Professional Documents
Culture Documents
html
في إطار القيام بمسؤولياتها في الميادين االجتماعية واالقتصادية واإلدارية ،تحتاج الدولة
والجماعات المحلية واألشخاص االخرين الجارية عليهم احكام القانون العام ....الخ ،الى عدد
كبير من العقارات ،وبغية الحصول عليها تلجا تلكم الجهات الى مباشرة مسطرة االقتناء
بالتراضي ،غير انه في حالة تعذر ممارسة هذه المسطرة األخيرة ،يتم اللجوء الى مسطرة
نزع الملكية ألجل المنفعة العامة ،التي تتضمن مسطرة إدارية وأخرى قضائية.
ويشكل القانون رقم 7.81الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.81.254بتاريخ 11رجب
6(1402ماي )1982وكذا المرسوم رقم 2.82.382بتاريخ 2رجب 16(1403ابريل
،)1983الصادر بشأن تطبيق القانون المذكور ،اإلطار القانوني لنزع الملكية.
وحسب الفصل األول من هذا القانون ،فان نزع ملكية العقارات او بعضا او ملكية الحقوق
العينية العقارية ،ال يجوز الحكم به اال إذاكان الغرض من النزع هو المنفعة العامة ،وال يمكن
اجراؤه اال طبق الكيفيات المقررة قانونا ،مع مراعاة االستثناءات المنصوص عليها بموجب
تشريعات خاصة.
وحري بالذكر ،وبعد اجراء المرحلة اإلدارية لمسطرة نزع الملكية ألجل المنفعة العامة ،وهي
مرحلة اشهارية باألساس ،تنتهي باستصدار المقرر المعلن للمنفعة العامة ونشره بالجريدة
الرسمية ،تبادر الجهة نازعة الملكية الى تحديد قيمة العقار او الحق العيني موضوع نزع
الملكية ،عن طريق جمع اللجنة اإلدارية للتقييم عمال بمقتضيات الفصل 42من قانون نزع
الملكية ،وهو التعويض الذي تقترحه الجهة نازعة الملكية امام القضاء اإلداري بموجب مقالها
االستعجالي الرامي الى االذن بالحيازة ،ومقالها في الموضوع الهادف الى نقل الملكية ،ذلكم
التعويض الذي يمكن ان يكون موضوع منازعة من قبل المنزوعة ملكيته ،االمر الذي يترتب
عنه االنتقال الى مرحلة ثانية وهي مرحلة الخبرة القضائية في تحديد التعويض.
هذا وغني عن البيان ،ان التعويض المقرر نتيجة فقد او نزع الملكية ،يجب ان يكون عادال،
باعتبار ان المنزوعة ملكيته يتحمل في هذا النطاق ،وزرا وضررا نتيجة تخليه جبرا عن
عقاره او حقه العيني ،وبالتالي فان المشرع المغربي سواء من خالل القانون رقم 7.81
السالف ذكره والمتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة ،وكذا من خالل نصوص الخبرة
القضائية كما هي منظمة بقانون المسطرة المدنية ،أحاط التعويض عموما عن نزع الملكية
بمجموعة من الضمانات التي تحقق العدالة واالنصاف للطرفين المعنيين معا أي نازع الملكية
والمنزوعة ملكيته ،وبعبارة اصح فان تلكم العدالة تتوخى التوفيق بين مبداي منح تعويض
عادل للمنزوعة ملكيته من جهة وضرورة حماية المال العام من جهة ثانية.
انطالقا مما تقدم ،فان موضوع بحثنا هذا ،سيتم تناوله من محورين أساسيين ،األول سيتم
التطرق فيه الى الضوابط المؤسسة لتحديد التعويض خالل المرحلة اإلدارية لمسطرة نزع
الملكية (عمل اللجنة اإلدارية للتقييم) ،على ان يتم تناول في محور ثان الموجبات المؤطرة
للخبرة القضائية في تحديد التعويض( أي خالل مرحلة منازعة المنزوعة ملكيته أصال في
مبلغ التعويض المعروض عليه من قبل الجهة نازعة الملكية) ،تلكم الضوابط والموجبات،
وكما سيتضح ذلك ،ترتبط أساسا بواقع العقار موضوع نزع الملكية( الموقع ،المساحة ،قربه
او بعده من التجهيزات العمومية ،ضرورة تحديد الثمن اعتمادا على عناصر للمقارنة ....الخ)،
كما تتقيد من جانب اخر بمقتضيات نصوص قانونية امرة لها صلة بالنظام العام والكل ينصب
في اتجاه التوفيق بين مصالح كل طرف على حدة :نازع الملكية والمنزوعة ملكيته.
