You are on page 1of 27

‫المملكة المغربية‬

‫جامعة عبد المالك السعدي‬


‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫بطنجة‬
‫مــاستـر تدبيــر نـزاعــات الشغل‬
‫الفوج الثــانــي‬

‫عرض تحت عنوان ‪:‬‬


‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫مــن إعـــــــداد الطـلـــبة ‪:‬‬

‫ٌوسف أوحانو‬ ‫عبد هللا ٌحٌا‬ ‫حمزة بنعلً‬ ‫المهدي لفتوح‬


‫رقم ‪-5-‬‬ ‫رقم ‪-72-‬‬ ‫رقم ‪-18-‬‬ ‫رقم ‪-55-‬‬

‫إكرام الموٌنً‬ ‫منٌر الحمدونً‬ ‫إخالص الغازي‬ ‫عدنان اٌاسٌنٌن‬


‫رقم ‪-40-‬‬ ‫رقم ‪-35-‬‬ ‫رقم ‪-32-‬‬ ‫رقم ‪-8-‬‬

‫دمحم بنسلٌمان‬ ‫سعٌد اعراب‬


‫رقم ‪-17-‬‬ ‫رقم ‪-2-‬‬

‫تــــحــت إشــراف الدكتــــــــــــــــور دمحم الداودي‬


‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫ٌعتبر الشؽل فعل اإلنسان بالطبٌعة إلنتاج لٌم نافعة‪ ،‬ذلن ألنّه ٌجب علٌه أن ٌعمل لتلبٌة‬
‫حاجاته البٌولوجٌة وتوفٌر مصادر الحماٌة له والتً تختلؾ من ول ٍ‬
‫ت إلى آخر‪ ،‬وتعتبر‬
‫اإلرادة والوعً عنصران أساسٌان لتحمٌك مفهوم الشؽل‪ ،‬حٌث ّ‬
‫إن اإلنسان ٌفكر بشكل‬
‫مسبك فً كٌفٌة إنجازه وهذا ما ٌعبّر عنه بالوعً‪ ،‬وٌعمد إلى تحمٌمه على أرض الوالع‬
‫وهذه هً اإلرادة‪ ،‬وبالتالً ّ‬
‫فإن اإلنسان ٌعً شؽله وٌحدد ؼاٌات معٌنة تكون هً الهدؾ‬
‫إلنجاز الشؽل‪.‬‬

‫ومما ال شن فٌه أن الحك فً العمل أو الشؽل من بٌن أهم الحموق االنسانٌة بعد الحك فً‬
‫الحٌاة‪ ،‬وهذا ما كفله وضمنه دستور ‪ 3122‬فً الفصل ‪ 42‬حٌث نص على أنه ‪:‬‬

‫"تعمل الدولة والمؤسسات العمومٌة والجماعات الترابٌة على تعبئة كل الوسائل المتاحة‪،‬‬
‫لتٌسٌر استفادة المواطنات والمواطنٌن على قدم المساواة‪ ،‬من الحق فً ‪... :‬‬

‫‪ -‬الشغل والدعم من طرف السلطات العمومٌة فً البحث عن منصب شغل أو فً التشغٌل‬


‫الذاتً‪".‬‬

‫فمد عمل المشرع المؽربً على خلك أجهزة تتكلؾ بتنظٌم الشؽل والمٌام بدور الوساطة‬
‫من خالل لانون ‪ 76.::‬المتعلك بمدونة الشؽل الذي صدر سنة ‪ 3114‬ودخل حٌز التنفٌذ‬
‫سنة ‪ ،3115‬ولد تم تعرٌؾ الوساطة فً االستخدام من خالل المادة ‪ 475‬من مدونة الشؽل‬
‫وهً ‪ " :‬تسهٌل التقاء العرض والطلب فً مجال التشغٌل‪ ،‬وكذا جمٌع الخدمات المقدمة‬
‫لطالبً الشغل والمشغلٌن من إنعاش التشغٌل وتنشٌط اإلدماج المهنً‪".‬‬

‫[‪]3‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫ولد كانت الوساطة فً التشؽٌل لبل صدور مدونة الشؽل محتكرة من طرؾ الدولة‪ ،‬عن‬
‫طرٌك مكاتب التشؽٌل العمومٌة‪ ،‬والتً امتازت بمجانٌتها‪ ،‬إال أن هذا االحتكار لٌس لطعٌا‪،‬‬
‫اذ كانت بعض الجهات الخاصة تتعاطى مهمة الوساطة فً التشؽٌل لبل صدور مدونة‬
‫الشؽل وذلن فً المٌادٌن الفنٌة وتتماضى ممابال علٌه‪ ،‬وبعد صدور مدونة الشؽل أجاز‬
‫المشرع لوكاالت التشؽٌل الخصوصٌة أٌضا لمماوالت التشؽٌل المإلت ممارسة هذه المهمة‬
‫بحٌث ٌهدؾ كل منهما إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬التمرٌب بٌن طلبات وعروض الشؽل دون أن ٌكون المائم بالوساطة طرفا فً عاللة‬
‫الشؽل التً لد تنشؤ عن ذلن؛‬

‫‪ -‬تمدٌم أي خدمة أخرى تتعلك بالبحث عن شؽل أو ترمً إلى اإلدماج المهنً لطالبً‬
‫الشؽل؛‬

‫‪ -‬تشؽٌل أجراء بهدؾ وضعهم‪ ،‬مإلتا‪ ،‬رهن إشارة شخص ثالث ٌسمى "المستعمل" ٌحدد‬
‫مهامهم وٌرالب تنفٌذها‪.‬‬

‫و ٌعتبر خلك المشرع المؽربً لمماوالت التشؽٌل المإلت نوعا من المرونة‪ ،‬حٌث سمح‬
‫للمشؽل باللجوء إلى عمود ألجل عمل مإلت او عمل موسمً وجمٌع صور العمل ؼٌر‬
‫الدائم‪ ،‬التً ٌمكن من خاللها التعالد على العمل من خاللها بشكل ؼٌر مباشر على نحو ال‬
‫ٌلمً على عاتك رب العمل األعباء التً ٌفرضها عمد العمل ؼٌر محدد المدة‪ ،‬كاللجوء إلى‬
‫استخدام عمال مإلتٌن فً إطار مماوالت التشؽٌل‪ .‬والمالحظ أن هذا النوع من المرونة‬
‫ٌحمك األهداؾ االلتصادٌة للمماول وٌضمن استمرار نشاط المماولة بما ٌتوافك مع متطلبات‬
‫السوق‪.‬‬

‫[‪]4‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫أهمٌة الموضوع‪:‬‬

‫لعل ما ٌثٌر األهمٌة فً هذا النوع من المواضٌع أي "مماوالت التشؽٌل المإلت" بصفة‬
‫عامة و "والع حالها بالمؽرب" بصفة خاصة هو الطابع المإلت التً ٌلح علٌه المشرع‬
‫وا إلطار العام المنظم لمماوالت التشؽٌل المإلت بحٌث ال ٌستطٌع األجٌر أن ٌلجؤ لها إال فً‬
‫حاالت محددة‪ .‬وٌجب أن ال نؽفل عن إجبارٌة إبرام عمدٌن كتابٌٌن‪ ،‬األول بٌن مماولة‬
‫"التشؽٌل المإلت" و"المستعمل"‪ ،‬والثانً بٌن "مماولة التشؽٌل المإلت"‬

‫اشكالٌة الموضوع ‪:‬‬

‫اإلشكاالت المطروحة هنا والتً سنحاول اإلجابة علٌها تتمثل فً اإلطار العام و حال‬
‫مماوالت التشؽٌل المإلت ؟ و حاالت اللجوء التً سمح بها المشرع و التً لم ٌسمح بها ؟‬
‫والوضع المانونً لألجراء و العاللة بٌن مماولة التشؽٌل المإلت والمستعمل ؟‬

‫منهجٌة البحث ‪:‬‬

‫سنعمل على دراسة هذا الموضوع باالعتماد باألساس على المنهج الوظٌفً التحلٌلً لصد‬
‫الولوؾ على جمٌع اإلشكاالت السالفة الذكر ومزاوجته مع الجانب الوصفً الذي ال ؼنى‬
‫عنه فً دراسة أي موضوع لانونً‪.‬‬

‫خطة البحث ‪:‬‬

‫ولإلجابة على اإلشكالٌة المطروحة ارتؤٌنا تمسٌم الموضوع إلى مبحثٌن اثنٌن ‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬اإلطار العام المنظم لمقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬


‫‪ ‬المبحث الثانً ‪ :‬حال مقاوالت التشغٌل المؤقت اتجاه األجراء‬

‫[‪]5‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار العام المنظم لمقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫بما ان مماوالت التشؽٌل المإلت عرفها المشرع فً المادة ‪ 5:6‬من الباب‬


‫الثانً المتعلك باألحكام المتعلمة بمماوالت التشؽٌل المإلت‪ ،‬هً كل شخص‬
‫إعتباري مستمل عن السلطة الحكومٌة ٌمتصر عمله على ممارسة األنشطة‬
‫المحددة فً المادة ‪ 588‬من مدونة الشؽل ‪.‬‬

‫فالمشرع حدد شروط إنشاءها مموالت التشؽٌل المإلت وكذا الحاالت التً‬
‫ٌمكن اللجوء إلٌها (المطلب األول)‪ ،‬كما أطر الوضع المانونً لألجراء داخلها‬
‫سواء بصفة فردٌة أو جماعٌة (المطلب الثانً) ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط انشاء مقوالت التشغٌل المؤقت وحاالت اللجوء الٌها‬

‫سنمسم هذا المطلب الى فمرتٌن ‪ ،‬سنمؾ بداٌة مع شروط إنشاء مماوالت التشؽٌل‬
‫المإلت فً الفمرة االولى ‪ ،‬بٌنما سنتناول فً الفمرة الثانٌة حاالت اللجوء إلٌها ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شروط انشاء مقاولة التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫استنادا على ممتضٌات المواد ‪ 588‬و‪ 592‬و ‪ 593‬و‪ 5:6‬التً شرعها المشرع فً‬
‫مدونة الشؽل فال بد من استوفاء الشخص المإسس لبعض الشروط وهً كاآلتً‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ضرورة أن ٌكون مستمال عن السلطات العمومٌة وأن ٌكون الشخص اعتباري‪،‬‬
‫فعلى عكس المشارٌع التً تبنتها مدونة الشؽل (‪2::6‬و‪2::7‬و‪ )2::9‬والتً كانت تخول‬
‫ألي شخص كان اعتبارٌا أو ذاتٌا إلنشاء مماولة التشؽٌل المإلت‪ ،‬فمد أحدث المشرع المادة‬
‫‪ 15:6‬التً تشترط أن ٌكون هذا اعتبارٌا فمط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬تنص المادة‪ 5:6‬من مدونة الشؽل على انه "ٌمصد بمماوالت التشؽٌل المإلت كل شخص اعتباري مستمل عن السلطة العمومٌة ٌمتصر عمله‬
‫على ممارسة النشاط المشار إلٌه فً الفمرة ج من المادة ‪ 588‬أعاله‪.‬‬
‫تشؽل مماولة التشؽٌل المإلت هإالء األجراء‪ ،‬مع أداء أجورهم‪ ،‬والوفاء بكل االلتزامات المانونٌة الناشئة عن عمد الشؽل "‬

