Professional Documents
Culture Documents
مصدرا إضافًيا يعين على اإلستثمار والتمويل فاضطلعت المصارف بهذا الدور الهام بوصفها حجر
الزاوية بين كل األطراف المتدخلة في الحياة اإلقتصادية والمالية.
( )2( )1وقد ارتبطت المصارف بالتجارة في النقود ،ففكرة النشاط المصرفي ليست حديثة بل عرفت
منذ عرفت النقود والمصرف حسب الفصل 2م.ت .يعد تاجرا باعتباره يباشر على وجه اإلحتراف
عمليات الصرف والمصارف والبورصة» فالمصرف هو تاجر وموضوع تجارته كّل من النقود
واالعتماد ولكن هذا ال يعني أ أن نشاط المصارف ينحصر في هاتين العمليتين بل إّن ه نشاط متنوع .
وقد أعتمد المشرع التونسي لتعريف المصارف على العمليات التي تمارسها فجاء بالفصل 2من قانون
7ديسمبر 1967أن البنوك هي التي تتعاطى بصفة نشاط عادي قبول الودائع من العموم ومنح
القروض والقيام كوسيط بعمليات البورصة والصرف والقيام لفائدة الحرفاء المودعين بدفع أو استخالص
الصكوك واألوراق التجارية والقصاصات أو كل سند دفع أو دين آخر )3( .فكل مصرف عند ممارسة
نشاطه يقوم بهذه العمليات ولكن مع بعض الخصوصيات التي ينفرد بها نوع معين من البنوك ،وهي
خصوصية تتعّلق بعمليتي اإليداع واإلعتماد فلئن تقوم كّل من بنوك اإليداع والتمويل واألعمال بجميع
العمليات المنصوص عليها بالفصل 2من قانون ، 1967،فان بنوك اإليداع مثال تختص بمنح
( - )1إلياس ناصيف ،الكامل في قانون التجارة -عمليات المصارف ،ج ،3منشورات بحر المتوسط
ومنشورات عويدات ،بيروت -باريس ،1983 ،ص Roblot (R) et Ripert (G), Traité -)2( .9
élémentaire de droit Com. T. 2, 9ème éd., L.G.D.J., Paris, 1981, p. 247: "le
) - banquier est un commerçant qui spécule sur l'argent et le crédit". (3القانون
عدد 1-67المؤرخ في 1967/12/7المنظم لمهنة البنوك والمنقح بالقانون عدد 25الصادر في 7
فيفري 1994
القروض القصيرة المدى في حين تختص بنوك اإلستثمار بالقروض الطويلة المدى مع عدم قبول إيداع
نقود ألقل من سنة)2( )1( .
ولقد القت عملية اإلقراض أهتماما كبيرا ضمن النشاط المصرفي سواء قام البنك بخلق أو بتوزيع
اإلعتمادات واعتبرت أهم نشاط للبنك بل إنه وقع تعريف المصارف بالرجوع إلى عملية منح اإلعتمادات
فقط في حين أن المصارف لتقوم باإلقراض ال بد وأن تتلقى األموال من المودعين وال بد أيضا لها من
القيام ببعض الخدمات التي تصاحب فتح الحساب وما يستجوبه ذلك من عمليات إيداع وخالص وتحويل
وصرف فالعالقة مع الحريف إطارها العام هو الحساب الذي يتم فتحه لدى البنك والذي يكون فيما بعد
موضوع بقية الخدمات والعمليات التي تتطلبها عالقة ( )3المصرف بحريفه ( )4تطور العمل المصرفي
مرتبط وثيق اإلرتباط بتطور التجارة سواء الداخلية أو الخارجية فعندما نشطت التجارة الدولية ...كان ال
بد لعمليات الصيارفة أن تزدهر وتروج ومن ذلك ظهرت األوراق التجارية باعتبارها تسهل التعامل
خاصة وقد وقع تشبيهها وقد احتلت األوراق التجارية مكانة هامة في نشاط المصارف وخاصة فيما
يتعلق بالعمليات اإلئتمانية فلم تستطع البنوك أن تقوم بدورها اإلئتماني الهام إال عند اكتمال فّن األوراق
التجارية بقواعدها السريعة الخاصة بالنقود .
ورغم غياب تعريف واضح لتسهيالت الدفع فان أحسن طريقة لتوضيح هذه المؤسسة هي التي تعتمد
على آلية منحها وهدفها .فتسهيالت الدفع تساعد الحريف على تجاوز بعض الصعوبات الوقتية التي يمر
بها في بعض الفترات كنهاية الشهر أو حلول أجل دفع معّيين ،فهو قرض لبضعة أيام مع تأكد فيما يتعلق
بارجاعه ) .واألمر ال يتعّلق بتسهيالت الدفع فقط بل إن اإلعتماد بصفة عامة مهما كان نوعه ال يجب أن
يكون غاية في حد ذاته بل هو وسيلة تكميلية وليس عنصرا أساسيا وهو ما دفع Boudinotإلى تشبيه
تسهيالت الدفع بصمام األمان "Soupape de" (2) Sécuritéوباإلضافة إلى ذلك فان إنتماء تسهيالت
الدفع إلى اإلعتمادات القصيرة المدى يجعلها تخضع لخاصيات هذا الصنف من اإلعتمادات الذي يحاول
سد بعض النقائص الوقتية برأس مال المؤسسة أو رصيد الحريف بصفة عامة والذي يجب أن يتعدى
دوره إكمال اإلمكانيات الخاصة )3( .ويقع اإللتجاء إلى تسهيالت الدفع من طرف الصيرفي نظرا لما
توفره له من فائدة تتعّلق األولى بمردوديتها من الناحية المادية والثانية بالحرية التي تمنحها للصيرفي
حيث يرى Letartreأّن كلمة حرية مرادفة لكلمة تسهيالت فالتسهيالت فيها حرية من جانب
الصيرفي وتيسير من جانب الحريف وقد بنى البعض عملّية منح تسهيالت الدفع على أساس مجاملة
الصيرفي الحريفه والشخص الذي يجامل يظهر حسن المعاملة وطيب المعشر مخلصا كان أو غير
(Guitard (H), op. cit, p.65: "Il s'agit seulement pour le client d'absorber les pointes debitrices de -)1
trésorerie qui peuvent, se produire mensuellement où à des intervalles plus ou moins rapprochés...
