخد ػَكش :حُ٘خَٓ ك ٢كن حٌُِٔ٤ش ٝحُلوٞم حُؼ٤٘٤ش ح٤ِٛ٧ش ٝحُظزؼ٤ش ،حُ٘خَٗ :حٌُٔظذ حُلُِ٘ٞٓٞٔ ٢ػخص
حُوخٗ٤ٗٞش رخٌ٘ٓ٧يٍ٣ش ،ى ًًَ ٕٝطخٍ٣ن حَُ٘٘ٓٝ 192:ٙ،خ رؼيٛخ.
169
كال شك أف تعاظم الديوف المستحقة لفائدة الماؿ الموقوؼ كقفا عاما ،يشكل عائقا كبيرا
أماـ ىذه األمواؿ لتحقيق األىداؼ المنشودة منها كتنميتها.
لذا فاالعتراؼ لهذه الديوف بحق أكلوية من شأنو أف يحمل الناس على أف يولوا عناية
خاصة لسداد ديوف الوقف العاـ ،مما يساعد على تنمية ىذه األمواؿ ،كالصرؼ من ريعها على
األكجو التي حبست من أجلها ،كالتي نجد في صدارتها خدمة مصالح الدين كتحقيق المنفعة
للمسلمين.
كحسب المادة 143من مدكنة الحقوؽ العينية فإف حقوؽ االمتياز تنتج أثرىا كلو لم يتم
تقيدىا بالرسم العقارم كما أف رتبتها تحدد بالقانوف.
ايفكس ٠ايجاْ :١ٝحدٚد االَتٝاش نٛض ١ًٝوحفغ األَٛاٍ املٛقٛفٚ ١قفا عاَا
سبق القوؿ إف إعطاء الديوف المستحقة لفائدة األمواؿ الموقوفة كقفا عاما يرجع إلى
اعتبارات تراعي خصوصية الماؿ الموقوؼ الذم تتحقق المنفعة في ريعو كقاعدة ،كتتحقق في
أصلو كاستثناء ،1كىو ما يجعل طبيعة ىذا الماؿ كالخصائص كاألىداؼ التي تميزه عن غيره
كاألمواؿ العامة مثبل تؤثر بشكل كبير في تباين القواعد التي يجب أف يتعامل بها ،كعليو
فاالمتياز المقرر لديوف األكقاؼ ىو امتياز عاـ يرد على جميع منقوالت المدين دكف استثناء
كقد حدد المشرع المغربي الديوف الممتازة العامة في الفصل 1248حيث نص على ما يلي :
الديوف الممتازة على كل المنقوالت ىي التي ستذكر فيما بعد ،كىي تباشر كفقا للترتيب التالي:
أكال :مصركفات الجنازة أم نفقات غسل الجثة ،كتكفينها ،كنقلها كدفنها مع مراعاة
المركز المالي للمدين الميت؛
1
ػزي حَُُحم حٛز٤ل : ٢حُلٔخ٣ش حُٔيٗ٤ش ُٝ٨هخف حُؼخٓش رخُٔـَد.80:ٙ ،ّ.ّ ،
170
ثانيا :الديوف الناشئة عن مصركفات مرض الموت سواء كانت قد أنفقت في منزؿ
المريض ،أك في مؤسسة عبلجية عامة أك خاصة ،كذلك خبلؿ الستة أشهر السابقة على الوفاة،
أك على افتتاح التوزيع؛
ثانيا مكرر :الديوف الناشئة عن مهر الزكجة كمتعتها ،المراعى في تقديرىا ما قد يلحق
الزكجة من أضرار بسبب الطبلؽ غير المبرر ،كنفقتها كنفقة األكالد كاألبوين "...كىنا نجد أف
المشرع المغربي لم يغفل عن تحديد مرتبة امتياز ديوف األكقاؼ ،حيث جعلها حسب المادة
55من المدكنة في مرتبة بعد مهر الزكجة كمتعتها كنفقتها كنفقة األكالد كغيرىم ،كمسألة إعطاء
ىذه الديوف لهذه المرتبة تبقى ذات أىمية كبرل تظهر بوضوح عند تزاحم ىذه الحقوؽ التي
تحدد صاحب الحق الذم لو األكلوية للحصوؿ على دينو خاصة عندما يكوف المنقوؿ أك
العقار الواقع عليو حق اإلمتياز ال يكفي لسداد الديوف الممتازة ،كفي ىذا الشأف نصت المادة
1131من القانوف المدني المصرم على ما يلي :مرتبة االمتياز يحددىا القانوف ،فإف لم
ينص صراحة في حق ممتاز على مرتبة امتيازه ،كاف الحق متأخرا في المرتبة عن كل امتياز كرد
في ىذا الباب ،فإف كانت الحقوؽ الممتازة في مرتبة كاحدة فإنها تستوقف بنسبة قيمة كل
منها ،ما لم يوجد نص يقضي بذلك".1
كأتمنى أف يحقق ىذا االمتياز حماية حقيقية لديوف األكقاؼ العامة نظرا للطبيعة الخاصة
لؤلمواؿ الموقوفة ،التي تبقى جديرة بالحماية.
1
ػزي حَُُحم أكٔي حُٔ٘: ١ٍٜٞحُ ٢٤ٓٞكَٗ ٢ف حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ،٢ؽ .933:ٙ ،10:
171
172
تتشكل مالية األكقاؼ العامة حسب المادة 133من مدكنة األكقاؼ من جميع األمواؿ
الموقوفة ،كقفا عاما ،كعائداتها ،ككل األمواؿ األخرل المرصودة لفائدتها ،كتشكل ىذه األمواؿ
جميعها الميزانية السنوية الخاصة باألكقاؼ العامة ،التي تبقى مستقلة عن الميزانية العامة
للدكلة ،كتقوـ أساسا على التوازف المالي بين الموارد ك النفقات.
كمن أجل كضع نظاـ حديث لتدبير 1مالية األكقاؼ العامة يراعي خصوصية الماؿ
الموقوؼ كقفا عاما تم كضع نظاـ مالي كمحاسبي خاص باألكقاؼ العامة ،يسعى المشرع من
كرائو إلى تحرير ىذه األمواؿ من الجمود ،كتوفير اآلليات القانونية كالتنظيمية التي ستمكن من
تطبيق االتجاىات المعاصرة للتدبير المالي على أمواؿ الوقف العاـ ،كما أف التفكير في صيغ
جديدة تراعي خصوصية أمواؿ الوقف العاـ تمكنو من اإلسهاـ في النشاط االقتصادم
المناسب أصبح كاجبا إلثمار السيولة النقدية كفتح آفاؽ جديدة أماـ مؤسسة الوقف لتنمية
األمواؿ الموقوفة كاستثمارىا.
إال أف ىذا كلو يبقى ،رىينا بآليات رقابية 2تتابع ىذه األعماؿ كلها ،كتتأكد من أنها في
مسارىا الطبيعي ،كما يهدؼ الكشف عن األخطاء كاالنحرافات من أجل تصحيحها ليظهر
أثرىا الحسن على كل ذلك.
1
ُوي كغ هللا طؼخُ ٠ػٖ كٖٔ حُظير َ٤كٞٓ ٢حٟغ ًؼَ٤س كً ٢ظخر ٚحُؼِ ٖٓ ِ٣ه ُٚٞطؼخُ:٠
(ح٣٥ش ٍٞٓ ٖٓ 27 ٝ26س حَٓ٩حء)
ح ( .ح٣٥ش ٖٓ 29 ٝه ُٚٞطؼخُ٠
( .ح٣٥ش ٍٞٓ ٖٓ 67س حُلَهخٕ). ح ٍٓٞس حَٓ٩حء)ٝ - .ه ُٚٞطؼخُ٠
2ػزض ػٖ حَُٓ ٠ِٛ ٍٞهللا ػِ ِْٓٝ ٚ٤أكخى٣غ ًؼَ٤س طل٤ي َٓ٘ٝػ٤ش حَُهخرش حُٔخُ٤ش ٜ٘ٓٝخ ٓخ ٍٝح ٖٓ ًَ ٙحُزوخٍ١
ِْٔٓٝػٖ أر ٢كٔ٤ي حُٔخػي ١هخٍ " :حٓظؼَٔ ٍٓ ٍٞهللا ٠ِٛهللا ػٍِ ِْٓٝ ٚ٤ؿ ٖٓ ٬ح ًٕ٧ػِٛ ٠يهخص رْ٘٤ِٓ ٢
٣يػ ٠حرٖ حُِزظ٤ش ،كِٔخ ؿخء كخٓز ٚهخٌٍٛ :ح ٓخٌُْ ٌٛٝ ،ح ٛي٣ش ،كوخٍ ٍٓ ٍٞهللا ٠ِٛػِ ،ِْٓٝ ٚ٤ك ٬ؿِٔض ر ٖ٤أر٤ي
ٝأٓي كظ ٠طؤط٤ي ٛي٣ظي إ ً٘ض ٛخىهخ ؟ػْ هطز٘خ كلٔي هللا ٝأػ٘ ٠ػِ ٚ٤ػْ هخٍ :أٓخ رؼي كبٗ ٢حٓظؼَٔ حٍ ٍؿَ ٌْٓ٘ ٓ٘ٚ
ٗ٤جخ رـ َ٤كو ٚاُ ٫و ٢هللا طؼخُ٣ ٠لِٔ ّٞ٣ ٚحُو٤خٓش ك٨ػَك٘ ٢أكيح ٌْٓ٘ ُو ٢هللا ٣لَٔ رؼَ٤ح ٍُ ٚؿخء ،أ ٝروَس ُٜخ هٞحٍ،
أٗ ٝخس طؼ ."َ٤أٗظَ ٓلٔي رٖ حٓٔخػ َ٤حُزوخٍٛ ١ل٤ق حُزوخٍ ١ؽ ،88ٙ 9رخد ٛيح٣خ حُؼٔخٍ.
173
كمن أجل اإلحاطة بمبادئ تنظيم مالية األكقاؼ العامة ،كآليات رقابتها سأقسم ىذا الفرع
على الشكل التالي:
المبحث األكؿ :قواعد تنظيم مالية األكقاؼ العامة كطرؽ استثمار عائداتها
174
املبحح األ :ٍٚقٛاعد تٓعَ ِٝاي ١ٝاألٚقاف ايعاَٚ ١طسم اضتجُاز عا٥داتٗا
يرتكز تدبير الميزانية السنوية الخاصة باألكقاؼ العامة على مبدأ استقبلليتها عن الميزانية
العامة للدكلة ،كيخضع لتنظيم مالي كمحاسبي يشتمل على مجموعة من القواعد تحدد طريقة
كضع كتنفيذ كمراقبة ىذه الميزانية ،كاألشخاص المؤىلين للقياـ بالعمليات المالية كالمحاسبية،
كتنبني ىذه الميزانية على أساس التوازف المالي بين الموارد كالنفقات ،التي تنقسم بدكرىا إلى
شقين يتعلق األكؿ بالتسيير ،كالثاني باالستثمار ،كيضم كل منهما أقساما ،ك أبوابا ،كفصوال،
توزع إلى مواد كفقرات كسطور ،حسب مجاالت تخصيصها أك الغرض منها أك طبيعتها
كتتحدد كفق ذلك كلو مصنفة المساطر المحاسبية خاصة بهذه الميزانية بموجب قرار للسلطة
الحكومية المكلفة باألكقاؼ العامة ،كباقتراح من المجلس األعلى لمراقبة مالية األكقاؼ
العامة .كنظرا لكوف المشرع المغربي قد أخضع الميزانية السنوية الخاصة باألكقاؼ العامة
لتدبير مالي حديث ،يراعي خصوصية أمواؿ الوقف ،فإنو لم يغفل كذلك عن كضع طرؽ
جديدة لتوظيف ىذه األمواؿ كاستثمارىا.
كلئلحاطة بمبادئ التنظيم المالي كالمحاسبي ،ككذا الصيغ الجديدة الستثمار السيولة
النقدية لؤلمواؿ الموقوفة كقفا عاما ،سأقسم ىذا المبحث على الشكل التالي:
سبق القوؿ بأف األكقاؼ العامة تشكل ذمة مالية كاحدة مستقلة ،تشمل جميع األمواؿ
الموقوفة كقفا عاما ،كعائداتها ككل األمواؿ األخرل المرصودة لفائدتها.
كيشكل التنظيم المالي ،الهيكل البنيوم للميزانية الخاصة باألكقاؼ العامة ،كطريقة
إعدادىا كتنفيذىا (الفقرة األكلى).
175
أما التنظيم المحاسبي ،فهو يشمل القواعد المنظمة لتنفيذ كمراقبة العمليات المالية
كالمحاسبية ،كيبين مسؤكلية األشخاص المؤىلين للقياـ بها (الفقرة الثانية).
حسب المادة 135من المدكنة فإف الميزانية السنوية الخاصة باألكقاؼ العامة تشمل
على ميزانية رئيسية تنقسم إلى جزئين :يتعلق األكؿ بالموارد كالثاني بالنفقات 1،كما تشتمل
كذلك على ميزانية ثانوية عبارة عن حسابات خصوصية تحدث بموجب قرار للسلطة
الحكومية المكلفة باألكقاؼ ،كغالبا ما تتعلق ىذه الحسابات بمشاريع كقفية ذات طابع خاص
كمحدد.
فكيف يتم إعداد الميزانية السنوية الخاصة باألكقاؼ (أكال) ككيف يتم تنفيذىا (ثانيا).
1
ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 136حُٔيٗٝش ػِ:٢ِ٣ ٠
أ :ك ٢رخد حُٔٞحٍى:
ٓيحه َ٤حُٔؼخٟٝخص؛
ػخثيحص ر٤غ ٓ٘ظٞؿخص حٗ٧ـخٍ ٝحُـَِ ٞٓٝحى حُٔوخُغ حُٞهل٤ش ٝؿَٛ٤خ؛
ػخثيحص حُظٞظ٤لخص حُٔخُ٤ش؛
ٓيحه َ٤حً٫ظظخد ك ٢حُٔ٘يحص حُٞهل٤ش؛
ح٩ػخٗخص حُٔخُ٤ش حُظ ٢طويٜٓخ حُيُٝش ٝحُ٤ٜجخص ح٧هَٟ؛
حُٜزخص ٝحُٛٞخ٣خ؛
ٓٞحٍى ٓوظِلش؛
د :ك ٢رخد حُ٘لوخص:
طٌخُ٤ق ح٬ٓ٧ى حُٔٞهٞكش ٤ٛٝخٗظٜخ؛
حُ٘لوخص حُٔوٜٜش ُِـٜخص حُٔٞهٞف ػِٜ٤خ كٔذ َٗ ١ٝحُٞحهق؛
ٗلوخص طٔ َ٤٤ح٬ٓ٧ى حُٔٞهٞكش؛
حُ٘لوخص حَُٔٞٛىس ُويٓش ٜٓخُق حُي َ٘ٗٝ ٖ٣حُؼوخكش ح٤ٓ٬ٓ٩ش؛
طٌخُ٤ق ر٘خء ٝطـ ِ٤ٜحُٔئٓٔخص حُٞهل٤ش؛
ٓزخُؾ حُظٞظ٤لخص حُٔخُ٤ش حُٔوٜٜش ُظ٘ٔ٤ش ػخثيحص حُٞهق؛
حُٔزخُؾ حَُٔٞٛىس ٫هظ٘خء أٓ٬ى ؿي٣يس ُلخثيس حٝ٧هخف حُؼخٓش؛
ح٩ػخٗخص حُٔٔ٘ٞكش ُويٓش أؿَح ٝحُٞهق حُؼخّ؛
ح٫ػظٔخىحص حَُٔٞٛىس ُظـط٤ش حُ٘لوخص حُطخٍثش؛
ٗلوخص ٓوظِلش.
176
أٚال :إعداد املٝصاْ ١ٝايطٓ ١ٜٛاخلاص ١باألٚقاف ايعاَ:١
حسب المادة 142من المدكنة فإف السنة المالية للميزانية السنوية الخاصة باألكقاؼ
العامة تبتدئ في فاتح يناير كتنتهي في 31دجنبر من نفس السنة.
كتتولى إدارة األكقاؼ إعداد ىذه الميزانية التي تشمل االعتمادات المتعلقة بالنفقات،
كالموارد المرصودة لتغطيتها ،كما تحدد المدة الزمنية التي يمكن خبللها إنجاز عمليات
تحصيل المداخيل ،كصرؼ نفقات التسيير ،كذلك لعرضها على المجلس األعلى لمراقبة مالية
األكقاؼ العامة ،مرفقة بمذكرة تقديمية كبالوثائق كالبيانات قصد المصادقة عليها.
كفي حالة عدـ المصادقة ،يتم العمل فيما يخص المداخيل بجميع أنواعها ،كنفقات
التسيير طبقا لميزانية السنة المنصرمة ،إلى حين المصادقة على مشركع الميزانية ،كيتم ذلك
بمقرر للسلطة الحكومية المكلفة باألكقاؼ.
بعد مصادقة المجلس األعلى لمراقبة مالية األكقاؼ العامة على مشركع الميزانية السنوية
الخاصة باألكقاؼ العامة يتم الشركع في تنفيذىا ،كال يجوز إدخاؿ أم تعديل عليها إال كفق
الشركط كاإلجراءات المتعلقة بالمصادقة عليها.
كفي حالة الحصوؿ على موارد إضافية خبلؿ السنة ،يتم تخصيص ىذه الموارد لفتح
اعتمادات جديدة من أجل تغطية نفقات للتسيير ،أك لبلستثمار حسب الحالة.
كفي حالة إذا كانت الموارد المرصودة لتغطية نفقات التسيير غير كافية ،يمكن للسلطة
الحكومية المكلفة باألكقاؼ اإلذف بمقرر خاص إلجراء تحويبلت من باب آلخر أك من فصل
آلخر داخل نفس القسم.
كيجوز إلدارة األكقاؼ أثناء السنة المالية ،كقف تنفيذ بعض نفقات االستثمارات إذا
استلزمت مصلحة الوقف ذلك ،ككاف الهدؼ من ىذا اإلجراء حماية أمواؿ الوقف ،كفي ىذه
177
الحالة يتعين إحاطة المجلس األعلى لمراقبة مالية األكقاؼ العامة علما خبلؿ الثبلثين يوما
الموالية لتاريخ اتخاذ ىذا اإلجراء.
يشمل التنظيم المحاسبي لؤلكقاؼ العامة ،كل العمليات المالية كالمحاسبية المتعلقة
بالميزانية السنوية الخاصة باألكقاؼ العامة .كالهدؼ من ىذا التنظيم ىو تدقيق الحسابات،
كالتأكد من مشركعيتها إضافة إلى تقييم الجدكل منها كمدل فعاليتها.
كيساىم ىذا النظاـ كذلك في حماية أمواؿ الوقف عن طريق ضبط حركة الموارد
كالنفقات ،كتحليلها حسب مصادرىا كطبيعتها كمجاالتها ،مما يساعد على التخطيط كالرقابة
كتقويم األداء عن طريق توجيو الموارد كترشيد النفقات.
كما يبين ىذا النظاـ أثر المعامبلت المالية التي كقعت على حركة أمواؿ الوقف كما نتج
عن ذلك من فائض أك عجز .ليتسنى تقييم صيغ االستثمار المتاحة كمدل نجاعتها.
كيعهد للقياـ بتسيير ىذه العمليات ،كتحديد القواعد المتعلقة بتنفيذىا على مستول
اإلدارة المركزية إلى اآلمر بالصرؼ ،كإلى المراقب المالي المركزم كمساعديو ،كعلى مستول
اإلدارات الجهوية إلى مراقبين ماليين محليين.
كيتم تقديم حصيلة جميع العمليات المالية المنجزة برسم السنة المالية المعنية ،كالمبالغ
النهائية للموارد المقبوضة ،كالنفقات المأمور بصرفها ،للحصوؿ على نتيجة الوضعية المالية
للميزانية في نهاية السنة المقدـ بشأنها.
178
املطًب ايجاْ :ٞطسم اضتجُاز عا٥دات ايٛقف ايعاّ
الماؿ من الكليات الخمس 1التي أكجب اهلل تعالى العناية بها ،قاؿ تعالى :
.2
كالعناية بالماؿ تقضي العمل على تثميره ،كتقويتو كتنميتو عن طريق استثماره.
كأمواؿ الوقف العاـ تدخل ضمن ىذا اإلطار ،ذلك أف حسن التصرؼ في أمواؿ الوقف يجب
أف يتجاكز حسن التصرؼ في األمواؿ األخرل ،كىذا جعل فقهاء الشريعة اإلسبلمية حريصين
عليو حيث كضعوا لو األحكاـ التي تضبط معامبلتو بهدؼ المحافظة عليو ،كتنميتو ،كاستمراره
في تقديم منافعو للمستفيدين كفقا لمقاصد الواقف ،دكف اإلغفاؿ عن تمكينو من فرص النمو
المتاحة التي تقتضيها طبيعتو.
كالمشرع المغربي بدكره تبنى نفس التوجو من خبلؿ مدكنة األكقاؼ كعيا منو بأف الوقف
العاـ بمعناه كمضمونو يشكل مؤسسة اقتصادية ،كاجتماعية قادرة على أف تؤدم دكرىا التنموم
داخل المجتمع .كسعيا منو كذلك لتحرير ىذه األمواؿ من الجمود ،كتنميتها سواء كانت أمواال
أك ريعا بوسائل استثمارية مباحة شرعا كىنا ال بد من التمييز بين حالتين:
الحالة األكلى :تكوف فيها مؤسسة الوقف في حالة عجز ،لكوف معظم
ممتلكاتها عبارة عن أراضي أك دكر تحتاج إلى إعمار ،حيث تكوف المؤسسة في ىذه الحالة
طالبة للتمويل بغرض تنمية ممتلكاتها.
1حٌُِ٤خص حُؤْ :٢ٛكلع حُيٝ ،ٖ٣كلع حُ٘لْٝ ،كلع حُؼوَٝ ،كلع حَُ٘ٔ ٝكلع حُٔخٍٍ :حؿغ كٓ ٍٞل ٌٙٛ ّٜٞحٌُِ٤خص:
أر ٞحٓلخم حُ٘خ١ز :٢حُٔٞحكوخص ك ٢أ ٍٞٛحَُ٘٣ؼش ،حُٔـِي ح ،)2،1( ٍٝ٧ىحٍ حٌُظذ حُؼِٔ٤ش رزَٝ٤صُ ،ز٘خٕ ،ريٕٝ
طخٍ٣نٓٝ 7:ٙ،خ ٜ٤ِ٣خ ٖٓ ًظخد حُٔوخٛي.
2
ٍٓٞس حُ٘ٔخء ح٣٥ش ٬١٪ُٝ.5ع ػِ ٠طلٔ ٌٙٛ َ٤ح٣٥ش أٗظَ:
طلٔ َ٤حرٖ ًؼ ،َ٤حُٔـِي حُؼخٗٓ ،٢طزؼش ىحٍ حُلخٍٝم ػٔخٕ حٍ٧ىٕ ،حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘شٓٝ 720:ٙ،2008:خ رؼيٛخ.
طلٔ َ٤حرٖ ػَر :٢ظزطٛٝ ٚللٝ ٚهيّ ُ ٚحُ٘٤ن ػزي حُٞحٍع ٓلٔي ػِ :٢حُٔـِي ح ،ٍٝ٧حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش،2008:
ٓطزؼش ىحٍ حٌُظذ حُؼِٔ٤ش رزَٝ٤ص.162:ٙ،
أر ٞؿؼلَ ٓلٔي رٖ ؿَ َ٣حُطزَ :١طلٔ َ٤حُطزَ ١حُٔٔٔ ٠ؿخٓغ حُز٤خٕ ك ٢طؤ َ٣ٝحُوَإٓ ،حُٔـِي حُؼخُغ ،حُٔ٘ش،1999:
حُطزؼش حُؼخُظشٓٝ 586:ٙ،خ رؼيٛخ.
179
الحالة الثانية :استثمار الوقف بمعنى كجود فائض من السيولة لدل المؤسسة
الوقفية ،حيث تصبح ممولة 1لمختلف حاجات المجتمع كالحالة ىذه ىي موضوع ىذا
المطلب فما ىي إذف السبل الجديدة الستثمار أمواؿ الوقف المنصوص عليها في المدكنة
(الفقرة األكلى ) ،ككيف يمكن تطويرىا كتنميتها (الفقرة الثانية).
إ طٔ َ٣ٞحُٔ٘خٍ٣غ حٓ٫ظؼٔخٍ٣ش رخُٔـَد ٣ظُٞع ر ٖ٤ػيس أٗٞحع ٖٓ حُظٔ٬٣ٞص ً ٢ٛخُظخُ:٢ 1
180
ايفكس ٠األٚىل :ايصٝؼ اجلدٜد ٠الضتجُاز أَٛاٍ ايٛقف َٔ خالٍ املد١ْٚ
إف انخفاض القيمة االقتصادية ألمواؿ الوقف يؤدم لبلنتقاص من السيولة المالية
لؤلكقاؼ ،كيحد من التدفقات النقدية إلى أرصدتها ،كلتفادم ىذا الوضع أصبح استثمار جزء
من عوائد الوقف العاـ مطلبا جوىريا إلثمار الممتلكات الوقفية ،كالزيادة في أصولها.
كال شك أف تطبيق االتجاىات المعاصرة للتدبير المالي على االستثمار الوقفي ،سيساىم
في الحفاظ على أمواؿ الوقف العاـ ،كيبلئمها في الوقت نفسو مع التغيرات االقتصادية،
كتطورات الحياة االجتماعية ،كيفتح أمامها آفاؽ تنموية جديدة.
كسبل استثمار أمواؿ الوقف عديدة لكل منها طبيعتو الخاصة التي تجعلو يختلف عن
الصيغ األخرل ،كيرجع ىذا االختبلؼ إلى درجة مركنتها في مجاؿ إدارة المخاطر ،كطرؽ توزيع
األرباح كالخسائر كغيرىا.
كالمشرع المغربي اختار المجاؿ المالي كأحد المجاالت الجديدة الستثمار أمواؿ
الوقف ،إلى جانب الصيغ األخرل المعموؿ بها ،1كذلك لتحقيق أفضل التوظيفات المالية
ألمواؿ الوقف العاـ 2كفضل السندات 1كأحد األساليب المتاحة في ىذا المجاؿ ،حيث سماىا
٤ٛ 1ؾ حٓظؼٔخٍ أٓٞحٍ حُٞهق حُٔؼظخىس ًؼَ٤س ٓٝظ٘ٞػش ٜٓ٘خ :حٌَُحء ر٘و ٚ٤حُل٬كٝ ٢ؿ َ٤حُل٬ك ،٢اُ ٠ؿخٗذ ر٤غ ٓٞحى
حُٔوخُغٝ ،حُـَِ ٘ٓٝظٞؽ حٗ٧ـخٍٝ ،حُٔؼخٟٝش رٜيف ط٘ٔ٤ش ح ،َٛ٧اٟخكش اُ ٠حُٔ٘يحص ًؤكي حٓ٧خُ٤ذ حُـي٣يس .
2هخٓض ُٝحٍس حٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩ش ٝػِ ٠حٓظيحى ٓ٘ٞحص رٔـٔٞػش ٖٓ حُظٞظ٤لخص حُٔخُ٤ش ٖٓ أؿَ ط٘ٔ٤ش
ػخثيحطٜخ ٌٙٛ ٖٓٝحُظٞظ٤لخص ًٌَٗ ٓخ :٢ِ٣
طؤًَٓٗ ْ٤ش حُظ٘ٔ٤ش حُؼوخٍ٣ش حُٔوخّ رَ٘حًش ٓغ حُٔـٔٞػش حُٔـَر٤ش حٌُ٣ٞظ٤ش رظخٍ٣ن 1977 ُٞ٤ُٞ٣رَأٓٔخٍ 15.6
ٓ ْٜطِٔي حٝ٧هخف ٜٗلٜخًُٝ ،ي رٜيف اكيحع طـِثش ػزخٍس ػٖ 120روؼش ٖٓ ٘ٛق ك٬٤ص ،اٟخكش آَُ ٠حكن
حؿظٔخػ٤ش ٔٓ ٝخكخص هَ٠حء ٝ ٝهي طْ ر٘خء حَُٔ٘ٝع ػِ ٠ػوخٍ ٝهلٞ٣ ٢ؿي رخُيحٍ حُز٠٤خء طزِؾ ٓٔخكظ ٚكٞحُ13 ٢
ٌٛظخٍٝ ،هي رِؾ ٓـٔٞع ٗ٤ٜذ حُُٞحٍس ٓخ ٘٣خ ٕٞ٤ِٓ 50 ِٛىًٍ ْٛؤٍرخف ٖٓ ٌٛح حَُٔ٘ٝع؛
حُٔٔخٔٛش كٍ ٢أّ ٓخٍ ًَٗش ٗخُش حُؼوخٍ٣ش حٌُ٣ ١زِؾ 20.732.500.00ىٍٝ ،ْٛحُُٔٞع ػِ ٠حٌَُ٘ حُظخُ:٢
ُٝ حٍس حُٔخُ٤ش% 66.6 :
حٝ٧هخف ْٜٓ 9000( % 21.7 :رؤ٤ش ٕٞ٤ِٓ 4.5ىٍ)ْٛ
حُٜ٘يٝم حُٓ٬ُ ٢٘١ٞظؼٔخٍ% 3.32 :
حٌُٔظذ حُ٤ُِٔ ٢٘١ٞخكش% 2.41 :
ٔٓ خٓ ٕٞٔٛوظِل% 4.1 :ٕٞ
ٗ٪ُٝخٍس كبٕ ٌٙٛحًَُ٘ش ٢ٛك ٍٞ١ ٢حُظٜل٤ش٣ٝ ،زِؾ ٗ٤ٜذ حٝ٧هخف ٜٓ٘خ ٕٞ٤ِٓ 29ىٍْٛ؛
حهظ٘خء ٖٓ % 51أًَٓٗ ْٜش ٓطزؼش ك٠خُش ٓ٘ش 1959رؤ٤ش 350.100.00ىٍ ،ْٛػْ حهظ٘ض ،رخه ٢ح٘ٓ ْٜٓ٧ش
1965رؤ٤ش 500.000.00ىٍُ ْٛظٜزق حُٔطزؼش ٌِٓخ هخُٜخ ُٝ٨هخف؛
()...
181
"سندات الوقف" كحسب المادة 140من المدكنة ،فإف مداخيل ىذه السندات ستخصص
إلقامة مشاريع ذات صبغة دينية أك علمية أك اجتماعية ،كما أف تحديد شكلها ،ككيفية
إصدارىا ،كطريقة االكتتاب فيها ،ككذا كيفية جمع التبرعات سيتم بموجب قرار للسلطة
الحكومية المكلفة باألكقاؼ ،كذلك بعد استشارة المجلس األعلى لمراقبة مالية األكقاؼ
العامة.
كىذا يدفعني إلبداء بعض المبلحظات بخصوص ىذه السندات:
المبلحظة األكلى :تتعلق بإطبلؽ اسم على ىذه السندات ،ذلك أف تسميتها ىو اختيار
تشريعي موفق ،ألف اسمها سيساعد في الحصوؿ على مصادر تمويلية تغطي عجز الموازنات
كتدفع عجبلت االقتصاد لؤلماـ ،كما أنها لن نتعرض للمخاطر االستثمارية ،2المرتبطة بتقلبات
أسعار الفائدة ألنها في األصل ال تتعامل بها نظرا لثبوت فساد ىذه اآللية في إدارة النشاط
االقتصادم المعاصر ،كما أف التضخم 3سينعكس عليها بشكل إيجابي ألنها تمثل أصوال
ٓ لٔي حٌٍُٞحٍ :١حُظـَرش حُٔـَر٤ش ك ٢حٓ٫ظؼٔخٍحص حُٞهل٤ش ،رلغ ٓويّ ُِ٘يٝس حُي٤ُٝش ُٔـِش أٝهخف
حٌُ٣ٞظ٤شٓٝ 53:ٙ،ّ،ّ،خ رؼيٛخ.
1حُٔ٘يحص ك ٢أِٜٛخ ػزخٍس ػٖ ى ٖ٣طٔ٘ل ٚحُٔئٓٔش ٓغ ػخثي ػخرضٝ ،طظْٔ ٌٙٛحُٔ٘يحص رط ٍٞآؿخٍ حٓظلوخهٜخٝ ،هي طٌٕٞ
ٓٗٞٔ٠ش أ ٝؿٗٞٔ٠ٓ َ٤شًٔ ،خ ٌٖٔ٣طؤٜٔ٤خ اُ ٠ػيس أٗٞحع كٔذ حُلوٞم حُظ ٢طـطٜ٤خٝ ،حُ٤ٜـش حُظ ٢طْ رٜخ حٛ٩يحٍ،
ًٔخ طٌٖٔ حٌُٔظظز ٖ٤حُيحث٘ ٖٓ ٖ٤حُل ٍٜٞػِ ٠كٞحثي ػخرؼش ك ٢طخٍ٣ن ٓليى.
حٗظَ ػزي حُوخىٍ أَُ٣حٍ :آكخم حُظٞظ٤لخص حُٔخُ٤ش ُُِٔٞ٤ش حُ٘وي٣ش ػِٟٞ ٠ء ٓيٗٝش حٝ٧هخف حُٔـَر٤شٓ ،يحهِش
ٖٟٔحُِوخء حُظلٔ ٢ٔ٤ك ٍٞأكٌخّ ٓيٗٝش حٝ٧هخف ُلخثيس حُ٘ظخٍ رظخٍ٣ن ٗٞٗ 3/2زَ 2010رٔوَ ُٝحٍس حٝ٧هخف
ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩ش.
٣ٝظَطذ ػِ ٠اٛيحٍ حُٔ٘يحص ػيس ٗظخثؾ:
إٔ كخَٓ حُٔ٘ي ىحثٖ ٖٓٝػْ ٣ ٫لن ُ ٚحُظيهَ ك ٢اىحٍس حُٔئٓٔشًٔ ،خ أٗ ٚحُلن ك ٢كخثيس ػخرظشٟٔ ُٚٝ ،خٕ ػخّ
ػِ ٠أٓٞحٍ حُٔئٓٔش ٝكوٓ ٚويّ ػِ ٠كخَٓ ح ،ْٜٓ٧كؤٛلخد ح٣ ٫ ْٜٓ٧ل ِٕٜٞػِ ٠هٔ٤ش أٓ ْٜٜٔا ٫رؼي حٓظ٤لخء
أٛلخد حُٔ٘يحص ُلوٞه.ْٜ
ٝأهَ٤ح ٣ـذ حُٞكخء ُلخَٓ حُٔ٘ي ك ٢حُٔ٤ؼخى حُٔظلن ػِ .ٚ٤أٓخ حُٔ ْٜك ٬طَى هٔ٤ظ١ ٚخُٔخ إٔ حُٔئٓٔش ٓخُحُض
طٔخٍّ ٗ٘خٜ١خ .أٗظَ ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل:َ٤ٜ
ٓ ١ُٞػيُٗ ٢خٗيٓ :ويٓش ك ٢ح٫هظٜخى حُ٘ويٝ ١حَُٜٔكٓٝ 189:ٙ،ّ،ّ،٢خ رؼيٛخ. -
ٜٓطلٓٞ٣ ٠ق ًخك "٢رٍٛٞش حٍٝ٧حم حُٔخُ٤شٓٝ 148:ٙ،ّ،ّ،خ رؼيٛخ. -
2
كٖٔ ٗلخطش :حٓظؼٔخٍ أٓٞحٍ حُٞهقٓ ،وخٍ ٓ٘٘ ٍٞرٔـِش أٝهخف ،حُٔ٘ش :حُؼخُؼش ،حُؼيى ،6:حُٔ٘ش .77ٙ ،2004 ٞ٤ٗٞ٣:
3
ػخىس ٓخ ٣ئى ١حُظ٠وْ ػ٘ي طِ٘ ِٚ٣ػِ ٠أٍ ٝحُٞحهغ اُ ٠حٗولخ ٝهٔ٤ش ػخثيحص ٌٙٛحٓ٫ظؼٔخٍحص ٌُٜٗٞخ ػٞحثي هخٍس ٌُٖ
ح٣ َٓ٧وظِق رخُ٘ٔزش ُٔ٘يحص حُٞهق ٜٗ٧خ أ ٍٞٛكو٤و٤ش.
182
حقيقة ،كما أف أسعارىا يمكن أف تشهد تطورا إيجابيا يتماشى مع االرتفاع العاـ لمستول
األسعار ،كىذا يؤدم ال محالة إلى ارتفاع عائداتها.1
المبلحظة الثانية :كىي تضييق المجاالت الواسعة لتطبيق ىذه السندات كحصرىا في
التماس اإلحساف العمومي إلقامة مشاريع ذات صبغة دينية أك علمية أك اجتماعية كما أف صيغة
السندات المقررة في المدكنة قد ال تتناسب كمبتغى جمع التبرعات ،كالتماس اإلحساف
العمومي ،كتحضير المواطنين لبلكتتاب كبالتالي تشجيع حركية االقتصاد الوطني ،كربما كاف
إحداث صندكؽ أك بنك لبلستثمار في ممتلكات األكقاؼ أنسب الستقطاب التبرعات على
شاكلة بعض الصناديق المفتوحة لهذا الغرض.2
ايفكس ٠ايجاْ :١ٝاألضايٝب األخس ٣املُهٓ ١يتطٜٛس اضتجُاز أَٛاٍ ايٛقف ايعاّ
تبقى المجاالت األكفر حظا لبلستفادة من ريع األكقاؼ العامة ىو تغطية بعض الوظائف
الدينية ،مثل توفير الموارد المالية ألجور القيمين الدينين ،كالقائمين على المؤسسات الدينية
عموما ،كىذا يجعل الوقف العاـ خاضع لنمط محدد من التصرؼ ال يؤىلو ألف ينخرط في
النشاط االقتصادم ،كما أف النص في مدكنة األكقاؼ على صيغة الستثمار أمواؿ الوقف العاـ
عن طريق إصدار سندات باسمها ليست الطريقة الوحيدة ،بل ىناؾ صيغ أخرل لبلستثمار
تراعي الطبيعة الخاصة ألمواؿ الوقف ،كتراعي الضوابط الشرعية التي تحكمو ،ك غالبا ما تنبني
على فكرة التفويض المؤسسي كمنها:
خلق مؤسسة استثمارية متخصصة لتوظيف السيولة النقدية للوقف العاـ بتدبير
حديث خاضع لنظم المحاسبة في القطاع الخاص ،كمستقل عن التسيير اإلدارم كالمالي
للوزارة لكن تحت كصايتها كرقابتها ،ألف ىذا النوع من المؤسسات المالية يكوف قادرا على
تحقيق معدالت نمو جيدة نظرا لدراسة الجدكل االقتصادية بشكل متكامل كدقيق يؤدم
1
ػزي حُوخىٍ أَُ٣حٍ.11 : ٙ ،ّ.ّ ،
2
٘ٛخى ٓؼ٘ٛ ٬يٝم ُٓ٬ظؼٔخٍ كٔٓ ٢ظٌِخص حٝ٧هخف َ٘٣ف ػِ ٚ٤حُز٘ي حُِ ٢ٓ٬ٓ٩ظ٘ٔ٤ش.
183
لتفادم المخاطر االستثمارية .كما أف أساس عمل مثل ىذه المؤسسات ينبني على إحبلؿ
منطق المشاركة في الربح كالخسارة بدؿ القركض بفائدة.
خلق صندكؽ أك بنك لبلستثمار في ممتلكات األكقاؼ ،كذلك حسب السيولة
المراد استثمارىا ،كيكوف شكل المؤسسة خاضع للقانوف الخاص بمؤسسات االئتماف ،على أف
تقوـ باإلشراؼ على التوظيفات المالية ،كإثمارىا كذلك عن طريق إعداد نشرات االكتتاب
كاإلىدار كفق الضوابط الشرعية .كما تعمل على توحيد التدفقات المالية لجميع الحسابات
المصرفية لنظارات األكقاؼ في حساب تابع لها ،ككل ىذا يتم بالتنسيق مع كزارة األكقاؼ على
أف تبقى ىذه المؤسسة خاضعة للرقابة المالية من طرؼ المجلس األعلى لمراقبة مالية األكقاؼ
العامة.
أخذ المبادرة لتأسيس أكؿ بنك إسبلمي بالمغرب :كال ريب في ذلك ألف
المؤسسة الوقفية بالمغرب بما لها من مؤىبلت ،يمكنها إرساء نظاـ التمويل اإلسبلمي داخل
المملكة ،عن طريق تأسيس أكؿ بنك إسبلمي مغربي يستفيد من الدعم المعنوم للدكلة،
كيكسب ثقتها الرتباطو بأحد اجهزتها كىي كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية ،إضافة إلى
استفادتو من مجانية المؤىبلت المتخصصة ،كالموارد البشرية التي تتوفر عليها الوزارة ،كما
سيخضع عمل ىذا البنك للرقابة من الناحية التنظيمية لبنك المغرب ،كمن الناحية المالية
1
للمجلس األعلى لمراقبة مالية األكقاؼ العامة ،كمن الناحية الشرعية للمجلس العلمي األعلى
كىنا تجدر اإلشارة إال أف المجاؿ المالي ليس المجاؿ الوحيد المناسب الستثمار أمواؿ
الوقف العاـ بل يمكن الدخوؿ في مجاالت كثيرة منها:2
االستثمار العقارم :كذلك عن طريق بناء عقارات على أراضي الوقف بنظاـ المشاركة
مثبل.
االستثمار في إنشاء المشركعات اإلنتاجية :التي تسهم في التنمية االجتماعية
كاالقتصادية كالمشركعات الحرفية كالمهنية.
1ػزي حُوخىٍ أَُ٣حٍ :حُٔئٓٔش حُٞهل٤ش رخُٔـَد ٝطزَ٘ٝ٘ٓ ٢ع اٗ٘خء أَٜٓ ٍٝف آ ٢ٓ٬رخٌُِٔٔش ٓ ،وخٍ ٓ٘٘ ٍٞرٔـِش أٝهخف ،حُؼيى ،24:حُٔ٘ش:
ٓخٓٝ 164 :ٙ،2013 ١خ رؼيٛخ.
2
كٔٗ ٖ٤لخطش .87 ٙ ،ّ.ّ :
184
االستثمار في المشركعات الخدماتية ،سواء التعليمية أك الطبية أك غيرىا كالمراكز
الصحية كالمعاىد الدينية.
االستثمار في األنشطة الزراعية خصوصا أف المغرب بلد يعتمد على الفبلحة بشكل
كبير.
كفي األخير نجد أف المضموف االقتصادم للوقف يساعد على تحويل األمواؿ من مجاؿ
االستهبلؾ إلى االستثمار في رؤكس أمواؿ منتجة ،تمثل إيرادا أك منفعة يستفيد منها عموـ
الناس ألنها تمثل فرصا مجتمعية ،تدعم األفراد تدريجيا لرفض التواكل االقتصادم سواء على
الدكلة أك على المحسنين .كىو ما يدعونا إلى ضركرة المركر بالوقف من التركيز على المفهوـ
إلى االىتماـ باآللية.
كىي بذلك قد تكوف سابقة ،غرضها محاكلة تجنب األخطاء قبل كقوعها كىو ما تبنتو
المدكنة من خبلؿ المواد 153/143/74/64منها كما قد تكوف الحقة تهدؼ الكشف عما
1حَُهخرش ك ٢حُِـش ٍٝىص كٓ ٢ؼخٗ ٢ػيس طل٤ي حُللع ٝحٗ٫ظظخٍٝ ،حَٗ٩حف ٝحُلَحٓش (أٗظَ ؿٔخٍ حُي ٖ٣حرٖ ٓ٘ظ،ٍٞ
ُٔخٕ حُؼَد ،ىحٍ حُطزخػش ٝحَُ٘٘ رَٝ٤ص ،حُٔ٘ش ،1955ؽ .)424 ٙ،2
ٝحَُهخرش حُٔخُ٤ش ػ٘ي ػِٔخء حُٔخُ٤ش حُٔؼخٜ٘ٓ ٢ٛ ٖ٣َٛؾ ػِٔٗ ٢خَٓ٣ ،ظطِذ حُظٌخَٓ ر ٖ٤حُٔلخ ْ٤ٛحُوخٗ٤ٗٞش
ٝح٫هظٜخى٣شٝ ،حُٔلخٓز٤شٝ ،ح٩ىحٍ٣شٜ٣ٝ ،يف اُ ٠حُظؤًي ٖٓ حُٔلخكظش ػِ ٠حٞٓ٧حٍ حُؼخٓش ٍٝكغ ًلخءس حٓظويحٜٓخ،
ٝطلو٤ن حُلؼخُ٤ش ك ٢حُ٘ظخثؾ حُٔلووش ػِ ٠إٔ ٣و ّٞر ٌٜٙحُٜٔٔش ؿٜخُ ٓٔظوَ ٞ٘٣د ػٖ حُِٔطش حُظَ٘٣ؼ٤شٝ ،ؿ َ٤هخٟغ
ُِِٔطش حُظ٘ل٣ٌ٤ش ( أٗظَ كٍٔ ٖ٤حطذ ٓٞ٣ق ٍ٣خٕ ،حَُهخرش حُٔخُ٤ش ك ٢حُلو ٚح١ ،٢ٓ٬ٓ٩زؼش ىحٍ حُ٘لخثْ َُِ٘٘ ٝحُظ٣ُٞغ
رخٍ٧ىٕ 1 ١حُٔ٘ش .)18 : ٙ1999 /1914
185
قد يقع من مخالفات مالية كىو ما نستشفو كذلك من خبلؿ المواد 150/119/82/74/65
من المدكنة.
كحتى يضمن المشرع المغربي للوقف العاـ المزيد من الرعاية لم يكتف بهيئة المراقبة
الداخلية التقليدية التي تقوـ بها المفتشية العامة التابعة للوزارة (المطلب األكؿ) ،بل تعدل
ذلك إلى االرتكاز على عملية التقويم كاالفتحاص ،كذلك بخلق مجلس أعلى لمراقبة مالية
األكقاؼ العامة (المطلب الثاني).
يخضع التدبير اإلدارم كالمالي لؤلكقاؼ العامة ،لمراقبة داخلية يناط بها للمفتشية العامة
التابعة مباشرة لوزير األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية .كتتشكل ىيئة المفتشية العامة من مفتشين
كمفتشين مساعدين إضافة إلى ىيئة المراقبين الماليين بصفتهم محاسبين خاصين باألكقاؼ
العامة.
فما ىي إذف طبيعة ىيئة المراقبة الداخلية ( الفقرة األكلى) كما ىي المهاـ الموكولة إليها
(الفقرة الثانية).
تتألف المفتشية العامة لوزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية من مفتش عاـ كمفتشين (أكال)
إضافة إلى مراقبين ماليين (ثانيا).
186
أصبحت المفتشية العامة للوزارة تشمل باإلضافة إلى المفتش العاـ ،على صنفين من المفتشين
ىم صنف المفتشين ،كصنف المفتشوف المساعدكف .كيخضع تعيين المفتشين لنفس المسطرة
المتبعة في تعيين رؤساء األقساـ باإلدارات المركزية ،كما يعين المفتشوف المساعدكف كفق
الشركط كطبقا لنفس المسطرة المتبعة في تعيين رؤساء المصالح باإلدارات المركزية.
كيحدد عدد ىيئة التفتيش بالوزارة بمقتضى قرار لوزير األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية.
187
بالمفتشية العامة مهمة إطبلع الوزير على سير مصالح الوزارة ،كبحث كل طلب يعهد بو إليها،
كالقياـ بناء على تعليماتو بجميع أعماؿ تفتيش مصالح اإلدارة المركزية كالمصالح الخارجية،
خصوصا على مستول التدبير اإلدارم ،كمراقبة سير األعماؿ اإلدارية ،كتحديد المشاكل
كاقتراح الحلوؿ المناسبة.
188
التأشير على جميع الوثائق المتعلقة بعمليات تحصيل الموارد بجميع أنواعها،
كتتبع ىذه العمليات كإعداد قوائم تركيبة شهرية كسنوية خاصة بها.
كعبلكة على االختصاصات المذكورة أعبله ،يعد كل من المراقب المالي المركزم ككذا
المراقبين المحليين العاملين تحت سلطتو ،كل منهم على حدة تقريرا سنويا حوؿ حصيلة
نشاطو ،يرفع إلى المجلس األعلى لمراقبة مالية األكقاؼ العامة ،كيوجو نسخة منو إلى إدارة
األكقاؼ قصد اإلخبار.
نظرا لما يمكن أف تقوـ بو األمواؿ الموقوفة كقفا عاما من دكر حيوم بالغ األىمية في
تحريك عجلة التنمية ،ثم إحداث مجلس أعلى 1أسندت لو مهمة مراقبة 2كافتحاص كتتبع
التدبير المالي لؤلكقاؼ العامة قصد تحسين أساليب ىذا التدبير للحفاظ على األمواؿ الموقوفة
كقفا عاما كتنمية مداخيلها.
كلئلحاطة بكيفية عمل ىذا المجلس سوؼ أتطرؽ إلى كيفية تنظيم المجلس كتسييره
(الفقرة األكلى) ثم سأحاكؿ تحليل جميع اختصاصاتو (الفقرة الثانية).
بالرجوع إلى أحكاـ المادتين 159ك 161من المدكنة فإف أجهزة المجلس األعلى
لمراقبة مالية األكقاؼ العامة .تتكوف باإلضافة إلى رئاستو ،من لجاف المجلس ،كالجمع العاـ،
1ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 157حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٣ : ٢ِ٣ليع رـخٗذ ؿُ٬ظ٘خ ٓـِْ ُظظزغ ٗئ ٕٝحُظير َ٤حُٔخُٝ٨ُ ٢هخف٠ٔٔ٣ ،
حُٔـِْ ح٧ػَُِٔ ٠حهزش ٓخُ٤ش حٝ٧هخف حُؼخٓشٓٝ ،ؤٗ َ٤اُ ٚ٤كٜ٤خ رؼي رخْٓ حُٔـِْ.
2كٌٛ ٢ح حُٜيى أٝى حٗ٩خٍس حُ ًٕٞ ٠ػوخكظ٘خ حُ٘ؼز٤ش حُٔـَر٤ش ٫طوِ ٖٓ ٞأٓؼخٍ ٝكٌْ طلَٔ ر ٖ٤ػ٘خ٣خٛخ حٌُؼ ٖٓ َ٤حُؼزَ
ك ٍٞأ٤ٔٛش حُٔخٍ ٝكٖٔ طير ٝ ،َٙ٤كٌٛ ٢ح حُٜيى َ٣ؿ ٠ح٬١٫ع ػِ ٠رؼٓ ٞخ ًًَ ٙحٓ٧ظخً اىٍ ْ٣حُويٍ ١كً ٢ظخرٚ
حٝ ّ٬ٓ٩حكظلخ ٙحُٔخٍ حُؼخّ ،كٌٛ ٢ح حُ٘ؤٕ ٝحُظ ٢طـؼِ٘خ ٗظٔخءٍ كوخ ٔٗ َٛظط٤غ طل ٖ٤٤حُظَحًٔخص حُُٔٔٞٞ٤ؿ٤ش ُظظٔخٗ٠
ٓغ ٓظطِزخص حُظيرٝ َ٤ح٫كظلخٙ؟ أّ ٌ٘٘ٔ٣ ٫خ ًُي.
189
كالكتابة العامة( ،أكال) إضافة إلى مصالح مالية ،كإدارية ،كتقنية ،تشكل الهيكلة اإلدارية
المسيرة للمجلس (ثانيا).
190
كتنقسم لجاف المجلس إلى لجاف دائمة كأخرل مؤقتة.
1.2لجاف المجلس الدائمة :
1
حسب المادة 161من المدكنة كالمادة 6من النظاـ الداخلي للمجلس
تتحدد اللجاف الدائمة فيما يلي :
أ :لجنة اإلفتحاص كالتدقيق المالي :
تتمثل المهاـ األساسية لهذه اللجنة ما يلي :
دراسة مشركع الميزانية السنوية لؤلكقاؼ العامة؛
دراسة التقارير السنوية التي يرفعها المراقب المالي المركزم كالمراقبوف المحليوف
للمجلس؛
دراسة حساب التسيير المتعلق بحصيلة تنفيذ الميزانية السنوية الخاصة باألكقاؼ
العامة؛
القياـ باالفتحاص السنوم لوضعية التدبير المالي لؤلكقاؼ العامة؛
إعداد مشركع التقرير السنوم الخاص بوضعية التدبير المالي لؤلكقاؼ العامة.
1
طٔض حُٜٔخىهش ػِ ٠حُ٘ظخّ حُيحهُِِٔ ٢ـِْ ح٧ػَُِٔ ٠حهزش ٓخُ٤ش حٝ٧هخف حُؼخٓش رٔوظ ٠٠حُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق ٍهْ -139
1-11حُٜخىٍ ك٠ٍٓ 8 ٢خٕ ٞٓ 1432حكن 9ؿ٘ض ٝ 2011حُٔ٘٘ ٍٞك ٢حُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش ػيى 5982رظخٍ٣ن كخطق ًٝ
حُوؼيس ٞٓ 1432حكن ٍ ٗ 29ظ٘زَ .2011
191
ج :لجنة تنمية الوقف كتحسين أساليب التدبير:
تقوـ ىذه اللجنة بإنجاز أك طلب إنجاز أم بحث أك دراسة حوؿ مختلف مجاالت تنمية
الوقف العاـ كتحسين مردكديتو كأساليب تدبيره ،كما تقوـ ىذه اللجنة بإعداد توصيات
المجلس كمقترحاتو.
كيبقى عمل ىذه اللجاف رىين بمصادقة الجمع العاـ عليو إلحالتو على السلطة الحكومية
المكلفة باألكقاؼ .
:2.2لجاف المجلس المؤقتة :
أ:لجنة إعداد مشاريع النصوص المالية كالمحاسبية المرجعية:
حسب المادة 12من النظاـ الداخلي للمجلس يناط بهذه اللجنة إعداد مشاريع
النصوص التالية:
مشركع مصنفة الميزانية السنوية الخاصة باألكقاؼ العامة؛
مشركع التنظيم المالي كالحاسبي الخاص بإعداد الميزانية كمراقبة تنفيذىا؛
كإضافة إلى ما سبق يمكن لهذه اللجنة – عند االقتضاء –مراجعة كتحسين النصوص
أعبله بمبادرة من المجلس أك بطلب من السلطة الحكومية المكلفة باألكقاؼ ،كعمل ىذه
اللجنة كذلك يبقى خاضعا لمصادقة الجمع العاـ عليو إلحالتو على السلطة الحكومية المكلفة
باألكقاؼ العامة.
ب :لجنة البحث كالتحرم كالمعاينة:
حسب المادة 13من النظاـ الداخلي للمجلس تقوـ ىذه اللجنة بجميع أعماؿ البحث
كالتحرم كالمعاينة البلزمة لجمع المعطيات كالمعلومات ،كما يمكنها أف تدقق في مبلبسات
أم قضية من القضايا المتعلقة بتدبير مالية األكقاؼ العامة ،كعند انتهاء ىذه اللجنة من مهمتها
192
تعد تقريرا خاصا عن ىذه المهمة يقدـ للجمع العاـ للمجلس قصد المصادقة عليو كرفعو إلى
جبللة الملك.
.3الجمع العاـ للمجلس:
حسب النظاـ الداخلي للمجلس يمارس الجمع العاـ مجموعة من االختصاصات تهم
باألساس دراسة مشركع الميزانية السنوية لؤلكقاؼ العامة ،كمشاريع توصيات كمقترحات لجنة
تنمية الوقف كتحسين أساليب التدبير ،ككذا التقرير السنوم الخاص بنتائج افتحاص كضعية
التدبير المالي لؤلكقاؼ العامة ،ككذا حصيلة نشاط المجلس كآفاؽ عملو كالمصادقة على
ذلك ،كما يبث الجمع العاـ في طلبات إجراء المعاكضات التي تحيلها السلطة الحكومية
المكلفة باألكقاؼ على المجلس ،كما يقر نتائج التقرير الخاص الذم تعده لجنة االفتحاص
كالتدقيق المالي ،ككذا االستشارات الشرعية كالقانونية كالدراسات الفقهية التي تعدىا اللجنة
االستشارية الشرعية ،كمشاريع النصوص التي تعدىا اللجنة المؤقتة المكلفة بإعداد النصوص
المالية كالمحاسبية المرجعية ،كما يمكنو إصدار توصيات أك مقترحات تهم حسن أداء عمل
المجلس كتطويره.
.4الكتابة العامة:
حسب المادة 159من المدكنة كالمادة 22من النظاـ الداخلي للمجلس يضطلع
الكاتب العاـ تحت سلطة رئيس المجلس بتسيير جميع مصالح المجلس كتنسيق عملها،
كتوفير الوسائل المادية البلزمة لذلك ،كالسهر على تنسيق العمل بين اللجاف الدائمة
كالمؤقتة ،كإعداد المستندات البلزمة ألشغاؿ اجتماعاتها ،كما يعمل على مسك كثائق
كمستندات المجلس كالعمل على صيانتها كحفظها ،كما يمكن للكاتب العاـ –عند االقتضاء-
أف يقوـ بتفويض من الرئيس بالتوقيع على بعض الوثائق كالقرارات ذات الصبغة اإلدارية.
193
.1شعبة كتابة الضبط:
تتولى ىذه الشعبة تسجيل جميع الوثائق كالمستندات الواردة على المجلس ك الصادر
عنو ،كما تقوـ بتوثيق اجتماعات المجلس ،كإعداد محضارىا ،كمسك السجبلت المتعلقة بها،
كالسهر على حفظها كما تقوـ أيضا بحفظ أرشيف المجلس كتدبيره كصيانتو.
.2شعبة الموارد البشرية كالمالية كالمنظومة المعلوماتية:
تضطلع ىذه الشعبة بتدبير الموارد البشرية العاملة بالمجلس ،كتحضير مقترح
االعتمادات المالية السنوية البلزمة لسير المجلس ،كالسهر على تنفيذ ميزانيتو ،كما تقوـ
بتدبير جميع ممتلكات المجلس كالعمل على صيانتها ،كما تضطلع كذلك بتدبير المنظومة
المعلوماتية للمجلس.
.3شعبة الدراسات كتتبع أعماؿ اللجاف كإعداد التقارير:
تتولى ىذه الشعبة مهمة تقديم الدعم كالمساعدة لمختلف أجهزة المجلس ،كإعداد
التقارير المطلوبة منها ،كما تعمل على تنسيق كتتبع أعماؿ اللجاف كمواكبتها.
تتحدد االختصاصات الجوىرية للمجلس األعلى لمراقبة مالية األكقاؼ العامة في دراسة
مشركع الميزانية السنوية الخاصة باألكقاؼ العامة كالمصادقة عليها (أكال) كما يعهد إليو
إفتحاص كتدقيق مالية األكقاؼ العامة (ثانيا).
194
كبمجرد توصل المجلس بهذا المشركع ،تتم إحالتو من طرؼ رئيس المجلس على لجنة
اإلفتحاص كالتدقيق المالي لعمل دراسة إجمالية لو ،كفي نفس الوقت يحدد الرئيس مع
السلطة الحكومية برنامجا زمنيا لدراسة مشركع الميزانية ،كمناقشتو كدراسة التعديبلت المقترح
إدخالها عليو ،بعد ذلك تقدـ السلطة الحكومية المكلفة باألكقاؼ عرضا عاما عن المشركع
أماـ لجنة اإلفتحاص.
على أف تخصص جلسة المناقشة العامة للمشركع بحضور ممثل السلطة الحكومية
المكلفة باألكقاؼ لئلجابة عن أم استفسار أك غموض ،ثم بعد ذلك يتم عقد اجتماعات
للمناقشة التفصيلية لجميع أجزاء كأقساـ الميزانية ،كالتي يمكن تعديلها باقتراح من لجنة
اإلفتحاص كالتدقيق المالي ،أك من طرؼ السلطة الحكومية المكلفة باألكقاؼ ،على أف يكوف
التعديل المقترح مبررا ،كذلك لدراسة كتحديد المقبوؿ منو تمهيدا لعرضو على الجمع العاـ
للمجلس قصد المصادقة عليو.
195
كال يمكن إقرار النتائج التي جاء بها تقرير لجنة اإلفتحاص كالتدقيق المالي إال بعد
مصادقة الجمع العاـ للمجلس عليو.
196
كفي نهاية كل سنة تقدـ اللجنة الدائمة لئلفتحاص كالتدقيق المالي تقريرا حوؿ حصيلة
عمليات اإلفتحاص السنوم ،كعلى حصيلة نشاط المجلس كآفاؽ عملو إلى رئيس المجلس،
الذم يرفعو بدكره إلى علم جبللة الملك ،مع بعث نسخة منو إلى السلطة الحكومية المكلفة
باألكقاؼ قصد اإلخبار.
مما سبق يتبين أف رقابة التدبير المالي للماؿ الموقوؼ بالمغرب بدأت تسعى لتحقيق
رقابة خاضعة لمنهجية أكثر إحكاما مما كاف عليو األمر ،إال أف سعيها ىذا يقتضي إتباع
أسلوب التخطيط الشامل الذم تتكامل فيو أدكار جميع أجهزة الرقابة الداخلية ك الخارجية،
كتتعاكف فيما بينها ،كال تتردد في كشف مكامن الخلل لتجاكزىا ،كىذا يقودنا إلى القوؿ أف
عمل المجلس في مجاؿ رقابة التدبير المالي لؤلمواؿ الموقوفة كقفا عاما يبقى عمبل إيجابيا
جدا ،مما يستوجب منطقيا تمتيع ىذه المؤسسة باستقبلؿ مالي عن الجهة التي تمارس عليها
ىذه الرقابة ،ليتسنى لها تطوير عملها بشكل جيد ،إذ ال يمكن أف يمارس مجلس تابع
لؤلكقاؼ الرقابة ضد األكقاؼ !
197
198
من أجل استكماؿ حلقات حماية األكقاؼ العامة ،لم يقف المشرع المغربي عند
مقتضيات القواعد الموضوعية الخاصة بحماية األمواؿ الموقوفة ،كإنما سعى كذلك إلى كضع
قواعد إجرائية خاصة ،ترمي إلى تأطير الوقف العاـ ،كتراعي خصوصياتو ،كتحميو في حالة
النزاعات التي تثار بشأنو.
كتتمثل أىم المقتضيات اإلجرائية المنصوص عليها من خبلؿ مدكنة األكقاؼ ،في جعل
األحكاـ الصادرة لفائدة األكقاؼ العامة في منازعات الكراء نهائية ،بمعنى عدـ إمكانية ممارسة
أم طعن فيها من طرؼ المتضرر منها ،في حين تم حفظ حق إدارة األكقاؼ في استئناؼ ىذه
األحكاـ إذا صدرت في غير صالحها.
كقد جعل المشرع المغربي الطعن بالنقض المقدـ من طرؼ السلطة الحكومية المكلفة
باألكقاؼ العامة يوقف التنفيذ ،كما أعطى لهذه السلطة الحق في طلب إعادة النظر كلما
ثبت لديو حبسية المدعى فيو.
كلئلحاطة أكثر بخصوصيات القواعد اإلجرائية لحماية الوقف العاـ ،سوؼ يتم تقسيم
ىذا الفصل على الشكل التالي:
الفرع األكؿ :نهائية األحكاـ الصادرة لفائدة األكقاؼ العامة في منازعات الكراء
الفرع الثاني :إيقاؼ الطعن بالنقض للتنفيذ كإمكانية الطعن بإعادة النظر
199
يعتبر مبدأ التقاضي على درجتين من أىم مرتكزات التنظيم القضائي المغربي ،كتتجلى
أىميتو في كونو يدخل في إطار حقوؽ الدفاع التي تمكن المحكوـ عليو من عرض الحكم
الذم صدر في حقو أماـ محكمة أخرل أعلى درجة ،كما يساعده على استدراؾ تقديم ما فاتو
من دفوع كأدلة أماـ محكمة الدرجة األكلى.
كممارسة الطعن باالستئناؼ كقاعدة عامة ،حسب الفصل 134من قانوف المسطرة
المدنية حق في جميع األحواؿ ،عذا إذا قرر القانوف خبلؼ ذلك ،حيث يصنف األمر في خانة
االستثناء ،كىو ما ينطبق على األحكاـ كاألكامر القضائية الصادرة لفائدة األكقاؼ العامة ،في
النزاعات المتعلقة بكراء األمبلؾ الحبسية.
كىذا االمتياز الممنوح إلدارة األكقاؼ يرجع سببو إلى الظركؼ العامة التي كانت عليها
األحباس العمومية في بداية القرف ،من إىماؿ كتشتت نتج عنو عزكؼ عن كراء ىذه المحبلت،
مما اقتضى تدخبل تشريعيا ،تم تفعيلو بصدكر عدة ظهائر شريفة ،صاحبتها قرارات كمنشورات
كزارية تفسرىا كتوضح كيفية العمل بها.
لكن ،إذا كاف لهذا االمتياز ما يبرره في ظل ما سبق ،رغم ما تولد عنو من تضارب سواء
على مستول الفقو ،أك القضاء ،فإف التطورات المتبلحقة التي عرفها المجتمع المغربي
كانعكاسها كذلك على األمواؿ الموقوفة كقفا عاما ،جعل االقتناع تاـ بأف التشريع المتعلق
باألكقاؼ لم يعد مواكبا لهذه التطورات ،كىو ما نتج عنو صدكر مدكنة لؤلكقاؼ جمعت
القواعد التي تحكم الوقف ،كتبين كيفية استغبللو ،ككراءه ككيفية التصرؼ فيو ،كاإلجراءات
القانونية البلزمة لحمايتو.
لكن ،خركج المشرع ببعض ىذه القواعد عن المألوؼ ،لتحقيق االمتياز لجانب األكقاؼ
قد يكوف غير صائب في بعض األحياف ،كىو ما يدعونا إلى التساؤؿ حوؿ مدل جدكل
200
تكريس التعارض مع مبادئ التنظيم القضائي كالمسطرة المدنية ،كالتي أصر المشرع المغربي
على االحتفاظ بها في مدكنة األكقاؼ؟.
كنتساءؿ أيضا عن جدكل تدخل المشرع المغربي لمنع المكترم من سلوؾ مرحلة من
مراحل التقاضي ،للحصوؿ على حكم نهائي من المرحلة االبتدائية ،خصوصا أف جانبا من
القضاء لم يسلم بما جاءت بو ىذه النصوص القانونية ،فكانت القراءة مختلفة ،نتجت عنها
مواقف قضائية متباينة سواء على مستول المنازعات المعنية بعدـ القابلية لبلستئناؼ (المبحث
األكؿ) ،أك على مستول أطراؼ العبلقة الكرائية (المبحث الثاني).
201
بين اتجاه متشبث بحرفية النص ،حيث يشمل جميع األحكاـ الصادرة في المنازعات المتعلقة
بأكرية األمبلؾ الحبسية (المطلب االكؿ) ،في حين يعمد اتجاه آخر الى تضييق نطاؽ األحكاـ
االبتدائية غير القابلة لبلستئناؼ في المنازعات الخاصة بعقود كراء األمبلؾ الموقوفة كقفا
عاما(المطلب الثاني).
إف المقصود باالتجاه القضائي المتشبث بحرفية النص ،ىو صدكر العديد من األحكاـ
كالقرارات القضائية التي تطبق النص القانوني المانع الستئناؼ األحكاـ الصادرة في المنازعات
المتعلقة بعقود كراء األمبلؾ الموقوفة كقفا عاما ،دكف تأكيل لمضمونو أك كضع قيد عليو ،كىذا
ما كرسو قرار صادر عن المجلس األعلى 1كرد في حيثياتو ما يلي" :حيث يتبين من مراجعة
أكراؽ الملف كتنصيصات القرار المطعوف فيو أف النزاع الحالي يعني بالدرجة األكلى أف
األحباس كالمطعوف ضده األصلي ،ماداـ يدكر محوره حوؿ العبلقة الكرائية التي كانت تربط
كزارة األكقاؼ بالمكترم األصلي ،كىل يجب استمرارىا أك فسخها كإبراـ عقد كراء جديد مع
الطرؼ الثالث.
كحيث إف كل ىذه العناصر تدخل في إطار النزاعات المتعلقة بعقد كراء ملك حبسي
كتندرج تبعا لذلك في نطاؽ الفصل 13من ظهير 1913/07/12المشار إليو ،كبالتالي فإف
الحكم االبتدائي عندما صدر كاف نهائيا كغير قابل لبلستئناؼ.
كحيث إف محكمة االستئناؼ بقبولها استئناؼ الحكم تكوف قد خرقت مقتضيات الفصل
13المذكور كعرضت بالتالي قضاءىا للنقض".
