You are on page 1of 46

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫ماستر القانون والمقاولة‬
‫العقار والتعمير‪,‬قانون‬
‫وعمليات البنوك التشاركية‬

‫مجزوءة‪ :‬تدابير حماية المستهلك‬

‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم‬


‫في القروض االستهالكية‬

‫من اعداد الطلبة‪:‬‬

‫الدكتور‪:‬‬ ‫تحت اشراف‬ ‫عبد الهادي رشدي‬

‫عبد الحفيظ بنحلبو‬


‫محمد العروصي‬
‫مريم خياري‬

‫ياسين زيدون‬

‫سفيان سواف‬

‫‪2020/2019‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫مرجع سابق‬ ‫م‪.‬س‬


‫الصفحة‬ ‫ص‬
‫دون ذكر السنة‬ ‫د‪.‬س‬
‫دون ذكر المطبعة‬ ‫د‪.‬م‬
‫دون ذكر الطبعة‬ ‫د‪.‬ط‬
‫الطبعة‬ ‫ط‬
‫دون مؤلف‬ ‫د‪.‬م‬
‫قانون االلتزامات والعقود‬ ‫ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫الجريدة الرسمية‬ ‫ج‪.‬ر‬
‫عدد‬ ‫ع‬

‫‪1‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد أدى التطور االقتصادي والعلمي الحاصل في مجاالت مختلفة‪ ،‬والذي صاحبته‬
‫ثورة صناعية غير مسبوقة‪ ،‬إلى إغراق األسواق االستهالكية بالمنتجات المتنوعة والمبتكرة‪،‬‬
‫والتي يبقى المستهلك عاجزا عن فك رموز وعالمات تصنيعها ومكوناتها‪ ،‬والمواد المستعملة‬
‫في صناعتها وتأثيرها على صحته‪ ،1‬مما أسفر عن اختالل واضح في المراكز القانونية‬
‫لطرفي العقد االستهالكي‪.2‬‬

‫لدرجة اصبح مجال حماية المستهلك في إطار الظرفية االقتصادية الحديثة من أبرز‬
‫المواضيع إثارة للنقاش‪ ،‬فقانون حماية المستهلك أو قانون المستضعفين –كما يسميه الفقه‪-‬‬
‫أثار انتباه الباحثين والمتخصصين والمهنيين‪ ،‬ولعل أكثر وأول الدول اهتماما بقروض‬
‫االستهالك نجد الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬انجلترا واسبانيا حيث نص دستور هذه األخيرة‬
‫المؤرخ في ‪29‬دجنبر‪ 1979‬على ضرورة االعتناء بحقوق المستهلكين والدفاع عن مصالحهم‪،‬‬
‫وهو ما جاء النص عليه أيضا في الدستور السويسري المعدل بموجب استفتاء ‪4‬‬
‫يوليوز‪ ،1984‬وقانون االستهالك البلجيكي الصادر تحت إشراف وزارة الشؤون االقتصادية‬
‫في شتنبر‪ ،1995‬وكذلك مدونة االستهالك الفرنسية الجاري بها العمل منذ سنة ‪ .1993‬أما‬
‫بالنسبة للمغرب فلم يتم التنصيص على حماية المستهلك اال مع صدور قانون‪ 31 - 08‬يقضي‬
‫بتحديد تدابير لحماية المستهلك وذلك بتاريخ ‪ 18‬فبراير‪ ،2011‬هذا القانون الذي يتضمن‬
‫مجموعة من المقتضيات الحمائية لفائدة المستهلك خاصة في مجال قروض االستهالك باعتبار‬
‫المقترض هو الطرف الضعيف وذلك في ظل تنامي اإلغراءات التي يتعرض لها‪ .‬خاصة أمام‬
‫تراجع الدور التفاوضي لهذا النوع من القروض ومن خالله مبدأ سلطان اإلرادة بسبب التفوق‬
‫اإلقتصادي والتقني للصناع والمنتجين وعموم التجار المحترفين على حساب الفئات‬
‫المستهلكة‪.3‬‬

‫‪ 1‬محمد العروصي ‪ :‬االلتزام باإلعالم خالل مرحلة تكوين عقد البيع‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2012‬مطبعة وراقة سجلماسة‪ ، ،‬ص ‪40 :‬‬
‫‪ 2‬نزهة الخالدي‪ :‬االلتزام باالعالم ودوره في تنوير ارادة المستهلك‪ ،‬مقال منشور بمجلة القضاء المدني‪ ،‬العدد‪ 4‬ص‪161:‬‬
‫‪ 3‬الحسين بلحساني‪ :‬االلتزام بتمييز المستهلك بين قواعد االخالق ومقتضيات القانون‪ ،‬مجلة طنجيس للقانون واالقتصاد‪ ،‬العدد‪ 3‬سنة ‪ ‘2003‬ص‪25‬‬

‫‪2‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫ولحماية المستهلك من جشع المقرضين االستهالكيين وفر له المشرع حماية صلبة لعل‬
‫اهمها تحقيق نوع من المساواة في العلم بينه وبين المهني على نحو يستطيع معه المستهلك‬
‫الوقوف على مدى مالئمة هذا العقد بالنسبة إليه‪ .‬ولن يتأتى ذلك إال من خالل إعالمه وتعريفه‬
‫بظروف هذا التعاقد بالقدر الذي ينير رضاءه به‪ .‬من أجل ذلك أقرت العديد من التشريعات‪،‬‬
‫التزاما جديدا على عاتق المهني هو التزامه بإعالم المتعاقد األقل خبرة ودراية بالمضمون‬
‫العقدي‪ .‬وخصصت له مكانة مهمة ضمن مقتضياتها المهتمة بحماية المستهلك‪ .‬وااللتزام‬
‫باإلعالم هو إحاطة المتعاقد اآلخر بالمعلومات الهامة والمؤثرة في إقدامه أو إحجامه على‬
‫التعاقد‪.‬‬

‫ويمثل الموضوع الذي بين ايدينا اهمية بالغة‪ ،‬فعلى المستوى النظري فقد حاز على‬
‫اهتمام الباحثين على مستوى العالم‪ ،‬وكذلك اهتمام مختلف التشريعات بحماية المستهلك في‬
‫القروض االستهالكية‪ .‬اما على المستوى العملي فيكفي أن نشير الى ان تقريرعن الجمعية‬
‫المهنية لشركات التمويل ان اجمالي جاري القروض االستهالكية لوحدها فقط بلغ مايقارب‬
‫‪ 52.2‬مليار درهم في سنة ‪ ،2018‬مسجال زيادة بقيمة ‪ 3.8‬مليارات درهم مقارنة مع‬
‫سنة‪.2017‬‬

‫وتأسيسا على ما سبق تكمن مشروعية مجموعة من االسئلة‪ ،‬يمكن اجمالها في االتي‪:‬‬

‫ما هو المفهوم القانوني للقرض االستهالكي؟ وماهي انواعه؟‬

‫وماهي عالقة االلتزام باإلعالم بالقروض االستهالكية؟ وكيف يمكن حماية المستهلك‬
‫في القروض االستهالكية من خالل هذا االلتزام؟‬

‫هذه االسئلة وغيرها تؤدي بنا الى اشكالية محورية‪:‬‬

‫• مدى نجاعة االلتزام باإلعالم في حماية المستهلك المغربي من‬


‫القروض االستهالكية على ضوء قانون‪31.08‬؟‬

‫‪3‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫وكفرضية للموضوع من خالل اشكاليته‪ ،‬يمكن القول على ان االلتزام باإلعالم هو التزام‬
‫مستحدث من اجل حماية المستهلك في كل تصرفاته‪ ،‬ومن هذه التصرفات القروض‬
‫االستهالكية‪ ،‬ويمكن مقاربة ذلك من خالل التصميم التالي‪:‬‬

‫❖ أوال‪ :‬التنظيم القانوني للقروض االستهالكية على ضوء قانون تدابير‬


‫حماية المستهلك‪.‬‬
‫❖ ثانيا‪ :‬االلتزام باإلعالم كضمانة لحماية المستهلك في القروض‬
‫االستهالكية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫اوال‪ :‬التنظيم القانوني للقروض االستهالكية على ضوء قانون تدابير حماية‬
‫المستهلك‪:‬‬
‫من أجل تقديم صورة حول التنظيم القانوني للقروض االستهالكية‪ ،‬سيتم الحديث عن‬
‫مفهوم ونطاق القرض االستهالكي (أ) وكذلك الحديث عن انواع القرض االستهالكي (ب)‬
‫ثم التطرق الى طبيعة القرض االستهالكي (ج)‪.‬‬

‫أ‪ :‬مفهوم ونطاق القرض االستهالكي‪:‬‬


‫رغم ان عقد القرض االستهالكي منظم ضمن طائفة العقود المسماة في ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫المغربي‪ ،‬اال ان التطور الذي عرفته تقنيات التعاقد جعلت عقد القرض االستهالكي محط‬
‫اهتمام قوانين االستهالك الحديثة بالنظر الى تطور اشكال القروض االستهالكية‪ .‬وعليه سيتم‬
‫الحديث في الفقرات الموالية عن مفهوم القرض االستهالكي وكذلك عن نطاقه‪.‬‬

‫‪ :1‬مفهوم القرض االستهالكي‪:‬‬


‫توجد صلة وثيقة بين القانون المدني وقانون االستهالك‪ .‬ففي البدء كان القانون‬
‫المدني يطبق على العقود التي تعرف حاليا بالعقود االستهالكية المبرمة بين المحترفين‬
‫والمستهلكين كما هو الحال بالنسبة لعقد القرض‪ ،‬وهكذا يعرف الفصل ‪ 856‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود عارية االستهالك أو القرض بأنه " عقد بمقتضاه يسلم أحد الطرفين لألخر‬
‫أشياء مما يستهلك باالستعمال أو أشياء منقولة أخرى‪ ،‬الستعمالها‪ ،‬بشرط أن يرد المستعير‬
‫‪1‬‬
‫عند انقضاء األجل المتفق عليه أشياء أخرى مثلها في المقدار والنوع والصفة"‬

‫اال انه وبفعل التحوالت االقتصادية واالجتماعية التي يعرفها عالمنا المعاصر ادت الى‬
‫عدم تكافئ واضح بين أطراف العقد االستهالكي‪ ،2‬فكان لزاما تجاوز المفهوم التقليدي للقرض‬
‫االستهالكي داخل قانون االلتزامات والعقود الذي تأكد فشله في حماية المستهلك أمام التطور‬

‫‪ 1‬لظهير الشريف بتاريخ ‪ 9‬رمضان ‪ 2 ( 1331‬أغسطس ‪ ) 1913‬بمثابة قانون االلتزامات والعقود‬


‫‪ 2‬محمد العروصي‪:‬االلتزام باالعالم خالل مرحلة تكوين عقد البيع‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ,‬مطبعة وراقة سجلماسة‪،2012 ، ،‬ص‪18‬‬

‫‪5‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫الخطير الذي شمل جميع العقود‪ ،‬فحاول المشرع جاهدا من خالل قانون‪ 31.08‬توفير حماية‬
‫أكثر صالبة للمستهلك‪.‬‬

‫وهكذا عرف القانون ‪ 31.08‬القاضي بتحديد تدابير حماية مستهلك القرض‬


‫االستهالكي في المادة ‪ 74‬باعتباره " كل عملية قرض ممنوح بعوض أو بالمجان من مقرض‬
‫إلى مقترض يعتبر مستهلكا كما هو معرف في المادة الثانية وكذا على كفالته المحتملة"‬

‫وعليه يمكن تعريف القرض االستهالكي على أنه عبارة عن مجموعة من الخدمات‬
‫المالية التي تقدمها مؤسسات االئتمان لفائدة المستهلك المقترض‪ ،‬يتم بمقتضاها تزويد هذا‬
‫األخير باألموال الالزمة لتوظيفها من أجل تلبية حاجياته االستهالكية‪ ،‬على أن يتعهد بسداد‬
‫تلك األموال وفوائدها والعموالت المستحقة عليها والمصاريف دفعة واحدة أو على أقساط في‬
‫تواريخ محددة‪.1‬‬

‫كما عمل المشرع على توضيح مجموعة من المفاهيم المرتبطة بعقد القرض‬
‫االستهالكي في المادة ‪ 74‬من نفس القانون التي اعتبرت‪:‬‬

‫" ‪ . . .‬أنه حسب مدلول هذا القانون؛ يراد بما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المقرض‪ :‬كل شخص يمنح بصفة اعتيادية القروض في إطار ممارسة أنشطته التجارية أو‬
‫المهنية‪.‬‬

‫عملية القرض‪ :‬كل عملية يحدد بها أجل لتسديد القرض أو أداء سعر البيع بعد تسليم السلعة‬
‫أو تقديم الخدمة المذكورة "‬

‫‪ :2‬نطاق تطبيق القرض االستهالكي‪:‬‬

‫تم تحديد نطاق تطبيق القروض االستهالكية بنص صريح‪ ،‬بحيث ذهبت المادة ‪ 74‬إلى‬
‫أنه تطبق أحكام الباب المتعلق بالقروض االستهالكية على كل قرض استهالكي باعتباره كل‬

‫‪ 1‬يوسف الزوجال‪ :‬المفهوم القانوني للمستهلك دراسة تحليلية مقارنة على ضوء القانون رقم ‪ ،31.08‬مقال منشور بمجلة القضاء المدني العدد‪4‬‬
‫ص‪26‬‬

‫‪6‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫عملية قرض ممنوح بعوض أو بالمجان من مقرض إلى مقترض يعتبر مستهلكا‪ .‬كما اعتبرت‬
‫نفس المادة أنه تدخل في حكم عمليات القرض عمليات اإليجار المفضي إلى البيع واإليجار‬
‫مع خيار الشراء واإليجار المقرون بوعد البيع‪ ،‬وكذا البيع أو تقديم الخدمات التي يكون أداؤها‬
‫محل جدولة أو تأجيل أو تقسيط‪.‬‬

‫مما يمكن القول معه ان مفهوم ونطاق القرض االستهالكي اصبح يتجاوز قواعد‬
‫القانون المدني‪ ،‬ويأخذ بعين االعتبار طرق التمويل المتنوعة التي أصبح االقتصاد الحديث‬
‫يضعها رهن إشارة المستهلكين‪ ،‬فلم تعد العارية تشكل سوى صورة بسيطة من صور االئتمان‬
‫أمام جاذبية األشكال الجديدة في االقتصاد المعاصر‪.‬‬

‫وفي خضم التنوع الذي تعرفه العمليات التي تؤدي إلى نشوء قروض استهالكية من شأنها‬
‫تحقيق ائتمان لفائدة المستهلكين نجد أن المشرع أقصى بعض العمليات من الخضوع لألحكام‬
‫المتعلقة بالقروض االستهالكية ويتعلق األمر ب‪:‬‬

‫✓ القروض الممنوحة لمدة إجمالية تقل عن ثالثة أشهر أو تعادلها‪.‬‬


‫✓ القروض المخصصة لتمويل حاجيات نشاط مهني وكذا القروض الممنوحة إلى‬
‫األشخاص المعنويين الخاضعين للقانون العام‪.‬‬
‫✓ القروض الخاضعة الحكام الباب الثاني من هذا القسم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫✓ القرض العقاري‪.‬‬