c'est donc un crédit de q.q. js. avec certitude de remboursement grâce aux opérations à venir". (2) -
Letartre Boudinotو Frabotالمرجع السابق ،ص , Les Facilités de Caisse, Thèse pour le -)3( 362
.Doctorat en Droit, Univ. de Lille II, 1975, p.107
الفصل األول
وجود تسهيالت الدفع
إن قيام مسؤولية الصيرفي تقتضي إثبات وجود تسهيالت الدفع أو بصفة عامة التغطية التي يدعي العميل
التمّت ع بها .وخاصة إثبات التزام الصيرفي تجاه عميله ..فالموضوع يتمحور حول العالقة الرابطة بين
البنك والعميل .وأساس مسؤولية الصيرفي هو االلتزام ،لكن صفة االلزام لم يقع بشأنها أتفاق فيما يتعلق
بتسهيالت الدفع بل إّن الرأي الغالب يرى فيها مجرد التزام عابر وغير ثابت يمكن نقضه في أي لحظة)،
إال أن هذا ال يمنع من ظهور أتجاه مخالف يرى في تسهيالت الدفع التزاما كامال .فالطبيعة القانونية
لتسهيالت الدفع (مبحث أول) هي الفيصل في مسألة التزام الصيرفي من عدمه .وإن كان هذا الجدل
نظرًيا فإّن التطبيق قد أثار مشكال آخر يتعلق بإثبات تسهيالت الدفع )مبحث ثاني(
) (Letartre , op. cit, p. 287: ... L'engagement de la banque est essentiellement précaire et peut -)1
."être dénoncé à tout moment sans que le banquier n'engage sa responsabilité contractuelle
مبحث اول
أساس تسهيالت الدفع
تنقسم العقود إلى عدة أنواع ويعتمد في التقسيم على عدة معايير مثل تنظيم المشرع ،والتكوين والمدة
كعنصر في التنفيذ ،ومن حيث األثر المترتب عليها حيث نميز بين العقود الملزمة للجانبين والعقود
الملزمة لجانب واحد .والعقد الملزم لجانب واحد هو الذي ينشىء التزامات في ذمة أحد المتعاقيدين دون
اآلخر ،لكن في هذا اإلطار .التمييز أيضا بين العقد الملزم لجانب واحد وبين التصرف الصادر من
جانب واحد فالعقد الملزم لجانب واحد ينشأ باتفاق إرادتين ولكّن ه ال يرتب التزامات إال في ذمة أحد
الطرفين فكونه ملزم لجانب واحد أمر يتعلق باألثر ال بالتكوين .أما التصرف الصادر من جانب واحد
فهو الذي ينعقد بإرادة واحدة وكونه صادر من جانب واحد أمر يتعلق بالتكوين ال باألثر .وتسهيالت الدفع
كانت محل جدل حول الزامية الصيرفي من عدمها ،فهناك من يعتبرها تصرفا غير ملزم للصيرفي فقرة
أولى) ،نظرا لما تتميز به من حرية على مستوى الشكل والمضمون .ولكن هذا الرأي لم يكن الوحيد
فهناك من أعتبر تسهيالت الدفع ملزمة للصيرفي وإن كانت التزاما من جانب واحد فقرة ثانية) .فقرة
أولى -تسهيالت الدفع تصرف غير ملزم للصيرفي :إن تسهيالت الدفع غالبا ما تنشأ بمبادرة من
الصيرفي دون وجود اتفاق سابق أو حتى طلب سابق من العميل وحتى إن وجد أتفاق أو وعد من
الصيرفي بمنح تسهيالت دفع فذلك ال يؤّك د تنفيذ هذا الوعد .ولذلك يمكن القول أن تسهيالت الدفع
تصرف من جانب واحد)1( .
-عبد المنعم فرج الصدة .نظرية العقد في قوانين البلد العربية ،دار النهضة العربية 1974
وهذه التسهيالت كانت مصدر صعوبة نظرا لعدم دقة هذا اللفظ ،فكل من فقه القضاء والفقه وكذلك
الممارسين لمهنة الصيارفة قد استعملوا عدة ألفاظ للداللة على مصطلح تسهيالت الدفع ولذلك ال بد من
إبراز الخلط الموجود من الناحية اللغوية بين تسهيالت الدفع وبقية االعتمادات للوقوف على خاصيات
التسهيالت بالمقارنة مع المؤسسات القريبة والمتشابهة معها.
فتميز أوال بين تسهيالت الدفع والتسبقة (أ) وثانيا بين تسهيالت الدفع وبعض الممارسات المصرفية (ب).
أ -تسهيالت الدفع والتسبقة استعارة الشيء تارة تكون الستعماله وتارة تكون الستهالكه وتسمى األولى
بالعارية والثانية بالقرض» .فالقرض حسب القانون العام هو عارية استهالك ويجوز القرض في األشياء
التي تستهلك باالنتفاع كالطعام والنقود
إلى جانب القانون العام الذي نظم القرض في الباب الثاني من المقالة السادسة من الكتاب الثاني من مجلة
االلتزامات والعقود ،هناك نصوص خاصة بميدان معين مثل الميدان البنكي ،فنجد في المجّلة التجارية
عدة أنواع من القروض ولكن النوع الذي يقترب أكثر من غيره من القرض في القانون العام هو السلفات
الموثوقة بسندات ذلك أن موضوع التزام البنك هو منح مبلغ نقدي معين فهو إذن اإلقراض النقدي» ا
يسّلم كليا إلى المنتفع به وهذا مقارنة بفتح اإلعتماد وبتسهيالت الدفع )3( .الذي شويد واإلقراض النقدي
يمكن أن يكون قصير األمد ومتوسط األمد وطويل األمد حسب إرادة األطراف .فمن حيث المدة يمكن أن
ينتمي إلى نفس الصنف الذي تنتمي إليه (– )1
الفصل 1054من مجلة اإللتزامات والعقود - )2( .الفصل 1084م أ ع في الفقرة الثانية - )3( .هذا النوع من االعتمادات منظم
بالفصول من 707إلى 709م.ت .ويحمل بالفرنسية لفظ ""des avances sur titres
تسهيالت الدفع وهو االعتمادات القصيرة األمد لكن هل يمكن تحليل التسهيالت على أنها تسبقة أم أن لكل
منهما تقنيته الخاصة.
إن التسبقة هي من أبسط االعتمادات وهي تتمثل في إقراض نقدي من الصيرفي لعمليه وتعتمد على
منحه كامل المبلغ المطلوب
أما تسهيالت الدفع فهي تخضع قبل كل شيء إلرادة الصيرفي وال ينشأ االتفاق بين العميل والصيرفي
إال من وقت منح المبلغ وهو الوقت الذي يصبح فيه حساب فالما من العميل مدينا
ويمكن تشبيهها بالتسبقة في صورة واحدة وهي التي ال تعتمد على وعد سابق من الصيرفي إذ أن
تسهيالت الدفع يمكن أن تتم بصورتين األولى هي التي بـ يتحصل فيها العميل على وعد من الصيرفي
بمنحه تسهيالت ( )3أما الثانية فهي التي يتصرف فيها البنك من تلقاء نفسه ويمتع عمليه بتسهيالت في
غياب اتفاق سابق
وحتى في الصورة التي تتشابه فيها التسهيالت والتسبقة يبقى الفرق قائما فيما يتعلق بتقنية اإلئتمان
فالخاصية التي تمّيز تسهيالت الدفع هو موضوعها المتمثل عادة في «النقود اإلئتمانية» .ولمزيد تحليل
كل من تسهيالت الدفع والتسبقة والتمييز بينهما يجب النظر في طبيعة عقد التسبقة ومحتواه ومدى
تشابهها مع تسهيالت الدفع
- )1( 1طبيعة عقد التسبقة :يعتبر اإلقراض النقدي أو التسبقة من أبسط أنــواع اإلئتمــان ألنــه يتضــمن
تسليم النقود إلى العميل وتحديد موعد للرد ،فالتسبقة هي عقد عيني يتضمن التزاما من جانب واحـد فهـل
تتماشى هاتان الخاصيتان مع تسهيالت الدفع ؟
عقد عيني :إن إعتبار التسبقة عقد عيني هو ما يميزها عن غيرها من أنواع االئتمانــات وهــو مــا يضــفي
عليها صبغة البساطة هذا اإلقراض النقدي يستجيب إلى القواعد العامة لإلقــراض وتســهيالت الــدفع يمكن
أن تتشابه معه من حيث بســاطة االئتمــان في وضــع المبلــغ المطلــوب على ذمــة العميــل واإلختالف يبقى
قائما من حيث الموضوع فإن كان موضوع التسبقة هو النقــود )2( ،فــإن موضــوع تســهيالت الــدفع هــو
النقود االئتمانية ،وذلك استجابة لطبيعة االئتمان كما أن تقنية التمتع بتسهيالت الدفع تختلف فهي ال تعتمــد
على تسليم العميل مبلغا معينا من المال بل تتم عن طريق خالص أوراق تجاريــة ســحبها العميــل ووقعت
مطالبته بها بينما يكون حسابه خاليا من الرصيد أو كان الرصيد ناقصا فيقــوم الصــير في بــالخالص على
أن يســترجع ذلــك المبلــغ في أقــرب اآلجــال ،فالموضــوع إذن هــو النقــود االئتمانيــة وهــو مــا يفرقهــا عن
اإلقراض النقدي فتسهيالت الدفع تتجسم في دين يقيد ( )3الريتانيا بالحسابية .