كعلى نفس المنواؿ صدرت عدة قرارات تنهج نفس التوجو كمن ذلك :قرار صادر عن
المجلس األعلى كرد في حيثياتو ما يلي" :2إف المحكمة لما صرحت بأف الحكم المستأنف ال
1هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيىٛ ،151 :خىٍ رظخٍ٣نِٓ ،1988/06/22 :ق اىحٍ ١ػيى ،86/7226:هَحٍ ؿ.ٍٞ٘٘ٓ َ٤
2هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيىٛ ،1620 :خىٍ رظخٍ٣ن ِٓ ،1996/03/19:ق ٓيٗ ٢ػيى ٍٞ٘٘ٓ،93/654:رٌظخد
حُٔ٘خُػخص حُٞهل٤ش.86:ٙ،ّ:ّ،
202
يجوز الطعن فيو باالستئناؼ طبقا للفصل 13من ظهير كراء المحبلت الحبسية المؤرخ في
،1913/07/21كالذم يستفاد من األحكاـ الصادرة في شأف النزاع الناتج عن ىذا الظهير
تكوف نهائية كغير قابلة للطعن فيها باالستئناؼ ،تكوف قد طبقت القانوف الواجب التطبيق في
النازلة تطبيقا صحيحا".
كفي نفس االتجاه صدر قرار آخر عن محكمة االستئناؼ بطنجة كرد فيو" :1حيث إف
الحكم المستأنف صدر كفقا للقواعد المنظمة لكراء األراضي كالعقارات الحبسية في
ظهير ،1913/07/02حيث أنو بالرجوع للفصل 13من القانوف المذكور فإنو ينص على أف
النزاعات المتعلقة بعقد الكراء يبث فيها القاضي بحكم نهائي غير قابل لبلستئناؼ األمر الذم
يكوف معو الطعن المقدـ من طرؼ المستأنف غير مقبوؿ".
مما سبقت اإلشارة إليو يتبين أف نطاؽ المنع من االستئناؼ الذم ارتكزت عليو ىذه
القرارات لتعليل ما كصلت إليو ىو مقتضيات الشرط 13الوارد في الباب األكؿ من ظهير 21
يوليوز ،1913كالمتعلق باألكرية المعتادة ،كالشرط 17الوارد في الباب الثاني من نفس
الظهير المتعلق بالكراء الطويل ،كىذا يعني أف النزاعات المتعلقة بعقود الكراء المبرمة لؤلمد
المتوسط يمكن قبوؿ استئناؼ األحكاـ االبتدائية الصادرة بشأنها.
لكن ىذا الطرح ال يمكن األخذ بو بعد دخوؿ مدكنة األكقاؼ إلى حيز التنفيذ ألف
المادة 93منها تنص على أف األحكاـ ك األكامر القضائية الصادرة لفائدة األكقاؼ العامة في
النزاعات المتعلقة بكراء األمبلؾ الحبسية تصدر نهائية كال يجوز للمكترم الطعن فيها
باالستئناؼ ،كذلك دكف تمييز بين أنواع الكراء أك مدده.
كأظن أف نص المادة 93من المدكنة المشار إليو أعبله ىو نص قانوني سلبي لن يحقق
بتاتا بتقريبو مع النصوص القانونية األخرل األمن القانوني المرجو ،ألنو من جهة أكلى ىو نص
غير دستورم لخرقو للفقرة األكلى من الفصل 6من دستور المملكة كالتي تجعل كل األشخاص
1هَحٍ ٛخىٍ ػٖ حُـَكش حُٔيٗ٤ش رٔلٌٔش حٓ٫ظج٘خف رط٘ـش طلض ػيى ،1084:رظخٍ٣ن ِٓ ،1996/05/13ق ػيى
،4/93/1201هَحٍ ؿ.ٍٞ٘٘ٓ َ٤
203
الذاتيين كاالعتباريين ،بما في ذلك السلطات العمومية متساكيين أما القانوف ،1كما أف ىذه
المادة تكرس من جهة ثانية عدـ المساكاة أماـ القضاء ،كما أف أخذ المشرع بمقتضى ىذه
المادة يبين أنو لم يحاكؿ تجاكز ثغرات الضوابط الحبسية بخصوص ىذه النقطة ،كالتي
انعكست على مواقف القضاء على امتداد قرف من الزمن ،كجعلتها مستعصية عن التوحيد مما
يؤكد أف النصوص القانونية المؤطرة ليست في مسارىا الصحيح ،لكن األغرب من كل ىذا ىو
األخذ بها من جديد بين ثنايا المدكنة.
1ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 6ىٓظ ٍٞحٌُِٔٔش ػِٓ ٠خ ":٢ِ٣حُوخٗ ٞٛ ٕٞأٓٔ ٠طؼز َ٤ػٖ اٍحىس حٓ٧شٝ .حُـٔ٤غ ،أٗوخٛخ ًحط ٖ٤٤أٝ
حػظزخٍ ،ٖ٤٣رٔخ ك ْٜ٤حُِٔطخص حُؼٔ٤ٓٞشٓ ،ظٔخ ٕٝٝأٓخٓ ِِٕٞٓٓٝ ،ٚرخٓ٫ظؼخٍ ُ.ٚ
طؼَٔ حُِٔطخص حُؼٔ٤ٓٞش ػِ ٠طٞك َ٤حُظَٝف حُظ ٢طٌٖٔ ٖٓ طؼٔ ْ٤حُطخرغ حُلؼُِ ٢لَ٣ش حُٔٞح٘١خص ٝحُٔٞحٝ ،ٖ٤٘١حُٔٔخٝحس
ر٘ٓ ٖٓٝ ،ْٜ٘٤خًٍظ ْٜك ٢حُل٤خس حُٔ٤خٓ٤ش ٝح٫هظٜخى٣ش ٝحُؼوخك٤ش ٝح٫ؿظٔخػ٤ش (.)..
2هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى ،4662 :ك ٢حُِٔق ػيىٛ ،98/1524 :خىٍ رظخٍ٣نٝ،1999/10/12 :حُٖٟٔ٘٘ٔ ٍٞ
حُظوَ َ٣حُُِٔ٘ٔ ١ٞـِْ ح٧ػِ ،٠حُٔ٘شٓ ،1999:طزؼش ح٤٘ٓ٫ش رخَُرخ ،١حُٔ٘ش.81/80 :ٙ ،2000:
3هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيىِٓ ،2322 :ق ٓيٗ ٢ػيىً ٖٟٔ ٍٞ٘٘ٓ ،01/3/1/3522 :ظخد حُٔ٘خُػخص حُٞهل٤ش،
ّ.60:ٙ،ّ،
204
كالتخلي عن العين المؤجرة المشار لها في الفصل 12قبلو ،كال تسرم ىذه المقتضيات على
كافة المنازعات المتعلقة بعقد الكراء المنصب على محل حبسي كما ىو في النازلة ،مما يكوف
الحكم المطعوف فيو ابتدائيا ،كقاببل للطعن باالستئناؼ اعتمادا على الفصل 19من ؽ،ـ،ـ".
كإذا كاف التأييد ىو موقفي من ىذا االتجاه ،نظرا الحترامو مبدأ التقاضي على درجتين،
فإنو على الرغم من ذلك يبقى تأييدا جزئيا ،ألنو حصر إمكانية االستئناؼ فيما كاف موضوع
الدعول ىو تولية الكراء ،أك التخلي عنو ،دكف إذف إدارة األكقاؼ مما يبقى غير كاؼ لتصحيح
كضع معتل كغير منطقي.
بالرجوع إلى بعض قرارات المجلس األعلى ،نجدىا قد منعت المكترم كحده من إمكانية
الطعن باالستئناؼ في المنازعات المتعلقة بعقود كراء األمبلؾ الحبسية ،دكف إدارة األكقاؼ
التي يبقى لها الحق في ذلك متى تم صدكر حكم في غير صالحها ،كمن ىذه القرارات نذكر
قرار المجلس األعلى الذم قضى بما يلي ":1إف جميع األحكاـ التي تصدر بشأف المنازعات
المتعلقة بالحاالت التي نظمها ظهير 1913/07/21تكوف نهائية بالنسبة للمستأجر ،الذم
ال يمكنو اللجوء إلى أم جهة قضائية أخرل ،أك ممارسة حقو في االستئناؼ".
1هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيىٛ،1849 :خىٍ رظخٍ٣ن ِٓ ،1996/03/26ق ٓيٗ ٢ػيى ٍٞ٘٘ٓ ،91/4135:رٌظخد
حُٔ٘خُػخص حُٞهل٤ش.63:ٙ،ّ:ّ،
205
كيبدك من خبلؿ ىذا القرار أف طلب استئناؼ الحكم من طرؼ المكترم ،عن طريق
عرضو للنزاع على جهة قضائية أخرل غير المحاكم المغربية المتمثلة في القضاء الشرعي أمر
غير ممكن ،ألف في الفترة التي بدأ العمل بالضوابط الحبسية كاف مسموحا لؤلجانب بالتقاضي
أماـ القضاء العصرم كذلك.
كيبدك أف ىذا التوجو لديو ما يؤيده كىو ما يؤكده قرار اخر صادر عن المجلس األعلى
كرد كذلك فيو ما يلي ":1إف الفصل 17من الباب الثاني من ظهير 21يوليوز ،1913يقضي
بأف القاضي االبتدائي يبت في النزاعات حوؿ كراء األمبلؾ الجبسية بصفة نهائية ،كال يحق
للمكترم استئناؼ حكمو ،كأف المحكمة لما قبلت استئناؼ المكترم للملك الحبسي تكوف
قد خرقت الفصل المذكور".
يبدك من خبلؿ الضوابط الحبسية ،كما نصت عليو مقتضيات مدكنة األكقاؼ أف كافة
المنازعات المتعلقة بعقد الكراء المنصب على محل حبسي ،تعطي الحق إلدارة األكقاؼ فقط
لبلستفادة من مبدأ التقاضي على درجتين ،كذلك حفظا لحقها كامبل في عرض النزاع على
محكمة أعلى درجة إذا تضررت مصالحها ،اعتبارا من المشرع أف القوؿ بغير ىذا ال يخدـ
مصالح إدارة األكقاؼ .
لكن نجد من العمل القضائي من خالف إرادة المشرع ،كذىب إلى تمديد نطاؽ المنع
من الطعن ليشمل الطرفين معا ،أم المكترم كإدارة األكقاؼ ،مستندا في ذلك على المبادئ
العامة التي تقضي بأف كصف الحكم يسرم في مواجهة جميع األطراؼ .كفي ىذا الصدد
قضت محكمة االستئناؼ بفاس بما يلي ":إف الفصل 13المذكور ال يمكن أف يكوف محصورا
1هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى ،4042 :حُٜخىٍ رظخٍ٣ن ِٓ ،2000/10/26ق ٓيٗ ٢ػيى ،97/212/1741:هَحٍ ؿَ٤
ٓ٘٘.ٍٞ
206
على المكترم ،باعتبار أف كصف الحكم بكونو نهائيا ال يمكن أف يكوف إال شامبل للطرفين
معا".1
٣ًَُ 1خء حُؼٔخٍ :١كيٝى حٗلظخف ٓيٗٝش حٝ٧هخف ػِ ٠ح٫ؿظٜخىحص حُو٠خث٤ش ٝح٫هظ٤خٍحص حُلو٤ٜش كٓ ٢ـخٍ حُٞهق رخُٔـَد،
ٓوخٍ ٓ٘٘ ٖٟٔ ٍٞأٗـخٍ حُ٘يٝس حُظٗ ٢ظٜٔخ ٓوظزَ حُيٍحٓخص حُوخٗ٤ٗٞش حُٔيٗ٤ش ٝحُؼوخٍ٣ش ،طلض ػ٘ٞحٕ ٗل ٞطَ٘٣غ ػوخٍ١
ؿي٣يًُٝ ،ي ح٣خّ 30/29حرَ.2011 َ٣
207
208
إف التقاضي بحسن نية يفرض على أطراؼ النزاع أف يقدموا لدل المحكمة جميع الوثائق
ك المستندات كالحجج التي يخولها القانوف ،حتى تكوف قناعتها دكف تضليل من أحد
األطراؼ ،كتصادؼ أحكامها الصواب.
لكن إذا كقع كنزؿ فالطعن في األحكاـ ىو السبيل الستدراؾ ما قد يكوف القاضي قد
كقع فيو من خطأ في القانوف ،أك في الواقع ،بغية إصبلحو أك رفعو عن المتضرر.
ك تعتبر طرؽ الطعن كسائل اختيارية ينظمها القانوف لمراجعة األحكاـ ،كمراقبة صحتها،
كقد تكوف عادية أك غير عادية في بعض الحاالت حددىا المشرع على سبيل الحصر.
كما ال يقبل الطعن بطريق غير عادم ما داـ الحكم قابل للطعن العادم ،كعليو ال يجوز
الجمع بين طريق عادم للطعن كطريق غير عادم حيث أف الطعن بالنقض كالتماس إعادة النظر
ال يقببلف إال إذا كاف الحكم محل الطعن نهائيا.
كيشترؾ الطعن بإعادة النظر مع الطعن بالنقض في اتحاد بعض األسباب المبررة لتقديم
الطعنين ،إال أنهما يختلفاف من حيث ىدفهما ،ككذا سلطة المحكمة المرفوعة إليها الطعن،
كما يختلفاف من حيث المحكمة التي يرفع إليها كل طعن ،فالطعن بالنقض ال يقدـ إال أماـ
محكمة النقض ،أما طلب إعادة النظر فيمكن تقديمو أماـ المحكمة االبتدائية ،أك أماـ
محكمة االستئناؼ بل حتى أماـ محكمة النقض ،كإف كاف طلب إعادة النظر في قرارات
محكمة النقض يخضع ألسباب كشركط خاصة.
كلما أدخلت المدكنة نزاعات الوقف العاـ ضمن الحاالت االستثنائية التي تجعل الطعن
بالنقض المقدـ من طرؼ السلطة الحكومية المكلفة باألكقاؼ العامة يوقف التنفيذ ،كأعطت
الحق لهذه السلطة كذلك في الطعن بإعادة النظر في األحكاـ الصادرة في الدعاكل المتعلقة
بالوقف العاـ متى قامت حجية على حبسية المدعى فيو ،فإف األمر يقتضي الوقوؼ عند ىذه
النقطة كاإلحاطة بكل ما يتعلق بها مما يقتضي تقسيم ىذا الفرع على الشكل التالي:
209
المبحث األكؿ :إيقاؼ الطعن بالنقض للتنفيذ في الدعاكل المتعلقة باألكقاؼ العامة
المبحث الثاني :إمكانية الطعن بإعادة النظر في دعاكل األكقاؼ العامة.
الطعن بالنقض ىو طعن غير عادم يهدؼ إلى عرض الحكم المطعوف فيو على محكمة
النقض من أجل إلغائو لمخالفتو للقانوف ،كقد نشأ ىذا الطعن في األصل من أجل تصحيح
االختبلالت القانونية التي ترد في األحكاـ ،كبهذا توصف محكمة النقض بأنها محكمة قانوف
1طْ طلي٣ي حُلخ٫ص حُظٜ٣ ٢ؼذ ٓؼٜخ ػِٔ٤خ اٍؿخع حُلخُش آُ ٠خ ًخٗض ػِ ٚ٤رٔوظ ٠٠حُل ٖٓ 361 َٜم.ّ،ّ،
210
كليست محكمة كاقع .1كال يمكن أف يتم قبوؿ ىذا الطعن إال إذا كاف يرتكز على سبب من
األسباب المحددة من طرؼ المشرع ،2فمتى تم االبتعاد عن ىذه األسباب فإف طلب النقض
سيكوف مآلو بالتأكيد ىو الرفض ،ألف سلطة محكمة النقض محصورة مبدئيا في البحث عن
موافقة الحكم المطعوف فيو ألحكاـ القانوف أك خركجو عنها ،فإذا كجد أف الحكم متفق
كأصوؿ القانوف شكبل كموضوعا قضت برد الطعن ،ك إال قضت بنقض الحكم ،كإعادة الملف
إلى المحكمة التي أصدرت الحكم ،أك إلى محكمة أخرل من نفس الدرجة لتنظر فيو من
جديد ،كفق المبادئ كاألسس التي قررتها محكمة النقض.
كالطعن بالنقض ليس لو أم أثر موقف للتنفيذ باعتباره طعنا غير عادم ،غير أف المشرع
استثنى من تطبيق ىذه القاعدة العامة ثبلث حاالت يكوف فيها للطعن بالنقض أثر موقف
للتنفيذ ،كنص عليها في المادة 361من ؽ،ـ،ـ ،التي تقضي بأنو ال يوقف الطعن أماـ محكمة
النقض التنفيذ إال في األحواؿ اآلتية:
٣ 1ظٔؼَ ىٓ ٍٝلٌٔش حُ٘و ٞك ٢حَٗ٩حف ػِ ٠حُظطز٤ن ٝحُظؤ َ٣ٝحُٔٞكي ٝحُِٔ ُٜٙٞ٘ ْ٤حُوخٗ ٞٛٝ ،ٕٞى٣ ٍٝـذ إٔ
طٔخٍٓ– ٚكٔذ ٍأ ١رؼ ٞحُلو -ٚى ٕٝإٔ طٔي ٍهخرظٜخ اُٝ ٠هخثغ حُِ٘حع ٝ ،إ كؼِض طٌ ٕٞهي ٗظَص حُيػ ٖٓ ٟٞؿي٣يٞٛٝ ،
ٓخ ٣لظَ ػِٜ٤خ حُو٤خّ رٜٗ٧ ،ٚخ ٫طؼظزَ ىٍؿش ػخُؼش ٖٓ ىٍؿخص حُظوخ.٢ٟ
حُٔزيأ إً ٞٛإٔ ٓلٌٔش حُ٘و ٞطؤهٌ حُٞهخثغ ًِٔٔٔخص٤ُ ،وظ َٜىٍٛٝخ ك ٢حُٜ٘خ٣ش ػِ ٠حُظلون ٖٓ َٗػ٤ش حُلٌْ ،ك٢ٜ
ط٘ظَ ١ َٛزن هخ ٢ٟحُٟٔٞٞع حُ٘ ٜٙٞحُوخٗ٤ٗٞش ٝكَٔٛخ رٌ٤ل٤ش ٛل٤لش ػِ ٠حُٞهخثغ حُؼخرظش ُي ٚ٣أ ،٫ ٝك٤غ طؼظزَ
حُلٌْ ٓزٍَح ك ٢حُلخُ ش حٝ ،٠ُٝ٧ط٘و ٜٚػْ طل ِٚ٤آُ ٠لٌٔش أهَ ٟأ ٝاُ ٠حُٔلٌٔش حُظ ٢أٛيٍص حُلٌْ ك ٢حُلخُش حُؼخٗ٤ش.
إ ٍهخرش ٓلٌٔش حُ٘و ٞطوق ػ٘ي كيٝى ٓخ ٣ظؼِن رخُلٌْ ٖٓ أهطخء ٢ٛرخُلظْ أهطخء ك ٢حُوخٗٔ٤ُٝ ٕٞض أهطخء ك ٢حُٞحهغ،
٘ٛ ٖٓٝخ ؿَ ٟحُو ٍٞرؤٜٗخ ٓلٌٔش هخٗٔ٤ُٝ ٕٞض ٓلٌٔش ٟٓٞٞع أٝ ٝحهغ ،أ ٝرؼزخٍس أهَ ٫ ٟطؼظزَ ىٍؿش ٖٓ ىٍؿخص
حُظوخ٣ُِِٔ .٢ٟي ٖٓ حُظل َ٤ٜأٗظَ:
ٓلٔي حٌُ٘زٍ :ٍٞهخرش حُٔـِْ ح ٧ػِ ٠ػِٓ ٠لخًْ حُٟٔٞٞع ك ٢حُٔٞحى حُٔيٗ٤ش ،أَٝ١كش ُ٘ َ٤ىرِ ّٞحُيًظٍٞح ،ٙحُيحٍ
حُز٠٤خء ،حُٔ٘ش حُـخٓؼ٤شٓٝ 82 :ٙ،1985 :خ رؼيٛخ.
ػزي حُوخىٍ حَُحكؼ :٢حُٔـِْ ح٧ػًِٔ ٠لٌٔش ُِ٘و ٞحُٔيٗ ،٢حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش6:ٙ،2005:
٢ٛٝ 2حُل٬ص حُٔليىس رٔوظ ٠٠حُل ٖٓ 359 َٜم ،ّ،ّ،حٌُ ٚ٘٣ ١ػِٓ ٠خ :٢ِ٣
٣ـذ إٔ طٌِ١ ٕٞزخص ٗو ٞح٧كٌخّ حُٔؼَٟٝش ػِٓ ٠لٌٔش حُ٘وٓ ٞز٘٤ش ػِ ٠أكي حٓ٧زخد ح٥ط٤ش:
هَم حُوخٗ ٕٞحُيحهِ٢؛ -
-هَم هخػيس ٓٔطَ٣ش أ َٟرؤكي حَ١٧حف؛
ػيّ ح٫هظٜخٙ؛ -
حُ٘ط ٢ك ٢حٓظؼٔخٍ حُِٔطش؛ -
ػيّ حٍطٌخُ حُلٌْ ػِ ٠أٓخّ هخٗ ٢ٗٞأ ٝحٗؼيحّ حُظؼِ.َ٤ -
211
األحواؿ الشخصية؛
يمكن عبلكة على ذلك للمحكمة بطلب صريح من رافع الدعول كبصفة استثنائية أف
تأمر بإيقاؼ تنفيذ القرارات كاألحكاـ الصادرة في القضايا اإلدارية ،كمقررات السلطات
اإلدارية التي كقع ضدىا طلب اإللغاء.1
من خبلؿ نص المادة أعبله ،يتبين من حيث المبدأ عدـ جواز كقف التنفيذ بخصوص
الطعن بالنقض ،على اعتبار أف الحكم المطعوف فيو بالنقض قد اكتسب صفة النهائية ،كىذا ما
حدا ببعض رجاؿ القضاء إلى القوؿ إف القرار الصادر عن محكمة االستئناؼ كاجب النفاذ منذ
إعبلنو ،كذلك لصدكره عن محكمة ذات درجة من درجات التقاضي العالية ،كأف الطعن بالنقض
على ىذا الحكم ىو درجة غير عادية من درجات الطعن على األحكاـ ،كلعل سبب ىذا القوؿ
يرجع إلى كوف الوظيفة التي تقوـ بها محكمة االستئناؼ تمكنها من أخذ فكرة شاملة على
القضية المعركضة ،لكونها تنظر في الجوانب المتعلقة بالوقائع إلى جانب األمور القانونية،
عكس ما ىو عليو األمر بخصوص محكمة النقض التي تقتصر كظيفتها على البت في الجوانب
القانونية فقط خصوصا بعدما تم إلغاء إمكانية التصدم من طرفها.2
ٔٗ 1وض حُلوَس ح٧هَ٤س ٖٓ حُل 361 َٜأػ ،ٙ٬رٔوظ ٠٠حُٔخىس ح ٖٓ ٠ُٝ٧حُوخٍٗ ٕٞهْ 04.82حُٜخىٍ ح َٓ٧رظ٘لٌٙ٤
رٔوظ ٠٠حُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق ٍهْ 1.87.16رظخٍ٣ن ٍ ٖٓ 22ر٤غ حٗ 10( 1414 ٍٝ٧ظ٘زَ ،)1993حُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش ػيى
4225رظخٍ٣ن 4ؿٔخى ٟح 20( 1414 ٠ُٝ٧أًظٞرَ .2037 ٙ ،)1993
ٍٝ 2ى ك ٢حُظوَ َ٣حُُِٔ٘ٔ ١ٞـِْ ح٧ػُِ٘ٔ ٠ش ٓ ،2008ـٔٞػش ٖٓ ح٫هظَحكخص ُظؼيٓ َ٣وظ٤٠خص هخٗ٤ٗٞش ٖٓ رٜ٘٤خ كن
حُظٜي ١حًٌُ ١خٕ ُِٓٔ ٫ًٞٞـِْ رٔوظ ٠٠حُل ٖٓ 368 َٜهخٗ ٕٞحُٔٔطَس حُٔيٗ٤ش ٝ ،حٌُ ١طْ اُـخإ ٙرٔوظ ٠٠حُوخٕٗٞ
، 82/04حُٔ٘خٍ آَُ ٠حؿؼ ٚأػ ٖٓٝ ،ٙ٬ر ٖ٤حُٔ٬كظخص حُٞحٍىس ػٌِٛ ٠ح حُ٩ـخء ٓخ ً )...( :٢ِ٣خٕ حُلٖٓ 368 َٜ
هخٗ ٕٞحُٔٔطَس حُٔيٗ٤ش ٣ؼطُِٔ ٢ـِْ ح٧ػِ ٠رٜلظٓ ٚلٌٔش ٗو٬ٛ ٞك٤ش حُظطَم ُٟٔٞٞع حُِ٘حع ،اًح ًخٗض حُو٤٠ش
ؿخِٛس ُِزض كٜ٤خ ،ريٍ اكخُظٜخ آُ ٠لٌٔش حُٟٔٞٞع ُِزض ك ٖٓ ٚ٤ؿي٣يٝ ،رخَُؿْ ٓٔخ هي ٞ٣ؿ ٖٓ ٚحٗظوخى ُ ٌٜٙحُ٬ٜك٤ش
حُٔوُٞش ُٔلٌٔش حُ٘وٝ ٞحُظ ٢طوَؿٜخ ػٖ ىٍٛٝخ ًٔلٌٔش هخٗ ،ٕٞكبٗ ٖٓ ٚح٤ً٧ي إٔ طؤُِ ٍٞـِْ ح٧ػِ٬ٛ ٠ك٤ش حُزض
ك ٢حُِ٘حع ٝحُلْٔ ك٘٣ ٫ ٚ٤ؤٟ ٖٓ ٚخٗخص حُٔلخًٔش حُؼخىُشِ٣ ٫ٝ ،لن ٍَٟح رؤَ١حف حُيػ ٟٞرَ إ ٖٓ ٗؤٗ ٚطوَ٤ٜ
أٓي حُٔ٘خُػخص ر ٖ٤حُو ،ّٜٞؿ َ٤أٗ٣ ٚـذ ٓ٘ق ٌٙٛحُ٬ٜك٤ش ك ٢كيٝى ٓخ طوظ ٚ٤٠حُِٜٔلشًُٝ ،ي رل َ٠حُلخ٫ص حُظ٢
٣و ٍٞكٜ٤خ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠كن حُظٜيً ١خ٥ط:٢
اًح طزُِٔ ٖ٤ـِْ ح٧ػِ ٠إٔ حُٔلٌٔش ؿٓ َ٤وظٜش ٣ ُٖٝظَطذ ػِ ٠حُ٘وٝ ٞح٩كخُش ا ٫حُظ٣َٜق رؼيّ ح٫هظٜخٙ
ٝطؼ ٖ٤٤حُٔلٌٔش حُٔوظٜش ػ٘ي ح٫هظ٠خء؛
()...
212
لكن استثناءا من المبدأ العاـ يمنح لمحكمة النقض بصفة استثنائية كقف تنفيذ األحكاـ
المعركضة عليو إذا ما تعلق األمر بالحاالت الواردة على سبيل الحصر في المادة المشار إليها
أعبله ،كذلك خشية الوقوع في ضرر جسيم يتعذر تداركو ،كإرجاع الحالة إلى ما كانت عليو،
لذلك كاف حكم كقف التنفيذ حكما كقتيا مرىونا بالظركؼ التي صدر فيها ،كال تتناكؿ فيو
محكمة النقض موقع الطعن ،كإنما يقتصر بحثها فيو على الضرر الذم يترتب عن تنفيذ
الحكم ،كما إذا كاف مما يتعذر تداركو في حالة نقض الحكم.
كتحقيق ىذه الغاية ىو ما جعل الطعن بالنقض المقدـ من قبل السلطة الحكومية المكلفة
باألكقاؼ يوقف تنفيذ األحكاـ المطعوف فيها إذا تعلق األمر بدعاكل األكقاؼ العامة ،نظرا
لتعلقها بمجاؿ من نوع خاص تحكمو قواعد استثنائية تتماشى مع طبيعتو ،كما سيساعد
القضاء كاألطراؼ على تجنب كل األكضاع القانونية كالمادية التي ال يمكن إرجاع الحاؿ فيها
إلى ما كانت عليو قبل التنفيذ ،لينضاؼ بذلك الوقف العاـ بمقتضى المادة 57من المدكنة
الى قائمة االستثناءات الواردة في المادة 361من ؽ،ـ،ـ.
حددت المادة 358من ؽ،ـ،ـ أجل الطعن بالنقض في ثبلثين يوما تبتدأ من تاريخ تبليغ
الحكم المطعوف فيو إلى الشخص نفسو أك في موطنو الحقيقي.
كيقدـ طلب النقض إلى كتابة ضبط المحكمة التي أصدرت الحكم المطعوف فيو بمقاؿ
تراعى فيو شركط كبيانات المقاالت ،كموقعا من طرؼ محاـ مقبوؿ لدل محكمة النقض ،مالم
اًح طز ٖ٤إٔ حُيػ ٟٞؿٓ َ٤وزُٞش ٣ ُٖٝظَطذ ػِ ٠حُ٘وٝ ٞح٫كخُش ح ٫حُظ٣َٜق رؼيّ حُوزٍٞ؛
اًح ًخٕ حُطؼٖ َُِٔس حُؼخٗ٤ش ،كبُِٗٔ ٌٖٔ٣ ٚـِْ حُظٜيٝ ١حُزض ك ٢حُٟٔٞٞع ،أٓخ اًح ًخٕ حُطؼٖ َُِٔس حُؼخُؼش ،كبٗٚ
٣ـذ ػِ ٠حُٔـِْ ح٧ػِ ٠حُزض ك ٢حُو٤٠ش رـَكظ ٖ٤أ ٝرـٔ٤غ حُـَف ٝحُظٜيُِ ١زض ك ٢حُٟٔٞٞع.
213
يكن طالبو ىو الدكلة أك إحدل اإلدارات العمومية ،حيث يكتفي بتوقيع الوزير أك موظف
مفوض لهذا الغرض.1
كيترتب على نقض الحكم من طرؼ محكمة النقض إحالة القضية إما إلى محكمة أخرل
من نفس درجة المحكمة التي أصدرت الحكم المنقوض ،أك أماـ نفس المحكمة التي أصدرتو
لتنظر فيو بهيئة أخرل على أساس المبادئ كالقواعد التي أقرتها المحكمة.2
كيؤدم نقض الحكم المطعوف فيو إلى إلغاء كإزالة جميع اإلجراءات التي اتخذت ألجل
تنفيذه بحيث يفقد الصبلحية بأثر رجعي كىوما أكده المجلس األعلى في أحد قراراتو حيث
كرد فيو ": 3حيث إنو من آثار قرارات النقض إعادة األطراؼ إلى الوضع الذم كانوا عليو قبل
صدكر الحكم المنقوض كبطبلف جميع اإلجراءات ،ككل األكامر التنفيذية التي تكوف قد تمت
أك اتخذت استنادا للحكم الذم كقع نقضو"
ٚ٘٣ 1حُل ٖٓ 354 َٜهخٗ ٕٞحُٔٔطَس حُٔيٗ٤ش ػِٓ ٠خ ":٢ِ٣طَكغ ِ١زخص حُ٘وٝ ٞحُ٩ـخء حُٔ٘خٍ اُٜ٤خ ك ٢حُل َٜحُٔخرن
رٞحٓطش ٓوخٍ ٌٓظٞد ٓٞهغ ػَِ١ ٖٓ ٚ٤ف أكي حُٔيحكؼ ٖ٤حُٔوزُِ ٖ٤ُٞظَحكغ أٓخّ ٓلٌٔش حُ٘و.ٞ
ُِٔ ٌٖٔ٣لٌٔش ػ٘ي ػيّ طويٓ ْ٣وخٍ أ ٝطويٞٓ ٚٔ٣هؼخ ػَِ١ ٖٓ ٚ٤ف ١خُذ حُ٘وٗ ٞلٔ ٚأَ١ ٖٓ ٝف ٓيحكغ ٫طظٞكَ كٚ٤
حَُ٘ ١ٝحُٔوٍَس ك ٢حُلوَس حُٔخروش إٔ ط٘طذ ػِ ٠حُو٤٠ش طِوخث٤خ ٖٓ ؿ َ٤حٓظيػخء حُطَف.
٣زوٓ ٠غ ًُي ٓزِؾ حُٞؿ٤زش حُو٠خث٤ش حُظ ٢هي ٌٕٞ٣طْ أىحإٛخ ٌِٓخ ُِيُٝش.
طؼل ٠حُيُٝش ٖٓ ٓٔخػيس حُٔلخٓ١ ٢خُزش ًخٗض أٓ ٝطِٞرخ ٟيٛخ ًُٝي ه٬كخ ُٔوظ٤٠خص حُلوَط 2ٝ 1 ٖ٤أػ.ٙ٬
ٞ٣هغ ك ٌٙٛ ٢حُلخُش ػِٓ ٠وخ٫طٜخ ًٌَٓٝحطٜخ حُ َ٣ُٞحُٔؼ٘ ٢رخ َٓ٧أٞٓ ٝظق ٓ٘ظيد ٌُٜح حُـَ ٌٖٔ٣ٝ ٝإٔ ٌٛ ٌٕٞ٣ح
حٗ٫ظيحد ػخٓخ ٞٗ َٔ٘٣ػخ ٖٓ حُو٠خ٣خ".
ٚ٘٣ 2حُل ٖٓ 369 َٜهخٗ ٕٞحُٔٔطَس حُٔيٗ٤ش ػِٓ ٠خ ":٢ِ٣اًح ه٠ض ٓلٌٔش حُ٘و ٞر٘و ٞكٌْ أكخُض حُيػ ٟٞاُ٠
ٓلٌٔش أهَ ٖٓ ٟىٍؿ ش حُٔلٌٔش حُظٗ ٢و ٞكٌٜٔخ أ ٝرٜلش حٓظؼ٘خث٤ش ػِٗ ٠لْ حُٔلٌٔش حُظٛ ٢يٍ ػٜ٘خ حُلٌْ حُٔ٘وٝٞ
٣ٝظؼ ٖ٤اً ًحى إٔ طظٌ ٌٙٛ ٕٞحُٔلٌٔش ٖٓ ه٠خس ُْ ٘٣خًٍٞح رٞؿ ٖٓ ٚحُٞؿ ٙٞأ ٝرلٌْ ٝظ٤ق ٓخ ك ٢حُلٌْ حٌُٞٛ ١
ٟٓٞٞع حُ٘و.ٞ
اًح رظض ٓلٌٔش حُ٘و ٞك ٢هَحٍٛخ كٗ ٢وطش هخٗ٤ٗٞش طؼ ٖ٤ػِ ٠حُٔلٌٔش حُظ ٢أك َ٤ػِٜ٤خ حُِٔق إٔ طظو٤ي روَحٍ ٓلٌٔش
حُ٘و ٞك ٌٙٛ ٢حُ٘وطش".
3هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيىٛ 2651 :خىٍ رظخٍ٣نِٓ ،1982/12/25 :ق ٓيٗ ٢ػيى ٍٞ٘٘ٓ ،86/1456 :رٔـِش حُو٠خء
ٝحُوخٗ ٕٞػيى ،142 :حُٔ٘ش.91:ٙ،1990 :
214
املبحح ايجاْ: ٞإَهاْ ١ٝايطعٔ بإعاد ٠ايٓعس يف دعا ٣ٚاألٚقاف ايعاَ١
يقتضي الطعن في األحكاـ القضائية عرض الحكم الصادر في دعول معينة على مراقبة
محكمة أعلى درجة ،اعتبارا لكوف القاضي الذم أصدر الحكم معرض للخطأ ك النسياف ،كال
يمكن مطالبتو بمراقبة نفسو ،كما يمكن أف تظهر عناصر أجنبية مستجدة في الدعول لم يكن
باستطاعة القاضي التعرؼ عليها ،كاإللماـ بها كيكوف لها الوقع السيء على تكوين قناعتو في
موضوع الدعول فكاف البد من صيغة لعدكؿ القاضي عن خطئو ،كىي الطعن بإعادة النظر.
كيتميز ىذا الطعن بكونو طعن غير عادم ،يعطي الحق ألحد أطراؼ الدعول سلوكو في
حاالت محددة على سبيل الحصر ضد األحكاـ اإلنتهائية غير القابلة للتعرض أك االستئناؼ.
كيقدـ ىذا الطعن أماـ نفس المحكمة المصدرة للحكم ،أك القرار المطعوف فيو ،إبتغاء الرجوع
عنو كإعادة المحاكمة من جديد ،كما ال يجوز ممارسة ىذا الطعن ضد األحكاـ التمهيدية،
كالقرارات االستعجالية نظرا لطابعها الوقتي ،ككذا ضد األحكاـ القابلة للتعرض ك االستئناؼ.1
كرغم عدـ تمتع ىذا النوع من الطعوف بالشهرة التي تتمتع بها الطعوف األخرل كالطعن
باالستئناؼ ،فإف أىميتو ال تخفى باعتباره يمكن من إعادة النظر في الحكم النهائي غير القابل
للطعن غالبا بأية كسيلة كانت.
كىذا ما حذا بالمشرع المغربي إلى إتاحة الفرصة أماـ السلطة الحكومية المكلفة
باألكقاؼ العامة إلى الطعن بإعادة النظر في األحكاـ القضائية الصادرة في الدعاكل المتعلقة
بالوقف العاـ متى قامت حجية على حبسية المدعى فيو ،كذلك داخل أجل خمس سنوات من
التاريخ الذم يصبح فيو الحكم نهائيا.
1حُؼَر٤ٓ ٢خى :هخٗ ٕٞحُٔٔطَس حُٔيٗ٤ش ك ٢حُؼَٔ حُلو ٝ ٢ٜح٫ؿظٜخى حُو٠خثٍٞ٘٘ٓ ،٢حص ٓـِش حُلوٞم حُٔـَر٤شِِٔٓ ،ش
ح٧ػيحى حُوخٛش ،حُؼيى ح ،ٍٝ٫كزَح.171:ٙ،2009:َ٣
215
كلئلحاطة أكثر بأسباب ىذا النوع من الطعوف في قضايا األكقاؼ العامة ،ككذا إجراءات
تقديمو سوؼ أقسم ىذا المبحث على الشكل التالي:
المطلب األكؿ :أسباب الطعن بإعادة النظر في قضايا األكقاؼ العامة
المطلب الثاني :إجراءات تقديم طلب إعادة النظر في قضايا األكقاؼ العامة
حدد المشرع المغربي األحكاـ القابلة للطعن بإعادة النظر في الفصل 402من ؽ،ـ،ـ،1
بأنها األحكاـ التي ال تقبل الطعن بالتعرض أك االستئناؼ ،كما حدد الحاالت التي يجوز فيها
ٚ٘٣ 1حُل ٖٓ 402 َٜم ّ،ّ،ّ،ػِٓ ٠خ ٌٖٔ٣ ":٢ِ٣إٔ طٌ ٕٞح٧كٌخّ حُظ ٫ ٢طوزَ حُطؼٖ رخُظؼَٝ ٝحٓ٫ظج٘خف ٟٓٞٞع
اػخىس حُ٘ظَ ٖٓٔ ًخٕ َ١كخ ك ٢حُيػ ٟٞأ ٖٔٓ ٝحٓظيػ ٠رٜلش هخٗ٤ٗٞش ُِٔ٘خًٍش كٜ٤خ ًُٝي ك ٢ح٧كٞحٍ ح٥ط٤ش:
-اًح رض حُوخ ٢ٟكٔ٤خ ُْ ٣طِذ ٓ٘ ٚأ ٝكٌْ رؤًؼَ ٓٔخ ِ١ذ أ ٝاًح أؿلَ حُزض ك ٢أكي حُطِزخص؛
-اًح ٝهغ طيُ ْ٤أػ٘خء طلو٤ن حُيػٟٞ؛
-اًح ر٘ ٢حُلٌْ ػِٔٓ ٠ظ٘يحص حػظَف أَٛ ٝف رؤٜٗخ ٍِٓٝس ًُٝي رؼي ٛي ٍٝحُلٌْ؛
-اًح حًظ٘لض رؼي حُلٌْ ٝػخثن كخٓٔش ًخٗض ٓلظٌَس ُي ٟحُطَف ح٥هَ؛
-اًح ٝؿي ط٘خه ٞر ٖ٤أؿِحء ٗلْ حُلٌْ؛
-اًح ه٠ض ٗلْ حُٔلٌٔش رٗ ٖ٤لْ حَ١٧حف ٝحٓظ٘خىح ُ٘لْ حُٓٞخثَ رلٌٔ ٖ٤حٗظٜخثٓٝ ٖ٤٤ظ٘خهًُٝ ٖ٤٠ي ُؼِش ػيّ
ح٬١٩ع ػِ ٠كٌْ ٓخرن أُ ٝوطؤ ٝحهؼ٢؛
-اًح ُْ ٣وغ حُيكخع رٜلش ٛل٤لش ػِ ٠كوٞم اىحٍحص ػٔ٤ٓٞش أ ٝكوٞم هخ."ٖ٣َٛ
ٌُٖ اػخىس حُ٘ظَ ك ٢حُلخ٫ص حُٔخرن ًًَٛخ ٣ ٫وغ آ ٫غ َٓحػخس حُٔوظ٤٠خص حُوخٛش حُٔ٘ ٜٙٞػِٜ٤خ ك ٢حُل379 َٜ
حُٔظؼِوش رٔلٌٔش حُ٘ؤً ٢ٛٝ ٞخ :٢ِ٣
أ) ٣ـ ُٞحُطؼٖ ربػخىس حُ٘ظَ:
ٟ - 1ي حُوَحٍحص حُٜخىٍس حٓظ٘خىح ػِٝ ٠ػخثن َٛف أ ٝحػظَف رِ٣ٍٝظٜخ؛
ٟ - 2ي حُوَحٍحص حُٜخىٍس رؼيّ حُوز ٍٞأ ٝحُٔوٓ٧ ١ٞزخد ٗخٗجش ػٖ ر٤خٗخص ًحص ٛزـش ٍٓٔ٤ش ٟٝؼض ػِٔٓ ٠ظ٘يحص
حُيػ ٟٞػْ طز ٖ٤ػيّ ٛلظٜخ ػٖ ٣َ١ن ٝػخثن ٍٓٔ٤ش ؿي٣يس ٝهغ حٓ٫ظظٜخٍ رٜخ كٔ٤خ رؼي؛
- 3اًح ٛيٍ حُوَحٍ ػِ ٠أكي حُطَكُ ٖ٤ؼيّ اى٫ث ٚرٔٔظ٘ي كخْٓ حكظٌَ ٙهٜٚٔ؛
- 4اًح ٛيٍ حُوَحٍ ىَٓ ٕٝحػخس ُٔوظ٤٠خص حُل.375ٝ 372ٝ 371 ٍٜٞ
د) ٌٖٔ٣إٔ ٣طؼٖ ٖٓ أؿَ ِ١ذ طٜل٤ق حُوَحٍحص حُظُ ٢لوٜخ هطؤ ٓخىٗ ٖٓ ١ؤٗ ٚإٔ ٌٕٞ٣هي أػَ كٜ٤خ.
ؽ) ٣وزَ طؼَ ٝحُوخٍؽ ػٖ حُوٜٓٞش ٟي حُوَحٍحص حُٜخىٍس ػٖ ٓلٌٔش حُ٘و ٞك١ ٢ؼ ٕٞاُـخء ٓوٍَحص حُِٔطخص
ح٩ىحٍ٣ش.
216
طلب إعادة النظر ،ك ىو تحديد كارد على سبيل الحصر ،كبالتالي ال يمكن قبوؿ إعادة النظر
إال إذا كاف مستندا إلى سبب من األسباب التي نص عليها المشرع.
كبالرجوع إلى أحكاـ مدكنة األكقاؼ ،نجدىا تنص على أف الطعن بإعادة النظر في
األحكاـ القضائية الصادرة في الدعاكل المتعلقة بالوقف العاـ ،ممكن متى قامت حجية على
حبسية المدعى فيو ،كذلك داخل أجل خمس سنوات من التاريخ الذم يصبح فيو الحكم
نهائيا.1
كالمبلحظ أف المشرع المغربي قد ضيق من نطاؽ إمكانية الطعن بإعادة النظر في قضايا
األكقاؼ العامة ،حيث جعلها تهم فقط األحكاـ النهائية أم الباتة دكف غيرىا ،كىو عكس ما
عليو األمر بالنسبة للقواعد العامة ،كما أمد كثيرا في المدة التي يمكن خبللها ممارسة ىذا
الطعن ،كىو ما ليس متاحا كذلك في القواعد العامة.
كبناءا عليو ،فإف قبوؿ الطعن بإعادة النظر في قضايا األكقاؼ العامة ،متوقف إذف على
كوف الحكم القضائي الصادر في ىذه القضايا قد بني على كضع ظاىر أدل إلى صدكر قرار
يقضي مثبل بعدـ إثبات صفة الوقف العاـ لعقار ،ثم تبين بعد صدكر ىذا القرار أف ىناؾ حجية
على حبسية المدعى فيو.
إال أف إثبات حبسية المدعى فيو يقتضي االعتماد على كثيقة رسمية ،ألنو ال يمكن
االعتداد بوثيقة عرفية من أجل دحض ما تضمنتو الوثيقة الرسمية المعتمدة في صدكر القرار
المطعوف فيو ،كال حتى بشهادة الشهود ألنو ال بد من احتراـ توازم األشكاؿ.
كما يشترط في طالب إعادة النظر أف تتوفر فيو شركط االدعاء عموما ،من صفة ك
مصلحة كأىلية كيتحقق شرط الصفة لطالب إعادة النظر إذا كاف طرفا في الدعول التي صدر
بشأنها الحكم المطعوف فيو بنفسو ،أك بواسطة من يمثلو تمثيبل صحيحا ،كما يشترط أيضا أال
يكوف قد صدر عن طالب إعادة النظر ما يفيد قبولو صراحة أك ضمنا للحكم المطعوف فيو .
1ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 58حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٌٖٔ٣ ":٢ِ٣حُطؼٖ ربػخىس حُ٘ظَ ك ٢ح٧كٌخّ حُو٠خث٤ش حُٜخىٍس ك ٢حُيػخ ٟٝحُٔظؼِوش
رخُٞهق حُؼخّ ٓظ ٠هخٓض كـ٤ش ػِ ٠كزٔ٤ش حُٔيػ ٠كًُٝ ،ٚ٤ي ىحهَ أؿَ هْٔ ٓ٘ٞحص ٖٓ حُظخٍ٣ن حٌُٜ٣ ١زق ك ٚ٤حُلٌْ
ٜٗخث٤خ" .
217
كبديهي أف قبوؿ محكمة النقض لطلب إعادة النظر ،كرجوع المحكمة عن قرارىا السابق
يرجع األطراؼ إلى الوضع الذم كانوا عليو قبل صدكر القرار المطعوف فيو ،كىذا ما أشار إليو
الفصل 408بنصو ":إذا قبلت إعادة النظر كقع الرجوع في الحكم كرجع األطراؼ إلى الحالة
التي كانوا عليها قبل صدكر ىذا الحكم كردت المبالغ المودعة ككذا األشياء التي قضى بها،
كالتي قد يكوف تسلمها بمقتضى الحكم المرجوع فيو".
كىو ما أكده قرار صادر عن الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى كرد في حيثياتو ما يلي":1
إنو بقبوؿ طلب إعادة النظر ك الرجوع عن القرار المطلوب إعادة النظر فيو ،فإف الطرفين قد
رجعا إلى الحالة التي كانا عليها قبل صدكره كيتعين البت في طلب النقض".
املطًب ايجاْ :ٞإجسا٤ات تكد ِٜطًب إعاد ٠ايٓعس يف قطاٜا األٚقاف ايعاَ١
يقدـ طلب إعادة النظر بمقاؿ تراعى فيو شركط كبيانات افتتاح الدعول أماـ المحكمة
التي أصدرت الحكم المطعوف فيو ،كما يستوجب حسب نص الفصلين 354ك 355من
ؽ،ـ،ـ توفر بعض الشركط لقبوؿ ىذا الطعن ،بما فيها تقديم مقاؿ الطعن بواسطة محاـ مقبوؿ
للترافع أماـ محكمة النقض ،كما يتعين أف يتضمن المقاؿ أسماء األطراؼ كموطنهم الحقيقي
كملخص الوقائع كالوسائل ،ككذا المستنتجات ،كنسخة من القرار المطعوف فيو ،كما تم التأكيد
على ضركرة إرفاؽ المقاؿ بوصل يبين إيداع مبلغ مالي لدل كتابة ضبط المحكمة المختصة،
يساكم الحد األقصى للغرامة التي يمكن الحكم بها طبقا لمقتضيات الفصل 407من
ؽ،ـ،ـ ،على من رفض طلبو ،كقد جعلها المجلس األعلى سابقا مستثناة من نظاـ المساعدة
القضائية ،إذ كرد في أحد قراراتو إنو ":ال يقبل طلب إعادة النظر إذا لم يصحب بوصل يثبت
إيداع مبالغ الغرامة التي يمكن الحكم بها فيما إذا خسر الطالب إعادة النظر كالتي ال يمكن
اعتبارىا من مشموالت المساعدة القضائية المنسحبة فقط على الرسوـ القضائية".2
1هَحٍ حُـَكش ح٩ىحٍ٣ش رخُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيىٛ ،155:خىٍ رظخٍ٣نٓ 30:خ ٍٞ٘٘ٓ،1991١رخُٔـِش حُٔـَر٤ش ُ٪ىحٍس حُٔلِ٤ش
ٝحُظ٘ٔ٤ش ،ػيى.145:ٙ،9:
2هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى 1280 :رظخٍ٣ن ،1983ٞ٤ٗٞ٣ 29 :هَحٍ ٓ٘٘ ٍٞرٔـِش ه٠خء حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى
.49:ٙ،38،37:
218
أما بخصوص آجاؿ الطعن بإعادة النظر فإنها تتحدد حسب الفصل 403ك 404من
قانوف المسطرة المدنية أماـ المحاكم االبتدائية كاالستئنافية ،خبلؿ 30يوما ابتداء من تاريخ
الحكم المطعوف فيو ،مع مراعاة أحكاـ الفصوؿ 136ك 137ك 199من نفس القانوف ،حيث
تضاعف اآلجاؿ ثبلث مرات لمصلحة األطراؼ ،الذين ليس لهم موطن كال محل إقامة
بالمملكة ،ليصبح آجاؿ الطعن بذلك ىو 90يوما ابتداء من تاريخ التبليغ ،بينما يتوقف آجاؿ
30يوما لصالح الورثة إذا توفي أحد األطراؼ كال تقع مواصلتو إال بعد مركر 15يوـ التالية
لتبليغ الحكم للورثة بموطن الشخص المتوفى طبقا لمقتضيات الفصوؿ 39/38/37من
قانوف المسطرة المدنية مع إرفاؽ طي التبليغ بنسخة الحكم مصادؽ على مطابقتها.
كتجب اإلشارة ىنا إلى أنو إذا كقع أثناء أجل الطعن بإعادة النظر تغيير في أىلية أحد
األطراؼ أكقف األجل ،كال يبتدئ سريانو من جديد إال بعد مركر 15يوما من تبليغ الحكم
لمن لو الصفة في تسليم التبليغ أما آجاؿ الطعن بإعادة النظر أماـ محكمة النقض فقد اكتفى
المشرع اإلحالة بشأنها على القواعد الخاصة بمحاكم االستئناؼ كذلك حسب الفصل 380
من ؽ،ـ،ـ الذم ينص على ما يلي ":يطبق المجلس األعلى القواعد العادية الخاصة بمحاكم
االستئناؼ ،فيما يخص جميع مقتضيات المسطرة الغير المنصوص عليها في ىذا الباب".
لكن تقديم الطعن بإعادة النظر الذم يهم األحكاـ الصادرة في الدعاكل المتعلقة
بالوقف العاـ ،خرج بها المشرع عن القواعد العامة متى قامت حجية على حبسية المدعى فيو،
حيث حدد أجل تقديم ىذا الطعن في خمس سنوات ،من التاريخ الذم يصبح فيو الحكم
نهائيا ،كبديهي أف ىذا األجل سيخضع لما تخضع لو آجاؿ الطعوف من أحكاـ ،كما أف سريانو
يبتدأ من تاريخ اكتشاؼ الحجة التي تثبت حبسية المدعى فيو .كما أف تقديم ىذا الطلب ال
يترتب عليو أم أثر موقف للتنفيذ حسب القواعد العامة.
219
220
إف تأسيس رسم عقارم لملك موقوؼ كقفا عاما يجعل العقار قد انفصل عن ماضيو،
كينطلق في كضعية جديدة نحو األماـ ،1كما يساعد على معرفة كضع ىذا العقار ماديا كقانونيا،
فهو بذلك الوسيلة الفعالة لصيانة الثركة العقارية ،كتثبيتها كفق نموذج يؤسس لملكية عقارية
مستقرة ،محمية من كل تسلط ،2كلعل من بين حسنات مدكنة األكقاؼ استفادتها الكبيرة من
تجربة العمل القضائي في ما يخص قواعد التحفيظ العقارم ،كذلك بتفعيلها الجتهادات
قضائية عملت على توفير حماية متميزة للوقف ،مراعية لمقاصد الشريعة كغير ناكرة لمتغيرات
الحياة االجتماعية.
كما أف تبني المشرع المغربي للموقف الميسر إلثبات الوقف ،كالذم يعتمد أصحابو –
سواء فقهاء أك قضاة -على مستندات فقهية قوية ال يمكن أف يكوف إال محل اعتبار كتأييد
(الفصل األكؿ).
كإضافة إلى ىذا نجد المشرع المغربي لم يكتف بما سبق ،كإنما سعى إلى إضفاء حماية
خاصة حتى على التصرفات الجارية سواء على أصل الماؿ الموقوؼ ،أك المتعلقة بحق االنتفاع
بو(الفصل الثاني).
ٚ٘٣ 1حُل َٜح ٖٓ ٍٝ٧ظ َ٤ٜحُظلل٤ع حُؼوخٍ ١ػِٓ ٠خ ٢َٓ٣ ":٢ِ٣حُظلل٤ع اُ ٠ؿؼَ حُؼوخٍ حُٔلل ٞهخٟؼخ ُِ٘ظخّ
حُٔوٍَ كٌٛ ٢ح حُوخٗ ٖٓ ٕٞؿ َ٤إٔ ٌٕٞ٣ك ٢حٌٓ٩خٕ اهَحؿ ٚ٘ٓ ٚكٔ٤خ رؼي ٣ٝوٜي ٓ٘:ٚ
-طلل٤ع حُؼوخٍ رؼي اؿَحء ٓٔطَس ُِظط٣ َ٤ٜظَطذ ػٜ٘خ طؤٓ ٍْٓ ْ٤ػوخٍٝ ١رطٓ ٕ٬خ ػيح ٖٓ ٙحَُٓٝ ،ّٞطط َ٤ٜحُِٔي
ٖٓ ؿٔ٤غ حُلوٞم حُٔخُلش ؿ َ٤حُٔ٘ٔ٠ش رٚ؛
-طو٤٤ي ًَ حُظَٜكخص ٝحُٞهخثغ حَُحٓ٤ش اُ ٠طؤٓ ْ٤أٗ ٝوَ أ ٝطـ َ٤٤أ ٝاهَحٍ أ ٝآوخ ١حُلوٞم حُؼ٤٘٤ش أ ٝحُظلٔ٬ص حُٔظؼِوش
رخُِٔي ،ك ٢حَُْٓ حُؼوخٍ ١حُٔئْٓ ُ."ٚ
ًٔخ ٣ئًي ٙحُلٗ ٖٓ 62 َٜلْ حُوخٗ ٕٞػِٓ ٠خ ":٢ِ٣إ حَُْٓ حُؼوخٍٜٗ ١خث٣ ٫ٝ ٢وزَ حُطؼٖ٣ٝ ،ؼظزَ ٗوطش حٗ٫ط٬م
حُٞك٤يس ُِلوٞم حُؼ٤٘٤ش ٝحُظلٔ٬ص حُؼوخٍ٣ش حُٔظَطزش ػِ ٠حُؼوخٍ ٝهض طلل٤ظ ٚىٓ ٕٝخ ػيحٛخ ٖٓ حُلوٞم ؿ َ٤حُٔو٤يس".
ٓ 2لٔي حًُٞخٍ":١حُؼوخٍ ر ٖ٤حُ٩ىٝحؿ٤ش ٝطؼيى حٗ٧ظٔشٓٝ ،ظطِزخص حُظ٘ٔ٤ش حُل٣َ٠ش" ٓوخٍ ٓ٘٘ ٍٞر٘يٝس حٗ٧ظٔش حُؼوخٍ٣ش
رخُٔـَد ،حُٔطزؼش ٝحٍُٞحهش حُ٤٘١ٞش رَٔحًٖ ،حُطزؼش :ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش.241:ٙ،2003:
221
222
إف تفعيل مقتضيات الحماية المدنية للوقف العاـ ،جعلت قانوف التحفيظ العقارم
يتجاكب مع الطبيعة الخاصة لؤلمواؿ الموقوفة كقفا عاما ،كذلك بتمتيعها بمجموعة من
االمتيازات كاإلعفاء من صوائر إيداع مطلب التحفيظ ،عندما يتعلق األمر بتحفيظ األمبلؾ
الموقوفة كقفا عاما ،1كإجبارية التحفيظ عند معاكضة ىذه العقارات بغيرىا ،2كعدـ مواجهة
األكقاؼ بقاعدة التطهير الناتجة عن تحفيظ العقار متى ثبت أف العقار محبس (الفرع األكؿ).
كما أف تفعيل مقتضيات الحماية المدنية للوقف العاـ لم يقف عند قواعد التحفيظ
العقارم فحسب ،بل شمل أيضا كسائل إثبات الوقف ،كالتي أباف المشرع المغربي من خبلؿ
مدكنة األكقاؼ عن موقفو المرف ،حيث فتح الباب كاسعا أماـ جميع الوسائل الشرعية
كالقانونية قصد إعمالها إلثبات الوقف (الفرع الثاني).
1طْ اػلخء حٝ٧هخف حُؼخٓش ٖٓ ٞٛحثَ ا٣يحع ٓطِذ حُظلل٤ع ر٘خءح ػِ ٠حُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق ٍهْ 1.62.102حُٜخىٍ رظخٍ٣ن
ٍ 17ر٤غ حُؼخٗٗ7(1383 ٢ظ٘زًَُٝ ، ) 1963ي رٔوظ ٠٠ك ِٜٚحُلَ٣ي حٌُ ٚٗ ١ػِٓ ٠خ ": ٢ِ٣ه٬كخ ُِٔوطغ حَُحرغ ٖٓ
حُل ٖٓ 15 َٜحُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق حُٔئٍم كٍ 21 ٢ؿذ )1915 ٞ٤ٗٞ٣ 4( 1333كبّ ٓٔطَس طلل٤ع ح٬ٓ٧ى حُلزٔ٤ش،
رخٓظؼ٘خء حُلزْ حُؼخثِ ،٢حُظ٣ ٢طِذ حُ٘ظخٍ اؿَحءٛخ رؼي ٓٞحكوش َ٣ُٝح٧كزخّ طؼلٞٛ ٖٓ ٠حثَ ا٣يحع ٓطِذ حُظلل٤ع"
٣ 2و ٍٞحُ٘خػَ ك ٍٞاؿزخٍ٣ش حُظلل٤ع:
ٓلٔي رٖ أكٔي كٌْ ٔٓ :خُي ح٧كـخٍ اُ ٠حُٔلل ٖٓ ٞحُؼوخٍ :أٍؿُٞس ك ٢حُظلل٤ع حُؼوخٍٓ ،١طزؼش ٣خى٣ذ رخَُرخ ،١حُطزؼش
ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش :أرَ.14:ٙ ،2011 َ٣
223
224
عمل المشرع على إضفاء صبغة االستقرار كالثقة على جميع التصرفات العقارية عبر
صيركرة قانونية ،انتقلت من تطبيق الشريعة اإلسبلمية قبل عهد الحماية ،إلى العمل بظهير 12
غشت 1913المتعلق بالتحفيظ العقارم ،الذم أدخلتو سلطات الحماية الفرنسية أثناء فترة
الحماية ك الذم يستمد مبادئو من نظاـ الشهر العيني ،كيقوـ على أساس العقار نفسو بصرؼ
النظر عن مالكو ،أك أصحاب الحقوؽ العينية عليو ،كبقي العمل بالظهير السالف الذكر إلى أف
تم تعديلو كتتميمو بموجب القانوف رقم 14.07الذم تم تنفيذه بموجب الظهير الشريف رقم
1.7.177الصادر في 25ذم الحجة 1432الموافق ؿ 22نونبر.2011
كيعتبر نظاـ التحفيظ العقارم أحد األنظمة القانونية التي تهدؼ إلى تثبيت الحقوؽ
العقارية ،كالمحافظة عليها من الضياع كاالحتياؿ ،ألنو يقوـ على مبادئ التطهير كالتصفية
كاإلشهار ،كالقوة الثبوتية لما ضمن بالرسوـ العقارية ،كالتي تعتبر بحق الحالة المدنية للملك
المحفض.1كالتي يصبح العقار بمقتضاىا ذا ىوية يعرؼ بها من حيث مساحتو كحدكده
كمشتمبلتو ،كارتباطو بصاحبو كطريقة انتقالو إليو ،كالتصرفات التي تبرـ بصدده.2
ٍ 1ؿخء حُٔطٞحع :ى ٍٝحُظلل٤ع حُؼوخٍ ١ك ٢ط٘ٔ٤ش حُِٔق حٍَُٓ :٢٘ٛخُش ُ٘ َ٤ىرِ ّٞحُيٍحٓخص حُؼِ٤خ حُٔؼٔوش ك ٢حُوخٕٗٞ
حُوخٝ :ٙكيس حُظٌٝ ٖ٣ٞحُزلغ ك ٢هخٗ ٕٞحُؼوٞى ٝحُؼوخٍ٤ًِ ،ش حُؼِ ّٞحُوخٗ٤ٗٞش ٝح٫هظٜخى٣ش ٝح٫ؿظٔخػ٤ش رٞؿيس ،حُٔ٘ش:
.6:ٙ ،2004/2003
2طـذ حٗ٩خٍس حُ ٠إٔ أ ْٛحُٔئ٣يحص حُظ٣ ٢ـذ ح٩ى٫ء رٜخ ػ٘ي ًَ ِ١ذ ُظلل٤ع ِٓي كزٔ:٢ٛ ٢
ٓ٘ي حُظلز ْ٤حٌُ٣ ١ـذ إٔ ٓ ٌٕٞ٣لٍَح ٝػخرض حُظخٍ٣ن؛
ٓ٘ي ٌِٓ٤ش حُؼوخٍ حُٔٞهٞف رخُ٘ٔزش ُِٞحهق ،أ ١حُٔ٘ي حٌُ٣ ١ؼزض ٌِٓ٤ش حُٔلزْ ُِؼوخٍ ػ٘ي اٗ٘خءُ ٙؼوي
حُظلزْ٤؛
اػزخص إٔ حُٞهق ٛخىٍ ػٖ ٓلزْ ِْٓٔ؛
إٔ طٌ ٕٞحُـٜش هي طِٔٔض حُؼوخٍ حُٔلزْ.
ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل َ٤ٜأٗظَ ٓلٔي ه :١َ٤حٌُِٔ٤ش ٗٝظخّ حُظلل٤ع حُؼوخٍٓ ،١طزؼش حُٔؼخٍف حُـي٣يس رخَُرخ ،١حُطزؼش
حُؼخُؼش ،حُٔ٘ش .133:ٙ،1997
225
كفي ىذا يقوؿ الشاعر:1
ٓ 1لٔي رٖ أكٔي كٌْ ٔٓ :خُي ح٧كـخٍ اُ ٠حُٔلل ٖٓ ٞحُؼوخٍ.14:ٙ،ّ:ّ ،
ٚ٘٣ 2حُل َٜح ٖٓ ٍٝ٧حُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق حُٜخىٍ ك٠ٍٓ 9 ٢خٕ 12( 1331أؿٔطْ )1913حُٔظؼِن رخُظلل٤ع حُؼوخٍ١
ًٔخ ٝهغ طـٝ َٙ٤٤طظٔ ٚٔ٤رخُوخٍٗ ٕٞهْ 14.07حُٜخىٍ رظ٘ل ٌٙ٤حُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق ٍهْ 1.11.177ك ١ً ٖٓ 25 ٢حُلـش
ٞٗ 22( 1432كٔزَ )2011ػِٓ ٠خ :٢ِ٣
٢َٓ٣حُظلل٤ع اُ ٠ؿؼَ حُؼوخٍ حُٔلل ٞهخٟؼخ ُِ٘ظخّ حُٔوٍَ كٌٛ ٢ح حُوخٗ ٖٓ ٕٞؿ َ٤إٔ ٌٕٞ٣ك ٢حٌٓ٩خٕ
اهَحؿ ٚ٘ٓ ٚكٔ٤خ رؼي ٣ٝوٜي ٓ٘:ٚ
" -طلل٤ع حُؼوخٍ رؼي اؿَحء ٓٔطَس ُِظط٣ َ٤ٜظَطذ ػٜ٘خ طؤٓ ٍْٓ ْ٤ػوخٍٝ ١رطٓ ٕ٬خ ػيح ٖٓ ٙحَُٓ،ّٞ
ٝطط َ٤ٜحُِٔي ٖٓ ؿٔ٤غ حُلوٞم حُٔخُلش ؿ َ٤حُٔ٘ٔ٠ش رٚ؛
-طو٤٤ي ًَ حُظَٜكخص ٝحُٞهخثغ حَُحٓ٤ش اُ ٠طؤٓ ْ٤أٗ ٝوَ أ ٝطـ َ٤٤أ ٝاهَحٍ أ ٝآوخ ١حُلوٞم حُؼ٤٘٤ش أ ٝحُظلٔ٬ص
حُٔظؼِوش رخُِٔي ،ك ٢حَُْٓ حُؼوخٍ ١حُٔئْٓ ُ."ٚ
ٚ٘٣ 3حُل ٖٓ 62 َٜحُوخٗ ٕٞحُٔخُق حًٌَُ ػِٓ ٠خ :٢ِ٣
()...
226
إال أف ما ينبغي اإلشارة إليو في ىذا الصدد أف ىذه القاعدة لم تبقى مطلقة كإنما تولدت
عنها بعض االستثناءات ،نادل بها الفقو كأقرىا القضاء ككرسها المشرع تشمل بعض الحقوؽ
المتعلقة بالعقار الموقوؼ كقفا عاما.
لهذا سوؼ أعمل على توضيح أىم النقط التي تجاكب فيها قانوف التحفيظ العقارم مع
الخصوصيات كاألىداؼ التي تميز الرصيد العقارم الوقفي ،كالتي طرحت إشكاال كبيرا في
أكساط الفقو كالقضاء ،كالمتعلقة من جهة أكلى بمدل خضوع الوقف لمبدأ التطهير الناتج عن
تحفيظ العقار كتأسيس الرسم العقارم؟ كمن جهة ثانية بمسألة كفاية الحوز الفعلي ،كاإلشهاد
عليو للقوؿ بصحة الوقف الواقع على العقار المحفض ،أـ البد من تقييده بالرسم العقارم؟
كىل الحوز القانوني يغني عن الحوز الفعلي؟ كلئلحاطة بكل ما سبق سوؼ أقسم ىذا الفرع
على الشكل التالي:
المبحث األكؿ :اعتبار التقييد بالرسم العقارم صورة من صور حوز الوقف العاـ
المبحث الثاني :عدـ مواجهة األكقاؼ العامة بقاعدة التطهير الناتجة عن تحفيظ العقار.
"إ حَُْٓ حُؼوخٍٜٗ ١خث٣ ٫ٝ ٢وزَ حُطؼٖ٣ٝ ،ؼظزَ ٗوط ش حٗ٫ط٬م حُٞك٤يس ُِلوٞم حُؼ٤٘٤ش ٝحُظلٔ٬ص حُؼوخٍ٣ش حُٔظَطزش ػِ٠
حُؼوخٍ ٝهض طلل٤ظ ٚىٓ ٕٝخ ػيحٛخ ٖٓ حُلوٞم ؿ َ٤حُٔو٤يس".
