You are on page 1of 31

‫ﺑﺣث ﻣﻧﺳوخ ﻣن ﻛﺗﺎب ﻣﻧﻰ ﻛﺎﻣل ﺗرﻛﻲ‬

‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬

‫‪https//:doi.org/10.36394/jls.v20.i1.8‬‬

‫ﻟﻸﺳف ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺷرت ﺑﺣث ﻣﻧﺳوخ‬


‫التقاضي عن بُعد في الدعوى الجنائية‬
‫ﺳﻧﺗﯾن ﻟﻠﺗدﻗﯾﻖ وﻟم ﯾﺗم اﻛﺗﺷﺎف اﻻﻗﺗﺑﺎس ﻣﺎ ﻏرﯾﺑﺔ‬
‫( (‬
‫(‬

‫منى سامل الوسمي‬


‫تاريخ القبول‪2021-02-24 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2021-01-03 :‬‬

‫ملخص البحث‪:‬‬
‫يهــدف موضــوع البحــث إلــى دراســة التقاضــي عــن بعــد‪ ،‬أومــا يصطلــح عليــه بالتقاضــي‬
‫اإللكترون ـ ّي‪ ،‬كآليــة انتهجتهــا معظــم الــدول‪ ،‬لمــا لهــا مــن مزايــا وإيجابيــات علــى ســير الدعــوى‬
‫ســواء جزائيــة أومدنيــة‪ ،‬كتخفيــف األعبــاء علــى أطــراف الدعــوى مــن محاميــن ومتقاضيــن وكافــة‬
‫العامليــن بمرفــق العدالــة‪ ،‬حيــث تطرقنــا لمفهــوم لنظــام التقاضــي عــن بعــد‪ ،‬عيوبــه ومزايــاه‬
‫واألســس القانونيــة التــي قامــت عليهــا فكــرة التقاضــي عــن بعــد ســواء األســس القانونيــة الدوليــة‬
‫واألســس القانونيــة علــى المســتوى المحلــي بدولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة والقوانيــن التــي‬
‫ســنتها التــي توفــر ضمانــات المحاكمــة العادلــة علــى ضــوء اعتمــاد تقنيــة االتصــال عــن بعــد ســواء‬
‫فــي اإلجــراءات الجزائيــة بموجــب القانــون االتحــادي اإلماراتــي رقــم ‪ 5‬لســنة ‪ 2017‬وكــذا قانــون‬
‫اإلجــراءات المدنيــة بموجــب المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم (‪ )10‬لســنة ‪ 2017‬المعــدل لبعــض‬
‫أحــكام قانــون اإلجــراءات المدنيــة الصــادر بالقانــون االتحــادي رقــم (‪ )11‬لســنة ‪ 1992‬والــذي‬
‫ص ‪17‬‬ ‫اســتحدث فيــه بــاب خــاص باســتخدام تقنيــة االتصــال عــن بعــد‪.‬‬

‫ثم تعرضنا للمتطلبات الفنية للتقاضي عن بعد وكيفية توفير الحماية التقنية لهذا النظام‪.‬‬

‫وفــي ختــام البحــث نعــرض للتطبيقــات العمليــة للتقاضــي عــن بعــد فــي الحــاالت الطارئــة‬
‫عارضيــن مثــاال لذلــك وهــو التقاضــي عــن بعــد فــي ظــل جائحــة كورونــا‪.‬‬

‫الكلمات الدالة‪ :‬التقاضي عن بُعد‪ ،‬التقاضي االليكتروني‪.‬‬

‫كلية القانون – جامعة الشارقة (الشارقة – اإلمارات العربية المتحدة)‬ ‫( (‬


‫( ‬

‫‪gyada.ecc@gmail.com‬‬

‫‪228‬‬
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫مقدمة‬
‫ص ‪18‬‬
‫يعــد التقاضــي عــن بعــد أحــد أهــم تطبيقــات التطــور العلمــي والتقنــي فــي مجــال العدالــة علــى‬
‫اعتبــار أن تطبيقــه فــي اإلدارة القضائيــة بالشــكل الصحيــح والتدريجــي لــه أثــر إيجابــي كســرعة‬
‫إنجــاز المعامــات وتبســيط إجــراءات التقاضــي واإلســهام فــي أمــن المعلومــات بحفظهــا وإتاحــة‬
‫االطــاع عليهــا للمصــرح لهــم إضافــة إلــى ضمــان جــودة العمــل ومواكبــة التطــور‪ .‬ص ‪65‬‬

‫تجلــت أهميــة التقاضــي عــن بعــد واضحــة حيــن أخــذت جائحــة «كورونــا "كوفيــد ‪»" 19‬‬
‫العالــم علــى حيــن غــرّ ة‪ ،‬فــي نهايــة عــام ‪ 2019‬وبدايــة عــام ‪ 2020‬عندمــا تــم اإلعــان رســميا‬
‫أن فيــروس كورونــا مــرض معـ ٍد ينتقــل بيــن البشــر‪ ،‬لتســود حالــة مــن التخبــط فــي أوســاط العديــد‬
‫مــن القطاعــات‪ ،‬ومنهــا القطــاع القضائــي الــذي تأثــر فــي الكثيــر مــن الــدول‪.‬‬

‫هــذا فضـاً عمــا أحدثتــه الجائحــة مــن تحــوالت عميقــة فــي الكثيــر مــن مناحــي الحيــاة التــي‬
‫ي ّ‬
‫ُمثــل القانــون بتشــريعاته وإجراءاتــه جــزءاً أساس ـ ّيا ً منهــا‪ ،‬إال أن الوضــع كان مختلف ـا ً إلــى حــد‬
‫كبيــر فــي دولــة اإلمــارات‪ ،‬ال ســيما وأنهــا كانــت قــد استكشــفت الــذكاء االصطناعــي وســبل‬
‫توظيفــه فــي وزاراتهــا ومؤسســاتها الحكوميــة‪ ،‬وحققــت نجاحــات متقدمــة صاغــت مــن خاللهــا‬
‫تجربتهــا الفريــدة‪ ،‬وبذلــك جعلــت مــن هــذه األزمــة فرصــاً‪ ،‬لالســتفادة مــن قدراتهــا والحلــول‬
‫التقنيــة المتوفــرة لديهــا لمواجهــة هــذه األزمــة وتداعياتهــا‪ ،‬التــي أثقلــت كاهــل الكثيــر مــن الــدول‪،‬‬
‫مســتفيدة مــن الحلــول التقنيــة المتوفــرة لديهــا لمواجهــة هــذه األزمــة وتداعياتهــا‪ ،‬وكان القطــاع‬
‫القضائــي أبــرز القطاعــات التــي شــهدت تطــوراً ملموسـا ً بالتزامــن مــع مكافحــة الدولــة النتشــار‬
‫الفيــروس‪ ،‬حيــث وفــرت وزارة العــدل والمحاكــم والنيابــات االتحاديــة أنظمــة إلكترونيــة تســتهدف‬
‫إتمــام العمليــات القضائيــة وإنجــاز المعامــات المرتبطــة بهــا عــن بُعــد‪ ،‬وأصبــح المتقاضــون‬
‫يحضــرون جلســات المحاكمــة مــن بيوتهــم ومكاتبهــم وأحيانــا ً مــن ســياراتهم إذا لــزم األمــر‪،‬‬
‫ممــا دعــا العديــد مــن القضــاة والمحاميــن والخبــراء القانونييــن للمطالبــة بعــدم العــودة إلــى زمــن‬
‫التقاضــي التقليــدي الــذي يســتوجب حضــور جميــع مــن ُذكِــروا لقاعــات المحاكــم فــي الوقــت‬
‫ﻣﺧﺗﺻر ﻣن اﻟﺻﻔﺣﺎت ‪ 192 ،191 ،190‬ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻲ‬ ‫المحــدد وذلــك بعــد انتهــاء جائحــة "كورونــا"‬
‫ﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫وبنــاء علــى مــا تقــدم ارتأينــا اختيــار موضــوع ((التقاضــي عــن بعــد)) وســبب االختيــار ﺣﺎﻟﺔ ﻛوروﻧﺎ‬
‫يرجــع إلــى‪( -:‬حداثــة الموضــوع إذ يُعــد مفهــوم التقاضــي "عــن بُعــد" حديثـا ً نســبيا ً بحيــث ينــدر‬
‫اســتخدام هــذا المصطلــح فــي العلــوم القانونيــة والقضائيــة‪ ،‬فضــا عــن أن العقــل الحصيــف‬
‫والمنطــق القويــم يقتضــي التفاعــل التــام مــع التقــدم التقنــي بالمســارعة فــي االســتفادة منــه فــي‬
‫جميــع نواحــي الحيــاة وخاصــة الجانــب القضائــي الــذي يقــام بــه العدل( (علــى اعتبــار أن التقاضــي‬
‫(‬

‫"أنظر" طارق بن عبد هللا بن صالح العمر –احكام التقاضي اإللكتروني –رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراة في‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫الفقه المقارن إلى جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية – المعهد العالي للقضاء ‪ .‬قسم الفقه المقارن ‪-1430-‬‬

‫‪229‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية ( ‪) 258-228‬‬
‫عــن بعــد كمــا يســميه البعــض" أصبــح اليــوم بصــوره المختلفــة حقيقــة واقعــة فــي عالــم يرغــب‬
‫بالعمــل الجــاد والتطويــر المســتمر‪ .‬لذلــك ارتأينــا التعــرض لهــذا الموضــوع بالدراســة والتمحيــص‬
‫بغــرض تســليط الضــوء علــى الجوانــب القانونيــة لــه وبيــان كيفيــة مباشــرة إجراءاتــه مــع بيــان مــا‬
‫قامــت بــه دولــة اإلمــارات فــي هــذا الشــأن‪.‬‬

‫مشكلة الدراسة‬
‫انطالقــا مــن المكانــة المهمــة والمتميــزة التــي يحتلهــا قطــاع العدالــة‪ ،‬ومحاولتــه مواكبــة‬
‫التطــورات التكنولوجيــة بتبنيــه لنظــام التقاضــي عــن بعــد‪ ،‬تتجلــى إشــكالية هــذه الدراســة فــي‬
‫كيفيــة االنتقــال مــن نظــام التقاضــي التقليــدي "الورقــي" إلــى نظــام التقاضــي اإللكترونــي "عــن‬
‫بعــد" وتوضيــح مفهــوم التقاضــي عــن بعــد وعــرض مميزاتــه وعيوبــه ثــم بيــان الوســائل التــي‬
‫يتطلبهــا مــن أجــل تحقيــق عدالــة ناجــزة ســواء وســائل تشــريعية أو وســائل تقنيــة مــع إلقــاء نظــرة‬
‫علــى واقــع التقاضــي عــن بعــد فــي اإلمــارات‪.‬‬
‫ومــدى نجــاح تجربــة تطبيــق التقاضــي عــن بعــد علــى أرض الواقــع‪" ،‬تطبيــق التقاضــي عــن‬
‫بعــد اثنــاء جائحــة كرونــا" كنمــوذج‪ .‬ولبيــان مــا ســلف ذكــره‪ ،‬اتبعــت الباحثــة المنهــج النظــري‬
‫والتحليلــي‪ ،‬بغيــة ضبــط مختلــف المفاهيــم المتعلقــة بآليــة التقاضــي اإللكترونـ ّي‪ ،‬وذلــك مــن خــال‬
‫االعتمــاد علــى المــواد العلميــة المتخصصــة‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‬
‫أحدثــت تقنيــة إجــراءات المحاكمــة عــن بعــد‪ ،‬منــذ انطالقهــا ثــورة تكنولوجيــة فــي قطــاع‬
‫العدالــة بهــدف تحقيــق العدالــة الناجــزة‪ ،‬والقضــاء علــى بــطء التقاضــي " لذلــك" ســعت الدراســة‬
‫إلــى‪:‬‬
‫ •إبــراز أهميــة االعتمــاد علــى تقنيــة االتصــال عــن بعــد فــي اإلجــراءات الجزائيــة‪ ،‬وبيــان‬
‫ماهيتهــا وســير إجراءاتهــا‪ ،‬وتحديــد نطــاق تطبيقهــا‪.‬‬
‫ •بيــان مشــروعية إجــراء المحكمــة المرئيــة‪" ،‬المعتمــدة علــى تقنيــة االتصــال عــن بعــد"‬
‫والضمانــات القانونيــة واإلجرائيــة لتطبيقهــا فــي مراحــل الدعــوى الجزائيــة (االســتدالل‬
‫والتحقيــق االبتدائــي وأخي ـرًا المحاكمــة)‪.‬‬
‫ •التأكيــد علــى أن هــذا النــوع مــن المحاكمــات المرئيــة والمســموعة يســاعد علــى تحقيــق‬
‫فلســفة القانــون وأهدافــه؛ إذ إنــه فــي كثيــر مــن القضايــا يتعــذر حضــور المتهمين ألســباب‬
‫أمنيــة خاصــة فــي الجنايــات وكذلــك األمــر بالنســبة للشــهود فــي القضايــا الجســيمة‪.‬‬

‫ص‪2‬‬

‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬ ‫‪230‬‬
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫كذلــك يســهم اعتمــاد نظــام التقاضــي عــن بعــد فــي المحاكــم الجزائيــة‪ ،‬وحضــور الموقوفيــن‬
‫مــن محبســهم عبــر تقنيــة االتصــال عــن بعــد فــي حفــظ األمــن االجتماعــي مــن مخاطــر هــروب‬
‫الســجناء‪ ،‬وحفظــه لســامة الموظــف الــذي يقــوم علــى عمليــة نقــل المتهميــن والســجناء إلــى قاعــة‬
‫المحكمــة‪ ،‬لــكل مــا ســلف كان التفكيــر فــي هــذا النــوع مــن المحاكمــات المرئيــة‪.‬‬

‫منهج الدراسة‬
‫ •تتبــع الباحثــة فــي دراســة التقاضــي عــن بعــد باســتخدام تقنيــة االتصــال عــن بعــد فــي‬
‫اإلجــراءات الجزائيــة واإلجــراءات المدنيــة المنهــج النظــري والتحليلــي‪ ،‬بغيــة ضبــط‬
‫مختلــف المفاهيــم المتعلقــة بآليــة التقاضــي عــن بعــد‪ ،‬وذلــك مــن خــال االعتمــاد علــى‬
‫المــواد العلميــة والمواقــع االليكترونيــة المتخصصــة‪.‬‬

‫خطة البحث‬
‫تناولنا موضوع التقاضي عن بعد من خالل الخطة اآلتية‪:‬‬

‫المبحث التمهيدي‪ :‬مفهوم التقاضي عن بعد‪.‬‬

‫المطلب األوّل‪ :‬تعريف التقاضي عن بعد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مزايا وعيوب التقاضي عن البعد‪.‬‬

‫المبحث األوّل‪ :‬األساس القانوني للتقاضي عن بعد‬

‫المطلب األوّل‪ :‬األساس القانوني الدولي للتقاضي عن بعد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األساس القانوني المحلي لدولة اإلمارات للتقاضي عن بعد‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المتطلبات الواجبة إلنجاح التقاضي عن بعد‪.‬‬

‫المطلب األوّل‪ :‬المتطلبات الفنية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المتطلبات البشرية والمالية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬متطلبات حماية تقنية وقانونية‪      .‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تطبيقات التقاضي عن بعد في الحاالت الطارئة (جائحة كورونا مثاال)‬

‫الخاتمة‬

‫‪231‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية ( ‪) 258-228‬‬
‫المبحث األ ّول‪ :‬مفهوم التقاضي عن بعد‬
‫يعــد التقاضــي عــن بعــد أحــد أهــم ثمــار تطبيقــات التطــور التكنولوجــي‪ ،‬والــذي بموجبــه ينتقــل‬
‫ص ‪199‬‬
‫العمــل القضائــي مــن مرحلــة تقديــم الخدمــات المتعلقــة بالتقاضــي مــن الشــكل التقليــدي بالحضــور‬
‫المباشــر للمتقاضيــن ووكالئهــم بقاعــات المحاكــم إلــى الشــكل الرقمــي مــن خــال االســتفادة مــن‬
‫شــبكة اإلنترنــت‪ ،‬وبالتكامــل بيــن جميــع األجهــزة القضائيــة والمحاميــن والخبــراء وكتــاب العــدل‪.‬‬

‫فمفهــوم التقاضــي عــن بُعــد يقــوم علــى أســاس تبــادل ملفــات الدعــاوى عبــر البريــد‬
‫اإللكترونــيّ وإرســال إشــعار إلــى المتقاضــي التــي أرســلها إلعالمــه بمــا تــم بشــأنها‪.‬‬

‫يرتبــط مفهــوم التقاضــي عــن بعــد ارتباطــا ً وثيقــا ً بمفهــوم المحكمــة اإللكترونيّــة‪ ،‬ذلــك‬
‫ص ‪220‬‬
‫المصطلــح الــذي ظهــر مــع ظهــور وســائل التطــور التكنولوجــي وباألخــص اإلنترنــت؛ إذ نــرى‬
‫أن أحدهمــا يــدل علــى اآلخــر‪ ،‬فتــارة يُســمى التقاضــي عــن بعــد وتــارة أخــرى يُســمى التقاضــي‬
‫ص ‪193‬‬
‫اإللكترونــيّ وقــد ظهــر مصطلــح التقاضــي اإللكترونــيّ ‪ ،‬فــي بدايــة األلفيــة الثالثــة ( ( حيــث بــدأت‬
‫(‬

