You are on page 1of 17

‫‪http://droitprevemaroc.blogspot.com/2016/04/blog-post_11.

html‬‬

‫قراءة في الضوابط الواقعية والنصوص القانونية المنظمة للخبرة اإلدارية‬


‫والقضائية في قضايا التعويض عن نزع الملكية ألجل المنفعة العامة‬

‫مدونة القانون الخاص المغربي ‪ 1:18:00‬م‬

‫األستاذ‪ :‬الحسن اولياس‬


‫باحث في العلوم القانونية واالدارية‬
‫توطئة‪:‬‬

‫في إطار القيام بمسؤولياتها في الميادين االجتماعية واالقتصادية واإلدارية‪ ،‬تحتاج الدولة‬
‫والجماعات المحلية واألشخاص االخرين الجارية عليهم احكام القانون العام‪ ....‬الخ‪ ،‬الى عدد‬
‫كبير من العقارات‪ ،‬وبغية الحصول عليها تلجا تلكم الجهات الى مباشرة مسطرة االقتناء‬
‫بالتراضي‪ ،‬غير انه في حالة تعذر ممارسة هذه المسطرة األخيرة‪ ،‬يتم اللجوء الى مسطرة‬
‫نزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬التي تتضمن مسطرة إدارية وأخرى قضائية‪.‬‬
‫ويشكل القانون رقم ‪ 7.81‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‪ 1.81.254‬بتاريخ ‪ 11‬رجب‬
‫‪ 6(1402‬ماي‪ )1982‬وكذا المرسوم رقم ‪ 2.82.382‬بتاريخ‪ 2‬رجب‪ 16(1403‬ابريل‬
‫‪ ،)1983‬الصادر بشأن تطبيق القانون المذكور‪ ،‬اإلطار القانوني لنزع الملكية‪.‬‬
‫وحسب الفصل األول من هذا القانون‪ ،‬فان نزع ملكية العقارات او بعضا او ملكية الحقوق‬
‫العينية العقارية‪ ،‬ال يجوز الحكم به اال إذاكان الغرض من النزع هو المنفعة العامة‪ ،‬وال يمكن‬
‫اجراؤه اال طبق الكيفيات المقررة قانونا‪ ،‬مع مراعاة االستثناءات المنصوص عليها بموجب‬
‫تشريعات خاصة‪.‬‬
‫وحري بالذكر‪ ،‬وبعد اجراء المرحلة اإلدارية لمسطرة نزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬وهي‬
‫مرحلة اشهارية باألساس‪ ،‬تنتهي باستصدار المقرر المعلن للمنفعة العامة ونشره بالجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬تبادر الجهة نازعة الملكية الى تحديد قيمة العقار او الحق العيني موضوع نزع‬
‫الملكية‪ ،‬عن طريق جمع اللجنة اإلدارية للتقييم عمال بمقتضيات الفصل ‪ 42‬من قانون نزع‬
‫الملكية‪ ،‬وهو التعويض الذي تقترحه الجهة نازعة الملكية امام القضاء اإلداري بموجب مقالها‬
‫االستعجالي الرامي الى االذن بالحيازة‪ ،‬ومقالها في الموضوع الهادف الى نقل الملكية‪ ،‬ذلكم‬
‫التعويض الذي يمكن ان يكون موضوع منازعة من قبل المنزوعة ملكيته‪ ،‬االمر الذي يترتب‬
‫عنه االنتقال الى مرحلة ثانية وهي مرحلة الخبرة القضائية في تحديد التعويض‪.‬‬
‫هذا وغني عن البيان‪ ،‬ان التعويض المقرر نتيجة فقد او نزع الملكية‪ ،‬يجب ان يكون عادال‪،‬‬
‫باعتبار ان المنزوعة ملكيته يتحمل في هذا النطاق‪ ،‬وزرا وضررا نتيجة تخليه جبرا عن‬
‫عقاره او حقه العيني‪ ،‬وبالتالي فان المشرع المغربي سواء من خالل القانون رقم ‪7.81‬‬
‫السالف ذكره والمتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬وكذا من خالل نصوص الخبرة‬
‫القضائية كما هي منظمة بقانون المسطرة المدنية‪ ،‬أحاط التعويض عموما عن نزع الملكية‬
‫بمجموعة من الضمانات التي تحقق العدالة واالنصاف للطرفين المعنيين معا أي نازع الملكية‬
‫والمنزوعة ملكيته‪ ،‬وبعبارة اصح فان تلكم العدالة تتوخى التوفيق بين مبداي منح تعويض‬
‫عادل للمنزوعة ملكيته من جهة وضرورة حماية المال العام من جهة ثانية‪.‬‬
‫انطالقا مما تقدم ‪ ،‬فان موضوع بحثنا هذا‪ ،‬سيتم تناوله من محورين أساسيين‪ ،‬األول سيتم‬
‫التطرق فيه الى الضوابط المؤسسة لتحديد التعويض خالل المرحلة اإلدارية لمسطرة نزع‬
‫الملكية (عمل اللجنة اإلدارية للتقييم)‪ ،‬على ان يتم تناول في محور ثان الموجبات المؤطرة‬
‫للخبرة القضائية في تحديد التعويض( أي خالل مرحلة منازعة المنزوعة ملكيته أصال في‬
‫مبلغ التعويض المعروض عليه من قبل الجهة نازعة الملكية) ‪ ،‬تلكم الضوابط والموجبات‪،‬‬
‫وكما سيتضح ذلك‪ ،‬ترتبط أساسا بواقع العقار موضوع نزع الملكية( الموقع‪ ،‬المساحة‪ ،‬قربه‬
‫او بعده من التجهيزات العمومية‪ ،‬ضرورة تحديد الثمن اعتمادا على عناصر للمقارنة ‪....‬الخ)‪،‬‬
‫كما تتقيد من جانب اخر بمقتضيات نصوص قانونية امرة لها صلة بالنظام العام والكل ينصب‬
‫في اتجاه التوفيق بين مصالح كل طرف على حدة‪ :‬نازع الملكية والمنزوعة ملكيته‪.‬‬
‫وحتى ال يظل البحث منحصرا في جانبه النظري الصرف‪ ،‬وكذا سعيا الى توضيح معالمه‬
‫أكثر‪ ،‬سيتم اغناء الدراسة باجتهادات قضائية في الموضوع‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تحديد التعويض خالل المرحلة اإلدارية لنزع الملكية (األساس القانوني‬
‫والضوابط المعتمدة في تحديد القيمة)‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلطار القانوني لتشكيل وعمل اللجنة اإلدارية للتقييم‪.‬‬