227
املبحح األ :ٍٚاعتباز ايتكٝٝد بايسضِ ايعكاز ٟصٛز َٔ ٠صٛز حٛش ايٛقف
ايعاّ
من المقرر فقها كقانونا أف من بين شركط صحة الوقف حصوؿ الحوز قبل المانع ،كىذا
ما أكدتو المدكنة في مادتها 24التي تنص على ما يلي :يشترط لصحة الوقف
شرطاف....":حوز الماؿ الموقوؼ قبل حصوؿ المانع مع مراعاة أحكاـ المادة 10أعبله"،
كالمقصود ىنا الحوز المادم الذم يختلف حسب طبيعة الماؿ الموقوؼ.
لكن إذا كاف حوز العقار الموقوؼ غير المحفض ال يثير أم إشكاؿ ألنو ال يتصور
بخصوصو إال الحوز المادم ،فإنو على العكس من ذلك يطرح اإلشكاؿ بحدة ،إذا تعلق األمر
بعقار محفظ ،كمرد ىذا اإلشكاؿ ليس فراغا تشريعيا ،كإنما تضارب فقهي نتج عن القراءات
المتباينة لبعض مقتضيات ظهير التحفيظ العقارم ،ككذا مدكنة الحقوؽ العينية ،1كىذا الموقف
الفقهي انعكس على االجتهاد القضائي الذم انقسم كذلك إلى اتجاىين يرل األكؿ منهما أف
الحوز صحيحا كلما تم تسجيل التبرع بالرسم العقارم ،كىذا يعتبر حيازة قانونية كافية تغني عن
الحيازة الفعلية أك المادية (المطلب األكؿ)،في حين يرل االتجاه الثاني أف األمر على العكس
مما سبق تماما ،ذلك أف التبرع ال يمكن أف ينشئ صحيحا إال بحيازتو فعبل قبل حصوؿ المانع
كفقا لقواعد الفقو اإلسبلمي (المطلب الثاني).
1ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 2حُوخٗ 39.08 ٕٞحُٔظؼِن رٔيٗٝش حُلوٞم حُؼ٤٘٤ش ػِٓ ٠خ ": :٢ِ٣إ حَُٓ ّٞحُؼوخٍ٣ش ٓٝخ طظٖٓ ٚ٘ٔ٠
طو٤٤يحص طخرؼش ٘ٗ٩خثٜخ طللع حُلن حٌُ ١ط٘ ٚػِٝ ٚ٤طٌ ٕٞكـش كٞٓ ٢حؿٜش حُـ َ٤ػِ ٠إٔ حُ٘و ٚحُٔؼ ٖ٤رٜخ ٞٛكؼ٬
ٛخكذ حُلوٞم حُٔز٘٤ش كٜ٤خ".
228
املطًب األ :ٍٚاالضتػٓا ٤عٔ اوحٛش املاد ٟبتطج ٌٝايٛقف بايسضِ ايعكازٟ
سبق القوؿ فيما تقدـ من ىذه األطركحة ،بأف الحوز شرط لتماـ عقد الوقف ،1لكن
عندما يتعلق األمر بعقار محفظ لو رسم عقارم فإف السؤاؿ الذم يطرح ىو ىل يمكن
االستغناء عن الحوز المادم بتسجيل الوقف بالرسم العقارم؟
بالرجوع الى الفصل 66من ظهير 1913المتعلق بالتحفيظ العقارم كالذم كقع تغييره
كتتميمو بالقانوف 14.07نجده ينص على ما يلي" :كل حق عيني متعلق بعقار محفظ يعتبر
غير موجود بالنسبة للغير إال بتقييده ،كابتداء من يوـ التقييد في الرسم العقارم من طرؼ
المحافظ على األمبلؾ العقارية.
كال يمكن في أم حاؿ التمسك بإبطاؿ ىذا التقييد في مواجهة الغير ذم النية الحسنة".
كما أف الفصل 67من نفس الظهير ينص على ما يلي" :إف األفعاؿ اإلرادية كاالتفاقات
التعاقدية ،الرامية إلى تأسيس حق عيني أك نقلو إلى الغير أك اإلقرار بو أك تغييره أك إسقاطو ،ال
تنتج أم أثر كلو بين األطراؼ إال من تاريخ التقييد بالرسم العقارم ،دكف اإلضرار بما لؤلطراؼ
من حقوؽ في مواجهة بعضهم البعض ،ككذا بإمكانية إقامة دعاكل فيما بينهم بسبب عدـ تنفيذ
اتفاقاتهم".
كبناءا على ىذين الفصلين ،نجد أف الوقف كحق عيني عقارم متى انصب على عقار
محفظ ،فإنو ال يعترؼ بو كال ينتج آثاره إال إذا تم تقييده بالرسم العقارم ،كىذا رأم يدعمو
قرار صادر عن المجلس األعلى كرد في حيثياتو ما يلي":2ال ينتج أم حق عيني يتعلق بعقار
محفظ حتى بين المتعاقدين ،إذا لم يكن مسجبل بالرسم العقارم ،كأف شهادة الموثق ال تكفي
كلو بين المتعاقدين إلثبات تملك حق عيني لم يقع تسجيلو بالرسم العقارم لعقار محفظ" ،كما
ٟٞ٣ 1ق حرٖ ٍٗي حُلل٤ي ٓٞهق حٌُٔٛذ حُٔخٌُ ٖٓ ٢حُوز ٞرو": ُٚٞكٔخُي حُوز ٞػ٘ي ٙك ٢حُٜزش ٖٓ َٗ ١ٝحُظٔخّ ٖٓ ٫
َٗ ١ٝحُٜلش ٞٛٝ ،ػ٘ي حُ٘خكؼٝ ٢أر ٞك٘٤لش ٖٓ َٗ ١ٝحُٜلشٝ ،هخٍ أكٔي ٝأر ٞػ :ٍٞطٜق حُٜزش رخُؼوي ْ٤ُٝ ،حُوزٞ
ٖٓ َٜٗ١ٝخ أ ١َٗ ٖٓ ٫ ،٬ٛطٔخّ ٛ ١َٗ ٖٓ ٫ٝلش ٞٛٝه ٍٞأ َٛحُظخٝ َٛهي ٍ ١ٝػٖ أكٔي حرٖ ك٘زَ إٔ حُوزٞ
ٖٓ َٜٗ١ٝخ ك ٢حٌُٔٝ َ٤حُٔ٣ُِِٔ."ُٕٝٞي ٖٓ حُظل َ٤ٜأٗظَ :أر ٞحُ٤ُٞي ارٖ ٍٗي حُلل٤ي :ريح٣ش حُٔـظٜي ٜٗٝخ٣ش
حُٔوظٜي،ؽٓٝ 323:ٙ ،ّ،ّ،2:خ ٜ٤ِ٣خ.
2هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى ٛ ،640:خىٍ رظخٍ٣نٗ 20 :ظ٘زَ ٝ،1978حُٔ٘٘ ٍٞرٔـِش حُٔلخٓخس ،ػيى .205:ٙ،14:
229
يخضع لقاعدة الشهر كالعبلنية ،كال يكوف لو أثر قانوني بين األطراؼ كتجاه الغير إال من يوـ
تسجيلو في السجل العقارم.1
كىذا ما نجده في قرار آخر صادر عن محكمة االستئناؼ بفاس نص على ما يلي ":2من
المقرر قانونا أف السجل العقارم ىو سند كل حق عيني ،ككل حق عيني لم يسجل يعتبر غير
موجود قانونا ،كمن المقرر عند علماء األصوؿ أف المعدكـ قانونا كالمعدكـ حسا."...
كقد أدل ىذا التوجو بالمؤيدين لو إلى اعتبار تسجيل سند التبرع بالرسم العقارم ىو
الصحيح الذم يعتبر حجة قاطعة أماـ الكافة ،ذلك أف حقيقة الحق ىي المعبر عنها
بالتسجيل ،3أما مالم يقيد بالرسم العقارم فبل عبرة بو ألنو ىو كالعدـ سواء.
ٓ 1ؤٓ ٕٞحٌُِرَ :١حُظلل٤ع حُؼوخٍٝ ١حُلوٞم حُؼ٤٘٤ش ح٤ِٛ٧ش ٝحُظزؼ٤ش كٟٞ ٢ء حُظَ٘٣غ حُٔـَرٓ ،٢طزؼش ًَٗش حٍُ٬ٜ
ُِطزخػش ٝحَُ٘٘ ،حُطزؼش حُؼخٗ٤ش ،حُٔ٘ش.275:ٙ،1987 :
2هَحٍ ػيى ٛ 90/1183:خىٍ رظخٍ٣ن ٍٞ٘٘ٓ ،1991/7/16:رٔـِش ٗظَحص ك ٢حُلوٝ ٚحُوخٗ ،ٕٞحُؼيى :ح ،ٍٝ٧ريًًَ ٕٝ
حُٔ٘شٓٝ 124:ٙ،خ رؼيٛخ.
٘ٛ 3خى حُؼي٣ي ٖٓ حُوَحٍحص ح ُٜخىٍس ػٖ حُٔـِْ ح٧ػِٝ ٠حُظ ٢طٔ َ٤كٌٛ ٢ح ح٫طـخٜ٘ٓ :ٙخ حُوَحٍ ػيى ،233 :حُٜخىٍ
رظخٍ٣نٓ 15 :خٝ ،1968 ١حُٔ٘٘ ٍٞرٔـِش ه٠خء حُٔـِْ ح٧ػِ ،٠حُؼيى حُؼخٗٝ.30:ٙ،٢حٌٍُٝ ١ى ك ٢ك٤ؼ٤خطٓ ٚخ ٫" :٢ِ٣
ٌٕٞ٣أػَ كظ ٠ر ٖ٤حُٔظؼخهي٬ُ ٖ٣طلخهخص حَُحٓ٤ش حُ ٠حٗ٘خء أٗ ٝوَ كن ػ ٢٘٤ػوخٍ ١ح ٖٓ ٫طخٍ٣ن طٔـِٜ٤خ ك ٢حَُْٓ
حُؼوخٍ ٌٖٔ٣ ٫ٝ ،١ك ٍٜٞكٔخ٣ش حُلن حُؼ ٢٘٤كظ ٠ر ٖ٤حُٔظؼخهي ٖ٣ح ٫ػٖ ٣َ١ن حٜٗخٍ ٙرظو٤٤ي ٙك ٢حَُْٓ حُؼوخٍ١
حُٔو ٌَُ ٜٚػوخٍ."....
ٌٛٝح حُٔٞهق ٚ٤ًِ٣أ٠٣خ هَحٍ ٛخىٍ ػٖ حُـَكش حُٔيٗ٤ش رخُٔـِْ ح٧ػٍِٝ ٠ى ك ٢ك٤ؼ٤خطٓ ٚخ ٌُٖ" :٢ِ٣ك٤غ إ ٟٓٞٞع
حُِ٘حع ػوخٍ ٓللع ٣و٠غ ُوخٗ ٕٞحُظلل٤ع حُؼوخٍٝ ،١حُل َٜحُؼخٗ ٖٓ ٢حُظ َ٤ٜحُٔطزن ػِ ٠حُؼوخٍحص حُٔللظش كبٕ ح٧كؼخٍ
ح٩ىحٍ٣ش حَُحٓ٤ش حُٗ ٠وَ كن ػ ٢٘٤حُ ٠حُـ ٫ َ٤ط٘ظؾ أ ١أػَ ح ٖٓ٫طخٍ٣ن حُظٔـ َ٤ك ٢حَُْٓ حُؼوخٍ ١حُٔو ٌَُ ٜٚػوخٍ،
ٝػِ ٚ٤كبٕ حُٔلٌٔش حُٜٔيٍس ُِوَحٍ حُٔطؼ ٕٞك١ ٚ٤زوض حُوخٗ ٕٞحُٞحؿذ حُظطز٤نًٍِٝ ،ص هَحٍٛخ ػِ ٠إٔ ٟٓٞٞع
حُٜيهش ػوخٍ ٓللعٝ ،إٔ حُل٤خُس ر٘ؤٗ ٫ ٚطظْ كٔ٤خ ٣و ٚحُِ٘حع حُلخُ ٢ا ٫رظٔـ َ٤ػوي حُٜيهش ك ٢حَُْٓ حُؼوخٍٍٝ٨ُ ١
ٟٓٞٞع حُيػٓ ٞٛٝ ،ٟٞخ ُْ ٣وغ ك ٢حُ٘خُُشٝ ،إٔ كويحٕ حَُ٘ ١حًٌُٔ٣ ٍٞـؼَ حُٜيهش ٓؼيٓٝشٝ ،إٔ حُٔلٌٔش ١زوض
حُل ٖ٤ِٜحًٌُٔ ٖ٣ٍٞك ٢حُِ٤ٓٞش ططز٤وخ ِٓٔ٤خ ُْٝطوَهٜٔخ".
-هَحٍ ٍهْٛ 2341 :يٍ رظخٍ٣ن 1989/11/22:ك ٢حُِٔق حُٔيٗ ٢ػيى .86/4214:أٍٝىٓ :ٙلٔي ح٧رٖٟٔ ٞ٤
ٓئُل ١َٗ :ٚحُل ُٞك ٢حُظزَػخص.233:ٙ:ّ،ّ ،
ٓ ٌَّ٣ٝخ ٓزن هَحٍ آهَ ٛخىٍ ػٖ حُٔـِْ ح٧ػٍِٝ ٠ى ك ٢ك٤ؼ٤خطٓ ٚخ ُٔ" :٢ِ٣خ ًخٕ حُؼخرض ٖٓ حٍٝ٧حم إٔ حُٔطِٞرش ك٢
حُ٘و ٞهي طٌٔ٘ض ٖٓ طٔـ َ٤ػوي حُٜيهش رخَُْٓ حُؼوخٍُِ ١ل ٬٤حُٔظٜيم رٜخ ك ٢ك٤خس ُٝؿٜخ حُٔظٜيم ،كبٕ ٌٛح حُظٔـَ٤
٣ؼظزَ ك ٢كي ًحط ٚك٤خُس هخٗ٤ٗٞش ُِؼوخٍ طـ٘ ٢ػٖ اٜٗخى حُؼي ٍٝرٔؼخ٘٣ش حُل٤خُس أ ٝاػزخطٜخ رؤِ٤ٓٝ ١ش أهَ."ٟ
-هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيىٛ 174 :خىٍ رظخٍ٣ن 1996/2/13 :ك ٢حُِٔق ػيىٝ ،92/6258 :حُٔ٘٘ ٍٞرو٠خء حُٔـِْ
ح٧ػِ ٠ه ٍ٬أٍرؼ٘ٓ ٖ٤شُ ،ؼزي حُؼِ ِ٣طٞك٤ن ،حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش.314:ٙ،1999/1419:
230
أما موقف القضاء من ىذه المسألة فقد كاف متباينا ينم عن خبلؼ حاد بين غرؼ
المجلس األعلى ،مما حدا برؤساء غرفو -نظرا لدقة الموضوع -إلى عقد عدة اجتماعات
أسفرت عن تعيين لجنة خاصة ليتسنى لمجلس الرؤساء اتخاذ القرار المبلئم كالذم من شأنو
أف يحقق توحيد اجتهاد المجلس بهذا الصدد" .كفعبل تم تعيين لجنة متخصصة في مجاؿ
الفقو كالقانوف لدراسة اإلشكاؿ المطركح .إال أف ىذا األمر لم يكن بالهين نظرا لتضارب
اآلراء ،كىو ما يستشف من خبلؿ بعض ما كرد في محاضر اجتماعات ىذه اللجنة:
-بتاريخ 20شتنبر 1995عقد االجتماع الثالث لرؤساء غرؼ المجلس األعلى
كعرضت اللجنة المشكلة بتاريخ 19أبريل 1995كالمكلفة بدراسة مشكل الحيازة في
التبرعات ما توصلت إليو ،إال أنو من خبلؿ محضر االجتماع الثالث لرؤساء غرؼ المجلس،
يتضح أف اآلراء بقيت منقسمة ،فرأم يرل بأف التسجيل كحده كاؼ لصحة التبرع ،كرأم آخر
يرل بأف الحل يكمن في توفر الحوزين معا :الحوز الفعلي كالحوز القانوني كأف أحدىما ال
يغني عن اآلخر.1
-كبتاريخ 20دجنبر 1995انعقد االجتماع الرابع لرؤساء غرؼ المجلس األعلى،
كمما كرد في محضر ىذا االجتماع نذكر ما يلي...":لم يتوصل إلى اتفاؽ فيما يتعلق بإشكالية
اعتبار تسجيل سند التبرع بالملك المحفض على رسمو العقارم يغني عن الحيازة المادية ،أـ
البد منها ،إال أف اللجنة الموسعة أشعرت أف أعضاءىا يقترحوف اعتبار تسجيل سند التبرع
بالملك المحفض يغني عن الحيازة الشيء الذم كاف محل توافق. 2"...
كىذا التوافق تمت ترجمتو عمليا بإصدار القرار الشهير عدد 555الصادر عن
المجلس األعلى بجميع غرفو ،3كالذم اعتبر تسجيل التبرع قبل حصوؿ المانع حيازة قانونية
ٌٖٔ٣ 1حَُؿٞع ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل َ٤ٜكٌٛ ٍٞح ح٫ؿظٔخع آُ ٠ـِش ه٠خء حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى ،48حُٔ٘ش،1997 :
.418/417:ٙ
ٌٖٔ٣ 2حَُؿٞع ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل َ٤ٜكٌٛ ٍٞح ح٫ؿظٔخع آُ ٠ـِش ه٠خء حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى 50/49:حُٔ٘ش،1997:
.347-346:ٙ
ٌٛ 3ح حُوَحٍ ٛيٍ رظخٍ٣ن 2003/12/08ك ٢حُِٔق ػيى ٝ ،95/2/2/596حُٔ٘٘ ٍٞرٔـِش حُو٠خء ٝحُوخٗ ٕٞػيى ،149
حُٔ٘شٔٓٝ . 259:ٙ ،31:خ ٍٝى ك ٢ك٤ؼ٤خطٓ ٚخٍ ٌُٖ":٢ِ٣ىح ػِٓ ٠خ أػ َ٤ك ٢حُٓٞخثَ ٓـظٔؼش ،كبُٗٔ ٚخ ًخٕ حُؼخرض ٖٓ
()...
231
تغني عن الحيازة الفعلية.1
كالحيازة القانونية المعبر عنها من خبلؿ ىذا الموقف تعني التسجيل بالرسم العقارم
قبل حصوؿ المانع ،كىذه التسمية ليست إال ابتكارا يعبر عن موقف قضائي يعتبر أف
للتسجيل أثرا منشئا للحق العيني ،كيحقق في الوقت ذاتو الغاية من المعاينة كىي سد الذريعة
التي ذكرىا سيدنا عمر رضي اهلل عنو ،2كما أنو يحل كبشكل أقول كأضمن في العقار
أٍٝحم حُِٔق ٝرخ٧هٜٗ ٚخىس حُٔلخكع حُؼوخٍ ١رخُٔلٔي٣ش ُٗخطش ،إٔ حُٔطِٞر ٖ٤ك ٢حُ٘و ،ٞهي طٌٔ٘خ ٖٓ طٔـ َ٤ػوي
حُٜيهش ػيى ً٘ 434 ٙ292خٕ حُظًَخص 3طخٍ٣ن 1988/03/23رخَُْٓ حُؼوخٍ ١ػيى ُِ 37140ل ٬٤حُٔظٜيم رٜخ
ػِٜٔ٤خ ك ٢ك٤خس حُٔظٜيمٝ ،رخُظخُ ٢كبٕ ٌٛح حُظٔـ٣ َ٤ؼظزَ ك ٢كٌ ًحط ٚك٤خُس هخٗ٤ٗٞش طـ٘ ٢ػٖ اٜٗخى حُؼيُ ٖ٤رٔؼخ٘٣ش
ح ُل٤خُس ٝاه٬ء حُلٟٞٞٓ ٬٤ع حُٜيهش ٝاػزخطٜخ رٓٞخثَ أهَٓ ،ٟخىحّ حُظٔـ٣ َ٤وَؽ حٌُِٔ٤ش ٝحُل٤خُس ٖٓ ٣ي حُٔظٜيم حُ٠
٣ي حُٔظٜيم ػِٜٔ٤خ رٌَ٘ هخٗ ٫ ٢ٗٞؿيحٍ كٌٜٔ٘ٔ٣ٝ ،ٚ٤خ ٖٓ حُظَٜف ك ٢حُؼ ٖ٤حُٔظٜيم رٜخ ػِٜٔ٤خ رـٔ٤غ أٗٞحع
حُظَٜكخص ى٘ٓ ٕٝخُع ،كخُٜيهش ٗخكٌس ك ٢كن حُٔظٜيم ٝؿ َٙ٤اٟخكش حُ ٠إٔ ه٤خّ حُٔظٜيم ربؿَحءحص طٔـ َ٤حُٜيهش ك٢
حُٜي حُؼوخٍ٣ ١ؼظزَ ط٘لٌ٤ح ُِٜيهشٓٝ .ؼِ ّٞإٔ ط٘ل ٌ٤حُٔظٜيم ُِٜيهش ٣ـؼِٜخ ٛل٤لش ٗٝخكٌس ك ٢كوٝ ٚكن هِلٓ ،ٚخ ُْ
طٌٖ ٘ٛخى ىػ٣ٍٞٛ ٟٞش ،أٓخ رو ٜٙٞهز ٍٞحُٔظٜيم حُٜيهش حُٜخىٍس ٓ٘٤ٗ ٚخرش ػٖ حُٔظٜيم ػِ ٚ٤حًٌُ ١خٕ ٝهض
حُوزٍ ٍٞحٗيح رخُـخ ٖٓ حَُٗي حُوخٗ ٢ٗٞكبٕ ًُي ٓ ٌَ٘٣ ٫ززخ ٩رطخُٜخ ١خُٔخ إٔ حُٔظٜيم ػِ ٚ٤طٔٔي أٓخّ ه٠خس حُٟٔٞٞع
رؤٕ ػوي حُٜيهش هي طْ ط٘ل ٌ٘ٓ ٌٙ٤إٔ ٓـَ رخَُْٓ حُؼوخٍٝ ١طِٔي حُؼوخٍ حُٔظٜيم ر ٚػِٟٝٝ ٚ٤غ ٣ي ٙػِٝ ٚ٤حٗظلغ رٕ٧ ٚ
حُوز٣ ٞيٍ ػِ ٠حُوزًٔ ،ٍٞخ ٫طؼظزَ ٗ٤خرش حُـ َ٤ػٖ حُ ٢ُٞأ ٝحُ ٢ٛٞأ ٝحُٔويّ ك ٢هز ٍٞحُٜيهش ٓززخ ٩رطخُٜخ ١خُٔخ أٜٗخ
طلون ٗلؼخ ٓل٠خ ُِوخ ُْٝ ،َٛطوظَٕ رَ٘ ١أ ٝحُظِحّٝ ،ك ٬٠ػٖ ًُي ًِ ،ٚكبُٗٔ ٚخ ًخٗض ؿخ٣ش حُلو ٚك ٢حٗظَح ١حُل٤خُس
ك ٢ػوٞى حُظزَػخص ٞٛهَٝؽ حُؼ ٖ٤حُٔظٜيم رٜخ ٖٓ ٣ي حُٔظٜيم حُ٣ ٠ي حُٔظٜيم ػِ ،ٚ٤كبٕ طٔـ َ٤ػوي حُٜيهش ك٢
حَُْٓ حُؼوخٍ٣ ١لون حُـخ٣ش حًٌٍُٔٞس ٞ٣ٝػوٜخ رٌَ٘ أُ ٖٟٔلوٞم حُٔظٜيم ػِ ٚٗ٧ ٚ٤رٔـَى طٔـ َ٤حُٜيهش ك ٢حَُْٓ
حُؼوخٍٝ ١اٜٗخٍٛخ ُِؼٜٔ٣ ّٞزق حُٔظٜيم ػِٓ ٚ٤خٌُخ ٝكخثِح ُِؼوخٍ حُٔظٜيم ر ٚػِ ٚ٤ى٘ٓ ٕٝخُعُ٘ ٖٔ٠٣ٝ ،لٔ ٚح٫كظلخظ
رٝ ٚحُظَٜف ك ٚ٤رـٔ٤غ أٗٞحع حُظَٜف ٝحُوَحٍ حُٔطؼ ٕٞكُٔ ٚ٤خ حطزَ طٔـ َ٤حُٜيهش ك ٢حُٜي حُؼوخٍ ١هزَ كيٝع حُٔخٗغ
ك٤خُس هخٗ٤ٗٞش طـ٘ ٢ػٖ حُل٤خُس حُلؼِ٤ش كبٗ ٌٕٞ٣ ٚهي ١زن حُوخٗ٘٣ ُْٝ ٕٞط ٢ك ٢حٓظؼٔخٍ حُِٔطش٣ ُْٝ ،لَف ٝػخثن حُِٔق
ٝػَِ ه٠خء ٙطؼًِ ٬٤خك٤خ ٓٝخ رخُٓٞخثَ ٣زو ٠ػِ ٠ؿ َ٤أٓخّ".
٘ٛ 1خى حُؼي٣ي ٖٓ حُوَحٍحص حُظٛ ٢يٍص ػٖ حُٔـِْ ح٧ػِٝ ٠حُظً ٢خٗض طٔ َ٤كٌٛ ٢ح ح٫طـخ ٙهزَ ٛي ٍٝحُوَحٍ 555
ٜٓ٘خ حُوَحٍ حُٜخىٍ ػ٘ ٚطلض ػيى 1097 :رظخٍ٣ن 94/9/13 :ك ٢حُِٔق حُؼوخٍ ١ػيى 93 /5713 :حُٔ٘٘ ٍٞرٔـِش
حُؤطخّ حُؼيى ح ،ٍٝ٧حُٔ٘شٓٝ 108:ٙ ،1997 :خ رؼيٛخٝ ،حٌٍُٝ ١ى ك ٢ك٤ؼ٤خطٓ ٚخ :٢ِ٣
"ٝ...حُوَحٍ حُٔطؼ ٕٞكُٔ ٚ٤خ حػظزَ إٔ حُل٤خُس حُظ٣ ٢ؼظي رٜخ ك ٢حُٜزش رخُ٘ٔزش ُِؼوخٍ حُٔلل ٢ٛ ٞحُل٤خُس حُٔخى٣ش ُِٔٞٛٞد
ك ٚٗٝ ،ٚ٤ػِ ٠أٗ٣ ٫ ٚؼظي كٌٛ ٢ح حُٔـخٍ رٔوظ٤٠خص حُل ٖٓ 66 َٜحُوخٗ ٕٞحُؼوخٍ ٌٕٞ٣ ١ؿَٓ َ٤طٌِ ػِ ٠أٓخّ ٝكخٓي
حُظؼِ َ٤حُٔٞحُٗ٫ ١ؼيحٓٝ ،ٚطؼَ ٝرٔزذ ًُي ُِ٘و. "...ٞ
ٔٓٝخ ٍٝى ك ٢هَحٍ آهَ ٛخىٍ ًٌُي ػٖ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠طلض ػيى 174 :رظخٍ٣ن 13 :كزَحٟٞٞٓ 1996 َ٣ع حُِٔق
حُؼوخٍ ١ػيى ٝ ،92/6259:حُٔ٘٘ ٍٞرخُؼيى حُِٔىٝؽ ُٔـِش ه٠خء حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى ،50/49:حُٔ٘ش108:ٙ ،1997:
ٓٝخ رؼيٛخ:
"إ طٔـ َ٤ػوي حُٜيهش رخَُْٓ حُؼوخٍ ١ه٤ي ك٤خس حُٔظٜيم ٣ؼظزَ ك٤خُس هخٗ٤ٗٞش٣ ،ـ٘ ٢ػٖ اٜٗخى حُؼي ٍٝرٔؼخ٘٣ش حُل٤خُس
ٝاػزخطٜخ".
2هخٍ ػَٔ رٖ حُوطخد ٍ ٢ٟهللا طؼخُ ٠ػ٘ٓ ":ٚخ رخٍ ٍؿخٍ ٘٣لِ ٕٞأر٘خءٗ ْٛلَ حػْ ٌٜٗٞٔٔ٣خ ،كبٕ ٓخص حرٖ أكي ْٛهخٍ
ٓخُ ٢ر٤ي ُْ ١أػط ٚأكيح ٝإ ٓخص ٞٛهخٍ ٫ ٞٛر٘ ٢هي ً٘ض أػط٤ظ ٚا٣خ ٙكٖٔ ٗلَ ٗلِش كِْ ٣لِٛخ حٌُٗ ١لِٜخ –ٝأروخٛخ-
كظ ٠طٌ ٕٞإ ٓخص كٍُٞ ٢ٜػظ ٚك ٢ٜرخِ١ش".
232
المحفض محل شرط الحوز ،كما أف اعتباره موازيا للحوز أك يغني عنو بالنسبة لعقار غير
محفظ ليس فيو ما يناقض قواعد الفقو ،كفتاكل الصحابة.1
إال أف ىذا التوجو يبقى محل نظر ألف مفهوـ الحيازة في الفقو اإلسبلمي ىو كضع اليد
على شيء كالتصرؼ فيو تصرفا ماديا مدة من الزمن ،كىي شرط في التبرعات بوجو عاـ
كالشرط الشرعي ىو ما يضعو الشارع مكمبل ألمر شرعي ال يتحقق إال بوجوده كالطهارة
بالنسبة للصبلة ،لذا يجب أف يدرؾ الشرط في إطار علم األصوؿ باعتبار أف الشرط يلزـ من
عدمو العدـ كال يلزـ في كجوده كجود ما تعلق بو كال عدمو ،2كىو ما ال يمكن أف يتحقق بما
اصطلح عليو بالحيازة القانونية ،ألف مجرد تسجيل عقد الوقف بالرسم العقارم ،كبقاء العقار
الموقوؼ في حوزة كتصرؼ كاستغبلؿ الواقف ،أمر يجعل كاقعة التحبيس في حذ ذاتها غير
تامة ،كال يمكن للتسجيل أف يتممها أك يضيف أك ينقص أم عنصر صحة أك إبطاؿ لها،
كالنتيجة المنطقية لذلك أف تسجيل عقد التبرع دكف حيازة فعلية تجعل العقد في إطار
المعدكـ شرعا كفقا للقاعدة الفقهية القائلة ":المعدكـ شرعا كالمعدكـ حقيقة" ،كالقاعدة التي
تقوؿ ":ما ال يتم الواجب إال بو فهو كاجب".
كبالتالي ال يمكن بتاتا تأييد موقف المشرع المغربي في ىذا الصدد كالقاضي باعتبار
التسجيل في الرسم العقارم كافيا كحده العتبار الحوز صحيحا.3ألف موقف المشرع ىذا فيو
خرؽ كاضح للقواعد الفقهية المستقر عليها في المذىب المالكي بخصوص ىذه اإلشكالية،
كما أف التسجيل بالرسم العقارم ال يمكن أف يطهر عقدا باطبل من إبطالو ألنو ال يتعدل
حدكد إثبات الهوية المدنية للملك المحفض ،كالتي كإف كانت تعطي لهذا األخير القوة
الثبوتية المستمدة مرجعيتها من التشريع فإنو ال يمكن بأم حاؿ من األحواؿ أف يضيف إلى
1أكٔي رٌَ٘٤حٕ :طؼِ٤ن ػِ ٠حُوَحٍ ٍٞ٘٘ٓ 555رٔـِش حُو٠خء ٝحُوخٗ ،ٕٞحُؼيى.307:ٙ،149:
2ػَٔ ح٧ر ١َٗ :ٞ٤حُل ُٞك ٢حُظزَػخص.263:ٙ ،ّ:ّ ،
3ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 26حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٜ٣...":٢ِ٣ق حُل ُٞرٔؼخ٘٣ش حُز٘٤ش ،أ ٝرظٔـ َ٤حُٞهق ك ٢حَُْٓ حُؼوخٍ ،١أ ٝرٌَ
طَٜف ٣ـَ ٚ٣حُٔٞهٞف ػِ ٚ٤ك ٢حُٔخٍ حُٔٞهٞف".
233
مضمونو حجة زائدة .1كما أف عدـ تسجيلو بالرسم العقارم قبل حصوؿ المانع ال يجعلو
باطبل إذا تمت حيازتو حيازة مادية ثابتة بشركطها المقررة فقها ،ألنو في ىذه الحالة يكوف
صحيحا نافذا منتجا لكافة آثاره القانونية.
إف الحيازة المتطلبة فقها شرط لتماـ التبرع كنفاده ،كىذه القاعدة التي أقرىا الفقو
اإلسبلمي ال ينبغي بأم حاؿ تجاىلها ألف عقود التبرع محكمة بقواعد ىذا الفقو كال يمكن
للتسجيل أك عدمو للعقد بالرسم العقارم أف يغير من ىذه القواعد.
كما أف للحوز المادم أك الفعلي حكمة تتحقق من كرائو ىي إشهار التبرع حتى يكوف
الجميع على علم بو ،كىذا يفيد في قطع الطريق أماـ تصرفات الشخص في أموالو طوؿ
حياتو تصرفا مستترا يلحق الضرر بالورثة كالدائنين ،يقوؿ القرافي في ىذا الشأف ":القبض إنما
اشترط عندنا لنفي التهمة لئبل ينتفع اإلنساف بمالو طوؿ عمره ،كيخرجو عن كرثتو عند
الموت".2
كال يضر الوقف في شيء إذا تم بشأنو الحوز المتطلب فقها كتأخر تسجيلو بالرسم
العقارم حتى بعد كفاة الواقف ،ألنو صحيح كيمكن تسجيلو في ىذه الحالة كفق الفقرة األكلى
من الفصل 82من ظهير التحفيظ العقارم التي تنص على ما يلي ":لتقييد الحقوؽ العينية
العقارية المترتبة عن اإلرث يجب على الورثة أك الموصى لهم أف يقدموا للمحافظ على األمبلؾ
العقارية طلبا للتقييد مدعما بكل الوثائق المثبتة النتقاؿ الحق لفائدتهم بصفة قانونية" .كىذا ما
نقرأه في قرار صادر عن المجلس األعلى بغرفتين كرد في حيثياتو ما يلي" :3إف عدـ تسجيل
عقد التحبيس بالرسم العقارم ال يمكن أف يؤثر على صحة موضوعو أك يحد من أثره في نقل
ٓ 1ؼ٤ي حُٔؼظ١ :ْٜز٤ؼش حُل ُٞك ٢حُظزَػخص كوٜخ ٝه٠خء ٝهخٗٗٞخٓ ،وخٍ ٓ٘٘ ٍٞرٔـِش حُوزْ حُٔـَر٤ش ،حُؼيى ،3حُٔ٘ش
.136:ٙ،2012 ُٞ٤ُٞ٣
ٜٗ 2خد حُي ٖ٣أكٔي رٖ اىٍ ْ٣حُوَحك: ٢حٌُهَ٤س،ؽ.245:ٙ،ّ،ّ،6:
3حُوَحٍ ػيى 579حُٔئٍم كِٓ ،2002/02/13 ٢ق ٓيٗ: ٢ػيى ٝ ،95/9/1/4054حُٔ٘٘ ٍٞرٔـِش ه٠خء حُٔـِْ
ح٧ػِ ٠ػيى ،58-57 :حُٔ٘ش ىؿ٘زَ .308:ٙ،2004
234
الحق لؤلحباس ،خاصة كأف الحيازة المادية للملك المحبس قد تمت فعبل ،ككانت بصفة علنية
كافية كثابتة باعتراؼ الورثة أنفسهم ،المدعين احتبلؿ القطعة األرضية من طرؼ السيد
القادرم ،كاستغبللها كملحقة لمدرسة النهضة قبل كفاة الطرؼ المحبس كبعده كلمدة غير
يسيرة بذكرىم".
كالعكس صحيح ،أم أف تسجيل الوقف دكف حصوؿ الحيازة المتطلبة فقها إلى أف
حصل المانع تجعل منو كقفا باطبل ،كيمكن لمن لو مصلحة طلب التشطيب عليو ،ألف
التسجيل في حذ ذاتو ال يصحح رسما باطبل .كما أف قواعد الفقو اإلسبلمي ال توجب أم قيد
بخصوص حيازة الحبس كاقتراف صحة التحبيس بتسجيلو بالرسم العقارم ،ألف عقد التحبيس
متى استوفى شركطو المعتبرة فقها ك توثيقا كاف صحيحا ،ككجوده ثابتا ،كأثر إنشائو يبقى ساريا
كفقا لقصد المحبس ،كتنفيذ تسجيل مضمونو بالرسم العقارم يجب أف يتم كلو عارض كرثة
المحبس في ذلك بعد كفاتو ،لكوف موركثهم طبع تصرفو بطابع ديني محض ،جرل فيو على
مقتضيات أحكاـ كقواعد ذلك الطابع المحدد فقها كتوثيقا ،حيث نص عقد التحبيس المذكور
على كونو ":تحبيسا مؤبدا ككقفا مخلدا ،ما بقيت الدنيا كقصد بذلك كجو اهلل العظيم كثوابو
الجسيم كالدار اآلخرة كاهلل ال يضيع أجر من أحسن عمبل ،كتخليا عن األمتار المذكورة لمن
ذكر كحازىا منهما سيدم بوبكر القادرم المذكور بتقديمهما لو ذلك" مما يتعين معو اإلشارة
إلى أف ذلك يعتبر حبسا عاما كحمايتو من النظاـ العاـ.1
كبالتالي ال يعقل استبعاد قواعد الفقو اإلسبلمي التي ال يستقيم التبرع بدكنها ك تطبيق
قواعد التحفيظ العقارم ،ألف التسجيل بالرسم العقارم ال يمكنو أف يطهر التبرع من العيوب
التي نص عليها المشرع كجعلها تحوؿ دكف صحة الشيء ،أك بوجودىا يقع البطبلف كعليو
فإف صحة الوقف حسب فقهاء المالكية تتوقف على معاينة شاىدم عدؿ للحيازة ،2أم كضع
اليد على العقار قبل المانع .كإذا تعذر ذلك حتى حصل المانع فإف الوقف يقع باطبل كيمكن
لمن لو مصلحة طلب التشطيب عليو ،ألف التسجيل في حذ ذاتو ال يصحح رسما باطبل.
235
لذا يمكن القوؿ إف ما اشترطو الفقو اإلسبلمي من حيازة مادية للتبرع ىي الحيازة
المتطلبة دكف غيرىا ،سواء تعلق األمر بعقار محفظ أك غير محفظ ،كبالتالي ال يستساغ إقحاـ
التسجيل ضمن مالو عبلقة بصحة أك بطبلف عقد التبرع.1
236
املبحح ايجاْ :ٞعدّ َٛاجٗ ١األٚقاف ايعاَ ١بكاعد ٠ايتطٗري ايٓاجت ١عٔ
حتفٝغ ايعكاز
يتميز نظاـ العقارات المحفظة بنوع من االستقرار في الملكية ،ك الثبات في المعامبلت،
كىذا التميز يستمده العقار من خبلؿ تأسيس رسم عقارم خاص بو ،غير قابل للطعن ك خالي
من جميع الحقوؽ غير المضمنة فيو بفعل قاعدة التطهير .1ىذه األخيرة تتمتع بقوة إثباتية
تجعلها أىم اآلثار الناتجة عن التحفيظ(المطلب األكؿ).
لكن بالمقابل كعلى الرغم من اكتساب الرسم العقارم للصفة النهائية التي يكتسبها
بفعل قاعدة التطهير ،كالتي تجعل العقار يقطع كل صلة بماضيو ،كيؤسس لحالة مدنية جديدة
منظفة كمطهرة للعقار من كل الشوائب ،2فإنها تتبلشى عند مواجهة األمبلؾ الموقوفة كقفا
عاما ،نظرا للطبيعة الخاصة كالمتميزة لهذه األمبلؾ ،كىو األمر الذم جعل الشرع يقر
بضركرة استثنائها من األثر التطهيرم للرسم العقارم ( المطلب الثاني).
املطًب األ : ٍٚايك ٠ٛاإلثبات ١ٝيكاعد ٠ايتطٗري ايٓاجت ١عٔ حتفٝغ ايعكاز يف
إطاز ايكٛاعد ايعاَ١
ينص الفصل األكؿ من ظهير 12غشت 1913المتعلق بالتحفيظ العقارم ،كالذم تم
تغييره كتتميمو بالقانوف رقم 314.07:على أنو" :يرمي التحفيظ إلى جعل العقار المحفض
٣ 1وٜي ر ٌٜٙحُوخػيس كٔذ كٌْ ٛخىٍ ػٖ حُٔلٌٔش ح٫رظيحث٤ش رٞؿيس ٓخ " : ٢ِ٣طط َ٤ٜحُؼوخٍ ٖٓ ؿٔ٤غ حُلوٞم حُظً ٢خٗض
ػخُوش ر ٚهزَ حُظلل٤ع٣ ُْ ٝ ،طخُذ رٜخ أػ٘خء ؿَ٣خٕ ٓٔطَس حُظلل٤ع".
-كٌْ ػيى 93/464 :رظخٍ٣ن ِٓ 1993/05/04:ق ٍهْ ٍٞ٘٘ٓ ،89/1362 :رٔـِش حُٔ٘خظَس ،حُؼيى حُؼخٗ ،٢حُٔ٘ش:
.149 :ٙ ،1997 ٞ٤ٗٞ٣
2ػزي حُؼخُ ٢حُؼزٞىٗ" :١ظخّ حُظلل٤ع حُؼوخٍٓ ،"١طزؼش حُ٘ـخف حُـي٣يس رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُطزؼش ،1 :حُٔ٘ش :ٙ ،2008:
.84
3طْ ط٘لٌٛ ٌ٤ح حُوخٗ ٕٞحُٔـٝ َ٤حُٔظْٔ رٔوظ٠خ ٙحُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق حُٜخىٍ ك٠ٍٓ 9 ٢خٕ 12(1331أؿٔطْ،)1913
حُٔظؼِن رخُظلل٤ع حُؼوخٍ ،١رٔوظ ٠٠حُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق ٍهْ 1.11.177:حُٜخىٍ ك ١ً ٖٓ 25 ٢حُلـش 22( 1432
ٗٞكٔزَٝ ،)2011حُٔ٘٘ ٍٞرخُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش ػيى 5998:رظخٍ٣نٞٗ 24:كٔزَ.2011
237
خاضعا للنظاـ المقرر في ىذا القانوف من غير أف يكوف في اإلمكاف إخراجو منو فيما بعد
كيقصد منو:
-تحفيظ العقار بعد إجراء مسطرة للتطهير يترتب عنها تأسيس رسم عقارم كبطبلف ما
عداه من الرسوـ ،كتطهير الملك من جميع الحقوؽ السالفة غير المضمنة بو؛
-تقييد كل التصرفات كالوقائع الرامية إلى تأسيس أك نقل أك تغيير أك إقرار أك إسقاط
الحقوؽ العينية أك التحمبلت المتعلقة بالملك ،في الرسم العقارم المؤسس لو".
كينص الفصل 62من نفس على ما يلي" :إف الرسم العقارم نهائي كال يقبل الطعن،
كيعتبر نقطة االنطبلؽ الوحيدة للحقوؽ العينية كالتحمبلت العقارية المترتبة على العقار كقت
تحفيظو دكف ما عداىا من الحقوؽ غير المقيدة".
من خبلؿ ما سبق ،يتبين أف مقتضيات الفصلين المذكورين أعبله تجعل الرسم العقارم
بعد إنشائو يتسم بقوة تقطع كل نزاع حوؿ ما سجل بو .ذلك أف التقييدات المبينة فيو ىي
عنواف الحقيقة ،فالشخص الذم يستطيع تحفيظ العقار باسمو ،يصبح حائزا على سند مطلق
للملكية باعتباره الحجة الوحيدة التي تؤكد صحة جميع البيانات المدكنة بها ،كما أف حجية
ىذا الرسم في اإلثبات ال يتوفر عليها غيره من المستندات سواء كانت أحكاما قضائية
نهائية ،1أك كثائق رسمية كالتي تكوف قابلة إلثبات ما يخالفها.2ذلك أنو بمجرد صدكر قرار
التحفيظ كتأسيس الرسم العقارم ،يصبح العقار مطهرا من جميع الحقوؽ غير المتعرض عليها
أثناء جرياف مسطرة التحفيظ ك لو كانت حقوقا مشركعة ،مقابل إضفاء صفة المشركعية على
ُِٔ ٌٖٔ٣ 1ظ ٖٓ ٍَ٠كٌْ ه٠خثٜٗ ٢خث ٢حُطؼٖ ك ٚ٤رخُ٘و ٞكٔذ حُز٘ي ح ٖٓ ٍٝ٧حُل ٖٓ 353 َٜم ،ّ،ّ،أ ٝربػخىس حُ٘ظَ
كٔذ حُلٓٝ402 َٜخ ٝ ،ٚ٤ِ٣حُلٗ ٖٓ379 َٜلْ حُوخٗ.ٕٞ
ٚ٘٣ 2حُل ٖٓ 419 َٜم،ٍ،ع ّ،ػِٓ ٠خ ":٢ِ٣حٍُٞهش حَُٓٔ٤ش كـش هخ١ؼش ،كظ ٠ػِ ٠حُـ َ٤ك ٢حُٞهخثغ ٝح٩طلخهخص حُظ٢
ٜ٘٣ي حُٔٞظق حُؼٔ ٢ٓٞحٌُ ١كٍَٛخ رلُٜٜٞخ كٓ ٢لًُٝ َٙ٠ي اُ ٠إٔ ٣طؼٖ كٜ٤خ رخُِ.ٍٝ
ا ٫أٗ ٚاًح ٝهغ حُطؼٖ ك ٢حٍُٞهش رٔزذ اًَح ،ٙأ ٝحكظ٤خٍ ،أ ٝطيُ ،ْ٤أ٣ٍٞٛ ٝش ،أ ٝهطؤ ٓخى ،١كبٗ ٌٖٔ٣ ٚاػزخص ًُي
رٞحٓطش حُٜ٘ٞى ٝكظ ٠رٞحٓطش حُوَحثٖ حُو٣ٞش حُٔ٘٠زطش حُٔظ٬ثٔش ،ى ٕٝحكظ٤خؽ اُ ٠حُو٤خّ ريػ ٟٞحُِ.ٍٝ
ٌٖٔ٣ٝإٔ ٣و ّٞرخ٩ػزخص ر ٌٜٙحٌُ٤ل٤ش ًَ ٖٓ حُطَك ٖ٤أ ٝحُـ َ٤حٌُِٜٓ ُٚ ١لش َٓ٘ٝػش".
238
الحقوؽ المدلى بها أثناء المسطرة كلو كانت غير مشركعة ،1ألف قرار التحفيظ يطهر العقار
لينسبو لمن حفظ باسمو ،ليس باعتباره كارثا أك موىوبا لو أك مالكا ،ك إنما فقط نتيجة لؤلثر
التطهيرم الناتج عن تأسيس الرسم العقارم 2ك الذم ال يعترؼ بعد ذلك إال بالتصرؼ المقيد
بو حيث يصبح الحق بمقتضاه موجودا كثابتا.
كلكن بالمقابل ،فإف ىذه القوة اإلثباتية التي تفرضها قاعدة التطهير ،كانت ك ال تزاؿ
محط نقاش بين مؤيد ك معارض على مستول الفقو أك القضاء.
فاالتجاه المؤيد لهذه القاعدة يرل بأف لنظاـ السجل العقارم الحجية المطلقة ،كعليو
فأم طعن في حجية الرسم العقارم يجعل العقار محل ادعاءات من قبل األطراؼ مما سيفقد
مسطرة التحفيظ كل أىميتها ،3كما أنو سيؤدم بالضركرة إلى شرخ المناعة القانونية المطلقة
التي أضفاىا المشرع على الصك العقارم ،فالمتضرر من التحفيظ يكوف قد ضيع فرصة
الدفاع عن نفسو من خبلؿ المسطرة الطويلة للتحفيظ كما صاحبها من عمليات إشهارية
فيتحمل بالتالي تبعات إىمالو ،4كىذا االتجاه كرسو القضاء كذلك حيث اعتبر في العديد من
القرارات أف قرار التحفيظ يصبح نهائيا بمجرد صدكره في مواجهة الكافة ،دكف إمكانية
مراجعتو بالطعن ،كما أف قاعدة التطهير يواجو بها الخلف الخاص كالعاـ كالغير على حد
سواء ،5كىذا التوجو استقر عليو المجلس األعلى منذ تأسيسو بكيفية مطلقة ،كىو ما أكده
قرار صادر عنو كرد في حيثياثو ما يلي...":إقامة الرسم العقارم لو صبغة نهائية ال تقبل
ٓ 3لٔي ه :١َ٤كٔخ٣ش حٌُِٔ٤ش حُؼوخٍ٣ش ٗ ٝظخّ حُظلل٤ع حُؼوخٍ ١رخُٔـَدٓ ،طزؼش ىحٍ َٗ٘ حُٔؼَكش ،حُٔ٘ش،2001 :
.167:ٙ
2ػزي حٌَُ ْ٣حَُٔؿ :٢٘٤هخػيس حُظط َ٤ٜحُ٘خطـش ػٖ طلل٤ع حُؼوخٍ ٝططز٤وخطٜخ حُؼِٔ٤شٍٓ ،خُش ُ٘ َ٤ىرِ ّٞحُيٍحٓخص حُؼِ٤خ
حُٔؼٔوش ك ٢حُوخٗ ٕٞحُوخ٤ًِ ،ٙش حُلوٞم رٞؿيس ،حُٔ٘ش.7:ٙ،2008-2007:
ٓ 3ؼخى ػخٗ :ٍٞكـ٤ش حُظٔـٝ َ٤كن ٗظخّ حُظلل٤ع حُؼوخٍ ١رخُٔـَد ،حُٔطزؼش ٝحٍُٞحهش حُ٤٘١ٞش رَٔحًٖ ،حُطزؼش ح،٠ُٝ٧
حُٔ٘ش .211: ٙ 1997:
ٓ 4ؤٓ ٕٞحٌُِرَ " ١حُظلل٤ع حُؼوخٍ ٝ ١حُلوٞم حُؼ٤٘٤ش ح٤ِٛ٧ش ٝحُظزؼ٤ش كٟٞ ٢ء حُظَ٘٣غ حُٔـَر.87 :ٙ ،ّ،ّ ،٢
5أٗظَ هَحٍ ٓلٌٔش حٓ٫ظج٘خف رخَُرخ ١رظخٍ٣ن ٓ 2خٍّ ٝ ،1935حٌٍُٝ ١ى ً ٖٟٔظخد:
- Paul Decoux :droit foncier marocain ,imprimerie el maarif al Jadida rabat ,
2002, p:106.
239
الطعن ،كيحسم كل نزاع يتعلق بالعقار ،كال يمكن االحتجاج بأم حق عيني سابق على
التحفيظ لم يسجل على الرسم العقارم" ،1كما أقر أنو ال كجود ألم حق عيني يتعلق بعقار
محفظ حتى بين المتعاقدين إذا لم يكن مسجبل بالرسم العقارم ،كاعتبر أف شهادة الموثق ال
تكفي إلثبات تملك حق عيني لم يتم تسجيلو بالرسم العقارم.2
كفضبل عن ذلك ،اعتبر المجلس األعلى أف الفصل – 2سابقا -من ظهير التحفيظ
العقارم يتضمن قواعد آمرة مرتبطة بالنظاـ العاـ العقارم ،كمن تم يجب أف تثيرىا المحكمة
من تلقاء نفسها كلما تبين لها أف الحق المدعى بو تطهر منو العقار نتيجة التحفيظ ،3كبالتالي
ال يبقى لصاحب حق في حالة التدليس طبقا للفصل 64من ظهير التحفيظ العقارم سول
المطالبة بالتعويض ،4كبالتالي فالنتيجة المنطقية حسب ىذا االتجاه ىي المخالفة التامة للرأم
القائل بضركرة التخفيف من آثار التطهير النهائية بوضع استثناءات عليها ألف ذلك يزعزع
الملكية ك يفقد من قيمتها.5
إال أف ىذا األمر ال يحوؿ دكف المطالبة بتقييد حقوؽ جديدة الحقة على تأسيس رسم
عقارم ،ألف مبدأ التطهير ال يؤثر إال في الحقوؽ السابقة على التحفيظ.
أما االتجاه المعارض لهذه القاعدة ،فيعتبر أف السند القانوني لها ك المتمثل في
الفصلين 1ك 62من ظهير التحفيظ العقارم قد جاءا بمقتضيات ظالمة ،كاف الهدؼ
1هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيىٛ 87:خىٍ رظخٍ٣ن ِٓ ،1972/04/21ق اىحٍ ١ػيى ٍٞ٘٘ٓ ،18271رٔـِش ه٠خء حُٔـِْ
ح٧ػِ ٠حُؼيى.36:ٙ ،26:
2هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى ٛ 2673:خىٍ رظخٍ٣نِٓ ،2005/10/12 :ق ٓيٗ ٢ػيىٍٞ٘٘ٓ ،2004/3/1/1980 :
رٔـِش حُو ،َٜحُؼيى ،14:حُٔ٘شٓ :خ.32:ٙ،2006 ١
3هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ك ٢حُِٔق حُٔيٗ ٢ػيىٛ ،87/2075 :خىٍ رظخٍ٣ن٘٣ 29 :خ ٍٞ٘٘ٓ ،1992 َ٣رٔـِش حٗ٩ؼخع،
حُؼيى.69:ٙ،7:
4هَحٍ ٛخىٍ ػٖ حُـَكش حُؼوخٍ٣ش رخٓظج٘خك٤ش حَُرخ ١طلض ػيىٛ ،1711 :خىٍ رظخٍ٣نٓ 19:خٍّ ٍٞ٘٘ٓ ،1992رٔـِش
حٗ٩ؼخع ،حُؼيى.244:ٙ،26:
ٓ 5لٔي أكٔي رٗٞزخصٗ :ظخّ حُظلل٤ع حُؼوخٍ ،"١حُٔطزؼش ٝحٍُٞحهش حُ٤٘١ٞش رَٔحًٖ ،حُطزؼش حُؼخٗ٤ش ،حُٔ٘ش :ٙ ،2005:
.79
240
األساسي من كرائها ىو زرع المستعمر ،ك إقرار السياسة االستيطانية الفرنسية بالمغرب إبانها،
ك بالتالي ضركرة إعادة النظر في ىذه المقتضيات.1
كىذا التوجو يؤيده رأم آخر يرل بأف ىذه القاعدة ال تتبلءـ بالبث ك المطلق مع كاقع
المجتمع المغربي ،كأف األسباب الحقيقية من كراء سنها ىي تسهيل تملك األراضي لؤلجانب
من أجل توطيد السلطة االستعمارية بالمغرب ،كما يرجع ىذه األسباب إلى صعوبة تطبيق
القانوف المغربي ك جهلو من قبل المستعمر ،كمن ثم ضركرة إبعاده ك استبدالو بقانوف آخر،
كينادم في الوقت ذاتو بإحبلؿ مفهوـ جديد لقاعدة التطهير يتبلءـ ك بيئة الشعب المغربي
من خبلؿ تجميد مفعولها في حالة الغش كالغلط ككذا أثر التطهير في حدكد صحة تقييدات
الدفاتر العقارية .2كىو ما دفع بعض المحاكم إلى عدـ األخذ بمقتضيات الفصلين 2ك62
من ظهير التحفيظ العقارم ،إذا أنشئ الرسم العقارم بصفة غير قانونية ،ذلك أف المحكمة
االبتدائية بوجدة استجابت لطلب المدعي الرامي إلى التشطيب على الرسم العقارم كتوجيو
األمر إلى المحافظ العقارم قصد القياـ بالتشطيب عليو.3
كىذا الخركج عن القاعدة القانونية المطلقة يعد استثناءا لو ما يبرره ،يرجع في غالب
األحياف لطبيعة العقارات المستثناة .
املطًب ايجاْ :ٞاضتجٓا ٤االَالى املٛقٛفٚ ١قفا عاَا َٔ األثس ايتطٗري ٟيًسضِ
ايعكازٟ
إذا كاف التحفيظ يكرس بشكل مطلق حقوؽ المالك المضمنة بالرسم العقارم ،كيؤسس
الحالة المدنية للعقار المحفض ،حيث يسهل معرفة كضعو القانوني المادم كأصولو كتاريخو
ٓ 1لٔي حٌُ٘ز :ٍٞحُظط َ٤ٜحُ٘خطؾ ػٖ طلل٤ع حُؼوخٍ طط ٍٞحُو٠خء حُٔـَر ،٢هَحءس ك ٢هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠رظخٍ٣ن29 :
ىؿ٘زَ ٓ ،1999طزؼش حُ٘ـخف حُـي٣يس رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُطزؼش ح ٠ُٝ٧حُٔ٘ش .29 :ٙ ،2005:
ٓ 2لٔي ٗ٘خٕ :ػزؼ٤ش ح٩روخء ػِ ٠ح٧ػَ حُٔطِن ُوَحٍ حُظلل٤ع رؼي حٓ٫ظوٓ ،ٍ٬وخٍ ٓ٘٘ ٍٞرخُ٘يٝس حُٔ٘ظًَش كٗ ٍٞظخّ
حُظلل٤ع حُؼوخٍ ١رخَُرخ ١رظخٍ٣نٓ ٝ 97 : ٙ 1990/05/04:خ ٜ٤ِ٣خ.
3كٌْ حُٔلٌٔش ح٫رظيحث٤ش رٞؿيس ػيىِٓ ،93/1464:ق ػيىٛ،89/1362:يٍ رظخٍ٣نٝ ،1993/5/4:حُٔ٘٘ ٍٞرٔـِش
حُٔ٘خظَس ،حُؼيى.139:ٙ ،1997:ٞ٤ٗٞ٣ ،2:
241
بشكل دقيق كمضبوط.1فإف المبدأ التطهيرم كالصفة النهائية للرسم العقارم تضمحل قوتهما
في مواجهة األمبلؾ الموقوفة كقفا عاما ،2كذلك حسب ما أكدتو مدكنة األكقاؼ في مادتها
54التي تنص على ما يلي ":إف الرسوـ العقارية المؤسسة لفائدة الغير ال تمنع المحكمة من
النظر في كل دعول ترمي إلى إثبات صفة الوقف العاـ لعقار محفظ ،شريطة أف ترفع الدعول
في مواجهة جميع ذكم الحقوؽ المقيدين.
كإذا ثبت أف العقار المذكور موقوؼ كقفا عاما ،بناء على الحكم القضائي الصادر بذلك
كالحائز لقوة الشيء المقضي بو ،فإف المحافظ يشطب على كل تسجيل سابق ،كيقيد العقار
بالرسم العقارم المتعلق بو في اسم األكقاؼ العامة".
كمضموف ىذه المادة ىو في أصلو نتاج لقواعد اجتهادية صاغها العمل القضائي،
ككرسها اتجاه فقهي .مما جعل المشرع المغربي ال يتردد في تبني ىذا االتجاه ك إعطاء ىذا
االمتياز لؤلكقاؼ العامة ،على غرار األمبلؾ العامة المنظمة بموجب ظهير ،1914/7/1التي
تستعصي ىي األخرل على األثر التطهيرم ،كاألمبلؾ العامة المائية المنظمة بالقانوف -95
،310كبالتالي فهذه األمبلؾ جميعها غير قابلة للتملك الشخصي ،كال للتفويت أك الحجز
كصامدة في مواجهة التقادـ .4كمخصصة لبلنتفاع العاـ كمن تم ال ينفع االستدالؿ على
242
تملكها بقاعدة التطهير ،كال يمكن أف يناؿ منها التحفيظ ،1فلو أف عقارا محبسا قد جرل
تحفيظو على اسم شخص فإف قاعدة التطهير كاكتساب رسم الملك صفة نهائية ال تحوؿ
دكف تمكين إدارة األكقاؼ من المطالبة بالعقار الموقوؼ ،كال يمكن لصاحب رسم التمليك
الحيلولة دكف إعادة ىذه األرض لصاحبها الشرعي بحجة أنها قد حفظت على اسمو .2كما
أف التحفيظ ال يمكن أف يكوف مطهرا للعقار من ىذه الحقوؽ إذا كاف متحمبل بها قبل
التحفيظ ،لذا كاف الحل الناجع ىو استثناء ىذه األمبلؾ من مبدأ الصفة النهائية للرسم
العقارم المنصوص عليها في إطار الفصل 1ك 62من ظهير التحفيظ العقارم ،ليكوف
المشرع بذلك أضفى حماية قانونية على ىذه األمبلؾ ،تهدؼ إلى استغبللها في ظل ظركؼ
مبلئمة كمحققة لمقصود المشرع ،ك تقيها من تصرفات السلطة المركزية كاإلدارية ،كبالتبعية
من تصرفات الخواص ،كما أف التحفيظ يصبح عديم األثر بشأنها إذ تظل محتفظة بصبغتها
العامة.3
كيعتبر الفقيو الفرنسي بوؿ ديكرك أكؿ من قاؿ من الفقو باسثتناء األمبلؾ الحبسية من
نطاؽ قاعدة التطهير ،مؤسسا رأيو بهذا الخصوص على قرار لمحكمة النقض الفرنسية بتاريخ
7فبراير 1934نقضت بموجبو قرار لمحكمة االستئناؼ بالرباط قضى بمواجهة التطهير
الناجم عن التحفيظ العقارم ،كذلك بناء على طعن لفائدة القانوف ،4كىذا االستثناء كرسو
243
القضاء من خبلؿ عدة قرارات صادرة عنو كالقرار عدد 363كالذم كرد في حيثياتو ما
يلي ":1كحيث أنو ال يمكن االحتجاج بالتطهير الناتج عن تحفيظ العقار المذكور تجاه حقوؽ
محبسة غير قابلة للتصرؼ إال بإذف جبللة الملك ،مما يجعل تحفيظ العقار المذكور في اسم
المدعى عليو باطبل ،كبالتالي فإف الدفع غير منتج".
كاالتجاه نفسو كرسو قرار آخر صادر عن المجلس األعلى كرد في حيثياتو ما
يلي":2الحبس ال يطهر بالتحفيظ ،فيمكن للجهة المحبس عليها ،كفي نازلة الحاؿ كزارة
األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية ،أف ترفع الدعول بشأف الحبس كلو حصل كاف في طور
التحفيظ بل حتى كلو حصل تحفيظو ،ألف ثبوت حبسيتو يبطل تحفيظو".
مما سبق يظهر لنا أف اتحاد الفقو كالقضاء مع التشريع حوؿ االتفاؽ على استثناء
األكقاؼ العامة من قاعدة التطهير الناتجة عن تحفيظ العقار ،يضفي بعض المركنة على القوة
المطلقة للرسم العقارم ،ألجل ضماف حماية قصول للعقارات الموقوفة كقفا عاما .
1هَحٍ ٓلٌٔش حٓ٫ظج٘خف رط٘ـش ػيىٛ 363 :خىٍ رظخٍ٣ن 1983/10/13:ك ٢حُِٔق ػيى ٍٞ٘٘ٓ 2/358.82 :رٔـِش
حُ٘يٝس ،حُؼيى ٓٝ 108:ٙ،3خ رؼيٛخ.
2هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى ،688 :ك ٢حُِٔق حُٔيٗ ٢ػيىً ٖٟٔ ٍٞ٘٘ٓ ،2006/3/1/2162 :ظخد حُٔ٘خُػخص حُٞهل٤ش،
ّ.165:ٙ،ّ:
244
245
من المعلوـ أف كل تنظيم قانوني يقتضي حتما كجود نظاـ لئلثبات خاص بو يتفق مع
طبيعتو ،إذ ال يمكن لؤلفراد كالمجتمع اقتضاء حقوقهم بغير اإلثبات ،ألف الحق يتجرد من كل
قيمو إذا لم يقم الدليل على الحادث الذم يستند إليو ،ألف تجرده من دليلو يصبح عند
المنازعة فيو ىو كالعدـ سواء.
كمفهوـ اإلثبات في اللغة ىو تأكيد الحق بالبينة ،كالبينة اسم لكل ما يظهر الحق كيبينو،1
كىو الدليل كسبلح األطراؼ في معركة الخصومة القضائية ،كحسب فقهاء القانوف ،اإلثبات ىو
إقامة الدليل أماـ القضاء بالطريقة التي يحددىا القانوف ،لتأكيد حق متنازع فيو لو أثر قانوني.2
إال أف اإلثبات في حقيقتو ال ينصب على الحق ذاتو كلكن على الواقعة المنشئة لو ،كالتي تعتبر
مصدرا لوجوده ،سواء كانت ىذه الواقعة تصرفا قانونيا أك كاقعة قانونية.
كعليو ،ال يمكن ألحد أف ينكر أىمية اإلثبات لشدة الحاجة إليو ،فهو نافع للوصوؿ إلى
الحقيقة ،كاالعتماد عليو لتحقيق العدؿ أمر مسلم بو ،حتى ال تضيع الحقوؽ كتتعطل األحكاـ
كاالدعاء بدكنو يعتبر عبثا ،كجميع التصرفات العقارية التي تتم بين األحياء مجانية أك بعوض ال
يعتبر لها كجود عند نشوء منازعة بشأنها إال بقياـ الدليل عليها. 3
كالنظاـ القانوني لئلثبات ال يتخذ صورة كاحدة ،فمنها ما يضع من القيود على حرية
القاضي في تلمس الدليل ،كمنها ما يقلل من ىذه القيود حتى يشتد التقارب بين الحقيقة
القضائية ،كالحقيقة الواقعية.4
ٓ 1لٔي حرٖ ٓؼـٓٝ :ُٞخثَ ح٩ػزخص ك ٢حُلو ٚحٓ ،٢ٓ٬ٓ٩طزؼش حُ٘ـخف حُـي٣يس ،حُٔ٘ش.13 :ٙ ،1984 :
2حىٍ ْ٣حُؼِ ١ٞحُؼزيٓٝ : ١ٝ٫خثَ ح٩ػزخص ك ٢حُظَ٘٣غ حُٔيٗ ٢حُٔـَر ،٢حُٔطخرغ حُلَٗٔ٤ش حُٔـَر٤ش ،حُطزؼش :حُؼخٗ٤ش،
حُٔ٘ش ،1971:ؽ.12 :ٙ ،1:
3حُط٤ذ حُزٞحدٓٝ :خثَ ح٩ػزخص كٓ ٢ـخٍ حُظَٜكخص حُؼوخٍ٣ش ٓ ،وخٍ ٓ٘٘ ٍٞرٔـِش حُٔلخًْ حُٔـَر٤ش ،ػيى.83:ٙ،87:
4حىٍ ْ٣رِٔلـٞدٔٓ :خٍ حُؼَٔ حُو٠خث ٢كٓ ٢ـخٍ حػزخص حُٞهقٓ :وخٍ ِِٓ٘٘ٔٓ ٖٟٔ ٍٞش ىٍحٓخص
ٝأرلخع.96:ٙ:ّ،ّ:
246
كبالرجوع إلى أحكاـ مدكنة األكقاؼ ،يبدك أف المشرع المغربي لم يقيد التنظيم القانوني
إلثبات الوقف العاـ بوسائل معينة ،بل ترؾ تحديد ما يعتبر من األدلة كقوة كل كاحدة منها
خاضعا للسلطة التقديرية للقضاء ،كما أصر على إحياء كسائل إثبات الوقف العاـ المنصوص
عليها في الفقو اإلسبلمي ،كتنظيمها تنظيما محكما ،دكف إغفاؿ إمكانية األخذ بالقواعد العامة
المنصوص عليها في ظهير االلتزامات ك العقود كقانوف المسطرة المدنية.
كعلى ىذا األساس ،يمكن اعتبار الموقف المرف للمشرع المغربي إلثبات الوقف العاـ
أضمن لو كأكثر حماية لو من غيره.
كلئلحاطة أكثر بالمبادئ العامة التي يمكن االستناد إليها لتيسير إثبات الوقف ،ككذا
طرؽ إثباتو ،سوؼ أقسم ىذا الفرع على الشكل التالي:
المبحث األكؿ :المبادئ العامة لتيسير إثبات الوقف العاـ
المبحث الثاني :طرؽ إثبات الوقف العاـ.