‫وإن ما تنبغي االشارة اليه انه اثناء مناقشة هذه المادة التى كانت موافقة للمادة ‪ 70‬من‬
‫مشروع القانون‪ ،‬حيث تساءل النواب عن أسباب استثناء القروض التى ال تتعدى مدتها ‪3‬‬
‫أشهر أو تعادلها من نطاق تطبيق هذا القانون‪ ،‬خاصة انه يمكن أن يكون مبلغ القرض مرتفعا‬
‫؟ إال أن السيد الوزير في معرض جوابه على هذه المالحظة أشار إلى أنه تم استثناء هذه‬
‫القروض النها ضئيلة مقارنة مع القروض االخرى‪ ،‬هذا باالضافة الى أن الوزارة أرادت أن‬
‫تركز على حماية المستهلكين المستفيدين من باقي القروض‪.7‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 75‬من قانون حماية المستهلك رقم ‪.31.08‬‬

‫‪7‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫وهو تبرير غير مقبول على اعتبار ان المقترض يكون غالبا في مركز ضعيف‪ ،‬ومن تم قد‬
‫يقع ضحية جشع المقرض‪ ،‬خاصة أن المقترض المعني بالحماية هو الشخص الذاتي‪.‬‬
‫ويرى احد الباحثين ان اخراج القروض الممنوحة لمدة اجمالية تقل عن ثالتة اشهر او‬
‫تعادلها من نطاق تطبيق القواعد الحمائية للقروض االستهالكية هو اقصاء غير مبرر‪،‬فالعبرة‬
‫‪1‬‬
‫ليست بالمدة وانما بكيفية العملية وتاثيرها على رضاء المستهلك‪.‬‬

‫تأسيسا على ما سبق نالحظ أن قانون حماية المستهلك رقم ‪ 08 . 31‬تجاوز المفهوم‬
‫الضيق للقرض االستهالكي ليكرس الطبيعة القانونية المعقدة للقرض االستهالكي التي تتقاطع‬
‫مع مجموعة من العقود من أجل تحقيق االئتمان للمستهلكين؛ وهو ما عبر عنه أحد الفقهاء‬
‫بقوله‪" :‬القرض االستهالكي هو القرض الذي يربط بين المهني والمستهلك‪ ،‬مهما كانت الطبيعة‬
‫‪2‬‬
‫القانونية للعقد الذي يؤدي إلى إيجاد القرض"‪.‬‬

‫ب – أنواع القروض االستهالكية‬

‫تخصصت البنوك وشركات القروض االستهالكية من نشأتها في تمويل حاجيات األفراد‬


‫ووضع مختلف وسائل الدفع رهن إشارة الزبناء‪.‬‬

‫وتبعا لتطور حاجيات األفراد واألسر لالئتمان فإن القروض المقدمة من قبل البنوك‬
‫بدأت تتنامى وتتخذ أشكاال وصورا مختلفة بحسب طبيعة القرض المراد الحصول عليه‪،‬‬
‫فالقروض االستهالكية متعددة ومتنو عة‪ ،‬فهناك قروض استهالكية غير مخصصة لتمويل‬
‫تصرف محدد (‪ ،)1‬وهناك قروض استهالكية مخصصة لشراء سلعة أو الحصول على خدمة‬
‫معينة (‪ ،)2‬كما ظهر القرض المجاني كأحد الممارسات الحديثة لشركات التمويل (‪.)3‬‬

‫‪ – 1‬القروض االستهالكية المخصصة‬

‫وتسمى أيضا القروض العينية‪ ،‬وهي تلك المتعلقة بشراء سلعة محددة‪ ،‬والتي يمكن أن‬
‫تكون نفسها ضمانا لذلك القرض‪ ،‬وكما قد يخصص هذا القرض لسلعة معينة فإنه قد يمنح‬

‫‪2‬دنيا مباركة ‪ ،‬الحماية القانونية لرضا مستهلكي السلع والخدماتها مقال منشور بالمحلة الغربية لالقتصاد والقانون ‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬يونيو ‪، 2001‬‬
‫ص ‪52‬‬

‫‪8‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫لتمويل خدمة ما‪ ،‬وفي هذا النوع من القروض يكون الزبون أمام عقدين‪ ،‬العقد الرئيسي وعقد‬
‫القرض وكالهما مرتبطان ببعضهما البعض‪ 1‬بمعنى أن القرض االستهالكي يكون مخصصا‬
‫بينما يكون مرتبطا بعقد آخر‪.2‬‬

‫وقد أخضع قانون حماية المستهلك رقم ‪ 31.08‬هذا النوع من القروض ألحكامه في‬
‫الفصل الرابع من الباب األول من القسم السادس‪ ،‬حيث اعتبر كل قرض مخصص لتمويل‬
‫سلعة أو منتوج أو تقديم خدمة معينة‪.3‬‬

‫ويتميز القرض االستهالكي المخصص بثالث خصائص رئيسية وهي‪:‬‬

‫• أنه للحصول على قرض يدخل البائع كوسيط بين الزبون ومؤسسة التمويل؛‬
‫• تشير الكتابة صراحة في العقد إلى تخصيص القرض لتمويل شراءات معينة‪4‬؛‬
‫• يتم دفع مبلغ لتلك الشراءات من طرف مؤسسة التمويل للبائع دون مرور ذلك المبلغ‬
‫بين يدي الزبون‪.5‬‬

‫‪ - 1‬رشيد الشائب‪ :‬شركات القروض لالستهالك‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين‬
‫والبحث في قانون المقاوالت‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس أكدال – الرباط‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ ،2004/2003‬ص ‪.63‬‬
‫‪ -‬يطلق فقهاء القانون المدني على هذا النوع من العقود مصطلح "العقد المختلط" وهو ذلك العقد الذي تتداخل فيه عدة‬ ‫‪2‬‬

‫عقود لتشكل عقدا وحيدا‪ ،‬ال يتصور أن تتج أز هذه العقود بالنظر إلى االلتزامات التي تنشئها ألنها نشأت لغاية محددة‪ ،‬بحيث‬
‫إن االلتزامات ناشئة عن العقد األصلي‪ .‬أشار إليه‪:‬‬
‫‪ -‬المختار بن أحمد العطار‪ :‬الوسيط في القانون المدني مصادر االلتزام‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬سنة ‪ ،2007‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -‬الفقرة األولى من المادة ‪ 90‬من قانون حماية المستهلك رقم ‪.31.08‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬تنص المادة ‪ 87‬من قانون ‪ 31.08‬المتعلق بتحديد تدابير لحماية المستهلك على ما يلي‪" :‬يجب أن يشار في العرض‬ ‫‪4‬‬

‫المسبق إلى المنتوج أو السلعة أو الخدمة الممولة"‪.‬‬


‫‪ - 5‬يمكن أن نستشف مضمون هذه الخاصية من خالل المادتين ‪ 89‬و‪ 90‬من قانون ‪ 31.08‬المتعلق بتحديد تدابير لحماية‬
‫المستهلك‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪" : 89‬يجب على المقرض أن يخبر البائع أو مقدم الخدمة بمنح القرض داخل أجل السبعة أيام المنصوص عليها‬
‫في المواد من ‪ 80‬إلى ‪."82‬‬

‫‪9‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫نظرا لكون عقد القرض االستهالكي المخصص يتضمن التزامات متنوعة ومتعددة‬
‫ترجع إلى عقود مختلفة‪ ،‬حيث يتشكل غالبا من عقد رئيسي وهو شراء أو تقديم الخدمة‪ ،‬وعقد‬
‫تابع وهو عقد القرض‪ ،‬فإن هذا الوضع يطرح إشكاال حول طبيعة التكييف الذي سينصب على‬
‫العملية ا لقانونية في مجملها أو الذي ال يعدو أن يكون إما تكييفا موحدا يتميز باالنقسامية من‬
‫خالل االعتراف بالطابع األصلي لاللتزام البائع (عقد القرض) وبالتالي تشكيل بنية موحدة‬
‫لاللتزامات المنبثقة عن العقد واألخذ بقائعدة "التابع يلحق الوصل"‪ ،1‬فالتابع هنا هو التزام‬
‫الم قترض بتسديد القرض‪ ،‬أما األصل فهو التزام المقرض بأداء ثمن البيع أو تكييف توزيعها‬
‫من خالل التمييز بين االلتزامات المتنوعة والمتعددة التي يتضمنها العقد‪.‬‬

‫وتعرف القروض االستهالكية المخصصة إقباال واسعا من طرف المغاربة‪ ،‬وبشكل‬


‫خاص تلك المتعلقة بقروض السيارات وقروض التجهيز المنزلي‪.‬‬

‫‪ :1 – 1‬قروض السيارات‬

‫يعتبر بيع السيارات بالسلف من أهم العقود التي تستغرق حيزا مهما من القروض‬
‫االستهالكية المخصصة‪ ،‬ولقد نظم المشرع هذا العقد منذ سنة ‪ 1936‬بمقتضى ظهير ‪ 17‬يوليوز‬
‫‪ 21936‬هذا القانون ما هو إال نسخة لقانون شراء الس يارات بالسلف الذي صدر في فرنسا سنة‬
‫‪ 1934‬وتم إلغاؤه بعد مرور سنتين من إصداره‪ ،‬في حين ظل المشرع المغربي متمسكا بهذا‬
‫الظهير إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫ويتميز هذا النوع من القروض االستهالكية المخصصة بعدة مميزات أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬المادة ‪" : 90‬ال يلزم البائع أو مقدم الخدمة بالوفاء بالتزامه المتعلق بالتسليم أو الخدمة ما لم يبلغه المقرض بمنح القرض‪،‬‬
‫مادام بإمكان المقترض أن يمارس حقه في التراجع‪ ،‬غير أنه إذا قدم المشتري طلب يكون تسليم وتقديم خدمة مبكر على‬
‫حساب البائع أو مقدم الخدمة الذي يحتمل جميع المصاريف والتبعات المترتبة عن ذلك"‪.‬‬
‫‪ - 1‬عبد الرزاق أيوب‪ :‬التكييف القانوني لألسس النظرية والجوانب العملية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫الحسن الثاني‪ ،‬كلية الحقوق – الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2004/2003‬ص ‪ 346‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف مؤرخ في ‪ 27‬ربيع الثاني ‪ 17( 1355‬يوليوز ‪ )1936‬في تنظيم بيع السيارات بالتقسيط (ج‪.‬ر‪.‬ع ‪1244‬‬ ‫‪2‬‬

‫بتاريخ ‪.)1936/07/24‬‬

‫‪10‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫‪ -‬أطرافه‪ :‬وهو المستهلك المقترض‪ ،‬وبائع السيارة‪ ،‬وشركة القرض االستهالكي‪،‬‬


‫حيث تقوم هذه األخيرة بشراء السيارة لصالح المستهلك من البائع‪ ،‬وتبعا لذلك‬
‫فالشركة تحل محل البائع في جميع الحقوق والدعاوى وااللتزامات المترتبة عن هذا‬
‫العقد‪.‬‬
‫‪ -‬عقد مكتوب تدرج فيه‪ :‬األسماء العائلية والشخصية لكل من البائع والمشتري ومحل‬
‫سكن كل منهما ومبلغ البيع وكيفية األداء وخصائص السيارة موضوع القرض‪.1‬‬
‫‪ -‬البائع في هذا النوع من القروض يحتفظ بملكية الشيء وتوابعه إلى أن يسدد آخر‬
‫قسط من الثمن المتفق عليه‪.2‬‬
‫‪ -‬يمنع على المشتري إخراج السيارة خارج الحدود المغربية إال بإذن من الجهة‬
‫المختصة‪.3‬‬
‫‪ -‬عقد بيع ا لسيارات بالسلف يحضر على المشتري التصرف في السيارة أو إحدى‬
‫توابعها قبل تأدية الثمن برمته‪ ،‬وفي حالة مخالفة ذلك يكون المشتري قد ارتكب‬
‫جنحة خيانة األمانة المنصوص عليها في الفصل ‪ 547‬من القانون الجنائي‪.4‬‬
‫‪ -‬تبعة هالك السيارة موضوع عقد البيع تكون على عاتق المشتري منذ لحظة تسلمه‬
‫السيارة‪.5‬‬

‫وبتأمل هذه القواعد التي تضمنها ظهير بيع السيارات بالسلف نجد أن المشرع خرج‬
‫عن القواعد العامة لعقد البيع المنصوص عليها في قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬لضمان الوفاء‬
‫بالديون موضوع عقد البيع بالتقسيط‪ ،‬فهو تشريع جاء لحماية المهنيين بائعي السيارات؛ من‬
‫إعسار المستهلكين‪ ،‬وال يتضمن أدنى حماية للمستهلك‪.6‬‬

‫‪ -‬الفصل الثالث من ظهير ‪ 17‬يوليوز ‪ 1936‬المتعلق ببيع السيارات بالتقسيط‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الفصل السادس من ظهير ‪ 17‬يوليوز ‪.1936‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬الفصل الرابع عشر من ظهير ‪ 17‬يوليوز ‪.1936‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬الفصل التاسع من ظهير ‪ 17‬يوليوز ‪.1936‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬الفصل السابع من ظهير ‪ 17‬يوليوز ‪.1936‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬عبد العزيز حضري‪ :‬العقود االستهالكية‪ ،‬مطبعة طه حسين‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،2011/2010 ،‬هامش رقم ‪،61‬‬ ‫‪6‬‬

‫ص ‪.70‬‬

‫‪11‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫‪ :2 – 1‬قروض التجهيز المنزلي‬

‫ظهرت قروض التجهيز المنزلي في المغرب مع ظهور شركات متخصصة في هذا‬


‫المجال‪ ،‬كشركة قرض التجهيز المنزلي إكدوم التي أنشئت خالل السبعينات‪ ،‬وقد ارتفعت وتيرة‬
‫هذه القروض مع ظهور شركات متخصصة أخرى في هذا المجال كشركة "وفا سلف" فرع‬
‫مجموعة "التجاري وفا بنك" حيث ارتفع جاري القروض التي منحتها هذه الشركة بنسبة ‪1.92‬‬
‫في المائة خالل سنة ‪ 2011‬لتستقر في حدود ‪ 21.4‬مليار درهم مقابل ‪ 19.1‬مليار درهم سنة‬
‫قبل ذلك‪.1‬‬

‫والمالحظ أن شركات القروض لالستهالك تلزم المقترض الراغب في الحصول على‬


‫قرض تجهيز منزلي باكتتاب سند ألمر لفائدة مؤسسة القرض لالستهالك بالمبلغ اإلجمالي‬
‫للدين‪.‬‬

‫ويمنع على المقترض التصرف في الشيء موضوع القرض وذلك تحت سقوط حقه في‬
‫الشيء ويرغم المقترض أو من يخلفه من ذوي حقوقه بجميع االلتزامات المترتبة عن هذا‬
‫العقد‪.2‬‬

‫ويرى البعض أن الشروط التي تفرضها شركات القروض لالستهالك على المستهلك‬
‫تعرض هذا األخير لخطر االستدانة المفرطة‪ ،‬وبشكل خاص تلك الشروط التي تكون مدرجة‬
‫في ملحقات العقد وال يتمكن المستهلك المقترض من االطالع عليها‪ 3‬ولتمكين المستهلك من‬
‫االطالع على كافة الشروط التي تطبقها مؤسسات االئتمان على عملياتها عمل المشرع من‬
‫خالل المادة ‪ 116‬من قانون مؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها على إلزام هذه‬
‫المؤسسات بما يلي‪ ..." :‬يجب أن يخير الجمهور وفق الشروط المحددة بمنشور يصدره والي‬

‫‪ -1‬الموقع اإللكتروني لجريدة العلم ‪ www.alalam.ma‬تاريخ االطالع ‪ 2020/03/17‬على الساعة ‪.15:24‬‬

