Professional Documents
Culture Documents
يعد عقد اإليجار من العقود المسماة التي تولى المشرع تنظيمه ضمن العقود الواردة على اإلنتفاع ..و قد
عرف العقد تعديال جذريا بموجب تعديل القانون المدني ل 2007
لعقد اإليجار مفهوما و خصائص تمكن من اإلحاطة به و إخراجه من زمرة العقود المشابهة له
قبل صدور القانون 05-07المؤرخ في 13مايو 2007المعدل و المتمم لألمر 58-75مؤرخ في 26
يعط المشرع الجزائري تعريفا ً لعقد اإليجار و اكتفى باإلشارة
سبتمبر 1975المتضمن القانون المدني،لم ِ
بموجب المادة 467قانون مدني على أن اإليجار ينعقد بمقتضى عقد بين المؤجر و المستأجر،غير أنه بعد
عرفه المشرع الجزائري بموجب ذات المادة المعدلة أنه" عقد يمكن المؤجر بمقتضاه المستأجر التعديل َّ
من االنتفاع بشيء لمدة محددة مقابل بدل إيجار معلوم،و يكون هذا البدل في األصل نقودا ً إال أنه يجوز أن
يكون تقديم عمل"،يستفاد من نص المادة 467المعدلة أن عناصر عقد اإليجار هي :التمكين من
االنتفاع،األجرة و المدة.
و عليه في حالة تخلف عنصر الكتابة يقع عقد اإليجار تحت طائلة البطالن،و هنا تجدر اإلشارة إلى أن
أحكام عقد اإليجار المعدلة في القانون 05-07ال تسري إال على الوقائع التي نشأت في ظله تطبيقا ً للمادة
2فقرة 1قانون مدني" ال يسري القانون إال على ما يقع على المستقبل و ال يكون له أثر رجعي،"...و
تؤكد ذلك المادة 507مكرر من القانون المدني،فالكتابة في عقود اإليجار ال تسري إال بالنسبة للتصرفات
التي انعقدت بعد صدور القانون .05-07
1
بتاريخ 01مارس 1993صدر المرسوم التشريعي 03-93المتعلق بالنشاط العقاري (المعدل و المتمم
بالقانون 05-07و الملغى بالقانون 04-11لـ 17فبراير 2011المتعلق بالترقية العقارية)،و بموجبه كانت
قد المادة 21منه أن تتجسد العالقة بين المؤجر و المستأجر وجوبا ً طبقا ً للنموذج الكتابي الذي حدده
المرسوم التنفيذي 69-94المؤرخ في 19مارس 1994المتضمن المصادقة على نموذج عقد اإليجار
المنصوص عليه في المادة ، 21غير أن المشرع أورد استثناء على هذه القاعدة في الفقرة 2من نفس
المادة يتمثل في أنه إذا لم يكن بيد المستأجر عقد إيجار مكتوب روعي فيه شكله المقرر و قام هذا
المستأجر باستظهار أي محرر يثبت وجود رابطة بينه و بين مرقي عقاري يأخذ مركز المؤجر،فإن ذلك
يخول له الحق في شغل األمكنة لمدة سنة كاملة تسري ابتداءا ً من تاريخ معاينة مخالفة أحكام اإليجار ،وِّ
بعد نهاية السنة يتقرر له مغادرة األمكنة.
إالَّ أن المادة 8من التعديل 05-07ألغت الفقرة 2من المادة 21للمرسوم التشريعي ،03-93أي ألغت هذا
االستثناء.
وقد قرر المرسوم 147/76لـ 1976/10/23المتعلق بتنظيم العالقات بين المؤجر و المستأجر لمحل معد
للسكن تابع لديوان الترقية و التسيير العقاري بموجب المادة 1و ، 2أن شغل المحالت المعدة للسكن يتم
بموجب عقد إيجار مفرغ في نموذج معد لذلك و يحرر محضر معاينة حالة األمكنة محل اإليجار سواء
عند بدء االنتفاع بها أو عند إخالءها ،و من ثم فإن عقد اإليجار المكتوب هو ركن في العقد ومن ثم دليل
إثبات .و بالتالي فإن عدم استظهار عقد اإليجار المفرغ في نموذجه المقرر في حالة النزاع القضائي يؤدي
1
إلى رفض الدعوى لعدم التأسيس
)3عقد اإليجار من العقود الملزمة لجانبين :فيلتزم المؤجر بتمكين المستأجر من االنتفاع بالعين
المؤجرة،و يلتزم المستأجر بدفع بدل اإليجار.
) 4عقد اإليجار هو من العقود الواردة على االنتفاع بالشيء :و بالتالي يعتبر من أعمال اإلدارة ال من
أعمال التصرف،فيقتصر على إنشاء التزامات شخصية.فحق اإليجار هو حق شخصي ،ذلك أن حق
المستأجر ال يرد على العين مبا شرة.وينتج عن ذلك أن تصرف المستأجر في حق اإليجار هو تصرف
وارد على منقول ،رغم ذلك جعل المشرع الجزائري اإلختصاص في قضايا إيجار السكنات و المحالت
المهنية و اإليجارات الفالحية ينعقد للقسم العقاري طبقا للمادة 512من قانون اإلجراءات المدنية و
اإلدارية ،كما أن المادة 40من نفس القانون جعلت اإلختصاص في دعاوى إيجار العقارات ينعقد للمحكمة
التي يقع في دائرة اختصاصها العقار.
