You are on page 1of 13

‫مقدمة‪:‬‬

‫يتم اللج وء إلى االق تراض لمواجه ة التع ثر الم الي أو إع ادة الهيكل ة‪ ،‬أو االس تعانة ب األموال المقترض ة‬
‫للوفاء بديون حل تاريخ استحقاقها‪ ،‬وإ حالل دين القرض طويل األجل محل هذه الديون‪ ،‬ويتجسد الدين‬
‫في ص ورة س ندات مديوني ة‪ ،‬وان األص ول الض امنة لل دين مح ل التوري ق دائًم ا م ا تك ون ذات قيم ة‬
‫مرتفع ة‪ ،‬ل ذلك غالًب ا م ا تك ون حق وق رهن رس مي للمص رف على عق ارات أو منق والت يملكه ا ال راهن‬
‫الذي يدين للمصرف‪ ،‬وتسبق إجراء عملية التوريق خطوات متعددة تنتهي باتفاق المصرف الذي ينشد‬
‫الحصول على سيولة نقدية سريعة لديونه مقابل نقل ملكية األصول‪ ،‬وتتمثل الخطوات التمهيدية لذلك‬
‫في قيام المصرف أو المؤسسة المالية باستطالع رأي عمالئه المدنيين فيما ينوي عمله في شأن توريق‬
‫دي ونهم‪ ،‬وفي حال ة م وافقتهم ف إن على المص رف تنظيم تفاص يل العالق ة الجدي دة بين الم دينين وال دائن‬
‫الجديد‪ ،‬وفي ضوء ما تقدم نطرح هذا اإلشكال‪:‬‬
‫‪...........‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم و أنواع التوريق‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التوريق‬


‫تش ير كلم ة التوري ق أو التس نيد إلى تع ريب لمص طلح اقتص ادي إنكل يزي ‪ Securitization‬ال ذي يع ني‬
‫جعل الديون المؤجلة في ذمة الغير صكوكًا قابلة للتداول في سوق ثانوية‪ ،‬وقد اشتقت هذه التسمية مما‬
‫جاء في قوله تعالى ‪ ... ﴿ :‬فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة ﴾‪ ،‬والورق الدراهم المضروبة من‬
‫الذهب والفضة ويقال رجل واق أي كثير المال وذلك كناية عن النقود ‪ ،‬وان الدائن يصير بالتوريق ذا‬
‫سيولة ورقية بعد أن كان ذا دين مؤجل في ذمة الغير أي انه عملية تحويل طبيعة الورقة من تجارية‬
‫إلى مالي ة أي التحوي ل إلى س ند أذني أو كمبيال ة أو ص ك‪ ،‬ف إذا ك ان عمي ل ألح د المص ارف م دينًا ف إن‬
‫المصرف يستطيع تحويل حقه هذا إلى مؤسسة مالية متخصصة بإصدار سندات طويلة األجل‪ ،‬لبيعها‬
‫للمستثمرين كشركات التأمين وصناديق التقاعد التي تريد استثمار طويل األجل‪ ،‬ومن ثم فإن المحصلة‬
‫بيع هذ السندات لهؤالء المستثمرين‪ ،‬تستخدم في سداد المقابل لما مترتب عليه من دين‪.‬‬

