You are on page 1of 5

‫جامعة مستغانم‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬


‫قسم القانون الخاص‬

‫محاضرات في مقياس التعويض‬


‫محاضرة رقم ‪04‬‬
‫عن الخطأ القضائي‬
‫من إعداد األستاذ بوسحبة‪.‬ج‬

‫السنة الجامعية ‪2023/2022‬‬


‫أقرت المادة ‪ 531‬مكرر من قانون اإلجراءات الجزائية انه يمكن منح المحكوم عليه المصرح ببراءته‬
‫بموجب حكم صادر بعد طلب إعادة النظر أو لذوي حقوقه تعويضا عن الضرر المادي والمعنوي الذي كان‬
‫قد تسبب فيه الحكم األول القاضي باإلدانة‪.‬‬
‫غير أن ذات المادة اشترطت بخصوص الحالة الرابعة من حاالت إعادة النظر المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 531‬من ذات القانون والمتعلقة بكشف واقعه جديدة أو مستند جديد أن التعويض ال يمنح إذا كان‬
‫المحكوم عليه هو المتسبب كليا أو جزئيا في عدم كشف الواقعة الجديدة أو المستند الجديد في الوقت‬
‫المناسب‬
‫كما أحالت ذات المادة في فقرتها األخيرة إلى أحكام المواد ‪ 137‬مكرر ‪ 01‬إلى ‪ 137‬مكرر ‪ 14‬من هذا‬
‫القانون و الخاصة بأحكام منح التعويض‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 531‬مكرر‪ 01‬فأكدت أن الدولة تتحمل التعويض الممنوح من طرف اللجنة لضحية الخطأ‬
‫و‬ ‫القضائي أو لذوي حقوقه‪ ،‬كما تتحمل زيادة على ذلك مصاريف الدعوى‪ ،‬ونشر القرار القضائي‬
‫إعالنه‪.‬‬
‫ومن جهة ثانيه أكدت ذات المادة أن الدولة لها حق الرجوع على طرف المدني أو المبلغ الذي تسبب‬
‫في إصدار حكم اإلدانة‪ ،‬ما يعني أن مسؤولية الدولة عن التعويض عن الخطأ القضائي هي مسؤولية‬
‫مؤقتة إلى حين الرجوع على المتسبب في اإلدانة ‪ ،‬وتجدر اإلشارة أن دعوى الرجوع تختص بها النيابة‬
‫العامة‬
‫فإذا ثبت‪ ،‬من خالل أوراق الملف الجزائي‪ ،‬الذي انتهى بإدانة المحكوم عليه خطأ‪ ،‬أن إدانته كانت‬
‫بسبب تصريحات الطرف المدني أو المبلغ أو شاهد الزور‪ ،‬فإن للدولة الحق في الرجوع على هؤالء‪.‬‬
‫هذا النص لم يحدد بالضبط المقصود بمعنى الرجوع و ال طريقة أو إجراءات هذا الرجوع من الدولة‬
‫على الطرف المدني أو شاهد الزور أو المبلغ‪.‬‬
‫لكن مع ذلك‪ ،‬فإنه يمكن القو ل أن النيابة العامة سوف تقوم بتحريك الدعوى العمومية تلقائيا ضد‬
‫شاهد الزور أو المبلغ بناء على نص المادة ‪ 232‬أو ‪ 233‬أو ‪ 300‬من قانون العقوبات‪ ،‬حسب األحوال‪.‬‬
‫فإذا كانت الجريمة التي تمت متابعة المحكوم عليه خطأ بها‪ ،‬مكيفة على أنها جناية‪ ،‬فإن نص المادة‬
‫‪ 232‬من قانون العقوبات هو الذي يكون الركن الشرعي لمتابعة الطرف المدني أو الشاهد‪.‬‬

‫أما إذا كان المحكوم عليه خطأ قد تمت متابعته بجنحة‪ ،‬فإن نص المادة ‪ 233‬هو الذي يكون الركن‬
‫الشرعي لرجوع الدولة على الشاهد أو على الطرف المدني‪.‬‬
‫و تطبق أحكام المادة ‪ 300‬من قانون العقوبات على المبلغ سيء عن جريمة الوشاية الكاذبة‪.‬‬