‫ﻣرﺟﻊ اﻟﻔﻘرة ص ‪193‬‬


‫أول تجربــة لتســوية النــزاع بيــن الخصــوم عبــر الفضــاء اإللكترونــيّ فــي عــام ‪ 1996‬عندمــا‬
‫قــام معهــد قانــون القضــاء وجمعيــة التحكيــم األمريكيــة والمركــز الوطنــي ألبحــاث المعلوماتيــة‬
‫ومركــز القانــون وقواعــد المعلومــات بــإدارة برنامــج القاضــي االفتراضــي واإلشــراف عليــه‪،‬‬
‫وكان الهــدف الرئيــس منــه إعطــاء حلــول ســريعة للمنازعــات المتعلقــة باإلنترنــت عــن طريــق‬
‫وســيط يتمثــل فــي قــاض محايــد يكــون خبيــرا فــي التحكيــم والقوانيــن التــي تحكــم أنشــطة اإلنترنت‬
‫أو قانــون القضــاء اإللكترونــيّ ‪ ،‬ويتحقــق هــذا الهــدف بقيــام مســتخدم اإلنترنــت بإرســال شــكواه‬
‫إلــى تلــك الهيئــة عــن طريــق البريــد اإللكترونــيّ وبعــد ذلــك تقــوم الهيئــة باختيــار قاضــي محايــد‬
‫ص ‪193‬‬
‫ليفصــل فــي النــزاع‪ ،‬ويكــون قــرار القاضــي مجــردا عــن القيمــة القانونيــة إال إذا قبلــت بــه‬
‫األطــراف وتكــون هــذه الخدمــة مجانيــة دون مقابــل‪.‬‬
‫ص ‪ 251‬وﻛذﻟك ص ‪251‬‬
‫وتعــد التشــريعات التــي تنظــم عمليــة التقاضــي عــن بعــد أهــم مــا قننــه المشــرعون القانونيــون‬
‫مســايرة منهــم للتقــدم التكنولوجــي المعاصــر‪ ،‬لمــا لــه مــن انعــكاس إيجابــي علــى عمليــة التقاضــي‬
‫بصــورة عامــة‪ ،‬مــن خــال اســتثمار الوقــت باتبــاع إجــراءات حديثــة ومتطــورة مــن أجــل تحقيــق‬
‫ص ‪193‬‬ ‫(‬

‫العدالــة بيــن المواطنيــن بأقصــر الطــرق وأســرعها ( (‪.‬‬


‫وﺗم وﺿﻊ ﻣرﺟﻊ ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻲ ص ‪69‬‬
‫ونظــرا لمــا تتمتــع بــه هــذه التقنيــة الحديثــة مــن أهميــة بالغــة‪ ،‬بــدأت معظــم الــدول تســعى‬

‫د‪ .‬صالح المنزالوي‪ :‬القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫ﻣرﺟﻊ اﻟﻔﻘرة ص ‪193‬‬ ‫اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ص‪.163-164 :‬‬


‫صفوان محمد شديفات‪" ،‬التحقيق والمحاكمة الجزائية عن بعد عبر تقنية الـ ‪،"Videoconference‬دراسات‪،‬‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫ص ‪69‬‬ ‫علوم الشريعة والقانون‪ ،‬المجلد ‪ ،41‬العدد ‪ ،2015 ،1‬عمادة البحث العلمي‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬ص ‪ .353‬ﻣرﺟﻊ‬
‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬ ‫‪232‬‬
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫لتبنيهــا‪ ،‬ونظــرا لحداثــة الفكــرة فقــد وضــع لهــا فقهــاء القانــون والباحثيــن تعاريــف عــدة ســنعرض‬
‫أهمهــا لمحاولــة تحديــد مفهومهــا الصحيــح‪.‬‬

‫المطلب األ ّول‪ :‬تعريف التقاضي عن بعد‬

‫إن فكــرة التقاضــي اإللكترونــيّ تقتــرب مــن فكــرة الحكومــة اإللكترون ّيــة‪ ،‬بــل تــكاد تكــون‬
‫مســتمدة منهــا‪ ،‬فهــي عبــارة عــن تطويــر أداء أجهــزة القضــاء مــن حيــث الخدمــات اإلداريــة‬
‫أو القضائيــة لألشــخاص بشــكل إلكترونــي عبــر اإلنترنــت‪ ،‬عوضــا عــن تقديــم تلــك الخدمــات‬
‫بالطريــق التقليــدي الورقــي‪ ،‬ونظــراً لحداثــة الفكــرة اجتهــد الفقهــاء إلســباغ تعريــف لتقنيــة‬
‫ص ‪ - 198‬ص ‪199‬‬ ‫التقاضــي عــن بعــد‪.‬‬

‫فقــد عرفــه بعضهــم بأنــه "ســلطة لمجموعــة متخصصــة مــن القضــاة النظامييــن بنظــر‬
‫الدعــوى ومباشــرة اإلجــراءات القضائيــة بوســائل الكترونيــة مســتحدثة‪ ،‬ضمــن نظــام أو أنظمــة‬
‫قضائيــة معلوماتيــة متكاملــة األطــراف والوســائل‪ ،‬تعتمــد منهــج تقنيــة شــبكة الربــط الدوليــة‬
‫(اإلنترنــت ) وبرامــج الملفــات الحاســوبية اإللكترونيّــة بنظــر الدعــاوى والفصــل بهــا وتنفيــذ‬
‫ص ‪198‬‬ ‫( (‬
‫األحــكام بغيــة الوصــول لفصــل ســريع بالدعــاوى والتســهيل علــى المتقاضيــن‪".‬‬
‫(‬

‫وعرّ فــه آخــرون‪ ،‬بأنــه "الحصــول علــى صــور الحمايــة القضائيــة‪ ،‬عبــر اســتخدام الوســائل‬
‫اإللكترونيّــة المســاعدة للعنصــر البشــري‪ ،‬مــن خــال إجــراءات تقنيــة تضمــن تحقيــق مبــادئ‬
‫وضمانــات التقاضــي‪ ،‬فــي ظــل حمايــة تشــريعية لتلــك اإلجــراءات تتفــق مــع القواعــد والمبــادئ‬
‫العامــة فــي قانــون المرافعــات مــع مراعــاة الطبيعــة الخاصــة للوســائل اإللكترون ّيــة ( (‪".‬‬
‫(‬

‫ص ‪199‬‬
‫ويُمكننــا تعريــف" "التقاضــي عــن بعــد" بأنه‪( :‬تنظيــم تقني معلوماتــي يتيح للمتقاضين‪ ‬تســجيل‬
‫دعواهــم‪ ،‬وتنفيــذ كافــة إجرءاتهــا مــن خــال وســائل االتصــال اإللكترون ّيــة‪ ،‬تمهيــداً للوصــول إلــى‬
‫الحكــم‪ ،‬وتنفيــذه‪ ،‬مــن خــال هــذا النظــام‪ ،‬ووفقــا للتشــريعات القانونيــة المحــددة لذلــك وبشــكل‬
‫يضمــن الشــفافية‪ ،‬وســرعة حصــول المتقاضيــن علــى المعلومــات وســرعة الفصــل فــي القضايــا‪.‬‬
‫ﺗﻠﺧﯾص ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة وﻋﻠﯾﮫ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف ص ‪199‬‬

‫ﻓﺑرﻛﺔ اﻟﻣرﺟﻊ‬
‫اﻟﻣرﺟﻊ ﻣﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ص ‪63‬‬
‫حازم محمد الشرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬األردن‪ ،2010،‬ص‪57‬؛ عصمت‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫عبد المجيد بكر‪ ،‬دور التقنيات العلمية في تطور العقد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2015 ،‬ص ‪.514‬‬
‫أسعد فاضل منديل‪ ،‬التقاضي عن بعد ‪،‬دراسة قانونية‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة القادسية‪ ،‬العراق‪ ،2014 ،‬ص ‪.04‬‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫‪233‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية ( ‪) 258-228‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مزايا وعيوب التقاضي عن بعد‬

‫تســعى العديــد مــن الــدول إلــى االنتقــال مــن منظومــة القضــاء الورقــي التقليــدي وتغييــر‬
‫منظومــة التقاضــي باالنتقــال بهــا للعمــل التكنولوجــي‪ ،‬وذلــك مــن خــال ســن العديد من التشــريعات‬
‫المنظمــة إلجــراءات التقاضــي االليكترونــي وذلــك لمــا لذلــك النظــام مــن مزايــا تجعلــه يختلــف عــن‬
‫التقاضــي التقليــدي لمواكبــة التطــور التكنولوجــي‪ ،‬غيــر ان النظــام الجديــد ال يخلــو مــن عيــوب‪،‬‬
‫وتشــخص الباحثــة مميــزات وعيــوب التقاضــي اإللكترونــي فــي اآلتــي‪:‬‬

‫أوالً‪ -‬مزايا التقاضي عن بعد‬

‫‪1.‬عدم استخدام الوثائق الورقية‪.‬‬ ‫ص ‪202‬‬


‫ﺗﺟﻣﯾﻊ ﻣن ﺻﻔﺣﺎت ‪221 ،201 ، ،146 ،137 ،46‬‬ ‫ ‬

‫يقلــل التقاضــي اإللكترونــي مــن تكــدس الملفــات الورقيــة للدعــاوى والتــي تــكاد تمتلــئ بهــا‬
‫غــرف المحاكــم‪ ،‬والتخلــص مــن عمليــة التخزيــن العشــوائي للملفــات ومــا قــد يترتــب عليــه مــن‬
‫ضيــاع لهــا وبهــذا يمكــن تقليــل المســاحات المخصصــة لتخزيــن الملفــات الورقيــة فــي المحاكــم‪،‬‬
‫واســتبداله بأرشــفة الكترونيــة بســيطة باســتعمال اقــراص مدمجــة ونســخ احتياطيــة منهــا تتســع‬
‫للمعلومــات جميع ـا ً وال تشــغل إال حيــزاً مكاني ـا ً بســيطا ً بــدالً مــن المســتودعات الضخمــة؛ وذلــك‬
‫كــون اإلجــراءات والمراســات بيــن طرفــي التقاضــي‪ ،‬تتــم إلكترونيــا‪ ،‬وهومــا يتفــق مــع الغــرض‬
‫مــن هــذا النظــام والــذي يســعى إلــى خلــق مجتمــع المعامــات الالورقيــة( ( بحيــث تصبــح الرســالة‬
‫(‬

‫اإللكترون ّيــة هــي المســند القانونــي الــذي يمكــن طرفــي النــزاع مــن اعتمــاده فــي حالــة نشــوئه‪ ،‬ص ‪202‬‬
‫ودليــل مــن أدلــة اإلثبــات اإللكترونيّة( (‪،‬باإلضافــة إلــى أن الوثائــق والمســتندات اإللكترونيّــة‪،‬‬
‫(‬

‫يمكــن الوصــول واالطــاع عليهــا بســهولة وبســرعة ممــا هــو عليــه فــي الملفــات الورقيــة‪.‬‬

‫‪2.‬الســرعة فــي تلقــي وإرســال المســتندات والوثائــق بمــا يــؤدي إلــى ســرعة البــت فــي‬ ‫ ‬

‫القضايــا وإنجــاز إجــراءات التقاضــي‪.‬‬

‫ص ‪ 203‬تتــم عمليــة إرســال واســتالم المســتندات والوثائــق فــي التقاضــي عــن بعــد دون الحاجــة‬
‫النتقــال أطــراف الدعــوى لمقــر المحكمــة بمــا يســهم فــي اختصــار الزمــن وتوفيــر الجهــد وتقليــل‬
‫النفقــات‪ ،‬وتقليــل ازدحــام الجمهــور فــي المحاكــم‪ ،‬وارتفــاع جــودة مســتوى الخدمــة المقدمــة‬
‫ألطــراف الدعــوى ( (‪ .‬وتخفيــف التوتــر والمشــاحنات بينهــم وبالخصــوص فــي الدعــاوي التجاريــة‬
‫(‬

‫والماليــة واالســرية‪.‬‬

‫خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.36‬‬ ‫( ( ‬


‫(‬

‫هادي حسين الكعبي ونصيف جاسم محمد الكرعاوي‪"،‬مفهوم التقاضي عن بعد ومستلزماته"‪ ،‬مجلة المحقق‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫ص ‪197‬‬ ‫الحلى للعلوم القانونية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬السنة الثامنة‪ ،2016 ،‬ص ‪.284‬‬

‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ص ‪76‬‬ ‫( ( ليلى عصماني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.218‬‬ ‫(‬

‫مارس ‪2023‬م مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫‪234‬‬
‫ﻗﻣﺔ اﻻﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ أن ﯾﻧﺳب ﻣرﺟﻊ ﺑﻧﻔس ﺻﻔﺣﺗﮫ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ ﻓﻘرة ﻣن ص ‪202‬‬
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫‪3.‬السرية في تداول ملفات الدعوى القضائية ‪.‬‬ ‫ ‬

‫يوفــر التقاضــي عــن بعــد الســرية فــي تــداول ملفــات الدعــوى القضائيــة والمحافظــة علــى‬
‫المعلومــات واالســرار التــي يخشــى أطــراف الدعــوى مــن افشــاءها علــى العامــة حيــث تكــون‬
‫الجلســات عبــر برامــج التواصــل المرئيــة مــا بيــن الخصــوم ووكالئهــم والقضــاة فقــط دون اطــاع‬
‫اخريــن علــى مجريــات االحــداث الجاريــة فــي الجلســة بمــا تتوافــر بموجبــه الســرية فــي تــداول‬
‫ملفــات الدعــوى القضائيــة والمحافظــة علــى المعلومــات واالســرار التــي يخشــى اطــراف الدعــوى‬
‫مــن افشــاءها علــى العامــة‪.‬‬

‫‪4.‬اســتخدام الوســائط اإللكترونيّــة فــي تنفيــذ إجــراءات التقاضــي يتيــح للخصــوم التبــادل‬ ‫ ‬

‫الفــوري للمســتندات‪.‬‬
‫التقاضــي عــن بعــد ال يختلــف عــن التقاضــي التقليــدي مــن حيــث الموضــوع أو األطــراف‪،‬‬
‫وإنمــا االختــاف يكمــن فــي طريقــة تنفيــذه‪ ،‬فالتقاضــي عــن بعــد يتــم باســتخدام وســائط إلكترونيــة؛‬
‫تتمثــل فــي جهــاز كمبيوتــر متصــل بشــبكة اإلنترنــت(‪،)Internet‬أو شــبكة اتصــال خارجــي‬
‫خاصــة (‪ )Extranet‬التــي تقــوم بنقــل التعبيــر عــن اإلدارة اإللكترونيّــة فــي نفــس اللحظــة‬
‫رغــم البعــد المكانــي ألطــراف النــزاع ( (‪ ،‬فضــا عــن ســماع أقوالهــم‪ ،‬وتبــادل المذكــرات بينهــم‪،‬‬
‫(‬

‫ص ‪200‬‬ ‫واالســتماع ألقــوال الشــهود أو اســتجواب الخصــوم ( (‪.‬‬


‫(‬

‫وتتيــح شــبكة اإلنترنــت إمكانيــة إرســال وتبــادل المســتندات والمذكــرات بيــن الخصــوم‬
‫بشــكل فــوري الكترونيــا‪ ،‬اعتمــادا علــى تقنيــة التنزيل"‪"download‬وتقابلهــا تقنيــة‬
‫التحميل"‪"upload‬عــن بعــد‪ ،‬أي إرســال ملــف إلــى جهــة أخــرى؛ لذلــك نــرى بــأن أجهــزة‬
‫اإلرســال اإللكترونيّــة‪ ،‬لهــا دور قانونــي فــي تطبيــق إجــراءات التقاضــي اإللكترونــيّ ‪ ،‬بحيــث‬
‫يســاعد هيئــة القضــاء فــي التجميــع والتخزيــن والحفــظ‪ ،‬وكــذا فــي اإلعالنــات وفــي تبــادل الوثائــق‬
‫بيــن الخصــوم أو ممثليهــم القانونييــن( (‪ .‬وهــذه الخاصيــة تســمح باالســتثمار فــي الوقــت‪.‬‬
‫(‬

‫ ‪5.‬إثبات إجراءات التقاضي إلكترونيا‪.‬‬


‫إن تقنيــة المعلومــات فرضــت نفســها فــي الكثيــر مــن تعامــات الحيــاة اليوميــة‪ ،‬وجعلــت‬
‫العالــم بمثابــة قريــة صغيــرة بــا حــدود جغرافيــة بيــن القــارات مــن خــال وســائل االتصــال‬
‫الحديثــة‪ ،‬ممــا جعــل القانــون المعاصــر يعتــرف بالمعامــات اإللكترون ّيــة ومــا صاحبهــا مــن أثــار‬
‫قانونيــة‪.‬‬

‫ليلى عصماني‪" ،‬نظام التقاضي اإللكتروني آلية إلنجاح الخطط التنموية" مجلة المفكر‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،13‬كلية‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬ص ‪.218‬‬


‫سيد أحمد محمود ‪ ،‬دور الحاسب اإللكتروني أمام القضاء ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬مصر‪،2008 ،‬ص‪.30‬‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬ ‫( ( ‬