‫وينصرف التوريق أيضًا إلى انه أداة مالية تشير إلى قيام المؤسسة المالية بتجميع مجموعة من الديون‬
‫المتجانس ة والمض مونة كأص ول‪ ،‬ووض عها في ص ورة دين واح د ‪ ،‬ثم عرض ه على الجمه ور من خالل‬
‫مؤسس ة متخصص ة لالكتت اب في ش كل أوراق مالي ة تقليًال للمخ اطر وض مانًا للت دفق المس تمر للس يولة‬
‫النقدية للمصرف‪ ،‬وقد القي التوريق قبوًال واسعًا في السوق المالية وقد احد التطورات المالية الدولية‬
‫المعاص رة‪ ،‬وق د حص لت أول عملي ة توري ق في الوالي ات المتح دة األمريكي ة في ع ام ‪ 1970‬من الق رن‬
‫العش رين‪ ،‬إذ تم توري ق ع دد من الق روض الس كنية‪ ،‬وق د اقتص رت عملي ة التوري ق على العق ارات‬
‫المرهونة وقروض السيارات والبطاقات االئتمانية‪ ،‬ثم اتسعت لتشمل معظم التدفقات النقدية‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن توريق الموجودات قد يكون أسلوبًا يتمتع بالكفاءة في مجال إعادة توزيع المخاطر‬
‫االئتماني ة إلى المص ارف األخ رى وإ لى المس تثمرين غ ير المص رفيين‪ ،‬في إن مخ اوف لجن ة ب ازل *‬
‫أخذت تتزايد فيما يخص استخدام المصارف لهذه الهياكل التي تهدف إلى تقليل رأس المال المتناسب‬
‫م ع تعرض ها له ذه المخ اطر ل ذلك ق امت بإع داد ورق ة استش ارية تتض من مجموع ة المتطلب ات التش غيلية‬
‫واإلفصاح والحد األدنى لمتطلبات رأس المال‪ ،‬لتحقيق درجة أعلى من التوافق االقتصادي بين معالجة‬

‫‪2‬‬
‫التوريق بحسب المدخل المستند للتصنيف الداخلي واألشكال األخرى للتخفيف من المخاطرة االئتمانية‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫فالتوريق لغة هو إخراج الورق‪ ،‬فنقول ورق الشجر "بتشديد الراء وفتحها " أي أخرج ورقه‪.‬‬

‫أما اصطالحًا فالتوريق هو تحويل القروض وأدوات الديون غير السائلة إلى سندات قابلة للتداول في‬
‫أسواق المال وهي أوراق تس تند إلى ض مانات عيني ة أو مالي ة ذات ت دفقات نقدي ة مرجوة وال تستند إلى‬
‫مجرد القدرة المتوقعة للمدين على السداد من خالل التزامه العام بالوفاء بالدين ‪.‬‬

‫وي رى البعض أن مص طلح التوريق منتقد ألن ه غير جامع وغير م انع‪ ،‬فهو غير جامع يعبر فقط عن‬
‫المرحلة الثانية التي يتم فيها تحويل الحقوق إلى سندات قابلة للتداول‪ ،‬ويغفل المرحلة األولى التي تتمثل‬
‫في نقل محفظة الحقوق من المحيل إلى المحال إليه‪ ،‬وهو غير مانع ألنه يختلط بفكرة الورقة التجارية‬
‫وفاتورة نقل الحق القابلة لعمل (بروتستو) أي محضر إثبات بعدم السداد في الميعاد المقرر عند عدم‬
‫الدفع‪.‬‬

‫و من هن ا ي رى ه ذا البعض أن التس مية الص حيحة له ذا النظ ام ه و االس تثمار الجم اعي في الحق وق‬
‫اآلجلة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع التوريق‬


‫يمكن تصنيف التوريق في نوعين أساسيين هما‬
‫‪2‬‬
‫‪ -1‬تصنيف التوريق على وفق نوع الضمان‪ :‬وهي‪:‬‬
‫التوريق بضمان أصول ثابتة‪ :‬و يقصد به القيام بعمليات توريق لديون معينة مع تقديم ض مانات‬ ‫‪-‬‬
‫لتغطية السندات الصادرة عن عمليات التوريق ملموسة و موجودة في وقت عقد اتفاق التوريق‬
‫كالضمانات العقارية و الملكيات الخاصة‪.‬‬
‫التوريق بضمان متحصالت آجلة‪ :‬و يقصد به القيام بعمليات توريق لديون معينة مع عدم تقديم‬ ‫‪-‬‬
‫ضمانات لتغطية السندات الصادرة عن عمليات التوريق ملموسة و موجودة في وقت عقد اتفاق‬
‫التوريق و إنما هي عبارة عن متحصالت مستقبلية يتوقع سدادها في مواعيدها المقررة‪.‬‬