وحتى ال يظل البحث منحصرا في جانبه النظري الصرف ،وكذا سعيا الى توضيح معالمه
أكثر ،سيتم اغناء الدراسة باجتهادات قضائية في الموضوع.
المبحث األول :تحديد التعويض خالل المرحلة اإلدارية لنزع الملكية (األساس القانوني
والضوابط المعتمدة في تحديد القيمة)
بمجرد صدور المرسوم او المقرر المعلن لنزع الملكية ألجل المنفعة العامة ونشره بالجريدة
الرسمية ،تعمد الجهة نازعة الملكية الى جمع لجنة إدارية للتقويم ،ينصب عملها أساسا على
تحديد ثمن التعويض عن نزع الملكية بتاريخ صدور المقرر او المرسوم المذكور.
و في هذا النطاق ،تنص المادة 42من قانون نزع الملكية على ما يلي ":اذا اتفق نازع
الملكية والمنزوعة ملكيته على الثمن الذي حددته اللجنة بعد نشر مقرر التخلي وعلى كيفيات
تفويت العقار او الحقوق العينية المنزوعة ملكيتها ،فان هذا االتفاق الذي يجب ان يبرم طبقا
لمقرر التخلي ،يدرج في محضر امام السلطة اإلدارية المحلية التابع لها موقع العقار "....
وبالرجوع الى الفصلين 6و 7من المرسوم رقم 382.82.2بتاريخ 2رجب16(1403
ابريل ،)1983بتطبيق القانون 81.7المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة وباالحتالل
المؤقت ،نجد ان تأليف اللجنة اإلدارية للتقييم يختلف باختالف ما اذا كان النزع يهم حقوقا
مائية او ما اذا كان الهدف من ذلك يتعلق بنزع ملكية عقارات او حقوق عينية.
* بالنسبة لنزع ملكية حقوق مائية :تتكون اللجنة المذكورة مما يلي:
ويضاف الى اللجنة أعضاء غير دائمين ،وهم بحسب طبيعة العقار :مفتش الضرائب
الحضرية او منتدبه ،مفتش التعمير او منتدبه ،اذا تعلق االمر بأراض حضرية مبنية او غير
مبنية ،الممثل اإلقليمي للفالحة واإلصالح الزراعي او منتدبه ،مفتش الضرائب القروية او
منتدبه ،اذا تعلق االمر بارض قروية ،وتتولى السلطة القائمة بنزع الملكية اعمال الكتابة.
ان المهمة األساسية للجنة اإلدارية للتقييم المتطرق الى تشكليها أعاله ،ينصب أساسا حول
تقويم وتحديد ثمن العقار او الحق المائي او الحق العيني موضوع نزع الملكية ،استنادا الى
تاريخ نشر مقرر التخلي او المرسوم المعلن للمنفعة العامة بالجريدة الرسمية ،وتستند اللجنة
المذكورة في تقييمها هذا الى مجموعة من العناصر األساسية التي تعتبر مرجعا أساسيا وهاما
في عملية التعويض ،بشكل يبرر القيمة التي انتهت اليها في تحديد ذلكم التعويض ومن ذلكم:
موقع العقار ،طبيعته( حضري ،شبه حضري ،قروي) ،استعماله ،حدوده ،شكله واتجاهه،
قربه او بعدم من التجهيزات العمومية ،االرتفاقات الموجودة عليه -ارتفاقات الحق العام او
الخاص -إمكانية استعماله بالنسبة للتنظيمات المعمارية المعمول بها.....الخ) ،كما ان تحديد
التعويض باإلضافة الى ما ذكر ،ينبغي ان يتم بناء على عناصر للمقارنة ،ومن ذلكم مختلف
عقود البيع المجراة بشان قطع مماثلة للقطعة األرضية موضوع نزع الملكية الواقعة بنفس
المنطقة او بمناطق قريبة ،وهنا يكمن الدور الذي تلعبه مصالح التسجيل والتمبر وكذا مصالح
الضرائب في اشغال اللجن اإلدارية للتقويم ،باعتبار المصلحتين المذكورتين مكلفتين بتسجيل
وتحصيل الضرائب عن مختلف عمليات التصرف من بيع وشراء...الخ تهم القطع األرضية
القريبة او المجاورة لموضوع نزع الملكية.
