Professional Documents
Culture Documents
حول موضوع:
السنة الجامعية2019/2020:
كلمة شكر
ص :صفحة
تقديم
يعت بر االئتم ان عص ب الحي اة االقتص ادية و قوامه ا في وقتن ا ال راهن فه و أح د الرك ائز
األساسية في تشجيع االستثمار و ازدهارها ،ذلك أن القدرة الذاتية للفرد فرضت حتمية اعتم اده
على الغير في تمويل ما يقوم به من مشاريع و توف ير حاجيات ه من س كن ،و ه و م ا أس فر عن
قيام بعض المؤسسات البنكية بإعطاء ضمانات على شكل رهن رسمي ،لم ا يحقق ه من مص الح
لألطراف و حتى تأتي هذه العملية أكلها يجب أن تتوافر ل دى ال دائن الثق ة في أن مدين ه س يفي
اختياريا بالدين عند حلول أجله و إال كان بوس عه أن يحص ل على حق ه ك امال عن د حلول ه عن
طريق التنفيذ الجبري على أموال المدين ،إال أن اليوم المؤسس ات المقرض ة لم تع د تمنح الثق ة
أجل استيفاء دينها في الوقت المحدد و عدم الدخول في إجراءات التتبع الذي تكلف الدائن جه دا
و نفقة ،وهذه الحماية هي حماية تعاقدية تتمثل في تضمين عقود ال رهن الرس مي ش رطا مانع ا
من التصرف يمنع الدائن المرتهن المدين الراهن بموجبه عدم التصرف في المل ك المره ون و
تقييد حريته زيادة على ذلك حرمان المدين من أهم عناصر الملكية و هي سلطة التصرف.
-أهمية الموضوع
تبرز أهمية هذا الموضوع الذي نحن بصدد دراسته على ثالث مستويات
على المستوى العملي:
تظهر لنا أهمية شرط عدم التصرف في عقد ال رهن الرس مي العق اري في كون ه يحمي
مصلحة الدائن المرتهن ،كما أنه وسيلة فعالة لوصول الدائن المرتهن إلى حقه ،وضمان
أداء الراهن في دفع دينه وعدم الدخول في إجراءات التتبع.
على المستوى االقتصادي:
تتجلى األهمية على المستوى االقتصادي في أن الرهن الرس مي يش جع االس تمرار في
شتى المجاالت ،باإلضافة إلى أن شرط عدم التصرف يحقق ج و من االطمئن ان والثق ة
لذى الدائن المرتهن.
-صعوبات البحث
من الصعوبات التي واجهتنا و نحن بصدد إعداد هذا البحث و هي قلة المراجع و ضعف البني ة
القانونية حول شرط المنع من التصرف باإلضافة إلى صعوبة الحصول على المعلومة في ظ ل
أزمة جائحة كورونا.
-منهج البحث
المنهج ال ذي اتب ع في دراس ة ه ذا البحث ه و المنهج التحليلي حيث تم دراس ة األحك ام العام ة
المتعلق ة ب الرهن الرس مي وش رط ع دم التص رف من خالل التش ريع المغ ربي والتش ريعات
األخرى التي وضعت أحكاما خاصة.
-إشكالية البحث
من خالل ما تقدم تتضح اإلشكالية الجوهرية لمعالجة موض وع "قانوني ة ش رط ع دم التص رف
المضمن في عقد الرهن الرسمي"
كاآلتي :ما مدى جواز إدراج هذا الشرط في عقد الرهن الرسمي؟
وتتفرع من هذه اإلشكالية إشكاالت فرعية من قبيل:
ما هي األحكام المنظمة لعقد الرهن الرسمي؟
ما مدى جواز تصرف المدين الراهن في العقار المرهون؟
ما جزاء مخالفة شرط عدم التصرف؟
-خطة البحث
لمعالجة كل اإلشكاالت التي يطرحها الموضوع ارتأينا أن نقسم بحثنا كاآلتي:
-الفصل األول :األحكام المنظمة لعقد الرهن الرسمي العقاري
-الفصل الثاني :شرط عدم التصرف المضمن في عقد الرهن الرسمي
8
.أوال :تعريف الرهن الرسمي
-1سمير عبد السيد ،تناغو ،التأمينات الشخصية والعينية ،الكفالة الرهن الرسمي ،حق االختصاص الرهن الحيازي ،حق وق
االمتياز مطبعة األطلس ،سنة 1994ص .127
-2عبد الرزاق السنهوري ،الوسيط في شرح الق انون الم دني الجدي د ،العق ود ال واردة في الكت اب الخ امس ،إحي اء ال تراث
العربي بيروت طبعة 1952ص419:
-3أحمد سالمة " دروس في التأمينات المدنية" دار النهضة العربية طبعة 1968ص145 :
-4أبو السعود رمضان "التأمينات الشخصية والعينية " ،دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية طبعة 1980ص193 ،192
-5جالل إبراهيم ،سعد أحمد محمود الحقوق العينية التبعية ،الرهن الرسمي دار النهضة العربية ،القاهرة طبعة 1994ص
19و20
8
6
عرف المشرع المصري الرهن الرسمي من خالل المادة 1030من القانون المدني حيت
قال "الرهن الرسمي عقد به يكسب الدائن على عقار مخصص لوفاء دينه حق ا عيني ا يك ون ل ه
بمقتضاه أن يتقدم على الدائنين العاديين وال دائنين الت اليين ل ه في المرتب ة في اس تيفاء حق ه من
ثمن ذلك العقار في أي يد يكون".
كما أن المشرع الجزائري قام بتعريفه في صلب المادة 882من القانون الم دني الجزائ ري
7
على أنه "الرهن الرسمي عقد يكتسب به الدائن حقا عيني ا على عق ار لوف اء دين ه ،يك ون ل ه
بمقتضاه أن يتقدم على الدائنين التاليين له في المرتبة في استيفاء حقه من ثمن وتتبع العق ار في
أي يد كان".
ونالحظ من خالل التعريفين التاليين على أن المشرع الجزائري تأثر بالمشرع المصري في
تعريفه للرهن الرسمي
وقد عرفه المشرع األردني في المادة 1322من القانون المدني كما يلي" :ال رهن الت أميني
عقد يكتسب به الدائن على عقار مخصص لوفاء دينه حقا عينيا يكون له بمقتضاه أن يتقدم على
الدائنين العاديين والدائنين التاليين في المرتبة في استيفاء حقه من ثمن العقار في أي يد يكون".
8
أم ا المش رع المغ ربي فق د ع رف ال رهن الرس مي في الم ادة 165من م.ح.ع على أن
"الرهن الرسمي هو حق تبعي يتقرر على ملك محفظ أو في طور التحفيظ ويخص ص لض مان
أداء الدين".
ونستشف من خالل التعاريف المذكورة على أن جل التشريعات أولت اهتماما ب الرهن الرس مي
وقامت بتعريفه بل أكتر من ذلك ف إن ج ل التش ريعات تتف ق على أن ال رهن الرس مي ه و ح ق
عيني تبعي يقع على العقارات ويخصص لضمان أداء دين.
-8قانون رقم 39.08الصادر سنة 2012منشور بالجريدة الرسمية عدد 5998بتاريخ 24نونبر 2011
8
ثانيا :خصائص عقد الرهن الرسمي
بعد التعرض لتعريف الرهن الرسمي سواء على مستوى الفقه أو على مستوى التشريعات
يالحظ على أن هذا العقد يتميز بعدة خصائص باعتباره حقا وعقدا.
أ-خصائص الرهن الرسمي باعتباره حقا
ويالحظ من خالل النصوص المنظمة للرهن الرسمي على أنه ( )1حق عيني و( )2حق تبعي
و( )3حق عقاري ال يقع سوى على العقارات باإلضافة إلى أنه ( )4حق غير قابل للتجزئة
-1الرهن الرسمي حق عيني
الحق العيني هو سلطة مباشرة لشخص معين على ش يء معين بال ذات يخ ول ه ذا الش خص
صاحب الحق العيني ميزتي التقدم والتتبع ،بمع نى التق دم على ال دائنين عن د تحص يل الحق وق،
1
وتتبع العقار في يد حائزه للتنفيذ عليه ،دون أن يخوله ح ق االس تعمال أو االس تغالل كم ا في
2
الحقوق العينية األصلية .
والحق العيني يزود صاحبه بميزة التقدم (األفضلية) التي يستعملها الدائن عند اس تيفاء دين ه،
إذ بمقتضى هذه الميزة يتقدم على الدائنين العاديين والدائنين التاليين له في المرتبة عند اس تيفاء
حقه كما يزوده كذلك بميزة التتبع ،إذ بمقتضى هذه الميزة يك ون ل ه ح ق تتب ع العق ار من أج ل
التنفيذ عليه إذا ما انتقلت ملكيته لشخص آخر عند مباشرة التنفيذ.
وهو األمر الذي نصت عليه مدونة الحقوق العينية في المادة " 8الح ق العي ني العق اري ه و
سلطة مباشرة يخولها القانون لشخص معين على عقار معين ويكون أصليا أو تبعيا.
فالحق العيني إذن يعطي لصاحبه ح ق التتب ع ،بحيث يس تطيع ص احب الح ق أن يتتب ع الش يء
المرهون في أي يد انتقل إليها.
-2الرهن الرسمي حق تبعي
عرفت المادة 10من م.ح.ع الحق العيني التبعي بأنه " الحق الذي ال يقوم بذاته وإنما يس تند
في قيامه على وجود حق شخصي ويكون ضمانا للوفاء به"
الرهن الرسمي إذن حق تابع للدين الذي يضمنه ،فال يقوم هذا الح ق إال بقي ام ال دين المض مون
3
ويسير مع الدين وجودا وعدما ،فلو ال وجود حق شخصي والرغبة في ضمان الوفاء به ،لم ا
ظهرت الحاجة إلى الحق العيني المتمثل في الرهن الرسمي.
-1العبيدي علي هادي ،الوجيز في شرح القانون المدني ،الحقوق العينية األصلية والحقوق العينية التبعية ،حق الملكية
والحقوق المتفرعة عن حق الملكية ،دراسة موازية ،الطبعة الثامنة ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،2011 ،ص252
-2سعد نبيل إبراهيم " التأمينات العينية والشخصية :الرهن الرسمي -حق االختصاص -الرهن الحيازي -حق وق االمتي از –
الكفالة" منشورات الحلبي الحقوقية ص38 :
-3جالل محمد ،سعد أحمد محمود" ،الحقوق العينية التبعية ،الرهن الرسمي" دار النهضة العربية ،الق اهرة 1994،ص19
20
8
ومفاد الرهن الرسمي تابع للحق األصلي المض مون في وج وده وص حته وانقض اءه وبطالن ه،
هو أن الرهن يتأثر مباش رة ب الحق المض مون ،ف إذا نش أ ه ذا األخ ير ص حيحا نش أ مع ه ح ق
الرهن ،وإذا ك ان االل تزام المض مون ب الرهن معل ق على ش رط عل ق ال رهن ك ذلك على ذات
الشرط ،وإذا ك ان االل تزام المض مون قاب ل لإلبط ال وتق رر بطالن ه بط ل ال رهن ك ذلك ،وإذا
انقضى االلتزام المضمون بأي سبب من أسباب االنقضاء انقض ى ال رهن تبع ا ل ذلك ،وبص فة
عامة فإن عالقة الرهن الرسمي بااللتزام المضمون هي عالقة التابع والمتبوع ،فال يقوم الرهن
إال بقيام الدين وينقضي الرهن بانقضاء الدين ،وكل ما يطرأ على ال دين المض مون خالل ف ترة
اإلنشاء واالنقضاء وكأنه طرأ على حق الرهن ذاته.
-3الرهن الرسمي حق عقاري
يتضح من خالل المادة 165أن الرهن الرسمي حق عقاري فال يق ع إال على العق ارات أم ا
المنقوالت فهي مبدئيا غير قابلة إلنشاء الرهن الرس مي عليه ا إال إذا ك انت المنق والت متص لة
4
بالعقار المحفظ عن طريق التخصيص
الظاهر أن المشرع المغربي على غرار باقي التشريعات األخرى وض ع قاع دة أص لية متمثل ة
في أن الرهن الرسمي ال يقع إال على العقارات والعقار هو ك ل ش يء ت ابت ال يمكن نقل ه دون
5
التغيير في هيأته
والواقع أن حق الرهن الرس مي ال ي رد على العق ار فق ط ،وإنم ا على الح ق ال وارد على ه ذا
العقار الذي يطلق عليه تسمية المال العقاري ،وهذا األخير هو ك ل ح ق عي ني يق ع على عق ار
بما في ذلك حق الملكية ،ومن هنا فإن الرهن الرسمي يجوز أن ي رد على ح ق الملكي ة أو على
6
ملكية الرقبة أو حق االنتفاع طالما تعلقت هذه الحقوق بالعقار
والحكمة من ورود الرهن الرسمي على العقارات حصرا ،تكمن في أن حيازة الشيء المره ون
تبقى لل راهن وال تنتق ل إلى الم رتهن ،فل و أمكن ورود ال رهن الرس مي على المنق ول التمكن
الراهن من التصرف فيه للغير وتمس ك ه ذا األخ ير في مواجه ة الم رتهن بقاع دة الحي ازة في
7
المنقول سند الملكية ،وانتفت بذلك العلة من الرهن ،فليس باستطاعة الدائن تتب ع المنق ول في
ي د ح ائزه ،أض ف ل ذلك ف إن خض وع الم ال العق اري مح ل ال رهن للش هر يح ول دون رهن
المنقوالت ،نظرا لصعوبة تسجيل التصرفات الواردة عليها في س جالت خاص ة بس بب كثرته ا
8
وسرعة تداولها من يد ألخرى .
-4عرفت المادة 7من م.ح.ع العقار بالتخصيص على أنه" العقار بالتخصيص ه و المنق ول ال ذي يض عه مالك ه في عق ار
يملكه رصدا لخدمة هذا العقار واستغالله أو يلحقه به بصفة دائمة"
-5المادة 6من مدونة الحقوق العينية " العقار بطبيعته هو كل شيء مستقر بحيزه ثابت في ه ال يمكن نقل ه من دون تل ف أو
تغيير في هيئته"
-6جالل محمد إبراهيم ،سعد أحمد محمود مرجع سابق ص79 :
-7بناسي شوقي " أحكام عقد الرهن الرسمي في القانون المدني الجزائري" دار هومه للنشر سنة 2008ص79 :
-8سي يوسف زاهية حورية ،عقد الرهن الرسمي ،دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع 2006ص14 :
8
-4الرهن الرسمي غير قابل للتجزئة
تنص الم ادة 166من م.ح.ع أن "ال رهن الرس مي ال يتج زأ ويبقى بأكمل ه على العق ارات
المرهونة ،على كل واحد وكل جزء منها "
والمقصود من ذلك أن كل جزء من العقار أو العقارات المرهونة ض امن لك ل ال دين ،ف إذا ق ام
الراهن بتجزئة العقار المرهون ،وتصرف ببيع أجزاء منه فيظل كل جزء من العق ار المره ون
المبيع ض امن لك ل ال دين ،ولل دائن أن ينف ذ على أي ج زء ب ل ول ه أن ينف ذ على ك ل األج زاء
باعتبارها غير مجزأة ،فكل جزء من الرهن ضامن لكل دين وكل جزء من الدين مضمون بكل
رهن.
ب-خصائص الرهن الرسمي باعتباره عقد
يمتاز الرهن الرسمي باعتباره عقد أنه ( )1عقد مسمى ( )2وعقد ش كلي وأن ه ( )3عق د مل زم
لجانب واحد باإلضافة إلى أنه ( )4من عقود المعاوضة.
-1عقد الرهن الرسمي عقد مسمى
العقد المسمی هو العقد الذي وضع له القانون اس ما خاص ا وتنظيم ا معين ا ،وذل ك لش يوع ه ذا
العقد بين األفراد وانتشاره في معامالتهم ،ومن بين العق ود المس ماة نج د عق د ال رهن الرس مي
9
الذي نضمه المشرع المغربي من خالل المادة 165من م.ح.ع .
-2عقد الرهن الرسمي عقد شكلي
لم يكتفي المشرع عند إبرام عقد الرهن بتوافق إرادة الراهن والمرتهن ،بل استلزم ش كلية وهي
إفراغ عقد الرهن في محرر رسمي وتقييد الرهن الرسمي بالرسم العقاري وهو ما نصت علي ه
10
المادة 174من م.ح.ع .
-3عقد الرهن الرسمي عقد ملزم لجانب واحد
عقد الرهن الرسمي ال ينشأ التزامات إال في ذمة المدين الراهن ،وما دام أن هذا األخير يبقى
محتفظا بحيازة المال المرهون ،فيلتزم ابتداء بالمحافظة على المرهون وإبقاءه بالحالة التي تم
التعاقد عليها ،ويلتزم كذلك بنفقات العقد وغيرها من االلتزامات األخرى التي سنراها الحقا.
-4عقد الرهن الرسمي من عقود المعاوضة
يعتبر عقد الرهن الرسمي من عقود المعاوضة ،فكل من الراهن والمرتهن قد أخذا مقابال لما
أعطي ا ،فالم دين ال راهن إنم ا ق دم الت أمين كض مان بغي ة الحص ول على ق رض أو م د أج ل
اللتزامه ،أما الدائن قدم القرض حقا لكنه حصل على ضمان الستيفاء دين ه في ال وقت المح دد،
كما أنه سيحصل على فائدة من ذلك.
وجدير بالذكر أنه يمكن أن يكون عقد الرهن الرسمي عقد تبرع ،متى ثبت أن الش خص الكفي ل
قد كفل التزام غيره دون مقابل ،فإذا قدم الشخص ضمانا لتأمين التزام غ يره دون مقاب ل يك ون
الرهن الرسمي حينئذ عقد تبرع ،مما يستوجب تبعا لذلك توافر أهلية التبرع لدى الكفيل العي ني
المتبرع كما سنرى.
-9المادة 165من م.ح.ع "الرهن الرسمي حق عيني تبعي يتقرر على ملك محفظ أو في طور التحفيظ ويخصص لضمان
أداء دين".
-10المادة 174من م.ح.ع" ينعقد الرهن االتفاقي كتابة برضى الطرفين وال يكون صحيحا إال إذا قيد بالرسم العقاري"
8
ثالثا :تمييز الرهن الرسمي 0عن باقي التأمينات األخرى
قد تتعدد األنظم ة القانوني ة المش ابهة لل رهن الرس مي وال تي عالجه ا المش رع المغ ربي من
خالل مدونة الحقوق العينية ،وبالتالي وجب دراسة أوجه التشابه واالختالف بين كل من الرهن
الرسمي وحقوق االمتياز وكذا الرهن الرسمي والرهن الحيازي.
-1تمييز الرهن الرسمي عن حقوق االمتياز
1
حق االمتياز هو حق عيني تبعي يمنحه القانون نظرا لصفة ال دين او لس ببه .ففي ض وء ه ذا
التعريف وما وضحناه من تعريف للرهن الرسمي ،نستطيع أن نقارن بين الرهن الرسمي وحق
االمتياز من خالل اظهار أوجه التشابه وأوجه االختالف بينهما.
أ-أوجه التشابه
يتضح جليا على أن كل من الرهن الرس مي وح ق االمتي از من الحق وق العيني ة التبعي ة تخ ول
صاحبه حق التقدم والتتبع ،كما أن الرهن الرسمي وح ق االمتي از ال يقبالن التجزئ ة ،وي ترتب
على كون كل من الرهن الرسمي وحق االمتياز حقا عينيا تبعيا ض رورة وج ود ال تزام أص لي
2
يستند كل منهما إليه ،ويدور معه في الوجود والعدم وفي الصحة والبطالن .
ب-أوجه االختالف
يختلف الرهن الرسمي عن حق االمتي از في ك ون أن األول ي رد على العق ارات وال ي رد على
3
المنقول إال استتناءا ،بينما حق االمتياز يمكن أن يرد على جميع أموال الم دين .أم ا من حيت
النشوء ،ال ينشأ حق االمتياز إال بنص القانون أما الرهن الرسمي له مصادر متع ددة (الق انون،
العقد ،الحكم القضائي) ،زيادة على ذلك فإن الرهن الرسمي ال يسري أث ره إال من وقت التقيي د
4
في الرسم العقاري أما حق االمتياز يسري أثره دون التقييد في الرسم العقاري .
-2تمييز الرهن الرسمي 0عن الرهن الحيازي
إن كل من الرهن الرس مي وال رهن الحي ازي ينتمي ان إلى عائل ة الحق وق العيني ة التبعي ة ال تي
تخول صاحبها ميزتي التقدم والتتبع ،وبذلك وجب التع رف على أوج ه االختالف والتش ابه بين
كل من الرهن الحيازي والرهن الرسمي.
أ-أوجه التشابه
يتشابه الرهن الرسمي مع الرهن الحيازي في أن كالهما حق عيني تبعي يخول صاحبه ميزتي
التتبع والتقدم ،كما أن كالهما ال يقبالن التجزئة ،زيادة على ذلك ضرورة وج ود ال تزام أص لي
يستند كل منهما إليه ،كما أنهما يهدفان إلى ضمان أداء دين.
-1تعريف المشرع المصري لحق االمتياز في المادة 1130من قانون 141لسنة 1948
-2مصطفى جدوع كريم السعد" آثار الرهن الرسمي بالنسبة للدائن الم رتهن والح ائز في التش ريع العق اري المغ ربي" ص
25
-3تناغو سمير عبد السيد ،مرجع سابق ،ص380 :
-4تنص المادة 143من م.ح.ع " تنتج حقوق االمتياز أثرها ولو لم تقيد بالرسم العقاري وتحدد رتبتها بالقانون"
8
ب-أوجه االختالف
يختلف الرهن الرسمي عن الرهن الحيازي في عدة جوانب نذكر منها:
-1من حيث المصدر
للرهن الرسمي مصادر متعددة ،فنجد كل من العقد والقانون والحكم القضائي مصدرا له ،بينم ا
للرهن الحيازي مصدر وحيد وه و اتف اق الط رفين ،أي أن العق د ه و المص در الوحي د لل رهن
الحيازي.
-2من حيث المحل
5
محل الرهن الرسمي حسب األصل هو عقار ،وقد قضى القانون بأن تك ون بعض المنق والت
من نوع خاص محال له (السفن ،الطائرات) ،بينم ا ال رهن الحي ازي محل ه ق د يك ون عق ارا أو
6
منقوال ،فقد ينعقد الرهن الحيازي على منقول كما قد ينعقد على عقار.
-3من حيث الحيازة
إن الرهن الرسمي ال ينقل الحيازة إلى الدائن المرتهن بل يظل الراهن محتفظ ا بحي ازة الش يء
المرهون والسيطرة عليه وكذلك التصرف فيه وادارته ،أما الرهن الحيازي فينشئ التزام ا على
عاتق الراهن بأن يس لم الش يء المره ون س واء ك ان منق وال أو عق ارا لل دائن الم رتهن أو إلى
أجنبي يعينه االتفاق.
-4من حيث المضمون
يخول الرهن الرسمي صاحبه میزتي التقدم والتتبع ،أم ا ال رهن الحي ازي فإض افة لحقي التق دم
والتتب ع الل ذان يثبت ان لل دائن الم رتهن رهن ا حيازي ا ،يثبت ل ه ك ذلك الح ق في حبس الش يء
7
المرهون إلى حين استيفاء حقه .
-5من حيث االلتزامات الناجمة عن الحقين
الرهن الرسمي عقد ملزم لجانب واحد ،إذ يرتب التزامات على ع اتق ال راهن دون الم رتهن ،
فيلتزم الراهن بمقتض ى عق د ال رهن الرس مي بض مان س المة ال رهن وض مان الهالك والتل ف
وغيرها من االلتزامات األخرى بينما عقد الرهن الحيازي عق د مل زم للط رفين حيث أن ه يلقي
التزامات على عاتق طرفيه ،إذ يلتزم الم دين بتس ليم المره ون لل دائن ،ويل تزم ك ذلك بض مان
سالمة الرهن و نفاده ،كما يضمن الراهن كذلك هالك الشيء المرهون وتلفه ،ويلتزم الم رتهن
مقابل ذلك بالمحافظ ة على الش يء المره ون وذل ك ببذل ه من العناي ة في حفظ ه عناي ة الرج ل
العادي ويلتزم بإدارة واستثمار المرهون أو برده للمدين ،ذلك ألن حيازة الدائن الم رتهن رهن ا
حيازيا للمال المرهون حيازة عرضية تنقضي مع انقضاء الرهن.
-5الم ادة 165من م.ح.ع" ال رهن الرس مي ح ق عي ني تبعي يتق رر على عق ار محف ظ أو في ط ور التحفي ظ ويخص ص
لضمان أداء دين"
-6المادة 145من م.ح.ع" الرهن الحيازي حق عيني يتقرر على ملك يعطيه المدين أو كفيل ه العي ني إلى ال دائن الم رتهن
لضمان الوفاء بدين ويخول الدائن المرتهن حق حيازة المرهون وحق حبسه إلى أن يستوفي دينه".