)5عقد اإليجار عقد زمني :أي من عقود المدة،و تعتبر مدة عقد اإليجار ركنا ً في العقد خاصة بعد تعديل
القانون ،05-07حيث جعل المشرع قيام اإليجار مرتبطا ً با لمدة الزمنية المحددة له،و في حالة عدم تحديدها
كان العقد باطالً بطالن مطلقاً،المادة 469مكرر 1قانون مدني "ينتهي اإليجار بانقضاء المدة المتفق عليها
دون حاجة إلى تنبيه باإلخالء"،فالمستأجر لن يستفيد من تمديد لعقد اإليجار و بشروطه األولى و لمدة غير
- 1قرار المحكمة العليا لـ" : 1995/03/14إن عقد اإليجار المبرم بين المستأجر و ديوان الترقية و التسيير العقاري ال يثبت
إال بموجب عقد مكتوب محرر حسب نموذج معين عمال بما جاء في المادة 2من القانون ،147/76و أن االحتجاج
بوصوالت اإليجار في هذا المجال ممكن في غياب عقد اإليجار"...
2
محدودة،في حا لة انتهاء المدة (التجديد الضمني) كما هو الحال بالنسبة لعقود اإليجار المبرمة في ظل
القانون المدني لـ 1975في المادة 474فقرة ،2و المادة ( 509ملغاتان)،و من ثم استبعد المشرع العقود
غير محددة المدة و العقود األبدية ألنه على أساس هذه المدة يتعين مقدار المنفعة التي يستحقها المستأجر و
مقدار األجرة أو بدل اإليجار التي يستحقها المؤجر.
و من ثم األشخاص الذين لهم حق اإلدارة هم :الولي،الوصي،الوكيل وكالة عامة،الدائن المرتهن رهن
حيازي،الحارس القضائي،الوكيل المتصرف القضائي...
يشترط النعقاد اإليجار أهلية طرفي العقد بإتمام 19سنة،و إذا كان أحد الطرفين مميزا ً أي أكمل 13سنة
(السفيه أو من في حكمه) كان العقد موقوفا ً على إجازة الولي أو إجازة القاصر بعد اكتمال أهليته،ألن
اإليجار من العقود الدائرة بين النفع و الضرر؛
-1من يملك حق التصرف( :أي المالك) .و في هذا اإلطار ،أشار المشرع الجزائري إلى الحالة التي يقوم
فيها المؤجر المالك بنقل ملكيته بأي تصرف ناقل للملكية كالبيع،الهبة،المقايضة في المادة 469مكرر 3
من القانون المدني،بحيث تقضي أنه" إذا انتقلت ملكية العين المؤجرة إراديا ً أو جبرا ً يكون اإليجار نافذا ً في
حق من انتقلت إليه الملكية"،فال يمكن للمتصرف إليه (صاحب الحق الموالي أو الالحق لعقد اإليجار) أن
يطالب المستأجر باإلخالء إذا كان مسكنا ً إلى حين انتهاء مدة اإليجار،فإذا كان عقد اإليجار عرفيا ً فال
يكون له حجية على المتصرف إليه إال إذا كان ثابت التاريخ و سابق على ثبوت حق المتصرف إليه ما دام
المتصرف إليه حسن النية،
و في هذه الحالة يلتزم المستأجر بدفع األجرة إلى المتصرف إليه و ليس إلى المالك السابق،أما إذا قام
المستأجر بالوفاء مقدما ً ببدل اإليجار إلى المؤجر فإنه يمكنه أن يحتج إزاء من انتقلت إليه الملكية بهذا
الوفاء المعجل،و ما على المتصرف إليه إال الرجوع على المؤجر (بدعوى اإلثراء بال سبب)،إال أنه في
حالة ثبوت علم المستأجر بانتقال الملكية وقت الوفاء ببدل اإليجار فال يجوز له االحتجاج بهذا الوفاء في
مواجهة المتصرف إليه؛
-2إيجار المال الشائع من قبل األغلبية ،إذ يكون إيجارا صحيحا و ملزما لألقلية.فإن صدر اإليجار عن
أحد المالكين على الشيوع دون أن يعتبر وكيال عنهم ،ال يكون نافذا في حقهم،فأن تعرض أحد أو بعض
الشركاء للمستأجر ،عاد هذا األ خير بالضمان على المؤجر ،فإذ لم يتعرض له الشركاء وتمت القسمة ،نفذ
االيجار في حق من انتقلت إليه الملكية طبقا للمادة 469مكرر 3من القانون المدني.
-3اإليجار الصادر من مشتري العقار قبل انتقال الملكية :إذا قام مشتري العقار بتأجيره قبل الشهر،
سلمه إلى المستأجر ،إذا كان حائزا له،أما إذا كان العقار في حيازة البائع ،طالبه المشتري بتنفيذ التزامه
بالتسليم ،كما يجوز للمستأجر أن يطالبه بالتسليم عن طريق الدعوى غير المباشرة.
3
-4المستأجر :حيث يجوز له أن يؤجر العين المؤجرة باطنيا ً بعد الحصول على إذن كتابي من المؤجر
طبقا ً للمادة 505قانون مدني المعدلة،نفس الحكم بالنسبة للتنازل عن اإليجار .أما بالنسبة لديوان الترقية و
التسيير العقاري ،فقد اعترف المرسوم التنفيذي 310-16المؤرخ في 2016-11-30الذي يحدد شروط
نقل حق اإليجار المتعلق بالسكن العمومي اإليجاري الذي تسيره دواوين الترقية و التسيير العقاري و
كيفياته ،للشاغلين للعين المؤجرة من غير المستأجرين بالحق في اإلستفادة من نقل حق اإليجار ،و ذلك
بالنسبة للسكنات التي وضعت حيز اإلستغالل قبل يناير. 2004و قد بقي حق االستفادة قائما إلى غاية
2019/12/31و هذا بموجب المرسوم التنفيذي 01/18لـ20181/01/04؛
-5إيجار المالك تحت شرط فاسخ:إذا أبرم المالك عقد إيجار ،و زالت ملكيته بأثر رجعي لتحقق الشرط
الفاسخ فبل انتهاء مدة اإليجار ،فإن اإليجار باعتباره من أعمال اإلدارة يبقى نافذا في حق المالك في حدود
3سنوات طبقا للمادة 2/207من القانون المدني.