عقد من جانب واحد 1إن اإلقراض النقدي أو التسبقة ال ينشي في مرحلة التنفيذ التزامــا في جــانب 1.1
الصيرفي فااللتزام محمول على عاتق المقترض ويتمثل في إرجاع المبلغ المتحصل عليه إضــافة إلى
القوائد المستحقة
- )1( .إدوار عيد و العقود التجارية وعمليات المصارف» ،مطبعة النجوى ،بيروت ،1968 ،ص Ripert (G) et -)2( .556
Roblot (R), "Traité élémentaire de droit com.", T.2, Edition L.G.D.J., Paris, 1982, p. 347: "L'avance de
fonds est un contrat de prêt d'argent". (3)- Letartre, op. cit., p. 141: "Pour la F.C., cette remise se
) - traduit par un débit en compte, elle a donc pour objet de la monnaie scripturale". (4هو عقد من جانب
واحد من حيث أثار العقد.
فالصيرفي وهو أحد طرفي العقد قد نّفذ التزامه في مرحلة تكوين العقد .عندما مكن المقترض من المبلغ
المتفق عليه وفي ذلك الوقت تكون العقد وحتى إن لم يتم تسليم المبلغ فورا فهو حسب القانون العام يدخل
في ملك المقترض من وقت تمام العقد .كما جاء في الفصل 1086م .إ.ع...
وتسهيالت الدفع من حيث أثارها وعلى غرار اإلقراض النقدي تنشىء التزاما في جانب العميل المستفيد
الذي عليه إرجاع المبلغ الذي تمّت ع به وما يتطلبه من فوائد أو عمولة
وهي الدفع ال تظهر في الواقع إال إذا قام الصيرفي بمنحها أي إذا جعل حساب عميلة مدينا بذلك المبلغ
وبالنظر إلى اآلثار يكون االلتزام على عاتق العميل وحده الذي عليه إرجاع ذلك المبلغ في وقت وجيز
جدا بأعتبار أن تسهيالت الدفع إئتمان قصير المدى ال تتجاوز مدته بضعة أيام .فمن حيث اآلثار تتشابه
تسهيالت الدفع مع التسبقة باعتبارها التزاما من جانب واحد وهو جانب العميل ،فمن هذه الناحية ال
تعترض عملية التشبيه أية صعوبة .لكن ماذا لو نظرنا إلى محتوى العقد ؟
إن وجود عقد عيني يعني االتفاق بين الطرفين على أهم النقاط وبالنسبة لمسألة االئتمان فإن أهم شيء
هو المبلغ والمدة أي تحديد التزامات الطرفين من حيث موضوع العقد أي المبلغ الذي سيتم إقراضه
العميل والفترة التي سينتفع بها قبل إرجاع المبلغ المقترض
وتكمن بساطة التسبقة هنا حيث يتم االتفاق على المقدار وعلى المدة .فهل تتوفر هذه العناصر بالنسبة
لتسهيالت الدفع ؟
-مبلغ االعتماد :اإلقراض النقدي هو عقد عيني يحدد فيه المبلغ مسبقا بأعتبار أن هذا العقد ال 1.2
يتكون إال من وقت االتفاق على عناصره ووضع المبلغ على ذمة المقترض بتسليمه إياه كامال
وبصفة نهائية .وقد نص المشرع التونسي بالنسبة السلفات الموثوفة بسندات على أن يتم تحديد مبلغ
االعتماد الممنوح بالكتب الذي يعتبر شرطا لصحة العقد.
أما بالنسبة لتسهيالت الدفع فإن األمر يختلف ذلك أن هذه الخدمة التي يسديها الصيرفي لحريفه ال تنبني
في أغلب األحيان على اتفاق سابق وحتى إن تم ذلك فهو مجرد اتفاق شفاهي ال يحدد المبلغ الذي يتمتع
به العميل .فالبنك سيقوم بخالص الشيك أو الورقة التجارية التي ستعرض عليه ومبلغ التسهيالت هو ذلك
المكشوف الذي يظهر بهذه المناسبة .ويمكن القول أن ذلك هو المبلغ الكامل ألن موافقة الصيرفي على
خالص شيك مثال تعطى لعملية وحيدة .
والعميل بعد تمتعه بهذه التسهيالت أو بهذه المجاملة من البنك عليه المبادرة بإرجاع ذلك المبلغ في أقرب
اآلجال وال ينتظر منه إعادة الكرة وإن حصل فذلك يدخل في صلب عملية أخرى ثانية ومستقلة عن
األولى ،فالعميل يمكن أن يتمتع بتسهيالت أخرى تبعا إلرادة وتقدير الصيرفي لمدى استحقاق العميل
ومدى ثقته في شخصه وفي أمكانياته المادية .إال أن هناك صورة ال يجب تجاهلها وهي التي يتم فيها
االتفاق على مبلغ معين ال يجب تجاوزه أي أن يتم رسم حدود االتفاق من حيث المبلغ وعندها يقوم
الصيرفي قلت يا بخالص الشيكات التي تقدم إليه حتى وإن تعددت ما لم يقع تجاوز ذلك المبلغ وطبعا ما
دام الصيرفي مستعد لذلك .والنزاع الموجود بين الطرفين يرجع مسألة تحديد مبلغ التسهيالت إلى
القاضي ،وفي هذه الصورة مثال يمكن القول أن مبلغ تسهيالت الدفع يقاس بحدود التغطية التي قام بها
الصيرفي وقيدت بديون العميل.