‫ا‪-‬االطار القانوني لتشكيل اللجنة اإلدارية للتقييم‪.‬‬

‫بمجرد صدور المرسوم او المقرر المعلن لنزع الملكية ألجل المنفعة العامة ونشره بالجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬تعمد الجهة نازعة الملكية الى جمع لجنة إدارية للتقويم‪ ،‬ينصب عملها أساسا على‬
‫تحديد ثمن التعويض عن نزع الملكية بتاريخ صدور المقرر او المرسوم المذكور‪.‬‬
‫و في هذا النطاق‪ ،‬تنص المادة ‪ 42‬من قانون نزع الملكية على ما يلي‪ ":‬اذا اتفق نازع‬
‫الملكية والمنزوعة ملكيته على الثمن الذي حددته اللجنة بعد نشر مقرر التخلي وعلى كيفيات‬
‫تفويت العقار او الحقوق العينية المنزوعة ملكيتها‪ ،‬فان هذا االتفاق الذي يجب ان يبرم طبقا‬
‫لمقرر التخلي‪ ،‬يدرج في محضر امام السلطة اإلدارية المحلية التابع لها موقع العقار ‪"....‬‬
‫وبالرجوع الى الفصلين‪ 6‬و‪ 7‬من المرسوم رقم ‪ 382.82.2‬بتاريخ ‪ 2‬رجب‪16(1403‬‬
‫ابريل‪ ،)1983‬بتطبيق القانون ‪ 81.7‬المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة وباالحتالل‬
‫المؤقت‪ ،‬نجد ان تأليف اللجنة اإلدارية للتقييم يختلف باختالف ما اذا كان النزع يهم حقوقا‬
‫مائية او ما اذا كان الهدف من ذلك يتعلق بنزع ملكية عقارات او حقوق عينية‪.‬‬

‫* بالنسبة لنزع ملكية حقوق مائية‪ :‬تتكون اللجنة المذكورة مما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬السلطة اإلدارية المحلية‪ ،‬او ممثلها رئيسا‬


‫‪ -‬رئيس دائرة أمالك الدولة الموجودة بها الحقوق المائلة او نائبه‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل وزارة التجهيز‪ ،‬كاتبا‬
‫‪ -‬ممثل المصالح اإلقليمية للفالحة واإلصالح الزراعي‬
‫* بالنسبة لنزع ملكية عقارات او حقوق عينية‪ :‬فتتكون اللجنة اإلدارية‪ ،‬مما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬السلطة اإلدارية المحلية او من يمثلها‪ ،‬رئيسا‬


‫‪ -‬رئيسدائرة أمالك الدولة او من يمثله‬
‫‪ -‬قابض التسجيل والتمبراو من يمثله‬
‫‪ -‬ممثل طالب نزع الملكية‪ ،‬او اإلدارة التي يجري نزع الملكية لفائدتها‬

‫ويضاف الى اللجنة أعضاء غير دائمين‪ ،‬وهم بحسب طبيعة العقار‪ :‬مفتش الضرائب‬
‫الحضرية او منتدبه‪ ،‬مفتش التعمير او منتدبه‪ ،‬اذا تعلق االمر بأراض حضرية مبنية او غير‬
‫مبنية‪ ،‬الممثل اإلقليمي للفالحة واإلصالح الزراعي او منتدبه‪ ،‬مفتش الضرائب القروية او‬
‫منتدبه‪ ،‬اذا تعلق االمر بارض قروية‪ ،‬وتتولى السلطة القائمة بنزع الملكية اعمال الكتابة‪.‬‬