247
املطًب األ :ٍٚال تعجٝص يف اوحبظ
قاعدة ال تعجيز في الحبس معناىا ":التيسير في إثبات حقوؽ الوقف بمختلف الوسائل
أماـ القضاء" .كالتعجيز ىو قطع حجة المعجز ،كمعنى ذلك أنو إذا انتهى األجل المضركب
إلحضار البينة بالنسبة للقائم أك للطعن فيها بالنسبة للمطلوب ،كلم يدؿ المؤجل بما تأجل لو،
فإف القاضي يحكم بتعجيزه طالبا كاف أك مطلوبا.1
كفائدة الحكم بالتعجيز ،أما على القائم فعدـ سماع ما يأتي بو من البينات على إثبات
دعواه ،كأما على المطلوب فبعدـ سماع قدحو في بينة المدعي .2كالحكم عليو بنقيض
مقصوده ،إستنادا على ما نص عليو األئمة كإبن سهل في أحكامو ":فإذا انقضت اآلجاؿ
كالتلوـ كلم يأت المؤجل بشيء يوجب نظرا عجزه القاضي ،كأنفذ القضاء عليو كسجلو كقطع
بذلك شغبو عن خصمو ،ثم ال تسمع لو دعول أتى بها طالبا كاف أك مطلوبا".3
كعليو ،إذا طلب أحد المتخاصمين تعجيز خصمو بهدؼ قطع لدده ،كرفع شغبو ،كعدـ
قبوؿ أم حجة منو بعد الحكم عليو يستجاب لطلبو ،ألف الحكم بالتعجيز ال مطلب كراءه كال
قبوؿ ،كلو قاـ بأم حجة ،كعلل ذلك إذا تطرؽ القياـ بعد التعجيز كاف تبلعبا بحكم القاضي،4
إال أف قاعدة التعجيز ال يمكن إعمالها في الحقوؽ التي إذا ثبتت ال يجوز إسقاطها ،كىي
خمس حاالت حددىا الفقهاء في :الحبس ك الطبلؽ ك النسب ك القتل العمد ك العتق.
كىذا ما يوافق قوؿ إبن عاصم في التحفة:
1أر ٞػزي هللا ٓلٔي رٖ أكٔي ٓ٤خٍس حُلخٓ :٢كظق حُؼِ ْ٤حُو٬م كَٗ ٢ف ٤ٓ٫ش حُِهخم ،طلو٤ن ٍٗ٤ي حُزٌخٍٓ ،١طزؼش ىحٍ
حَُٗخى حُلي٣ؼش رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش.203:ٙ،2008:
2طؼِ٤ن ػِ ٠كٌْ ػيىٛ 102 :خىٍ رظخٍ٣ن 11:ؿٔخى ٟحُؼخٗ٤ش ك ٢حُو٤٠ش ػيى ٖٟٔ ٍٞ٘٘ٓ ،677 :ح٧كٌخّ حُٜخىٍس
ػٖ ٓـِْ حٓ٫ظج٘خف حَُ٘ػ ٢ح٧ػِ ،٠حُٔـِي ح :ٍٝ٧حُٔ٘ش.386:ٙ ،1999 :
3كٌْ ػيى 171:رظخٍ٣ن ٍر٤غ حُ٘ز 1345 ١ٞه٤٠ش ػيى ٖٟٔ ٍٞ٘٘ٓ ،777 :ح٧كٌخّ حُٜخىٍس ػٖ ٓـِْ حٓ٫ظج٘خف
حَُ٘ػ ٢ح٧ػِ.676:ٙ ،ّ،ّ ،٠
4كٌْ ػيى 31 :رظخٍ٣ن ٛ 92:لَ 1340ك ٢حُو٤٠ش ػيى ٖٟٔ ٍٞ٘٘ٓ ،428 :ح٧كٌخّ حُٜخىٍس ػٖ ٓـِْ حٓ٫ظج٘خف
حَُ٘ػ ٢ح٧ػِ.162:ٙ ،ّ،ّ ،٠
248
1
كعلة ىذا االستثناء بالنسبة للحبس ىو تعلق حق الغائب في غير المعين ،كتعلق حق اهلل
تعالى في المعين كغيره. 2
من المقرر المعلوـ أف الحائز ال يطالب بإثبات ما في يده ،ألف الحيازة الطويلة بدكف
منازع قرينة على تملك الحائز .قاؿ التسولي في البهجة:
1كٌْ ػيى ٛ 101:خىٍ :رظخٍ٣ن ٍ 29ؿذ ػخّ ٖٟٔ ٍٞ٘٘ٓ 1335ح٧كٌخّ حُٜخىٍس ػٖ ٓـِْ حٓ٫ظج٘خف حَُ٘ػ٢
ح٧ػِ ،٠حُـِء ح ،ٍٝ٧حُٔـِي حُوخْٓ ،حُٔ٘ش.316 :ٙ ،2008 :
2أكٔي حُلو ٚ٤حُظطٞحٗ :٢طؼِ٤ن ٝط٤ٟٞق ُِلٌْ 13:حُٜخىٍ رظخٍ٣نٛ 23 :لَ حُو َ٤ػخّ ٖٟٔ ٍٞ٘٘ٓ 1333ح٧كٌخّ
حُٜخىٍس ػٖ ٓـِْ حٓ٫ظج٘خف حَُ٘ػ ٢ح٧ػِ ،٠حُٔـِي ح :ٍٝ٧حُٔ٘ش .56:ٙ ،2008
249
كىذه القرينة يستفيد منها الوقف أيضا كوسيلة إلثبات كاقعة التحبيس ،كىذا ما أكده قرار
صادر عن محكمة االستئناؼ بالجديدة ،كرد في حيثياتو ما يلي" :حيث يدعي كل طرؼ أنو
يحوز العقار موضوع النزاع ،كحيث إف المحكمة بتصفحها للرسوـ كالسندات ،كالرسائل
ككصوالت الكراء المدلى ،بها من قبل األكقاؼ كالسابق اإلشارة إليها ،يتبين أف العقار
المطلوب تحفيظو ىو في الحقيقة تحت حيازة األكقاؼ قبل العشرينات ،كأنها تنسب ىذا
العقار لنفسها ،كالناس كذلك ينسبونو إليها ،بما في ذلك ممثلي الجماعات المتعرضة
باعترافهم تارة ،كباكترائهم العقار من األكقاؼ تارة أخرل ،ىذا باإلضافة إلى أف الجماعات
المتعرضة حسب محتويات الملف لم يثبت أنها نازعت األكقاؼ في حيازتها ،كال سبق لها أف
رفعت دعول ضدىا في شأف ىذه الحيازة الطويلة األمد أماـ المحاكم ،كىي حاضرة بالبلد
ساكتة منذ ،1916مما يثبت لؤلكقاؼ الحيازة القاطعة لحجة القائم....األمر الذم يترتب عنو
كسب حق الملكية بطريق داللة القرينة المعركفة قانونا" .1كبالتالي ال يصح نزع موضع معين
من يد مالكو ،اعتمادا على حجج غير مستوفية للشركط ،ألف االستحقاؽ ال يثبت شرعا إال
بموجب القطع .كفي ىذا الشأف يقوؿ إبن عاصم:2
لكن ،بالمقابل ،نجد أيضا أنو ليس كل ماؿ قابل ألف يحاز ،كأف يتحصن حائزه من
كل الدعاكل نتيجة لحيازتو ،أك أف يكوف من شأف تلك الحيازة أف تفترض صاحبها مالكا لذلك
الماؿ الذم حازه ،كتسقط دعول القائم عليو ،بل أف ىناؾ أمواال ال تؤثر فيها الحيازة ألنها من
حقوؽ اهلل تعالى ،كمن ىذه األمواؿ نجد األحباس التي تزخر كتب الفقو بالحديث عن
1هَحٍ حٓظج٘خك ٢ػيى ٛ 40:خىٍ رظخٍ٣نِٓ ،2001/02/15:ق ػيىٓ ،97/1242/5:ؤهً ٖٓ ًٞظخد ػزي حَُُحم
حٛز٤ل :٢حُلٔخ٣ش حُٔيٗ٤ش ُٝ٨هخف حُؼخٓش رخُٔـَد.129:ٙ:ّ،ّ ،
َٗ 2ف حُظللش ُُٞي حُ٘خظْ أر٣ ٢ل ٢حرٖ ػخ ْٛحُـَٗخ.286:ٙ ،ّ،ّ ،٢١
250
حمايتها ،حتى صارت مقولة " الحبس ال يحاز عليو" من العبارات المتداكلة .1كالتي تنم عن
مسألة دقيقة ينبغي للعدؿ أف يكوف حاذقا فيها ،عارفا بقواعد فن التوثيق كأحكاـ الفقو ،ليتم
حفظ ماؿ الحبس ،كلهذا يتعين في كل شهادة تتعلق بالحبس ،االحتراز بذكر شركط صحة
الحبس ،كمنها شرط الحوز.
كما أف االجتهاد القضائي كذلك كرس ىذه القاعدة في العديد من القرارات الصادرة عن
محاكم المملكة في ىذا الشأف ،كنذكر منها قرار المحكمة اإلقليمية بالرباط ،الذم كرد في
حيثياتو ما يلي" :2كحيث إف األحباس ال يحاز عليها ،كىذا ىو المشهور الراجح ،الذم ال
يصح الحكم بغيره كما نقل ذلك سيدم المهدم الوزاني في نوازلو الصغرل ج 3ص،395:
كالزرقاني ج 7ص ،284:كسيدم المهدم في حاشيتو المذكورة ج3ص "...249:ك قرار
المجلس األعلى الذم نقرأ في حيثياتو ما يلي ":3حيث إف الحيازة مدة عشر سنوات كإف
كانت تكسب فعبل الحائز ملكية العقار إذا توافرت شركطها من ىدكء كعبلنية كاستمرار ،فإف
ىذه القاعدة ال أثر لها إف تعلق األمر بحيازة عقار محبس كما ىو الشأف في النازلة ،ككما
أشارت إلى ذلك محكمة االستئناؼ المطعوف في قرارىا ،إذ الحبس ال يحاز عليو دائما كأبدا
سواء قبل تنظيم األحباس أك بعد تنظيمها ،كحيث إف الحبس كإف كاف يجرم عليو ما يجرم
على الغير ،كيمكن إلدارة األحباس أف تصفيو كأف تجرم مناقلة بشأنو ،فإف ذلك ال يغير من
األمر شيئا"...
ٓ 1لٔي حُوي :١ٍٝك٤خُس حُؼوخٍ ًيُ َ٤ػِ ٠حُِٔي ٓٝزذ ك ،ٚ٤حُطزؼش حُؼخٗ٤ش ،حُٔ٘ش ٓ،2009طزؼش ىحٍ حٓ٧خٕ رخَُرخٙ ،١
.134
2هَحٍ حُٔلٌٔش ح٩هِ٤ٔ٤ش رخَُرخ ١رظخٍ٣ن ِٓ ،1969/06/30ق ػيىٓ .65/185:ؤهً ٖٓ ًٞظخد ػزي حَُُحم حٛز٤ل:٢
حُلٔخ٣ش حُٔيٗ٤ش ُٝ٨هخف حُؼخٓش رخُٔـَد.130:ٙ:ّ،ّ ،
3هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيىٛ ،410:خىٍ رظخٍ٣نِٓ ،1989/12/23 :ق ػيى ،87/7017هَحٍ ؿ.ٍٞ٘٘ٓ َ٤
251
املبحح ايجاْ :ٞطسم إثبات ايٛقف ايعاّ
من خبلؿ المادة 48من المدكنة1يتبين أف المشرع المغربي لم يقيد مسألة إثبات الوقف
العاـ بطرؽ معينة ،بل ترؾ المجاؿ مفتوحا إلعماؿ جميع طرؽ اإلثبات الشرعية كالقانونية بما
فيها الحوالة الحبسية.
كموقفو المرف ىذا سيساعد ببل شك على ضماف االحتراـ الواجب للوقف ،كالحفاظ على
الخصوصية التي تميزه ،كتجعلو ينفرد بمقتضيات قانونية استثنائية ،كما سيساىم في الوقت
ذاتو في رد االعتبار لمجموعة من الوثائق الحبسية التي اجتهد العدكؿ في توثيقها ،كأحكم
الساىركف على تدبير الوقف مسكها كتنظيمها.
كللوقوؼ على طرؽ إثبات الوقف العاـ ،سواء الشرعية أك القانونية ،بنوع من التفصيل
سوؼ أقسم ىذا المبحث على الشكل التالي:
المطلب األكؿ :طرؽ إثبات الوقف في الفقو االسبلمي
المطلب الثاني :طرؽ إثبات الوقف في التشريع المغربي.
إف استنباط كسائل اإلثبات الواردة في الفقو اإلسبلمي دليل عملي على صبلحيتو ألف
تستخرج منو األدلة ،كتنبني على أساسو األحكاـ ،كما أف اإلعتماد على ىذه الوسائل سيفسح
المجاؿ للقضاة إلعماؿ أفكارىم للنظر في ظركؼ القضايا المطركحة بين أيديهم ،كاستنباط كل
ما من شأنو إيصاؿ الحق إلى أصحابو ،نظرا التساع دكر كمجاؿ السلطة التقديرية للقضاء أماـ
ىذه الوسائل.
كلئلحاطة بطرؽ إثبات الوقف في الفقو اإلسبلمي ،1سواء ما اتفق الفقهاء بشأنها ،أك ما
اختلفوا حولها ،سأقسم ىذا المطلب على الشكل التالي:
1ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 48حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٌٖٔ٣" :٢ِ٣حػزخص حُٞهق رـٔ٤غ ٓٝخثَ ح٩ػزخصٝ ،طؼظزَ حُلٞح٫ص حُلزٔ٤ش كـش ػِ٠
إٔ ح٬ٓ٧ى حُٔ٘ٔ٠ش رٜخ ٓٞهٞكش اُ ٠إٔ ٣ؼزض حُؼٌْ"...
252
الفقرة األكلى :الشهادة كالنكوؿ
الفقرة الثانية :الحيازة كالحوالة
الفقرة الثالثة :إعتراؼ الحائز أف ما بيده حبس ،كالكتابة كالوسم على الحبس.
تعتبر الشهادة 2من طرؽ اإلثبات األصلية ،أم أنها من األدلة التي تقوـ بذاتها دكف أف
تكوف مكملة ألدلة موجودة ،كنظرا ألىميتها ،فقد خص الفقهاء كلمة البينة بالشهادة ،فإذا
أطلق لفظ البينة انصرؼ إلى الشهادة ،كمعناىا في اللغة :اإلخبار بالشيء خبرا قاطعا ،3كفي
اصطبلح فقهاء المالكية نجد حقيقة الشهادة فاإلخبار عن تعلق أمر بمعين يوجب عليو
حكما.4
كالشهادة كطريقة إلثبات الوقف لها أقساـ عدة ترجع إلى المعايير التي أعتمد عليها
الفقهاء في ىذا التقسيم ،مما يقتضي اإلحاطة بها كتبياف أىميتها في إثبات الوقف(أكال) ،أما
النكوؿ فمعناىا لغة مهابة الشيء كالخوؼ منو ،كنكل من باب علم أم نكص كجبن ،فكأف
المدعى عليو إذا كجهت إليو اليمين كخشي عاقبة الحلف بها ىابها كامتنع فهذا ىو النكوؿ،
ٞٓ 1ف أػظٔي ك ٢حٓظؼَح ٌٙٛ ٝحُطَم ػِٓ ٠يحهِش حٓ٧ظخًٓ :لٔي حُظخ َ٣ٝكٓٝ ٍٞخثَ اػزخص حُٞهق ك ٢حُلو ٚح٢ٓ٬ٓ٩
حُظ ٢طويّ رٜخ ٗ ٖٟٔيٝس ح٩ػزخص ك ٢حُٔخىس حُلزٔ٤ش ،حُٔ٘ؼويس رُٞحٍس حٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩ش رظخٍ٣نٞ٤ٗٞ٣ 29/28 :
.2005
طٔظٔي حُٜ٘خىس َٓ٘ٝػ٤ظٜخ ٖٓ ه ُٚٞطؼخُ ٠ك ٢ح٣٥ش ٍٞٓ ٖٓ 282س حُزوَس" : 2
طلٔ َ٤حرٖ ػَرٟ :٢زطٛٝ ٚللٝ ٚهيّ ُ ٚحُ٘٤ن ػزي حُٞحٍع ٓلٔي ػِ ،٢حُٔـِي حٓ ،ٍٝ٧طزؼش ىحٍ حٌُظذ
حُؼِٔ٤ش رزَٝ٤ص ،حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘شٓٝ 113 :ٙ،2001:خ رؼيٛخ.
طلٔ َ٤حرٖ ًؼ :َ٤حُٔـِي حٓ ،ٍٝ٧طزؼش ىحٍ حُلخٍٝم رؼٔخٕ حٍ٧ىٕ ،حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش536:ٙ،2008 :
ٓٝخ رؼيٛخ.
ٓلٔي حُطخ َٛحرٖ ػخٗ :ٍٞطلٔ َ٤حُظلَٝ َ٣حُظ٘ ،َ٣ٞحُـِء 3ى ًًَ ٕٝحُٔ٘شٓ ،طزؼش ىحٍ ٓلَُِ٘٘٘ ٕٞ
ٝحُظ٣ُٞغ رظٓٝ 97:ٙ،ْٗٞخ ٜ٤ِ٣خ.
ُٔ 3خٕ حُؼَد ٫رٖ ٓ٘ظ:ٍٞؽ.302:ٙ،1
4كخٗ٤ش حُيٓٞه ٢ػِ ٠حَُ٘ف حٌُز،َ٤ؽ.194:ٙ،4:
253
كالناكل الجباف الضعيف ،1كفي االصطبلح امتناع المدعى عليو عن اليمين إذا كجهت إليو كقد
قيل في مشركعيتو ما قيل في مشركعية اليمين بمعنى جواز القضاء بو (ثانيا).
أٚال :ايػٗاد:2٠
إف إثبات الوقف عن طريق الشهادة في الفقو اإلسبلمي ال يتطلب شكليات معقدة ،أك
إجراءات خاصة ،كإنما شرط الشهادة األساسي ىنا ىو عدالة الشهود ،إضافة إلى عددىم
حسب القضايا المعركضة ،كمراتب إثبات الوقف بالشهادة سبعة كىي:
-1شهادة عدلين أك عدؿ كامرأتين على أصل التحبيس:
اتفق جميع الفقهاء على أف الحقوؽ كلها ما عدا الزنا تثبت بشهادة عدلين ذكرين3كىذه
الشهادة ال خبلؼ في قبولها لقولو تعالى:
.4
يقوؿ ابن القيم في ىذا الشأف" :ىذا أمر ألصحاب الحقوؽ بما يحفظوف بو حقوقهم،
حيث أرشدىم اهلل إلى أقول الطرؽ ،فإف لم يقدركا على أقواىا انتقلوا إلى ما دكنها ،فإف
شهادة الرجل الواحد أقول من شهادة امرأتين ألف النساء يتعذر غالبا حضورىن مجالس
الحكاـ ،كحفظهن كضبطهن دكف حفظ الرجاؿ كضبطهم."5
لكن ،ىذا الرأم نجد ما يخالفو ،ذلك أف قولو تعالى فإف لم يكونا رجلين فرجل كامرأتاف
يتبادر منو أنو ال تجوز شهادة النساء ،إال عند عدـ شهادة الرجاؿ ،ألنو من ألفاظ اإلبداؿ،
254
لكن ىذا ليس صحيحا ألنو لو كاف مقصودا لقيل :فإف لم يوجد رجبلف فرجل كامرأتاف ،أما
كقد قاؿ :فاف لم يكونا فهو يتناكؿ الوجود كالعدـ.1
لكن ،بالرجوع إلى موقف المالكية من ىذه المسألة نجدىم ال يقبلوف شهادة النساء فيما
ليس بماؿ كال آيل اليو ،كما أنهم يقبلوف شهادة النساء مع الرجاؿ في كل حق مالي ،أك يؤكؿ
إلى الماؿ .2كفي ىذا يقوؿ ابن عاصم:3
كشهادة عدلين أك عدؿ كامرأتين إلثبات الحبس تبقى ىي األصل لكوف تلقي اإلشهاد
بالتحبيس كاف من المحبس مباشرة ،كما أف قبوؿ ىذه الوثيقة رىين بمخاطبة القاضي عليها،
ألنها قبل ذلك ال يمكن اعتبارىا إال مجرد زماـ ،لقوؿ ابن عاصم في التحفة:
كال تفيد ىذه الشهادة القطع إال بعد ثبوت ملك المحبس لما حبسو ،كاستمراره إلى يوـ
التحبيس ،كتعيين األمبلؾ المحبسة ،كىذا ما أكده قرار صادر عن المجلس األعلى حيث كرد
في حيثياتو ما يلي ":4ال يقضى للقائم بالحبس إال بعد إثبات التحبيس ،كملكية المحبس لما
حبسو يوـ التحبيس ،الحتماؿ أف يكوف حبس غير ملكو ،فإثبات ملكية المحبس لما حبسو
شرط الستحقاؽ الحبس ،كيتم اإلشهاد عليو في رسم التحبيس ،باعتبار اإلشهاد شرط الزـ في
1أر ٞرٌَ ٓلٔي رٖ ػزي هللا حُٔؼَٝف رخرٖ حُؼَر ٢حُٔؼخكَ ١حٗ٩ز :٢ِ٤أكٌخّ حُوَحٕ ،كوو ٚػِٓ ٢لٔي حُزـخ1:١ ،١ٝ
ٓ،طزؼش ىحٍ اك٤خء حٌُظذ حُؼَر٤ش ،ؽ.252:ٙ ، 1:
ٓ 2لٔي حرٖ ٓؼـ.193:ٙ،ّ:ّ ،ُٞ
3حُظٔ.179:ٙ ،ّ:ّ :٢ُٞ
4هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى 2832:حُٔئٍم كِٓ ،2006/09/27:٢ق ٓيٗ ٢ػيىٝ ،2005/3/1/2217:حُٖٟٔ٘٘ٔ ٍٞ
ًظخد حُٔ٘خُػخص حُٞهل٤ش.136:ٙ ،ّ:ّ ،
255
التبرعات من حيث ىي ،كفي كل ما كاف من غير عوض ،فإذا قيل المحبس حبستو كلم يقل
إشهدكا على ذلك ،كلم يفهم من حالو أنو قصدىم إلى اإلشهاد عليو ،فبل يصح شيء من ذلك
كالحبس باطل ،كال يسأؿ من بيده الشيء المدعى فيو ،كال من أين صار لو ،إال بعد أف يثبت
القائم بالحبس ملك المحبس لما حبسو ،كحيازة المحبس عليو للشيء المحبس حيازة
صحيحة شرعا ،لقوؿ المتحف:
كالمحكمة لما اكتفت بالقوؿ بأف الملك موضوع الدعول ىو ملك محبس ،كأف
الحبس بقي منحصرا إلى تاريخو في المدعين الثبلثة ،كأف ناظر األكقاؼ بالرباط أكد في كتابو
الموجو إلى الطالب ،كالمؤرخ في 2002/2/25أف الدار المدعى فيها محبسة حبسا معقبا
حسب الرسوـ كالوثائق الموجودة بملف األكقاؼ ،كأف عقارات الحبوس ال تحاز بطوؿ المدة،
كأف الطالب عجز عن إثبات تمسكو بالمدعى فيو بسند يبرر ذلك ،دكف أف تبرز في قرارىا بأف
الحبس تم كفق قواعد الفقو اإلسبلمي التي تنظم الوقف إنشاء كحيازة كإشهادا ،ردا على ما
تمسك بو الطالب في مذكرتو المدلى بها في جلسة ،2004/9/8من أف الحبس ال يكوف
نافذا كمنتجا آلثاره القانونية إال إذا اقترف بالحيازة المادية للعين المحبسة ،فإنها تكوف قد
خرقت قواعد الفقو بشأف الحبس ،كعرضت قرارىا للنقض.
إال أف المجلس األعلى لم يكتف بما كرد في القرار أعبله ،كإنما أضاؼ ضركرة معاينة
الشهود للحيازة من طرؼ المحبس عليهم كىو ما نقرأه في قرار آخر صادر عنو كرد فيو ما
يلي ":1من المقرر فقها كقضاء أف استحقاؽ الحبس ال يكوف إال بعد إثبات موجباتو كمنها
ملكية المحبس لما حبسو يوـ التحبيس ،كمعاينة الشهود لحيازتو من طرؼ المحبس عليهم.
كبالرجوع إلى أكراؽ الملف يتبين أف الطالبة لم تدؿ بما يفيد ملكية المحبس للشيء المحبس،
ال سيما كالمطلوبوف ينكركف في كافة المراحل نسبة محل النزاع إلى المحبس ،مدعين حوزه
256
كملكو إرثا من أسبلفهم ،كاستدلوا على ذلك بموجب رسم التصرؼ كعقد قسمة كرسوـ
الشراء ،كالمحكمة عندما ثبت لها من دراسة كثائق الملف أف شركط الدعول غير قائمة لعدـ
إثبات الطالبة ملكية المحبس للشيء المحبس ،كلعدـ معاينة حيازتو ،تكوف أقامت قضاءىا
على أساس صحيح ،كتكفي ىذه العلة في صحة القرار".
كبما أف القاضي ال يحكم بعلمو ،كإنما بما يثبت لديو ،فإف بعض اإلشكاالت التي
يطرحها إثبات الوقف يمكن إيجاد حلوؿ لها من خبلؿ قواعد الفقو اإلسبلمي ،ذلك أف عدـ
إدالء منكر الحبس ما يفيد ملكيتو للمدعى فيو ،فإف الحبس في ىذه الحالة يثبت بشهادة
الحبس كإف لم تنص على ملكية المحبس لما حبسو ،1كما أف إخبلؿ المدعي بعدـ إثبات
المحبس لما حبسو يوـ التحبيس يمكن تصحيحو بما يلي:
تقديم شهادة أخرل غير كثيقة التحبيس تشهد بثبوت ملكية المحبس لما حبسو يوـ -1
التحبيس؛
االستغناء عن ذلك كعدـ االحتجاج إليو عندما يكوف الحبس محوزا في يد المحبس -2
عليهم ،أك ناظر األحباس ،ألنو في ىذه الحالة ال يكلف مدعي الحبس إثبات ملك المحبس
لما حبسو ،كاستمراره ليوـ التحبيس.2
-2الشهادة بالحبس بتا:
تظهر أىمية ىذه الشهادة في كونها تفيد القطع بأف المحل الفبلني ىو حبس يحاز بما
تحاز بو األحباس كيحترـ بحرمتها ،سواء صدرت ىذه الشهادة عن عدلين أك من يقوـ
مقامهما ،كفي ىذا الصدد نص جمهرة من العلماء على أف االثني عشر من اللفيف بمنزلة
عدلين ،فيحكم بشهادتهم ببل يمين.3كيستندكف في شهادتهم على السماع المستفيض ،لتكوف
257
شهادتهم بذلك أعلى مرتبة من شهادة السماع التي ال تفيد علما كال ظنا .1كىو ما أكده
مجلس االستئناؼ الشرعي األعلى في حكم صادر عنو كرد فيو ما يلي..."2الحكم بصحة
الحبس على ضريح سيدم أحمد الطالب على الوجو المشهود بو لصحة الشهادتين ،ألنهما
شهدتا على القطع ال على السماع ،كألنهما نصتا على ما ىو بين مما اشترطوه في التنصيص
على الحوز بما تحاز بو األحباس ،ألنو بين فيهما أف الذم يحوزىا كيتصرؼ فيها ىو من
يتصرؼ في فتوحات الضريح كىم ذريتو على كجو االنتفاع مناكبة ،كذلك نوع مبين من أنواع ما
تحاز بو األحباس"
كال تكلف ىذه الشهادة صاحبها تعيين المحبس كإثبات ملكية ما حبسو ،كما أنها
شهادة عاملة بالتأكيد في كوف الحبس ينزع بها من يد الحائز.
-3شهادة السماع:
شهادة السماع ىي شهادة على السمع ،كيعمل بها في خمسة عشر مسألة عددىا الناظم
بقولو:3
258
كحكمها إلثبات الوقف ىو الجواز عند اإلماـ مالك كأصحابو ،حتى ال يضيع من الوقف
ما تقادـ أمره كطاؿ زمانو ،كقد جاء في المدكنة بخصوص شهادة السماع في األحباس
كالمواريث ما يلي" :1قاؿ مالك :كاألحباس يكوف من شهد عليها قوما قد ماتوا كيأتي قوـ من
بعدىم يشهدكف على السماع بأنهم لم يزالوا يسمعوف أنو حبس ،كأنها تحاز بما تحاز بو
األحباس فتنفذ في الحبس ،كيمضي إف لم يكن الذين شهدكا على الحبس أحياء كليس عندنا
أحد ممن شهد على أحباس أصحاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم إال على السماع" .ثم
قاؿ بعد ذلك عن دار لم يزالوا يسمعوف أنها حبس كلم يزؿ الناس يعرفوف أف الرجل من كلده
يهلك كال ترث امرأتو من الدار شيئا كتهلك إبنتو ،كلها زكج ككلد فبل يرث كلدىا كال زكجها من
الدار شيئا كال يشهدكف على أصل الحبس بعينو إال على السماع ،لم نزؿ نسمع أنها حبس
كيشهدكف على الذم كاف من ترؾ الميت في نسائهم ككلد بناتهم كأزكاج البنات ،قاؿ مالك:
أراىا حبسا ثابتا كإف لم يشهدكا على أصل الحبس .كىذا ما قضى بو مجلس اإلستئناؼ
الشرعي األعلى حيث كرد في حكم صادر عنو ما يلي ": 2بعد مراجعة القضية كإمعاف النظر
في الحجج المدلى بها كفي الحكم الصادر المبني عليها ،تبين أف الحكم بصحة الحبس
للمدعى فيو على المسجد المذكور صحيح لما اعتمده من أسباب ،كاستدؿ بو من نصوص،
بخصوص إعماؿ شهادة السماع في الحبس بشرطو ،كىو طوؿ المدة ،كمن الحجج عقد كراء
ناظر األحباس بتاريخ ،1937كفي التحفة:
ٓ 1خُي ارٖ أْٗ حٛ٧زل :٢حُٔيٗٝشٍٝ ،ح٣ش حٓ٩خّ ٓل٘ ٕٞرٖ ٓؼ٤ي حُظ٘ٞه ٢ػٖ حٓ٩خّ ػزي حَُكٔخٕ رٖ هخْٓ ،ىحٍ حُلٌَ
ُِطزخػش ٝحَُ٘٘ ٝحُظ٣ُٞغ ،ري ٕٝطخٍ٣ن،ؽ.171:ٙ ،4:
2كٌْ ػيى 7 :حُٜخىٍ رظخٍ٣ن ٍ 8:ؿذ ػخّ 1356حُٔٞحكن ٗ 14ظ٘زَ ،1937ك ٢حُو٤٠ش ٍهْٝ ،2558 :حٍُٔ٘٘ٞ
ٖٟٔح٧كٌخّ حُٜخىٍس ػٖ ٓـِْ حٓ٩ظج٘خف حَُ٘ػ ٢ح٧ػِ ٠ك ٢حُٔخىس حُؼوخٍ٣ش ،ؽ.61:ٙ ،4:
259
إال أف االختبلؼ الوارد كذلك حوؿ ىذه الشهادة ىو ىل ينزع الحبس بو من يد الحائز
أـ ال؟
ىنا نجد رأيين حوؿ ىذه المسالة:
الرأم األكؿ :يقوؿ بعدـ جواز نزع الحبس من يد الحائز بناءا على ىذه
الشهادة لضعفها.
الرأم الثاني :أنو ينزع بها من يد الحائز في الحبس خاصة ،كىو مقتضى قوؿ
مطرؼ كإبن الماجشوف كابن القاسم كأصبغ ،كىو الموافق لقاعدة الحبس ال
يحاز عليو.1
-4شهادة العدؿ الواحد أك من يقوـ مقامو:
يقوؿ بعض الفقهاء أف الستة من اللفيف يقوموف مقاـ العدؿ الواحد في األمواؿ ،كما يؤكؿ
إليها كيحكم بها مع اليمين ،من ىؤالء السجلماسي شارح العمل الفاسي ناقبل عن الجبللي
كابن عبد السبلـ بناني في شرح الزقاقية بقولو" :كبو جزـ مفتي فاس سيدم محمد بن عبد
الرحماف كبو أفتى أيضا ابن إبراىيم الدكالي مفتي فاس قائبل ":جرل العمل بأف الستة من
اللفيف يقوموف مقاـ العدؿ الواحد ،فيحلف معهم لكماؿ النصاب كمثلو في البهجة ،كبهذا
تعلم أف قوؿ التاكدم في نوازلو" أف الستة من اللفيف ال ينبغي أف يلتفت إليهم كال تقبل
شهادتهم مع اليمين ،كلم أر من قاؿ بقولهما كممن يعتد بقولو :ىو مجرد استركاح كإال
فسماحتو ال يعزب عنها مثل ذلك".2
260
إال أف إعماؿ ىذه الشهادة إلثبات الحبس ينبغي التمييز فيها بين حالتين:
الحالة األكلى :إذا كاف الحبس على معين ،فإف المشهور في مذىب مالك أف
المحبس عليو يحلف ،كيثبت الحبس خبلفا للشافعية كالحنفية كالحنابلة.1
الحالة الثانية :إذا كاف الحبس على غير معين فبل يمكن إعماؿ ىذه الشهادة
في اإلثبات ،لعدـ إمكانية تتميم النصاب بيمين المستحق ،ألف الناظر ال يحلف ليستحق
الحبس.2
- 5الشهادة على الخط:
إف إثبات كاقعة التحبيس عن طريق إعماؿ الشهادة على الخط يجب التمييز فيها بين
حالتين:
الحالة األكلى :الشهادة على خط المحبس:
ىذه الشهادة موضع خبلؼ بين الفقهاء حوؿ قبولها أك ردىا ،كمما كرد في التحفة
للتسولي أف صاحب الضرر يرل أف الصواب ىو عدـ الحكم بها ،إال أف ابن رشد يرل أنو
يقضى بالشهادة على الخط.3
بناء على ظاىر النظم:
كمن ىذا يظهر على أف ما يثبت بخط المحبس يعمل بو كلم لم يتم اإلشهاد على ذلك.
261
الحالة الثانية :الشهادة على خط شهود الحبس:
الصحيح المعموؿ بو في المذىب ىو قبوؿ الشهادة على خط شهود الحبس ممن
عاصرىم ،كممن جاء بعدىم ،1كىذا ما يوافق قوؿ ابن عاصم:2
كظاىر النظم أنو ال يشترط إدراؾ صاحب الخط كىو كذلك على ما بو العمل ،كنقلو في
المعيار عن اللخمي كغيره قالوا " :كلو تكرر عليو خطو كعملو بالتواتر حتى ال يشك فيو ،صح
أف يشهد أنو خطو ألنو إذا تكرر كطاؿ حصل العلم بو كما نقطع بخطوط قوـ ماتوا كما
أدركناىم."3
من خبلؿ ما تقدـ ،يمكن القوؿ بأف الشهادة من أقول كسائل إثبات الوقف ،إال أف
اعتمادىا يقتضي االبتعاد عن مبطبلتها ،حيث يجب أف ال يشوبها نقص أك زيادة ،استنادا لقوؿ
ابن عاصم في التحفة:4
كما أف نقل الشهادة يفتقر إلى صحة المنقوؿ عنو ،فإذا نسي شاىد األصل أصبل
لشهادة ،بطلت
شهادة الفرع ،ألف الشهادة على الحكم شهادة على أصل قد حكم بو.5
كمن مبطبلت الشهادة كذلك ما عدده ابن عاصم بقولو:1
262
ثاْٝا :ايٓه:2ٍٛ
ىنا ال بد من التمييز بين حالتين:
الحالة األكلى:
الموقوؼ عليو معينا :في ىذه الحالة إذا نكل الموقوؼ عليو عن اليمين المكملة
للنصاب ،كنكل المدعى عليو فإف الحبس يثبت بنكولو ،3ألف النكوؿ بالنكوؿ تصديق لؤلكؿ
كفي ىذا يقوؿ ابن عاصم:
الحالة الثانية:
الموقوؼ عليو غير معين :في ىذه الحالة توجو اليمين للمشهود عليو ،فإف نكل ثبت
الحبس بالشاىد كنكولو.
263
ايفكس ٠ايجاْ :١ٝاوحٝاشٚ ٠اوحٛاي:١
تعد الحيازة 1سلطة فعلية لشخص على شيء من األشياء ،الذم يستعملو بصفتو مالكا
لو ،أك صاحب حق عيني عليو ،كمن شركطها كضع يد الحائز على العقار محل الحيازة ،كأف
يستمر في التصرؼ فيو دكف منازع ،لينصرؼ آثارىا إلى التسليم بكوف الحائز ىو مالك فعبل
لما يحوزه ،كتجب اإلشارة ىنا إلى أف الحديث عن الحيازة كوسيلة من كسائل إثبات الوقف
ينصرؼ إلى حيازة العقار غير المحفض دكف غيره.
أما الحوالة الحبسية كالتي تم اإلعتراؼ لها بشكل قانوني بكونها كسيلة إلثبات الوقف
حسب المادة 48من المدكنة ،فإنها تتضمن ما نقل إليها كحوؿ من أصوؿ التحبيس ،كىو ما
جعل المشرع يعطيها من األىمية ما تتمتع بو غيرىا من الوسائل.
كلئلحاطة بجوانب إعماؿ ىاتين الوسيلتين إلثبات الوقف سوؼ أتطرؽ لشركط إعماؿ
الحيازة (أكال) ،ألنتقل بعد ذلك إلظهار قيمة الحوالة الحبسية كوسيلة إثبات (ثانيا).
اٚال :اوحٝاش٠
إف المقصود بحيازة العقار –كما سبق اإلشارة إلى ذلك -ىو كضع اليد على شيء
كالتصرؼ فيو ،مدة من الزمن بصفة متصلة علنية ىادئة المدة المقررة ،كىي عشر سنوات في
حق األجنبي كأربعوف سنة في حق األقارب ،دكف منازعة مع نسبة الشيء المتصرؼ فيو إلى
ملك المتصرؼ بحضور من قاـ يدعي ملكية ذلك الشيء .2أما حيازة المنقوؿ فيكفي فيها
عاماف.
٫ 1ري ٖٓ حُظٔ ِ٤٤رٝ ٖ٤ظخثق حُل٤خُس ك ٢حُلو ٚحُٔخٌُٝٝ ،٢ظخثلٜخ ك ٢ظَ حُوخٗ ٕٞحُٔـَر ٢اًح طؼِن ح َٓ٧رؼوخٍ ؿٓ َ٤للع
كخُلو ٚحُٔخٌُ٣ ٢ؼظزَ إٔ حُل٤خُس آخ ِ٤ٓٝش اػزخص أِ٤ٓٝ ٝش كٔخ٣ش ٝ ،حػظزَٛخ هَ٘٣ش ػِٝ ٠ؿٞى حُِٔي ٔ٤ُٝض ٓززخ طِٔ٤ٌ٤خ ُ،ٚ
ٕ٧حٌُِٔ٤ش ك ٢ظَ حُلو ٚح ٫ ٢ٓ٬ٓ٩طؼزض ا ٫رٞحٓطش حَُْٓ اُ ٠ؿخٗذ حُل٤خُس ،حٓخ ك ٢ظَ حُظَ٘٣غ حُٔـَر ٢كبٕ حُل٤خُس
طل٤ي – ػِ ٠ح٧هَ ك ٢حُٔ٘و٫ٞص – حٌُِٔ٤ش ٤ٟ٘ٔخ ٓ ٞٛٝخ ٔ٣ظلخى ٖٓ ٗ ٚحُل ٖٓ 456 َٜم،ٍ ،ع ٣ُِِٔ ،ّ،ي ٖٓ حُظ٤ٟٞق
ك ٌٙٛ ٍٞحُ٘وطش أٗظَ:
ػزي حٌَُ ْ٣حُطخُذ ًَِٓ :حُلو ٚح ٢ٓ٬ٓ٩ك ٢حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ٢حُٔـَرٍٓ ،٢خُش ُ٘ َ٤ىرِ ّٞحُيٍحٓخص حُؼِ٤خ
حُٔؼٔوش ك ٢حُوخٗ ٕٞحُوخ ،ٙحُٔ٘شٓٝ 163:ٙ ،1996/1995 :خ رؼيٛخ.
ٓ 2لٔي حُوي :١ٍٝك٤خُس حُؼوخٍ ًيُ َ٤ػِ ٠حُِٔي ٓٝزذ ك.25:ٙ ،ّ:ّ ،ٚ٤
264
ك بناءا عليو إذا حاز ناظر األحباس ملكا بإسم الحبس كتصرؼ فيو عشر سنين ثم قاـ
من يدعي ملكيتو لم تسمع بينتو ،كىذا ما أكده المجلس األعلى في قرار صادر عنو كرد في
حيثياتو ما يلي" :إف دعول استحقاؽ العقار ال يمكن سماعها كال قبوؿ البينة المؤيدة لها بعد
مركر عشر سنين على حوز كتصرؼ األجنبي غير الشريك ،مع حضور القائم بها كسكوتو ببل
مانع طوؿ المدة المذكورة ،لقوؿ خليل "كإف حاز أجنبي غير شريك كتصرؼ ثم ادعى حاضر
ساكت ببل مانع عشر سنين لم تسمع ك ال بينتو".1
فمن خبلؿ ىذا القرار ،يمكن القوؿ إف الحيازة مدة عشر سنين بأكثر تسقط دعول
القائم الحاضر الساكت بدكف عذر ،كتكوف في نفس الوقت مظهرا من مظاىر الملك ،كقرينة
على تملك الحائز.
لكن بخبلؼ ما ذكر إذا ثبت بعد مركر مدة الحيازة الشرعية ،أف العقار أك المنقوؿ ىو
محبس ،ثم أثبت مدعي الحبس دعواه إثباتا كافيا ،فإنو يقضى بو للحبس كال ينفع الحائز
تمسكو بمجرد الحوز كالتصرؼ .إال أف ىذه المسألة لم يتم إجماع الفقهاء عليها كىو ما يتبين
من خبلؿ جواب المهدم الوزاني عن فتول للتسولي ،كفيما يلي نص الجواب ":إال أف قوؿ
بعض المفتين منهم(سيما حيث كاف الحبس يحاز عليو كغيره الخ) تبع فيو صاحب البهجة في
التنبيو األكؿ:
فإنو ذكر ىناؾ أنو يحاز عليو كغيره ،قاؿ :كقوؿ العبلمة(ال يحاز عليو) إنما ذلك حيث
لم يجر العمل بالمعاكضة فيو كالبيع ،كإال فهو كغيره ،مالم يكن معلوما بالجاه كالكلمة ،كإال
فبل يعمل بحيازتو الخ ،كىو قصور منو خرج بو عن المذىب إذ لم يقلو أحد سواه ،فهو من
تفقهاتو ،كظاىر أنو ال يلزـ من جرم العمل بالمعاكضة كالبيع في الحبس أنو يحاز عليو ،بل ال
1هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى ،11 :رظخٍ٣ن ٍٞ٘٘ٓ ،1966/10/26 :رٔـِش ه٠خء حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى.254:ٙ،22 :
265
حيازة على الحبس كإف طالت .كقوؿ إبن عاصم في التحفة(:كانقطعت حجة مدعيو...الخ)،
مقيد بحق اآلدمي ،أما ما كاف هلل تعالى فبل".1
كظاىر ىذا الجواب أف إعماؿ قاعدة "الحبس يحوز كال يحاز عليو" أكلى
باالعتماد لئلعتبارات التالية:
إف الحبس يتعلق بو حق اهلل كحق الغائب ،كالغائب ال يحاز عليو.
إف علة القضاء بالحيازة ىو اعتبار سكوت المحوز عليو مع حضوره كعلمو ،كعدـ المانع
بمثابة اعتراؼ للحائز بما يدعيو ،بناء على أف السكوت يدؿ على الرضا ،كالحبس ليس لو
مستحق معين حتى يعتبر سكوتو رضا ،كسكوت ناظر األحباس ال يعتد بو ،ألنو لو أقر للخصم
بملكية ما يدعيو لم يصح إقراره ،ألنو إقرار على الغير ،كاإلجماع على أنو ال يؤاخد أحد بإقرار
غيره.2
كفي إطار القانوف المغربي ،فإف قاعدة الحيازة أعبله ال تطبق مطلقا متى تعلق األمر بعقار
محفظ حيث كرد في الفصل 63من ظهير التحفيظ العقارم ما يلي ":إف التقادـ ال يكسب
أم حق عيني على العقار المحفظ في مواجهة المالك المقيد ،كال يسقط أم حق من الحقوؽ
العينية المقيدة بالرسم العقارم".
ثانيا :الحوالة الحبسية:
أصبحت الحوالة الحبسية 3بمقتضى المادة 48من المدكنة كسيلة من كسائل إثبات
الوقف العاـ ،كاعتبارىا كذلك ليس كليد الصدفة ،كإنما ىو نتيجة منطقية لما تزخر بو ىذه
1أر ٞػ٤ٓ ٠ٔ٤ي ١حُٜٔي ١حُُٞحٗ :٢حُ٘ٞحٍُ حُـي٣يس حٌُزَ ،ٟؽ.361:ٙ ،ّ:ّ ،8:
ٓ 2لٔي حُظخ.10:ٙ ،ّ:ّ: َ٣ٝ
3حُلٞحُش كٌِٜٗ ٢خ حُٔخى ١ػزخٍس ػٖ ىكخطَ ًحص كـْ ًزٛٝ ،َ٤للخص ٓظؼيىس ،طٔـَ رٜخ ٗئ ٕٝحٝ٧هخف ،ك ٢ٜاكٜخء
ٓ٠زُِٔٔ ١ٞظٌِخص حُؼوخٍ٣ش ٝىهِٜخٓٝ ،خ ٘٣لن ٖٓ ٌٙٛحُٔيحه َ٤ػِ ٠حُٔ٘خٍ٣غ ح٩ؿظٔخػ٤ش حُٔوظِلشًٌٝ ،ح ػِ ٠حُٔٔخؿي
ٝحُٔيحٍّ ٝحُِٝح٣خ ٝحٌُظخر٤ذ حُوَآٗ٤ش ٝؿَٛ٤خًٔ ،خ ٞ٣ؿي رٜخ ٝػخثن ٓظ٘ٞػش حُٔٞح٤ٟغ ،ك ٬٠ػٖ ٗ ٜٙٞربػزخص ٌِٓ٤خص
حُٔلزُٔٞٔ ٖ٤هٞكخط.ْٜ
أٗظَ ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظل :َ٤ٜػزي حُلن حرٖ حُٔـيٝد حُلٔ٘ :٢حُلٞح٫ص حُلزٔ٤ش ٝىٍٛٝخ ك ٢كلع حُٔٔظٌِخص حُٞهل٤ش ،حُطزؼش
ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘شٓ،2003:طزؼش أٗل ٞرلخّ.10:ٙ ،
266
الوثيقة من قواعد كضوابط كتعابير خاصة ،تجعلها حجة قاطعة إلثبات الوقف ،كبينة مقبولة
لدل المحاكم ،كىذا ما أكده قرار صادر عن محكمة اإلستئناؼ بطنجة 1كرد في حيثياتو ما
يلي ...":يبقى رسم الحوالة المستدؿ بو من طرؼ المتعرض لو حجيتو ،كبالتالي عامل في
النزاع ،"...كما تبنت المحكمة اإلبتدائية بالقصر الكبير نفس الموقف حيث نقرأ في قرار
صادر عنها ما يلي...":2كحيث إف الحوالة الحبسية المدلى بها دليل على الحبس إذا لم يوجد
ما يعارضها".
كتتعزز حجية الحوالة في اإلثبات بفتاكل الفقهاء الذين يستندكف لفحول الرسوـ
الموجودة بها ،كفي ىذا الشأف قاؿ المحقق الرىوني في نوازلو" :3الحمد هلل ،إف الحائز لما
ثبت في حوالة أم زماـ الحبس أنو حبس على كذا يكلف ببياف كجو حوزه لو ،كال يكفيو قولو:
حوزم كملكي ،ألف الحوالة المذكورة يعمل بما فيها إذا لم يعارضو ما ىو أقول منو".
كفي جواب ألبي إسحاؽ الشاطبي حسبما كرد في المعيار 4أف العمل على ما في زماـ
تكبير األحباس ،إلى أف يوجد ما ىو أثبت...كزماـ تكبير األحباس ىو المعبر عنو اليوـ
بالحوالة ،ألنو نقل كحوؿ من أصل تحبيسو إليها ،قالو بعض شيوخنا ،قاؿ :فإذا لم يوجد بيد
الخصم ثبوت أقول مما فيها فالعمل فيها متعين".
كقد صنف بعض الباحثين الحواالت الحبسية ضمن المصادر الدفينة لتاريخ المغرب،
كما أكد أنو من خبلؿ الوثائق المدكنة بهذه الحواالت تتناثر معلومات بالغة األىمية حوؿ
النظاـ اإلدارم لقطاع األكقاؼ ،كأسماء القائمين بها كمرتباتهم ،فضبل عن األنظمة الدينية
كالتعليمية كاالجتماعية ،للمساجد كالمدارس كالمؤسسات االجتماعية المندثرة .5كىذا يؤكد
267
فعالية الحوالة الحبسية ليس فقط كوسيلة إلثبات الوقف ،كإنما كمصدر تاريخي 1غير رسمي
يفيد كثيرا في قراءة تاريخ الوقف بالمغرب على مدل حقب من الزمن.
الفقرة الثالثة :اعتراؼ الحائز أف ما بيده حبس ،كالكتابة كالوسم على الحبس.
أٚال :االعرتاف:
يتخذ االعتراؼ كوسيلة إلثبات الوقف العاـ صورا مختلفة منها:
.1اعتراؼ الواقف بأنو حبس داره أك أرضو إال أف اعترافو ىذا البد أف يثبت الحوز في
حياتو قبل حدكث المانع.
.2اعتراؼ الحائز أف ما بيده حبس على غيره ،كىذا يؤاخد باعترافو كيقضي عليو
بتسليم الحبس لمن يستحقو ،2كما يلزمو في ىذه الحالة كراء المثل في المدة التي
اشتغل فيها الحبس كما
أفتى بذلك العبلمة العبدكسي.3
ٖٓ 1حُٔؼِ ّٞإٔ ٌٙٛحُٔـ٬ص هي ػَكض رخُٔـَد ٌٓ٘ حُؼ َٜحَُٔ ،٢٘٣ؿ َ٤إٔ أهيّ أُٜٞٛخ حُزخه٤ش طَؿغ حُ ٠حُؼَٜ
حُ١ٞخٓٝ ،٢هي ُلض ٌٛح حُ٘ٞع ٖٓ حُٜٔخىٍ حٛظٔخّ حُزخكؼ ٌ٘ٓ ٖ٤كظَس ِ٣ٞ١ش ،اً ٗـي إٔ ٓ ٞ٘٤رِMichaux bellaire َ٤
هي ػَٔ ػِٝ َ٘ٗ ٠ػخثن أكزخّ ٘١ـش ٌٓ٘ ٓ٘ش ًُٝ ،1914ي ٛ٧يحف طوَؽ ػٖ ٗطخم حٛ٫ظٔخّ حُظخٍ٣و ٢هطؼخ ُظْٓ٬
ح٤ٍٟ٧ش ح٣٩يُٞٞ٣ؿ٤ش حٓ٫ظؼٔخٍ٣ش حَُحٓ٤ش حُ ٠كٌ٤ٓ ْٜخِٗٓ٤خص ٓئٓٔش ح٧كزخّ رخُٔـَد ،رٜيف طلظ٤ظٜخ ٝحٓ٫ظلٞحً
ػِٜ٤خٓٝ ،غ ًُي كبٗ ٚهي أػخٍ حٗ٫ظزخ ٙاُ ٠أ٤ٔٛش ٌٛح حُ٘ٞع ٖٓ حُٔٔظ٘يحص ،ح َٓ٧حٌُ ١حٓظظزؼ٣ُ ٚخىس حٛ٫ظٔخّ رٜخ ٖٓ َ١ف
حُزخكؼ ٖ٤حُٔـخٍرش.
أٗظَ ٓلٔي حَُ٘٣ق :ػٞىس أُٓ ٠ظلخى حُِح٣ٝش حُوخىٍ٣ش رظطٞحٕٓ ،وخٍ ِِٓ٘٘ٔٓ ٖٟٔ ٍٞش أػٔخٍ ٝكيحص حُظٌٝ ٖ٣ٞحُزلغ:
حَُرخ١خص ٝحُِٝح٣خ رخُٔـَد ،اػيحى ٝط٘ٔ٤ن :أكٔي حُٞحٍع.149:ٙ،
2حُظخ.9:ٙ،ّ:ّ:َ٣ٝ
ٓ 3جَ ٓ٤ي ١ػزي هللا حُؼزي ٢ٓٝػٖ ٍؿَ ًخٕ ٣ـخ ٍٙٝكَٕ ُِـخٓغ ح٧ػظْ ٝطٜيّ حُلَٕ حًٌُٔٝ ،ٍٞرو ٢طَٓ ٠ك ٚ٤حُ٧رخٍ،
ًٌُٝي رـٞحٍ ٙىحٍ طٜيٓض ٝرو ٢رٜخ ر٤ظخٕ ،ػْ إ ٍؿٍٝ ٖٔٓ ٬حء حُيحٍ ٝحُلَٕ ر٘ ٢حُلخث ٢حٌُ ١رخُِهخم ٝكظق ُٜٔخ رخرخ
ُيحٍٝ ٙحٓظؼَٔ حُز٤ض حُٞحكي َُرخ ١روَٝ ،ٙآهَ ؿؼَ ك ٚ٤طز٘خ ٝؿَّ ك ٢حُلَٕ أٗـخٍ طٝ ٖ٤كظلُ ٚؼَٛظ ،ٚكو ُٚ َ٤طؼط٢
ؿِحء ًُي كخٓظ٘غ ٝهخٍ ٫ :كخؿش ُ ٢رٌُيٝ ،اٗٔخ ر٘٤ض حُلخثٗٞٛ ٢خ ُٜٔخ ٖٓ حُ٧رخٍ ٓٝخ حٓظـَ ،ك َٜطزو ٠طزخػظ ٚكًٓ ٢ظٚ
أّ ٣لٌْ ػِ ٚ٤رٌَحء حُٔؼَ؟ ٌُ ٚٗٞؿَّ ٝحٗظلغ رخُز٤ظٖ٤؛ َٛٝطٌ ٕٞؿَكش ك ٚ٤إ حٓظ٘غ ٖٓ اػطخء ٓخ حٓظـَ ك َٜطزو٠
طزخػظ ٚكًٓ ٢ظ ٚأّ ٣لٌْ ػِ ٚ٤رٌَحء حُٔؼَ؟
كؤؿخد" :أٓخ حُٔٔؤُش ح ٠ُٝ٧كٌَ ٓخ ػزض أٗ ٖٓ ٚكن حُلزْ ربهَحٍ حَُؿَ حًٌُٔ ٍٞر ٚػِٗ ٠لٔ ٚأ ٝرز٘٤ش طو ّٞػِ ٚ٤كِِٚٓ٤
ًَحء حُٔؼَ رخُـخ ٓخ رِؾ ٌُٖ ،إ ػزض ُ ٚأًٗ ٚخٕ كُ ٚ٤رَ رز٘٤ش طو ّٞػِٓ ٠ويحًٍٝ ٙخٕ ٌٖٔ٣ ٫حٗ٫ظلخع رخ ٍٝ٧ا ٫ربُحُظ،ٚ
ٝأػزض حُٔ٘ظلغ حًٌُٔ ٍٞأٗ ٚأُحُ ٚكبٗ٣ ٚلخٓذ رؤ٤ش اُحُظ ٚكٔ٤خ ًَُِٓ ٖٓ ٚحء حُٔؼَٓٝ ،خ ػُِ ٚ٘٤لزْ ًخٕ كزٔخٓٝ ،خ أٌَٗٙ
ٝحط ْٜك ٢حهظطخػ ٚأكِق ػٖ ًُي كبٕ حٓظ٘غ ٖٓ اػطخء ٓخ ٝؿذ ػًُِ ٖٓ ٚ٤ي ًخٕ كخٓوخ ٓـَٝف حُٜ٘خىس ٝحٓ٩خٓش ٝحٓ٧خٗش،
٣ٝـزَ ػِ ٠اػطخث ٚإ هيٍ ػِ ٠ؿزَ."ٙ
()...
268
ثاْٝا :ايهتابٚ ١ايٛضِ عً ٢اوحبظ:
من المقرر عند الفقهاء أف الوقف يثبت بالبينة كاإلشاعة بين الناس ،كبالكتابة على
أبواب المدارس كالمستشفيات ،كعلى كتب العلم المنسوبة إلى مدارس بها كتب مشهورة
بالوقفية.1
كقد اختلف فقهاء المالكية حوؿ االعتماد على ىذه الوسيلة إلثبات الحبس ،فابن رشد
يرل أف الذم جرل بو العمل في ذلك أنو ال يثبت الحبس بذلك حتى يثبت بشهود أنو بخط
المحبس كيكوف األصل لو.2
كقاؿ سحنوف :ما كجد عليو عبلمة الحبس فإنو يبقى حبسا في السبيل ،كيرل بعض
الفقهاء أف المعوؿ في ذلك على القرائن ،فإف قويت حكم بها ،كإف ضعفت لم يلتفت إليها،
كإف توسطت توقف فيها ككشف عنها.3
إف التنظيم القانوني لئلثبات في ظل التشريع المدني المغربي ،لم يسمح إال بطرؽ
محددة لئلثبات ،كىي المنصوص عليها في الفصل 404من ؽ،ؿ،ع،ـ ،4ك المبلحظ ىو
أر ٞحُؼزخّ أكٔي رٖ ٣ل ٢حُ :٢ٔ٣َ٘ٗٞحُٔؼ٤خٍ حُٔؼَد ٝحُـخٓغ حُٔـَد ػٖ كظخ ٟٝأ َٛاكَ٣و٤ش ٝحٗ٧يُْ
ٝحُٔـَد ،حُـِءٍٞ٘٘ٓ ،7:حص ُٝحٍس حٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩ش ،حُٔ٘ش.78ٝ77:ٙ،1981 :
1حُٔ٤ي ٛخىم رٖ ػزي حَُكٔخٕ حُـَ٣خٗٓ :٢يٗٝش حُلو ٚحُٔخٌُٝ ٢أىُظٓ ،ٚطزؼش ىحٍ حرٖ كِّ ،ى ًًَ ٕٝحُطزؼش ،حُٔ٘ش
،2008/1429:ؽ.255:ٙ، 4:
2أر ٞحُؼزخّ أكٔي رٖ ٣ل ٢حُ :٢ٔ٣َ٘ٗٞحُٔؼ٤خٍ حُٔؼَد ٝحُـخٓغ حُٔـَد ػٖ كظخ ٟٝأ َٛاكَ٣و٤ش ٝحٗ٧يُْ ٝحُٔـَد،
ّ.182ٙ،ّ،
3أر ٞحُؼزخّ أكٔي رٖ ٣ل ٢حُ :٢ٔ٣َ٘ٗٞحُٔؼ٤خٍ حُٔؼَد ٝحُـخٓغ حُٔـَد ػٖ كظخ ٟٝأ َٛاكَ٣و٤ش ٝحٗ٧يُْ ٝحُٔـَد،
ّ.363ٙ،ّ،
ٚ٘٣ 4حُل ٖٓ 404 َٜم،ٍ،ع ّ،ػِٓ ٠خ :"٢ِ٣
" -اهَحٍ حُوْٜ؛
-حُلـش حٌُظخر٤ش؛
ٜٗ -خىس حُٜ٘ٞى؛
-حُوَ٘٣ش؛
()...
269
تفاكت ىذه الوسائل فيما بينها من حيث قوتها اإلثباتية ،كما أف حجيتها تتسع كتضييق من
كاقعة ألخرل.
كتبني المشرع المغربي لمبدأ حرية إثبات الوقف يجعل االعتماد على ىذه الوسائل
إلثبات الوقف أمرا ال بد منو ،خصوصا أف مرجعها األساسي ىو الفقو اإلسبلمي ،كخاصة
الراجح ك المشهور ،ك ما جرل بو العمل من فقو اإلماـ مالك.
كلئلحاطة بمدل صبلحية ىذه الوسائل في إثبات الوقف العاـ ،سوؼ أقسم ىذا المطلب
على الشكل التالي:1
الفقرة األكلى :اإلقرار ك الكتابة
الفقرة الثانية :القرائن كاليمين .
تعتبر الكتابة من أقول األدلة التي يمكن االعتماد عليها إلثبات الوقف ،نظرا لما تتمتع
بو من حجية مطلقة (ثانيا) ،كما أف اإلقرار يبقى موجبا للحق بنفسو ،كبالتالي مقبوال إلثبات
الوقف (أكال).
270
أٚال :اقساز اخلصِ:
اإلقرار ىو اعتراؼ شخص بحق عليو آلخر ،قصد ترتيب حق في ذمتو ،كإعفاء اآلخر
من إثباتو ،1بمعنى أنو كشف اإلنساف لحق عليو فيصبح حينئذ كسيلة كاشفة لحق سابق ترتب
في ذمة المقر ال منشئة لو ،2كىو نوعاف:
إقرار قضائي :كىو الذم يحصل أثناء النظر في دعول أماـ القضاء يتعلق بإحدل
كقائعها ،كيعد حجة قاطعة على المقر ،حيث ال ينبغي العدكؿ عنو أك حتى
تجزيئو ،أك سحبو بعد صدكره.3
إقرار غير قضائي :كىو الذم يصدر في غير مجلس القضاء.4
كيعتبر اإلقرار بذلك من أقول أدلة اإلثبات التي حظيت بتنظيم تشريعي ،ألف احتماؿ
الصدؽ فيو أرجح من احتماؿ الكذب ،ألف العاقل ال يقر عادة كال يرتب حقا للغير على نفسو،
إال إذا كاف صادقا في إقراره.5
كاإلقرار كدليل إلثبات الوقف يكوف عامبل في كثير من الحاالت ،من بينها ما كرد في
النوازؿ الصغرل لسيدم المهدم الوزاني ":أنو سئل عن حبسية غرسة معركفة للمسجد األعظم
بشفشاكف سمع من إماـ المسجد أنها حبس على المسجد المذكور ،ككجد ذلك بخط من
قبلو ،كقامت بينة بالسماع بذلك.
271
فأجاب :إنها شهادة عاملة الزمة لهذا المقر كلمن أدلى بو ،كيحمل من ذلك ما تحمل،
حتى يظهر خبلفو حسبما للدر النثير عن ابن الحاج في إقرار الحائز لحبس ،كالبينة بالسماع
منو مزلفة لو كإف كانت لينة ،كيؤيد إقراره ما كجد بخط من قبلو في حوالة المسجد المذكور".1
كعكس ما كرد سابقا نجد أف إقرار ناظر األكقاؼ للخصم بملكيتو للمدعى فيو ال يلزـ
كال يعتبر ،ألف الحبس كمصلحة المحاجير ،كما ال يجوز إقرار المقدـ على محجوره ،ال يجوز
إقرار ناظر الحبس على الحبس .كىذه قاعدة شرعية مقررة كمنصوص عليها في دكاكين الفقو
كاألحباس ،تتعلق بحق اهلل تعالى ،فبل يجوز اعتماد اإلقرار ضدىا .2كما أف إقرار ناظر الوقف
ال يصح ،ألنو اقرار على الغير ،كاإلجماع على أنو ال يؤاخذ أحد بإقرار غيره ،كىذا ما نقرأه في
الفقرة األخيرة من المادة 48من المدكنة ":ال ينتج اإلقرار على الوقف أم أثر في مواجهتو".
ثاْٝا :ايهتاب:١
في كقتنا الحاضر ،أصبح اإلثبات بالكتابة يحتل أعلى مراتب اإلثبات ،3سواء أفرغت
ىذه الكتابة في شكل إشهاد عدلي ،أك في شكل محرر مكتوب ك موثق أك عقد عرفي ،كيرجع
اكتسابها لهذه المرتبة إلى حجيتها المطلقة ،كإلى قوتها المستمدة من كونها تحصل في كقت
ال نزاع فيو ،حيث تتقرر الحقائق على طبيعتها.
كتتجسد الكتابة في كثيقة التحبيس التي تعتبر سندا لكل من يدعي أك ينازع في كجود
الحبس أك صحتو أك بطبلنو ،4كعليو فرسوـ التحبيس 5التي يتلقاىا العدكؿ المنتصبوف
1أر ٞػزي هللا ٓ٤يٓ ١لٔي حُٜٔي ١حُُٞحٗ :٢حُ٘ٞحٍُ حُٜـَ ٟحُٔٔٔخس حُٔ٘ق حُٔخٓ٤ش ك ٢حُ٘ٞحٍُ حُلو٤ٜشٍٞ٘٘ٓ ٖٓ ،حص
ُٝحٍس حُٞهخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩ش ،حُـِء حَُحرغ ،حُٔ٘ش.154:ٙ،1993 :
2هَحٍ ٛخىٍ ػٖ ٓلٌٔش حٓ٫ظج٘خف رٌٔ٘خّ ػيىٛ 710:خىٍ رظخٍ٣ن 1993/03/18 :هَحٍ ؿ.ٍٞ٘٘ٓ َ٤
حػظزخٍح ُوٞس حٌُظخرش ًِ٤ٓٞش اػزخص ؿخء كً ٢ظخد هللا طؼخُ:٠ 3
272
لئلشهاد ،كتدرج في مذكرة الحفظ ،كيخاطب عليها القاضي بعد تحريره كتضمينو بكناش
المحكمة ،تعتبر كثائق رسمية 1تامة كاملة كصالحة إلثبات كاقعة التحبيس ،كقابلة لبلحتجاج
بها ضد الغير ،كال تزاحمها في قوتها اإلثباتية أم كثيقة أخرل كيفما كاف نوعها ،ألنها الحجة
ذاتها التي ال تحتاج إلى إقرار بها ،كال يمكن الطعن فيها إال بالزكر ،أك بسبب عيب من عيوب
الرضا.
أما كرقة التحبيس العرفية الصادرة عن الواقف ،كالموقعة من طرفو كلو لم تكن مكتوبة
بخطو ،فهي معدة كذلك ألف تكوف دليبل كتابيا إلثبات الوقف مالم ينكرىا الشخص المنسوبة
إليو.2
كىنا يحق لنا التساؤؿ عن حجية المحرر اإللكتركني كوسيلة إلثبات الوقف العاـ؟
بالرجوع للمادة 48من المدكنة نجد أف المشرع المغربي فتح المجاؿ أماـ جميع
الوسائل الشرعية كالقانونية إلثبات الوقف ،كموقف المشرع المغربي ىذا يوجب علينا أف ال
نقف بعيدا عن كسائل التقدـ العلمي ،كأف ال نتردد في االعتماد عليها في إثبات الوقف ،ألنها
أدلة مقبولة شأنها شأف باقي كسائل اإلثبات األخرل ،كاألمر نفسو الذم دفع الكثير من
تشريعات دكؿ أكربا إلى تبني نهج جديد في مجاؿ اإلثبات ،حيث نصت صراحة على األخذ
بالمفهوـ الحديث للسندات الكتابية اإللكتركنية ،كجعلتها حجة إلثبات التعاقد الذم يجرم
عن طريقها ،كما أكصت مجموعة العمل التي شكلها المجلس األكركبي إلعادة النظر في قواعد
اإلثبات في دكؿ أكربا بإعطاء السندات اإللكتركنية المرسلة عن طريق الفاكس حجية األصوؿ
الورقية المستنسخة عنها. 3
ٗ 1ظْ حَُٔ٘ع حُٔـَر ٢حٌُظخرش ًِ٤ٓٞش اػزخص ك ٢حُل 416 ٖٓ ٍٜٞاُ ٖٓ 442 ٠م ،ٍ ،ع ّ،ك٤غ ٓ ِ٤ر ٖ٤حٌُظخرش
حَُٓٔ٤ش ٝحٌُظخرش حُؼَك٤شٝ ،ح٥ػخٍ حُظ ٢طظَطذ ػًُِ ٠ي حُظٔ.ِ٤٤
2كٌٛ ٢ح حُ٘ؤٕ ٚ٘٣حُل ٖٓ 424 َٜم،ٍ،ع ّ،ػِٓ ٠خ ":٢ِ٣حٍُٞهش حُؼَك٤ش حُٔؼظَف رٜخ ٖٓٔ ٣وغ حُظٔٔي رٜخ ٟي ٙأٝ
حُٔؼظزَس هخٗٗٞخ ك ٢كٌْ حُٔؼظَف رٜخ ُٜٓ٘ ٌٕٞ٣ ،ٚخ ٗلْ هٞس حُيُ َ٤حُظٍُِٞ ٢هش حَُٓٔ٤ش كٞٓ ٢حؿٜش ًخكش حٗ٧وخ ٙػِ٠
حُظؼٜيحص ٝحُز٤خٗخص حُظ ٢طظٜ٘ٔ٠خ ًُٝي ك ٢حُليٝى حُٔوٍَس ك ٢حُل 420ٝ 419 ٖ٤ِٜػيح ٓخ ٣ظؼِن رخُظخٍ٣ن ًٔخ ٓ ًٌَ٤كٔ٤خ
رؼي.