‫‪12‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫بنك المغرب بعد استطالع رأي لجنة مؤسسات االئتمان‪ ،‬بالشروط التي تطبقها مؤسسات‬
‫االئتمان على عملياتها والسيما فيما يتعلق بسعر الفوائد المدينة والدائنة‪ ،‬والعمولة ونظام‬
‫تواريخ القيمة"‪ ،‬وفي هذا اإلطار أصدر ولي بنك المغرب دورية حول الشروط والكيفيات التي‬
‫تعلم من خاللها مؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها العموم بالشروط المطبقة على‬
‫عملياتها‪.2‬‬

‫‪ – 2‬القروض االستهالكية غير المخصصة (غير الموجهة)‬

‫يقصد بالقروض االستهالكية غير الموجهة تلك القروض التي ال يتم توجيهها لشراء‬
‫سلعة أو خدمة معينة‪ ،‬بحيث يترك المقرض للمقترض الحرية كاملة في استخدام مبلغ القرض‬
‫وفقا إلرادته الخاصة‪ ،‬دون إلزامه بالحصول على خدمة محددة سلفا أو إلزامه بشراء سلعة‬
‫معينة‪ 1‬فهذه القروض تأخذ وجهتها عند استعمالها من طرف المستهلك الذي يعود له الحق في‬
‫استعمال قرضه بكل حرية لتمويل الخدمات أو المشتريات التي يقع اختياره عليها‪ ،2‬ويتخذ‬
‫القرض غير الموجه أو غير المخصص عدة أشكال أهمها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬القرض الشخصي المباشر‬

‫هو القرض الذي تمنحه مؤسسات االئتمان للعميل الفرد‪ ،‬ويتم سداده من الراتب أو‬
‫مستحقات نهاية الخدمة أو أي دخل منتظم آخر من مصدر معروف يمكن التحقق منه‪.3‬‬

‫وهذا النوع من القروض يمنح عادة لموظفي وأعوان الدولة وأصحاب المهن الحرة‪،‬‬
‫وغيرهم من ذوي الدخل المحدود‪ ،‬وفي الحالة التي يكون فيها طالب القرض موظفا فإن‬

‫‪ -‬دورية والي بنك المغرب‪ ،‬عدد ‪ ،2007/G/23‬الصادرة بتاريخ ‪ 4‬دجنبر ‪.2007‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬عبد العزيز حضري‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.71‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬رشيد الشائب‪ :‬شركات القروض لالستهالك‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين‬
‫والبحث في قانون المقاوالت‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬أكدال – الرباط‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ ،2004/2003‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -‬الموقع اإللكتروني ‪ www.ahwer.org‬تاريخ الولوج‪.2020/03/17‬على الساعة ‪16:00‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪13‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫المؤسسة المالية في غالب األحيان تطالب المستهلك بتقديم رقم التأجير حتى يتم االقتطاع‬
‫مباشرة من أجرته‪ 1‬كما قد تطالبه بتقديم ضمانات أخرى‪.‬‬

‫ويتميز هذا النوع من القروض بكثرة اإلقبال عليه من طرف المغاربة؛ فحسب‬
‫إحصائيات الجمعية المهنية لشركات‪ ،‬فقد بلغ عدد ملفات القروض الشخصية من بداية سنة‬
‫‪ 2011‬إلى غاية متم شهر شتنبر من نفس السنة ‪ 994‬ألف ملف؛ حيث بلغ مجمل هذه السلفات‬
‫ما يفوق ‪ 28.5‬مليار درهم‪.2‬‬

‫ولإلشارة فهذا القرض في فرنسا تطبق عليه مقتضيات قانون االستهالك الفرنسي‪ ،3‬وقد‬
‫سارت في نفس النهج محكمة النقض الفرنسية حينما اعتبرت أن القرض الشخصي قرض‬
‫استهالكي‪ ،4‬وعلى خالف ذلك يالحظ أن قانون حماية المستهلك رقم ‪ 31.08‬لم يأت على ذكر‬
‫هذا النوع من القروض‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬فتح االعتماد‬

‫يشكل فتح االعتماد أو القرض المتجدد صورة من صور القروض االستهالكية‪ ،‬ولقد‬
‫اهتمت معظم التشريعات بتعريف عقد فتح االعتماد‪ 5‬ومنها المشرع المغربي ضمن مدونة‬
‫التجارة‪ ،6‬حيث جاء في المادة ‪ 524‬منها ما يلي‪" :‬فتح االعتماد هو التزام البنك بوضع وسائل‬
‫لألداء تحت تصرف المستفيد؛ أو الغير المعين من طرفه في حدود مبلغ معين من النقود‪ ،‬ال‬
‫يعد الرصيد المدين العرضي فتحا لالعتماد"‪.‬‬

‫‪ -‬عبد العزيز الصقلي‪ :‬دراسة للقانون المغربي لالستهالك‪ ،‬سلسلة قانون األعمال والقانون االقتصادي‪ ،‬مطبعة سجلماسة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مكناس ‪ ،2000‬ص ‪.129‬‬


‫‪ -‬إحصائيات مأخوذة من جريدة المساء‪ ،‬العدد ‪ ،1655‬الصادر بتاريخ ‪ ،2012/01/19‬ص ‪.6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬قانون االستهالك الفرنسي لسنة ‪ ،1993‬كما تم تعديله بقانون ‪ 8‬فبراير ‪.1995‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض الفرنسية الصادر سنة ‪ ،1998‬دون ذكر باقي البيانات‪ ،‬أورده رشيد الشائب‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.62‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬فقد عرفه المشرع المصري في المادة ‪ 338‬من القانون التجاري الصادر سنة ‪ 1999‬بأنه‪" :‬عقد يضع البنك بمقتضاه‬ ‫‪5‬‬

‫تحت تصرف المستفيد وسائل للوفاء في حدود مبلغ معين لمدة معينة أو غير معينة"‪.‬‬
‫‪ - 6‬ظهير شريف رقم ‪ 1.96.83‬الصادر في ‪ 15‬ربيع األول ‪ 1417‬الموافق لفاتح غشت ‪ ،1996‬بتنفيذ القانون رقم ‪15.95‬‬
‫منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،4418‬بتاريخ ‪ 3‬أكتوبر ‪ ،1996‬ص ‪.2187‬‬

‫‪14‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫وبتأمل هذه المادة يتضح لنا أن المشرع المغربي كان حريصا على تمييز عقد فتح‬
‫االعتماد البسيط بطريقة غير مباشرة عن عقد القرض؛ ذلك أن هذا األخير وإن كان هو الصورة‬
‫الغالبة في عقود فتح االعتماد البسيط‪ ،‬إال أنه ليس هناك ما يمنع من أن يضع البنك تحت‬
‫تصرف الزبون وسائل أخرى للدفع أو األداء كإصدار أوامر للتحويل أو الضمان؛ وهذا ما‬
‫قصده المشرع من عبارة "بوضع وسائل لألداء تحت تصرف المستفيد" وهذا بخالف المشرع‬
‫الليبي الذي قصر فت ح االعتماد على اإلقراض فقط دون وسائل الدفع األخرى المرتبطة‬
‫باالئتمان حيث عرف هذا العقد بأنه‪" :‬عقد يلتزم البنك بمقتضاه بوضع مبلغ من المال تحت‬
‫تصرف الطرف الثاني لمدة معينة من الزمن أو ألجل غير مسمى"‪.‬‬

‫وعلى مستوى االجتهاد القضائي ذهبت محكمة استئناف مونبوليه إلى أن فتح االعتماد‬
‫البسيط هو اتفاق يتعهد البنك بواسطته بأن يقدم لزبونه مبلغا نقديا أو أوراقا تقبل التداول في‬
‫حدود مبلغ معين‪ ،‬وأنه ال يعتبر فتحا لالعتماد االتفاقات بين البنك وزبونه‪ ،‬إذا كان حساب‬
‫الزبون وقت إبرام االتفاق األول لصالح البنك‪ ،‬غير أن محكمة النقض الفرنسية نقضت القرار‬
‫اعتمادا على مبدأ حرية التعاقد‪.1‬‬

‫وما يميز عقد فتح االعتماد أنه يمكن للمستهلك من سحب المبلغ موضوع االعتماد‬
‫بحسب حاجته إليه وال يلتزم بدفع فوائد إال عن المبلغ الذي سحبه بالفعل‪ ،‬غير أنه يلتزم بدفع‬
‫العمولة الناتجة عن مصاريف فت ح االعتماد سواء تم استعمال المبالغ المعتمدة أم لم يتم ذلك‪.2‬‬

‫والحصول على اعتماد يخول للمستفيد إمكانية التصرف في مبلغ القرض الممنوح على‬
‫شكل أقساط في التواريخ التي يحددها‪ ،‬ويرتب على المؤسسة البنكية التزاما بتقديم عرض‬
‫مسبق بالنسبة للعقد األصلي أو في حالة الزيادة في القرض الممنوح‪ ،‬وال يعتبر العرض المسبق‬

‫‪ - 1‬قرار محكمة النقض الفرنسية دون ذكر بياناته‪ .‬أوردته فتيحة التوزاني‪ :‬المسؤولية المدنية للبنك عن فتح االعتماد البسيط‪،‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في الضمانات التشريعية في قانون‬
‫األعمال‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2001/2000 ،‬ص‬
‫‪.10‬‬
‫‪ -‬علي جمال عوض‪ :‬االعتمادات المصرفية وضماناتها‪،‬دط‪ .‬د‪.‬مط القاهرة ‪ ،1978‬ص ‪.46‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪15‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫إلزاميا إال في هاتين الحالتين‪ ،1‬والمالحظ أن المادة ‪ 80‬من قانون حماية المستهلك رقم ‪31.08‬‬
‫ألزمت المقرض أن يوجه إلى المقترض المستفيد من فتح االعتماد شهريا وداخل أجل ال يتعدى‬
‫‪ 10‬أيام قبل تاريخ األداء بيانا محينا عن تنفيذ عقد القرض يحيل بوضوح إلى البيان السابق‬
‫ويتضمن ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تاريخ حصر كشف الحساب وتاريخ األداء؛‬


‫‪ -‬الجزء المتوفر من رأس المال؛‬
‫‪ -‬مبلغ القسط المتسحق الذي تطابق حصته الفوائد؛‬
‫‪ -‬السعر الحالي والسعر الفعلي اإلجمالي؛‬
‫‪ -‬تكلفة التأمين عند االقتضاء؛‬
‫‪ -‬مجموع المبالغ المستحقة؛‬
‫‪ -‬مجموع المبالغ المسددة منذ التجديد األخير للعقد‪ ،‬مع اإلشارة إلى الحصة المطابقة‬
‫المدفوعة عن رأس المال المقترض والحصة المدفوعة عن الفوائد والمصاريف‬
‫المختلفة المرتبطة بعملية القرض؛‬
‫‪ -‬اإلمكانية المخولة للمقترض في كل وقت بطلب تخفيض احتياطه من االعتماد أو‬
‫تعليق حقه في استعماله أو فسخ العقد؛‬
‫‪ -‬اإلمكانية المخولة للمقترض بأداء مجموع أو بعض المبلغ المتبقى المستحق نقدا في‬
‫كل وقت دون االقتصار على أداء مبلغ القسط األخير المستحق‪.‬‬

‫إن من شأن هذه البيانات إعطاء صورة واضحة للمستهلك المقترض عن وضعيته إزاء‬
‫مؤسسة االئتمان األمر الذي يجنبه الوقوع في خطر االستدانة المفرطة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬بطاقات االئتمان‬

‫بطاقات االئتمان هي عبارة عن بطاقات تمنح بناء على عقد بين مؤسسة بنكية وأحد‬
‫الزبناء‪ ،‬وبموجب هذا العقد يقوم البنك بفتح اعتماد بمبلغ محدد‪ ،‬فإذا أراد حامل البطاقة شراء‬

‫‪ -‬الفقرة األولى من المادة ‪ 79‬من قانون حماية المستهلك رقم ‪.31.08‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪16‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫سلعة أو الحصول على خدمة من أحد التجار الذين يقبلون بطاقة االئتمان في األداء‪ ،‬يقوم بتقديم‬
‫البطاقة إلى التاجر‪ ،‬حيث تقوم الجهة المصدرة بتسوية العملية ثم تسترد قيمتها من الحامل خالل‬
‫أجل معين متفق عليه‪.1‬‬

‫وهكذا فإن البطاقة البنكية تعطي لحاملها الحق في الحصول على تسهيل ائتماني يخول‬
‫له الوفاء بقيمة مشترياته من سلع وخدمات لدى التجار المتعاقد معهم من مصدر البطاقة بقبول‬
‫الوفاء بالبطاقات وبالتالي يترتب عن استخدام البطاقات عالقات متعددة‪ ،‬تتمثل هذه العالقات‬
‫في عقدي ن أساسين يدخالن فيما يسمى بنظام البطاقة البنكية‪ ،‬ويتعلق األمر بالعقد الذي يجمع‬
‫ما بين مصدر البطاقة وحاملها وكذا العقد الذي يجمع ما بين مصدر البطاقة والتاجر‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى عقد ثالث خارج هذا النظام متولد عن االلتزامات الراجعة إلى العقدين السابقين ويتعلق‬
‫األمر بالعقد الذي يجمع ما بين التاجر وحامل البطاقة‪.2‬‬

‫ولقد صاحب تعدد األدوار التي أصبحت تؤديها البطائق البنكية تنوع في المشاكل‬
‫والنزاعات المتعلقة بها خاصة تلك الناشئة عن العالقات المتبادلة بين أطرافها وكذا تلك المترتبة‬
‫عن استعمالها‪ ،‬وفي هذا الصدد يمكن طرح تساؤل مفاده‪ :‬ما هي طبيعة الجريمة التي يمكن‬
‫مالحقة الحامل على أساسها في حالة قيامه باستعمال البطاقة لسحب مبالغ تتجاوز الرصيد‬
‫الموجود بالفعل في حسابه أو المبلغ المكشوف المأذون له به‪ ،‬مخالفا بذلك شروط العقد الذي‬
‫يربطه بالبنك المصدر؟‬

‫يرى أحد الفقهاء‪ 3‬أن قيام صاحب البطاقة الشرعي باستعمال هذه األخيرة في الوقت‬
‫الذي تكون المؤونة في حسابه غير موجودة أو غير كافية لتغطية العملية يكيف على أنه جريمة‬
‫نصب‪ ،‬والمالحظ أن محكمة االستئناف بالدار البيضاء ترفض تكييف واقعة استعمال البطاقة‬

‫‪ -‬عمر سالم‪ :‬الحماية الجنائية لبطاقات الوفاء‪ ،‬مطبعة دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1995 ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬طارق لمليلي الناضوري‪ :‬إثبات المعامالت البنكية عن طريق الكشوفات الحسابية والبطائق البنكية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬ ‫‪2‬‬

‫الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول – وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2006/2005‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -‬عمر سالم‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪17‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫بتفريط من طرف صاحبها على أنها جريمة نصب‪ ،1‬وبالتالي يبقى تجاوز سقف المبلغ‬
‫الموضوع رهن إشارة العميل خطأ تعاقديا يعطي الحق للبنك بسحب البطاقة منه وإعمال‬
‫مسؤوليته المدنية‪.‬‬

‫‪ – 3‬القروض االستهالكية المجانية‬

‫تعتبر إرادة المستهلك هي نقطة االنطالق لكل عالقة تعاقدية‪ ،2‬وهذه اإلرادة إذا كانت‬
‫خاضعة لعوامل تأثير خارجية تكون المادة اإلعالنية هي العنصر الفاعل فيها‪.‬‬