‫[‪]6‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫وهذه ما ٌبرر رؼبة المشرع فً توفٌر ضمانات أكثر للمتعاملٌن مع هذه المماولة‪،‬‬
‫سواء تعلك األمر باألجراء أو المماولة المستعملة لألجراء‪ ،‬واإلدارة فً الؽالب توفٌر‬
‫مناصب شؽل بعدد الشركاء‪ ،‬وأٌضا لألجراء الذٌن سٌتم تشؽٌلهم‪.‬‬

‫وأٌضا ضرورة استماللٌة هذا الشخص اإلعتباري عن السلطة العمومٌة‪ ،‬فرؼم‬


‫خوصصة لنوات التشؽٌل‪ ،‬واإلعتراؾ بمشروعٌتها‪ ،‬فإن الدولة حافظت على تدخلها النسبً‬
‫فً سوق الشؽل من خالل الوكالة الوطنٌة إلنعاش التشؽٌل والكفاءات المحدثة بظهٌر ‪6‬‬
‫ٌولٌوز ‪ ،3111‬وهً مإسسة عمومٌة متمتعة بالشخصٌة المعنوٌة واالستمالل المالً‬
‫ومتوفرة على فروع محلٌة وجهوٌة من مهامها التوسط فً عملٌة التشؽٌل‪.2‬‬

‫وتفادٌا للخلط الذي لد ٌمع بٌن الوكاالت الخصوصٌة والعمومٌة‪ ،‬نظرا لوحدة المهام‪،‬‬
‫فمد اضطر المشرع إلى اشتراط إلزامٌة استمالل الوكاالت الخصوصٌة عن السلطة‬
‫العمومٌة‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬تحدٌد النشاط‬

‫ٌستفاد من ممتضٌات المادتٌن ‪ 588‬و‪ 5:6‬من المدونة‪ ،‬أنه ٌجب أن ٌمتصر نشاط‬
‫مماوالت التشؽٌل المإلت على تشؽٌل أجراء مإلتٌن‪ ،‬من أجل وضعهم رهن إشارة المماولة‬
‫المستعملة‪.‬‬

‫والوالع أن صٌاؼة المادتٌن لٌست بالدلة التً تسمح بالمول إننا أمام شرط الزامً‪،‬‬
‫ذلن أن المادة‪ 5:6‬نصت على جزاء عام لمكافحة أحكام التشؽٌل المإلت‪ 3‬دون تخصٌص‪،‬‬
‫وهذا على خالؾ المشرع الفرنسً الذي نص على أحكام واضحة تدل على ضرورة‬
‫التصار هذا النوع من المماوالت على التشؽٌل المإلت دون ؼٌره من األنشطة‪ ،‬معززا بذلن‬
‫‪4‬‬
‫بعموبات خاصة فً حالة مخالفة ذلن‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-‬د‪ .‬دمحم سعٌد البنانً‪ ،‬لانون الشؽل فً المؽرب فً ضوء مدونة الشؽل‪ ،‬عاللات الشؽل الفردٌة الجزء الثانً‪ ،‬المجلد األول ص ‪.652‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬انظر المادة ‪ 626‬من مدونة الشؽل‬
‫‪4‬‬
‫‪-‬انظر الفصل ‪ 2352‬من مدونة الشؽل الفرنسٌة‬

‫[‪]7‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫ثالثا‪ :‬الوفاء بااللتزامات الناشئة عن عمد الشؽل‬

‫إن اي مماولة تمترح تخصٌص نشاطها للتشؽٌل المإلت دون التمٌد بااللتزامات الناشئة‬
‫عن عمد الشؽل ٌعنً مخالفتها لممتضٌات أحكام مماوالت التشؽٌل المإلت‪ ،‬وأحكام الوكاالت‬
‫العمومٌة‪ ،‬وٌعد عملها آنذان ؼٌر مطابك للمانون ومعالب علٌه‪.‬‬

‫ولد ٌبدو وأن هذا الشرط ؼٌر الزم من أجل إنشاء المماولة لكنه حٌن ٌستلزم المشرع‬
‫إٌداع كفالة مالٌة‪ ،‬فالممصود إذن هو ضمان مستحمات األجراء مما ٌإكد أن هذا الشرط‬
‫ضروري وال ٌمكن االتفاق على ما ٌخالفه‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬وجوب إٌداع كفالة مالٌة وتوفٌر رأسمال محدد‬

‫لمد أوجب المشرع بممتضى المادة ‪ 593‬من مدونة الشؽل على وكاالت التشؽٌل‬
‫الخصوصٌة أن تودع كفالة مالٌة لدى صندوق اإلٌداع والتدبٌر ٌساوي مبلؽها ‪ 61‬مرة‬
‫المٌمة اإلجمالٌة السنوٌة للحد األدنى لألجر‪ ،5‬كما أوضحت المادة ‪ 599‬الؽاٌة من هذه‬
‫الكفالة المتمثلة فً اداء مستحمات األجراء والصندوق الوطنً للضمان اإلجتماعً فً حالة‬
‫اعسار الوكالة أو سحب الترخٌص منها‪.‬‬

‫كما أوجب المشرع على الوكالة التً تعتزم المٌام بنشاط مماولة التشؽٌل المإلت بؤن‬
‫تتوفر على رأسمال ال ٌمل على مبلػ ‪ 211.111.11‬درهم‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬ضرورة الحصول على ترخٌص من السلطة الحكومٌة المكلفة بالشؽل‬

‫إذا توفرت الشروط السالفة الذكر‪ ،‬ألزم المشرع الوكالة لبل بداٌة ممارسة نشاطها‬
‫توجب علٌها الحصول على ترخٌص من طرؾ السلطة الحكومٌة المكلفة بالشؽل‪ ،‬وذلن‬
‫بناء على طلب ٌجب أن تتوفر فٌه البٌانات المحددة فً المادة ‪ .6594‬والمالحظ أن طلب‬

‫‪5‬‬
‫‪-‬إن مبلػ الكفالة ٌساوي ‪ 2234695‬درهم على اعتبار أن الحد األدنى لألجر فً الساعة هو ‪ 21-75‬مضروبة فً عدد ساعات األسبوعٌة‪،‬‬
‫مصروبة فً عدد األسابٌع‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫نصت المادة ‪ 594‬من مدونة الشؽل على أن " ٌجب أن ٌتضمن طلب اإلذن بالممارسة‪:‬‬
‫‪ -‬شهادة مسلمة من صندوق اإلٌداع والتدبٌر تثبت إٌداع الكفالة المنصوص علٌها فً المادة ‪ 593‬أعاله؛‬
‫‪ -‬معلومات خاصة بالوكالة‪ ،‬والسٌما عنوانها‪ ،‬وجنسٌة مدٌرها‪ ،‬وطبٌعة النشاط المزمع مزاولته‪ ،‬ونماذج العمود التً ستستعملها‪ ،‬ورلم تمٌٌدها فً‬
‫السجل التجاري‪ ،‬ولانونها األساسً ومبلػ رأسمالها ورلم حسابها البنكً‪.‬‬
‫ٌمكن مطالبة الوكاالت المعنٌة‪ ،‬فً كل حٌن‪ ،‬بمعلومات تكمٌلٌة وخاصة رلم االنخراط فً الصندوق الوطنً للضمان االجتماعً‪.‬‬

‫[‪]8‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫اإلذن لم مارسة هذا النشاط ال ٌمتصر على مرحلة انشاء المماولة فمط بل ٌشمل فمط أٌضا‬
‫كل تؽٌر ٌطرأ على المماولة كتؤسٌس فرع للممر اإلجتماعً أو تؽٌر مكانها إلى مكان آخر‬
‫وذلن بالرجوع إلى أحكام ممتضٌات المادة ‪ 594‬من المدونة‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬تمدٌم تصرٌح مسبك إلى مفتش الشؽل‬

‫استنادا على ممتضٌات المادة ‪ 2467‬من مدونة الشؽل فإنها تلزم كل مشؽل ٌرٌد فتح‬
‫مماولة البد أن ٌمدم تصرٌحا بذلن إلى العون المكلؾ بتفتٌش الشؽل وفك الشروط والشكلٌات‬
‫المحددة بنص تنظٌمً‪ ،‬وهذا اإللزام ملزم لكل أنواع المماوالت أٌا ما كان نوعها‪ ،‬أي أن‬
‫حتى مماوالت التشؽٌل المإلت ٌسري علٌها هذا النص‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬حاالت اللجوء إلى مقاوالت التشغٌل المؤقت‬

‫حدد المشرع الحاالت التً ٌتم فٌها اللجوء إلى مماوالت التشؽٌل المإلت فً مدونة‬
‫الشؽل وذلن على سبٌل الحصر‪.‬‬

‫فبالرجوع إلى المادة ‪ 588‬من مدونة الشؽل تنص على تشؽٌل األجراء مإلتا من‬
‫طرؾ وكاالت التشؽٌل الخصوصٌة ووضعهم رهن إشارة طرؾ ثالث ٌسمى "المستعمل"‪.‬‬

‫وعلٌه سنموم بسرد الحاالت التً سمح بها المشرع إلى اللجوء إلى ومماوالت التشؽٌل‬
‫المإلت‪:‬‬

‫ٌلجؤ المستعمل إلى األجراء مماولة التشؽٌل المإلت بعد إستشارة الهٌئات التمثٌلٌة من‬
‫جراء داخل المماولة من أجل المٌام بؤشؽال ؼٌر دائمة تسمى مهام فً الحاالت التالٌة‪:8‬‬

‫أ‪ -‬إحالل أجٌر محل أجٌر آخر فً حالة ؼٌابه أو فً حالة تولؾ عن الشؽل ما لم‬
‫ٌكن التولؾ ناتجا عن اإلضراب‪.‬‬
‫ب‪ -‬التزاٌد المإلت فً النشاط المماولة‪.‬‬