هذا وان اشغال اللجنة اإلدارية للتقييم تبتدئ من تاريخ نشر مقرر التخلي ،الى غاية انتهاء
صالحية هذا المقرر الذي يستمر مفعوله لمدة سنتين من تاريخ النشر بالجريدة الرسمية ،كما
ورد بالفصل 17من القانون 81.7في فقرته األولى ،اذ جاء فيها ":يحدد االجل الذي يمكن ان
تبقى خالله األمالك المعنية في مقرر التخلي خاضعة لنزع الملكية ،في سنتين ابتداء من تاريخ
نشر هذا المقرر في الجريدة الرسمية او عند االقتضاء من تاريخ تبليغه".
ولعل تحديد تلكم الفترة في اجل السنتين ،مرتبط باألساس بكون انه اذا لم يبادر نازع الملكية
الى إيداع مقالي الحيازة ونقل الملكية داخل االجل المذكور ،فانه ال يمكن الحكم بنزع الملكية
اال بموجب اعالن جديد لنزع الملكية ،وبعبارة اصح فان اجل السنتين من تاريخ نشر مقرر
التخلي بالجريدة الرسمية هو اجل سقوط لرفع الدعوى بالحيازة ونقل الملكية ،ويكون معه
على نازع الملكية-بمرور االجل المذكور-إعادة المسطرة اإلدارية من جديد مع ما يترتب عن
ذلك من تغيير في قيمة العقار بفعل عامل الزمن و مباشرة المسطرة من األول وانتظار مدة
زمنية اليستهان بها من اجل استصدار مقرر للتخلي من جديد.
الفرع الثاني :االثار المترتبة عن تحديد الثمن من قبل اللجنة اإلدارية للخبرة:
بمجرد انتهاء اللجنة اإلدارية للتقويم من اشغالها ،يتم تحرير محضر من قبلها
يتضمن مبلغ التعويض المحدد من قبلها بناء على مختلف العناصر السالف ذكرها أعاله.
وبترتب عن تحرير المحضر المذكور ،ما يلي:
اما االتفاق بالمراضاة مع المنزوعة ملكيته على الثمن المحدد ،ويتم تحرير محضر بذلك ،وفي
هذا النطاق يجب التمييز بين حالتين ،األولى التي يكون فيها المنزوعة ملكيته مقيما في موقع
العقار ،والثانية مرتبطة بالحالة التي يكون فيها الشخص مقيما في منطقة خارج موقع العقار.
( الفقرة األولى من الفصل 42المشار اليه أعاله) ،فاذا كان المنزوعة ملكيته يقيم بمكان موقع
العقار ،يحرر محضر االتفاق امام السلطة اإلدارية التابع لها موقع العقار ،اما اذا كان يقيم
بمكان اخر ،فان االتفاق يبرم وفق مقتضيات القانون الخاص بواسطة عقد وفق الشروط
القانونية ويبلغ الى السلطة المحلية وتترتب عليه اثار مهمة:
* ابرام االتفاق بالمراضاة وعدم لجوء نازع الملكية الى تقديم المقال االستعجالي باإلذن
بالحيازة ونقل الملكية امام القضاء اإلداري ،ووضع حد للمسطرة القضائية متى تبت عدم
اجرائها والخوض فيها امام المحكمة اإلدارية المعنية.
* وحتى في حالة سبقية تقديم الدعوى امام المحكمة اإلدارية في شقيها االستعجالي( الحيازة)
والموضوعي( نقل الملكية مقابل التعويض) ،فان االتفاق بالمراضاة يضح حدا ألثار دعوى
التعويض مقابل فقد الملكية ،اذ حينئذ يكتفي نازع الملكية بتقديم مذكرة بسحب الدعوى امام
المحكمة ( الذي يقابله مفهوم تقديم مذكرة التنازل عن الدعوى في القضايا األخرى) ،وفق
ما تمليه المقتضيات األخيرة المنصوص عليها في الفصل 42المذكور ،التي جاء
فيها....":وتترتب عليه....جميع االثار المنصوص عليها في الفصل 37وكذا سحب الدعوى
عند االقتضاء من قاضي نزع الملكية او محكمة االستئناف او محكمة النقض( المجلس األعلى
سابقا)".