ُِ 3ظٓٞغ ك ٌٙٛ ٢حُ٘وطش أٗظَ :ػزخّ حُؼزٞى :١حُلـ٤ش حُوخٗ٤ٗٞش ُٓٞخثَ حُظويّ حُؼِٔ ٢ك ٢ح٩ػزخص حُٔيٗٓ ،٢طزؼش حُيحٍ
حُؼِٔ٤ش حُي٤ُٝش َُِ٘٘ ٝحُظ٣ُٞغ ،حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش.109/108:ٙ ،2002:
273
كتقديرا ألىمية الكتابة اإللكتركنية ،بوصفها البديل العصرم للتعاقد ،يمكن اعتبار كثيقة
التحبيس المرسلة عن طريق الفاكس مثبل سندا قانونيا ،تعطى لو حجية األصل في اإلثبات،
كىذا أمر تستلزمو الضركرة ،كينسجم مع التطور المذىل الذم كصلت إليو تكنولوجيا
االتصاالت ،كما أنها تكفي لتكوين اقتناع القاضي كاالستناد عليو إلصدار حكمو نظرا
الستيفائها شرطي الكتابة كالتوقيع ،كال يمكن الطعن فيو إال بالتزكير.
كفي ىذا الصدد نسجل الخطوة الهامة للمشرع المغربي في ىذا االتجاه ،كالتي أباف
عنها من خبلؿ القانوف 53.05المتعلق بالتبادؿ اإللكتركني للمعطيات القانونية ،1حيث أدخل
تعديبلت جوىرية على ؽ،ؿ،ع،ـ منها الفصل 1-417كالذم ينص على ما يلي" تتمتع
الوثيقة المحررة على دعامة إلكتركنية بنفس قوة اإلثبات التي تتمتع بها الوثيقة المحررة على
الورؽ.
تقبل الوثيقة المحررة بشكل إلكتركني لئلثبات ،شأنها في ذلك شأف الوثيقة المحررة على
الورؽ ،شريطة أف يكوف باإلمكاف التعرؼ بصفة قانونية ،على الشخص الذم صدرت عنو كأف
تكوف معدة كمحفوظة كفق شركط من شأنها ضماف تماميتها".
من الوسائل القانونية التي يمكن إثبات الوقف بها نجد القرائن كاليمين ،ذلك أف أمر
استخبلص القرائن كظركفها أمر موكوؿ للقاضي ،حيث يجب عليو إعماؿ ما في كسعو
الستنباط أمر مجهوؿ من كاقعة معلومة ،كتطبيقو على الواقعة المراد إثبات كجودىا أك
نفيها(أكال) ،أما اليمين باعتباره إشعارا للشهود بوجوب قوؿ الحق فإثبات الوقف بو يختلف
حوؿ ما إذا كاف الموقوؼ عليو معينا أك غير معين (ثانيا).
ٞٛ 1حُوخٗ ٕٞحُٜخىٍ ر٘ؤٗ ٚحُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق ٍهْ 1.07.129حُٜخىٍ رظخٍ٣ن ١ً ٖٓ 19حُوؼيس 1428حُٔٞحكن ٍ 30
ٗٞكٔزَ 2007رظ٘ل ٌ٤حُوخٗ 53.05 ٕٞحُٔظؼِن رخُظزخىٍ حٌُ٩ظَُِٔ ٢ٗٝؼط٤خص حُوخٗ٤ٗٞشٝ ،حُٔ٘٘ ٍٞرخُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش
ػيى 5584:رظخٍ٣ن 6ىٔٔ٣زَ .2007
274
أٚال :ايكسا:1ٔ٥
يعتبر إثبات الوقف بالقرائن إثباتا غير مباشر ،ألنو ال يقع على الواقعة موضوع النزاع
ذاتها ،بل ينصب على كاقعة أخرل مجاكرة ،كمتصلة بموضوع النزاع ،كيؤدم ثبوتها إلى ترجيح
ثبوت الواقعة المتنازع عليها .ذلك أف القرينة قد تكوف داللتها قوية أك ضعيفة ،كقد ترقى إلى
درجة القطع أك تهبط الى درجة االحتماؿ البعيد جدا ،بل قد تصل إلى حد الكذب ،2كالمرجع
في ضبطها ،قوة الذىن كالفطنة كاليقظة ،كما يفيضو اهلل تعالى على عباده من المواىب. 3
كبالرجوع إلى ؽ،ؿ،ع،ـ في الفصل 4454منو نجد المشرع المغربي لم يحدد حجية
القرائن ،كبالتالي األخذ بنتيجتها أك عدـ األخذ بها إلثبات الوقف ،مما يجعل المجاؿ مفتوحا
أماـ القضاة إلعماؿ سلطتهم التقديرية ،إلعطاء كل قرينة األىمية كالتقدير كالمنزلة التي يركنها.
كفي ىذا الشأف ،يقوؿ ابن القيم ":كالحاكم إذا لم يكن فقيو النفس في األمارات،
كدالئل الحاؿ كمعرفة شواىده ،كفي القرائن الحالية كالمجالية كفقهو في جزئيات ككليات
األحكاـ ،أضاع حقوقا كثيرة على أصحابها ،كحكم بما يعلم الناس بطبلنو ،كال يشكوف فيو،
اعتمادا منو على نوع ظاىر لم يلتفت إلى باطنو كقرائن أحوالو".5
ٗ 1ظْ حَُٔ٘ع حُٔـَر ٢أكٌخّ حُوَحثٖ ك ٢حُل 449 ٍٜٞاُ ٠حُل ٖٓ 459 َٜم،ٍ،ع.ّ،
ٌٛ ٖٓ 2ح حُوزٓ َ٤خ حىػخ ٙاهٞس ٓٞ٣ق ٖٓ إٔ أًِ ٚحٌُثذٝ ،ؿخءٝح ػِ ٠هٔ ٜٚ٤ريّ ًٌد .هخٍ حُوَ١ز ":٢هخٍ ػِٔخإٗخ ٍكٔش
هللا ػُِٔ ْٜ٤خ أٍحىٝح إٔ ٣ـؼِٞح حُيّ ػٓ٬ش ػِٛ ٠يه ْٜهَٕ هللا ر ٌٜٙحُؼٓ٬ش ػٓ٬ش طؼخٍٜٟخٓ٬ٓ ٢ٛٝ ،ش حُؤٖٓ ٚ٤
حُظ٘٤٤ذ .اًح ٌٖٔ٣ ٫حكظَحّ حٌُثذ ُٓٞ٤ق ٫ ٞٛٝرْ حُؤ ِْٔ٣ٝ ،ٚ٤حُؤ ٖٓ ٚ٤حُظوَ٣نُٔٝ .خ طؤَٓ ٣ؼوٞد حُؤ ٚ٤كِْ
٣ـي ك ٚ٤هَهخ ٫ٝ ،أػَح حٓظيٍ رٌُي ػًٌِ ٠رٝ ْٜهخٍ ُٓ ْٜظً ٠خٕ حٌُثذ كٌٔ٤خ ٣ؤًَ ٓٞ٣ق ٣ ٫ٝوَم حُؤ ."ٚ٤أٗظَ:
أر ٞػزي هللا ٓلٔي رٖ أكٔي حٜٗ٧خٍ ١حُوَ١ز :٢حُـخٓغ ٧كٌخّ حُوَإٓ ،طلو٤نٜٓ :طلٓ ٠خُْ حُزيٍٓ ،١طزؼش
ىحٍ حٌُظذ حُؼِٔ٤ش رزَٝ٤ص حُـِء،9 :حُٔ٘ش.149:ٙ ،2000:
3أكٔي حرَح ْ٤ٛريَ١ :م حُو٠خء ،حُٔطزؼش حُِٔل٤ش رخُوخَٛس ،حُٔ٘ش.43:ٙ،1347 :
ٚ٘٣ 4حُل :ٖٓ 454 َٜم،ٍ ،ع ّ،ػِ ٠إٔ :
" حُوَحثٖ حُظ٣ ُْ ٢وٍَٛخ حُوخًُٗٞٞٓ ٕٞش ُلٌٔش حُوخُِ ْ٤ُٝ .٢ٟوخ ٢ٟإٔ ٣وزَ ا ٫حُوَحثٖ حُو٣ٞش حُوخُ٤ش ٖٓ حُِزْ أٝ
حُوَحثٖ حُٔظؼيىس حُظ ٢ك َٜحُظٞحكن رٜ٘٤خٝ .اػزخص حُؼٌْ ٓخثؾ ٌٖٔ٣ٝ ،ك ُٜٚٞرٌخكش حُطَم".
5ارٖ حُو : ْ٤حُطَم حُلٌٔ٤ش .5:ٙ ،ّ،ّ :
275
كىذا ما أكد عليو العقباني 1أيضا بقولو ":ال يصح اتباع اللفظ كمعو قرينة ترشد إلى
خبلؼ ذلك الذم يدؿ عليو ،على ما تقرر ألىل المذىب من احتجاجهم على أىل العراؽ
الذين يتبعوف األلفاظ كإف خالفت المعاني".
كبالرجوع للمشرع المغربي نجده قد عرؼ القرائن بمقتضى قانوف االلتزامات كالعقود
الذم ينص في فصلو 449على ما يلي ":القرائن دالئل يستخلص منها القانوف أك القاضي
كجود كقائع مجهولة".
كالقرائن نوعاف :
-قرائن مقررة بمقتضى القانوف ،كىي ال تقبل إثبات العكس ،ككمثاؿ على ذلك ما نص
عليو الفصل 451إلى 452من ؽ،ؿ،ع حوؿ قوة الشيء المقضي بو ،كما نصت
عليو المادة 153من مدكنة األسرة من اعتبار الفراش حجة قاطعة على ثبوت
النسب.
-قرائن غير قانونية كاألخذ بها من عدمو يدخل ضمن السلطة التقديرية للقضاء.
ثاْٝا :ايُٝني
يبقى اليمين المبلذ كالمنفذ للقاضي عندما تشتد الخصومة كيستعصى الدليل كيتعذر،
فتكوف ىي الخبلص لفك النزاع كالفصل فيو ،كيتم االحتكاـ إليها لعل الحقيقة تنجلي في حالة
تحجر الدليل ،كيقصد باليمين إشهاد اهلل تعالى على صدؽ ما يخبر بو الحالف ،فإذا كاف
الحبس عاما على معين فإف المشهور في مذىب مالك أف المحبس عليو يحلف كيثبت
الحبس ،خبلفا للشافعية كالحنفية كالحنابلة في ذلك .أما إذا كاف معقبا فإف المشهور في
مذىب مالك أف من حلف ثبت حقو ،كمن نكل ردت اليمين على المشهود عليو ،فإف حلف
بطل الحبس ،كإف نكل ثبت الحبس. 2
1أر ٞػ٤ٓ ٠ٔ٤ي ١حُٜٔي ١حُُٞحٗ :٢حُ٘ٞحٍُ حُـي٣يس حٌُزَ.416 :ٙ ،ّ،ّ ،ٟ
ٓ 2لٔي حُظخ.7 :ٙ ،ّ،ّ: َ٣ٝ
276
ثايتاٚ :ضا ٌ٥اإلثبات ذات ايطبٝع ١اإلجسا:١ٝ٥
كما يثير االنتباه في ىذا الصدد ىو أف كسائل اإلثبات في التشريع المغربي تعرؼ
نوعا من التشتت بين قواعد الموضوع التي ينظمها ؽ،ؿ،ع ،كقواعد الشكل التي ينظمها
ؽ،ـ،ـ ،كما يعزز ىذا الطرح بقاء المعاينة كالخبرة خارج نطاؽ التصنيف المنصوص عليو في
الفصل 404من ؽ،ؿ،ع.
كالمقصود بوسائل اإلثبات ذات الصبغة اإلجرائية تلك الوسائل المنظمة بقانوف المسطرة
المدنية 1كفي مقدمتها الخبرة التي نظم المشرع المغربي أحكامها ضمن الباب الثالث من
القسم الثالث من قانوف المسطرة المدنية ،كتحديدا في الفصوؿ من 59إلى 66من ىذا
األخير ك التي تم تعديلها بموجب القانوف رقم .285.00كبالرجوع إلى ىذه المقتضيات
جميعا ،نبلحظ أف المشرع المغربي لم يعرؼ الخبرة ال بكيفية مباشرة كال بكيفية غير مباشرة
كإف كاف قد أحاط بأىم جوانبها الموضوعية كالشكلية .كما نظم مختلف اإلجراءات القانونية
المرتبطة بهذه الوسيلة القانونية ،التي ليس ىناؾ ما يمنع من األخذ بها إلثبات الوقف ،ألنها
من طرؽ اإلثبات المباشرة كالمعاينة ،كما أف رأم الخبراء كوسيلة من كسائل اإلثبات لو أىميتو
العلمية كالعملية ،ألف الخبرة في الواقع ىي نوع من المعاينة الفنية التي تتم بواسطة أشخاص
تتوافر لديهم الكفاءة في النواحي الفنية التي ال تتوافر لدل القضاة.
ٗ 1ظْ حَُٔ٘ع حُٔـَرٓٝ ٢خثَ ح٩ػزخص ًحص حُطز٤ؼش ح٩ؿَحث٤ش ٖٟٔحُزخد حُؼخُغ ٖٓ حُؤْ حُؼخُغ ٖٓ هخٗ ٕٞحُٔٔطَس
حُٔيٗ٤ش ٝطلي٣يح ٖٓ حُل 59 ٍٜٞاُ ٌٙٛٝ ،102 ٠حُٓٞخثَ :٢ٛ
حُوزَس؛
ٓؼخ٘٣ش حٓ٧خًٖ؛
ح٧رلخع؛
حُٖ٤ٔ٤؛
طلو٤ن حُوطٝ ١ٞحُِ ٍٝحُلَػ.٢
ٝهي طٔض حٗ٩خٍس أػ ٙ٬اُ ٠حُوزَس ٝحُٔؼخ٘٣ش ،ى ٕٝؿَٔٛ٤خ ٗظَح ُ٘ٞ٤ع ح٫ػظٔخى ػِٜٔ٤خ كٓ ٢ـخٍ حٝ٧هخف.
2طْ طؼي َ٣حُل ٍٜٞحُٔ٘خٍ اُٜ٤خ أػ ٙ٬حُٔظؼِوش رخُوزَس ،رٔٞؿذ حُوخٍٗ ٕٞهْ 85.00حُٜخىٍ ح َٓ٧رظ٘ل ٌٙ٤رٔوظ ٠٠حُظَ٤ٜ
حَُ٘٣ق ٍهْ 1.00.345:رظخٍ٣ن ٠ٍٓ 29خٕ ٞٓ 1421حكن 26ىٔٔ٣زَ ٝ ،2000حُٔ٘٘ ٍٞرخُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش ػيى:
4866رظخٍ٣ن ٞٗ 23حٍ 1421حُٔٞحكن ٍ ٘٣ 18خ.233:ٙ،2001 َ٣
277
أما المعاينة فهي من طرؽ اإلثبات المباشرة ،إال أف قبولها كوسيلة لئلثبات يخضع لتقدير
المحكمة ،التي لها أف تقرر سلوؾ ىذا الطريق من تلقاء نفسها ،أك بناء على طلب أحد
الخصوـ ،كىذا ما نقرأه في حيثيات قرار صادر عن المجلس األعلى":1المعاينة تعتبر من األدلة
في المسائل المادية بالرغم من عدـ التنصيص عليها في الفصل 404من ؽ،ؿ،ع كوسيلة من
كسائل اإلثبات ،كيعمل بها في المسائل التي يحتاج اإلثبات فيها إلى الدليل المادم إلثبات
الحاؿ" .
من خبلؿ ما سبق يتبين أف قواعد الفقو اإلسبلمي تتمتع بقيمة كبرل في اإلقناع لكونها
أشد عمقا ،كأكثر بيانا لوسائل إثبات الوقف .إال أف موقف المشرع المغربي الذم فتح المجاؿ
أماـ جميع الوسائل الشرعية كالقانونية إلثبات الوقف ،يجعلنا ال نتردد لؤلخذ بوسائل اإلثبات
القانونية المنصوص عليها في ؽ،ؿ،ع أك في ؽ،ـ،ـ.
1هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى ٛ 110:خىٍ رظخٍ٣ن 2004/02/18ك ٢حُِٔق ح٩ىحٍ ١ػيى ٍٞ٘٘ٓ 03/3320:رٔـِش
ه٠خء حُٔـِْ ح٧ػِ ،٠ػيى ٓٝ 341:ٙ 63خ رؼيٛخ.
278
إف أىمية الماؿ الموقوؼ تجعل موضوع التصرفات الجارية سواء على أصلو ،أك المتعلقة
بطرؽ اإلنتفاع بو ،ذات أىمية خاصة ،فحينما نعلم أف األمواؿ الموقوفة تحقق النفع العاـ،
يصبح اإلقتناع تاما بضركرة إحاطتها بجميع الضمانات التي تمكنها من تحقيق ىذه الغاية
بشكل دائم كمنتظم ،كمن البديهي أف يترتب عن كل ذلك نتائج قانونية جد مهمة ،تتمثل
باألساس في عدـ جواز التصرؼ فيها بما يتعارض مع تحقيق الغاية من كرائها ،كعدـ جواز
الحجز عليها ،كما ال يمكن أف تكتسب ملكيتها بالحيازة أك التقادـ ،لكن بالمقابل يمكن
ألصل الماؿ الموقوؼ أف يكوف محل تصرؼ بشكل إستثنائي كلما كاف عديم النفع ،أك قليل
الدخل ،حيث يمكن إبدالو أك استبدالو حسب كل حالة ،كما يمكن اإلنتفاع بو عن طريق
الكراء مع التقيد في كل ذلك بتحقيق مصلحة ظاىرة للوقف عن طريق الحفاظ على أصلو،
كتنمية مداخيلو كلئلحاطة بجميع التصرفات التي تهم األمواؿ الموقوفة كقفا عاما سوؼ أقسم
ىذا الفصل على الشكل التالي:
الفرع األكؿ :التصرفات الجارية على أصل الماؿ الموقوؼ كقفا عاما
الفرع الثاني :التصرفات الجارية على االنتفاع بالماؿ الموقوؼ
279
280
لما كانت الحاجة ملحة لمراجعة كتحديث اإلطار القانوني للوقف العاـ لسد الثغرات
التي كاف يعرفها ،كاف األمر أكثر إلحاحا عند تعلقو بالتصرفات الجارية على أصلو ،نظرا ألىمية
كدكر أحكاـ ىذه التصرفات في كجود الشيء كصحتو ،كما يترتب عن اختبللها من بطبلف
للتصرؼ كقاعدة عامة .
ك نظرا لتقادـ القواعد المنظمة لهذه التصرفات كعجزىا البين عن دفع الغبن عن الوقف،
سعى المشرع المغربي إلى الجمع بين دفتي المدكنة جميع األحكاـ المتعلقة بالتصرفات
الجارية على أصل الماؿ الموقوؼ كقفا عاما ،مع تقيده بأحكاـ الفقو اإلسبلمي المتعلقة بها،
للوصوؿ من خبلؿ ىذا كلو إلى الحرص على حفظ الماؿ الموقوؼ ،كالعمل في الوقت ذاتو
على تنميتو بكل تصرؼ مشركع ،من شأنو أف يفضي إلى تحقيق المصلحة الفضلى لو.
كتدخل المعاكضة 1ضمن خانة التصرفات االستثنائية الجارية على أصل الماؿ الموقوؼ
كقفا عاما ،ذلك أف أساس جواز ىذا التصرؼ عند القائلين بو ىو إبداؿ أك استبداؿ العين
الموقوفة التي قل ريعها بأحسن منها ،كفق إجراءات كشركط محددة (المبحث األكؿ).
1حُٔؼخٟٝش كٔذ حُل ٖٓ 619 َٜهخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص ٝحُؼوٞى حُٔـَر ":٢ٛ ٢ػوي رٔوظ٠خ٣ ٙؼط ٖٓ ًَ ٢حُٔظؼخهي٦ُ ٖ٣هَ
ػِٓ ٠ز َ٤حٌُِٔ٤ش٤ٗ ،جخ ٓ٘و ،٫ٞأ ٝػوخٍ٣خ أ ٝكوخ ٓؼ٘٣ٞخ ،كٓ ٢وخرَ ٗ٢ء أ ٝكن آهَ ٖٓ ٗلْ ٗٞػ ٚأٞٗ ٖٓ ٝع آهَ".
أٓخ حَُٔ٘ع حُٔ ١َٜكوي ػَكٜخ رٔوظ ٠٠حُٔخىس ٖٓ 482حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ٢رو ":ُٚٞحُٔوخ٠٣ش ػوي رِ٣ ٚظِّ ًَ ٖٓ حُٔظؼخهيٖ٣
إٔ ٘٣وَ اُ ٠ح٥هَ ،ػِٓ ٠ز َ٤حُظزخىٍ ٤ٌِٓ ،ش ٓخٍ ُ ٖٓ ْ٤حُ٘وٞى".
ٝطظْ حُٔؼخٟٝش كٔذ حُل ٖٓ 620 َٜهخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص ٝحُؼوٞى رظَح ٢ٟحُطَكٓ ، ٖ٤خُْ طٜ٘ذ ػِ ٠ػوخٍحص أ ٝأٗ٤خء
أهَ٣ ٟـٍٜ٘ٛ ُٞخ ٍ٘ٛخ ٍٓٔ٤خ ،كؼ٘يثٌ ططزن أكٌخّ حُلٗ ٖٓ 489 َٜلْ حُوخٗٝ ،ٕٞػوي حُٔؼخٟٝش ٖٓ ٞٛحُؼوٞى حُ٘خهِش
ٌُِِٔ٤ش ًُي إٔ ًَ١ ٬ك ٢حُؼوي ِ٣ظِّ ر٘وَ ٌِٓ٤ش ٗ٢ء ُ٦هَ ػِ ٠إٔ َ٣ى ًُي ػِ ٠كن حُِٔي حُظخّ ٓٞحء ًخٕ ٓلَُح أٝ
ٗخثؼخ ٕ٧ ،حُوخػيس طو ٢٠رؤٕ ًَ ٓخ ٌٖٔ٣ر٤ؼ ٌٖٔ٣ ٚحُٔوخ٠٣ش ر٣ُِِٔ .ٚي ٖٓ حُظل َ٤ٜك ٍٞػوي حُٔؼخٟٝش أٗظَ:
ٓلٔي ٓلزٞر :٢حُٞؿ ِ٤حُؼوٞى حُٔٔٔخس كٟٞ ٢ء هخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص ٝحُؼوٞى حُٔـَرٓٝ 151:ٙ،ّ،ّ ،٢خ
رؼيٛخ.
ٓلٔي حُؼَ :٢ٛٝحُٔوظ َٜك ٢رؼ ٞحُؼوٞى حُٔٔٔخسٓ ،طزؼش َٓؿخٕ رٌٔ٘خّ ،حُطزؼش حُؼخٗ٤ش،
حُٔ٘شٓٝ 230:ٙ،2012:خ رؼيٛخ.
ػزي حٌَُٜٗ ْ٣ز : ٕٞحُ٘خك ٢كَٗ ٢ف هخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص ٝحُؼوٞى حُٔـَر ،٢حُـِء حٓ ،ٍٝ٧طزؼش ىحٍ حُ٘ـخف
حُـي٣يس رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُٔ٘شٓٝ 236:ٙ،1999:خ رؼيٛخ.
281
كما أف خصوصية الماؿ الموقوؼ التي تميزه عن غيره ،تجعل اإلجماع منعقد حوؿ عدـ
قابليتو لبعض التصرفات منها عدـ إمكانية كسبو بالتقادـ ،أك الحيازة ،كما ال يمكن أف يكوف
محل حجز أك تصرؼ في األصل (المبحث الثاني).
المعاكضة حسب الفصل 619من ؽ،ؿ،ع،ـ ،عقد بمقتضاه يعطي كل من المتعاقدين ُ
لآلخر على سبيل الملكية ،شيئا منقوال أك عقاريا ،أك حقا معنويا ،في مقابل شيء أك حق آخر
من نفس نوعو أك من نوع آخر .كالمعاكضة تكتسي أىمية بالغة ترجع إلى كونها بيع من البيوع،
282
كما تعتبر في الوقت ذاتو من العقود الناقلة للملكية التي تستوجب إلتمامها توفر الشركط
العامة للتعاقد.
كلما كانت األمبلؾ الموقوفة كقفا عاما ،قائمة من حيث المبدأ على منع التداكؿ العادم
للماؿ الموقوؼ بجميع أنواع التصرفات ،بما فيها المعاكضة ليبقى ىذا الماؿ مرصودا لما
حبس من أجلو ،تولد عن ىذا الوضع تعطيل الكثير من منافع األعياف الموقوفة ،فكاف من
البلزـ على الفقو المالكي االتجاه نحو اإلقرار ببيع أك إبداؿ ما خرب من العقار ك شراء عقار
آخر يعوضو ،لكن التسليم بهذه المسألة لم يكن باألمر الهين ،سواء تعلق األمر بمعاكضة
نقدية(الفقرة األكلى) ،أك بمعاكضة عينية(الفقرة الثانية).
األمواؿ الموقوفة كقفا عاما ىي إما منقولة أك عقارية ،كمعاكضتها نقدا تعني بيعها
كإخراجها عن الملك ،أك إدخالها فيو بعوض ،1كالمشرع المغربي اكتفى باستعماؿ كلمة
المعاكضة بدؿ البيع ،دكف تعريفها ،تماشيا مع قواعد الفقو اإلسبلمي ،كاإلقداـ على بيع
األمبلؾ الموقوفة كقفا عاما ممنوع من حيث المبدأ ،لكن اللجوء إليو استثناءا يبقى مشركط
بتحقيق مصلحة ظاىرة للوقف ،كأف ال يكوف فيو غبن فاحش ،كىذا التصرؼ عند العلماء
حسب أبي عمراف العبدكسي على ثبلث أكجو :الواجب ،ك الممنوع ك المختلف فيو ،قاؿ:
الوجو الثالث ما ليس فيو منفعة في الحاؿ ك توخى منفعتو في المآؿ فهذا مختلف في بيعو،
فمن العلماء من أجاز بيعو نظرا إلى قصد المحبس ،ك قصد المحبس االنتفاع بو ،فإذا عدـ
االنتفاع ،بيع ك عوض بما فيو منتفع .2كىذا ىو مسلك المتأخرين من المالكية حيث أجازكا
معاكضة األمبلؾ الموقوفة ،غير أنهم قيدكا ىذه المعاكضات بمجموعة من الشركط حددىا
1حُز٤غ ٖٓ أٓٔخء حٟ٧يحى ٣طِن ػِ ٠حُز٤غ ٝحَُ٘حء ،حٓظ٘خىح حُ ٠ه ُٚٞطؼخُ ٠ك ٢ح٣٥ش ٍٞٓ ٖٓ 20س ٓٞ٣ق َٙٝٗٝ" :رؼٖٔ
روْ" ٝحُٔوٜٞى رخَُ٘حء ٘ٛخ حُز٤غ ٞٛٝ ،ؿخثِ َٗػخ ٕ٧ ،هللا طؼخُ ٠أرخف ُؼزخى ٙحُز٤غ ٝإًٔ ُ ْٜك ،ٚ٤رخٓظؼ٘خء ح٤ٗ٧خء
حُوخٍؿش ػٖ ىحثَس حُظؼخَٓ حَُ٘ػٝ ،٢حُظٜ٣ ٫ ٢ق طٌِٜٔخ ًخُؤَ ُٝلْ حُوِ٘ٝ َ٣ؿَٛ٤خ.
َٓ 2ؿغ ٓخرنٗ ،لْ حُٜللش.
283
الفقيو سيدم عبد اهلل العبدكسي في ما يلي" :1الحبس ال تجوز المعاكضة فيو على القوؿ
بجوازىا ك بو مضى العمل -إال بشركط :أف يكوف خربا ،ك أف ال تكوف لو غلة يصلح بها ،ك ال
يوجد متطوع بإصبلحو ،ك ال ترجى عودتو إلى حالتو بإصبلح أك غيره ،كذلك مفقود في
مسألتكم فبل تجوز المعاكضة فيها ،ك إف عوض عنها بمائة ألف .ك عن ابن سلموف :سئل ابن
رشد في قطعة أرض محبسة على رجل ك ىي متصلة بباب ضيعة لرجل آخر ،ك ىي ال تنفك
في الغالب من أذل أىل الدار ،ك ال حيلة في كف األذل عنها ،ك يذىب صاحب الحبس إلى
أف يعاكضو صاحب الضيعة بمكاف غيره بسبب ىذا االذل ،فقاؿ :إذا كانت ىذه القطعة قد
انقطعت المنفعة منها جملة بما ذكرت فلم يقدر على اعتمارىا ،ك بقيت معطلة ال فائدة فيها
لعدـ القدرة على دفع ىذا الضرر ،فبل باس بالمعاكضة فيها بمكاف غيره يكوف حبسا مكانها،
على ما قالو جماعة من العلماء في الربع المحبس إذا خرب.2
كبخصوص ىذه النقطة كرد في العمل المطلق ما يلي:3
284
كىذه المواقف تبين أف المتأخرين من المالكية يأخذكف في ما يخص معاكضة األمبلؾ
الموقوفة كقفا عاما بالمبدأ القائم على أف العبرة بالمقاصد كليس بألفاظ المحبس ،حيث
أصبحت الغاية التي يدافعوف عنها ىو أف الصدقة تبقى جارية يستمر نفعها فيستمر لو ثوابها ك
أجرىا ،1ذلك أف السجلماسي أعتبر أف :اتباع اللفظ دكف المعنى خطأ صريح في الفتول ،ألف
األحكاـ منوطة بمعنى اللفظ دكف ظواىرىا .2كفي الغرب اإلسبلمي كاف علماء االندلس من
األنصار أكثر حرصا ك اىتماما بالمقصد من الحبس من اعتناءىم بألفاظو ،ك قد أخذ علماء
فاس منهم ذلك حيث قاؿ صاحب العمل الفاسي :
كلذلك أفتى عبد الرحمن الحائك بجواز صرؼ ما جمع من أحباس مكة في إصبلح سور
البلد حفاظا على أمن الناس ،ك قاؿ إف ىذا على مذىب أصبغ عن ابن القاسم ك ىو قوؿ ابن
الماجشوف ،ك عندىم أف ما أريد بو كجو اهلل فبل بأس أف يصرؼ بعضو على بعض.
1ػزي حَُُحم حٛز٤ل :٢حُلٔخ٣ش حُٔيٗ٤ش ُٝ٨هخف حُؼخٓش رخُٔـَد.200 ،199:ٙ ،ّ:ّ ،
2رٗٞؼ٤ذ حُ٘خ :١َٛحٓظؼٔخٍ حُؼوخٍحص حُلزٔ٤ش ،حُ٘يٝس حُـ٣ٜٞش حُوخٓٔش حُٔ٘ظٔش ح٣خّ 27 ٝ 26 :حرَ ،2007 َ٣كٍٞ
ٟٓٞٞع حُٔ٘خُػخص حُؼوخٍ٣ش ٖٓ ه ٍ٬حؿظٜخىحص حُٔـِْ ح٫ػِ.59:ٙ ،٠
285
كمن التعليبلت التي صاغها القائلوف بذلك نجد الفقيو اللخمي كالذم علل بأف
المحبس لو حضر لكاف إحياء النفس عنده أكلى .1ك في المعيار عن العبدكسي إنو يجوز أف
يفعل في الحبس ما فيو مصلحة
مما يغلب على الظن ،حتى كاد يقطع بو أنو لو كاف المحبس حيا لفعلو ك استحسنو.2
كما أف شيخ اإلسبلـ ابن تيمية رحمو اهلل قاؿ بجواز إبداؿ المسجد للمصلحة ،كالغاية
من جواز ىذه المعاكضة ،يبقى ىو البحث عن كسائل تنموية للحبس ،تساعد على إبداؿ
العقارات المحبسة التي ال تذر ربحا لخرابها ك كسادىا ،بعقارات أخرل أكثر إنتاجا ،دكف أف
تزيغ عن األىداؼ العامة المتوخاة من الوقف.
كسيرا على نفس توجو فقهاء المالكية خاصة المتأخرين الذين أباحوا المعاكضات على
العين الموقوفة كقفا عاما ،نجد أف المشرع المغربي ،بدكره كرس ىذا التوجو قانونا سواء من
خبلؿ الضوابط الحبسية التي الزاؿ العمل بها جاريا ،أك من خبلؿ مدكنة األكقاؼ الجديدة ،
كالتي سمحت ىي األخرل بمعاكضة األمواؿ الموقوفة في الحاالت التالية:3
إذا انقطع نفع الماؿ الموقوؼ أك قل بشكل كبير؛
1حُظٔ ٢ُٞأر ٞحُلٖٔ ،حُزٜـش كَٗ ٢ف حُظللشٝ ،رلخٗ٤ظ ٚكِ ٢حُٔؼخُ ْٛلٌَ حرٖ ػخٓ٪ُ ْٛخّ ٓلٔي حُظِٞى ،١حُـِء
حُؼخٗٓ ،٢طزؼش ىحٍ حَُٗخى حُلي٣ؼش رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُٔ٘ش.390:ٙ ،1991:
286
إذا اقتضت مصلحة األكقاؼ ذلك.
معاكضة األمواؿ الموقوفة ىي إما معاكضة نقدية -كما سبق لنا بيانو ،-يراد بها "بيع
الوقف بالنقود ثم يشترل بتلك النقود عقارا يكوف كقفا بدؿ األكؿ ،1كاما معاكضة عينية
يصطلح عليها كذلك بالمناقلة كتعني :إبداؿ أرض موقوفة مثبل بأرض أخرل لتصبح الثانية
كقفا ،2كىو األمر الذم أكده ابن عاصم بقولو:3
كالمتأخركف من المالكية أجازكا المعاكضات الوقفية إذا لم تكن العين الموقوفة ك قفا
عاما ذات منفعة ك ال ينتظر منها أف تأتي بأم نفع ،أم متى أصبحت عديمة الجدكل ،غير
أنهم أباحوا ذلك بشركط من بينها أف تتم بحكم من القاضي ،يسجلو ك يشهد عليو بعد أف
يثبت عنده السبب المبيح للمعاكضة فيها.4كما ذكر ابن نجيم في البحر الرائق أف تكوف العين
البدؿ كالعين المبدكلة من جنس كاحد ،كفي محل كاحد ،أك يكوف المحل المملوؾ خيرا من
المحل الموقوؼ ،فإف لم يكن كذلك ككاف المحبلف سواء ،فبل يجوز الحتماؿ خراب العين
في المحليين لدنائتها كقلة رغبات الناس فيها ،5كربما ىذا ما جعل فقهاء الحنفية يجيزكف
استبداؿ العين الموقوفة بعين أخرل كلو من غير جنسو ،ألف المقصود المنفعة ال الجنس ،إال
أف فقهاء المالكية سكتوا عن ىذه القاعدة.6
ٓ 1لٔي ِٓٔ٤خٕ حٗ٧وَٓ :ـٔٞع ك ٢حُٔ٘خهِش ٝحٓ٫ظزيحٍ رخٝ٧هخفٓ ،ئٓٔش حَُٓخُش ،رَٝ٤ص ،حُطزؼش حُؼخٗ٤ش ،حُٔ٘ش،2001 :
.49 ٙ
ٍ 2حؿذ حَُٔهخٍٗٝ :٢حثغ حٝ٧هخف ك ٢حُل٠خٍس ح٤ٓ٬ٓ٩ش.39 :ٙ ،ّ،ّ ،
حُٔـٔٞع حٌُخَٓ ُِٔظ :ٕٞاَٗحف ٌٓظزش حُزلٞع ٝحُيٍحٓخص ،ىحٍ حُلٌَ رِز٘خٕ ،حُطزؼش ح ،٠ُٝ٫حُٔ٘ش.529 ٙ ، 2001: 3
287
كالمعاكضة العينية أك المناقلة كتصرؼ يرد على األمواؿ الموقوفة غالبا إذا كانت األرض
الحبسية موضوع المعاكضة قد انقضى نفعها ،أك اقتضت مصلحة األكقاؼ معاكضتها .كليس
في ذلك ذىاب للعين المحبسة ،كإنما فيها تبديلها بأحسن منها،1كفي ىذا يقوؿ ابن رشد ":إف
كانت ىذه القطعة من األرض المحبسة انقطعت منفعتها جملة ،كعجز عن عمارتها ككرائها فبل
بأس بالمعاكضة فيها بمكاف يكوف حبسا مكانها ،كيكوف ذلك بحكم من القاضي بعد ثبوت
ذلك السبب كالغبطة في المعوض عنو كيسجل ذلك كيشهد بو" 2.كىذا ما أكده صاحب
العمل الفاسي بقولو:3
كىذا يعني أنو جرل العمل بالمعاكضة في ربع الحبس أم تبديلو بربع آخر أفضل منو إذا
تحققت شركط ذلك ،كالتي تتمثل في أف تقل منفعتو ،أك يخرب كلم يوجد في فائدة ما يصلح
بو ،كأف يعوض بو أك بثمنو ما ىو أكثر منو منفعة كغلة كقيمة ،كأف يثبت ذلك كلو عند القاضي
فتمضي مناقلتو ألف قصد المحبس إنما ىو انتفاع المحبس عليو بحبسو ،كذلك يحصل بإبدالو
بما ىو أكفر منو خراجا ،كىو من قبيل رعي مقصوده دكف لفظو.4
إف المبدأ العاـ الذم يحكم معاكضة األمواؿ الموقوفة ىو تحقيق مصلحة ظاىرة للوقف،
كىي من الشركط األساسية التي كضعها المتأخركف من المالكية الذين أجازكا ىذا التصرؼ،
1أريي ٞػٔ٤ييٓ ٠يي٤ي ١حُٜٔييي ١حُييُٞحٗ :٢طللييش أً٤ييخّ حُ٘ييخّ ر٘ييَف ػِٔ٤ييخص كييخّ٘٘ٓ ،ييٍٞحص ُٝحٍس حٝ٧هييخف ٝحُ٘ييئٕٝ
ح٤ٓ٬ٓ٩ش ،حٌُِٔٔش حُٔـَر٤شٓ ،طزؼش ك٠خُش ،رخُٔلٔي٣ش١ ،زؼش.399 ٙ ،2001 :
ٛ 2خُق ػزي حُٔٔ٤غ ح٥ر ٢ح :١َُٛ٧حُؼَٔ حُيحٗ ٢ك ٢طوَ٣ذ حُٔؼخَٗٗ ،٢ف ٍٓيخُش أري٣ُ ٢يي حُوَٝ٤حٗي ،٢حػظ٘ي ٠ريٍٝ ٚحؿؼيٚ
أكٔي ٓلٔي حُٔخؿي ،١حٌُٔظزش حُؼ٣َٜش ،رَٝ٤ص ،حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش:ٙ ،2003 :
3حُٔـٔٞع حٌُخَٓ ُِٔظ.569:ٙ ،ّ،ّ ،ٕٞ
حُٜٔي ١حُُٞحٗ :٢طللش أً٤خّ حُ٘خّ رَ٘ف ػِٔ٤خص كخّ.401-400 :ٙ ،ّ ،ّ ، 4
288
كقد عبر عن ذلك ابن رشد بقولو ..." :كالغبطة في المعوض عنو" ،1بمعنى أف ما يعوض بو
الحبس ينبغي أف يكوف أكثر قيمة كفائدة كغلة من المحبس المعوض.
إال أف شرط المصلحة ىذا قيده المالكية بشرط آخر ىو انعداـ الفائدة ،كخراب الملك
الحبسي ،2فإذا لم يتحقق خراب ىذا األخير كبقيت منافعو مستمرة ،فبل مجاؿ للقوؿ بوجود
المصلحة في المعاكضة ،ما دامت ىذه األخيرة شرعت للضركرة ،كأف االنتفاع ما زاؿ مستمرا
في األعياف األصلية.
إال أف نظرة المشرع المغربي للمصلحة جعلتها أكثر اتساعا ،حيث لم يقتصر على
الحالة التي تنعدـ فيها فائدة األعياف المحبسة ،بل كل ما يشترطو ىو الوصوؿ إلى ىدؼ
الحفاظ عليو ،كتنمية مداخيلو بما يبلئم طبيعتو ،كيحقق مصلحة ظاىرة لو .3كىذا ما دأب عليو
عمل المشرع المغربي منذ صدكر ظهير 21يوليوز 1913المتعلق بتحسين حالة األحباس
العمومية.4
كلئلحاطة أكثر بموضوع معاكضة األمواؿ الموقوفة ،البد من الوقوؼ أكال عند األسس
الجديدة لمعاكضة ىذه األمواؿ(الفقرة االكلى) ،ثم تحليل المسطرة اإلدارية المتبعة لتحقيق ىذا
التصرؼ(الفقرة الثانية).
ٛ 1خُق ػزيي حُٔئ٤غ ح٥ري ٢حُٛ٧يَ :١ؿيٞح َٛح٤ًِ٩يَٗ ،يَف ٓوظٜيَ حُؼٓ٬يش حُ٘ي٤ن هِ٤يَ ،حُـيِء حُؼيخٌٗٓ ،٢ظزيش ػٔ٤ي٠
حُزخرِ ٢حُلِز( َٜٓ ،٢ى٘ٓ ٕٝش حُطزغ) .209 :ٙ
2حُٜٔي ١حُُٞحٗ :٢طللش أً٤خّ حُ٘خّ رَ٘ف ػِٔ٤خص كخّ400:ٙ ،ّ:ّ ،
3ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 60حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ":٢ ِ٣طـَ ١ػِ ٠حٞٓ٧حٍ حُٔٞهٞكش ٝهلخ ػخٓخ ؿٔ٤غ حُظَٜكخص حُوخٗ٤ٗٞش حُٜخىكش اُ٠
حُللخظ ػِٜ٤خٝ ،ط٘ٔ٤ش ٓيحهِٜ٤خ رٔخ ٬٣ثْ ١ز٤ؼظٜخ ٣ٝلون ِٜٓلش ظخَٛس ُِٞهق ٌُٜٙٝ .حُـخ٣ش ،طٌِق اىحٍس حٝ٧هخف رظيرَ٤
ٌٙٛحٞٓ٧حٍ ٝحٓظؼٔخٍٛخ ٝكن حُوٞحػي حُٔ٘ ٜٙٞػِٜ٤خ ك ٌٙٛ ٢حُٔيٗٝش ٝحُ٘ ٜٙٞحُٔظوٌس ُظطز٤وٜخ".
ٍٝ 4ى ك ٢حُزخد حُؼخُغ حُٔؤُِ ٜٚؼخٟٝخص حُ٘وي٣ش ٖٓ ٌٛح حُظٓ َ٤ٜخ ٫ٝ" :٢ِ٣ري إٔ ٣ظ ٖٔ٠حُطِذ حًٌُٔ...:ٍٞ
ٍحرؼخ :حُظِحّ ١خُذ حُٔؼخٟٝش رٟٞغ ؿٔ٤غ حُٜٞحثَ ػِ ٠حُظوَ٣ذ ٓغ حُؼَ٘ ٖٓ حُؼٖٔ حُٔزٌ ٍٝإ هزَ ٓطِز ،ٚػْ ٣ظؤَٓ
ٗخظَ ح٧كزخّ ٓغ حَُٔحه ذ ك ٢كخثيس حُٔؼخٟٝشَُِٔ ٌٖٔ٣ ٫ٝ ،حهذ إٔ ٣ؼوق أٓ ١طِذ ًخٕ ،رَ ٣ـذ ػِ ٚ٤طٞؿ٩ ٜٚ٤ىحٍس
ح٧كزخّ حُؼخٓش ٓغ ح٩ػ ّ٬رَأٝ ٚ٣رَأ ١حُ٘خظَ ك ،ٚ٤أٓخ ح٩ىحٍس كظظؤَٓ َٛحُٔؼخٟٝش كٜ٤خ كخثيس ُٝ٨هخف أّ ُٜٝ ،٫خ إٔ طوزَ
ٓطِذ حُٔؼخٟٝش أ ٝطَك".ٚ٠
289
ايفكس ٠األٚىل :األضظ اجلدٜد ٠ملعاٚض ١األَٛاٍ املٛقٛفٚ ١قفا عاَا
كضع المشرع المغربي مجموعة من األسس الجديدة إلجراء معاكضة األمواؿ الموقوفة
تبتدأ بالنص على الحاالت ،التي يجوز فيها معاكضة األمواؿ الموقوفة سواء معاكضة نقدية أك
معاكضة عينية ،كالمتمثلة فيما يلي:1
إذا انقطع نفع الماؿ الموقوؼ أك قل بشكل كبير؛
كما أف تحديد القيمة الحقيقية للعقار المراد معاكضتو ،أصبح االختصاص فيها يرجع إلى
لجنة تتكوف من ثبلثة خبراء يعينوف بمقرر مشترؾ للسلطة الحكومية المكلفة باألكقاؼ ،كرئيس
المجلس األعلى لمراقبة مالية األكقاؼ العامة ،كىو ما من شأنو تحقيق الغبطة للملك الحبسي،
نظرا العتماد الخبير على كسائل تقنية كعلمية تمكن من إبراز قيمة الشيء الحقيقية.2
كما أف معاكضة األمواؿ الموقوفة معاكضة نقدية حسب المادة 63من المدكنة تتم إما
بمبادرة من إدارة األكقاؼ ،أك بناء على طلب مكتوب ممن يهمو األمر ،كالذم يشترط فيو
كجوبا أف يتضمن ما يلي:3
1أٗظَ هَحٍ َ٣ُٝحٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٫ش ٍهْٝ ،4139.12:هَحٍ ٙػيى 4140.12:حُٜخىٍ ٖ٣كٛ 5 ٢لَ1434
حُٔٞحكن ٍ 19ىٔٔ٣زَ 2012كٗ ٢ؤٕ طلي٣ي اؿَحءحص حَُٔٔٔس ِ١ٝذ حُؼَٔٓٝ ٝٝطَس ح٫طلخم حُٔزخَٗ حُوخٛش
رخُٔؼخٟٝخص حُ٘وي٣ش ٝحُؼ٤٘٤ش ُٞٓ٨حٍ حُٔٞهٞكشٝ .حُٔ٘٘ ٖ٣ٍٞرخُـَ٣يس حَُٓٔ٤ش ػيى ،6161:حُٜخىٍس رظخٍ٣نٗ8 :ؼزخٕ
1434حُٔٞحكن.2013ٞ٤ٗٞ٣17ٍ :
2كِٔ٤ش حُِط٤ل :٢حُوزَس حُو٠خث٤ش ك ٢هخٗ ٕٞحُٔٔطَس حُٔيٗ٤شٍٓ ،خُش ُ٘ َ٤ىرِ ّٞحُيٍحٓخص حُؼِ٤خ حُٔؼٔوش ك ٢حُوخٕٗٞ
حُوخٝ ،ٙكيس حُظٌٝ ٖ٣ٞحُزلغ ،حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ٤ًِ ،٢ش حُؼِ ّٞحُوخٗ٤ٗٞش ٝح٫هظٜخى٣ش ٝح٫ؿظٔخػ٤ش ،ؿخٓؼش حُلٖٔ حُؼخٗ ،٢حُيحٍ
حُز٠٤خء ،حُٔ٘ش حُـخٓؼ٤ش.9 :ٙ ،2000 - 2001 :
3أٗظَ ٗ ٚحُٔخىس ٖٓ 39هَحٍ َ٣ُٝحٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩ش ػيى ٚٗٝ ،4139.12:حُٔخىس ٖٓ 13هَحٍٙ
ٍهْٝ ،4140.12:حُٔ٘خٍ آَُ ٠حؿؼٜٔخ أىٗخ.ٙ
290
أف يكوف مؤرخا ،كموقعا من طالب المعاكضة كمصادقا فيو على ىذا التوقيع؛
أف يتضمن االسم العائلي كالشخصي لطالب المعاكضة كعنوانو أك محل إقامتو ،أك مركزه
كحالتو كمكاف كجوده ،إف كاف منقوال ،كموقعو كحدكده كمساحتو كمشتمبلتو ،إذا كاف
عقارا غير محفظ ،أك رقم رسمو إذا كاف محفضا أك رقم مطلب تحفيظو إذا كاف في طور
التحفيظ؛
أف يتعلق بماؿ موقوؼ توافرت فيو حالة جواز المعاكضة عن طريق االتفاؽ المباشر
أف يصرح فيو الطالب برغبتو في معاكضة الماؿ الموقوؼ محل الطلب كأف يضمنو الثمن
المعركض من لدنو لمعاكضتو ،على أف ال يقل ىذا الثمن عن القيمة التقديرية للماؿ
الموقوؼ؛
أف يكوف مرفقا بنسخة ،مشهود بمطابقتها لؤلصل من بطاقة التعريف الوطنية لصاحب
أما إذا تعلق األمر بمعاكضة عينية فإف طلب عركض ىذه المعاكضة يجب أف يتضمن ما
يلي:
طلب مؤرخ ،كموقع من طرؼ صاحب العرض كمصادؽ فيو على التوقيع من طرؼ
السلطات المختصة ،يصرح فيو المعني باألمر بمعرفتو للعقار الموقوؼ محل طلب
عركض المعاكضة العينية؛
نسخة مشهود بمطابقتها لؤلصل من بطاقة التعريف الوطنية لصاحب العرض ،أك لممثلو
291
شهادة تستخرج من الرسم العقارم الخاص بالعقار المقترح معاكضتو بالعقار الموقوؼ،
تقرير خبرة ينجز من طرؼ خبير محلف يبين القيمة التقديرية لهذا العقار.
على أف تخصص األمواؿ المتأتية من معاكضة نقدية أك عينية لؤلمواؿ الموقوفة القتناء
بدؿ عنها ،أك استثمارىا.
ايفكس ٠ايجاْ: ١ٝاملططس ٠اإلداز ١ٜإلجساَ ٤عاٚض ١األَٛاٍ املٛقٛفٚ ١قفا عاَا
قبل تقديم الوثائق البلزمة إلجراء المعاكضة عن طريق السمسرة أك طلب العركض ،أك
حتى االتفاؽ المباشر(ثانيا) ،البد من الحصوؿ على اإلذف المسبق من الجهة المعنية إلجراء
المعاكضة (أكال).
ٛ 1خُق ػزي حُٔٔ٤غ ح٥ر ٢ح :١َُٛ٧ؿٞح َٛح.209 :ٙ ،ّ:ّ ،َ٤ًِ٩
2حُ٘٤ن رَىُشٓ :وظخٍحص ٖٓ ٗٞحٍُ رَىُشٓ ،ـِش حُلوي ٚحُٔيخٌُٝ ٢حُظيَحع حُو٠يخث ٢ريخُٔـَد ،حُؼييىحٕٓ ،6-5 :يخ،1987 ١
.297-296 :ٙ
292
كبالرجوع إلى مقتضيات المدكنة نجدىا قد بينت بشكل محدد الجهات التي تأذف
إلجراء المعاكضة ،كذلك حسب القيمة التقديرية للعقارات أك المنقوالت المراد معاكضتها،
كالمعتبرة ضمن األكقاؼ العامة ،ذلك أف المادة 64من المدكنة تنص على أف قيمة العقارات
أك المنقوالت إذا زادت عن عشرة مبليين ( )10.000.000درىم ،فإنها تخضع للموافقة
السامية المسبقة لجبللة الملك.
كتخضع معاكضة نفس العقارات كالمنقوالت للموافقة المسبقة للمجلس األعلى لمراقبة
مالية األكقاؼ العامة إذا كانت قيمتها التقديرية تتراكح ما بين خمسة مبليين ()5.000.000
درىم كعشرة مبليين ( )10.000.000درىم.
ككل معاكضة تتعلق بالعقارات كالمنقوالت التي تقل قيمتها التقديرية عن خمسة مبليين
( )5.000.000درىم ،ككذا معاكضة القيم المنقولة المحددة القيمة التي يتم توظيفها لفائدة
األكقاؼ العامة مهما كانت قيمتها ،تخضع للموافقة المسبقة للسلطة الحكومية المكلفة
باألكقاؼ.1
كالمبلحظ أف إخضاع المشرع المغربي المعاكضة لضركرة حصوؿ الموافقة المسبقة من
قبل ىذه الجهات كالتي تختلف باختبلؼ قيمة العقار ،فيو حماية فعالة للملك الحبسي من
1كٔييذ ٓيٗٝييش حٝ٧هييخف كييبٕ حُـٜييخص حُظيئ٣ ٢ييظِِّ أهييٌ حُٔٞحكوييش ٜٓ٘ييخ ٩ؿييَحء حُٔؼخٟٝييش طظ٘ييٞع كٔييذ ٓييخ طلَٟيي ٚحُؤ٤ييش
حُلو٤و٤ش ُِؼوخٌٍٛٝ ،ح رو٬ف ظ٘٣ 13 َ٤ٜخ 1918 َ٣حُٔظؼِين ر٠يزَٓ ٢حهزيش ح٧كزيخّ حُٔؼوزيش حُٔؼييٍ رٔوظ٠ي ٠ظ٤ٜيَ 18
1920 ُٞ٤ُٞ٣حٌُ ١كيى ؿٜش ٝحكييس ِ٣يِّ أهيٌ حٜ٘ٓ ًٕ٩يخ ٩ؿيَحء حُٔؼخٟٝيش رـي ٞحُ٘ظيَ ػيٖ هٔ٤يش حُؼويخٍٝ ،طظٔؼيَ ٛيٌٙ
حُـٜش ك ٢ؿُ٬ش حُِٔيٝ .كٌٛ ٢ح حُٜيى ٛيٍ هَحٍ ػٖ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ه ٠٠رٔخ ٓٝ" :٢ِ٣يٖ ؿٜيش أهيَٝ ٟأٗيٓ ٚيٖ حُؼخريض
إٔ حُؼوخٍ ٟٓٞٞع حُِ٘حع ٞٛػوخٍ كزٔ٣ ٫ ٢وزَ حُظل٣ٞض أ ٝحُٔؼخٟٝيشًُٝ ،يي ٝكويخ ُِ٠يٞحر ٢حُظي ٢كييىٛخ حُظ٤ٜيَ حُٔي٘ظْ
ُ٬ٓ٨ى حُلزٔ٤ش حٌُٛ ١ي ٞهيخٗ ٕٞهيخًٝ ٙيٌح ظ٤ٜيَ 1918/1/13حُٔظؼِين رخُظٜيَف كي ٢حٓ٧ي٬ى حُلزٔي٤ش حُٔؼوزيش حُيٌ١
ٚ٘٣ػِ ٠إٔ ٓ":ؼخٟٝيش حٓ٧ي٬ى حُلزٔي٤ش طيظْ ٝكويخ ُٔوظ٠ي٤خص ظ٤ٜيَ 1920/7/20حُٔظؼِين رٔؼخٟٝيش حٓ٧ي٬ى حُلزٔي٤ش
حُظ ٢ط٘ظَُٜ ١لش ٌٛح حُظَٜف طٞكَ ِٓق ِ١ذ حُٔؼخٟٝيش ػِي ٠إً ٓيٖ ؿ٘خر٘يخ حُ٘يَ٣ق ُِٔٞحكويش ػِي ٠حُٔؼخٟٝيش هٜيي
طَط٤ذ ؿٔ٤غ ح٥ػخٍ حُوخٗ٤ٗٞش حُظ ٢طؼط ٢حُٜزـش حَُ٘ػ٤ش ُظل٣ٞض حُؼوخٍ حُلزٔٝ "٢إٔ ػيّ طويِ١ ْ٣ذ حُٔؼخٟٝش روٜٙٞ
اٗ٘خء ػِٔ٤ش هز ٍٞحُيُٝش حُٔـَر٤يش طل٣ٞظي ٚاُيِٓ ٠يي حُيُٝيش حُويخ ٙىٛ ٕٝيي ٍٝحٓ ًٕ٩يٖ حُـ٘يخد حُ٘يَ٣ق ٣ـؼيَ طٜيَكٜخ
ٓظٔٔخ رؼيّ حَُ٘ػ٤ش ُؼيّ حكظَحّ حُٔوظ٤٠خص حُوخٗ٤ٗٞش حُٔ٘خٍ اُٜ٤خ أػ."ٙ٬
-هَحٍ ػيىٛ ،292 :خىٍ رظخٍ٣ن ،2003/5/8 :ك ٢حُِٔق ح٩ىحٍ ١ػيى ( 2002/2/4/1432 :هَحٍؿ.)ٍٞ٘٘ٓ َ٤
293
الضياع كدرء لباب التطاكالت التي قد تتعرض لها األمبلؾ الحبسية ،كالتي قد تؤدم إلى
حصوؿ عدد من التصرفات عليها دكف األخذ بعين االعتبار مصلحة األحباس.1
تلعب السمسرة دكرا مهما في مجاؿ معاكضة األعياف الموقوفة ،لكونها تعطي نوعا من
المصداقية لهذا التصرؼ الذم يسمح لعامة الناس بالتعرؼ عليو ،مما يؤدم إلى زيادة
المنافسة على العقار الموقوؼ المراد معاكضتو ،فإذا كانت السمسرة في الكراء الحبسي تعتمد
أساسا لتعيين المكترم كالوجيبة الكرائية كالتزامات الطرفين ،2فإنها تعتمد كذلك في المعاكضة
لتعيين المعاكض لو ،كتحديد أعلى ثمن أك أجود عقار معاكض بو.
كقد كانت السمسرة اإلجراء الوحيد الذم تتم بو المعاكضة في ظل ظهير 21يوليوز
1913المتعلق بتحسين حالة األحباس العمومية ،إال أنو كنظرا لتطور الحياة االقتصادية
كظهور أنماط جديدة في التسيير كالتدبير كإبراـ الصفقات ،فقد انفتحت مدكنة األكقاؼ على
شكل جديد في إجراء ىذا التصرؼ كيتعلق األمر بطلب العركض.3
كقد أعطيت أىمية بالغة لهذه المسطرة في المراحل التي أصبحت تمر منها حيث يتعين
قبل عرض أم ماؿ عقارم موقوؼ على السمسرة أك طلب العركض ،تكوين ملف لهذا الغرض
1كٔ٘خء ٍكزخصًَ :حء ٓٝؼخٟٝش ح٬ٓ٧ى حُلزٔ٤ش كي ٢ظيَ أكٌيخّ ٓيٗٝيش حٝ٧هيخفٍٓ ،يخُش ُ٘٤يَ ىرِي ّٞحُٔخٓيظَ كي ٢هيخٕٗٞ
حُؼوييٞى ٝحُؼوييخٍ٤ًِ ،ييش حُؼِيي ّٞحُوخٗ٤ٗٞييش ٝح٫هظٜييخى٣ش ٝح٫ؿظٔخػ٤ييش ،ؿخٓؼييش ٓلٔييي حٝ ،ٍٝ٧ؿيييس ،حُٔيي٘ش حُـخٓؼ٤ييش-2010 :
.71 :ٙ ،2011
2حُٔييؼ٤ي رًٍٞزييش :هٜٛٞيي٤ش حُظ٘ييَ٣غ حٌَُحثيي ٢حُلزٔييٝ ٢حٓ٫ظ٤ييخُحص حُظيي٠٣ ٢يئٜ٘خ ُٜييخُق ٓئٓٔييش حٝ٧هييخف رخٌُِٔٔييش
حُٔـَر٤شٓ ،ـِش ٍٓخُش حُٔلخٓخس ،حُؼيى ،7 :أًظٞرَ .111 :ٙ ،1990
3ط٘ ٚحُلوَس ح ٖٓ ٠ُٝ٧حُٔخىس ٖٓ 61حُٔيٗٝش ػِ ٠أٗ" :ٚطو٠غ ؿٔ٤غ حُٔؼخٟٝيخص ٝح٣ًَ٧يش حُٔظؼِويش ريخٞٓ٧حٍ حُٔٞهٞكيش
ٝهلخ ػخٓخًٌٝ ،ح حُزٞ٤ػخص حُٔظؼِوش رٔ٘ظٞؽ حٗ٧ـخٍ ٝحُـَِ ٞٓٝحى حُٔوخُغ حُؼخثيس ُِٞهق حُؼخّ٩ ،ؿيَحءحص حُٔٔٔيَس أُ ٝطِيذ
حُؼَ٣َٗ ،ٝٝطش حُظو٤ي رٔزخىة حُٔ٘خكٔش ٝحُٔٔخٝحس ر ٖ٤حُٔظ٘خكٔٝ ٖ٤حُ٫ظِحّ روٞحػي حُ٘لخك٤ش ٝحٜٗ٩خٍ حُٔٔزن".
294
يسمى ملف السمسرة ،ك يتضمن تصميما يبين موقع العقار الموقوؼ المراد معاكضتو ،كحدكده
كمساحتو كمشتمبلتو ،ككذا كثيقة تبين كجو تخصيص العقار محل السمسرة في كثائق التعمير،
إضافة الى نسخ من الوثائق المثبتة لحبسية القطعة المراد معاكضتها ،كبطاقة معلومات عنها،
كنسخة من الوثيقة المحددة لقيمتها التقديرية ،إضافة الى نسخة من الوثيقة المتضمنة للموافقة
على المعاكضة المنصوص عليها في المادة 64من المدكنة ،كأخيرا إعبلف عن إجراء السمسرة
أك عن طلب العركض ،كالذم يشتمل على البيانات المحددة للماؿ الموقوؼ ،1كيشهر ىذا
اإلعبلف بثبلثة أسابيع على األقل قبل تاريخ إجراء السمسرة أك طلب العركض ،كذلك عن
طريق تعليقو بمقررات المصالح الخارجية للوزارة الواقعة بالنفوذ الترابي للجهة التي يقع الماؿ
الموقوؼ بها ،إضافة إلى نشره بجريدة أك أكثر من الجرائد الوطنية المأذكف لها بنشر
اإلعبلنات القانونية كالقضائية ،كما يستمر اإلعبلف عنو بالموقع اإللكتركني لوزارة األكقاؼ
كالشؤكف اإلسبلمية.
كتتم السمسرة أك طلب العركض في المكاف كالتاريخ كالساعة المبين في اإلعبلف،
كتجرل بشكل علني ،عن طريق المناداة باللغة العربية ،كبتقديم عركض مالية ال تقل بالنسبة
لكل عرض عن اثنين في المائة من الثمن االفتتاحي للسمسرة ،أما طلب العركض فإنها تقدـ
في ظرؼ مختوـ ،يحمل اسم كعنواف كمقر إقامة أك المركز االجتماعي لصاحب العرض،
كعبارة" ال يفتح إال من طرؼ رئيس اللجنة المحلية للمعاكضات" ،كتودع العركض بالمكاف
المحدد في إعبلف طلب العركض مقابل كصل ،أك توجو عن طريق البريد المضموف مع اإلشعار
بالتوصل.
كتختتم السمسرة باإلعبلف من طرؼ رئيس اللجنة عن رسوىا على المزايد الذم قدـ
آخر أعلى عرض ،كتحرير محضر يتضمن بيانات العقار المراد معاكضتو ،إضافة إلى ثمن
المعاكضة الذم رست بو السمسرة ،كالبيانات المحددة لهوية الشخص الذم رست عليو
295
السمسرة ،كملخص لوقائع كظركؼ إجرائها ،كيتم التوقيع على ىذا المحضر من طرؼ رئيس
كأعضاء اللجنة المحلية للمعاكضات ،كالمشارؾ الذم رست عليو السمسرة .أما إذا تعلق األمر
بطلب العركض فإف اللجنة المحلية للمعاكضات تصدر اقتراحاتها كتدرجها في محضر يتضمن
ما يلي:
الماؿ الموقوؼ محل طلب العركض؛
أسماء المتنافسين؛
أسباب المتنافسين المقصيين كأسباب اقصائهم؛
أسماء المتنافسين المقبولين كمبالغ عركضهم؛
القيمة التقديرية للماؿ الموقوؼ؛
القيمة المالية ألعلى عرض؛
اسم المتنافس المقدـ ألعلى عرض .
كيحاؿ ملف سمسرة المعاكضات داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ إجراء السمسرة
على المصلحة المختصة بالوزارة ،قصد عرضو على لجنة المعامبلت العقارية لؤلكقاؼ لدراستو
كتقييم نتيجة السمسرة ،كما تشهر نتيجة طلب العركض داخل أجل 20يوما من تاريخ بت
كزير األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية في االقتراحات المضمنة بمحضر لجنة المعامبلت العقارية
لؤلكقاؼ ،عن طريق تعليقها بمقر الوزارة ،أك نشرىا عند االقتضاء بالموقع اإللكتركني للوزارة.
استثناءا من القاعدة العامة يمكن معاكضة األمواؿ الموقوفة عن طريق االتفاؽ المباشر،
كذلك في حالة تعذر إجراء السمسرة أك طلب العركض ،أك أجرم أحدىما لمرتين متتاليتين
296
دكف أف يسفر األمر عن أم نتيجة ،كيتم ذلك بموجب قرار معلل للسلطة الحكومية المكلفة
باألكقاؼ العامة.1
كتفتتح مسطرة المعاكضة النقدية لؤلمواؿ الموقوفة عن طريق االتفاؽ المباشر بموجب
طلب كتابي لمن يهمو األمر ،كيتضمن البيانات المشار إليها سابقا ك يقدـ إلى نظارة األكقاؼ
المعنية التي تتولى رفعو إلى المصلحة المختصة باإلدارة المركزية لوزارة األكقاؼ كالشؤكف
اإلسبلمية.
كيحاؿ طلب المعاكضة النقدية للماؿ الموقوؼ عن طريق االتفاؽ المباشر ،داخل أجل
10أياـ من تاريخ التوصل بو على المصلحة المختصة بالوزارة قصد عرضو على لجنة
المعامبلت العقارية لؤلكقاؼ ،كالتي يمكنها اقتراح الموافقة على إجراء المعاكضة أك رفضو ،مع
تعليل اقتراحها في حالة الموافقة ،كينشر ىذا المقرر المعلل بإجراء المعاكضة النقدية بواسطة
االتفاؽ المباشر كفق الكيفيات المشار اليها أعبله ،لمدة 15يوما ،كيبلغ مضمونو إلى طالب
المعاكضة.
كأخيرا يمكن القوؿ أف معاكضة األمواؿ الموقوفة سواء تمت عن طريق السمسرة أك
طلب العركض ،أك باتفاؽ مباشر فإف نتيجتها تخضع لمصادقة إدارة األكقاؼ ،التي يجب عليها
أف تبت في ىذه النتيجة بالمصادقة أك بعدمها داخل أجل تسعين يوما من تاريخ إنجاز ىذا
اإلجراء ،كيتعين على إدارة األكقاؼ تبليغ قرارىا إلى المعني باألمر داخل نفس األجل المذكور،
سواء كاف قرارىا يقضي بالرفض أك القبوؿ.
ففي حالة الرفض أك عدـ المصادقة داخل أجل تسعين يوما فإف للمعني باألمر استرداد
مبلغ الضماف كصائر السمسرة التي سبق كأف دفعها.2
1ط٘ ٚحُلوَس حُؼخٗ٤ش ٖٓ حُٔخىس ٖٓ 61حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٝ" :٢ِ٣ك ٢كخُش طؼٌٍ اؿَحء حَُٔٔٔس أِ١ ٝذ حُؼَ ٝٝأ ٝأؿَ١
أكئٛخ َُٔطٓ ٖ٤ظظخُ٤ظ ٖ٤ى ٕٝإٔ ٔ٣لَ ػٖ أٗ ١ظ٤ـش ،ؿخُ ُِِٔطش حُلٌ٤ٓٞش حٌُِٔلش رخٝ٧هخف رٔٞؿذ ٓوٍَ ٓؼَِ اؿَحء
حُٔؼخٟٝخص ٝح٣ًَ٧ش حًٌٍُٔٞس ػٖ ٣َ١ن ح٫طلخم حُٔزخَٗ".
2ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 65حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ " :٢ِ٣طو٠غ ٗظ٤ـش ًَ َٓٔٔس أِ١ ٝذ ػَ ٝٝأ ٝحطلخم ٓزخَٗ ٖٓ أؿَ ٓؼخٟٝش
ػوخٍ أ٘ٓ ٝوٓ ٍٞؼظزَ ٖٟٔحٝ٧هخف حُؼخٓش ُٜٔخىهش اىحٍس حٝ٧هخف.
()...