‫ٌبلػ كل تؽٌٌر ٌطرأ الحما على البٌانات المشار إلٌها فً الفمرة األولى إلى السلطة الحكومٌة التً رخصت للوكالة بممارسة نشاطها‪".‬‬
‫‪7‬‬
‫تنص المادة ‪ 246‬من مدونة الشؽل على أن " ٌجب على كل شخص‪ ،‬طبٌعٌا كان أو اعتبارٌا‪ٌ ،‬خضع لممتضٌات هذا المانون‪ٌ ،‬رٌد فتح مماولة أو‬
‫مإسسة أو ورش‪ٌ ،‬شؽل فٌه أجراء‪ ،‬أن ٌمدم تصرٌحا بذلن إلى العون المكلؾ بتفتٌش الشؽل‪ ،‬وفك الشروط والشكلٌات المحددة بنص تنظٌمً ‪".‬‬
‫‪8‬‬
‫‪-‬أنظر المادة ‪ 5:7‬من مدونة الشؽل‬

‫[‪]9‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫ت‪ -‬إنجاز أشؽال ذات طابع موسمً‪.‬‬

‫هذا باإلضافة إلى حالة أخرى إستمر العرؾ على عدم اللجوء فٌها إلى عمد شؽل ؼٌر‬
‫محدد المدة بسبب طبٌعة الشؽل‪.‬‬

‫كما أن المشرع إشترط أن ٌكون العمد الذي ٌربط بٌن مماولة التشؽٌل المإلت‬
‫والمستعمل كتابٌا‪ ،‬كما حدد البٌانات التً ٌجب أن ٌتضمنها هذا العمد وهً‪:9‬‬

‫‪ ‬السبب الموجب للجوء إلى أجٌر مإلت‪.‬‬


‫‪ ‬مدة المهمة ومكان تنفٌذها‪.‬‬
‫‪ ‬المبلػ المحددة كممابل لوضع األجٌر رهن اإلشارة المستعمل هذا وباإلضافة‬
‫فإن المشرع ألزم المماولة المستعملة أن تتخذ كل التدابٌر الولائٌة والحمائٌة‬
‫الكفٌلة بضمان حماٌة صحة وسالمة األجراء المإلتٌن العاملٌن لدٌها‪ ،‬زٌادة‬
‫على تؤمٌن هإالء األجراء ضد حوادث الشؽل وكذا األمراض المهنٌة‪.10‬‬

‫‪9‬‬
‫‪-‬تنص المادة ‪ 5::‬من مدونة الشؽل على ان " إذا وضعت مماولة التشؽٌل المإلت أجٌرا رهن إشارة مستعمل‪ ،‬فإنه ٌجب علٌها أن تبرم مع‬
‫المستعمل عمدا كتابٌا فً هذا الشؤن‪ٌ ،‬تضمن البٌانات التالٌة‪:‬‬
‫‪ -‬السبب الموجب للجوء إلى أجٌر مإلت؛‬
‫‪ -‬مدة المهمة ومكان تنفٌذها؛‬
‫‪ -‬المبلػ المحدد كممابل لوضع األجٌر رهن إشارة المستعمل‪".‬‬
‫‪10‬‬
‫‪-‬تنص المادة ‪ 615‬من مدونة الشؽل على ان " ٌجب على المماولة المستعملة أن تتخذ كل التدابٌر الولائٌة والحمائٌة الكفٌلة بضمان حماٌة صحة‬
‫وسالمة األجراء المإلتٌن العاملٌن لدٌها‪.‬‬
‫تكون المماولة المستعملة مسإولة على تؤمٌن هإالء األجراء ضد حوادث الشؽل واألمراض المهنٌة‪".‬‬

‫[‪]:‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬الوضع القانونً لألجراء فً اطار مقاوالت التشغٌل المؤقت‬

‫سنمسم هذا المطلب الى فمرتٌن‪ ،‬بحٌث سنتناول فً الفمرة االولى الوضعٌة الفردٌة لألجراء‪،‬‬
‫فً حٌن سنخصص الفمرة الثانٌة للوضعٌة الجماعٌة لألجراء ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الوضعٌة الفردٌة لألجراء‬

‫تتجلى الوضعٌة الفردٌة فً مبلػ األجر وكٌفٌة أدائه وفترة التجربة‪ ،‬واإللتزام بإعادة‬
‫األجٌر إلى وطنه إذا كانت المهمة خارج أرض الوطن‪ ،‬وكذا جواز تشؽٌل األجر من لبل‬
‫المماولة المستعملة بعد انتهاء المهمة ومدة المهمة‪ ،‬سنحاول التعرض لهذه الوضعٌات ‪:‬‬

‫أ‪ -‬فترة التجربة‪ :‬ولد نصت علٌها المادة ‪ 613‬من المدونة‪ ،‬حٌث تمت اإلشارة إلى‬
‫تحدٌدها‪ ،‬والمالحظ أن هذا التحدٌد ٌنطبك على الحالة التً ٌنص فٌها عمد المهمة على‬
‫فترة محددة زمنٌا‪ ،‬مع العلم هنان حاالت من الصعب على الطرفٌن تحدٌد المدة‪.‬‬
‫ب‪ -‬األجر‪ :‬ألمى المشرع على عاتك مماولة التشؽٌل المإلت اإللتزام بالوفاء لألجر‪ ،‬طبعا‬
‫للمادة ‪ ،5:6‬بحٌث لم ٌنص على ممتضٌات حمائٌة من شؤنها تكرٌس مبدأ المساواة فً‬
‫األجر بٌن األجٌر المإلت واألجراء الدائمٌن بالمماولة المستعملة‪ ،‬وإن كان المشرع لد‬
‫نص فً المادة ‪ 457‬على مبدأ المساواة فً األجر عند تؤدٌة نفس الشؽل بٌن الجنسٌن‪،‬‬
‫فإنه لم ٌورد أي ممتضى حمائً ٌماثله األجراء المإلتٌن‪ ،‬وبذلن فإن هذا الفراغ‬
‫سٌإدي حتما إلى استؽالل الٌد العامة المإلتة بحٌث ٌكفً مماولة التشؽٌل المإلت أال‬
‫تحترم الحد األدنى لألجر فمط لتكون فً وضعٌة لانونٌة رؼم أنها لد تكون ممارسة‬
‫للتمٌٌز‪ ،‬مثال كإحالل أجٌر فً حال ؼٌابه أو تولؾ عمد الشؽل‪ ،‬بحٌث ٌرى بعض الفمه‬
‫أن مثل هذه الحالة ٌجب أن تحدد فترة التجربة فً ٌومٌن وذلن لسببٌن‪:‬‬
‫‪ -‬األول هو أن مدة ٌومان هً الحد األدنى وهو فً الولت نفسه المدة‬
‫المتوسطة على وجه التمرٌب باعتبار أن الحد األلصى هو خمسة أٌام‪.‬‬
‫‪ -‬الثانً أن مدة التجربة ال ٌمكن التمسن بها إال إذا نص علٌها صراحة عمد‬
‫المهمة‪ ،‬علما بؤن األجراء المإلتٌن ؼالبا ما ٌتوفروه على تجربة وكونهم‬
‫مإهلٌن للمٌام بالمهمة‪ ،‬وهذا ما جاء صرحة فً المادة ‪612‬من م‪.‬‬
‫[‪]21‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫ت‪ -‬العطلة السنوٌة‪ :‬نصت المادة ‪ 342‬من مدونة الشؽل على أن األجٌر ال ٌستحك العطلة‬
‫السنوٌة إال بعد لضائه ‪ 7‬أشهر متصلة فً نفس المماولة‪ ،‬ومدتها ٌوم ونصؾ على كل‬
‫شهر‪ ،‬وبالرجوع إلى ممتضٌات المادة ‪ 347‬من المدونة التً حددت الممصود بؤحكام‬
‫الشؽل الفعلً فً أٌام الراحة األسبوعٌة وأٌام العطل التً ٌتعطل فٌها الشؽل فً‬
‫المإسسة‪.‬‬
‫وتجدر ا إلشارة إلى أن المشرع الفرنسً لد تصدى لهذه الحالة فنص على‬
‫ضرورة استفادة األجٌر المإلت من التعوٌض عن العطلة ب ‪ %21‬عن أجر‬
‫كل شهر من الشؽل الفعلً‪.‬‬
‫ث‪ -‬الوضعٌة الناتجة عن إنهاء الشؽل المإلت‪ :‬إن موضوع إنهاء هذا النوع من العمود ٌبدو‬
‫سهل وبسٌط لكن ٌطرح عدة مشاكل لانونٌة‪ ،‬سواء اإلنهاء من طرؾ األجٌر المإلت‬
‫أو المماولة المستعملة أو لسبب خارج عن إرادة الطرفٌن‪ ،‬ولعل من أهم األسباب التً‬
‫لد تدفع المماولة المستعملة إلى االستعانة بخدمات مماولة التشؽٌل المإلت من الناحٌة‬
‫الوالعٌة هو مرونة إنهاء العمد المإلت‪.‬‬

‫إن تشرٌع الشؽل السابك رؼم عدم تضمٌنه أحكام التشؽٌل المإلت فمد أفرز الوالع فئة‬
‫عرٌضة من األجراء تشتؽل بصفة مإلتة‪ ،‬والمانون لم ٌضمن لهم أي تعوٌض فً حالة إنهاء‬
‫عمودهم حتى ولو اشتؽلوا مدة طوٌلة‪ ،‬أما مدونة الشؽل بالرؼم من إعادة تنظٌمها بنوع من‬
‫التفصٌل‪ ،‬فإنها لم تمرر أي تعوٌض لفائدةاألجراء المإلتٌن فً حالة إنهاء عمد المهمة‪.11‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الوضعٌة الجماعٌة لألجراء المؤقتٌن‬

‫تظهر أهمٌة معالجة الوضعٌة الجماعٌة لألجراء فً الهاجس الذي هٌمن على مشارٌع‬
‫المدونة وعلى مفاوضات مشروع المدونة منذ اتفاق ؼشت ‪ ،2::7‬ومفاوضات مشروع‬
‫المدونة ابتداءا من سنة ‪ 3111‬التً أكدت التناع الفرلاء االجتماعٌٌن بمبدأ التفاوض‬
‫والتشاور ألهمٌتها فً مساهمة مكونات المماولة فً االرتماء بهذه األخٌرة عبر دعمها‬
‫وتموٌة لدرتها التنافسٌة لمواجهة التحدٌات االلتصادٌة والتكنولوجٌة‪ ،‬ومع ذلن فالمشرع من‬
‫‪11‬‬
‫عمر نٌزاوي‪ ،‬مدونة الشؽل بٌن متطلبات المماولة وحموق األجراء‪ ،‬الطبعة األولى ٌونٌو ‪ ،3122‬دار النشر سلٌكً إخوان‪ ،‬طنجة‪ .‬ص ‪91.‬‬