* كما انه حتى في حالة عرض القضية على انظار القضاء اإلداري ،وعدم لجوء المنزوعة
ملكيته للمجادلة في مبلغ التعويض بعدم تقديمه اية مذكرة في هذا الشأن ،فان االمر يترتب
عنه صدور حكم وفق مطالب نازع الملكية ،وبمفهوم المخالفة وحسب ما درج عليه االجتهاد
القضائي ،فان التعويض الذي تقدره اللجنة اإلدارية للتقييم ،يتوقف نفاذه على قبوله من قبل
المنزوعة ملكيته.
في حالة رفض التعويض المحدد من طرف اللجنة المذكورة :ويكون عند عدم اقتناع
المنزوعة ملكيته بالتعويض المحدد من طرف اللجنة اإلدارية للتقييم ،كان يبدو له بان
التعويض المحدد هزيل او ضئيل بالمقارنة مع الثمن الحقيقي للعقار او الحق العيني او المائي
موضوع نزع الملكية ،فهنا وبعد لجوء نازعة الملكية الى القضاء للمطالبة بنقل الملكية مقابل
التعويض ،ينازع المنزوعة ملكيته في الثمن ،وتلي ذلك إجراءات قضائية منها صدور امر
تمهيدي بإجراء خبرة وتعيين احد الخبراء إلجراء الخبرة.
المبحث الثاني :تحديد التعويض خالل المرحلة القضائية لنزع الملكية عن طرق الخبرة
( الضوابط الواقعية والقانونية):
كما سلف الذكر ،فانه خالل تقديم نازع الملكية لمقالين األول استعجالي باإلذن بالحيازة،
والثاني في الموضوع بنقل الملكية مقابل التعويض المحدد من طرف اللجنة اإلدارية للتقييم،
قد يبادر المنزوعة ملكيته في دعوى الموضوع الى المنازعة في مبلغ التعويض ،االمر الذي
يترتب عنه اصدار القاضي اإلداري ألمر تمهيدي بإجراء الخبرة من قبل احد الخبراء
المختصين في الميدان ،فما هي األسس والضوابط المقيدة للخبرة القضائية في مجال نزع
الملكية للمنفعة العامة ،في افق تحقيق التوازن بين حصول المنزوعة ملكيته على تعويض
عادل عن فقد الملكية دون اضرار بأموال نازع الملكية باعتبار هذا األخير هو المسؤول عن
أداء وصرف التعويض،
ان التطرق لألمر ،يستدعي الوقوف على مجموعة من المحطات القانونية ،من خالل
التعريف بالخبرة القضائية ودورها في قضايا نزع الملكية ألجل المنفعة العامة ،إضافة الى
وجوب تقيد الخبير في تحديد التعويض من خالل مقتضيات الفصل 20من قانون نزع الملكية
والنصوص المنظمة للخبرة القضائية في قانون المسطرة المدنية ،وهل يمكن للمحكمة
االستناد الى محضر اللجنة اإلدارية للتقييم في حالة عدم تضمين الخبير في تقريره لعناصر
للمقارنة في تحديد التعويض:
الفرع األول :التعريف بالخبرة القضائية ودورها في تحديد التعويض في القضايا اإلدارية
المرتبطة بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة:
دور الخبير في تحديد التعويض عن نزع الملكية (الضوابط الواقعية والقانونية المؤطرة
للخبرة):
.1يجب أال يشمل إال الضرر الحالي والمحقق الناشئ مباشرة عن نزع الملكية ،وال يمكن أن يمتد
إلى ضرر غير محقق أو محتمل أو غير مباشر.
.2يحدد قدر التعويض حسب قيمة العقار يوم صدور قرار نزع الملكية دون أن تراعى في تحديد
هذه القيمة البناءات واألغراس والتحسينات المنجزة دون موافقة نازع الملكية منذ نشر أو
تبليغ مقرر إعالن المنفعة العامة المعين لألمالك المقرر نزع ملكيتها
.3يجب أال يتجاوز التعويض المقدر بهذه الكيفية قيمة العقار يوم نشر مقرر التخلي أو تبليغ
مقرر إعالن المنفعة العامة لألمالك التي ستنزع ملكيتها ،وال تراعى في تحديد هذه القيمة
عناصر الزيادات بسبب المضاربات التي تظهر منذ صدور مقرر التصريح بالمنفعة العامة ".
