You are on page 1of 52

‫الفصل السادس‪ :‬تخصص القانون العام‬

‫‪ :‬بحث اإلجازة في الدراسات القانونية تحت عنوان‬

‫إبرام العقود اإلدارية خالل جائحة كورونا‬


‫الصفقات العمومية نموذجا‬

‫إشراف الدكتور‬ ‫‪:‬إعداد الطالب‪:‬‬

‫محمد باسك منار‬ ‫عبد العالي أوكوجان‬

‫السنة الجامعية ‪2023_2022‬‬


‫‪ :‬أتقدم بجزيل الشكر وعظيم اإلمتنان إلى أستاذي الدكتور‬

‫محمد باسك منار‬

‫على كل ما يقدمه لنا من معرفة وتوجيهات سديدة ونصائح داخل الفصل‬


‫وخارجه ومن إعداد هذا البحث المتواضع‪ .‬وكذلك كل الشكر له على‬
‫المجهودات التي بذلها لخدمة البحث العلمي راجيا من هللا أن يجعلها في‬
‫ميزان حسناته‬
‫الئحة الرموز‬
‫الرموز باللغة العربية‬

‫المادة‬ ‫م‬
‫الفصل‬ ‫ف‬
‫مرجع سابق‬ ‫م‪.‬س‬
‫الصفقات العمومية‬ ‫ص‪ .‬ع‬

‫الرموز باللغة الفرنسية‬

‫‪page‬‬ ‫‪p‬‬
‫‪1‬‬
‫‪:‬مقدمة‬
‫‪ :‬السياق العام ‪1-‬‬
‫عرف المغرب كغيره من دول العالم أزمة تفشي فيروس كورونا‪ ،‬هذا األخير كانت‬
‫إرهاصاته األولى سنة ‪ 2019‬خالل شهر ديسمبر في الصين لكن سرعان ما امتد ليشمل‬
‫‪.‬العالم‬
‫لعل المغرب بدوره لم يسلم من هذه األزمة مما دفعه لتخاد مجموعة من التدابير للحد من‬
‫خطورة هذا الوباء على مستوى التراب الوطني‪ ،‬بدئا بمنع التجمعات وإلغاء التظاهرات‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬بكافة أنواعها قصد حصر توغل الفيروس‬
‫في هذا السياق تم تفعيل مجموعة من اإلجراءات سواء اإلقتصادية أو القانونية لمواجهة‬
‫هذه الجائحة‪ ،‬وجاء على رأسها إقرار مرسوم بمثابة قانون يتعلق بسن أحكام خاصة بحالة‬
‫(‪)3‬‬
‫الطوارئ الصحية وبإجراءات اإلعالن عليها‪.‬‬
‫باإلضافة إلى مرسوم خاص بإعالن حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني‬
‫لمواجهة فيروس كورونا ( كوفيد ‪، )4( )19‬وقد صدر المرسومان بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 6867 .‬مكرر بتاريخ ‪ 29‬رجب ‪ 24 ( 1441‬مارس ‪)2020‬‬
‫البد من اإلشارة أن المغرب رغم اإلجراءات التي تم إتخادها للحد نوعا ما من تفشي‬
‫الفيروس ‪ ،‬إال أنه كان له تأثير واضح على مجموعة من الميادين خاصة االقتصادية‬
‫واالجتماعية ‪،‬هذا التأثير لم تسلم منه العقود اإلدارية باعتبارها أداة تنهجها الدولة أو‬
‫‪.‬مؤسساتها قصد تسيير مرفق عمومي وضمان إستمراره‬
‫إال أن التحدي األكبر الذي واجهته مؤسسات الدولة كان العامل الزمني‪ ،‬فسرعة انتشار‬
‫الفيروس دعت إلى إيجاد طرق مساعدة إلنجاز أعمال الدولة ومؤسساتها و تحقيقا‬
‫للمصلحة العامة وضمانا لعدم انتشار هذا الفيروس‪ ،‬وهنا الحديث عن الصفقات العمومية‬
‫‪.‬بإعتبارها نوعا من أنواع العقود اإلدارية وأكثرها تعامال على الصعيدين الوطني والدولي‬
‫فالصفقات العمومية ما دامت شكل من أشكال العقود اإلدارية تأثرت أيضا بالفيروس ‪،‬‬
‫حيث أصبح من الواجب إيجاد طرق جديدة إلبرامها في هذه الظرفية بدال من الطرق‬
‫‪.‬العادية‬
‫وفي هذا السياق أصدرت وزارة اإلقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة منشورا تحث فيه‬
‫اإلدارات العمومية والمؤسسات العمومية على اتخاذ إجراءات لتسهيل إبرام الصفقات‬
‫(‪)5‬‬
‫العمومية خالل هذه الظرفية‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪:‬السياق التاريخي ‪2-‬‬

‫تماشيا مع السياق العام للبحث فإن عقد الصفقات العمومية كباقي العقود مر من‬
‫مجموعة من المحطات و التطورات التاريخية‪ ،‬ويمكن القول أنها ابتدأت بإتفاقية‬
‫الجزيرة الخضراء(‪ )6‬المنعقد بتاريخ ‪ 7‬ابريل ‪ ، 1906‬التي نصت في بابها‬
‫السادس على إلزامية اللجوء إلى المناقصة كأسلوب من قبل اإلدارة إلبرام الصفقة‬
‫العمومية وقد تضمنت المعاهدة بعض اإلرهاصات األولية لتأطير القانوني‬
‫‪.‬للصفقات العمومية‬
‫ليأتي بعد ذلك ظهير ‪ 9‬يوليوز ‪ 1917‬المتعلق بالمحاسبة العمومية(‪ )7‬كأول‬
‫تنظيم في المغرب الذي أكد على طريقة المناقصة لكن مع ضرورة احترام مبدأ‬
‫‪ .‬اإلشهار و المنافسة‬
‫ثم جاء بعده مرسوم ‪ 6‬غشت ‪ 1958‬المتعلق بالمحاسبة (‪ )8‬العمومية حيث حاول‬
‫هذا األخير وضع تنظيم مكتمل للنصوص المتناثرة المتعلقة بإبرام الصفقات‬
‫‪.‬العمومية‬

‫نص بالغ وزارة الداخلية بتاريخ ‪ 19‬مارس ‪ 2020‬المتعلق بحالة الطوارئ الصحية وتقيد الحركة في البالد ابتداء من يوم ‪ 20‬مارس ألجل غير مسمى _‬

‫‪.‬لمنع تفشي الوباء مع إشتراط مغادر المنزل عند الحصول على ترخيص من السلطة المحلية‬

‫‪.‬منشور السيد وزير اإلقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة رقم ‪ 2020/1‬بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪2_2020‬‬

‫‪.‬مرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.292‬الصادر بتاريخ مارس ‪ 2020‬المتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ واجراءات اإلعالن عنها_‪3‬‬

‫‪.‬مرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.293‬المتعلق بإعالن حالة الطوارئ الصحية في سائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا _‪4‬‬

‫منشور السيد وزير اإلقتصاد وإصالح اإلدارة رقم ‪ 2020/1‬بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ ، 2020‬بشأن التدابير الوقائية من خطر فيروس كورونا باإلدارات_‪5‬‬

‫‪.‬العمومية والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية‬


‫انعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء في الفترة الممتدة بين بين ‪ 16‬يناير و ‪ 7‬ابريل من سنة ‪ 1907‬وعرف مشاركة ‪6- 12‬‬
‫دولة من بينها فرنسا – اسبانيا –المانيا – ايطاليا – انجلترا ونمسا برعاية الواليات المتحدة األمريكية التي كانت األولى‬
‫التي تتدخل فيها في السياسة الخارجية العالمية في عهد الرئيس األمريكي آنذاك تيودور روزفلت‬

‫وقد توج هذا المسار التشريعي بصدور مرسوم ‪ 19‬ماي ‪ 1965‬المتعلق بإبرام صفقات‬
‫األشغال والتوريدات‪ ،‬والذي حاول المشرع من خالله تجميع جل النصوص المتعلقة‬
‫تسهيل الرجوع اليها‬
‫‪.‬بالصفقات العمومية في وثيقة واحدة قصد ‪3‬‬

‫و تم تعديل هذا المرسوم بمقتضى المرسوم الصادر ‪ 14‬أكتوبر ‪ )9( 1976‬الذي جاء‬
‫بمجموعة من التعديالت الجذرية حول إبرام الصفقات العمومية حيث منح أهمية بالغة‬
‫للكفاءة والجودة ليأتي بعده مرسوم ‪ 30‬دجنبر ‪، )10( 1998‬الذي كرس فلسفة جديدة في‬
‫إبرام الصفقات العمومية ‪ ،‬مفادها إلغاء أسلوب المناقصة وتأسيس قواعد جديدة مرتبطة‬
‫‪ .‬بضمان الشفافية‪ ،‬المساواة‪ ،‬المنافسة في إبرام الصفقات العمومية‬
‫غيره أنه أصدر المشرع مرسوم بتاريخ ‪ 5‬فبراير ‪، )11( 2007‬الذي عمل على تأسيس‬
‫طبيعة قانونية للصفقات العمومية تتالءم مع مختلف التطورات االقتصادية واالجتماعية‬
‫‪.‬لإلدارة بالمغرب‬
‫كما نص دستور ‪ 2011‬على عدة مقتضيات تتعلق بربط المسؤولية بالمحاسبة والحكامة‬
‫الجيدة والنجاعة فالتدبير والشفافية‪ ،‬ثم إدخال تغييرات على نظام الصفقات العمومية تهدف‬
‫إلى تفعيل المقتضيات والمبادئ التي جاء بها دستور ‪ 2011‬و أصدار على إثرها المشرع‬
‫مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬هذا المرسوم بدوره تم تعديله‬
‫وأخير تعديل له هو مرسوم رقم ‪ 2.22.431‬المتعلق بالصفقات العمومية (‪ )12‬الذي جاء‬
‫‪.‬بمجموعة من التعديالت خاصة في مجال إبرام الصفقات العمومية‬
‫‪7- Dahir du 9 juin 1917 ( 18 chaabane 1335) portant règlement sur la comptabilité publique de l’empire chérifien,‬‬

‫‪bulletin officiel, 25 juin 1917, P.705.‬‬

‫ظهير شريف رقم ‪ 1.58.041‬بشأن ضبط المحاسبة العمومية للمملكة المغربية ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪ 20 ، 2393‬صفر ‪ 5( 1378‬شتنبر ‪8_ )1958‬‬

‫مرسوم رقم ‪ 2.76.479‬الصادر في ‪ 14‬أكتوبر ‪ 1976‬بشأن صفقات األشغال أو األدوات أو الخدمات المبرمة لحساب الدولة ‪،‬الجريدة الرسمية ‪،‬عدد _‪9‬‬

‫‪ 27 ،3339.‬أكتوبر ‪1976‬‬

‫مرسوم ‪ 2.98.482‬الصادر في تاريخ ‪ 30‬دجنبر ‪ 1998‬المعلق بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض المقتضيات المتعلقة بتدبيرها _‪10‬‬

‫‪ .‬ومراقبتها ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪،‬عدد ‪7 ،4654‬يناير ‪1999‬‬


‫مرسوم رقم ‪ 2.06.388‬الصادر بتاريخ ‪5‬فبراير ‪ 2007‬بتحديد شروط بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض المقتضيات المتعلقة _‪11‬‬

‫‪.‬بتدبيرها ومراقبتها ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪،‬عدد ‪ 19 ،5518‬أبريل ‪2007‬‬

‫‪:‬تحديد المفاهيم ‪3-‬‬


‫‪5‬‬
‫العنوان " إبرام العقود اإلدارية خالل جائحة‬ ‫إن أول مالحظة تثير القارئ عند تأمل في‬
‫كورونا الصفقات العمومية نموذجا '' هو تعدد المصطلحات والمفاهيم حتى يتبين المقصود‬
‫‪:‬منها‬

‫‪:‬العقود اإلداري‬
‫يمكن تعريف العقد اإلداري حسب ما استقر عليه قضاء مجلس الدولة الفرنسي كونه‬
‫يحيل إلى كل اتفاق يبرمه أحد األشخاص المعنوية العامة بغرض تسيير مرفق عام‪،‬‬
‫على أن تظهر في اإلتفاق نية الشخص المعنوي العام في األخذ بوسائل وأحكام القانون‬
‫العام أو بتضمين اإلتفاق شروطا غير مألوفة في عقود القانون الخاص ‪،‬أو بالسماح‬
‫للمتعقدين معها وهو أحد أشخاص القانون الخاص باإلشتراك مباشرة في تسيير المرفق‬
‫العام حيث تتخذ فكرة المرفق العام صورا مختلفة وشروط غير مألوفة قد تتضمنها القواعد‬
‫العامة وقد يتم إثباتها من خالل دفاتر الشروط العامة أو من خالل النصوص التشريعية أو‬
‫(‪)13‬‬
‫‪.‬التنظيمية‬
‫كما يمكن تعريف العقد اإلداري أيضا على أنه كل اتفاق يبرمه شخص معنوي عام بقصد‬
‫تسيير مرفق عام أو تنظيمه(‪ )14‬وتظهر فيه نية اإلدارة في األخذ بأحكام ووسائل القانون‬
‫العام‪ .‬أو أن يتضمن العقد شروطا استثنائية وغير مألوفة في القانون الخاص أو أن يخول‬
‫المتعاقد مع اإلدارة اإلشتراك مباشرة في تسيير المرفق العام وتكون جهة القضاء اإلداري‬
‫(‪)15‬‬
‫‪ .‬هي المختصة بالنظر في المنازعات المتعلقة به‬
‫‪ .‬وزارة التجهيز والماء‪ ،‬حول المرسوم الجديد لصفقات العمومية ‪ ،‬دورية رقم ‪ 62‬الصادرة بتاريخ ‪ 3‬أبريل ‪13_ 2023‬‬