‫[‪]22‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫خالل األحك ام المتعلمة بمماوالت التشؽٌل المإلت‪ ،‬لم ٌنص على أي ممتضى حمائً للحموق‬
‫الجماعٌة‪ ،‬رؼم إٌمانه بؤن تحمٌك تطور لانون الشؽل ٌتولؾ على آلٌات الحوار والتشاور‬
‫االجتماعٌٌن اللهم ما جاء فً الصٌاؼة العامة والؽامضة للمادة ‪ 5:6‬التً نصت على أن‬
‫‪12‬‬
‫مماولة التشؽٌل المإلت ملزمة بالوفاء بكل االلتزامات المانونٌة الناشئة عن عمد الشؽل‪.‬‬

‫ومما ال شن فٌه أن هذه اإلشارة العامة تشمل كذلن الحموق الجماعٌة‪ ،‬إذ أن المشرع‬
‫تناول عاللات الشؽل بالتنظٌم الشامل مستحضرا مجموعة من األهداؾ الرامٌة الى تحمٌك‬
‫التوازن بٌن االعتبارات االلتصادٌة وعناصر الحماٌة االجتماعٌة‪ ،‬وهذا هو المفروض‬
‫باعتبار طرٌمتها التفاوضٌة المعتمدة‪.‬‬

‫ولعل تحمٌك هذا التوازن هو الذي استوجب اعتماد مسطرة التشاور والتفاوض بٌن‬
‫الفرلاء االجتماعٌٌن للوصول إلى مدونة تحمك استمرار لعاللات الشؽل‪ ،‬وتضمن شروط‬
‫تطورها فً سبٌل دعم المماولة لوضعٌة االلتصادٌة‪ ،‬ومنه ٌمكننا فحص تنظٌم المدونة‬
‫للوضعٌة الجماعٌة لألجراء المإلتٌن بالولوؾ على الحك فً الترشٌح وانتخاب مندوب‬
‫األجراء والممثل النمابً ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مندوبو األجراء ‪.‬‬

‫ٌلعب مندوب األجراء دورا بالػ األهمٌة باعتباره عضوا فً لجنة المماولة وكمندوب‬
‫لألجراء داخل المماولة والمهام المسندة الٌه المنصوص علٌها فً المادة ‪ ،54313‬وؼٌرها‬
‫من المهام االستشارٌة‪ ،‬وبالرؼم من أهمٌة الدور الذي ٌموم به مندوب األجراء‪ ،‬فإن المشرع‬
‫لم ٌلزم بانتخاب مندوبً األجراء داخل المماولة فً المإسسات التً تشؽل ما الٌمل عن‬
‫عشرة أجراء دائمٌن‪ .14‬و ٌمكن باتفاق كتابً انتخاب مندوب لألجراء إذا كان العدد ٌمل عن‬
‫عشرة أجراء دائمٌن‪ ،‬وهذا ٌعنً أن المماولة التً تشؽل ألل من عشرة أجراء دائمٌن ؼٌر‬
‫ملزمة بإجراء انتخابات مندوب األجراء ولو كانت تضم إلى جانبهم أكثر من مائة أجٌر‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬عمر نٌزاوي ‪ .‬مرحع سابك ‪ 92 .‬وما بعدها‬
‫‪13‬‬
‫تنص المادة ‪ 543‬من مدونة الشؽل على ان " تتمثل مهمة مندوبً األجراء فً‪:‬‬
‫‪ -‬تمدٌم جمٌع الشكاٌات الفردٌة‪ ،‬المتعلمة بظروؾ الشؽل الناتجة عن تطبٌك تشرٌع الشؽل أو عمد الشؽل‪ ،‬أو اتفالٌة الشؽل الجماعٌة أو النظام‬
‫الداخلً‪ ،‬إلى المشؽل‪ ،‬إذا لم تمع االستجابة لها مباشرة؛‬
‫‪ -‬إحالة تلن الشكاٌات إلى العون المكلؾ بتفتٌش الشؽل‪ ،‬إذا استمر الخالؾ بشؤنها"‬
‫‪14‬‬
‫‪-‬المادتٌن ‪ 541‬و‪ 542‬من مدونة الشؽل‬

‫[‪]23‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫مإلت‪ ،‬فال عبرة فً تنفٌذ هذا االلتزام باألجراء المإلتٌن مهما بلػ عددهم‪ ،‬وهذا ٌمثل تخفٌفا‬
‫من أعباء المشؽل‪ ،‬بحٌث ال ٌمكن تسوٌة كتلة من األجراء المإلتٌن بؤجٌر دائم واحد‪.‬‬

‫وٌبدوا أن المشرع المؽربً حاول إتاحة الفرصة لألجراء‪ ،‬وذلن بالنسبة لألجراء‬
‫الذٌن ٌعملون فً المإسسات ذات النشاط الموسمً فمط شرٌطة لضاء ‪ٌ 267‬وما من الشؽل‬
‫ؼٌر المتواصل خالل المواسم الفارطة‪ ،‬حٌث تعتبر هذه المدة بمثابة ستة أشهر من الشؽل‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬الممثل النقابً ‪.‬‬

‫نظرا للمهمة التً تموم بها النمابات المهنٌة‪ ،15‬فمد سمح المشرع للنمابات األكثر تمثٌال‬
‫الحاصلة على نسبة ‪ 35 %‬على األلل من مجموع عدد مندوبً األجراء على صعٌد المماولة‬
‫أو المإسسة أن تعٌن من بٌن أعضاء المكتب النمابً ممثال واحدا إذا كانت تشؽل ما بٌن‬
‫‪ 211‬و ‪ 361‬أجٌرا‪.‬‬

‫فمد أحجم المشرع المؽربً عن تحدٌد أصناؾ األجراء الذٌن ٌسمح لهم تولً مهمة‬
‫ممثل األجراء إن كانوا أعضاء فً النمابة‪ ،‬بحٌث بالرجوع إلى ممتضٌات المادة ‪ 512‬من‬
‫المدونة نجده لد سمح لألجٌر الذي انمطع عن ممارسة مهنته أو حرفته أن ٌحتفظ بعضوٌته‬
‫داخل النمابة إذا كان لد مارس هذه المهنة أو الحرفة مدة ال تمل عن ستة أشهر‪ ،‬وهو اتجاه‬
‫نحو توسٌع لاعدة األجراء الذٌن ٌمكنهم الترشح لمهمة الممثل النمابً‪.‬‬

‫والمالحظ أن المشرع ٌعلم جٌدا أن هذه الممتضٌات المتعلمة بالتمثٌل النمابً جدٌدة فً‬
‫المدونة‪ ،‬ومع ذلن فضل السكوت بشؤن بعض التفاصٌل التً تثٌر جدال بٌن المنظمات‬
‫النمابٌة ورئٌس المماولة‪ ،‬منها أنه لم ٌحدد الفترة الزمنٌة التً تإخذ بعٌن االعتبار عند‬
‫احتساب عدد األجراء المرتبطٌن بالمماولة خالل فترة انتخابات مندوبً األجراء كماعدة‬
‫لتحدٌد النمابة األكثر تمثٌال‪.16‬‬

‫‪15‬‬
‫‪-‬المواد ‪ 524-4:7‬والمادة ‪ 582‬من مدونة الشؽل‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 536‬من مدونة الشؽل‪ ”.‬لتحدٌد المنظمة النمابٌة األكثر تمثٌال على الصعٌد الوطنً‪ٌ ،‬تعٌن األخذ بعٌن االعتبار ما ٌلً‪:‬‬

‫[‪]24‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫المبحث الثانً‪ :‬حال مقاوالت التشغٌل المؤقت تجاه األجراء‬

‫نصت المادة ‪ 61217‬من مدونة الشؽل صراحة على أن العمد الذي ٌربط بٌن مماولة‬
‫التشؽٌل المإلت واألجٌر ٌجب أن ٌحرر كتابة وهو ما ٌسمى بعمد التشؽٌل المإلت وٌجب‬
‫أي ٌشتمل باالضافة إلى البٌانات اإللزامٌة وذلن بالنسبة لعمد الوضع رهن اإلشارة على‬
‫مإهالت األجٌر ومبلػ األجر‪ ،‬وكٌفٌة أدائه‪ ،‬ورلم انخراط مماوالت التشؽٌل المإلت‪ ،‬ورلم‬
‫تشؽٌل األجٌر فً الصندوق الوطنً للضمان االجتماعً‪ ،‬كما أن هنان أٌضا وضعٌة‬
‫لانونٌة واجتماعٌة لألجٌر المإلت لكن هذه تبمى جد هشة لعدم الفصل والتحدٌد الدلٌك لها‬
‫من طرؾ معظم التشرٌعات الممارنة‪.‬‬

‫فاإلعتراؾ بالشؽل المإلت من لبل المشرع المؽربً ٌكرس نوع من المرونة فً‬
‫سوق العمل وذلن من أجل إنعاش التشؽٌل وتسرٌع عجلة النمو اإللتصادي‪.‬‬

‫ولضمان نوع من الحماٌة المانونٌة لفائدة األجٌر المإلت فمد نصت المادة ‪ 612‬من‬
‫مدونة الشؽل صراحة على ما ٌلً‪ :‬تحرر كتابة العمد الذي ٌربط مماولة التشؽٌل المإلت‬
‫بكل أجٌر من األجراء الذٌن تم وضعهم رهن إشارة المستعمل‪ ،‬فالحماٌة المانونٌة الممررةهنا‬
‫لألجٌر المإلت هً تحرٌر عمد الشؽل الذي ٌربطه بمماولة التشؽٌل المإلت حتى ٌكون على‬
‫دراٌة بكل حموله والتزاماته وكما سبك اإلشارة إلى ذلن من خالل المادة ‪ 612‬من مدونة‬
‫الشؽ ل التً أفادت ضرورة تضمٌن العمد مجموعة من البٌانات وللخوض أكثر فً موضوع‬

