Professional Documents
Culture Documents
حالة حصول خطأ جسيم من جانب الأجير
حالة حصول خطأ جسيم من جانب الأجير
على غرار التشريعات الأخرى لم تعرف مدونة الشغل مفهوم الخطأ الجسيم بسبب عدم إمكان حصر
مختلف صوره ولارتباطه بصفة خاصة بوقائع كل نزاع على حدة .ومع ذلك فقد عرفه الفقه بأنه ذلك
الخطأ الذي يرتكب من قبل أحد طرفي العلاقة الشغلية ،فيجعل استمرار هذه الأخيرة مستحيلا .
و إذا كانت مدونة الشغل الجديدة قد نصت على مجموعة من الأخطاء التي تعد جسيمة إذا ارتكبها الأجير
وذلك في المادة ، 39فإن الأخطاء التي كانت مذكورة في الفصل 06من النظام النموذجي لسنة 1948
و لم يعاد ذكرها في المادة 39من المدونة ،مثل :ترك الشغل عمدا و بدون مبرر ،ثقب ورقة أجير آخر،
التأخر المتكرر عن أوقات العمل ،تظل دائما أخطاء جسيمة حتى في ظل المدونة الجديدة ،لإن اللائحة
الواردة في المادة 39من هذه المدونة لم تأتي على سبيل الحصر ،بل على سبيل المثال بدليل أن مطلع
المادة 39يقول:تعتبر بمثابة أخطاء جسيمة يمكن أن تؤدي إلى الفصل "...ولكن فقط يظل تقدير اعتبار
خطأ ما من غير الأخطاء الواردة في المادة 39جسيما ،خاضعا لتقدير القضاء على أن اللائحة الواردة في
المادة 39جاءت شاملة و طويلة لحد يصعب تصور وجود أخطاء أخرى جسيمة يمكن أن يرتكبها الأجير
غير :
ارتكاب جنحة ماسة بالشرف ،أو الأمانة ،أو الآداب العامة ،صدر بشأنها حكم نهائي وسالب للحرية .
إفشاء سر مهني نتج عنه ضرر للمقاولة .
ارتكاب الأفعال التالية داخل المؤسسة أو أثناء الشغل :
السرقة
خيانة الأمانة
السكر العلني
تعاطي مادة مخدرة
الاعتداء بالضرب
السب الفادح
رفض إنجاز شغل من اختصاصه
التغيب بدون مبرر لأكثر من أربعة أيام أو ثمانية أنصاف يوم خلال الاثني عشر شهرا
إلحاق ضرر جسيم بالتجهيزات أو الآلات أو المواد الأولية عمدا أو نتيجة إهمال فادح
ارتكاب خطأ نشأت عنه خسارة مادية جسيمة للمشغل
عدم مراعات التعليمات اللازم إتباعها لحفظ السلامة في الشغل وسلامة المؤسسة ترتب عنها
خسارة جسيمة
التحريض على الفساد
استعمال أي نوع من أنواع العنف والاعتداء البدني الموجه ضد أجيرا والمشغل أو من ينوب عنه
لعرقلة سير المقاولة .
أما الأخطاء الجسيمة التي يمكن أن يرتكبها المشغل وتؤدي إلى إنهاء عقد الشغل فقد نصت عليها
المادة 40من المدونة الجديدة وذلك على سبيل المثال وليس الحصر وهي :
السب الفادح
استعمال أي نوع من أنواع العنف والاعتداء الموجه ضد الأجير
التحرش الجنسي
التحريض على الفساد
عقد الشغل محدد المدة هو العقد الذي يعرف بشكل مسبق متى سينتهي .
على أن انتهاء عقد الشغل محدد المدة بشكل طبيعي لا يتصور إلا في الحالتين التاليتين اللتين ذكرتهما
المادة 33من مدونة الشغل :
-حلول الأجل المحدد للعقد .
-انتهاء الشغل الذي كان محلا له .
و لكونه عقدا محدد المدة ،فإن انتهاءه لا يحتاج إلى مبرر أو سبب مشروع آخر غير انتهاء المدة أو العمل.
ولكن لا يجوز لأحد طرفيه أن ينهيه بإرادته المنفردة قبل حلول أجله أو نهاية العمل .
تحدثت المادة 34من مدونة الشغل عن حالتين ينتهي فيهما عقد الشغل غير محدد المدة ،يجمع بينهما
أن الإنهاء يتم بإرادة منفردة لأحد طرفي عقـد الشغل .وذلـك تماشيا مع مبدأ كون القانون لا يقر قيام
علاقات تعاقدية مؤبدة .
على أنه إذا تم إنهاء العقد غير محدد المدة من قبل المشغل بإرادته المنفردة ،فإنه يسمى الفصل ،أما إذا
كان الإنهاء من قبل الأجير بإرادته المنفردة ،فإنه يسمى الاستقالة .ولكن في الحالتين يظل إنهاء للعقد
بالإرادة المنفردة .