-6األشخاص الذي لهم حق القيام بأعمال اإلدارة :نص المشرع في المادة 468من تعديل 05-07على
أنه "يجوز للشخص الذي ال يملك إال القيام بأعمال اإلدارة أن يبرم عقود اإليجار،غير أنه ال يجوز له أن
يبرم عقد إيجار لمدة تزيد عن ثالث ( )3سنوات ما لم يوجد نص يقضي بخالف ذلك،و في حالة ما إذا
أبرم عقد اإليجار لمدة تزيد عن ثالث ( )3سنوات فإن مدة سريان اإليجار تقتصر على ثالث ( )3سنوات
فقط،و ال يعتد بالمدة الزائدة،.".و منهم :الولي،الوصي،الوكيل وكالة عامة ،الحارس القضائي،الوكيل
المتصرف القضائي ...و هذا مالم يوجد نص مخالف للمادة ، 468مثاله نص المادة 3/731من قا.إ.م.إ
التي تسمح للمحجوز عليه إيجار العقارات بإذن من القاضي مادام ال يضر ذلك بالدائنين ،دون تقييده بمدة
الثالث سنوات ،مادام أنه مرخص له بذلك قضاء ؛
-7المنتفع :ألن له حق أو سلطة االستعمال و االستغالل باعتبار أن حق المنتفع يعطي لصاحبه حقا ً عينيا ً
متفرع عن حق الملكية (المادة 469قانون مدني) .فيكون للمنتفع حقوق المؤجر و التزاماته اتجاه
المستأجر ،و بالتالي له الصفة لمطالبة المستأجر أمام القضاء في حالة نزاع حول عقد اإليجار ،و هو
ماذهبت إليه المحكمة العليا بتاريخ .1993/02/1؛
-5إيجار من له حق االستعمال و السكن:إذ بموجب المادة 856قانون مدني،ال يجوز التنازل للغير عن
حق االستعمال و السكن إال بناءا ً على شرط صريح أو مبرر قوي،و قد جاء في المادة 469مكرر من
التعديل 05-07للقانون المدني عبارة "إيجار" عوض "تنازل"،فأجازت لصاحب حق االستعمال و السكن
أن يبرم عقد إيجار و لكن إذا ورد في المحرر المنشئ للحق بند صريح يرخص له بذلك؛
-6إيجار ملك الغير :قد يؤجر الشخص ملك الغير،أي يكون المؤجر ال يملك العين المؤجرة و ليس له ال
حق االنتفاع بها و ال حق إ دارتها،بما أن بيع ملك الغير نصوصه استثنائية و ال وجود لها في إيجار ملك
الغير،فيعتبر هذا اإليجار صحيحا ً و من ثم ليس للمستأجر طلب اإلبطال أو الفسخ ما لم يتعرض له
المالك،أما المالك األصلي فيمكنه الرجوع بالتعويض على المؤجر،أو منعه من االنتفاع بالعين،كما يمكن
ل لمالك طلب استحقاق العين من المستأجر ألن العقد غير نافذ في حقه،أو تأجير العين للغير،و هنا يجوز
أقر المالك اإليجار ح ّل محل
للمستأجر الرجوع بضمان االستحقاق على المؤجر و المطالبة بالفسخ،أما إذا ّ
المؤجر في الحقوق و االلتزامات.
أ-المنفعة.
حيث يمكن المؤجر المستأجر من االنتفاع بالعين المؤجرة عن طريق تسليمها له،و يشترط في المنفعة:
-1أن تكون موجودة وقت إبرام العقد أو قابلة للوجود :فإن كانت غير موجودة وقت التعاقد أو هلكت قبل
العقد ،كان العقد باطال-المادة 93قا.م.ج.وإذا هلك الشيء محل المنفعة بعد العقد و قبل التسليم فإن العقد
صحيح لكنه ينفسخ بقوة القانون لتعذر شرط المنفعة،و كذلك الحكم إذا هلكت العين المؤجرة خالل مدة
اإليجار (المادة 481قانون مدني) ،فإن كان الهالك جزئيا ،كان للمستأجر أن يختار بين الفسخ و إنقاص
بدل اإليجار إذا كان جسيما ،أما إذا كان يسيرا كان له إنقاص بدل اإليجار .المادة 481قا.م.ج.و إذا ورد
اإليجار على منفعة ممكنة في المستقبل ،كالمساكن قيد اإلنجاز ،بدأ سريان العقد من تاريخ إتمام البناء ،و
حينها يتم تعيين العين ،بتحديد المكان الذي سيقام فيه المسن و ذكر المواصفات في العقد؛
-2أن يعلم المستأجر بالمنفعة علما ً كافياً :فيجب أن توصف العين المؤجرة وصفا ً كافياً،لذلك بالنسبة
لإليجارات المتعلقة باألماكن استوجب المشرع أن تتم معاينتها وجاهياً،و يلحق بعقد اإليجار محضر
وصفي يبين بأن العي ن المؤجرة استلمت في حالة صالحة لالستعمال،و في حالة تخلف تحرير المحضر
يفترض أن المستأجر قد تسلمها في حالة سليمة (المادة 476معدلة)؛
-3يجب أن ترد المنفعة على محل أو شيء صالح للتعامل فيها :من عقارات ،و منقوالت غير قابل
لإلستهالك ،و تكون منفعة مشروعة.
-4يجب أن تحدد مدة المنفعة اتفاقا ،و ذلك باعتبارها ركنا في عقد اإليجار بمقتضى القانون .05-07
ب-بدل اإليجار.