‫‪ -‬الحصول على ‪ %7‬على األلل من مجموع عدد مندوبً األجراء المنتخبٌن فً المطاعٌن العمومً والخاص؛‬
‫‪ -‬االستمالل الفعلً للنمابة؛‬
‫‪ -‬المدرة التعالدٌة للنمابة‪.‬‬
‫لتحدٌد المنظمة النمابٌة األكثر تمثٌال على مستوى المماولة أو المإسسة‪ٌ ،‬تعٌن األخذ بعٌن االعتبار ما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -‬الحصول على نسبة ‪ %46‬على األلل من مجموع عدد مندوبً األجراء المنتخبٌن على صعٌد المماولة أو المإسسة؛‬
‫‪ -‬المدرة التعالدٌة للنمابة‬
‫‪17‬‬
‫نصت المادة ‪ 6:2‬من مدونة الشؽل على ان " ٌحرر كتابة‪ ،‬العمد الذي ٌربط مماولة التشؽٌل المإلت بكل أجٌر من األجراء الذٌن تم وضعهم‬
‫رهن إشارة المستعمل‪.‬‬
‫ٌجب أن ٌشتمل هذا العمد على ما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -‬البٌانات الوارد ذكرها فً المادة ‪ 5::‬أعاله؛‬
‫‪ -‬مإهالت األجٌر؛‬
‫‪ -‬مبلػ األجر وكٌفٌات أدائه؛‬
‫‪ -‬فترة التجربة؛‬
‫‪ -‬مواصفات المنصب الذي سٌشؽله األجٌر؛‬
‫‪ -‬رلم انخراط مماولة التشؽٌل المإلت‪ ،‬ورلم تسجٌل األجٌر فً الصندوق الوطنً للضمان االجتماعً؛‬
‫‪ -‬شرط إعادة األجٌر إلى وطنه من لبل مماولة التشؽٌل المإلت إذا كانت المهمة تنجز خارج المؽرب‪.‬‬
‫ٌجب أن ٌنص العمد على جواز تشؽٌل األجٌر من لبل المماولة المستعملة بعد انتهاء المهمة"‬

‫[‪]25‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫بحثنا هذا سنموم بالحدٌث على مسإولٌة المماوالت التشؽٌل المإلت اتجاه األجراء (المطلب‬
‫األول) والعاللة بٌن مماوالت التشؽٌل المإلت والمماولة المستعملة (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العالقة بٌن مقاوالت التشغٌل المؤقت والمقاولة المستعملة مع‬
‫االجٌرالمؤقت‬

‫تنتج عن العاللة الثالثٌة بٌن األجٌر ومماولة التشؽٌل المإلت والمماولة المستعملة أن‬
‫هذه األخٌرة تكون مضظرة لإلرتباط بعمد الوضع رهن اإلشارة مع المماولة المستعملة من‬
‫أجل اإلستفادة فً خدماتها‪.‬‬

‫فت لتزم مماولة التشؽٌل المإلت بتورٌد األجراء المإلتٌن للمماولة المستعملة طبما‬
‫للمإهالت المهنٌة المتفك علٌها‪ ،‬فً حٌن تلتزم المماولة المستعملة باداء ممابل هذه الخدمة‪.‬‬

‫من هنا لد تشار بعض النزاعات واإلشكالٌات فٌما ٌخص األداء ممابل تورٌد الٌد‬
‫العاملة أو عدم توفر المإهالت المهنٌة المتفك علٌها فً األجٌر المإلت‪ ،‬أو نتٌجة ولوع‬
‫ضرر ٌكون مصدره األجٌر المإلت‪.‬‬

‫كما ٌثور إشكال حول إحالل المماولة المستعملة محل مماولة التشؽٌل المإلت‪ ،‬من أجل‬
‫الوفاء باإللتزامات التً تكون فً األصل ملماة على عاتك مماولة التشؽٌل المإلت‪.‬‬

‫فهذه العاللة لد ٌنتج عنها إشكاالت ناتجة عن عمد الوضع رهن اإلشارة (الفمرة‬
‫األولى) ومسإولٌة كل من الطرفٌن (الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اإلشكاالت الناتجة عن عقد الوضع رهن اإلشارة‬

‫حدد المشرع المؽربً شروط شكلٌة وجب اإللتزام بها‪ ،‬فمد أوجب من خالل المادة‬
‫‪ ،612 ،611 ،5::‬من مدونة الشؽل أن ٌحرر عمد الوضع رهن اإلشارة كتابة بٌن مماولة‬
‫التشؽٌل المإلت والمماولة المستعملة‪ ،‬وبذلن ٌكون المشرع المؽربً لد حدد البٌانات التً‬

‫[‪]26‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫ٌجب أن ٌتضمنها العمد‪ ،18‬إال أنه أؼفل تحدٌد المدة الزمنٌة التً ٌتعٌن خاللها تحرٌر هذا‬
‫العمد‪.19‬‬

‫وفً هذا اإلطار ٌجب توافر مجموعة من البٌانات اإللزامٌة‪ ،‬كؤن ٌصٌر العمد بتولٌع‬
‫الطرفٌن تولٌعا ممروءا‪ ،‬وفً حالة عدم إبرام العمد أو عدم تضمٌن بعض البٌانات اإللزامٌة‬
‫أو تضمٌنه بٌانات ؼٌر صحٌحة بصفة عمدٌة‪ ،‬فإن المسإولٌة الجنائٌة تمع علة عاتك‬
‫المماولة المستعملة‪ ،‬وال تسؤل ممالولة التشؽٌل المإلت إال إذا تبث مشاركتها العمدٌة فً‬
‫المخالفة‪.‬‬

‫أما فً حالة عدم إبرام العمد‪ٌ ،‬عد األجٌر المإلت مرتبط بالمماولة المستعملة بعمد ؼٌر‬
‫محدد المدة‪ ،‬ومدة األلدمٌة تحتسب إبتداء من أول ٌوم فً عمد المهمة‪.20‬‬

‫من هنا ٌتبٌن أن هنالن إشكال ناتج عن عمد الوضع رهن اإلشارة‪ ،‬وذلن فً إطار‬
‫العاللة بٌن مماوالت التشؽٌل المإلت والمماولة‪ ،‬فإذا كان المشرع المؽربً لم ٌوفر أحكاما‬
‫خاصة عن اإلشكاالت الناتجة عن عمد الوضع رهن اإلشارة‪ ،‬فإن المضاء الفرنسً لد لضى‬
‫بؤن مماولة التشؽٌل المإلت التً أدت أجور األجراء المإلتٌن الذٌن وضفتهم رهن إشارة‬
‫المماولة المستعملة ال ٌمكنها مطالبة هذه األخٌرة باإلمتٌازات التً سٌستفٌد منها األجراء‬
‫والمتعلمة بؤداء أجورهم‪ ،‬كما ال ٌمكنها اإلحالل محل األجراء المإلتٌن للمطالبة بحمولهم فً‬
‫مواجهة المماولة المستعمل ة‪ ،‬ألن هذه األجور تمع أساسا عل عاتك مماولة التشؽٌل المإلت‬
‫التً تضع األجراء رهن إشارة المماولة المستعملة‪ ،‬ال تعتبر وكٌلة لهذه األخٌرة فً مواجهة‬
‫األجراء المإلتٌن‪.21‬‬

‫‪18‬‬
‫‪-‬نص المشرع من خالل المادة ‪ 5::‬على أنه" إذا وضعت مماولة التشؽٌل المإلت أجٌرا رهن إشارة مستعمل‪ ،‬فإنه ٌجب علٌها أن تبرم مع‬
‫المستعمل عمدا كتابٌا فً هذا الشؤن‪ٌ ،‬تضمن البٌانات التالٌة‪:‬‬
‫‪ -‬السبب الموجب للجوء إلى أجٌر مإلت؛‬
‫‪ -‬مدة المهمة ومكان تنفٌذها؛‬
‫‪ -‬المبلػ المحدد كممابل لوضع األجٌر رهن إشارة المستعمل"‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬عمر تٌزاوي‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.75 ،‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬عمر تٌزاوي‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬عمر تٌزاوي‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫[‪]27‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬المسؤولٌة الناتجة عن العالقة الثالثٌة‬

‫جاء فً المادة ‪ 23‬من االتفالٌة الدولٌة رلم ‪ 292‬المتعلمة بوكاالت االستخدام الخاصة‬
‫على أن كل دولة عضو محدد وتوزع‪ ،‬وفما للموانٌن والممارسات الوطنٌة‪ ،‬مسإولٌة كل من‬
‫‪22‬‬
‫تتمثل فً توظٌؾ العمال بؽٌة إتاحتهم‬ ‫وكاالت االستخدام الخاصة التً تمدم خدمات‬
‫لطرؾ ثالث لد ٌكون شخص ا طبٌعٌا أو اعتبارٌا وٌشار اله بعبارة المنشؤة المستخدمة ٌحدد‬
‫مهامهم وٌشرؾ على تنفٌذهم لهذه المهام‪.23‬‬

‫كما تتحدد مسإولٌة وكاالت االستخدام الخاصة حسب المادة ‪ 23‬من االتفالٌة الدولٌة‬
‫رلم ‪ 292‬فٌما ٌلً‪:‬‬

‫‪ ‬المفاوضة الجماعٌة‬
‫‪ ‬الحد األدنى لألجر‬
‫‪ ‬ساعات العمل ووسائل ظروؾ العمل‬
‫‪ ‬إعانات الضمان االجتماعً المانونٌة‬
‫‪ ‬الحصول على التدرٌب‬
‫‪ ‬الحماٌة فً مجال السالمة والصحة للمهنٌٌن‬
‫‪ ‬التعوٌض فً حاالت الحوادث أو األمراض المهنٌة‬
‫‪ ‬التعوٌض فً حاالت اإلعسار وحماٌة مستحمات العمال‬
‫‪ ‬حماٌة األمومة وإعانات األمومة‪ ،‬وحماٌة الوالدٌن واعانات الوالدٌن‬

‫و ٌالحظ أن فً العاللة الثالثٌة التً تمٌز أطراؾ مماوالت التشؽٌل المإلت‪ ،‬لد تثار‬
‫مسإولٌة مماولة فً مواجهة المماولة المستعملة بسبب ارتكاب األجٌر موضوع رهن إشارة‬
‫هذه األخٌرة‪ ،‬بخطؤ ٌضربها‪ ،‬وفً هذه الحالة لد تكون المسإولٌة عمدٌة إذا انتهت عن سوء‬
‫تنفٌذ عمد الوضع ره ن اإلشارة‪ ،‬كؤن ٌكون األجٌر ال ٌتمتع بالمإهالت المهنٌة المضمنة فً‬

‫‪22‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 23‬من االتفالٌة الدولٌة رلم ‪ 292‬المتعلمة بوكاالت التشؽٌل الخاصة‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬الفمرة االولى من المادة ‪ 2‬من االتفالٌة الدولٌة رلم ‪.292‬‬