‫إخالص باقر النجار‪ ،‬قراءة في مفردات التوريق‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪.198 – 197 ،2009 ،23‬‬ ‫‪1‬‬

‫س عيد س يف السبوس ي‪ ،‬نظ ام التوري ق كمص در من مص ادر التموي ل في االقتص اد الح ديث‪ ،‬مجل ة الحكم ة للدراس ات‬ ‫‪2‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،7‬العدد ‪ ،2019 ،2‬ص ‪.22‬‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ – 2‬تصنيف التوريق على وفق طبيعته‪ :‬وهي‪:‬‬
‫انتقال األصول من خالل بيع حقيقي مقابل شهادات لنقل الملكية إلعادة بيعها‪ ،‬وتوزيع التدفقات‬ ‫–‬
‫المالية على وفق حصص محددة‪ ،‬وهنا تكون األوراق المالية معبرا لتحقيق هذا الهدف ‪.‬‬
‫انتقال األصول بكفاءة في صورة إدارة مديونية‪ ،‬وإ صدار أوراق مالية (سندات) عديدة تختلف‬ ‫–‬
‫فيم ا بينه ا على وف ق درج ة التص نيف وس رعة ال دفع‪ ،‬وإ مكاني ة فص ل م دفوعات األص ل عن‬
‫الفائدة‪.‬‬

‫إخالص باقر النجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أركان عملية التوريق و أطرافه و دوافعه‬
‫‪1‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أركان عملية التوريق‬
‫تتمثل األركان األساسية للتوريق في‪:‬‬

‫وجود عالقة مديونية قائمة بين بنك مقرض و مدين مقترض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رغب ة البن ك (المق رض) في التخلص من الق روض الموج ودة تحت ي ده و تحويله ا إلى جه ة‬ ‫‪-‬‬
‫أخرى‪.‬‬
‫قيام الجهة المحال إليها القرض بإصدار سندات جديدة قابلة للتداول في أسواق األوراق المالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استناد األوراق المالية الجديدة إلى ضمانات عينية أو مالية ذات تدفقات نقدية متوقعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن يوجد مستثمر لديه الرغبة في شراء السندات التي تصدرها المؤسسة المتخصصة‪ ،‬و يقوم‬ ‫‪-‬‬
‫بتحصيل العائد الذي تدره هذه السندات في مواعيد استحقاق هذه العوائد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أطراف عملية التوريق‬
‫تسبق عملية التوريق عدة خطوات تؤدي في النهاية إلى اتفاق من قبل البنك الراغب في الحصول على‬
‫س يولة نقدي ة س ريعة لديون ه مقاب ل نق ل ملكي ة األص ول وتش مل الخط وات أوال ت دعيم البن ك أو الش ركة‬
‫المالي ة عن العمالء الم دينين فيم ا يخص بتوري ق ديونه ا‪ ،‬وفي حال ة الموافق ة عليه ا ويتم تنظيم اتفاقي ة‬
‫جديدة تحدد العالقة بين المدين والدائن الجديد‪ ،‬ويجب أن تحدد هذه االتفاقية جميع العناصر بما في ذلك‬
‫تقييم األصول‪ ،‬وتحديد السعر العادل لألوراق المالية المراد طرحها وإ عداد الدراسات‪.‬‬

‫‪ .1‬الجهة األصلية المنشئة (المورق األصلي)‪ :‬هو الكيان الذي يمتلك أصول التوريق أو المالك األول‬
‫لفك رة االس تثمار ويق دم تعوًيض ا ع ادال عن األص ول مح ل التوري ق ع بر أح د بي وت التق ييم ال تي يتم‬
‫التعرف ثم يتم بيع أصول الشركات التي تتبع أغرًاضا خاصة بًيعا فعلي وبالتالي يتم إخراج األصول‬
‫من الميزانية الفعلية وهناك شريحتين من المنشئين هم الشركات والمؤسسات المالية التي تمتلك الحقوق‬
‫المالية الناشئة عن القروض‬