فالتحديد هنا الحقا وليس سابقا وكل خالص من البنك يمثل عقدا في حّد ذاته له مبلغ محّد د وفي المقابل
يبقى غير محدد
2.2مدة االعتماد إن كل قرض يمكن أن يكون لمدة محدودة أو غير محدودة بأجل .والمشرع التونسي لم
يشترط تحديد المدة ال بالنسبة للسلفات الموثوقة سندات وال بالنسبة لعارية االستهالك أي أن تحديد المدة
يخضع إلرادة األطراف سواء بالنسبة للقرض الذي يمنحه الصيارفة أو القرض حسب القانون العام .فإذا
لم يتم االتفاق على أجل معين إلرجاع المبلغ والفوائد يبقى االلتزام مفتوحا وبالتالي سيخضع للقواعد
العامة المنظمة للعقد الغير محدود بأجل فيما يتعّلق طبعا بالتزامات المقترض فقط ألن المقرض قد نفذ
التزامه منذ البداية .وبالرجوع إلى القواعد العامة يكون على الصيرفي إرسال تنبيه إلى عميله يحدد له
فيه أجال للخالص إال أن هذا األمر صعب الحصول فغالبا ما يتفق األطراف على مدة العقد خاصة إذا
تعلق األمر بالتسبقة التي تتجسم بساطتها في االتفاق على المبلغ وعلى المدة.
ومهما كانت صورة اإلقراض محدد المدة أو غير محدد المدة فإن اعتباره من القروض القصيرة األمد
يعني منطقيًا أن المدة ال تتعدى السنتين .وبالنسبة لتسهيالت الدفع فهي دائما غير محدودة المدة وذلك
نتيجة للطبيعة القانونية لهذا االئتمان ،لكن يمكن القول أن هذه المدة مفترضة بأعتبار أن التسهيالت من
االعتمادات القصيرة األمد فيكون على العميل إرجاع المبلغ الذي تمتع به في أقصر مدة ممكنة
.ففي تسهيالت الدفع ال وجود لتاريخ معّين إلرجاع المبلغ ولكن طبيعة هذا اإلئتمان المحدد حسب
الممارسة البنكية يفرض الخالص السريع والصيرفي يمكنه غلق الحساب وفرض الخالص في أي وقت
يريد وخاصة إذا لم يتحصل على المبلغ الذي كان من المنتظر أن يدخل في حساب العميل والذي على
أساسه متعه بتسهيالت الدفع .
ومجاملة الصيرفي العمليه وتمتيعه بتسهيالت قد تتكرر مما يجعله يسحب شيكا معتقدا أن البنك سيواصل
التغطية وأن ذلك أصبح حقا مكتسبا وهنا تكمن الخطورة ألن الصيرفي غير مسؤول عما أعتقده عميله
وخاصة في صورة عدم اعتبار التسهيالت ملزمة الصيرفي
ومهما كان التشابه فإن تسهيالت الدفع ال يمكن اعتبارها تسبقة وهذا األمر واضح بالنسبة لفقه القضاء
والفقه ،وتبقى الصعوبة قائمة بالنسبة للتطبيقات المصرفية فغالبا ما يختلط األمر بين االئتمانات التي
تنتمي لهذه التطبيقات حيث يقع الخلط بين تسهيالت الدفع والمكشوفات بالحساب
,)1( .فبرى الفقيه Boudotأن تسهيالت الدفع والمكشوفات بالحساب ينتميان لنفس الفئـة وهي التسـبقة
في الحساب الجاري »Les avances en comptes courantأو كما يحبذ هذا الفقيه القروض التي
تمنحها صناديق المصارف .»Les credits par caisseويعتبر Shlogelأن هذا النوع من االئتمانات
هو من أبسط التقنيات التي تستعملها البنوك وتقتضي المكشوفات بالحســاب وجــود حســاب جــاري ،فمــاذا
عن تسهيالت الدفع هل تفترض هي أيضا وجود حساب جاري ؟ قبل التطـرق إلى هـذه المسـألة :التميـيز
بين المكشوفات بالحساب وتسهيالت الدفع من حيث محتوى االئتمان
- 1 .من حيث المحتوى :تختلف المكشوفات بالحساب وتسهيالت الدفع من حيث محتوى االئتمان على
مستوى الموضوع وعلى مستوى المدة
– 1.1 .الشيء على مستوى الموضوع :إن المكشــوفات بالحســاب ليســت ضــرورية لحيــاة المؤسســة
ولكنها تمكنها من حياة أفضل فهي تعتبر مكملة لوسائل التمويل وهو نفس بالنســبة لتســهيالت الــدفع الــتي
تــرمي المؤسســة من ورائهــا إلى تجــاوز التــأخير الحاصــل في الميزانيــة فهي تبحث أساســا عن تغطيــة
األحداث التي قد تحصل من جراء عدم عناية أحد الحرفاء أو تأخر حمل البريــد أو تنــازع حــول تســلم أو
قبول كمبيالة .ولكن في المقابل تمثــل التســهيالت خطــرا أكيــدا إذا مــا أعتبرهــا المنتفــع بهــا من العناصــر
األساسية للخزينة (
فالمكشوفات بالحساب ،هي ما يسمى عند االنجليز »Over draftوتعني أن يسمح للحريف بسحب مبلغ
يفوق ما هو موجود بحسابه فالصيرفي يتفق مع عميله على أن يجعل حسابه مدينا إلى حد معين وهــو مــا
يختلف عن تسهيالت الدفع التي من المفـروض أن ال يقـع اتفـاق بشـأنها وحـتى إن وجـد فهـو يشـمل تلـك
العملية فقط
فإذا كانت المكشوفات بالحساب تفترض وجود اتفاق بين الطرفين فإن تســهيالت الــدفع تمنح غالبــا بصــفة
تلقائية من الصيرفي دون طلب مسبق من العميل وذلك رغبة منه في خدمة حريفه الذي يتمتع بثقة كبــيرة
لديه .
فالمكشوفات بالحساب تعتبر مكملة لوسائل التمويل التي قد تكون غير كافية والدافع وراء طلب مكشوفات
بالحساب عديدة مثل تسوية دين شراء بضاعة أو تنفيذ خالص مهم.
أما تسهيالت الدفع فهي تهدف باألساس إلى تجاوز بعض الفترات الحرجة التي يمر بها العميل والناتجة
عن تأخير دخول أموال في حسابه وخاصة في نهاية الشهر يواجه عدة مصاريف
21 .على مستوى المدة :قد يتفق الطرفان بمناسة المكشوفات بالحساب على المدة مثلما هو الحال
بالنسبة للمبلغ وهذا على خالف تسهيالت الدفع لكن في كلتا الحالتين فإن المدة محددة بالرجوع إلى انتماء
النوعين إلى االعتمادات القصيرة األمد .فاالختالف الكامن بين المكشوفات بالحساب وتسهيالت الدفع
يتمثل في طول المدة التي يكون فيها حساب العميل مدينا ،وتعتبر تسهيالت الدفع أقصر مدة من
المكشوفات التي تتراوح مدتها بين خمسة عشر يوما وبعض األشهر بينما ال تتجاوز تسهيالت الدفع
الثالثة أسابيع ،وهناك من عرف تسهيالت الدفع بأّن ها المكشوفات بالحساب العابرة أما المكشوفات
بالحساب فهي دائمة وهي تعبر عن نقص متواصل في األموال .وتختلف تسهيالت الدفع عن المكشوفات
بالحساب من حيث الموضوع ومن حيث المدة فهل تشتركان في ضرورة االقتران بحساب جاري خاصة
وأنهما ينتميان للتسبقة في الحساب الجاري.