‫كما يمكن أن يعود االختصاص بالنظر فيها حسب بعض الفقهاء إلى القضاء اإلداري تطبيقا للمعيار‬
‫العضوي‪ ،‬ألنه ال طالما ال يوجد نص صريح يبين من هي الجهة القضائية التي يؤول إليها االختصاص‬
‫في نظر هذه الدعوى‪.‬‬

‫أوال‪:‬الطبيعة القانونية للجنة التعويض عن الخطأ القضائي‬


‫حددت أحكام المادة ‪ 137‬مكرر‪ 03‬فقره أولى من قانون اإلجراءات الجزائية الطبيعة القانونية للجنة‬
‫التعويض بنصها على ما يلي‪ :‬تكتسي اللجنة طابع الجهة القضائية المدنية‪.‬‬
‫اصبغ المشرع الجزائري الطابع المدني على لجنه التعويض المنصبة على مستوى المحكمة العليا‪،‬‬
‫رغم أن الدولة تعد طرفا في الدعوى ممثلة في الوكيل القضائي لخزينة الدولة طبقا لنص المادة ‪137‬‬
‫مكرر التي تقضي بان التعويض يكون على عاتق خزينة الدولة‪ ،‬وذلك الن طلب التعويض في النهاية هو‬
‫عبارة عن دعوى مدنية تخضع للقواعد العامة المطبقة على الدعوى العادية‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬تشكيل لجنه التعويض عن الخطأ القضائي‬


‫نصت المادة ‪ 137‬مكرر ‪ 1‬على إنشاء لجنه التعويض تتول للفصل في طلبات التعويض وتدعى في هذا‬
‫النص باللجنة‪ ،‬وهي تتشكل حسب المادة ‪ 137‬مكرر ‪ 02‬و ‪ 03‬من‬
‫‪ -‬الرئيس األول للمحكمة العليا أو ممثله رئيسا‬
‫‪ -‬قاضيين حكم لدى نفس المحكمة لدرجه رئيس غرفه أو رئيس قسم أو مستشار كأعضاء‬
‫‪ -‬يتم تعيين األعضاء سنويا من طرف مكتب المحكمة العليا‪ ،‬فما يعين هذه األخير ثالث أعضاء احتياطيين‬
‫الستخالف األعضاء األصليين عند حدوث مانع‪.‬‬
‫كما يمكن للمكتب أن يقرر أن تضم اللجنة عده تشكيالت( وحسب رأي بعض الفقهاء إما أن تكون‬
‫اللجنة موسعه أي تضم أربع قضاة أو تكون هناك عدة لجان)‬
‫‪-‬النائب العام لدى المحكمة العليا أو احد نوابه ممثال للنيابة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬أمين ضبط المحكمة بصفته أمينا للجنة ملحق بالرئيس األول للمحكمة العليا‬
‫تجتمع اللجنة في غرفة المشورة و تصدر قراراتها في جلسة علنية‪.‬‬
‫قرارات اللجنة غير قابلة ألي طعن(ملف ‪ 000801‬بتاريخ ‪ ،)2008/02/12‬و لها القوة التنفيذية‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬إجراءات رفع دعوى التعويض عن الخطأ القضائي‬


‫يجب على طالب التعويض الذي يريد الحصول على التعويض عن الخطأ القضائي إتباع إجراءات معينه‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ -‬عريضة دعوى التعويض‬
‫‪ -‬إجراءات سير دعوى التعويض‬
‫‪ -‬جلسة المرافعة في دعوى التعويض‬
‫‪-1‬عريضة دعوى التعويض عن الخطأ القضائي‬
‫يجب على طالب التعويض عن الخطأ القضائي إخطار لجنه التعويض حسب نص المادة ‪ 137‬مكرر ‪04‬‬
‫من قانون اإلجراءات الجزائية بعريضة في اجل ال يتعدى ستة أشهر ابتداء من التاريخ الذي يصبح فيه‬
‫القرار القاضي بالبراءة نهائيا‪.‬‬
‫ترفع الدعوى أمام اللجنة بموجب عريضة مكتوبة و مؤرخة وموقعه من طرف المدعي أو محامي‬
‫معتمد لدى المحكمة العليا( يشار إلى أن اللجنة قضت بعدم قبول طلب التعويض شكال ألنه مقدم من‬
‫محامي غير معتمد لدى المحكمة العليا ملف‪ 001023‬قرار بتاريخ‪()2008/06/10‬سبق نشره)‬
‫و تتضمن العريضة البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تاريخ وطبيعة القرار‪ :‬قرار المحكمة العليا في دعوى إعادة النظر والقاضي بالبراءة‬
‫‪ -‬تاريخ هذا القرار‬
‫‪ -‬طبيعة وقيمه األضرار المطالب بها‬
‫‪ -‬عنوان المدعي الذي يتلقى فيه التبليغات‬
‫‪-2‬إجراءات سير دعوى التعويض‬
‫‪-‬ترفع الدعوى ضد الوكيل القضائي للخزينة العمومية باعتباره ممثل للدولة بحضور النيابة العامة لدى‬
‫المحكمة العليا‪.‬‬
‫‪ -‬بعد تسجيل القضية يرسل أمين اللجنة نسخه من العريضة إلى الوكيل القضائي للخزينة برسالة موصى‬
‫عليها باإلشعار باالستالم في اجل ‪ 20‬يوما ابتداء من تاريخ استالم العريضة‪.‬‬
‫‪ -‬يطلب أمين اللجنة في نفس الوقت الملف الجزائي من أمانة ضبط الجهة القضائية التي أصدرت قرارا‬
‫بالبراءة‬
‫‪-‬يودع العون القضائي مذكراته لدى أمانة اللجنة في اجل ال يتعدى شهرين ابتداء من تاريخ استالم‬
‫الرسالة الموسى عليها‬
‫‪ -‬يخطر أمين اللجنة المدعي بمذكرات العون القضائي للخزينة برسالة موسى عليها مع إشعار باالستالم‬
‫في اجل أقصاه ‪ 20‬يوما ابتداء من تاريخ إيداعها‬
‫‪-‬يسلم المدعي ردوده في أجل أقصاه ‪ 30‬يوما ابتداء من تاريخ التبليغ‪ ،‬و عند انقضاء هذا األجل‪ ،‬يقوم‬
‫أمين اللجنة بإرسال الملف إلى النائب العام بالمحكمة العليا‪ ،‬الذي يودع مذاكراته في الشهر الموالي‪ ،‬و‬
‫يشار هنا إلى أن مصطلح ''المذكرات'' الوارد في نص المادة ‪ 137‬مكرر ‪ 08‬في غير محله‪ ،‬ألن النائب‬
‫العام يقدم مذكرة واحدة بطلباته في كل ملف‪ ،‬و الخطأ ناجم عن رداءة ترجمة مصطلح ‪Les‬‬
‫‪.conclusions‬‬
‫‪-‬بعد إيداع مذكرات النائب العام‪ ،‬يعين رئيس اللجنة مقررا من بين أعضاء اللجنة‪ ،‬و تقوم اللجنة أو تأمر‬
‫بجميع إجراءات التحقيق الالزمة و منها نذب الخبراء‪ ،‬أو سماع المدعي‪.‬‬
‫‪-3‬جلسة المرافعة في دعوى التعويض‬
‫يمكن للجنة التعويض عن الخطأ القضائي بعد تالوة التقرير‪ ،‬أن تستمع للمدعي و العون القضائي‬
‫للخزينة و محاميهما‪ ،‬و يقدم النائب العام مالحظاته‪.‬‬

‫تجتمع اللجنة في غرفة المشورة و تصدر قراراتها في جلسة علنية‪ ،‬فإذا منحت تعويضا لرافع‬
‫الدعوى‪ ،‬فيتم دفعه وفقا للتشريع المعمول به‪ ،‬و إذا تم رفض الدعوى يتحمل المدعي المصاريف‬
‫القضائية‪ ،‬إال إذا قررت اللجنة إعفاءه منها كليا أو جزئيا‪.‬‬

‫يوقع كلمن الرئيس و العضو المقرر و أمين اللجنة على أصل القرار‪ ،‬و يبلغ قرارها في أقرب اآلجال‬
‫إلى المدعي و العون القضائي للخزينة برسالة موصى عليها مع إشعار باالستالم‪.‬‬

‫تعتبر قرارات اللجنة قرارات نهائية ال تقبل أي طعن فيها‪ ،‬و لها القوة التنفيذية(حتى و لو صدر قرار‬
‫عنها بعدم قبول الدعوى شكال‪ ،‬فال يمكن تصحيح الخطأ تسبب فيه المدعي نفسه‪ ،‬و إعادة رفع الدعوى‬
‫أمامها‪ -‬ملف ‪ 000738‬بتاريخ ‪ )2007/11/13‬باستثناء حالة وحيدة يمكن رفع ما يسمى استدراك أو‬
‫تصحيح قرار صادر عن اللجنة‪ ،‬و هي حالة صدور قرار اللجنة خال في منطوقه من عبارة‪'':‬إلزام أمين‬
‫خزينة والية الجزائر بدفع مبلغ التعويض''(ملف ‪ 003165‬بتاريخ ‪.)2008/02/12‬‬
‫المواد ‪ 300 ،233 ،232‬من قانون العقوبات الجزائري‬
‫قانون العقوبات‪ :‬الجزء الثاني ‪ :‬التجريم > الكتاب الثالث ‪ :‬الجنايات والجنح وعقوباتها > الباب األول ‪ :‬الجنايات والجنح ضد‬
‫الشيء العمومي > الفصل السابع ‪ :‬التزوير > القسم السابع ‪ :‬شهادة الزور واليمين الكاذبة‬
‫المادة ‪232‬‬
‫كل من شهد زورا في مواد الجنايات سواء ضد المتهم أو لصالحه يعاقب بالسجن من خمس إلى عشر سنوات‪.‬‬
‫وإذا قبض شاهد الزور نقودا أو أية مكافأة كانت أو تلقى وعودا فإن العقوبة تكون السجن من عشر سنوات إلى عشرين‬
‫سنة‪.‬‬
‫وفي حالة الحكم على المتهم بعقوبة تزيد على السجن المؤقت فإن من شهد زورا ضده يعاقب بالعقوبة ذاتها‪.‬‬

‫المادة ‪233‬‬
‫كل من شهد زورا في مواد الجنح سواء ضد المتهم أو لصالحه يعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من‬
‫‪ 500‬إلى ‪ 7.500‬دينار‪.‬‬
‫وإذا قبض شاهد الزور نقودا أو أية مكافأة كانت أو تلقى وعودا فيجوز رفع العقوبة إلى عشر سنوات والحد األقصى‬
‫للغرامة إلى ‪ 15.000‬دينار‪.‬‬

‫قانون العقوبات ‪:‬الجزء الثاني ‪ :‬التجريم > الكتاب الثالث ‪ :‬الجنايات والجنح وعقوباتها > الباب الثاني ‪ :‬الجنايات والجنح ضد‬
‫األفراد > الفصل األول ‪ :‬الجنايات والجنح ضد األشخاص > القسم الخامس ‪ :‬االعتداءات على شرف واعتبار األشخاص و‬
‫على حياتهم الخاصة وإفشاء األسرار>‬

‫المادة ‪300‬‬
‫كل من أبلغ بأية طريقة كانت رجال الضبط القضائي أو الشرطة اإلدارية أو القضائية بوشاية كاذبة ضد فرد أو أكثر أو‬
‫أبلغها إلى سلطات مخول لها أن تتابعها أو أن تقدمها إلى السلطة المختصة أو إلى رؤساء الموشى به أو إلى مخدوميه طبقا‬
‫للتدرج الوظيفي أو إلى مستخدميه يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى خمس سنوات وبغرامة من ‪ 500‬إلى ‪ 15.000‬دينار‬
‫ويجوز للقضاء عالوة على ذلك أن يأمر بنشر الحكم أو ملخص منه في جريدة أو أكثر على نفقة المحكوم عليه‪.‬‬
‫إذا كانت الواقعة المبلغ عنها معاقبا عليها بعقوبة جزائية أو تأديبية فيجوز اتخاذ إجراءات المتابعة الجزائية بمقتضى هذه‬
‫المادة عن جريمة الوشاية الكاذبة سواء بعد صدور الحكم بالبراءة أو باإلفراج أو بعد األمر أو القرار بأن ال وجه للمتابعة‬
‫أو بعد ح فظ البالغ من القاضي أو الموظف أو السلطة األعلى أو المخدوم المختص بالتصرف في اإلجراءات التي كان‬
‫يحتمل أن تتخذ بشأن هذا البالغ‪.‬‬
‫ويجب على جهة القضاء المختصة بموجب هذه المادة أن توقف الفصل في الدعوى إذا كانت المتابعة الجزائية المتعلقة‬
‫بالواقعة موضوع البالغ مازالت منظورة‪.‬‬

You might also like