297
أما في حالة القبوؿ فإف على المعني باألمر أداء ما تبقى في ذمتو كامبل داخل أجل ال
يزيد عن 30يوما من تاريخ تبليغو بالمصادقة ،ألف تاريخ المصادقة على السمسرة أك طلب
العركض أك االتفاؽ المباشر يعتبر تاريخ انعقاد عقد المعاكضة ،1كفي حالة تخلفو عن ذلك فإف
إلدارة األكقاؼ الحق في فسخ عقد المعاكضة كال حق للمعاكض لو في استرداد الصوائر كمبلغ
الضماف.2
كيترتب عن إبراـ عقد المعاكضة فقداف العقار المحبس لصفتو الحبسية ،حيث يصير
ملكا لصاحب المعاكضة ،ثم يطرح من كناش األحباس ،3أما العقار المعاكض بو فيصبح حبسا
كيسجل في سجبلت األكقاؼ ،كإذا كانت المعاكضة نقدية فإنو يجب تخصيص األمواؿ
المتحصل عنها ببيع الملك الحبسي في شراء ملك آخر بديل عنو.4
كقد ىدؼ المشرع المغربي من ىذا المقتضى الحفاظ على خصوصية الملك الحبسي،
كمنع أم تجاكز أك ضرر قد يصيبو كالذم يؤدم إلى تعطيل أدكاره.
٣ـذ إٔ ٣ظْ حُزض ك ٌٙٛ ٢حُ٘ظ٤ـش رخُٜٔخىهش أ ٝرؼيٜٓخ ىحهَ أؿَ طٔؼٓٞ٣ )90( ٖ٤خ ٖٓ طخٍ٣ن اؿَحء حَُٔٔٔس أ ٝكظق
حُؼَ ،ٝٝأ ٝح٫طلخم حُٔزخَٗ.
ٝك ٢ؿٔ٤غ ح٧كٞحٍ٣ ،ظؼ ٖ٤ػِ ٠اىحٍس حٝ٧هخف طزِ٤ؾ هَحٍٛخ اُ ٠حُٔؼ٘ ٢رخ َٓ٧ه ٍ٬ح٧ؿَ حًٌُٔ.ٍٞ
ٝك ٢كخُش ػيّ حُٜٔخىهش ىحهَ ٌٛح ح٧ؿَ٣ ،لن ُِٔؼ٘ ٢رخ َٓ٧حٓظَىحى ٓزِؾ حُٔ٠خٕ ٞٛٝحثَ حَُٔٔٔس حُظٓ ٢زن ُٚ
ىكؼٜخ".
1ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 66حُٔيٗٝش ػِ ٠أٗ٣" :ٚؼظزَ طخٍ٣ن ٜٓخىهش اىحٍس حٝ٧هخف ػِٗ ٠ظ٤ـش حَُٔٔٔس أِ١ ٝذ حُؼَ ٝٝأٝ
ح٫طلخم حُٔزخَٗ ٞٛطخٍ٣ن حٗؼوخى ػوي حُٔؼخٟٝش ٝك ٌٙٛ ٢حُلخُش ِِّ٣ ،حُٔؼخ ُٚ ٝٝرؤىحء ٓخ طزو ٠كًٓ ٢ظً ٚخٓ ٬ىحهَ أؿَ
٣ِ٣ ٫ي ػٖ ػ٬ػٓٞ٣ )30( ٖ٤خ ٖٓ طخٍ٣ن طزِ٤ـ ٚرخُٜٔخىهش حًٌٍُٔٞس".
2ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 68حُٔيٗٝش ػِ ٠أٗ٣" :ٚـ٩ ُٞىحٍس حٝ٧هخف كٔن ػوي حُٔؼخٟٝش طِوخث٤خ ك ٢كخُش ػيّ أىحء حُٔؼخُٚ ٝٝ
ٓزِؾ حُٔؼخٟٝش ًخٓ ٬ه ٍ٬ح٧ؿَ حُٔ٘ ٜٙٞػِ ٚ٤ك ٢حُٔخىس 66أػ ٫ٝ ،ٙ٬كن ُِٔؼخ ُٚ ٝٝك ٢حٓظَىحى حُٜٞحثَ ٓٝزِؾ
حُٔ٠خٕ".
3ػزي حُؼِ ِ٣حُؼِ :١ِ٣حٓ٫ظؼٔخٍ ك ٢حٍ٧ح ٢ٟحُلزٔ٤شٗ ،يٝس حُؼوخٍ ٝحٓ٫ظؼٔخٍ حُٔ٘ظٔش ٖٓ َ١ف ػٔخُش اهِ ْ٤حُلُٞ
ٝحٌُٔظذ حُـٓ٬ُ ١ٜٞظؼٔخٍ حُل٬كُِ ٢ل ُٞرظؼخٓ ٕٝغ ًَِٓ حُيٍحٓخص حُوخٗ٤ٗٞش حُٔيٗ٤ش ٝحُؼوخٍ٣ش رٌِ٤ش حُلوٞم رَٔحًٖ
،2003 ٞ٤ٗٞ٣ 19 :ّٞ٣حُٔطزؼش ٝحٍُٞحهش حُ٤٘١ٞش ،رَٔحًٖ ،حُطزؼش ح ،٠ُٝ٧حُٔ٘ش.127 :ٙ ،2005 :
4ط٘ ٚحُلوَس حُؼخٗ٤ش ٖٓ حُٔخىس ٓ ٖٓ 63يٗٝش حٝ٧هخف ػِٓ ٠خ ٣... ":٢ِ٣ـذ إٔ طو ٜٚحٞٓ٧حٍ حُٔظؤط٤ش ٖٓ ٓؼخٟٝش
حٞٓ٧حٍ حُٔٞهٞكش ٝهلخ ػخٓخ ٫هظ٘خء ريٍ ػٜ٘خ أ ٝحٓظؼٔخٍٛخ رٜق حُللخظ ػِ ٠أ َٛحُٞهق ٝط٘ٔ٤ش ٓيحهٝ ِٚ٤كن أكٌخّ حُٔخىس
60أػ."ٙ٬
298
كعموما فإف المشرع المغربي قد كضع ضمن أكلوياتو تحقيق مصلحة الوقف ،بحيث إنو
كبمجرد انعقاد عقد المعاكضة فإف "المعاكض لو يقبل العقار أك المنقوؿ على الحالة التي يوجد
عليها ،كيتحمل تبعة ىبلكو من تاريخ تسلمو" ،1كال يمكنو المطالبة بفسخ عقد المعاكضة ،2إال
في حالة استثنائية تتمثل في استحقاؽ العقار أك المنقوؿ محل المعاكضة من يد المعاكض لو،
كأصبح ىذا المحل نتيجة االستحقاؽ معيبا أك حصة شائعة ،كيشترط لقبوؿ طلبو أف يعلم إدارة
األكقاؼ بدعول االستحقاؽ كيطلب إدخالها فيها.3
كبالرغم من قسوة ىذه المقتضيات في حق المعاكض لو ،فإنها تعتبر أقل حدة كقسوة
مقارنة بما أقره ظهير 21يوليوز ،1913حيث حاكلت مدكنة األكقاؼ تحقيق نوع من التوازف،
كلو بشكل نسبي ،بين المعاكض لو كإدارة األكقاؼ ،كالتخفيف من حجم االمتيازات الممنوحة
لهذه األخيرة في ظل ظهير 21يوليوز .41913
1ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 69حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٣ "٢ِ٣وزَ حُٔؼخ ُٚ ٝٝحُؼوخٍ أ ٝحُٔ٘و ٍٞػِ ٠حُلخُش حُظٞ٣ ٢ؿي ػِٜ٤خ٣ٝ ،ظلَٔ طزؼش
ٖٓ ًٚ٬ٛطخٍ٣ن طِٔٔ."ٚ
2ط٘ ٚحُٔخىس ٓ ٖٓ 70يٗٝش حٝ٧هخف ػِ ٠أٗ" :ٚاًح ظٗ َٜو ٚأ٣ُ ٝخىس ك ٢حُؼوخٍ أ ٝحُٔ٘ويٓ ٍٞليَ حُٔؼخٟٝيش ٓوخٍٗيش ٓيغ
حُٔٞحٛلخص حُظ ٢طٔض ػِ ٠أٓخٜٓخ حُٔؼخٟٝش ،كٌَِ ٝحكي ٖٓ حُطَك ٖ٤كن حَُؿٞع كي ٢حُيؼٖٔ ػِي ٠ح٥هيَ رٔيخ ٔ٣يخ ١ٝهييٍ
حُ٘و ٚأ ٝحُِ٣خىس كو ٢ى ٕٝحُلٔن".
3ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 71حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ "٢ِ٣اىح حٓظلن حُؼوخٍ أ ٝحُٔ٘وٓ ٍٞليَ حُٔؼخٟٝيش ٓيٖ ٣يي حُٔؼيخُ ٝٝي ،ٚكِيُٜ ْ٤يٌح
ح٧ه٤يَ ٓيي ٟٞحٓييظَىحى ػٔييٖ ح ُـييِء حُييٌ ١كٜييخ حٓييظلوخه ،ٚا ٫اًح أٛييزق ٓلييَ حُٔؼخٟٝييش ٗظ٤ـييش حٓ٫ييظلوخم ٓؼ٤زييخ أ ٝكٜييش
ٗخثؼش ،كِِٔؼخ ُٚ ٝٝحُو٤خٍ ر ٖ٤حٓظَىحى ػٖٔ حُـِء حُٔٔظلن ٝر ٖ٤كٔن ػوي حُٔؼخٟٝش ٝحٓظَىحى ًخَٓ حُؼٖٔ."..
ٍٝ 4ى حُ٘ ٚك ٢ظ 1913 ُٞ٤ُٞ٣ 21 َ٤ٜر٘ؤٕ طلٔ ٖ٤كخُش ح٧كزيخّ حُؼخٓيش ػِيٓ ٠ـٔٞػيش ٓيٖ حٓ٫ظ٤يخُحص ُلخثييس اىحٍس
حٝ٧هخف ٌٖٔ٣ٝ ،حُٞهٞف ػِي ٠رؼيٛ ٞيٌ ٙحٓ٫ظ٤يخُحص ٓيٖ هي ٍ٬رؼي ٞحُٔوظ٠ي٤خص حُوخٗ٤ٗٞيش حُظيٓ ٢ئخٛخ حُظ٤ٜيَ ٗيَ١ٝخ،
ًُٝي ػِ ٠حٌَُ٘ حُظخُ:٢
-حَُ٘ ١حُٔخرغ ٫" :طظلَٔ ح٩ىحٍس رؤٔٓ ١ئ٤ُٝش ًخٗض كٗ ٢ؤٕ حُِٔي ٍرٔخ ٣ظؤهَ ك ُٙٞػٖ حُٔؼخُ ٝٝيٓ ٚيٖ ؿ٤يَ إٔ
٣يػ ٢رؤ ١ىػً ٟٞخٗضٗ ،ؼْ إ طؤهَ حُل٣ ُٞئهَ ىكغ رو٤ش ػٖٔ حَُٔٔٔس اُ ٠اكَحؽ حُِٔييٌُٝ ،يٖ إ ًيخٕ حُظيؤه َ٤حُٔيًٌٍٞ
ٖٓ هزَ حُٔؼخ ُٚ ٝٝك٣ ٬ظـ َ٤أؿَ حُيكغ".
-حَُ٘ ١حُؼخٖٓ ٫" :ط ٖٔ٠ح٩ىحٍس ٓٔخكش حُِٔي حُٔؼخٝ ،ٝٝاًح ٝهغ ك ٢حُٔٔيخكش ؿِي٣ِ٣ ٢يي ػِي ٠حُٔييّ ٓيٖ حُِٔيي،
ك٤ـُِٔ ُٞؼخ ُٚ ٝٝإٔ ٣طِذ ػٖٔ حُٔٔخكش حُ٘خهٜش ٖٓ ؿ َ٤إٔ ُٚ ٌٕٞ٣حُلن ك ٢كٔن حُظؼ."ٞ٣ٞ
299
املبحح ايجاْ :ٞعدّ إَهاْ ١ٝنطب املاٍ املٛقٛف بايتكادّ أ ٚاوحٝاش،٠
ٚعدّ جٛاش حجص ٙأ ٚايتصسف ف٘ٝ
نظرا للدكر الحيوم الذم تلعبو األمواؿ الموقوفة في التنمية االقتصادية كاالجتماعية،
فإف األمر يتطلب حمايتها من كل اعتداء قانوني ،أك مادم يمكن أف يعطل تحقيق الغرض منها
،كىذه الحماية لكي تكوف تامة يجب أف تتميز بنوع من الخصوصية ،تنبثق من مبدأ تحقيق
الماؿ الموقوؼ للمنفعة .
كانطبلقا من ىذا ال يجوز بأم حاؿ الدفع بالتقادـ المكسب لحماية الحيازة غير
المشركعة للماؿ الموقوؼ (المطلب األكؿ) ،كما ال يمكن تبعا لذلك إسقاط الحجز عليو أك
التصرؼ فيو تصرؼ المالك في ملكو (المطلب الثاني).
ىاتو القاعدة تتفق مع النظاـ العاـ كمبدأ تخصيص الماؿ الموقوؼ للمنفعة العامة كمؤدل
ىاتو القاعدة أنو ال يجوز كضع اليد عليو ،سواء بقصد تملكو أك بقصد حيازتو ،كما ال يجوز
الدفع بالتقادـ المكسب لحماية الحيازة الغير المشركعة للماؿ الموقوؼ.
كىذه النتيجة ىي التي يفضي إليها نص المادة 51من المدكنة ،كالتي تفيد عدـ جواز
اكتساب الوقف العاـ بالحيازة حتى كلو توافرت شركطها القانونية ( الفقرة األكلى) ،مما يتولد
عنو منطقيا عدـ إمكانية اكتساب ملكية ىذا الماؿ بالتقادـ كلو طاؿ أمده (الفقرة الثانية).
التقادـ كما ىو معركؼ إما مكسب أك مسقط ،كالضابط الذم يفرؽ بين النوعين من
التقادـ ىو أف المسقط يؤدم إلى انقضاء الحقوؽ الشخصية كالعينية إذا لم يبادر صاحب
الحق إلى استعماؿ حقو ،أك المطالبة بو خبلؿ مدة معينة حددىا القانوف ،أما التقادـ المكسب
فيؤدم إلى إسقاط الحق أك زكالو من ناحية ككسبو من ناحية أخرل ،كىذا يعني أف التقادـ
300
المكسب ىو سبب من أسباب اكتساب حق الملكية ،أك الحقوؽ العينية األخرل ،كذلك
بحيازة الشيء موضوع الحق حيازة مستوفية للشركط المتطلبة قانونا.1
كقد تبنى المشرع المغربي فكرة التقادـ بهدؼ حماية حقوؽ األفراد ،عن طريق ضماف
استقرار معامبلتهم ،ك أكضاعهم كمراكزىم القانونية ،فجعل مسطرة التقادـ مرتبطة بمدد
محددة ،حيث قاـ بتعيين ىذه المدد كفق حاالت معينة ،كما جعلها في الوقت ذاتو في غير
محل االعتبار إذا تعلق األمر ببعض الحاالت التي كردت على سبيل الحصر 2كمنها الوقف.
كيعد استثناء اكتساب األمواؿ الموقوفة بالتقادـ 3أىم كسيلة مقررة لحماية ىذه األمواؿ،
ألنها تضع عبلجا ناجحا ضد أم اعتداء محتمل عليها ،كما يحق إلدارة األكقاؼ استرداد
الماؿ الموقوؼ من يد حائزه مهما طالت مدة كضع يده عليو ،كليس لو االحتجاج على اإلدارة
بدعول تملكو لهذا الماؿ بالتقادـ المكسب للملكية بموجب قواعد القانوف المدني أك بدعول
الحيازة في المنقوؿ سند الملكية إذا كاف الماؿ من األمواؿ المنقولة .
كيعتبر ىذا المبدأ نتيجة حتمية لمبدأ عدـ جواز التصرؼ ،فما دامت األمواؿ الموقوفة ال
يجوز التصرؼ فيها بنقل ملكيتها إلى الغير ،فإنو ال يجوز كذلك كمن باب أكلى اكتساب
ملكيتها بالتقادـ .كقد أكد على ىذا المبدأ المشرع المغربي في المادة 51من المدكنة،
باإلضافة نص الفصل 378من ؽ،ؿ،ع،ـ ،كىو ما يؤيده كذلك العمل القضائي حيث كرد
ٓ 1ؼ٤ي حُيؿ :َٔ٤هطغ حُظوخىّ ٝٝهلٝ ٚكن هخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص ٝحُؼوٞى حُٔـَرٍٓ ،٢خُش ُ٘ َ٤ىرِ ّٞحُيٍحٓخص حُؼِ٤خ ك ٢حُوخٕٗٞ
حُوخ ،ٙؿخٓؼش ٓلٔي حُوخْٓ أًيحٍ حَُرخ ،١حُٔ٘ش.9:ٙ ،1975/1974:
ٚ٘٣ 2حُل ٖٓ 378 َٜم،ٍ،ع ّ،ػِٓ ٠خ :٢ِ٣
ٓ ٫لَ ١٧طوخىّ:
-ر ٖ٤حُٝ٧حؽ هٓ ٍ٬يس حُِٝحؽ 2؛
-ر ٖ٤ح٧د أ ٝح ٝ ّ٧أ٫ٝىٔٛخ؛
-رٗ ٖ٤خه ٚح٤ِٛ٧ش أ ٝحُ ُلزُْ أ ٝؿ ٖٓ َٙ٤حٗ٧وخ ٙحُٔؼ٘٣ٞش ٝحُ ٢ٛٞأ ٝحُٔويّ أ ٝحُٔيٓ َ٣خىحٓض ٣٫ٝظ ْٜهخثٔش ُْٝ
٣ويٓٞح كٔخرخط ْٜحُٜ٘خث٤ش.
ٚ٘٣ 3حُوخٍٗ ٕٞهْ ُ٘ٔ 124ش 1972/1392ر٘ؤٕ أكٌخّ حُٞهق حُِ٤ز ٢ك ٢حُٔخىس ٚ٘ٓ 29حُٔظؼِوش رؼيّ طِٔي أػ٤خٕ حُٞهق رخُظوخىّ أ ٝحُظؼي ١ػِٜ٤خ
ػِٓ ٠خ ":٢ِ٣ك ٢ؿٔ٤غ ح٧كٞحٍ ٣ ٫ـ ُٞطِٔي أػ٤خٕ حُٞهق ٫ٝأٓٞحُ ٚأ ٝحًظٔخد أ ١كن ػ ٢٘٤ػِ ٚ٤رخُظوخىّ ٜٓٔخ ١خُض حُٔيس."...
301
في قرار صادر عن المجلس األعلى ما يلي" :1لما كانت الدعول تهدؼ إلى بطبلف عقد بيع
انصب على ماؿ محبس ،فإنو ال محل للتقادـ ،كذلك تطبيقا للفصل 378من ؽ،ؿ،ع،ـ"..
ايفكس ٠ايجاْ :١ٝعدّ جٛاش نطب املاٍ املٛقٛف ٚقفا عاَا باوحٝاش٠
عرؼ المتأخرين من المالكية الحيازة بأنها ":كضع اليد على الشيء مع ادعاء تملكو أك
التصرؼ فيو عشرة أعواـ فأكثر على عين المدعي الذم سكت عن ملكو من غير عذر،
كمحلها ما جهل أصل مدخل الحائز أك علم ،ككاف ينقل الملك عن األكؿ مثل الشراء ،أك
التبرع منو على الحائز أك كرثتو".
إال أنهم أقركا في الوقت ذاتو عدـ تأثيرىا على األمواؿ الموقوفة كقفا عاما يقوؿ العدكم
في حاشيتو ":كمثلها لو حاز مسجدا أك محبل موقوفا على غيره فبل يملك الحائز كلو طاؿ
الزماف ،ألف الحيازة ال تنفع في األكقاؼ ،كما ال تنفع في كثائق الحقوؽ ،ك للمستحقين فيها
القياـ بو كلو طاؿ الزماف.2
كما أف الفتول كقعت بكوف األحباس ال تحاز كال يؤثر عليها طوؿ المدة ،كاألمثلة كثيرة
نذكر منها ما كرد في المعيار الجديد من أف عدـ سماع البينة مع اكتماؿ شركط الحيازة إنما
ىو مقيد بحق اآلدمي ،ك أما حق اهلل كوقف ،كبناء طريق فتسمع البينة كلو طالت مدة الحيازة
كزادت عن المدة المعتبرة.3كما أفتى ابن رشد في جماعة كضعوا أيديهم على أمبلكهم
كمورثهم نحو سبعين سنة يتصرفوف فيها بالهدـ ك الغرس ،كالتعويض كالقسمة كغيرىا من أكجو
التفويت ،ثم ادعى عليهم بوقفيتها شخص حاضر عالم بذلك كلو .فأجاب :إذا ثبت الحبس
1هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى ،3249:حُٜخىٍ رظخٍ٣نِٓ ،2007/10/10:ق ٓيٗ ٢ػيى ،2005/2/1/3329:هَحٍ ٍٓ٘٘ٞ
ً ٖٟٔظخد حُٔ٘خُػخص حُٞهل٤ش٣ًَُِ ،خء حُؼٔخٍ،١ؽ.23:ٙ ،1:
2ػِ ٢حرٖ أكٔي حُٜؼ٤ي ١حُؼي :١ٝكخٗ٤ش حُؼي ١ٝػَِٗ ٠ف أرْ حُلٖٔ حًُٔٔٔ ٠لخ٣ش حُطخُذ حَُرخَُٗٓ ٢خُش حرٖ أر٢
ُ٣ي حُوَٝ٤حٗ ،٢حُـِءٓ ،2:طزؼش ىحٍ حَُٗخى حُلي٣ؼش رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُٔ٘ش.341:ٙ ،1992/1412:
3أر ٞػ٤ٓ ٠ٔ٤ي ١حُٜٔي ١حُُٞحٗ: ٢حُ٘ٞحٍُ حُـي٣يس حٌُزَ،ّ:ّ،ٟحُـِء.612:ٙ،9:
302
كملك المحبس ما حبسو يوـ حبسو ،كأعذر إلى المقوـ عليهم فلم تكن لهم حجة إال سكوت
القائم كغيره مع طوؿ ذلك ،لم ينفعهم كالقضاء بالحبس كاجب ك الحكم بو الزـ ،كاهلل أعلم.
كسيرا على نفس النهج اعتبر المشرع المغربي من خبلؿ المادة 260من مدكنة الحقوؽ
العينية أف الحيازة المستوفية لشركطها يترتب عنها اكتساب الحائز لملكية العقار ،إال أنو
بالمقابل استثنى من خبلؿ المادة 61من نفس القانوف ،بعض األمبلؾ التي ال يمكن أف
تكتسب بالحيازة منها األمبلؾ المحبسة ،نظرا لمنفعتها العامة ،كىذا ما كرستو مدكنة األكقاؼ
كذلك من خبلؿ المادة 51لتصبح بذلك الحيازة غير عاملة في مواجهة األمبلؾ الموقوفة،
كما أكد على ذلك القضاء حيث نقرأ في قرار صادر عن المجلس األعلى ما يلي" :إف
الحبس ال يحاز عليو ،لذا فدعول الحوز أك الملك اتجاه الملك الحبسي مسموعة ،كناظر
األكقاؼ غير ملزـ باإلدالء باستمرار التصرؼ ،لذلك يكوف القرار المطعوف فيو معلبل تعليبل
كافيا كالوسيلة غير مبنية على أساس" .1إال أف ما أقره ىذا القرار يبقى رىين بإثبات التحبيس
كملك المحبس لما حبس يوـ التحبيس ألف ذلك شرط الستحقاؽ الحبس.
لكن على العكس من ذلك نجد بعض التشريعات المقارنة ،كمنها التشريع الليبي تعتبر
الحيازة الطويلة تسرم على كافة العقارات التي يجوز كسب ملكيتها بالتقادـ ،بما في ذلك
العقارات الموقوفة ،2كقد اعتبرت المحكمة العليا في ليبيا أف ىذه القاعدة جاءت توفيقا
لؤلكضاع ،معللة ذلك بما يلي ":ليس ثمة جداؿ في أف فقهاء الشريعة اإلسبلمية أجمعوا على
عدـ جواز سماع دعول الوقف بعد ثبلث كثبلثين سنة ،كلم يكن ذلك إال توفيقا بين مقتضيات
قواعد العدؿ كبين قاعدة أصلية في الشرع اإلسبلمي تحترـ اكتساب الملكية بطريق
الغصب".3كىذا ما تبنتو كذلك محكمة النقض المصرية بقولها ":إف قاعدة الشريعة اإلسبلمية
1هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى 220:حُٜخىٍ طخٍ٣نِٓ ،1996/03/21 :ق اىحٍ ١ػيى ،95/1/5/445هَحٍ ٖٟٓ٘٘ٔ ٍٞ
ًظخد حُٔ٘خُػخص حُٞهل٤ش.150:ٙ ،ّ،ّ ،
2ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 974حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ ٢حُِ٤ز ٢ػِٓ ٠خ ": ٢ِ٣ك ٢ؿٔ٤غ ح٧كٞحٍ ٫طٌٔذ حٞٓ٧حٍ حُٔٞهٞكش رخُظوخىّ ا ٫اًح
ىحٓض حُل٤خُس ٓيس ػ٬ع ٝػ٬ػ٘ٓ ٖ٤ش".
3ؿٔؼش ٓلٔٞى حٍُِ٣و :٢أكٌخّ ٟٝغ حُ٤ي ػِ ٠حُؼوخٍ حُٔٞهٞف ك ٢حُظَ٘٣غ حُِ٤زٓ ،٢وخٍ ٓ٘٘ ٍٞرٔـِش أٝهخف ،حُؼيى ،16
حُٔ٘ش. 27:ٙ،2009:
303
في الترؾ الموجب لعدـ سماع دعول الوقف بعد ثبلث كثبلثين سنة ،مقتضاىا أف الدعول في
شأف عين الوقف ال تسمع بعد مضي ثبلث كثبلثين سنة من اغتصاب الغير لها ،كإىماؿ الناظر
المطالبة بها".1كىذه الدفوعات التي أخدت بها ىذه التشريعات ىي مردكدة لعدـ كجاىتها،
ألف المشهور في مذىب اإلماـ مالك ىو جواز سماع دعول الوقف مهما طالت مدة حيازتو،
ألف الحيازة ال تنفع في األكقاؼ التي تتمتع بخصوصيات تميزىا عن الملكيات األخرل.
كقد حاكؿ التشريع الليبي التلطيف من حدة ىذه القاعدة كذلك بعد صدكر قانوف
منو على أنو ":ال يجوز بأم حاؿ اإلدعاء بملكية 74 التسجيل العقارم الذم نص في المادة
العقارات الموقوفة كقفا عاما استنادا إلى الحيازة ككضع اليد . 2"...لكن التطبيق القضائي لهذه
المادة عرفا نوعا من التضارب ،حيث قضت المحكمة العليا في ليبيا في حكم لها بما
يلي...":يترتب على أف المادة 974من القانوف المدني التي تنص على أنو في جميع األحواؿ
ال تكسب األمواؿ الموقوفة بالتقادـ إال إذا دامت الحيازة مدة ثبلث كثبلثين سنة ،ال تسرم
كالخاصة 972 على العقارات الموقوفة التي لم تسجل كثيقتها ،كإنما تسرم عليها المادة
بالحيازة المكسبة إذا استمرت خمس عشر سنة دكف انقطاع".3كىذا يبين التطبيق غير السليم
لمقتضيات القانوف المدني الليبي ،كالذم من خبللو أفرد المشرع الليبي مقتضيات خاصة
بالعقارات الموقوفة كقفا عاما دكف أف يميز بين العقارات المسجلة كغير المسجلة.
لكن بمجرد صدكر قانوف الوقف الليبي رقم 124لسنة 1972/1392حسم الخبلؼ حوؿ
ىذه النقطة لكونو قانوف خاص يقيد العمل بالقانوف العاـ ،كبالتالي فنص المادة 974من القانوف
المدني الليبي المشار إليها سالفا ال يمكن إعمالها.
304
املطًب ايجاْ :ٞعدّ جٛاش حجص املاٍ املٛقٛف ٚايتصسف ف٘ٝ
الوقف العاـ ىو كل كقف خصصت منفعتو ابتداء أك مآال لوجوه البر كاإلحساف ،كتحقيق
منفعة عامة ،لهذا كاف من البديهي أف يبقى ىذا الماؿ بمنأل عن كقوع الحجز عليو (الفقرة
األكلى) ،كما ال يمكن التصرؼ فيو إال كفق المنصوص عليو قانونا (الفقرة الثانية).
الحجز العقارم ىو كسيلة من كسائل البيوع الجبرية التي تنصب على حق التصرؼ أك
تخوؿ للدائن التنفيذ على ممتلكات المدينيين.1
ك الحجز كتصرؼ يقترف بالبيع ،ذلك أف األمبلؾ التي يمكن الحجز عليها ىي التي
يصح التصرؼ فيها ك ىذا يدعونا إلى التساؤؿ حوؿ إمكانية إيقاع الحجز عن األمواؿ الموقوفة
كقفا عاما؟
بالرجوع إلى نص الفقرة األخيرة من الفصل 488من ؽ.ـ.ـ نجدىا تنص على ما يلي:
" ...ال يقبل بصفة عامة التحويل ك الحجز جميع األشياء التي يصرح القانوف بعدـ قابليتها
لذلك".
ك القانوف صريح بخصوص عدـ قابلية األمواؿ الموقوفة للحجز ذلك أف المادة 51من
المدكنة تنص على ما يلي" :يترتب على اكتساب الماؿ لصفة الوقف العاـ عدـ جواز
حجزه"...
ك بالتالي يمكن القوؿ أف إيقاع الحجز ال يمكن أف يستقيم مع الطبيعة الخاصة التي
تنفرد بها األمواؿ الموقوفة كقفا عاما ،ك التي تجعلها تحتل مرتبة تكاد تعلو عن مرتبة األمواؿ
ٓ 1ؼ ٠حَُٔ٘ع حُٔـَر ٖٓ ٢ه ٍ٬م ّ.ّ.اُ ٠كٔخ٣ش حُٔي ٖ٣رخػظزخٍ ٙحُطَف حُ٠ؼ٤ق ك ٢حُؼ٬هش ًُ ٝي ٖٓ ه ٍ٬كَٝ
ٓـٔٞػش ٖٓ ح٩ؿَحء حص ٝحَُ٘ ١ٝحُظ٣ ٢ـذ ػِ ٠حُيحثٖ حُظو٤ي رٜخ هزَ طٞه٤غ حُلـِٜ٣ ٝ ،طِق ػِٜ٤خ رٔويٓخص حُظ٘لٌ٤
حُـزَ ،١أ ١ح٩ؿَحءحص حُٜٔٔيس ٣٩وخع حُلـِ ٝ ،حُظ ٢طوظ ٢٠إٔ ُِ ٌٕٞ٣يحثٖ ٓ٘ي ط٘لٜ٘٣ ١ٌ٤ذ ػِ ٠كٌْ اُِحٓ ٝ ٢كخثِ
ُوٞس حُ٘٢ء حُٔو ٢٠رًٔ ،ٚخ ٣ـذ ػِ ٚ٤طٔـ َ٤حُلٌْ رظٞه٤غ حُلـِ ُي ٟاىحٍس حُظٔـ ٝ َ٤حُظ٘ٔزًَٔ ،خ ٣ـذ ػِ ٚ٤أ٠٣خ طويْ٣
حُطِذ هٜي حُظ٘ل ٌ٤كٔذ ٗ ٚحُل ٖٓ 429 َٜم ،ّ.ّ.رخٟ٩خكش اُ ٠طزِ٤ـُِ ٚلٌْ حٌُٔ َ٣رخُ٤ٜـش حُظ٘ل٣ٌ٤ش ُِٔي ٝ ٖ٣اػٌحٍٙ
رخُٞكخء كٔذ حُل ٖٓ 440 َٜمًٌُ ّ.ّ.ي.
305
العامة ،كما أف الموقوؼ عليو ال يملك إال حقي االستعماؿ ك االستغبلؿ ،أما حق التصرؼ
الذم يقع عليو الحجز ال يملكو ،ألنو يتنافى مع طبيعة الحبس الذم ىو تمليك المنافع ك
ليس تمليك للثركات.1
انعقد إجماع فقهاء الشريعة اإلسبلمية على أف الحبس ال يباع ك ال يوىب ك ال يورث،
ألف جوىره ىو حق انتفاع دائم ،يصرؼ على جهات عامة أك خاصة ،ك يخوؿ للموقوؼ عليو
حقي االستعماؿ ك االستغبلؿ دكف التصرؼ بأم كجو من أكجو التصرفات الناقلة للملكية ،ما
عدا ما استثني من ىذه التصرفات بنص خاص ،أك خضوعها إلى رقابة خارجية من خبلؿ
المجلس األعلى لمراقبة مالية األكقاؼ العامة ،الذم يعمل على التأكد من احتراـ الضوابط
الشرعية ك القوانين ك األنظمة ك اإلجراءات الواجب التقيد بها ،ك ال سيما تطابق التصرفات
المجراة على الممتلكات الوقفية من كراء ك معاكضة ك غيرىما ،ككذا عمليات السمسرة ،أك
طلب العركض أك االتفاؽ المباشر مع أحكاـ مدكنة األكقاؼ.
كىذا ما كرستو مدكنة األكقاؼ من خبلؿ مادتها 51التي تنص على ما يلي" :يترتب على
اكتساب الماؿ لصفة الوقف العاـ ،عدـ جواز التصرؼ فيو إال كفق المقتضيات المنصوص
عليها في ىذه المدكنة".
كىو ما يؤكده حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بابن سليماف كرد فيو ما يلي ":كحيث
إنو طبقا للفصل 75من التشريع المطبق على العقارات المحفظة فإف األحباس تبقى خاضعة
للقوانين ك الضوابط اإلسبلمية التي تجرم عليها.
كحيث تبعا لذلك فإف العقد المبرـ بين المدعين ك مورث المدعى عليهم يبقى عقدا
باطبل لكونو انصب على عين موقوفة ال يجوز بيعها أك التصرؼ فيها بأم كجو من أكجو
306
التفويت ،ك لكونو كاف الهدؼ من التفويت فإف العقد عنوف بعقد تفويت ،ك أنو لم يكن تنازؿ
عن حق استغبلؿ كما ادعى الطرؼ المدعى عليو كفقا لما جرل بو العمل في الجماعة السبللية
مما يكوف معو طلب المدعين مرتكزا على أساس قانوني سليم ك يتعين بالتالي إفراغ المدعى
عليهم ،أك ما يقوـ مقامهم أك بإذنهم ،من البقعة الفبلحية موضوع الدعول.1
كمما تجب اإلشارة إليو في ىذا الصدد ىو االستثناءات الواردة حوؿ قاعدة منع التصرؼ
في األمواؿ الموقوفة كقفا عاما ،ذلك أف رأم المشرع المغربي جاء متطابقا مع ما أفتى بو
المتأخرين من المالكية في جواز التصرؼ في أصل الماؿ الموقوؼ بشكل استثنائي ،عن طريق
معاكضتو نقدا أك عينا إذا انعدمت منفعتو ،لتعويضو بما ىو أنفع كأجدل منو ،كما أجازك بيع
غلتو ،ككل ما يتأثر بالفناء ك تتبلشى منفعتو ،كقد أكرد سحنوف قوؿ مالك بأف الدكاب إذا
ضعفت ك لم تبق فيها قوة على الغزك فإنها تباع ك يشترل بثمنها غيرىا ،ك أف الثياب الموقوفة
إذا بليت تباع ،ك قد كاف ىذا موقف ربيعة الرأم شيخ مالك ك ىو قوؿ الليثي أيضا.2
كما أجاب أحد الفقهاء بخصوص بيع الغلة ك نصو" :الحمد هلل ،نص غير كاحد من
االئمة على جواز بيع الحبس إذا انقطعت منفعتو كلية أك قلت جدا ،أك غلتو ال تفي بصائره،
فيباع في ىذه الصور الثبلث ك يستبدؿ بو غيره مما ىو أنفع للحبس .ك في معنى ىذا بيع
بعضو فقط إلصبلح جلو إذا تخرب ك افتقر لئلصبلح ك ال ماؿ يصلح بو ،ألنو إذا لم يبع
بعضو لئلصبلح يؤدم ذلك إلى فساده جملة ك انقطاع منفعتو كلية.3
كالمشرع المغربي بدكره لم يتغافل عن تقنين مسطرة بيع منتوج األشجار كالغلل كمواد
المقالع العائدة لؤلكقاؼ العامة ،حيث أكجب بمقتضى المادة 61من المدكنة أف تخضع
جميع البيوعات المتعلقة بمنتوج األشجار ك الغلل ك مواد المقالع العائدة للوقف العاـ،
1كٌْ ٛخىٍ ػٖ حُٔلٌٔش ح٫رظيحث٤ش رخرٖ ِٓٔ٤خٕ ػيىِٓ 142:ق ػيى ٛ 51/11:خىٍ رظخٍ٣نٍٞ٘٘ٓ 2011/11/28:
ِِٔٓ ٖٟٔش حُ٘ظخّ حُوخٗ٬ٓ٨ُ ٢ٗٞى حُٞهل٤ش .ؽ .228 :ٙ ،1:
2ػخىٍ كخٓ٤ي :١حُظَٜكخص حُٞحٍىس ػِ ٠حُؼوخٍ ؿ َ٤حُٔلل ٞر ٖ٤حُلو ٚحٝ ٢ٓ٬ٓ٩حُلَحؽ حُوخٗ ،٢ٗٞحُطزؼش ح،٠ُٝ٧
حُٔ٘ش ،2006:حُٔطزؼش ٝحٍُٞحهش حُ٤٘١ٞش رَٔحًٖ.188:ٙ،
3أر ٞػ٤ٓ ٠ٔ٤ي ١حُٜٔي ١حُُٞحٗ :٢حُ٘ٞحٍُ حُـي٣يس حٌُزَ،ٟؽ.396:ٙ،ّ،ّ ،8:
307
إلجراءات السمسرة أك لطلب العركض ،إال في حالة الغلل المعركضة للتلف ،فإنو استثناءا
يمكن إجراء البيوع الخاصة بشأنها عن طريق االتفاؽ المباشر.
كالغاية من كراء كل ذلك ىو تحقيق مصلحة ظاىرة للوقف من أجل استمراره كتنميتو .
308
309
تتمتع األكقاؼ العامة برصيد عقارم متجدد كقابل لبلستثمار ،1كىو ما أعطى
االنطباع لدل الكثير من الباحثين كالمهتمين بهذا المجاؿ على أف النصوص كالضوابط الكرائية
للوقف على الخصوص لم تعد مواكبة كمسايرة لمتطلبات العصر .
كىذا الوضع فرض على المشرع ضركرة مراجعة النصوص القانونية الخاصة بالكراء
الحبسي ،لجعلها أكثر مواءمة للظركؼ االقتصادية المحيطة ،كالتراجع عن الظهائر التي كانت
تنظم ىذا الكراء باعتبارىا كانت كلها مرتبطة باألكضاع التي كانت عليها أكرية األمبلؾ
الحبسية من ضياع كإىماؿ ،إضافة لما تتميز بو من عدـ االنسجاـ كركاكة في األسلوب ،كذلك
بوضع مقتضيات جديدة خاصة بكراء األمبلؾ الموقوفة كقفا عاما ،تساير األكضاع االقتصادية
الحالية ،كتزيل في الوقت ذاتو أكجو الحماية غير الضركرية (المبحث األكؿ).
كما عمل المشرع من خبلؿ مدكنة األكقاؼ على محاكلة تخليص ممتلكات األكقاؼ
من الحقوؽ العرفية التي رتبتها عقود الكراء الطويلة ،كذلك بتصفية ما تبقى منها ،كعدـ
السماح بإنشاء أخرل جديدة (المبحث الثاني).
٣ 1ظيُٞع ػيييى حُؼوييخٍحص حُٔٞهٞكيش حُل٠ييَ٣ش ريي ٖ٤حُٔليي٬ص حُٔيٌ٘٤ش ٝحُظـخٍ٣ييش ٝحُلٔخٓييخص ٝؿَٛ٤يخ ٓييٖ حُٔزييخًٗ ٢حص حُؼخثييي
ٝطٌَ ٟرؤؿَس ٓؼ٘٤ش ٗ٣َٜش٣ٝ .زِؾ ػيىٛخ ٝ 52.879كيس طظُٞع كٔذ ٗٞع حٓ٫ظؼٔخٍ ػِ ٠حُ٘ل ٞحُظخُ:٢
ٝ 13978كيس ُٓ٬ظؼٔخٍ حٌُٔ٘ٝ ٢طٔؼَ ٗٔزش %26
ٝ 27232كيس ُٓ٬ظـ ٍ٬حُظـخٍٝ ١حُويٓخص ٝطٔؼَ ٗٔزش%52
ٌِٓ 10794خ ٓؼو ٬رخُٔ٘خكغ ٝطٔؼَ %20
875هطؼش ػخٍ٣ش ٝطٔؼَ %2
ٓلٔيي حٌُيٍٞحٍ :١حُظـَرييش حُٔـَر٤يش كيي ٢حٓ٫يظؼٔخٍحص حُٞهل٤ييش ،رليغ ٓوييّ ُِ٘يييٝس حُي٤ُٝيش ُٔـِييش أٝهيخف حٌُ٣ٞظ٤ييش،
ّ.5:ٙ،ّ،
310
املبحح األ :ٍٚنسا ٤األَالى املٛقٛفٚ ١قفا عاَا
الكراء في األصل ىو عقد بمقتضاه يتم االتفاؽ على أف يمنح أحد طرفيو لآلخر ،كىو
المكرم ،منفعة منقوؿ أك عقار خبلؿ مدة معينة في مقابل أجرة محددة يلتزـ الطرؼ اآلخر،
كىو المكترم ،بدفعها لو ،1كقد نظم المشرع المغربي أحكامو العامة بمقتضى الفصوؿ 627
إلى 722من قانوف االلتزامات كالعقود.2
كما يتبين من خبلؿ تعريف ىذا العقد أنو ينصب على منفعة الشيء سواء كاف عقارا أك
منقوال ،كإضافة إلى ما تقتضيو طبيعة ىذا العقد حسب القواعد العامة ،فإف كراء األمواؿ
الموقوفة يخضع لتنظيم خاص ،على اعتبار أنو من أىم التصرفات الجارية على االنتفاع
باألمواؿ الموقوفة كقفا عاما ،كالمبلحظ أف المشرع المغربي عند صياغتو لؤلحكاـ المتعلقة
بهذا التصرؼ تفادل كثيرا ما كاف يطبع النصوص القانونية التي كانت تنظمو من قبل ،كالتي
كانت مطبوعة بالتشتت كعدـ االنسجاـ ،إضافة إلى ركاكة األسلوب ،كغموض الصياغة
المتولدة عن اللغة المعيبة لهذه النصوص.
كما نجده لم يتغافل في الوقت ذاتو عن استحضار أحكاـ الكراء المنصوص عليها في
قانوف االلتزامات كالعقود ،كالقوانين ذات الصلة ،نظرا لوعيو بأف استثمار األمبلؾ الوقفية
بواسطة الكراء يشكل أىم الوسائل التي تستغل عن طريقها األمواؿ المحبسة بالمغرب ،أماـ
ٓ 1لٔي حٌُ٘ز :ٍٞحٌَُحء حُٔيٗٝ ٢حٌَُحء حُظـخٍ ،١هَحءس ك ٢ظٓ 24 ١َ٤ٜخ 25ٝ1955 ١ىؿ٘زَ ،1980ىٍحٓش طَ٘٣ؼ٤ش
ٝه٠خث٤ش ٝكو٤ٜش ٓوخٍٗش ،حُطزؼش حُؼخٗ٤ش.20:ٙ ،
2أػط ٠حَُٔ٘ع حُٔـَر ٢حٛظٔخٓخ هخٛخ ُظ٘ظ ْ٤ػوي حٌَُحء ،ك٤غ ػَك ٚرٔوظ ٠٠حُلًٔ.627َٜخ ر ٖ٤آػخٍ ٙرٔوظ٠٠
حُل 635 ٍٜٞاُٝ،685 ٠كيى َ١م حٗو٠خث ٖٓ ٚه ٍ٬حُل 687ٍٜٞحًُٔ ،699٠خ ططَم اُ ٠ػوٞى حٌَُحء حُل٬ك٤ش ٖٓ
حُل700 ٍٜٞاُ.722 ٠
ٝػوي حٌَُحء ٖٓ ٞٛحُؼوٞى حُٔٔٔخس حُظ ٚٗ ٢ػِٜ٤خ حَُٔ٘ع ٖٟٔحٌُظخد حُؼخٗ ٢حُٔؤُ ٜٚوظِق حُؼوٞىٝ ،أٗزخ ٙحُؼوٞى
حُظ ٢طَطز ٢رٜخ.
ُِِٔ٣ي ٖٓ ح٠٣٩خف ك ٍٞطؤٔ٤خص حُؼوٞى أٗظَ:
ػزي حَُُحم أكٔي حَُٔ٘ٗ :١ٍٜٞف حُوخٗ ٕٞحُٔيٗ :٢حُ٘ظَ٣ش حُؼخٓش ُُ٬ظِحٓخصٗ ،ظَ٣ش حُؼوي ٓطزؼش ىحٍ حُلٌَ
ُِطزخػش ٝحَُ٘٘ ٝحُظ٣ُٞغٓٝ 122:ٙ ،خ رؼيٛخ.
ػزي حٌَُٜٗ ْ٣ز :ٕٞحُ٘خك ٢كَٗ ٢ف هخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص ٝحُؼوٞى حُٔـَر ،٢حٌُظخد ح.46/45:ٙ، ّ،ّ ،ٍٝ٧
311
قصور صور االستثمار األخرل ،بحيث تشكل حصيلتو ما يفوؽ ثلثي المداخيل التي تدرىا
األصوؿ الوقفية ،1كىذا اقتضى التنصيص على مقتضيات دقيقة تضمن تنميتو ،كحمايتو
الستمرار االنتفاع بو ،كاالستفادة منو أكبر مدة ممكنة ،كلعل ىذا ما يبرر تخصيص المشرع
لكراء األمواؿ الموقوفة العديد من مواد مدكنة األكقاؼ ،حيث أشار إليو في المواد 60الى
62حينما تطرؽ للتصرفات الجارية على األمواؿ الموقوفة كقفا عاما ،كنظمو بشكل خاص
كدقيق في المواد 80الى . 102
كلئلحاطة أكثر بالمقتضيات القانونية التي تؤطر كراء األمواؿ الموقوفة كقفا عاما سوؼ
يتم تقسيم ىذا المبحث على الشكل التالي:
المطلب األكؿ :شركط تكوين عقد كراء الماؿ الموقوؼ كقفا عاما
المطلب الثاني :انتهاء عقد كراء الماؿ الموقوؼ كقفا عاما كآثاره.
املطًب األ :ٍٚغسٚط ته ٜٔٛعكد نسا ٤املاٍ املٛقٛف ٚقفا عاَا
تخضع جميع عقود الكراء العادية لمبدأ التراضي الذم يمثل أىم شرط في عملية
التعاقد،2كينحل التراضي عادة إلى إيجاب يصدر من شخص يطلب من شخص آخر أف يتعاقد
معو ،كفقا لشركط محددة في ذلك اإليجاب ،بحيث إذا ما قبلت من الجانب اآلخر ،أم
تطابقت اإلرادتاف أبرـ العقد ،3إال أف دكر ىذا المبدأ يتقلص بشكل جلي عند إنشاء عقد كراء
حبسي ،كالسبب في ذلك يرجع إلى طبيعة ىذا العقد ،الذم يجمع بين طرفين غير متساكيين
٣ًَُ 1خء حُؼٔخٍَٓ :١حؿؼش حُٔٓٞش حٌَُحث٤ش ُِٔل٬ص حُلزٔ٤ش رٝ ٖ٤حهغ حُ٘ٝ ٚاًَحٛخص حُظطز٤ن ٓوخٍ ٓ٘٘ ٍٞرِِٔٔش
ح٧ػيحى حُوخٛش ُٔـِش حُلوٞم حُٔـَر٤ش ،حُؼيى حُؼخُغ ،حُٔ٘ش :أًظٞرَ .191:ٙ ،2011
2حُظَح ٞٛ ٢ٟؿ َٛٞحُؼوي ٫ٝ ،ه٤خّ ٌُٜح ح٧ه َ٤ري ٚٗ٧ ،ٚٗٝحُظؼز َ٤حُلو٤و ٢ػٖ حٍ٩حىسٝ ،هي ٗظْ حَُٔ٘ع حُٔـَر ٢أكٌخّ
حُظَح ٢ٟك ٢حُؼوي اُ ٠ؿخٗذ ٓخ ٣ظ َٜرخ٣٩ـخد ٝحُوزٓٝ ٍٞخ َ٣طز ٢رٜٔخ ك ٢حُل 19 ٍٜٞاُ ٖٓ 38 ٠هخٗ ٕٞحُ٫ظِحٓخص
ٝحُؼوٞى.
٪ُٝكخ١ش أًؼَ رٔزيأ ٍٟخث٤ش حُؼوٞى أٗظَ:
حٓلٔي حَٓ٧حُٗٗ ٢طخٍ ،أكٌخّ ٍٟخث٤ش حُؼوٞى ر ٖ٤حُلو ٚحٝ ٢ٓ٬ٓ٩حُوخٗ ٕٞحُٟٞؼٍٓ ،٢خُش ُ٘ َ٤ىرِ ّٞحُيٍحٓخص
حُؼِ٤خ ك ٢حُوخٗ ٕٞحُوخٞٗ ،ٙه٘ض رٌِ٤ش حُلوٞم رخُيحٍ حُز٠٤خء ،حُٔ٘شٓٝ 40ٙ،1989:خ رؼيٛخ.
ٓ 3لٔي حٌُ٘ز :ٍٞحٌَُحء حُٔيٗٝ ٢حٌَُحء حُظـخٍ.25:ٙ،ّ،ّ،١
312
في مراكزىما القانونية ،إدارة لؤلكقاؼ ،ال تملك إال حق اإلدارة كاإلشراؼ كالوالية على الشيء
المحبس ،كمكترم ال يعي في كثير من األحياف حجم االلتزامات المفركضة عليو.
كبالتالي كاف تدخل المشرع كاجبا للتضييق من دائرة عدـ التوازف التي تطبع طرفي ىذا
العقد المثير للجدؿ ،فكرس جملة من اإلجراءات الشكلية (الفقرة األكلى) ،ك الموضوعية التي
يمكن اعتبارىا تطورا تشريعيا متميزا بالنسبة للكراء الحبسي ،حيث حاكؿ المشرع من خبللها
معالجة الكثير من أحكامو إبتداءا من إبرامو إلى حين انتهائو (الفقرة الثانية).
ايفكس ٠األٚىل :ايػسٚط ايػهً ١ٝيته ٜٔٛعكد نسا ٤املاٍ املٛقٛف ٚقفا عاَا
كرس المشرع المغربي مجموعة من اإلجراءات الشكلية التي كاف معموال بها إلبراـ ىذا
العقد ،كالمتمثلة أساسا في مسطرة السمسرة أك طلب العركض كجعل من ىذه الشكلية ركنا
أساسيا النعقاد ىذا العقد (أكال) كما أنو كلحاالت استثنائية تقتضيها ظركؼ معينة فتح الباب
أماـ إمكانية إبراـ عقد الكراء عن طريق االتفاؽ المباشر (ثانيا).
ٗ 1خىٍس ٓلٔٞى ٓخُْ :ػوي ا٣ـخٍ حٓ٧خًٖ ر ٖ٤حَُ٘٣ؼش ح٤ٓ٬ٓ٩ش ٝحُوخٗ ٕٞحُٟٞؼ ،٢ىٍحٓش ٓوخٍٗشٓ ،طزؼش ىحٍ حُ٘٠ٜش
حُؼَر٤ش ،حُٔ٘ش.7:ٙ،1995:
2أَ١حف ػوي حٌَُحء طظليى كٔ٤خ :٢ِ٣
أ :٫ٝحٌَُٔ :١ح َٛ٧إٔ ٓ ٌٕٞ٣خُي حُ٘٢ء ٞٛحٌَُٔ ٟا ٫أٗ ٚهي ٣و ّٞربًَحء حُ٘٢ء ؿٓ َ٤خٌُ ٌٕٞ٣ٝ ٚاًَحءٛ ٙل٤لخ،
ُٚ ٌٕٞ٣ٝكن ٓوخٟخس حٌُٔظًَ ٖ٣خُٔخُي ٗلٔ ، ٚكؼِٓ ٠ز َ٤حُٔؼخٍ كبٕ ٗخظَ حُٞهق ُ ٚحُلن ك ٢ارَحّ ػوي ًَحء ٓلَ طخرغ
ُيحثَس ٗل ًٞحُ٘ظخٍس حُظ٣ ٢ظ ٠ُٞطَٔٛ٤٤خ ك ٢آْ حٝ٧هخف حُؼخٓش.
ػخٗ٤خ :حٌُٔظَ ٞٛ :١حُ٘و ٚحٌُ٘٣ ١ـَ حُ٘٢ء حٌُٔظَٓ ٟوخرَ أؿَس ٣يكؼٜخٗ ١٧ ٌٖٔ٣ٝ ،و ٚإٔ ٌ٣ظَ٥ ١هَ ػٖ ٣َ١ن
ٗ٤خرش هخٗ٤ٗٞش .
ٓ 3لٔي حٌُ٘ز :ٍٞحُلن ك ٢حٌَُحء ،ػ٘ ٖٓ َٜػ٘خ َٛح َٛ٧حُظـخٍ ،١ىٍحٓش ك ٢ح١خٍ ظٓ 24 َ٤ٜخٝ ،1955 ١حُٔيٗٝش
حُظـخٍ٣ش حُـي٣يس ،حُطزؼش حٓ ،1998،٠ُٝ٧طزؼش حُ٘ـخف رخُيحٍ حُز٠٤خء.5:ٙ،
313
إال أف التشريعات الخاصة باألحباس قررت أف تتم عملية التعاقد لكراء حبسي في إطار
السمسرة العمومية أك طلب العركض ،كذلك لتحقيق نوع من الشفافية كالمنافسة المشركعة.1
كالسمسرة كإجراء مسطرم تحتمو شكليات إبراـ عقد الكراء الحبسي ،ليس كليد مدكنة
األكقاؼ ،كإنما جرل العمل بو منذ صدكر ظهير 16شعباف 1331الموافق ؿ 21يوليوز
1913المتعلق بتحسين حالة األحباس العمومية .كىذه رسالة حسنية موجهة إلى القاضي
أحمد بن الطالب بتاريخ 26جمادل الثانية 1294ق ناطقة عما قلناه إذ كرد فيهاما يلي:2
"كبعد فقد بلغنا أف جميع ما لجانب األحباس ىناؾ من األمبلؾ كالعقار كقع التساىل فيها
كالتعامي عن كرائها حتى إف من بيده محل منها يريد بقاءه بيده بالكراء البخس الذم ال باؿ لو
كال يقبل بالزيادة فيو كال الخركج منو ،كيصير كأنو ملك لو ،كفي التغافل عن ذلك كالسكوت
عنو ما ال يخفى من الضرر كالغش لجانب األحباس ،كقد كلفنا اهلل برد الباؿ لذلك ،كنحن
قلدنا فيو القضاة كالنظار ليراقبوا اهلل فيو ،كعليو فالذم يكوف عليو علمكم في أمر كراء
األحباس ىو أف تسمسركىا عند رأس كل سنة على كجو التفصيل حتى يقف كل محل منها
على آخر زائد ،كيتساكل فيو القوم كالضعيف كالمشركؼ كالشريف ،كمن امتنع من قبوؿ
الزيادة فيخرج من المحل الذم ىو فيو ،ألف ىذا حق من حقوؽ اهلل ،ال ينبغي التعامي عنو كال
التساىل فيو ،فبل بد أمر الناظر بذلك كإلزامو العمل بمقتضاه كتوعده على العود للتعامي عن
ذلك كالتساىل فيو كال بد ،كالسبلـ".
كإجراء السمسرة في حقيقتو ما ىو إال دعول للتعاقد ،كعركض المتنافسين إيجابات ال
يكتمل التعاقد بشأنها إال بقبوؿ أحدىما من خبلؿ المصادقة على نتيجة السمسرة من قبل من
1ط٘ ٚحُلوَس ح ٖٓ ٠ُٝ٧حُٔخىس ٓ ٖٓ 61يٗٝش حٝ٧هخف ػِٓ ٠خ ": ٢ِ٣طو٠غ ؿٔ٤غ حُٔؼخٟٝخص ٝح٣ًَ٧ش حُٔظؼِوش رخٞٓ٧حٍ
حُٔٞهٞكش ٝهلخ ػخٓخًٌٝ ،ح حُزٞ٤ػخص حُٔظؼِوش رٔ٘ظٞؽ حٗ٧ـخٍ ٝحُـَِ ٞٓٝحى حُٔوخُغ حُؼخثيس ُِٞهق حُؼخّ٩ ،ؿَحءحص حَُٔٔٔس
أُ ٝطِذ حُؼَ٣َٗ ،ٝٝطش حُظو٤ي رٔزخىة حُٔ٘خكٔش ٝحُٔٔخٝحس ر ٖ٤حُٔظ٘خكٔٝ ،ٖ٤حُ٫ظِحّ روٞحػي حُ٘لخك٤ش ٝحٜٗ٩خٍ حُٔٔزن.
ٓ 2لٔي حُٜٞك :٢ىٍحٓش حُ٘ ٜٙٞحُٔظؼِوش رٌَحء ح٬ٓ٧ى حُلزٔ٤ش ٓٝؼخٟٝظٜخ ٝر٤ؼٜخ ٖٓ حُٞؿٜش حُلو٤ٜش ٝحُوخٗ٤ٗٞش،
ٓيحهِش ِٓوخس ٖٟٔح٣٧خّ حُيٍحٓ٤ش حُوخٛش رٟٔٞٞع :حُظَ٘٣غ حُلزٔ :٢حُٞحهغ ٝحُٔٔظـيحص ،حُٔ٘ظْ ٖٓ َ١ف ُٝحٍس
حٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩ش أ٣خّ ٗٞٗ12.13.14زَ ،1996رٔوَ حُٔـِْ حُؼَُِِٔ ٢رخ.٬ٓٝ ١
314
أككل لو القانوف ذلك .1كىو إدارة األكقاؼ حسب نص المادة 82من المدكنة ،2كعند حصوؿ
المصادقة تصبح محاضر السمسرة أك طلب العركض كثائق رسمية في داللتها على انعقاد
العقد كعلى حقيقة مضمونو كلذلك ال يمكن الطعن فيها إال بالزكر،3كما أف ىذه الشكلية تعتبر
من النظاـ العاـ كال يجوز مخالفتها ،كىو ما أكده الحكم الصادر عن المحكمة االبتدائية
بمراكش كرد في حيثياتو ما يلي ":حيث إف ظهير 21يوليوز 1913ىو المنظم للعبلقة
الكرائية في ما يخص أمبلؾ األحباس ،كأف الظهير نص على مسطرة إبراـ ىذا العقد ،كال يمكن
ألم من الطرفين التنازؿ أك عدـ إعماؿ أم قاعدة أك نص من قواعده ،بوصفو يتضمن قواعد
آمرة ال يملك األطراؼ االتفاؽ على مخالفتها ،كإف عدـ سلوؾ مسطرة المزاد العلني
المنصوص عليها في الظهير ال يمكن إطبلقا أف يتخذ ذريعة لتعطيل أحكامو" .4كىذا النظر
إلى محاضر السمسرة أك طلب العركض يغني في نظر بعض الفقو عن التفكير في كتابة عقد
الكراء.5
كبعد رسو المزاد على المكترم يؤدم مبلغ الضماف الذم يحدد بمقرر للسلطة الحكومية
المكلفة باألكقاؼ ،6ككذا صوائر السمسرة كالوجيبة الكرائية ،كال يتسلم العين المكتراة إال بعد
التوقيع على العقد.
1ػزي حَُُحم حٛز٤لَٓ :٢حؿؼش حُٔٓٞش حٌَُحث٤ش ٝكن أكٌخّ ٓيٗٝش حٝ٧هخف ٓوخٍ ٓ٘٘ ٍٞرِِٔٔش ح٧ػيحى حُوخٛش ُٔـِش
حُلوٞم حُٔـَر٤ش.181:ٙ ،ّ:ّ ،
2ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 82حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٘٣ ":٢ِ٣ؼوي حٌَُحء رٜٔخىهش اىحٍس حٝ٧هخف ػِٗ ٠ظ٤ـش حَُٔٔٔس أِ١ ٝذ حُؼَ."ٝٝ
3ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 62حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ": ٢ِ٣طؼظزَ ٓلخ َٟحَُٔٔٔس أ ٝكظق حُؼَ ٝٝحُٔظؼِوش رخُظَٜكخص حُـخٍ٣ش ػِ٠
حٝ٧هخف حُؼخٓش كـش هخ١ؼش ػِ ٠حُٞهخثغ حُٔ٘ٔ٠ش رٜخ ٣ ٫طؼٖ كٜ٤خ ا ٫رخُِ."ٍٝ
4كٌْ ٛخىٍ ػٖ حُٔلٌٔش ح٫رظيحث٤ش رَٔحًٖ رظخٍ٣ن ٗ 30ظ٘زَ ِٓ ،1985ق ٓيٗ ٢ػيى،85/854:كٌْ ٓ٘٘ ٍٞرٔـِش
حُٔلخٓ ،٢حُؼيى،8:حُٔ٘ش حُٔخىٓش .75:ٙ،1986
ٓ 5لٔي ِٗ٤ق :حُظَٜكخص حُـخٍ٣ش ػِ ٠حٞٓ٧حٍ حُٔٞهٞكش ٝهلخ ػخٓخ كٟٞ ٢ء ٓيٗٝش حٝ٧هخفٓ ،وخٍ ٓ٘٘ ٍٞرٔـِش حُوزْ
حُٔـَر٤ش ،حُؼيى حَُحرغ ،حُٔ٘ش ٘٣خ.44:ٙ ،2013 َ٣
٣ 6ظليى ٓزِؾ حُٔ٠خٕ ك ٢أؿِذ حُلخ٫ص ك ٢ىكغ حٌُٔظَُٔ ١زِؾ ػ٬ػش أٗ١ َٜزوخ َُِ٘ ١حَُحرغ ٖٓ ظُٞ٤ُٞ٣ 21 َ٤ٜ
ٝ ، 1913ك ٢كخُش ػيّ ح٧ىحء ٩ ٌٖٔ٣ىحٍس حٝ٧هخف كٔن ػوي حٌَُحء رؼي طؤؿ ِٚ٤ػٔخٗ٤ش أ٣خّ ُ٨ىحء ٓٝطخُزظ ٚرخُظؼٌٛٝ ،ٞ٣ٞح
ٓخ ًَٓ ٚكٌْ ه٠خثٍٝ ٢ى كٓ ٚ٤خ " :٢ِ٣اٗ١ ٚزوخ ُِٔخىس حُوخٓٔش ٖٓ حُزخد ح ٖٓ ٍٝ٧ظ 1913 ُٞ٤ُٞ٣ 21 َ٤ٜكبٕ حٌُٔظَ١
ُْ ٣ئىًَ ١حء ػ٬ػش أٗ َٜك َٜٔ٤أؿَ ػٔخٗ٤ش أ٣خّ ،كِ٨كزخّ حُلن ك ٢كٔن ػوي حٌَُحءٝ ،ك٤غ إٔ حُٔيػ ٠ػِ ٚ٤رؼيّ
حٓظـخرظٌٗ٪ُ ٚحٍ رخ٧ىحء حُٔٞؿ ٚاُ٣ ٚ٤ـؼِ ٚك ٢كخُش ٓطَ ٣ٝوغ رخُظخُ ٢طلض ١خثِش ٓوظ٤٠خص حُٔخىس حًٌٍُٔٞس أػ ٙ٬حَٓ٧
حٌُٔ٣ ١ظظزغ حُظ٣َٜق رلٔن ػوي حٌَُحء حُوخثْ رٜ٘٤خ ٝر ٖ٤حُـٜش حُٔيػ٤ش".
()...
315
كأىم نتيجة لعملية السمسرة كونها المحدد الرئيسي للوجيبة الكرائية الحقيقية ،كىذا قوؿ
يؤكده قرار صادر عن الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى كرد في حيثياتو ما يلي ":حيث
يستخلص من المقتضيات المستنتجة من ظهير 21يوليوز 1913أف اإلدارة ال يمكن لها أف
تقدـ على كراء األمبلؾ الحبسية بدكف إجراء المزايدة العلنية حسب مسطرة المزاد العلني".1
كما أف فائدة السمسرة كذلك تظهر في الرفع من السومة الكرائية للمحبلت الحبسية،
ألف بفضلها ال يمكن أف تكوف الوجيبة الكرائية إال في اتجاه الزيادة دكف النقصاف ،ألف ناظر
األكقاؼ ملزـ أال يكرم األعياف الموقوفة كقفا عاما بأقل من كراء المثل ،كىذا ما كرستو مدكنة
األكقاؼ من خبلؿ مادتها 80التي تنص على ما يلي" :تكرل األمواؿ الموقوفة كقفا عاما بإذف
من إدارة األكقاؼ ،كال يجوز كراؤىا بأقل من كراء المثل".
كمضموف ىذه المادة يساير بو المشرع المغربي بعض التشريعات المقارنة منها التقنين
المدني المصرم الذم ينص في المادة 632منو على ما يلي" :في إجارة الوقف ،تكوف العبرة
في تقرير أجر المثل بالوقت الذم أبرـ فيو عقد اإليجار ،كال يعتد بالتغيير الحاصل بعد ذلك،
كإذا أجر الناظر الوقف بالغبن الفاحش كجب على المستأجر تكملة األجرة إلى أجر المثل كإال
فسخ العقد".
316
كراء الماؿ الموقوؼ كقفا عاما عن طريق االتفاؽ المباشر ،كذلك بناءا على قرار معلل تتخذه
استنادا إلى الفقرة الثانية من المادة 61من المدكنة التي تنص على ما يلي...":كفي حالة تعذر
إجراء السمسرة أك طلب العركض ،أك أجرم أحدىما لمرتين متتاليتين دكف أف يسفر عن أم
نتيجة ،جاز للسلطة الحكومية المكلفة باألكقاؼ بموجب مقرر معلل إجراء المعاكضات
كاألكرية المذكورة عن طريق االتفاؽ المباشر".
لكن الفقرة الثالثة من المادة المشار اليها أعبله تنص على حالة أخرل يمكن من خبللها
إبراـ عقد الكراء عن طريق االتفاؽ المباشر كىي حالة األكرية المتعلقة بالعقارات الوقفية
المخصصة الحتضاف منشآت أك تجهيزات عمومية ،حيث يكوف متوافقا مع الغرض الذم
أنشئت من أجلو العين الموقوفة.
ايفكس ٠ايجاْ :١ٝايػسٚط املٛضٛع ١ٝيته ٜٔٛعكد نسا ٤املاٍ املٛقٛف ٚقفا
عاَا
إذا كاف جوىر عقد الكراء ىو تمكين المكترم من االنتفاع بالعين المكتراة ،فإف ىذا
االنتفاع ال يتصور إال ممتدا في الزمن ألف المدة عنصر جوىرم كتكملة ضركرية لمنفعة الشيء
المؤجر ،1كذلك لضماف االستمرار القانوني للعبلقة الكرائية بين طرفي العقد.
كبالرجوع إلى األحكاـ العامة المنصوص عليها في قانوف االلتزامات كالعقود ،نجد أف
المدة كشرط موضوعي النعقاد عقد الكراء ىي إما محددة أك غير محددة إال أف مدكنة
األكقاؼ حسمت األمر كجعلت مدة كراء األمبلؾ الموقوفة كقفا عاما مدة محددة ،كما جعلتها
أساسا للتمييز بين أنواع عقد الكراء الحبسي الفبلحي(أكال) ،كغير الفبلحي(ثانيا) ،كىذا ما
يجعل أحكاـ كراء األمواؿ الموقوفة أكثر انسجاما مع طبيعتها.
1حُلٔ ٖ٤رِلٔخٗ :٢حُز٤غ ٝحٌَُحء ٝكوخ ُِوٞحػي حُؼخٓش ٝحُظَ٘٣ؼخص حُوخٛشٓ ،طزؼش ىحٍ حَُ٘٘ حُـٔ ٍٞرٞؿيس ،حُٔ٘ش:
.166:ٙ،2001
317
أٚال :نسا ٤األزاض ٞاحملبط ١ايفالح:1١ٝ
تتحدد مدة كراء األراضي الفبلحية حسب المادة 98من المدكنة في ست سنوات قابلة
للتجديد مرتين بطلب من المكترم قبل انتهائها بستة أشهر على األقل ،شريطة موافقة إدارة
األكقاؼ ك الزيادة في السومة الكرائية بنسبة ال تقل عن عشرين في المائة من ىذه السومة عند
كل تجديد ،لكن ىذا ال يعني إقصاء المكترم الذم انتهت مدة كرائو من المشاركة في
السمسرة أك طلب العركض رغبة منو في ربط عبلقة كرائية جديدة مع إدارة األكقاؼ بنفس
الشركط المشار إليها أعبله.
املطًب ايجاْ :ٞآثاز عكد نسا ٤املاٍ املٛقٛف ٚقفا عاَا ٚاْتٗاؤٙ
يرتب عقد الكراء الحبسي كغيره من عقود المعاكضة التزامات متبادلة بين طرفيو (الفقرة
األكلى) تمتد آثارىا إلى حين انتهائو ( الفقرة الثانية).
1طٔٓ َٜخكش حٍ٧ح ٢ٟحُل٬ك٤ش حُلزٔ٤ش آُ ٠خ ٘٣خٌٛ 80.000 ِٛظخٍ ُٓٞػش ػِٓ ٠خ ٣لٞم 200.000هطؼش ،ؿخُزٜيخ
٣ئؿَ ٓ٘٣ٞخ ُِل٬كُٔ ٖ٤يى ٓوظِلشٜ٘ٓٝ ،خ رؼ ٞحٍ٧ح ٢ٟحُظ ٢هخٓض حُُٞحٍس رخٓيظؼٔخٍٛخ ريخُـَّ ٝحٓ٫ظٜي٬ف ٝطٔيَٛ٤خ
ٓزخَٗس ٝطز٤غ ؿِِٜخ رخُِٔحى حُؼِ٘.٢
ٓلٔي حٌٍُٞحٍ :١حُظـَرش حُٔـَر٤ش ك ٢حٓ٫ظؼٔخٍحص حُٞهل٤ش ،رلغ ٓويّ ُِ٘يٝس حُي٤ُٝش ُٔـِش أٝهيخف حٌُ٣ٞظ٤يش،
ّ.4 :ٙ ،ّ،
318
ايفكس ٠األٚىل :آثاز عكد ايهسا٤
تتمثل آثار عقد الكراء بالنسبة للمكرم في تمكين المكترم من االنتفاع بالعين المكتراة،
ك ذلك عن طريق تسليمو الشيء المكترل كملحقاتو (أكال) ،ك بالمقابل فإف المكترم يلتزـ
باستعماؿ العين المكتراة فيما أعدت لو ك المحافظة عليها كردىا بعد انتهاء العقد باإلضافة إلى
دفع األجرة طيلة سريانو (ثانيا).
يعتبر التسليم من االلتزامات األساسية التي تقع على عاتق المكرم ،ك قد أحاؿ المشرع
المغربي بصدده على األحكاـ المقررة لتسليم الشيء المبيع في عقد البيع.1
كغالبا ما تتم عملية التسليم باتفاؽ الطرفين ،إال أف تسليم العين الحبسية المكتراة ال يتم
إال بعد المصادقة على نتيجة السمسرة أك طلب العركض ك التوقيع على العقد ،كذلك حسب
منطوؽ الفقرة األكلى من المادة 83من المدكنة التي تنص على ما يلي " :ال يتسلم المكترم
العين المكتراة إال بعد التوقيع على العقد.
يقبل المكترم العين على حالتها ،فإف حصل تأخير في تسليمها جاز لو استرداد أجرة
الكراء بعد مدة التأخير".
كيتسلم المكترم العين المكراة لو على الحالة التي ىي عليها ،ك التي من المفركض أف
يكوف قد اطلع عليها قبل انعقاد العقد ك التوقيع عليو .كفي حالة تأخر التسليم يحق للمكترم
ٚ٘٣ 1حُل ٖٓ 636 َٜم.ٍ.ع .ػِٓ ٠خ " : ٢ِ٣طِٔ ْ٤حُ٘٢ء حٌُٔظَ٘٣ ٟظْ رٔوظ ٠٠ح٧كٌخّ حُٔوٍَس ُظِٔ ْ٤حُ٘٢ء
حُٔز٤غ" .
319
في ىذه الحالة المطالبة باسترجاع مبلغ كراء المدة المتأخر بشأنها ك ذلك على حسب الفقرة
الثانية من المادة 83من المدكنة.
إذا رغب المكترم في القياـ باإلصبلحات البسيطة التي يمكن أف يدخل تحسينات من
خبللها على العين المكتراة فلو ذلك ،لكن شريطة الحصوؿ على إذف من إدارة األكقاؼ.
لكن إذا تعلق األمر بإصبلحات كبرل ترمي إلى الحفاظ على العين المكراة ،خصوصا
فيما يتعلق بالعناصر التي يرتكز عليها ثباتها أك صبلبتها ككذا جميع العناصر المكونة لها أك
المبلزمة لها فإف ىذه اإلصبلحات تقع على عاتق المكرم -إدارة األكقاؼ - 1كال دخل
للمكترم بشأنها.
كفي حالة كقوع نزاع بين المكرم كالمكترم حوؿ طبيعة ىذه اإلصبلحات ىل ىي بسيطة
أـ كبرل فإف االختصاص في ىذه الحالة ينعقد للسلطة التقديرية للقضاء.
عبلكة على ما تم بسطو سابقا ،فإف التزاـ المكرم بتسليم العين المكتراة للمكترم يرتبط
بتمكينو من االنتفاع بهذه العين انتفاعا ىادئا ك مستقرا ،إذ يسأؿ المكرم عن كل ما من شأنو
أف يحوؿ دكف االنتفاع أك يناؿ منو ،ألنو ضامن لعدـ التعرض كاالستحقاؽ ،2إال أف ىذا
االلتزاـ في إطار التشريع الحبسي يظل مهددا إذا ما قارناه بالقواعد العامة .ذلك أنو بالرجوع
1ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 89حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٫" :٢ِ٣طِظِّ اىحٍس حٝ٧هخف ا ٫رخ٬ٛ٩كخص حُظ ٢طَٓ ٢اُ ٠حُٔلخكظش ػِ ٠حُؼٖ٤
حٌَُٔحس".
ٚ٘٣ 2حُل ٖٓ 643 َٜم.ٍ.ع ػِٓ ٠خ " :٢ِ٣حُٔ٠خٕ حٌُِ٣ ١ظِّ ر ٚحٌٌَُُِٔٔ ١ظََ٣ ١ى ػِ ٠أَٖٓ٣
أ :٫ٝحٗ٫ظلخع رخُ٘٢ء حٌُٔظَ ٝ ١ك٤خُط ٚرٓ ٬ؼخٍٝ؛
ػخٗ٤خ :حٓظلوخم حُ٘٢ء ٝحُؼٞ٤د حُظ ٢ط٘ٞر"...ٚ
ًٔخ إٔ حُلًٌُ ٚ٘ٓ 644 َٜي ٚ٘٣ػِٓ ٠خ " :٢ِ٣حُ٫ظِحّ رخُٔ٠خٕ ٣وظ ٢٠رخُ٘ٔزش اُ ٠حٌُٔظَ ١حُظِحٓ ٚرخٓ٫ظ٘خع ػٖ ًَ
ٓخ ٣ئى ١اُ ٠طؼٌٛ َ٤ل ٞك٤خُس حٌُٔظَ ١أ ٝاُ ٠كَٓخٗ ٖٓ ٚحُِٔح٣خ حُظ ٖٓ ٢كو ٚإٔ ٣ؼ ٍٞػِٜ٤خ رلٔذ ٓخ أػي ُ ٚحُ٘٢ء
حٌُٔظَ ٝ ١حُلخُش حُظً ٢خٕ ػِٜ٤خ ػ٘ي حُؼوي".
320
إال نص الفقرة األكلى من المادة 88من المدكنة نجد أف إدارة األكقاؼ ال تضمن أم تشويش
مادم حاصل من الغير ،إال إذا كصل ىذا االدعاء إلى درجة حق على العين المكتراة من شأنو
أف يتعارض مع الحق الشخصي للمكترم ،ك المتمثل في انتفاعو بالعين ،إال أف ىذا الضماف
رىين بإخطار إدارة األكقاؼ في حالة حدكث تعرض قانوني من الغير فور حصولو ك إال فقد
حقو في الحصوؿ على تعويض.
يعد عقد الكراء من العقود الملزمة للجانبين ،كعليو ،فالمكترم مقابل انتفاعو بالعين
المكتراة ملزـ بأداء كاجبات الكراء ،كال يعفيو من ىذا االلتزاـ إال األداء أك اإلبراء.1
كبالتالي فعدـ أداء كراء ثبلثة أشهر بالنسبة للعقارات الفبلحية خبلؿ ثمانية أياـ من تاريخ
توصل المكترم باإلنذار باألداء يجعل ىذا األخير مخبل بالتزامو ،كفي حالة مطل موجب لفسخ
العقد كالتعويض .2كفي ىذا الصدد قضت المحكمة االبتدائية بوجدة بما يلي" : 3حيث توصل
المدعي العاـ باإلنذار باألداء كمنح لو أجل ثمانية أياـ ،إال أنو تقاعس عن األداء مما يجعلو في
حالة مطل تستحق عنو الجهة المدعية تعويضا تحدده المحكمة في مبلغ 3000درىم".
1كٌْ حُٔلٌٔش ح٫رظيحث٤ش رٞؿيس ػيى 08/2373ك ٢حُِٔق ػيى ٛ 08/4158خىٍ رظخٍ٣ن 2008/12/15كٌْ ؿَ٤
ٓ٘٘.ٍٞ
2ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 95حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ " : ٢ِ٣اًح ُْ ٣ئى حٌُٔظًََ ١حء ػ٬ػش أٗ َٜىحهَ أؿَ ػٔخٗ٤ش أ٣خّ ٖٓ طخٍ٣ن طِٚٛٞ
ربٌٗحٍ رخ٧ىحء ،حػظزَ ك ٢كخُش ٓطَٝ ،طَطذ ػ٘ ٚحُلن ك ٢كٔن حُؼوي ٓغ حُظؼ."ٞ٣ٞ
3كٌْ حُٔلٌٔش ح٫رظيحث٤ش رٞؿيس ػيى 07/1340:رظخٍ٣ن : 07/10/29كٌْ ؿ.ٍٞ٘٘ٓ َ٤
321
أما فيما يخص العقارات الفبلحية فالمدكنة لم تحدد المدة التي من خبللها يمكن اعتبار
المكترم مخبل بالتزامو ،لكن بالرجوع إلى الفصل 255من ؽ.ؿ.ع .فإف المدين يصبح في
حالة مطل بمجرد :حلوؿ األجل المقرر في السند المنشئ لبللتزاـ.
فإف لم يعين لبللتزاـ أجل ،لم يعتبر المدين في حالة َمطْػل إال بعد أف يوجو إليو أك إلى
نائبو القانوني إنذار صريح للوفاء بالدين ،كيجب أف يتضمن ىذا اإلنذار ما يلي:
- 1طلب موجو إلى المدين لتنفيذ التزامو في أجل معقوؿ؛
- 2تصريح بأنو إذا انقضى ىذا األجل فإف الدائن يكوف حرا في أف يتخذ ما يراه مناسبا
إزاء المدين.
كيجب أف يحصل ىذا اإلنذار كتابة ،كيسوغ أف يحصل كلو ببرقية أك برسالة مضمونة أك
بالمطالبة القضائية كلو رفعت إلى قاض غير مختص.
كىذا معناه أف إدارة األكقاؼ ال تكوف ملزمة بتوجيو إنذار باألداء للمكترم ،ألف المطل
عندما يكوف أجل أداء الكراء محدد في العقد يتحقق بقوة القانوف ،ك إذا كانت المادة 95من
المدكنة قد اشترطت اإلنذار باألداء في أكرية العقارات غير الفبلحية على الرغم من أف آجاؿ
األداء محددة في العقد ،فهذا اإلنذار في تقديرنا يعتبر من باب التفضل ليس إال كقد أريد بو
التسوية بين أكرية األماكن الوقفية كأكرية األماكن غير الوقفية. 1
من االلتزامات الملقاة على عاتق المكترم كذلك ،المحافظة على العين المكراة من
حيث استعمالها ،كالعناية ،بها كبأجهزتها كالمرافق التابعة لها ،لهذا يلقى على عاتقو القياـ
باإلصبلحات البسيطة صيانة للعين المكتراة .اللهم إذا كاف ىناؾ ىبلؾ أك تعييب العين بخطأ
ٓ 1لٔي ِٗ٤ق :حُظَٜكخص حُـخٍ٣ش ػِ ٠ح٬ٓ٧ى حُٔٞهٞكش ٝهلخ ػخٓخ كٟٞ ٢ء ٓيٗٝش حٝ٧هخف.50:ٙ ،ّ:ّ ،
322
منو ،أك من يقوـ تحت مسؤكليتو كمراقبتو ،فإنو في ىذه الحالة يتحمل جميع مصاريف
اإلصبلح كالصيانة 1على نفقتو.
كمن االلتزامات الواجبة كذلك على المكترم في إطار المحافظة على العين المكراة
إشعار المكرم لكل تعرض مادم أك قانوني يقع على العين بمجرد كقوعو ،كبكل تعييب أك
تخريب يقع فيها نتيجة القدـ ك إلى ما تحتاجو من ترميم أك إصبلح ك تجديد.
يلتزـ المكترم بأف يستعمل العين المكراة حسب ما أعدت لو أك حسب االتفاؽ الواقع
في عقد الكراء ،فإذا كانت العين معدة للسكن فإف المكترم ال يحق لو تغيير ىذا االستعماؿ،
ك كل إخبلؿ بذلك أك تغيير للمحل من حالة إلى أخرل كاؼ إلصدار الحكم عليو باإلفراغ،
كإرجاع الحالة إلى ما كانت عليو.2
لكن استثناءا من ذلك إذا قاـ المكترم بتغيير كجو استعماؿ العين المكراة بإذف من إدارة
األكقاؼ قصد تنمية مداخيلها فبل بأس بذلك ك ال شيء عليو في ىذه الحالة.
ك مما يلقى على عاتق المكترم كذلك أداء جميع الضرائب الواجبة على العقار المكترل
سواء الحالية أك المستقبلية ،3ك كذا جميع المصركفات الناتجة عن عملية التسليم ك صوائر
العقد.
1ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 89حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٫" : ٢ِ٣طِظِّ اىحٍس حٝ٧هخف ح ٫رخ٬ٛ٩كخص حُظ ٢طَٓ ٢اُ ٠حُٔلخكظش ػِ ٠حُؼٖ٤
حٌَُٔحس".
2أٗظَ هَحٍ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠ػيى ،630:حُٜخىٍ رظخٍ٣نٗٞٗ 3 :زَ ٍٞ٘٘ٓ 1976رٔـِش حُٔلخٓخس ،حُؼيى .40 :ٙ 13:
2ط٘ ٚحُٔخىس ٓ ٖٓ 87يٗٝش حٝ٧هخف ػِٓ ٠خ ٣ ":٢ِ٣ظلَٔ حٌُٔظَ ١ؿٔ٤غ حَُ٠حثذ ٝحَُٓ ّٞحُظ ٢طلَ ٝػِ ٠حُؼٖ٤
حٌُٔظَحس".
323
-4التزاـ المكترم بعدـ تولية العين المكراة أك كرائها من الباطن:
تعتبر التولية بيع يصطلح عليو بحوالة الحق ،1ك ىذا الحق يكتسبو المكترم كأحد
عناصر األصل التجارم إذا كانت العين المكتراة معدة لبلستعماؿ التجارم أك الحرفي ،أك
كأصل مدني إذا كاف المحل المكترل معدا للسكنى.
لكن بالرجوع إلى مدكنة األكقاؼ نجدىا لم تمنح للمكترم فرصة اكتسابو لهذا الحق،2
كبالتالي يمنع عليو قانونا تولية حق ال يتمتع بو ،كما يمنع عليو كذلك أف يقوـ بإكرائو من
الباطن لمكترم فرعي بشكل مطلق ،ك كل مخالفة لذلك تجعل المكترم تحت طائلة فسخ
عقد الكراء معو ،طبقا لمقتضيات الفقرة الثانية من المادة 86من المدكنة .3كىذا الموقف
كرسو المجلس األعلى من خبلؿ أحد القرارات الصادرة عنو كالذم كرد في حيثياتو ما
يلي":4إف الفصل 12من ظهير 21يوليوز 1913يعطي لوزير األكقاؼ حق فسخ عقد الكراء
إذا أحاؿ المكترم من األحباس حقو في الكراء ،أك أكرل من تحت يده المحل كلو أك بعضو،
1حُظ٤ُٞش ك ٢كو٤وظٜخ ٢ٛر٤غ ٣ظْ ػٖ ٣َ١ن كٞحُش حُلن كٔذ ٓل ّٜٞحُل ٖٓ 194 َٜم،ٍ،ع ّ،حٌُ ٚ٘٣ ١ػِٓ ٠خ :٢ِ٣
" حُلٞحُش حُظؼخهي٣ش ُي ٖ٣أُ ٝلن أُ ٝيػ ٟٞط َ٤ٜطخٓش رَ ٠ٟحُطَك٣ٝ ،ٖ٤لَ حُٔلخٍ ُٓ ٚلَ حُٔل َ٤ك ٢كوٞه ٚحرظيحء ٖٓ
ٝهض ٌٛح حُظَح ."٢ٟرٔؼ٘ ٠إٔ حُؼ٬هش حٌَُحث٤ش حُٔظؼِوش رخ٬ٓ٧ى حُٔٞهٞكش طزو ٠ىحثٔخ ػ٘خث٤ش ر ٖ٤اىحٍس حٝ٧هخفٝ ،حٌُٔظَ.١
ٌُٖ ٘ٛخى ٖٓ حُلو٣ ٖٓ ٚؼَف حُظ٤ُٞش رؤٜٗخ ":ه٤خّ حٌُٔظَ ١رٌَحء حُٔلَ حُٔٞؿٞى طلض ٣ي٤ًِ ٙخ أ ٝؿِث٤خ ٠ٔٔ٣ٝرخٌُٔظَ١
ح ٢ِٛ٧اُٗ ٠و ٚػخٗ ٠ٔٔ٣ ٢رخٌُٔظَ ١حُلَػ ،٢ك٤غ ٜ٣زق ٌٛح ح٧هِٓ َ٤ظِٓخ طـخ ٙحٌُٔظَ ١ح ٢ِٛ٧رـٔ٤غ حُ٫ظِحٓخص
حُظ ٚٗ ٢ػِٜ٤خ حُؼوي".
ٓلٔي حٌُ٘ز :ٍٞحٌَُحء حُٔيٗٝ ٢حٌَُحء حُظـخٍ.125 :ٙ،ّ،ّ ،١
٘ٛٝخ طٜزق حُؼ٬هش حٌَُحث٤ش ػ٬ػ٤ش كٜ٘خى ٖٓ ؿٜش ػ٬هش حٌُٔظَ ١ح ٢ِٛ٧رخُٔخُي ٝػ٬هش حٌُٔظَ ١ح ٢ِٛ٧رخٌُٔظَ١
حُلَػ ٖٓ ٢ؿٜش ػخٗ٤ش ،ك ٢ك ٖ٤إٔ ح َٓ٧ػٌْ ًُي ٕ٧حٌُٔظَ ١حُلَػ٣ ٢لَ ٓلَ حٌُٔظَ ١ح ٢ِٛ٧ك ٢ػ٬هظٓ ٚغ اىحٍس
حٝ٧هخف ك ٢كخُش حُظَح. ٢ٟ
2ط٘ ٚحُٔخىس ٓ ٖٓ 90يٗٝش حٝ٧هخف ػِٓ ٠خ ٫ ":٢ِ٣كن ٌُِٔظَ ١ك.... ٢حًظٔخد حُلن ك ٢حٌَُحء ػِ ٠حُٔل٬ص
حُٔٞهٞكش ٝحُٔوٜٜش ُٓ٬ظؼٔخٍ حُظـخٍ ١أ ٝحُلَك"٢
3ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 86حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٣ ٫ ":٢ِ٣ـٌُِٔ ُٞظَ ١ط٤ُٞش حٌَُحء ا ٫ربًٕ ًظخر ٖٓ ٢اىحٍس حٝ٧هخفًٔ ،خ ٘ٔ٣غ
حٌَُحء ٖٓ حُزخٓ ٖ١طِوخ.
ًَٝطَٜف ٓوخُق ك ٢حُلخُظ ٖ٤حًٌٍُٔٞط٣ ٖ٤وغ رخٓ ٌٕٞ٣ٝ ٬١ززخ ك ٢كٔن ػوي حٌَُحء ح."٢ِٛ٧
4هَحٍ ٛخىٍ ػٖ حُٔـِْ ح٧ػِ ٠طلض ػيى 30:رظخٍ٣ن٘ٓ 1960/10/21 :خٍ اُ ٚ٤ػ٘ي :حرَحُ ْ٤ٛػٓٝ ْ٤لٔي كًَض:
حٌَُحء ،ح٧كزخّ ،حٍ٧ح ٢ٟحُل٬ك٤ش ،حُٔٔخًٖ حُٔلَٗٝش ،حٍ٧ح ٢ٟحُـٔخػ٤ش ،حٌَُحء حُط َ٣ٞحٓ٧ي ،حُِٔي حُؼخثِ،٢
حُٔل٬ص حُظـخًٍَ ،١حء حُٔ٤خٍحصٝ ٜٙٞٗ ،حؿظٜخىحص ،1985/1913حُِِٔٔش حُـي٣يس ك ٢حُظَ٘٣غ حُٔـَرٓ ،٢ئٓٔش
رَ٘٘س ُِطزخػش ٝحَُ٘٘.32:ٙ ،
324
فإذا ما امتنع المكترم من اإلفراغ كطلب ناظر األحباس من المحكمة الحكم عليو بذلك بناء
على صدكر قرار كزير األكقاؼ بفسخ عقد الكراء فلهذه المحكمة أف تقبل دفع المدعى عليو
كتنظر في مدل مطابقتو للفصل 12من الظهير المذكور من حيث كجود العلل المبني عليها
القرار الوزارم المشار إليو".
لكن استثناءا مما سبق إذا حصل المكترم األصلي على إذف مكتوب من إدارة األكقاؼ،
توافق بموجبو على تولية المحل لمكترم آخر ،فإف المولى لو يحل محل المكترم األصلي
كيصبح في كضعية قانونية صحيحة.
رغم إمكانية امتداد عقد الكراء في الزمن إال أف صفة التأقيت ال يمكن أف تنزع عنو ،إذ
ال يخوؿ للمكترم إال إمكانية االنتفاع ألجل معين.
كأسباب انتهاء عقد الكراء متعددة ،منها ما يرجع إلى أطراؼ ىذا العقد (أكال) ،ك منها ما
يتصل ببنود العقد ذاتو (ثانيا).
بالرجوع إلى أحكاـ مدكنة األكقاؼ نجدىا قد سكتت عن الحاالت التي ينتهي فيها كراء
األمبلؾ الموقوفة الفبلحية ،كاكتفت بإعطاء الحاالت التي ينتهي فيها عقد كراء الرباع،
كالمحددة حسب نص المادة 96فيما يلي:
أ:إحتياج إدارة األكقاؼ للعين المكراة:
يتمثل احتياج إدارة األكقاؼ للعين المكراة في إقامة مؤسسات ذات صبغة دينية أك
علمية أك اجتماعية أك إدارية ،كنظرا لكوف ىذه المؤسسات تشكل قاعدة صلبة من قواعد
325
تنظيمات بناء المجتمع ،فهي تجعل األكقاؼ قطاعا ثالثا كسيطا بين مؤسسات الدكلة الممثلة
للمصالح العامة ،كتنظيمات القطاع الخاص التي تستهدؼ الربح كالمصالح الخاصة.
إال أف حق المكترم في ىذه الحالة يتمثل في استحقاقو لتعويض يوازم كراء ثبلثة أشهر
األخيرة.1
ب:إعادة بناء العين المكراة أك إدخاؿ تغييرات ىامة عليها:
يتمثل ىذا االعتبار في كوف مصلحة الماؿ الموقوؼ تجعل إدارة األكقاؼ تعتزـ إنهاء
عقد الكراء لهدـ العين المكتراة ،كإعادة بناءىا سواء بشكل كلي أك جزئي ،كما أف األمر قد
يقتصر على إدخاؿ تغييرات ىامة عليها كذلك لتنمية مداخيلها كاالنتفاع بها أكثر .كىذا
اإلجراء يعطي للمكترم األسبقية لكراء العين المعاد بناؤىا في حالة إقداـ إدارة األكقاؼ على
ذلك.2
عدـ إحداث أم تغيير في كيفية االستعماؿ إال بإذف مكتوب من إدارة األكقاؼ؛
1ط٘ ٚحُٔخىس ٓ ٖٓ 96يٗٝش حٝ٧هخف ػِ ٓ ٠خ ٣ ": ٢ِ٣لن ٩ىحٍس حٝ٧هخف اٜٗخء ػوي ًَحء ح٬ٓ٧ى حُٞهل٤ش ؿ َ٤حُل٬ك٤ش ك٢
حُلخُظ ٖ٤حُظخُ٤ظ:ٖ٤
اًح حكظخؿض اُ ٠حُؼ ٖ٤حٌَُٔحس ٩هخٓش ٓئٓٔش ًحص ٛزـش ى٤٘٣ش أ ٝػِٔ٤ش أ ٝحؿظٔخػ٤ش أ ٝحىحٍ٣ش؛
اًح ًخٕ حُـَ ٝاػخىس ر٘خء حُؼ ٖ٤حٌَُٔحس أ ٝاىهخٍ طـَ٤٤حص ٛخٓش ػِٜ٤خ.
ٌُِٔ ظَ ١حُلن ك ٢طؼٞ٣ ٞ٣ٞحًَُ ١حء ػ٬ػش أٗ َٜح٧هَ٤س ك ٢حُلخُش حٝ ،٠ُٝ٧حٓ٧زو٤ش كًَ ٢حء حُؼ ٖ٤حُٔؼخى ر٘خإٛخ ك٢
حُلخُش حُؼخٗ٤ش".
2حٗظَ ٗ ٚحُٔخىس 96حُٔ٘خٍ اُٜ٤خ ٓخُلخ.
326
التحمل بجميع الضرائب كالرسوـ التي تفرض على العين المكراة.
كعليو فأم إخبلؿ بهذه االلتزامات سيكوف سببا في فسخ العقد ،مع المطالبة بالتعويض
كلما اقتضى األمر ذلك.
1حُلٔ ٖ٤رِلٔخٗ :٢ػوي حٌَُحء ٝحُلٔخ٣ش حُوخٗ٤ٗٞش ُلن حٌُٔظَ ١ك ٢حٓ٫ظوَحٍ ،حُطزؼش حُؼخٗ٤ش.35:ٙ،
2طٌَ ٟحُؼوخٍحص حُل٬ك٤ش حُٔٞهٞكش ٝهلخ ػخٓخ ُٔيس ٫طِ٣ي ػٖ ٓض ٓ٘ٞحص ٌٖٔ٣ ٌُٖ ،طـي٣ي ٌٙٛحُٔيس َُٔط ٖ٤رطِذ ٖٓ
حٌُٔظَ ١رٔؼ٘ ٠إٔ حُٔيس حُو ٟٜٞحُٔٔٔٞف رٜخ ٘ٓ 18 ٢ٛش.
327
املبحح ايجاْ :ٞاوحكٛم ايعسف ١ٝاملٓػأ ٠عً ٢األٚقاف ايعاَ١
الكراء عقد مؤقت بطبيعتو ،يرتب لطرفيو حقوقا كالتزامات شخصية ،إال أف نظرة الفقو
اإلسبلمي لواقع الحاؿ ،كمعالجة بعض اإلشكاالت المرتبطة بو ،جعلتو يركـ بهذا العقد عن
المألوؼ ليجعلو عقد كراء من نوع خاص ،ميزتو األساسية الدكاـ كاالستمرار ،كانتفاع المكترم
بمنافع أصبحت بتوالي السنين حقوقا عينية متفرعة عن الملكية ،اصطلح عليها باسم الحقوؽ
العرفية ،1كالتي صيغت أحكامها على شكل فتاكل فقهية صدرت عن المتأخرين من الفقهاء
مصدرىا العرؼ ،ليأتي القانوف الوضعي بعد ذلك ليقر الصبغة الدائمة لهذه الحقوؽ كيعتبرىا
عقارات بحسب المحل الذم انسحبت عليو.
لكن بالرجوع إلى أحكاـ مدكنة األكقاؼ ،نجدىا قد كضعت نظاما خاصا كشامبل لعقد
الكراء الحبسي ،كما منعت في الوقت ذاتو إنشاء أم حق جديد من الحقوؽ السالفة الذكر عن
األكقاؼ العامة ،رغبة منها في إنهاء العمل بهذه الحقوؽ (المطلب األكؿ) ،كما بينت مسطرة
تصفية ىذه الحقوؽ(المطلب الثاني).
1حُلوٞم حُؼَك٤ش ح٤ٓ٬ٓ٩ش ً ٢ٛحص ٓؼ٘ٝ ٠حكي ٌُٖ طلَٔ أٓٔخءح ٓظؼيىس طَؿغ آخ حُٜٓ ٠يٍٛخ(حُؼَف) كظٔٔ ٠رخُلوٞم
حُؼَك٤شٝ ،آخ حُٓ ٠لِٜخ كظٔٔ ٠كوٞم حُٔ٘لؼش ،أٌ٣ ٝظل ٠رؤٓٔخثٜخ ح٤ِٛ٧ش حُٞحٍىس ك ٢حُلو ٚحً :٢ٓ٬ٓ٩خُـِحء ٝحٓ٫ظجـخٍ
ٝحُِ٘٣ش....اُن.
328
املطًب األ :ٍٚعدّ جٛاش إْػا ٤أ ٟحل عسيف عٔ األٚقاف ايعاَ١
تعتبر الحقوؽ العرفية اإلسبلمية من بين الحقوؽ العينية المتفرعة عن الملكية ،1كىذه
الحقوؽ تتضمن صورا مختلفة من حق المنفعة التي تصير ملكا لصاحبها ،كلم تحظى ىذه
الحقوؽ بتعريف من طرؼ المشرع ،مما جعلها تبقى غير خاضعة ألحكاـ كاضحة تؤطرىا،
كصلت حد االختبلؼ في بعض األحياف بين الفقهاء حوؿ مشركعيتها كما يتبين ذلك من
خبلؿ كتاب إزالة الدلسة عن كجو الجلسة للشيخ التماؽ الذم أكرد فتاكل ال تجيز حق
الجلسة ،رغم أنو ىو متشبت بجوازىا ،جازـ بأف ماذىب إليو ىو الصواب الذم ال يعدؿ عنو
329
إلى غيره ،كاعتبرىا من قبيل العرؼ المصطلح عليو ،كاستدؿ على ذلك برأم األستاذ أبي سعيد
ابن لب كىو ":ما جرل بو عمل الناس كتقادـ في عرفهم كعاداتهم ،ينبغي أف يلتمس لو مخرج
شرعي ما أمكن على خبلؼ أك كفاؽ ،إذ ال يلزـ ارتباط العمل بمذىب معين ،أك بمشهور معين
من قوؿ قائل".1
كما أف االختبلؼ كاف حوؿ طبيعتها كذلك ،فأبو العباس الرىوني يشير الى أف الجلسة
كالزينة كالمفتاح شيء كاحد 2في حين يرل المهدم الوزاني غير ذلك.
إال أف ىذا االختبلؼ لم يجعلها تخرج عن كونها كراء إطاره القانوني قواعد الفقو
اإلسبلمي ،كميزتو األساسية الدكاـ كاالستمرار ،كيخوؿ للمكترم منافع دائمة تختلف باختبلؼ
نوع العقار ،3كتتجدد مدتو تلقائيا ماداـ المكترم كفيا بالتزاماتو ،كىذا ىو المقصود بقوؿ
صاحب العمل الفاسي:
كقد تم اللجوء للعمل بنظاـ الحقوؽ العرفية في كقت كاف اإلقباؿ على كراء ممتلكات
األكقاؼ ضعيفا ،مما أدل إلى تعطيل منفعتها كضعفت بالتالي مداخيلها ،فكاف البد من
تشجيع الناس على كراء أمبلؾ الحبس بجعل الكراء على التبقية كاالستمرار ،مقابل أجرة المثل
أك أقل منها بقليل تؤدل في جميع الظركؼ لؤلحباس كاف الركاج أك الكساد ،انتفع المكترم
أـ لم ينتفع.4
1ػَٔ رٖ ػزي حٌَُ ْ٣حُـ٤ي :١حُؼَف ٝحُؼَٔ ك ٢حٌُٔٛذ حُٔخٌُٓٝ ٢لٜٜٔٓٞخ ُي ٟػِٔخء حُٔـَدٍٞ٘٘ٓ ،حص ُٝحٍس
حٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩ش ،حُٔ٘شٓٝ 472 :ٙ،1984:خ رؼيٛخ.
2ػَٔ رٖ ػزي حٌَُ ْ٣حُـ٤ي.474:ٙ،ّ،ّ:١
3اًح ًخٕ حُؼوخٍ حُٔ٘٘ت ػِ ٚ٤كن ػَك ٢ػزخٍس ػٖ ٌٖٓٔ أ ٝكخٗٞص أ ٝك٘يم حٝكٔخّ ،كبَٗ٣ ٚطذ ٌُِٔظَ ١كوخ ٠ٔٔ٣
حُـِٔش ،أٓخ اًح ًخٕ ػزخٍس ػٖ أٍ ٝر٠٤خء أ ٝهَحد كبَٗ٣ ٚطذ ٌُِٔظَ ١كوخ ٠ٔٔ٣حُـِحء أ ٝحٓ٫ظجـخٍ٣ٝ ،ظلَع ػٖ
ٖ٣ٌٛحُلو ٖ٤حٓ٧خٓ ٖ٤كوخٕ آهَحٕ ٔٛخ حُِ٘٣ش ٝحُٔلظخف ٝحُلٝ٬س.
4أكٔي ؿي :١ٝحٌَُحء حُلزٔٞٓٝ ٢هؼ ٖٓ ٚظ َ٤ٜحُ٫ظِحٓخص ٝحُؼوٞى ٝظٝ،1953/01/5 َ٤ٜظ،1955/5/24 َ٤ٜ
ٝظٝ ،1980/12/25َ٤ٜظ 64/99 َ٤ٜحُٔظؼِن رخٓظ٤لخء حُٞؿ٤زش حٌَُحث٤شٓ ،وخٍ ٓ٘٘ ٍٞرٔـِش حُٔلخٓ ،٢حُؼيى
.109:ٙ،45/44
330
كىكذا فأكؿ ما يلتزـ بو صاحب الحق العرفي ىو أداء الوجيبة الكرائية إلى مالك الرقبة،
كفي ىذا الصدد نورد ما كتب في إحدل الحواالت الحبسية اإلسماعيلية....":كيكوف مع
ذلك متكلفا بوجيبتها للحبس على النصف من التمكين من الوجيبة غير مماطل كال مسوؼ
عمرت الحانوت أك خلت ،نفعت أك كسدت ،كانت مرغوبا فيها أك مرغوبا عنها ،فؤلجل ذلك
إلى ما كصف من مراعاة مصلحة حياطتها كالتكفل بواجباتها مطلقا كأف يتسامح في الكراء عن
غيره الذم يكتريها مدة معينة ألف شأف ىذا االقتصار على استيفاء منفعتو في تلك المدة كال
عليو فيما كراء ذلك".1
لكن باستقراء كاقع الحاؿ نجد أف ىذه الحقوؽ أصبحت في الوقت الراىن تلحق أضرارا
كاضحة بالممتلكات الموقوفة كقفا عاما ،كيرجع ذلك إلى أسباب متعددة منها تقادمها كقلة
صيانتها ،كتدني القيمة العقارية نظرا لوجودىا بالمدف العتيقة ،كما أف تقارير كزارة األكقاؼ
كالشؤكف اإلسبلمية توضح أف عدد ىذه المنافع يقدر ب 10794منفعة ،كيمثل 20%من
مجموع الرباع ،كما أف دخلها السنوم ال يساىم إال بنسبة 2%من مجموع المداخيل 2كيرجع
تدني أثماف كراء ىذه الحقوؽ إلى عدة أسباب منها تقادمها كقلة صيانتها كتدني القيمة العقارية
لوجودىا بالمدف العتيقة كأف نسبة التملك منها لؤلكقاؼ تقدر ب 5.2%بالنسبة ألغلب
المنافع.
لذا كاف التدخل التشريعي ضركريا لتجاكز األكضاع السابقة المحيطة بالتسيير كالتدبير
الغير المعقلن للملك الموقوؼ كقفا عاما ،فجاء تبعا لذلك موقف المشرع حاسما يفيد إنهاء
العمل بهذه الحقوؽ ،لتخليص ممتلكات األكقاؼ منها كذلك في جميع األحواؿ بمركر 20
سنة ابتداء من دخوؿ المدكنة حيز التنفيذ،3كما ال يجوز إنشاء أم حق من الحقوؽ العرفية من
زينة كجلسة أك جزاء أك مفتاح أك استئجار أك غبطة أك عرؼ أك حبلكة ،أك غيرىا على أم ملك
1ػزي حُلن حرٖ حُٔـيٝد حُلٔ٘ :٢حُلخُش ح٫ؿظٔخػ٤ش رلخّ ك ٢حُوَٕ حُؼخٗ ٢ػَ٘ حُٜـَ ٖٓ ،١ه ٍ٬حُلٞحُش حٔٓ٩خػ٤ِ٤ش،
حُـِء حٍٞ٘٘ٓ ،ٍٝ٧حص ُٝحٍس حٝ٧هخف ٝحُ٘ئ ٕٝح٤ٓ٬ٓ٩ش١ ،زؼش.265:ٙ،2007:
ٓ 2لٔي حٌٍُٞحٍ :١حُظـَرش حُٔـَر٤ش ك ٢حٓ٫ظؼٔخٍحص حُٞهل٤ش ،رلغ ٓويّ ُِ٘يٝس حُي٤ُٝش ُٔـِش أٝهخف حٌُ٣ٞظ٤ش.5:ٙ،ّ،ّ،
3ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 105حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٣" :٢ِ٣ؼظزَ ٓززخ ٗ٫و٠خء حُلوٞم حُؼَك٤ش حُٔ٘٘ؤس ػِ ٠ح٬ٓ٧ى حُٞهل٤ش
حُؼخٓشًٔ.......:خ ط٘و ٌٙٛ ٢٠حُلوٞم ك ٢ؿٔ٤غ ح٧كٞحٍ رَٔ ٍٝػَ٘٘ٓ ٖ٣ش حرظيحء ٖٓ ىه ٌٙٛ ٍٞحُٔيٗٝش ك ِ٤حُظ٘ل."ٌ٤
331
من أمبلؾ األكقاؼ العامة ،غير أنو يجوز كقف أم ملك على األكقاؼ العامة كإف كاف مثقبل
بحق من الحقوؽ المذكورة.1
إف الواقع أثبت أف الحقوؽ العرفية اإلسبلمية المنشأة على األمبلؾ الموقوفة كقفا عاما
خلقت تأثيرا سلبيا على مداخيل ىذه األمبلؾ ككظائفها ،كما عرقلت في كثير من األحياف
استثمارىا كتنميتها ،ألف اكتساب المكترين لمنافع الجلس كالجزاءات كالزينات كالمفاتيح ،عاد
عليهم التصرؼ في ىذه الحقوؽ بأمواؿ باىظة دكف أف يعود أم شيء من ذلك على صاحب
األصل الذم ىو الحبس.2
كانطبلقا من ىذا كاف التدخل التشريعي ضركريا للحد من ىذا الوضع ،كتقييد حق
المكتريين في االنتفاع بما كاف يخولو لهم العرؼ كالفقو ،للوصوؿ تدريجيا إلى تخليص األمبلؾ
الموقوفة كقفا عاما من ىذه الحقوؽ ،باستثناء الحق في الهواء الذم اعتبرتو المدكنة حقا
خالصا لؤلكقاؼ العامة.3
كقد بدأ ىذا التوجو التشريعي منذ ما يقرب من قرف من الزمن ،ليتوالى بعد ذلك صدكر
عدة ظهائر تحمل بين ثناياىا بعض المقتضيات المنظمة للحقوؽ العرفية ،كالتي اختتمت
بصدكر مدكنة لؤلكقاؼ كىذه النصوص ىي:
ظهير 11دجنبر 1912المتعلق بتأسيس اللجاف المكلفة بالتعرؼ على األمبلؾ
الحبسية؛
1ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 103حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٣ ٫" :٢ِ٣ـ ُٞاٗ٘خء أ ١كن ٖٓ حُلوٞم حُؼَك٤ش ٖٓ ُ٘٣ش أ ٝؿِٔش أ ٝؿِحء أٝ
ٓلظخف أ ٝحٓظجـخٍ أ ٝؿزطش أ ٝػَف أ ٝكٝ٬س أ ٝؿ َٙ٤ػِ ٠أِٓ ١ي ٖٓ أٓ٬ى حٝ٧هخف .ؿ َ٤أٗ٣ ٚـٝ ُٞهق أِٓ ١ي ػِ٠
حٝ٧هخف حُؼخٓشٝ ،إ ًخٕ ٓؼو ٬رلن ٖٓ حُلوٞم حًٌٍُٔٞس".
2أكٔي ؿي :١ٝحٌَُحء حُلزٔ.114: ٙ ،ّ:ّ ، ٢
٣ 3ؼظزَ كن حُٜٞحء ٝحُظؼِ٤ش كٔذ حُٔخىس ٓ ٖٓ 138يٗٝش حُلوٞم حُؼ٤٘٤ش رؤٗ ":ٚكن ػ ٢٘٤هٞحٓ ٚطِٔي ؿِء ٓؼ ٖٓ ٖ٤حُٜٞحء
حُؼٔٞى ١حٌُ٣ ١ؼِ ٞر٘خء هخثٔخ كؼ ٌِٚٔ٣ ٬حُـًُٝ ،َ٤ي ٖٓ أؿَ اهخٓش ر٘خء كٞه ٚطٔٔق ر ٚحُوٞحٗٝ ٖ٤حٗ٧ظٔش٘٘٣ٝ ،ؤ ٌٛح حُلن
كٔذ حُٔخىس ٗ ٖٓ 139لْ حُوخٗ ٕٞرخُؼوي حٌُ٣ ١ـذ إٔ ٣زٞٗ ٖ٤ع حُز٘خء حَُٔحى اهخٓظٞٓٝ ٚحٛلخطٝ ٚأرؼخى٣ٝ .ٙـُٜ ُٞخكذ
كن حُٜٞحء أ ٝحُظؼِ٤ش إٔ ٣لٞط ٚأ َٚ٘ٛ٣ ٝأَ٣ ٝطذ ُ ٚأ ٝػِ ٚ٤كوٞم حٍطلخم رٔخ ٣ ٫ظؼخٍٓ ٝغ ١ز٤ؼظ٘٣ٝ ،ٚظوَ ٌٛح حُلن
رخُ٘لؼش أ ٝحَُٔ٤حع أ ٝرخُ٤ٛٞش".
332
ظهير 2دجنبر ،1913المتعلق بالمعاكضات كالكراءات ألجل طويل المتعلق
باألحباس المعقبة ،كالذم ال يأذف بموجبو في معاكضة ،كال كراء األمبلؾ المذكورة
لمدة تنيف عن السنتين ،إال بإذف من إدارة األحباس كي ال يقع فيها تفويت ،كال ضياع
لما في ذلك من المصلحة الظاىرة؛
ظهير 27فبراير 1914المنظم لحقوؽ الجزاء كاالستئجار كالجلسة كالمفتاح كالزينة،
إذ بموجب ىذا الظهير أصبح الكراء الحقيقي المتحصل من العقارات المثقلة بحقوؽ
الجزاء كالحقوؽ األخرل يقسم بحسب % 70للحائز ك %30لؤلحباس كذلك على
التدريج كفقا لمقتضيات الظهير المذكور؛
ظهير 2يونيو 1915المتعلق بالتشريع المطبق على العقارات المحفظة ،كالذم ينص
على إبقاء الحقوؽ العرفية خاضعة لقواعد الفقو اإلسبلمي؛
ظهير 1916/4/7في شأف الترخيص بكراء الدكاكين الممسوكة من طرؼ الحرفيين
كراءا رضائيا ،كيبلحظ أف ىذا الظهير قد استثنى من الكراء بالمزاد العلني دكاكين
األحباس المخصصة لبعض المهنيين؛
ظهير 1917/5/22المنظم ألكرية عقارات الحبس؛
ظهير 1918/01/13بشأف ضبط كمراقبة كزارة األحباس لؤلكقاؼ المعقبة ،كالذم
تم تعديلو 1920/7/19المتعلق بكرائها كمعاكضتها ،ثم ظهير1977/10/18
المتعلق بتصفية األحباس المعقبة؛
ظهير 2010/02/23المتعلق بمدكنة األكقاؼ.
كىذا الظهير األخير ىو الذم حسم موقف المشرع المغربي من ىذه الحقوؽ حيث بين
بشكل كاضح كمتكامل طريقة تصفيتها حيث نجد المادة 106من المدكنة تنص على ما يلي:
"يمكن تصفية الحقوؽ العرفية المنشأة على األكقاؼ العامة كفق إحدل الطرؽ الثبلثة االتية":
شراء إدارة األكقاؼ للحق العرفي المترتب لفائدة الغير؛
شراء صاحب الحق العرفي لرقبة الملك الوقفي؛
333
بيع الرقبة كالحق العرفي معا عن طريق المزاد كفق أحكاـ المواد من 60الى 71من
ىذه المدكنة ،كال يلجأ إلى ىذه الطريقة اال في حالة تعذر التصفية بالطريقتين
السابقتين.
كفي ىذه الحالة األخيرة يحق إلدارة األكقاؼ ثم لصاحب الحق العرفي على كجو
الترتيب ضم الرقبة كالحق المنشأ عليها ،شريطة زيادة نسبة عشرة في المائة على الثمن الذم
رسا بو المزاد ،كيجب ممارسة حق الضم المشار إليو أعبله داخل أجل ثبلثين يوما من تاريخ
إجراء المزاد".
كما يتعين من أجل تطبيق أحد الطرؽ أعبله تقدير قيمة الحقوؽ العرفية المنشأة على
أمبلؾ األكقاؼ العامة ،كالمسلم بها من لدف إدارة األكقاؼ ،كقيمة الرقبة بكيفية منفصلة.1
كما نصت المدكنة في مادتها 105على حاالت يمكن أف تنقضي فيها ىذه الحقوؽ
تتمثل أساسا في ما يلي:
ىبلؾ البناءات أك المنشآت أك األغراس المقامة على ىذه األمبلؾ ،كالعائدة إلى
صاحب الحق العرفي؛
عدـ أداء صاحب الحق العرفي الوجيبة الكرائية لمدة سنتين متتاليتين ،كفي ىذه الحالة
تسترد األكقاؼ المحل بمنافعو ،كيمنح صاحب الحق األسبقية في كرائو؛
تصفية ىذه الحقوؽ بإحدل الطرؽ المشار اليها أعبله.
كما تنقضي في جميع األحواؿ بمركر عشرين سنة ابتداء من دخوؿ المدكنة حيز التنفيذ.
1ط٘ ٚحُٔخىس ٖٓ 107حُٔيٗٝش ػِٓ ٠خ ٣ ":٢ِ٣ظؼ ٖٓ ٖ٤أؿَ ططز٤ن أكٌخّ حُٔخىس 106أػ ،ٙ٬طوي َ٣هٔ٤ش حُلوٞم حُؼَك٤ش
حُٔ٘٘ؤس ػِ ٠أٓ٬ى حٝ٧هخف حُؼخٓش ٝحُِْٔٔ رٜخ ٖٓ ُيٕ اىحٍس حٝ٧هخفٝ ،هٔ٤ش حَُهزش رٌ٤ل٤ش ٓ٘لِٜش ٝطليى ٌٙٛحُؤ٤ش ٝهض
حُظٜل٤ش".
334
من خبلؿ المعطيات التي قدمتها صفحات ىذا البحث يمكن القوؿ إف تدبير األكقاؼ
العامة بالمغرب -باعتبارىا مجاال خاصا يجمع بين حقوؽ اهلل كحقوؽ العباد ،-أصبح يتمتع
بمنظومة تشريعية متميزة لم تبخل على الوقف باعتماد ما رجحو فقهاء المذىب المالكي ،كال
بما تم تأكيلو لمقتضيات التشريع المغربي ،كذلك بوضع األسس القانونية ،كالنظم التدبيرية،
كالطرؽ االستثمارية ،أماـ القائمين عليو من أجل تحسين سبل تدبيره ،كتنميتو كاستثماره
كالمحافظة عليو.
كقد سعيت جهد اإلمكاف من خبلؿ ىذا البحث إلى بياف مدل أىمية األحكاـ التي
جاءت بها ىذه المدكنة الجديدة ،مستندة في ذلك على النصوص القانونية حينا ،كعلى
االجتهادات القضائية المتعلقة بالموضوع حينا آخر ،مبرزة ما تتسم بو ىذه القرارات من دقة
كموضوعية أحيانا ،كمشيرة إلى ما يعترم بعضها من خلل أك تناقض أحيانا أخرل.
كانطبلقا من تحليل مضامين ىذه المنظومة التشريعية أفضى بنا األمر إلى تسجيل خبلصة
حوؿ ىذه المنظومة ،كما ال تفتنا الفرصة لتقديم بعض االقتراحات بشأنها كفق ما يلي:
أكال :الخبلصة:
تم االعتماد بشكل كبير لتنظيم األحكاـ العامة للوقف على مرجعيتين أساسيتين: -1
أكلهما المرجعية الدينية ممثلة في قواعد الشريعة اإلسبلمية ،كفتاكل الفقهاء من
أعبلـ المذىب المالكي ،كثانيهما :المرجعية القانونية المتمثلة بالخصوص في قانوف
االلتزامات كالعقود ،كمدكنة الحقوؽ العينية ؛
لم تعتبر المدكنة معاينة البينة الوسيلة الوحيدة البلزمة إلثبات الحوز بل توسعت في -2
طرؽ إثباتو؛
اشترطت المدكنة اإلشهاد على الوقف لصحتو كما كرست قاعدة عدـ جواز الرجوع -3
فيو بعد انعقاده إال استثناءا؛
335
لم يبالغ المشرع المغربي في تقدير إرادة المحبس ،معتبرا أف المصرؼ الذم عينو -4
المحبس ال يلزـ إذا كاف غيره أصلح منو ،ذلك أف كل حبس ساءت أكضاعو ،بسبب
طرؽ استثماره ،تعين تغييره بما يحقق قصد المحبس منو ،كإف أدل األمر فيو إلى
إنهاء حبسيتو بشكل أك بآخر ،إذ العبرة بالمقاصد كالمعاني ال باأللفاظ كالمباني.
اعتراؼ المشرع بالشخصية االعتبارية للوقف العاـ منذ إنشاءه؛ -5
أكمل المشرع البناء القانوني لقواعد المسؤكلية ،سواء المتعلقة بأطراؼ عقد -6
الوقف ،أك األجهزة المكلفة بتدبيره أك المتعاقدة معو ،أك الغير.
تم تأسيس نظرية متكاملة لمالية األكقاؼ العامة ،عن طريق كضع نظاـ مالي -7
كمحاسبي خاص بالميزانية السنوية الخاصة باألكقاؼ العامة ،حيت تمت اإلحاطة
بجميع الشركط اإلجرائية التي يجب احترامها لوضع ىذه الميزانية ،كإقرارىا كتنفيذىا
ككذا شركط تعديلها؛
تم اعتماد مقاربات حديثة لتدبير أمواؿ الوقف استنادا على التدبير متعدد السنوات -8
بغية الوصوؿ إلى تحقيق النتائج المرجوة؛
تم تحديد اآلليات البلزمة لمسك المحاسبة ،من أجل ضماف أكبر قدر من -9
الشفافية في مجاؿ تدبير أمواؿ الوقف؛
-10تم كضع استراتيجية جديدة الستثمار أمواؿ الوقف عن طريق اعتماد االتجاىات
المعاصرة للتدبير المالي على االستثمار الوقفي ،من أجل إثمار الممتلكات الوقفية،
كالزيادة في أصولها ،دكف اإلغفاؿ عن الضوابط الشرعية الكفيلة بتلبية حاجيات
القطاع؛
-11إقرار سياسة رقابية محكمة لفائدة األمواؿ الموقوفة ،بدأ بتعزيز ىيئة الرقابة الداخلية
بهيئة المحاسبين ،كصوال إلى التركيز على عملية التقويم كاالفتحاص ،عن طريق خلق
ىيئة رقابية خارجية تتمثل في إحداث مجلس أعلى لمراقبة مالية األكقاؼ العامة؛
-12خرج المشرع ببعض القواعد عن المألوؼ ليحقق االمتياز لؤلكقاؼ العامة ،كمن
ذلك:
نهائية األحكاـ الصادرة لفائدة األكقاؼ العامة في منازعات الكراء؛
336
عدـ إعماؿ قاعدة التطهير الناتجة عن تحفيظ العقار في مواجهة
األكقاؼ العامة؛
كقف الطعن بالنقض للتنفيذ في دعاكل األكقاؼ العامة؛
المتعلقة باألكقاؼ العامة كلو بعد مركر خمس سنوات من التاريخ الذم
يصبح فيو الحكم نهائيا؛
-13فتح المشرع المغربي الباب أماـ جميع الوسائل القانونية كالشرعية إلثبات الوقف؛
-14رتب نتائج مهمة على اكتساب األمواؿ لصفة الوقف العاـ ،حيث ال يمكن كسبو
بالحيازة أك التقادـ ،كما ال يمكن حجزه أك التصرؼ فيو؛
-15تحديد حاالت السماح بمعاكضة األمواؿ الموقوفة ،كقف إجراءات موضوعية كأخرل
مسطرية ،غايتها الحفاظ على األمواؿ الموقوفة كقفا عاما ،كتنمية مداخيلها بما
يتبلءـ مع طبيعتها ،كيحقق مصلحة ظاىرة للوقف؛
-16مراجعة النصوص القانونية الخاصة بالكراء الحبسي ،لجعلها أكثر مواءمة للظركؼ
االقتصادية المحيطة ،كالتراجع عن الظهائر التي كانت تنظم ىذا الكراء ،باعتبارىا
كانت كلها مرتبطة باألكضاع التي كانت عليها أكرية األمبلؾ الحبسية من ضياع
كإىماؿ ،إضافة لما تتميز بو من عدـ االنسجاـ كركاكة في األسلوب ،كذلك بوضع
مقتضيات جديدة خاصة بكراء األمبلؾ الموقوفة كقفا عاما ،تساير األكضاع
االقتصادية الحالية ،كتزيل في الوقت ذاتو أكجو الحماية غير الضركرية ؛
-17العمل على تخليص ممتلكات األكقاؼ من الحقوؽ العرفية التي رتبتها عقود الكراء
الطويلة ،كذلك بتصفية ما تبقى منها ،كعدـ السماح بإنشاء أخرل جديدة؛
ثانيا :االقتراحات:
إف الفرصة التاريخية التي فتحتها مدكنة األكقاؼ الجديدة أماـ القائمين على تدبير
قطاع األكقاؼ العامة بالمغرب ،للنهوض بو كتجديد بنيتو القانونية ،تبقى رىينة بتجاكز
بعض العقبات كالمتعلقة أساسا بالتنظيم كالتخطيط المتعلقاف أساسا بالمرحلة االنتقالية
337
التي يعيشها قطاع األكقاؼ بالمغرب ،كالتي نسعى إلى تقديم اقتراحات بشأنها كفق ما
يلي:
-1مبلءمة عمل االجهزة المكلفة بتدبير األكقاؼ العامة ،مع مستجدات المدكنة؛
-2اتخاذ اإلجراءات القانونية الموازية لعملية تنزيل النصوص التطبيقية المتخذة لتنفيذ
المدكنة ،عن طريق تجديد المساطر المعموؿ بها كفق مقتضيات المدكنة؛
-3إعادة النظر في الوثائق كالسجبلت المعموؿ بها حاليا لتكييف مضامينها مع
مقتضيات المدكنة؛
-4إعادة النظر في النظاـ القانوني الخاص بالقباض كشسيعي النفقات العاملين
بالنظارات؛
-5االىتماـ أكثر بوثائق الوقف ،عن طريق اعتماد الوسائل الحديثة في تدبير كحفظ
الربائد داخل النظارات؛
-6العمل على اإلحاطة بجميع األصوؿ الوقفية ،من أجل ضبط كضعيتها القانونية،
كالعقارية كذلك كقف إحصاء شامل لهذه األصوؿ؛
-7االنفتاح على صيغ استثمارية جديدة ذات مردكدية عالية ،كفق رؤية استراتيجية
تعتمد على تحليل استباقي كتدبير للمخاطر؛
-8كضع اتفاقيات تعاكف خصوصا مع قطاع العدؿ ،من أجل اإلحاطة بجميع عمليات
التحبيس الجديدة.
-9خلق قنوات جديدة للتواصل مع المحيط الخارجي ،من أجل االستفادة من تجارب
الدكؿ في ىذا المجاؿ؛
-10العمل على إحياء سنة الوقف.
عموما ىذه بعض الخبلصات كاالقتراحات التي خلصت إليها ،ككل ما تطرقت إليو سابقا
ما ىو إال غيض من فيض ،كىو جهد العاجز ،ألف ما خفي كاف أعظم.
338
كختاما لهذا البحث آمل أف أكوف قد كفقت في استجبلء ما ينبغي استجبلءه ،كإثارة ما
كاف يجب إثارتو ،فما كاف صوابا فمن اهلل ،كما كاف خطأ فمني كمن الشيطاف ،أسأؿ اهلل
السداد كالتوفيق كالتجاكز عن الخطأ كالزلل.
339
أبو جعفر محمد بن جرير الطبرم :تفسير الطبرم المسمى جامع البياف في تأكيل القرآف،
المجلد الثالث ،السنة ،1999:الطبعة الثالثة.
تفسير ابن عربي :ضبطو كصححو كقدـ لو الشيخ عبد الوارث محمد علي :المجلد
األكؿ ،الطبعة األكلى ،السنة ،2008:مطبعة دار الكتب العلمية ببيركت.
تفسير ابن عربي :ضبطو كصححو كقدـ لو الشيخ عبد الوارث محمد علي ،المجلد
األكؿ ،مطبعة دار الكتب العلمية ببيركت ،الطبعة األكلى ،السنة.2001:
تفسير ابن كثير :المجلد األكؿ ،مطبعة دار الفاركؽ بعماف األردف ،الطبعة األكلى ،السنة:
.2008
تفسير ابن كثير ،المجلد الثاني ،مطبعة دار الفاركؽ عماف األردف ،الطبعة األكلى،
السنة.2008:
محمد الطاىر ابن عاشور :تفسير التحرير كالتنوير ،الجزء 3دكف ذكر السنة ،مطبعة دار
سحنوف للنشر كالتوزيع بتونس.
ابن تيمية أحمد بن عبد السبلـ :مجموع فتاكل ابن تيمية ،الجزء ،31:مطبعة دار الفكر،
السنة .1983
ابن جزم الكلبي :القوانين الفقهية في تلخيص مذىب المالكية ،مطبعة دار الكتب
العلمية ببيركت
إبن حجر العسقبلني :فتح البارم بشرح صحيح البخارم ،الجزء .5
340
إبن قيم الجوزية :إعبلـ الموقعين عن رب العالمين ،تحقيق كتعليق عصاـ الدين
الصبابطي ،دار الحديث بالقاىرة ،الطبعة،3السنة.1993:
إبن قيم الجوزية :الطرؽ الحكمية في السياسة الشرعية أك الفراسة المرضية في أحكاـ
السياسة الشرعية ،مطبعة السنة المحمدية بالقاىرة ،السنة.1953:
إبن نجيم :البحر الرائق شرح كنز الدقائق ،مطبعة دار الفكر العلمية بيركت ،السنة:
،1997الجزء 5:السنة.1997:
أبو إسحاؽ ابراىيم بن حسن بن عبد الرفيع :معين الحكاـ على القضايا كاألحكاـ،
تحقيق محمد بن قاسم بن عياد ،دار الغرب اإلسبلمي ،السنة، 1989:الجزء .2
أبو إسحاؽ الشاطبي :الموافقات في أصوؿ الشريعة ،المجلد األكؿ ،دار الكتب العلمية
ببيركت ،لبناف ،بدكف تاريخ.
أبو الشتاء بن الحسن الغازم الحسيني الشهير بالصنهاجي :التدريب على تحرير الوثائق
العدلية ،الطبعة األكلى ،السنة.1968/1387 :
أبو الشتاء بن الحسن الغازم الحسيني ،الشهير بالصنهاجي :مواىب الخبلؽ على شرح
التاكدم لبلمية الزقاؽ ،الطبعة الثانية ،السنة.1955:
أبو العباس أحمد بن يحي الونشرسي :المعيار المعرب كالجامع المغرب عن فتاكل أىل
إفريقيا كاألندلس كالمغرب ،الجزء .7
أبو القاسم الحسين بن محمد المعركؼ بالراغب األصفهاني :المفردات في غريب
القرآف ،تحقيق كضبط :محمد سيد كيبلني ،مطبعة دار المعرفة ببيركت.،
أبو الوليد ابن رشد القرطبي :البياف كالتحصيل كالشرح كالتوجيو كالتعليل في المسائل
المستخرجة ،تحقيق محمد حجي ،الطبعة الثانية ،السنة 1988/1404 :مطبعة دار
الغرب اإلسبلمي بيركت لبناف ،ج.14
أبو الوليد سليماف بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي :المنتقى شرح موطأ مالك ،الطبعة
األكلى ،دار الكتب العلمية بيركت ،الجزء .8
341
أبو الوليد سليماف بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي :فصوؿ األحكاـ ،كبياف ما مضى
عليو العمل عند الفقهاء كالحكاـ ،دراسة كتحقيق :الباتوؿ بن علي ،منشورات كزارة
األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية ،السنة.1990 :
أبو الوليد محمد ابن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الحفيد :بداية
المجتهد ،كنهاية المقتصد ،مطبعة دار الكتب العلمية ببيركت ،الطبعة العاشرة ،السنة:
،1988/ 1408المجلد .2
أبو بكر المشهور بالسيد البكرم :إعانة الطالبين على حل ألفاظ المعين ،مطبعة دار
إحياء التراث العربي ببيركت ،الطبعة الرابعة ،دكف تاريخ ،الجزء.3:
أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي :المبسوط ،تحقيق :أبو عبد اهلل محمد
حسن إسماعيل الشافعي ،الجزء ،13:مطبعة دار الكتب العلمية ببيركت ،السنة2001:
.
أبو بكر محمد بن عبد اهلل المعركؼ بابن العربي المعافرم اإلشبيلي :أحكاـ القرآف،
حققو علي محمد البجاكم ،الطبعة األكلى ،مطبعة دار إحياء الكتب العربية ،ج.1:
أبو عبد اهلل بن أبي زيد عبد الرحمن القيركاني :متن الرسالة في الفقو المالكي ،من
مطبوعات كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية ،الطبعة الرابعة ،السنة.2007/1428 :
أبو عبد اهلل سيدم محمد المهدم الوزاني :النوازؿ الصغرل المسماة المنح السامية في
النوازؿ الفقهية ،مطبوعات كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية ،السنة ،1993/1413 :
الجزء . 4
أبو عبد اهلل محمد األنصارم (المشهور بالرصاع التونسي) :شرح حدكد اإلماـ األكبر
القدكة األنور أبي عبد اهلل بن عرفة ،مطبوعات كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية ،مطبعة
فضالة المحمدية ،السنة .1992
أبو عبد اهلل محمد بن أحمد األنصارم القرطبي :الجامع ألحكاـ القرآف ،تحقيق
مصطفى سالم البدرم ،مطبعة دار الكتب العلمية ببيركت الجزء ،9 :السنة. 2000:
342
أبو عبد اهلل محمد بن أحمد ميارة الفاسي :فتح العليم الخبلؽ في شرح المية الزقاؽ ،
تحقيق رشيد البكارم ،مطبعة دار الرشاد الحديثة بالدار البيضاء ،الطبعة األكلى،
السنة.2008:
أبو عبد اهلل محمد بن محمد بن عبد الرحمن المغربي ،المعركؼ بالحطاب :مواىب
الجليل ،ضبطو كخرج آياتو كأحاديثو الشيخ زكريا عميرات ،دار الكتب العلمية ببيركت
لبناف ،الطبعة األكلى ،السنة ،1995/1416ج .8
أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن محمد بن عبد البر النمرم القرطبي :اإلستذكار الجامع
لمذاىب فقهاء األمصار كعلماء األقطار فيما تضمنو الموطأ من معاني الرأم كاآلثار،
كشرح ذلك كلو باإليجاز ،كاإلختصار ،الطبعة األكلى ،السنة،1993/1414:
المجلد.22:
أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن محمد بن عبد البر النمرم القرطبي :الكافي في فقو أىل
المدينة المالكي .دار الكتب العلمية ببيركت ،الطبعة الثالثة ،السنة.2002/1442 :
أبو عيسى سيدم المهدم الوزاني :النوازؿ الجديدة الكبرل فيما ألىل فاس كغيرىم من
البدك كالقرل المسماة بالمعيار الجديد الجامع المعرب عن فتاكل المتأخرين من علماء
المغرب ،من مطبوعات كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية ،السنة ،1998 :الجزء .8:
أبو عيسى سيدم المهدم الوزاني :تحفة أكياس الناس بشرح عمليات فاس ،منشورات
كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية ،المملكة المغربية ،مطبعة فضالة بالمحمدية ،طبعة:
.2001
أبو محمد عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي :المغني ،تحقيق :عبد اهلل بن
عبد المحسن التركي كعبد الفتاح محمد الحلو ،مطبعة دار عالم الكتب بالرياض،
السنة.1999:
أبو محمد عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي :المقنع في فقو إماـ السنة
أحمد ابن حنبل ،المطبعة السلفية ،بدكف تاريخ.
أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوىرم :الصحاح تاج اللغة كصحاح العربية ،تحقيق:
أحمد عبد الغفور عطار ،مطبعة دار العلم للمبليين ببيركت ،السنة.1990:
343
أحمد ابراىيم بك :طرؽ القضاء ،المطبعة السلفية بالقاىرة ،السنة.1347 :
أحمد بن محمد الدردير :أقرب المسالك لمذىب اإلماـ مالك ،المكتبة الثقافية ،بدكف
تاريخ.
اإلماـ مالك بن أنس :الموطأ ،منشورات دار اآلفاؽ الجديدة ،المغرب .الطبعة األكلى،
السنة.1998 /1419 :
برىاف الدين إبراىيم بن علي بن فرحوف اليعمرم :تبصرة الحكاـ في أصوؿ األقضية،
كمناىج األحكاـ ،الجزء .1
التسولي أبو الحسن :البهجة في شرح التحفة كبحاشيتو حلي المعاصم لفكر ابن عاصم
لئلماـ محمد التلودم ،الجزء الثاني ،مطبعة دار الرشاد الحديثة بالدار البيضاء ،السنة:
.1991
تقي الدين إبن تيمية :الفتاكل الكبرل ،تحقيق كتعليق كتقديم :محمد عبد القادر عطا،
كمصطفى عبد القادر عطا ،مطبعة دار الكتب العلمية ببيركت دكف ذكر تاريخ،ج.4:
جبلؿ الدين عبد اهلل بن نجم بن شاس :عقد الجواىر الثمينة في مذىب عالم المدينة،
الجزء الثالث ،مطبعة دار الغرب اإلسبلمي .
حاشية الخرشي على مختصر سيدم خليل :الجزء . 5
حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدرديرم .الجزء.4
حسني العلمي :كتاب النوازؿ ،الجزء ،2منشورات كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية،
السنة .1989
السجلماسي :شرح نظم العمل الفاسي ،الجزء األكؿ.
الشرح الصغير للدردير بهامش الصاكم ،الجزء.2 :
شمس الدين محمد بن الخطيب الشربيني .مغني المحتاج إلى ألفاظ المنهاج ،دار
المعرفة بيركت ،السنة ،1997-1418 :الجزء.3/ 2:
شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي :الذخيرة ،تحقيق محمد حجي كأحمد سعيد
أعراب كمحمد بوخبزة .مطبعة دار الغرب اإلسبلمي ،السنة ،1994 :الجزء .6
الشيخ خليل ابن إسحاؽ المالكي :مختصر خليل ،مطبعة دار الفكر ،السنة .1995:
344
صالح عبد السميع اآلبي األزىرم :الثمر الداني في تقريب المعاني ،شرح رسالة أبي زيد
القيركاني ،اعتنى بو كراجعو أحمد محمد الماجدم ،المكتبة العصرية ،بيركت ،الطبعة
األكلى ،السنة.2003 :
صالح عبد السميع اآلبي األزىرم :جواىر اإلكليل ،شرح مختصر العبلمة الشيخ خليل،
الجزء الثاني ،مكتبة عيسى البابلي الحلبي ،مصر (دكف تاريخ الطبع).
عبد اهلل سيدم محمد بن قاسم السجلماسي الرباطي :شرح على نظمو المسمى بالعمل
المطلق ،بدكف تاريخ الطبع.
علي ابن أحمد الصعيدم العدكم :حاشية العدكم على شرح أبي الحسن المسمى كفاية
الطالب الرباني لرسالة ابن أبي زيد القيركاني ،الجزء ،2:مطبعة دار الرشاد الحديثة بالدار
البيضاء ،السنة.1992/1412:
القاضي عبد الوىاب البغدادم :المعونة على مذىب عالم المدينة ،اإلماـ مالك ابن
أنس ،ج . 3
الكاساني :بدائع الصنائع :الجزء.7 :
المجموع الكامل للمتوف :إشراؼ مكتبة البحوث كالدراسات ،دار الفكر بلبناف ،الطبعة
االكلى ،السنة.2001:
محمد إبن رشد :المقدمات الممهدات ،تحقيق سعيد أحمد أعراب ،دار الغرب
اإلسبلمي :الجزء .2
محمد أمين ابن عابدين :رد المحتار على الذر المختار شرح تنوير األبصار ،مطبعة دار
الكتب العلمية بيركت ،السنة ،1994 :الجزء .2
محمد بن أحمد ميارة الفاسي :اإلتقاف كاإلحكاـ في شرح تحفة الحكاـ البن عاصم،
الجزء.2 :
محمد بن يوسف الكافي :إحكاـ األحكاـ على تحفة الحكاـ ،شرح كتعليق مأموف بن
محيي الدين الجناف ،مطبعة دار الكتب العلمية ببيركت.
مختصر صحيح اإلماـ البخارم :لمحمد ناصر الدين األلباني ،الطبعة الشرعية الوحيدة
المجلد األكؿ ،مكتبة المعارؼ للنشر كالتوزيع.
345
المدكنة الكبرل لئلماـ مالك بن أنس األصبعي :ركاية اإلماـ سحنوف بن سعيد التنوخي
عن اإلماـ عبد الرحمن بن قاسم ،دار الفكر للطباعة كالنشر كالتوزيع ،بدكف تاريخ .الجزء
.4
منصور بن يونس بن ادريس البهوتي :كشاؼ القناع عن متن القناع .مطبعة دار عالم
الكتب بيركت ،الجزء.4 :
كلد الناظم أبي يحي ابن عاصم الغرناطي :شرح التحفة ،تقديم عبد الكريم شهبوف،
المجلد الثاني ،الطبعة األكلى.2010 /1431 :
إبراىيم ابن محمد الفائز :اإلثبات بالقرائن في الفقو اإلسبلمي ،دراسة مقارنة ،الطبعة
الثانية ،السنة.1983:
إبراىيم زعيم الماسي :تقدير التعويض عن االعتداء المادم على الملكية العقارية ،الطبعة
األكلى ،السنة .2010 /1431:
ابراىيم زعيم كمحمد فركت :الكراء ،األحباس ،األراضي الفبلحية ،المساكن المفركشة،
األراضي الجماعية ،الكراء الطويل األمد ،الملك العائلي ،المحبلت التجارية ،كراء
السيارات ،نصوص كاجتهادات ،1985/1913السلسلة الجديدة في التشريع
المغربي ،مؤسسة بنشرة للطباعة كالنشر.
إبراىيم فكرم :المدخل لدراسة القانوف :الطبعة األكلى ،السنة .2001/1422
أحمد إبراىيم بك :طرؽ القضاء ،المطبعة السلفية بالقاىرة ،السنة.1347 :
أحمد أدريوش :مدخل لدراسة قانوف العقود المسماة ،مطبعة البوكيلي للطباعة كالنشر
كالتوزيع بالقنيطرة ،السنة.1995:
أحمد إذ الفقيو :نظاـ المياه كالحقوؽ المرتبطة بها ،مطبعة النجاح الجديدة بالدار
البيضاء ،السنة.2002:
346
أحمد حمد :نظرية النيابة في الشريعة كالقانوف ،مطبعة دار الفكر بالكويت ،السنة:
،1981الطبعة األكلى.
أحمد شكرم السباعي :الوسيط في القانوف التجارم ،مطبعة دار نشر المعرفة بالرباط،
الطبعة الثالثة ،السنة.1988 :
أحمد شكرم السباعي :نظرية بطبلف العقود في القانوف المدني المغربي كالفقو
اإلسبلمي كالقانوف المقارف ،مطبعة عكاض بالدار البيضاء ،السنة.1987:
ادريس العلوم العبدالكم :كسائل اإلثبات ،الجزء .1
ادريس العلوم العبدالكم :النظرية العامة لئللتزاـ ،نظرية العقد ،الطبعة :األكلى ،السنة:
.1996
ادريس العلوم العبدالكم :شرح القانوف المدني ،النظرية العامة لئللتزاـ ،الجزء الثاني،
مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء ،السنة.2000 :
أدكلف رييولط :قانوف المسطرة المدنية في شركح ،تعريب كتحيين ،إدريس ملين
،منشورات جمعية تنمية البحوث كالدراسات القضائية ،مطبعة المعارؼ الجديدة بالدار
البيضاء ،السنة.1996:
جمعة محمود الزريقي :الطبيعة القانونية لشخصية الوقف المعنوية ،منشورات كلية
الدعول اإلسبلمية ،الطبعة األكلى ،السنة .2001:
الحسين بلحساني :البيع كالكراء كفقا للقواعد العامة كالتشريعات الخاصة ،مطبعة دار
النشر الجسور بوجدة ،طبعة.2001 :
الحسين بلحساني :عقد الكراء كالحماية القانونية لحق المكترم في اإلستقرار ،الطبعة
الثانية.
رمضاف محمد أبو السعود :شرح أحكاـ القانوف المدني ،منشورات الحلبي الحقوقية،
السنة.2010:
سعاد عاشور :حجية التسجيل كفق نظاـ التحفيظ العقارم بالمغرب ،المطبعة ك الوراقة
الوطنية بمراكش ،الطبعة األكلى ،السنة .1997:
347
سمير سيد تناغو ،التأمينات الشخصية كالعينية ،مطبعة المعارؼ اإلسكندرية ،ط :
.1970
صبحي محمصاني :النظرية العامة للموجبات كالعقود في الشريعة اإلسبلمية ،بحث مقارف
في المذاىب المختلفة كالقوانين الحديثة ،الجزء األكؿ ،مطبعة دار العلم للمبليين
ببيركت ،الطبعة الثالثة ،السنة.1983:
عادؿ حاميدم :التصرفات الواردة على العقار غير المحفظ بين الفقو اإلسبلمي كالفراغ
القانوني ،الطبعة األكلى ،السنة ،2006:المطبعة كالوراقة الوطنية بمراكش.
عادؿ حاميدم :القواعد الفقهية كتطبيقاتها القضائية في المادة العقارية كالمدنية في ضوء
مدكنة الحقوؽ العينية كقانوف اإللتزامات كالعقود كالفقو اإلسبلمي ،الطبعة األكلى ،مطبعة
النجاح الجديدة بالدار البيضاء ،السنة.2013:
عباس العبودم :الحجية القانونية لوسائل التقدـ العلمي في اإلثبات المدني ،مطبعة الدار
العلمية الدكلية للنشر كالتوزيع ،الطبعة األكلى ،السنة.2002:
عبد الرحماف الشرقاكم :قانوف العقود المسماة ،مطبعة األمنية بالرباط ،السنة.2011 :
عبد الرزاؽ أحمد السنهورم :الوسيط في شرح القانوف المدني ،مطبعة إحياء التراث
العربي ببيركت،السنة.1964:
عبد الرزاؽ أحمد السنهورم :شرح القانوف المدني :النظرية العامة لئللتزامات ،نظرية
العقد مطبعة دار الفكر للطباعة كالنشر كالتوزيع.
عبد السبلـ فيغو :التصرفات الصادرة من المريض مرض الموت ،الطبعة ،2 :السنة
.2010:
عبد العالي محمد العبودم" :نظاـ التحفيظ العقارم" ،مطبعة النجاح الجديدة بالدار
البيضاء ،الطبعة ،1 :السنة .2008:
عبد القادر الرافعي :المجلس األعلى كمحكمة للنقض المدني ،الطبعة األكلى،
السنة.2005:
عبد الكريم الطالب :الشرح العملي لقانوف المسطرة المدنية ،المطبعة كالوراقة الوطنية
بمراكش ،السنة.2009:
348
عبد الكريم شهبوف :الشافي في شرح قانوف اإللتزامات كالعقود المغربي ،الجزء األكؿ،
مطبعة دار النجاح الجديدة بالدار البيضاء ،السنة.1999:
عبد اللطيف ىداية اهلل :القضاء المستعجل في القانوف المغربي ،مطبعة النجاح الجديدة
بالدار البيضاء ،السنة.1998 :
عبد اهلل ابن الطاىر السوسي التناني :شرح مدكنة األسرة في إطار المذىب المالكي
كأدلتو .الوصية الجزء .5
عبد الوىاب عرفة :الشامل في حق الملكية كالحقوؽ العينية األصلية كالتبعية ،الناشر:
المكتب الفني للموسوعات القانونية باإلسكندرية ،دكف ذكر تاريخ النشر.
العربي مياد :قانوف المسطرة المدنية في العمل الفقهي ك اإلجتهاد القضائي ،منشورات
مجلة الحقوؽ المغربية ،سلسلة األعداد الخاصة ،العدد األكؿ ،فبراير.2009:
عز الدين مرزا :اإلسم التجارم ،دراسة قانونية مقارنة ،مطبعة الحامد للنشر كالتوزيع
بعماف ،الطبعة الثانية،السنة.2007:
علي سلماف العبيدم :دراسات في القانوف التجارم المغربي ،مطبعة األمنية بالرباط
السنة،1966:دكف ذكر الطبعة.
علي محمد جعفر :تاريخ القوانين كمراحل التشريع اإلسبلمي ،مطبعة المؤسسة الجامعية
للدراسات كالنشر كالتوزيع ،الطبعة األكلى ،السنة.1986 :
علي محي الدين علي القرداغي :مبدأ الرضا في العقود ،مطبعة دار البشائر اإلسبلمية
ببيركت ،الجزء األكؿ،السنة.1985:
فريدة اليومورم :عبلقة السببية في مجاؿ المسؤكلية التقصيرية ،الطبعة األكلى ،مطبعة
النجاح الجديدة بالدار البيضاء ،السنة.2009:
فؤاد معبلؿ :شرح القانوف التجارم المغربي الجديد ،مطبعة دار اآلفاؽ المغربية بالدار
البيضاء ،السنة ،2009:الطبعة الثالثة.
فوزم كماؿ أدىم :أبحاث في القانوف المدني ،األمواؿ كالحقوؽ العينية ،دكف ذكر
الطبعة ،السنة.2002:
349
مأموف الكزبرم :التحفيظ العقارم كالحقوؽ العينية األصلية كالتبعية في ضوء التشريع
المغربي ،مطبعة شركة الهبلؿ للطباعة كالنشر ،الطبعة الثانية ،السنة.1987 :
مأموف الكزبرم :التشريع العقارم كالضمانات ،طبع مكتبة اكزيدية إخواف ببيركت،
السنة.1971:
مأموف الكزبرم :شرح المسطرة المدنية في ضوء القانوف المغربي ،السنة.1997 :
مأموف الكزبرم :نظرية اإللتزامات في ضوء قانوف اإللتزامات كالعقود المغربي ،الجزء
األكؿ :مصادر اإللتزامات ،مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء ،الطبعة
الثانية،السنة.1976:
محمد إبن معجوز :أحكاـ األسرة في الشريعة اإلسبلمية كفق مدكنة األحواؿ الشخصية،
الجزء الثاني ،مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء ،الطبعة األكلى ،السنة.1994:
محمد إبن معجوز :أحكاـ الشفعة في الفقو اإلسبلمي كالتقنين المغربي المقارف ،مطبعة
النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،السنة.1993 :
محمد إبن معجوز :الحقوؽ العينية في الفقو اإلسبلمي كالتقنين المغربي ،الطبعة األكلى،
السنة.1990/ 1410 :
محمد إبن معجوز :كسائل االثبات في الفقو االسبلمي ،الطبعة األكلى ،مطبعة النجاح
الجديدة ،السنة.1984 :
محمد أحمد بونبات" :نظاـ التحفيظ العقارم" ،المطبعة ك الوراقة الوطنية بمراكش،
الطبعة الثانية السنة .2005:
محمد الشافعي :اإلسم العائلي كالشخصي في نظاـ الحالة المدنية بالمغرب ،المطبعة
كالوراقة الوطنية بمراكش ،السنة.2004 :
محمد العركصي :المختصر في بعض العقود المسماة ،مطبعة مرجاف بمكناس ،الطبعة
الثانية ،السنة.2012:
محمد الكشبور " :التطهير الناتج عن تحفيظ العقار" تطور القضاء المغربي ،قراءة في
قرار المجلس األعلى بتاريخ 29دجنبر ،1999مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء،
الطبعة األكلى ،السنة .2005:
350
محمد الكشبور :الحق في الكراء ،عنصر من عناصر األصل التجارم ،دراسة في إطار
ظهير 24مام ،1955كالمدكنة التجارية الجديدة ،الطبعة األكلى ،السنة،1998:
مطبعة النجاح بالدار البيضاء.
محمد الكشبور :القسمة القضائية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،السنة
.1996:
محمد الكشبور :الكراء المدني كالكراء التجارم ،قراءة في ظهيرم 24مام
1955ك 25دجنبر ،1980دراسة تشريعية كقضائية كفقهية مقارنة ،الطبعة الثانية.
محمد الكشبور :حراسة ،األشياء طبيعتها كآثارىا مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء،
السنة.1992:
محمد الكشبور :نزع الملكية ألجل المنفعة العامة :قراءة في النصوص كفي مواقف
القضاء ،ط ،2:مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،السنة .2007:
محمد الكشبور :نظاـ التعاقد كنظريتا القوة القاىرة كالظركؼ الطارئة ،مطبعة النجاح
الجديدة ،الدار البيضاء السنة .1993:
محمد المهدم الجم :التحفيظ العقارم في المغرب ،مطبعة دار الثقافة للنشر كالتوزيع،
الطبعة ،3السنة .1986:
محمد خيرم :الملكية العقارية ك نظاـ التحفيظ العقارم بالمغرب ،مطبعة دار نشر
المعرفة ،السنة.2001 :
محمد محبوبي :النظاـ القانوني للعبلمات في ضوء التشريع المغربي المتعلق بحقوؽ
الملكية الصناعية كاإلتفاقيات الدكلية ،مطبعة دار أبي رقراؽ للطباعة كالنشر بالرباط،
السنة.2011:
محمد محبوبي :الوجيز العقود المسماة في ضوء قانوف اإللتزامات كالعقود المغربي،
الطبعة األكلى ،مطبعة دار القلم للطباعة كالنشر كالتوزيع ،السنة.2002:
المصطفى خطابي :القانوف اإلدارم كالعلوـ اإلدارية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء ،السنة .1995
351
مليكة الصركخ :القانوف اإلدارم ،دراسة مقارنة ،مطبعة النجاح الجديدة ط،2010:
السنة.2010/1431:
نادرة محمود سالم :عقد إيجار األماكن بين الشريعة اإلسبلمية كالقانوف الوضعي ،دراسة
مقارنة ،مطبعة دار النهضة العربية ،السنة.1995:
نبيل إبراىيم سعد كمحمد حسن قاسم :المدخل إلى القانوف ،منشورات الحلبي
الحقوقية ،السنة .2005
أحمد ابراىيم بك ،ككاصل عبلء الدين أحمد إبراىيم ،موسوعة أحكاـ الوقف على
المذاىب األربعة ،المطبعة :المكتبة األزىرية للترات ،دكف ذكر الطبعة.
أحمد الريسوني :الوقف اإلسبلمي ،مجاالتو كأبعاده :منشورات المنظمة اإلسبلمية للتربية
كالعلوـ كالثقافة اإليسسكو ،السنة.2001 :
أنور الفزيع :اإلطار التشريعي لنظاـ الوقف في البلداف العربية :شبو الجزيرة العربية ،كرقة
مقدمة لندكة ":،نظاـ الوقف كالمجتمع المدني في الوطن العربي،:بيركت،السنة.2001:
الحبيب بن طاىر :الفقو المالكي كأدلتو ،الجزء ،6 :مؤسسة المعرفة ،ببيركت لبناف،
الطبعة األكلى .2009/1430
حسين راتب يوسف رياف :الرقابة المالية في الفقو اإلسبلمي ،طبعة دار النفائس للنشر
كالتوزيع باألردف ،الطبعة األكلى ،السنة.1999/1914 :
خالد عبد اهلل عيد :مبادئ التشريع اإلسبلمي ،مطبعة شركة الهبلؿ العربية للطباعة كالنشر
بالرباط ،السنة .1986:
راغب السرخاني :ركائع األكقاؼ في الحضارة اإلسبلمية ،مطبعة نهضة مصر ،الطبعة
األكلى،السنة.2010:
رقية بلمقدـ :أكقاؼ مكناس في عهد المولى اسماعيل ،منشورات كزارة األكقاؼ
كالشؤكف اإلسبلمية ،مطبعة فضالة المحمدية ،السنة.1993 :
352
زكي الدين شعباف كأحمد العتدكر :أحكاـ الوصية كالميراث كالوقف ،مكتبة الفبلح،
الطبعة األكلى .1984
زكي الدين شعباف كأحمد العتدكر :أحكاـ الوصية كالميراث كالوقف ،مكتبة الفبلح،
الطبعة :األكلى ،السنة.1984 :
زىدم يكن :الوقف في الشريعة كالقانوف ،مطبعة دار النهضة العربية ،بيركت لبناف،
السنة.1388:
سامح عاطف الزين :موسوعة األحكاـ الشرعية الميسرة في الكتاب كالسنة ،العقود ،دار
الكتاب اللبناني بيركت الطبعة األكلى ،السنة.1994 :
سوزم عدلي ناشد :مقدمة في اإلقتصاد النقدم كالمصرفي ،مطبعة منشورات الحلبي
الحقوقية ببيركت ،السنة.2005:
السيد صادؽ بن عبد الرحماف الغرياني :مدكنة الفقو المالكي كأدلتو ،مطبعة دار ابن
حزـ ،دكف ذكر الطبعة ،السنة ،2008/1429:ج.4:
الطاىر أحمد الزاكم :مختار القاموس .الدار العربية للكتاب ليبيا .تونس .الطبعة الثانية،
السنة .1977
عبد الحق ابن المجدكب الحسني :الحالة اإلجتماعية بفاس في القرف الثاني عشر
الهجرم ،من خبلؿ الحوالة اإلسماعيلية ،الجزء األكؿ ،منشورات كزارة األكقاؼ
كالشؤكف اإلسبلمية ،طبعة.2007:
عبد الحق ابن المجدكب الحسني :الحواالت الحبسية كدكرىا في حفظ الممتلكات
الوقفية ،الطبعة االكلى ،السنة،2003:مطبعة أنفو بفاس.
عبد الرحمن بلعكيد :الهبة في المذىب كالقانوف الطبعة الثانية ،السنة.2001/1422 :
عبد الستار أبو غدة كحسين حسين شحاتة :األحكاـ الفقهية كاألسس المحاسبية
للوقف ،منشورات األمانة العامة لؤلكقاؼ بالكويت ،الطبعة األكلى ،السنة.1998:
عبد السبلـ الرفعي :الوالية على الماؿ في الشريعة اإلسبلمية كتطبيقاتها في المذىب
المالكي :مطابع إفريقيا الشرؽ بالدار البيضاء ،السنة.1996:
353
عبد السبلـ حادكش :شذرات في الوصية بين الممارسة كالنظرية .منشورات جمعية تنمية
البحوث كالدراسات القضائية.
عبد الكريم شهبوف :عقود التبرع في الفقو المالكي ،مطبعة النجاح الجديدة بالدار
البيضاء ،الطبعة األكلى ،السنة .1992:
عبد المنعم صبحي :نظاـ الوقف في اإلسبلـ ،منشورات دار الجامعة الجديدة بمصر،
السنة.2008:
علي الخفيف :الضماف في الفقو اإلسبلمي ،منشورات درا الفكر العربي ،القاىرة ،السنة
.1997
علي محي الدين القرداغي :مبدأ الرضا في العقود ،مطبعة دار البشائر اإلسبلمية ببيركت،
الجزء األكؿ،السنة.1985:
عمر األبيض :شرط الحوز في التبرعات ،الطبعة األكلى ،مطبعة األمنية بالرباط ،السنة:
أكتوبر .2011
عمر بن عبد الكريم الجيدم :العرؼ كالعمل في المذىب المالكي كمفهومهما لدل
علماء المغرب ،منشورات كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية ،السنة.1984:
فؤاد عبد اهلل العمر :إستثمار األمواؿ الموقوفة ،الشركط اإلقتصادية كمستلزمات التنمية،
سلسلة الدراسات االفائزة في مسابقة الكويت الدكلية ألبحاث الوقف ،منشورات األمانة
العامة لؤلكقاؼ بالكويت ،الطبعة األكلى،السنة.2007:
مجيدة الزياني :مدكنة األكقاؼ المغربية :دراسة منهجية في األسس ك األبعاد ،منشورات
دار األماف بالرباط ،السنة.2014:
محمد أبو زىرة :الملكية كنظرية العقد في الشريعة اإلسبلمية ،مطبعة دار الفكر العربي،
دكف ذكر الطبعة كتاريخها.
محمد أبو زىرة :محاضرات في الوقف ،مطبعة دار الفكر العربي بالقاىرة ،السنة:
.1391
محمد التماؽ الغرناطي :إزالة الدلسة عن كجو الجلسة ،نص مطبوع متوفر بالمكتبة
الوطنية للمملكة المغربية.
354
محمد الحبيب التجكاني :نظاـ التبرعات في الشريعة اإلسبلمية ،دراسة تأصيلية عن
اإلختيارم ،مطبعة دار النشر المغربية بالدار البيضاء ،السنة.1983 : اإلحساف
محمد القدكرم ::حيازة العقار كدليل على الملك كسبب فيو ،الطبعة الثانية ،السنة:
،2009مطبعة دار األماف بالرباط.
محمد المنوني :المصادر العربية لتاريخ المغرب :الجزء األكؿ ،السنة.1989:
محمد بن أحمد حكم :مسالك األحجار إلى المحفض من العقار :أرجوزة في التحفيظ
مطبعة ياديب بالرباط ،الطبعة األكلى ،السنة :أبريل .2011 العقارم
محمد بن أحمد حكم :اإليجاز في الردكد الفقهية على المطالب النسائية ،مطبعة
المعارؼ الجديدة بالرباط ،السنة.2001:
محمد بن صالح الصوفي :الحقوؽ العرفية العينية اإلسبلمية ،دراسة مقارنة بين الفقو
المالكي كالقانوف المغربي ،الطبعة الثانية ،السنة.2005:
محمد بن صالح الصوفي :الحقوؽ العرفية العينية اإلسبلمية ،دراسة مقارنة بين الفقو
المالكي كالقانوف المقارف ،مطبعة دار القلم بالرباط ،الطبعة الثانية ،السنة.2005:
محمد بن عبد العزيز بن عبد اهلل .الوقف في الفكر اإلسبلمي ،الجزء ،2:السنة
.1986:
محمد رياض :أحكاـ المواريث بين النظر الفقهي كالتطبيق العملي ،مطبعة النجاح
الجديدة بالدار البيضاء (دكف ذكر سنة الطبع).
محمد سليماف األشقر :مجموع في المناقلة كاإلستبداؿ باألكقاؼ ،مؤسسة الرسالة،
بيركت ،الطبعة الثانية ،السنة.2001 :
محمد ضريف :حقوؽ اإلنساف بالمغرب ،دراسة في القانوف العاـ المغربي ،منشورات
المجلة المغربية لعلم اإلجتماع السياسي ،مطبعة المعارؼ الجديدة بالرباط ،السنة
.1994:
مصطفى أحمد الزرقا :أحكاـ األكقاؼ ،الجزء األكؿ ،مطبعة الجامعة السورية ،الطبعة
الثانية ،السنة .1948
355
مصطفى أحمد الزرقا :المدخل الفقهي العاـ ،الجزء الثاني ،مطبعة دار القلم بدمشق،
السنة.1998:
مصطفى يوسف كافي :بورصة األكراؽ المالية ،مطبعة دار مؤسسة رسبلف للطباعة كالنشر
كالتوزيع بدمشق ،السنة.2009:
مصطفى يوسف كافي :بورصة األكراؽ المالية ،مطبعة دار مؤسسة رسبلف للطباعة كالنشر
كالتوزيع بدمشق ،السنة.2009:
المكي الناصرم :األحباس اإلسبلمية في المملكة المغربية ،منشورات كزارة األكقاؼ
كالشؤكف اإلسبلمية ،السنة.1992/1412:
منذر قحف :الوقف اإلسبلمي ،تطويره ،إدارتو ،تنميتو ،دار الفكر ،دمشق سورية.
نجيبة أغرابي :المؤسسات الحبسية في المغرب من النشأة إلى سنة 1956لجوزيف
لوشيوني ،الطبعة األكلى .السنة.2010 :
كليد رمضاف عبد التواب :الوقف شرعا كقانونا ،الجزء األكؿ ،مطبعة دار الشادم.
كىبة الزحيلي :الفقو اإلسبلمي كأدلتو ،الجزء ،8:مطبعة دار الفكر ،السنة .1989
كىبة الزحيلي :الوصايا كاألكقاؼ في الفقو اإلسبلمي ،دار الفكر المعاصر بيركت لبناف.
أبو الفضل جماؿ الدين ابن منظور :لساف العرب ،الجزء ،2 :مطبعة دائرة المعارؼ.
الفيركز آبادم :القاموس المحيط ،مؤسسة الرسالة ببيركت ،السنة،1987:الطبعة الثانية،
الجزء.3 :
أحمد بنكيراف :تعليق على القرار 555منشور بمجلة القضاء كالقانوف ،العدد.149:
حكم المحكمة اإلبتدائية بمراكش بتاريخ 30شتنبر ،1985ملف مدني
عدد،85/854:حكم منشور بمجلة المحامي ،العدد،8:السنة السادسة .1986
حكم المحكمة اإلبتدائية بوجدة عدد 08/2373 :في الملف عدد 08/4158:
صادر بتاريخ 2008/12/15حكم غير منشور.
356
حكم عدد 31بتاريخ 92صفر 1340في القضية عدد ،428 :منشور ضمن األحكاـ
الصادرة عن مجلس اإلستئناؼ الشرعي األعلى.
حكم عدد 171 :بتاريخ ربيع النبوم 1345قضية عدد ،777 :منشور ضمن األحكاـ
الصادرة عن مجلس اإلستئناؼ الشرعي األعلى.
قرار المجلس األعلى رقم 149:في الملف الشرعي عدد 6879 :بتاريخ 4مارس
،1980منشور بمجلة قرارات المجلس األعلى مادة األحواؿ الشخصية-1965 .
. 1989
قرار المجلس األعلى عدد ،640صادر بتاريخ 20شتنبر ،1978منشور بمجلة
المحاماة عدد .14
قرار المجلس األعلى عدد 1289 :ملف عقارم عدد 84/4746 :بتاريخ 21دجنبر
1986منشور بمجموعة قرارات المجلس األعلى مادة األحواؿ الشخصية (-1983
.)1992
قرار المجلس األعلى عدد ،630 :الصادر بتاريخ 3نونبر 1976منشور بمجلة
المحاماة ،العدد .13
قرار المجلس األعلى عدد ،6560 :الصادر بتاريخ 12دجنبر ،1995كالمنشور
بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ،5049السنة .1997
قرار المجلس األعلى عدد ،85 :ملف شرعي عدد.601/96 :
قرار المجلس األعلى عدد ،63/313:ملف ادارم عدد ،62/11078 :بتاريخ 15
يوليوز ،1963منشورات المجلس األعلى في ذكراه األربعين ،مطبعة المعارؼ الجديدة
بالرباط،السنة.1997:
قرار صادر عن الغرفة العقارية باستئنافية الرباط تحت عدد ،1711 :صادر بتاريخ 19
مارس ،1992منشور بمجلة اإلشعاع ،العدد.26:
قرار صادر عن محكمة االستئناؼ بمكناس تحت عدد 710:صادر بتاريخ:
1993/03/18قرار غير منشور.
357
قرار محكمة االستئناؼ بالقنيطرة ملف رقم 6/90/2082الصادر بتاريخ 10يونيو
1991منشور بمجلة اإلشعاع.
قرار محكمة االستئناؼ بالقنيطرة ملف عقارم عدد 89/118 :صادر بتاريخ:
1990/1/29منشور بمجلة اإلشعاع العدد .3
قرار عدد 1771 :ملف مدني عدد 2004/6/1/2798:صادر بتاريخ:
2005/06/15منشور في سلسلة دليل العمل القضائي العدد األكؿ تحت عنواف:
المنازعات الوقفية من خبلؿ اجتهادات المجلس األعلى كمحاكم االستئناؼ كالمحاكم
االبتدائية .دار الفكر العربي للنشر كالتوزيع ,الطبعة األكلى .السنة 2011مطبعة األمنية
بالرباط.
قرار المجلس األعلى عدد 1516:ملف عقارم عدد 07/1248 :صادر بتاريخ
2008/11/26منشور بمجلة القضاء المدني العدد الثاني .السنة .2010
حكم عدد 3الصادر بتاريخ فاتح محرـ 1347في القضية عدد ،1050كالمنشور
ضمن األحكاـ الصادرة عن مجلس اإلستئناؼ الشرعي األعلى.
قرار رقم 2923الصادر بتاريخ 2000/06/13ملف مدني عدد،9/1/1642 :
منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى العدد المزدكج 60/59يناير-يوليوز .2002
حكم صادر عن المحكمة اإلبتدائية بابن سليماف عدد 142:ملف عدد 51/11صادر
بتاريخ 2011/11/28:منشور ضمن سلسلة النظاـ القانوني لؤلمبلؾ الوقفية .ج. 1 :
حكم عدد 01/173مؤرخ في 2001/11/21ملف رقم 10/01/57 :منشور ضمن
سلسلة دراسات كأبحاث تحت عنواف :النظاـ القانوني لؤلمبلؾ الوقفية ،الجزء األكؿ،
جمع كتنسيق زكرياء العمارم.
قرار صادر عن المجلس األعلى تحت عدد 30:بتاريخ 1960/10/21مشار إليو
عند :ابراىيم زعيم كمحمد فركت.
قرار المجلس األعلى عدد ،11بتاريخ ،1966/10/26منشور بمجلة قضاء المجلس
األعلى عدد .22
358
قرار المجلس األعلى عدد 540الصادر بتاريخ 13يونيو 1967كالمنشور :بمجموعة
قرارات المجلس األعلى –مادة األحواؿ الشخصية.)1989 -1965( -
قرار المحكمة اإلقليمية بالرباط بتاريخ ،1969/06/30ملف عدد .65/185:مأخوذ
من كتاب عبد الرزاؽ الصبيحي :الحماية المدنية لؤلكقاؼ العامة بالمغرب.
قرار المجلس األعلى عدد 359بتاريخ 22مارس .1983منشور بمجموعة قرارات
المجلس األعلى – مادة األحواؿ الشخصية – (.)1989-1965
قرار المجلس األعلى عدد 1280بتاريخ 29يونيو ،1983قرار منشور بمجلة قضاء
المجلس االعلى عدد .37،38
قرار محكمة االستئناؼ بطنجة عدد 363صادر بتاريخ 1983/10/13في الملف
عدد 2/358.82منشور بمجلة الندكة ،العدد .3
قرار المجلس األعلى عدد ، 3035صادر بتاريخ 1986/09/17ملف مدني عدد:
،95676منشور بمجلة القضاء كالقانوف ،عدد ،138السنة .1988
قرار رقم 238صادر بتاريخ 1988/02/16في الملف عدد ،2963 :قرار غير
منشور.
قرار عدد 293صادر بتاريخ 21فبراير 1989في الملف الشرعي عدد 86-6977
منشور في :مجموعة قرارات المجلس األعلى –مادة األحواؿ الشخصية-1965( -
.)1989
قرار المجلس األعلى عدد 499بتاريخ 28مارس 1989منشور بمجموعة قرارات
المجلس األعلى –مادة األحواؿ الشخصية.)1989 -1965( -
قرار رقم 2341صدر بتاريخ 1989/11/22في الملف المدني عدد
.86/4214أكرده :محمد األبيض ضمن مؤلفو :شرط الحوز في التبرعات.
قرار المجلس األعلى عدد 410:بتاريخ ،1989/12/23ملف عدد ،87/7017
قرار غير منشور.
قرار استئنافية القنيطرة صادر بتاريخ 1991-06-10منشور بمجلة اإلشعاع العدد 6
السنة .1991
359
قرار عدد 90/1183:صادر بتاريخ ،1991/7/16:منشور بمجلة نظرات في الفقو
كالقانوف ،العدد :األكؿ ،بدكف ذكر السنة.
قرار عدد 90/1183صادر بتاريخ ،1991/7/16:منشور بمجلة نظرات في الفقو
كالقانوف ،العدد األكؿ ،بدكف ذكر السنة.
حكم إبتدائية كجدة عدد ،93/1464:ملف عدد ،89/1362:بتاريخ،1993/5/4:
حكم منشور بمجلة المناظرة ،العدد ،2:يونيو.1997:
قرار صدر بتاريخ 2003/12/28في الملف عدد ،95/2/2/596كالمنشور بمجلة
القضاء كالقانوف عدد .149
قرار عدد 423الصادر بتاريخ 2000/04/25في الملف رقم 95/2/2/200قرار
غير منشور.
قرار عدد 579المؤرخ في ،2002/02/13ملف مدني عدد ،95/9/1/4054
منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ،58-57السنة دجنبر .2004
قرار اخر صادر عن المجلس األعلى تحت عدد 174بتاريخ 13فبراير 1996
موضوع الملف العقارم عدد .92/6259
قرار المجلس األعلى عدد 174صادر بتاريخ 1996/2/13في الملف عدد
،92/6258كالمنشور بقضاء المجلس األعلى خبلؿ أربعين سنة ،لعبد العزيز توفيق،
الطبعة األكلى.1999/1419:
قرار عدد .83ملف شرعي عدد 96/601صادر بتاريخ 10فبراير ،1998منشور
بمجلة المجلس األعلى عدد 52يوليوز . 1998
قرار رقم 386صادر بتاريخ 99/5/11في الملف رقم 92/5952:قرار غير منشور.
قرار عدد 581صادر بتاريخ 2002/07/25في الملف رقم 00/1/2/307 :قرار
غير منشور.
قرار رقم 200الصادر بتاريخ 2002/03/13في الملف رقم2001/1/2/405 :
قرار غير منشور.
360
قرار عدد 565المؤرخ في 2004/11/24 :الملف الشرعي عدد
2001/1/2/261:منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد .61:
قرار استئنافي عدد 40صادر بتاريخ ،2001/02/15:ملف عدد،97/1242/5:
منشور ضمن كتاب عبد الرزاؽ الصبيحي :الحماية المدنية لؤلكقاؼ العامة بالمغرب.
قرار عدد 661 :بتاريخ 2004/9/29ملف إدارم عدد2002/2/4 /2072 :
منشور بالمرجع أعبله.
أمر استعجالي رقم 727 :صادر بتاريخ 2002/5/16 :ملف رقم 2002 /298 :س.
منشور ضمن كتاب :عبد الرزاؽ اصبيحي :الحماية المدنية لؤلكقاؼ العامة.
حكم عدد 134 :صادر عن المحكمة اإلدارية بمراكش بتاريخ،2002/06/16 :
الموافق ؿ 7ربيع الثاني ،1423منشور بسلسلة الدليل العملي لئلجتهاد القضائي في
المادة اإلدارية منشورات المجلة المغربية لئلدارة المحلية كالتنمية ،ج،3:الطبعة :األكلى،
السنة.2004،
أمر استعجالي عدد 191 :صادر بتاريخ 2002 /8/7 :ملف عدد 02/108 :منشور
ضمن كتاب عبد الرزاؽ اصبيحي المشار إليو سابقا.
قرار عدد ،292 :صادر بتاريخ ،2003/5/8 :في الملف اإلدارم عدد:
2002/2/4/1432
قرار المجلس األعلى عدد 110 :صادر بتاريخ 2004/02/18 :في الملف اإلدارم
عدد 03/3320:منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى ،عدد.63 :
قرار المجلس األعلى عدد 2673 :صادر بتاريخ ،2005/10/12 :ملف مدني عدد
،2004/3/1/1980منشور بمجلة القصر العدد ،14:السنة :مام .2006
قرار المجلس األعلى عدد 688 :ملف مدني عدد 2006/3/1/2162 :صادر بتاريخ
، 2008/02/20كالمنشور بمجلة القضاء المدني العدد 1فبراير .2010
قرار المجلس األعلى عدد ،688 :في الملف المدني عدد ،2006/3/1/2162:
منشور ضمن سلسلة دليل العمل القضائي ،ـ،س.
361
قرار المجلس األعلى عدد 2832،المؤرخ في ،2006/09/27:ملف مدني
عدد ،2005/3/1/2217:كالمنشور ضمن سلسلة دليل العمل القضائي ،ـ:س.
حكم عدد ،06/1610 :ملف عدد،06/589:صادر بتاريخ ،2006/11/20حكم
غير منشور.
قرار عدد .163 :المؤرخ في .2008/4/2ملف شرعي عدد 2007/1/2/415:
منشور بسلسلة دليل العمل القضائي ،ـ،س.
قرار المجلس األعلى عدد،333:المؤرخ في،2007/01/31:ملف مدني عدد
2004/3/1/15كالمنشور ضمن سلسلة دليل العمل القضائي ،ـ:س.
حكم المحكمة اإلبتدائية بوجدة عدد 07/1340 :صادر بتاريخ : 07/10/29حكم
غير منشور.
قرار المجلس األعلى عدد 3681:المؤرخ في .2007/11/28:ملف مدني عدد
2006/5/1/2690منشور ضمن سلسلة دليل العمل القضائي ـ .س.
قرار عدد 2794 :مؤرخ في 2009/07/15 :ملف عدد.2008/3/1/2730 :
منشور بالمرجع السابق.
قرار المجلس األعلى عدد 702 :مؤرخ في .2008/07/10 :ملف شرعي عدد:
8/07/200منشور ضمن سلسلة دليل العمل القضائي .ـ .س.
حكم صادر عن المحكمة اإلبتدائية بالقصر الكبير ،بتاريخ ،2010/05/13:ملف
عقارم عدد،6/09/97:منشور ضمن المرجع أعبله.
قرار المجلس األعلى عدد 508 :المؤرخ في 2010/06/24 :ملف إدارم عدد
2010/1/4/423قرار غير منشور.
قرار المجلس األعلى في الملف المدني عدد ،87/2075:بتاريخ 29يناير ،1992
منشور بمجلة اإلشعاع عدد.51
قرار عدد 528صادر عن الغرفة المدنية بالمجلس األعلى بتاريخ1982/02/26 :
ملف مدني عدد 2790 :منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد 46نونبر – دجنبر
السنة .1986
362
حكم عدد 28:صادر بتاريخ 2 :جمادل األكلى عاـ ،1349في القضية رقم ،1438
كالمنشور ضمن األحكاـ الصادرة عن مجلس اإلستئناؼ الشرعي األعلى.
عدد،485:صادر تحت بطنجة االستئناؼ محكمة عن صادر قرار
بتاريخ،2008/05/22:ملف شرعي عدد،2008/07/36:منشور ضمن سلسلة دليل
العمل القضائي ،ـ،س.
حكم عدد 20 :صادر بتاريخ 28جمادل األكلى عدد 1357 :الموافق ؿ 26يوليوز
سنة 1938في القضية رقم 2794 :كالمنشور ضمن األحكاـ الصادرة عن مجلس
اإلستئناؼ الشرعي في المادة العقارية ،ج.4:
قرار محكمة االستئناؼ اإلدارية بمراكش عدد 955 :صادر بتاريخ2009/06/17 :
ملف رقم ،08/6/399قرار غير منشور.
حكم عدد 7 :الصادر بتاريخ 8 :رجب عاـ 1356الموافق 14شتنبر ،1937في
القضية رقم ،2558كالمنشور ضمن األحكاـ الصادرة عن مجلس اإلستئناؼ الشرعي
األعلى في المادة العقارية ،ج.4:
حكم عدد 101:صادر بتاريخ 29 :رجب عاـ 1335منشور ضمن األحكاـ الصادرة
عن مجلس اإلستئناؼ الشرعي األعلى ،الجزء األكؿ ،المجلد الخامس ،السنة.2008 :
أحمد أدريوش :حوز الماؿ الموقوؼ في إطار مدكنة األكقاؼ ،عرض مقدـ خبلؿ اللقاء
التحسيسي األكؿ حوؿ أحكاـ مدكنة األكقاؼ الذم نظمتو الوزارة يوـ 4نونبر ،2010
منشورات سلسلة المعرفة القانونية.
أحمد الريسوني :الطبيعة القانونية للمساجد في ظل التشريع المغربي ك المقارف ،مقاؿ
منشور ضمن سلسلة دراسات ك أبحاث تحت عنواف :النظاـ القانوني لؤلمبلؾ الوقفية،
ج.1
363
أحمد الوارث :رباطات كزكايا في المغرب .سلسلة أعماؿ كحدات التكوين كالبحث عدد
،2منشورات كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية بالجديدة ،مطبعة النجاح الجديدة بالدار
البيضاء.
أحمد اليوسفي البرقي :المضامين المعبرة عن األصل التجارم كالمفاىيم األخرل
المجاكرة لو ،مقاؿ منشور بالمجلة المغربية لئلقتصاد كالقانوف المقارف،
العدد،24:السنة.1995:
أحمد جدكم :الكراء الحبسي كموقعو من ظهير االلتزامات كالعقود كظهير
،1953/01/5كظهير ،1955/5/24كظهير ،1980/12/25كظهير 64/99
المتعلق باستيفاء الوجيبة الكرائية ،مقاؿ منشور بمجلة المحامي ،العدد .45/44:
ادريس بلمحجوب :مسار العمل القضائي في مجاؿ إثبات الوقف :مقاؿ منشور ضمن
سلسلة دراسات كأبحاث حوؿ النظاـ القانوني لؤلمبلؾ الوقفية ،الجزء :األكؿ ،جمع
كتنسيق زكرياء العمارم ،منشورات مجلة القضاء المدني.
آماؿ المشرفي :االعتداء المادم لئلدارة في العمل القضائي ،مقاؿ منشور بمجلة رسالة
المحاماة ،العدد المزدكج 23ك ،24مارس .2005
بوشعيب الناصرم :استثمار العقارات الحبسية ،مداخلة ضمن الندكة الجهوية الخامسة
اياـ 26ك 27ابريل ،2007حوؿ موضوع المنازعات العقارية من خبلؿ اجتهادات
المجلس االعلى.
جمعة محمود الزريقي :أحكاـ كضع اليد على العقار الموقوؼ في التشريع الليبي ،مقاؿ
منشور بمجلة أكقاؼ ،العدد ،16السنة.2009:
حسن شحاتة :إستثمار أمواؿ الوقف ،مقاؿ منشور بمجلة أكقاؼ ،السنة :الثالثة،
العدد ،6:السنة يونيو . 2004
رشيد الحسين :التشريع الحبسي المغربي كضركرة تحديثو :مقاؿ منشور ضمن المجلة
المغربية لئلدارة المحلية كالتنمية،العدد 27:أبريل/يونيو.1999
364
زكرياء العمارم :حدكد انفتاح مدكنة األكقاؼ على االختيارات الفقهية كاالجتهادات
القضائية في مجاؿ الوقف بالمغرب ،مقاؿ منشور ضمن كتاب النظاـ القانوني لؤلمبلؾ
الوقفية ،الجزء األكؿ.
زكرياء العمارم :مراجعة السومة الكرائية للمحبلت الحبسية بين كاقع النص كاكراىات
التطبيق مقاؿ منشور بسلسلة األعداد الخاصة لمجلة الحقوؽ المغربية ،العدد الثالث،
السنة :أكتوبر .2011
سعيد المعتصم :طبيعة الحوز في التبرعات فقها كقضاء كقانونا ،مقاؿ منشور بمجلة
القبس المغربية ،العدد ،3السنة يوليوز .2012
السعيد بوركبة :خصوصية التشريع الكرائي الحبسي كاالمتيازات التي يضمنها لصالح
مؤسسة األكقاؼ بالمملكة المغربية ،مجلة رسالة المحاماة ،العدد ،7 :أكتوبر .1990
الشيخ بردلة :مختارات من نوازؿ بردلة ،مجلة الفقو المالكي كالتراث القضائي بالمغرب،
العدداف ،6-5 :مام .1987
الطيب البواب :كسائل اإلثبات في مجاؿ التصرفات العقارية ،مقاؿ منشور بمجلة
المحاكم المغربية ،عدد،87:ص.83:
الطيب لمنوار :القوة اإلثباتية في الوثيقة العدلية ،فقها ك تشريعا ك قضاء ،مقاؿ منشور
بمجلة الحقوؽ المغربية ،عدد مزدكج 3/2 ،السنة الثانية ،مام .2007
عبد الرحمن دريوش :الحماية القانونية لؤلمبلؾ الحبسية –المقابر نمودجا -مقاؿ منشور
ضمن أعماؿ الندكة التي نظمها مركز الدراسات القانونية المدنية كالعقارية بكلية الحقوؽ
بمراكش في موضوع األمبلؾ الحبسية كذلك يومي 10ك 11فبراير .2006
عبد الرزاؽ اصبيحي :مراجعة السومة الكرائية كفق أحكاـ مدكنة األكقاؼ مقاؿ منشور
بسلسلة األعداد الخاصة لمجلة الحقوؽ المغربية ،العدد الثالث ،السنة :أكتوبر .2011
عبد العزيز العزيزم :اإلستثمار في األراضي الحبسية ،ندكة العقار كاإلستثمار المنظمة من
طرؼ عمالة إقليم الحوز كالمكتب الجهوم لئلستثمار الفبلحي للحوز بتعاكف مع مركز
الدراسات القانونية المدنية كالعقارية بكلية الحقوؽ بمراكش يوـ 19 :يونيو ،2003
المطبعة كالوراقة الوطنية ،بمراكش ،الطبعة األكلى ،السنة.2005 :
365
عبد القادر أزيرار :آفاؽ التوظيفات المالية للسيولة النقدية على ضوء مدكنة األكقاؼ
المغربية ،مداخلة ضمن اللقاء التحسيسي حوؿ أحكاـ مدكنة األكقاؼ لفائدة النظار
بتاريخ 3/2نونبر 2010بمقر كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية.
عبد القادر أزيرار :المؤسسة الوقفية بالمغرب كتبني مشركع إنشاء أكؿ مصرؼ إسبلمي
بالمملكة ،مقاؿ منشور بمجلة أكقاؼ ،العدد ،24:السنة :مام .2013
عبد اللطيف أعمو :تطور األصل التجارم :مقاؿ منشور بمجلة اإلشعاع ،العدد،17:
السنة.1998:
عبد اللطيف مشباؿ :األصل التجارم في التشريع المغربي ،مقاؿ منشور بمجلة القانوف،
العدد ،15 :السنة.1987 :
محمد األجراكم .الحيازة الفعلية في التبرعات بين الفقو كالقانوف الوضعي كدكر المجلس
األعلى في التوفيق بينهما .مقاؿ منشور بمجلة المحاكم المغربية .العدد 84
شتنبر/أكتوبر . 2000
محمد التاكيل :كسائل إثبات الوقف في الفقو اإلسبلمي مداخلة تقدـ بها األستاذ ضمن
ندكة اإلثبات في المادة الحبسية ،المنعقدة بوزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية بتاريخ:
29/28يونيو (، 2005غير منشورة).
محمد الشريف :عودة إلى مستفاد الزاكية القادرية بتطواف ،مقاؿ منشور ضمن سلسلة
أعماؿ كحدات التكوين كالبحث :الرباطات كالزكايا بالمغرب ،إعداد كتنسيق :أحمد
الوارث.
محمد الصوفي :دراسة النصوص المتعلقة بكراء األمبلؾ الحبسية كمعاكضتها كبيعها من
الوجهة الفقهية كالقانونية ،مداخلة ملقاة ضمن األياـ الدراسية الخاصة بموضوع :التشريع
الحبسي :الواقع كالمستجدات ،المنظم من طرؼ كزارة األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية أياـ
12.13.14نونبر ،1996بمقر المجلس العلمي للرباط كسبل(،غير منشورة).
محمد الكورارم :التجربة المغربية في االستثمارات الوقفية ،بحث مقدـ للندكة الدكلية
لمجلة أكقاؼ الكويتية ،تحت عنواف :االستثمارات الوقفية بين المردكد االجتماعي
366
كالضوابط الشرعية كالقانونية ،كالمنعقدة بتاريخ 25/24مارس ،2014بالعاصمة
المغربية الرباط (،غير منشورة).
محمد المهدم :الوجيز في أحكاـ الوالية على الوقف العمومي ،مقاؿ منشور بمجلة
دعوة الحق ،العدد ،17مطبعة فضالة المحمدية ،السنة .2004/1425
محمد الوكارم":العقار بين اإلزدكاجية كتعدد األنظمة ،كمتطلبات التنمية الحضرية" مقاؿ
منشور بندكة األنظمة العقارية بالمغرب ،المطبعة الوطنية بالمغرب مراكش الطبعة:
األكلى ،السنة.2003:
محمد خيرم :كسائل إثبات األمبلؾ الحبسية مداخلة ألقيت خبلؿ الندكة التي نظمتها
كزارة األكقاؼ بالرباط حوؿ موضوع :اإلثبات في المادة الحبسية ،بتاريخ،29/28:
يونيو.2005
محمد شناف " :عبثية اإلبقاء على األثر المطلق لقرار التحفيظ بعد االستقبلؿ" ،مقاؿ
منشور بالندكة المشتركة حوؿ نظاـ التحفيظ العقارم بالمغرب ،الرباط 1990/05/04
محمد شيلح :التصرفات الجارية على األمواؿ الموقوفة كقفا عاما في ضوء مدكنة
األكقاؼ ،مقاؿ منشور بمجلة القبس المغربية ،العدد الرابع ،السنة يناير .2013
محمد شيلح :تكوين الوقف في ضوء قراءة ميتودكلوجية ،مداخلة ضمن أعماؿ الندكة
الوطنية التي نظمها مركز الدراسات القانونية المدنية كالعقارية بكلية الحقوؽ بمراكش في
موضوع :األمبلؾ الحبسية ،كذلك يومي 10ك 11فبراير .2006
الناجي لمين :مخالفة شرط الواقف المشكبلت كالحلوؿ ،بحث مقدـ إلى المؤتمر الثاني
لؤلكقاؼ ،المنعقد بالمملكة العربية السعودية ،بجامعة أـ القرل تحت عنواف الصيغ
التنموية كالرؤل المستقبلية،السنة.2006:
ناصر بن عبد اهلل الميماف .ديوف الوقف .مقاؿ منشور ضمن مجلة أكقاؼ .السنة الثالثة.
العدد السادس ربيع اآلخر 1425يونيو .2004
367
الطهير الشريف رقم 1.09.236:الصادر في 8ربيع األكؿ 1434الموافق ؿ 23
فبراير ،2010كالمنشور بالجريدة الرسمية عدد 2845بتاريخ 14يونيو ،2010
المتعلق بمدكنة األكقاؼ.
القانوف 39.08المتعلق بمدكنة الحقوؽ العينية.
القانوف 78.00المتعلق بالميثاؽ الجماعي ،الصادر بشأنو الظهير الشريف رقم:
1.08.153الصادر في 22من صفر 1430الموافق لػ 18فبراير ،2009لتنفيذ
القانوف رقم 17.08المغير كالمتمم بموجبو القانوف رقم 78.00 :المتعلق بالميثاؽ
الجماعي ،كالمنشور بالجريدة الرسمية عدد 5711الصادر في 23فبراير .2009
القانوف 11-81المتعلق بخطة العدالة الصادر األمر بتنفيذه بظهير مام 1982كما
تم تغييره بالقانوف رقم 04-93 :الصادر بتنفيذه ظهير 26يونيو .1995
القانوف الصادر بشأنو الظهير الشريف رقم 1.07.129 :الصادر بتاريخ 19من ذم
القعدة 1428الموافق ؿ 30نوفمبر ،2007بتنفيذ القانوف 53.05المتعلق بالتبادؿ
اإللكتركني للمعطيات القانونية ،كالمنشور بالجريدة الرسمية عدد 5584:بتاريخ 6
ديسمبر .2007
القانوف رقم 7.81المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة كاالحتبلؿ المؤقت
قرار كزير االكقاؼ كالشؤكف االسبلمية رقم،4139.12:كقراره رقم4140.12:
الصادرين في 5صفر 1434الموافق ؿ 19ديسمبر 2012في شأف تحديد اجراءات
السمسرة كطلب العركض كمسطرة االتفاؽ المباشر الخاصة بالمعاكضات النقدية ك
العينية لؤلمواؿ الموقوفة .كالمنشوراف بالجريدة الرسمية عدد ،6161:الصادرة بتاريخ:
8شعباف 1434الموافق :ؿ17يونيو.2013
368
Abdellah LAROUI : les origines sociales et
culturelles des nationalismes marocaines,
MASPERO 1977.
F.Benac-shmidt, Essai sur la notion d'être morale
nouveau. Réflexions sur son aspects fiscal D;1992,
chr.37.
G.CORN vocabulaire juridique, puf , delta, 1987 .
Jaques caille : la procédure juridique de
l’immatriculation foncière au Maroc, LGDJ , paris,
1956.
M. Dagat. Le nom des personnes morales. J.C.
P,92,I/ 3579 ,R. plaisant, les dénominations des
associations, gaz.pal.1982.
Mohammed KABLY : Pouvoir société et religion au
moyen âge Maisonneuve et LAROUSE, paris :1986.
Moummi Saad : Droit civil, droit des obligations en
droit compare français et marocain, Edition Elbadii,
Marrakech
Paul Decroux : droit foncier marocain, imprimerie
El Maarif al Jadida rabat, 2002.
René Chapus ,Droit administratif,Tome2,Edition
Montchrestien,1998.
369
امحمد األمراني زنطار ،أحكاـ رضائية العقود بين الفقو اإلسبلمي كالقانوف الوضعي،
رسالة لنيل دبلوـ الدراسات العليا في القانوف الخاص ،نوقشت بكلية الحقوؽ بالدار
البيضاء ،السنة.1989:
حسن منصف :تأصيل الوصية بين النظر الفقهي كالنص القانوني ،أطركحة لنيل الدكتوراه
في القانوف الخاص ،كلية الحقوؽ بالدار البيضاء ،السنة.2005/2004 :
حسناء رحبات :كراء كمعاكضة األمبلؾ الحبسية في ظل أحكاـ مدكنة األكقاؼ ،رسالة
لنيل دبلوـ الماستر في قانوف العقود كالعقار ،كلية العلوـ القانونية كاالقتصادية
كاالجتماعية ،جامعة محمد األكؿ ،كجدة ،السنة الجامعية .2011-2010
حليمة اللطيفي :الخبرة القضائية في قانوف المسطرة المدنية ،رسالة لنيل دبلوـ الدراسات
العليا المعمقة في القانوف الخاص ،كحدة التكوين كالبحث ،القانوف المدني ،كلية العلوـ
القانونية كاالقتصادية كاالجتماعية ،جامعة الحسن الثاني ،الدار البيضاء ،السنة الجامعية
.2000 - 2001
رجاء المطواع :دكر التحفيظ العقارم في تنمية السلف الرىني :رسالة لنيل دبلوـ
الدراسات العليا المعمقة في القانوف الخاص :كحدة التكوين كالبحث في قانوف العقود
كالعقار ،كلية العلوـ القانونية كاالقتصادية كاالجتماعية بوجدة ،السنة.2004/2003 :
سعيد الدغيمر :قطع التقادـ ككقفو كفق ؽ،ؿ،ع،ـ ،رسالة لنيل دبلوـ الدراسات العليا
في القانوف الخاص ،جامعة محمد الخامس أكداؿ الرباط ،السنة.1975/1974:
عبد الحفيظ أبو الصير :مسؤكلية المحافظ على األمبلؾ العقارية كالرىوف بالمغرب،
بحث لنيل دبلوـ السلك العالي ،المدرسة الوطنية لئلدارة العمومية ،الرباط-1992 ،
.1993
370
عبد الرزاؽ اصبيحي :الحماية المدنية لؤلكقاؼ العامة بالمغرب ،أطركحة لنيل شهادة
الدكتوراه في القانوف الخاص ،كحدة القانوف المدني المعمق ،كلية العلوـ القانونية
كاالقتصادية ،أكداؿ ،جامعة محمد الخامس ،الرباط ،السنة الجامعية.2009-2008 :
عبد الكريم السرغيني :قاعدة التطهير الناتجة عن تحفيظ العقار كتطبيقاتها العملية،
رسالة لنيل دبلوـ الدراسات العليا المعمقة في القانوف الخاص ،كلية الحقوؽ بوجدة،
السنة.2008-2007:
عبد الكريم الطالب :مركز الفقو اإلسبلمي في القانوف المدني المغربي ،رسالة لنيل دبلوـ
الدراسات العليا المعمقة في القانوف الخاص ،السنة الجامعية.1996/1995:
محمد الكشبور :رقابة المجلس االعلى على محاكم الموضوع في المواد المدنية،
اطركحة لنيل دبلوـ الدكتوراه ،الدار البيضاء ،السنة الجامعية.1985 :
محمد شيلح :تأكيل العقود في قانوف االلتزامات ك العقود المغربي ،أطركحة لنيل دكتوراه
دكلة من كلية الحقوؽ بالرباط أكداؿ ،السنة الجامعية.1996/1995 :
مليكة الغناـ :إدارة أمواؿ القاصر من خبلؿ مدكنة األسرة ،رسالة لنيل دبلوـ الدراسات
العليا المعمقة في القانوف الخاص،السنة الجامعية.2007/2006:
371
إىػداء Erreur ! Signet non défini. .................................................................
فيو33.................................... : ب -أف يكوف مالكا للماؿ الموقوؼ كلو مطلق التصرؼ
372
الواقفين38 ............................................................ الفقرة الثانية :أقساـ
38..................................................................... : أكال :الواقف شخص اعتبارم
أثر3:............................................... : ب :الواقف الذم يبطل كقفو كال يترتب عليو أم
للتملك 53 .............................. الفقرة الثانية :أف يكوف الموقوؼ عليو أىبل
373
الوقف كتابة 63 ..................................................... المبحث األكؿ :اإلشهاد على
المانع 57.................. المطلب األكؿ :األحكاـ العامة لشرط الحوز قبل حصوؿ
الحوز 69 ...................................... الفقرة األكلى :الطبيعة القانونية لشرط
القبوؿ6:.......................................................................: أكال :الحوز دليل على
374
المتبرع86..........................................................................................: .1حوز دار
الفصل الثاني :مصادر إنشاء الوقف العاـ كآثار قيامو 85 .................................
العاـ 87...................................................... الفرع األكؿ :مصادر إنشاء الوقف
كصية 99 ......................................... المبحث األكؿ :الوقف العاـ مصدره عقد أك
التبرع:5........................... : رابعا :عقد الوقف عقد ملزـ لجانب كاحد على سبيل
كصية :: ....................... الفقرة الثانية :حاالت تكييف عقد الوقف على أنو
الموت::...................................................... : أكال :حالة تحبيس المريض مرض
375
كالزكايا 103..................................................... المطلب األكؿ :المساجد
المساجد 9.4 ................................................................ الفقرة األكلى:
الخفية 934 ............... الفقرة الثانية :عدـ إلزامية ضماف االستحقاؽ كالعيوب
االستحقاؽ935........................................................... : أكال :عدـ إلزامية ضماف
عليو 126.................... المطلب الثاني :آثار قياـ الوقف العاـ بالنسبة للموقوؼ
كاستغبللو 937 .............................. الفقرة األكلى :استعماؿ الماؿ الموقوؼ
376
العامة 129..................................... الباب األكؿ :خصوصيات نظم حماية األكقاؼ
الفصل األكؿ :خصوصيات القواعد الموضوعية لحماية الوقف العاـ 131 .................
العاـ 133................................ الفرع األكؿ :اإلعتراؼ بالشخصية اإلعتبارية للوقف
العاـ 945 ................................ المبحث األكؿ :عناصر الشخصية االعتبارية للوقف
االعتبارية 956 .................... المبحث الثاني :نتائج االعتراؼ للوقف العاـ بالشخصية
ؽ،ؿ،ع،ـ96.... : ثانيا :المسؤكلية الشخصية لناظر الوقف في إطار المادة 80من
ممثليو969............ : ثانيا :حدكد مسؤكلية الوقف العاـ كشخص إعتبارم عن أخطاء
377
المطلب الثاني :التعويض عن االعتداء المادم على األمبلؾ الموقوفة كقفا عاما
160..............................................................................................
المادم 979 ......................... الفقرة األكلى :التعويض القضائي عن االعتداء
المادم973........................ : أكال :اللجوء إلى القضاء االستعجالي لوقف االعتداء
امتياز 169.. المطلب الثالث :تمتيع الديوف المستحقة لفائدة األكقاؼ العامة بحق
الفقرة األكلى :أساس تمتيع الديوف المستحقة لفائدة األكقاؼ العامة بحق
امتياز 97: ........................................................................................
عاما 989 .. الفقرة الثانية :حدكد االمتياز كوسيلة لحفظ األمواؿ الموقوفة كقفا
الرقابة 174............ الفرع الثاني :مالية األكقاؼ العامة :قواعد التنظيم كضبط آليات
عائداتها 987 ......... المبحث األكؿ :قواعد تنظيم مالية األكقاؼ العامة كطرؽ استثمار
378
الفقرة الثانية :األساليب األخرل الممكنة لتطوير استثمار أمواؿ الوقف العاـ
995 ................................................................................................
العامة 997 ................................. المبحث الثاني :ضبط آليات رقابة مالية األكقاؼ
الفصل الثاني :خصوصيات القواعد اإلجرائية لحماية الوقف العاـ 200 ....................
الكراء201.......... الفرع األكؿ :نهائية األحكاـ الصادرة لفائدة األكقاؼ العامة منازعات
لبلستئناؼ 3.3 .................... المبحث األكؿ :المنازعات المعنية بقاعدة عدـ القابلية
379
النص 203......................... المطلب االكؿ :االتجاه القضائي المتشبث بحرفية
النص 205........... المطلب الثاني :االتجاه القضائي الذم يضيق من نطاؽ إعماؿ
األطراؼ3.7 ..................... المبحث الثاني :نطاؽ عدـ القابلية لبلستئناؼ من حيث
العامة 211........ المطلب األكؿ :إيقاؼ الطعن بالنقض للتنفيذ في قضايا األكقاؼ
المطلب الثاني :إجراءات كقف التنفيذ عن طريق الطعن بالنقض في دعاكل
العامة214........................................................................... : األكقاؼ
العامة397 .............. المبحث الثاني :إمكانية الطعن بإعادة النظر في دعاكل األكقاؼ
العامة 217.......... المطلب األكؿ :أسباب الطعن بإعادة النظر في قضايا األكقاؼ
العامة 219.. المطلب الثاني :إجراءات تقديم طلب إعادة النظر في قضايا األكقاؼ
العامة 222.......................................... الباب الثاني :تفعيل آليات حماية األكقاؼ
الفصل األكؿ :تكريس حماية الوقف العاـ من خبلؿ قواعد التحفيظ العقارم ،ككسائل
اإلثبات 224 ..........................................................................
العقارم 226........... الفرع األكؿ :المقتضيات الحمائية للوقف العاـ المتعلقة بالتحفيظ
العاـ33: ... المبحث األكؿ :اعتبار التقييد بالرسم العقارم صورة من صور حوز الوقف
العقارم 230. المطلب األكؿ :االستغناء عن الحوز المادم بتسجيل الوقف بالرسم
الوقف 235...................................... المطلب الثاني :الحيازة المادية كصحة
380
المبحث الثاني :عدـ مواجهة األكقاؼ العامة بقاعدة التطهير الناتجة عن تحفيظ
العقار 349 ....................................................................................................
المطلب األكؿ :القوة اإلثباتية لقاعدة التطهير الناتجة عن تحفيظ العقار في إطار
العامة 238............................................................................. القواعد
المطلب الثاني :استثناء االمبلؾ الموقوفة كقفا عاما من األثر التطهيرم للرسم
العقارم 242.....................................................................................
االعتراؼ37:........................................................................................... أكال:
381
الكتابة 389 ...................................................... الفقرة األكلى :اإلقرار ك
الخصم383.................................................................................... : أكال :اقرار
اليمين388............................................................................................... ثانيا:
الفصل الثاني :حماية التصرفات الجارية على الوقف العاـ 280 ...........................
عاما 282.................. الفرع األكؿ :التصرفات الجارية على أصل الماؿ الموقوؼ كقفا
عاما 394 ...................................... المبحث األكؿ :معاكضة األمبلؾ الموقوفة كقفا
عاما 284.......... المطلب االكؿ :حاالت السماح لمعاكضة األمبلؾ الموقوفة كقفا
النقدية 395 .................................................... الفقرة األكلى :المعاكضة
الفقرة الثانية :المسطرة اإلدارية إلجراء معاكضة األمواؿ الموقوفة كقفا عاما
3:4 ................................................................................................
المعاكضة3:4................................................. : أكال :الحصوؿ على اإلذف بإجراء
382
المباشر3:8..................................... : - 2معاكضة األمواؿ الموقوفة عن طريق االتفاؽ
المبحث الثاني :عدـ إمكانية كسب الماؿ الموقوؼ بالتقادـ أك الحيازة ،كعدـ جواز
فيو 4.9 .............................................................................. حجزه أك التصرؼ
بالحيازة 301.......... المطلب األكؿ :عدـ جواز كسب الماؿ الموقوؼ بالتقادـ أك
بالتقادـ 4.9 ..................... الفقرة األكلى :عدـ جواز كسب الماؿ الموقوؼ
بالحيازة 4.4 ........ الفقرة الثانية :عدـ جواز كسب الماؿ الموقوؼ كقفا عاما
فيو 306.................. المطلب الثاني :عدـ جواز حجز الماؿ الموقوؼ كالتصرؼ
عاما 4.7 ................... الفقرة األكلى :عدـ جواز حجز الماؿ الموقوؼ كقفا
عاما 4.8 ............ الفقرة الثانية :عدـ جواز التصرؼ في الماؿ الموقوؼ كقفا
عاما 313.............. المطلب األكؿ :شركط تكوين عقد كراء الماؿ الموقوؼ كقفا
الفقرة األكلى :الشركط الشكلية لتكوين عقد كراء الماؿ الموقوؼ كقفا عاما
495 ................................................................................................
العركض495.....................................................: أكال :مسطرة السمسرة أك طلب
الفقرة الثانية :الشركط الموضوعية لتكوين عقد كراء الماؿ الموقوؼ كقفا
عاما 499 ..........................................................................................
383
انتهاؤه 319............. المطلب الثاني :آثار عقد كراء الماؿ الموقوؼ كقفا عاما ك
الكراء 43. ...................................................... الفقرة األكلى :آثار عقد
عاما43............................................ : أكال :التزامات مكرم الماؿ الموقوؼ كقفا
المكتراة43................................................................................. : -1تسليم العين
عليها435... : -3التزاـ المكترم باستعماؿ العين فيما أعدت لو كأداء التكاليف المفركضة
الباطن436............................ : -4التزاـ المكترم بعدـ تولية العين المكراة أك كرائها من
عاما437 ....................... الفقرة الثانية :إنهاء عقد كراء الماؿ الموقوؼ كقفا
العقد437..................................... : أكال :انتهاء عقد الكراء ألسباب راجعة لطرفي
للمكرم437...................................................... : -1انتهاء عقد الكراء ألسباب راجعة
384
القرآف الكريم 341 ....................................................................
كتب التفسير 341 ....................................................................
المراجع العامة341 ....................................................................
الفقو341.................................................................................. أكال:كػتػب
القانوف 347............................................................................... ثانيا:كتب
الخاصة 353............................................................................. ثالثا:الكتب
المعاجم357 ..........................................................................
العمل القضائي357 .................................................................. :
المقاالت ك المساىمات364 ......................................................... :
القوانين 369 ..........................................................................
المراجع بالفرنسية 370 ................................................................
األطركحات كالرسائل 371 .............................................................
الفهرس 373............................................................................................
385