-من حيث ضرورة الحساب الجاري :إن كانت المكشوفات بالحساب تفترض وجود حساب جاري 2
بين الصيرفي والعميل ،فهل ينطبق هذا على تسهيالت الدفع؟
بالنسبة لتسهيالت الدفع ،هناك من ذهب إلى القول بأنها ترتبط بالحساب الجاري وقد جاء على لسان
Letarteأن تسهيالت الدفع تظهر فقط في الحساب الجاري يسمح الصيرفي بالتدخل بسرعة وهو ما
تتطلبه تسهيالت الدفع التي ترمي إلى تغطية فورية يحتاجها العميل بصورة فجئية وغير متوقعة وحسب
Letarterفإن الحساب الجاري ال يفترض التناوب بين الطرفين أي أن الحساب يمكن أن يكون جاريا
بدون أن يصبح أحد الطرفين مدينا .وهذا ال يتماشى مع القانون التونسي الذي يشترط التبادل والتناوب
في العمليات أي أن كل من الصيرفي والحريف يجب أن يكون تارة دائنا وتارة مدينا،
.وهذا يدفعنا إلى التمييز بين الحساب الجاري المكشوف من طرف واحد والحساب الجاري المكشوف
من الطرفين بحيث نستنتج أن الحساب الجاري المنظم بالفصول 728وما بعدها من م.ت .هو الحساب
الجاري المكشوف من الطرفين.
أما المكشوفات بالحساب التي يمّت ع بها الصيرفي عميله فهي مستقلة عن الحساب الجاري الذي يفــترض
أن يكون الصيرفي بالتناوب مع العميل دائنا ومدينا ..
ويمكن القول أن المكشوفات بالحساب هي إحــدى أوجــه الحســاب الجــاري وهــو جــانب الصــيرفي وكي
يكون الحساب جاريا يجب أن تكون المدفوعات متبادلة ومتشابكة.
فالحساب الجــاري ليس اعتمــادا يمنح بصــفة مســتقلة للعميــل بــل هــو اتفــاق بين الطــرفين على معاملــة
مسترسلة بينهما تضم العمليات التي تربطهم ببعضهم على أن تكون غير قابلة للتفكيــك الــديون المترتبــة
لكليهما وأن ال تكون التسوية فردية بل تسوية نهائية واحدة عند غلق الحساب وذلك تطبيقــا لمبــدأ :عــدم
التجزئة
وتسهيالت الدفع غير مرتبطة بالحساب الجاري ألنه قد يقع تمتيع عميـل بهـا دون أن يربطـه بالصـبر في
حساب جاري كما أن تسهيالت الدفع أساسها مجاملة الصيرفي لحريقــه بخالص بعض األوراق التجاريــة
دون ضرورة وجــود اتفــاق إلى جــانب هــذا فــإن تســهيالت الــدفع هي «اعتمــاد» قصــير المــدى يفــترض
إرجاعه في أجل قصير جدا وكل عمليــة خالص قــام بهــا الصــيرفي على أســاس التســهيالت يمكنــه طلب
خالصها متى أراد ذلك بينما إذا كانت التسهيالت مرتبطة بالحساب الجاري فال يمكن ذلك ألن التسوية ال
تكون إال عند غلق الحساب الجاري وال مجال للتسوية الفردية.
أنظر . Lesartreالمرجع السابق ،ص 162وما بعدها Escara - .المرجع السابق ،ص Roblot Ripert 275المرجع السابق،
ص - )2( 313علي البــارودي ،العقــود التجاريــة وعمليــات البنــوك التجاريــة ،منشــأة المعــارف ،االســكندرية ص- )3( 303 .
Roblot Ripertالمرجع السابق ،ص - 318علي البارودي ،المرجــع الســابق ،ص Enorm 338 + 326و Raultالمرجــع
السابق ،ص 312وما بعدها.
نالحظ أن مشروع القانون قد فضل التطرق إلى مسالة كيفية القيام بالتنبيه ما لم يدل بما يثبت التنبيه على
الساحب ،وبقراءة عكسية يمكن القول أن كيفية التنبيه من حيث آثارها ،فجاء به أن مسؤولية الصيرفي
عن الرجوع في تسيهالت الدفع تقوم قتضي ترك أثر يسمح بإثباته األمر الذي يستبعد التنبيه الشفاهي
همن مصلحة البنك قيامه بالتنبيه بطريقة تترك أثرا كتابًيا ،وهذا ما نص عليه الفصل 705م.ت.
صراحة فيما يتعلق بفتح االعتماد حيث اشترط وقوع التنبيه بواسطة مكتوب مضمون الوصول» .وقد
أضاف منشور 1978اإلعالم بالتبليغ وذلك باشتراط وقوع التنبيه بواسطة مكتوب مضمون الوصول
مع اإلعالم بالتبليغ ،في حين جاء بمنشور 1979أن حجة إرسال المكتوب تستقيم باإلدالء بقسيمة
اإليداع البريدي إليه محكمة االستئناف الفرنسية ()1
فالتنبيه يجب أن يتم بكيفية تسمح بإثباته أي أن يكون شكليا وهذا ما ذهبت التي نصت على أن التنبيه
يجب أن يكون كتابًيا وأن يتضمن أجال قبل قطع االعتماد وأنه ال يؤخذ بعين االعتبار التنبيه عن طريق (
)2الهاتف.
كما يرى Martinضرورة إعالم الحريف كتابيا بعدم مواصلة التسهيالت لكن اشتراط شكلية التنبيه لم
يخل من االنتقاد .فاعتبر أن اشتراط تنبيه شكلي ينم عن عدم واقعية من المشرع ،وأن التنبيه في الواقع
يتم بصفة غير شكلية عن طريق مالحظات البنك وإنذاراته للحريف أو تقليصه للمكشوفات.
فالتنبيه ال يتالءم مع مؤسسة اإلعتماد والنصوص القانونية ال يمكنها فرض عادة تخالف المهنة.
( )3من الواضح أن هذا الرأي فيه مراعاة للممارسات البنكية والمصالح المؤسسات المصرفية أكثر من
النصوص القانونية وحقوق الحريف وخاصة ساحب الشبكات رغم أن اإليجابيات التي يوّفرها التنبيه
يمكن القول أنها تفوق سلبياته ،وأن التشريعية وضعت لتطبق ولتنظم بعض الميادين وميدان البنوك لن
يخالف هذه القاعدة بأن يفرض طريقة ممارسة المهنة ويجعلها تفوق النص القانوني النصوص
فعدم احترام إجراء التنبيه يجعل الرجوع في تسهيالت الدفع ،غير قانوني مما يؤسس مسؤولية الصيرفي
لكن هذه المسؤولية ال تقتصر على عدم احترام االلتزام الذي ينص عليه القانون والمتمثل في وجوب
التنبيه ،إذ يمكن قيام مسؤولية الصيرفي حتى في صورة عدم اعتبار تسهيالت الدفع التزاما كامال
فالمسؤولية مرتبطة بالرجوع ر القانوني في تسهيالت الدفع الذي ينتج آثاره مهما كان أساسه القانوني
(C. App. d'Aix en provence 31/3/1978, R.T.D. Com. 1978, Cabrillac et R. Lange, p. 150; R. IPS com. -)1
) - 1979, Derrida, N 866. (2)- Lucien Martin, Rev. banque, Fev. 1984, p. 247. (3بالسرور ،المرجع السابق ،ص
55و 58
مبحث ثاني آثار الرجوع غير القانوني في تسهيالت الدفع
إن مسؤولية الصيرفي هي من اآلثار التي ينتجها الرجوع غير القانوني في االعتمادات ويتطلب قيام
مسؤولية الصيرفي عن رفض خالص الشيكات إثبات وجود سهيالت الدفع من ناحية والرجوع فيها
بصفة غير شرعية من ناحية أخرى
.فالرجوع غير القانوني ال يرتبط فقط بتسهيالت الدفع كالتزام كامل على عائق الصيرفي ،بل حتى في
ظل النظرية المكرسة لحرية البنك في الرجوع وعدم تجديد تسهيالت الدفع يمكن قيام مسؤولية الصيرفي
إذا تعسف في استعمال حق الرجوع )فقرة أولى) .أما في صورة اعتبار تسهيالت الدفع ملزمة فإن
المسؤولية هنا أساسها عدم احترام الصيرفي لاللتزام المحمول عليه (فقرة ثانية
فقرة أولى -الرجوع التعسفي في تسهيالت الدفع :إذا أعتبرنا أن حرية الصيرفي في الرجوع في منح
تسهيالت الدفع أمر مفروغ منه فإن التطبيق المطلق لهذه الحرية قد يكون سببا في قيام مسؤليته.
فالرجوع في حد ذاته ليس خطأ ولكن الطريقة التي ينّفذ بها هي ا التي تتسبب في قيام المسؤولية .ربنا
تدخلت نظرية التعسف في استعمال الحق للحّد من القرارات التعسفية للصيارفة بايقاف خدماتهم التي ـ
تعودوا تقديمها لحرفائهم
فنظرية التعسف في استعمال الحق تحمى العميل وتحافظ في نفس الوقت العميل دون تجريد كما يقول
Stouffletتحمي على حق وحرية الصيرفي فهي :الصيرفي من سالحه».
(."Stoufflet et Gavalda, J.C.P. 1978, "Elle protège le client sans désarmer le banquier -)1( )1
عدم احترام االلتزام الصرفي :إن اعتبار تسهيالت الدفع ملزمة ،يحمل الصيرفي على احترام االلتزام
الصرفي المتمثل في خالص الشيكات المسحوبة على التسهيالت التي عول عليها الساحب ،والصيرفي
الذي يرفض أداء شيك عول ساحبه على تسهيالت دفع يعرض ضه العقوبات جزائية وذلك حسب
مشروع القانون الجديد
وباإلضافة إلى المسؤولية الجزائية ،فإّن إلحاق الضرر نتيجة هذا الرفض يلزم الصيرفي بتعويض هذا
الضرر .فالبنك الذي يرفض تنفيذ االلتزام الصرفي يعرض نفسه للمسؤولية المدنية كذلك لعقوبات جزائية
أ -المسؤولية المدنية :إن كل شخص يتسبب في مضّر ة غيره عمدا أو خطأ عليه جبر ذلك الضرر.
الفصل 82و 83م.إ.ع يمثالن أساس المسؤولية المدنية في القانون العام وهذا الضرر كما جاء بهذين
الفصلين قد يكون حسّي ًا أو معنوًيا وهو في الحالتين يستوجب التعويض كلما توفرت أركان هذه
المسؤولية)( .
-الضرر الحاصل نتيجة الرجوع في التسهيالت هو نفسه سواء كان الرجوع مبنيا على تعسف من الصيرفي أو على عدم احترام
االلتزام الصرفي .وسنتعرض له بأكثر تفصيل عند الحديث عن المسؤولية المدنية للصيرفي - )2( .الملحق عد 1
والقانون العام يقع اإللتجاء إليه في صورة عدم توفر نص خاص .فعلى أي انساس يقع طلب تعويض
الضرر الحاصل نتيجة الرجوع غير القانوني في تسهيالت الدفع .إن مشروع القانون لم ينص على
مسؤولية الصيرفي المدنية وربما يفسر هذا بوجود فصل بالمجلة التجارية ينظم المسؤولية منذ قانون 11
أوت 1985وهو الفصل 410مكرر الذي جاء به أن كل مصرف توفر عنده الرصيد ولم تحصل لديه
أية معارضة فيه يرفض دفع شيك مسحوب عليه سحبا صحيحا يكون مسؤوال للساحب يقوم الضرر
الناجم عن عدم تنفيذ أمره بالدفع وعما لحقه في سمعته .هذا النص يمكن سحبه على رفض خالص الشيك
الذي عول ساحبه على تسهيالت الدفع خاصة بالربط مع مشروع القانون الجديد الذي يؤسس التزام
الصيرفي تجاه حريفه كلما تعود منحه تسهيالت الدفع فالفصل 410مكرر م ت يمكن أن ينطبق في نفس
الوقت على فتح االعتماد وكذلك تسهيالت الدفع إذا ما اعتبرت التزاما على عاتق الصيرفي كما جاء
بمشروع القانون .ونالحظ أن هذا الفصل يهم الساحب فقط أما الغير فيمكنه طلب تعويض األضرار التي
لحقته بالرجوع إلى القانون العام .لكن مهما كان األساس القانوني لدعوى التعويض فأركان المسؤولية
المدنية هي نفسها وتتمثل في الخطأ والضرر والعالقة السببية بينهما .فإلى جانب الخطأ المتمثل في
الرجوع غير القانوني في تسهيالت الدفع يكون على المدعي إثبات الضرر ( )1والعالقة المباشرة بين
الضرر والخطأ
إن اآلثار السلبية للرجوع غير القانوني في تسهيالت الدفع يمكن أن تمس الحريف ساحب الشيك الذي لم
يقع خالصه أو الغير الذي له عالقة مع الحريف وليس مع الصيرفي
إن المتضرر مباشرة من الرجوع في تسهيالت الدفع هو الحريف الذي ربطه عالقة قانونية بالصيرفي
أساسها األول فتح الحساب والحريف المتعود على االستفادة من تسهيالت الدفع قد يكون شخصا طبيعيا
أو معنويًا.
ففيما يتمثل الضرر الذي يلحق الحريف من جراء عدم خالص شيك سحبه على أساس التسهيالت التي
تعود التمتع بها ؟ بالرجوع إلى الفصل 410مكّر ر .م.ت .يكون المصرف «مسؤوال للساحب يفرم
الضرر الناجم عن عدم تنفيذ أمر بالدفع وعما لحقه في سمعته ،أي أن الضرر يستوجب التعويض سواء
كان مادًيا أو معنويًا
.ويتمثل الضرر المادي في المبالغ التي يجب على الساحب توفيرها بتسوية وضعيته إذا رفض البنك
خالص الشيك وإال يجد نفسه في مواجهة لجريمة إصدار شيك بدون رصيد .وتتعّلق هذه المبالغ بالخطّية
التي يجب عليه دفعها لتوسية وضعيته أما إذا لم يستطع الساحب توفير الرصيد الكامل خاصة وأّن ه كان
يعول على تسهيالت البنك ،فإنه سيكون عرضة للتتبعات الجزائية وللوقوف أمام القضاء حيث تكون
طريقته الوحيدة للتقصي من هذه الجريمة هو إثباته اللتزام الصيرفي الذي يمثل مصدرا الرصيد مما
ينتفي معه الكن المادي للجريمة .حلة أمواله بصلة (1
وال شك في فداحة الضرر الذي يلحق الحريف ساحب الشيك فإضافة إلى الضارة المادية وخاصة في
ظل قانون يفرض دفع خطية للقيام بالتسوية ،هناك تهديد بالسجن ما لم يتمكن من توفير المبالغ المطلوبة
منه ،أو من إثبات توفر الرصيد أمام المحكمة.
وإذا كان هذا الحريف الذي يطالب بالتعويض ،شخصا اعتبارًيا ،فإن الخسارة المالية تتحملها المؤسسة
في حين تهدد العقوبة البدنية التي تستوجها جريمة إصدار شيك بدون رصيد الشخص الطبيعي الذي كان
مكلفا بإصدار الشيكات عن طريق التمثيل أو التوكيل
)1( .أما الضرر المعنوي فيتمثل فيما يلحق الساحب في سمعته ،وخاصة إذا كان تاجرا ،إذ يتسبب
الصيرفي في إدخال اإلرتباك على نشاطه التجاري بحيث يتاثر مجال نشاطه ورقم معامالته في حين أن
رأس مال التاجر الحقيقي يتمثل في سمعته وثقة حرفائه فيه .فبامكان الحريف الساحب المطالبة بغرم
الضرر الناتج عن خسارة أحد الحرفاء وبالتالي تفويت الربح عليه ولكن بشرط اثبات أن خطأ البنك هو
السبب في ذلك1 .
0فأقصى ما يمكن أن يحدث الحريف إلى جانب مواجهته لجريمة إصدار شيك بدون رصيد أو دفعه
لمبالغ الخاصّية هو إضطراره إلى إيداع الحساب وتصفية أمواله بصفة إختيارية أو بسبب توقفه عن
الدفع ،وفي هذا ضرر مادي ومعنوي .خاصة إذا وصل األمر إلى اإلفالس الذي يفقد معه الساحب
أهليته .هذه األضرار التي قد يتسبب فيها الصيرفي ال تتوقف عند الحريف بل تتعداه إلى ( )2الختامي
التي الغير– )1( .
-الضرر الحاصل للغير :إن المقصود بالغير ،هنا هو الشخص الذي ال تربطه عالقة مباشرة 2.1
الصيرفي ولكنه على عالقة مع حريفه
وبغض النظر عن الساحب ،فإن المتضرر األول من إرجاع الشيك بدون خالص هو حامله ويتفاقم
ضرره إذا لم يتمكن الساحب من الخالص ،فيكون بذلك من دائتي الحريف وإلى جانب حامل الشيك ،فإن
الضرر يلحق أيضا حرفاء وممولي الحريف الذي تعود التمتع بتسهيالت البنك ،وذلك نتيجة لفقدانهم
مصدرا من مصادر ريتهم ،وكذلك عملة وموظفي المؤسسة بسبب فقدانهم لمواطن شغلهم إذا ما أغلقت
هذه المؤسسة أبوابها إما اختياريا أو نتيجة اإلفالس
وتوّفر ركن الضرر ال يكفي بل يجب أن تتوّفر أيضا العالقة المباشرة مع طأ الصيرفي وبالتحديد مع
رجوعه غير القانوني في تسهيالت الدفع .األولى – 2
إثبات العالقة السببية :إن العالقة المباشرة بين الخطأ والضرر إلى جانب كونها ركنا من أركان
المسؤولية المدنية ،فهي تساعد أيضا القاضي على تقدير التعويض ،الذي يعتمد فيه على الفصل 107
م.إ.ع الذي ينص على أن الخسارة تشمل ما تلف حقيقة وما صرفه ....واألرباح المعتادة التي حرم
منها ......لكن المهم في عملية التقدير هو معرفة ما إذا كان خطأ الصيرفي هو السبب الوحيد للضرر أم
ال قيام أمي حسب الفصل 108م.إ .إذا حدث ضرر من أشخاص متعددين معا فعليهم ضمانه بالخيار».
فإذا ثبت وجود أسباب أخرى فإن الصيرفي ال يتحمل إال جزء من التعويض.
فالضرر الذي يحصل للحريف ليس دائما نتيجة لعدم تجديد تسهيالت الدفع نقط وإنما ألسباب متعددة ()1
فاإلهمال وعدم الكفاءة وعدم القدرة على التسيير من األسباب التي تلحق بالعميل الخسارة
لكن إلى جانب األسباب التي تتصل بالصيرفي أو بالعميل ،هناك أساب خارجية مثل الظروف اإلقتصادية
العامة .ففى كل هذه الحاالت ال يتسبب رجوع التعجيل في حدوثه وهنا تظهر مهمة القاضي الذي يتولى
تقدير الجزء من الضرر الصيرفي في تسهيالت الدفع في كل ما لحق من أضرار وإنما في تشديد الضرر
أو ( )1الذي تسبب فيه الصيرفي ()2
وفي هذا اإلطار يتنزل القرار اإلستئنافي الفرنسي الذي أقر مسؤولية الصيرفي الذي تسبب في إيداع
العميل للحساب الختامي وفقدانه لفرصة إيجاد الدعم المالي لمواصلة نشاطه وقد رأت المحكمة أنه بسبب
الوضعية المالية للمؤسسة لم تكن هذه الفرصة مضمونة كليا وهو ما يقلص من الضرر الذي تسبب فيه
الصيرفي مما استوجب عدم تحميله كل ما انجر عن إيداع الحساب الختامي وأعتبرت أن هشاشة
الوضعية المالية للمؤسسة العميلة ساهمت في وقوع الضرر الحاصل لها ولذلك حكم بالتخفيض في مبلغ
التعويض المحكوم به في الدرجة األولى
.والتعويض تقع المطالبة به من طرف المتضرر لكن ماذا لو تعدد المتضررون هل يتولى كل فرد القيام
بدعوى منفردة ؟ ففيما يتعّلق بدائني العميل تطرح مسألة دقيقة تتمثل في معرفة ما إذا كان القيام بالدعوى
من إختصاص أمين الفلسة أم ال ؟
الصيرفي لقد كان فقه القضاء الفرنسي يرفض قيام أمين الفلسة بدعوى التعويض ضد ألن هذا األخير
ينتمي إلى جماعة الدائنين لكن منذ 1976أقرت محكمة التعقيب في قرارها الشهير " "LAROCHEمبدأ
سلطة أمين الفلسة في القيام بدعوى التعويض ضد كل شخص ينتمي إلى جماعة الدائنين تسبب في
تقليص ما للشخص وزيادة ما عليه .ويعتبر هذا الحّل عادال وهو يضع حدا لتفصي البنوك من الرابطة
بين هذا الضرر وخطأ الصيرفي المتمثل في الرجوع غير القانوني في تسهيالت المسؤولية ،فكلما تمكن
المدعى من إثبات الضرر الحاصل له ومن العالقة المباشرة الدفع إال وأقرت المحكمة مسؤوليته في غرم
ما تسبب فيه من أضرار مادية ومعنوية.