‫ب‪ -‬عمل اللجنة اإلدارية للتقييم‪:‬‬

‫ان المهمة األساسية للجنة اإلدارية للتقييم المتطرق الى تشكليها أعاله‪ ،‬ينصب أساسا حول‬
‫تقويم وتحديد ثمن العقار او الحق المائي او الحق العيني موضوع نزع الملكية‪ ،‬استنادا الى‬
‫تاريخ نشر مقرر التخلي او المرسوم المعلن للمنفعة العامة بالجريدة الرسمية‪ ،‬وتستند اللجنة‬
‫المذكورة في تقييمها هذا الى مجموعة من العناصر األساسية التي تعتبر مرجعا أساسيا وهاما‬
‫في عملية التعويض‪ ،‬بشكل يبرر القيمة التي انتهت اليها في تحديد ذلكم التعويض ومن ذلكم‪:‬‬
‫موقع العقار‪ ،‬طبيعته( حضري ‪ ،‬شبه حضري‪ ،‬قروي)‪ ،‬استعماله‪ ،‬حدوده‪ ،‬شكله واتجاهه‪،‬‬
‫قربه او بعدم من التجهيزات العمومية‪ ،‬االرتفاقات الموجودة عليه‪ -‬ارتفاقات الحق العام او‬
‫الخاص‪ -‬إمكانية استعماله بالنسبة للتنظيمات المعمارية المعمول بها‪.....‬الخ)‪ ،‬كما ان تحديد‬
‫التعويض باإلضافة الى ما ذكر‪ ،‬ينبغي ان يتم بناء على عناصر للمقارنة‪ ،‬ومن ذلكم مختلف‬
‫عقود البيع المجراة بشان قطع مماثلة للقطعة األرضية موضوع نزع الملكية الواقعة بنفس‬
‫المنطقة او بمناطق قريبة‪ ،‬وهنا يكمن الدور الذي تلعبه مصالح التسجيل والتمبر وكذا مصالح‬
‫الضرائب في اشغال اللجن اإلدارية للتقويم‪ ،‬باعتبار المصلحتين المذكورتين مكلفتين بتسجيل‬
‫وتحصيل الضرائب عن مختلف عمليات التصرف من بيع وشراء‪...‬الخ تهم القطع األرضية‬
‫القريبة او المجاورة لموضوع نزع الملكية‪.‬‬
‫هذا وان اشغال اللجنة اإلدارية للتقييم تبتدئ من تاريخ نشر مقرر التخلي‪ ،‬الى غاية انتهاء‬
‫صالحية هذا المقرر الذي يستمر مفعوله لمدة سنتين من تاريخ النشر بالجريدة الرسمية‪ ،‬كما‬
‫ورد بالفصل‪ 17‬من القانون‪ 81.7‬في فقرته األولى ‪ ،‬اذ جاء فيها‪ ":‬يحدد االجل الذي يمكن ان‬
‫تبقى خالله األمالك المعنية في مقرر التخلي خاضعة لنزع الملكية‪ ،‬في سنتين ابتداء من تاريخ‬
‫نشر هذا المقرر في الجريدة الرسمية او عند االقتضاء من تاريخ تبليغه‪".‬‬
‫ولعل تحديد تلكم الفترة في اجل السنتين‪ ،‬مرتبط باألساس بكون انه اذا لم يبادر نازع الملكية‬
‫الى إيداع مقالي الحيازة ونقل الملكية داخل االجل المذكور‪ ،‬فانه ال يمكن الحكم بنزع الملكية‬
‫اال بموجب اعالن جديد لنزع الملكية‪ ،‬وبعبارة اصح فان اجل السنتين من تاريخ نشر مقرر‬
‫التخلي بالجريدة الرسمية هو اجل سقوط لرفع الدعوى بالحيازة ونقل الملكية‪ ،‬ويكون معه‬
‫على نازع الملكية‪-‬بمرور االجل المذكور‪-‬إعادة المسطرة اإلدارية من جديد مع ما يترتب عن‬
‫ذلك من تغيير في قيمة العقار بفعل عامل الزمن و مباشرة المسطرة من األول وانتظار مدة‬
‫زمنية اليستهان بها من اجل استصدار مقرر للتخلي من جديد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االثار المترتبة عن تحديد الثمن من قبل اللجنة اإلدارية للخبرة‪:‬‬

‫بمجرد انتهاء اللجنة اإلدارية للتقويم من اشغالها‪ ،‬يتم تحرير محضر من قبلها‬
‫يتضمن مبلغ التعويض المحدد من قبلها بناء على مختلف العناصر السالف ذكرها أعاله‪.‬‬
‫وبترتب عن تحرير المحضر المذكور‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫اما االتفاق بالمراضاة مع المنزوعة ملكيته على الثمن المحدد‪ ،‬ويتم تحرير محضر بذلك‪ ،‬وفي‬ ‫‪‬‬

‫هذا النطاق يجب التمييز بين حالتين‪ ،‬األولى التي يكون فيها المنزوعة ملكيته مقيما في موقع‬
‫العقار‪ ،‬والثانية مرتبطة بالحالة التي يكون فيها الشخص مقيما في منطقة خارج موقع العقار‪.‬‬
‫( الفقرة األولى من الفصل‪ 42‬المشار اليه أعاله)‪ ،‬فاذا كان المنزوعة ملكيته يقيم بمكان موقع‬
‫العقار ‪ ،‬يحرر محضر االتفاق امام السلطة اإلدارية التابع لها موقع العقار‪ ،‬اما اذا كان يقيم‬
‫بمكان اخر‪ ،‬فان االتفاق يبرم وفق مقتضيات القانون الخاص بواسطة عقد وفق الشروط‬
‫القانونية ويبلغ الى السلطة المحلية وتترتب عليه اثار مهمة‪:‬‬
‫* ابرام االتفاق بالمراضاة وعدم لجوء نازع الملكية الى تقديم المقال االستعجالي باإلذن‬
‫بالحيازة ونقل الملكية امام القضاء اإلداري‪ ،‬ووضع حد للمسطرة القضائية متى تبت عدم‬
‫اجرائها والخوض فيها امام المحكمة اإلدارية المعنية‪.‬‬
‫* وحتى في حالة سبقية تقديم الدعوى امام المحكمة اإلدارية في شقيها االستعجالي( الحيازة)‬
‫والموضوعي( نقل الملكية مقابل التعويض)‪ ،‬فان االتفاق بالمراضاة يضح حدا ألثار دعوى‬
‫التعويض مقابل فقد الملكية‪ ،‬اذ حينئذ يكتفي نازع الملكية بتقديم مذكرة بسحب الدعوى امام‬
‫المحكمة ( الذي يقابله مفهوم تقديم مذكرة التنازل عن الدعوى في القضايا األخرى) ‪ ،‬وفق‬
‫ما تمليه المقتضيات األخيرة المنصوص عليها في الفصل‪ 42‬المذكور‪ ،‬التي جاء‬
‫فيها‪....":‬وتترتب عليه‪....‬جميع االثار المنصوص عليها في الفصل‪ 37‬وكذا سحب الدعوى‬
‫عند االقتضاء من قاضي نزع الملكية او محكمة االستئناف او محكمة النقض( المجلس األعلى‬
‫سابقا)‪".‬‬
‫* كما انه حتى في حالة عرض القضية على انظار القضاء اإلداري‪ ،‬وعدم لجوء المنزوعة‬
‫ملكيته للمجادلة في مبلغ التعويض بعدم تقديمه اية مذكرة في هذا الشأن‪ ،‬فان االمر يترتب‬
‫عنه صدور حكم وفق مطالب نازع الملكية‪ ،‬وبمفهوم المخالفة وحسب ما درج عليه االجتهاد‬
‫القضائي‪ ،‬فان التعويض الذي تقدره اللجنة اإلدارية للتقييم‪ ،‬يتوقف نفاذه على قبوله من قبل‬
‫المنزوعة ملكيته‪.‬‬
‫في حالة رفض التعويض المحدد من طرف اللجنة المذكورة‪ :‬ويكون عند عدم اقتناع‬ ‫‪‬‬