‫عمار بوطكوك‪ ،‬دور التوريق في نشاط البنك حالة بنك التنمية المحلي ة‪ ،‬رس الة ماجيس تير‪ ،‬كلي ة العل وم االقتص ادية و‬ ‫‪1‬‬

‫علوم التسيير – جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2007/2008 ،‬ص ‪.4‬‬


‫التوريق في القانون األردني‪ ،‬منشورات حماة الحق على الرابط‬ ‫‪2‬‬

‫‪https://jordan-lawyer.com/2021/01/18/%D8%A7%D9%84%D8%AA‬‬
‫‪%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%82/‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .2‬شركة ذات غرض خاص ‪ :‬تتحمل هذه الشركة مسؤولية مالية مستقلة وتتعامل مع معاملة مستقلة‬
‫تمام ا من الناحي ة االقتص ادية‪ ،‬بص رف النظ ر عن المس تثمر األص لي‪ ،‬وهي مكلف ة بإع داد النش رات‬
‫لألوراق المالية الجديدة من خالل عملية التوريق‪ ،‬كما أنها مكلفة بالحصول على الموافقات والتصديقات‬
‫الضرورية الستصدار أوراق مالية جديدة من قبل هيئة األوراق المالية أو السلطات المخولة بذلك‪ ،‬وبم ا‬
‫أنه ا ش ركة مس تقلة ذات ط ابع خ اص فهي خاض عة لق وانين الض رائب واألوراق المالي ة واإلفالس بعًي دا‬
‫تمًاما عن شركة المورق األصلية وتمتلك عقود األصول وتوزع التدفقات النقدية‪.‬‬

‫‪ .3‬ش ركات التص نيف االئتم اني ‪ :‬تعت بر ه ذه الش ركات ش ركات ذات خ برة عام ة في تق ييم مخ اطر‬
‫االئتمان لألوراق المالية‪ ،‬كما تركز تصنيفات تلك الشركات المتخصصة على درجات احتمالية لجوء‬
‫اُلمصدر إلى سداد أصول المبالغ المالية المقدرة والمزايا الدورية الالحقة بالكامل في تاريخ استحقاقها‪،‬‬
‫لذلكُ يعتبر تقييم الجودة وتصنيف الج دارة االئتماني ة رأي محاي د أو غير متحيز‪ ،‬وق د ص نفت تقييمات‬
‫تلك الشركات بتصنيفات ذات صبغة عالمية ألنها اعتمدت عليها كًليا في تقييم المخاطر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬دوافع عملية التوريق‬

‫إن المؤسسات المالية التقليدية تقوم بعمليات التوريق لتحقيق عدة دوافع وأهداف‪ ،‬من أهمها‪:‬‬

‫أوًال ـ بالنسبة للمؤسسة المالية البائعة ‪:‬‬

‫زي ادة األم وال لالس تثمار‪ ،‬أو التموي ل‪ ،‬أو االق راض من جدي د‪ ،‬وتحقي ق الس يولة النقدي ة للمؤسس ة‬ ‫‪)1‬‬
‫المالي ة الدائنةـ وبخاص ة المؤسس ات المالي ة الممول ة للعقاراتـ أو زيادته ا بحيث يمكنه ا ال دخول في‬
‫عملي ات تموي ل جدي دة‪ ،‬أو للتوس ع في أنش طتها ‪ ،‬وذل ك ألن الش ركة ق د تلج أ لتحقيق هذا الغرض‬
‫إلى زيادة رأس المال‪ ،‬غير أن المساهمين قد ال يرغبون في مشاركة غيرهم في أرباح شركتهم ‪،‬‬
‫كما أنهم ال يرغبون في االقتراض بفائدة من البنوك بسبب قصر األجل أو نحوه ‪ ،‬لذلك يتجهون‬
‫نحو التوريق‪.‬‬

‫مس اعدة الش ركات ذات العج ز الم الي‪ ،‬أو المعرض ة ل ه في تحس ين هيكله ا التم ويلي عن طري ق‬ ‫‪)2‬‬
‫تحويل االلتزامات قصيرة األجل إلى التزامات متوسطة‪ ،‬أو طويلة األجل‪.‬‬

‫علي محي الدين القره داغي‪ ،‬الصكوك اإلسالمية "التوري ق" و تطبيقاته ا المعاص رة‪ ،‬دراس ة فقهي ة اقتص ادية تطبيقي ة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.7‬‬

‫‪6‬‬
‫تحس ين قوائمه ا المالي ة ‪ ،‬وذل ك ب التحرر من قي ود الميزاني ة العمومي ة‪ ،‬حيث تقض ي القواع د‬ ‫‪)3‬‬
‫المحاس بية مراع اة مب دأ كفاي ة رأس الم ال‪ ،‬وت دبير مخصص ات ال ديون المش كوك فيه ا‪ ،‬وبالت الي‬
‫فتك ون ص ورة المؤسس ة أق وى ‪ ،‬وأك ثر جاذبي ة للتعام ل معه ا‪ ،‬وإ قراض ها‪ ،‬حيث إن ك ثرة ال ديون‬
‫على المؤسسة المالية حتى ولو كانت مضمونة التحصيل تثقل كاهل رأس مال الشركة ‪ ،‬وتدفع‬
‫المتعامل معها إلى مزيد من الحذر والحيطة ‪ ،‬والخوف من قسمة الغرماء‪ ،‬وبالت الي فهي تعرق ل ‪،‬‬
‫أو تبطئ دورة رأس المال ‪ ،‬وتقلل تبعًا من ربحية البنك (فوائده)‪.‬‬

‫رف ع كف اءة ال دورة المالي ة واالنتاجي ة ‪ ،‬ومع دل دورانه ا من خالل تحوي ل األص ول المالي ة غ ير‬ ‫‪)4‬‬
‫السائلة (الديون) إلى أصول سائلة يعاد توظيفها مرة أخرى‪ ،‬أو مرات‪.‬‬

‫تسهيل تدفق التمويل لعمليات االئتمان بضمان الرهون العقارية‪ ،‬وبشروط‪ ،‬واسعار‪ ،‬وفترات سداد‬ ‫‪)5‬‬
‫أحسن‪.‬‬

‫توزي ع المخ اطر االئتماني ة على قاع دة عريض ة من خالل اكتت اب ع دد كب ير لش راء الس ندات ‪،‬‬ ‫‪)6‬‬
‫ويترتب على ذلك تقليل مخاطر االئتمان لألصول ‪.‬‬

‫ثانيًا ـ المنافع والدوافع بالنسبة للشركة ذات الغرض الخاص (‪: )S.P.V‬‬

‫فتكمن في رسوم اإلصدار ‪ ،‬والتحصيل ‪ ،‬واألمانة ‪ ،‬المحصلة من الشركة البائعة‪ ،‬ومن‬


‫المكتتبين في السندات ‪ ،‬إضافة إلى الفروق بين قيمة شراء الديون ‪ ،‬وقيمة توريقها ‪.‬‬

‫ف إن ك انت ه ذه الش ركة مملوك ة بالكام ل فتك ون ه ذه الفوائ د مض افة إلى األه داف وال دوافع‬
‫األربعة السابقة ‪ ،‬وإ ّال فتكون لمالكها اآلخرين‬

‫ثالثًا ـ بالنسبة للمؤسسات المالية والمستثمرين ‪:‬‬

‫إن عملية التوريق تشجع المؤسسات المالية على الدخول في عمليات التمويل طويلة األجل ‪،‬‬
‫وبالتالي فإنها تستفيد منها في هذا المجال ‪ ،‬وهكذا األمر بالنسبة للمستثمرين الراغبين فيه ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫االس تفادة من س رعة تس ييلها من خالل بيعه ا ‪ ،‬وبالت الي توف ير الس يولة في أي وقت مطل وب ‪ ،‬وب ذلك‬
‫تتمكن المؤسس ات المالي ة والمس تثمرون من إع ادة توظيفه ا بمنح ق روض جدي دة أو اس تثمارات‬
‫أخرى !! ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫رابعًا ـ بالنسبة لألسواق المالية ‪:‬‬

‫إن التوريق هو أداة مالية حديثة ظهرت في الثمانينات من القرن الماضي في أمريكا‪ ،‬ثم‬
‫توس عت دائرت ه ‪ ،‬ول ذلك ف إن توس يع دائ رة التوري ق يس اعد البورص ات العالمي ة والمحلي ة إلى تنش يط‬
‫حركته ا من خالل توس يع األوراق المالي ة وتنش يطها ع بر الم وارد المالي ة وتن وع األدوات االس تثمارية‬
‫المتوفرة للمضاربة فيها‪ ،‬أو التعامل فيها‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك فإن توسيع دائرة التوريق يؤدي إلى وجود سوق ثانوية للرهن العقاري التي‬
‫ت رغب في ش رائها ص ناديق التأمين ات ‪ ،‬والمعاش ات والمؤسس ات المالي ة وش ركات الت أمين التج اري‬
‫وغيره ا ( كم ا ح دث في الس ندات القائم ة على الره ون العقاري ة في أمريك ا) حيث أقبلت المؤسس ات‬
‫المالية عليها كانت النتيجة ما رأيناه ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪1‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مزايا و مخاطر عملية التوريق‬

‫المطلب األول‪ :‬مزايا عملية التوريق‬


‫يمكن إجمال المزايا المترتبة عن التوريق في النقاط اآلتية ‪:‬‬

‫‪ – 1‬االقتراض من األسواق العالمية ‪ :‬تعاني المؤسسات المالية في الدول النامية من عدم القدرة على‬
‫االق تراض الطوي ل األج ل من األس واق المالي ة العالمي ة‪ ،‬نظ ًر ا للتص نيف الس يادي المت دني لل دول‪ ،‬وق د‬
‫عم دت بعض المؤسس ات المالي ة إلى توري ق بعض موجوداته ا كوس يلة لتحس ين تص نيفها االئتم اني‪ ،‬فقد‬
‫اس تطاع بن ك اإلئتم ان في الب يرو من خالل توري ق عائ دات بطاق ات من مؤسس ة س تاندرد ان د ب ورز‬
‫العالمي ة مقاب ل ‪ AAA‬اإلئتم ان لدي ه‪ ،‬من الحص ول على ائتم ان كم ا أت اح ه ذا الن وع من العملي ات من‬
‫تأمين قروض سكنية ‪ BB،‬تصنيف سيادي للبيرو مقداره لذوي الدخل المحدود في غياب قدرة الدولة‬
‫على التمويل وإ حجام المؤسسات المالية في ظل مخاطر مرتفعة من هذا النوع من القروض‪.‬‬

‫إذ أن هذا التصنيف يطبق بغض النظر عن وضعية الدين الفعلية للطرف المدين‪ ،‬إذ ان الحكومة تنتمي‬
‫إلى دول(‪ )OECD‬وال ذي يتم يز بتص نيف ائتم اني مت دٍن ه و أرخص لتمويل ه من دين موج ه إلى‬
‫مقترض تجاري ذي تصنيف إئتماني (‪ ،.... )AAA‬إذ يفترض في حالة هذا المقترض االلتزام بنسبة (‬
‫‪ )%8‬لكفاي ة رأس الم ال ‪ ،...‬وان ق درة المص ارف على التالعب بمتطلب ات رأس الم ال من خالل‬
‫منتجات مالية ابتكارية كالمشتقات‪ ،‬قد طرحت مشكالت إضافية عند التطبيق فمن خالل مراجحة رأس‬
‫الم ال الرقابي ة المتط ورة‪ ،‬اس تطاعت بعض المص ارف تجنب متطلب ات رأس الم ال المح ددة على وف ق‬
‫اتفاق بازل‪ ،‬وتتضمن تقنيات توريق الديون والمشتقات والمنتجات واألدوات المالية المماثلة‪.‬‬

‫‪ – 2‬المؤسس ات الص غيرة والمتوس طة ‪ :‬على ال رغم من مس اهمة المؤسس ات الص غيرة والمتوس طة في‬
‫التنمي ة االقتص ادية وخل ق ف رص عم ل‪ ،‬إال أنه ا ال ت زال تع اني من امتن اع المص ارف عن إقراض ها‬
‫للمخ اطر الكب يرة المحيط ة به ا‪ ،‬نتيج ة ل ذلك ومن أج ل دف ع ه ذه المص ارف نح و تموي ل المؤسس ات‬
‫الص غيرة وتخفي ف كلف ة االق تراض‪ ،‬ق امت بعض ال دول بإنش اء مؤسس ة تع ني بض مان الق روض‬
‫الص غيرة ‪ ،‬مم ا س اهم في إطالق عملي ات واس عة النط اق‪ ،‬وفي قي ام المص ارف بتموي ل المؤسس ات‬
‫الصغيرة بعد تدني مخاطر التسليف المحيطة بها‪.‬‬

‫إخالص باقر النجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.205 – 203‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ – 3‬تمويل الدين العام ‪ :‬اتجهت بعض الدول النامية ذات المديونية العالية والمفتقرة لمصادر تمويل من‬
‫األسواق العالمية إلى توريق إيراداتها الخارجية‪ ،‬إذ تم إيداع هذه التدفقات النقدية في حسابات تراست‬
‫في الخ ارج مم ا أزال مخ اطر ع دم اإليف اء بال دين وأدى إلى تحس ين التص نيف االئتم اني فق د اس تطاعت‬
‫ش ركة ‪ Pemex‬للنف ط والغ از (مؤسس ة مكس يكية ذات ملكي ة عام ة) من إص دار أوراق مالي ة مرتبط ة‬
‫بعائدات النفط مما اتاح لها الحصول على تصنيف دولي ممتاز مكنها من كلفة الدين بنسبة ‪.% 3.5‬‬

‫و أن ه على ال رغم من األزم ات المالي ة لبعض ال دول ال تي ق امت بتوري ق إيراداته ا الخارجي ة وتخل ف‬
‫بعضها عن اإليفاء بديونها إال انه لم تسجل لتاريخها أي حالة تخلف عن اإليفاء بالدين المرتبط بعمليات‬
‫التوريق هذه ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مخاطر عملية التوريق‬
‫يمكن إجمال المخاطر المترتبة عن التوريق في النقاط االتية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬المخاطر االئتمانية ‪( :‬المدين ‪ ،‬والمستثمر وعدم التزامه بالتسديد )‪ ،‬ويعد هذا النوع من ابرز أن واع‬
‫المخ اطر ال تي تتع رض له ا األعم ال المص رفية‪ ،‬إذ ب نيت أوزان المخ اطر بالدرج ة األولى على ق در‬
‫المخ اطر االئتماني ة المتوقع ة‪ ،‬وتع رف بأنه ا الخس ائر المالي ة الناتج ة عن ع دم ق درة العمي ل على الوف اء‬
‫بالتزاماته في المواعيد المقررة‪.‬‬

‫‪ -2‬مخاطر الدول او مخاطر التحويل‪ ( :‬عدم االلتزام ليس بسبب المدين وإ نما بسبب أوضاع الدول )‪،‬‬
‫تعطى األصول التي يكون المدين بها تابع للدول ذات المخاطر المتدنية وزن مخاطر صفر‪ ،‬في حين‬
‫تعطى األصول التي يكون المدين بها تابع للدول ذات المخاطر المرتفعة وزن مخاطر ‪.% 100‬‬

‫‪ -3‬مخاطر السوق‪ :‬وهي المخاطر المتعلقة باإليرادات نتيجة التغيرات في أسعار الفائدة والتقلبات في‬
‫أسعار الصرف وأسعار األوراق المالية وأسعار السلع‪.‬‬

‫‪ –4‬مخ اطر التش غيل‪ :‬وهي المخاطر الناجم ة عن الخسائر التي تنش ا عن عدم كفاءة أو فش ل العمليات‬
‫الداخلية واألفراد والنظم‪ ،‬أو تنشا نتيجة ألحداث خارجية‪.‬‬

‫‪ - 5‬المخاطر القانونية‪ :‬وتقع هذه المخاطر في حالة انتهاك القوانين والقواعد المقررة من قبل السلطات‪،‬‬
‫وقد تقع هذه المخاطر نتيجة اإلخفاق في توفير السرية الواجبة في معامالت العمالء‪.‬‬

‫‪ -6‬مخاطر الضمانات والكفاالت (عدم االلتزام وعدم التحصيل أو التسديد)‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -7‬مخاطر السمعة‪ :‬تنشا هذه المخاطر في حال فشل المصرف في إرساء شبكة موثوقة وآمنه لتقديم‬
‫الخدمات‪ ،‬أو تقديم خدمات غير كفؤة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫على الرغم من انتقال ملكية األصول الضامنة للوفاء بقيمة األوراق المالية المصدرة من الذمة المالية‬
‫للمص رف الق ائم ب التوريق لل دائنين الج دد‪ ،‬فان ه في معظم الص فقات ين اط به ذا المص رف مهم ات إدارة‬
‫واس تثمار محفظ ة ه ذه األص ول وض ماناتها في أثن اء انج از أو تنفي ذ عملي ات التوري ق‪ ،‬ويع د نش اط‬
‫التوري ق أح د األنش طة المالي ة الحديث ة ال تي يمكن عن طريقه ا ألح دى المؤسس ات المالي ة المص رفية أو‬
‫غ ير المص رفية‪ ،‬أن تق وم بتحوي ل الحق وق المالي ة غ ير القابل ة للت داول والمض مونة بأص ول‪ ،‬إلى منش أة‬
‫متخصصة ذات غرض خاص تسمى في هذه الحالة شركة التوريق بهدف إصدار أوراق مالية جديدة‬
‫في مقابل أن تكون هذه الحقوق المالية قابلة للتداول في سوق األوراق المالية ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المراجع‪:‬‬

‫عم ار بوطك وك‪ ،‬دور التوري ق في نش اط البن ك حال ة بن ك التنمي ة المحلي ة‪ ،‬رس الة ماجيس تير‪ ،‬كلي ة‬ ‫‪)1‬‬
‫العلوم االقتصادية و علوم التسيير – جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2007/2008 ،‬‬
‫إخالص باقر النجار‪ ،‬قراءة في مفردات التوريق‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪.2009 ،23‬‬ ‫‪)2‬‬
‫س عيد س يف السبوس ي‪ ،‬نظ ام التوري ق كمص در من مص ادر التموي ل في االقتص اد الح ديث‪ ،‬مجل ة‬ ‫‪)3‬‬
‫الحكمة للدراسات االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،7‬العدد ‪.2019 ،2‬‬
‫علي محي ال دين القره داغي‪ ،‬الص كوك اإلس المية "التوري ق" و تطبيقاته ا المعاص رة‪ ،‬دراس ة فقهي ة‬ ‫‪)4‬‬
‫اقتصادية تطبيقية‪.‬‬
‫التوريق في القانون األردني‪ ،‬منشورات حماة الحق على الرابط‬ ‫‪)5‬‬
‫‪https://jordan-lawyer.com/2021/01/18/%D8%A7%D9%84%D8%AA‬‬
‫‪%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%82/‬‬

‫‪13‬‬

You might also like