‫قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس االعلى عدد ‪ 1017‬المؤرخ في ‪ 20/12/2006‬ملف إداري عدد ‪ 4/1/2004 /2688‬حيث صرحت الغرفة اإلدارية _‪14‬‬

‫" ان الصندوق الوطني لمنظمات اإلحتياط اإلجتماعي الذي وقع احداثه بمقتضى الظهير الشريف المعتبر بمثابة قانون ‪ '' 1-72-184‬ال نقاش فيأنه مؤسسه‬

‫عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية واإلستقالل المالي و اإلداري وأن العقد المبرم بينه وبين شركة (‪ )....‬هو عقد إداري الهدف منه تسيير المرفق العمومي‬

‫''الذي يمثله‬

‫قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى عدد ‪ 760‬المؤرخ في ‪ 19/10/2005‬ملف إداري عدد ‪ 1967/4/1/2004‬حيث اعتبرت الغرفة اإلدارية _‪15‬‬

‫أن العقد موضوع المنازعة " أحد أطرافه شخص من أشخاص القانون العام وهو وزارة الفالحة والتنمية القروية والصيد البحري ويرتبط العقد بتسييرها أي‬
‫‪4‬‬

‫تسيير الرفق العام الذي تسهر عليه وتقوم به أي الزيود بأدوات تجهيز المكاتب األمر يضفي على عقد التوريد موضوع الطب صبغة العقد اإلداري ويكون‬

‫‪ .‬العقد اإلداري مختصا في البث في المنازعات الناشئة بشأنه‬

‫وقد يفيد كل اتفاق ال يكون بإرادة منفردة وإنما‪ 6‬يكون نتيجة تطابق إرادتين‪ ،‬بمعنى أن العقد‬
‫اإلداري ال يوجد إال بالتقاء إرادة اإلدارة مع إرادة المتعاقد معها سواء كان شخصا عاما أو‬
‫‪ .‬خاصا‬

‫‪:‬جائحة كورونا‬
‫يمكن تعريفها بكونها من الظرفيات التي عرفت تفشي فيروس كوفيد ‪ ، 19‬بإعتبار هذا‬
‫‪ .‬األخير صنف من أصناف المتالزمات التنفسية الحادة‬
‫أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا بكونه جائحة عالمية(‪، )15‬التي بدأ‬
‫‪ .‬بزوغها في الصين سنة ‪ 2019‬في ‪ 31‬دجنبر لتشما العالم بأكمله‬
‫أما بالنسبة للمغرب تم البدء في العمل على اإلستعداد للجائحة ذلك من خالل عمل وزارة‬
‫الصحة على ترصد الداء عبر المنظومة الوطنية للمراقبة الوبائية‪ ،‬كما هيأت كل ما يتعلق‬
‫‪.‬بوسائل التشخيص الفيروس ي و الوقاية منه‬
‫واستمر الموضوع على ما هو عليه إلى أن تم اإلعالن على أول حالة إصابة مؤكدة‬
‫بفيروس كورونا المستجد‪ ،‬تم تأكيدها مخبريا بمعهد باستور المغرب(‪ )15‬مواطن مغربي‪،‬‬
‫‪.‬مقيم بالديار اإليطالية ذلك ما جعل الدولة المغربية تشعر بخطورة الوباء‬
‫في هذا السياق أصدرت المغرب مجموعة من اإلجراءات سواء اإلقتصادية أو القانونية كما‬
‫‪.‬أشرنا إليه سابقا قصد مواجهة هذه الجائحة‬
‫وبالتوازي مع كل هذا أصدرت السلطات العمومية بتوجيه من جاللة الملك مجموعة من‬
‫القرارات اإلدارية والدوريات والمناشير لتنظيم الحياة العامة وضمانا إلستمرار المرفق‬
‫العام واستمرار نجاعة أدائه خاصة فيما يتعلق بالعقود اإلدارية التي تبرمها لتلبية‬
‫‪.‬الحاجيات‬

‫صنفت المنظمة الصحة العالمية تفشي فيروس كورونا بوصفه وباءا عالميا " جائحة " وقد أعلن رئيسها الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس ‪،‬بتاريخ_‪16‬‬

‫‪ 30‬يناير ‪ 2020‬أن اطالق هذا المصطلح يعود الى سببين وهوما‬


‫‪:‬‬
‫السبب األول يكمن في سرعة العدوى واتساع نطاقها و الثاني هو القلق الشديد إزاء قصور النهج الذي تتبعه بعض الدول على‬
‫مستوى اإلرادة السياسية الالزمة‬

‫بالغ عن وزارة الصحة بتاريخ ‪ 02‬مارس ‪17_ 2020‬‬

‫‪7‬‬
‫‪:‬الصفقات العمومية‬
‫(‬
‫عرف المشرع المغربي الصفقات العمومية في المادة ‪ 4‬من ‪ 20‬مارس ‪2013‬‬
‫‪)18‬‬

‫على أنها " عقود بعوض تبرم بين صاحب مشروع من جهة وشخص ذاتي أو‬
‫اعتباري من جهة أخرى يدعى مقاوال أو موردا أو خدماتيا وتهدف إلى تنفيذ‬
‫" أشغال أو تسليم توريدات أو القيام بخدمات‬
‫لكن في المنظور القضائي تعتبر الصفقات العمومية بمثابة عقود إدارية بقوة‬
‫القانون فهي مظهر من مظاهر امتيازات السلطة العامة كما أنها مرتبطة باستخدام‬
‫‪ .‬وتوظيف األموال العامة‬
‫في نفس السياق ذهب مجلس الدولة الجزائري في تعريف الصفقات العمومية في‬
‫قرار له في تاريخ ‪ 17‬ديسمبر ‪ 2002‬تحت رقم ‪ 6215‬فهرس ‪ " 873‬يوضح‬
‫أنها عقد يربط الدولة بالخواص حول مقاولة أو إنجاز مشروع أو أداء خدمات‬
‫"‪...‬‬
‫أما في ما العريف الفقهي لها لقد أجمع فقه القانون اإلداري على أنظرية العقد‬
‫اإلداري هي نظرية من منشأ قضائي أرسى مبادئها وأحكامها القضاء اإلداري‬
‫الفرنسي ممثال في مجلس الدولة عبر اجتهاداته من خالل القضايا والمنازعات‬
‫(‪)19‬‬
‫‪ .‬المعروضة عليه‬
‫ومن بين التعاريف التي أعطيت للصفقات العمومية من الناحية الفقهية يمكن أن‬
‫ندرج التعريف الذي قدمه الفقيه أندريه دولوباير " الصفقات العمومية هي عقود‬
‫'إدارية بمقتضاها يلتزم المتعاقد بالقيام بأعمال لفائدة اإلدارة مقابل ثمن محدد‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬صادر في ‪ 8‬جمادى األولى ‪ 20( 1434‬مارس ‪ ) 2013‬المتعلق بالصفقات العمومية _‪18‬‬

‫محمد فؤاد عبد الباسط ‪ :‬أعمال السلطة اإلدارية ‪ ،‬جامعة اإلسكندرية كلية الحقوق ‪،1989‬ص‪19_ 274.‬‬

‫‪:‬أهمية الموضوع_ ‪4‬‬


‫‪8‬‬
‫تتمثل أهمية هذه الدراسة العلمية في محاولة ما أمكن إعطاء نظرة عامة‬
‫‪.‬ومحيطة لطرق إبرام الصفقات العمومية بالمغرب في زمن كورونا‬
‫لعل هذه الدراسة ماهي إال محاولة بسيطة لتنوير موضوع الصفقات وطرق‬
‫إبرامها خالل جائحة كورونا‪ ،‬بإعتبارها من العقود اإلدارية ذلك نظرا لدور‬
‫‪.‬الكبير الذي تلعبه الصفقات العمومية في استمرار المرافق العمومية‬
‫كما تعتبر آلية من اآلليات المهمة في البعد التنموي انطالقا من مساهمتها في تلبية‬
‫الحاجيات الرئيسية لإلدارة‪ ،‬سواء من خالل تقديم خدمات أو تسليم توريدات أو‬
‫القيام بأشغال عمومية ذلك للوصول إلى الغاية التي تكمن في إشباع الحاجيات‬
‫‪.‬العامة وتحقيق التنمية‬
‫وبالتالي تشكل دراسة موضوع إبرام الصفقات العمومية خاصة خالل جائحة‬
‫كورونا‪ ،‬فرصة حقيقية لمعرفة جاهزية اإلدارة العمومية لتدبير الصفقات‬
‫‪.‬العمومية خالل هذه الظرفية أي خالل جائحة كورونا‬
‫باإلضافة إلى الطرق التي يمكن من خاللها إبرام الصفقات العمومية ‪ ،‬دون‬
‫‪.‬الشعور بالخوف من تفشي الفيروس وكذلك احترام لمبادئ الصفقات العمومية‬
‫‪ :‬دوافع اختيار الموضوع_ ‪5‬‬
‫من المتعارف عليه في البحث العلمي كون األسباب التي تدفع الباحث في اختيار‬
‫‪:‬الموضوع قد تكون إما أسباب ذاتية أو موضوعية‬
‫فبالنسبة األسباب الذاتية تجلت أو تمثلت في كون الموضوع له إرتباط بوحدة‬
‫التكوين و البحث في القانون العام ‪ ،‬فضال عن كونه موضوع له أبعاده القانونية‬
‫‪.‬وعلمية كثيرة ومتنوعة ومتشعبة فيما بينها‬
‫كما يرجع اختيار الموضوع إلى اهتمامي الكبير بمجال الصفقات العمومية ذلك‬
‫نظرا لتداخله مع عدة حقول معرفية مرتبطة بعلم اإلقتصاد وعلم اإلدارة والمالية‬
‫‪ .‬هذا اإلرتباط راجع إلى ‘رتباطه بالمال العام‬
‫‪9‬‬
‫الدافعة إلى اختيار الموضوع كونه‬ ‫أما فيما يخص األسباب الموضوعية‬
‫يتماشى مع البحث العلمي و كثرة التعديالت في الصفقات العمومية تجعل منه‬
‫موضوع ومادة خصبة للبحث‪ ،‬إضافة إلى تأثير الفيروس عليها منحها رداء جديد‬
‫‪ .‬خاص بها‬
‫‪:‬اشكالية البحث _‪6‬‬
‫سبب فيروس كورونا العديد من الخسائر سواء اإلقتصادية أو البشرية أو‬
‫‪.‬اإلجتماعية في كثير من دول العالم وكان المغرب من بين هذه الدول‬
‫هذا الوباء كان له تأثير كبير على تعطيل عجلة النمو اإلقتصادي باإلضافة إلى‬
‫بروز إشكاالت قانونية على سبيل المثال عجز البعض عن الوفاء بإلتزاماتهم‬
‫التعاقدية خاصة في مجال العقود اإلدارية التي أبرمتها اإلدارة مع أحد أشخاص‬
‫القانون العام‪ ،‬هنا الحديث بالضبط على الصفقات العمومية التي تم إبرامها في‬
‫‪:‬هذه الظرفية الصعبة من هنا تنبع اإلشكالية المحورية للموضوع وهي كالتالي‬
‫؟‬ ‫كيف تم إبرام الصفقات العمومية كنوع من العقود اإلدارية في ظل جائحة‬
‫كورونا‬