‫فنظرا لما لإلعالنات من تأثير بالغ على إرادة المستهلك المقترض فإن شركات التمويل‬
‫أخذت تطور سياستها التسويقية للقروض االستهالكية بإعالنها عن قروض مغرية على شكل‬
‫قروض مجانية‪ ،‬هذه األخيرة أضحت أداء إشهارية متداولة لتشجيع اإلقبال على القروض ذات‬
‫الطابع الموسمي واستهالك السلع والخدمات المرتبطة بها‪.‬‬

‫وكنموذج لإلعالن عن قرض مجاني نجد اإلعالن الذي تقدمه شركة وفا سلف‬
‫المتخصصة في التمويل والذي جاء على الشكل اآلتي "يمكنكم التمويل المقترح على شكل‬
‫كراء مجاني أو قرض مجاني من اقتناء سيارتكم بأفضل الشروط"‪.‬‬

‫وأمام تطور هذه الممارسات اإلشهارية التي تؤثر على إرادة المستهلك وعدم قدرة‬
‫القواعد العامة على استيعابها تدخل المشرع المغربي وعرف القرض المجاني بأنه كل قرض‬
‫يسدد دون أداء فوائده‪ ،3‬كما عمل على تنظيم عملية اإلشهار المتعلقة بالقروض المجانية وفرض‬

‫‪ -‬قرار محكمة االستئناف بالدار البيضاء‪ ،‬صادر بتاريخ ‪ 24‬أبريل ‪ ،1990‬رقم ‪ ،1095‬ملف عدد ‪ ،90/768‬أورده‬ ‫‪1‬‬

‫الهادي شايب عينو‪ :‬بعض المشاكل الناجمة عن استعمال المعلوميات في البنوك (موقف القانون والقضاء)‪ ،‬الندوة الثالثة‬
‫للعمل القضائي والبنكي‪ ،‬الرباط‪ ،‬يونيو ‪ ،1993‬ص ‪.124‬‬
‫‪ -‬السيد عمران محمد عمران‪ :‬حماية المستهلك أثناء تكوين العقد‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪ ،‬مطبعة التقدم ريما‪ ،‬طبعة‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1999‬ص ‪.75‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 100‬من قانون حماية المستهلك رقم ‪.31.08‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪18‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫إشهار كل عبارة تحمل بيان قرض مجاني على كل منتوج أو سلعة على حدة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اإلشارة إلى مبلغ الخصم المستفاد منه في حالة األداء نقدا‪.1‬‬

‫والمالحظ أن المشرع الفرنسي كان سباقا إلى تنظيم القرض المجاني ابتداء من قانون‬
‫‪ 10‬يناير ‪ ،1978‬إلى حين إدماجه في قانون االستهالك الفرنسي لسنة ‪ ،21993‬ولقد عرف‬
‫المشرع الفرنسي القرض المجاني في المادة ‪ L311.27‬بأنه قرض مع اشتراط فائدة ضئيلة‪،‬‬
‫ويبدو أن المشرع الفرنسي كان أكثر دقة في تعريفه للقرض المجاني من نظيره المغربي‪ ،‬على‬
‫اعتبار أن شركات التمويل كشركات تجارية تستهدف الربح ال يمكنها تقديم قروض بدون فوائد‬
‫عليها‪ ،‬أو عموالت ومصاريف يتحملها المقترض متعلقة بالملف والتأمين وغيرها من‬
‫المصاريف التي يتحملها الزبون وال يتم اإلشارة إليها في اإلعالنات المتعلقة بالقروض‬
‫المجانية‪.‬‬

‫ج ‪ -‬طبيعة عقد القرض االستهالكي‬


‫ان تعزيز حماية المستهلك في مجال القروض االستهالكية اصبح ضرورة ملحة يحتمها‬
‫استغالل المقترضين من طرف مؤسسات االتمان‪ ،‬وبالنظر الى حجم المخاطر التي تنطوي‬
‫عليها هذه العقود التي تؤدي الى اختالل فادح بين أدءات االطراف‪ ،‬لذلك سيتم التطرق للطبيعة‬
‫اإلذعانية لها‪ ،‬وكذا للتحديد الصفة المدنية او التجارية لهذا العقد لكونه يحظى باهمية كبيرة‬
‫في حسمه لأل حكام الواجبة التطبيق عليه‪ ،‬خاصة وان هذه المسائلة افرزت مواقف متباينة‬
‫للقضاء‪3.‬‬

‫ففيما يتعلق بطبيعة اإلذاعانية فاألصل ان يكون لألطرف الحرية الكاملة في مناقشة شروط‬
‫العقد على قدم المساوة‪ ،‬حيث يتحدد مضمون العقد نتيجة المفاوضات السابقة لكال الطرفين‬
‫دون خضوع اي منهما لألخر‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 101‬من قانون حماية المستهلك ‪.31.08‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬رشيد الشائب‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.67‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬محمد الشيلح ‪ ،‬سلطان االرادة في ضوء ق ل ع المغربي‪ .‬اسسه ومظاهره في نظرية العقد‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‪ .‬جامعة محمد‬
‫الخامس‪ .‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ .‬الرباط‪ .‬أ ّكدال ‪ 1983‬ص ‪.232‬‬

‫‪19‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫غير ان هناك بعض العقود التي تخرج عن هذه القاعدة‪ ،‬فينفرد احد االطراف بوضع شروطها‬
‫و فرضها على الطرف االخر الذي ال يملك سوى التسليم بها دون امكانية مناقشتها‪ ،‬وتلك هي‬
‫عقود االذعان التي تتميز بالخصائص التالية ‪:‬‬

‫• ان يتعلق بسلع او خدمات ضرورية ال يمكن للمستهلكين االستغناء عنها‪.‬‬


‫• ان يكون احد الطرفين في مركز اقتصادي يخوله احتكار هذه السلع والخدمات احتكارا‬
‫قانونيا او فعليا‪ ،‬او تكون المنافسة محدودة النطاق في شأنه‪.‬‬
‫• ان يكو ن االيجاب عاما وبشروط واحدة ال يسمح بمناقشتها‪.‬‬

‫ويالحظ ان هذه الخصائص التي يضعها الفقه العربي لعقود االذعان تستبعد عقود الستهالك‬
‫من نطاق عقود االذعان‪ ،‬ذلك ان السلع االستهالكية التي انتشر اقتناءها في الوقت الحاضر‬
‫سواء بالبيع او القرض ال يعتبرها الفقه وال القضاء العربي بصفة عامة سلعا ضرورية‬
‫كالسيارات و أدوات التجهيز المنزلي‪ ،‬ألنه مازال متشبثا باألمثلة التقليدية للسلع الضرورية‬
‫كعقد التزويد بالماء و الكهرباء‪.‬‬

‫وفي المقابل هذا التوجه يأخد الفقه الفرنسي بمفهوم واسع لعقود االذعان‪ ،‬حيث يعتبرها‬
‫عقود نمودجية حررت بصورة انفرادية من احد االطراف دون ان يكون للطرف االخر اية‬
‫امكانية حقيقية لتعديله‪ ،‬ويالحظ ان اخذ الفقه الفرنسي بهذا المفهوم الواسع و المرن من شأنه‬
‫بسط الحماية على المستهلك في عقود االستهالك‪ ،‬في حين ان التضيق الذي قام به الفقه العربي‬
‫سيؤدي الى عدم استفادة ا لمستهلكين من الحماية المخصصة لهم عندما يبرمون عقود‬
‫االستهالك التي تتوفر فيها العناصر الثالثة المشترطة في عقود االذعان‬

‫اما بالنسبة للفقه المغربي فقد تأثر جانب منه بالتوجه المصري و العربي‪ ،‬اال ان هناك‬
‫جانب اخر من الفقه سار على حذو الفقه الفرنسي‪ ،‬كما تبنت محكمة النقض في قرار لها هذا‬
‫التوجه الذي يوسع من مغهوم عقود االدعان على غرار الفقه الفرنسي مؤكدا على انه " طبيعة‬

‫‪20‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫عقود االدعان التي ال يكون فيها اي خيار للطرف المتعاقد سوى االذعان للشروط التي يمليها‬
‫المتعاقد معه ان ارادا فعال التعاقد"‪1‬‬

‫وتعتبر القروض اال ستهالكية المثال النمودجي لعقود اإلذعان‪ ،‬حيث يتم عرضها على‬
‫الزبون الذي يكتفي بالتوقيع عليها بينما تكون مؤسسات االئتمان هي من حررتها مسبقا‪ .‬وكل‬
‫مستهلك اراد االستفادة من هذه العقود ما عليه سوى االنظمام الى العقد بكل ما يحتويه من‬
‫شروط‪ ،‬من هنا برزت فكرة ضرورة حماية الطلرف المذعن كضرورة حتمية امام واقع‬
‫سيطرة عقود اإلذعان في الممارسة العملية" كما تجدر االشارة على ان المشرع المغربي في‬
‫قانون حماية المستهلك لم يحصر مجال الحماية من الشروط التعسفية في عقود االذعان فقط‪،‬‬
‫وإنما شملت كل عقود االستهالك وهي تلك المبرمة بين المهنين و المستهلكين ولو كانت عقود‬
‫مفاوضة متى تضمنت شروطا تعسفية‪ .‬ويرى ان تكيف عقد القرض االستهالكي بأنه عقد‬
‫اذعان سيساعد القضاء ويسهل عليه مهمة تقدير الطابع التعسفي للشروط الواردة‬
‫فيه‪.‬‬

‫اما فيما يخص الطبيعة التجارية لعقد القرض االستهالكي‪،‬فكما هو معلوم ان عقد القرض‬
‫االستهالكي يربط بين مهني ومستهلك‪ ،‬لذلك يعتبر اتجاه من القضاء بأنه عقد تسري عليه‬
‫احكام العقود المختلطة‪ ،‬غير ان جانب يصنفه ضمن العقود التجارية كيفما كانت صفة المتعاقد‬
‫مع مؤسسة االئتمان‬

‫وهكذا يرى الجانب االول بأن عقد القرض يعتبر عمال تجاريا مختلطا‪ ،‬فهو عمل تجاري‬
‫بالنسبة لمؤسسة االئتمان اما بالنسبة للمقترض فيعد عمال تجاريا او مدنيا تبعا لنوع الغرض‬
‫الذي عقد القرض من أجله‪ ،‬وبما ان المستهلك في عقد القرض االستهالكي ال يعتبر تاجرا و‬
‫انما يبرم هذا العقد لتلبية حاجياته الشخصية او العائلية‪ ،‬فان العقد يعتبر مدنيا بالنسبة له وفي‬
‫المقابل يعتبر عمال تجاريا بالنسبة للمقرض‪ ،‬إذن فهو عمال مختلطا‪2.‬‬

‫‪ 1‬قرار المجلس االعلى عدد ‪ 681‬صادر في ‪ 10‬ماي ‪ .2001‬ملف اداري عدد ‪.401|2001‬منشور بالتقرير السنوي للمجلس االعلى سنة ‪.2001‬‬
‫منشورات مركز النشر و التوثيق القضائي بالمجلس االعلى الرباط‪ .‬ص ‪.158‬‬
‫‪ 2‬عمر قريوح الحماية القانونية للمستهلك القرض االستهالكي نمودجا‪ .‬اطروحة لنيل الدكتوراه الوطنية ‪ .‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية وجدة ‪ 2007‬ص ‪417‬‬

‫‪21‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫اما الجانب االخر فيرى ان القرض يعتبر عمال تجاريا دائما بالنسبة للطرفين ايا كانت صفة‬
‫المقترض وغرضه من القرض‪ ،‬ويبرر هذا الجانب تأييده لهذا الراي على أساس أنه على‬
‫الرغم مما فب ذلك من تحميل المقترض بعض االلتزامات المقررة بمقتضى القواعد التجارية‪،‬‬
‫فان من ش ان تطبيق مقتضيات قانونية موحدة على ذات العملية بصرف النظر عن صفة‬
‫بعض‬ ‫طرفيها ان يخلق شيا من التكافؤ في الحقوق و الوجبات بين الطرفين‪ ،‬وان يجنبهم‬
‫المشاكل المسطرية التي يفرزها تطبيق نظرية االعمال المختلطة‪1.‬‬

‫ويعتبر الجانب االول ان هذ ا التحليل بعيدا جدا عن واقع المعامالت البنكية التي يختل فيها‬
‫التوازن على حساب مصلحة المستهلكين او غير التجار‪ ،‬بل ان من شان تطبيق القواعد‬
‫التجارية تعميق الهواة بين الطرفين‪ ،‬اما بخصوص االساس المعتمد على المشاكل المسطرية‬
‫التي تفرزها نظرية االعمال المختلطة فبدوره يع تبرونه اساس غير قانوني ومقنعا ألضفاء‬
‫الصفة التجارية على عقد القرض‪ ،‬بل على العكس من ذلك فان المشاكل المسطرية في نظرهم‬
‫اقل ضررا على المستهلكين من تطبيق القواعد الخاصة بالتجار عليهم‪ ،‬اضافة الى ان‬
‫مؤسسات االتمان ليست في حاجة الى دفاع عن حقوقها في مواجهة المستهلك‪ ،‬بل ان من‬
‫يحتاج الى هذه الحماية فعال هو الطرف الضعيف في هذه المعامالت الذي ليس مصلحته‬
‫تطبيق قواعد القانون التجاري عليه‪ ،‬وهو ما انتبهت اليه مدونة التجارة فنصت صراحة في‬
‫مادتها الرابعة على عدم امكانية تطبيق قواعد القانون التجاري في مواجهة الطرف الذي كان‬
‫العمل بالنسبة اليه مدنيا‪ ،‬كما ان القول بتجارية القروض مهما كانت صفة المقترض يتعارض‬
‫من وجهة نظرهم مع المادة السادسة من مدونة التجارة التي تشترط الكتساب صفة التاجر‬
‫االعتياد واالحتراف ألحد االنشطة الواردة بها‪ ،‬ولذلك فان القرض اذا كان عقدا تجاريا بالنسبة‬
‫للبنك فانه ال يعتبر كذلك بالنسبة للطرف الذي سيستعمل القرض لغرض‬
‫مدني‪2.‬‬

‫أما بخصوص القرارات القضائية التي کرست االتجاه الذي يقر بالصفة التجارية للقروض‬

‫‪ 1‬محمد الفروجي‪ .‬القانون البنكي المغربي وحماية حقوق الزبناء اطروحة لنيل دكتوراه في القانون الخاص‪ .‬جامعة الحسن الثاني عين الشق كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ .‬الداربيضاء ‪ 1997 -1996‬ص ‪219‬‬
‫‪ 2‬نفسه‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫مهما كانت صفة المقترض‪ ،‬فهناك القرار الصادر عن محكمة االستئناف التجارية‬

‫بالدار البيضاء في ‪ 28‬يناير ‪ 2003‬والذي جاء فيه " حيث انه وعلى خالف ما تدعي‬

‫الطاعنة فإن المشرع صنف العقود البنكية ضمن العقود التجارية وان صفة العقد التجاري لم‬

‫يشترط لها المشرع أن يكون الطرف االخر تاجرا‪ ،‬وبما أن المادة الخامسة من قانون أحداث‬

‫المحاكم التجارية تنص على أن هذه األخيرة ينعقد لها االختصاص للبت في الدعاوى‬

‫المتعلقة بالعقود التجارية‪ ،‬فان الحكم المستأنف صادف الصواب مما ذهب اليه ويتعين تأييده‬