‫المنزوعة ملكيته بالتعويض المحدد من طرف اللجنة اإلدارية للتقييم‪ ،‬كان يبدو له بان‬
‫التعويض المحدد هزيل او ضئيل بالمقارنة مع الثمن الحقيقي للعقار او الحق العيني او المائي‬
‫موضوع نزع الملكية‪ ،‬فهنا وبعد لجوء نازعة الملكية الى القضاء للمطالبة بنقل الملكية مقابل‬
‫التعويض‪ ،‬ينازع المنزوعة ملكيته في الثمن‪ ،‬وتلي ذلك إجراءات قضائية منها صدور امر‬
‫تمهيدي بإجراء خبرة وتعيين احد الخبراء إلجراء الخبرة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تحديد التعويض خالل المرحلة القضائية لنزع الملكية عن طرق الخبرة‬
‫( الضوابط الواقعية والقانونية)‪:‬‬

‫كما سلف الذكر‪ ،‬فانه خالل تقديم نازع الملكية لمقالين األول استعجالي باإلذن بالحيازة‪،‬‬
‫والثاني في الموضوع بنقل الملكية مقابل التعويض المحدد من طرف اللجنة اإلدارية للتقييم‪،‬‬
‫قد يبادر المنزوعة ملكيته في دعوى الموضوع الى المنازعة في مبلغ التعويض‪ ،‬االمر الذي‬
‫يترتب عنه اصدار القاضي اإلداري ألمر تمهيدي بإجراء الخبرة من قبل احد الخبراء‬
‫المختصين في الميدان‪ ،‬فما هي األسس والضوابط المقيدة للخبرة القضائية في مجال نزع‬
‫الملكية للمنفعة العامة‪ ،‬في افق تحقيق التوازن بين حصول المنزوعة ملكيته على تعويض‬
‫عادل عن فقد الملكية دون اضرار بأموال نازع الملكية باعتبار هذا األخير هو المسؤول عن‬
‫أداء وصرف التعويض‪،‬‬
‫ان التطرق لألمر‪ ،‬يستدعي الوقوف على مجموعة من المحطات القانونية‪ ،‬من خالل‬
‫التعريف بالخبرة القضائية ودورها في قضايا نزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬إضافة الى‬
‫وجوب تقيد الخبير في تحديد التعويض من خالل مقتضيات الفصل ‪ 20‬من قانون نزع الملكية‬
‫والنصوص المنظمة للخبرة القضائية في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬وهل يمكن للمحكمة‬
‫االستناد الى محضر اللجنة اإلدارية للتقييم في حالة عدم تضمين الخبير في تقريره لعناصر‬
‫للمقارنة في تحديد التعويض‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف بالخبرة القضائية ودورها في تحديد التعويض في القضايا اإلدارية‬
‫المرتبطة بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪:‬‬

‫التعريف بالخبرة القضائية وطريقة تعيين الخبير‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫تعد الخبرة وسيلة قررها المشرع لمساعدة القاضي للبت في النزاع إذا كان هذا األخير‬
‫يندرج ضمنه ما يحتاج الى طلب استشارة تقنية من شخص ذي كفاءة‪.‬‬
‫وقد تم تعريفها بانها‪:‬تدبيرتحقيقي بمقتضاه يكلف القاضي شخصيا من ذوي‬
‫االختصاص يسمى خبيرا للقيام بمهمة معينة تتطلب اجراء تحقيق واستقصاءات يستعصي‬
‫على القاضي القيام بها بنفسه‪ ،‬فهي اجراء في نهاية المطاف يقتصر على مسائل فنية ال‬
‫عالقة لها مطلقا بالقانون‪ ،‬لكون المحكمة مفروض فيها العلم بالقانون علما كافيا‪.‬‬
‫فالخبرة تعتبر من طرق االثبات المباشرة‪ ،‬وذلك نظرا التصالها بالواقعة المراد‬
‫اثباتها‪ ،‬وبالتالي فان هذا االجراء من إجراءات التحقيق‪ ،‬اصبح اكثر من ذي قبل يفرض نفسه‬
‫بكل قوة في مجال االثبات‪ ،‬وقد وردت مضامينها بالكتاب الحكيم في قول هللا سبحانه وتعالى"‬
‫فاسل به خبيرا" ‪.‬‬
‫والجدير بالتذكير‪ ،‬ان المشرع قد نظم الخبرة في الفصول من‪ 59‬الى ‪ 66‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية‪ ،‬وذلك ضمن الباب الثالث المتعلق بإجراءات التحقيق‪ ،‬باإلضافة لذلك نجد‬
‫قانونا اخر يكملها‪ ،‬ويتعلق االمر بالقانون رقم ‪ 45.00‬المتعلق بالخبراء القضائيين‪.‬‬
‫ويتم تعيين الخبير بواسطة حكم تمهيدي‪ ،‬يحدد النقط التي على أساسها سيتم انجاز‬
‫الخبرة‪ ،‬اذ يجب على الخبير ان ال يتجاوزها او يتغاضى عن بعضها‪ ،‬وذلك حسب الفقرة الثالثة‬
‫من الفصل ‪ 59‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬اخذا بعين االعتبار عدم اصطدام الخبرة بأحد‬
‫عوارضها من قبيل تجريح الخبير في حاالت توفر موجبات ذلك‪ ،‬او استبداله من قبل المحكمة‬
‫في حالة عدم إنجازه للمهمة الموكولة اليه خالل االجل المحدد‪.‬‬

‫دور الخبير في تحديد التعويض عن نزع الملكية (الضوابط الواقعية والقانونية المؤطرة‬ ‫‪‬‬

‫للخبرة)‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التقيد بمقتضيات الفصل ‪ 20‬من قانون نزع الملكية‪:‬‬

‫ينص الفصل ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 7-81‬ينص على انه‪:‬‬


‫" يحدد التعويض عن نزع الملكية طبقا للقواعد التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬يجب أال يشمل إال الضرر الحالي والمحقق الناشئ مباشرة عن نزع الملكية‪ ،‬وال يمكن أن يمتد‬
‫إلى ضرر غير محقق أو محتمل أو غير مباشر‪.‬‬
‫‪ .2‬يحدد قدر التعويض حسب قيمة العقار يوم صدور قرار نزع الملكية دون أن تراعى في تحديد‬
‫هذه القيمة البناءات واألغراس والتحسينات المنجزة دون موافقة نازع الملكية منذ نشر أو‬
‫تبليغ مقرر إعالن المنفعة العامة المعين لألمالك المقرر نزع ملكيتها‬
‫‪ .3‬يجب أال يتجاوز التعويض المقدر بهذه الكيفية قيمة العقار يوم نشر مقرر التخلي أو تبليغ‬
‫مقرر إعالن المنفعة العامة لألمالك التي ستنزع ملكيتها‪ ،‬وال تراعى في تحديد هذه القيمة‬
‫عناصر الزيادات بسبب المضاربات التي تظهر منذ صدور مقرر التصريح بالمنفعة العامة "‪.‬‬

‫انطالقا من هذا الفصل‪ ،‬يتضح ان الخبير مقيد بمجموعة من الضوابط التي يحكمها قانون نزع‬
‫الملكية‪ ،‬فالضرر الواجب التعويض عنه هو الضرر الحالي المحقق مباشرة عن نزع الملكية‪،‬‬
‫كما ان عنصر المضاربات التي تظهر منذ صدور مقرر التصريح بالمنفعة العامة محضور على‬
‫الخبير األخذ به في تحديد قيمة العقار‪....‬الخ‪ ،‬وفي هذا االطار ورد في حيثية حكم صادر عن‬
‫المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء‪ -‬قبل دخول قانون المحاكم اإلدارية حيز التطبيق‪ -‬ما يلي‪":‬‬
‫حيث يستخلص من تقرير الخبرة ومن قرار نزع الملكية ان األرض موضوع النزاع تعتبر‬
‫ارضا قابلة للتجزئة سواء بقيت بيد المدعي او تسلمها الطرف المدعى عليه‪ "....‬وهو تعليل‬
‫يعتمد على عنصر االستغالل المستقبلي لألرض‪ ،‬وما يمكن ان تؤول اليه‪ ،‬وهو تعليل مبني‬
‫على المستقبل المحتمل الذي يمنع االعتماد عليه بمقتضى الفصل ‪ 20‬من قانون نزع‬
‫الملكية‪"...‬‬
‫وفي مداخلة لألستاذة"ليان كوبيرت" حول موضوع تحديد التعويض الممنوح للمنزوعة‬
‫ملكيته خالل الندوة المقامة بين محكمة النقض بالمغرب ومحكمة النقض بفرنسا حول‬
‫موضوع التعمير ونزع الملكية‪ ،‬اشارت األستاذة المذكورة لمجموعة من األسس المعتمدة في‬
‫تقدير التعويض أولها ان يؤخذ بعين االعتبار عند تحديد طبيعة العقار السنة ما قبل تاريخ فتح‬
‫البحث اإلداري‪ -‬منعا للمضاربة‪ ،-‬فتحدد طبيعة العقار هل هو مبني ام عبارة عن ارض عارية‬
‫او يستثمر فيه اصل تجاري اعتبارا لهذا التاريخ‪ ،‬والمبدأ الثاني ان التعويض يجب ان يكون‬
‫كامال غير انه ال يمكن لقاضي نزع الملكية ان يعوض االضرار المعنوية وال االضرار‬
‫المستقبلية‪ ،‬بل يأخذ بعين االعتبار الضرر المباشر الناجم عنه نزع الملكية‪ ،‬وتحدثت األستاذة‬
‫مضيفة جردا لمختلف العقارات وكيفية التعويض عنها اعتمادا على عناصر للمقارنة مستمدة‬
‫بين يدي الموثقين او احكام قضائية صادرة في قضايا مماثلة شريطة اال تكون قديمة إضافة‬
‫لعقود البيع وغيرها من العقود التي توثق لمعامالت أجريت بناء على اثمنة مناسبة‪.‬‬
‫وفي نفس االطار دائما‪ ،‬تطرقت المتدخلة الى العقارات المبنية‪ ،‬مشيرة في هذا الخصوص الى‬
‫انه في بعض المدن الفرنسية وخاصة باريز ‪ ،PARIS‬تكون قيمة البناء معادلة لقيمة األرض‬
‫او تفوقها فهناك من يرى انه ال حاجة للتعويض عن قيمة األرض‪ ،‬وتم الوقوف كذلك عند‬
‫التعويض عن فقدان األصل التجاري الذي يتكون كما هو معلوم من عناصر مادية ومعنوية‪،‬‬
‫ويحدد التعويض فيه على معايير ثالثة‪ :‬رقم االعمال أوال‪ ،‬الربح السنوي ثانيا‪ ،‬ثم الدخل‬
‫اليومي ثالتا‪.‬‬

‫هذا وفي نطاق العمل القضائي‪ ،‬حول تطبيق مقتضيات الفصل‪ 20‬من قانون نزع الملكية‪،‬‬
‫نورد بعض االجتهادات القضائية‪ ،‬كالتالي‪:‬‬

‫‪ " -‬التعويض عن نزع الملكية‪ ،‬يجب ان يمنح الى المنزوعة ملكيته‪ ،‬يقدر حسب قيمة العقار‬
‫بتاريخ التصريح بنزع الملكية"‬
‫( قرار محكمة النقض عدد‪ 3637‬بتاريخ‪ 14‬دجنبر‪ 1976‬في الملف المدني عدد ‪،586‬‬
‫منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى العدد‪ ،127‬السنة‪ ،17‬يوليوز‪.)1978‬‬

‫‪ "-‬يكون القرار غير مرتكز على أساس قانوني‪ ،‬عندما لم يبين قيمة العقار وقت صدور القرار‬
‫القاضي بنزع الملكية من اجل المصلحة العامة‪ ،‬وال قيمته يوم نشر مقرر التخلي‪ ،‬مما حرم‬
‫على المجلس األعلى من ممارسة رقابته فيما يخص تقدير التعويض"‬
‫( قرار محكة النقض عدد ‪ 58‬بتاريخ ‪ 14‬مارس‪ ،1985‬مجلة المحامي العدد‪7‬‬
‫السنةالسادسة‪.)1986،‬‬