هو لقاء اإليجار الذي يلتزم المستأجر بدفعه للمؤجر و الذي ينبغي أن يكون محدد في عقد اإليجار ،و قد
يكون بثمن نقدي أو بتقديم عمل (المادة 467فقرة 2قانون م دني)،و يجب أن تكون األجرة حقيقية و
جدية.كجزء من المحصول أو أداء خدمة .و يتحدد بدل اإليجار وفق رغبة المتعاقدان بتحديد ماهيته و
مقداره و طريقة الفاء به.مع امكانية اإلكتفاء بتعيين األساس المعتمد عليه لتحديد مقدار البدل .ويؤدي عدم
االتفاق على بدل اإليجار إلى بطالن العقد بطالنا مطلقا ،بمقتضى المادة 467من القانون المدني.
قرر المرسوم التنفيذي رقم 506-97المؤرخ في 29ديسمبر 1997الذي يحدد القواعد المنظمة إليجار
السكنات التابعة لديوان الترقية و التسيير العقاري و الموضوعة لالستغالل ابتداءا ً من 1جانفي 1998
،على أنه يجب أن يذكر مبلغ اإليجار األصلي في عقد اإليجار و تتم بموجبه فاتورة شهرية،وفقا ً لشكل
الوصل النموذجي المصادق عليه بموجب قرار من قبل وزير السكن في .1996/01/27كما أن األجرة
تكون نقدا طبقا للمادة 3من نموذج عقد اإليجار الملحق بالمرسزم 147-76و المادة 10من النموذج
الملحق بالمرسوم 142-08
ثالثاً :المدة.
5
هي من العناصر الجوهرية في عقد اإليجار حيث تسري مدة اإليجار من التاريخ المتفق عليه في العقد،فإذا
لم يحدد فمن تاريخ إبرام العقد،و قد ألغى القانون 05-07نظام التجديد الضمني الذي كان معموالً به في
ظل القانون القديم،حيث كان يجيز بعد انتهاء مدة العقد و عدم قيام المؤجر بالتنبيه باإلخالء أن يتجدد العقد
و لمدة غير محدودة.
أما بموجب المرسوم التشريعي 03-93في الفقرة 2من المادة ( 20الملغاة حالياً) قضت بأنه في حال بقاء
المستأجر في العين المؤجرة دون اعتراض من المؤجر تجدد العقد ضمنيا ً تطبيقا ً للقانون ،58-75أما في
حالة اعتراض المؤجر على التجديد تنتهي عالقة اإليجار دون الحاجة إلى التنبيه باإلخالء عمالً بقاعدة
األثر الفوري للقانون الجديد،إذ كان المؤجر وفقا ً للقانون 58-75ملزما ً إذا أراد استرجاع األمكنة أن يوجه
إنذارا ً للمستأجر بالتخلي عن العين المؤجرة وفقا ً لآلجال المحددة في المادة ( 475ملغاة من القانون
القديم،و اآلجال هي 15 :يناير 15،أفريل 15،جويلية و 15أكتوبر)...؛
رابعاً :الشكل( .وفق ما سبق التعرض إليه)،و إذا تخلف الشكل فالعقد باطل بطالن مطلق.
تتمثل آثار العقد في اإللتزامات التي ينشئها اإليجار ،سواء في ذمة المؤجر،أ و في ذمة المستأجر ،باعتبار
اإليجار من العقود الملزمة لجانبين.
تقع عل المؤجر التزامات تصب كلها في اإللتزام بتمكين المستأجر من االنتفاع بالعين المؤجرة في المدة
المتفق عليها.
حيث يلتزم المؤجر بتسليم العين المؤجرة المتفق عليها دون غيرها،كما يلتزم بتسليم ملحقاتها و هي
المستلزمات التي ال يكتمل االنتفاع بالعين المؤجرة إال بها (حق االرتفاق،تصريف المياه...إلخ)،كما يجب
أن يسلم العين في حالة حسنة،معنى ذلك أنه إذا كانت العين المؤجرة تحتاج إلى ترميمات و إصالحات و
إزالة للعيوب التي تعيق االنتفاع بالعين.فعليه القيام بها قبل تسليمها (المادة 476قانون مدني)،و اشترط
المشرع أن تتم معاينة األماكن وجاهيا ً بحضور طرفي العقد و تحرير محضر وصفي يلحق بعقد اإليجار-،
و هو ما نص عليه أيضا المادة 3من المرسوم . 147-76هذا المحضر يبين حالة العين المؤجرة عند
التسليم و أوصافها و محتوياتها،و في حالة تسليم العين المؤجرة دون هذا اإلجراء اعتبر ذلك قرينة على
تسلم العين في حالة حسنة،1و إن كانت قرينة بسيطة يمكن إثبات عكسها.
- 1قرار المحكمة العليا بتاريخ 2020/02/13ملف رقم ": 1358472يعتبر المستأجر قد استلم العين المؤجرة في حالة
جيدة تصلح لالستعمال المعد لها-:إذا استلم األمكنة بدون إجراء أي محضر أو بيان وصفي لها-".....بوابة القانون
الجزائريhttps://droit.mjustice.dz/sites/default/files/portail/nouv_arrets_c_s_2020/1358472.pdf:
6
إذا قام المؤجر بتسليم العين المؤجرة بحالة غير صالحة لالستعمال المقصود فإنه يجوز للمستأجر أن
يطلب فسخ عقد اإليجار أو إنقاص بدل اإليجار بقدر ما نقص من االستعمال مع التعويض (المادة 477
قانون مدني)،و قد أحال المشرع فيما يخص االلتزام بالتسليم إلى أحكامه في عقد البيع بموجب المادة 478
قانون مدني،و عليه يكون زمن التسليم بمقتضى المادة 281قانون مدني بمجرد انعقاد العقد إال إذا قضى
العرف أو االتفاق على تأجيل التسليم،فإن تأخر المؤجر عن التسليم امتنع المستأجر عن دفع بدل اإليجار،
و له أن يطالب المؤجر بالتنفيذ العيني أو الفسخ ،كما له المطالبة بإنقاص بدل اإليجار..