‫‪1‬‬
‫وإرجاع الملف الى نفس المحكمة لالختصاص دون صائر‪...‬‬

‫وفي مقابل هذا االتجاه تقر قرارات اخرى بالطبيعة المختلطة للقرض كما جاء في قرار‬

‫محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء الصادر في ‪ 12‬ماي ‪ " 2003‬حيث أن اول دفع‬

‫تمسك به الطاعن في استئنافه هو عدم االختصاص النوعي للمحكمة التجارية على اعتبار‬

‫انه ليس بتاجر وانه مجرد عامل مداوم‪.‬‬

‫وحيث انه اذا كان يمكن للتاجر وغير التاجر االتفاق على اسناد االختصاص للمحكمة‬

‫التجارية فيما قد ينشا من نزاع بسبب عمل من اعمال التاجر وذلك عمال بمقتضيات المادة‪5‬‬

‫من قانون احداث المحاكم التجارية‪ ،‬فانه ليس بالملف ما يفيد هذا االتفاق‪ ،‬كما أن النزاع‬

‫الحالي ال يدخل ضمن النزاعات التي تبقي من اختصاص المحكمة التجارية والمنصوص‬

‫عليها في المادة المذكورة‪ .‬وحيث انه استنادا لما ذكر فانه يتعين اعتبار االستئناف وإلغاء‬
‫‪2‬‬
‫الحكم المستأنف و الحكم من جديد بعدم اختصاص المحكمة التجارية نوعيا للبت في الطلب‪.‬‬

‫‪ 1‬قرار رقم ‪ 2003|423‬صادر بتاريخ ‪ 2003\01\28‬ملف عدد ‪ 4\2002\598‬بالمحكمة االبتدائية وعدد ‪ 6\2002\3962‬بمحكمة االستئناف‬
‫التجارية غير منشور‬
‫‪ 2‬قرر عدد ‪ 2003\1632‬الصادر بتاريخ ‪ 2003\07\22‬ملف عدد ‪ 6\2002\4753‬غير منشور‬

‫‪23‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫يمكنننن القنننول بنننان االتجننناه القضنننا ئي النننذي يقنننر بالطبيعنننة التجارينننة لللقنننرض‬
‫االسننتهالكي هننو االتجنناه الصننائب‪ ،‬طالمننا ان القننروض تعتبننر اعمنناال تجاريننة رغننم‬
‫انهننا تننربط مننا بننين مؤسسننات االئتمننان واألشننخاص المدنيننة‪ ،‬وذلنن ك بصننريح الفقننرة‬
‫السنننابعة منننن المنننادة السادسنننة منننن مدوننننة التجنننارة التننني نصنننت علنننى اعمنننال البننننك‬
‫والقننرض والمعننامالت الماليننة‪ ،‬وبالتننالي فننان الصننفة التجاريننة تمتنند النني المتعاقنند مننع‬
‫هننذه المؤسسننات‪ ،‬هننذا مننن جهننة‪ ،‬ومننن جهننة أخننرى فننان عقنند القننرض االسننتهالكي رغننم‬
‫عنندم التنصننيص عليننه فنني القسننم السننابع المتعلننق بننالعقود البنكيننة الننواردة فنني البنناب‬
‫الخنناص بننالعقود التجاريننة‪ ،‬إال انننه يننندرج ضننمنيا ضننمن هننذه العقننود وذلننك قياسننا علننى‬
‫بعننض انواعهننا مثننل عقنند الحسنناب بنناإلطالع وغيننره‪ ،‬خاصننة وان التطننور الحاصننل فنني‬
‫المينندان البنكنني والمعننامالت الماليننة أصننبح مننن الصننعب معننه حصننر الئحننة العقننود‬
‫البنكينننة‪ ،‬وبالتنننالي فنننيمكن االجتهننناد فننني اعتبنننار مجموعنننة منهنننا تجارينننة خاصنننة بعننند‬
‫التطور الذي تم افرازه‪.‬‬

‫كما أنه من شان اعتبار عقد القرض االستهالكي عقدا تجاريا أن يفيد المستهلك الذي‬

‫سيستفيد من األحكام التجارية الخاصة مثل حرية االثبات و التضامن وغيرها‪ ،‬عكس ما يتم‬

‫الترويج له بخصوص أن المحاكم العادية هي الكفيلة بضمان الحماية الالزمة للمستهلك‪ ،‬هذ‬

‫فضال على آن التشريع المغربي يعتمد على وحدة القانون المطبق‪ ،‬اذن سواء انعقد االختصاص‬
‫للمحاكم العادية اأو المتخصصة فان نفس المقتضيات القانونية سوف ستطبق‪ ،‬مما تعد معه‬
‫مسال ة االختصاص ال مساس لها بالضمانات المقررة للمستهلك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االلتزام باالعالم كضمانة لحماية المستهلك في القروض االستهالكية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫لقد تدخل المشرع المغربي من خالل قانون ‪ 31 .08‬المتعلق بتحديد تدابير‬


‫حماية المستهلك ‪ ،‬لتوفير الحماية الالزمة للمستهلك المقترض من خالل تجاوزات البنك‬
‫المقرض ‪ ،‬حيث ثم وضع مجموعة من المقتضيات التشريعية ذات الصبغة اآلمرة‬
‫بهدف تنوير إرادة المستهلك قبل إبرام العقد ‪ ،‬من خالل تكريس االلتزام باإلعالم‬
‫كواجب ملقى على عاتق البنك ‪ ،‬وتمكين المستهلك من االطالع مسبقا على محتوى‬
‫العقد بمنحه أجال للتفكير ‪ ،‬من أجل تقديم طبيعة ومدى االلتزامات التي قد يتحملها وكذا‬
‫شروط تنفيذها ‪.‬‬
‫وحتى يتم اإللمام بهذه المقتضيات وغيرها يقتضي األمر تقسيم هذا القسم الى ما يلي ‪:‬‬
‫أـ االلتزام باإلعالم على ضوء قانون تدابير حماية المستهلك‬
‫ب ـ أثار االخالل بااللتزام باإلعالم‬
‫ج ـ النظام العام و االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫أـ االلتزام باإلعالم على ضوء قانون تدابير حماية المستهلك ‪:‬‬
‫يتمثل نطاق االلتزام باإلعالم في صورتين ‪ :‬األولى تبدوا خالل المرحلة السابقة‬
‫إلبرام العقد و يطلق عليها الفقه االلتزام قبل التعاقد باإلدالء بالبيانات الالزمة النعقاد‬
‫العقد ‪ ،‬و الصورة الثانية تكون خالل مرحلة تنفيذ العقد ‪.‬‬
‫✓ االلتزام باإلعالم قبل التعاقد‪.‬‬
‫إن االلتزام باإلعالم قبل التعاقد يشمل البيانات و المعلومات التي يجب اإلدالء بها في‬
‫المرحلة السابقة على تكوين العقد‪ ،‬و ذلك بهدف تنوير و تبصير رضا المتعاقد‪ 27 ،‬و‬
‫هذا االلتزام يقع على عاتق المورد طبقا للمادة الثالثة من قانون حماية المستهلك‪ ،‬و ذلك‬
‫راجع إلى حجم المعلومات المتوفرة لديه عن المنتوجات التي يقوم بإنتاجها‪ ،‬فهو بال شك‬
‫يعلم كل صغيرة و كبيرة عن مكوناتها و خصائصها و طرق استعمالها و السبل الكفيلة‬
‫بتجنب مخاطرها‪ ،‬عالوة على أن المنتج له ما يكفي من الوسائل إلعالم المستهلك بهذه‬
‫‪1‬‬
‫البيانات‬

‫‪ 1‬ن عماد لحياني‪ ،‬االلتزام باإلعالم قبل التعاقد كوسيلة لحماية المستهلك ( عقد البيع االستهالكي نموذجا)‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية السويسي‪ ،‬الموسم‬
‫الجامعي ‪2009‬ن‪ ، 2010‬ص‪. 15:‬‬
‫‪25‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫و تجدر اإلشارة إلى أن القواعد العامة قد تضمنت االلتزام باإلعالم‪ ،‬و ذلك يتمثل في‬
‫ضرورة إعالم المشتري بكافة المعلومات الضرورية سواء كانت سلعة أو خدمة‪ ،‬حيث‬
‫نص الفصل ‪ 58‬من ق‪،‬ل‪،‬ع ‪ ،‬على أن الشيء الذي هو محل لاللتزام يجب أن يكون‬
‫معينا على األقل بالنسبة إلى نوعه‪ ،‬و يسوع أن يكون مقدار الشيء غير محدد إذا كان‬
‫قابال لتحديد فيما بعد‪ ،‬و نجد المشرع في نفس هذا القانون السابق الذكر يلزم البائع بإعالم‬
‫المشتري بالعيوب الخفية للشيء المبيع أو خلوه منها‪ ،‬ليتحلل من ضمان هذه العيوب‬
‫{الفصل ‪ 571‬ق‪.‬ل‪.‬ع}‪.‬‬
‫و بالرغم من وجود هذه المقتضيات المتعلقة بااللتزام باإلعالم في ق‪,‬ل‪,‬ع‪ ,‬إال أنه لم‬
‫يعرف تنظيما دقيقا لهذا االلتزام‪ ،‬و ذلك راجع لكون هذه المقتضيات تبقى ضيقة جدا‪ ،‬إذ‬
‫تقتصر على اإلعالم بالعيوب الخفية فقط ‪ ،‬في حين أن االلتزام باإلعالم أشمل من ذلك‬
‫بكثير في قانون ‪ 1 31.08‬إذ عمل هذا القانون على توسيع إطار هذا االلتزام حيث فرض‬
‫على كل مهني إعالم المستهلك بجميع المعطيات المتعلقة بمحل العقد حتى يساعد هذا‬
‫األخير الذي يعتبر الطرف األضعف في هذا العقد على القيام باتخاد القرار األصلح له‬
‫لذي يناسب حاجياته و قدراته الشرائية‪ ،‬و ذلك عكس ق‪ ،‬ل‪ ،‬ع الذي اقتصر على التزام‬
‫اإلعالم بالعيوب الخفية‪.‬‬
‫فااللتزام باإلعالم الذي يقع على عاتق أحد المتعاقدين في المرحلة السابقة على إبرام‬
‫العقد يكمن دوره باألساس في جعل رضا الطرف األخر حرا و مستنيرا و خاليا من الغلط‬
‫‪ ،‬مما يساعد على التعبير عن الرضا السليم‪ ،‬بحيث يكون هذا األخير ‪ -‬أي الرضا –‬
‫مستنيرا بما فيه الكفاية عندما يتوفر المتعاقد على عناصر تفاوضية تمكنه من التخلي عن‬
‫العقد ‪ ،‬لهذا االلتزام إذن تأثير على إبرام العقد‪ ،‬و بعبارة أدق‪ ،‬على تقدير مدى مالئمة‬
‫العقد لحاجيات األطراف‪ ،‬و إذا تم اإلخالل به فإن العقد المبرم لن يكون مطابقا ل لعقد‬
‫المتوقع و لرغبات الدائن بااللتزام باإلعالم‪.2‬‬
‫و عموما ‪ ،‬يمكن القول أن المشرع قد ضيق كثيرا من النطاق الشخصي للملزمين‬
‫بتحمل هذا الواجب‪ ،‬فالمورد ما هو إال حلقة واحدة ضمن منظومة االستهالك بدءا من‬
‫المنتج أو الصانع مرورا بالمستورد و الموزع‪ ،‬و الوسيط التجاري و البائع بالجملة أو‬
‫التقسيط ليصل المنتوج أو الخدمة في نهاية المطاف ل لحلقة االستهالكية األخيرة‪ ،‬لذلك‬

‫‪ 1‬ن نزهة الخلدي‪ ،‬الحماية المدينة للمستهلك ضد الشروط التعسفية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية و االقتصادية و االجتماعية أكدال الرباط‪ ،‬السنة الدراسية ‪، 2005/2004‬ص‪.139.‬‬
‫‪ 2‬ن بوعبيد عباسي‪ ،‬االلتزام باإلعالم في العقود‪ ،‬دراسة في حماية المتعاقد و المستهلك‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية زنقة أبو عبيدة الحي المحمدي‬
‫مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ماي‪ ، 2008‬ص‪252:‬‬

‫‪26‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫نأمل من المشرع المغربي أن يوسع من نطاق األشخاص المعني ين بهذا االلتزام‪ 1.‬غير‬
‫أنه في بعض الحاالت نجد أن المستهلك بدوره ملزم بالتزام اإلعالم في وجه المورد‪ ،‬و‬
‫خير مثال على ذلك عقد التأمين‪.‬‬
‫و في هذا الصدد‪ ،‬يقول أحد الفقهاء‪ 2‬بأن التزام المنتج بإعالم المستهلك و تحذيره‬
‫وإبراز مخاطر المنتجات‪ ،‬و من منظور تجاري بحت يتعارض مع عملية البيع ذاتها‪ ،‬إذ‬
‫يؤدي بالمستهلك إلى اإلحجام عن الشراء‪ ،‬و لتجنب هذا الوضع يحرص المنتج على‬
‫توضيح طريقة االستعمال فقط‪ ،‬تفاديا لنفور و إحجام الجمهور عن التعاقد‪.‬‬
‫يستخلص مما سبق ‪ ،‬أن االلتزام بإعالم المستهلك و مده ببيانات حول محل التعاقد‬
‫هو التزام ايجابي‪ ،‬يجعل رضاءه حرا و مستنيرا يساعده في اتخاذ قرار إبرام العقد من‬
‫عدمه عن بينة و اختيار‪ ،‬و هذا يؤدي إلى تحقيق التوازن بين المراكز القانونية ل‬
‫‪3‬‬
‫ألطراف‬
‫عالوة على االلتزام المفروض على المورد بهدف تنوير إرادة المستهلك‪ ،‬فان‬
‫المشرع فرض عليه نفس االلتزام بعد التعاقد لتمكين المستهلك من معلومات تفيد كيفية‬
‫استعمال محل التعاقد‪.‬‬
‫✓ االلتزام باإلعالم خالل مرحلة تنفيذ العقد‪.‬‬
‫إذا كان االلتزام باإلعالم قبل التعاقد يهدف إلى تبصير وحماية رضا المستهلك‪ ،‬فان‬
‫االلتزام باإلعالم خالل مرحلة تنفيذ العقد يهدف إلى تمكين المستهلك من الفهم الدقيق لكيفية‬
‫استعمال محل التعاقد و كذا المخاطر التي قد تصيبه أثناء استعماله لهذا األخير‪ ،‬لتحقيق المبتغى‬
‫الحقيقي لعملية التعاقد المتمثل في االستعمال النافع البعيد عن المخاطر لمحل هذا التعاقد‪.‬‬
‫و يقوم هذا االلتزام على عنصرين‪ ،‬يتمثل األول في بيان خصائص الخدمة أو المنتوج و‬
‫دواعي االستعمال أو االنتفاع‪ ،‬وتهدف هذه العملية إلى تمكين المستعمل من االستفادة منه وفق‬
‫ما يتوافق مع رغباته المشروعة‪ ،‬أما الثاني فيتعلق ببيان كيفية االستعمال واالحتياطات الواجب‬
‫اتخاذها عند استعمال المنتوج‪.‬‬