‫(‬

‫‪235‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية ( ‪) 258-228‬‬
‫فبالمقارنــة مــع التقاضــي التقليــدي‪ ،‬الــذي يعتمــد علــى الدعامــة الورقيــة فــي إثبــات الوجــود‬
‫المــادي للمعامــات فيــه‪ ،‬وال تعــد الكتابــة دليــا لإلثبــات‪ ،‬إال إذا كانــت موقعــة بالتوقيــع اليــدوي‪،‬‬
‫فــإن التقاضــي اإللكترونــيّ ‪ ،‬يتــم إثباتــه عبــر المســتند اإللكترونــيّ الــذي يحــدد نطــاق حقــوق‬
‫والتزامــات طرفــي التعاقــد‪ ،‬ومــا تــم التوافــق عليــه بيــن الطرفيــن‪ ،‬محــددا التزاماتهمــا القانونيــة‬
‫ص ‪ - 202‬ص ‪203‬‬ ‫والتوقيــع اإللكترونــيّ هــو الــذي يضفــي حجيــة علــى هــذا المســتند( (‪.‬‬
‫(‬

‫ومــن ثــم بــات مــن الضــروري االعتــراف بصحــة اإلجــراءات التــي يتــم مباشــرتها بشــكل‬
‫إلكترونــي وهــي ســمة تميــز التقاضــي اإللكترونــيّ ‪.‬‬

‫‪6.‬جودة الخدمة المقدمة للمتقاضين‪.‬‬ ‫ ‬

‫حقــق التقاضــي اإللكترونــيّ مميــزات عديــدة منهــا‪ ،‬رفــع جــودة الخدمــة المقدمــة إلــى جمهــور‬
‫المتقاضيــن‪ ،‬ورفــع فاعليــة دورة العمــل‪ ،‬وربــط معلومــات الدعــاوى بيــن المحاكم( (باإلضافــة إلــى‬
‫(‬

‫تقليــل هــدر وقــت القاضــي‪ ،‬نتيجــة عــدم حضــور أحد‪ ‬الخصــوم لمقــر‪  ‬التقاضــي‪ ،‬إذ باإلمــكان فــي‬
‫القضــاء اإللكترونــيّ نظــر بعــض القضايــا مــن خــال االتصــال بأطــراف الدعــوى‪.‬‬

‫وتقليــل التجــاوزات التــي تحصــل أثناء‪ ‬التقاضــي‪ ،‬ســواء أكانــت مــن الخصــوم أومن‪ ‬القضــاة‪،‬‬
‫إذ إن ميــزة التســجيل فــي هــذا النــوع من‪ ‬التقاضــي‪ ،‬ســتجعل أطــراف الدعــوى فــي حالــة مــن‬
‫االتــزان اللفظــي والســلوكي‪ ،‬وااللتــزام بالتعليمــات حتــى ال تســتخدم تلــك االختراقــات المحتملــة‬
‫ص ‪203‬‬ ‫ضدهــم بــأي وجــه مــن الوجــوه‪.‬‬
‫ ‪7.‬اختصــار الوقــت والجهــد علــى المحاميــن وأطــراف القضايــا‪ ،‬بمــا يمكنهــم مــن إنجــاز‬
‫اإلجــراءات فــي مــكان واحــد عــن طريــق التعامــل اإللكترونــيّ وتوفيــر عنصــر الســرية‬
‫والخصوصيــة أثنــاء تــداول الجلســات الســيما فــي القضايــا األســرية‪ ،‬إذ بإمــكان هيئــة‬
‫المحكمــة تفعيــل خاصيــة «الحجــب اإللكترونــيّ » التــي تســمح لهــم باالتصــال بالطــرف‬
‫المعنــي فقــط وحجــب األطــراف األخــرى‪ ،‬مــا يحقــق األريحيــة فــي التحــدث مــع القاضي‬
‫ص ‪208‬‬ ‫تجنبـا ً لإلحــراج وحفاظـا ً علــى الحقــوق‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬عيوب التقاضي عن بعد‬

‫ومن عيوب نظام التقاضي عن بعد والتي تأمل الباحثة إمكانية تداركها‪.‬‬

‫‪1.‬إصابــة بعــض األجهــزة اإللكترونيّــة بالفيروســات ممــا قــد يــؤدي إلــى اتــاف كل‬ ‫ ‬

‫محتويــات برامــج الحاســوب‪.‬‬

‫خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬ ‫( ( ‬


‫(‬

‫خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬ ‫( ( ‬


‫(‬

‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬ ‫‪236‬‬
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫ ‪ 2.‬ظهور أعمال القرصنة على أجهزة الحاسوب ومحاوالت خرق تلك األجهزة‪.‬‬

‫ ‪3.‬المســاس بضمانــات المحاكمــة العادلــة لعــدم تحقــق عالنيــة المرافعــة والتــي تعنــي أن‬
‫تبقــى أبــواب قاعــة المحكمــة مفتوحــة امــام الجميــع ليحضــر المرافعــة مــن يشــاء دون‬
‫تمييــز ويكــون رقيب ـا ً علــى اعمــال الســلطة القضائيــة‪.‬‬

‫ ‪4.‬أميــة بعــض المتقاضيــن ســواء أميــة علميــة بالقــراءة أو الكتابــة أو أميــة تكنلوجيــة‬
‫وخاصــة فــي طبقــة العمــال تحــول بينهــم وبيــن المطالبــة بحقوقهــم عــن طريــق التقاضــي‬
‫االليكترونــي بمــا يترتــب عليــه ضيــاع حقوقهــم‬

‫المبحث األ ّول‪ :‬األساس القانوني للتقاضي عن بعد‬


‫فكــرة التقاضــي عــن بعــد‪ ،‬لــم تأتــي اعتباطيــا‪ ،‬وإنمــا بموجــب أســس قانونيــة ســواء كانــت‬
‫دوليــة‪ ،‬أو محليــة علــى التفصيــل اآلتــي‪:‬‬

‫المطلب األ ّول‪ :‬األساس القانوني الدولي للتقاضي عن بعد‬

‫تســعى السياســة التشــريعية الدوليــة إلــى جعــل العدالــة تواكــب تطــورات العصــر لتلبيــة‬
‫متطلبــات وحاجــة المجتمــع لتكــون أكثــر تعبيــرا عنــه وللتغلــب علــى المشــاكل التــي تواجــه‬
‫أفــراده وهــم فــي طريقهــم للمطالبــة بحقوقهــم‪ ،‬ولتجنيبهــم المعانــاة فــي الوصــول لحقوقهــم‪ .‬فعــدم‬
‫إنجــاز العدالــة يجعــل باســتطاعة أي مــن أطــراف الخصومــة وعناصــر العدالــة إطالــة أمــد نظــر‬
‫ً(((‬
‫الدعــوى‪ ،‬وتــزداد أعــداد الدعــاوى؛ ومــن ثــم تــزداد العدالــة اختناق ـا‬

‫لذلــك‪ ،‬جــاءت الفقــرة ‪ 18‬مــن المــادة (‪ )46‬مــن اتفاقيــة األمــم المتحــدة لمكافحــة الفســاد تجيــز‬
‫للــدول األطــراف باســتخدام تشــريعات داخليــة تســمح بعقــد جلســات اســتماع عــن طريــق الفيديــو‬
‫أو مــن خــال اســتخدام طــرق تكنولوجيــة أخــرى لتحقيــق العدالــة ((( ونعــرض أمثلــة لبعــض‬
‫التشــريعات الصــادرة عــن األمــم المتحــدة والتــي أسســت للتقاضــي عــن بعــد علــى النحــو اآلتــي‪:‬‬

‫االختناق القضائي األسباب والحلول‪ ،‬المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية‪ ،‬ورقة مقدمة للمؤتمر السابع‬ ‫(( (‬
‫لرؤساء المحاكم العليا في الدول العربية‪ ،‬بمسقط‪ ،‬سلطنة عمان‪ ،‬في الفترة من ‪ 23‬إلى ‪26/10/2016‬‬
‫نصت اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد التي أقرتها الجمعية العامة لألمم المتحدة في دورتها (‪ )58‬في‬ ‫(( (‬
‫‪ 2003/9/21‬على «عندما يكون شخص ما موجودة في إقليم دولة طرف ويراد سماع أقواله‪ ،‬كشاهد أو خبير‪،‬‬
‫أمام السلطات القضائية لدولة طرف أخرى‪ ،‬ويكون ذلك ممكنا ومتسقا مع المبادئ األساسية للقانون الداخلي‪،‬‬
‫يجوز للدولة الطرف األولى أن تسمح‪ ،‬بناء على طلب الدولة األخرى‪ ،‬بعقد جلسة االستماع عن طريق االئتمار‬
‫واسطة الفيديو‪ ،‬إذا لم يكن ممكنا مثول الشخص المعني شخصيا في إقليم الدولة الطرف الطالبة‪ .‬ويجوز للدولتين‬
‫الطرفين أن تتفقا على أن تتولى إدارة جلسة االستماع سلطة قضائية تابعة للدولة الطرف الطالبة وأن تحضرها‬
‫سلطة قضائية تابعة للدولة الطرف متلقية الطلب» ‪.‬‬

‫‪237‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية ( ‪) 258-228‬‬
‫ ‪ 1.‬القانون النموذجي بشأن التجارة اإللكترونيّة‪.‬‬

‫أقــرت الجمعيــة العامــة لألمــم المتحــدة بقرارهــا(‪ )162 /51‬فــي جلســتها العامــة (‪ )85‬فــي‬
‫‪ 16/12/1996‬القانــون النموذجــي بشــأن التجــارة اإللكترون ّيــة الــذي اعتمدته لجنة األمــم المتحدة‬
‫للقانــون التجــاري الدولــي‪ ،‬وورد فــي ديباجــة القانــون النموذجــي" وإذ تؤمــن بــان اعتمــاد اللجنــة‬
‫للقانــون النموذجــي بشــان التجــارة اإللكترون ّيــة سيســاعد علــى نحــو مهــم جميــع الــدول فــي تعزيــز‬
‫تشــريعاتها التــي تنظــم اســتخدام بدائــل لألشــكال الورقيــة لالتصــال وتخزيــن المعلومــات وعلــى‬
‫صياغــة هــذه التشــريعات فــي حــال عــدم وجودهــا" و"توصــي بــان تولــي جميــع الــدول اعتبــار‬
‫محبــذا للقانــون النموذجــي عندمــا تقــوم بســن قوانينهــا أوتنقيحهــا ‪ ,‬وذلــك بالنظــر إلــى ضــرورة‬
‫توحيــد القوانيــن الواجبــة علــى البدائــل لألشــكال الورقيــة لالتصــال وتخزيــن المعلومــات"( (‪.‬‬
‫(‬

‫ونصــت أحــكام المــادة ‪ 03‬منــه‪ ،‬والمخصصــة لتعريــف المصطلحــات علــى انــه ألغــراض‬
‫هــذا القانــون‬

‫ ‪ .‬أيــراد بمصطلــح (رســالة البيانــات) المعلومــات التــي يتــم إنتاجهــا أو إرســالها أو اســتالمها‬
‫أو تخزينهــا بوســائل الكترونيــة أو بصريــة أو وســائل مماثلــة‪ ،‬بمــا فــي ذلــك علــى ســبيل‬
‫المثــال ال الحصــر‪ ،‬تبــادل البيانــات اإللكترون ّيــة‪ ،‬أوالبريــد اإللكترونيّ أوالبــرق أوالتلكس‬
‫أوالنســخ البرقــي‪ .‬كمــا نصــت المــادة ‪ 06‬منــه المخصصــة للكتابــة علــى ‪ -1‬عندمــا‬
‫يشــترط القانــون أن تكــون المعلومــات مكتوبــة‪ ،‬تســتوفي رســالة البيانــات‪ ،‬ذلــك الشــرط‪،‬‬
‫إذا تيســر االطــاع علــى البيانــات الــواردة فيهــا علــى نحــو يتيــح اســتخدامها بالرجــوع‬
‫إليهــا الحقــا‪ -2 ،‬تســري أحــكام الفقــرة األوّ لــى ســواء اتخــذ الشــرط المنصــوص عليــه‬
‫فيهــا شــكل التــزام أو اكتفــي فــي القانــون بمجــرد النــص علــى العواقــب التــي تترتــب إذا‬
‫لــم تكــن المعلومــات مكتوبــة‪ ،‬ونصــت الفقــرة األوّ لــى مــن المــادة ‪ 09‬منــه علــى أنــه" في‬
‫أيــة إجــراءات قانونيــة‪ ،‬ال يطبــق أي حكــم مــن أحــكام قواعــد اإلثبــات مــن أجــل الحيلولــة‬
‫( (‬
‫(‬

‫دون قبــول رســالة البيانــات كدليــل اثبــات‪"...‬‬

‫‪2.‬القانون النموذجي بشأن التوقيعات اإللكترونيّة‬ ‫ ‬

‫أقــرت الجمعيــة العامــة لألمــم المتحــدة بقرارهــا المرقــم (‪ )56/80‬فــي ‪12/12/2001‬‬


‫القانــون النموذجــي بشــان التوقيعــات اإللكترون ّيــة‪ ،‬الــذي وضعتــه لجنــة األمــم المتحــدة للقانــون‬

‫القرار رقم ‪ ،A/RES/51/162‬الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪http://www.un.org/arabic/documents/‬‬ ‫( ( ‬


‫(‬

‫‪GARes/51‬‬
‫القانون النموذجي بشأن التجارة اإللكترونية(موقع لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي)‪https://www.:‬‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫‪uncitral.org‬‬

‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬ ‫‪238‬‬
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫التجــاري الدولــي‪ ،‬وورد فــي ديباجتــه‪ ،‬أن الجمعيــة العامــة لألمــم المتحــدة "توصــي بــأن تولــي‬
‫جميــع الــدول اعتبــارا إيجابيــا للقانــون النموذجــي بشــان التوقيعــات اإللكترون ّيــة إلى جانــب القانون‬
‫النموذجــي بشــان التجــارة اإللكترون ّيــة المعتمــد فــي عــام ‪ ,1996‬والمســتكمل فــي عــام ‪,1998‬‬
‫عندمــا تقــوم بســن قوانينهــا أو تنقيحهــا‪ ،‬وذلــك بالنظــر إلــى ضــرورة توحيــد القوانيــن الواجــب‬
‫التطبيــق علــى بدائــل األشــكال الورقيــة لالتصــال وتخزيــن المعلومــات وتوثيقهــا" وعرفــت المــادة‬
‫(‪/2‬ج) منــه رســالة البيانــات بأنهــا تعنــي "معلومــات يتــم إنشــاؤها أو إرســالها أو اســتالمها أو‬
‫تخزينهــا بوســائل الكترونيــة أو ضوئيــة أو بوســائل مشــابهه‪ ،‬بمــا فــي ذلــك‪ ،‬علــى ســبيل المثــال‬
‫ال الحصــر‪ ،‬التبــادل اإللكترونــيّ للبيانــات أو البريــد اإللكترونــيّ أو البــرق أو التلكــس أو النســخ‬
‫البرقــي( ("‬
‫(‬

‫كمــا أجــازت المحكمــة الجنائيــة الدوليــة بموجــب م ‪ 68‬فقــرة ثانيــا مــن نظــام رومــا األساســي‬
‫للمحكمــة الجنائيــة الدوليــة م‪ 28 /‬فقــرة ‪ 2‬واســتثناء مــن مبــدأ علنيــة الجلســات المنصــوص عليهــا‬
‫فــي المــادة ‪ 67‬دوائــر المحكمــة أن تقــوم حمايــة للمجنــي عليــه والشــهود أو المتهــم بإجــراء أي‬
‫جــزء مــن المحاكمــة فــي جلســات ســرية أو بالســماح بتقديــم األدلــة بوســائل الكترونيــة خاصــة‬
‫ص ‪ 250‬اﻟﻔﻘرة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﻣرﺟﻌﮭﺎ‬ ‫أخــرى( (‪.‬‬
‫(‬

‫‪1.‬نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‬ ‫ ‬

‫أجــازت المحكمــة الجنائيــة الدوليــة بموجــب م ‪ 68‬فقــرة ثانيــا مــن نظــام رومــا األساســي‬
‫للمحكمــة الجنائيــة الدوليــة م‪ 28 /‬فقــرة ‪ 2‬واســتثناء مــن مبــدأ علنيــة الجلســات المنصــوص عليهــا‬
‫فــي المــادة ‪ 67‬دوائــر المحكمــة أن تقــوم حمايــة للمجنــي عليــه والشــهود أو المتهــم بإجــراء أي‬
‫جــزء مــن المحاكمــة فــي جلســات ســرية أو بالســماح بتقديــم األدلــة بوســائل الكترونيــة خاصــة‬
‫أخــرى ‪ .‬ص ‪ 250‬اﻟﻔﻘرة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﻣرﺟﻌﮭﺎ‬
‫( (‬ ‫(‬

‫‪2.‬البروتوكــول اإلضافــي لالتفاقيــة األوروبيــة للمســاعدة القضائيــة المتبادلــة فــي المســائل‬ ‫ ‬

‫الجزائيــة‬

‫القانون النموذجي بشأن التوقيعات اإللكترونية (موقع لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي) ‪https://‬‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫‪www.uncitral.org‬‬
‫فاروق محمد صادق األعرجي‪ ،‬المحكمة الجنائية الدولية نشأتها وطبيعتها ونظامها األساسي‪ ،‬دار الخلود‪،‬لبنان‪،‬‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫‪،2012‬ص ‪. 252‬‬
‫‪http://www.un.org/arabic/documents/basic/‬‬ ‫نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫‪rome_statute.pdf‬‬