لكن في جميع الحالات لا يجب أن يكون الحق في إنهاء عقـد الشغل الغير محدد المدة ،حقا مطلقا.
فبالإضافة إلى ضرورة إتباع المسطرة الواجبة
إذا تم إنهاء عقد الشغل غير المحدد المدة بإرادة المشغل ،فإن هذا الأخير يكون ملزما في جميع الحالات
باحترام أجل الإخطار وذلك بحسب المادة 34من المدونة ما لم يتعلق الأمر بخطأ جسيم ارتكبه الأجير،
حيث في هذه الحالة يستطيع المشغل فصل الأجير من الشغل دون مراعاة أجل الإخطار تطبيقا لنص
المادة 43و نص المادة 61من مدونة الشغل .
وأجل الإخطار باعتباره المسطرة الوحيدة التي يجب على المشغل أن يحترمها عندما يريد فصل الأجير و
بالتالي إنهاء عقد شغله غير المحدد المدة ،هي تلك المدة التي تفصل بين تاريخ تبليغ الأجير من قبل
المشغل برغبة هذا الأخير في إنهاء العقد الذي يربط بينهما و بين التاريخ الذي حدد لاعتبار هذا العقد
منتهيا .فالمادة 43من المدونة تقضي بأن هذا الأجل وتنظيمه يتم بمقتضى النصوص التشريعية أو
التطبيقية أو عقد الشغل أو اتفاقية الشغل الجماعية أو النظام الداخلي أو العرف .ويكون باطلا بقوة
القانون ،كل شرط في عقد الشغل أو اتفاقية الشغل الجماعية أو النظام الداخلي أو العرف يحدد أجل
الإخطار في مدة تقل عما حددته النصوص التشريعية أو التطبيقية .وفي جميع الأحوال يكون باطلا كل
شرط يحدد أجل الإخطار في أقل من ثمانية أيام يبدأ سريانها في اليوم الموالي لتبليغ قرار إنهاء العقد.
ولكن يجب على المشغل كما على الأجير أن يحترما جميع التزاماتهما المتبادلة المترتبة عن العقد الذي
يربط بينهما .
و خلال أجل الإخطار يستفيد الأجير من رخصة تغيب قصد البحث عن شغل آخر ،على أن يؤدى له عنها
الأجر الذي يتقاضاه عن أوقات شغله الفعلي أيا كانت طريقة أدائه ،و تتحدد مدة الغياب المسموح له بها
في :ساعتين في اليوم أو ثماني ساعات في الأسبوع الواحد أو ثلاثين ساعة في كل فترة من ثلاثين يوما
متوالية .أما إذا كان الأجير يشتغل في مقاولة أو مؤسسة ،أو ورش يبعد مسافة تفوق عشر كيلومترات عن
مدينة مصنفة في عداد البلديات أمكن له التغيب أربع ساعات متتالية مرتين في الأسبوع ،أو ثماني
ساعات متتالية مرة في الأسبوع ،خلال الساعات المخصصة للشغل في المقاولة أو المؤسسة أو الورش.
وذلـك بحسب المواد 49 ،48 ،47 ،44من مدونة الشغل .
وينتهي حق الأجير في التغيب خلال أجل الإخطار بمجرد حصوله على شغل جديد ،أو إذا توقف الأجير عن
تخصيص فترات تغيبه للبحث عن شغل وذلك بمقتضى المادة 50من مدونة الشغل .
أما إذا تعلق الأمر بأجيرة ثبت حملها بشهادة طبية ،فإن المشغل لا يستطيع فصلها سواء أثناء الحمل أو
بعد الوضع بأربعة عشر أسبوعا .كما لا يستطيع المشغل إنهاء عقد شغل الأجيرة أثناء فترة توقفها عن
الشغل بسبب نشوء حالة مرضية عن الحمل أو النفاس ثبتت بشهادة طبية ما لم ترتكب خطأ جسيما،
وفي هذه الحالة لا تبلغ الأجيرة بقرار الإنهاء أثناء فترة عقد الشغل ،بل يجب انتظار انتهاء فترة التوقف.
لإن هذا الإنهاء لا يكون له أي أثر خلال تلـك الفترة بحسب المادة 159من مدونة الشغل .أما إذا تم تبليغ
الأجيرة بقرار فصلها قبل أن تثبت حملها بشهادة طبية ،أمكن لها ،في أجل خمسة عشر يوما من إبلاغها
قرار الفصل إثبات حملها بواسطة شهادة طبية ،توجهها إلى المشغل برسالة مضمونة مع الإشعار
بالتوصل ،ويصبح الفصل نتيجة لذ لك باطلا .