‫[‪]28‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫العمد‪ ،‬أو حصول خطؤ حول سوابمه‪ ،‬حٌث ستعٌن البحث عن العاللة السببٌة بٌن الخطؤ‬
‫والضرر المزعوم مع تطبٌك المواعد العامة للمسإولٌة العمدٌة‪.‬‬

‫كما أنه لد ٌرتكب األجٌر المإلت ضررا للؽٌر بمناسبة تنفٌذ عمد المهمة‪ ،‬وهو ٌعمل‬
‫تحت اشراؾ المماولة المستعملة فً مواجهة الؽٌر المتضرر بناء على لواعد مسإولٌة التابع‬
‫عن أعمال المتبوع‪ ،‬حٌث ٌجب البحث عمن كان تابعا له األجٌر المإلت أثناء صدور الفعل‬
‫الذي أحدث ضررا للؽٌر‪ ،‬لتوجٌه الدعوى ضده فاالجٌر المإلت مرتبط بعمد شؽل مع‬
‫مماولة التشؽٌل المإلت‪ ،‬وال ٌربطه أي عمد بالمماولة المستعملة‪ ،‬لكنه عملٌا ٌشتؽل تحت‬
‫إشرافها ومرالبتها‪ ،‬وٌلتزم بتنفٌذ أوامرها‪ ،‬السإال المطروح هو أنه إذا طرح نزاع على‬
‫المضاء للبحث فٌه فهو توجه الدعوى ضد المماولة المستعملة‪ ،‬أم مماوالت التشؽٌل المإلت‪،‬‬
‫أم ضدهما معا‪ ،‬وهل بالتضامن أم بدونه؟‬

‫المالحظ هو أن المشرع الفرنسً أوجد حال لهذه المسؤلة وذلن هن طرٌك امكانٌة‬
‫اإلتفاق على شرط المسإولٌة بٌن مماولة التشؽٌل المإلت والمماولة المستعملة‪ٌ ،‬كون شرط‬
‫تحمٌل احداهما المسإولٌة فً عمد الوضع رهن اإلشارة ممبوال‪ ،‬وفً هذه الحالة ال ٌطرح‬
‫أي إشكال‪.‬‬

‫ومهما كانت نمائص التنظٌم المانونً لمماوالت التشؽٌل المإلت‪ ،‬فإنه ٌزكً سعً‬
‫المشرع نحو مالئمة تشرٌعه التفالٌات منظمة العمل الدولٌة‪.24‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬مسؤولٌة مقاوالت التشغٌل المؤقت اتجاه األجراء‬

‫لمد ألزم المشرع كتابة العمد الرابط بٌن مماولة التشؽٌل المإلت واألجٌر وكتابة العمد‬
‫الرابط بٌن مماولة التشؽٌل المإلت والمماولة المستعملة وأوجبها باإللتزام بكثٌر من المرونة‬
‫إذ أنه لم ٌجبرها على التؤمٌن بل حملها مسإولٌة فمط‪ ،‬ونص المشرع المؽربً فً المادة‬
‫‪25‬‬
‫م ن المدونة على أن المماولة المستعملة ٌجب أن تتخذ كل التدتبٌر الكفٌلة بضمان‬ ‫‪615‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬عمر تٌزاوي مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.214-213‬‬
‫‪25‬‬
‫تنص المادة ‪ 615‬من مدونة الشؽل على انه " ٌجب على المماولة المستعملة أن تتخذ كل التدابٌر الولائٌة والحمائٌة الكفٌلة بضمان حماٌة صحة‬
‫وسالمة األجراء المإلتٌن العاملٌن لدٌها‪.‬‬
‫تكون المماولة المستعملة مسإولة على تؤمٌن هإالء األجراء ضد حوادث الشؽل واألمراض المهنٌة"‬

‫[‪]29‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫حماٌة صحة وسالمة األجراء (الفمرة األولى)‪ ،‬ومسإولٌتها على تؤمٌن هإالء ضد حوادث‬
‫الشؽل واألمراض المهنٌة (الفمرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مسؤولٌة المقاولة على صحة وسالمة األجراء المؤفتٌن‬

‫تم النص على هذا اإللتزام فً المادة ‪ 615‬بشكل فضفاض ؼٌر دلٌك حٌث جاء فٌها‬
‫ٌجب على المماولة المستعملة أن تتخذ كل التدابٌر الولائٌة والحمائٌة بضمان حماٌة صحة‬
‫وسالمة األجراء المإلتٌن فإن المحافظة على سالمة األجراء وصحتهم تمتضً عدم تكلٌفهم‬
‫بؤي عمل لد ٌعرضهم للخطر‪ ،‬وهذا ما جرمه المشرع بصراحة فً نص المادة ‪ 5:8‬من‬
‫المدونة‪ ،‬إال أنه لصد من خالل هذه المادة اإلشؽال التً تكتسً خطورة خاصة‪ ،‬دون بٌان‬
‫الممصود من ذلن‪ ،‬على خالؾ المشرع الفرنسً الذي حسم األمر وحدد الئحة األشؽال‬
‫الخطٌرة التً ال ٌمكن بؤي حال من األحوال إسناد مهمة إنجازها إلى األجٌر المإلت‪.‬‬

‫والوالع أن الحدٌث عن أشؽال تكتسً خطورة خاصة فً ؼٌاب توضٌح لذلن ٌطرح‬
‫السإال عن معٌار التمٌٌز بٌن األشؽال التً تكتسً خطورة خاصة‪ ،‬واألشؽال التً تكتسً‬
‫خطورة عامة‪.26‬‬
‫‪27‬‬
‫من مدونة الشؽل ٌمكن تحدٌد األشؽال التً‬ ‫بمفهوم المخالفة لممتضٌات المادة ‪5:8‬‬
‫تكتسً خطورة عامة بؤنها األشؽال التً ورد بشؤنها النص فً البابٌن األول والثانً من‬
‫المسم الرابع تحت عنوان حفظ صحة األجراء وسالمتهم واألحكام الخاصة بنمل الطرود‬
‫التً ٌفوق وزنها طنا‪.‬‬

‫وإن كان المشرع لد أوكل إلى نص تنظٌمً تحدٌد شروط الصحة والسالمة فً‬
‫األشؽال المنجزة فً المناجم والممالع والمنشآت الكٌماوٌة وكذا المشتؽلٌن بمنازلهم‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫عمر تٌزاوي ‪ .‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪:3‬‬
‫‪27‬‬
‫‪-‬نصت المادة ‪ 5:8‬من مدونة الشؽل " ال ٌمكن اللجوء إلى أجراء مماولة التشؽٌل المإلت من أجل إنجاز أشؽال تكتسً خطورة خاصة"‬
‫‪-‬عمر تٌزاوي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.:5-:4‬‬

‫[‪]2:‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫لضمان سالمة األجراء وصحتهم‪ ،‬سواء كانت خاصة بالبٌئة الذي ٌمارس فٌها العمل‪،‬‬
‫أو بالظروؾ والشروط التً ٌنجز فٌها‪ ،‬فمد أوجب المشرع المؽربً‪ ،‬جملة أخرى من‬
‫التدابٌر التً ٌجب على المشؽلٌن اإللتزام بها‪ ،‬لضمان سالمة أجرائهم وصحتهم‪ ،‬تتعلك‬
‫أساس بضرورة تنبٌه وإطالع األجراء على المخاطر التً تحٌط بالعمل أو بؤدواته ومواده‪،‬‬
‫وبمنع شراء او استئجار بعض اآلالت وأدوات أو استعمال مواد ضارة‪ ،‬وبممتضٌات أخرى‬
‫تحفظ صحة وسالمة األجراء‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تنبٌه وإطالع األجراء على المخاطر‬

‫ٌنص المشرع المؽربً من خالل مدونة الشؽل‪ ،‬على وجوب أن ٌتؤكد المشؽل فً‬
‫حالة ما إذا كانت تركٌبة المواد المستعملة‪ ،‬تتضمن مواد أو مستحضرات خطٌرة‪ ،‬أن ٌتؤكد‬
‫من أن ؼالؾ تعبئتها تحمل تحذٌر مكتوبا‪ٌ ،‬نبه إلى خطورة استعمال تلن المواد أو‬
‫المستحضرات‪ ،28‬كما ٌجب على المشؽل فً نفس االتجاه‪ ،‬أن ٌطلع أجرائه على األحكام‬
‫المانوٌة المتعلمة باالحتراس من خطر اآلالت‪ ،‬وٌجب علٌه أن ٌموم بإلصاق إعالن سهل‬
‫المراءة‪ ،‬فً مكان مناسب من أماكن الشؽل‪ ،‬التً اعتاد األجراء دخولها‪ٌ ،‬حذر من مخاطر‬
‫استعمال اآلالت‪ ،‬وٌشٌر فٌه الى االحتٌاطات التً ٌجب اتخاذها فً هذا الشؤن‪.29‬‬

‫ثانٌا‪ :‬منع شراء أو استئجار آالت أو استعمال مواد ضارة‬

‫فً إطار تؤكٌد حرصه على الولاٌة فً مجال الصحة والسالمة‪ٌ ،‬منع المشرع‬
‫المؽربً من خالل مدونة الشؽل‪ ،‬شراء او استئجار اآلالت أو اجزاء اآلالت التً تشكل‬
‫خطرا على األجراء‪ ،‬والتً تتوفرأصال على وسائل للولاٌة ذات فعالٌة معترؾ بها دون أن‬
‫تكون هذه اآلالت‪ ،‬أو أجزاء اآلالت مجهزة بهذه الوسائل‪.30‬‬