‫‪ 1‬ن عبد القادر العرعاري‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة دار األمان الرباط‪ ، 2013‬ص‪189:‬‬
‫‪ 2‬ن محمد شكري سرور‪ " ،‬مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها المنتجات الخطيرة" دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة الطبعة ‪31. 189 .32‬عبد‬
‫القادر العرعاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪، 1983‬ص‪. 77 – 76 .‬عن عبد الخالق حماني‪ ،‬مسؤولية المنتج عن اإلخالل بضمان السالمة رسالة لنيل‬
‫دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬الكلية متعددة التخصصات بتطوان‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ، 2016/2015‬ص‪34.‬‬
‫‪ 3‬ن نزهة الخلدي‪ ،‬الحماية المدينة للمستهلك ضد الشروط التعسفية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية و االقتصادية و االجتماعية أكدال الرباط‪ ،‬السنة الدراسية ‪ ،2005/2004‬ص‪.142:‬‬

‫‪27‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫و الجدير بالذكر‪ ،‬إن احترام المورد لهذا االلتزام في مرحلة تنفيذ العقد‪ ،‬إن دل على‬
‫شيء‪ ،‬إنما يدل على حسن نيته في تنفيذه لهذا العقد‪ ،‬كما كرسه الفصل ‪ 231‬من ق‪،‬ل‪،‬ع فمبدأ‬
‫حسن النية يفرض على المهني إعالم المستهلك بما ينير رضاءه‪ ،‬و يعرفه بوقائع العقد و‬
‫يطلعه على مدى مالئمة الشيء موضوع العقد‪ ،‬كما يفرض عليه اإلدالء بكافة البيانات‬
‫المتعلقة باستعمال الشيء محل التعاقد‪ ،‬و التحذير من مخاطره‪.1‬‬
‫و الغاية من هذا االلتزام ت تمثل في تسهيل تنفيذ االلتزام الرئيسي‪ ،‬ألن المعلومات التي‬
‫يدلي بها المورد في هذه المرحلة ال تهدف إلى إعالم المتعاقد بالمميزات الداخلية ل لشيء‪ ،‬و‬
‫إنما بمميزات استعماله‪ ،‬و هذا ما يميز التزام اإلعالم خالل مرحلة التنفيذ العقد عن نظيره‬
‫الذي يقع قبل التعاقد‪.‬‬
‫و من قبيل االلتزامات التي تقع على المورد خالل هذه المرحلة‪ ،‬نجد االلتزام بتسليم‬
‫فاتورة أو ما يقوم مقامها طبقا ل لمادة ‪ 4‬من قانون ‪ ،31.08‬و كذا اإلعالم بالتجديد الضمني‬
‫طبقا ل لمادة ‪ 7‬من القانون السابق الذكر‪ ،‬حيث ألزمت المهني بتذكير المستهلك باألجل‬
‫المحدد له في العقد‪ ،‬لكي يعبر عن رغبته في عدم تجديده‪ ،‬و أن يكون هذا التذكير شهرا على‬
‫األقل قبل بداية هذا األجل في ما يخص عقود االشتراك محددة المدة‪ ،‬أبرز مثال على هذه‬
‫العقود يمكن اإلشارة إلى عقود اشتراك الهاتف‪.‬‬
‫و من خالل ما سبق‪ ،‬يمكن القول أن االلتزام باإلعالم لم يعد التزاما من جانب واحد‪،‬‬
‫بل أصبح االجتهاد القضائي الحديث يميل إلى القول بوجود التزام أو واجب ل لتعاون بين‬
‫أطراف العقد‪ ،‬بمعنى أن كل من طرفي العقد يقوم بإعالم الطرف األخر‪ ،‬و بالتالي يجب على‬
‫المورد إعالم المستهلك بجودة الشيء محل العقد‪ ،‬كما ينبغي على المستهلك من جهته أن يقوم‬
‫بإعالم المورد عن رغباته‪ ،‬و أن يستفسر عن كل المعلومات الراغب في الحصول عليها ‪.‬‬
‫و قد ذهب القضاء الفرنسي فإحدى قراراته بمحكمة النقض‪ ،‬الصادر في ‪ 7‬يونيو‬
‫‪ 1989‬جاء فيه ‪ ":‬وفقا لما تقضي به المادة ‪ 1351‬من القانون المدني أن االتفاقات ال‬
‫مستلزماتها وفقا للقانون و العرف و العدالة‪ ،‬و حسب طبيعة االلتزام ذاته‪ ،‬فإن الصانع‬
‫المنتوج ما يجب أن يدلي بكافة البيانات الضرورية المتعلقة باستعماله‪ ،‬و خاصة البيانات‬
‫المتعلقة بالتحذير من خطورته ‪. 2‬‬
‫ب ـ أثار اإلخالل بااللتزام باإلعالم‪.‬‬
‫ان اإلخالل بااللتزام بإعالم المستهلك قد يرتب مجموعة من أضرار‪ ،‬و ذلك سواء اتخذ‬
‫هذا اإلخالل شكال سلبيا أو ايجابيا ‪ ،‬وسواء كان االلتزام باإلعالم انعكاس على رضا أو تنفيذ‬

‫ن نزهة الخلدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪143.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ن قرار أشارت إليه نزهة الخلدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪144.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪28‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫العقد ‪ ،‬لذلك كان من الطبيعي اقتران هذا االلتزام كباقي االلتزامات بجزاء في حالة عدم تنفيذه‬
‫من طرف المدين ‪.‬‬
‫اذن من خالل هذه التوطئة سيتم الوقوف على هذه الجزاءات بحيث منها ما هو مدني و‬
‫ما هو زجری ‪:‬‬

‫• الجزاءات المدنية ‪:‬‬


‫ان الجزاءات المدنية المترتبة عن اخالل المورد بااللتزام باإلعالم تختلف حسب ما اذا‬
‫كان االمر قبل التعاقد او بعد ذلك ‪.‬‬
‫✓ الجزاءات المترتبة عن إخالل المورد بااللتزام باإلعالم قبل التعاقد‪.‬‬
‫يحتاج المستهلك في الفترة السابقة عن التعاقد ل لكثير من المعلومات كما سبق تبيانها‬
‫سلفا والتي تساعد على فهم موضوع التعاقد و من الحقوق األساسية التي يتمتع بها المستهلك‬
‫من أجل اتخاذ قرار يالءم وضعه الشخصي‪ ،‬و هذا ما نصت عليه المواد من ‪ 3‬إلى ‪ 14‬من‬
‫القانون ‪ 31.08‬إال أنه في حالة اإلخالل بهذا االلتزام‪ ،‬يمكن ل لمستهلك المطالبة بإبطال العقد‬
‫نتيجة لوقوعه في الغلط‪ ،‬إذ هناك عالقة وطيدة بين االلتزام باإلعالم قبل التعاقد وطلب إبطال‬
‫العقد‪ ،‬بمعني أن تنفيذ هذا االلتزام على أكمل وجه يحول دون وقوع المستهلك في الغلط‪،‬‬
‫وبالتالي ت كون إرادته حرة ومستنيرة‪ ،‬وال يكون له الحق في المطالبة بإبطال العقد ل لغلط‪،‬‬
‫أما في الحالة التي يتخلف فيها االلتزام باإلعالم قبل التعاقد قد يقع المستهلك في الغلط م ما‬
‫يفسح المجال ل لمطالبة بإبطال العقد وفق القواعد العامة لاللتزامات‪ ،‬وخصوصا أن اإلبطال‬
‫شكل الج زاء التقليدي المعمول به في حالة وجود عيب في تكوين العقد‪ ،‬راجع إلى أن الفصل‬
‫‪ 41‬من ق‪،‬ل‪ ،‬ع قد أجاز إبطال العقد إذا وقع غلط في ذاتية الشيء أوعلى نوعه أو على صفة‬
‫جوهرية كانت هي السب ب الدافع إلى التعاقد‪.1‬‬
‫وما يمكن مالحظته في هذا الصد د‪ ،‬أن المطالبة بإبطال العقد لتعيب إرادة المستهلك ال‬
‫يقتصر على الغلط فقط‪ ،‬بل يمكن أن يستند على عيب التدليس أيضا والذي قد يتمثل في إتيان‬
‫المورد سلوك إيجابيا أو سلبيا‪ ،‬إذ يتمثل األول إما بالقول عن طريق الكذب على المستهلك فيما‬
‫يقدمه إليه من المعلومات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعقد المراد إبرامه‪ ،‬وإما بالفعل من خالل‬
‫إتيان طرق احتيالية في سبيل تنفيذ ذلك ويكون من شأن كل هذا تكوين نوع من التوهم لدى‬
‫المستهلك حول حقيقة الشيء محل التعاقد‪ ،‬فيقدم على التعاقد من دون وجود رضا حقيقي لديه‪.‬‬

‫‪ 1‬ن نجاة عصادي‪ ،‬االلتزام التعاقدي‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و ‪ 54‬االجتماعية‪،‬‬
‫مكناس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2011/2010‬ص‪354 .‬‬

‫‪29‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫أما بخصوص السلوك الثاني الذي قد يقدم عليه المورد فيتمثل من خالل كتمانه عن المستهلك‬
‫المعلومات الجوهرية المتصلة بصفة مباشرة بالشيء محل التعاقد قاصدا بذلك خداعه وتضليله‪.‬‬
‫وأمام هذا الوضع يكون ل اللتزام باإلعالم قبل التعاقد أثرا واضحا على تجنب إبطال العقد‬
‫ل لغلط أو التدليس‪ ،‬بحيث يقوم هذا االلتزام في هذه الحالة بدور وقائي‪ ،‬كما أن احتمال وقوع‬
‫المتعاقد {أي المستهلك} في عيب الغلط يتناسب عكسيا مع أداء المدين ل اللتزام باإلعالم قبل‬
‫التعاقد أداء كامال وموضوعيا‪.1‬‬
‫لذلك إذا قام المدين بهذا االلتزام بإخفاء المعلومات الملزم بتقديمها ل لمتعاقد معه كليا أو‬
‫جزئيا إما بالكتمان أو الكذب‪ ،‬أو قد يعمل على صياغة العقد بطريقة تخفي الشروط الهامة‪ ،‬ل‬
‫لمتعاقد معه االطالع عليها ألنه لو تمكن من ذلك لرفض التعاقد‪ ،‬أو على األقل لتعاقد بشروط‬
‫أخرى‪ ،‬في حين أن مبدأ حسن النية يفرض عليه أن يزود المستهلك بحيث ال يسمح ل لمتعاقد‬
‫معه االطالع عل يها ألنه لو تمكن من ذلك لرفض التعاقد‪ ،‬أو على األقل لتعاقد بشروط أخرى‪،‬‬
‫في حين أن مبدأ حسن النية يفرض عليه أن يزود المستهلك بالمعلومات الكافية لتكوين قراره‬
‫بشأن التعاقد‪ ،‬و أن كل إخالل منه بهذا االلتزام تنتج عنه مسؤولية تقصيرية‪ ،‬و بالتالي يمكن ل‬
‫لمستهلك المتضرر الحصول على تعويض عن هذه األضرار ال الحقة سواء كانت متوقعة أو‬
‫غير متوقعة‪.2‬‬
‫وعلى العموم‪ ،‬إذا أخل المورد بااللتزام باإلعالم قبل التعاقد وسب ب بذلك ضررا‬
‫للمورد فيحق ل لمستهلك إثارة مسؤوليته التقصيرية والمطالبة بالتعويض طبقا للمادة ‪ 77‬من‬
‫ق‪،‬ل‪،‬ع‪.‬‬
‫✓ الجزاءات المترتبة عن اإلخالل بااللتزام باإلعالم بعد إبرام العقد‪.‬‬
‫إن أساس قيام المسؤولية العقدية حسب القواعد العامة ل اللتزام يفرض وجود عقد صحيح‬
‫يدفع المورد إلى إعالم المستهلك بكل البيانات الالزمة حول السلعة المبيعة ‪ ،‬و كل إخالل بهذا‬
‫االلتزام الناتج عن العقد تترتب عنه مسؤولية عقدية‪ ،‬يسمح بتطبيق القواعد العامة المتعلقة بهذه‬
‫المسؤولية و خاصة الفصل ‪ 259‬من ق‪ ،‬ل‪،‬ع ‪ ،‬و هو ما أكدته المادة ‪ 13‬من قانون حماية‬
‫المستهلك ‪ ،‬حيث نصت على أنه"‪ . .‬جاز للمستهلك دون اللجوء إلى القضاء أن يفسخ االلتزام‬
‫الذي يربطه بالمورد في ما يتعلق بالسلعة غير المسلمة أو الخدمة غير المقدمة باي وسيلة تثبت‬
‫التوصل‪ ،‬و ذلك بالرغم من جميع األحكام التعاقدية المخالفة و دون المساس بأحكام الفصلين‬
‫‪ 259‬و ‪ 260‬من ق‪،‬ل‪،‬ع‪".‬‬

‫‪ . 1‬عمر محمد عبدالباقي‪ ،‬الحماية العقدية للمستهلك ‪،‬دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‪ ،‬مطبعة القدس‪ ،‬منشأة لمعارف ‪ 55‬باإلسكندرية‪،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪، 2008‬ص‪،251.‬عن عماد الحياني‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪74.‬‬
‫‪ 2‬ن نزهة الخلدي‪ ، ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪166 .‬‬

‫‪30‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫و برجوع إلى المادة ‪ 14‬من القانون ‪ ،31.08‬نجدها ألزمت المورد بأن يرد المبالغ المسبقة‬
‫من طرف المستهلك داخل أجل ‪ 7‬أيام ابتداء من تاريخ تسلم اإلشعار‪ ،‬كما يحق للمستهلك‬
‫المطالبة بالفوائد القانون ية ابتداء من اليوم الثامن في حالة عدم إرجاع المورد للمبالغ المسلمة‬
‫إليه في أجل السبعة أيام‪.‬‬
‫يتبين إذن أن القواعد التي نص عليها القانون ‪ 31.08‬أكثر حماية ل لمستهلك على خالف‬
‫القواعد العامة التي تتطلب إجراءات معقدة و طويلة‪ ،‬فالمشرع خول له إمكانية الفسخ دون ال‬
‫لجوء إلى القضاء‪ ،‬على خالف القواعد العامة التي تستلزم تقديم طلب إلى القضاء و ذلك بعد‬
‫توجيه إنذار قانوني لتنفيذ ل اللتزام طبقا للفصل ‪ 255‬من ق‪،‬ل‪،‬ع‪.‬‬
‫و في األخير ‪ ،‬و جب القول بأن الجزاء المتمثل في فسخ العقد أو ال يقع في مصلحة‬
‫المستهلك عادة‪ ،‬على اعتبار أن هذا األخير يكون في حاجة ماسة الستمرار هذا العقد و ذلك‬
‫الحاجاته الشخصية و االجتماعية لذلك غالبا ما يكتفي بالمطالبة بالتعويض فقط وهو ما يؤدي‬
‫إلى استقرار المعامالت‪.‬‬

‫• الجزاءات الزجرية‬
‫تتمثل العقوبات الزجرية التي خص بها المشرع الخروقات المتعلقة بمضمون القسم‬
‫الثاني من قانون ‪ 31.08‬في حاالت عدم اإلعالم أو اإلعالم المضل ل للمستهلك أو عدم‬
‫احترام عدم التسليم في أداء المهني بغرامة تتراوح بين ‪ 2000‬إلى ‪ 5000‬درهم لفائدة‬
‫{المادة‪ }173‬و هي نفس العقوبة المترتبة عن خرق مقتضيات المادة ‪ 206‬من نفس القانون‬
‫إذا لم يقدم المهني ترجمة للمعلومات و العقود المحررة بلغة أجنبية أخرى أو اللغة العربية‪.‬‬
‫كما أضافت المادة ‪177‬من نفس القانون السابق الذكر و في هذا السياق عقوبة تتمثل‬
‫في غرامة تتراوح ما بين ‪ 1200‬إلى ‪ 10000‬درهم ل لمورد الذي يخالف أحكام المواد ‪29‬‬
‫و ‪ 30‬و ‪ ،32‬و ترفع العقوبة إلى الضعف في حالة العود‪.‬‬
‫و المالحظة التي يمكن تسجيلها بخصوص العقوبات السالبة ل لحرية أن المشرع عاقب‬
‫كل مخالف ألحكام المادة ‪ 59‬المتعلقة باستغالل المورد لضعف أو جهل المستهلك من خالل‬
‫المادة ‪ 184‬بالحبس من شهر إلى خمس سنوات و بغرامة من ‪ 1200‬إلى ‪ 50000‬درهم أو‬
‫بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪ ،‬و ذلك دون اإلخالل بأحكام الفصل ‪ 552‬من مجموعة القانون‬
‫الجنائي‪ ، 1‬و في الحالة التي يكون فيها المخالف شخصا معنويا يعاقب فتطبق عليه غرامة‬
‫تتراوح ما ‪ 50000‬و ‪ 1000000‬درهم‪.‬‬

‫‪ 1‬ن المادة ‪ 552‬من قانون ال جنائي‪ :‬من استغل حاجة قاصر دون الواحد والعشرين أو بالغا فاقد األهلية أو محجورا‪ ،‬أو ‪ 57‬استغل أهواءه أو عدم‬
‫خبرته‪ ،‬ليحصل منه على التزام إبراء أو أي سند يمس ذمته المالية‪ ،‬إضرارا به‪ ،‬يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات وغرامة من مائة‬

‫‪31‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫و بالعودة إلى قانون ‪ 5104.12‬المتعلق بحرية األسعار و المنافسة‪ ،‬نجده في الباب الثاني‬
‫من القسم الثامن يتحدث عن العقوبات الجنائية‪ ،‬حيث أشار في المادة ‪ 76‬على عقوبة سالبة ل‬
‫لحرية ت تمثل في الحبس من شهرين إلى سنيتين و غرامة مالية من‪ 10000‬إلى ‪500000‬‬
‫درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط لمن استعمل أية وسيلة استخدمت لنشر معلومات كاذبة‬
‫أو افتراءات‪ ،‬أو بتقديم عروض في السوق قصد اإلخالل بسير األسعار أو عروض مزايدة‬
‫على األسعار التي طلبها الباعة أو باستخدام أي وسيلة أخرى من وسائل التدليس‪.‬‬
‫اضافة إلى ما سبق‪ ،‬نجد القانون رقم ‪ 5924.09‬المتعلق بسالمة المنتوجات و الخدمات أكد‬
‫على عقوبات سالبة للحرية تمثلت في عدة مواد منها‪ 50‬و ‪ 52‬و ‪.53‬‬
‫ج‪ :‬خصوصية النظام العام في قانون تدابير حماية المستهلك‬
‫ان التحوالت االجتماعية واالقتصادية والسياسية وما صاحبها من تطورات في مجال‬
‫العقود كاالنتشار الواسع لعقود اإلذعان وظهور مهن ين متخصصين ومحترفين أدي إلى‬
‫عجر اإلرادة عن تحقيق المساواة بين أطراف العقد‪ ،‬خاصة في العقود االستهالكية‪.‬‬
‫وأمام هذا الوضع غير المتوازن سنت التشريعات المدنية الحديثة مجموعة من المقتضيات‬
‫ذات الطابع الحمائي ‪ ،‬لتوفر للمستهلك باعتباره الطرف الضعيف في العملية االستهالكية‬
‫مجموعة من الضمانات القانونية إلعادة التوازن العقدي‪ ،‬وهوما سار عليه المشرع المغربي‬
‫بسنة للقانون رقم ‪ 31.08‬القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك الذي جاءت أغلب أحكامه‬
‫من النظام العام وهو ما يمنع أطراف العقد االستهالكي من االتفاق على مخالفتها حماية‬
‫للمستهلك) الطرف الضعيف‪.‬‬
‫ومن ثم ظهر مفهوم النظام العام في عالقته بالعقد االستهالكي ليبرز بوضوح سنمو‬
‫القانون على تصرفات األفراد ويعيد قراءة لنظرية مبدأ سلطان اإلرادة والنظريات التقليدية‬
‫األخری بطريقة تراعي حقوق المستهلك‪.‬‬
‫وبالتالي إذا كانت اإلرادة تنشئ العقند طبقا للفصل ‪ 230‬من قانون االلتزامنات والعقنود‪،‬‬
‫فنان النظام العنام يسنتبعد إرادة األطراف والقوة الملزمة للعقد في حالة مخالفته‪.‬‬
‫وعلينه يحق التساؤل عن دوافع تنصيص المشرع المغربي على النظام العام بشكل‬

‫وعشرين إلى ألفي درهم ‪.‬و إذا آن المجني عليه تحت سلطة الجاني أو تحت إشرافه أو تحت رعايته‪ ،‬رفعت العقوبة إلى الحبس من سنة إلى خمس‬
‫والغرامة من مائتين وخمسين إلى ثالثة آالف درهم‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫صريح في قانون حماية المستهلك؟ ومدى اعتبار كل مقتضيات هذا القانون من النظام العام؟‬
‫أم أن األمر يقتصر على القواعد المذيلة بطابع النظام العام بشكل صريح؟‬
‫و لسبر أغوار هذا االشكال وجب تفحص قانون حماية المستهلك وقراءة ما بين فصوله‬
‫وثناياه‪ ،‬الكتشاف هندسة المشرع المغربي للنظام العام في قانون حماية المستهلك‪ ،‬وصوال‬
‫إلى محاولة تسليط الضوء على مدى اعتبار كل قواعد هذا القانون من النظام العام‪.‬‬

‫❖ فبالنسبة لهندسة المشرع المغربي للنظام العام في قانون حماية المستهلك‪:‬‬


‫إذا كان النظام العام في مفهومه التقليدي يسهر على حماية األسس والمقومات الرئيسية‬
‫للمجتمع‪ ،‬فإن النظام العام في قانون حماية المستهلك يجد شرعيته في انكبابه على حماية فئة‬
‫اجتماعية هشة) المستهلكين(‪ ،‬يتطلب لحمايتها توجيه العالقات الرضائية‪ ،‬بما يضمن حدا‬
‫أدنى من الحقوق ال يجوز التنازل عنها‪ ،‬قصد إعادة التوازن العقدي بين أطراف في مراكز‬
‫اقتصادية وقانونية متبايننة‪ ،‬وهنذا ما جعل المشنرع يسير في اتجاه وضع تصور جديد ل‬
‫لنظام العام في قانون حماية المستهلك‪ ،‬فرضته مجموعة من الظروف الموضوعية حيث‬
‫أدت إلى سقوط المشرع في انتقائية‪ ،‬في تعامله مع مقتضيات قانون حماية المستهلك عند‬
‫عرضها على طابع النظام العام ‪.‬‬

‫ومن الظروف الموضوعية العتماد المشرع ل لنظام العام في قانون حماية المستهلك‪:‬‬
‫أن القواعد العامة لم تعد كافية بمفردها لحماية المتعاقد في عقود االستهالك ذلك أن‬
‫التشريعات المدنية غير كافية لتحقيق التوازن العقدي سواء في مرحلة التعاقد أو في مرحلة‬
‫التنفيذ‪.‬‬
‫ناهيك عن ارتفاع حجم اإلنتاج والمبادالت وسرعة إبرام المعامالت‪ ،‬وما رافقها من انتشار‬
‫واسع للتعامل بعقود اإلذعان‪ ،‬نتيجة التطورات السريعة ألساليب التعاقد وظهور صيغ‬
‫جديدة لها‪ ،‬مبتكرة من طرف مهن ين متخ صين ومحترفين‪ ،‬وهوما جعل مؤسسات تقليدية‬

‫‪33‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫من قبيل التعسف في استعمال الحق واإلثراء بال س ب وعيوب الرضا غير قادرة على‬
‫ايقافها‪.‬‬
‫ومن ثمة فان المشرع المغربي‪ ،‬إيمانا منه بالضعف الذي يميز به المستهلك في العقد‬
‫االستهالكي في مواجهة المهني ‪-‬الطرف القوي في العقد وما يملكه من إمكانيات قانونية‬
‫وتقنية تخوله فرض شروط وبنود العقد على المستهلك في هذه العالقة الالمتکافئة‪ ،‬وكذا‬
‫تعزيزا للمقتضيات القانونية في قانون حماية المستهلك ليضمن أكثر فعالية في تطبيقها علی‬
‫اعتبارها من النظام العام‪.‬‬
‫والنتيجة أن العقد االستهالكي خاصة أصبح يستمد إلزاميته من إرادة المشرع ال من إرادة‬
‫األطراف‪ ،‬ويتفرع عن هذه النتيجة أن الخواص إذا كانوا يسعون إلى تحقيق األهداف‬
‫الشخصية ويتمسكون بالحرية التعاقدية‪ ،‬فان المتطلبات االجتماعية تدعوا إلى تدخل الدولة‬
‫لتهذيب ما علق بالمجال التعاقدي من تعسف وشطط وهوما حتم على التشريعات الحديثة‬
‫التدخل بشكل مباشر في العالقة التعاقدية‪ ،‬من خالل التنصيص على الحد األدني من الحماية‬
‫القانونية لصالح الطرف الضعيف وذلك يوسمها بطابع النظام العام حيث أصبحنا أمام ما‬
‫يسمى فقها بعوممة العقد‪.1‬‬
‫أما بالنسبة إلنتقائية المشرع لمقتضيات قانون حماية المستهلك بين ا لنظام العام الصريح‬
‫والضمني‪:‬‬
‫أذا كان يمكن تقسيم القواعد المعتبرة من النظام العام ‪.‬إلى نظام عام صريح ونظام عام‬
‫ضمني‪ ،‬فاللصريح هوما حدده المشرع صراحة كما هو الشأن في قانون حماية المستهلك ‪.‬‬
‫حيث حد د األحكام التي تعتبر من النظام العام ‪.‬والتي ال يجوز لألفراد االتفاق‬
‫على مخالفها تحت طائلة البطالن‪ ،‬أما النظام العام الضمني فيستخلص من مضمون النص‪،‬‬
‫حيث يجب على القاضي أن يبحث عن المصلحة التي تحميا القاعدة ‪.‬فإذا ثبين له أنها مصلحة‬

‫العربي مياد‪ ،‬عقود اإلذعان دراسة مقارنة‪ ،‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الرباط ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2004‬ص ‪.108‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪34‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫أساسية من مصالح المجتمع كانت القاعدة آمرة مرتبطة بالنظام العام‪ ،‬وإذا تبين خالف ذلك‬
‫كانت قاعدة مكملة يجوز لألطراف االتفاق على مخالفتها‪.1‬‬
‫وباستقراء مقتضيات قانون حماية المستهلك‪ ،‬نجد أن المشرع قام بالتنصيص على أن الكثير‬
‫من مقتضيات هذا القانون تعتبر من النظام العام بشكل صريح‪ ،‬بخالف ما اعتاد عليه في‬
‫الكثير من القوانين الحمائية‪ ،‬حيث نص على اعتبار مجموعة من أقسام وأبواب القانون رقم‬
‫‪31.08‬من النظام العام وذلك بختمها ا بمادة تعتبرها كذلك‪ ،‬مشرعا الباب أمام التأويالت‬
‫بخصوص بقية القواعد القانونية األخرى‪.‬‬
‫ويعتبر توجه المشرع المغربي في تناوله للنظام العام في قانون حماية المستهلك‪ ،‬فلسفة جديدة‬
‫في تناوله للنظام العام في القوانين الحمائية‪ ،‬بحيث إذا عدنا إلى هذه األحكام سنكتشف بأنها‬
‫تتعلق بمواضيع كان المستهلك قبل صدور القانون يتضرر منها أكثر من غيرها‪ ،‬فالقسم‬
‫الثالث من قانون حماية المستهلك المعنون بحماية المستهلك من الشروط التعسفية‪ ،‬يتضمن‬
‫مجموعة من المقتضيات التي تشكل حماية خاصة للمستهلك من ضمنها التنصيص على‬
‫الئحة من الشروط التعسفية على سبيل المثال‪ ،‬وكذا إعطاء القاضي السلطة التقديرية في‬
‫تكيف الشرط التعسفي وربط كل ذلك بالنظام العام‪ ،‬وما يقال عن القسم المتعلق بالشروط‬
‫التعسفية يقال عن قسم االستدانة‪ ،‬وأبواب العقود المبرمة عن بعد والبيع خارج المحالت‬
‫التجارية‪.‬‬
‫التي ختمها المشرع بمادة تعتبرها من النظام العام‪ ،‬وبالتالي تكون هذه القواعد القانونية التي‬
‫جعلها المشرع من النظام العام بشكل صريح في حين تبقى أقسام وأبواب أخرى في ذات‬
‫القانون غير معتبرة من النظام العام بشکل صريح‪ ،‬على الرغم من أهميتها‪ ،‬كااللترام‬
‫باإلعالم واإلشهار واستغالل الضعف أو الجهل للمسهلك على الرغم من أن هذه القواعد ‪.‬‬
‫قواعد آمرة وردت بصيغ ملزمة للمتعاقدين ومدعمة بعقوبات زجرية عند مخالفتها‪.‬‬
‫❖ أما بالنسبة لمدى اعتبار كل قواعد قانون حماية المستهلك من النظام العام‪:‬‬

‫‪ 1‬عمر الم وساوي‪ ،‬مفهوم النظام العام في قانون حماية المستهلك‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم ماستر قانون األعمال ‪ ،‬كلية الحقوق تطوان ‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ ، 2016-2015‬ص ‪.31‬‬

‫‪35‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫إذا كنا قد خلصنا إلي أن األبنواب واألقسام المنصوص على اعتبارها من العام بشكل‬
‫صريح في قانون حماية المستهلك‪ ،‬تدخل في نطاق النظام العام الحمائي‪ ،‬فإن التساؤل‬
‫يظل مطروحا بخصوص األبواب واألقسام المتبقية التي لم تحظى بخاصية النظام العام‪،‬‬
‫هل يمكن‬
‫إلحاقها باألخرى وبالتالي اعتبارها من النظام العام؟‬
‫إشكال يتطلب استدعاء وجهة نظر فقهية في الموضوع ‪ ،‬موازاة مع استحضار األحكام‬
‫والقرارات القضائية التي تطرقت لإلشكال‪ ،‬بغية التوصل إلى مدى وجاهنة اعتبار كل قواعد‬
‫قانون حماية المستهلك من النظام العام‪ ،‬السيما تلك التي لم يذيلها المشرع بطابع النظام بشكل‬
‫صريح‪.‬‬
‫✓ فمن الناحية الفقهية‬
‫ذهب البعض أنه إذا كان الفقهاء قد اختلفوا في تحديد ماهية النظام العام‪ ،‬إال أنهم اتفقوا‬
‫على أن النصوص القانونية األمرة أو الناهية ال يمكن مخالفتها من قبل األفراد‪ ،‬ألن في ذلك‬
‫مخالفة للنظام العام الذي قر ره المشرع من خالل تلك النصوص القانونية الواجبة اإلتباع‪،‬‬
‫ولهذا فالمعيار الذي اتفق عليه في تحديد النظام العام‪ ،‬هومعيار المصلحة العامة والمنفعة‬
‫العامة‪ ،‬فهذا األخير يشمل األحكام القانونية التي ال يمكن لألفراد مخالفتها‪ ،‬سواء أكانت هذه‬
‫األحكام سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية‪ ،‬والتي ارتأى المشرع أنها كفيلة بتنظيم الحياة بين‬
‫‪1‬‬
‫األفراد داخل الدولة‪ ،‬تنظيما يجعلها قادرة على الحياة واالستمرارية‪.‬‬
‫كما يرى أخر أن النص التشريعي قد ال يحتوي على ما يوحي بالصفة األمرة أو المكملة‬
‫للقاعدة القانونية‪ ،‬ولذلك فال مناص من الخروج عليه وتجاوزه‪ ،‬حيث يجري البحث عن‬
‫الفكرة الي تقوم عليها‪ ،‬القا عدة القانونية‪ ،‬والفرض الذي كان وراء سنها‪ ،‬فإذا تبين أنها تنظم‬
‫رابطة جوهرية سياسية أو أقتصادية أو اجتماعية أوخلقية اعتبرت قاعد أمرة ملزمة لتعلقها‬