انطالقا من هذا الفصل ،يتضح ان الخبير مقيد بمجموعة من الضوابط التي يحكمها قانون نزع
الملكية ،فالضرر الواجب التعويض عنه هو الضرر الحالي المحقق مباشرة عن نزع الملكية،
كما ان عنصر المضاربات التي تظهر منذ صدور مقرر التصريح بالمنفعة العامة محضور على
الخبير األخذ به في تحديد قيمة العقار....الخ ،وفي هذا االطار ورد في حيثية حكم صادر عن
المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء -قبل دخول قانون المحاكم اإلدارية حيز التطبيق -ما يلي":
حيث يستخلص من تقرير الخبرة ومن قرار نزع الملكية ان األرض موضوع النزاع تعتبر
ارضا قابلة للتجزئة سواء بقيت بيد المدعي او تسلمها الطرف المدعى عليه "....وهو تعليل
يعتمد على عنصر االستغالل المستقبلي لألرض ،وما يمكن ان تؤول اليه ،وهو تعليل مبني
على المستقبل المحتمل الذي يمنع االعتماد عليه بمقتضى الفصل 20من قانون نزع
الملكية"...
وفي مداخلة لألستاذة"ليان كوبيرت" حول موضوع تحديد التعويض الممنوح للمنزوعة
ملكيته خالل الندوة المقامة بين محكمة النقض بالمغرب ومحكمة النقض بفرنسا حول
موضوع التعمير ونزع الملكية ،اشارت األستاذة المذكورة لمجموعة من األسس المعتمدة في
تقدير التعويض أولها ان يؤخذ بعين االعتبار عند تحديد طبيعة العقار السنة ما قبل تاريخ فتح
البحث اإلداري -منعا للمضاربة ،-فتحدد طبيعة العقار هل هو مبني ام عبارة عن ارض عارية
او يستثمر فيه اصل تجاري اعتبارا لهذا التاريخ ،والمبدأ الثاني ان التعويض يجب ان يكون
كامال غير انه ال يمكن لقاضي نزع الملكية ان يعوض االضرار المعنوية وال االضرار
المستقبلية ،بل يأخذ بعين االعتبار الضرر المباشر الناجم عنه نزع الملكية ،وتحدثت األستاذة
مضيفة جردا لمختلف العقارات وكيفية التعويض عنها اعتمادا على عناصر للمقارنة مستمدة
بين يدي الموثقين او احكام قضائية صادرة في قضايا مماثلة شريطة اال تكون قديمة إضافة
لعقود البيع وغيرها من العقود التي توثق لمعامالت أجريت بناء على اثمنة مناسبة.
وفي نفس االطار دائما ،تطرقت المتدخلة الى العقارات المبنية ،مشيرة في هذا الخصوص الى
انه في بعض المدن الفرنسية وخاصة باريز ،PARISتكون قيمة البناء معادلة لقيمة األرض
او تفوقها فهناك من يرى انه ال حاجة للتعويض عن قيمة األرض ،وتم الوقوف كذلك عند
التعويض عن فقدان األصل التجاري الذي يتكون كما هو معلوم من عناصر مادية ومعنوية،
ويحدد التعويض فيه على معايير ثالثة :رقم االعمال أوال ،الربح السنوي ثانيا ،ثم الدخل
اليومي ثالتا.