‫‪ " -‬الضرر الذي يمكن لمن نزعت منه الملكية للمنفعة العامة ان يطالب به‪ ،‬هو المبني على‬
‫العناصر الناتجة عن االستعمال الحالي والمقرر لألرض المنزوعة ملكيتها‪ ،‬فال يحق للمالك ان‬
‫يطالب تعويضه عن ارضه التي تستعمل للفالحة بالتمسك بانها كانت ستخصص للبناء"‬
‫(قرار محكمة النقض عدد‪ 15/58‬بتاريخ فاتح يوليوز‪ ،1958‬في الملف االداري‪،440/58‬‬
‫منشور في قرارات المجلس األعلى في المادة اإلدارية طبعة ‪ ،1997‬منشورات المجلس‬
‫األعلى في ذكراه األربعين‪ ،‬ص‪.)7‬‬

‫تلكم هي المعطيات التي يتعين األخذ بها في تقدير التعويض استنادا للفصل ‪ 20‬من القانون‬
‫المذكور‬

‫ثانيا‪ :‬التقيد بمقتضيات الفصول المنظمة للخبرة القضائية في قانون المسطرة المدنية‪:‬‬

‫الى جانب ضرورة تقيد الخبير بمقتضيات المادة‪ 20‬من قانون نزع الملكية‪ ،‬فان الخبرة‬
‫المنجزة من قبله يجب ان تتم في اطار القواعد القانونية التي يؤطرها أيضا قانون المسطرة‬
‫المدنية‪ ،‬وبالرجوع الى المقتضيات المذكورة‪ ،‬نجد بانه يتعين على الخبير‪ ،‬احترام اجال‬
‫استدعاء األطراف للخبرة‪ ،‬وتحريره لمحضر في الموضوع مرفق بتصريحات األطراف ‪،‬‬
‫وضرورة قيامه بالخبرة داخل اجال محددة تحت طائلة استبداله( الفصل‪ 61‬من ق‪.‬م‪.‬م)‪ ،‬غير‬
‫اهم ما يرتبط بمهمة الخبير في تحديد الثمن عن نزع الملكية‪ ،‬وكذا مهمة المحكمة في‬
‫استكشافها لعدم إجابة الخبير عن كل النقط الفنية المطلوبة منه‪ ،‬ما قضت به المادتان‪ 59‬و‬
‫‪ 64‬من قانون المسطرة المدنية‪،‬‬
‫اذ تنص المادة ‪ 59‬من قانون المسطرة المدنية على ما يلي‪.. ":‬يحدد القاضي النقط التي‬
‫تجرى فيها الخبرة‪ ،‬في شكل اسئلة فنية ال عالقة لها مطلقا بالقانون‪...‬‬
‫‪ ...‬يجب على الخبير ان يقدم جوابا محددا وواضحا على كل سؤال فني‪".‬‬
‫وتضيف المادة ‪ 64‬من نفس القانون على ما يلي‪ »:‬يمكن للقاضي إذا لم يجد في تقرير الخبرة‬
‫االجوبة على النقط التي طرحها على الخبير‪ ،‬ان يأمربإرجاع التقرير اليه قصد اتمام‬
‫المهمة‪"...‬‬
‫وحري بالذكر‪ ،‬انه من بين اهم النقط التي يجب على الخبير التقيد بها‪ ،‬ما دام االمر يرتبط‬
‫بتحديد مبلغ مالي ستؤديه نازعة الملكية للطرف الذي فقد عقاره او حقه العيني‪ ،‬مسالة‬
‫عناصر المقارنة في تحديد ثمن التعويض‪ ،‬اذ يتعين على الخبير ذكر كافة العناصر المهتدى‬
‫بها في تحديد الثمن‪ ،‬من عقود بيع‪ ،‬احكام قضائية‪ ،‬وغيرها من امثلة المقارنة األخرى‪،‬‬
‫ويمكنه في هذا االطار وكما تتضمن مختلف االحكام التمهيدية او القرارات الصادرة عن‬
‫القضاء اإلداري باجراء الخبرة‪ ،‬االتصال بمختلف الهيئات او اإلدارات التي يمكن ان تساعده‬
‫في االمر‪ ،‬من مصالح للتسجيل والتمبر‪ ،‬مصالح الضرائب‪ ،‬المحافظات على األمالك العقارية‬
‫والرهون‪.....،‬الخ‪.‬‬

‫ومن اجتهادات محكمة النقض في هذا اإلطار‪ ،‬نذكر على سبيل المثال ال الحصر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬قرار عدد ‪ 1059‬المؤرخ في ‪ 24‬أكتوبر ‪ 2002‬ملف إداري عدد ‪644/4/1/2002‬‬


‫منشور في كتاب قضاء محكمة النقض في مجال نزع الملكية ألجل المنفعة العامة الطبعة‬
‫األولى ‪ 2012‬ص ‪ ،72‬الذي جاء فيه‪:‬‬

‫"حيث يتضح من مراجعة البيانات الواردة في تقرير الخبرة المصادقة عليه من طرف محكمة‬
‫االستئناف أنه لم يذكر مراجع البيوعات ومساحتها وخصائصها ومميزاتها لتمكين المجلس‬
‫األعلى من بسط رقابته‪ ،‬والحالة أن تحديد التعويض عن نزع الملكية يجب أن يتم في إطار‬
‫القواعد والضوابط المنصوص عليها في الفصل ‪ 20‬من قانون ‪ 7-81‬المتعلق بنزع الملكية‬
‫للمنفعة العامة‬
‫وحيث إنه من الواضح أن هذه الضوابط اآلمرة ال يتأتى احترامها إال إذا أثبت الخبراء صحة‬
‫القيمة المحددة من طرفهم عن طريق حاالت مماثلة وبيوعات مطابقة للعقار المعني باألمر‪.‬‬
‫وحيث إن محكمة االستئناف المطعون في قرارها بمصادقتها على القرار المذكور رغم‬
‫االختالالت الواضحة المشار إليها تكون قد جعلت قرارها ناقص التعليل الموازي النعدامه‬
‫وعرضته للنقض‪" .‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض عدد‪ 492‬بتاريخ ‪ 25‬يوليو‪ ،2002‬في الملف االداري ‪-2-4-816‬‬
‫‪ 2002‬الذي جاء فيه‪:‬‬

‫" لكن بالرجوع الى الخبرة ‪ ،‬يتبين ان الخبير بنى تقديره في تحديد التعويض المناسب للقطعة‬
‫األرضية المنزوعة على النسب المطبقة لدى بعض المصالح المالية واإلدارية المختصة ومن‬
‫ذلك القرارات الصادرة عن محكمة االستئناف بالناظور‪ ،‬بشان عقارات تحمل نفس المواصفات‬
‫والمميزات وذلك خالل سنة ‪ 2002‬والسنة التي قبلها‪ ،‬كما هي مضمنة في سجالت محكمة‬
‫التوثيق وبمصلحة التسجيل والتمبر‪ ،‬ومصلحة الضرائب المباشرة والرسوم التي في حكمها‬
‫والمحافظة على األمالك العقارية والرهون فجاءت الخبرة والحالة هذه مبنية على عناصر‬
‫موضوعية وكافية جعلت المحكمة في غنى عن إجراء خبرة أخرى آخذة بعين االعتبار التزام‬
‫الخبير بمقتضيات األمر التمهيدي واحترامه لجميع النقط الواردة فيه‪ ("....‬قرار منشور بكتاب‬
‫الدليل العملي في قضايا نزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬لألستاذ العربي مياد‪ ،‬منشورات‬
‫مجلة الحقوق المغربية ص‪.)31‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 210‬بتاريخ ‪( 24/07/1982‬الدولة المغربية ‪ /‬األمالك المخزنية‬


‫ضد نظارة األوقاف)‪ ،‬جاء فيه ما يلي‪:‬‬

‫"إن القرار المطعون فيه بعدم بيان األسس التي اعتمدها في تحديد التعويض الواجب المطلوب‬
‫عن نزع ملكية القطع المذكورة‪ ،‬تلك األسس المذكورة في الفصل ‪ 15‬من ظهير‬
‫‪( 03/04/1951‬الذي يقابله الفصل ‪ 20‬من قانون نزع الملكية الحالي) لم يعط لحكمه أساسا‬
‫قانوني األمر الذي استوجب نقضه"‪.‬‬

‫‪ -‬قرار رقم ‪ 13‬بتاريخ ‪ ،15/01/2005‬ملف عدد ‪ ،127/4/2/2003‬منشور بكتاب ابراهيم‬


‫زعيم الماسي‪ ،‬تقدير التعويض عن االعتداء المادي على الملكية العقارية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪ ،250‬جاء فيه‪:‬‬

‫حيث صح ما عابه المستأنف على الحكم المستأنف‪ ،‬ذلك انه اعتمد في الحكم بالتعويض عن‬
‫الرقبة ما ورد في تقرير الخبرة المنجز من لدن الخبير السيد‪...‬بخصوص ثمن العقار موضوع‬
‫الدعوى‪ ،‬مع أن هذا التقرير ال يتضمن أمثلة للمقارنة تهم عقارات مجاورة للعقار المدعى فيه‬
‫وتماثله في المواصفات بحيث يبرر الثمن المقترح من لدنه‪ ،‬الشيء الذي كان معه الحكم‬
‫المستأنف في غير محله يتعين إلغاؤه‪.‬‬

‫‪ -‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 492‬بتاريخ ‪ 25‬يوليوز ‪ ،2002‬في الملف اإلداري ‪-2-4-816‬‬
‫‪ 2002‬الذي جاء فيه ‪:‬‬

‫"لكن بالرجوع إلى الخبرة‪ ،‬يتبين أن الخبير بنى تقديره في تحديد التعويض المناسب للقطعة‬
‫األرضية المنزوعة على النسب المطبقة لدى بعض المصالح المالية واإلدارية المختصة ومن‬
‫ذلك القرارات الصادرة عن محكمة االستئناف بالناظور‪ ،‬بشان عقارات تحمل نفس المواصفات‬
‫والمميزات وذلك خالل سنة ‪ 2002‬والسنة التي قبلها‪ ،‬كما هي مضمنة في سجالت محكمة‬
‫التوثيق وبمصلحة التسجيل والتمبر‪ ،‬ومصلحة الضرائب المباشرة والرسوم التي في حكمها‬
‫والمحافظة على األمالك العقارية والرهون فجاءت الخبرة والحالة هذه مبنية على عناصر‬
‫موضوعية وكافية جعلت المحكمة في غنى عن إجراء خبرة أخرى آخذة بعين االعتبار التزام‬
‫الخبير بمقتضيات األمر التمهيدي واحترامه لجميع النقط الواردة فيه‪( " ...‬قرار منشور بكتاب‬
‫الدليل العملي في قضايا نزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬لألستاذ العربي مياد‪ ،‬منشورات‬
‫مجلة الحقوق المغربية ص ‪ )31‬كما ورد في قرار مماثل ما يلي ‪ " :‬لكن حيث يتضح من‬
‫مراجعة البيانات الواردة في تقرير الخبرة المصادق عليه من طرف محكمة االستئناف انه لم‬
‫يذكر مراجع البيوعات ومساحاتها وخصائصها ومميزاتها لتمكين المجلس األعلى من بسط‬
‫رقابته والحالة أن تحديد التعويض عن نزع الملكية يجب أن يتم في إطار القواعد والضوابط‬
‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 20‬من قانون نزع الملكية‪ ،‬وان هذه الضوابط اآلمرة ال يتأتى‬
‫احترامها إال إذا اثبت الخبراء صحة القيمة المحددة من طرفهم عن طريق حاالت مماثلة‬
‫وبيوعات مطابقة للعقار المعني‪( ،"...‬قرار عدد ‪ 1059‬بتاريخ ‪ 24‬أكتوبر ‪ ،2002‬ملف‬
‫إداري ‪ 2002-1-4-644‬منشور بالمرجع السابق ص ‪.)31‬‬

‫ثالثا‪ :‬حالة عدم تضمين الخبرة لعناصر للمقارنة ومدى إمكانية استعانة المحكمة تبعا لذلك‬
‫بمحضر اللجنة اإلدارية للتقييم‬

‫يبدو انه في حالة عدم تضمين الخبير في تقريره ألسس وعناصر للمقارنة المهتدي بها في‬
‫تحديد الثمن المتوصل اليه من قبله‪ ،‬فانه يبدو من المناسب األخذ والرجوع الى محضر اللجنة‬
‫اإلدارية للتقويم باعتباره تضمن تعويضا اتخذ بناء على معطيات واقعية وقانونية‪ ،‬كما انه‬
‫محضر محرر من قبل عدة جهات يرتبط عملها أساسا بمجال تقييم العقارات وتحديد أثمنتها‪،‬‬
‫وتم بناء على عناصر للمقارنة محددة في الزمان والمكان وهوبذلك ‪-‬اي محضر اللجنة‬
‫االدارية للتقييم‪-‬يبقى وثيقة منتجة في الدعوى وجائزا األخذ به لقرينة الموضوعية‪.‬‬

‫و هذا المنحى هو الذي كرسته عن حق محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط‪ ،‬من خالل قرار‬
‫لها بتاريخ‪ ،23/10/2013‬الذي ورد فيه‪ ... " :‬حيث صح ما نعاه المستأنف‪ ،‬ذلك أنه‬
‫بالرجوع إلى أوراق الملف ال يتبين منها وجود عناصــر أو مؤشرات تفيد في تبرير‬
‫التعويض المحكوم به عن نزع الملكية من خالل رفعه من المبلغ المقترح على أساس ‪200‬‬
‫درهم للمتر المربع إلى مبلغ ‪ 555‬درهم‪ ،‬و ان التعويض الذي تحدده اللجنة اإلدارية للتقييم‬
‫– و إن كان نفاده توقفا على قبوله من طرف المنزوعة ملكيته و عدم منازعته فيه‪ -‬فإنه‬
‫يبقى جائزا لقرينة الموضوعية و مالءمته مع القيمة الحقيقية للعقار إلى حين أن يثبت من‬
‫معطيات النازلة ما يفيد عكس ذلك و هو ما لم يقم عليه دليل في الملف‪ ،‬و أن محكمة أول‬
‫الدرجة لم تبرز مبرراتها في تحديد التعويض في القدر المذكور‪ ،‬األمر الذي يكون ما أثير في‬
‫االستئناف مبني على أساس‪.‬‬

‫وحيث تبعا لذلك‪ ،‬يتعين تأييد الحكم المستأنف في مبدئه مع تعديله بخفض التعويض المحكوم‬
‫به من نقل الملكية إلى مبلغ ‪ 200‬درهم للمتر المربع"‪( ،‬قرار منشور بالموقع‬
‫االلكتروني ‪.)Maroc droit‬‬

‫خاتمة واستنتاج‬

‫مهما يكن من امر‪ ،‬فان حق الملكية حق مقدس دستوريا‪ ،‬ونزعه ألجل المنفعة العامة هو‬
‫اجراء تستلزمه متطلبات التنمية بالبالد‪ ،‬وبالتالي فانه الى جانب نقل الملكية لفائدة الجهة‬
‫المخول لها قانونا ذلك‪ ،‬فانه من المناسب التوفيق بين مصالح المنزوعة ملكيته في الحصول‬
‫على تعويض عادل من جانب ومصالح نازع الملكية في اكتساب ملكية عقار واستخدامه‬
‫للمنفعة العامة اخذا بعين االعتبار أيضا ما يستلزمه مبدا حماية المال العام من جانب اخر‬
‫( عدم أداء تعويضات مبالغ فيها) ‪ ،‬وتحقيق الهدف المذكور موكول لكافة األطراف المعنية‬
‫بالموضوع إداريا وقضائيا‪.‬‬

‫تم بعون هللا مع قوته‪.‬‬

‫المراجع المعتمدة‪:‬‬

‫* نزع الملكية‪ ،‬دفاتر المجلس األعلى‪ ،‬العدد‪ 1‬لسنة‪.2000‬‬


‫* الخبرة القضائية ودورها في حل المنازعات العقارية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون‬
‫العقود والعقار‪ ،‬اعداد‪ :‬ذ‪ /‬رضوان ارطيم‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫وجدة‪.‬‬
‫* التعويض في مجال نزع الملكية‪ :‬ذ‪ /‬األزرق بوزكري زهير‪ ،‬ماستر تدبير الشأن العام‬
‫المحلي‪.‬‬
‫*الدليل العملي في قضايا نزع الملكية ألجل المصلحة العامة‪ ،‬ذ‪ /‬العربي مياد‪ ،‬منشورات مجلة‬
‫الحقوق المغربية‪.‬‬
‫* الخبرة القضائية في المادة اإلدارية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة ماستر أكاديمي‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،2013-2012‬اعداد الطالبة ايمن بثينة‪.‬‬
‫* مقال منشور بالموقع االلكتروني ‪ ،MAROC DROIT‬تحت عنوان وجهة نظر بشأن‬
‫قرار محكمة النقض عدد‪ 1062‬بتاريخ ‪ ،20/12/2012‬في الملف اإلداري عدد‬
‫‪ ،217/4/1/2011‬حول الخبرة المنجزة خالل المسطرة القضائية لنزع الملكية بقلم األستاذ‬
‫الحسن اولياس‬
‫* القانون‪ 7.81‬المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪.‬‬
‫* المرسوم التطبيقي للقانون المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪.‬‬
‫* قانون المسطرة المدنية المغربي‬

‫المصدر ‪ :‬الموقع االلكتروني ‪MAROC DROIT‬‬

You might also like