‫هذا وتتفرع عن اإلشكالية الرئيسية للموضوع مجموعة من األسئلة الفرعية وهي‬


‫‪ :‬كالتالي‬
‫ماهي الطرق التي كانت السبيل في إبرام الصفقات العمومية بكل نجاعة في ظل‬
‫وباء كورونا ؟‬
‫كيف تم إبرام الصفقات العمومية أو األشغال العامة في كل من المغرب وفرنسا‬
‫خالل الجائحة ؟‬
‫ماهي اإلجراءات التدبيرية المتخذة من أجل تجاوز تأثير جائحة كورونا ؟‬
‫ما مصير الصفقات التي تأثرت بفعل الجائحة؟‬
‫ما مدى جاهزية اإلدارة العمومية لتدبير الصفقات العمومية بشكل إليكتروني ؟‬
‫‪10‬‬ ‫_منهجية البحث‪7 :‬‬
‫ال يوجد بحث علمي دون منهج‪ ،‬يتم وفقا لقواعده دراسة اإلشكالية محور‬
‫‪.‬البحث وتحليل أبعادها ومدى تأثيرها وتأثرها بالظواهر المحيطة‬
‫كما أن البحث دون منهج علمي يجعل من البحث درب من دروب التفكير‬
‫‪ .‬التنظيري الذي يحتاج لمن يؤكد سالمته ويؤيد صحة نتائجه‬
‫لذلك استوجب أن نقوم باإلستعانة بأحد المناهج قصد الصول إلى النتائج المرجوة‬
‫‪ :‬وهذه المناهج يمكن حصرها فيما يلي‬
‫‪:‬المنهج اإلستنباطي‬
‫هذا المنهج الغاية منه ارتكازه على الدراسة الكلية لظاهرة معينة قصد الوصول‬
‫‪.‬إلى جزئياتها‬
‫كما يقوم هذا المنهج بحصر األدلة و الحقائق العامة وتنيفها وترابطها ثم استنباط‬
‫الحقيقة الجزئية المطلوبة منها(‪ )20‬ذلك باعتماد هذا المنهج قصد الوصول إلى‬
‫‪ .‬الجزئيات الخاصة بإشكاليات إبرام الصفقات خالل جائحة كورونا‬

‫عائشة عباش و رانجة زكية واخرون" منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم اإلجتماعية " المركز الديمقراطي العربي للدراسات ‪20-‬‬

‫اإلستراتيجية والسياسية واإلقتصادية الطبعة األولى ص ‪120‬‬

‫‪:‬المنهج التحليلي‬

‫‪11‬‬
‫ذلك باعتباره أسلوب من أساليب البحث في العلوم اإلجتماعية في هذا السياق‬
‫يعرفه بيرنارد بيرلسون " كونه أحد أساليب البحث العلمي التي تهدف إلى‬
‫‪".‬الوصف الموضوعي المنظم و الكمي للمحتوى الظاهر للمضمون‬
‫ويمكن توظيف هذا المنهج في هذه الدراسة من خالل البحث في الموضوع و‬
‫تحليل النصوص القانونية و األحكام القضائية واآلراء الفقهية ما أمكن ذلك‬
‫لإلحاطة بطرق إبرام الصفقات العمومية كنوع من العقود اإلدارية خالل جائحة‬
‫‪ .‬كورونا‬
‫‪:‬خطة البحث _‪8‬‬
‫على المستوى الشكلي الذي سوف أقوم من خالله بتقديم هذا الموضوع ومن‬
‫‪ :‬خالل اإلشكالية و األسئلة المنبثقة عنه ارتأيت أن يتم وفق مبحثين‬
‫المبحث األول ‪ :‬إبرام الصفقات العمومية خالل جائحة كورونا و نجاعة نزع‬
‫‪.‬الصفة المادية كآلية مدعمة إلبرامها في تلك الظرفية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬توجه كل من المغرب وفرنسا في مجال إبرام عقود الصفقات‬
‫‪ .‬العمومية خالل الجائحة و فعالية إعادة التوازن إلى المتأثرة منها‬

‫‪12‬‬
‫المبحث االول‬
‫إبرام الصفقات العمومية خالل جائحة كورونا و نجاعة نزع الصفة‬
‫المادية كآلية مدعمة إلبرامها في تلك الظرفية‬

‫‪13‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬إبرام الصفقات العمومية خالل جائحة كورونا و نجاعة‬
‫نزع الصفة المادية كآلية مدعمة إلبرامها في تلك الظرفية‬
‫تعد الصفقات العمومية من الوسائل التي تضمن إستمرار المرافق العمومية ‪ ،‬لذلك‬
‫نجد أن المشرع المغربي أحاطها بالعديد من األليات القانونية الخاصة بطرق إبرامها‬
‫واإلجراءات التي تمر منها تحقيقا لمبدأ المساواة بينن المتنافسين ‪،‬وقصد تمكين اإلدارة من‬
‫‪.‬إختيار المتنافسين األفضل للتعاقد معهم أو مع أحدهم‬
‫وقد منحها المشرع أهمية كبيرة ‪،‬والتي تكمن في تدخله لتحسين اإلطار القانوني لها‪،‬‬
‫باإلضافة إلى حكامة تدبيرها عبر تحسين الضمانات الممنوحة للمتنافسين‪ ،‬ومواكبة كل‬
‫التطورات والظروف خاصة تفشي فيروس كورونا ‪،‬الذي سبب تحول كبير بحيث أصبح‬
‫يتطلب األمر إيجاد حلول وطرق يتم من خاللها إبرام الصفقات العمومية ذلك قصد تجاوز‬
‫خطورة التجمع الذي يؤدي إلى إنتشار الفيروس بسرعة ‪،‬ومنه كان الحل الفعال إبرامها‬
‫وفق اإلرتكاز على الطرق االستثنائية ( المطلب األول) أو اللجوء إلى اإلبرام اإللكتروني‬
‫أي نزع الصفة المادية عن مساطر إبرامها كدعامة أساسية لتجاوز ما قد ينتج عن إبرامها‬
‫‪.‬بالطريقة المادية ( المطلب الثاني )‬

‫‪.‬المطلب االول ‪ :‬إبرام الصفقات العمومية خالل جائحة كورونا‬


‫خلق فيروس كورونا تحول كبير خاصة في الجانب المتعلق بإبرام الصفقات العمومية ‪،‬‬
‫‪.‬حيث أصبح يقتضي األمر تفعيل طرق لتسهيل إبرام هذه الصفقات خالل الجائحة‬
‫ومنه فقد تم التخلي عن الطرق العادية و إعتماد طرق استثنائية قصد إبرام الصفقات‬
‫العمومية في ظل هذه الظروف‪ ،‬حيث تم تفعيل الصفقات التفاوضية (الفقرة األولى)‪،‬‬
‫باإلضافة إلى سندات الطلب (الفقرة الثانية ) لمسايرة هذه األوضاع وتجنب زيادة من‬
‫‪.‬تفشي الفيروس‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬اللجوء إلى الصفقات التفاوضية كطريقة خالل الجائحة‬


‫تعتبر الصفقات التفاوضية استثناء على األصل ‪ ،‬حيث تعد طريقة من الطرق االستثنائية‬
‫‪ .‬التي تبرم بيها الصفقات العمومية‬
‫ويمكن القول أن هذه الصفقات التفاوضية هي طريقة لتخويل المشتري العمومي هامش‬
‫أوسع من الصالحيات في اختيار المرشحين لنيل الصفقة‪ ،‬ومنه سوف يتم اإلحاطة في هذه‬

‫‪14‬‬
‫الفقرة على المقصود بالصفقات التفاوضية و طرق إبرامها (أوال )‪ ،‬ثم الحديث عن دورها‬
‫‪.‬في مسايرة إبرام الصفقات خالل الجائحة (ثانيا)‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم الصفقات التفاوضية و حاالت إبرامها‬


‫‪-‬مفهوم الصفقات التفاوضية أ‬
‫تنص المادة ‪ 84‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬على أن " المسطرة التفاوضية طريقة من‬
‫طرق إبرام الصفقات تختار بموجبها لجنة تفاوض نائال للصفقة بعد استشارة حسب الحالة‬
‫‪1‬‬
‫‪ .‬متنافس أو أكثر وبعد التفاوض في شأن شروط الصفقة "‬
‫وتتعلق هذه المفاوضات على الخصوص بالثمن وأجل التنفيذ أو تاريخ اإلنتهاء أو التسليم‬
‫وشروط التنفيذ وتسليم العمل‪ ،‬ال يجوز أن تتعلق هذه المفاوضات بموضوع الصفقة‬
‫‪.‬ومحتواها‬
‫كما وجب التنبيه إلى أن إبرام هذه الصفقات التفاوضية يتطلب من السلطة المعنية إعداد‬
‫شهادة إدارية تبين اإلستثناء أو المغزى من إبرامها بهذا الشكل ‪ ،‬بإستثناء األعمال المستعجلة‬
‫التي يجب الشروع في تنفيذها قبل تحديد شروطها‪ ،‬واألعمال التي ال يمكن أن يعهد بإنجازها‬
‫‪ .‬اعتبارا لضرورات تقنية أو لصبغتها المعقدة إال لصاحب أعمال معين‬
‫باإلضافة إلى ذلك فإن صاحب المشروع ليست له صالحيات مطلقة في هذا الشأن‪ ،‬بل‬
‫‪.‬يتعين عليه قدر اإلمكان احترام اإلشهار المسبق والمنافسة‬

‫ب‪ -‬حاالت إبرامها‬


‫‪ :‬حدد المسوم الشكل القانوني أو الحالة التي يمكن أن تتخذها الصفقات التفاوضية في شكلين‬

‫‪ :‬فقات تفاوضية بعد إشهار مسبق وإجراء منافسة )ب_‪( 1‬‬


‫بمقتضى هذه المسطرة يكون صاحب المشروع ملزما باتباع قواعد المنافسة المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 85‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ ، 2013‬والتي تتميز بإجراءاتها السريعة مقارنة‬
‫‪.‬بمساطر إبرام أخرى‬
‫ومن بين األعمال التي تكون موضوع هذا النوع من الصفقات هي محددة على وجه الحصر‬
‫‪ :‬على سبيل حماية مبدأ المنافسة والمساواة بين المتنافسين نجدها على الشكل التالي‬
‫األعمال التي كانت موضوع مسطرة طلب عروض وتم إعالنها عديمة الجدوى وفق‬
‫الشروط المنصوص عليها في المادتين ‪ 42‬و‪ 61‬من المرسوم وفي هذه يجب أال يطرأ أي‬

‫‪15‬‬
‫تغيير على الشروط األصلية للصفقة وأال تزيد المدة الفاصلة بين تاريخ التصريح بعدم جدوى‬
‫‪ .‬المسطرة وتاريخ اإلعالن عن الصفقة التفاوضية عن واحد وعشرين يوما (‪)21‬‬
‫األعمال التي يعهد صاحب المشروع بتنفيذها إلى الغير بحسب الشروط الواردة في الصفقة‬
‫‪ .‬األصلية على إثر تقصير من صاحب الصفقة‬

‫‪.‬صفقات تفاوضية بدون إشهار مسبق وإجراء منافسة )ب_‪(2‬‬


‫ترتبط المسطرة التفاوضية بدون إشهار مسبق وبدون إجراء منافسة بخصوصية معينة داخل‬
‫إبرام الصفقة العمومية‪ ،‬ذلك أن عدم خضوعها للمنافسة نابع باألساس من األعمال المرتبطة‬
‫(‪)2‬‬
‫بها والتي جعلت المشرع يسمح لإلدارة بإبرامها بهذا الشكل انسجاما مع هذه األعمال‬
‫‪ :‬وتتجلى هذه األخيرة في‬
‫األعمال التي ال يمكن أن يعهد بإنجازها إال لصاحب أعمال معين اعتبارا لضرورات تقنية ‪-‬‬
‫‪.‬أو لصبغتها المعقد التي تستلزم خبرة خاصة‬
‫األعمال التي تقتضي ضرورات الدفاع الوطني أو األمن العام الحفاظ على سريتها ويجب ‪-‬‬
‫أن تكون هذه الصفقات موضوع ترخيص مسبق من رئيس الحكومة بالنسبة لكل حالة على‬
‫‪ .‬حدة بناء على تقرير خاص من السلطة المختصة المعنية‬
‫‪.‬األشياء التي يختص بصنعها حصريا حاملو براءات االختراع‪-‬‬

‫المادة ‪ 84‬من مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬صادر في ‪ 8‬جمادى األولى ‪ 20 ( 1434‬مارس ‪ ) 2013‬المتعلق بالصفقات العمومية _‪1‬‬

‫‪ .‬المادة ‪ 86‬من مرسوم ‪ 2.12.349‬صادر بتاريخ ‪ 8‬جمادى األولى ‪ 20 ( 1439‬مارس ‪ )2013‬يتعلق بالصفقات العمومية ‪ ،‬م ‪ .‬س _‪2‬‬

‫األعمال التي تكتسي طابعا استعجاليا والتي تتعلق بالدفاع عن حوزة التراب الوطني أو بأمن‪-‬‬
‫السكان أو بسالمة السير الطرقي أو بالمالحة الجوية أو البحرية‬
‫‪16‬‬
‫األعمال اإلضافية التي يعهد بها إلى مقاول أو مورد أو خدماتي سبق أن أسندت إليه صفقة ‪-،‬‬
‫إذا كان من المفيد بالنظر ألجل التنفيذ أو حسن سير هذا التنفيذ ‪ ،‬عدم إدخال مقاول أو مورد‬
‫أو خدماتي جديد ‪ ،‬وعندما يتبين أن هذه األعمال غير المتوقعة وقت إبرام الصفقة الرئيسية‬
‫‪%.‬تعتبر تكملة لها ال تتجاوز نسبة عشرة في المائة ‪10‬‬

‫األعمال المتعلق بتنظيم الحفالت أو الزيادات الرسمية التي تكتسي صبغة استعجالية وغير‪-‬‬
‫‪.‬متوقعه ‪ ،‬وغير متالئمة مع اآلجال الالزمة لإلشهار وإجراء المنافسة المسبقين‬