هذا وفي نطاق العمل القضائي ،حول تطبيق مقتضيات الفصل 20من قانون نزع الملكية،
نورد بعض االجتهادات القضائية ،كالتالي:
" -التعويض عن نزع الملكية ،يجب ان يمنح الى المنزوعة ملكيته ،يقدر حسب قيمة العقار
بتاريخ التصريح بنزع الملكية"
( قرار محكمة النقض عدد 3637بتاريخ 14دجنبر 1976في الملف المدني عدد ،586
منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى العدد ،127السنة ،17يوليوز.)1978
"-يكون القرار غير مرتكز على أساس قانوني ،عندما لم يبين قيمة العقار وقت صدور القرار
القاضي بنزع الملكية من اجل المصلحة العامة ،وال قيمته يوم نشر مقرر التخلي ،مما حرم
على المجلس األعلى من ممارسة رقابته فيما يخص تقدير التعويض"
( قرار محكة النقض عدد 58بتاريخ 14مارس ،1985مجلة المحامي العدد7
السنةالسادسة.)1986،
" -الضرر الذي يمكن لمن نزعت منه الملكية للمنفعة العامة ان يطالب به ،هو المبني على
العناصر الناتجة عن االستعمال الحالي والمقرر لألرض المنزوعة ملكيتها ،فال يحق للمالك ان
يطالب تعويضه عن ارضه التي تستعمل للفالحة بالتمسك بانها كانت ستخصص للبناء"
(قرار محكمة النقض عدد 15/58بتاريخ فاتح يوليوز ،1958في الملف االداري،440/58
منشور في قرارات المجلس األعلى في المادة اإلدارية طبعة ،1997منشورات المجلس
األعلى في ذكراه األربعين ،ص.)7
تلكم هي المعطيات التي يتعين األخذ بها في تقدير التعويض استنادا للفصل 20من القانون
المذكور
ثانيا :التقيد بمقتضيات الفصول المنظمة للخبرة القضائية في قانون المسطرة المدنية:
الى جانب ضرورة تقيد الخبير بمقتضيات المادة 20من قانون نزع الملكية ،فان الخبرة
المنجزة من قبله يجب ان تتم في اطار القواعد القانونية التي يؤطرها أيضا قانون المسطرة
المدنية ،وبالرجوع الى المقتضيات المذكورة ،نجد بانه يتعين على الخبير ،احترام اجال
استدعاء األطراف للخبرة ،وتحريره لمحضر في الموضوع مرفق بتصريحات األطراف ،
وضرورة قيامه بالخبرة داخل اجال محددة تحت طائلة استبداله( الفصل 61من ق.م.م) ،غير
اهم ما يرتبط بمهمة الخبير في تحديد الثمن عن نزع الملكية ،وكذا مهمة المحكمة في
استكشافها لعدم إجابة الخبير عن كل النقط الفنية المطلوبة منه ،ما قضت به المادتان 59و
64من قانون المسطرة المدنية،
اذ تنص المادة 59من قانون المسطرة المدنية على ما يلي.. ":يحدد القاضي النقط التي
تجرى فيها الخبرة ،في شكل اسئلة فنية ال عالقة لها مطلقا بالقانون...
...يجب على الخبير ان يقدم جوابا محددا وواضحا على كل سؤال فني".
وتضيف المادة 64من نفس القانون على ما يلي »:يمكن للقاضي إذا لم يجد في تقرير الخبرة
االجوبة على النقط التي طرحها على الخبير ،ان يأمربإرجاع التقرير اليه قصد اتمام
المهمة"...
وحري بالذكر ،انه من بين اهم النقط التي يجب على الخبير التقيد بها ،ما دام االمر يرتبط
بتحديد مبلغ مالي ستؤديه نازعة الملكية للطرف الذي فقد عقاره او حقه العيني ،مسالة
عناصر المقارنة في تحديد ثمن التعويض ،اذ يتعين على الخبير ذكر كافة العناصر المهتدى
بها في تحديد الثمن ،من عقود بيع ،احكام قضائية ،وغيرها من امثلة المقارنة األخرى،
ويمكنه في هذا االطار وكما تتضمن مختلف االحكام التمهيدية او القرارات الصادرة عن
القضاء اإلداري باجراء الخبرة ،االتصال بمختلف الهيئات او اإلدارات التي يمكن ان تساعده
في االمر ،من مصالح للتسجيل والتمبر ،مصالح الضرائب ،المحافظات على األمالك العقارية
والرهون.....،الخ.
ومن اجتهادات محكمة النقض في هذا اإلطار ،نذكر على سبيل المثال ال الحصر ما يلي:
"حيث يتضح من مراجعة البيانات الواردة في تقرير الخبرة المصادقة عليه من طرف محكمة
االستئناف أنه لم يذكر مراجع البيوعات ومساحتها وخصائصها ومميزاتها لتمكين المجلس
األعلى من بسط رقابته ،والحالة أن تحديد التعويض عن نزع الملكية يجب أن يتم في إطار
القواعد والضوابط المنصوص عليها في الفصل 20من قانون 7-81المتعلق بنزع الملكية
للمنفعة العامة
وحيث إنه من الواضح أن هذه الضوابط اآلمرة ال يتأتى احترامها إال إذا أثبت الخبراء صحة
القيمة المحددة من طرفهم عن طريق حاالت مماثلة وبيوعات مطابقة للعقار المعني باألمر.