فعدم احترام الصيرفي لاللتزام الصرفي يعرضه لتحمل المسؤولية المدنية ولكن ذلك ال يكفي لردع
المؤسسات المصرفية وحملها على عدم رفض خالص الشيكات ما لم يقع الرجوع في تسهيالت الدفع
بصفة قانونية ،وهو ما جعل مشروع القانون الجديد يقترح العقوبات الجزائية
.ب -المسؤولية الجزائية :لقد كرس القانون عدد 82لسنة 1985أثناء تنقيحه للفصل 411م.ت.
جريمة جديدة ،وهي جريمة «رجوع المصرف في اعتماد عّو ل صاحبه على وجوده وسحب على ()2
أساسه شيكا ...فالصيرفي الذي يرجع في اعتماد فتحه لحريفه دون احترام ما نص عليه كل من الفصل
705والفصل 706م.ت .يعرض نفسه لعقوبات جزائية .وقد اقترح مشروع القانون الجديد سحب هذه
الجريمة على الصيرفي الذي برجع في تسهيالت الدفع دون إثبات قيامه بالتنبيه على الساحب فتسهيالت
الدفع لن تصبح ملزمة فقط وإّن ما تعرض الصيرفي للمسؤولية الجزائية ما لم يحترم شروط الرجوع ،أما
قيام الصيرفي بالتنبيه على حريفه الساحب برجوعه في تسهيالت الدفع فال يعّر ضه للمؤاخذة الجزائية
وكذلك األمر بالنسبة للرجوع في فتح االعتماد وفق مقتضيات الفصلين 705و . 706م.ت)1( .
-بالسرور ،المرجع السابق ص - )2( .67أنظر الطيب اللومي ،الوسيط في األوراق التجارية .المرجع السابق ،ص 448
وفي صورة إدانة الصيرفي ،فإن العقاب الذي يسّلط عليه يتمثل في خطية ( )1داري مبلغ الشيك أو باقيه
على أن ال تتجاوز الثالثة آالف دينار ......فالمشرع اختار العقوية المالية نظرا لعدم امكانية تسليط
العقاب البدني على ن االعتبارية علما وأن الشيك ال يسحب إال على الذوات المعنوية
( )2ويرى االستاذ الطيب اللومي أن المحاكم يمكنها تسليط العقوبات التشيلية التي تتماشى مع الذوات
المعنوية عموما وذلك عمال بمقتضيات الفقرة الناسة من الفصل 411رابعا من المجلة التجارية
.لكن هل كان هذا العقاب المنصوص عليه بالفصل 411م.ت .في فقرته األخيرة كافيا لردع البنوك ؟
يبدو أن مبلغ الخطية ليس مرتفعا لذلك يخير البنك أحيانا الخطبة عوض خالص شيكات للحريف وفي
هذه الصورة يضع الساحب في مواجهة مباشرة مع جريمة إصدار شيك بدون رصيد فيحاول التقصي من
هذه الجريمة متمسكا بتمتعه بتسهيالت بنكية .فهل يمكن لساحب الشيك بدون رصيد تقصي من المسؤولية
الجزائية بناء على تمسكه بوجود تسهيالت من البنك وخاصة إذا تعلق األمر بتسهيالت دفع ؟
الفصل 413م.ت ..الفقرة األخيرة .الطيب اللومي الجديد في أحكام جرائم الشبك المرجع المذكور ص 7
حوصلة الجزء األول
خالص إن تحديد مدى مسؤولية الصيرفي مانح تسيهالت الدفع في صورة رفض ى
الشيك ،اقتضى البحث في مدى وجود تسهيالت الدفع في حد ذاتها والوقوف على طبيعتها
القانونية من خالل توضيح خصائصها وتمييزها عن بقية المؤسسات القريبة منها والتي
تتشابه معها مثل المكشوفات بالحساب ومجرد التسامح .ويعتبر هذا من أصعب األمور
باعتبار أنه غالبا ما يقع رجال القانون وكذلك ممارسو مهنة المصارف في الخلط بين
الممارسات المصرفية بما فيها تسهيالت الدفع من ناحية وبين هذه األخيرة وفتح العتماد من
ناحية أخرى ،حيث يتمسك الحريف عادة بتمتعه بفتح اعتماد نظرا لما يتميز به هذا األخير
من قوة إلزامية منحه إياها القانون هذه المشاكل وإن بدت نظرية نوعا ما ،إال أّن ها تتجسم
في الواقع في مسألة األثبات التي من شأنها أن تساهم في حسم الموضوع بحيث تحدد نوع
االعتماد التمتع به عن طريق الوسائل المتوفرة .ولكن مسألة اإلثبات في هذا اإلطار كان لها
بالغ األهمية حيث وقع الخلط أيضا بين صعوبة اإلثبات ووجود االلتزام في حد ذاته ،إضافة
إلى اإلشكال المتعّلق بوسائل اإلثبات ومدى قبول مبدأ حرية اإلثبات خاصة وأن الصيرفي
له صفة التاجر .إال أن البنك المركزي ساير ما ذهب إليه فقه القضاء الفرنسي في المادة
الجزائية حيث اشترط اإلعالم الكتابي .فنجد أن بعض المصارف قد انصاعت في بعض
الحاالت إلى الكتابة عند منح تسهيالت الدفع إال أن ذلك ال يعدو أن يكون الشاذ الذي ال
يقاس عليه .وإلثبات مسؤولية الصيرفي ال يكفي إثبات التزامه تجاه الحريف بل يجب أيضا
إثبات الرجوع في تسهيالت الدفع بصفة غير قانونية .وهي مسألة لم تعرف أيضا االتفاق
حولها بل إن األمر يختلف حسب الطبيعة القانونية التي يقع إعطاؤها لتسهيالت الدفع
واالتجاه الذي يقع تبّن يه ،فال يمكن الحكم بصفة قطعية في هذه المسألة .وفي غياب التشريع
فإن فقه القضاء نفسه لم يستقر على حال ولكن برز نباران اثنان ،تيار تقليدي متمسك
بالحرية المطلقة للصيرفي في هذه المادة وتيار حديث يرمي إلى الحد من هذه الحرية وإلى
إحداث التوازن بين حقوق كل من الصيرفي والحريف ،عن طريق اشتراط قيام الصيرفي
بالتنبيه وهو ما تبناه مشروع القانون الجديد الذي أشار من ناحية إلى بعض خاصيات
تسهيالت الدفع أو باألحرى المعايير التي يمكن عن طريقها تكييف الوضعية بأنها تسيهالت
دفع ملزمة للصيرفي ومن ناحية أخرى أوجب التنبيه قبل الرجوع فيها .وفي الصورة التي
يعترف فيها بضرورة التنبيه فاّن :عدم القيام به يعني مسؤولية الصيرفي تجاه الحريف
وتجاه الغير وهي مسؤولية مدنية وكذلك جزائية حسبما جاء بمشروع القانون .أما بالنسبة
للصورة التي ال تعترف إال بحرية الصيرفي فان الحد الوحيد والحالة الوحيدة إلقرار
مسؤولية الصيرفي هو تعسفه في استعمال حقه في الرجوع