-7المادة 155من م.ح.ع " يتمتع الدائن المرتهن رهنا حيازيا بحق حبس الملك المرهون وح ق بيع ه ب المزاد العل ني وفق ا
لإلجراءات المنصوص عليها في القانون"...
8
الفصل األول
األحكام المنظمة لعقد الرهن الرسمي العقاري
بالرغم من أن الرهن الرسمي يعتبر حقا عينيا تبعيا ،فإنه ال بد من وجود عقد بين الدائن
المرتهن ومالك العقار المرهون سواء كان هذا المالك هو المدين نفسه ،أو كان كفيال عينيا
يخضع لذات األحكام التي تحكم مختلف العقود سواء ما يتعلق منها بصحة التراضي أو
باألهلية أو المحل كما أن المشرع تطلب في هذا النوع من العقود تحقق شروط شكلية ،تبعث
الطمأنينة لدى الدائن المرتهن غير الحائز للعقار المرهون وحمايتها الستقرار المعامالت
وتقرير االئتمان العقاري.
وللتعرف على األحكام المنظمة للرهن الرسمي العقاري سنقسم هذا الفصل كاآلتي:
المبحث األول
الشروط العامة لإلنشاء
في إطار دراسة األحكام المنظمة لعقد الرهن الرسمي العقاري ارتأينا أن نقف في هذا المبحث
على الشروط الموضوعية الالزمة إلنشاء عقد الرهن الرسمي وكذا الوقوف على الشروط
الشكلية.
ولمقاربة ما ذكر سنقسم المبحث إلى:
المطلب األول :الشروط الموضوعية لإلنشاء
المطلب الثاني :الشروط الشكلية لإلنشاء
8
المطلب األول
الشروط الموضوعية لإلنشاء
تتمثل الشروط الموضوعية في مجمل األركان العامة الالزمة لصحة التصرفات القانونية
1
الواردة في الفصل الثاني من ق.ل.ع .والتي يمكن حصرها في (الرضا ،األهلية ،المحل
والسبب)
ولمعالجة كل ما ذكر ارتأينا أن نقسم المطلب كالتالي:
الفقرة األولى :الشروط المتعلقة بالرضا واألهلية
الفقرة الثانية :الشروط المتعلقة 0بالمحل 0والسبب
الفقرة األولى
الشروط المتعلقة بالرضا واألهلية
لكي نقوم بالتوسع أكتر في هذه الفقرة سنتحدث أوال عن الشروط المتعلقة بالرضا تم عن
الشروط المتعلقة باألهلية ثانيا.
أوال :الشروط المتعلقة بالرضا
بداية س نقوم بتعري ف الرض ا ،فه و تواف ق إرادتين على إح داث أث ر ق انوني ،ويتحق ق ه ذا
التوافق قانون ا بتب ادل التعب ير عن ارادتين متط ابقتين ويك ون ذل ك بص دور اإليج اب والقب ول
بصورة متطابقة.
فبالنسبة لعقد الرهن الرسمي يتم بتواف ق إرادتي الم دين ال راهن وال دائن الم رتهن على اح داث
األثر القانوني المتوخى منه.
وتجدر اإلشارة إلى أن الرضا ال ينتج أثره القانوني إال إذا كان صحيحا وس ليما ال يش وبه عيب
2
من العيوب المنصوص عليها في الفصل 39من ق.ل.ع ،من غلط وإكراه وتدليس.
ومما ال شك فيه فوجود ركن الرضا غير كافي بل ال بد من صدوره من شخص ذي أهلية.
ثانيا :الشروط المتعلقة باألهلية
األهلية هي صالحية الشخص الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات وكذا مباشرة التصرفات
4 3
القانونية المتطلبة وهي نوعان ،أهلية الوجوب وأهلية األداء .
-1ينص الفص ل 2من ق.ل.ع= "األرك ان الالزم ة لص حة االلتزام ات الناش ئة عن التعب ير عن اإلرادة هي-1 :األهلي ة
لالل تزام؛ -2تعب ير ص حيح عن اإلرادة يق ع على العناص ر األساس ية لالل تزام؛ - 3ش يء محق ق يص لح ألن يك ون محال
لاللتزام؛ - 4سبب مشروع لاللتزام".
-2ينص الفص ل 39من ق.ل.ع= " يك ون ق ابال لإلبط ال الرض ى الص ادر عن غل ط ،أو الن اتج عن ت دليس ،أو المن تزع
بإكراه".
-3تنص المادة 207من مدونة األسرة" أهلية الوجوب هي صالحية الش خص الكتس اب الحق وق وتحم ل الواجب ات ال تي
يحددها القانون ،وهي مالزمة له طول حياته وال يمكن حرمانه منها".
-4تنص المادة 208من مدونة األسرة" أهلية األداء هي صالحية الشخص لممارسة حقوقه الشخصية والمالية ونفاذ تصرفاته" ،
8
والذي يهمنا هو أهلية األداء ،المقصود بها صالحية الشخص أن يمارس بنفسه التصرفات
القانونية التي قد تكسبه حقا أو تحمله التزامات بطريقة يعترف بها القانون واألهلية المتطلبة في
عقد الرهن تختلف باختالف طرفي العقد ،بل إن أهلية المدين الراهن بدورها تختلف بحسب م ا
إذا كان المدين الراهن هو المدين بالتزام الدين المضمون بالرهن ،أو شخصا آخر غ ير المال ك
للعقار كالكفيل العيني.
ونعرض فيما يلي أهلية كل واحد منهم
-1بالنسبة= للمدين الراهن :يشترط فيه أن يكون الرهن صادرا ممن له أهلية للتصرف ذل ك أن
الرهن يعتبر من أعمال التصرف ال تي ت دور بين النف ع والض رر ،فه ذا األخ ير ي رهن عق اره
5
مقابل حصوله على الدين أو على أجل لسداده ،لذا يلزم أن تتوفر فيه أهلية التصرف كاملة .
وتأسيس ا على ذل ك فإن ه ال يج وز رهن مل ك القاص ر أو ع ديم األهلي ة أو ناقص ها من ط رف
6
الوصي أو المقدم بل حتى من األم كنائبة شرعية ،إال بترخيص من القاضي المختص ،وه ذا
7
ما نصت عليه المادة 178من م.ح.ع
-2بالنسبة= للدائن الم==رتهن :كما س بق وأن قلن ا على أن عق د ال رهن الرس مي ه و عق د مل زم
لجانب واحد.
وتماشيا مع ما تم ذكره ،فإن الدائن المرتهن وجب أن تتوفر فيه أهلية التعاق د باإلض افة إلى أن
تكون هذه األعمال من األعمال النافع ة نفع ا محض ا ،وب ذلك يج وز لل دائن الم رتهن أن يك ون
قاصرا ما دام متوفرا على التمييز ،كما يمكن أن يكون محجورا عليه لسفه أو لعته حيت يك ون
متوفرا على التمييز.
-3بالنسبة= للكفيل العيني :الكفيل العيني هو الشخص الغير المدين الذي يقدم عقاره لضمان دين
المدين ،ووجب على الكفيل العيني أن يكون مالكا للعقار المرهون وأن يكون أهال للتصرف
فيه.
ويعتبر الرهن الذي يقدمه الكفيل العيني في العادة من أعمال التبرع أي أن هذا األخير ال ينتفع
شخصيا بالرهن ،ومن ثمة يلزم أن يتوافر في الكفيل العيني أهلية التبرع الأهلية التصرف
فحسب ،وعليه يجب أن يكون بالغا سن الرشد غير محجور عليه ،وآنذاك يستطيع أن يرهن
عقاره ضمانا لدين بالتزام في ذمة غيره.
الفقرة الثانية
الشروط المتعلقة بالمحل والسبب
بعد التعرف على الشروط المتعلقة بكل من الرضا واألهلية ،س نقوم من خالل الفق رة الثاني ة
بالحديث عن كل من الشروط المتعلقة بالمحل أوال باإلضافة إلى الشروط المتعلقة بالسبب ثانيا.
5-paul decroux « le droit foncier marocain » Edition la porte Casablanca page : 417,418
-6محمد ابن المعجوز "الحقوق العينية في الفقه اإلسالمي و التقنين المغربي" مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء طبعة
1990ص453 :
-7تنص المادة 178من م.ح.ع" ال يجوز لألب أو األم أو الوصي أو المقدم رهن أموال القاصر أو المحجور عليها رهنا
رسميا إال بإذن من القاضي.
8
أوال :الشروط المتعلقة بالمحل
يعرف محل عقد الرهن الرسمي ،بأنه إنشاء لحق عيني على عقار مملوك لل راهن ،لض مان
1
الوفاء بالتزام يترتب في ذمة الراهن نفسه أو في ذمة غيره .
وبناء على هذا التعريف ،فمحل عقد الرهن الرسمي هو إنشاء تكلي ف ،بحيث يص بح العق ار
مثقال برهن رسمي يعقل عقار المدين الراهن مقابل أداء التزامه المتمثل في الدين.
وسنفصل في دراستنا لمحل عقد الرهن الرسمي على قاعدتين يتمثالن في:
-1قاعدة تخصيص العقار المرهون :يقصد بقاعدة تخصيص العق ار المره ون تحدي د األم وال
التي يشملها الرهن الرسمي ،وتتجلى أهمية ه ذا التحدي د من الناحي ة العملي ة في معرف ة ح دود
2
الرهن المخولة للدائن المرتهن.
لقاعدة تخصيص الرهن أثرها البالغ على نظام االئتمان العقاري بأسره ،حيث تؤمن حق ال دائن
المرتهن من خالل تعيين العقار محل الضمان بدقة وتمييزه بما يس مح لقي ام حق ه العي ني ال ذي
يحفظ له حق األفضلية والتتبع.
كما تمكن الدائن من معرفة الرهون ال تي تثق ل ك ل عق ار من عق ارات الم دين ،ويق در بالت الي
درجة يساره وال يقوم على منحه االئتمان ،إال إذا تيقن أن قيمة العقار الذي سوف ي ترتب علي ه
الرهن تكفي لسداد دينه بل ويزيده.
وعليه ،فإن هذه القاعدة تقتضي أن يرد الرهن الرسمي على عقار ،وأن يكون هذا األخير معينا
تعيينا وافيا دقيقا ومحددا تحديدا وافيا
كم أنه بموجب هذه القاعدة ال يشمل الرهن الرسمي إال العقارات الموجودة التي يملكها ال راهن
دون تلك التي يمكن الحصول عليها استقباال
أ-ورود الرهن الرسمي على عقار
3
يتضح من خالل المادة 165من م.ح.ع ،أن ال رهن الرس مي ح ق عق اري فال يق ع إال على
العقارات ،أما المنقوالت فهي مب دئيا غ ير قابل ة إلنش اء رهن رس مي عليه ا ،إال أن ه إذا ك انت
4
المنقوالت متصلة بالعقار المحفظ عن طريق التخصيص ،فهي عقارات بالتخصيص وبالتالي
يسوغ عقد رهن رسمي عليها مع العقارات المتصلة بها .والب د من أن يك ون العق ار بح د ذات ه
قابال للتداول ،ومما يجوز التعامل فيه ،وعلى هذا ال يج وز إنش اء رهن رس مي على العق ارات
التي ال تقبل التداول أصال كالعقارات التابعة ألمالك الدولة العامة أو العقارات الموقوفة.
كما ال يجوز إنشاء رهن رسمي على األموال التي ال تقبل التداول إال تبعا للعقار المرتبطة ب ه،
كحقوق االرتفاق التي ال تقبل التصرف إال مع العقار المرتفق.
-1عبد الرزاق السنهوري "الوسيط في شرح القانون المدني" الجزء العاشر ،التأمينات الشخصية والعينية ،دار إحياء
التراث العربي 1973ص 347
-2نبيل إبراهيم سعد "التأمينات العقارية الشخصية" منشأة المعارف اإلسكندرية( ،دون ذكر الطبعة) ،ص 80
-3تنص المادة 165من م.ح.ع " الرهن الرسمي حق عيني تبعي يتقرر على عقار محفظ أو في طور التحفيظ يخصص
لضمان أداء دين"
-4يوسف افريل " الرهن الرسمي العقاري ضمانة بنكية للدائن المرتهن" الدار البيضاء 2011ص 33
-5العربي محمد مياد" تأمالت في مدونة الحقوق العينية الجزء الرابع" طبعة 2017ص127
-6محي الدين إسماعيل علم الدين" نظم الكراء بالمغرب" مطبعة الساحل الرباط 1986ص 55
-7المختار بن أحمد العطار" التحفيظ العقاري في ض وء الق انون المغ ربي" مطبع ة النج اح الجدي دة ال دار البيض اء طبع ة
2008ص 214
8
وقد نص المش رع المغ ربي على ه ذه األحك ام من خالل الفص لين 179 180من ظه ير 2
يونيو .1915
وينص الفصل 179على ما يلي( :ال يكون الرهن االتف اقي ص حيحا وال يج وز بالت الي تقییده
غال إذا ك ان المبل غ ال ذي أعطي ال رهن من أجل ه معين ا بالعق د .وإذا ك ان ال دين الم ترتب عن
االلتزام مقيدا بشرط فينص على هذا الشرط في التقييد).
كما ينص الفصل 180على ما يلي( :إن الرهن المعطي لتأمين اعتم اد مفت وح إلى غاي ة مبل غ
معين يأخ ذ رتب ة من ت اريخ تقيي ده من غ ير أن ت راعى في ذل ك الت واريخ المتوالي ة لتنفي ذ
االلتزامات التي تعهد بها المقرض).
والمستنتج من الفصل ،179أنه ال يكون الرهن االتفاقي صحيحا وال يجوز بالت الي تقییده ،إال
إذا كان المبلغ الذي أعطى الرهن من أجله معينا بالعقد.
أما الفصل 180فينص على أن الرهن المعطي لتأمين اعتماد مفتوح إلى غاية مبلغ معين يأخذ
8
رتبته من تاريخ تقييده .
وبناءا على ما سبق ،فإن الدين المضمون برهن عقاري ،يلزم أن يكون محددا تحدي دا دقيق ا في
عقد الرهن الرسمي للقول بصحته.
9
وهو ما ذهب إليه المجلس األعلى في قرار له ،حيث ج اء في ه م ا يلي( :وحيث اعت بر أن
الدين المضمون برهن يعتبر بمثابة األصل ،والعقار المرهون ليس إال ضمانا لهذا األصل ،لهذا
ال يعقل أن يحدد التابع دون األصل).
كما ال يجوز أن يعقد رهن رسمي لضمان كل الديون التي تثبت في ذمة الم دين س واء في م دة
معين ة أو غ ير معين ة ،م ا دامت ال ديون نفس ها لم تعين ك ل دين على ح دة من ناحي ة المق دار
والمصدر.
كذلك ال يجوز أن يمتد الرهن الرسمي لضمان أي دين آخ ر لم يعين مق داره وال مص دره يثبت
في ذمة المدين بعد الدين المضمون بالرهن .ويمتد الدين المضمون بمقداره وبمصدره.
ويحدد هذا المقدار إذا كان الدین معينا ،من رأس المال والفوائد وم تی تب دأ في س ريانها ويمكن
أن يكون الدين منجزا أو معلقا على شرط.
وإلى جانب تحديد مقدار الدين ،يلزم تحديد مصدره أيضا ،هل هو عقد وأي عق د يك ون أو ه و
عمل غير مشروع أو إثراء بال سبب أو إرادة منفردة أو هو القانون
فقد يكون الدين المضمون ثمنا في عقد للبيع أو قرضا أو إيرادا مدى الحي اة أو ش رطا في عق د
هبة أو التزاما بعمل أو تعويضا عن عمل مشروع أو قد يك ون دين ا احتمالي ا أو دین ا مس تقبال،
10
وهكذا تتنوع الديون بتنوع مصادرها .
-8يوسف أفريل" الرهن الرسمي العقاري ضمانة بنكية للدائن المرتهن" الدار البيضاء 2011
-9أنظر الحكم التجاري رقم ،161في الملف رقم ،04/4-155بت اريخ ،08/03/2005ص ادر عن المحكم ة التجاري ة
بمكناس
-10عبد الرزاق السنهوري "الوسيط في شرح القانون الم دني" الج زء العاش ر ،التأمين ات الشخص ية والعيني ة ،دار إحي اء
التراث العربي 1973ص 372
8
وتبرز الحكمة من تحديد الدين المضمون في المصلحة العائدة على المدين وعلى الغير كذلك
فمن حيث فائدته بالنسبة للمدين ،ه و علم ه بالمق دار ال ذي يجب علي ه دفع ه ،إذ من ش أن ع دم
تحديده أن يصل الدين إلى مبلغ كبير ال يستطيع الوفاء به فال يكفيه العقار المرهون.
أما مصلحة الغير في تحديد الدين المضمون ،هو أن كل دين غير محدد بالنس بة إلى مق داره أو
مصدره ،قد يصل إلى مبلغ كبير ،فيرى الغير من دائن مرتهن ت ال أو مش تر للعق ار المره ون
في النهاية ،أن الدين الذي يضمنه العقار بلغ حدا كبيرا ،وهذا الدين يسبقه أو يلتزم بدفع ه إذا لم
11
يطهر العقار .
ثانيا :الشروط المتعلقة بالسبب
السبب في عقد الرهن الرسمي هو ضمان الدين ،ولهذا قد رضی صاحب العقار المرهون،
سواء كان هو المدين أو كان كفيال عينيا بإقامة الرهن الرسمي على عقاره ،فيجب إذن أن
يكون هناك دین مضمون قد نشأ صحيحا ،ثم يبقى قائما إلى حين انعقاد الرهن.
فال يقوم الرهن الرسمي إال بقيام الدين المضمون به ،ويسير مع الدين وجودا وعدما.
فكل رهن رسمي يفترض إذن وجود التزام ص حیح يض منه ه ذا ال رهن ،ف إذا اعت ور االل تزام
عيب يؤدي إلى بطالنه أو إبطاله أو نقضه ،اختفى الرهن مع االلتزام وينتقل الرهن مع االلتزام
المض مون إلى الخل ف الع ام أو الخل ف الخ اص ،وك ذلك ينقض ي ال رهن بانقض اء االل تزام
المضمون.
تأسيسا على ما سبق فإنه متى ما توفرت األركان العامة المذكورة يكون العق د ص حيحا إال أن ه
ال يتم االكتفاء فقط بهذه الشروط الموضوعية بل ال بد من توفر بعض الشروط الشكلية وهو ما
سيأتي معنا من خالل المطلب الثاني.
-11عبد الرزاق السنهوري "الوسيط في شرح القانون الم دني" الج زء العاش ر ،التأمين ات الشخص ية والعيني ة ،دار إحي اء
التراث العربي 1973ص 372
8
المطلب الثاني
الشروط الشكلية لعقد الرهن الرسمي
تقتضي صحة بعض العقود عالوة على تحقق الشروط الموضوعية المنص وص عليه ا في
الفصل الثاني من قانون االلتزامات والعقود ،توافر شروط شكلية معينة.
وألجل ذلك ،فقد اعت نى المش رع المغ ربي بالج انب الش كلي لعق د ال رهن وذل ك ل دواعي بعث
الطمأنينة لدى الدائن الم رتهن غ ير الح ائز للعق ار المره ون ،وحماي ة االس تقرار والمع امالت
العقارية تعزيزا لالئتمان البنكي ،وهكذا اشترط المش رع المغ ربي ض رورة كتاب ة عق د ال رهن
الرسمي.
وبالتالي سنقسم هذا المطلب إلى:
الفقرة األولى :وجوب كتابة عقد الرهن الرسمي
الفقرة الثانية :تقييد الرهن الرسمي بالسجل العقاري
الفقرة األولى
وجوب كتابة عقد الرهن الرسمي
إذا كان األصل في العقود هو مبدأ الرضائية ،حيث أن العقد ينعقد بمجرد أن يتبادل الطرفان
التعبير عن ارادتين متطابقتين ،إال أنه في بعض األحيان يت دخل المش رع ليش ترط ش كال معين
النعقاد بعض العقود ،ويستلزم إفراغ التراضي في قالب أو في ش كل معين كم ا ه و الح ال في
عقد الرهن الرسمي حيث يلزم كتابته النعقاده وانشائه.
أوال :الطبيعة القانونية للكتابة0
يعتبر الرهن الرسمي عقدا شكليا بامتي از بحيث أن ه ال يمكن تص ور رهن رس مي من غ ير
كتابة وهو ما ينص عليه المشرع المغربي في الم ادة 174من مدون==ة الحق==وق العينية بقول ه
على أنه "ينعقد الرهن االتفاقي كتاب ة برض ى الط رفين وال يك ون ص حيحا إال إذا قي د بالرس م
العقاري".
وعليه فإن شرط الكتابة في عقد الرهن الرسمي هو شرط جوهري وضروري لقيام هذا العقد.
والجدير بالمالحظة هو أن المشرع المغربي لم يحدد في هذه المادة نوع الكتابة هل هي عرفي ة
أم رس مية بخالف م ا ك ان ينص علي ه في ظه ير 2يوني و 1915ال ذي ك ان ينص على أن ه
"يمكن أن يعطي الرهن االتفاقي برضا األطراف إما بعقد رسمي أو عرفي".
وق د نص المش رع المغ ربي في الم ادة 4من م ح ع على أن ه "يجب أن تح رر تحت طائل ة
البطالن جميع التصرفات المتعلقة بنق ل الملكي ة أو إنش اء الحق وق العيني ة األخ رى أو نقله ا أو
تعديلها أو إسقاطها بموجب محرر رسمي أو محرر ثابت التاريخ يتم تحريره من ط رف مح ام
مقبول للترافع أمام محكمة النقض مالم ينص القانون على خالف ذلك"...
8
وقد عرف المشرع المغربي الورقة الرسمية من خالل الفصل 418من ق ل ع بما يلي:
"الورقة الرسمية هي التي يتلقاها الموظفون العمومي ون ال ذين لهم ص الحية التوثي ق في مك ان
تحرير العقد ،وذلك في الشكل الذي يحدده القانون ،وتكون رسمية أيضا :
األوراق المخ اطب عليه ا من القض اة في مح اكمهم .األحك ام الص ادرة عن المح اكم المغربي ة
واألجنبية ،بمعنى أن هذه األحكام يمكنها أن تك ون قب ل ص يرورتها واجب ة التنفي ذ ،وأن تك ون
حجة على الوقائع التي تثبتها ".
فالمحررات الرسمية إذا من خالل هذا الفصل ،يمكن أن تش مل ع دة أن واع حس ب الجه ة ال تي
قامت بتحريرها.
فمثال هن اك المح ررات التوثيقي ة وال تي يحرره ا الموثق ون العص ريون ،ثم هن اك المح ررات
1
العدلية ،والتي يحررها العدول ،ثم المحررات العبرية والقضائية وكذا المحررات اإلدارية
ويالحظ من خالل ما سبق أن المشرع المغربي أعطى الحق للط رفين في اختي ار ن وع الورق ة
كما أنه حصر جهات التوثيق في الموثقين العدليين والعدول والمحامين المقب ولين لل ترافع أم ام
محكمة النقض.
وعلى خالف المشرع المصري الذي نص في المادة 1031من القانون المدني المص ري على
أنه" :ال ينعقد الرهن الرسمي إال إذا كان بورقة رسمية"
يستنتج من خالل ما سبق أن المشرع المص ري س لك توجه ا آخ ر بتقري ره للش كلية في
2
عقد الرهن الرسمي وحصرها في الجانب الرس مي ،وه و م ا اعت بره بعض الفق ه المص ري
تشددا من المشرع بخصوص عق د ال رهن ،يج د ت بريره في ك ون عق د ال رهن يع د من العق ود
الخطيرة بالنسبة للطرف الراهن ،وأن هذا األخير يشعر بخطورة التص رف المق دم علي ه نظ را
لبقاء الشيء المرهون في حيازته ،وبالتالي فالرسمية تعمل على تنبي ه ال راهن إلى خط ورة م ا
سيقدم عليه.
كم ا أن المش رع الفرنس ي ب دوره ذهب إلى اش تراط الكتاب ة الرس مية وأض اف ش كلية
أخرى عندما يتعلق األمر بالرهن االتفاقي تتمثل في ضرورة تحريره من طرف م وثقين اث نين
3
وق د ع بر بعض الفق ه الفرنس ي عن أهمي ة ه ذا التوج ه من حيث أن أو موثق وش اهدين
المح رر الرس مي يجع ل األط راف يطمئن ون إلى نت ائج العق د ويس مح بمراقب ة وض ع العق ار
المرهون هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فإن هذا العق د يمنح ال دائن الم رتهن حج ة مطلق ة في
مواجهة الكافة ،وكذا بيع العقار في حالة عدم األداء من المدين ال راهن ،وذل ك دون حاج ة إلى
استصدار حكم قضائي.