وحيث إن محكمة االستئناف المطعون في قرارها بمصادقتها على القرار المذكور رغم
االختالالت الواضحة المشار إليها تكون قد جعلت قرارها ناقص التعليل الموازي النعدامه
وعرضته للنقض" .
-قرار محكمة النقض عدد 492بتاريخ 25يوليو ،2002في الملف االداري -2-4-816
2002الذي جاء فيه:
" لكن بالرجوع الى الخبرة ،يتبين ان الخبير بنى تقديره في تحديد التعويض المناسب للقطعة
األرضية المنزوعة على النسب المطبقة لدى بعض المصالح المالية واإلدارية المختصة ومن
ذلك القرارات الصادرة عن محكمة االستئناف بالناظور ،بشان عقارات تحمل نفس المواصفات
والمميزات وذلك خالل سنة 2002والسنة التي قبلها ،كما هي مضمنة في سجالت محكمة
التوثيق وبمصلحة التسجيل والتمبر ،ومصلحة الضرائب المباشرة والرسوم التي في حكمها
والمحافظة على األمالك العقارية والرهون فجاءت الخبرة والحالة هذه مبنية على عناصر
موضوعية وكافية جعلت المحكمة في غنى عن إجراء خبرة أخرى آخذة بعين االعتبار التزام
الخبير بمقتضيات األمر التمهيدي واحترامه لجميع النقط الواردة فيه ("....قرار منشور بكتاب
الدليل العملي في قضايا نزع الملكية ألجل المنفعة العامة ،لألستاذ العربي مياد ،منشورات
مجلة الحقوق المغربية ص.)31
"إن القرار المطعون فيه بعدم بيان األسس التي اعتمدها في تحديد التعويض الواجب المطلوب
عن نزع ملكية القطع المذكورة ،تلك األسس المذكورة في الفصل 15من ظهير
( 03/04/1951الذي يقابله الفصل 20من قانون نزع الملكية الحالي) لم يعط لحكمه أساسا
قانوني األمر الذي استوجب نقضه".
حيث صح ما عابه المستأنف على الحكم المستأنف ،ذلك انه اعتمد في الحكم بالتعويض عن
الرقبة ما ورد في تقرير الخبرة المنجز من لدن الخبير السيد...بخصوص ثمن العقار موضوع
الدعوى ،مع أن هذا التقرير ال يتضمن أمثلة للمقارنة تهم عقارات مجاورة للعقار المدعى فيه
وتماثله في المواصفات بحيث يبرر الثمن المقترح من لدنه ،الشيء الذي كان معه الحكم
المستأنف في غير محله يتعين إلغاؤه.
-قرار محكمة النقض عدد 492بتاريخ 25يوليوز ،2002في الملف اإلداري -2-4-816
2002الذي جاء فيه :
"لكن بالرجوع إلى الخبرة ،يتبين أن الخبير بنى تقديره في تحديد التعويض المناسب للقطعة
األرضية المنزوعة على النسب المطبقة لدى بعض المصالح المالية واإلدارية المختصة ومن
ذلك القرارات الصادرة عن محكمة االستئناف بالناظور ،بشان عقارات تحمل نفس المواصفات
والمميزات وذلك خالل سنة 2002والسنة التي قبلها ،كما هي مضمنة في سجالت محكمة
التوثيق وبمصلحة التسجيل والتمبر ،ومصلحة الضرائب المباشرة والرسوم التي في حكمها
والمحافظة على األمالك العقارية والرهون فجاءت الخبرة والحالة هذه مبنية على عناصر
موضوعية وكافية جعلت المحكمة في غنى عن إجراء خبرة أخرى آخذة بعين االعتبار التزام
الخبير بمقتضيات األمر التمهيدي واحترامه لجميع النقط الواردة فيه( " ...قرار منشور بكتاب
الدليل العملي في قضايا نزع الملكية ألجل المنفعة العامة ،لألستاذ العربي مياد ،منشورات
مجلة الحقوق المغربية ص )31كما ورد في قرار مماثل ما يلي " :لكن حيث يتضح من