‫‪239‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية ( ‪) 258-228‬‬
‫يعــد هــذا البروتوكــول مــن أهــم الوســائل القانونيــة‪ ،‬التــي تطرقــت‬
‫لمســألة التقاضــي اإللكترونــ ّي فــي جميــع بنــوده‪ ،‬حيــث اجــاز االتحــاد‬
‫االوروبــي فــي االتفاقيــة االوروبيــة الجديــدة للمســاعدة القضائيــة فــي المســائل‬
‫الجزائيــة التــي أقرهــا المجلــس األوروبــي عــام ‪ 2000‬اســتخدام تقنيــة االتصــال عــن بعــد كطريقــة‬
‫للتحقيــق الجزائــي وذلــك فــي ســماع إفــادات الشــهود والخبــراء بيــن الــدول المتعاقــدة‪ ،‬وقــد حــددت‬
‫االتفاقيــة االوروبيــة اللجــوء إلــى اســتخدام تقنيــة االتصــال عــن بعــد فــي المســائل الجزائيــة عنــد‬
‫الضــرورة حيــث منعــت المــادة (‪ )1/10‬مــن االتفاقية اللجوء إلى اســتخدام هذه التقنية لســماع شــهادة‬
‫الشــاهد أو إفــادة تقريــر الخبيــر عــن بعــد إال فــي الحاالت التــي يثبت فيها عــدم مالئمة انتقال الشــاهد‬
‫أو الخبير إلى الدولة الطالبة للمثول أمام سلطاتها القضائية أو في حالة استحالة هذا االنتقال( ( ص ‪250‬‬
‫(‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األساس القانوني المحلي لدولة اإلمارات للتقاضي عن بعد‪.‬‬

‫دولــة اإلمــارات مــن الــدول التــي تتصــدر المراكــز األوّلــى علــى صعيــد الــدول العربيــة‬
‫ومنطقــة الشــرق األوســط فــي مجــاالت عديــدة‪ ،‬ومــن بينهــا العــدل والقضــاء كمــا تحتــل مراتــب‬
‫متقدمــة عالميــا فــي مؤشــر التنافســية الدولــي وبشــكل خــاص مؤشــر كفــاءة النظــام القضائــي‪ ،‬لذلــك‬
‫بــادرت وزارة العــدل إلــى وضــع سياســة عامــة لقطــاع العدالــة فــي الدولــة يراعــي التطــور المذهــل‬
‫الــذي شــهدته الدولــة فــي مختلــف القطاعــات‪.‬‬

‫وتنفيــذا لسياســة وزارة العــدل فــي هــذا المجــال تــم وضــع مجموعــة مــن المبــادرات‪ ،‬تتطلــع‬
‫مــن خاللهــا لتعزيــز موقعهــا فــي مؤشــر ســيادة القانــون‪ ،‬وإلــى قيــام القضــاء العصــري‪ ،‬ويأتــي فــي‬
‫مقدمــة تلــك المبــادرات مبــادرة محاكمــات أون اليــن (التقاضــي عــن بعــد) كونهــا مــن االتجاهــات‬
‫العالميــة الحديثــة‪ ،‬والتــي تقــوم علــى مبــدأ اســتخدام الشــبكات اإللكترونيّــة فــي قيــد النزاعــات أمــام‬
‫لجــان التوفيــق والمصالحــة وقيــد الدعــاوى واالســتعالم عنهــا‪ ،‬والحصــول علــى االستشــارات‬
‫اإلجرائيــة واإلعــان اإللكترونـ ّي‪ ،‬وعقــد جلســات المحاكمــة عــن بعــد فأصبــح بمقــدور المحامــي‬
‫ومــن خــال حســاب لــه علــى نظــام المحكمــة اإللكترونــي قيــد دعــواه وســداد رســومها وتقديــم كافــة‬
‫الطلبــات مــن مكتبــه‪.‬‬

‫وتأكيــدا مــن المشــرع اإلماراتــي علــى ترســيخ التحــول الرقمــي فــي تقديــم الخدمــات القانونيــة‬
‫عبــر الوســائل التقنيــة قــام بســن تشــريعات وقوانيــن منظمــة إلجــراءات التقاضــي عــن بُعــد تمثــل‬
‫ذلــك بتحديــث وتعديــل منظومتــه التشــريعية بمــا يتواكــب مــع هــذا التطــور التقنــي حتــى يســتطيع‬
‫القاضــي اســتخدام الوســائط االليكترونيــة فــي عملــه ألنــه ال يســتطيع اســتخدامها إال إذا وجــد تنظيــم‬
‫تشــريعي يســمح لــه بذلــك وهــذا مــا حــدا بالمشــرع االتحــادي إلــى إصــدار جملــة مــن القوانيــن‬

‫عادل يحيى ‪ ,‬التحقيق والمحاكمة عن بعد‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،7119 ،‬ص‪6‬‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬ ‫‪240‬‬
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫التــي تنظــم تقنيــة االتصــال عــن بعــد فــي التقاضــي؛ لذلــك قــام المشــرع االتحــادي بإصــدار القانــون‬
‫االتحــادي رقــم ‪ 5‬لســنة ‪ 2017‬فــي شــان اســتخدام تقنيــة االتصــال عــن بعــد فــي اإلجــراءات‬
‫الجزائيــة‪ ،‬والمرســوم المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم (‪ )10‬لســنة ‪ 2017‬بتعديــل بعــض أحــكام‬
‫قانــون اإلجــراءات المدنيــة الصــادر بالقانــون االتحــادي رقــم (‪ )11‬لســنة ‪ 1992‬والــذي أضــاف‬
‫بــاب جديــد إلــى الكتــاب الثالــث مــن قانــون اإلجــراءات المدنيــة الصــادر وهــو البــاب الســادس‬
‫بعنــوان (اســتخدام تقنيــة االتصــال عــن بعــد فــي اإلجــراءات المدنيــة)‬

‫تعــرض الباحثــة الهــم مــا تضمنــه كل مــن القانــون رقــم ‪ 5/2017‬الخــاص بالحضــور عــن‬
‫بعــد فــي اإلجــراءات الجزائيــة ثــم للقانــون رقــم ‪ 10/2017‬ومــا اضافــه مــن تعديــات بــذات الشــأن‬
‫فــي قانــون اإلجــراءات المدنيــة وذلــك علــى النحــو اآلتــي‪:‬‬

‫أوالً‪ -‬القانون االتحادي رقم ‪ 5‬لسنة ‪ 2017‬في شان استخدام تقنية االتصال عن بعد في‬
‫اإلجراءات الجزائية‬

‫جــاء القانــون االتحــادي رقــم ‪ 5‬لســنة ‪ 2017‬فــي شــان اســتخدام تقنيــة االتصــال عــن بعــد فــي‬
‫اإلجــراءات الجزائيــة ليعــرف تقنيــة االتصــال عــن بعــد‪ ،‬فــي المــادة األوّلــى منــه بانهــا (محادثــة‬
‫مســموعة ومرئيــة بيــن طرفيــن أو أكثــر بالتواصــل المباشــر مــع بعضهــم البعــض عبــر وســائل‬
‫االتصــال الحديثــة‪ ،‬لتحقيــق الحضــور عــن بعــد ) وعــرف اإلجــراءات عــن بعــد فــي ذات المــادة‬
‫بأنهــا ( اإلجــراءات الجزائيــة فــي اســتقصاء الجرائــم وجمــع االدلــة أو التحقيــق أو المحاكمــة التــي‬
‫ص ‪49‬‬ ‫تتــم عبــر اســتخدام تقنيــة االتصــال عــن بعــد)‬
‫وممــا ســبق يمكــن تعريــف التقاضــي عــن بعــد بأنــه‪( :‬إجــراء المحاكمــة وفــق المتطلبــات‬
‫القانونيــة واإلجرائيــة ألطــراف الدعــوى الجزائيــة بحيــث تبقــى الهيئــة القضائيــة فــي مقرهــا بــدار‬
‫القضــاء وذلــك مــن خــال ربطهــا عبــر وســائل االتصــال اإللكترونيّــة مــن خاللهــا إجــراءات‬
‫التحقيــق وجمــع واســتقصاء المعلومــات فــي الجرائــم الجزائيــة عــن طريــق اســتعمال وســائل‬
‫االتصــال عــن بعــد‪.‬‬
‫ومنــح القانــون فــي مادتــه الثانيــة الجهــات المختصــة صالحيــة االســتماع للمتهــم أو للمجنــي‬
‫عليــه أو الشــاهد أو الخبيــر أو المطالــب بالحــق المدنــي أو مواجهتــه مــع الغيــر عبــر تقنيــة االتصــال‬
‫عــن بعــد‪ ،‬فيمكــن االســتماع للمتهــم أو الشــاهد وغيرهمــا‪ ،‬فــي أغلــب أنــواع التقاضــي عبر الوســائل‬
‫ص ‪50‬‬ ‫المرئيــة والمســموعة‪ ،‬ســواء كان فــي القضايــا الجزائيــة أم المدنيــة‪.‬‬
‫وهــذه اإلجــراءات التــي تضمنهــا القانــون ســالف الذكــر تمثــل تحــوال نوعيــا فــي االســتقصاء‬
‫والتحقيــق والمرافعــات القضائيــة بمــا يكفــل تبســيط إجــراءات المحاكمــات الجزائيــة وســرعتها‪،‬‬
‫وذلــك يعــود باإليجــاب علــى أطــراف القضيــة ويقلــل التكاليــف‪.‬‬

‫‪241‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية ( ‪) 258-228‬‬
‫ص ‪130‬‬
‫ويالحــظ أن المشــروع االتحــادي منــح مأمــور الضبــط القضائــي اســتخدام تقنيــة االتصــال عــن‬
‫بعــد فــي مراحــل اإلجــراءات الجزائيــة بــدءا مــن مرحلــة اســتقصاء الجرائــم التحريــات أو جمــع‬
‫االســتدالالت والتــي تســبق تحريــك الدعــوى الجزائيــة وثاني ـا ً هنــاك مرحلــة التحقيــق االبتدائــي‬
‫والتــي تصــدر مــن النيابــة العامــة ثــم تأتــي بعــد ذلــك مرحلــة المحاكمــة علــى نحــو مــا هــو وارد‬
‫بالمــادة ‪ 30‬إجــراءات جزائيــة‪.‬‬

‫كمــا أكــد المشــرع علــى ضــرورة توفيــر ضمانــات المحاكمــة العادلــة عبــر اســتخدام إجــراءات‬
‫تكنولوجيــا االتصــال عــن بعــد مــع أطــراف القضيــة والســيما إجــراءات االســتدالل والتحقيــق‬
‫االبتدائــي والنهائــي ) المحاكمــة ( مــا أورده المشــرع االتحــادي بالمــادة ) ‪(3‬مــن قانــون اســتخدام‬
‫تقنيــة االتصــال عــن بعــد علــى أن ) أحــكام الحضــور والعالنيــة وســرية التحقيقــات المنصــوص‬
‫عليهــا فــي القانــون االتحــادي رقــم ‪ 35‬لســنة ‪ 1992‬والمرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ‪ 12‬لســنة‬
‫‪ 2009‬المشــار إليهــا تحقــق إذا تمــت مــن خــال تقنيــة االتصــال عــن بعــد وفقــا ألحــكام هــذا‬
‫ھﺎﻣش اﻟﻣرﺟﻊ رﻗم )‪ (1‬ص ‪50‬‬ ‫القانــون‪.‬‬

‫فقــد ترتــب علــى اســتخدام هــذه التقنيــة فــي نقــل االقــوال الشــفهية للمشــاركين فــي المحاكمــة‬
‫الجنائيــة عــن بعــد فــي التشــريعات التــي أقــرت بالفعــل اســتخدام هــذه التقنيــة نتائــج مهمــة تمثلــت‬
‫فــي تفعيــل دور قانــون اإلجــراءات الجزائيــة باعتبــاره الوســيلة العمليــة لتطبيــق قانــون العقوبــات‬
‫حيــث أمكــن اســتبدال بعــض الشــكليات االجرائيــة التقليديــة بإجــراءات جزائيــة ســريعة ومبســطة‬
‫وأمنــة وبنفقــات زهيــدة فــي تحقيــق المعادلــة التــي تقتضــي عــد اإلخــال بالمبــادئ األساســية‬
‫للمحاكمــة الجزائيــة العادلــة ( ( ‪ ,‬كقرينــة البــراءة وكمبــدأ شــفهية اإلجــراءات ومــا ينتــج عنهــا مــن‬
‫(‬

‫مبــادئ أخــرى كمبــدأ المواجهــة ومبــدأ العلنيــة‪.‬‬

‫كمــا أجــاز القانــون ســالف الذكــر بالمــادة الخامســة منــه للجهــات المختصــة اتخــاذ اإلجــراءات‬
‫عــن بعــد خــارج دائــرة اإلمــارة المختصــة وذلــك بالتنســيق مــع الجهــة المختصــة عــن طريــق‬
‫النــدب للتحقيــق‪ ،‬إذا وجــد فيهــا مــن يــراد اتخــاذ اإلجــراء معــه‪ ،‬بمــا يتيــح اتخــاذ إجــراءات‬
‫تحقيــق عــن بعــد خــارج االختصــاص الوالئــي لإلمــارة وعلــى الرغــم مــن أن يتحــدد االختصــاص‬
‫المكانــي للمحاكــم الجزائيــة وفقـا ً لمعيــار مــكان وقــوع الجريمــة فقــط إعمــاالً لنــص المــادة (‪)143‬‬
‫مــن قانــون اإلجــراءات الجزائيــة االتحــادي إال ّ‬
‫أن نــص المــادة ‪ 5‬ســالفة الذكــر يجــد لــه ظهيــر‬
‫ص ‪50‬‬ ‫وســند فــي نــص المــادة (‪ )68‬إجــراءات جزائيــة اتحــادي‪.‬‬

‫وبالمــادة السادســة منــح (للمتهــم فــي أول جلســة لمحاكمتــه عبــر تقنيــة االتصــال عــن بعــد فــي‬
‫أي درجــة مــن درجــة التقاضــي أن يطلــب حضــوره شــخصيا ً أمــام المحكمــة وعليهــا الفصــل فــي‬

‫د‪ .‬حاتم محمد فتحي البكري ‪ ,‬مبدأ الشفهية في المحكمات الجنائية ‪ ,‬مجلة الحقوق والعلوم القانونية واالقتصادية‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫‪-‬جامعة المنصورة ‪ ،‬عدد ‪ ، 2015 ، 49‬ص ‪. 569‬‬

‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬ ‫‪242‬‬
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫ص ‪50‬‬ ‫طلبــه بقبولــه أو رفضــه طبقــا لســلطتها التقديريــة‪.‬‬

‫لذلــك نجــد بمــا ال يــدع مجــاالً للشــك أن األمــر فــي جميــع األحــوال لــم يمنــح للمتهــم أو‬
‫وكيلــه أو أطــراف الدعــوى الجزائيــة فــي القبــول بــه أو رفضــه حســب مــا حددهــا القانــون وإنمــا‬
‫تركــت لتقديــر الســلطات المختصــة فــي هــذا الشــأن فلــم يمنــح حريــة للمتهــم فيهــا أو رغبــة لوكيلــه‬
‫بإجــراء االتصــال عــن بعــد وتســجيل ذلــك فــي ضبــط القضيــة فــي أول جلســة وإنمــا تــرك األمــر‬
‫للجهــة المختصــة بمــا يعتبــر مساســا بحــق المتهــم فــي الدفــاع وبخاصــة فــي الجنايــات والتــي‬
‫تتطلــب فيهــا مواجهــة الشــهود ومــا قــد تســفر عنــه تلــك المواجهــة مــن تغييــر وجــه الــراي اذا‬
‫مــا تفرســت المحكمــة وجوههــم عــن قــرب لتســتبين مــدى صــدق شــهادتهم مــن عدمــه وهــذا‬
‫ال يمكــن للمحكمــة الوقــوف عليــه عبــر رؤيــة الشــهود مــن خــال كاميــرات برامــج الوســائط‬
‫المســتخدمة فــي الحضــور عــن بعــد لــذا نــرى ان يتــم تعديــل تلــك المــادة بالشــكل الــذي يجعــل‬
‫إجابــة طلــب المتهــم حضــوره شــخصيا وإجــراء محاكمتــه بشــكل بالحضــور المباشــر واجــب‬
‫القبــول وليــس متــروك للســلطة التقديريــة للمحكمــة وإن رفضــت المحكمــة ذلــك الطلــب فعليهــا أن‬
‫تســبب رفضهــا بأســباب وجيهــة وإال كان ذلــك الرفــض محــل طعــن‪.‬‬

‫كمــا نظــم القانــون ســالف الذكــر كيفيــة تســجيل وحفــظ وتفريــغ اإلجــراءات التــي يتــم اتخاذهــا‬
‫عــن بعــد فــي المادتيــن (‪ )8‬و(‪ )10‬مــن القانــون ســالف الذكــر واكــد علــى الســرية فــي تســجل‬
‫وحفــظ اإلجــراءات عــن بعــد ومنــع االطــاع عليهــا أو نســخها مــن النظــام المعلومــات اإللكترونــيّ‬
‫إال بــإذن مــن النيابــة العامــة أو المحكمــة المختصــة كمــا اشــترط المشــرع تفريــغ اإلجــراءات‬
‫عــن بعــد فــي محاضــر أو مســتندات ورقيــة أو إلكترونيــة تعتمــد منهــا‪ ،‬دون الحاجــة لتوقيــع مــن‬
‫أصحــاب العالقــة‪.‬‬