-1كمال ليمونة" ،سلطات المحافظ في مراقبة مستندات التقييد بين المشروعية والرقابة القضائية" ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد األول وجدة ،السنة الجامعية 2004 / 2003ص 14وما بعدها.
-2رمضان أبو السعود ،الوسيط في التأمينات الشخصية والعينية ،الجزء األول في التأمينات الشخصية والرهن الرسمي،
مطبعة كروزيات اإلسكندرية ،الطبعة األولى 1998ص262
8
3-Article 2127 code civil français «l’ hypothèque conventionnel ne peut être consentie que
par un acte passé en forme authentique devant deux notaires ou devant un notaire et deux
témoins
ويجب على الورقة الرسمية أو العرفية أن تتوفر على عدة شروط منها كاآلتي
-1أن تكون صادرة عن موظف عمومي
برجوعنا إلى التشريع المغربي يتبين أن تعريف الموظ ف العم ومي ينازع ه تعريف ان األول
تعري ف اداري حيث ورد في الم ادة الثاني ة من ظه ير 24ف براير 1958المتعل ق بالنظ ام
االساسي للوظيفة العمومية الذي جاء فيها أنه( : يع د الموظ ف العم ومي ك ل ش خص يعين في
وظيفة قارة ويرتب في احدى رتب السلم الخاص بأسالك اإلدارة التابعة للدول ة ) أم ا التعري ف
الثاني وهو األهم قد ورد في المادة 224من القانون الجن==ائي وال تي تنص على م ا يلي ( يع د
موظفا عموميا في تطبيق أحكام التشريع الجنائي كل شخص كيفما ك انت ص فته يعه د إلي ه في
حدود معينة مباشرة وظيفة مهمة و لو مؤقتة بأجر أو بدون أجر.
و يساهم ب ذلك في خدم ة الدول ة أو المص الح العمومي ة أو الهيئ ات أو البل ديات أو المؤسس ات
العمومية و بهذا التعري ف الش امل فإن ه ال يش ترط في الموظ ف لكي يع د موظف ا عمومي ا أن
يكون من األطر العليا أو الدنيا للوظيفة العمومية أو يكون رسميا أو متم رن أو م ؤقت م دنيا أم
عسكريا أو أن يكون مرتبط مع الدولة بعقد من العقود أو خاضعا لنظ ام الوظيف ة العمومي ة ب ل
كل ما يشترط أن يكون هذا الشخص موظف باإلدارة الوطنية أو يباشر مهمة مساهما ب ذلك في
خدمه الدولة المغربية أو المصالح العمومية الوطنية أو الهيئات البلدية أو المؤسس ات العمومي ة
الوطنية أو مصلحة ذات النفع العام .
-2أن يكون لهذا الموظف صالحية التوثيق
يتفرع هذا االختصاص الى نوعين:
االختصاص النوعي :نقصد منه أن يك ون الموظ ف مختص ا بن وع الورق ة ال تي يحرره ا وأال
يوج د م انع ق انوني يح ول دون مباش رة عمل ه بحيث إذا ن زع من ه االختص اص وقت تحري ر
الورقة وهو عالم بذلك كانت الورقة المحررة باطلة والعكس ص حيح وإذا ك ان ذووا الش أن هم
أيض ا س يئ الني ة وال يعلم ون ب ذلك ف إن تل ك الورق ة تبقى ص حيحة حماي ة للوض ع الظ اهر
المستصحب لحسن النية التي هي األصل.
وكقاعدة عام ة ف إن ال ذين يقوم ون ب التوثيق في المغ رب هم الع دول والموثق ون العص ريون،
باإلضافة إلى المحامي المقبول بالترافع أمام محكمة النقض.
االختص==اص المك==اني :حيث يجب أن يكون الموظ ف مختص ا من حيث مك ان تحري ر الورق ة
وذل ك مرتب ط بالجه ة ال تي يعم ل فيه ا على اعتب ار أن ق انون الوظيف ة العمومي ة أو الق وانين
الخاصة تحدد لكل موظف حدود اختصاصه.
و سنقوم بإعطاء مثال لكل اختصاص:
ق د يك ون الموظ ف مختص ب التوقيع مثال يعم ل بأح د المراف ق العمومي ة بمدين ة الرب اط ف إن
االختصاص النوعي في هذه الحالة يكون بالتوقيع على المحررات الرسمية و بذلك فإنه ال يحق
له أن يقوم بتحرير الورقة الرسمية كما أن االختصاص المكاني لهذا الموظف يك ون في ح دود
دائرة عمله و هو الرباط أما إذا قام ب التوقيع على الورق ة الرس مية في مك ان آخ ر غ ير مك ان
اختصاصه فإنه يكون قد خرق قاعدة االختصاص المكاني.
8
-3أن تكون الورقة مشتملة على جميع البيانات واألوضاع المحددة 0قانونا
وإذا كانت الجهة المؤهلة لتحرير عقد الرهن قد حسمها المشرع ،فإن ه باإلض افة إلى ذل ك ح دد
مضمون هذا العقد بأن فرض تحت طائل ة البطالن أهم العناص ر ال تي يجب أن يحتويه ا ،وهي
كالتالي:
تحديد هوية أطراف العقد :القاعدة العامة أن أطراف العقد هما المدين الراهن والدائن المرتهن،
ول ذلك أوجب المش رع أن يتم ذك رهم في العق د ،ويجب اإلش ارة في ه ذا الش أن إلى أن ه يجب
التمييز بين الشروط الشكلية المتطلب ة في العق ود ال تي يحرره ا الم وثقين وتل ك ال تي يحرره ا
العدول أو باقي المهن القضائية.
أ-عق==ود ال==رهن المح==ررة من ط==رف الموث==ق :وهك ذا فإن ه طبق ا للم ادة 36من الق انون رقم
32.09المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.11.179ص ادر
في 22نوفم بر 2011فال ب د أن تتض من العق ود عام ة وعق ود ال رهن خاص ة ال تي يتلقاه ا
الموثق على الخصوص ما يلي:
األس ماء الكامل ة لألط راف بم ا فيه ا اس م األب واألم وب اقي الم وقعين على العق د ،وال يس مح
باختصارها إال إذا سبق في العقد ما يوضحها مرة واح دة على األق ل ،وبي ان م وطنهم وت اريخ
ومكان والدتهم وجنسيتهم ومهنتهم ونوع الوثيقة الرسمية التي تثبت هويتهم ومراجعها وح التهم
العائلية والنظام المالي للزواج بالنسبة لألطراف عند االقتضاء؛
بيان أركان وشروط العقد مع تعيين محله تعيينا كامال؛
بيان المراجع الكاملة للوثائق التي استند عليها في إبرام العقد؛
كتابة المبالغ المالية= بالحروف واألرقام.
ويتعين على الموثق أن يتحقق تحت مسؤوليته من هوية األطراف وص فتهم وأهليتهم للتص رف
ومطابقة الوثائق المدلى بها إليه للقانون.
ويشار في العقد إلى قراءة األطراف له أو إلى أنهم اطلعوا على مض امينه من ط رف الموث ق.
وإذا كان أحد األطراف يجهل اللغة التي حرر بها العقد يشهد عليه الموثق بذلك.
ويتم تحرير العقد تحت مسؤولية الموثق دون انقطاع أو بشر أو إصالح في ص لبه أو إقح ام أو
كتابة بين السطور أو إلحاق أو تشطيب أو ترك بياض باستثناء ما يفصل بين الفقرات والبن ود،
وفي هذه الحالة يوضع خط على البياض .وترقم جمي ع الص فحات ويش ار إلى ع ددها في آخ ر
العقد .ا وفي جميع األحوال يتم تذييل أصول العق ود -تحت طائل ة البطالن -باألس ماء الكامل ة
وتوقيع ات األط راف والترجم ان والش هود إن وج دوا ،ثم الموث ق م ع خاتم ه .ويوق ع ك ذلك
األطراف على كل صفحة من صفحات العقد ويكتب تاريخ توقيع كل طرف كما يؤش ر الموث ق
على كل صفحة.
وإذا كان أحد األطراف ال يحس ن التوقي ع فإن ه يض ع بص مته على العق د ويش هد علي ه الموث ق
بذلك ،وإذا تعذر عليه التوقيع واإلبصام فإن الموثق يشهد عليه ب ذلك بمحض ر ش اهدين .تك ون
التأشيرات والتوقيعات دائما بخط اليد وبمداد غير قابل للمحو.
ويجب على الموثق أن يوقع العقد فور آخر توقي ع لألط راف .يكتس ب العق د الص بغة الرس مية
ابتداء من تاريخ توقيع الموثق.
8
ب-عقد الرهن المحرر من طرف العدل :طبقا للمادة 31من القانون رقم 16.03المتعلق بخطة
العدالة الصادر بتنفيذه الظهير الش ريف رقم 1.06.56بت اريخ 14ف براير ،2006يتعين أن
تشتمل الشهادة على الهوية الكاملة للمشهود عليه ،وحقه في التصرف في المشهود في ه ،وكون ه
يتمتع باألهلية القانونية لهذا التصرف .ويتعين أن تشتمل الشهادة أيضا على تعيين المشهود في ه
تعيينا كافيا.
أما بالنسبة للمحامي فلم يتضمن القانون المنظم للمحاماة الشكليات الواجب احترامها من ط رف
المحامي المؤهل إلبرام العقود ،وترك بالتالي للمحامي اعتماد المقتضيات العامة المتعلقة بهوية
األطراف وغيرها من األركان والشروط الواجب تحققها في العقود عامة.
ثانيا :أهمية كتابة عقد الرهن الرسمي0
تعد الكتابة في عقد الرهن الرسمي اجراء البد منه في غياب نقل الحي ازة فهي من بين الأدوات
التي اس تخدمت لتع ويض ذل ك وق د أوج دها المش رع لتحقي ق الحماي ة بالدرج ة االولى لل دائن
المرتهن حيث أن هذا األخير يجد نفس ه في حاج ة إلى التثبت من أص ل ملكي ة الم دين ال راهن
1
ومن أهليته كما تعتبر وسيلة اثبات لص الح ال دائن الم رتهن ألج ل االحتج اج بحق ه وبالت الي
يسهل عليه التنفيذ على العقار المرهون.
وسنتطرق إلى كل من دور الكتابة في التثبت من هوية األطراف ودور الكتابة في التنفيذ
دور الكتابة في التثبت من هوية وأهلية طرفي عقد الرهن الرسمي1-
استلزم المشرع المغربي في جميع المحررات المتعلقة بإنشاء ونقل أو تغي ير أو انه اء ح ق من
الحقوق العينية أو االلتزامات المتعلقة بها لكي تنتج آثارها ويتم تسجيلها في السجل العق اري أن
تشتمل على أسماء وصفات األطراف المتعاقدة وح االتهم المدني ة وتع يين م وطن وعن وان ك ل
2
طرف داخل نفوذ المحافظة العقارية وتوقيع االطراف المتعاقدة
وتبرز أهمية التحقق من أهلية الم دين ال راهن في ك ون ال رهن الرس مي يع د عمال من أعم ال
3
التصرف الدائر بين النفع والضرر إذ أنه يرهن عقاره مقابل حصوله على الدين أو من أج ل
سداده لذلك تشترط فيه أهلية التصرف وليس فقط أهلية اإلدارة.
وبالنسبة للكفيل العيني ففي غالب األحيان يكون متبرعا بكفالته لذلك يجب أن تت وفر في ه أهلي ة
4
التبرع فيجب أن يكون بالغا لسن الرشد القانوني بدون أي عارض من عوارض األهلية .أم ا
بالنسبة للدائن المرتهن فإن التحقق من أهليته فيه حماية له إذ قد يقبل رهنا ال يعتبر ظمانا كافي ا
للوفاء بدينه إذا كان ناقص األهلية.
سناء الترابي’’ حماية الدائن المرتهن في الرهن الرسمي العقاري أطروحة لنيل الدكتورة في الحقوق .كلية – 1
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة محمد األول وجدة السنة الجامعية 2008’2007ص 264
يوسف افريل ’’ الرهن الرسمي العقاري ضمانة بنكية للدائن المرتهن" طبعة 2011ص2 – 56
3 – Mohamed AZAMI, << la portée de l’effet constitutif et de la force probante des inscriptions>>,
mémoire D E S, faculté des sciences juridiques économiques et sociales UM5, Rabat année
universitaire 1987-1988 p.110
محي الدين إسماعيل علم الدين ’’ التأمينات العينية في القانون المصري والمقارن ’’ دار النهضة العربية – 4
القاهرة ص26
الفقرة الثانية
السجل العقاري
القيد في 8
أوجب المش رع المغ ربي تقيي د ال رهن الرس مي بمقتض ى الفص==ل 65من ظه==ير 12غش==ت
1913المغير والمتمم لقانون 14.07والذي نص على ما يلي (يجب أن تشهر بواسطة تقييد
في الرس م العق اري جمي ع األعم ال واالتفاق ات الناش ئة بين األحي اء مجاني ة ك انت أو بع وض
وجميع المحاضر المتعلقة بالحجز العقاري وجميع األحكام التي تكتسب قوة الشيء المقضي ب ه
متى كان موضوع جميع م ا ذك ر في ه ح ق عق اري أو نقل ه إلى الغ ير أو اق راره أو تغي يره أو
اسقاطه).
إن الرهن الرسمي مؤسسة تحيى (بأكسجين) التقييد ذلك أن قوة الضمان فيه ا ه و تقيي د ال رهن
في السجالت الرسمية لملكية العقار المره ون وعلي ه فال دائن مل زم بتقيي د مق دار ال رهن ح تى
يضمن لنفسه الحق الذي خوله له عقد الرهن الرسمي فيحفظ ل ه ح ق األفض لية على غ يره من
الدائنين .وهو ما يؤكده الفصل 66من ظهير التحفيظ العقاري "حيث يعتبر أن كل حق عي ني
متعلق بعقار محفظ غير موجود بالنسبة للمتعاقدين والغير إال بعد تقييده بصورة قانونية".
لذلك سوف نتطرق إلى بيان ماهية التقييد ومزايا وفوائ==د ه==ذا التقييد باإلض افة إلى إج==راءات
التقييد
أوال :ماهية التقييد
استلزم المش رع المغ ربي القي ام ب إجراء أساس ي من أج ل نف اذ ال رهن الرس مي ه ذا االج راء
المتمثل في تقييد الرهن الرسمي ،أي وضع الحماي ة ل ذوي العالق ة خصوص ا ال دائن الم رتهن
والغير على حد سواء على اعتبار أن نظام التسجيل العيني يرتك ز على قواع د وأس س اله دف
منها السهر على اشهار المعامالت الواردة على العقارات موضوع التصرف والقاع دة تفي د أن
القي د في الس جل العق اري ينش ئ الح ق العي ني بمع نى أن الح ق العي ني ال يمكن أن ينش أ بين
المتعاقدين أو بالنسبة للغير إال بتسجيله في السجل العقاري ومن تاريخ هذا التسجيل.
فللتسجيل أثر منش ئ للح ق إذ التص رف ال ذي يتم تس جيله في الح ق يص بح بمقتض اه موج ودا
وثابتا ،والتصرف الذي لم يق ع تس جيله ال يت وفر ص احبه على أي منزل ة قانوني ة مهم ا ك انت
1
المستندات التي يعتمد عليها إلنشاء حقه .وهكذا يظل ص احب أي ح ق عق اري متعل ق بعق ار
محفظ غير مسجل بالمحافظة العقارية ،له فقط حق شخصي إزاء المتعاقد مع ه ،وغ ير موج ود
2
بالنسبة للغير إال بتسجيله وابتداء من يوم التسجيل .وقد سار على ه ذا النهج ك ل من المش رع
3
التونسي .وأيضا المشرع المغربي حيث أك د على الأث ر اإلنش ائي لتقيي د ال رهن الرس مي من
خالل الفص==ل 67من ق==انون ( 14. 07األفع ال اإلرادي ة واالتفاق ات التعاقدي ة الرامي ة إلى
تأسيس حق عيني ال تنتج أي أثر ولو بين األطراف إال من يوم التسجيل)
وجاء في الفقرة األولى من الفص==ل 66من ظ.ت.ح أن( :ك ل ح ق عي ني متعل ق بعق ار محف ظ
غير موجود بالنسبة للغير إال بتسجيله ابتداءا من ي وم التس جيل في الرس م العق اري من ط رف
المحافظ على األمالك العقارية)
8
كما تم التأكيد على هذا المبدأ بموجب الفص==ل الث==اني من ظه==ير 19رجب ( 1333أن ض مان
الحق وق العيني ة أو التك اليف العقاري ة ول و بين األط راف ال يحص ل إال بإعالنه ا عن طري ق
تقييدها بصفة موجزة في السجالت العقارية في الحساب الخاص المفتوح لكل عقار وك ذا تقيي د
التغي يرات الطارئ ة على ه ذه الحق وق ،ويق ع ذل ك االعالن بع د التحق ق من
المستندات المدلى بها).
إن للتقييد بالسجل العق اري حجي ة مطلق ة بالنس بة للغ ير حس ن الني ة فم ا يق ع من
ابط ال أو تغي ير الح ق ال يمكن أن يلح ق ب ه أي ض رر بمع نى أن حقوق ه تظ ل
محفوظة .4
ثانيا مزايا التقييد
رغم االنتقادات الموجهة لمبدأ األثر المنشئ للتسجيل لعدم اتفاقه م ع مب دأ س لطان اإلرادة،
فإنه يحقق أهمية بالغة حيث يشكل وسيلة فعالة لحفظ وحماية حقوق الدائنين المرتهنين .فالرهن
الرسمي المقيد بصفة قانونية حجة في مواجهة الجميع ،حيث ال يمكن االستدالل على وجوده أو
انعدامه بأي وسيلة أخرى خارج البيانات المقيدة بالرسم العقاري.
ألجل ذلك يك ون من الض روري على ال دائن الم رتهن أو من ين وب عن ه اإلس راع إلى تقيي ده
ليتفادى بذلك جمي ع المخ اطر والمتمثل ة بالخص وص في فق د مرتبت ه األولى وفض ال عن ذل ك
ليضمن لنفسه النت ائج اإليجابي ة ال تي يرتبه ا مب دأ القي د إذ من ش أن مب دأ األث ر اإلنش ائي له ذا
األخير ،أن يمنح الثقة للدائن المرتهن حيث يمكنه من الحصول على ش هادة خاص ة من ط رف
المحافظ والتي تعتبر بمثابة سند تنفيذي ،يخول له حق التنفيذ على العقار في حالة امتناع المدين
عن األداء باألسبقية على باقي الدائنين غير المسجلين ،كما تمنحه حق التتبع للعق ار في أي ة ي د
كان أو انتقل
ومن حسنات تقييد الرهن الرسمي في السجل العقاري ،أنه يعمل على تعطيل التقادم المسقط ،إذ
يجعل االلتزام المضمون برهن رسمي غیر قابل للتقادم ،طبقا لم ا نص علي ه الفص==ل 377من
ق.ل.ع الذي جاء فيه أنه( :ال محل للتقادم إذا كان االلتزام مضمونا برهن حي ازي على منق ول
أو برهن رسمي).
كما أنه يحول دون تقادم حق ال رهن الرس مي في ح د ذات ه باعتب اره حق ا عيني ا وذل ك اس تنادا
للفص==ل 63من ظ.ت.ع ال ذي نص على أن( :التق ادم ال يكس ب أي ح ق عي ني على العق ار
المحفظ في مواجهة المالك المسجل اسمه ،وال يزيل أي حق من الحقوق العينية المس جلة برس م
الملك).
ومن جهة أخرى ،فإن نظام التقادم المسقط يتعارض مع م ا ج اء في الفص ل الث الث من ظه ير
19رجب 1933في فقرته األولى التي تنص على ما يلي( :إن الرسوم العقارية وما تتض منه
من تسجيالت تابعة إلنشائها تحفظ الحق الذي تنص عليه ما لم تبطل أو يشطب عليها أو تغير)
-4المختار عطار " الوجيز في القانون العقاري المغربي والموريتاني " مطبعة قضاء اإليداع والطباعة م راكش " الطبع ة
األولى 1999ص 301
8
5
فلقد صدر حكم المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء قضى بما يلي( :يتقادم طبقا للفصلين 377
و 387من ق.ل.ع بخمسة عشر س نة االل تزام بالقي ام بعم ل ،م تى ك ان غ ير مض مون ب رهن
حيازي على منقول أو برهن رسمي)
6
كم ا ج اء في حكم للمحكم ة التجاري ة بال دار البيض اء نص على م ا يلي( :وحيث يت بين أن
األساس الذي بنيت عليه الدعويين مع ا ه و انقض اء االل تزام بالتق ادم .وحيث إن الث ابت وطبق ا
لمقتضيات المادة 377من ق.ل.ع أن االلتزام الذي يكون مض مونا ب رهن رس مي ال يمكن أن
يكون محال للتقادم مما يكون السبب الذي بني عليه طلب اإليقاف غير مبني على أساس ويتعين
بالتالي التصريح برفضه).
ثالثا :إجراءات تقييد الرهن الرسمي0
ولما كان الرهن الرسمي مؤسسة تحیی (بأكسجين) التقييد ،ذلك أن قوة الضمان فيه ا ه و تقيي د
الرهن بالسجالت الرسمية لملكية العقار المرهون.
وعليه ،فالدائن ملزم بتقييد مقدار الرهن حتى يضمن لنفس ه الح ق ال ذي خول ه ل ه عق د ال رهن
الرسمي فيحفظ له حق األفضلية على غيره من الدائنين.
وهو ما يؤكده الفصل 66من ظهير التحفيظ العقاري ،حيث يعتبر أن كل حق بصورة قانوني ة
عيني متعلق بعقار محفظ غیر موجود بالنسبة للمتعاقدين والغير إال بعد تقييده.
وقد أجاز المشرع لكل صاحب حق من الحقوق الخاضعة لنظام التقييد أن يقدم إلى المحافظة
العقارية طلبا يتضمن بيانات محددة طبقا للفصل 69قانون التحفيظ العقاري.
وبالرجوع إلى الفصل السابق فإن التسجيل يقتضي توافر البيانات التالية:
-1تعيين العقار الذي يعنيه التقييد وذل ك ببي ان رقم رس مه العق اري بم ا ل ه وم ا علي ه من
حقوق ،بحيث يتعين تقديم نسخة من عق د ال رهن إلى مص لحة التس جيل والتن بر لتعم ل
على اقتضاء حقوقها كما تقدم نسخة من عقد الرهن للوكالة الوطنية للمحافظ ة العقاري ة
الكائن بدائرة نفوذها العقار موضوع تسجيل الحق ،م ع إرف اق العق د بقائم ة طلب القي د
تحتوي على جميع البيانات المتعلقة باألطراف المتعاقدة والحالة المدنية للعق ار ،وأهمه ا
البيانات المتعلقة بتاريخ توثيق عقد الرهن اس م الموث ق أو الع دلين ال ذين تلقي ا األش هاد
وعنوانهما بالنسبة لوثيقة الرهن الرس مية ،أم ا إذا ك انت وثيق ة عرفي ة فيجب أن تك ون
موثقة من األطراف وأن يكون توقيع كل واحد منهم مشهودا بصحته من طرف الس لطة
المختصة بذلك.
-2بيان نوع الحق المطلوب تقييده ،المقصود بذلك هل هو يتعلق برهن أو بحق االنتف اع أم
وقف
-3أصل التملك وكذا نوع وتاريخ العقد الذي يثبته
-4الحالة المدنية للمستفيد من التقييد المطلوب إنجازه
-5حكم عدد 10898بتاريخ 14أكتوبر ،1982منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد ،24أبريل 1983ص 80
-6حکم ص ادر عن المحكم ة التجاري ة بال دار البيض اء رقم 4016/2003بت اريخ ،07/04/2004منش ور بالمجل ة
المغربية لقانون األعمال والمقاوالت عدد ، 4يناير ،2004ص .114
8
يتضح هنا أن تقيي د ال رهن الرس مي يتم في األص ل بن اء على طلب ال دائن الم رتهن باعتب اره
صاحب المصلحة في ذلك ،بعد أن يكون قد سبق له أن قدم نسخة من عقد ال رهن الرس مي إلى
مصلحة التسجيل والتنبر ألداء الرس وم وبع د ذل ك يمنح لط الب تقيي د ال رهن ش هادة التقيي د ثم
شهادة التقييد الخاصة.
ويقوم المحافظ العقاري بالتحقق من هوية المفوت وأهليته وكذا من صحة الوثائق المدلى بها
أما إذا الحظ المحافظ العقاري أن طلب التقيي د ال يس تجيب للنص وص القانوني ة المق ررة ،فإن ه
يرفض تقييد الرهن
غير أنه إذا ما تبين لل دائن الم رتهن أن أس باب ال رفض غ ير مبني ة على أس اس ،يح ق لل دائن
المرتهن الطعن في قرار المحافظ إما أمام المحافظ العام للملكية العقارية وفق نظام رئاس ي ،أو
أمام السلطة القضائية استنادا للفصل 96من ظهير التحفيظ العقاري.
بناءا على ما سبق فإن ه م تى م ا ت وفرت الش روط الس الفة ال ذكر ف إن ال رهن الرس مي يص بح
موجودا ويرتب آثارا على طرفي العقد.
8
المبحث الثاني
اآلثار القانونية المترتبة عن انشاء عقد الرهن الرسمي
ي ترتب عن ال رهن الرس مي ال ذي نش أ مس توفيا ألركان ه أث ار قانوني ة في غاي ة األهمي ة وفي
مقدمتها تقييد حق المدين الراهن في ممارس ة ح ق ملكي ة على الش يء المره ون باإلض افة إلى
التزامات أخرى تعد في المقابل حقوق للدائن المرتهن.
وسنخصص الحديث عن ذلك من خالل اآلتي:
المطلب األول :حقوق والتزامات المدين الراهن
المطلب األول
حقوق والتزامات المدين الراهن
يمت از ال رهن الرس مي بأن ه ال ي ؤدي إلى تجري د ال راهن من ملكي ة الم ال المره ون وال من
حيازته ،لذا فهو يبقي محتفظا بسلطاته باعتباره مالكا وح ائزا ولكن تف رض علي ه بعض القي ود
التي من شأنها أن تضمن سالمة المرهون
وبدلك سوف نقوم بالحديث عن كل من حقوق والتزامات المدين الراهن من خالل اآلتي
الفقرة األولى :حقوق المدين الراهن
الفقرة األولى
حقوق المدين الراهن
ينص المش رع المغ ربي في الم==ادة 187من ق انون رقم 39.08المتعل ق بمدون==ة الحق==وق
العينية على أنه« :يبقى الملك المرهون تحت يد الراهن يستعمله ويس تغله ويتص رف في ه دون
المساس بحقوق الدائن المرتهن.
وطبقا لم ا نص علي ه المش رع المغ ربي في ه ذا الفص ل فالم دين ال راهن يس تطيع أن يم ارس
سلطاته على العقار المرهون ،والمتفرعة عن حق الملكية من استعمال واستغالل وتصرف.
8
يقصد بحق االستعمال سلطة المالك في استخدام ملك ه فيم ا يص لح ل ه من وج وه االس تخدام
فاس تعمال الم نزل يك ون بس كناه ،واس تعمال الس يارة يك ون بركوبه ا واس تخدامها لمختل ف
1
األغراض وهكذا تختلف أوجه االستعمال باختالف األشياء
وبذلك يسوغ للراهن استعمال عقاره المرهون رهنا رسميا بأي وجه من وجوه االستعمال ،ف إذا
كان العقار فالحيا يحق له استغالله في األنشطة الفالحية وكذا القي ام بأعم ال التطه ير وص يانة
الترع والمساقي واآلبار وكذا تربي ة ال دواجن والحيوان ات األليف ة وتع اطي الص يد ان اقتض ى
الحال ،أما إذا كان العقار حضريا مبنيا فله أن يستعمله فيما أعد ل ه ،دون امكاني ة إثق ال العق ار
2
المرهون بالتزامات إضافية أو إنقاص من قيمته .
فالراهن له الحق في استعمال العقار المرهون بأي وجه من أوجه االستعمال كما ك ان يس تعمله
قبل الرهن
ثانيا :الحق في االستغالل
يقصد بحق االستغالل الحصول على ما يتولد أو ينتج عن الشيء من ثمار وبعبارة أخ رى ف إن
سلطة االستغالل هي سلطة الحص ول على م ا يغل ه الش يء من ربح أو دخ ل .والثم ار هي م ا
ينتجه الشيء في مواعيد دورية منتظمة دون مساس بجوهره وهي على نوعين
1-ثمار مدني ة أو قانوني ة ،وهي عب ارة عن ري ع الش يء أو م ا يغل ه من دخ ل نق دي مقاب ل
االنتفاع به ويكون ذلك عندما يسوي مالك الشيء لغيره باستعماله مقابل عوض ،ك أجرة م نزل
تم کرائه للغير ،وأجرة األراضي الزراعية المكتراة وفوائد النقود المقرضة والسندات ،واألسهم
- 2ثم ار مادي ة ،وهي ال تي تتول د إم ا بفع ل الطبيع ة ك الكأل ونت اج المواش ي وتس ي بالثم ار
3
الطبيعية ،وإما بفعل اإلنسان كالمحصوالت الزراعية وتسمى بالثمار المستحدثة .
وتجدر اإلش ارة إلى أن لل راهن الح ق في اس تغالل العق ار بنفس ه ،أو بواس طة الغ ير وبالت الي
الحصول على ما يغله العقار من ثمار سواء كانت طبيعية ،أو صناعية ،أو مدنية ،كما له كذلك
أن يغل ما يشاء عن طريق االستغالل
ومن أنواع االستغالل ك راء العق ار وقبض أجرت ه أو تحويله ا وذل ك إلى أن يتم تبلي غ محض ر
الحجز التنفيذي ،حيث تصبح الثمار المدنية من ملحق ات العق ار المره ون ويس تطيع ال دائن أن
4
ينفذ عليها
وحق االس تغالل في العق ار المره ون ال يح ده س وى الق انون أو ادا ك ان من ش أن االس تغالل
5
االضرار بالمرهون أو اإلنقاص من الضمان العيني .
-1إدريس الفاخوري " الحقوق العينية وفق قانون " 39.08مطبعة المعارف الجديدة طبعة 2013ص 68
-2العربي محمد مياد "تأمالت في مدونة الحقوق العينية" الجزء الرابع .طبعة 2017ص 132
-3ادريس الفاخوري "الحقوق العينية وفق قانون "39.08مطبعة المعارف الجديدة طبعة 2013ص 69
-4محمد ابن المحجوز " الحقوق العينية في الفقه اإلسالمي والتقنين المغربي" مطبعة النجاح الجديدة طبعة 1990ص
453
-5العربي محمد مياد " تأمالت في مدونة الحقوق العينية " الجزء الرابع الطبعة 2017ص132
8
ثالثا :الحق في التصرف
حق التصرف يخول سلطة إجراء جمي ع التص رفات على الش يء بش كل يس تفيد منه ا ص احب
الحق كليا أو جزئيا والتصرف نوعان مادي وقانوني
-فالتصرف المادي معناه تناول مادة الشيء بالتغيير أو التعديل أو اإلتالف أو بتحوي ل ص ورته
تحويال نهائيا ال رجعة فيه ،فيحق للمالك أن يهدم منزله كله أو بعضه ول ه أن يحول ه إلى مح ل
تجاري ...وإن كان له خشب يجوز له أن يصنع منه أثاثا أو أن يحرقه في مدفئته.
-أما التصرف القانوني ،فيقصد به إجراء تغيير في المركز القانوني للش يء وذل ك عن دما يعم د
المالك إلى نقل سلطاته كلها أو بعضها إلى الغير سواء تم ذل ك بالمقاب ل ك البيع أو ب دون مقاب ل
6
کالهبة .
و قد عرف حق التص رف تض ارب اآلراء الفقهي ة فهن اك ج انب ي رى ،إمكاني ة التص رف في
7
العقار المرهون بالبيع أو الهبة أو يعمل على رهنه م رة أخ رى م ادام ال يمس بحق وق ال دائن
فين حين يرى بعض الفقه ،إلى اعتبار هذا الشرط المتمثل في تقييد سلطات المدين على العق ار
8
المرهون باطل ويؤدي إلى بطالن عقد الرهن ،م دافعين عن رأيهم انطالق ا من الفص ل 110
من ق ل ع الذي ينص على أن " الشرط الذي ينافي طبيع ة الفع ل الق انوني ال ذي أض يف إلي ه
يكون باطال ويبطل االلتزام الذي يعلق عليه ،ومع ذلك يج وز تص حيح ه ذا االل تزام إذا تن ازل
صراحة عن التمسك بالشرط الطرف الذي وضع لص الحه ".ولق د اعت بر البعض أن ه ال يج وز
للدائن الم رتهن أن يش ترط على ال راهن ع دم ج واز التص رف في العق ار المره ون ،حيث أن
الم ذكرة اإليض احية للمش روع التمهي دي المص ري به ذا الخص وص "نص ت على أن حري ة
الراهن في أن يتصرف في العقار المرهون ال يجب أن يقيدها ال دائن الم رتهن ،ويك ون ب اطال
تعهد الراهن للدائن المرتهن بأن ال يتصرف في العقار المرهون مع بقاء عقد الرهن صحيح.
-6ادريس الفاخوري "الحقوق العينية وفق قانون "39.08مطبعة المعارف الجديدة طبعة 2013ص 69
-7محمد ابن المحجوز " الحقوق العينية في الفقه اإلسالمي والتقنين المغربي" مطبعة النجاح الجديدة طبعة 1990
-8عمر أزوكاغ ،تعليق على حكم ابتدائية أكادير في الملف 381بتاريخ 1999 / 05 / 10منشور بمجلة المحاكم
المغربية عدد 96أكتوبر 2002ص 10
8
الفقرة الثانية
التزامات المدين الراهن
سواء كان الراهن هو المدين أو الكفيل العي ني فان ه مل زم بإنش اء ح ق ال رهن لفائ دة ال دائن
1
المرتهن ،كما أن عليه مجموعة من االلتزامات األخرى ،ندكر على الخصوص ما يلي
أوال :االلتزام بالمحافظة على الملك المرهون
بما أن ال رهن الرس مي يخ ول للم دين احتفاظ ه بحي ازة العق ار المره ون والح ق في اس تعماله
واستغالله والتصرف فيه ،فإنه بالمقابل يتعين عليه المحافظ ة على ه ذا العق ار ،ح تى ال ينقص
من قيمته وبالتالي يضعف من ضمان الدائن.
ويعد ال تزام الم دين بالمحافظ ة على العق ار المره ون أهم ال تزام يلقى على عاتق ه ويمنع ه من
إحداث أي تصرف مادي أو قانوني يكون من شأنه أن ينقص من ضمانات الدائن ،خاص ة وأن
الرهن الرسمي يعتبر من عقود الض مان ال تي يل تزم فيه ا الم دين اتج اه ال دائن الم رتهن بع دم
التعرض واالستحقاق ،س واء من ه أو من أي ش خص آخ ر يعم ل على المس بح ق ال رهن كم ا
2
يلتزم كذلك برد أي اعتداء أو ادعاء من طرف الغير كأن يدعي ملكية العقار
وق د نص المش==رع المغ==ربي في الم==ادة 189من م.ح.ع على أن ه" :يض من ال راهن المل ك
المرهون وهو مسؤول عن س المته ك امال ح تى وف اء ال دين ،وللم رتهن أن يتع رض على ك ل
نقص في ضمانه وأن يتخذ من اإلجراءات ما يحفظ حقه على أن يرجع على الراهن بما أنفق"
ونصت المادة 1337القانون المدني األردني على أنه " يضمن الراهن العقار المرهون رهن ا
تأمينيا وهو مسؤول عن سالمته کامال حتى تاريخ وفاء ال دين وللم رتهن أن يع ترض على ك ل
نقص في ضمانه وأن يتخذ من االجراءات ما يحفظ حقه على أن يرجع بالنفقات على الراهن".
أيضا المش رع المص ري أق ر من خالل الم==ادة 1047من الق==انون الم==دني المص==ري "يل تزم
الراهن بضمان سالمة الرهن .وللدائن المرتهن أن يعترض على كل عمل أو تقصير يك ون من
شأنه إنق اص ض مانه إنقاص ا كب يرا ،ول ه في حال ة االس تعجال أن يتخ ذ م ا يل زم من الوس ائل
التحفظية وأن يرجع على الرهن بما ينفق في ذلك".
فمن خالل المقتض يات الم ذكورة أعاله ،يتض ح لن ا أن الم دين مل زم بض مان س المة العق ار
المرهون وحمايته ،وكذا المحافظة عليه ،ولل دائن الم رتهن أن يق وم بك ل االج راءات القانوني ة
التي تمكنه من االعتراض على كل تصرف أو تقصير من المدين الراهن قد ي ؤدي إلى إنق اص
ضمانه نقصانا جليا ،كم ا أن ه في حال ة االس تعجال يح ق ل ه اللج وء إلى قاض ي المس تعجالت
3
التخاذ االجراءات الوقتية لحماية المرهون .
-1العربي محمد مياد " تأمالت في مدونة الحقوق العينية" الجزء الرابع "طبعة 2017ص 134
-2عبد الواحد الشعير " المدخل البيداغوجي للقانون نظرية الحق" طبعة 1998ص 90
-3العربي محمد مياد " نفس المرجع" ص 134
8
ثانيا :االلتزام بضمان الهالك أو التلف الذي قد يلحق العقار المرهون
تنص الم==ادة 190من م.ح.ع " إذا هل ك المل ك المره ون أو تعيب بخط أ من ال راهن ك ان
للمرتهن أن يطلب وفاء دينه فورا أو تقديم ضمان كاف لدينه "
بناءا على النص المذكور أعاله يتضح أن الراهن يلتزم كذلك بعدم القيام بأي تصرف م ادي او
قانوني من شأنه الحاق تل ف أو هالك كلي أو ج زئي ب العين المرهون ة .ويبقى من ح ق ال دائن
المرتهن اللجوء إلى القضاء االستعجالي من أجل أيقاف هذه التصرفات إذا كانت في بدايتها.
وعليه فإذا هلك الملك المره ون أو تعيب نتيج ة خط أ يع ود إلى ال راهن أو من يق وم مقام ه أو
لسبب أجنبي ،جاز للمرتهن أن يطالب بالتعجي ل بالوف اء بال دين أو تق ديم ض مان ك اف لتغطي ة
دينه.
وفي كافة األحوال ينتقل حق الدائن المرتهن إلى الثمن أو التعويض في حالة نزع الملكية ألجل
المنفعة العامة الذي يحل مح ل العين المرهون ة ال تي أص ابها التل ف أو الهالك أو نق ل الملكي ة
الج بري لفائ دة الس لطة نازع ة الملكي ة ألج ل المنفع ة العام ة ال تي ق امت باالعت داء الم ادي.
4
ويستوفي الراهن حقه من هذه المبالغ المالية وفقا لمرتبته .
وينص الفصل 1211من ق.ل.ع " يضمن الدائن هالك المرهون وتعيبه ،إذا حص ل بفعل ه أو
بخطإه أو بفعل أو خطأ األشخاص ال دين يس أل عنهم وه و ال يض من الح ادث الفج ائي والق وة
القاهرة إال إذا حصال بعد أن أصبح في حالة مطل أو بعد أن صدر منه خطأ .ويقع علي ه عبء
اثبات الحادث الفجائي والقوة القاهرة "
ويستشف من خالل الفصل المذكور أعاله ما يلي
أ – هالك العقار المرهون بفعل الراهن
تفترض هذه الفقرة حالة هالك العقار المرهون أو تلفه بفعل الراهن ،وه و أم ر كث ير الح دوث
ذلك ألن حيازة العقار المرهون تبقى للراهن في عق د ال رهن الرس مي ،ف إذا ح دث وأن تس بب
الراهن بخطئه في هالك المال المرهون كان الخيار حينئذ للدائن المرتهن في المطالبة بالتعجيل
بالوفاء بالدين أو تقديم ضمان كاف لتغطية دينه.
وما تجدر اإلشارة إليه أن الراهن ال يملك إجبار المرتهن على اختيار أي من هذين األمرين
فإذا اختار الدائن المرتهن على سبيل المتال التعجيل بالوف اء بال دين فليس على ال راهن اجب اره
5
على أخد دين أخر .
ب-هالك العقار المرهون بفعل سبب أجنبي
إذا ح دث وأن هل ك العق ار المره ون بس بب أجن بي خ ارج عن إرادة الم دين ،وحيث أن ه ذا
األخير بذل من العناية ما يكفي لص د الخط ر لكن رغم ذل ك وق ع الهالك ،فإن ه حس ب الفص ل
أعاله ال يضمن المدين الراهن الحادث الفجائي والقوة القاهرة إال أن ه يق ع على الم دين ال راهن
عبء إثبات الحادث الفجائي والقوة القاهرة.
-4العربي محمد مياد " تأمالت في مدونة الحقوق العينية" الجزء الرابع " طبعة 2017ص 135
-5أبو السعود رمضان "،التأمينات الشخصية والعينية" دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية 2006ص 271
8
وفي هذا اإلطار نصت المادة 741من القانون المدني العربي الموحد على أنه:
-إذا هلك العقار المره ون رهن ا تأميني ا أو تعيب بخط أ من ال راهن ك ان للم رتهن أن يطلب
وفاء دينه فورا أو تقديم ضمان كاف لدينه
-إذا كان الهالك أو التعيب بسبب ال يد للراهن فيه ك ان لل راهن الخي ار بين أن يق دم ض مانا
كافيا للدين أو وفاء قبل حلول األجل
-إذا وقعت أعمال من ش أنها أن تع رض العق ار المره ون للهالك أو التعيب أو تجعل ه غ ير
كاف للضمان كان للمرتهن أن يطلب من المحكمة وقف هذه األعم ال واتخ اذ الوس ائل ال تي
تمنع وقوع الضرر
وهكذا نالحظ بأن للدائن المرتهن سلطات واسعة تجاه المدين سواء من حيث فرض الضمان
أو من حيث القيود الواردة على تص رفاته بحيث يمكن اللج وء إلى القض اء االس تعجالي من
أجل إيقافها وإرجاع الحالة إلى ما كانت علي ه ،اتق اء لك ل تص رف بحس ن أو س وء ني ة من
6
شأنه اإلضرار بالعين المرهونة
-6العربي محمد مياد " تأمالت في مدونة الحقوق العينية" الجزء الرابع " طبعة 2017ص 136
8
المطلب الثاني
حقوق الدائن المرتهن
على اعتبار أن عقد الرهن الرسمي عقد ملزم لجانب واح د ف ان ال دائن الم رتهن يحظى بم يزة
حق األفضلية عن باقي الدائنين كما أنه يمنحه حق تتبع العقار المرهون
وسنعالج اآلثار التي تترتب عن الدائن المرتهن من خالل اآلتي
الفقرة األولى :حق األفضلية المخول للدائن المرتهن
الفقرة الثانية :حق التتبع المخول للدائن المرتهن
الفقرة األولى
حق األفضلية المخول للدائن المرتهن
يخول الرهن الرسمي لل دائن الم رتهن إمكاني ة اس تيفاء حق ه المض مون بالعق ار المره ون
1
باألسبقية ،على غيره من الدائنين سواء كانون دائنين عاديين أو دائنين مرتهنين إال أنه يشترط
أن يكون الدائن قد قيد حقه بالسجل العق اري ،أم ا في حال ة تع دد ال دائنين أص حاب ال رهن في
تفضيل أحدهما على البعض اآلخر يكون باألسبقية عمال بأحكام الفصل 77من قانون 14.07
الذي ينص على أنه ":يحدد ترتيب األولوية بين الحقوق المتعلقة بالعق ار الواح د حس ب ت رتيب
تقييدها ،باستثناء الحالة المقررة بالفقرة األخيرة من الفصل السابق والمتعلقة بالتقيي دات الواقع ة
بنفس الرتبة ".
إال أنه هناك استثناءات على هذه القاعدة التي تقرر أن السابق في التسجيل سابق في التقدم عن د
التوزيع ،بحيث يحرم بمقتضاها الدائن المرتهن من حقه في التقدم ،حتى ولو كان قد سجل حق ه
في تاريخ سابق عن غيره من الدائنين ،ويتقدم هؤالء عليه الستيفاء حقوقهم.
ومباشرة الدائن لحق التقدم وكما سبق الذكر ،يكون على القيمة االقتص ادية للعق ار ،س واء ك ان
مصدر هذه القيمة تعويضا عن أداء المتسبب بخطئه في هالك العقار ،أو عب ارة عن ت أمين في
2
حالة هالك العقار ،أو تعويض نزع الملكية للمنفعة العامة
الحسن الكاسم " تحقيق الرهون واالمتيازات وحق األسبقية ،مقال منشور بالندوة الرابعة للعمل القضائي والبنكي 1-
الطبعة األولى يناير 2004ص 350
رمضان أبو السعود " الوسيط في التأمينات الشخصية والعينية" ،الجزء األول في التأمينات الشخصية والرهن الرسمي 2-
" مطبعة كروزيات اإلسكندرية ،الطبعة األولى ،1998ص416
8
أ-النزول عن مرتبة الرهن
لقد نص المش رع المغ ربي في الم==ادة 198من م ح ع على أن ه "يمكن لل دائن ال ذي الم
يستوف دينه أن يتنازل عن رتبة رهنه بمقدار دينه لدائن مرتهن آخر على نفس الملك المرهون
دون المساس بحق الدائنين المرتهنين له في المرتبة"
وحق التقدم ال يعتبر حقا مطلقا بحيث ترد عليه قيود واستثناءات يحرم بمقتضاه الدائن المرتهن
في حقه باألفضلية على غيره من الدائنين ،ولو كان حقه ه ذا مؤك دا بأس بقيته في التس جيل عن
غيره وأهم االستثناءات التي ترد على حق التقدم تكون إما ب إرادة األط راف وه و م ا يص طلح
عليه بالتنازل في مرتبة الرهن ،أو قد تكون بمقتضى القانون.
ومن دوافع قيام الدائن المرتهن بالتنازل عن رهنه ،فق د تك ون مقاب ل ع وض معين وق د يك ون
للمتنازل ضمان آخر يكفل حقه ويغنيه عن التمسك بمرتبت ه المتقدم ة بمقتض ى ال رهن ،ويمكن
3
هنا اعتبار هذا التنازل بمثابة تبرع برتبة الرهن .
والمقصود بالتنازل عن مرتبة الرهن ،هو أن يتخلى الدائن المرتهن عن رتبة رهنه إلى دائن
آخر ت ال ل ه على نفس العق ار ،وه ذا م ا يف ترض تع دد ال دائنين المتت الين في المرتب ة ،ويق وم
صاحب األفضلية بالتخلي على رتبته التي اكتسبها باألس بقية في القي د ل دائن آخ ر ح ق مس جل
ويكون هذا األخير متأخرا عليه في الرتبة.
وإذا كان المشرع لم ينظم مس ألة ن زول ال دائن الم رتهن عن مرتب ة رهن ه المتق دم إلى دائن
متأخر عنه في المرتبة مع االحتفاظ بحق األول للرهن الذي له فإنه وب الرجوع إلى التش ريعات
نجد التشريع المصري قد أجاز لل دائن الم رتهن أن يتن ازل عن رهن ه لص الح دائن آخ ر ليح ل
محله ،وه و م ا نص ت علي ه الم==ادة 1054من التق==نين الم==دني المص==ري على أن ه ":لل دائن
المرتهن أن ينزل عن مرتبة رهنه في حدود الدين المضمون بهذا المصلحة دائن آخ ر ل ه رهن
مقيد على نفس العقار ويجوز التمسك قب ل ه ذا ال دائن اآلخ ر بجمي ع أوج ه ال دفع ال تي يج وز
التمسك بها قبل الدائن األول عدا ما ك ان متعل ق بانقض اء ح ق ه ذا ال دائن األول إذا ك ان ه ذا
االنقضاء الحقا للمتنازل عن الرتبة".
فمن خالل استقراء النص أعاله ،يتضح لنا أهمية فكرة الحل ول ،بحيث يح دث أن يك ون لل دائن
المرتهن رهن على عدة عقارات ،وكان أحدهما يكفي للوفاء بحق ه ،فيق وم ه ذا ال دائن ب النزول
عن مرتبة رهنه على العقارات األخرى لدائن متأخر في المرتبة دون أن يع ني ذل ك أن تنازل ه
عن حقه المضمون بالرهن أو حتى نزوله عن حق الراهن ذاته ،إال أن ه وألعم ال ح ق ال نزول
4
يشترط في ذلك .
-3محمد جمال الدين زكي« ،التأمينات الشخصية والعينية ،مطابع دار الشعب القاهرة ،الطبعة الثالثة 1979ص 283
-4سعاد الزوالي ،تخصيص الرهن الرسمي في التشريع العقاري المغ ربي .رس الة لني ل دبل وم الدراس ات العلي ا المعمق ة
وحدة التكوين والبحت في القانون المدني كلية العلوم القانونية واالقتص ادية واالجتماعي ة جامع ة القاض ي عي اض م راكش
السنة الجامعية 2001 2000ص 109
8
أن يتم النزول لمصلحة دائن آخر له رهن مقيد على ذات العقار لكون التنازل عن مرتبة الرهن
يجب كذلك أن يكون الدائن الذي حل في المرتبة األولى له دين أكبر من حق الدائن اآلخر وهو
ما اتضح لنا حيث تتنازل إدارة التسجيل والتنبر عن مرتبة القيد لفائدة مؤسسات االئتم ان ال ذي
يكون لها رهن على نفس العقار خاص ة وأن ه ذه األخ يرة يك ون دينه ا أك بر بكث يرمن ال رهن
5
المقرر لفائدة إدارة التسجيل والتنبر .
ويخضع التنازل عن مرتبة الرهن للتقييد في السجل العقاري ،ولعل ما تمت معاينته ل دى إدارة
الوكالة الحضرية للمحافظة العقارية ،أن مؤسسات االئتمان تسعى دائم ا لحص ولها على الرتب ة
األولى ح تى وإن لم تكن في ه ذه المرتب ة من حيث األص ل فإنه ا تحص ل على ه ذه الرتب ة
بالتنازل من قبل دائن آخر.
ب .تزاحم الرهن الرسمي وحق االمتياز
يعرف حق األس بقية ،أو التق دم اس تثناء آخ ر وه و بنص الق انون حيث أن المش رع ت دخل
6
ليعطي األولوية لبعض الديون وهو ما يعبر عنه بحقوق االمتياز وقد ع رفت الم ادة 142من
مدونة الحقوق العينية االمتياز بأن ه ":ح ق عي ني تبعي يخ ول لل دائن ح ق األولوي ة على ب اقي
الدائنين ،ولو كانوا مرتهنين"
أما المادة 144من مدونة الحقوق العينية فقد نصت على أن" :الديون ال تي له ا وح دها امتي از
على عقارات المدين فهي:
أوال :المصاريف القضائية لبيع الملك بالمزاد العلني وتوزيع ثمنه.
ثانيا :حقوق الخزينة كما تقررها وتعينه ا الق وانين المتعلق ة به ا .وال يباش ر ه ذا االمتي از على
العقارات إال عند عدم وجود منقوالت.
والقانون عندما يقرر امتياز حق فإنه يراعي في هذا ص فة ال دين ،ذل ك أن س بب امتي از بعض
الحقوق يعود إلى فائدة هذه الديون التي تعود باألساس الى المنفعة أو الخدم ة ال تي يق دمها ح ق
7
االمتياز .
وما يمكن استنتاجه من خالل هذين التعريفين أن الدائن الذي يتمتع بحق االمتياز له أن يستوفي
دينه باألفضلية على باقي الدائنين اآلخرين ولو كانوا دائنين برهن رسمي.
-5مراد أعالبو " حماية الدائن المرتهن في الرهن الرسمي العقاري" رسالة لنيل دبلوم الماس تر في ق انون العق ود والعق ار
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة محمد األول وجدة ،السنة الجامعية 2008 2007ص32
-6عرف الفصل 1243من ق ل ع االمتياز بأنه" :حق أولوية يمنحه القانون على أموال المدين نظرا لسبب الدين".
-7المختار بن أحمد العطار ،التحفيظ العق اري في ض وء الق انون المغ ربي ،مطبع ة النج اح الجدي دة ال دار البيض اء طبع ة
2008ص 191
8
8
وبالرجوع إلى المادة 105من قانون 43.10المتعلق بمدونة تحص يل ال ديون العمومي ة
نجدها ال تنص على أن الخزينة العامة تتمتع بأي امتياز علی منتوج بي ع العق ار وك ذلك الش أن
بالنسبة لديون الجماعات المحلية وهيئاتها والمؤسسات العمومية.
وعليه فالدائن المرتهن للعقار خارج هذا النقاش الفقهي الذي لم يعد مبررا أمام ص راحة الم ادة
أعاله يتمت ع بح ق األفض لية الس تخالص دين ه من منت وج ال بيع على س ائر ال دائنين الع اديين
والمرتهنين التاليين له في المرتبة بع د أن يتم خص م المص اريف القض ائية ال تي تم إنفاقه ا من
9
أجل بيع العقار وتوزيع الثمن .
وإذا كان االمتياز األول المخول للمصاريف القضائية ال تثير إشكاال فاالمتياز الثاني
المخول للخزينة يثير إشكال حالة تزاحم أولوية الدائن المرتهن معه و بالرجوع إلى التشريع
المغربي ال نجد أي نص يمنحها حق االمتياز غير ذلك الوارد في الفصل 28من ظهير 30
يوليوز 1952المتعلق بالتعمير ،والذي أعطى للخزينة امتيازا على منتوج بيع العقار بالنسبة
للغرامات المحكوم بها عند مخالفة قوانين التعمير ،إال أن هذا الظهير تم إلغاؤه بمقتضى ظهير
10
17يونيو 1992المعتبرة حاليا بمثابة قانون للتعمير والذي جاء خال من أي مقتضى
مشابه للفصل 28المذكور سابقا ،وبذلك لم يعد هناك أي نص يعطي االمتياز للخزينة على
حصيلة بيع العقار المرهون.
وتجدر اإلشارة إلى أن ورغم عدم وجود نص يمنح للخزينة االمتياز على منت وج ال بيع ،إال أن
11
قابض الخزينة كثيرا ما يتعرض على ثمن بيع العقار ،مدعيا وجود هذا االمتياز .
ويستند في تعرضه على هذا المقتضي بنص الفصل 56و 57من ظه ير 21غشت1935
حيث ينص الفصل 56من الظه ير على أن" :الخزين ة تتمت ع طيل ة الس نتين ابت داء من ت اريخ
الشروع في استيفاء قائمة الضرائب المنشورة بالجري دة الرس مية بامتي از يق ع على المنق والت
التي يملكها المدين بالضريبة او التي توجد في المؤسسات التي تف رض عليه ا الض رائب ،كم ا
أنها تتمتع بامتياز يقع على محصوالت وغلل أكرية العقار من أجل أداء الضرائب التي تفرض
على ه ده العق ارات ويخ ول ه ذا االمتي از للخزين ة ح ق التق دم على ك ل االمتي ازات األخ رى
الخاصة أو العامة".
أما الفصل 57من نفس الظهير فقد نص على أنه ":تتمتع الخزينة بامتياز آخر يقع على األثاث
وغيره من المنقوالت الخاصة بالمدين أينما كانت"
-8ظهير شريف رقم 1.00.175صادر في 28محرم 1421الموافق ل 3ماي 2000المتعلق بتنفيذ القانون رقم 15
بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية وفق أخر تعديالت قانون المالية رقم 43.10لسنة 2011إصدارات مركز
الدراسات واألبحاث السياسية والجنائية مديرية الشؤون الجنائية والعفو سلسلة نصوص قانونية يناير 2011عدد .11
-9الحسن الكاسم " تحقيق الرهون واالمتيازات وحق األسبقية ،مقال منشور بالندوة الرابعة للعمل القضائي والبنكي الطبعة
األولى يناير 2004ص 350
-10الظهير الشريف رقم 31.92.1الصادر بتاريخ 17يونيو 1992والقاضي بتنفيذ القانون رقم 12.90المتعلق
بالتعمير والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 4159بتاريخ 1992ص 887
-11عمر الهوفي " ،إجراءات تحقيق الرهن الرسمي العقاري " رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون
الخاص وحدة التكوين والبحت في قانون العقود والعقار كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة محمد األول
وجدة السنة الجامعية 2005’ 2004ص 160
8
غير أنه وباستقرائنا لمقتض يات الفص لين الم ذكورين نج دهما يح ددان امتي از الخزين ة على
المنقوالت والمعدات والبضائع وغلل ومنتوج العقارات دون ثمن بيعها ،وعليه يتبين لنا أن دين
الخزينة على حصيلة بيع العقار ،ه و دين ع ادي ال ي رقى إلى درج ة تقديم ه على ح ق ال دائن
المرتهن في استيفاء دينه ومن ثم يتبين أن تعرض قابض الخزينة على ه ذا الثمن ليس ل ه س ند
قانوني وعليه يتعين تج اوزه ،وه و م ا يس ير علي ه العم ل القض ائي فعال حيث ج اء في األم ر
االستعجالي الصادر عن المحكمة التجارية بمراكش على أن ه "حيث أن الفص ل 56من ظه ير
15م ارس 1962حص ر امتي از الخزين ة على األم وال الراجع ة للمل زم بالض ريبة على
المنقوالت والمعدات والبضائع ثم الغل ل وم ا ينتج ه العق ار فق ط ،وال يش مل االمتي از الم ذكور
منتوج بيع العقار".
وأنه استنادا إلى ما ذكر يكون تعرض السيد قابض قباضة طنجة المركز منتوج بيع العقار غير
مرتك ز على أس اس ق انوني س ليم ،ويك ون بالت الي طلب الم دعي ال رامي إلى رف ع التع رض
المذكور وجيه ومؤسس ويتعين االستجابة إليه انطالقا مما ذكر ...يتعين حماي ة ال دائن الممت از
12
من هذه التعرضات الغير المبررة .
-12األمر الصادر في الملف االستعجالي عدد 252عن المحكمة التجاري ة بم راكش بت اريخ 13يولي وز 2004مجل ة
المحامي يوليوز 2005ص 555
8
الفقرة الثانية
حق تتبع العقار المخول للدائن المرتهن
يقصد بحق التتبع ،هو حق الدائن الم رتهن في التنفي ذ على العق ار المره ون في أي ي د ق د
يكون ذلك ألن ممارسة الدائن المرتهن له ذا الح ق ال تس تلزم بق اء العق ار المره ون في ملكي ة
1
الراهن ،وهذا ما نصت عليه المادة 199من مدونة الحقوق العينية ال تي ج اء فيها ":لل دائن
المرتهن رهنا رسميا حق تتبع الملك المرهون في يد أي حائز له الستيفاء دينه عند حلول أج ل
الوفاء به".
وهذا الشرط ما هو إال تطبيق للقواعد العام ة ال تي تقض ي بع دم إمكاني ة التنفي ذ بمقتض ى ح ق
مؤجل ،وتتجلى هنا صفة التبعية لحق الرهن الرسمي في كونه يستمد صفات الدين المض مون،
فإذا كان الدين المضمون مؤجال أو مشروطا أو مستقبال فال يحق للدائن المرتهن ممارس ة ح ق
التتبع طالما أن الشرط لم يتحقق أو لم يوجد االلتزام ولم يحل أجله سواء كان أجل ،أو اتفاق ا أو
أجال قضائيا.
ويحل األجل تطبيقا للقواعد العامة إما بانقضاء الميعاد أو بالتن ازل عن ه أو بس قوطه بن اءا على
إفالسه أو إعسار المدين أو نتيجة إضعاف التأمينات.
وهكذا فإن الدائن المرتهن عند التنفيذ على العقار المرهون قد يتفاجأ بخروج ملكية المرهون
من يد الراهن إلى أحد من الغير ،أو نشوء حق من الحق وق العيني ة المتفرع ة عن ح ق الملكي ة
والتي يجوز التصرف فيها استقالال عن الملكية لفائ دة ه ذا الغ ير ،حيث أن ه في ه ذه الحال ة ال
يجديه التنفيذ على المرهون في مواجهة الراهن بعد خروج ه من ي ده وإنم ا يجدي ه التنفي ذ على
المرهون في يد من انتقلت إليه الملكية أو حق من الحقوق المتفرعة عنها إذا كان ذلك الحق هو
المرهون وبناء على هذا فإن الدائن المرتهن ال يكون بحاجة إلى ممارس ة ح ق التتب ع ،إال عن د
انتقال ملكية العقار المرهون أو الحق العي ني التبعي إذا ك ان ه و مح ل ال رهن .ومن ثم يرتب ط
حق الدائن المرتهن بالتتبع بحق الراهن في التصرف في العقار المرهون ،وال يتصور ممارسة
أحد الحقين دون ممارسة اآلخر ،وإال انتقص نا من ح ق ال راهن في التص رف في المره ون أو
2
حق الدائن في تتبع المرهون .
والواضح على أن إقرار المشرع الحق التتبع هو محاولة إلحداث نوع من التوازن بين مص الح
أطراف عقد الرهن ،ويتجلى ذلك في صالحية وس لطة ال راهن في التص رف في ملكي ة عق اره
3
المرهون بدون إلحاق أي ضرر بمصالح الدائن المرتهن بحيث أنه في حالة ما إذا ظل العق ار
المرهون في يد مالكه أي المدين إنما احتاج الدائن المرتهن إلى ميزة التتب ع بحيث س يعمل على
استيفاء دينه من مالكه األصلي أي المدین.
-1يوسف افريل "مدى فعالية ال رهن الرس مي بالنس بة لل دائن الم رتهن" ،رس الة لني ل دبل وم الدراس ات العلي ا المعمق ة في
القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحت في قانون األعمال ،كلية العلوم القانونية واالقتص ادية واالجتماعي ة ،جامع ة محم د
األول بوجدة ،السنة الجامعية 2009 2008ص91
-2مصطفى ج دوع ك ريم الس عد "آث ار ال رهن الرس مي بالنس بة لل دائن الم رتهن والح ائز في التش ريع العق اري المغ ربي
"أطروحة -جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،سنة 1981ص 105
-3نور الدين لعرج " عوارض مسطرة تحقيق الرهن الرسمي ومدى إمكانية اجراء تصرف ق انوني في العق ار المره ون"
مجلة القانون المغربي عدد 12سنة 2008ص 197
8
فالرابطة المباشرة بين صاحب الح ق العي ني والش يء موض وع ه ذا الح ق تبقى مس تمرة دون
النظر إلى وجود هذا الشيء في يد شخص آخر.
إال أنه إلعمال حق التتبع من قبل الدائن المرتهن يجب التوفر على بعض الشروط وهي:
الشرط األول :يشترط لممارسة حق التتبع أن يكون أجل الدين المضمون قد حل فالدين ال ذي لم
يحل أجله بعد ال يستطيع الدائن المرتهن أن يباشر عليه حق تتبع العقار.
كما أن التشريعات المقارنة قد تناولت ميزة التتبع المخولة للدائن الم رتهن كالتش==ريع المص==ري
حيث جاء الفصل 1060في القانون الم==دني أن ":لل دائن الم رتهن عن د حل ول أج ل ال دين أن
ينزع ملكية العقار المرهون من يد الحائز لهذا العقار إال إذا اخت ار الح ائز أن يقض ي ال دين أو
يطهر العقار من الرهن أو يتخلى عنه"
4
وقد عبر أحد الفقهاء المصريين عن هذا الحق بإحدى خص ائص الح ق التبعي ،وتتجلى ص فة
التبعية لحق الرهن الرسمي ،فيما إذا كان الدین معلقا على شرط ،أو مضاف ألج ل ،فال يج وز
التتبع بمقتضاه إال عندما يتحقق الشرط أو يحل ذلك األج ل ،وبالت الي فال دين سيص بح مس تحق
األداء س واء لحل ول أجل ه أو بتن ازل الم دين عن األج ل أو لس قوط األج ل بالتص فية القض ائية
5
للمدين أو إعساره أو نتيجة إضعاف الضمانات .
أما بخصوص إعمال حق التتبع فإن المادة 215من مدونة الحق==وق العيني==ة تنص على كيفي ة
إعمال هذا الحق بحيث نجدها تنص على ما يلي" :للدائن المرتهن الذي لم يستوف دينه في أجل
استحقاقه أن يحصل على بيع الملك المرهون وفق اإلج راءات المنص وص عليه ا في الق انون،
وذلك بعد توجيه إنذار بواسطة المكلف بالتنفيذ للمدين األصلي وللح ائز ،ألداء ال دين أو التخلي
عن الملك المرهون داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ التوصل به"
وعليه فإن خيارات الحائز للعق ار المره ون في مواجه ة ال دائن الم رتهن ال تخ رج عن إح دى
األمور التالية ،إما أن يوفي الدين ،أو يتخلى عن العقار المرهون لكن ما يالحظ هو أن المشرع
راعى ج انب الح ائز ولم ي ترك موقف ه س لبيا بحيث يمكن ل ه قب ل أن يلج أ إلى إب داء خيارات ه
بخصوص العقار المرهون و أن يواجه الدائن الم رتهن بع دة دف وع لكي يوج ه إج راءات ح ق
6
التتبع في حقه كالطعن في صحة الرهن ويطالب ببطالن الرهن ألي سبب من األسباب كع دم
احترام إحدى الشروط الموضوعية ،أو عدم احترام إجراءات التقييد في السجالت العقارية.
-4محمد جمال الدين زكي" ،التأمينات الشخصية والعينية" ،مطابع دار الشعب القاهرة ،الطبعة الثالثة 1979ص 280
-5سعاد الزروالي "تخصيص الرهن الرسمي في التشريع العقاري المغربي" رس الة لني ل دبل وم الدراس ات العلي ا المعمق ة
وحدة التكوين والبحت في القانون المدني كلية العلوم القانونية واالقتص ادية واالجتماعي ة جامع ة القاض ي عي اض م راكش
السنة الجامعية 2001 2000ص 334
-6مراد أعالبو " حماية الدائن المرتهن في الرهن الرسمي العقاري" رسالة لنيل دبلوم الماستر في ق انون العق ود والعق ار،
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة محمد األول وجدة ،السنة الجامعية 2008 2007ص 30
8
قد نص المشرع في المادة 202من مدونة الحقوق العينية على أنه " :للحائز ال ذي لم يكن
ملتزما شخصيا بالدين أن يتعرض على بيع الملك المرهون الذي بيده إذا بقيت في ملكية المدين
األصلي أمالك أخری مرهونة من أجل نفس الدین.
والمالحظ من خالل هذا الفصل أن المش رع المغ ربي لم يتع رض إلمكاني ة واح دة وهي ال دفع
بالتجري د ،أم ا بخص وص الح االت األخ رى فيلج أ إليه ا الح ائز تطبيق ا للمب ادئ العام ة في
االلتزامات.
الشرط الثاني :أما الشرط الثاني الالزم لتحريك حق التتبع فيتمثل في أن يكون الرهن الرس مي
نافذا ،ويعني هذا الشرط أن يكون ال رهن الرس مي مس جال في الس جل العق اري ح تى ينف ذ في
7
مواجهة الغير ،وأن يكون تسجيله قد تم قبل تسجيل حق الحائز على العقار المرهون .
وحق التتبع كمظهر لنفاذ الرهن في مواجهة الحائز يتطلب أن يك ون قي د ال رهن س ابقا على
اكتساب الحائز لحقه أي قبل تسجيل السند المنشئ لحقه في الملكية أو غيره من الحقوق العيني ة
األصلية وإال ما كان للرهن أية حجية في مواجهة الحائز.
أما إذا تأخر الدائن المرتهن في تسجيل الرهن ،وكان المتصرف إليه قد سجل حقه الذي اكتسبه
على العقار المرهون ،فإن ثمة نتائج خطيرة تترتب على هذا أو يتعدى نطاق مرتبة التقدم ،كم ا
هو الحال عند تزاحم الدائنين المرتهنين ،لتصل إلى زوال حق الرهن من أساسه ألن العق ار ق د
انتقل إلى المتصرف إليه خاليا من كل حق عي ني علي ه لع دم تس جيله مس بقا ،ومن ثم ال يج وز
للدائن الذي اكتسب حق رهن وتأخر في تسجيله أن يستخدم في طلب تسجيله بعد انتق ال ملكيت ه
إلى شخص آخر ذلك مالم يكن المتصرف إلي ه ق د ارتكب غش ا ب التواطؤ م ع المتص رف ،ألن
الغش يفسد كل التصرفات ،وهكذا يصبح الدائن الذي تأخر في تسجيل رهنه مجرد دائن ع ادي
8
.
الشرط الثالث :وهو أن ال يكون قد ترتب على التصرف الذي نقل ملكي ة المره ون إلى الح ائز
زوال حق التتبع ،ويعني هذا الشرط أنه حتى يستطيع الدائن المرتهن مباش رة س لطة التتب ع في
مواجهة من انتقلت إليه ملكية المرهون أو حق متفرع عنها مما يخول سلطة التتبع ،أن ال يكون
التصرف الذي اكتسب بمقتض اه الح ائز حق ه مؤدي ا إلى س لب ح ق ال دائن الم رتهن في التتب ع
ومانعا له من تتبعه ،كما ل و ن زعت ملكي ة المره ون للمنفع ة العام ة ،حيث يمتن ع على ال دائن
عندئذ تعقب العقار في يد الجهة التي انتزعت ملكية العقار أو في مواجهة الجهة ال تي اس تفادت
منه وتملكت المرهون ،بل يقتصر حق الدائن في التقدم على المقابل النق دي ال ذي تدفع ه الجه ة
9
المتملكة
-7مصطفى ج دوع ك ريم الس عد "آث ار ال رهن الرس مي بالنس بة لل دائن الم رتهن والح ائز في التش ريع العق اري المغ ربي
"أطروحة -جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،سنة 1981ص 107
-8سمير السيد تناغو "التأمينات الشخصية والعينية" منشأة المعارف اإلسكندرية 1975ص143
-9يوسف افريل مرجع سايف ص 95
8
10
الشرط الرابع :أن يكون العقار المرهون بيد الحائز ،إذا كان حق التتبع ال يمكن ممارسته إال
إذا خرج العقار المرهون من حيازة الراهن ،فإنه بات ضروريا أن يدخل هذا العقار في حي ازة
11
شخص غير الراهن اصطلح على تسميته بالحائز
وحق التتبع لل دائن الم رتهن ال يك ون إال ض د الح ائز للعق ار وه و الش خص المش تري للعق ار
المرهون أو الذي انتقلت إلي ه ملكيت ه ،وح تى يواج ه الح ائز يجب أن يك ون ق د تم تقيي د العق د
المنشئ لحيازته بالسجل العقاري ،إذ بدون هذا التس جيل يعت بر العق ار ال ي زال بحي ازة الم دين
الراهن
و بذلك فإن الحق العيني ليكون قابل لالحتجاج به تجاه الدائن المرتهن لعق ار مس جل في الرس م
أن يستند هو نفسه على تسجيل في السجل العقاري.
(إن الغير واضع اليد الذي لم يسجل حقه قبل اإلنذار بالحجز ال يجوز له أن يتمس ك بأي ة ص فة
12
اتجاه طالب الحجز وأن يحتج بعدم اإلنذار بالوفاء أو التخلي )
-10يعرف المشرع المصري حائز العقار المرهون رهنا رسميا في الفق رة الثاني ة في الم==ادة 1061من الق==انون الم==دني
التي تنص على أنه " :يعتبر الحائز للعقار المرهون كل من انتقلت إليه بأي سبب من أس باب ملكي ة ه ذا العق ار .وأي ح ق
غير قابل للرهن دون أن يكون مسؤوال مسؤولية شخصية عن الدين المضمون بالرهن"
ويعرفه المشرع األردني في المادة 1354من القانون المدني التي تنص على أنه " :يعتبر حائزا للعقار من انتقلت إلي ه
بعد الرهن ملكية أو حق عيني آخر بأي سبب دون أن يلزمه دین الرهن"
-11محمد مومن" .أتار الرهن الرسمي بالنسبة للمدين والغير" ،المجلة المغربية لالقتصاد والقانون المقارن ع دد 31س نة
1998ص49
-12أمينة ن اعمي" ،القواع د الموض وعية واإلجرائي ة لل رهن الرس مي االجب اري فقه ا وقض اء" ،دار القلم الطبع ة األولى
2012ص .201
8
الفصل الثاني
بعد التطرق لمختلف األحكام المنظمة لعقد الرهن الرسمي سنقوم من خالل الفصل الث اني
باإلجابة على اإلشكاالت المطروح ة وال تي تتعل ق أساس ا بالش رط الم انع من التص رف في
العقار المرهون.
ولذلك ،فالتساؤل يطرح حول م ا نط اق تص رف ال راهن في العق ار المره ون؟ وم ا م دى
جواز إدراج الشرط المانع من التصرف في عقد الرهن الرسمي العقاري؟ ،بمعنى هل يح ق
للدائن المرتهن االشتراط على المدين الراهن أو على الكفيل العيني عدم التص رف في العين
المرهونة طوال مدة عقد الرهن الرسمي العقاري وما جزاء مخالفة هذا الشرط؟
ومن المالح ظ أن الوض ع على مس توى التش ريع المغ ربي متس م بانع دام وبغي اب التنظيم
القانوني للشرط المانع من التصرف وعليه فإننا سندرس اإلشكاالت المذكورة من منطلق م ا
هو مقرر على مستوى التشريعات العربي ة وم ا ه و مت وفر من األحك ام في نط اق القواع د
العامة ،ومن بعض التطبيقات القانونية للش رط الم ذكور وك دا على ض وء المواق ف واآلراء
الفقهية
:ولمقاربة ما ذكر أعاله سيتم تناول الدراسة وفق مبحثين كاالتي
8
المبحث األول
أحكام الشرط المانع من التصرف في العقار المرهون
لقد افرز واقع المعامالت البنكية بمناسبة ابرامها لعقود ق رض عقاري ة مض مونة بره ون
رسمية أدى إلى الجوء لتضمين شرط أو بند يمنع بموجب ه ال راهن من التص رف في العق ار
المرهون ،حيث غدا شرطا نمطي ا يض من في عق د ال رهن ،وه و وض ع وممارس ة تعاقدي ة
بنكية من شأنها تدعيم مركز العقار كضمان رهني.
إن تضمين هذا الش رط في عق د ال رهن يقتض ي تحدي د المقص ود بالش رط ال ذي يمن ع على
الراهن التصرف في ملكه خاصة إذا علمنا أن الرهن الرسمي يتم نفاده دون نقل حيازته وما
هي اآلثار المترتب ة عن ه ذا الش رط؟ بمع نى ه ل يمكن الح ديث عن إمكاني ة التص رف في
1
العين المرهونة من قبل الراهن المالك واعتبار ذلك الشرط ضمن دائرة الش روط التعس فية
وما هو الجزاء المترتب عن مخالفة شرط المنع من التصرف؟
لمعالجة كل ما ذكر يقتضي تقسيم ذلك لمطلبين:
المطلب األول :مفهوم 0الشرط المانع من التصرف في العقار المرهون وآثاره
المطلب الثاني :شروط صحة الشرط المانع من التصرف في عقد الرهن الرسمي
المطلب األول
مفهوم شرط المنع من التصرف في العقار المرهون وآثاره
يقوم الدائن المرتهن بإدراج عقد الرهن شرطا بمقتضاه يمنع على الم دين ال راهن التص رف
في العين المرهونة ،الهدف من ذلك تدعيم مرك ز الم رتهن للحص ول على حقوق ه وتج نيب
إجراءات تتبع المرهون في حالة التصرف في ه ،فض ال على كون ه ي رتب آث ار متمثل ة في
عدم التنفيذ والحجز.
ولتوضيح األفكار أعاله ،وجب تقسيم المطلب إلى فقرتين:
الفقرة األولى :تعريف شرط المنع من التصرف
8
الفقرة األولى
تعريف شرط المنع من التصرف
يستطيع المالك ممارسة كاف ة س لطاته على ملك ه ،اس تعماال واس تغالال وتص رفا ،حيث إن
حق التصرف المقرر الممنوح للمالك على ملك ه يع د من ض من الس لطات األساس ية في إط ار
حق الملكية ،إذ له الحق في بيعه أو هبته أو ترتيب رهون رسمية عليه ونظرا لش يوع الره ون
الرسمية العقارية سواء تلك الواردة على العقارات المحفظة او في طور التحفي ظ اس تنادا لنص
المادة 165من م.ح.ع فإن المؤسسات المالية صارت تضمن مث ل ه ذه العق ود األخ يرة بن ودا
كثيرة ومن بين تلك البنود نجد اشتراطها على الراهن شرط عدم التص رف خالل ف ترة س ريان
عقد الرهن.
بالرجوع لقانون االلتزامات والعقود المغربي فإنه لم يتض من فص وال ت ؤطر ه ذا الش رط
خالفا للتشريعات المقارنة كالمشرع الفرنسي والمصري ،مكتفيا باإلشارة إليه في ظل نصوص
متفرقة ،ولذلك ومن أجل وضع تعريف لهذا الشرط وجب الرج وع لكتاب ات الفق ه المهتم ،وفي
هذا الصدد ذهب أحد الفقه إلى أن شرط المنع من التصرف يف ترض أم ران :األول أن الش يء
مملوك ملكية خاصة وأن مالكه يستفيد من عنصري االستعمال واالستغالل ويس تطيع اس ترداده
1
إذا ما خرج من حيازته ،والثاني أن المالك ال يستطيع التصرف في الش يء ول و لم دة مؤقت ة،
2
ومن هنا كان الشرط المانع من التصرف يلحق الملكية فيغير أحكامها في حدود معينة .
وعلى هدي ما ذكر يمكن القول أن شرط المنع من التصرف هو ذلك الش رط المض من في
عقد الرهن عند إبرامه بين الدائن المرتهن والمدين الراهن وال ذي بمقتض اه يمن ع على ال راهن
التصرف في العين المرهونة إبان سريان فترة الرهن وذل ك بكاف ة التص رفات القانوني ة ،وه ذا
3
الشرط حسب أحد الباحثين تلجأ إليه المؤسس ات المالي ة ال تي ال تقن ع بالحماي ة القانوني ة ال تي
خصها بها المشرع ،فتعمد عندئذ باصطناع حماية اتفاقي ة من ن وع آخ ر خش ية منه ا من ع دم
أداء ديونها المضمونة برهون عقارية ،فضال على تجنيب اإلجراءات الالزمة لتتبع العق ار بين
يدي الغير في حالة ما إذا تصرف فيه المدين الراهن ،ب الرغم من أن ال راهن يبقى مالك ا للعين
المرهونة بصفة مبدئية .وهو األمر الذي يعرقل تداول العقار المرهون بل وال يخ دم م ا يس عی
إليه نظام الرهن بصفة عامة وبين ضمان حق الدائن المرتهن بتخويله حق التتبع بصفة خاصة.
بقيت اإلشارة إلى أن ورود شرط المنع من التصرف كقيد يحول دون مباشرة الراهن سلطة
التصرف في العين المرهون ة ،ت ترتب عن ه ع دة أث ار وه و م ا س يتم التط رق إلي ه في الفق رة
الموالية.
محيي الدين إسماعيل علم الدين ،أصول القانون المدني ،الجزء الثالث ،الحقوق العينية األصلية والتبعية ،مكتبة عين1 -
شمس ،1977ص145 :
عبد المنعم البدراوي ،حق الملكية ،الملكية بوجه عام وأسباب كسبها ،الطبعة األولى ،المطبعة العربية الحديثة ،السنة– 2
،1965ص
82
مصطفى جدوع عبد الكريم السعد مرجع سابق ص 3 – 114
8
الفقرة الثانية0
آثار شرط المنع من التصرف
يترتب على تضمين الرهن الرسمي شرطا يمنع على الراهن التصرف في ه ع دة آث ار،
س واء على العين المرهون ة نفس ها أم في مواجه ة دائ ني المال ك ،بحيث ال يمكن لهم التنفي ذ
على العق ار موض وع ال رهن ،ألن المن ع من التص رف ض من ه ذه الحال ة يحمي مص لحة
المرتهن ،ومن ثم ال يمكن ل دائني المال ك األص لي الح ق في التنفي ذ علي ه كقاع دة ،علم ا أن
التنفي ذ كوس يلة الس تخالص الحق وق ينتهي من ض من م ا ينتهي إلي ه إلى بي ع العق ار
واستخالص ديون الدائنين من حصيلة البيع ،وأن من شأن التس ليم بمس ألة الحج ز اإلنق اص
من الضمان العام للمرتهن.
والواقع أن كل قول بخالف ذلك سيفض ي لمواجه ة الم رتهن وبص فة خاص ة على حكم
ومضمن شرط المنع من التصرف ،بحيث لو قيل بإمكانية التنفيذ المتنع الم دين ال راهن عن
أداء الديون المترتبة في ذمته ،ما يجعل بالموازاة لجوء دائني ه للتنفي ذ على عق اره المره ون
أمرا ال جدال فيه ،ومن ثم يصل الراهن بطريقة غير مباشرة للتصرف في العقار رغم المنع
،1لكن نطاق عدم القابلية للتنفيذ يحدد استنادا للغرض المقرر من أجل ه المن ع من التص رف
.2
واألصل أن شرط المنع من التفويت أن التصرف يستدعي بقاء العقار غير خاضع للتنفيذ
إلى حين انصرام مدة المنع وتفكك الرهن أو رفعه بش كل يمكن الم رتهن من الحص ول على
حقوقه ،لكن بالمقابل لما كان هذا الشرط يحقق تلك المزايا جميعها بالنسبة للمرتهن ،فإن من
شأن بقاء هذا األخير بعد انتهاء مدة المنع من التصرف أن تعص ف بحق وق الم دين ال راهن
وتحرمه من ميزة االنتفاع من عقاره ال ذي يتمت ع تجاه ه بكاف ة الس لطات القانوني ة المخول ة
للمالك على ملكه ،ومن ثمة يكون بمقدور دائنيه جميعهم الحق في التنفيذ علي ه عن دما يك ون
لذلك مسوغاته و دواعيه.3
و ينتج أيضا على تضمين شرط المنع من التصرف في تقييد المدين الراهن و ع دم بي ع الش يئ
المرهون و ال تفويته.
وخالصة لما سبق فإنه يترتب عن الشرط المانع من التصرف ،غل يد الم دين من التص رف
في الشيء موضوع الحق طول المدة المحددة في الشرط المانع بحيث ال يجوز له أن يتص رف
فيه بجميع أنواع التصرفات و يوقف إجراءات التنفيد على الشيئ موضوع الرهن.
-1خلیل احمد حسن قدادة ،مدى شرعية القي ود االرادي ة ال تي ت رد على ح ق الملكي ة -دراس ة مقارن ة بين الق انون الم دني
الفرنس ي والمص ري واألردني ومجل ة األحك ام العدلي ة والمش روع التمهي دي للق انون الم دني الفلس طيني ،مجل ة الجامع ة
اإلسالمية ،المجلد ،12العدد الثاني ،يونيو ،2004ص 131
-2راجع :إسماعيل غانم ،الحقوق العينية األصلية ،القاهرة ،طبعة ،1958ص68 :
-3أحمد برغوت ،القيود االتفاقية الواردة على الملكي ة العقاري ة الخاص ة ،رس الة لني ل دبل وم الدراس ات العلي ا في الق انون
الخاص وحدة القانون المدني المعمق ،كلية الحقوق جامعة محمد الخامس أكدال الرباط2000- 1999،
8
المطلب الثاني
ضوابط صحة شرط المنع من التصرف في عقد الرهن الرسمي
يخضع شرط المنع من التصرف المدرج في إطار الرهن الرسمي العقاري لشروط منها أن
يكون مبنيا على باعث ومصلحة مشروعة وأن يكون لمدة معقولة غير مأبدة ،وذلك بشكل
يساهم في المحافظة على حقوق الراهن وعدم اإلضرار بحق الدائن المرتهن عمال بأحكام
المادة 187من مدونة الحقوق العينية.
ولتفصيل ما سبق ينبغي تقسيم المطلب لفقرتين:
الفقرة األولى :أن يكون الباعث من الشرط مشروعا
الفقرة األولى
أن يكون الباعث من الشرط مشروعا
يجب لصحة الشرط المانع من التصرف في العقار المره ون أن يك ون مبني ا على ب اعث
مشروع ،وي راد ب ذلك أن تك ون هن اك مص لحة جدي ة ت دعو إلى ه ذا الش رط ،وين درج تق دير
1
مشروعية هذه المصلحة إلى القض اء وذل ك م تى ب ني على أس باب س ائغة ،بحيث يتمث ل في
نظ ره م بررا كافي ا لتقيي د س لطة ال راهن المال ك في التص رف ،لكن م ا المقص ود بالب اعث
المشروع؟
أن يك ون الب اعث مش روعا م تى ك ان الم راد من المن ع من التص رف حماي ة مص لحة
مشروعة للمتصرف أو للمتصرف إليه أو للغير بحيث تنص الم ادة 823من الق==انون الم==دني
2
المصري على أنه-1" :إذا تضمن العقد أو الوصية شرطا يقضي بمنع التصرف في مال ،فال
يصح هذا الشرط ما لم يكن مبنيا على باعث مشروع ،مقصورا على مدة معقولة.
-2ويكون الباعث مشروعا متى كان المراد بالمنع من التصرف حماية مصلحة مشروعة
للمتصرف أو للمتصرف إليه أو للغير
-3والمدة المعقولة يجوز أن تستغرق مدى حياة المتصرف أو المتصرف إليه أو الغير"
وبهذا يكون المشرع المصري من خالل النص أعاله قد عمل على تحديد ضوابط معينة لتق دير
مشروعية الباعث من عدم ه ،وال تي تبقى المعي ار األس اس ال تي يتعين على القض اء االعتم اد
عليها وهو بصدد مناقشة مشروعية المصلحة و معقولية المدة.
-1شرط المنع من التصرف ،مقال منشور على الموقع االتي www. Mohamoon. ju.com / default.aspx?action
8
16يوليو -2يتعلق األمر بالقانون رقم 131لسنة 1948بمثابة القانون المدني الصادر في 9رمضان من س نة 1948المواف ق ل
1948
8
ويالحظ في هذا الصدد على أن كل من القضاء الفرنسي والمصري يشترط لصحة الشرط
توفر المصلحة الجدية والمشروعة ‘’ ’‘ intérêt sérieux et légitimeوهو ما ع بر عن ه
القانون المصري والقوانين ال تي أخ ذت عن ه ،بطريق ة غ ير مباش رة بالب اعث المش روع ،كم ا
استعمل المشرع الفرنسي في المادة 1-900من القانون المدني نفس العبارة.
ولذلك نجد أن هناك من يرى أن المشرع الفرنسي كان أك ثر توفيق ا من المش رع المص ري
في التعب ير عن الش رط ،ألن فك رة -الب اعث-فك رة ذاتي ة ،في حين أن فك رة المص لحة ،يمكن
تحديدها تبعا لمعيار موضوعي ،يقوم بتحديدها المتصرف ذات ه م ا دام ه ذا التحدي د يرج ع إلى
3
اعتبارات موضوعية ويمكن للقاضي أن يتحقق من ثبوتها وجديتها .
وعلى غرار الرهن الرسمي العقاري ،فعلى المستوى العملي أنه غالبا ما يشترط البائع على
المشتري عدم التص رف في الم بيع إلى حين الوف اء ب الثمن وذل ك لتف ادي إج راءات التتب ع في
مواجهة الغير.
وعالوة على ما ذكر قد تكون ه ذه المص لحة هي مص لحة المتص رف مث ال ذل ك أن يك ون
المتصرف قد وهب منزال ألحد من ذويه واشترط لنفسه حق االنتفاع أو حق السكن طول حياته
وال يريد أن تكون له عالقة في شأن حقه هذا إال مع من تصرف ل ه ،فيعم د إلى تض مين هبت ه
شرطا مانعا من التصرف في المنزل يصبح المتصرف له غير جائز ل ه التص رف في الم نزل
طول حياة الواهب.
كما أن قد تكون هذه المصلحة هي مصلحة المتصرف إليه مثال ك أن يش ترط ال واهب على
الموهوب له عدم التصرف في العقار -موضوع الهبة-ال ذي انتق ل إلي ه ح تى يبل غ س نا معين ا،
وذلك حماية منه للمتصرف إليه من طيشه وتبذيره.
وأخيرا قد تكون هذه المص لحة هي مص لحة الغ ير ،كم ا ل و وهب ش خص آلخ ر عق ارا أو
أوصى له به ،واشترك عليه أن يؤدي مرتبا دوريا لشخص ثالث ،ومنعه من التص رف في ه ذا
العقار حتى ال يستطيع من أجري له المرتب أن يجد ماال ينفذ عليه بحقه عن د إخالل الموه وب
4
له أو الموصى له بالتزامه .
-3أبو زيد عبد الباقي مصطفى ،دراسة حول شروط المنع من التصرف منشور في مجلة المحامي الكويتية ،أعداد ينایر،
فبراير ،مارس ،1984ص 53و 54أورده أحمد برغوت ،م س ص 25وما بعدها
- 4عبد الرزاق أحمد السنهوري" :حق الملكية" ،الجزء الثامن ،دار النهضة العربية القاهرة ،السنة ،1967ص507
8
الفقرة الثانية
أن يكون اشتراطه لمدة معقولة
لعل من بين الشروط المتطلبة لصحة شرط المنع من التصرف نجد أال يكون هذا المن ع مؤب دا،
باعتبار أن ذلك يس اهم في تقيي د المال ك من أح د الس لطات المخول ة ل ه ويتعل ق األم ر بس لطة
التصرف التي تعتبر عنصرا جوهريا لحق الملكية ،لكن هذا التقيي د ينبغي أن يك ون خالل م دة
1
زمنية معقولة
ويعتبر معیار معقولية المدة هو الفيصل بين الشرط المانع المؤبد الذي يقع باطال بق وة الق انون،
وبين الشرط المانع من التصرف المؤقت الذي يقع صحيحا قانونا.
وقد سبق القول بأن القضاء هو الذي يرجع إليه ما إذا كانت الم دة معقول ة من ع دمها ،على أن
اشتراط المن ع من التص رف ط وال حي اة المتص رف إلي ه يبقى حكم الش روط المؤب دة المنزل ة
منزلة الشروط الباطلة.
ومن جهة أخرى نجد المشرع المص ري ينص في الفق رة الثالث ة من الم==ادة 823من الق==انون
المدني على أن المدة المعقولة يجوز أن تستغرق م دى حي اة المتص رف أو المتص رف إلي ه أو
الغير
وفي األخير يمكن القول على أن المشرع المصري أخد بمعيار آخر يتمثل أساسا في إمكانية أن
تستغرق مدة المنع من التصرف مدى حياة كل من المتص رف والمتص رف إلي ه أو الغ ير على
أن يبقى للقضاء السلطة التقديرية في تحديد معقولي ة الم دة كم ا أن كلم ا ت بين للقض اء أن ه ذه
المدة غير معقولة أو أنها مأبدة جاز له التدخل وتعديل هذه المدة وجعلها معقولة.
و نرى على أن تحديد المدة وجب أن تكون عن طريق اتف اق ك ل من الم دين ال راهن و ال دائن
المرتهن و غالبا ما تكون المدة مح ددة في العق د و ق د تس تغرق إلى حين وف اء الم دين ال راهن
بالدين.
واستخالصا لما سلف يتبين جليا أن هذه هي الشروط التي يجب أن تتوافر لص حة ش رط المن ع
من التصرف فإذا تخلف أحدها سار الشرط باطال وغير جائز.
-1أحمد شمس الدين الوكيل ،نظرية التأمينات في القانون المدني ،دراسة مفصلة ألحكام الرهن الرسمي ،حق االختصاص
والرهن الحيازي وحقوق االمتياز مطبعة دار المعارف اإلسكندرية طبعة 1959ص246.
8
المبحث الثاني
حرية الراهن في التصرف في العقار المرهون
بعد التعرف على مختلف أحكام الشرط المانع من التصرف يتبين جليا أنه من بين الشروط
الذي يتم تظمينه في عقد الرهن الرسمي وذل ك من أج ل تحقي ق حماي ة لل دائن الم رتهن وع دم
تفعيل خاصية التتبع لما فيها من جهد وطول اإلجراءات.
وعليه سنتطرق من خالل ه ذا المبحث لمعالج ة م دى حري ة ال راهن في التص رف في العق ار
المرهون باإلضافة الى مدى جواز تظمين هذا الشرط في عقد ال رهن الرس مي وج زاء مخالف ة
هذا األخير.
ولمقاربة كل ما ذكر سنقوم بتقسيم هذا المبحث إلى اآلتي:
المطلب األول :نطاق سلطة تصرف الراهن في العقار المرهون
المطلب الثاني :عالقة شرط المنع من التصرف بشروط الرهن الرسمي العقاري
المطلب األول
رغم وض وح الموق ف والحكم التش ريعي من مس ألة تص رف الم دين ال راهن في العق ار
المره ون ،من حيث المب دأ الع ام ،ف إن ال رأي الفقهي م ا زال متذب ذبا ومتباين ا ،بين من يق دس
س لطة الم دين ال راهن في التص رف في العق ار المره ون تص رفا مطلق ا غ ير مقي د إال بع دم
المساس بحقوق الدائن وهناك من ينكر عليه سلطة التصرف تلك.
ولكي نعالج ذلك سنقسم هذا المطلب الى فقرتين
الفقرة األولى :نطاق تصرف الراهن في العقار المرهون وفق المنظور التشريعي
الفقرة الثانية :نطاق تصرف الراهن في العقار المرهون وفق المنظور الفقهي والقضائي
8
الفقرة األولى
نطاق تصرف الراهن في العقار المرهون وفق المنظور التشريعي
لقد أحجم المشرع المغربي ،في فترة ما قبل صدور مدونة الحقوق العيني ة ،عن تحدي د حكم
تصرف المدين الراهن في العقار المرهون رهن ا رس ميا ،وم ا إذا ك ان تص رفا ص حيحا أم أن
1
الرهن يعد مانعا لذاته للتصرف في العقار المرهون ،وفي هذا الص دد ذهب البعض في إط ار
االستدالل عن جواز وصحة تصرف ال راهن في العين المرهون ة إلى القواع د العام ة المنظم ة
للرهن العقاري الحيازي ،مفعال أسلوب القياس ،وخاص ة االعتم اد على أحك ام الفص ل 1177
من ق ل ع الذي نص على أن "من رهن شيئا ال يفقد الحق في تفويته ،إال أن كل تفويت يجريه
المدين أو الغير مالك الشيء المرهون يتوقف نفاده على شرط وفاء الدين المض مون من أص ل
وتوابع ،ما لم يرتض الدائن إقرار التفويت"
رغم أننا نعتقد بأن الفصل المذكور لم يكن يشكل أساسا قانونيا مسعفا إلق رار ح ق ال راهن
في التص رف في العق ار المره ون رس ميا ،ب ل العكس ه و المس تنتج من خالل ق راءة أحك ام
الفص ل الم ذكور ،ال ذي أك د ب أن تص رف ال راهن في الم ال المره ون موق وف النف اذ على
استصدار موافقة في شكل إقرار من قبل الدائن المرتهن ،أو على شرط وف اء ال دين المض مون
من أصل وتوابع بحيث أن الفصل المذكور لم يكن كافيا التخاده أساسا كافيا من أجل إقرار حق
الم دين ال راهن بالتص رف في العق ار المره ون بحيث إن النص الم ذكور ك ان يش كل مج اال
مرجعيا لحظر المدين الراهن من التصرف في العين المرهونة ،وليس جوازا للقي ام بالتص رف
المذكور.
فإذا كان الوضع الس ابق في التش ريع المغ ربي يتس م ب الغموض وع دم الوض وح إزاء المس ألة
المذكورة .فإن اإلشكال السالف الذكر لم يعد قائما بالنظر لما تضمنته مدونة الحقوق العيني ة من
مستجدات في هذا اإلطار ،حيث نصت المادة 187من م ح ع على أنه "يبقى المل ك المره ون
تحت يد الراهن ،يستعمله ويستغله ويتصرف فيه دون المساس بحقوق الدائن المرتهن".
ويالحظ من خالل النص الم ذكور ،أن رهن المال ك لعق اره ال ي ؤدي إلى من ع وفق دان األخ ير
لسلطته في التصرف في ملكه المرهون ،إذ ال رهن ال يج رده من س لطة التص رف ،والمالح ظ
بخصوص المادة 187السالفة الذكر ،ب أن المش رع المغ ربي لم يفص ل في مفه وم التص رف،
حيث أورده مطلقا ،إذ لم يبين ما إذا كان يقصد به التصرف المادي فقط ،أم أن األمر ينص رف
أيضا إلى التصرف القانوني الذي قد يؤول إلى انتقال ملكية العقار المرهون إلى األغيار .ويفهم
من خالل ذلك أن حق التصرف المقرر للمدين ال راهن ج اء مطلق ا حيت يمكن ه أن يق وم بج ل
التصرفات على الملك المرهون.
وفي نفس الس ياق تنص الم ادة 200من م.ح.ع ال تي نص ت على أن ه "يعت بر ح ائزا للمل ك
المره ون ك ل من انتقلت إلي ه ملكيت ه بتقيي ده بالرس م العق اري دون أن يك ون ملتزم ا شخص يا
بالدين" ،مما يع ني ب أن ال راهن يمكن ل ه أن يتص رف في المره ون ،م ا دام أن النص يع رف
الحائز للعقار المرهون بكل شخص تنتقل إليه ملكية العقار المرهون.
- 1سناء الترابي ،حماية الدائن المرتهن في الرهن الرسمي العقاري( ،أطروحة) ،م .س ،ص 232:و236
-نور الدين العرج ،عوارض مسطرة تحقيق الرهن الرسمي ومدى إمكانية إجراء تصرف في العقار المرهون ،مجلة
القانون المغربي ،العدد 12يناير ،2008ص184 :
-محمد مومن ،آثار الرهن الرسمي بالنسبة للمدين والغير ،مقال منشور بالمجلة المغربية لالقتصاد والقانون المقارن ،ع
،1998 ،30ص 36:
8
بناءا على ما سبق يالحظ أن المشرع المغربي كان جازما في هذه المسالة من خالل مدون ة
الحقوق العينية حيت أنه أقر بحق التصرف لفائدة المدين الراهن لكن ماذا عن باقي التش ريعات
األخرى؟
جواب ا على ذل ك سنستحض ر مختل ف مواق ف التش ريعات المقارن ة حيت نص المش رع
2
المصري من خالل المادة 1043من القانون المدني " يجوز للراهن أن يتصرف في العقار
المرهون وأي تصرف يصدر منه ال يؤثر في حق الدائن المرتهن "
3
وكذلك ذهب القانون المدني البحريني في المادة 955التي نصت على أن ه " يج وز لل راهن
أن يتصرف في العقار المرهون ،وأي تصرف يصدر منه ال يؤثر في حق الدائن المرتهن "
4
وفي ذات االتجاه س ار الق انون الم دني الع راقي من خالل تنصيص ه في الم==ادة 1295في
بندها األول على أنه "-1يجوز لل راهن أن يتص رف ب البيع وغ يره في العق ار المره ون رهن ا
تأمينيا وتصرفه هذا ال يؤثر في حق المرتهن"
5
كما أن المشرع القطري نص في إطار المادة 1071من القانون المدني بالقول بأنه " يجوز
للراهن أن يتص رف في العق ار المره ون ،وأي تص رف يص در من ه ال ي ؤثر في ح ق ال دائن
المرتهن"
والظاهر أن جمي ع التش ريعات المقارن ة س لكت نفس النهج وال ذي يتمث ل في إمكاني ة تص رف
الراهن في العقار المرهون مع ضرورة عدم اإلضرار بحق الدائن المرتهن.
وإذا كان المشرع المغربي وعلى غرار باقي التشريعات قد اجازت تص رف ال راهن في المل ك
المرهون فالتساؤل يطرح حول كيفي ة تعام ل الفق ه والقض اء م ع ه ذه المس ألة ،وه و م ا س يتم
التطرق له في الفقرة الموالية.
8
الفقرة الثانية
لقد تصدى كل من الفقه والقضاء المغربي لمسألة مدى إمكانية تص رف ال راهن في العق ار
المرهون وخاصة في مرحلة ما قبل صدور مدونة الحقوق العينية .وعليه س نقوم ب التعرف عن
كل من موقف الفقه أوال وموقف القضاء المغربي ثانيا
أوال :موقف الفقه من تصرف الراهن في العين المرهونة
أث ار اتس اع الممارس ة التعاقدي ة في المج ال البنكي على مس توى عق ود ال رهن الرس مي
العقاري ،بتضمين تلك العقود لشرط أو بند يمن ع بموجب ه ال راهن ،س واء ك ان م دينا أص ليا أم
كفيال عيني ا ،انتب اه الفقي ه والب احث الق انوني ،س واء المغ ربي أم األجن بي ،ال ذي اس تنكر تل ك
الممارسة الغير القانونية انطالقا من مجموع ة من المس وغات واألس باب القانوني ة والمنطقي ة،
1
فهناك من ذهب إلى القول بمن ع الم دين ال راهن من التص رف في العق ار المره ون ب البيع أو
القسمة مع شركائه لتصادم ذلك مع مبدأ أو قاعدة عدم ج واز تجزئ ة ال رهن ،إذ ي رى الب احث
بأن المبدأ األخير يفيد عدم جواز قيام الراهن ببيع العقار المرهون رسميا أو قسمته إال بعد رفع
الرهن.
ومن جانب آخر هناك من اعتبر بأن أثر حق التتبع ونتيجت ه العملي ة تب دأ في الس ريان حين
تنتقل ملكية العقار المرهون من يد الراهن إلى شخص آخ ر ول ذلك ،ف إن ح ق ال دائن الم رتهن
بالتتبع يرتبط بحق الراهن في التصرف في العقار المرهون ،وال يتصور ممارس ة أح د الحقين
دون ممارسة الحق اآلخر ،وإال انتقصنا من حق الراهن في التصرف في العق ار المره ون ،أو
2
من حق الدائن في تتبع المرهون ،بمعنى أن حق التتبع يثور عندما تؤول ملكي ة المره ون أو
3
حق متفرع عن حق الملكية مما يجوز بيعه إلى الغير
وعليه ،وانطالقا من مفهوم حق التتبع ،ال يستقيم الق ول بإمكاني ة من ع ال راهن بم وجب بن د
عقدي مفروض من قبل الدائن من التصرف في العقار المرهون رسميا.
إذا كان جانب من الباحثين بالمغرب قد أجمعوا على عدم صحة الشرط المانع من التصرف في
عقد ال رهن الرس مي العق اري على مس توى التش ريع المغ ربي ،ال ذي لم يف رد تنظيم ا خاص ا
للشرط الم انع من التص رف ،ف إن الفق ه المق ارن أك د بع دم ج واز وص حة الش رط الم انع من
التصرف الوارد في عقود الرهن الرسمي العق اري ح تى في ظ ل التش ريعات ال تي خصص ت
تنظيم ا خاص ا للش رط الم انع من التص رف في ص لب تش ريعاتها المدني ة مح ددة ش روطه
وضوابطه ،حيث يستند هذا األخير على عدة أسس وأسباب أهمها.
-1إسماعيل البركاني ،ضمان التوازن االقتصادي في تقنيات القرض العقاري ،دراسة مقارنة في القانون والعمل البنكي
المغربي والفرنسي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،مسلك الماستر في قانون العقود والعقار ،كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد األول ،وجدة ،السنة الجامعية 2008 / 2007 ،ص 49
-2مصطفی جدوع کریم السعد ،آثار الرهن الرسمي بالنسبة للدائن المرتهن والحائز في التشريع العقاري المغربي ،رسالة
لنيل دبلوم الدراسات العليا ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد الخامس ،الرباط ،السنة الجامعية
1981/ 1980ص 104و 105
-3مصطفى جدوع كريم السعد "نفس المرجع" ص 103
8
-أن سلطة الراهن في التصرف في العقار المرهون رسميا متعلقة بالنظام العام ،ولذلك فكل
اتفاق يقيد تلك السلطة يكون باطال.
-أن من شأن القول بصحة ذلك الشرط أن يصبح شرطا دارجا ،وهو ما ينطوي على الخطورة
ويهدد نظام االئتمان ككل.
-أن من شأن القول بص حة ذل ك الش رط أن يخ ل بم ا يه دف ال رهن الرس مي إلى تحقيق ه من
التوفيق بين مصالح المدين الراهن باالحتفاظ بسلطاته على المرهون ،وبين مصالح الدائن.
-أن المصلحة التي يحققها هذا الشرط والمتمثلة في تجنب الم رتهن إج راءات تتب ع العق ار بين
يدي الغير ،ال تتناسب البتة مع الضرر الذي يلحق الراهن نتيجة منعه من التص رف في عق اره
4
المرهون
5
ويضيف أحد الباحتين في نفس السياق بأن حق الراهن في التص رف (قانوني ا أو مادي ا)
يعد حقا مطلقا ،بحيث ال يجوز تقيي د ه ذا الح ق أو الح د من ه م تى ك ان التص رف الم ذكور ال
يتناول بالتعديل والتغي ير طبيع ة العق ار المره ون ،كبيع ه ورهن ه والمقايض ة علي ه ،ول ذلك ال
يجوز للدائن المرتهن أن يشترط على المدين الراهن عدم جواز التصرف في العقار المره ون،
فطالما أن الدائن المرتهن لن يصيبه أي ضرر من جراء التصرف في العقار المره ون بم ا ل ه
من حق في األفضلية والتتبع ،فإنه يب دو متفق ا م ع المنط ق أن يك ون لل راهن مطل ق الح ق في
التصرف بغير قيد من المرتهن.
6
أما من ناحية أخرى نجد توجها مغايرا قال بصحة ذل ك الش رط في عق د ال رهن الرس مي
العقاري متى ظل محترما للضوابط المجسدة في مشروعية الباعث إليه ومعقولية مدته ،ذلك أن
الفقه الحظ بأن ال دائن الم رتهن ق د ال يكتفي بالحماي ة القانوني ة ال تي كفله ا ل ه المش رع حي ال
التصرفات التي يجريها الراهن على العقار المرهون ،والتي قد تؤدي إلى المساس بحقه ،فيعمد
الدائن إلى تدعيم تلك الحماية القانونية بحماية اتفاقية من خالل ما يش ترطه في عق د ال رهن من
شرط يمنع الراهن من التصرف في العقار المرهون طيلة فترة س ريان وقي ام ال رهن ،إذ ي رى
الرأي الفقهي المذكور جواز هذا الشرط ما دام الباعث إليه مشروعا والمدة المحددة له معقولة،
فأما الباعث فيحمي مصلحة مشروعة ،وهي تفادي إجراءات تتبع العقار ،وما ي ترتب عن ذل ك
من جهد ونفقات ،وأما المدة فهي مدة قي ام ال رهن ،وهي م دة معقول ة ،كم ا أن مص لحة ال دائن
المرتهن من الشرط المذكور قد تتمثل في تفادي إقدام الراهن في التصرف في المرهون بش كل
مجزأ مع ما يعنيه ذلك من اضطرار المرتهن لتتبع والتنفيذ على العقار في أياد متعددة.
ومن المالحظ أن كل من الفقه المغربي وكذا الفقه العربي اس تنكر تل ك الممارس ة واعتبره ا
غير قانونية كون أنها تحد من س لطات ال راهن وتخ الف لم ا أتت ب ه التش ريعات ،ومن وجه ة
نظرنا أن الرأي الفقهي الذي يج يز لل دائن الم رتهن ف رض ش رط من ع التص رف على الم دين
الراهن ،ومهما كانت األسباب المساقة من طرفه ،فإنه يغالي ويسرف في حماية الدائن المرتهن
على حساب الضمان القانوني لحق المدين الراهن في التصرف في العقار المرهون.
-4محمد علي إمام ،التأمينات العينية والشخصية ،مطبعة النهضة ،1986 ،القاهرة ،مصر ،ص214 ،
-5رمضان أبو السعود ،التأمينات الشخصية والعينية ،دار الجامعة الجديدة ،مصر ،2008،ص28 ،
-6أحمد شمس الدين الوكيل ،نظرية التأمينات في القانون المدني ،دراسة مفصلة ألحكام الرهن الرسمي وحق االختصاص
والرهن الحيازي وحقوق االمتياز ،مس ،ص ،246هامش رقم 2
8
ثانيا :موقف القضاء من تصرف الراهن في العين المرهونة
إن الواق ع العملي أب ان عن رفض بعض المح افظين العق اريين طلب ات تقيي د التص رفات
العقارية المنصبة على العقارات المثقلة ب الرهن ويش ترطون ض رورة اإلدالء بم ا يفي د تفكي ك
الرهن أو رفعه ،وقد كرست ذلك المحكمة االبتدائي ة بأك ادير مؤك دة ع دم قابلي ة التص رف في
7
العين المرهونة من خالل حكم لها جاء فيه ..." :حيث ثبت للمحكمة من الش هادة المس تخرجة
من الصك العقاري المطلوب تسجيل البيع به أن العق ار الم بيع ه و موض وع رهن من الدرج ة
األولى لفائ دة البن ك ض مانا لمبل غ ،كم ا أن ه موض وع حج زين تحفظين ،وحيث أن ه بمقتض ى
الفص ل 453من ق.م.م ف إن التص رفات ال تي تط ال األم وال المحج وزة تحفظي ا تع د باطل ة
وعديم ة األث ر حماي ة لل دائنين من التص رفات ال تي يق وم به ا الم دينون بقص د االض رار بهم
وحرمانهم من الضمانات التي تمكنهم من استخالص ديونهم ،وهكذا بالرجوع الى البيع المنج ز
لفائدة المدعي يتبين أنه قد طال العقار المحجوز تحفظيا من ذ 08/1977/ 11مم ا يك ون مع ه
هذا البيع ب اطال وع ديم األث ر الق انوني ويستعص ي تس جيله م ا دام ق د ط ال م ا ه و محج وز
تحفظيا."...
وقد سلكت محكمة االستئناف بالدار البيضاء ذات المنحى عندما قضت في قرار لها أوردت
فيه ... " :إن المشتري له أن يج بر الب ائع عن طري ق القض اء برف ع ال رهن المثق ل ب ه العق ار
المبيع لتطهير الرسم العقاري وتسجيل عقد البيع في الرسم العقاري وإش هاره طبق ا لمقتض يات
8
الفصل 67من ظ.ت.ع"
وفي مقابل االتجاه السالف القاضي بع دم إمكاني ة التص رف في العق ار المره ون هن اك من
القرارات القضائية التي تجيز ذلك ومن ض منها م ا ذهبت الي ه اس تئنافية م راكش حيث قض ت
بأنه ":وحيث أن المشرع أعطى الحق للمرتهن في تتبع العقار المره ون في أي ي د انتقلت الي ه
طبقا لمقتضيات الفصل 157من ظهير ،02/06/1915فإنه ال يمكن أن يكون لحق التتب ع أي
9
معنى إذا لم يكن من حق الراهن بيع الشيء المرهون...
أما بخصوص قضاء محكمة النقض فق د قض ت بق رار ض منت في ه القواع د اآلتي ة "حيث
صح ما عابه الطالبون على القرار ،ذلك أنه من المقرر أن الرهن كحق عيني ال يعتبر منازع ة
في أصل الملكية ومن خصائصه أنه يخول للدائن المرتهن حق تتبع العقار المره ون في أي ي د
حائز له ،وفي حالة إجراء قسمة التصفية في المرهون المشاع يخصم الدين المرهون من حصة
المدين ويوزع الباقي على من يستحقه من المتقاسمين ،والمحكمة التي قض ت بع دم قب ول طلب
قسمة الرسم العقاري موضوع الدعوى بعلة أنه مثق ل بره ون ،في حين أن ال رهن ال يمن ع من
القسمة حسبما ذكر ،تكون قد جردت قضاءها من األساس ولم تعلل ه تعليال س ليما مم ا يع رض
10
قرارها المطعون فيه للنقض"
-7حکم صادر عن المحكمة االبتدائية بأكادير ،بتاريخ ،10/05/1999ملف عدد 381اشير اليه من طرف :عمر
ازوکار ،آثار التصرفات على العقار المحفظ المرهون أو المحجوز ،ص151:
-8قرار صادر عن محكمة االستئناف بالدار البيضاء ،صادر في 1985/ 18/12تحت عدد ،185/83منشور بمجلة
المحاكم المغربية ،ع ،46السنة ،1986ص89:
-9قرار محكمة االستئناف بمراكش مؤرخ في 23/12/1997عدد 1185في الملف عدد 1458/97أورده محمد بفقير
القانون العقاري والعمل القضائي المغربي ،منشورات دراسات قضائية ط ،2السنة 2010ص217 :
-10قرار محكمة النقض عدد ،525بتاريخ 27/11/2011في الملف الشرعي عدد ،373/2/1/2012منشور بمجلة
ملفات عقارية ،العدد الثاني ( ،)02أكتوبر ،2012ص 266و.257
8
والواض ح من خالل الق رار أعاله أن محكم ة النقض لم تعت د ب الرهن كم انع في ذات ه من
التصرف في العقار المرهون معللة قرارها بأن الرهن كحق عيني ال يعت بر منازع ة في أص ل
الملكية ومن خصائصه أنه يخول للدائن المرتهن حق تتبع العقار المرهون في أي يد ح ائز ل ه،
لكن في المقابل من ذلك فان حماية حق وق ال دائن الم رتهن تغ دو واض حة عن دما امت د اجته اد
محكمة النقض ليقر بكون من ع الم دين ال راهن من التص رف في العق ار المره ون يش مل كاف ة
التصرفات التي من شأنها النقص من قيمة العقار ومن ضمنها الكراء للغير ،بمعنى أن ه بإمك ان
تقييد المدين بمقتضى عقد الرهن من القيام بكراء العين المرهونة للغير بالرغم من اعتب ار عق د
الكراء ضمن دائرة عقود اإلدارة.
11
ج اء في ه" :لكن حيث خالف ا لم ا ورد وقد كرست ذلك محكمة النقض في ق رار ح ديث
بالوسيلة ،فإن المحكمة مصدرة القرار المطعون فيه التي عللته بما مضمونه (أن من أنشأ رهن ا
ال يحق له أن يج ري أي فع ل من أن ينقص قيم ة المره ون عمال بأحك ام الفص ل 1179من
ق.ل.ع وهو ما يتماشى مع مفهوم المادة 11من عقد الرهن الذي يمنع المقترض من التصرف
في العقار اال بعد الموافقة المسبقة للبنك ...وبأن التمسك بحسن النية ال يكفي للقول بصحة العقد
الس يما وأن ه لم يص در عن المس تأنف أي تص رف من ش أنه أن ي وهم المك تري ب أن العالق ة
الكرائية مع الراهن ص حيحة ،ب ل أن البن ك وحماي ة لمص الحه ب ادر الى تقيي د ال رهن بالرس م
العقاري على كافة العقار و ضمنه شروطا أهمها مقتضيات البند 11من االتفاق)... ،وأب رزت
أن منع المدين الراهن من التصرف في العقار المرهون الوارد في البند 11من عقد ال رهن ال
يقتصر فقط على التصرفات الناقلة للملكية ،وإنما يمتد ليش مل ك ذلك كاف ة التص رفات ال تي من
شأنها النقص من قيمة العقار المذكور ومن ضمنها کراؤه للغير ما دام أن قيمت ه ق د تت أثر س لبا
عند عرضه للبيع في اطار مسطرة تحقيق الرهن المخول للدائن المرتهن قانونا مباشرتها وذلك
بفعل شغله من طرف مكتريه ،كما أنها ابرزت عن صواب أن ما تمسك به من حس ن ني ة ليس
من شأنه الحد من حق الدائن المرتهن في ممارسة المساطر الكفيلة بحماية مص الحه وال تي من
شأنها منع إجراء كل التصرفات المحظورة قانونا أو اتفاقا."...
والواقع أن عدم الوضوح التشريعي الذي كان سائدا قبل إقرار مدون ة الحق وق العيني ة العقاري ة
بخصوص مدى سلطة الراهن في التصرف في العقار المرهون ،غالبا ما كان يسهم في نش وب
منازعات قضائية ،وهو األمر الذي أدى إلى تضارب القرارات واألحكام الصادرة عن المحاكم
في المسألة المذكورة.
-11قرار محكمة النقض عدد 31صادر في 16/1/2014في الملف التجاري عدد 90/3/1/2012منشور بمجلة
محكمة النقض عدد 77سنة 2014ص’ 193و194
8
المطلب الثاني
عالقة شرط المنع من التصرف بشروط الرهن الرسمي 0العقاري
سيتم تناول هذا المطلب في إطار الجواب عن إشكال يتعلق بم دى ج واز إدراج الش رط الم انع
من التصرف في عقد الرهن الرسمي العقاري؟ ،بمعنى هل يحق للدائن المرتهن االشتراط على
المدين الراهن أو على الكفي ل العي ني ع دم التص رف في العين المرهون ة ط وال م دة ال رهن،
وأخيرا ما طبيعة الجزاء المترتب عن مخالفة الشرط السابق؟
ولتوضيح ما ذكر سنعمل على تقسيم المطلب إلى فقرتين كاآلتي:
الفقرة األولى :قانونية ادراج شرط عدم التصرف في عقد الرهن الرسمي العقاري
الفقرة األولى
أصبحت المؤسسات البنكية اليوم تقوم بإدراج عقود الرهن شروطا أو بنودا يمنع بموجبها
الراهن من التصرف في العقار المرهون ،وذلك من أجل وض ع حماي ة أك بر عن طري ق خل ق
حماية تعاقدية واتباع منهج احترازي من أجل ضمان وفاء الراهن بالدين .غير أن اإلش كال في
هذا الصدد يدور حول قانونية ادراج ش رط ع دم التص رف في عق د ال رهن الرس مي العق اري
بمعنى آخر هل يجوز ادراج هذا الشرط في العقد المذكور؟
1
فعلى مستوى التشريعات العربية فقد نص الق انون الم دني المص ري على ج واز ش رط
المنع في المادة 823منه كما نص على جزاء مخالفة هذا الشرط في المادة 824من ه ،ف أولى
هاتين الم ادتين ق د ج اء فيه ا م ا ي أتي- 1( :إذا تض من العق د أو الوص ية ش رط يقض ي بمن ع
التصرف في مال فال يصح هذا الشرط ما لم يكن مبنيا على باعث مشروع ومقصورا على مدة
معقولة)
وقد س ار الق انون الم دني الس وري على خطى الق انون الم دني المص ري حيث نص على
2
جواز شرط المنع من التصرف في المادة 878من القانون المدني السوري
3
وص رح الق انون الم دني األردني بج واز ش رط المن ع من التص رف إذ ج اء في الم ادة
1028منه ما يأتي( :ليس للمالك أن يشترط في تصرفه عقدا كان أو وصية شروط تقيد حقوق
المتص رف إلي ه إال إذا ك انت ه ذه الش روط مش روعة ويقص د به ا حماي ة مص لحة مش روعة
للمتصرف أو للمتصرف إليه أو الغير لمدة محددة).
4
كما أق ره الق انون الم دني الكوي تي حيث نص ت الم ادة 815من ه على أن ه( :إذا تض من
التصرف القانوني شرطا يمن ع المتص رف إلي ه في الم ال ال ذي اكتس ب ملكيت ه بمقتض ى ذل ك
التصرف أو يقيد حقه في التصرف فيه فال يصح هذا الشرط ما لم يكن مبني ا على ب اعث ق وي
ومقصور على مدة معقولة).
أما في لبنان فقد انقسم الفقه في شأن إجازة هذا الشرط على فريقين:
8
األول :يرى أن شرط المنع من التصرف باطل ،فال يج وز لمن أوص ى بعق ار مثال أن يش ترط
على الموصى له عدم التصرف به إذ ليس هناك من طريقة لمنع تداول األموال سوى الوقف
والثاني :يرى ،بحق ،جواز شرط المنع من التصرف في ظل أحکام القانون اللبناني
فصحة هذا الشرط يمكن استنتاجها من نص المادة 594من قانون أص ول المحاكم ات المدني ة
اللبن اني حيث ج اء فيه ا( :ال يج وز إلق اء الحج ز وإن یکن احتياط ا على المب الغ أو األم وال
الموهوبة أو الموصى بها مع عدم قابليتها للحجز أو التفرغ فإنه ال يجوز حجزها س حابة عش ر
سنوات تبتدئ من تاريخ وضع يد الموه وب ل ه أو الموص ى ل ه واألش خاص ال ذين يص بحون
دائنين بعد المدة المذكورة هم دون سواهم يستطيعون أن يلق وا الحج ز على األم وال أو المب الغ
المشار إليها).
5
ويخلص إلينا بعد اإلطاللة على بعض القوانين العربية التي أجازت هذا الشرط ما يأتي :
-أن جميع النصوص التي أجازت شرط المنع قد صيغت بصورة تبين أن هذا الشرط قد أج يز
على سبيل االستثناء ،نزوال عند مقتضى الضرورات ونظرا إلى المصالح التي يهدف إليها.
-إن إقرار شرط المنع على سبيل االستثناء يستلزم توفر شروط معينة لصحته وقد أجمعت هذه
القوانين على شرطين هما :المصلحة الجدية والمشروعة والمدة المعقولة.
أما على مستوى التشريعات األجنبية نجد الق انون الم دني الفرنس ي الص ادر ع ام 1804
جاء خاليا من أي نص يعالج حکم شرط المنع من التصرف وكان القض اء الفرنس ي ي ذهب في
بادئ األمر إلى بطالن هذا الشرط ،ثم تخلى عن موقف ه ه ذا بع د ع ام 1842فأص بح يص حح
الشروط المانعة من التصرف إذا كانت مبررة بمصلحة جدية ومشروعة ومح ددة ب وقت معين.
وإزاء إقرار القضاء الفرنسي له ذا المب دأ الجدي د ذهب ج انب من الفق ه الفرنس ي إلى تأیید م ا
ذهب إليه القضاء فاعتبر شرط المنع مشروعا إذا تحققت الشروط التي تطلبها القضاء.
غير أن القانون المدني الفرنسي ظل بمعزل عن هذه التغيرات فلم يحرك ساكنا تجاه صحة
أو ع دم ص حة ش رط المن ع من التص رف ح تى ع ام 1955حيث ص در مرس وم في /1/ 4
1955يتعلق بالشهر العقاري وتقضي الفقرة الثانية من المادة 28منه بإشهار التصرفات التي
تتضمن شروطا مانعة من التصرف بصورة مؤقتة.
فهذا المرسوم قد أشار إلى صحة شرط المنع من التصرف إذ أوجب إشهاره ح تی یک ون ناف ذا
من قبل الغير.
ولم يكتفي المشرع الفرنسي بذلك فقد قام بإصدار قانون 3/7/1971والذي يحدد بشكل واضح
جواز شرط عدم التصرف وخصوصا من خالل المادة 900/1
ويالحظ أن نص المادة 900/1من القانون المدني الفرنسي قد حددت نطاق هذا الشرط بالهب ة
والوصية ،في حين أن القضاء الفرنسي كان يذهب إلى صحة هذا الشرط حتى لو اق ترن بعق د،
ولكن ذكر المشرع الفرنس ي له ذين التص رفين ق د یک ون من قبي ل المث ال ال الحص ر وبس بب
6
شيوع اقتران الشرط المانع بهما على الصعيد العملي.
8
أما على مستوى التشريع المغربي فليس هنالك نص صريح يجيز شرط عدم التصرف وه و
األمر الذي أدى إلى تضارب اآلراء الفقهية حيت انقسمت إلى مؤيدين ومعارضين
ويرى االتجاه األول أنه ال يجوز للدائن المرتهن أن يشترط على المدين الراهن شرطا مانعا
من التصرف في صلب العقد بحجة أن للدائن المرتهن ح ق التتب ع من جه ة ،وبحج ة أن حري ة
المال ك في التص رف في عق اره المره ون تعت بر من النظ ام الع ام بحيث ال يج وز الح د منه ا
باالتفاق من جهة أخرى.
أما االتجاه الثاني فيذهب إلى أن الشرط المانع من التصرف هو شرط جائز متى ك ان متفق ا
عليه بين أطراف العقد ومستندا إلى باعث مشروع لمصلحة أحد أطراف العقد أو الغ ير مح ددا
في مدة معقولة ويضيف أص حاب ه ذا االتج اه أن ه ذا الش رط يعت بر وس يلة فعال ة تس اعد في
تجنب الدائن المرتهن طول مدة اإلجراءات المتعلقة بتحقيق الرهن وتعقيدها.
على رغم من أن المشرع المغربي لم ينظم شرط المنع من التصرف بمقتضى نص ص ريح
إال أن هناك بعض المقتضيات القانونية قد تذهب في منحى جواز تضمين عقد ال رهن الرس مي
7
شرط منع التصرف ،ومنها الفصل 230من ق.ل.ع الذي ينص (االلتزامات التعاقدية المنشأة
على وجه صحيح تقوم مقام القانون بالنسبة إلى منشئيها ،وال يجوز إلغاؤه ا إال برض اهما مع ا
أو في الحاالت المنصوص عليها في القانون ،).والمادة 14من م.ح.ع التي تنص (يخول ح ق
الملكية مالك العقار دون غيره سلطة استعماله و استغالله و التص رف في ه و ال يقي ده في ذل ك
إال القانون أو االتفاق)
8
وفي هذا المقام نستحضر رأي أحد الباحتين في هذا المجال حيت أكد أن شرط ع دم التف ويت
هو شرط مخالف للدستور وباطل بطالنا مطلقا وعديم األثر والوجود وقد دعم هذا األخير رأي ه
بناءا على عدة حجج أهمها
-أن «شرط عدم التفويت» هو قید وحد لممارسة ح ق الملكي ة ،ونعلم على أن الفص ل 35من
دستور المملكة صریح وج ازم في اش تراط تقيي د ممارس ة ه ذا الح ق بواس طة الق انون ،وليس
بواسطة العقد.
-أن في «شرط عدم التفويت» تناقض صارخ مع أهم خاصية يتميز بها عقد الرهن ،وهي حق
التتبع ،le droit de suiteالتي تمنح للدائن المرتهن مكنة تحقيق الرهن الرسمي بين أي يد
انتقل إليها العقار المرهون ،طبقا للمادة 199من م.ح.ع التي تنص بأنه" :للدائن المرتهن رهنا
رسميا حق تتبع الملك المرهون في يد أي حائز له الستيفاء دينه عند حلول أجل الوفاء به"
-أن في «شرط عدم التصرف» أي ة فائ دة وج دوى بالنس بة لل دائن الم رتهن ال ذي ال تتض رر
مصالحه بتفويت العقار إلى الغير وذلك عمال بمقتضيات الفصل 111من ق.ل.ع
وعلى هذي ما ذكر ،نخلص إلى أن «ش رط ع دم التص رف» المق ترن بعق د ال رهن الرس مي،
عالوة على كونه مخالف للدستور فهو باطل بطالنا مطلقا ،ومنعدم األثر والوجود بقوة القانون،
وبذلك فهو ال يمنع الم دين ال راهن من التص رف في ملك ه ،وه و أم ر ينطب ق أيض ا على ك ل
الشروط األخرى المانعة من التصرف ما لم يثبت تضرر الدائن منها.
-6شرط المنع من التصرف "دراسة مقارنة" (المركز العربي للدراسات والبحوث العلمية) 2019ص79
-7إستشارة المدير العام للمحافظة العقارية موجهة لألمين العام للحكومة بشأن شرط عدم التصرف في الرهن الرسمي
بتاريخ 27أبريل 2019منشور على الموقع www.Marocdroit.com
رأي قانوني "مدى قانونية شرط عدم التفويت" بقلم رضا بلحسين منشور على صفحة "المعلومة القانونية"-8
8
وعلى أي ،فإن التشريع المغربي على غرار غالبية التشريعات العربية واألجنبية ،لم يحدد
موقفه بشكل صريح من الشرط المانع من التصرف في عقد الرهن الرسمي العقاري.
الفقرة الثانية
جزاء مخالفة شرط المنع من التصرف المضمن في عقد الرهن الرسمي
قد يحصل أن يقوم المدين الراهن وهو بصدد مباش رة س لطاته على العق ار بمخالف ة ش رط
المنع من التصرف في العين المرهونة وفي سبيل مقاربة اإلشكال المط روح نؤك د بأن ه خالف ا
1
للمشرع المص ري ال ذي ق رر بطالن التص رف المخ الف للش رط الم انع من التص رف ف إن
المش رع المغ ربي وعلى غ رار المش رع الفرنس ي لم يف رد حال لإلش كال الم ذكور رغم أن
الفرصة مواتية له بمناسبة إقرار نصوص مدونة الحقوق العينية الجديدة ،لكنه ما دام الش أن في
ظل ما هو عليه فاألمر يجعل القضاء والفقه في مواجهة اإلشكالية المذكورة من خالل التص دي
ومحاولة إيجاد الحل األنسب لها.
وبالتالي فإن الفقه والقضاء قررا جزاء مخالفة شرط عدم التصرف ببطالن التصرف المخ الف
لهاذا األخير
2
وفي هذا اإلطار فقد ذهب أحد الباحثين إلى الق ول أن ه ب الرغم من انتف اء النص في التش ريع
المغربي فإن جزاء مخالفة الش رط الم انع من التص رف في ال رهن الرس مي ه و البطالن ،م ع
مالحظة أن الرأي المذكور لم يبين األساس المؤسس عليه البطالن كجزاء مخالف ة الش رط في
هذا الصدد.
والواقع أن المشرع المغربي مطالب بإيجاد نصوص قانونية توضح بجالء الج زاء الم ترتب
عن مخالفة شرط المنع من التصرف بشكل يحف ظ ت وازن الحماي ات بين األط راف في عملي ة
القرض العقاري ،أوال لكي ال يتم المساس بحقوق الدائن المرتهن وثانيا لكي ال يتم منع ال راهن
من التصرف في العين المرهونة بش كل يع دم س لطة التص رف في كليته ا ،غ ير أن ه م تى ق ام
األخير بأعمال تمس جوهر العقار المرهون كإتالفه ،أو تعريضه للتخ ريب ،أو تحوي ل اله دف
من استعماله باالستئثار به لنفسه فإنه يجوز للمرتهن اتخاذ كاف ة الت دابير التحفظي ة ال تي ت ؤمن
استرجاع لتصادم ذلك بقاعدة الضمان العيني.
-1هكذا تنص المادة 824من القانون المدني المصري على أنه ":إذا كان شرط المنع من التصرف الوراد في العقد أو
الوصية صحيحا طبقا األحكام المادة السابقة ،فكل تصرف مخالف له يقع باطال
-2مصطفى جدوع كريم السعد آثار الرهن الرسمي بالنسبة للدائن المرتهن والحائز في التشريع العقاري المغربي ص:
114
8
خاتمة0
لقد حاولن ا من خالل ه ذا البحث ،الوق وف على نجاع ة النظ ام الق انوني المنظم لل رهن
الرسمي و شرط عدم التصرف المضمن به و ذلك من خالل التطرق لألحك ام العام ة المنظم ة
لهما و اآلثار القانونية المترتبة عن سلوكهما ،و ك ذا اإلش كاالت المش ارة بش أنهما .باعتبارهم ا
آليتان فعالتين في مجال السلف الرهني و كذا خلق جومن االطمئنان بين كل من المتعاقدين.
و ب الرغم من أن المش رع المغ ربي في ك ل من م.ح.ع و ق.ل.ع ق د ح اول التص دي
لمختلف اإلشكاالت و الهفوات المتعلقة بالرهن الرسمي و شرط عدم التصرف المضمن به ،إال
أن ذلك لم يكن في طموح المستوى المنشود .و ذلك راجع لع دم الحس م في مش روعية اش تراط
هذا الشرط و ادراجه بعقد الرهن الرسمي ،و يبرز ذلك على عدة مستويات.
-غياب تنظيم قانوني دقيق لشرط عدم التصرف
تأثير الغموض التشريعي على حقوق المدين الراهن و المجال الرهني خاصة -
عدم إعارة االهتمام لهذا الشرط و إن علمنا على أن هذا األخير أصبح شائعا في اآلون ة -
األخيرة
عدم وجود نصوص واضحة تبين وضعية الراهن من التصرف في العقار المرهون -
استناذا لما سلف ذكره ،يمكن القول بأن عدم تنظيم أحكام ا مفص لة له ذا الش رط ينعكس
سلبا على المجال اإلئتماني.
و عليه سوف نحاول وضع بعض المقترح ات ال تي من ش أنها إص الح اإلط ار الق انوني
المنظم للشرط المانع من التصرف في العقار المرهون.
القيام بتنظيم أحكام متعلقة بشرط عدم التصرف -
التنصيص بشكل صريح على قانونية شرط عدم التصرف أو عدم قانونيته -
تحديد حاالت و مدة تظمين هذا الشرط -
بيان موقف واضح على وضعية المدين الراهن من التصرف في العقار المرهون و كذا -
خلق نوع من التوازن في إطار عقد الرهن الرسمي
و عموما فهذه االقتراحات تص ب في مغ زى واح د ،يتمث ل مض مونه في وض ع قواع د
قانونية تنظم شرط عدم التص رف و وض ع إط ار خ اص ل ه يض من وض عية ال راهن في عق د
الرهن الرسمي و عدم االسراف في حماية الدائن المرتهن.
8
قائمة 0المراجع
-1المراجع العامة
-الع ربي محم د مي اد "ت أمالت في مدون ة الحق وق العيني ة" الج زء الراب ع (دون ذك ر
المطبعة) طبعة 2017
-ادريس الفاخوري "مدونة الحقوق العينية وفق قانون "39.08مطبعة المعارف الجدي دة
طبعة 2013
-أحمد عبد الرزاق الس نهوري" الوس يط في ش رح الق انون الم دني الج زء العاش ر " في
التأمينات العينية والشخصية" دار النهضة العربية 1970
-أحمد عبد الرزاق السنهوري" الوسيط في شرح القانون المدني الج زء الث اني "اإلثب ات
آثار االلتزام" دار النهضة العربية 1968
-رمض ان أب و الس عود " الوس يط في التأمين ات العيني ة والشخص ية الج زء األول في
التأمينات العينية والرهن الرسمي" مطبعة كروزيات اإلسكندرية 1980
-المختار بن أحمد عطار "قانون االلتزامات والعقود ،الجزء األول مص ادر االلتزام ات"
مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء الطبعة الثانية 1994
-سمير السيد تناغو "التأمينات الشخصية والعينية" منشأة المعارف اإلسكندرية 1975
-محي الدين إسماعيل علم الدين " التأمينات العينية في القانون المص ري والمق ارن" دار
النهضة العربية القاهرة (دون ذكر السنة)
-محي الدين إس ماعيل "أص ول الق انون الم دني الج زء الث اني الحق وق العيني ة االص لية
والتبعية" دار الجيل العربية القاهرة طبعة 1970
-عبد العلي العبودي" :نظام التحفيظ العقاري وإشهار الحقوق العينية بالمملك ة المغربي ة"
الطبعة 2003
-محم د خ يري "قض ايا التحفي ظ العق اري في التش ريع المغ ربي ،المس اطر اإلداري ة
والقضائية" ،دار المعرفة ،الطبعة الخامسة 2009
-محمد خيري "حماية الملكية العقارية ونظام التحفي ظ العق اري ب المغرب" .دار المعرف ة
طبعة 2001
-مأمون الكزبري "الحقوق العينية األصلية والتبعية مطبعة شركة الهالل العربية" الطبعة
الثانية 1987
-محم د ابن المعج وز "الحق وق العيني ة في الفق ه اإلس المي والتق نين المغ ربي" مطبع ة
النجاح الجديدة الدار البيضاء طبعة 1990
-محمود جمال ال دين زكي "التأمين ات الشخص ية والعيني ة" مط ابع دار الش عب الق اهرة
الطبعة الثالثة 1979
-محمد امغاري "تأكد المحافظ العقاري على األمالك العقارية من ص حة الوث ائق الم دلى
بها وآثارها على تداول العقارات والحقوق العينية ،مطبعة والوراقة الوطنية 2005
جالل إبراهيم ،سعد أحمد محمود الحقوق العينية التبعي ة ،ال رهن الرس مي دار النهض ة -
العربية ،القاهرة طبعة 1994
8
أحمد سالمة " دروس في التأمينات المدنية" دار النهضة العربية طبعة 1968 -
إدريس الس ماحي "الق انون الم دني الحق وق العيني ة ونظ ام التحفي ظ العق اري" مطبع ة -
مبريزار مكناس ،الطبعة األولى 2003
عب د الك ريم ش هبون " الش افي في ش رح مدون ة الحق وق العيني ة الجدي دة وف ق ق انون -
"39.08مكتبة الرشاد للنشر والتوزيع طبعة 2018
محمد الح اج الس المي " سياس ة التحفي ظ العق اري في المغ رب بين اإلش هار العق اري -
والتخطيط االجتماعي واالقتصادي ،منشورات عكاض الرباط طبعة 2011
محمد بونبات "الحقوق العيني ة –دراس ة مقارب ة للحق وق العيني ة وج دواها االقتص ادية -
واالجتماعية" المطبعة والوراقة الوطنية مراكش الطبعة األولى 2002
-2المراجع الخاصة
-أمينة الناعمي "القواعد الموضوعية واإلجرائية للرهن الرسمي اإلجباري فقها وقضاءا"
دار القلم الرباط ،الطبعة األولى 2012
-يوسف أفريل "الرهن الرسمي العقاري ض مانة بنكي ة لل دائن الم رتهن" ال دار البيض اء
طبعة 2011
" -ش رط المن ع من التص رف المض من في رهن العق ار بص دد التحفي ظ دراس ة قانوني ة
عملية" بحت نهاية التكوين بالمعهد العالي للقضاء فترة التكوين 2015-2013
-فتالوي سالم عبد الزهرة عبد هللا "شرط المن ع من التص رف دراس ة مقارن ة" المرك ز
العربي للنشر والتوزيع طبعة 2019
-3الرسائل واألطروحات
األطروحات
-س ناء ال ترابي "حماي ة ال دائن الم رتهن في ال رهن الرس مي العق اري" أطروح ة لني ل
ال دكتوراه في الحق وق كلي ة الحق وق جامع ة محم د األول بوج دة الس نة الجامعي ة
2000/2001
-عب د الواح د ش عير "إش كالية ال رهن كض مان بنكي في ض وء التش ريع المغ ربي بين
النظري ة والتط بيق" أطروح ة لني ل دكت وراه الدول ة في الق انون الخ اص كلي ة الحق وق
جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء السنة الجامعية 1995/1996
-نور الدين لعرج "الشكلية في عقد الرهن في التشريع المغربي" أطروحة لني ل دكت وراه
في الحق وق .ف رع الق انون الخ اص جامع ة محم د الخ امس ،كلي ة العل وم القانوني ة
واالقتصادية واالجتماعية الرباط ،السنة الجامعية 1999/2000
-أمين ة ن اعيمي" أحك ام الش رط في الق انون الم دني المغ ربي على ض وء الفق ه والعم ل
القض ائي دراس ة مقارن ة" أطروح ة لني ل ال دكتوراه في الحق وق كلي ة العل وم القانوني ة
واالقتصادية واالجتماعية جامعة الحسن الثاني سنة 2007
الرسائل
8
حليمة بن حفو ":الرهن الرسمي بين الرس مية والعرفي ة في التش ريع المغ ربي" رس الة -
لني ل دبل وم الدراس ات العلي ا المعمق ة في الق انون الخ اص .كلي ة العل وم القانوني ة
واالقتص ادية واالجتماعي ة جامع ة القاض ي عي اض م راكش الس نة الجامعي ة
2000/2001
سعاد الزروالي ":تخصيص الرهن الرسمي في التشريع العقاري المغربي" رسالة لني ل -
دبلوم الدراسات العليا المعمقة وح دة التك وين والبحث في الق انون الم دني ،كلي ة العل وم
القانونية واالقتص ادية واالجتماعي ة جامع ة القاض ي عي اض م راكش ،الس نة الجامعي ة
2000/2001
فاطمة لحروف ":حجية القيد في السجل العقاري" رسالة لنيل دبلوم الدراسات العلي ا في -
القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محم د الخ امس
الرباط السنة الجامعية 1993/1994
کمال ليمونة ":سلطات المحاف ظ في مراقب ة مس تندات التقيي د بين المش روعية والرقاب ة -
اإلدارية" رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،وح دة التك وين
والبحث في ق انون العق ود والعق ار ،كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة،
جامعة محمد األول بوجدة السنة الجامعية 2003/2004
لمياء الفركاتي" :توثيق المعامالت العقارية في المحررات الرسمية" رسالة الني ل دبل وم -
الدراسات العليا المعمقة في الق انون الخ اص وح دة التك وين والبحث في ق انون العق ود
والعقار ،كلية العل وم الق انوني واالقتص ادية واالجتماعي ة بجامع ة محم د األول وج دة،
السنة الجامعية 2006/2007
مصطفی جذوع کریم السعد ":آثار الرهن الرسمي بالنسبة لل دائن والح ائز في التش ريع -
العق اري" المغ ربي رس الة ،لني ل دبل وم الدراس ات العلي ا كلي ة الحق وق جامع ة محم د
الخامس الرباط السنة الجامعية 1980/1981
مازن الجم ":الحقوق الخاضعة للتسجيل وفق نظام التحفيظ العقاري" رسالة النيل دبل وم -
الدراسات العليا في القانون الخ اص .كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة،
جامعة القاض عياض مراكش الموسم الجامعي 1990/1991
مراد أعالبو ":حماية الدائن المرتهن في الرهن الرسمي" رسالة لنيل دبلوم الماس تر في -
قانون العقود والعق ار .كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة بجامع ة محم د
األول وجدة السنة الجامعية 2007/2008
نور الدين هوبان ":التحفيظ العقاري ودوره في تنمية السلف الرهني" رسالة لنيل دبل وم -
الماستر في القانون الخاص .وحدة التك وين والبحث بماس تر ق وانين التج ارة واألعم ال
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السنة الجامعية2010/ 2009
يوسف أفريل ":مدي فعالية الرهن الرسمي بالنسبة للدائن المرتهن" رس الة الني ل دبل وم -
الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص .وحدة التكوين والبحث في قانون األعم ال.
جامعة محمد األول بوجدة السنة الجامعية 2008/2009
أولمي أعمر "عقد الرهن الرسمي كوسيلة ضمان لحماية حق وق ال دائنين" م ذكرة لني ل -
شهادة الماجستير في القانون فرع قانون 8العقود ،جامعة مولود معمري-تيزي وزو كلي ة
الحقوق والعلوم السياسية مدرس ة ال دكتوراه للق انون والعل وم السياس ية الس نة الجامعي ة
2016/2017
نوال أفق ير "ال رهن الرس مي العق اري في التش ريع المغ ربي" بحث نهاي ة التك وين في -
ماستر قوانين التجارة واألعمال جامعة محمد األول كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية
واالجتماعية بوجدة السنة الجامعية 2013/2014
-4المقاالت
-سعاد الزروالي" :مبدأ تخصيص الرهن الرسمي في التشريع العقاري المغربي ،مقارب ة
قانونية وقضائية ،منشورات مجلة الحق وق ،سلس لة الدراس ات واألبح اث ،الع دد األول
مارس .2009
-الحس ن الكاس م ":تحقي ق الره ون واالمتي ازات وح ق األس بقية "مق ال منش ور بالن دوة
الرابعة للعمل القضائي والبنكي ،الطبعة األولى يناير .2004
-عمر أزوکار" :تعليق على حكم ابتدائية أك ادير في المل ف ع دد 381بت اریخ / 1999
10 / 05منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد 26أكتوبر .2002
-محمد خيري ":التعاقد في المي دان العق اري "المجل ة المغربي ة لق انون واقتص اد التنمي ة
عدد 12سنة .1986
-محمد مومن ":آثار الرهن الرسمي بالنسبة للم دين والغ ير" المجل ة المغربي ة لالقتص اد
والقانون العدد 31سنة .1998
-يوسف أفريل" :مدى فعالية الرهن الرسمي بالنسبة للدائن المرتهن" مقال منشور بمجل ة
المحاكم العدد الثاني .2009
-5مراجع الكترونية
-شرط المنع من التصرف ،مقال منشور على موقعwww.mohamoon.ju.com
-مق ال دي اب زي د ،الحق وق العيني ة وفق ا لألنظم ة الس عودية منش ور على موق ع
marz.kau.edu.sa/files/0011259/…/110648
-الشرط المانع من التصرف وشروطه وحاالت بطالنه منشور على موقع
www.law-pedia.com
-استشارة المدير العام للمحافظة العقارية موجهة لألمين العام للحكومة بشأن ش رط ع دم
التص رف في ال رهن الرس مي بت اريخ 27أبري ل 2019منش ور على الموق ع
www.Marocdroit.com
-رأي قانوني "مدى قانونية شرط عدم التفويت" بقلم رضا بلحس ين منش ور على ص فحة
"المعلومة القانونية"
8
الفهرس
تقديم1 ..............................................................................................
أوال :تعريف الرهن الرسمي3 ....................................................................
ثانيا :خصائص الرهن الرسمي5 .................................................................
ثالثا :تمييز الرهن الرسمي عن باقي التأمينات العينية األخرى8 ...............................
الفصل األول :األحكام المنظمة لعقد الرهن الرسمي العقاري10 .................................
المبحث األول :الشروط العامة لإلنشاء11 .........................................................
المطلب األول :الشروط الموضوعية لإلنشاء11 ...................................................
الفقرة األولى :الشروط المتعلقة بالرضا واألهلية11 ..............................................
الفقرة الثانية :الشروط المتعلقة بالمحل والسبب12 ................................................
المطلب الثاني :الشروط الشكلية لإلنشاء17 ........................................................
الفقرة األولى :وجوب كتابة عقد الرهن الرسمي17 ...............................................
الفقرة الثانية :القيد في السجل العقاري23 ..........................................................
المبحث الثاني :اآلثار المترتبة عن انشاء عقد الرهن الرسمي27 ................................
المطلب األول :حقوق والتزامات المدين الراهن27 ...............................................
الفقرة األولى :حقوق المدين الراهن27 .............................................................
الفقرة الثانية :التزامات المدين الراهن...........................................................
30
المطلب الثاني :حقوق الدائن المرتهن33 ...........................................................
الفقرة األولى :حق األفضلية المخول للدائن المرتهن33 ...........................................
الفقرة الثانية :حق تتبع العقار المخول للدائن المرتهن..........................................
38
الفصل الثاني :شرط عدم التصرف المضمن في عقد الرهن الرسمي العقاري42 ..............
المبحث األول :أحكام شرط المنع من التصرف في العقار المرهون43 ..........................
المطلب األول :مفهوم شرط المنع من التصرف وآثاره43 ........................................
الفقرة األولى :تعريف شرط المنع من التصرف................................................
44
الفقرة الثانية :آثار شرط المنع من التصرف45 ....................................................
المطلب الثاني :شروط صحة الشرط المانع من التصرف 46 ....................................
الفقرة األولى :أن يكون الباعث من الشرط مشروعا46 ...........................................
الفقرة الثانية :أن يكون اشتراطه لمدة معقولة48 ...................................................
8
المبحث الثاني :حرية الراهن في التصرف في العقار المرهون49 ...............................
المطلب األول :نطاق سلطة تصرف الراهن في العقار المرهون49 .............................
الفقرة األولى :نطاق تصرف الراهن في العقار المرهون وفق المنظور التشريعي50 ..........
الفقرة الثانية :نطاق تصرف الراهن وفق المنظور الفقهي والقضائي52 .........................
المطلب الثاني :عالقة شرط عدم التصرف بشروط الرهن الرسمي56 ..........................
الفقرة األولى :قانونية ادراج الشرط المانع من التصرف بالرهن الرسمي 56 ..................
الفقرة الثانية :جزاء مخالفة شرط عدم التصرف59 ..............................................
خاتمة60 ............................................................................................
قائمة المراجع 61 ..................................................................................
الفهرس65 ..........................................................................................
8