أما مكان التسليم فهو مكان تواجد العين المؤجرة ،فإذا امتنع المؤجر عن تنفيذ التزامه بالتسليم جاز
للمستأجر بعد إعذار المؤجر المطالبة بالتنفيذ العيني،أو المطالبة بالفسخ مع التعويض.
و إذا كان عدم التسليم بسبب الهالك الكلي لسبب أجنبي انفسخ العقد بقوة القانون،استرد المستأجر بدل
اإليجار الذي دفعه مقدماً،أما إذا كان الهالك جزئيا ً فللمستأجر إما طلب الفسخ أو إنقاص بدل اإليجار إذا
كان جسيما أو إنقاص بدل اإليجار إذا كان يسيرا طبقا للمادة 481من القانون المدني،.و إذا كان الهالك
بسبب المؤجر كان للمستأجر طلب التعويض إضافة لذلك.
و قد أكدت المادة 16من المرسوم 147-76على ضرورة تسليم ديوان الترقية و التسيير العقاري العين
المؤجرة في حالة جيدة ،و إال كان للمستأجر طلب الفسخ إذا كان النقص جسيماً.
و يجوز للمؤجر االمتن اع عن التسليم إذا كانت األجرة واجبة الدفع مقدما و لم يقم المستأجر بدفعها ،
مستعمال حقه في الحبس.
حسب المادة 479فقرة 1قانون مدني فإن المؤجر ملزم بصيانة العين المؤجرة لتبقى على الحالة التي
سلمت بها،فيقوم بجميع الترميمات الضرورية أثناء مدة اإليجار،باعتباره من عقود المدة؛
و الترميمات الضرورية لحفظ العين المؤجرة من الهالك أو التلف،مثل :إصالح الجدران اآليلة
للسقوط،ترميم األسقف،ترميم األرضيات المهترئة بفعل المياه،و الترميمات الضرورية النتفاع المستأجر
بالعين المؤجرة،م ثل صيانة قنوات الصرف،تبييض األسطح،و هو ما يستنبط من المادة 479قانون مدني
و المادة 18من المرسوم 147-76المتضمن تنظيم إيجار المحالت المعدة للسكن التابعة لديوان الترقيةو
التسيير العقاري،كما يتحمل المؤجر التكاليف المثقلة للعين المؤجرة كالضرائب.
أما الترميمات التأجيرية التي تحتاجها العين نتيجة استعمالها استعمال عادي فيتحملها المستأجر،و في حالة
وجود خالف بين ما هو ملزم للمؤجر أو المستأجر فيعود التقدير لقاضي الموضوع.
و في حالة تقاعس المؤجر عن تنفيذ التزاماته بعد إعذاره بعقد غير قضائي بالتنفيذ العيني،يجوز للمستأجر
المطالبة بالفسخ أو بإنقاص بدل اإليجار مع المطالبة بالتعويض إذا كان له محل (المادة 480قانون
مدني)،غير أنه في حالة الضرورة و االستعجال يجوز للمستأجر القيام بالترميمات الضرورية على حساب
المؤجر طبقا ً للمادة 480فقرة أخيرة و ذلك بعد إعذار المؤجر بموجب محرر غير قضائي،إذ يجب توافر
7
شرطي اإلعذار و االستعجال حتى يتمكن المستأجر من الرجوع بالنفقات على المؤجر .و في حالة ما إذا
ترتب عن إجراء الترميمات إخالل كلي أو جزئي في االنتفاع بالعين المؤجرة جاز للمستأجر حسب الحالة
طلب الفسخ أو اإلنقاص من بدل اإليجار،غير أنه إذا بقي المستأجر في العين المؤجرة بعد إجراء
الترميمات فإن بقاءه يخول له فقط طلب إنقاص بدل اإليجار دون الفسخ.
و في إطار إيجار السكنات التابعة لديوان الترقية و التسيير العقاري ألزم المشرع المصلحة أو الديوان في
حالة استرجاعه للمسكن من أجل القيام بترميمات للتحسين تتطلب اإلخالء المسبق أن يوفر للمستأجر حق
شغل سكن آخر صالح للسكن إلى غاية انتهاء الترميمات (المادة 14من المرسوم .)147-76
يترتب على إبرام عقد اإليجار التزام المؤجر باالمتناع عن كل تعرض للمستأجر خالل فترة اإليجار
صادر منه أو من تابعيه أو مأموريه،يحول دون تمكينه من االنتفاع بالعين المؤجرة انتفاعا ً ماديا ً ،مثاله
التغيير في العين و ملحقاتها ،كهدم جزء من العين المؤجرة،أو التغيير في عين مجاورة يؤدي إلى
اإلخالل بانتفاع المستأجر (المادة 483قانون مدني)،
كما يضمن كل تعرض مادي صادر من المؤجر و القائم على تصرف قانوني صادر من المؤجر إلى
الغير-المادة 483فقرة أخيرة من القانون المدني-كأن يقوم المؤجر برهن الشيء المؤجر رهنا ً حيازيا ً و
حينئ ٍذ يفترض انتقال حيازته للدائن المرتهن الذي استمد حقه من المؤجر.
كما يضمن المؤجر تعرضه الشخصي القائم بسبب قانوني كأن يؤجر شخص ملك الغير و تؤول ملكية
العين المؤجرة إليه بالشراء،الميراث...إلخ،فيطالب المستأجر باإلخالء على أساس أنه أصبح مالكا فال
يجوز له هذا التعرض ألنه يجب عليه الضمان.