‫‪ 1‬أبو جعفر عمر المنصوري‪،‬فكرة النظام العام واألداب العامة في القانون والفقه مع التطبيقات القضائية ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪،‬‬
‫كلية الحقوق عين الشق بالدار البيضاء ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2003 -2002‬ص ‪.54‬‬

‫‪36‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫بالنظام العام ‪.‬وإذا تبين أنها متعلقة بتنظيم رابطة ال تتعدی أهميتها المصالح الخاصة‬
‫لألطراف اعتبرت قاعدة مكملة‪.1‬‬
‫✓ ومن الناحية القضائية‬
‫يجيبنا امر قضائي صادر عن المحكمة التجارية بأكادير بأن كل قواعد قانون حماية‬
‫المستهلك من النظام العام‪ ،‬جاء فيه وحيث أن عقود القرض االسهالكية ال تندرج ضمن العقود‬
‫التجارية المسماة التي نظمها المشرع في الكتاب الرابع من مدونة التجارة‪ ،‬وبالتالي ال‬
‫يمكن مواجهة المدعي عليه باعتباره طرفا مدنيا في عقد القرض السالف الذكر بقواعد القانون‬
‫التجاري المطبقة على الطرف المدع التاجر وال يجوز مقاضاته إال أمام المحكمة االبتدائية‪،‬‬
‫ويعتبر كل اتفاق يبعده عن محكمته العادية وفقا لقانون حماية المستهلك المعتبرة أحكامه من‬
‫النظام‬
‫العام شرطا تعسفيا باطال وعديم األثر‪"2‬‬
‫وبالتالي فان قانون حماية المستهلك من القوانين التي تدخل في نطاق النظام العام الحمائي‬
‫الهادفة إلى إقامة نوع من التوازن االقتصادي بين المتعاقد الضعيف والمتعاقد القوي‪ ،‬عن‬
‫طريق تدخل المشرع بقواعد أمرة لتنظيم عدد من العقود المبرمة بين أطراف يوجدون في‬
‫وضعيات غير متكافئة كالمهني والمستهلك‪ ،‬وهذا ما أكده قرار لمحكمة االستئناف التجارية‬
‫بمراكش جاء فيه‪:‬‬
‫"وحيث بخصوص ما نعته العارضة عن الحكم المطعون فيه أنه خالف لما زعمته فليس هناك‬
‫أي خرق ألي مقتضى قانوني ذلك أن المحكمة التجارية طبقت مقتضيات قانون حماية‬
‫المستهلك تطبيقا سليما إذ ال يمكن لها في ظل أحكام ذلك القانون والتي هي من النظام العام‬
‫الحكم بالفوائد سواء القانونية أواالتفاقية م ما يكون معه هذا الشق غير ذي أساس‪".3‬‬

‫‪ 1‬محمد الهيني ‪ ،‬الحماية القانونية والقضائية للمؤمن له في عقد التأمين‪ ،‬منشورات مركز قانون االلتزامات والعقود ‪ ،‬كلية الحقوق فاس‪،‬‬
‫مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط ‪ ،2001‬ص ‪,180‬‬
‫‪ 2‬المحكمة التجارية بأكادير ‪،‬امر استعجالي ‪ ،‬رقم ‪ ،319‬ملف عدد ‪ 15/8104/281‬صادر بتاريخ ‪ ،2015/06/10‬غير منشور‬
‫‪ 3‬قرار رقم ‪ ، 1687‬صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2015/12/16‬غير منشور‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫صفوة القول من كل ما سبق فإن قانون تدابير حماية المستهلك جاء لحماية المستهلك الذي‬
‫عجزت النظرية العامة عن حمايته وفي هذا المقام فإن المشرع كان موفقا إلى حد ما في‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية هذا من جهة‬
‫ومن جهة اخري فإنه يعاب عن المشرع المغربي عدم حسمه لمسالة النظام العام في قانون‬
‫حماية المستهلك‪ ،‬حيث نجده في بعض االبواب ينص بصريح العبارة علي ان مقتضيات هذا‬
‫الباب تعتبر من النظام العام ويصوم عن ذلك في ابوب اخرى‪.‬‬
‫وهو ما فتح الباب امام نقاشات حادة في االوساط الفقهية والقضائية‪ ،‬لكن مصلحة الطرف‬
‫المستهلك باعتباره الطرف الضعيف في المعادلة تقتضي تكييف كل احكام قانون تدابير‬
‫حماية المستهلك من النظام العام‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫❖ الكتب‪:‬‬

‫المختار بن أحمد العطار‪ :‬الوسيط في القانون المدني مصادر االلتزام‪ ،‬الطبعة‬ ‫•‬
‫الثانية‪،‬مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪.2007‬‬
‫العربي مياد‪ ،‬عقود اإلذعان دراسة مقارنة‪ ،‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الرباط ‪ ،‬الطبعة‬ ‫•‬
‫األولى ‪.2004‬‬
‫السيد عمران محمد عمران‪ :‬حماية المستهلك أثناء تكوين العقد‪ ،‬منشأة المعارف‬ ‫•‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مطبعة التقدم ريما‪ ،‬طبعة‪.1999‬دون ذكر السنة‬
‫بوعبيد عباسي‪ ،‬االلتزام باإلعالم في العقود‪ ،‬دراسة في حماية المتعاقد و المستهلك‪،‬‬ ‫•‬
‫المطبعة والوراقة الوطنية زنقة أبو عبيدة الحي المحمدي مراكش‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫ماي‪، 2008‬‬
‫عبد القادر العرعاري‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫•‬
‫مكتبة دار األمان الرباط‪، 2013‬‬
‫عبد العزيز حضري‪ :‬العقود االستهالكية‪ ،‬مطبعة طه حسين‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪،‬‬ ‫•‬
‫‪،2011/2010‬‬
‫عبد العزيز الصقلي‪ :‬دراسة للقانون المغربي لالستهالك‪ ،‬سلسلة قانون األعمال‬ ‫•‬
‫والقانون االقتصادي‪ ،‬مطبعة سجلماسة‪ ،‬مكناس ‪.2000‬‬
‫عمر سالم‪ :‬الحماية الجنائية لبطاقات الوفاء‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬الطبعة‬ ‫•‬
‫األولى‪.1995 ،‬‬

‫‪39‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫عمر محمد عبدالباقي‪ ،‬الحماية العقدية للمستهلك ‪،‬دراسة مقارنة بين الشريعة‬ ‫•‬
‫والقانون‪ ،‬مطبعة القدس‪ ،‬منشأة لمعارف ‪ 55‬باإلسكندرية‪،‬الطبعة الثانية ‪2008‬‬
‫علي جمال عوض‪ :‬االعتمادات المصرفية وضماناتها‪,،‬د‪.‬م القاهرة ‪.1978‬‬ ‫•‬
‫محمد العروصي‪:‬االلتزام باالعالم خالل مرحلة تكوين عقد البيع‪ ،‬مطبعة وراقة‬ ‫•‬
‫سجلماسة‪ ،‬الطبعة الثانية‪2012 ،‬‬
‫محمد شكري سرور‪ " ،‬مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها المنتجات‬ ‫•‬
‫الخطيرة" دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة الطبعة ‪.3‬دون سنة‬
‫محمد الهيني ‪ ،‬الحماية القانونية والقضائية للمؤمن له في عقد التأمين‪ ،‬منشورات‬ ‫•‬
‫مركز قانون االلتزامات والعقود ‪ ،‬كلية الحقوق فاس‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‬
‫‪،2001‬‬

‫❖ األطروحات والرسائل‪:‬‬

‫أبو جعفر عمر المنصوري‪،‬فكرة النظام العام واألداب العامة في القانون والفقه مع‬ ‫•‬
‫التطبيقات القضائية ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق عين الشق‬
‫بالدار البيضاء ‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2003 -2002‬‬
‫رشيد الشائب‪ :‬شركات القروض لالستهالك‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬ ‫•‬
‫المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في قانون المقاوالت‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس أكدال – الرباط‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2004/2003‬‬
‫طارق لمليلي الناضوري‪ :‬إثبات المعامالت البنكية عن طريق الكشوفات الحسابية‬ ‫•‬
‫والبطائق البنكية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪،‬‬
‫وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول – وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2006/2005‬‬
‫عماد لحياني‪ ،‬االلتزام باإلعالم قبل التعاقد كوسيلة لحماية المستهلك ( عقد البيع‬ ‫•‬
‫االستهالكي نموذجا)‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية السويسي‪ ،‬الموسم‬
‫الجامعي ‪2009‬ن‪2010‬‬
‫عبد الرزاق أيوب‪ :‬التكييف القانوني لألسس النظرية والجوانب العملية‪ ،‬أطروحة‬ ‫•‬
‫لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية الحقوق – الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2004/2003‬‬

‫‪40‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫عمر قريوح الحماية القانونية للمستهلك القرض االستهالكي نمودجا‪ .‬اطروحة لنيل‬ ‫•‬
‫الدكتوراه الوطنية ‪ .‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ‪2007‬‬
‫عمر الموساوي‪ ،‬مفهوم النظام العام في قانون حماية المستهلك‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬ ‫•‬
‫ماستر قانون األعمال ‪ ،‬كلية الحقوق تطوان ‪ ،‬السنة الجامعية ‪، 2016-2015‬‬
‫عبد الخالق حماني‪ ،‬مسؤولية المنتج عن اإلخالل بضمان السالمة رسالة لنيل دبلوم‬ ‫•‬
‫الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬الكلية متعددة التخصصات‬
‫بتطوان‪ ،‬الموسم الجامعي ‪، 2016/2015‬‬
‫فتيحة التوزاني‪ :‬المسؤولية المدنية للبنك عن فتح االعتماد البسيط‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬ ‫•‬
‫الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في الضمانات‬
‫التشريعية في قانون األعمال‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪.2001/2000 ،‬‬
‫محمد الفروجي‪ .‬القانون البنكي المغربي وحماية حقوق الزبناء اطروحة لنيل‬ ‫•‬
‫دكتوراه في القانون الخاص‪ .‬جامعة الحسن الثاني عين الشق كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية ‪ .‬الداربيضاء ‪. 1997 -1996‬‬
‫محمد الشيلح ‪ ،‬سلطان االرادة في ضوء ق ل ع المغربي‪ .‬اسسه ومظاهره في‬ ‫•‬
‫نظرية العقد‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‪ .‬جامعة محمد الخامس‪ .‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ .‬الرباط‪ .‬أ ّكدال ‪1983‬‬
‫نزهة الخلدي‪ ،‬الحماية المدينة للمستهلك ضد الشروط التعسفية‪ ،‬أطروحة لنيل‬ ‫•‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية أكدال الرباط‪ ،‬السنة الدراسية ‪2005/2004‬‬
‫نجاة عصادي‪ ،‬االلتزام التعاقدي‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‪،‬‬ ‫•‬
‫كلية العلوم القانونية و االقتصادية و ‪ 54‬االجتماعية‪ ،‬مكناس‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪، 2011/2010‬‬
‫المقاالت‪:‬‬

‫• الهادي شايب عينو‪ :‬بعض المشاكل الناجمة عن استعمال المعلوميات في البنوك‬


‫(موقف القانون والقضاء)‪ ،‬الندوة الثالثة للعمل القضائي والبنكي‪ ،‬الرباط‪ ،‬يونيو‬
‫‪.1993‬‬
‫• الحسين بلحساني‪ :‬االلتزام بتمييز المستهلك بين قواعد االخالق ومقتضيات القانون‪،‬‬
‫مجلة طنجيس للقانون واالقتصاد‪ ،‬العدد‪ 3‬سنة ‪.2003‬‬
‫• دنيا مباركة ‪ ،‬الحماية القانونية لرضا مستهلكي السلع والخدماتها مقال منشور‬
‫بالمحلة الغربية لالقتصاد والقانون ‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬يونيو ‪، 2001‬‬

‫‪41‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫• نزهة الخالدي‪ :‬االلتزام باالعالم ودوره في تنوير ارادة المستهلك‪ ،‬مقال منشور‬
‫بمجلة القضاء المدني‪ ،‬العدد ‪ 15‬دون سنة‬
‫• يوسف الزوجال‪ :‬المفهوم القانوني للمستهلك دراسة تحليلية مقارنة على ضوء‬
‫القانون رقم ‪ ،31.08‬مقال منشور بمجلة القضاء المدني‪ ،‬العدد ‪4‬‬

‫❖ القرارات القضائية‪:‬‬

‫قرار المجلس االعلى عدد ‪ 681‬صادر في ‪ 10‬ماي ‪ .2001‬ملف اداري عدد‬ ‫•‬
‫‪.401|2001‬منشور بالتقرير السنوي للمجلس االعلى سنة ‪ .2001‬منشورات مركز‬
‫النشر و التوثيق القضائي بالمجلس االعلى الرباط‪.‬‬
‫قرار رقم ‪ 2003|423‬صادر بتاريخ ‪ 2003\01\28‬ملف عدد ‪4\2002\598‬‬ ‫•‬
‫بالمحكمة االبتدائية وعدد ‪ 6\2002\3962‬بمحكمة االستئناف التجارية غير منشور‬
‫قرر عدد ‪ 2003\1632‬الصادر بتاريخ ‪ 2003\07\22‬ملف عدد ‪6\2002\4753‬‬ ‫•‬
‫غير منشور‬
‫المحكمة التجارية بأكادير ‪،‬امر استعجالي ‪ ،‬رقم ‪ ،319‬ملف عدد ‪15/8104/281‬‬ ‫•‬
‫صادر بتاريخ ‪ ،2015/06/10‬غير منشور‬
‫قرار رقم ‪ ،1687‬صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش‪ ،‬بتاريخ‬ ‫•‬
‫‪ ،2015/12/16‬غير منشور‪.‬‬

‫❖ المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫•‬ ‫‪www.alalam.ma‬‬

‫•‬ ‫‪www.ahwer.org‬‬

‫‪42‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫اوال‪ :‬التنظيم القانوني للقروض االستهالكية على ضوء قانون تدابير‬


‫حماية المستهلك‬

‫أ‪:‬مفهوم ونطاق القرض االستهالكي‬

‫ب – أنواع القروض االستهالكية‬

‫ج ‪ -‬طبيعة عقد القرض االستهالكي‬

‫ثانيا‪ :‬االلتزام باالعالم كضمانة لحماية المستهلك في القروض االستهالكية‬

‫أـ االلتزام باإلعالم على ضوء قانون تدابير حماية المستهلك‬

‫ب ـ أثار االخالل بااللتزام باإلعالم‬

‫ج ـ النظام العام وااللتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫‪43‬‬
‫حماية المستهلك من خالل االلتزام باإلعالم في القروض االستهالكية‬

‫‪44‬‬

You might also like