مراجعة البيانات الواردة في تقرير الخبرة المصادق عليه من طرف محكمة االستئناف انه لم
يذكر مراجع البيوعات ومساحاتها وخصائصها ومميزاتها لتمكين المجلس األعلى من بسط
رقابته والحالة أن تحديد التعويض عن نزع الملكية يجب أن يتم في إطار القواعد والضوابط
المنصوص عليها في الفصل 20من قانون نزع الملكية ،وان هذه الضوابط اآلمرة ال يتأتى
احترامها إال إذا اثبت الخبراء صحة القيمة المحددة من طرفهم عن طريق حاالت مماثلة
وبيوعات مطابقة للعقار المعني( ،"...قرار عدد 1059بتاريخ 24أكتوبر ،2002ملف
إداري 2002-1-4-644منشور بالمرجع السابق ص .)31
ثالثا :حالة عدم تضمين الخبرة لعناصر للمقارنة ومدى إمكانية استعانة المحكمة تبعا لذلك
بمحضر اللجنة اإلدارية للتقييم
يبدو انه في حالة عدم تضمين الخبير في تقريره ألسس وعناصر للمقارنة المهتدي بها في
تحديد الثمن المتوصل اليه من قبله ،فانه يبدو من المناسب األخذ والرجوع الى محضر اللجنة
اإلدارية للتقويم باعتباره تضمن تعويضا اتخذ بناء على معطيات واقعية وقانونية ،كما انه
محضر محرر من قبل عدة جهات يرتبط عملها أساسا بمجال تقييم العقارات وتحديد أثمنتها،
وتم بناء على عناصر للمقارنة محددة في الزمان والمكان وهوبذلك -اي محضر اللجنة
االدارية للتقييم-يبقى وثيقة منتجة في الدعوى وجائزا األخذ به لقرينة الموضوعية.
و هذا المنحى هو الذي كرسته عن حق محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط ،من خالل قرار
لها بتاريخ ،23/10/2013الذي ورد فيه ... " :حيث صح ما نعاه المستأنف ،ذلك أنه
بالرجوع إلى أوراق الملف ال يتبين منها وجود عناصــر أو مؤشرات تفيد في تبرير
التعويض المحكوم به عن نزع الملكية من خالل رفعه من المبلغ المقترح على أساس 200
درهم للمتر المربع إلى مبلغ 555درهم ،و ان التعويض الذي تحدده اللجنة اإلدارية للتقييم
– و إن كان نفاده توقفا على قبوله من طرف المنزوعة ملكيته و عدم منازعته فيه -فإنه
يبقى جائزا لقرينة الموضوعية و مالءمته مع القيمة الحقيقية للعقار إلى حين أن يثبت من
معطيات النازلة ما يفيد عكس ذلك و هو ما لم يقم عليه دليل في الملف ،و أن محكمة أول
الدرجة لم تبرز مبرراتها في تحديد التعويض في القدر المذكور ،األمر الذي يكون ما أثير في
االستئناف مبني على أساس.
وحيث تبعا لذلك ،يتعين تأييد الحكم المستأنف في مبدئه مع تعديله بخفض التعويض المحكوم
به من نقل الملكية إلى مبلغ 200درهم للمتر المربع"( ،قرار منشور بالموقع
االلكتروني .)Maroc droit
خاتمة واستنتاج
مهما يكن من امر ،فان حق الملكية حق مقدس دستوريا ،ونزعه ألجل المنفعة العامة هو
اجراء تستلزمه متطلبات التنمية بالبالد ،وبالتالي فانه الى جانب نقل الملكية لفائدة الجهة
المخول لها قانونا ذلك ،فانه من المناسب التوفيق بين مصالح المنزوعة ملكيته في الحصول
على تعويض عادل من جانب ومصالح نازع الملكية في اكتساب ملكية عقار واستخدامه
للمنفعة العامة اخذا بعين االعتبار أيضا ما يستلزمه مبدا حماية المال العام من جانب اخر
( عدم أداء تعويضات مبالغ فيها) ،وتحقيق الهدف المذكور موكول لكافة األطراف المعنية
بالموضوع إداريا وقضائيا.
المراجع المعتمدة: