Professional Documents
Culture Documents
يترتب على اتخاذ قرار التحفيظ من طرف المحافظ العقاري ،وضع حد لمسطرة التحفيظ وتأسيس
الرسم العقاري الذي يرتب آثارا جد مهمة لفائدة مالك العقار في مواجهة الغير (المبحث األول) ،هذه اآلثار
ال تسمح لمن تضررت حقوقه من قرار المحافظ سوى المطالبة بالتعويض (المبحث الثاني)
المبحث األول :اآلثار المترتبة عن تأسيس الرسم العقاري
قبل الحديث عن اآلثار المترتبة عن تأسيس الرسم العقاري (المطلب الثاني) ال بأس من الحديث
عن هذا الرسم العقاري وبياناته (المطلب األول).
المطلب األول :الرسم العقاري وبياناته
يقصد بالرسم العقاري من جهة رسم الملكية أو التمليك الذي يسلم لمالك العقار ،وهو عبارة عن
نسخة من الرسم العقاري الذي يبين وضعية العقار بدقة ،ويقصد به من جهة أخرى الشهادات العقاري
الخاصة ببعض الحقوق العينية التي تثقل العقار ،تسلم لكل شخص ترتب له حق من الحقوق الواجبة التقييد،
لذلك سنتطرق من خالل هذا المطلب للحديث عن بيانات الرسم العقاري في فقرة أولى ،قبل أن نتحدث في
فقرة ثانية عن نظير الرسم العقاري والشهادات العقارية الخاصة.
الفقرة األولى :بيانات الرسم العقاري
يجب أن يشتمل الرسم العقاري عند تأسيسه من طرف المحافظ العقاري ،استنادا لمقتضيات الفصل
52من ظ ت ع كما تم تعديله وتتميمه بالقانون رقم 14/07على ما يلي:
.1وصفا مفصال للعقار من خالل بيان حدوده واألمالك المجاورة والمالصقة له ونوعه ومساحته،
حيث إن الرسم العقاري يجب أن يعكس الوضعية المادية الحقيقية للعقار.
.2االسم الشخصي والعائلي للمالك ومحل سكناه وحالته المدنية وجنسيته ،وإن اقتضى الحال اسم
الزوج والنظام المالي للزواج ،أو كل اتفاق تم طبقا لمقتضيات المادة 49من مدونة األسرة .ويتضمن في
حالة الشياع نفس البيانات المذكورة أعاله ،بالنسبة لكل شريك مع التنصيص على نصيب كل واحد منهم.
وإذا كان المالك شخصا اعتباريا فيجب بيان تسميته وشكله القانوني ومقره االجتماعي وكذا ممثله القانوني.
وإذا تعلق األمر بقاصر أو بغيره من فاقدي األهلية وجبت اإلشارة إلى ذلك بالرسم العقاري مع بيان
سبب فقدان األهلية.
.3الحقوق العينية العقارية المترتبة على العقار.
.4اإلسم الذي تم اختياره للعقار ورقمه الترتيبي ،وتجدر اإلشارة أنه يمكن طبقا للفصل 52مكرر
من ظهير التحفيظ العقاري كما تم تعديله وتتميمه بالقانون رقم ،14/07للمالك المقيد أن يطلب تغيير اسم
العقار المحفظ ،غير أنه في حالة الشياع تشترط الموافقة الصريحة لكافة الشركاء المقيدين إلمكانية تغيير
هذا اإلسم.
يقيد طلب تغيير اإلسم في سجل اإليداع وينشر بالجريدة الرسمية ،وبعد انصرام 15يوما من
تاريخ هذا النشر يضمن االسم الجديد بالرسم العقاري وبنظيره ويشار إليه الحقا في التقييدات والوثائق.
.5خريطة تعطي تفصيالت عن العقار من حيث مساحته وحدوده وشكله وترفق بالرسم العقاري
حيث يعطاه رقم ترتيبي واسم خاص به.
1
و بما أن الرسم العقاري يتصف بصفة الخصوصية ،فإنه ال يشتمل إال على قطعة واحدة مملوكة
لشخص واحد أو مملوكة لعدة اشخاص على الشياع .فصفة الخصوصية تقتضي عدم إقامة رسم عقاري
لعدة قطع ،سواء كانت مملوكة لشخص واحد أو لعدة أشخاص .كما ال يمكن إقامة رسم عقاري لقطعة
واحدة إذا كانت مملوكة لعدة أشخاص ملكية مفرزة غير شائعة.
ويترتب على صفة الخصوصية المالزمة لرسم الملكية عدة نتائج كما يلي:
أ -إذا وقع تجزيء عقار بسبب قسمة أو غيرها ،فإنه يباشر تحديد كل قطعة من طرف مهندس
مساح طب وغرافي محلف من جهاز المسح العقاري ،مقيد في جدول الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين
الطبوغرافيين ،يقوم بنقل العملية إلى التصميم ،ويؤسس رسم عقاري وتصميم مستقلين لكل جزء من العقار.
ب -يمكن االحتفاظ بالرسم العقاري األصلي للجزء المتبقي من العقار بيد المالك ،وفي هذه الحالة
يقيد به المحافظ على األمالك العقارية جميع البيانات المفيدة ويصحح التصميم نتيجة ذلك.
ج -إذا طلب شخص تحفيظ عقار باسمه ،وكان هذا العقار مجاورا أو مالصقا لعقار آخر سبق أن
حفظ باسمه ،بحيث يشكل العقاران وحدة عقارية (كتلة عقارية واحدة) ،فإنه يجوز بدل أن يؤسس رسم
خاص بالعقار الجد يد أن يصحح الرسم القديم على وجه يعتبر معه الرسم المصحح شامال العقاران معا
اللذا ن أصبحا يشكالن كتلة عقارية واحدة ،كذلك الشأن إذا حصل أن اقتطع جزء من عقار محفظ ،وانتقل
الجزء المقتطع إلى مالك عقار مجاور محفظ باسمه ،فإنه يمكن بدل أن يؤسس رسم عقاري وخريطة
مستقال ن بالجزء المقتطع ،أن يضم هذا الجزء إلى العقار المجاور ويعدل الرسم والخريطة العائدان لهذا
العقار بصورة يصبحان معها شاملين للعقار القديم والجزء الجديد المضاف إليه.
د -إذا أراد شخص دمج عدة عقارات محفظة وجعلها جميعا محال لرسم واحد ،بدل أن يكون كل
منها محال لرسم مستقل ،فإنه يستطيع ذلك ،ويؤسس عندها رسم واحد وخريطة جديدة واحدة بالعقارات
جميعها ككتلة واحدة.
وتجدر اإلشارة أن مجموع الرسوم العقارية يشكل ما يعرف بالدفاتر العقارية أو السجالت العقارية
) ،(les livres fonciersكما أن أصل الرسم العقاري يحتفظ به لدى المحافظة العقارية ،ويسلم نظير منه
للمالك في حين تسلم شهادات عقارية خاصة ألصحاب الحقوق العينية ،وهذا ما سنتحدث عنه في الفقرة
الموالية.
2
أو ال :باإلضافة إلى الرسم العقاري المؤسس باسم المالك ،يمكن بعد تحفيظ العقار تأسيس رسوم
عقارية خاصة ،بناء على الطلب باسم المنتفع أو صاحب حق الكراء الطويل األمد أو صاحب حق السطحية
أو صاحب حق من الحقوق المتفرعة عن الملكية حسب قواعد الفقه اإلسالمي ،وذلك كي يتاح تسجيل
الحقوق العينية والتكاليف العقارية التي يمكن أن تنشأ على حق االنتفاع أو الكراء الطويل األمد أو حق
السطحية أو الحقوق المتفرعة عن الملكية حسب قواعد الفقه اإلسالمي ،عليها (أي على هذه الرسوم العقارية
الخاصة) طبقا للفصل 17من القرار الوزاري المذكور.
ثانيا :كل صاحب حق من الحقوق المذكورة أعاله ،يمكن منحه نسخة صحيحة تامة عن الرسم
العقاري الخاص الذي طلب تأسيسه ،وتخضع نسخ الرسوم العقارية الخاصة لألحكام التي تطبق على نسخ
رسوم التمليك ،وذلك حسب الفصل 18من القرار الوزاري المذكور.
ثالثا :إذا جرى نقل حق من هذه الحقوق من شخص إلى آخر نتيجة نصرف قانوني ،فإنه يذكر على
الرسم الخاص المؤسس بشأنها وعلى النسخة المطابقة له أسماء أصحاب الحق المتعاقبين (الفصل 19من
القرار الوزاري ل 3يونيو .)1915
إذا ثبت هذا انتقلنا للحديث عن آثار تأسيس الرسم العقاري في المطلب الثاني.
المطلب الثاني :آثار تأسيس الرسم العقاري
يترتب على تأسيس الر سم العقاري من حيث األصل أثران مهمان (الفقرة األولى) ال يسريان استثناء
في مواجهة بعض األمالك (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :األثر التطهيري والنهائي للرسم العقاري
سنتحدث عن األثر التطهيري للرسم العقاري (أوال) قبل أن نتحدث عن أثره النهائي (ثانيا).
أوال :األثر التطهيري للرسم العقاري
يترتب على سلوك إجراءات التحفيظ وتأسيس الرسم العقاري وفق ما سبق لنا بيانه ،تطهير العقار
من جميع الحقوق السابقة عن تأسيس الرسم العقاري ،والتي لم يتم التعريف بها خالل مرحلة التحفيظ
بواسطة التعرض ،حيث ال يتم االعتداد سوى بالحقوق المضمنة به ،كما يبطل الرسم العقاري ما عداه من
الرسوم (الوثائق) ،بما فيها الرسوم والعقود التي استند عليها طالب التحفيظ عند تقديم مطلب التحفيظ ،حيث
يعتبر مالك العقار المحفظ مالكا بموجب قرار المحافظ العقاري ،وليس استنادا إلى الحجج والوثائق
والمستندات التي أيد ودعم بها مطلبه للتحفيظ ،سواء تعلق األمر بعقد شراء أو إراثة أو هبة أو وصية أو
غيرها من العقود المثبتة للملك.
وقد نصت المادة 12من مرسوم 14يوليو 2014في شأن إجراءات التحفيظ العقاري ،في هذا
الشأن على ما يلي" :عند اتخاذ قرار التحفيظ ،توضع عبارة :وثيقة ملغاة سبق استعمالها في تحفيظ العقار
الذي أسس له الرسم العقاري عدد ،....على العقود والوثائق التي تم االستناد إليها في إيداع مطلب
التحفيظ."......
وهكذا ،فإن الرسم العقاري استنادا للفقرة الثانية من الفصل األول من ظ ت ع ،يطهر العقار من
الحقوق غير الظاهرة وقت تحفيظه ولو كانت مشروعة ،ويعترف بالوجود القانوني للحقوق الظاهرة وقت
التحفي -أي تلك الحقوق التي تم التعريف بها أثناء مسطرة التحفيظ -ويضفي عليها صبغة المشروعية ولو
كانت في حقيقتها غير مشروعة.
فقرار تأسيس الرسم العقاري يشكل دليال قاطعا على حق الملكية والحقوق العينية والتحمالت
العقارية المعلن عنها أثناء مسطرة التحفيظ والمسجلة بالرسم العقاري ،لذلك سمي هذا الرسم برسم الملكية
أو التمليك.
وقد اعتبر المجلس األعلى في قرار له أن "التحفيظ يطهر العقار المحفظ من جميع الشوائب التي
كانت عالقة به قبل التحفيظ ،ويشكل نقط ة االنطالق الوحيدة في حياة العقار ،حيث يقطع صلتها نهائيا
بالماضي ......وأن هذا التطهير ال يترك مجاال لتطبيق القواعد العامة لاللتزام".
3
ثانيا :األثر النهائي للرسم العقاري
باإلضافة إلى األثر التطهيري يترتب على تأسيس الرسم العقاري أثر بالغ األهمية ويتجلى في نهائية
الرسم العقاري ،أي أنه طبقا لمقتضيات الفصل 62من ظ ت ع يكون قرار المحافظ العقاري بتأسيس
الرسم العقاري ،قرارا نهائيا ال يقبل أي وجه من أوجه الطعن ،فال يمكن إطالقا إلغاؤه أو تغييره سواء من
طرف المحافظ العقاري نفسه أو من طرف القضاء ،وبالرغم من أن قرارات المحافظ العقاري هي قرارات
إدارية واجبة التعليل ،فإن المشرع لم يلزم المحافظ العقاري بضرورة تعليل قراره في هذا الصدد.
وهذا األثر النهائي للرسم العقاري ال يشمل فقط حق الملكية العقارية لطالب التحفيظ ،بل يشمل كذلك
جميع الحقوق العينية واالرتفاقات العقارية ،المؤسسة على العقار والتي تم التعريف بها خالل مرحلة
التحفيظ ،وتم قبولها من طرف المحافظ أو تم الحكم بصحتها من طرف القضاء ،وهذه المقتضيات بطبيعة
الحال هي مقتضيات آمرة ال يجوز االتفاق على مخالفتها.
وتترتب على نهائية الرسم العقاري نتائج أهمها ما يلي:
-أن الرسم العقاري يعتبر نقطة االنطالق الوحيدة للحقوق العينية والتحمالت العقارية المترتبة على
العقار وقت تحفيظه (الفصل 62من ظ ت ع)؛
-عدم إمكانية اكتساب أي حق عيني على العقار المحفظ عن طريق التقادم ،طبقا للفصل 63من
ظ ت ع سواء تعلق األمر بالتقادم المسقط أو التقادم المكسب ،فهذا التقادم ال يفيد في مواجهة ما ضمن
بالرسم العقاري .وبذلك فإن التحفيظ هو وسيلة يستطيع بمقتضاها مالك الرسم العقاري أن يحمي حقه ولو
لم يستعمله لمدة طويلة ،حيث ال تنفع الحائز حيازته للعقار المحفظ في اكتساب ملكيته مهما طال أمد هذه
الحيازة ،وذلك بخالف بحيازة العقار غير المحفظ.
وقد اعتبر المجلس األعلى في قرار له ،أن "إقامة الرسم العقاري له صفة نهائية ال تقبل الطعن
ويحسم كل نزاع يتعلق بالعقار ،وال يمكن االحتجاج بأي حق عيني سابق على التحفيظ لم يسجل على الرسم
العقاري .....والشراء الذي أبرم قبل التحفيظ ولم يقع اإلدالء به أثناء مسطرة التحفيظ ال يمكن االحتجاج
به فيما بعد ما لم يقر به البائع ".
الفقرة الثانية :االستثناءات الواردة على قاعدتي النهائية والتطهير
نظرا للطبيعة الخاصة لبعض األمالك ،فإن المشرع استثناها من إمكانية مواجهتها باألثر النهائي
والتطهيري للرسم العقاري ،ومن هذه األمالك نجد األمالك العامة واألمالك الموقوفة( .تفاديا للتكرار
يرجى الرجوع إلى ما سبق الحديث عنه بخصوص هذه النقطة بمناسبة الحديث عن مبدإ التطهير ضمن
المحور الخاص بمبادئ التحفيظ العقاري).
4
وإذا كان التدليس عموما هو استعمال الطرق االحتيالية قصد إيقاع المتعاقد في غلط يدفعه إلى
التعاقد ،فإن واقعة التدليس في مجال التحفيظ العقاري ،تتحقق بمجرد تقديم مطلب تحفيظ عقار يعلم مقدمه
(أي طالب التحفيظ) بأن العقار موضوع المطلب غير مملوك له أو لم يعد مملوكا له ،بحيث يعطى للتدليس
مفهوما واسعا ال يشترط معه لقيامه استعمال الطرق االحتيالية ،بل يتحقق التدليس بكل تصرف صادر عن
سوء نية بقصد اإلضرار بالغير أو الحصول على منفعة شخصية.
وهكذا يدخل في أعمال التدليس في مجال التحفيظ العقاري إخفاء الحقيقة ،فالبائع الذي يقدم مطلب
تحفيظ عقار بعد بيعه ويستصدر رسما عقاريا باسمه ،يعتبر مرتكبا للتدليس ويكون ملزما بدفع التعويض
لفائدة المشتري الذي ضاع عليه حقه بسبب هذا التحفيظ .وهذا ما استقر عليه عمل القضاء ،حيث اعتبر
المجلس األعلى أن "تحفيظ العقار في اسم البائع بعد بيعه يعد تدليسا ضد المشتري موجبا للتعويض".
وطبقا لمقتضيات الفصل 64المشار إليه أعاله ،فإن دعوى التعويض ترفع في مواجهة مرتكب
التدليس ،سواء كان طالب التحفيظ أو المحافظ العقاري أو غيرهما ،وتعتبر مسؤولية المدلس في هذه الحالة
مسؤولية شخصية ،حيث تستخلص التعويضات المحكوم بها من ذمته المالية.
وتجدر اإلشارة في هذا الصدد ،أنه في حالة إعسار المدلس نص المشرع بموجب الفقرة األخيرة
من الفصل ،64على حلول صندوق التأمينات المحدث بموجب الفصل 100من ظ ت ع محل المدلس في
أداء التعويض .غير أنه بالرجوع إلى الفصل 100المذكور ،نجده ينص على أن هذا الصندوق يضمن فقط
المحافظ العام أو المحافظين على األمالك العقارية ويحل محلهم في أداء التعويض للمتضرر حالة إعسارهم،
مما يطرح التساؤل حول مدى إمكانية حلول هذا الصندوق محل غير المحافظ على األمالك العقارية متى
كان هو المدلس (طالب التحفيظ أو أحد المستخدمين)؟
المطلب الثاني :دعوى استرداد الثمن
لقد سبقت اإلشارة إلى عدم إمكانية رفع أي دعوى في نطاق ظهير التحفيظ العقاري لمن تضرر
من قرار التحفيظ ،سوى للمطالبة بالتعويض في حالة وجود التدليس فقط ،لكن يمكن مع ذلك االستناد إلى
القواعد العامة في إطار ظهير االلتزامات والعقود للمطالبة باسترداد الثمن ،في حالة تحفيظ عقار بعد بيعه.
فإذا اشترى شخص عقارا أو حقا عينيا عقاريا ،ولم يسلك مسطرة اإليداع وال مسطرة الخالصة
اإلصالحية المنصوص عليهما في الفصالن 83و 84من ظ ت ع ،فحفظ العقار في اسم طالب التحفيظ
البائع ،وفقد نتيجة لذلك المشتري حقه بفعل األثر التطهيري للرسم العقاري ،فإن هذا األخير يحق له رفع
دعوى للمطالبة باسترداد الثمن الذي دفعه للبائع الذي حفظ العقار باسمه ،وال تمنعه هذه الدعوى من إمكانية
المطالبة بالتعويض طبقا للفصل 64المشار إليه أعاله.
وتجد دعوى المطالبة باسترداد الثمن أساسها القانوني في الفصل 70من ق ل ع ،الذي نص على
أنه "يجوز استرداد ما دفع لسبب مستقبل لم يتحقق ،أو لسبب كان موجودا ولكنه زال" ،فسبب حصول
البائع على الثمن هو نقل ملكية العقار المبيع للمشتري وهو سبب زال بسبب تحفيظ العقار المبيع باسمه،
كما تجد أساسها القانوني في الفصل 66من ق ل ع ،حيث يكون البائع في مثل هذه الحالة قد أثرى على
حساب المشتري ،ومعلوم أن كل من أثرى على حساب الغير دون سبب قانوني ،يكون ملزما بأن يرد لهذا
الغير قدر ما أثرى به في حدود ما لحقه من خسارة.
وتجدر اإلشارة في األخير إلى أن الفرق بين هذه الدعوى ودعوى التعويض بسبب التدليس ،يتجلى
في عدم إمكانية رفعها في مواجهة المحافظ العقاري ،وكذا عدم إمكانية حلول صندوق التأمينات محل
المثري على حساب الغير في األداء عند ثبوت إعساره.
5