و عند إخالل المؤجر بالتزامه ،بأن يتعرض للمستأجر فلهذا األخير طلب التنفيذ العيني (وقف
التعرض)،و له حبس األجرة طيلة مدة التعرض،كما له طلب الفسخ إذا كان التعرض جسيما ً أو لم يكن
جسيما ً لكن المؤجر لم يوقف تعرضه،كما له طلب إنقاص األجرة بقدر ما نقص من انتفاعه بالعين مع
المطالبة بالتعويض عن الضرر.
كما على المؤجر أن يضمن التعرض القانوني الصادر من الغير الذي يدعي حقا ً على العين المؤجرة سواء
كان الحق الذي يدعيه الغير سابقا ً في نشوئه على عقد اإليجار أو الحقا ً له دون التعرضات المادية
الصادرة من الغير (المادة 487قانون مدني) ،شرط أن يدعي الغير حقا على العين يتعارض مع حق
المستأجر.
إال أنه في حالة التعرض المادي الصادر من الغير يمكن للمستأجر أن يستعمل دعاوى الحيازة،1مثالً
دعوى منع التعرض (المادة 820قانون مدني).
- 1قرار المحكمة العليا بتاريخ -2005-01-18مجلة المحكمة العليا عدد -2005-2ص ".337دعوى عدم التعرض
للمرور هي دعوى حيازية ،يتمتع فيها المستأجر بصفة التقاضي".
8
و في حالة التعرض القانوني على المستأجر أن يبادر إلى إخطار المؤجر بالدعوى المرفوعة عليه من
الغير و على المؤجر أن يتدخل في الدعوى إلى جانب المستأجر (المادة 484قانون مدني)،و إذا لم ينجح
المؤجر في دفع التعرض وجب عليه ضمان االستحقاق و جاز للمستأجر طلب فسخ اإليجار أو اإلنقاص
من بدل اإليجار في حدود ما نقص من منفعة العين مع حقه في المطالبة بالتعويض طبق المادة 484فقرة
أخيرة من القانون المدني.
و من جهة أخرى فإنه ال يجوز االتفاق على إسقاط أو التخفيف من ضمان المؤجر للتعرض القانوني
الصادر من الغير أو الصادر منه شخصياً،إال أنه بالمقابل يمكن االتفاق على أن يضمن المؤجر تعرض
الغير المادي فيكون ذلك بمثابة تشديد لضمانه (المادة 490فقرة 1قانون مدني).
-1حالة تعدد المستأجرين لعين واحدة :مما يؤدي إلى التزاحم،إعطاء األولوية لمن كان له عقد سابق في
ثبوت التاريخ على العقود األخرى (المادة 485قانون مدني)،و في حالة ما إذا كان للعقود نفس التاريخ
كانت األولوية لمن حاز المكان أوالً،حينئ ٍذ يتوجب ضمان االستحقاق للباقين حسني النية (المادة 485
قانون مدني)،فيتمكنون من الرجوع على المؤجر بالتعويض.
-2التعرض الصادر من السلطات اإلدارية :طبقا ً للمادة 486قانون مدني فقد تقوم السلطات اإلدارية طبقا ً
للقانون بأفعال تعتبر تعرضا ً للمستأجر صادر عن الغير كونها تنقص من االنتفاع بالعين المؤجرة و حينئ ٍذ
يكون للمستأجر طلب الفسخ أو إنقاص بدل اإليجار،و ال يمكنه المطالبة بالتعويض ،إال إذا كان عمل
السلطة اإلدارية أو قرارها بسبب يكون المؤجر مسؤوالً عنه،إال أن المادة 486قانون مدني ليست من
النظام العام،حيث يجوز االتفاق على عدم رجوع المستأجر في مثل هذا التعرض على المؤجر ال بإنقاص
بدل اإليجار و ال بالفسخ و ال بطلب التعويض.
حيث يلتزم المؤجر بضمان العيوب الخفية في العين المؤجرة التي تحول دون إمكان استعمالها أو تنقص
من هذا االستعمال غير أنه ال يضمن العيوب التي أعلم بها المستأجر أو ثبت بأن المستأجر على علم بها
وقت التعاقد (المادة 488قانون مدني)،و يأخذ حكم العيب الخفي تخلف الصفة التي اشترط المستأجر
وجودها أو تعهد بوجودها المؤجر.
-1أن يكون العيب مؤثراً،أي ينقص من االنتفاع بقدر محسوس،أما إذا تعلق األمر بغياب صفة تعهد بها
المؤجر فإن مجرد غيابها يكون عيبا ً مؤثراً؛
-2يضمن المؤجر العيوب الخفية القديمة التي تكون في العين المؤجرة قبل التسليم ،أما العيوب التي تطرأ
خالل مدة اإليجار نتيجة االستخدام المستمر فتكون تلفا وجب ترميمه؛
-3أن يكون العيب خفياً،أي لم يتمكن المستأجر من كشفه عند تفحص العين عند التسليم تفحص الرجل
العادي؛
9
غير أن المؤجر يضمن العيب الذي يخفيه ِغشا ً منه و حينئ ٍذ ال يستفيد من شرط إسقاط الضمان،إذ أن
القاعد ة العامة أنه يمكن االتفاق على التخفيف أو إسقاط الضمان في غير هذه الحالة (المادة 490فقرة 2
قانون مدني)،و يسقط حق المستأجر في رفع دعوى الضمان بمرور 15سنة تحسب من وقت ظهور
العيب الموجب للضمان (طبقا ً للقواعد العامة لعدم وجود نص خاص)؛
و في حالة وجود العيب الموجب للضمان يجوز للمستأجر حسب الحالة طلب الفسخ أو إنقاص بدل
اإليجار،كما له طلب إصالح العيب أو أن يقوم بإصالحه على نفقة المؤجر إذا كان اإلصالح ال يشكل نفقة
باهظة على المؤجر (المادة 489قانون مدني)،زيادة على كل هذا يجوز للمستأجر طلب التعويض إذا كان
المؤجر عالما ً بالعيبـ المادة 489فقرة أخيرة.
فيكون الدائن بدفع بدل اإليجار ،كل ذي صفة في إبرام العقد ،ورثة المؤجر بحسب نصيبهم الشرعي.و
يكون المدين بالبدل المستأجر ،فإن تعددوا أو تعدد الورثة التزموا بالوفاء كل بقدر نصيبه ،فال تضامن إال
باالتفاق.
تنص المادة 498قانون مدني على التزام المستأجر بالوفاء ببدل اإليجار في المواعيد المتفق عليها ،و
يكون مكان دفع بدل اإليجار في موطن المستأجر باعتباره المدين ما لم يوجد اتفاق بخالف ذلك (المادة
498قانون مدني).
و في حالة حدوث نزاع حول بدل اإليجار فإن الوفاء بالقسط األخير منه يعتبر قرينة على الوفاء باألقساط
السابقة حتى يقوم الدليل على عكس ذلك (المادة 499قانون مدني).
و قد حدد المرسوم التنفيذي 147-76ميعاد دفع األجرة في المادة 8في أجل أقصاه اليوم الخامس من
الشهر،و طبقا ً للمادة 14من المرسوم 506-97فإنه في حالة تخلف المستأجر من الوفاء بمخلفات مؤجره
(ديوان الترقية و التسيير العقاري) لمدة شهرين من حلول أجل استحقاقها ترفع مبالغ اإليجار بنسبة % 5
عن كل شهرين ( )2من التأخير،أما إذا تقاعس المستأجر من أداء التزامه لمدة ستة ( )6أشهر مع سبق
توجيه ثالث ( )3إنذارات انفسخ العقد بقوة القانون.
طبقا ً للقواعد العامة فإذا لم يقم المستأجر بدفع بدل اإليجار فللمؤجر المطالبة بالتنفيذ العيني أو الفسخ مع
طلب التعويض في الحالتين.
وما دام أن بدل اإليجار يُستحق قانونا باستيفاء المنفعة،أو القدرة على ذلك،فإن تحقق المانع القهري الذي
يحول دون استيفاء هذه المنفعة لمدة زمنية مؤقتة ،لسبب ال ينسب إلى إرادة المستأجر و خارجا عن
محيطه ،فال يكون ملزما بدفع البدل .و هو ما حدث مع انتشار فيروس كوفيد 19و صدور قرارت الحجر
و من ثم تعذر استيفاء المنفعة ،ومن ثم اعتبار الوباء و فعل السلطة المتمثل في هذه التدابير ،قوة قاهرة،
تجعل تنفيذ االلتزام مستحيال على المدين استحالة مؤقتة.و األكيد هو عدم تطبيق أحكام القوة القاهرة على
10
عقد اإليجار المبرم لغاية السكن ،حيث يلتزم ال مستأجر بالوفاء بالبدل لقدرته على استيفاء المنفعة.اللهم إال
إذا منع الحجر بسبب الوباء ،المستأجر من تسلم العين ،فيعفى من أدائه حتى يصبح قادرا على التسلم
بزوال القوة القاهرة.
و يبقى اإلشكال بالنسبة لتحديد الوقت الذي يُعتمد في اعتبار فيروس كورونا ،وما قد يترتب عليه من
إجراءات احترازية ،حادثا ً متوقعا ً أو ممكن التوقع،وبالتالي ال يجوز التمسك بنظرية الظروف الطارئة
بالنسبة للعقود المبرمة بعده.
من جانب آخر منح المشرع للمؤجر ضمانات الستيفاء بدل اإليجار ،تتمثل في:
أ-تقديم المستأجر لكفالة ،طبقا للمادة 500من القانون المدني ضمانا للبدل و التكاليف الملقاة على عاتق
المستأجر.
-1حق امتياز المؤجر على منقوالت العين المؤجرة القابلة للحجز المملوكة للمستأجر أوزوجته أو
الغير،و التي ال يعلم المؤجر وقت وضعها بحق الغير عليها،طبقا للمادة 995من القانون المدني ،و ذلك
الستيفاء بدل إيجار لمدة سنتين أو بدل إيجار كل المدة إذا كانت أقل من سنتين و استيفاء الحق في
التعويض عن إخالل المستأجر بالتزاماته.
-2حبس المؤجر لمنقوالت العين المؤجرة القابلة للحجز طبقا للمادة 501من القانون المدني و لو لم
تكن مملوكة له شرط عدم تجاوز الحبس حدود االمتياز المقررة قانونا بموجب المادة 995من
القانون المدني ،فيعترض على إخراجها من العين و له حق استردادها إذا اخرجت بعد اعتراضه ،و
على الحائز حسن النية المطالبة بحقوقه .على أن تتم المطالبة باستردادها خالل 30يوما من تاريخ
علمه ،و يسقط حقه في االسترداد بمضي سنة من تاريخ إخراج المنقوالت –المادة 2/202من القانون
المدني.
إال أن المادة 501تستثني من ذلك نقل الموجودات التي تتطلبها حرفة المستأجر أو شؤون حياته ،أو أن ما
بقي في العين أو تلك التي سبق استردادها تفي بالبدل و التكاليف.
-3الحجز التحفظي على منقوالت العين المؤجرة التي له عليها حق امتياز ،و هذا طبقا للمادة 654من
قانون االجراءات المدنية و اإلدارية التي تجيز الحجز على التحفظي على المزروعات و الثمار في
األراضي المؤجرة ،و المادة 655التي تجيز الحجز التحفظي على المنقوالت الموجودة بالعين المؤجرة أو
التي تم إخراجها دون رضا المؤجر خالل 60يوما من إخراجها.