‫‪28‬‬
‫‪-‬تنص المادة ‪ 399‬من مدونة الشؽل "ٌجب على المشؽل‪ ،‬إذا كانت تركٌبة المنتجات المستعملة تتضمن موادا أو مستحضرات خطرة أن ٌتؤكد من‬
‫أن ؼالؾ تعبئتها ٌحمل مكتوبا‪ٌ ،‬نبه إلى خطورة استعمال تلن المواد أو المستحضرات‬
‫‪29‬‬
‫‪-‬تنص المادة ‪ 394‬من مدونة الشؽل "ٌمنع شراء أو استئجار اآلالت أو أجزاء اآلالت التً تشكل خطرا على األجراء والتً تتوفر أصال على‬
‫وسائل ذات فعالٌة معترؾ بها‪ ،‬دون أن تكون هذه اآلالت أو اجزاء اآلالت مجهزة بهذه الوسائل‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪-‬تنص المادة ‪ 39:‬من مدونة الشؽل "ٌجب على المشؽل أن ٌطلع على األحكام المانونٌة المتعلمة إلحتراس من خطر اآلالت‪ ،‬وٌجب علٌه أن‬
‫ٌلصك فً مكان مناسب من أمكان الشؽل‪ ،‬التً اعتاد األجراء دخولها‪‘ ،‬الن سهل المراءة ٌحذر من مخاطر استعمال اآلالت وٌشٌر فٌه الى‬
‫االحتٌاطات التً ٌجب اتخاذها فً هذا الشؤن‪.‬‬
‫ٌمنع على أي أجٌر أن ٌستعمل آلة من ؼٌر أن تكون وسائلها الولائٌة مثبتة فً مكانها المناسب‪ ،‬وٌمنع علٌه أن ٌعطل هذه الوسائل التً جهزت بها‬
‫اآللة التً ٌشتؽل علٌها‪.‬‬

‫[‪]31‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫كما ٌمنع على المشؽل‪ ،‬السماح ألجرائه باستعمال مستحضرات‪ ،‬أو مواد أو أجهزة أو‬
‫آالت ترى السلطة المختصة أنها لد تلحك الضرر بصحتهم‪ ،‬أو تعرض سالمتهم للخطر‪،‬‬
‫كما ٌمنع كذلن المشؽل‪ ،‬السماح ألجرائه بؤن ٌستعملوا‪ ،‬بشروط تتنافى والشروط المحددة‬
‫بنص تنظٌمً‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ممتضٌات حفظ الصحة والسالمة لألجراء‬

‫تضمن الباب األول من المسم الرابع من الكتاب الثانً من مدونة الشؽل أحكاما عامة‬
‫تتعلك بحفظ صحة األجراء وسالمتهم (المواد من ‪ 392‬إلى ‪ 412‬م‪.‬ش) وهً كاآلتً‪ٌ :‬جب‬
‫على المشؽل توفٌر‪:‬‬

‫‪ ‬نظافة أماكن الشؽل وطهارتها‬


‫‪ ‬توفٌر بٌئة مالئمة للشؽل‬
‫‪ ‬الولاٌة من الحرائك‬
‫‪ ‬التهوٌة‬
‫‪ ‬تدفئة وإضاءة أماكن الشؽل‬
‫‪31‬‬
‫‪ ‬التجهٌزات الصحٌة‪...‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬مسؤولٌة المقاولة المستعملة عن حوادث الشغل واألمراض المهنٌة‬

‫إن بٌان المسإولٌة الملماة على عاتك المماولة‪ ،‬استنادا إلى ممتضٌات الفصول ‪ 86:‬و‪863‬‬
‫من لانون اإللتزام والعمود‪ ،‬وخاصة بإجارة الخدمة أو العمل وإلثارة مسإولٌة المماولة عن‬
‫حوادث الشؽل التً تحصل لألجراء كفٌلة بحماٌة هإالء إال أن سرعان ما تبٌن أن تلن‬
‫الممتضٌات نالصة‪ .32‬بفعل التطبٌك المضائً لها‪ ،‬بل خلمت تضاربا فً أحكام المضاء‪.‬‬

‫ٌمنع تكلٌؾ أي أجٌر باستعمال آلة من ؼٌر أن تكون وسائلها الولائٌة التً جهزت بها مثبتة علٌها فً مكانها المناسب‪.‬‬
‫ٌمنع تكلٌؾ أي اجٌر بؤن ٌحمل ٌدوٌا أي حموالت من شؤنها أن تعرض صحته أو سالمته للخطر‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫‪-‬عبد اللطٌؾ خالفً‪ ،‬الوسٌط فً مدونة الشؽل ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬عاللات الشؽل الفردٌة‪ ،‬المطبعة والورالة الوطنٌة‪ ،‬مراكش‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،3115‬ص ‪ 742‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪-‬دمحم سعٌد بنانً‪ ،‬لانون الشؽل بالمؽرب فً ضوء مدونة الشؽل‪ ،‬عاللات الشؽل الفردٌة‪ ،‬الجوء الثالث‪ ،‬مكتبة دار السالم للطباعة والنشر‬
‫والتوزٌع‪ ،‬الرباط ص ‪ 34:‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪-‬نادٌة النحلً‪ ،‬الحك فً الصحة بالوسط المهنً فً مدونة الشؽل‪ ،‬مطبعة إلٌت‪ ،‬سال ص ‪.346-345‬‬
‫‪32‬‬
‫‪-‬دمحم شفٌك التشرٌعات والتؤمٌنات االجتماعٌة العمالٌى واألسرٌة‪ ،‬المكتب الجامعً الحدٌث ‪ 311:‬ص ‪ 56‬وبعجها‪.‬‬

‫[‪]32‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫إذ أنه لم ٌجبرها على التؤمٌن بل حملها مسإولٌة فمط وبحكم المطلبات الفمهٌة إما‬
‫بتطبٌك المانون الفرنسً الصادر فً ‪ :‬أبرٌل والذي ٌمرر مسإولٌة رب العمل فً حالة‬
‫إصابة األجٌر بحادثة شؽل داخل المإسسة بصرؾ النظر عن الخطؤ الذي لد ٌصدر أوال‬
‫‪33‬‬
‫ٌصدر عن األول‪ ،‬أو بسن لانون مؽربً للتعوٌض عن حوادث الشؽل‪.‬‬

‫ونتٌجة لما تمدم ال ٌمكن الحدٌث ال عن الخطؤ الممترض وال عن الخطؤ الواجب‬
‫اإلثبات كما تستلزمه المواعد العامة للمسإولٌة المدنٌة‪ ،‬فهً مسإولٌة مختلفة تماما‪ ،‬األكثر‬
‫من هذا ال ٌمكن للمشؽل أن ٌتملص من مسإولٌته بنفً ارتكابه لخطؤ من جانبه أو اإلثبات‬
‫السبب األجنبً‪ ،‬أو أنه اتخذ كافة اإلحتٌاطات الالزمة والضرورٌة لمنع ولوع الضرر داخل‬
‫مإسسته‪ ،‬فٌحكم أنه ٌموم بالتوصٌة واإلشراؾ والرلابة لٌسؤل عن اإلصابة التً ولعت‬
‫لأل جٌر‪ ،‬ولم خارج مإسسته ما دامت متعلمة بالشؽل وبسببه‪ ،‬بحكم أن رب العمل ٌنتفع من‬
‫نشاط تابعه‪ ،‬فعلٌه أن ٌتحمل تبعة هذا النشاط‪ ،‬أي تطبٌما لنظرٌة تحمل المخاطر‪.34‬‬

‫وٌعد عنصر الخطؤ من أهم العناصر المهمة فً المفهوم التملٌدي للمسإولٌة‪ ،‬إال أنه‬
‫اختفى من اطار مساءلة المماولة عن المخاطر المهنٌة ألجرائها‪ ،‬بحٌث أصبحت هذه‬
‫المخاطر سواء كانت حادثة شؽل أو مرض مهنً ال ٌتطلب سوى عنصرٌن‪ ،‬وهنا وجود‬
‫الضرر‪ ،‬وعاللة سببٌة بٌن الضرر والمخاطر المحمٌة‪ ،‬وال ٌإخذ الخطؤ فً الحسبان إال فً‬
‫حالة التراؾ األجٌر بشكل ال ٌعذر عنه‪ ،‬بحٌث ٌإدي إلى التخفٌض مما هو مستحك له‬
‫لذوي حموله‪ ،‬وفضال عن ما تمدم‪ ،‬إن المشرع اعتد أٌضا حتى بالخطؤ الذي ٌصدر عن أحد‬
‫األشخاص ٌعد ؼٌرا‪ ،‬سواء كان الخطؤ عمدٌا أو خطؤ عادٌا‪ ،35‬إذ ٌحك لألجٌر المصاب أو‬
‫لذوي حموله فً حالة وفاته الرجوع على ممترؾ الخطؤ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪-‬دمحم العروصً‪ ،‬المختصر فً الحماٌة اإلجتماعٌى‪ ،‬شركة الخطاب للطباعة‪ ،‬مكناس الطبعة األولى ‪ ،311:‬ص ‪.28‬‬
‫‪34‬‬
‫‪-‬عبد اللطٌؾ خالفً‪ ،‬حوادث الشؽل واألمراض المهنٌة‪ ،‬الطبعة الورالة الوطنٌة ‪ 3114‬ص‪.9‬‬
‫‪35‬‬
‫‪-‬أمال جالل‪ ،‬مسإولٌة المإاجر‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة ‪ ،2:88‬ص‪.9‬‬

‫[‪]33‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫وبما أن المشرع المؽربً تخلى عن عنصر التبعٌة وتبنى نظرٌة المخاطر المهنٌة‬
‫كمعٌار وأساس لمٌام المسإولٌة فً حادثة شؽل‪ ،‬وعمل األجٌر تحت إشراؾ المماولة‬
‫المستعملة التً تستفٌد من عمله وٌكون علٌها أن تتحمل تبعٌة المخاطر الشؽل‪.36‬‬

‫وتجدر اإلشارة فً األخٌر أن النصوص الحالٌة تسٌر فً اتجاه اعتبار التؤمٌن‬


‫التعوٌض عن األمراض المهنٌة إلزامٌا‪ ،‬إال أن التعدٌل الذي طرأ سنة ‪ٌ 3114‬مصر التؤمٌن‬
‫على التعوٌض عن حوادث الشؽل دون األمراض المهنٌة ٌدفعنا إلى االعتماد بؤن التؤمٌن عن‬
‫التعوٌض عن األمراض المهنٌة مازال اختٌارٌا وهو ما ٌلزم تدخال من المشرع لتوضٌح‬
‫‪37‬‬
‫هذا الؽموض‪.‬‬

‫وتمع مسإولٌة المماولة المشؽلة على ولاٌة األجراء من األخطار التً لد تتولد نتٌجة‬
‫اإلشتؽال بمواد أو مستحضرات مضرة بصحة وسالمة األجراء التً لد تإدي إلى إصابتهم‬
‫بمرض مهنً‪ ،38‬طبما لممتضٌات المادة ‪39 399‬من مدونة الشؽل‪ ،‬كما ٌمع على عاتك‬
‫المماولة المشؽلة صٌاؼة تحذٌر مكتوب على ؼالؾ التعبئة وهو ما نصت علٌه ممتضٌات‬
‫المادة ‪ 399‬من المدونة‪.40‬‬