‫األعمال التي يجب إنجازها في حالة االستعجال القصوى والناجمة عن الظروف غير‪-‬‬
‫متوقعة بالنسبة لصاحب مشروع وغير ناتجة عن عمل منه ‪ ،‬والتي ال تتالءم مع اآلجال التي‬
‫يستلزمها إشهار وإجراء منافسة ‪ ،‬ويكون موضوع هذه األعمال على الخصوص مواجهة‬
‫‪ .‬خصاص أو حادث فاجع ‪ ،‬مثل زلزال أو فيضانات أو جفاف أو وباء أو جائحة‬

‫ثانيا ‪ :‬دور الصفقات التفاوضية في جائحة كورونا‬


‫وجب اإلشارة في هذا السياق إلى أنه لعبت هذه الصفقات التفاوضية خاصة التي تتم بدون‬
‫اإلعالن وإجراء منافسة مسبقة ‪ ،‬دور فعال في إبرام الصفقات العمومية خالل جائحة‬
‫كورونا ‪،‬حيث كانت من بين الحلول المتاحة إلبرامها تماشيا مع استمرار المرفق وتحقيق‬
‫‪.‬المصلحة العامة باإلضافة منع تفشي فيروس كورونا (كوفيد‪)19 -‬‬
‫ولعل اللجوء إلى حالة الصفقات التفاوضية بدون اإلعالن وإجراء منافسة يعود باألساس كما‬
‫تم اإلشارة إليه سابقا إلى كون األعمال التي ترتبط بها والسالفة الذكر من نطاق هذه‬
‫‪.‬الظرفية التي يعيشها المغرب وهي جائحة كورونا وبروز وباء كوفيد‪19‬‬
‫محاربتا لهذه الجائحة مثلت الصفقات التفاوضية أحد الركائز التي كانت بيد الدولة المغربية‬
‫خاصة وزارتها الصحية حيث تم في هذا السياق إبرام صفقة إقتناء اختبارات الكشف‬
‫المصلي (‪ ، )3‬وقد تمت هذه الصفقات التفاوضية خالل جائحة كورونا تحت إطار قانوني‬
‫يتمثل في مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪ 2020‬وكذا مرسوم ‪2.20.270‬‬
‫‪.‬بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪2020‬‬

‫تصريح وزير الصحة ‪ ،‬في اجتماع عقدته لجنة القطاعات االجتماعية بمجلس النوب ‪ ،‬في يوم الخميس ‪ 17‬شتنبر ‪ ،2020‬حول الصفقات المبرمة خالل _‪3‬‬

‫‪ .‬جائحة كورونا‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬سندات الطلب و تجسيدها خالل جائحة كورونا‬


‫‪17‬‬
‫تعد سندات الطلب إلى جانب الصفقات التفاوضية من طرق االستثنائية إلبرام الصفقات‬
‫العمومية وهي نوع من اإلتفاق المباشر نظرا لضآلة مبلغ الصفقة من جهة ‪ ،‬وألجل ربح‬
‫الوقت وعدم الخوض في اإلجراءات المسطرية من جهة أخرى‪ ،‬لذلك يمكن التفصيل في‬
‫المراد والمقصود بها (أوال ) باإلضافة إلى تجسيدها أو تطبيقها في جائحة كورونا (ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬تعريف سندات الطلب‬


‫تعتبر سندات الطلب أداة أو آلية مكن بها المشرع اإلدارات العمومية من إقتناء توريدات‬
‫وإنجاز أشغال أو خدمات في حدود (‪ )200.00‬درهم في إطار سنة مالية واحدة ‪ ،‬ذلك‬
‫قصد تمكينها من التدبير األمثل لمرافقها العمومية ‪،‬بعيدا عن اإلكراه الزمني لمساطر إبرام‬
‫‪4‬‬
‫الصفقات العمومية وبشكل يضمن إستجابة سريعة لمختلف حاجياتها‪.‬‬
‫لكن يتم رفع هذا الحد المتمثل في مائتي ألف (‪ )200.000‬درهم في بعض الظروف‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ .‬االستثنائية بعد إذن رئيس الحكومة إلى ‪ 500.000‬ألف درهم‬

‫ثانيا ‪ :‬تجسيد سندات الطلب خالل جائحة كورونا‬


‫لقد أصبح إبرام الصفقات العمومية عن طريق سندات الطلب ينحرف عن كونه طريقة‬
‫استثنائية‪ ،‬بل أصبحت هذه الطريقة في اإلبرام هي األصل نظرا لسهولة إبرامها وعدم‬
‫‪.‬خضوعها لنفس مستوى المراقبة مقارنة بإبرام الصفقات العمومية‬
‫في هذا السياق كان فيروس كورونا سبب مثالي لتجربة هذا النوع من طرق إبرام‬
‫الصفقات العمومية ‪ ،‬هذا ما كانت تحتاج إليه اإلدارات العمومية أي إبرام الصفقات خالل‬
‫جائحة كورونا بطريقة تضمن لنا اإلستجابة الفورية والسريعة وبعيدا عن اإلكراه الزمني‬
‫‪.‬لمساطر إبرام الصفقات العمومية‬
‫لعل من أبرز التوظيفات لسندات الطلب خالل جائحة كورونا ‪ ،‬الصفقات التي قامت بها‬
‫وزارة الصحة بشأن تدبير إقتناء التجهيزات والمعدات الطبية والبيو‪-‬طبية ووسائل الوقاية‬
‫الفردية واألدوية هذه الصفقات تمت تحت إطار قانوني يتمثل في المرسوم رقم‬
‫‪ 349.12.2‬بتاريخ ( ‪ 20‬مارس ‪ )2020‬وكذا مرسوم ‪ 16( 270.20.2‬مارس ‪)2020‬‬
‫‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نجاعة نزع الصفقة المادية عن مساطر إبرام الصفقات‬


‫‪.‬العمومية كآلية إلبرامها خالل الجائحة‬
‫‪،‬لقد عرفت الصفقات العمومية مجموعة من المحاوالت في الفترة التي زامنت اإلستقالل‬

‫‪18‬‬
‫وقد ركزت تلك إلصالحات على طرق إبرام الصفقات العمومية لكن دون بلوغ األهداف‬
‫‪ .‬المنشودة فيما يتعلق بالشفافية وتبسيط المساطر‬
‫لكن بروز اإلدارة اإللكترونية وما جاءت به من مبادئ كالشفافية أضاء الطريق على مجال‬
‫الصفقات العمومية ‪،‬التي كانت تحتاج إلى درجة عالية من المساواة والشفافية باعتبارها‬
‫وسيلة لتنفيذ التزامات اإلدارة ذات بعد إستراتيجي في التنمية اإلقتصادية واالجتماعية على‬
‫‪.‬الصعيد الوطني والمحلي على السواء‬

‫تنص المادة ‪ 88‬خاصة في الفقرة األولى منها من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬المتعلق بالصفقات العمومية على أنه '' يجوز القيام بناء على سندات طلب __‪4‬‬

‫‪.‬بإقتناء توريدات وبإنجازأشغال أو خدمات وذلك في حدود مائتي ألف (‪ )200.000‬درهم مع احتساب الرسوم‬

‫ويراعى حد مائتي ألف (‪ )200.000‬درهم المشار إليه أعاله في إطار سنة مالية واحدة وحسب نوع الميزانية مع اعتبار كل أمر بالصرف أو أمر بالصرف‬

‫'' ‪.‬مساعد وحسب أعمال من نفس النوع‬

‫تنص الفقرة الخامسة من المادة ‪ 88‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬المتعلق بالصفقات العمومية على أنه '' بصفة استثنائية ومراعاة لخصوصيات بعض _‪5‬‬

‫القطاعات الوزارية ‪ ،‬يمكن لرئيس الحكومة أن يأذن فيما يتعلق ببعض األعمال برفع حد مائتي ألف (‪ )200.000‬درهم مع احتساب الرسوم المنصوص عليه‬

‫أعاله بموجب مقرر يتخذه بعد استطالع رأي لجنة الصفقات وتأشيرة الوزير المكلف بالمالية وذلك دون تجاوز خمس مائة ألف (‪ )500.000‬درهم مع‬

‫احتساب الرسوم‬

‫‪19‬‬
‫وإن تحديث طرق إبرام الصفقات العمومية وعصرنتها يقتضي إعتماد على إجراءات‬
‫تهدف إلى إدخال التكنولوجيا الحديثة كأداة لتدعيم المنافسة والرفع من جودة العمل‪ ،‬هذا‬
‫جعل المشرع يعطي اإلنطالقة األولى لبرنامج نزع الصفة المادية عن الصفقات العمومية‬
‫من خالل مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬المتعلق بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة‬
‫وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرها ومراقبتها الذي نص على إحداث البوابة اإللكترونية‬
‫لصفقات العمومية التي تمكن من تداول المعلومات إلكترونيا ‪ ،‬ثم جاء بعده مرسوم ‪20‬‬
‫‪.‬مارس ‪ 2013‬ليعزز من انفتاح برنامج نزع الصفة المادية على مكونات جديدة‬
‫لعل هذا البرنامج كان أحد ركائز إبرام الصفقات العمومية خالل جائحة كورونا كحل لمنع‬
‫تفشي الفيروس ‪ ،‬ومنه فإن دراسة هذا المنهج تقتضي التعرف على المقصود بنزع الصفة‬
‫المادية ومكوناتها ( الفقرة األولى ) ثم الحديث عن نجاعة هذا البرنامج في مزامنة جائحة‬
‫‪.‬كورونا (الفقرة الثانية )‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬المقصود ببرنامج بنزع الصفة المادية و مكوناته‬


‫بمجرد اإلستماع إلى مفهوم برنامج نزع الصفقة المادية أو نزع الصفقة المادية عن مساطر‬
‫الصفقات العمومية له معنى يوحي إليه ( أوال ) ‪،‬كما أنه له مكونات خاص به تدعم هذا‬
‫‪.‬البرنامج (ثانيا )‬

‫أوال‪ :‬مفهوم برنامج نزع الصفقة المادية‬


‫يقصد ببرنامج نزع الصفقة المادية عن مساطر الصفقات العمومية إمكانية إبرام الصفقات‬
‫العمومية بالطريقة اإللكترونية ‪ ،‬كما يعد هذا البرنامج أداة لتنمية اإلدارة اإللكترونية‬
‫ومحاربة الرشوة ‪،‬كما يسعى أيضا هذا البرنامج على عقلنة تدبير المال العام وتجويد‬
‫‪.‬المرفق العام وتشجيع المنافسة بين المقاولين‬

‫ثانيا ‪ :‬مكونات هذا البرنامج‬


‫إن برنامج نزع الصفة المادية عن مساطر الصفقات العمومية يتم تفعيله عبر اإلستناد أو‬
‫اإلعتماد على مكونات هامة (‪ ، )1‬لعل من بين هذه المكونات البوابة اإللكترونية لصفقات‬
‫‪ .‬العمومية كوسيلة لتواصل ثم مكون المناقصة اإللكترونية‬

‫البوابة اإللكترونية لصفقات العمومية_‪1‬‬


‫هي عبارة عن موقع إلكتروني لنشر النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالصفقات‬

‫‪20‬‬
‫العمومية (‪ ، )2‬باإلضافة إلى كونها مخصصة لمختلف اإلعالنات سواء إعالنات طلبات‬
‫العروض أو المباراة لصفقة خاصة باألشغال أو التوريدات أو الخدمات أو اإلعالنات‬
‫‪ .‬المرتبة بالهندسة المعمارية‬
‫كما تعمل هذه البوابة على تمكين جميع المتدخلين في القطاع من اإلطالع على موضوع‬
‫الصفقات ومكان إبرامها ‪ ،‬ويمكن هذا الموقع من إتاحة المقاولين الذين يرغبون في‬
‫المشاركة في الصفقة من سحب الملف الخاص بها الذي نشرته اإلدارة المعنية في هذا‬
‫الموقع‪ ،‬كما يسمح بإيداع وسحب أظرفة وعروض المتنافسين بطريقة إلكترونية وفتحها‬
‫وتقييمها إلكترونيا (‪)3‬وفق نفس المقتضيات المنصوص عليها بالنسبة لألظرفة والعروض‬
‫‪ .‬الورقية‬
‫في هذا السياق فإن إدخال أي معطيات جديدة أو القيام بتغييرات في الصفقة من طرف‬
‫اإلدارة فإن هذه األخيرة بدورها تلتزم بنشر المستجدات في هذه البوابة الخاصة بالصفقات‬
‫‪ .‬العمومية‬

‫المناقصات اإللكترونية _‪2‬‬


‫يقصد بالمناقصة في مفهومها البسيط تلك العملية التي يتم فيها إحالة الصفقة على صاحب‬
‫أقل العروض المقدمة للمنافسة وهي عكس المزايدة حيث تقوم هذه األخيرة على إحالة العقد‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬أو الصفقة على صاحب أعلى العروض المقدمة للمنافسة‬

‫حفصة الحرش ‪:‬نزع الصفة المادية عن مساطر إبرام الصفقات العمومية بالمغرب ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ‪،‬كلية العلوم القانونية _‪1‬‬

‫‪ .‬واالقتصادية ‪،‬أكدال ‪ ،‬السنة الجامعية ‪، 2010_2009‬ص ‪14‬‬

‫‪ .‬مليكة الصروخ ‪ :‬الصفقات العمومية بالمغرب ( األشغال _ الخدمات _التوريدات ) ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2009‬دار القلم والنشر _‪2‬‬

‫‪ .‬المادة ‪ 148‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪3_ 2013‬‬

‫منشور وزير اإلقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة الصادر بتاريخ ‪ 31‬مارس ‪ 2020‬المتعلق باإلجراءات المواكبة لفائدة المؤسسات والمقاوالت من أجل _‪4‬‬

‫"ضمان المرونة في التدبير خالل فترة الطوارئ الصحية المرتبة بجائحة فيروس كورونا "كوفيد‬

‫محمد حلمي ‪ ،‬العقد اإلداري ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬ص ‪5_21‬‬
‫‪21‬‬
‫اإلقتصاد والمالية رقم ‪ 20.14‬المتعلق‬ ‫البدا لتوضيح في هذا السياق دور قرار وزير‬
‫بتجريد مساطر إبرام الصفقات العمومية من الصفة المادية على تحديد كيفيات وشروط‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬اللجوء إلى المناقصة اإللكترونية وإجرائها‬

‫‪ :‬ومن المتعارف عليه أن المناقصة اإللكترونية يتم إجرائها في ثالث مراحل وهي كالتالي‬

‫‪ :‬المرحلة األولى‬

‫‪.‬هي مرحلة يتم فيها فحص وحصر المتنافسين المقبولين للمناقصة‬

‫‪ :‬المرحلة الثانية‬
‫تمكن المتنافسين من المناقصة بطريقة إلكترونية بشكل آني موازاة مع سريان المناقصة‬
‫‪.‬اإللكترونية وذلك قصد تمكينهم من مراجعة األثمنة التي اقترحوها بالتخفيض‬

‫‪ :‬المرحلة الثالثة‬

‫‪ .‬تختص هذه المرحلة بإسناد الصفقة وإعداد محضر المناقصة اإللكترونية‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬نجاعة هذا البرنامج في مزامنة جائحة كورونا‬


‫لقد كان لبرنامج نزع الصفة المادية عن مساطر الصفقات العمومية دور كبير‬
‫خاصة خالل جائحة كورونا ‪،‬حيث كان الدعامة التي تستند عليها الصفقات‬
‫‪.‬العمومية من ناحية إبرامها‬
‫حيث صدر في هذا السياق منشور عن وزير اإلقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة‬
‫بتاريخ ‪ 31‬مارس ‪ 2020‬تحث فيه على كون هذا البرنامج أساس منع تفشي‬
‫فيروس كورونا كوفيد ‪ ، 19‬ذلك من خالل دعوة المؤسسات والمقاوالت‬
‫العمومية إلى عدم تسليم ملفات طلبات العروض في شكل ورقي إلى المنافسين‬
‫الراغبين في المشاركة في طلبات العروض ‪،‬حيث ينبغي تحميل هذه الملفات من‬
‫خالل بوابة الصفقات العمومية(‪ )7‬أو عند اإلقتضاء من الموقع اإللكتروني الخاص‬
‫‪.‬بهذه الهيئات‬
‫كما تم المطالبة فيه بتفعيل كل اإلمكانيات المتاحة لإلعتماد على التواصل‬
‫‪ .‬اإللكتروني مع المتنافسين والحد من تبادل الوثائق على شكل ورقي‬
‫ووجب اإلشارة إلى أنه خالل جائحة كورونا تم إبرام مجموعة من الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬كما تم اإلشارة إليها سابقا في‪22‬شكل الصفقات التفاوضية خاصة‬
‫المتعلقة بوزارة الصحة التي كان فيها تنبيه إلى اعتماد برنامج نزع الصفة‬
‫‪.‬المادية ذلك من خالل سحب ملف طلب العروض من بوابة صفقات الدولة‬

‫قرار وزير اإلقتصاد والمالية رقم ‪ ، 20.14‬صادر بتاريخ ‪ 8‬ذي القعدة ‪4( 1435‬سبتمبر ‪ )2014‬يتعلق بتجريد مساطر إبرام_‪6‬‬

‫‪.‬الصفقات العمومية من الصفة المادية ‪ ،‬المادة ‪ ، 1‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6298‬بتاريخ ‪ 14‬ذو الحجة ‪ 1435‬الموافق ل ‪ 9‬أكتوبر ‪2014‬‬

‫في هذا السياق يجب على كل متنافس أن يقدم بطريقة إلكترونية ‪ ،‬غالفا يتضمن ملفا إداريا وملفا تقنيا ‪ ،‬تبرم الصفقة عقب المناقصة _‪7‬‬

‫‪ :‬اإللكترونية على أساس ملف في شكل ورقي يتضمن‬

‫‪ .‬جدول األثمان البيان التقديري المفصل _‬

‫عقد اإللتزام معد طبقا للنموذج المنصوص عليه في قرار وزير اإلقتصاد رقم ‪ 1874.13‬الصادر في ‪ 9‬محرم ‪ 13( 1435‬نونبر _‬

‫‪)2013‬‬

‫‪ .‬مشروع الصفقة موقع من الطرفين _‬

‫تقرير تقديم الصفقة معد من طرف صاحب المشروع طبقا للنموذج المنصوص عليه في قرار وزير المالة الذي تم التطرق إليه سابقا _‬
‫‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫توجه كل من المغرب وفرنسا في مجال إبرام عقود الصفقات العمومية‬


‫خالل الجائحة و فعالية إعادة التوازن إلى المتأثرة منها‬

‫‪24‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬توجه كل من المغرب وفرنسا في مجال إبرام عقود الصفقات‬
‫‪ .‬العمومية خالل الجائحة و فعالية إعادة التوازن إلى المتأثرة منها‬

‫من المعلوم الصفقات العمومية أو المشتريات العامة بتعبير الجارة الفرنسية‪ ،‬لها أهمية‬
‫بالغة في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية فهي وسيلة بيد إدارة أي دولة لتحقيق‬
‫أهدفها ‪،‬إال أن إبرامها أصبح صعبا بالنسبة للمغرب وفرنسا في ظل تفشي فيروس كورونا‬
‫‪( .‬كوفيد_‪)19‬‬
‫هذا ما جعل الدولتين تنهج طرق فعاله في إبرام الصفقات العمومية (المشتريات العامة )‬
‫‪ .‬من جهة ‪،‬وتجاوز عدم تفشي فيروس كورونا‬
‫وفي هذا اإلطار سوف نحاول الوقوف عند توجه أو نهج كل من الدولة المغربية والفرنسية‬
‫في مجال إبرام الصفقات العمومية خالل جائحة كورونا ‪( ،‬المطلب األولى) ‪،‬و التدابير‬
‫المتخذة من طرف المغرب لعدم تأثر هذه العقود خالل الجائحة وكذا تأثير هذه‬
‫األخيرة على التوازن المالي لعقود الصفقات العمومية المبرمة خاللها (المطلب‬
‫‪.‬الثاني)‬
‫المطلب األول‪ :‬توجه كل من المغرب وفرنسا في إبرام الصفقات العمومية في‬
‫‪.‬ظل جائحة كورونا‬
‫حقا وجهت كل من الدولة المغربية و الفرنسية صعوبة في إبرام الصفقات العمومية‬
‫(المشتريات العامة )‪ ،‬خاصة خالل جائحة كورونا حيث احتاجت إلى طرق تضمن عدم‬
‫‪ .‬تفشي فيروس كورونا‬
‫ومنه فإن كل دولة حاولت نهج طرق خاصة بها ‪ ،‬لعل هذه الدول تتفق في نهج طرق معينة‬
‫في إبرام الصفقات العمومية ( المشتريات العامة)‪ ،‬وتختلف في بعض الطرق لذلك سوف‬
‫نتحدث في هذا المطلب عن الحديث عن مقارنة طرق التي نهجتها كل من الدولة المغربية‬
‫والفرنسية في إبرام الصفقات العمومية ( الفقرة األولى) ثم الحديث عن المقارنة بين‬
‫المغرب وفرنسا من ناحية الطرق اإلضافية في إبرام الصفقات العمومية في ظل‬
‫‪ .‬الجائحة( نزع صفتها المادية نموذجا)‬
‫الفقرة األولى ‪:‬مقارنة بين طرق إبرام الصفقات العمومية في كل من المغرب وفرنسا خالل‬
‫‪.‬الجائحة‬

‫‪25‬‬
‫حاولت المغرب وفرنسا إبرام الصفقات العمومية باعتماد طرق تجعل الفيروس محصور‬
‫وتفاديا لتفشي هذا األخير‪ ،‬من هنا فإن المغرب كما سبق الحديث عنه أنه وجد نفسه بحاجة‬
‫‪.‬إلى اعتماد الطرق االستثنائية في إبرام الصفقات العمومية خالل الجائحة‬
‫لبد من اإلشارة إلى أن هذه الطرق االستثنائية كان مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬يحذر من‬
‫التعامل بيها ‪،‬والعلة في ذلك مساسها بمبدأ الشفافية ومبدأ المساواة بين المتنافسين والتي تعد‬
‫من المبادئ الكبرى للمرسوم ‪،‬لكن صراحة ال ننكر دورها الفعال في إستمرار إبرام‬
‫‪ .‬الصفقات سواء تم إبرامها عن طريق صفقات تفاوضية أو سندات الطلب‬
‫أما فيما يخص فرنسا فوجب الوقوف في هذا السياق على أن المشرع الفرنسي يبرم‬
‫المشتريات العامة ‪،‬كام يطلق عليها في القانون الفرنسي في إطار مقتضيات الفصل الرابع‬
‫بحيث يتم إبرام المشتريات العام بصفة عامة عن طريق (‪)1‬من الباب الثالث من قانون‬
‫المشتريات العام إجراء التفاوض(‪ )2‬أو إجراء الحوار التنافسي(‪ )3‬أو طلب العطاءات(‪ )4‬أو‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ .‬إجراءات أخرى‬

‫_‪1‬‬
‫‪Code de la commande publique - Dernière modification le 11 mars 2023 - Document généré le 29‬‬
‫‪avril 2023‬‬

‫_ ‪2_ regarder . articl L 2124_3 .‬‬


‫‪Code de la commande publique - Dernière modification le 11 mars 2023 -‬‬
‫‪Document généré le 29 avril 2023‬‬

‫_ ‪3_ regarder . articl L 2124_4 .‬‬


‫‪Code de la commande publique - Dernière modification le 11 mars 2023 -‬‬
‫‪Document généré le 29 avril 2023‬‬

‫‪4_ Regarder, Articl L2124_1 , _ Code de la commande publique - Dernière modification le 11 mars‬‬
‫‪2023 - Document généré le 29 avril 2023‬‬

‫تتمثل في ‪:‬بعمليات اإلتصال _ الصفقات المتعلقة بتحقيق فكرة _المسابقة ‪5-‬‬

‫‪26‬‬
‫فطريقة إجراء التفاوض هو اإلجراء الذي يتفاوض المشتري من خالله على ظروف‬
‫‪.‬السوق مع مشغل اقتصادي واحد أو أكثر‬
‫أما الحوار التنافسي يقصد به اإلجراء الذي من خالله يتحاور المشتري مع المرشحين‬
‫المقبولين للمشاركة فيه بهدف تحديد أو تطوير الحلول التي من شأنها تلبية احتياجاته والتي‬
‫‪ .‬على أساسها يتم دعوة هؤالء المرشحين لتقديم عرض‬
‫بينما يراد بطلب العطاءات أي الدعوة إلى المناقصات ‪ ،‬المفتوحة أو المقيدة ‪ ،‬هي اإلجراء‬
‫الذي يختار من خالله المشتري العرض األكثر فائدة من الناحية االقتصادية ‪ ،‬دون التفاوض‬
‫‪.‬على أساس معايير موضوعية سبق عرضها على المرشحين‬
‫وما يثير اإلهتمام في هذه المقارنة هو تقارب الطرق التي تم توظيفها إلى حد كبير في‬
‫إبرام الصفقات العمومية ‪ ،‬على سبيل التوضيح أكثر‪ ،‬طريقة إبرام المشتريات العامة‬
‫بطريقة إجراء التفاوض هي نفسها الطريقة التي تستعمل في التشريع المغربي والتي‬
‫يصطلح عليها الصفقات التفاوضية حتى أن فرنسا نهجتها لكي توفر أو تبرم بها وإبرام‬
‫صفقات عمومية مشتركة لشراء تجهيزات الوقاية الفردية التي تم خالل التعاون بين الدول‬
‫(‪)6‬‬
‫األوروبية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مقارنة بين المغرب وفرنسا من ناحية الطرق اإلضافية في إبرام الصفقات‬
‫العمومية في ظل الجائحة( نزع صفتها المادية نموذجا)‬
‫لعبت طريقة نزع الصفة المادية عن مساطر المشتريات العامة أو الصفقات العمومية ‪،‬‬
‫حيث تلعب دور أساسي في كل من فرنسا والمغرب كآلية ودعامة في اإلبرام خالل جائحة‬
‫‪ .‬كورونا‬
‫على سبيل الذكر في فرنسا ‪ ،‬يسمح للمشترين بتقديم إشعارات إعالنية ‪ ،‬ووضع مستندات‬
‫اإلستشارة عبر اإلنترنت‪( 7‬إلزامي للعقود التي تفي بالحاجة التي تبلغ قيمتها التقديرية أو‬
‫تزيد عن ‪ 40000‬يورو باستثناء الضرائب والتي ينتج عن إجرائها نشر دعوة إلى‬
‫المنافسة) ‪ ،‬وتلقي الطلبات والعروض ‪ ،‬وتبادل الوثائق والمعلومات مع الفاعلين‬
‫‪.‬اإلقتصاديين‬
‫عقد اجتماع استثنائي للمجلس األوروبي في ‪ 10‬آذار‪/‬مارس ‪ 2020‬ودعت إلى تنسيق التدابير المتخذة على الحدود من أجل تجّن ب سياسة "نفسي أوًال"‪_ ،‬‬

‫التي كان لفرنسا دور كبير فيه حيث اضطلعت فرنسا بدور رائد في حّث االتحاد األوروبي على تدارك فداحة‬
‫‪ ،‬موقع الدبلوماسية الفرنسية ‪ ،‬بتاريخ ‪ 15‬أبريل ‪ ، 2023‬رابط الموقع‬
‫‪ https://www.diplomatie.gouv‬األزمة‬
‫الملحق ‪ 7‬من قانون المشتريات العامة‪ :‬مرسوم يتعلق بالوظائف والحد األدنى من المتطلبات لملفات تعريف المشتري_‪7‬‬

‫‪27‬‬
‫تفرض النصوص اإلستخدام اإللزامي لملف تعريف المشتري لتوفير مستندات التشاور‬
‫ونشر البيانات األساسية‪ ،‬باإلضافة الى أنه تتم جميع اإلتصاالت وتبادل المعلومات عن‬
‫‪ .‬طريق اإلتصال اإللكتروني خالل مرحلة المشتريات العامة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تدبير المغرب الصفقات العمومية خالل الجائحة وكذا تأثير هذه‬
‫األخيرة على التوازن المالي لعقود الصفقات العمومية المبرمة خاللها‬
‫ال ننكر دور المغرب السباق في حصر تفشي فيروس كورونا ‪،‬إال أنه في هذا المجال‬
‫‪ .‬المتعلق بالصفقات العمومية منح لنا صورته الحقيقية‬
‫لكن على العموم استطاع نوعا ما مزامنة هذه الجائحة من خالل تدبير الصفقات العمومية‬
‫باإلمكانيات الضعيفة التي كان يتوفر عليها ‪،‬وإجراءات ناجحة نوعا ما في ظل وباء‬
‫كورونا‪( ،‬الفقرة األولى) كما ال ننسى أن الجائحة بدورها كان لها تأثير على التوازن المال‬
‫‪.‬لصفقات العمومية المبرمة في تلك الظرفية ( الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬تدبير المغرب الصفقات العمومية خالل الجائحة‬


‫لقد حاول المغرب أن يقوم بمزامنة جائحة كورونا في مسألة إبرام الصفقات العمومية عن‬
‫طريق تدبيرها بالوسائل واإلمكانيات التي كانت تتوفر عليها الدول في تلك الظرفية وكذا‬
‫نهج اإلجراءات من طرفها كان لها لدور كبير في المساعدة في تدبير وإبرام الصفقات‬
‫‪ ،‬العمومية خالل الجائحة‬
‫في هذا الصميم وسوف نعالج في هذه الفقرة اإلمكانيات التي تم تدبير بيها الصفقات‬
‫‪.‬العمومية (أوال) ‪،‬واإلجراءات المزامنة لهذا التدبير(ثانيا)‬

‫‪.‬أوال ‪ :‬اإلمكانيات التي تم تدبير بيها الصفقات العمومية من طرف المغرب‬


‫لقد وجد المغرب نفسه خالل جائحة كورونا أمام أمر الواقع ‪ ،‬واقع يفرض البحث عن طرق‬
‫‪.‬تبرم بها الصفقات العمومية في ظرفية انتشار فيروس كوفيد ‪19‬‬
‫لعل أبرز الطرق التي كانت الحل في إبرام الصفقات العمومية في هذه الظرفية هي اعتماد‬
‫نزع الصفة المادية على مساطر إبرام الصفقات العمومية لكن اإلشكال هنا ليس في اعتماد‬
‫أو نهج الطريقة أو الطريقة بحد ذاتها‪ ،‬لكن المشكل في اإلمكانيات التي تتطلبها هذه الطريقة‬
‫‪.‬كي تعطي فعاليتها في إبرام الصفقات العمومية خالل الجائحة‬
‫(‪)9‬‬

‫حيث ظهر أنه من الضروري أن تزامن طريقة نزع الصفة المادية التطور التكنولوجي ‪،‬‬
‫ذلك أن هذا األخير يشهد تطور سريع ومستمر ‪،‬في هذا السياق فإن اإلدارة المغربية نهجت‬

‫‪28‬‬
‫هذه الطريقة إبرام الصفقات العمومية رغم اإلمكانيات التي كانت تعلم بضعفها والتي‬
‫ساهمت جائحة كورونا في إعادة التذكير بها ‪ ،‬لعل هذا الضعف يكمن في عدم مواكبة‬
‫تقنيات اإلعالم والتواصل التطور ما يجعلها سهلة القرصنة باإلضافة إلى تغير طرق‬
‫التواصل وعالقتها مع قوة صبيب األنترنيت (‪ ، )10‬وكذلك نجد أن أغلبية اإلدارات ال تتوفر‬
‫على شبكة داخلية وضعف مجال الربط اإللكتروني الخاص بين الوزارات وجميع اإلدارات‬
‫‪.‬والمؤسسات العمومية‬
‫ويضاف إلى كل هذا غياب إطار قانوني يضمن سالمة المراسالت اإللكترونية ويحدد قواعد‬
‫التوقيع اإللكتروني‪ ،‬رغم هذه اإلمكانيات الضعيفة والتي بحاجة إلى اإلصالح شكلت‬
‫‪.‬طريقة نزع الصفة المادية طريقة مدعمة في إبرام الصفقات العمومية خالل جائحة كورونا‬

‫‪ .‬ثانيا ‪ :‬اإلجراءات المزامنة لهذا التدبير من طرف الدولة المغربية‬


‫تعد اإلجراءات التي صدرت في مجال الصفقات العمومية خالل جائحة كورونا مدعة لتدبير‬
‫‪ .‬وإبرام الصفقات وعدم توقفها بسب الفيروس‬

‫‪ :‬ولعل من بين أبرز هذه اإلجراءات الكثيرة‬

‫اعتبار اآلثار المترتبة عن حالة الطوارئ الصحية وإجراءات الحجر الصحي المطبقة على ‪-‬‬
‫(‪)11‬‬
‫‪ .‬األفراد ‪،‬خارجا عن إرادة المقاوالت الحاصلة على الصفقات‬

‫إقرار تمديد األجل التعاقدية ‪ ،‬بواسطة عقد ملحق ‪ ،‬سواء بالنسبة لصفقات األشغال أو‪-‬‬
‫(‪)12‬‬
‫التوريدات أو الخدمات ذلك في حدود مدة الطوارئ الصحية‪.‬‬
‫عبدالرحيم المحجوبي‪ ،‬إبرام الصفقات العمومية خالل جائحة كورونا بالمغرب‪ ،‬مسارات في األبحاث والدراسات القانونية‪ ،‬العدد ‪، 11‬السنة ‪9_ 2020‬‬

‫‪.‬اسية الحراق ‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية بالمغرب " الصفقات العمومية نموذجا " الطبعة األولى ‪، 2015‬ص ‪، 137‬م‪.‬س_‪10‬‬

‫أحمد غزال " المستجدات المتعلقة بدعم المقاوالت الصغرى والمتوسطة على ضوء مرسوم الصفقات العمومية " منشورات المجلة المغربية لإلدارة _‪11‬‬

‫والتنمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 128‬السنة ‪ 2016‬ص ‪145‬‬

‫عزيز قسومي ‪ ،‬تدبير الصفقات العمومية بالمغرب في ظل األزمات اإلقتصادية الراهنة جائحة كورونا نموذجا ‪ ،‬مجلة مسالك ‪،‬العدد ‪ ، 62‬السنة ‪122023‬‬

‫تذكير مختلف المتدخلين المتدخلين في مجال الصفقات العمومية بضرورة إعطاء األولوية ‪-‬‬
‫خالل فترة الطوارئ للتبادل اإللكتروني بجميع أشكاله للوثائق المثبتة وللمستندات بدال من‬
‫‪29‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪.‬الدعامات الورقية‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تأثير هذه الجائحة على التوازن المالي لعقود الصفقات العمومية‬
‫المبرمة خاللها‬
‫لقد سببت جائحة كورونا تأثير على التوازن المالي لصفقات العمومية ‪،‬حيث تعد هذه‬
‫‪ .‬األخيرة من بين اآلليات القانونية التي تعتمدها اإلدارة في تدبير سياستها التنموية‬
‫فهي ليست مجرد أداة لتدبير اإلقتناءات العمومية وتلبية حاجيات اإلدارة ‪،‬بل تعتبر رافعة‬
‫‪14‬‬
‫‪.‬قوية لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫إال أن تأثر الصفقات العمومية بجائحة كورونا وبروز مختلف اإلجراءات اإلدارية‬
‫واالقتصادية السالفة الذكر إلى إشهار بعض المقاوالت اإلفالس نظرا لإلختالل التوازن‬
‫المالي لصفقات العمومية المبرمة ‪ ،‬ومن هنا يمكن طرح سؤال وهو هل يمكن للمقاوالت‬
‫اإلستفادة من إعادة التوازن المالي لعقود الصفقات العمومية خالل جائحة كورونا ؟‬
‫ولقد التجأ القضاء اإلداري إلى إعمال نظرية التوازن المالي للعقد بقصد تحقيق التوازن بين‬
‫األعباء التي يتحملها المتعاقد ‪ ،‬وبين المزايا والضمانات التي يتوفر عليها على اعتبار أن‬
‫‪ .‬عقد الصفقة يشكل كال غير قابل للتجزئة ويقوم على أساس التالزم بين مصالح المتعاقدين‬
‫حيث أنه عندما يصبح تنفيذ الصفقة مكلفا للمتعاقد فإن اإلدارة تلزم بتعويضه بما يعيد‬
‫التوازن المالي لصفقة ويكون هذا التعويض في إطار توفر شروط نظرية الظروف‬
‫‪ :‬الطارئة‪ 15‬التي تتمثل في‬

‫من جهة أولى يجب أن تقع الظروف الطارئة فجأة ‪ ،‬دون علم مسبق بها ‪ ،‬بمعنى أنه ال_‬
‫‪ .‬يجب أن يتوقعها ال المتعاقد وال اإلدارة وقوع هذه الظروف أثناء إبرام العقد‬

‫من جهة ثانية يشترط أن تكون الظروف الطارئة حوادث عامة ‪ ،‬ليست بفعل اإلدارة وال_‬
‫‪ .‬بفعل المتعاقد معها‬
‫من جهة ثالثة يجب أن تكون نتائج الظروف الطارئة وآثارها جسيمة ‪ ،‬بحيث يترتب عنها‬
‫‪16‬‬
‫‪ .‬عجز المتعاقد عن اإلستمرار في التنفيذ ‪ ،‬أو يصبح اإلستمرار هذا مرهقا‬
‫وقد أقر القضاء اإلداري هذه النظرية في عدة أحكام ومن تطبيقات القضاء اإلداري الفرنسي‬
‫نجد قضية إنارة مدينة بوردو بتاريخ ‪ )17( 1916_3_30‬حيث خلص مجلس الدولة من‬
‫ذلك إلى قوله " بالتزام الشركة بضمان المرفق محل اإللتزام ‪ ،‬ومن ناحية أخرى بأن عليها‬
‫‪ 30‬النتائج المبهجة لموقف القوة القاهرة ‪..‬‬
‫أن تتحمل فقط خالل هذه الفترة الوقتية جزء من‬
‫‪ ''.‬الذي يسمح بالتفسير المتوازن للعقد بتركه على عاتقها‬
‫ومن تطبيقاتها في القضاء المغربي هو ما اعتبرته محكمة اإلستئناف في الرباط ‪ :‬أن‬
‫الظروف الطارئة التي وقعت أثناء تنفيذ الصفقة ‪ ،‬هي تلك الظروف التي ال يمكن توقعها‬
‫من جانب منجز الصفقة (المقاول) وأدى إلى حدوث تغييرات في الصفقة تمثلت في تمديد‬
‫(‪)18‬‬
‫‪ .‬أجل إنجازها وأدى هذا التمديد إلى إختالل في التوازن المالي لعقد الصفقة‬
‫مع كل هذا يمكن القول أن جائحة كورونا من األسباب الداعية الى إعادة التوازن المالي‬
‫للصفقات العمومية المبرمة في ظرفيتها والمتضررة منها ‪ ،‬لكن الغريب في األمر أن موقف‬
‫القضاء اإلداري المغربي ال زال لم يقم بإدخال هذه الحالة أي جائحة كورونا ضمن حاالت‬
‫‪ .‬التي تعتبر من الظروف الطارئة بل ال زال النزاع عن كونها منها أو من القوة القاهرة‬

‫‪.‬عزيز قسومي ‪ ،‬تدبير الصفقات العمومية بالمغرب في ظل األزمات اإلقتصادية الراهنة جائحة كورونا نموذجا ‪ ،‬ن‪.‬م ‪13_.‬‬

‫محمد قصري ‪ :‬القاضي اإلداري ومنازعات الصفقات العمومية ‪ ،‬مجلة المحاكم اإلدارية ‪ ،‬عدد خاص بالمنازعات المتعلقة بالصفقات العمومية ‪ ،‬عدد _‪14‬‬

‫‪.‬الرابع ‪ ،2011 ،‬ص ‪5‬‬

‫يقصد بنظرية الظروف الطارئة تلك الظروف االستثنائية التي تقع أثناء تنفيذ عقد إداري ال دخل إلرادة اإلدارة وال المتعاقد في حدوثها ويكون من شأنها_‪15‬‬

‫‪ .‬أن يصبح تنفيذ العقد مستحيال أو مرهقا مما يؤدي الى اختالل التوازن المالي للعقد‬

‫حسن صحيب ‪ :‬القانون اإلداري المغربي‪ ،‬سلسلة دراسات و أبحاث في اإلدارة والقانون ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 2018‬ص‪16 180‬‬

‫تتلخص وقائع القضية في أن الشركة الملتزمة بتوريد الغاز لمدينة بوردو ‪ ،‬أثناء تنفيذها للعقد ‪ ،‬وجدن أن أسعار التي تتقاضاها أبعد كثيرا من أن تغطي_‪17‬‬

‫النفقات بعد اإلرتفاع في أسعار الفحم المستخرج منه الغاز ارتفاعا كبيرا عقب نشوب الحرب العالمية األولى ‪ ،‬بحيث ارتفع الفحم أكثر من ثالثة أمثاله ‪ ،‬فقد‬

‫‪ ".‬كان ثمن الفحم عند إبرام العقد في عام ‪ 23" 1904‬فرنكا " و ارتفع في عام ‪ 1916‬إلى أكثر من "‪ 73‬فرنكا‬

‫‪.‬قرار محكمة اإلستئناف اإلدارية بالرباط عدد ‪ 338‬بتاريخ ‪ 2007_05_30‬ملف عدد ‪ 49‬و ‪18_ 75/06/6‬‬

‫‪31‬‬ ‫‪:‬خاتمة‬
‫لقد كان المغرب من بين الدول التي نهجت طرق وإجراءات فعالة نوعا ما لحصر انتشار‬
‫فيروس كورونا كوفيد ‪ ، 19‬لكن مع ذلك وجد المغرب نفسه أمام عائق تمثل في عجز‬
‫مختلف اإلدارات العمومية التابعة للهيئات العامة ( الدولة ‪ ،‬المؤسسات العمومية ‪،‬الجماعات‬
‫الترابية ) في إبرام الصفقات العمومية التي تهدف إلى تحقيق التنمية و المصلحة العامة ‪،‬‬
‫‪ .‬بالطرق العادية خالل جائحة كورونا‬
‫ما جعلها في هذا السياق في حيرة من أمرها ‪ ،‬ألنها بحاجة إلى طرق فعالة تحقق السرعة‬
‫في تحقق الحاجيات‪ ،‬باإلضافة إلى كون هذه الطرق لها نجاعة في التخفيف من الماديات‬
‫‪ .‬التي تؤدي إلى تفشي فيروس كورونا‬
‫لعلى هذه الطرق هي الطرق اإلستثنائية‪ ،‬التي ال ننكر دورها في خالل الجائحة ‪ ،‬لكن في‬
‫نفس الوقت كان يجب الحذر منها‪ ،‬ألنها ال تحترم في األصل المبادئ الكبرى لمرسوم التي‬
‫‪.‬جاء بها مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬المتعلق ص ‪.‬ع‬
‫باإلضافة إلى الطرق االستثنائية التي تم نهجها ‪ ،‬ظهر اإلعتماد على طرق مساعدة وهي‬
‫طريقة نزع الصفة المادية عن مساطر إبرام ص ‪.‬ع ‪،‬والتي كان لها دور مهم في التخلص‬
‫من المساطر المادية واإلعتماد على المساطر اإللكترونية التي تساعد على حصر الفيروس‬
‫‪ ،‬و المساعدة لحد من تفشي هذا الوباء‬
‫لكن مع كل هذه النجاحات و التوفق في إبرام الصفقات خالل الجائحة ‪ ،‬إال أنه برزت الكثير‬
‫من المشاكل التي تمثلت في تدبير الصفقات خالل هذه الجائحة ‪ ،‬خاصة في ما يتعلق‬
‫باإلمكانيات التي تساعد في نهج برنامج نزع الصفة المادية ‪ ،‬هذا األخير يحتاج إلى مقومات‬
‫يحتاج إلى أن تقوم اإلدارات بالتجديد فيما يخص المعدات التي تساعد في تفعيل هذا‬
‫‪ .‬البرنامج بما يتوافق مع التطور التكنولوجي‬
‫كما أن الصفقات التي تم إبرامها خالل هذه الجائحة‪ ،‬قد تأثرت بها‪ ،‬وهنا وجب إعادة‬
‫‪ .‬التوازن المالي لهذه الصفقات‬

‫لهذا هل يمكن القول أن المغرب ومختلف إداراته العمومية مستعد‬


‫إلبرام الصفقات العمومية في ظل أي جائحة مشابهة لجائحة‬
‫كورونا ؟‬

‫‪32‬‬
‫المالحق‬

‫المالحق الخاصة النصوص القانونية المنظمة للجائحة‬


‫‪33‬‬

‫فيروس كورونا‬
‫مرسوم خاص بإعالن حالة الطوارئ بسائر التراب الوطني لمواجهة فيوس _‪1‬‬
‫‪ :‬كورونا‬

‫الطوارئ الصحية _‪2‬‬


‫بالغ وزارة الداخلية بشأن إعالن حالة ‪34‬‬
‫بالغ ثاني لوزارة الداخلية _‪3‬‬
‫‪35‬‬
36
‫الملحق الخاصة بالصفقات العمومية المبرمة خالل‬
‫الجائحة‬
‫‪:‬تصريح وزير الصحة حول الصفقات التي تم إبرامها في الجائحة ‪1‬‬
‫كشف وزير الصحة خالد آيت الطالب‪ ،‬يوم أمس الخميس ‪17‬شتنبر ‪ 2020‬في إطار اجتماع‬
‫عقدته لجنة القطاعات االجتماعية داخل مجلس النواب بالرباط‪ ،‬عن إبرام ‪ 247‬صفقة مع‬
‫ما يزيد عن ‪ 98‬شركة بتكلفة إجمالية بلغت‪ ،‬إلى غاية اليوم‪ ،‬ما يقارب ‪ 1,9‬مليار درهم‬
‫ضمن المبلغ المخصص للوزارة من الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا‬
‫‪“”.‬كوفيد ‪19‬‬
‫وأوضح آيت الطالب‪ ،‬في عرض قدمه أمام لجنة القطاعات االجتماعية بمجلس النواب‪ ،‬أن‬
‫هذه الصفقات التي تم إبرامها كان بهدف شراء المعدات الطبية التقنية ولوازمها (بنسبة‬
‫‪ 25‬في المائة من المبلغ اإلجمالي)‪ ،‬ومعدات األفرشة (‪ ،)%12‬وأجهزة التصوير‬
‫اإلشعاعي (‪ )%8‬ومعدات االستشفاء (‪ )%0,1‬ومستلزمات المختبرات (‪،)%19,1‬‬
‫وأدوية ومستلزمات طبية (‪ ،)%17‬فضال عن مقتنيات أخرى من الخارج (تهم معدات طبية‬
‫تقنية‪ ،‬ولوازم مختبرات التحليالت المصلية وأجهزة الكشف‪ ،‬ومواد كيماوية وأدوية سيما‬
‫‪.‬المادة الخام للكلوروكين ووسائل الحماية الفردية)‬
‫وتابع الوزير‪ ،‬في هذا السياق‪ ،‬أن كل ما يخص العمليات في المختبرات والمستشفيات يتم‬
‫توفيرها في إطار صفقات تعقدها الوزارة بصفة مستمرة من بينها تعبئة ‪ 5970‬سرير‬
‫استشفائي من ضمنها ‪ 1200‬سرير لإلنعاش لترتفع الطاقة االستيعابية اإلجمالية إلى‬
‫‪ 1800‬سرير‪ ،‬وتعبئة ‪ 1151‬جهاز للتنفس االصطناعي‪ ،‬مشيرا إلى أنه تم أيضا إبرام‬
‫صفقات لتجهيز ‪ 31‬مستشفى في هذا الوقت القياسي بأجهزة السكانير‪ ،‬ووضع ‪ 73‬جهاز‬
‫راديو متنقل رهن إشارة األطر الطبية في مختلف المستشفيات الوطنية و‪ 207‬جهاز‬
‫‪.‬للفحص بالموجات فوق الصوتية وغيرها‬
‫وأشار إلى أن أزيد عن ‪ 72‬مستشفى على الصعيد الوطني استفادت من العديد من‬
‫التجهيزات التي تم اقتناؤها‪ ،‬مشددا على أن الوزارة تمكنت ‪ ،‬بفضل عملية التفاوض مع‬
‫الشركات‪ ،‬من اقتناء هذه األجهزة والمعدات بكلفة أقل من التكلفة التقديرية‪ ،‬بحيث أن‬
‫‪ %83.‬من هذه الصفقات مكنت من اقتصاد ‪ %20‬من الكلفة‬
‫وسجل أن اإلطار القانوني الذي تمت فيه هذه الصفقات يتمثل في المرسوم رقم ‪349.12.2‬‬
‫بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪ 2020‬وكذا مرسوم ‪ 16( 270.20.2‬مارس ‪ ،)2020‬وأنه تم تدبير‬
‫اقتناء التجهيزات والمعدات الطبية والبيو‪-‬طبية ووسائل الوقاية الفردية واألدوية وفق‬
‫احترام مراحل تنفيذ الصفقات التفاوضية‪ ،‬مشددا على أنه “نحن في سياق استثنائي‬
‫‪”.‬يستوجب االستعجال واالستباقية لمحاصرة التطور السريع لعدوى الفيروس بين السكان‬

‫‪37‬‬
‫وشدد آيت الطالب على أن وزارة الصحة ‪ ،‬بتنسيق الجهود مع كل الفاعلين اآلخرين‪،‬‬
‫راهنت أيضا على حماية الوطن والمواطنين عبر التجهيز المستعجل للبنيات التحتية‬
‫للمنظومة الوطنية الصحية وتأهيل قدراتها‪ ،‬وذلك في احترام تام لكل التشريعات الجاري‬
‫‪.‬بها العمل‬
‫أما بخصوص صفقة اقتناء اختبارات الكشف المصلي الذي كان موضوع تساؤل الجميع‪،‬‬
‫فأوضح السيد آيت الطالب أنه‪ ،‬بهدف مواكبة مجهودات الكشف والرصد الوبائي ‪ ،‬توصلت‬
‫الوزارة خالل شهر أبريل ‪ ،2020‬أي بعد أقل من شهر من إعالن منظمة الصحة العالمية‬
‫وباء “كوفيد ‪ ” 19‬كجائحة عالمية‪ ،‬بعرضين من شركتين كبيرتين يتوفران على هذا‬
‫التحليل المصلي‪ ،‬مبرزا أنه‪ ،‬في هذا السياق‪ ،‬تم تشكيل لجنة تقنية سهرت على دراسة‬
‫الملفات التقنية للشركتين ولشواهد المطابقة للمعايير الدولية المعتمدة في المغرب في‬
‫‪.‬ضوء نتائجها حيث تم اختيار أفضل عرض من الناحية التقنية‬
‫كما تم تشكيل لجنة لدراسة العرض المالي للشركة التي تم اختيارها‪ ،‬والتي قامت‬
‫بالتفاوض حول كلفة االختبارات وفق الوزير الذي أوضح أن كلفة الصفقة تتكون‪ ،‬إضافة‬
‫الختبار الكشف‪ ،‬من جميع المستلزمات األخرى الضرورية إلنجاز الفحوصات تفاديا‬
‫لمخاطر انقطاع توريدها وارتفاع تكلفتها على الصعيد الدولي في هذه الظرفية‪ ،‬إضافة‬
‫لتوفير أجهزة للكشف وكذا مصاريف للصيانة‪ ،‬مؤكدا على تكاليف الصفقة تتماشى مع‬
‫األثمنة المعمول بها دوليا آنذاك وقت إبرامها أخذا بعين االعتبار جميع مكونات المشار‬
‫إليها‪ ،‬مع مالحظة أن أثمنة هذا النوع من االختبارات عرفت ارتفاعا ملموسا بالنظر إلى‬
‫‪.‬حجم الطلب المتزايد عليها دوليا‬
‫وسجل أن المختبرات الوطنية تتوفر اليوم على ‪ 51‬جهاز للكشف تغطي كافة جهات المملكة‬
‫بقدرة تصل إلى ‪ 100‬فحص في الساعة وهو ما يعفي الوزارة من تكاليف إضافية مهمة‬
‫القتناء هذه األجهزة‪ ،‬الفتا إلى أن اقتناء هذه االختبارات المصلية ذات الجوذة العالية‬
‫والمطابقة للمعايير الدولية تم وفق برنامج يأخذ بعين االعتبار مدة صالحيتها (تستغرق‬
‫مثال في ثالثة أشهر بالنسبة للدفعة األولى التي تتكون من ‪ 100‬ألف وحدة اختبار والتي تم‬
‫‪.‬استعمالها بالكامل قبل تاريخ نهاية صالحيتها)‬
‫وأوضح أن هذه االختبارات استفادت قبل استصدار شهادة التسجيل من الترخيص‬
‫االستثنائي لالستيراد وفقا للقوانين الجاري بها العمل خالل مرحلة الطوارئ الصحية وذلك‬
‫نظرا لتوفرها على المطابقة لمعايير االتحاد األوروبي والواليات المتحدة‪ ،‬مفيدا بأن هذه‬
‫الصفقة بلغت مبلغ ‪ 212‬مليون درهم مع احتساب الرسوم‬
‫منشور وزير اإلقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة الصادر بتاريخ ‪2_13‬‬
‫مارس ‪2020‬‬
‫‪38‬‬
40
43
‫بعض نماذج الصفقات العمومية المبرمة خالل _‪3‬‬
‫الجائحة‬
‫المملكة المغربيـــة‬
‫وزارة الداخليـــــة‬
‫……………‪.‬‬
‫……………‪..‬‬
‫……………‪..‬‬
‫إعالن عن طلب عرض أثمان مفتوح‬
‫جلسة عمومية‬
‫رقم‪..………………:‬‬

‫في ي وم …………‪ ..‬على الس اعة العاش رة ص باحا س يتم في قاع ة االجتماع ات بمق ر المجلس‬
‫اإلقليمي لورزازات فتح األظرف المتعلقة بطلب العروض المفتوح (عروض أثمان) ألجل‪:‬‬

‫اقتناء و تركيب التجهيزات البيوطبية لفائدة المؤسسات الصحية‬


‫يمكن سحب ملف طلب العروض بمصلحة ……………………‪ .‬ويمكن كذلك تحميله اليكترونيا‬
‫‪ :‬من بوابة صفقات الدولة‬
‫‪http:// www.marchespublics.gov.ma‬‬
‫‪ -‬الضمان المؤقت محدد في مبلغ خمسون الف درهم ( ‪ 50.000.000‬درهم)‬
‫‪-‬كلف ة تق دير األعم ال مح ددة من ط رف ص احب المش روع في مبل غ ملي ونين واربعمائ ة وس تون‬
‫الف وخمسمائة وثمانون درهم ( ‪ 2.460.580.00‬درهم )‬
‫‪-‬يجب أن يكون كل من محتوى وتقديم وإ يداع ملفات المتنافسين مطابق لمقتضيات المواد ‪ 27‬و‬
‫‪29‬و‪ 31‬من المرسوم رقم ‪ 2.12.349‬المتعلق بالصفقات العمومية‪.‬‬
‫ويمكن للمتنافسين‪:‬‬
‫‪ -‬إما إيداع أظرفتهم‪ ،‬مقابل وصل‪ ،‬بمكتب الضبط التابع للمجلس اإلقليمي ورزازات ‪.‬‬
‫‪ -‬إما إرسالها عن طريق البريد المضمون بإفادة باالستالم إلى المكتب المذكور‪.‬‬
‫‪-‬إما إيداعها الكترونيا قبل فتح االظرفة‪.‬‬
‫‪ -‬إما تسليمها مباشرة لرئيس لجنة طلب العروض عند بداية الجلسة وقبل فتح األظرف‪.‬‬
‫‪ -‬يجب ايداع النمادج المصغرة او الوثائق يوما قبل موعد فتح األظرفة‬
‫إن الوثائق المثبتة الواجب اإلدالء بها هي تلك المقررة في المادة ‪ 8‬من نظام االستشارة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫قائمة المراجع‬
‫‪44‬‬
‫الكتب ‪1-‬‬
‫سليمان محمد الطماوي ‪ :‬األسس العامة للعقود اإلدارية ‪ ،‬مطبعة عين الشمس ‪ ،‬طبعة‬
‫الخامسة‪ ،‬سنة ‪1991‬‬
‫حسن صحيب ‪:‬القانون اإلداري ‪ ،‬المطبعة الوطنية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪2018‬‬
‫ملية الصروخ ‪ :‬الصفقات العمومية بالمغرب ( األشغال _ الخدمات _التوريدات ) ‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ .‬األولى ‪ ، 2009‬دار القلم والنشر‬
‫ملكة الصروخ ‪ :‬العمل اإلداري ‪ ،‬مطبعة النجاح ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪2012‬‬
‫عبد اللطيف الشدادي ‪ :‬نظام الصفقات العمومية على ضوء مرسوم ‪ 20‬مارس ‪2013‬‬
‫ودفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال ‪ ، 2016‬سيلكي أخوين طنجة‬
‫‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪2019‬‬
‫عبد الكريم حيضرة ‪ :‬القانون اإلداري المغربي النشاط اإلداري ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬السنة‬
‫‪20129.‬‬

‫األطروحات والرسائل_‪2‬‬
‫حفصة الحرش ‪:‬نزع الصفة المادية عن مساطر ابرام الصفقات العمومية بالمغرب ‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ‪،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية ‪،‬أكدال ‪ ،‬السنة‬
‫‪ .‬االمعية ‪، 2010_2009‬ص ‪14‬‬
‫محمد الناجم اباه ‪ :‬منازعات الصفقات العمومية في القضاء اإلداري المغربي ‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل الدكتورة في القانون العام والعلوم السياسية ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية مراكش‪2022_2021 ،‬‬

‫المقاالت ‪3-‬‬
‫عبدالرحيم المحجوبي‪ :‬ابرام الصفقات العمومية خالل جائحة كورونا بالمغرب‪ ،‬مسارات‬
‫في األبحاث والدراسات القانونية‪ ،‬العدد ‪، 11‬السنة ‪2020‬‬
‫محد الشاوي ‪ :‬ابرام الصفقات العمومية بين مقتضيات النص التنظيمي وواقع الممارسة‬
‫‪.‬العملية‪ ،‬مجلة القضاء‪ ،‬العدد الرابع ‪ ،‬سنة ‪2014‬‬
‫أحمد أجعون ‪ :‬نشاط ووسائل اإلدارة وفقا للتشريع‪45‬المغربي ‪ ،‬منشورات مجلة الحقوق سلسة‬
‫الدراسات و األبحاث ‪ ،‬مطبعة العرفة الجديدة ‪ ،‬سنة ‪2016‬‬
‫مصطفي صغير ‪ :‬اإلدارة اإلليكترونية دعامة لحكمة الصفقات العمومية برنامج نزع‬
‫الصفقات المادية عن الصفقات العمومية نموذجا ‪ ،‬منشورات مجلة مسارات في األبحاث‬
‫والدراسات القانونية‪ ،‬مؤلف جماعي حول أشغال الندوة الوطنية بتاريخ ‪ 26‬أكتوبر‬
‫‪2019‬الصفقات العمومية على ضوء النموذج التنموي الجديد ‪ ،‬مطبعة دار السالم ‪ ،‬السنة‬
‫‪2020‬‬
‫أسماء الشطيبي ‪ :‬قراءة في المرسوم الجديد الصفقات العمومية ‪ ،‬منشورات المجلة‬
‫المغربية اإلدارة المحلية والتنمية ‪،‬عدد ‪ ،116‬سنة ‪2014‬‬
‫عبد المولى المسعيد ‪ :‬تطور الصفقات العمومية في ظل حالة الطوارئ الصحية قراءة في‬
‫ما اتخذ من اجراءات استثنائية ومؤقتة ‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‬
‫‪ ،.‬عدد ‪112‬‬
‫رقية باوي ‪ :‬أثار كورونا على اجراءات ابرام الصفقات العمومية ‪ ،‬المجلة الجزائرية‬
‫للحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬العدد ‪،3‬السنة ‪2020‬‬
‫عزيز قسومي ‪ :‬تدبير الصفقات العمومية بالمغرب في ظل األزمات اإلقتصادية الراهنة‬
‫جائحة كورونا نموذجا ‪ ،‬مجلة مسالك ‪،‬العدد ‪ ، 62‬السنة ‪2023‬‬

‫العروض ‪4-‬‬

‫سناء ناشط ‪ ،‬فاطمة الزهراء العويني ‪ :‬ابرام الصفقات العمومية ‪ ،‬ماستر قانون المقاولة ‪،‬‬
‫‪.‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي ‪2020‬‬
‫ كلية العلوم‬، ‫ الفصل السادس تخصص القانون العام‬،‫ الصفقات التفاوضية‬: ‫بولحرود عماد‬
2024-2023 ،‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش‬

45 ‫ المواقع اإللكترونية‬:
 www.marchespublics.gov.ma

‫المراجع باللغة الفرنسية‬:

 Ouvrages

1-laurent richer ،Droit des contrats Administratif ،Librairie Général


de droit et Jurisprudence،2008

2_Jean-Christophe Duval . L'essentiel du droit des marchés


publics - 3e édition. Éditeur :Editions Ellipses. Publication :9
janvier 2017.
3_ Malick Guibril Ndiaye . Gestion et maximisation des
procédures des marchés publics . Publication :2022.

4_ Stéphane Braconnier. Précis du droit de la commande


publique. Publication :9 octobre 2019.
‫الفهرس‬
‫‪46‬‬
‫الئحة الرموز ‪1...............................................................‬‬

‫مقدمة ‪2..............................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬إبرام الصفقات العمومية خالل جائحة كورونا و نجاعة نزع الصفة‬
‫المادية كألية مدعمة إلبرامها في تلك الظرفية‪13.......................... .‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬إبرام الصفقات العمومية خالل جائحة كورونا‪14 ...........‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬اللجوء الى الصفقات التفاوضية كطريقة خالل الجائحة‪14.............‬‬


‫أوال ‪ :‬مفهوم الصفقات التفاوضية و حاالت ابرامها‪15...................‬‬
‫في جائحة كورونا‪17...................‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬دور الصفقات التفاوضية‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬سندات الطلب و تجسيدها خالل جائحة كورونا‪18...................‬‬


‫أوال‪ :‬تعريف سندات الطلب‪18..........................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تجسيد سندات الطلب خالل جائحة كورونا‪18..................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نجاعة نزع الصفقة المادية عن مساطر إبرم الصفقات العمومية كألية‬
‫مدعمة إلبرامها خالل كورونا ‪19......................................‬‬
‫ببرنامج بنزع الصفة المادية و مكوناته‪20..................‬‬ ‫‪.‬الفقرة األولى ‪ :‬المقصود‬

‫برنامج نزع الصفقة المادية‪20...................‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم‬


‫‪.‬ثانيا ‪ :‬مكونات هذا البرنامج‪20..................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬نجاعة هذا البرنامج في مزامنة جائحة كورونا‪22...................‬‬

‫وفرنسا في مجال إبرام عقود الصفقات‬ ‫المبحث الثاني‪ : :‬توجه كل من المغرب ‪47‬‬

‫العمومية خالل الجائحة و فعالية إعادة التوازن إلى المتأثرة منها ‪.............‬‬
‫‪24.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬توجه كل من المغرب وفرنسا في إبرام الصفقات العمومية في ظل جائحة‬


‫كورونا ‪25.....................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مقارنة بين طرق إبرام الصفقات العمومية في ظل جائحة كورونا في كل‬
‫‪.‬من المغرب وفرنسا ‪25.......................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مقارنة بين المغرب وفرنسا من ناحية الطرق اإلضافية في إبرام الصفقات‬
‫العمومية في ظل الجائحة( نزع صفتها المادية نموذجا) ‪27................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تدبير المغرب الصفقات العمومية خالل الجائحة وكذا تأثير هذه األخيرة‬
‫المبرمة خاللها‪28...............‬‬ ‫‪.‬على التوازن المالي لعقود الصفقات العمومية‬

‫‪.‬الفقرة األولى ‪ :‬تدبير المغرب الصفقات العمومية خالل الجائحة‪28...................‬‬


‫أوال ‪ :‬اإلمكانيات التي تم تدبير بيها الصفقات العمومية من طرف المغرب‪28........ .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االجراءات المزامنة لهذا التدبير من طرف الدولة المغربية ‪29........ .‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تأثير هذه الجائحة على التوازن المالي لعقود الصفقات العمومية المبرمة‬
‫خاللها ‪30 .....................................‬‬

‫‪.‬خاتمة ‪32....................................‬‬
‫المالحيق‪33................................‬‬
‫‪.‬قائمة المراجع ‪45....................................‬‬
‫‪.‬الفهرس ‪47....................................‬‬

‫‪48‬‬

You might also like