‫واكــد القانــون علــى أضفــاء حجيــة علــى التوقيــع االليكتروني وجعــل له ذات الحجيــة المقررة‬
‫للتوقيعــات فــي قانــون اإلجــراءات الجزائيــة بشــرط مراعــاة الضوابــط واالحــكام المقــررة بقانــون‬
‫المعامــات االليكترونيــة وأكــد أن للمســتند اإللكترونــي ذات الحجيــة المقــررة للمحــررات الورقيــة‬
‫الرســمية والعرفيــة فــي قانــون اإلجــراءات الجزائيــة االتحــادي متــى اســتوفت الشــروط واألحــكام‬
‫المقــررة فــي قانــون المعامــات والتجــارة اإللكترون ّيــة‪ ،‬كمــا اجــاز القانــون اســتخدام اإلجــراءات‬
‫عــن بعــد مــع الحــدث والطفــل وأجــاز أيضــا اســتخدام اإلجــراءات عــن بعــد مــع الــدول األجنبيــة‪:‬‬
‫يجــوز اســتخدام اإلجــراءات عــن بعــد لتنفيــذ اإلنابــات والمســاعدات القضائيــة مــع الــدول األجنبيــة‬
‫طبقــا لألحــكام الــواردة فــي القانــون االتحــادي رقــم (‪ 39‬لســنة ‪. )2006‬‬

‫كما أجاز القانون حضور المتهمين والموقوفين من محبسهم عبر تقنية االتصال عن بعد وذلك‬
‫عن طريق توفير أجهزة التوقيع اإللكترونيّ وإعداد القاعات وتوفير وسائل االتصال الحديثة لتنفيذ‬
‫اإلجراءات عن بعد في المنشآت العقابية والتي تمكنهم من حضور جلسات محاكمتهم أو التحقيق‬

‫‪243‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية ( ‪) 258-228‬‬
‫معهم عن بعد بما يتحقق بموجبه حفظ األمن االجتماعي من مخاطر هروب السجناء‪ ،‬وفيها حفظ‬
‫لسالمة الموظف الذي يقوم على عملية نقل المتهمين والسجناء إلى قاعة المحكمة كما ييسر نظر‬
‫كثير من القضايا التي يتعذر حضور المتهمين فيها ألسباب أمنية خاصة في الجنايات‪ ،‬وكذلك األمر‬
‫بالنسبة للشهود في القضايا الجسيمة فكان التفكير في هذا النوع من المحاكمات المرئية والتي تتغلب‬
‫على الصعوبات سالفة الذكر‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬المرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )10‬لسنة ‪ 2017‬بتعديل بعض أحكام قانون اإلجراءات‬
‫المدنية الصادر بالقانون االتحادي رقم (‪ )11‬لسنة ‪1992‬‬

‫حرص ـا ً مــن المشــرع االتحــادي علــى إرســاء قواعــد جديــدة تكفــل ســير الدعــاوي بســهولة‬
‫ويســر وحمايتهــا مــن التأجيــل والمماطلــة‪ ،‬وكل مــا يعرقــل ســيرها‪ ،‬ومســايرة للتقــدم التقنــي فــي‬
‫وضــع أســس التقاضــي عــن بعــد‪ ،‬قــام المشــرع فــي العــام ‪ 2017‬بإصــدار المرســوم بقانــون‬
‫اتحــادي رقــم (‪ )10‬لســنة ‪ 2017‬بتعديــل بعــض أحــكام قانــون اإلجــراءات المدنيــة الصــادر‬
‫بالقانــون االتحــادي رقــم (‪ )11‬لســنة ‪ 1992‬والــذي اســتحدث فيــه بــاب خــاص باســتخدام تقنيــة‬
‫االتصــال عــن بعــد فــي اإلجــراءات المدنيــة يضــاف إلــى الكتــاب الثالــث مــن قانــون اإلجــراءات‬
‫المدنيــة الصــادر بالقانــون االتحــادي رقــم (‪ )11‬لســنة ‪ 1992‬وتعديالتــه‪ ،‬وهــو البــاب الســادس‬
‫بعنــوان (اســتخدام تقنيــة االتصــال عــن بعــد فــي اإلجــراءات المدنيــة)‪ ،‬يتضمــن المــواد مــن‬
‫(‪ )332‬إلــى ( ‪ ) 343‬انتهــج فيــه المشــرع اإلماراتــي ذات النهــج المتبــع فــي القانــون رقــم ‪5‬‬
‫لســنة ‪ 2017‬فــي شــان اســتخدام تقنيــة االتصــال عــن بعــد فــي اإلجــراءات الجزائيــة غيــر أنــه‬
‫ربطهــا فــي القانــون ‪ 2017/ 10‬بحضــور المتقاضيــن فــي الجلســات وتبــادل المســتندات وقيــد‬
‫الدعــاوى واتمــام إجــراءات اإلعــان والتنفيــذ فيهــا عبــر اســتخدام تلــك التقنيــة‪.‬‬

‫كمــا أكــد القانــون علــى توافــر العالنيــة فــي حــال نظــر الدعــوى كليــا أو جزئيــا عبــر تقنيــة‬
‫االتصــال عــن بعــد وأجــاز لرئيــس لمحكمــة أو الدائــرة أو القاضــي الجزئــي أو مــن يفوضــه أن‬
‫اتخــاذ إجــراءات التقاضــي عــن بعــد فــي اي مرحــل مــن مراحــل نظــر الدعــوى إذا ارتــأى أن لذلــك‬
‫مقتضــى علــى النحــو الــوارد بمنصــوص المــواد ‪ 334‬و‪ 335‬مــن ذلــك القانــون‪.‬‬

‫كمــا أجــاز القانــون بالمــادة ‪ 336‬منــه لرئيــس المحكمــة أو رئيــس الدائــرة أو القاضــي أو مــن‬
‫يفوضــه اتخــاذ اإلجــراءات عــن بعــد خــارج االختصــاص الوالئــي للمحاكــم بالتنســيق مــع الجهــة‬
‫المختصــة فــي اإلمــارة التــي يتواجــد فيهــا مــن يــراد اتخــاذ اإلجــراء بشــأنه‪ ،‬أو توجــد فيهــا أي‬
‫مســتندات يــراد تقديمهــا فــي الدعــوى‪ ،‬وهــذا النــص ييســر مــن إجــراءات التقاضــي ويوفــر الوقــت‬
‫والجهــد علــى المطلــوب اتخــاذ إجــراء مــا معــه فــي القضيــة المنظــورة ويكفيــه مشــقة االنتقــال‬
‫مــن اإلمــارة التــي يقيــم بهــا إلــى اإلمــارة الواقــع بهــا مقــر المحكمــة ناظــرة الدعــوى فضــا عــن‬
‫تقصيــر أمــد التقاضــي‪.‬‬

‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬ ‫‪244‬‬
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫كذلــك منــح القانــون بالمــادة ‪ 337‬منــه أطــراف الدعــوى أو أيًّــا منهــم أن يتقــدم للمحكمــة‬
‫ناظــرة الدعــوى بطلــب لنظــر الدعــوى وإجــراء المحاكمــة فيهــا بالحضــور الشــخصي‪ ،‬بيــد أن هــذا‬
‫الطلــب ليــس وجوبيــا علــى المحكمــة إجابتــه بــل تــرك القانــون االمــر للســلطة التقديريــة للمحكمــة‬
‫فلهــا أن تقضــي فيــه بالقبــول أو الرفــض بعــد اعالنهــا باقــي اطــراف الدعــوى بذلــك الطلــب دون‬
‫تســبيب‪ ،‬وعلــى النقيــض لــم يمنــح القانــون للمتقاضيــن أو وكالئهــم حريــة االختيــار بيــن ان تكــون‬
‫إجــراءات المحاكمــة والحضــور فيهــا عــن بعــد أو أن تكــون بالحضــور الشــخصي؛ إذ جعــل مــاك‬
‫األمــر كلــه بيــد المحكمــة فلهــا وحدهــا حريــة االختيــار بيــن أي مــن الطريقيــن‪.‬‬

‫كمــا نــص القانــون آنــف البيــان فــي مادتيــه رقمــي ‪ 338‬و‪ 340‬علــى التأكيــد علــى حفــظ‬
‫ســجالت التقاضــي االليكترونــي عــن بعــد ومنــع نســخها أو حذفهــا أو تداولهــا إال بــإذن مــن المحكمة‬
‫المختصــة وحــدد القانــون طريقــة حفظهــا بــأن يكــون ذلــك عــن طريــق تفريــغ جميــع إجــراءات‬
‫التقاضــي "عــن بعــد" فــي محاضــر أو مســتندات ورقيــة أو إلكترونيــة تعتمدهــا المحكمــة‪ ،‬ولــم‬
‫يشــترط القانــون التوقيــع عليهــا مــن أصحــاب العالقــة علــى النحــو الــوارد بمنصــوص المادتيــن‬
‫ســالفتي الذكــر‪.‬‬

‫كما وسع القانون بالمادة ‪ 336‬منه من االختصاص الوالئي للمحكمة التي تنظر الدعوى بشأن‬
‫اتخاذ اي اجراء فيها يكون هذا االجراء خارج نطاق االمارة الواقع فيها المحكمة ناظرة الدعوى اذ‬
‫منحها سلطة اتخاذ تلك اإلجراءات عن بعد ولو كان ذلك االجراء خارج اختصاصه الوالئي وذلك‬
‫بالتنسيق مع الجهات المختصة في اإلمارات األخرى عند االقتضاء‪.‬‬

‫كما أجاز القانون بالمادة ‪ 341‬منه استخدام اإلجراءات عن بعد مع الدول األجنبية الموقعة‬
‫على اتفاقيات ومعاهدات مع دولة اإلمارات العربية المتحدة وذلك بشان طلب أو تنفيذ اإلنابات‬
‫والمساعدات القضائية وفقا ألحكام االتفاقيات والمعاهدات التي تصادق عليها الدولة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المتطلبات الواجبة لقيام وإنجاح التقاضي عن بعد‬


‫إن التقاضــي عــن بعــد عبــارة عــن تنظيــم تقنــي معلوماتــي تفاعلــي مؤمــن بحمايــة إلكترونيــة‬
‫وقانونيــة وهــذا النظــام يســتلزم لقيامــه ونجاحــه توافــر متطلبــات فنيــة وبشــرية وماليــة باإلضافــة‬
‫إلــى متطلبــات حمايــة تقنيــة وقانونيــة لهــذا النظــام والتــي نعرضهــا فــي اآلتــي‪:‬‬

‫المطلب األ ّول‪ :‬المتطلبات الفنية‬

‫إن التحــول مــن نظــام التقاضــي التقليــدي "الورقــي" إلــى التقاضــي عــن بعــد يحتــاج إلــى‬
‫إعــداد البنيــة التحتيــة المناســبة‪ ،‬وذلــك ألن التقاضــي عــن بعد‪ ‬ينتهــج أســلوبا ً غيــر مألــوف فــي‬
‫تســيير اإلجــراءات والمعامــات القضائيــة‪ ،‬وذلــك بالتحــول مــن اإلجــراءات المعتمــدة كلي ـا ً علــى‬

‫‪245‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية ( ‪) 258-228‬‬
‫الــورق إلى‪ ‬استخدام‪ ‬الوســائل‪ ‬اإللكترونيّة‪ ‬التي يتطلــب توافرهــا اآلتــي‪:‬‬

‫‪1 .‬أجهزة الحاسب اآللي‪ :‬ص ‪ -41‬ص ‪42‬‬ ‫ ‬

‫يعــد توفيــر أجهــزة الحاســب اآللــي أولــى الخطــوات الالزمــة لحوســبة النظــام القضائــي؛ ألنــه‬
‫ال يتصــور تحريــر صحــف الدعــاوي وإيداعهــا أو تبــادل األوراق القضائيــة بيــن وكالء الخصــوم‬
‫وهيئــة المحكمــة إلكترونيـا َ مــن دون وجــود هــذا الجهــاز‪.‬‬

‫‪2 .‬إنشاء شبكة داخلية من االجهزة والمعدات الحاسوبية‪:‬‬ ‫ ‬

‫يجــب إنشــاء شــبكة إنترنــت داخليــة مــن خــال ربــط مجموعــة مــن الحاســبات الصغيــرة أو‬
‫الكبيــرة التــي تتصــل فيمــا بينهــا بحيــث يتــم ربــط جميــع االقســام والوحــدات وقاعــات المحكمــة‬
‫ببعضهــا البعــض بشــكل يتيــح لــكل وحــدة علــى الشــبكة االتصــال باألخــرى آليـا َ وإرســال ملفــات‬
‫الدعــاوي والوثائــق واالســتفادة مــن البيانــات والمعلومــات المتوافــرة بالشــبكة وتســتخدم نفــس‬
‫بروتوكــوالت الشــبكة العالميــة وخدماتهــا‪ ،‬كالبريــد اإللكترون ـ ّي وخدمــة ‪video conference‬‬
‫وغيرهمــا مــن الخدمــات المعروفــة‪.‬‬

‫‪3 .‬إنشاء قواعد بيانات ومعلومات‪:‬‬ ‫ ‬

‫يتعيــن إنشــاء قواعــد بيانــات ومعلومــات تتضمــن نظــام أرشــفة إلكترونيــة لــكل ملفــات‬
‫الدعــاوي المعروضــة علــى المحكمــة ويتــم عبــر برنامــج حاســوبي يحــوي نوعيــن مــن أنــواع‬
‫الحفــظ األ ّول‪ -:‬صحــف الدعــاوى والــوكاالت التــي أرســلت مــن الخصــوم علــى ملفــات‪PDF ،‬‬
‫الثانــي‪ :‬محاضــر إلكترونيــة تــدون جميــع إجــراءات المحاكمــة‪.‬‬

‫‪4 .‬إنشاء موقع لكل محكمة على شبكة اإلنترنت‪.‬‬ ‫ ‬

‫يتوجــب تصميــم موقــع علــى اإلنترنــت لــكل محكمــة اســتئناف تشــمل اســماء المحاكــم االبتدائية‬
‫والجزئيــة التابعــة لهــا والقضــاة العامليــن فيهــا والمعاونيــن القضائييــن والموظفيــن االدارييــن‬
‫باإلضافــة إلــى ارقــام الدعــاوى القضائيــة فــي كل محكمــة وتاريــخ تســجيلها‪.‬‬
‫ويعــد الموقــع عنوانـا َ إلكترونيــا للمحكمــة‪ ،‬ضمــن البوابــة اإللكترونيّــة لــوزارة العدل‪ ،‬يســتطيع‬
‫مــن خاللــه كل صاحــب عالقــة الحصــول علــى الخدمــات اآلتية‪-:‬‬
‫أوالً‪ -‬االســتعالم عــن الدعــاوي‪ ،‬واالتصــال اإللكترون ـ ّي المباشــر مــع الموظفيــن مــن خــال‬
‫برنامــج ‪. video conference‬‬
‫ثانيـاً‪ -‬إنجــاز اإلجــراءات ومباشــرة الدعــاوي والدخــول فــي إجــراءات التقاضــي دون الحاجــة‬
‫إلــى الحضــور الشــخصي‪.‬‬

‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬ ‫‪246‬‬
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫ثالثـاً‪ -‬دفــع الرســوم إلكترونيــا عــن طريــق بطاقات االئتمــان المصرفيــة‪ ،‬والســداد اإللكترون ّي‬
‫بواســطة النقــود الرقميــة "الدرهــم اإللكترونــي"‪ ،‬وباســتخدام المحفظــة اإللكترونيّة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المتطلبات البشرية والمالية‬

‫ ‪ 1 .‬المتطلبات البشرية‪:‬‬
‫يتطلــب نظــام التقاضــي عــن بعــد توفيــر كــوادر فنيــة متخصصــة فــي المجــال اإللكترونــي‬
‫والبرمجــة تكــون مهمتهــم‪:‬‬
‫ ‪ .‬أتقديــم الدعــم الفنــي بمتابعــة ســير العمــل القضائــي إلكترونيــا على مــدار الســاعة‪ ،‬ومعالجة‬
‫أي أعطــال حــال حدوثهــا‪ ،‬وحمايــة النظــام القضائــي اإللكترونــ ّي مــن االختراقــات‬
‫والفيروســات التــي قــد تضــر بالنظــام‪.‬‬
‫ ‪ .‬ب تقديــم الدعــم الفنــي بتدريــب وتأهيــل جميــع العناصــر البشــرية ذات الصلــة بالعمــل‬
‫القضائــي وعمــل دورات تدريبيــة للقضــاة وموظفــي المحكمــة والمحاميــن بمــا يمكنهــم‬
‫مــن تســجيل الدعــوى القضائيــة إلكترونيــا ً ومتابعــة ســيرها والنظــر فيهــا‪.‬‬

‫‪ 2 .‬الموارد المالية‪:‬‬‫ ‬

‫ان التحــول مــن نظــام التقاضــي التقليــدي "الورقــي" إلــى نظــام التقاضــي عــن بعــد يحتــاج‬
‫إلــى تكاليــف ماليــة لشــراء األجهــزة والحواســيب والبرامــج وتهيئــة المحاكــم للتحــول اإللكترونـ ّي‬
‫وتدريــب الكــوادر البشــرية‪ ،‬والقيــام بأعمــال الصيانــة الفنيــة والتطويــر التقنــي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬متطلبات الحماية التقنية والقانونية‬


‫نظــراً لخطــورة المعلومــات التــي يتــم تداولهــا إلكترونيــا بنظــام التقاضــي عــن بعــد‬
‫وخصوصيتهــا وســرية بعضهــا فإنــه يجــب وضــع ضمانــات تكفــل منــع حــدوث أي خروقــات‬
‫يمكــن أن تطــال آليــة هــذا النظــام‪ ،‬وهــذه الضمانــات نوعيــن (ضمانــات تقنيــة وحمايــة قانونيــة )‬
‫علــى التفصيــل اآلتــي‪:‬‬

‫أوالً‪ -‬الضمانات التقنية‪:‬‬

‫‪1 .‬تشفير بيانات المحكمة ومعلوماتها على اإلنترنت‪.‬‬ ‫ ‬

‫يقــوم المختصــون بالدعــم الفنــي بتشــفير بيانــات ومعامــات المحكمــة عــن طريــق تحويــل‬
‫الكلمــات المكتوبــة إلــى أرقــام أو صــور رقميــة ال يمكــن معرفــة مضمونهــا‪ ،‬كتدبيــر احتــرازي‬
‫يهــدف إلــى ضمــان عــدم تســرب البيانــات والمعلومــات المخزنــة إلكترونيــا إلــى غيــر أصحــاب‬
‫الصلــة بتلــك المعلومــات أو البيانــات‪ ،‬إذ يقــوم التشــفير بالحيلولــة دون الدخــول غيــر المشــروع‬
‫‪247‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية ( ‪) 258-228‬‬
‫لآلخريــن فــي االتصــاالت والمبــادالت التــي تتــم بيــن المحكمــة والخصــوم أطــراف الدعــوى‬
‫القضائيــة‪.‬‬
‫ﺗم اﺧﺗﺻﺎر اﻟﺻﻔﺣﺎت ‪ 103 ،102 ،101‬وﻟم ﺗﺗم اﻻﺷﺎرة اﻟﻰ‬ ‫‪2 .‬تأمين سرية البيانات‪:‬‬ ‫ ‬

‫ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﻛﺗﺎب وھو ﻗﻣﺔ اﻻﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣث‬


‫تاميــن ســرية بيانــات ومعلومــات الدعــوى اإللكترونيّــة ضــد محــاوالت التغييــر أو التعديــل أو‬
‫التزويــر‪ ،‬خــال مراحــل تبــادل صحــف الدعــاوى والمســتندات وكافــة الوثائــق إلكترونيــا ‪ ,‬مــع‬
‫ضمــان التحقــق مــن شــخصية المرســل‪ ،‬للمحافظــة علــى ســرية البيانــات والمعلومــات المتعلقــة‬
‫بأطــراف الدعــوى القضائيــة التــي يتــم قيدهــا وتداولهــا إلكترونيــا‪ ،‬بهــدف منــع الحصــول علــى‬
‫أي تفاصيــل عنهــا إال مــن خــال أطرافهــا‪ ،‬وتحديــد األشــخاص المخوليــن بالدخــول إلــى نظــام‬
‫المعلومــات واالطــاع عليهــا‪ ،‬كالقضــاة والمحاميــن والخبــراء وأطــراف الدعــوى وموظفــي‬
‫المحكمــة‪ ،‬وذلــك بتزويدهــم باســم مســتخدم وكلمــة مــرور خاصــة بــكل منهــم‪ ،‬وهــذا النظــام يضمــن‬
‫منــع األشــخاص غيــر المرخــص لهــم مــن اختــراق نظــام المعلومــات واالطــاع علــى مســتندات‬
‫الدعــوى القضائيــة‪.‬‬

‫‪3 .‬توفير الحماية األمنية للموقع‪:‬‬ ‫ ‬

‫توفيــر الحمايــة األمنيــة الالزمــة للموقــع مــن التدميــر واالختــراق‪ ،‬للمحافظــة علــى ســرية‬
‫الموقــع وخصوصيــة محتــواه‪ ،‬مــع االســتمرار فــي التحديثــات األمنيــة وتوفيــر البرامــج الالزمــة‬
‫لحمايتــه ضــد الفيروســات‬

‫ثانياً‪ -‬الحماية القانونية (الجنائية)‬

‫ويقصــد بالحمايــة القانونيــة إعــداد التشــريعات التــي تكفــل حمايــة المســتندات والبيانــات‬
‫اإللكترونيّــة مــن عبــث الغيــر‪ ،‬حفاظــا علــى أســرار الخصــوم التــي قــد تحويهــا ملفــات تلــك‬
‫القضايــا وذلــك بتجريــم كل صــور التعــدي علــى بيانــات المحكمــة اإللكترونيّــة أو أي فعــل ينــال‬
‫مــن خصوصيــات المتقاضيــن‪ ،‬وكذلــك تجريــم كل مــن ينشــر أو يبــث هــذه المعلومــات عبــر‬
‫المواقــع اإللكترونيّــة‪.‬‬

‫وباالطــاع علــى منظومــة التشــريعات االتحاديــة نجــد بهــا مــن التشــريعات مــا يضمــن‬
‫الحمايــة حيــث جــاء المرســوم بقانــون اتحــادي رقــم ( ) لســنة ‪ 2012‬فــي شــأن مكافحــة جرائــم‬
‫‪5‬‬

‫تقنيــة المعلومــات والــذي نــص فــي المــادة الرابعــة منــه علــى عقوبــات مغلظــة تصــل إلــى الســجن‬
‫والغرامــة التــي تصــل إلــى ‪ 2‬مليــون درهــم علــى كل مــن تســول لــه نفســه الدخــول بــدون تصريــح‬
‫إلــى أي موقــع إلكترونــي‪ ،‬أو نظــام معلومــات إلكترونــي‪ ،‬أو شــبكة معلوماتيــة‪ ،‬أو وســيلة تقنيــة‬
‫معلومــات‪ ،‬ســواء كان الدخــول‪ ،‬بقصــد الحصــول علــى بيانــات حكوميــة‪ ،‬أو معلومــات ســرية‬
‫خاصــة بمنشــأة ماليــة‪ ،‬أو تجاريــة‪ ،‬أو اقتصاديــة‪.‬‬
‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬ ‫‪248‬‬
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫كمــا نــص القانــون ســالف الذكــر فــي مادتــه السادســة علــى عقــاب كل مــن يــزور مســتن ًدا‬
‫إلكترونيًــا مــن مســتندات الحكومــة االتحاديــة أو المحليــة أو الهيئــات أو المؤسســات العامــة‬
‫االتحاديــة أو المحليــة بالســجن المؤقــت والغرامــة التــي تصــل إلــى ســبعمائة وخمســون الــف‬
‫درهــم‪.‬‬

‫وقــد قــرر ذات القانــون اعتبــار الجريمــة المنصــوص عليهــا بالمــادة الرابعــة ســالفة الذكــر‬
‫مــن الجرائــم الماســة بأمــن الدولــة ( (‪.‬‬
‫(‬

‫ﻣن ﺻﻔﺣﺔ ﻛﺗﺎب ﺟرﯾﻣﺔ اﻟدﺧول‬


‫ولمــا كان مــا تقــدم وكان مــن صــور التعــدي علــى بيانــات المحكمــة اإللكترون ّيــة‪ :‬الدخــول‬
‫إلــى النظــام المعلوماتــي للمحكمــة مــن قبــل األشــخاص غيــر المرخــص لهــم ومحاولــة حصولهــم‬
‫علــى معلومــات مــن هــذا النظــام‪ ،‬وكــذا محاولــة تدميــر المعلومــات وإتالفهــا علــى نحــو يغيــر‬
‫مــن طبيعتهــا أو يعــدم االســتفادة منهــا وكــذا التالعــب فــي بيانــات شــبكة المحكمــة بمــا قــد يتســبب‬
‫فــي تعطيــل العمــل بهــا‪ ،‬فــإن الباحثــة تــرى أن نصــوص المرســوم بقانــون لســنة ‪2012‬‬
‫‪5‬‬

‫فــي شــأن مكافحــة جرائــم تقنيــة المعلومــات كفيلــة بتوفيــر الحمايــة الجنائيــة للمســتندات التــي‬
‫يتــم تداولهــا عــن طريــق التقاضــي االليكترونــي وذلــك باعتبارهــا مســتندات اليكترونيــة حســب‬
‫تعريــف المــادة األوّ لــى مــن القانــون رقــم لســنة ‪ 2017‬بشــأن اســتخدام تقنيــة االتصــال عــن‬
‫‪5‬‬

‫بعــد فــي اإلجــراءات الجزائيــة والتــي عرفــت المســتند اإللكترونــيّ ‪ :‬ســجل أو بيــان معلوماتــي يتــم‬
‫إنشــاؤه أو تخزينــه أو اســتخراجه أو نســخه أو إرســاله أو إبالغـــه أو اســتالمه بوســيلة إلكترونيــة‬
‫علــى وســيط ملمــوس أو علــى أي وســيط إلكترونــي آخــر ويكــون قابــا لالســترجاع بشــكل يمكــن‬
‫فهمــه‪.‬‬

‫وعــرف المعلومــات اإللكترون ّيــة‪ :‬أي بيانــات أو معلومــات يمكن تخزينهــا ومعالجتها وتوليدها‬
‫ونقلهــا بوســائل تقنيــة المعلومــات فــي شــكل كتابــة وصــور وأرقــام وحــروف ورمــوز وإشــارات‬
‫وغيرهــا‪ .‬النظــام المعلوماتــي اإللكترونــيّ ‪ :‬مجموعــة برامــج معلوماتيــة وأدوات ووســائل تقنيــة‬
‫المعلومــات المعــدة لمعالجــة وإدارة وتخزيــن المعلومــات اإللكترون ّيــة أومــا شــابه ذلــك‪. .‬‬

‫لســنة‬ ‫‪5‬‬ ‫ومــن ثــم فــان مظلــة الحمايــة الجنائيــة المنصــوص عليهــا فــي المرســوم بقانــون‬
‫‪ 2012‬فــي شــأن مكافحــة جرائــم تقنيــة المعلومــات تمتــد إلــى اليهــا‪.‬‬

‫المادة (‪ )44‬تعتبر الجرائم الواردة في المواد (‪،29 ،28 ،26 ،24 ،4‬‬ ‫( ( ‬
‫(‬

‫الدولة‪.‬‬ ‫بأمن‬ ‫الماسة‬ ‫الجرائم‬ ‫من‬ ‫بقانون‬ ‫المرسوم‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫‪)38‬‬ ‫‪،30‬‬
‫كما تعتبر من الجرائم الماسة بأمن الدولة‪ ،‬أي جريمة منصوص عليها في هذا المرسوم بقانون إذا ارتكبت‬
‫لحساب أو لمصلحة دولة أجنبية أو أي جماعة إرهابية أو مجموعة أو جمعية أو منظمة أو هيئة غير مشروعة‪.‬‬

‫‪249‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية ( ‪) 258-228‬‬
‫ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻲ ﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ اﻟﺻﺣﯾﺔ‬
‫المبحــث الثالــث‪ :‬تطبيقــات التقاضــي عــن بعــد فــي الحــاالت الطارئــة ( جائحــة‬
‫كورونــا مثــاال)‬
‫شــهد العالــم مــع بدايــة ســنة ‪ 2020‬اجتيــاح وبــاء كوفيــد‪ 19-‬الــذي انتشــر كالنــار فــي الهشــيم‪،‬‬
‫فارضــا علــى البشــرية جمعــاء مجموعــة مــن اإلجــراءات الوقائيــة واالحترازيــة مــن أجــل منــع‬
‫انتشــار العــدوى انســجاما مــع توصيــات منظمــة الصحــة العاليــة‪ ،‬مــن أجــل الحفــاظ علــى صحــة‬
‫وســامة الجنــس البشــري‪.‬‬

‫ومــن بيــن هــذا التدابيــر االحترازيــة فــرض الحجــر الصحــي والبقــاء فــي المنــازل مــع‬
‫االلتــزام بضــرورة التباعــد االجتماعــي‪ ،‬وهــو األمــر الــذي غيــر بشــكل كبيــر نمــط عيــش وســلوك‬
‫األشــخاص ســواء الطبيعييــن أو المعنوييــن‪ ،‬ممــا نتــج عنــه حالــة مــن التخبــط فــي أوســاط العديــد‬
‫مــن القطاعــات حــول العالــم‪ ،‬خصوصـا ً فــي الــدول التــي تعانــي ضعــف بنيتهــا التحتيــة فــي مختلف‬
‫المجــاالت‪.‬‬

‫لكــن الوضــع كان مختلفــا ً إلــى حــد كبيــر فــي دولــة اإلمــارات‪ ،‬ال ســيما أنهــا كانــت منــذ‬
‫فتــرة طويلــة قــد اســتخدمت الــذكاء االصطناعــي فــي وزاراتهــا ومؤسســاتها الحكوميــة‪ ،‬ومنهــا‬
‫وزارة العــدل‪ ،‬وبذلــك جعلــت دولــة اإلمــارات مــن هــذه األزمــة فرصــة‪ ،‬لالســتفادة مــن قدراتهــا‬
‫وإنجازاتهــا باســتخدامها للحلــول التقنيــة المتوفــرة لديهــا لمواجهــة هــذه األزمــة وتداعياتهــا‪ ،‬التــي‬
‫أثقلــت كاهــل الكثيــر مــن الــدول‪ .‬ﻣن ﺻﻔﺣﺎت ﻛﺗﺎﺑﻲ ﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻛوروﻧﺎ‬
‫فبفضــل الرؤيــة المســتقبلية الثاقبــة لحكومــة اإلمــارات فــي مواكبــة التطــورات التقنيــة‬
‫والتحــول الذكــي الــذي بــدأت مؤسســات الدولــة العمــل عليــه ومنهــا وزارة العــدل منــذ أعــوام‬
‫طويلــة‪ ،‬اســتطاعت التغلــب علــى اثــار جائحــة كورونــا‪.‬‬

‫وذلــك باســتمرارية العمــل فــي المحاكــم االتحاديــة والمحليــة علــى اختــاف درجاتهــا االبتدائيــة‬
‫واالســتئنافية والشــرعية‪ ،‬ومراكــز التوفيــق والمصالحــة‪ ،‬ولجــان التوجيــه األســري‪ ،‬ومكاتــب إدارة‬
‫الدعــاوى‪ ،‬حيــث باشــرت‪ ،‬أعمالهــا باســتخدام الوســائل اإللكترونيّــة واالتصــال عــن بُعــد‪ ،‬فــور‬
‫تطبيــق اإلجــراءات االحترازيــة مــن جائحــة كورونــا‪ ،‬وذلــك وفق ـا ً للضوابــط الــواردة فــي قــرار‬
‫وزيــر العــدل رقــم (‪ )5‬لســنة ‪ 2020‬بشــأن ضوابــط اســتمرارية عمل المحاكــم والخدمــات القضائية‬
‫باســتخدام الوســائل اإللكترونيّــة واالتصــال عــن بعــد‪ ،‬والقــرار الــوزاري رقــم (‪ )260‬لســنة ‪2019‬‬
‫فــي شــأن الدليــل اإلجرائــي لتنظيــم التقاضــي باســتخدام الوســائل اإللكترونيّــة واالتصــال عــن بعــد‬
‫فــي اإلجــراءات المدنيــة‪ ،‬واللذيــن تضمنــا ضوابــط حضــور الخصــوم وغيابهــم وتبــادل المذكــرات‬
‫والمســتندات ومحاضــر الجلســات وإثبــات االتفــاق والمداولــة والتحقيــق واالســتجواب واالســتعانة‬
‫بمترجــم وإصــدار األحــكام ونظــر طلبــات تنفيــذ األحــكام حســب اإلجــراءات القانونيــة المقــررة‪.‬‬

‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬ ‫‪250‬‬
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫ونــص القــرار رقــم ‪ 5‬لســنة ‪ 2020‬بشــأن ضوابــط اســتمرارية عمــل المحاكــم والنيابــات‬
‫االتحاديــة والخدمــات القضائيــة‪ ،‬باســتخدام الوســائل اإللكترونيّــة واالتصــال عــن بعــد علــى أن‬
‫يتــم قيــد كافــة الدعــاوى وتقديــم الطلبــات والتســويات الوديــة بمختلــف أنواعهــا‪ ،‬باســتخدام نظــام‬
‫العدالــة الذكــي واألنظمــة اإللكترونيّــة المعتمــدة فــي وزارة العــدل والنيابــة العامــة االتحاديــة‪ ،‬وفقـا ً‬
‫للضوابــط والشــروط واإلجــراءات المنظمــة لهــا‪.‬‬
‫كمــا نــص علــى أن يباشــر مكتــب إدارة الدعــوى مهامــه واختصاصاتــه المقــررة قانونــا ً‬
‫باســتخدام نظــام العدالــة الذكــي‪ ،‬ووســائل االتصــال عــن بعــد‪ ،‬بشــأن القيــد وتحضيــر الدعــوى‬
‫وإدارتهــا‪.‬‬

‫وأشــار القــرار إلــى إجــراءات المحاكمــات المدنيــة بكافــة أنواعهــا عــن بعــد‪ ،‬حيــث تكــون‬
‫ضوابــط حضــور الخصــوم وغيابهــم وتبــادل المذكــرات والمســتندات‪ ،‬ومحاضــر الجلســات‬
‫وإثبــات االتفــاق والمداولــة والتحقيــق واالســتجواب واالســتعانة بمترجــم‪.‬‬

‫وحــددت المــادة الســابعة مــن القــرار ضوابــط نظــر طلبــات التنفيــذ‪ ،‬حيــث يتــم تقديــم طلبــات‬
‫وقيــد الدعــاوى والملفــات التنفيذيــة ونظرهــا‪ ،‬وإصــدار كافــة القــرارات مــن قاضــي التنفيــذ‬
‫باســتخدام نظــام العدالــة الذكــي‪ ،‬ووســائل االتصــال عــن بعــد‪ ،‬علــى أن يراعــي قضــاة التنفيــذ‬
‫إرجــاء إصــدار قــرارات ضبــط وإحضــار المدنييــن‪ ،‬ووقــف إجــراءات الحجــز التنفيــذي علــى‬
‫المنقــوالت والعقــارات والحســابات البنكيــة والســيارات واألســهم والســندات والرخــص التجاريــة‪.‬‬

‫ونصــت المــادة ذاتهــا علــى إرجــاء التنفيــذ واإلخــاء فــي القضايــا اإليجاريــة‪ ،‬وإصــدار‬
‫قــرارات منــع ســفر بــدالً مــن الحبــس‪ ،‬وإخــاء ســبيل المحبوســين علــى ذمــة ديــون مدنيــة أو‬
‫تجاريــة واســتبداله بقــرار المنــع مــن الســفر‪ ،‬وغيرهــا مــن كافــة اإلجــراءات االحترازيــة األخــرى‬
‫المنصــوص عليهــا قانونـاً‪ ،‬وذلــك فــي قضايــا التنفيــذ التــي ال تتجــاوز قيمتهــا مليــون درهــم‪ ،‬مــع‬
‫منــح المديــن فتــرة ال تقــل عــن ثالثــة أشــهر للســداد أو التســوية‪.‬‬

‫وإذا جــاوزت قيمــة المطالبــة فــي القضيــة التنفيذيــة مليــون درهــم‪ ،‬وقضــى المديــن المحبــوس‬
‫مــدة ســتة أشــهر يُخلــى ســبيله‪ ،‬ويســتبدل ذلــك بقــرار منعــه مــن الســفر وغيرهــا مــن كافــة‬
‫اإلجــراءات االحترازيــة األخــرى المنصــوص عليهــا قانونـاً‪ ،‬مــع منــح المديــن فتــرة ســداد ال تقــل‬
‫عــن ثالثــة أشــهر‪.‬‬

‫ومــن القــرارات التــي أسســت للتقاضــي عــن بعــد القــرار الوزاري رقــم (‪ )260‬لســنة ‪2019‬‬
‫فــي شــأن الدليــل اإلجرائــي لتنظيــم التقاضــي باســتخدام الوســائل اإللكترون ّيــة واالتصــال عــن بعــد‬
‫فــي اإلجــراءات المدنيــة‪ ،‬والــذي جــاء مفصــا لمــا تــم إجمالــه بالبــاب الســادس الــذي تــم اســتحداثه‬
‫فــي قانــون اإلجــراءات المدنيــة بموجــب التعديــل الصــادر بالمرســوم بقانــون اتحــادي رقــم (‪)10‬‬

‫‪251‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية ( ‪) 258-228‬‬
‫لســنة ‪ 2017‬بشــأن تعديــل بعــض أحــكام قانــون اإلجــراءات المدنيــة الصــادر بالقانــون االتحــادي‬
‫رقــم (‪ )11‬لســنة ‪ 1992‬ســالف الذكــر‪.‬‬

‫وكــذا القــرار الــوزاري رقــم (‪ )259‬لســنة ‪ 2019‬فــي شــأن الدليــل اإلجرائــي لتنظيــم‬
‫التقاضــي باســتخدام الوســائل اإللكترون ّيــة واالتصــال عــن بعــد فــي اإلجــراءات الجزائيــة‪ ،‬والــذي‬
‫جــاء مفصــا لمــا تــم إجمالــه فــي القانــون االتحــادي رقــم ‪ 5‬لســنة ‪ 2017‬فــي شــان اســتخدام تقنيــة‬
‫االتصــال عــن بعــد فــي اإلجــراءات الجزائيــة والســابق ذكــره حــال الحديــث عــن األســاس القانونــي‬
‫للتقاضــي عــن بعــد فــي التشــريع المحلــي اإلماراتــي‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫بعــد أن شــارفت دراســتنا حــول التقاضــي اإللكترونــ ّي علــى االنتهــاء‪ ،‬البــد لنــا أن نســطر‬
‫مــا توصلنــا إليــه مــن نتائــج فيهــا‪ ،‬ومــا تمخــض عنهــا مــن مقترحــات عســى‪ ،‬أن تســاعد المشــرع‬
‫اإلماراتــي فــي تطويــر تشــريعاته النافــذة‪ ،‬وأن تســهم هــذه الدراســة بإثــراء المكتبــة القانونيــة‬
‫اإلماراتيــة‪ ،‬لنــدرة الكتابــات فــي هــذا الموضــوع‪.‬‬

‫النتــائج‪:‬‬
‫أن التقاضــي اإللكترونــ ّي يتــم النظــر إليــه علــى نطــاق واســع منــذ تفشــي جائحــة كورونــا‬
‫باعتبــاره آليــة كفيلــة باســتمرار الجلســات القضائيــة وعــدم تعطيلهــا‪ ،‬مــع مراعــاة مبــدأ التباعــد‬
‫االجتماعــي‪ .‬وإلنجــاح التقاضــي اإللكترونـ ّي فــان ذلــك يتطلــب جملــة مــن الوســائل‪ ،‬منهــا القانونية‪،‬‬
‫ســواء كانــت مــن المنظومــة الدوليــة‪ ،‬اإلقليميــة‪ ،‬أو الداخليــة علــى حــد ســواء‪ ،‬وســائل تقنيــة‪ ،‬وهــي‬
‫ال تقــل أهميــة عــن األولــى‪ ،‬وتتمثــل فــي شــبكة اإلنترنــت ودعائمهــا‪ ،‬وســائل تأهيليــة‪ ،‬تتمثــل فــي‬
‫الطاقــم البشــري‪ ،‬القضــاة ومعاونــي القضــاة والمحامــون‪ ،‬إلــى جانــب األكفــاء فــي الدعــم الفنــي‪،‬‬
‫مــن مهندســين وتقنييــن‪.‬‬

‫أن مصطلــح التقاضــي اإللكترونــ ّي‪ ،‬يعــد مــن المصطلحــات والمفاهيــم الحديثــة حيــث أنــه‬
‫لــم يظهــر إال قبيــل ســنوات بعــد انتشــار مصطلــح الحكومــة اإللكترونيّــة‪ ،‬وإذا كان مصطلــح‬
‫الحكومــة اإللكترونيّــة يعنــى بالخدمــات الحكوميــة كافــة فــأن مصطلــح التقاضــي اإللكترونــ ّي‬
‫يختــص بخدمــات الهيئــات القضائيــة‪ ،‬وهــو عبــارة عــن تنظيــم تقنــي معلوماتــي ثنائــي الوجــود‬
‫شــبكة الربــط الدوليــة باإلضافــة إلــى مبنــى المحكمــة‪ ،‬يتيــح للخصــوم تســجيل دعواهــم وتقديــم‬
‫أدلتهــم وحضــور جلســات المحكمــة تمهيــدا للوصــول إلــى الحكــم القضائــي العــادل‪ ،‬وتنفيــذه مــن‬
‫ص ‪194‬‬ ‫خــال وســائل االتصــال اإللكترونيّــة الحديثــة‪.‬‬

‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬ ‫‪252‬‬
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫أن تطبيــق هــذه التقنيــة فــي اإلمــارات‪ ،‬جــاءت بخطــى ثابتــة‪ ،‬وأثبــت نجا ًحــا مقبــوال وذلــك‬
‫للتحــول الرقمــي فــي كافــة الخدمــات الحكوميــة‪ ،‬حيــث اعتمــدت مؤسســات الدولــة ومنهــا وزارة‬
‫العــدل منــذ أعــوام طويلــة علــى التقنيــة والتحــول الذكــي باالعتمــاد علــى التكنولوجيــا الحديثــة‬
‫فضــا عــن قيــام المشــرع اإلماراتــي بوضــع منظومــة تشــريعية‪ ،‬ســاعدت علــى نجــاح دولــة‬
‫اإلمــارات فــي تفعيــل التقاضــي عــن بعــد فــي ظــل جائحــة كورونــا‪.‬‬

‫ﻣﺣﺎﺿرات زووم ﻟﻠدﻛﺗورة ﻣﻧﻰ ﻛﺎﻣل ﺗرﻛﻲ ‪ -‬ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‬ ‫المقترحات‪:‬‬
‫تقتــرح الباحثــة اعتمــاد نظــام «التقاضــي الهجيــن» إذ تــرى الباحثــة أنــه أفضــل األنظمــة التــي‬
‫يمكــن مــن خاللهــا تقديــم خدمــات اســتثنائية عنــد تــداول القضايــا والحكــم فيمــا‪ ،‬فبعــض القضايــا‬
‫تســتدعي حضــور األطــراف للمحكمــة أمــام الهيئــة القضائيــة‪ ،‬وفــي المقابــل هنــاك قضايــا يُكتفــى‬
‫بالنظــر فيهــا عــن بعــد‪ ،‬فاألصــل فــي القضــاء هــو «تحقيــق العدالــة»‪ ،‬فتواجــد الخصــوم أمــام‬
‫الهيئــة القضائيــة داخــل قاعــة المحكمــة يشــعرهم بهيبــة القضــاء وأهميــة العدالــة ممــا يدفعهــم‬
‫لقــول الحقائــق بعيــداً عــن التــردد‪ ،‬فهيبــة القضــاة جعلــت بعــض الخصــوم يتــرددون عــن حلــف‬
‫يميــن إدالء بشــهادات غيــر حقيقيــة‪ ،‬األمــر الــذي غيّــر مســار الحقائــق وأســهم فــي أن يأخــذ الحــق‬
‫مجــراه؛ لذلــك فالدمــج بيــن التقاضــي التقليــدي (واســتخدامه فــي بعــض أنــواع القضايــا التــي يكــون‬
‫مــن األهميــة بمــكان حضــور المتقاضيــن امــام هيئــة المحكمــة ) وبيــن التقاضــي اإللكترونــي عــن‬
‫بعــد فــي القضايــا التــي ال يســتلزم الحضــور الشــخصي فيهــا مــن شــأنه أن يحقــق العدالــة‪.‬‬
‫ﻣرﻓﻖ راﺑط اﻟﻣﺣﺎﺿرة‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪1.‬توصــي الباحثــة بضــرورة إضافــة نــص فــي قانــون اســتخدام تقنيــة االتصــال عــن بعــد‬ ‫ ‬

‫فــي اإلجــراءات الجزائيــة يحــدد نــوع الجرائــم التــي يطبــق فيهــا تقنيــة االتصــال عــن‬
‫بعــد‪ ،‬وتــرى أن المحاكمــة بالحضــور الشــخصي عــن طريــق التقاضــي التقليــدي ســيوفر‬
‫ضمانــة أكثــر للمتهــم فــي الجرائــم التــي تكــون عقوبتهــا المؤبــد أو اإلعــدام‪.‬‬

‫‪2.‬توصــي الباحثــة بتعديــل النصــوص الخاصــة بقبــول المحاكمــة عــن بعــد أو رفضهــا يكون‬ ‫ ‬

‫مرجعــه إلــى المتهــم وأن يمنــح الحــق فــي أن يقبــل بإجــراء محاكمتــه عــن بعــد أوال‬
‫يقبــل بهــا هــو أو وكيلــه فيطــرح عليــه هــذا الخيــار فــي الجلســة األولــى ويكتــب فــي‬
‫إن إن النصــوص الحاليــة تجعــل االمــر متــروك للســلطة التقديريــة‬ ‫ملــف الدعــوى (إذ ّ‬
‫للمحكمــة)‪.‬‬

‫‪3.‬لضمــان مبــدأ عالنيــة الجلســات توصــي الباحثــة بتعميــم التجربــة التــي انتهجتهــا محاكــم‬ ‫ ‬

‫رأس الخيمــة بدولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة؛ حيــث عمــدت إلــى توفيــر مبــدأ عالنيــة‬
‫الجلســات القضائيــة اإللكترونيّــة لمحاكماتهــا عــن بعــد‪ ،‬بحيــث أصبحــت قاعــة الجلســات‬

‫‪253‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية ( ‪) 258-228‬‬
‫القضائيــة مفتوحــة أمــام مــن يشــاء مــن الجمهــور حضــور المحاكمــة عبــر برنامــج‬
‫(‪ )webex meetings app‬واختيــار رقــم القاعــة الذكيــة المحــدد لــكل دائــرة‪ .‬وتشــمل‬
‫هــذه الخدمــة كافــة المحاكمــات علــى اختــاف درجــات التقاضــي الثــاث االبتدائيــة‬
‫واالســتئناف والتمييــز‪ ،‬واســتثنت مــن ذلــك قضايــا األســرة والطفــل العتبــارات اســتثنائية‬
‫ولخصوصيــة أطرافهــا‪ ،‬أو حــاالت أخــرى يقدرهــا القاضــي‪.‬‬

‫‪4.‬تطويــر النظــام المعلوماتــي لقاعــدة بيانــات الســلطة القضائيــة‪ ،‬طبقــا ألحــدث نظــم‬ ‫ ‬

‫البرمجــة المعتمــدة دوليــا والقابلــة للتطويــر‪.‬‬

‫‪5.‬تطويــر وتحديــث األجهــزة أو البرامــج الذكيــة المســتخدمة فــي التقاضــي االليكترونــي‬ ‫ ‬

‫بشــكل دوري ومســتمر لتالشــي اي تشــويش أو بــطء بعمــل مــزود الشــبكات‪ ،‬مــا يــؤدي‬
‫إلــى عــدم وصــول المعلومــات بشــكل دقيــق وواضــح ويؤثــر علــى ســير جلســات‬
‫التقاضــي‪ ،‬وكذلــك لمنــع مــا قــد تتعــرض لــه هــذه البرامــج الختــراق أو «تهكيــر» مــن‬
‫الخصــوم فــي القضايــا المختلفــة‪ ،‬أو مــن الغيــر‪.‬‬

‫ ‪ 6.‬توافــر آليــة التوقيــع المعتمــد أو اإللكترون ـ ّي للشــهود علــى حلــف اليميــن وإفاداتهــم فــي‬
‫جلســات التقاضــي المرئــي‪ ،‬نظــرا الن بعــض القضايــا قــد تتطلــب وجــود شــهود وال‬
‫توجــد آليــة ألخــذ توقيــع معتمــد منهــم بالجلســات المرئيــة‪.‬‬

‫ ‪ 7.‬اســتحداث آليــة لفصــل الشــهود عــن بعضهــم حــال ادالئهــم بشــهادتهم بمــا يضمــن ســرية‬
‫األقــوال التــي أدلــى بهــا كل منهــم بــدون معرفــة اآلخريــن؛ إذ ال توجــد آليــة محــددة يمكــن‬
‫بموجبهــا فصــل أي طــرف إذ يمكنهــم التواجــد بــذات المــكان وعلــى مقربــة مــن بعضهــم‬
‫ليســمع بعضهــم مــا يشــهد بــه اآلخــر فيكــون علــى بينــة مــن تلــك الشــهادة‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫المراجع العربية‪:‬‬
‫ونية وإجراءاتها أمام المحاكم‪ .‬دار الفكر الجامعي‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ت ن‬ ‫ض‬ ‫إبراهيم‪ ،‬خالد ممدوح (‪.)2008‬‬
‫و�‪ :‬الدعوى إاإللك� ّ‬ ‫التقا� إاإللك� ي ّ‬
‫ي‬
‫العر� للبحوث القانونيـة والقضائية‪ .‬ورقة مقدمة إىل المؤتمر السـابع لرؤسـاء المحاكم العليا‬ ‫ئ أ‬
‫القضـا� األسـباب والحلـول‪ .‬المركـز ب ي‬
‫ي‬ ‫االختنـاق‬
‫الف�ة من ‪ 23‬إىل ‪“ 26/10/2016‬ص‪https://carjj.org/node/4624 ”8‬‬ ‫ف� الدولة العربية‪ .‬بمسـقط‪ .‬سـلطنة عمان‪ � .‬ت‬
‫ف‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بكر‪ ،‬عصمت عبد المجيد (‪ .)2015‬دور التقنيات العلمية ي ف� تطور العقد‪ .‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫البكـري‪ ،‬د‪ .‬حاتـم محمـد فتحـي (‪ .)2015‬مبـدأ الشـفهية ف ي� المحكمـات الجنائيـة‪ .‬مجلـة الحقـوق والعلـوم القانونيـة واالقتصاديـة جامعـة‬
‫المنصـورة‪ ،)49( ،‬ص ‪.569‬‬
‫ش‬
‫عبر تقنيـة ال ‪ .Videoconference‬دراسـات‪ ،‬علـوم ال�يعـة‬ ‫شـديفات‪ ،‬صفـوان محمـد (‪ .)2015‬التحقيـق والمحاكمـة الجزائيـة عـن بعـد ب‬
‫والقانـون‪ ،)1(41 ،‬عمـادة البحـث العلمـي الجامعـة أ‬
‫األردنيـة‪.‬‬

‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬ ‫‪254‬‬
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫ونية‪ .‬دار الثقافة‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ت ن‬ ‫ض‬ ‫ال�عة‪ ،‬حازم محمد (‪.)2010‬‬ ‫ش‬
‫و� والمحاكم إاإللك� ّ‬ ‫التقا� إاإللك� ي ّ‬
‫ي‬
‫و� آليـة إإلنجـاح الخطـط التنمويـة‪ .‬مجلة المفكـر‪ ،)13( ،‬كليـة الحقوق والعلوم السياسـية‬ ‫التقـا� إ ت ن‬ ‫ض‬ ‫ن‬
‫اإللكتر ي ّ‬ ‫ي‬ ‫عصمـا�‪ ،‬ليلى (‪ .)2016‬نظـام‬
‫ي‬
‫جامعـة بسـكرة‪10.12816/0045000/org.doi//:https .‬‬
‫و� [رسـالة دكتـوراة‪ ،‬الجامعة االلمام محمد بن سـعود االسلامية‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ض‬ ‫العمـر‪ ،‬طـارق بـن عبـد اللـه بـن صالـح (‪ .)1430‬احكام‬
‫التقـا� إاإللكتر ي ّ‬
‫ي‬
‫العـايل للقضاء]‪.‬‬
‫ي‬ ‫– المعهـد‬
‫سايس‪ ،‬دار الخلود‪ .‬لبنان‪.2012 .‬‬‫أ‬ ‫أ‬
‫فاروق محمد صادق األعرجي‪ .‬المحكمة الجنائية الدولية نشأتها وطبيعتها ونظامها األ ي‬
‫الدويل) ‪.https://www.uncitral.org‬‬ ‫األمم المتحدة للقانون التجاري‬ ‫لك�ونية (موقع لجنة أ‬ ‫اإل ت‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫قانون النموذجي بشأن التجارة إ‬
‫أ‬
‫القرار رقم ‪ .A/RES/51/162‬الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪http://www.un.org/arabic/documents/GARes/51‬‬
‫األعلى للقضـاء االتحـادي‪ .‬رقـم (‪ )5‬لسـنة ‪ 2020‬بشـأن ضوابـط اسـتمرارية عمـل المحاكـم‬ ‫قـرار معـايل وزيـر العـدل رئيـس المجلـس أ‬
‫ي‬
‫ونيـة واالتصـال عـن بعـد‪.‬‬ ‫ت‬
‫اإللك� ّ‬‫والخدمـات القضائيـة باسـتخدام الوسـائل إ‬
‫ونية واالتصال عـن بعد ف ي�‬ ‫التقـا� باسـتخدام الوسـائل إ ت‬
‫اإللك� ّ‬ ‫ي‬
‫ض‬ ‫اإلجـر ئ يا� لتنظيـم‬‫قـرار وزيـر العدل‪ ‬رقـــم‪ 259 ‬لسـنة ‪ 2019‬بشـأن الدليـل إ‬
‫اإلجـراءات الجزائية‪.‬‬
‫إ‬
‫لك�ونيـة واالتصال عـن بعد �ف‬‫اإل ت‬ ‫ض‬ ‫ئ‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫التقـا� باسـتخدام الوسـائل إ‬
‫ي‬ ‫اإلجـر يا� لتنظيـم‬ ‫قـرار وزيـر العدل‪ ‬رقـــم‪ 259 ‬لسنة‪ 2019 ‬بشـأن الدليـل إ‬
‫اإلجـراءات المدنية‪.‬‬‫إ‬
‫التقـا� عـن بعـد ومسـتلزماته‪ .‬مجلـة المحقـق الحلى للعلـوم القانونية‪ ،)1( ،‬السـنة‬ ‫ض‬ ‫مفهـوم‬ ‫(‪.)2016‬‬ ‫محمـد‬ ‫جاسـم‬ ‫نصيـف‬ ‫الكرعـاوي‪،‬‬
‫ي‬
‫الثامنة‪.‬‬
‫التقـا� عن بعد ومسـتلزماته‪ .‬مجلـة المحقق الحلى للعلوم‬ ‫ض‬ ‫حسين والكرعـاوي‪ ،‬نصيـف جاسـم محمـد (‪ .)2016‬مفهـوم‬ ‫ن‬ ‫الكعبي‪ ،‬هـادي ي‬
‫ي‬ ‫بي‬
‫القانونيـة‪ ،)1( ،‬السـنة الثامنـة‪10.36528/1150-008-001-006/org.doi//:https .‬‬
‫و� أمام القضاء‪ .‬دار النهضة العربية‪.‬‬ ‫ت ن‬
‫محمود‪ ،‬سيد أحمد (‪ .)2008‬دور الحاسب إاإللك� ي ّ‬
‫مرسوم بقانون ‪ 5‬لسنة ‪ 2012‬بشان جرائم تقنية المعلومات‪.‬‬
‫اإلجـراءات المدنية الصـادر بالقانون االتحـادي رقم‬
‫المرسـوم بقانـون اتحـادي رقـم (‪ )10‬لسـنة ‪ 2017‬بشـأن تعديـل بعـض أحـكام قانـون إ‬
‫(‪ )11‬لسـنة ‪.1992‬‬
‫ض‬
‫التقا� عن بعد‪ ،‬دراسة قانونية‪ .‬كلية القانون جامعة القادسية‪.‬‬ ‫منديل‪ ،‬أسعد فاضل (‪.)2014‬‬
‫ي‬
‫ش‬
‫ونية‪ .‬دار الجامعة الجديدة للن�‪ .‬ص ص ‪.163-164‬‬ ‫ت‬
‫الم�نزالوي‪ ،‬صالح (‪ .)2007‬القانون الواجب التطبيق عىل عقود التجارة إاإللك� ّ‬
‫سايس للمحكمة الجنائية الدولية ‪http://www.un.org/arabic/documents/basic/rome_statute.pdf‬‬ ‫أ‬
‫نظام روما األ ي‬
‫يح�‪ ،‬عادل (د‪.‬ت‪ .).‬التحقيق والمحاكمة عن بعد‪ .‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫ي‬

‫‪Romanized Arabic References:‬‬ ‫الترجمة الصوتية لمصادر ومراجع اللغة العربية‪:‬‬


‫‪ʾibrāhym khālida mamdūḥa 2008). al-tqāḍy alʾilikturwniyya al-dda‘wā alʾilikturwniyyatu‬‬
‫‪waʾijrāʾātuhā ʾamāma almuḥākimi dāru alfikri aljāmi‘iyyi‬‬
‫‪alikhtināqu alqaḍāʾiyyu alʾasbāba wa-al-ḥulūla almarkazu al‘arabiyyu lil-buḥwthi alqānūniyyati‬‬
‫‪wa-al-qaḍāʾiyyati waraqatu muqaddimatin ʾilā almuʾutamari al-ssāb‘i liruʾuasāʾi almuḥākimi‬‬
‫‪al‘ulyā fī al-ddawlati al‘arabiyyati bimusqiṭin salṭanatu ‘ammāni fī alfatrati min 23 ʾilā 26 /‬‬
‫‪10 / 2016 “ ṣ “ https://carjj.org/node/4624‬‬

‫‪255‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
) 258-228 ( ‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية‬
bikrun ‘aṣamat ‘abdu almajīdi 2015). dawra al-ttiqniyyāti al‘ilmiyyati fī taṭawwuri al‘aqdi dāru
alkutubi al‘ilmiyyati
albakriyyu d ḥātimu muḥammadu fatḥī 2015). mabdaʾa al-sshafahiyyati fī almaḥkamāti
aljināʾiyyati majallatu alḥuqwqi wa-al-‘ulūmi alqānūniyyati wa-al-iqtiṣādiyyati jāmi‘ata
almanṣūrati 49) ،ṣ 569.
shdyfāt ṣafwāna muḥammada 2015). al-ttaḥqīqa wa-al-muḥākamata aljazāʾiyyata ‘an ba‘da ‘abri
tiqniyyati ali Videoconference. dirāsātun ‘ulūma al-ssharī‘ati wa-al-qānūni 41( 1) ،‘imādata
albaḥthi al‘ilmiyyi aljāmi‘ati alʾurduniyyati
al-sshara‘atu ḥāzima muḥammada 2010). al-tqāḍy alʾilikturwniyya wa-al-muḥākima
alʾilikturwniyyata dāru al-tthaqāfati
‘aṣamānī laylā 2016). niẓāma al-tqāḍy alʾilikturwniyya ʾāliyyatun liʾinjāḥi alkhuṭaṭi al-ttanmawiyyati
majallatu almufakkiri 13) ،kulliyyata alḥuqwqi wa-al-‘ulūmi al-ssīāsiyyati jāmi‘atan bisukkaratin
https://doi.org/10.12816/0045000
al‘umaru ṭāriqa bn ‘abdi al-lhi bn ṣāliḥu 1430). aḥkām al-tqāḍy alʾilikturwniyya risālata
duktūrātin aljāmi‘ata al-almām muḥammada bn su‘ūdi al-aslāmyh – alma‘hada al‘āliyya
lil-qaḍāʾi
fārūqu muḥammadu ṣādiqu alʾa‘rajiyyi almaḥkamatu aljināʾiyyatu al-ddawliyyatu nashʾatahā
waṭabī‘atahā waniẓāmahā alʾasāsiyya dāra alkhulūdi lubnānun 2012.
qānūnu al-nnamūdhajiyyi bishaʾani al-ttijārati alʾilikturwniyyati mawqi‘a lajnati alʾumami
almuttaḥidati lil-qānūni al-ttijāriyyi al-ddawliyyi https://www.uncitral.org.
alqarāru raqma A / RES / 51 / 162. aljam‘iyyatu al‘āmmatu lil-ʾumami almuttaḥidati http://
www.un.org/arabic/documents/GARes/51
qarāru m‘āly wazīra al‘adli raʾīsa almajlisi alʾa‘lā lil-qaḍāʾi alittiḥādiyyi raqmu 5) lisanati 2020
bishaʾani ḍawābiṭa istimrāriyyata ‘amali almuḥākimi wa-al-khidmāti alqaḍāʾiyyati bistikhdāmi
alwasāʾili alʾilikturwniyyati wa-al-ittiṣāli ‘an ba‘da
qarāru wazīri al‘adli raqma 259 lasinatan 2019 bishaʾani al-ddalyli alʾijrāʾiyyi litanẓīmi al-tqāḍy
bistikhdāmi alwasāʾili alʾilikturwniyyati wa-al-ittiṣāli ‘an ba‘da fī alʾijrāʾāti aljazāʾiyyati
qarāru wazīri al‘adli raqma 259 lasinatan 2019 bishaʾani al-ddalyli alʾijrāʾiyyi litanẓīmi al-tqāḍy
bistikhdāmi alwasāʾili alʾilikturwniyyati wa-al-ittiṣāli ‘an ba‘da fī alʾijrāʾāti almadaniyyati
al-kr‘āʾī nuṣayyifu jāsima muḥammada 2016). mafhūma al-tqāḍy ‘an ba‘da wamustalzamātihi
majallatu almuḥaqqiqi alḥilā lil-‘ulūmi alqānūniyyati 1) ،al-ssanata al-tthāminata
alka‘biyyu hādī ḥissayni wa-al-kr‘āʾī nuṣayyifu jāsima muḥammada 2016). mafhūma al-tqāḍy ‘an
ba‘da wamustalzamātihi majallatu almuḥaqqiqi alḥilā lil-‘ulūmi alqānūniyyati 1) ،al-ssanata
al-tthāminata https:// doi. org / 10. 36528 / 1150- 008- 001- 006
maḥmūdun sayyida ʾaḥamida 2008). dawra alḥāsibi alʾilikturwniyyi ʾamāma alqaḍāʾi dāru al-
nnahḍati al‘arabiyyati

1 ‫ العدد‬20 ‫املجلد‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫م‬2023 ‫مارس‬ 256
‫منى سامل الوسمي ( ‪) 258-228‬‬
‫‪marsūmun biqānūni 5 lasinatin 2012 basshāni jarāʾima tiqniyyati alma‘lūmāti‬‬
‫‪almarsūmu biqānūni ittiḥādiyyi raqmi 10) lisanati 2017 bishaʾani ta‘dīli ba‘ḍi ʾaḥkāmi qānūni‬‬
‫‪alʾijrāʾāti almadaniyyati al-ṣṣādiri bi-al-qānūni alittiḥādiyyi raqma 11) lisanati 1992.‬‬
‫‪mandīlun ʾas‘ada fāḍilu 2014). al-tqāḍy ‘an ba‘da dirāsata qānūniyyata kulliyyatu alqānūni‬‬
‫‪jāmi‘ata alqādisiyyati‬‬
‫‪almanzalāwiyyi ṣāliḥa 2007). alqānūna alwājiba al-ttaṭbīqa ‘alā ‘uqūdi al-ttijārati alʾilikturwniyyati‬‬
‫‪dāru aljāmi‘ati aljadīdati lil-nnashri ṣ ṣ 163- 164.‬‬
‫‪niẓāmu rūmā alʾasāsiyyi lil-maḥkamati aljināʾiyyati al-ddawliyyati http:// www. un. org / arabic‬‬
‫‪/ documents / basic / rome_statute. pdf‬‬
‫‪yaḥyā ‘ādila d t ). al-ttaḥqīqu wa-al-muḥākamatu ‘an ba‘da dāru al-nnahḍati al‘arabiyyati‬‬

‫اﻟﻣﻼﺣظﺎت‬

‫ھذا اﻟﺑﺣث ﺑﺄﻛﻣﻠﮫ ﻟم ﺗﺗم ﻣراﺟﻌﺗﮫ ﻣن ﻗﺑﻠ وﺣدة اﻟﻧﺷر اﻟﻌﻠﻣﻲ وإﻻ اﻛﺗﺷﻔت اﻻﻗﺗﺑﺎﺳﺎت واﻛﺗﺷﻔت ﺗﻠﻔﯾﻖ‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ واﻛﺗﺷﻔت ﻋدم اﻻﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣث وﻋﻠﯾﮫ اﺣﻣﻠﻛم اﻟﻣﺳؤﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋن ذﻟك اﻻﻧﺗﮭﺎك ﻟﻣؤﻟﻔﻲ‬
‫اﻟﺟزء اﻟوﺣﯾد اﻟﻣﺿﺎف اﻟﻔﻘرة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻧﻣوذﺟﻲ‬
‫واﻟﺑﺣث ﻛﻠﮫ ﻣﻘﺗﺑس ﺣﺗﻰ أراء اﻟﺑﺎﺣث‬

‫وأطﻠب ﻣﻧﻛم اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣث وﻛذﻟك اﻟﻘﺳم اﻟذي واﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷر ﻓﻲ وﺣدة اﻟﻧﺷر‬
‫ﻣن أﻣﺎﻧﺔ اﻟﺑﺎﺣث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ أن اﻗﺗﺑس ﻛل ﺻﻔﺣﺎت اﻟﺑﺣث ﻣن اﻟﻛﺗﺎب ﺣﺗﻰ ﻧﻔس اﻟﻣراﺟﻊ ﺑﻧﻔس‬
‫ﺻﻔﺣﺎﺗﮭﺎ وﻣن أﻣﺎﻧﺗﮫ ﻟم ﯾذﻛر اﺳم ﺻﺎﺣب اﻟﻛﺗﺎب وﻧﺳب ﻛل أراﺋﮫ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻣن أﻣﺎﻧﺗﮫ‬
‫اﻋﺗﻣدت اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺗب اﻟدﻛﺗورة ﻣﻧﻰ ﻛﺎﻣل ﺗرﻛﻲ وﻧﻘﻠت ﻧﻘل ﻛﺎﻣل ﻣن اﻟﻛﺗب‬
‫ﻛﺗﺎب ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎل ﻋن ﺑﻌد ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ واﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻋن ﺑﻌد اﻟﺻﺎدر ﻋﺎم ‪2019‬‬
‫ﻛﺗﺎب ﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن وﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ظل ﺟﺎﺋﺣﺔ ﻛوروﻧﺎ ﻛوﻓﯾد ‪2020‬‬
‫ﻛﺗﺎب ﺟرﯾﻣﺔ اﻟدﺧول ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ واﻟﺷﺑﻛﺎت ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻻﻧظﻣﺔ اﻟذﻛﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ‬
‫ﺑﺣث ﺑﺎﺳم ﻣﻧﻰ ﻛﺎﻣل ﺗرﻛﻲ ﺑﻌﻧوان ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋن ﺑﻌد ‪2019 -‬‬

‫‪257‬‬ ‫املجلد ‪ 20‬العدد ‪1‬‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫مارس ‪2023‬م‬
) 258-228 ( ‫التقايض عن ُبعد يف الدعوى الجنائية‬
Distant litigation

Muna Salim Alwasmi(1)


Abstract:
The aim of this research paper is to discuss distant litigation via the
internet or what is labeled ‘electronic litigation’. Nowadays this mean is
used by most of the state members of the international community in their
judicial systems. Electronic litigation is utilized to minimize the burdens,
costs and efforts made by people involved in the litigation processes. In
this paper I discussed the notion of electronic litigation, its advantages,
deficiencies, and the legal ground it has been built on. The international
legal bases and the local bases of the United Arab Emirates (U.A.E.) have
been dealt with. The paper discusses several UAE legal codes issued to deal
with electronic litigation, especially those articles which provide security
for fair trials. Also, it discusses the distant communication technique either
in the penal procedure or the amendments made to civil law procedures.
To achieve its goals the paper utilizes federal law code number 5 of 2017;
decree number 10 of 2017; and federal law number 11 of 1992. These laws
contain moderations that create the appropriate grounds for an electronic
litigation system. In conclusion the paper provides discussion for the
application of distant litigation in emergency situations utilizing COVID-19
as a case study.

Keywords: Electronic litigation, Traditional litigation, Technical


Protection.

(1) College of Law - University of Sharjah (Sharjah – United Arab Emirates)


gyada.ecc@gmail.com

1 ‫ العدد‬20 ‫املجلد‬ ‫مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‬ ‫م‬2023 ‫مارس‬ 258

You might also like