‫‪36‬‬
‫‪-‬عمر تٌزاوي‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.:5‬‬
‫‪37‬‬
‫‪-‬دمحم بنحساٌن‪ ،‬التعوٌض عن حوادث الشؽل‪ ،‬مطبعة طوب برٌس الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،3128‬ص ‪42‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ -‬دمحم سعٌد بنانً‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.359‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 398‬من مدونة الشؽل "ٌمنع على المشؽل السماح ألجرائه باستعمال مستحضرات أو مواد أو أجهزة أو آالت السلطة المختصة‬
‫بؤنها لد تلحك الضرر بصحتهم‪ ،‬أو تعرض بسالمتهم للخطر"‬
‫‪40‬‬
‫‪-‬تنص المادة ‪ 399‬من مدونة الشؽل " ٌجب على المشؽل إذا كانت تركٌبة المنتجات المستعملة تتضمن مواد أو مستحضرات خطرة‪ ،‬أن ٌتؤكد‬
‫من أن خالؾ تعبئتها ٌحمل تحذٌرا مكتوبا ٌنبه إلى خطورة استعمال تلن المواد أو المستحضرات‪.‬‬

‫[‪]34‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫خاتمة ‪:‬‬

‫صفوة المول واستنتاج تركٌبً عما سبك ذكره ومنالشته حول موضوعنا المعنون ب‬
‫"والع الحال مماوالت التشؽٌل المإلت بالمؽرب"‪ٌ ،‬مكننا المول أنه بعد صدور مدونة الشؽل‬
‫أي لانون ‪ 76.::‬ودخوله حٌز التنفٌذ سنة ‪ ،3115‬فمد حاول المشرع المؽربً من خالل‬
‫هذا األخٌر‪ ،‬إعطاء مصدالٌة لسٌاسة التشؽٌل ببلدنا عبر إلرار آلٌات تضفً على سوق‬
‫الشؽل المؽربً دٌنامٌة اٌجابٌة‪ ،‬تنظم وتٌسر عملٌات تاللً عروض العمل بالطلبات‬
‫علٌها‪ ،‬وهو ما حاولنا التركٌز علٌه من خالل موضوعنا ‪.‬‬
‫ولم ٌمتصر المشرع المؽربً على األجهزة العمومٌة للمٌام بدور الوساطة كما للنا سلفا‪،‬‬
‫بل للص تدخل الدولة عن طرٌك إحداث أجهزة خصوصٌة متنوعة ومختلفة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫دورها المجانً حٌث نجد وكاالت التشؽٌل الخصوصٌة‪ ،‬والتً تتماشى ممتضٌاتها مع‬
‫التشرٌع الدولً‪ ،‬باإلضافة إلى مماوالت التشؽٌل المإلت‪ ،‬التً تعمل على توفٌر مناصب‬
‫شؽل مإلتة لألجراء‪ ،‬و لعل ما ٌمٌز العمل فً إطار هذه المماوالت هو عدم االستمرار فً‬
‫الشؽل من خالل الحاالت المنصوص علٌها لانونا والتً سلطنا علٌها الضوء سابما‪،‬‬
‫والوضعٌة الجد هشة التً ٌعانً منها األجراء‪ ،‬إال انه رؼم ذلن فهً تخفؾ نوعا ما من‬
‫حدة البطالة‪.‬‬
‫ونظرا لدور مماوالت التشؽٌل المإلت فً إنعاش التشؽٌل‪ ،‬وبهدؾ تفعٌل الممتضٌات‬
‫المانونٌة الواردة فً مدونة الشؽل والمتعلمة بالوساطة فً االستخدام‪ ،‬لامت الوزارة بعدة‬
‫إجراءات عملٌة تتلخص أهمها فً اآلتً‪:‬‬

‫تشكٌل لجنة تنظر فً تراخٌص هذه المماوالت وتلزمها بضرورة التوفر‬ ‫‪-2‬‬
‫واإلدالء بعدد من الوثائك‪ ،‬وفما لما هو منصوص علٌه فً مدونة الشؽل لبل منح أي‬
‫ترخٌص؛‬

‫تفعٌل اللجنة الثالثٌة المكلفة بتتبع التطبٌك السلٌم لتشرٌع الشؽل من لبل‬ ‫‪-3‬‬
‫مماوالت التشؽٌل المإلت التً تجتمع مرتٌن فً السنة لعرض اإلجراءات والتدابٌر المتخذة؛‬

‫[‪]35‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫تفعٌل المادة ‪ 62:‬من مدونة الشؽل حول عدم تمكٌن مماوالت التشؽٌل‬ ‫‪-4‬‬
‫المإلت من مبلػ الكفالة المالٌة الذي سبك لها إٌداعه إذا ثبت أنها لم تمكن العمال من‬
‫حمولهم؛‬

‫تولٌع عمود أهداؾ مع ‪ 41‬مندوبٌة تتضمن بنود حول مرالبة جمٌع‬ ‫‪-5‬‬
‫المماوالت العاملة فً مجال الوساطة فً التشؽٌل‪ ،‬بما فٌها وكاالت التشؽٌل الخصوصٌة‬
‫ومماوالت التشؽٌل المإلت والوكاالت الفنٌة‪ ،‬والتً من شؤنها تمكٌن الوزارة من مإشرات‬
‫كفٌلة بالولوؾ على مدى احترام هذه المماوالت لممتضٌات تشرٌع الشؽل؛‬

‫توجٌه دورٌة إلى السادة مندوبً التشؽٌل بهدؾ حصر وجرد مماوالت‬ ‫‪-6‬‬
‫التشؽٌل المإلت الخاضعة لنفوذها الترابً ومضاعفة المرالبة لها للتؤكد من مدى احترامها‬
‫للممتضٌات المانونٌة واتخاذ الالزم عند الضرورة؛‬

‫وٌتضح مما ذكر‪ ،‬أن بالدنا تتوفر على تشرٌع شؽل مالئم ٌإطر عاللات الشؽل فً‬
‫إطار التشؽٌل المإلت وٌضمن لألجراء المإلتٌن حمولهم األساسٌة كما أنه ٌشكل بالنسبة‬
‫لبعض المماوالت أسلوبا من أسالٌب المرونة وكل خرق لألحكام المنظمة له ٌُعتبر مجرما‬
‫وٌعالب علٌه المانون ‪.‬‬

‫[‪]36‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫‪ ‬الئحة المراجع‬
‫‪ ‬الكتب ‪:‬‬
‫‪ ‬دمحم سعٌد البنانً‪ ،‬لانون الشؽل فً المؽرب فً ضوء مدونة الشؽل‪ ،‬عاللات الشؽل‬
‫الفردٌة الجزء الثانً‪ ،‬المجلد األول‬
‫‪ ‬عمر تٌزاوي‪ ،‬مدونة الشؽل بٌن متطلبات المماولة وحموق األجراء‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫ٌونٌو ‪ ،3122‬دار النشر سلٌكً إخوان‪ ،‬طنجة‪.‬‬
‫‪ ‬عبد اللطٌؾ خالفً‪ ،‬الوسٌط فً مدونة الشؽل ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬عاللات الشؽل‬
‫الفردٌة‪ ،‬المطبعة والورالة الوطنٌة‪ ،‬مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪3115‬‬
‫‪ ‬دمحم سعٌد بنانً‪ ،‬لانون الشؽل بالمؽرب فً ضوء مدونة الشؽل‪ ،‬عاللات الشؽل‬
‫الفردٌة‪ ،‬الجوء الثالث‪ ،‬مكتبة دار السالم للطباعة والنشر والتوزٌع‪ ،‬الرباط‬
‫‪ ‬نادٌة النحلً‪ ،‬الحك فً الصحة بالوسط المهنً فً مدونة الشؽل‪ ،‬مطبعة إلٌت‪ ،‬سال‬
‫‪ ‬عبد اللطٌؾ خالفً‪ ،‬حوادث الشؽل واألمراض المهنٌة‪ ،‬الطبعة الورالة الوطنٌة‬
‫‪ ‬دمحم العروصً‪ ،‬المختصر فً الحماٌة اإلجتماعٌى‪ ،‬شركة الخطاب للطباعة‪ ،‬مكناس‬
‫الطبعة األولى‬
‫‪ ‬دمحم شفٌك التشرٌعات والتؤمٌنات االجتماعٌة العمالٌى واألسرٌة‪ ،‬المكتب الجامعً‬
‫الحدٌث ‪311:‬‬
‫‪ ‬أمال جالل‪ ،‬مسإولٌة المإاجر‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‬
‫‪ ‬دمحم بنحساٌن‪ ،‬التعوٌض عن حوادث الشؽل‪ ،‬مطبعة طوب برٌس الرباط‪ ،‬طبعة‬
‫‪،3128‬‬
‫‪ ‬القوانٌن ‪:‬‬

‫‪ ‬مدونة الشؽل‬
‫‪ ‬لانون الشؽل الفرنسً‬

‫[‪]37‬‬
‫واقع حال مقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‬

‫‪ ‬الفهرس‬

‫مقدمة‪1............................................................................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار العام المنظم لمقاوالت التشغٌل المؤقت فً المغرب‪5.................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬شروط انشاء مقوالت التشغٌل المؤقت وحاالت اللجوء الٌها‪5...............‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شروط انشاء مقاولة التشغٌل المؤقت فً المغرب‪5...........................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬حاالت اللجوء إلى مقاوالت التشغٌل المؤقت‪8..................................‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬الوضع القانونً لألجراء فً اطار مقاوالت التشغٌل المؤقت‪11............‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الوضعٌة الفردٌة لألجراء‪11....................................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الوضعٌة الجماعٌة لألجراء المؤقتٌن‪11........................................‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬حال مقاوالت التشغٌل المؤقت تجاه األجراء‪11...............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬العالقة بٌن مقاوالت التشغٌل المؤقت والمقاولة المستعملة مع االجٌر‬
‫المؤقت‬
‫‪15..................................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اإلشكاالت الناتجة عن عقد الوضع رهن اإلشارة‪15...........................‬‬
‫العالقة‬ ‫عن‬ ‫الناتجة‬ ‫المسؤولٌة‬ ‫الثانٌة‪:‬‬ ‫الفقرة‬
‫الثالثٌة‪17............................................................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬مسؤولٌة مقاوالت التشغٌل المؤقت اتجاه األجراء‪18.........................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مسؤولٌة المقاولة على صحة وسالمة األجراء المؤقتٌن‪19..................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬مسؤولٌة المقاولة المستعملة عن حوادث الشغل واألمراض المهنٌة‪11.....‬‬
‫خاتمة‪11...........................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع‪16..................................................................................‬‬

‫[‪]38‬‬

You might also like