يسقط حق المؤجر في البدل بمرور 5سنوات حسب المادة 1/309من القانون المدني ،تحسب من تاريخ
استحقاقه،إذا كان يدفع مرة واحدة ،فإن كان مقسطا كانت مدة التقادم 5سنوات بالنسبة لكل قسط تحسب
من تاريخ استحقاقه .أما التعويضات التي يلتزم بها المستأجر ،فتتقادم بمرور 15سنة حسب المادة 308
11
من القانون المدني .و إذا حاز المؤجر على سند يثبت حقه في بدل اإليجار ،فيسقط الحق بمرور 15سنة-
المادة 313من القانون المدني.-
يلتزم المستأجر باستعمال العين المؤجرة كما هومبين في العقد صراحة ،فإذا لم يتم النص على ذلك فعليه
استعمالها بحسب ما أعدت له –المادة 491من القانون المدني.-و في حالة االخالل بهذا االلتزام ،جاز
للمؤجر مطالبته بالتنفيذ العيني ،كما له المطالبة بالفسخ ،مع المطالبة بالتعويض عن الضرر الناتج.
طبقا ً للمادة 492قانون مدني فإنه ال يجوز للمستأجر أن يحدث بالعين المؤجرة أي تغيير بدون أن يحصل
على إذن كتابي من المؤجر ،و في حالة عدم الحصول على اإلذن يلتزم المستأجر بإزالة التغييرات و
إرجاع العين إلى الحالة التي كانت عليها،و تعويض المؤجر عن الضرر إذا اقتضى الحال.1
و إذا كانت هذه التغييرات بموجب إذن كتابي و زادت في قيمة العين المؤجرة وجب على المؤجر رد قيمة
هذه التحسينات عند نهاية اإليجار ما لم يتم االتفاق على خالف ذلك.
و قد أجازت المادة 493قانون مدني للمستأجر وضع أجهزة لتوصيل المياه ،الكهرباء ،الغاز و أسالك
الهاتف و ما يشبه ذلك،إال إذا أثبت المؤجر أن وضع مثل هذه األجهزة يهدد سالمة العقار.
الفرع الثالث :التزام المستأجر بالمحافظة على العين المؤجرة أثناء مدة اإليجار.
من شأن انتقال حيازة العين إلى المستأجر أن يضع على هذا األخير التزاما ً بالمحافظة عليها،و القيام
عد َّ مسؤوالً عما يصيبها من هالك أو تلف.2
بالترميمات الالزمة و إال ُ
فطبقا ً للمادة 172قانون مدني،في االلتزام بعمل إذا كان المطلوب من المدين أن يحافظ على الشيء أو
يقوم بإدارته ،أو أن يتوخى الحيطة في تنفيذ التزامه،فإن المدين يكون قد وفى بااللتزام إذا بذل في تنفيذه
من العناية ما يبذله الشخص العادي و هو ما أكدته المادة 495فقرة 1قانون مدني،بأن ألزمت المستأجر
أن يبذل في العناية بالعين المؤجرة عناية الرجل العادي،فيستعملها استعماالً مألوفاً،و يرجع تقدير ذلك إلى
قاضي الموضوع،و عند إخالل المستأجر بالتزامه وجب عليه التنفيذ العيني باإلصالح أو الفسخ إذا كان
التنفيذ العيني غير ممكن أو كان اإلخالل جسيما ً مع التعويض عن الضرر،إال أنه خروجا ً عن القواعد
العامة جعل المشرع خطأ المستأجر مفترضا ً إذا لحق بالعين المؤجرة تلف أو هالك،بحيث يلتزم المستأجر
بإثبات بأنه بذل عناية الرجل العادي في المحافظة على العين و عدم صدور خطأ منه ليدرأ عن نفسه
- 1قرار المحكمة العليا بتاريخ - 1985/10/28المجلة القضائية عدد -1989-1ص ":200متى كان المقرر قانونا أنه ال
يترتب عن التغييرات التي يحدثها المستأجر في العين المؤجرة إيجارا شفويا ودون موافقة المؤجر فسخ العقد ،فإنه من
المتعين على المستأجر إعادة العين المؤجرة إلى الحالة التي كان عليها قبل إجراء هذا التغيير مع حق المؤجر في التعويض
إن اقتضى الحال ذلك .ال يجوز طرد المستأجر من العين المؤجرة تأسيسا على إحداث تغييرات ضرت بحقوق المؤجر".
- 2قرار المحكمة العليا بتاريخ -2019/10/17ملف رقم -1273991مجلة المحكمة العليا – العدد-2019-2
ص": 27يتحمل مستأجر المركبة المؤجرة بموجب عقد كراء ،مسؤولية التعويض عن األضرار المادية الالحقة بالسيارة
بسبب حادث مرور"...
12
المسؤولية،و ال تقتصر مسؤولية المستأجر على األفعال التي تصدر منه و إنما حتى تلك الصادرة من
تابعيه.
و قد جاء المشرع الجزائري بحك م خاص في حالة حريق العقارات بمقتضى المادة 496قانون مدني،فإذا
كان شغل العقار من طرف مستأجر واحد و تلف أو هلك بسبب الحريق فإن أساس مسؤولية المستأجر
المسؤولية المفترضة،أي أن التزامه في هذه الحالة هو التزام بتحقيق نتيجة،بحيث ال يمكن أن يدحض
المستأجر عن نفسه المسؤولية إال بإثبات السبب األجنبي كالقوة القاهرة،خطأ المؤجر أو خطأ الغير.
أما إذا كان العقار مشغوالً من عدة مستأجرين و شب فيه حريق دون أن يعرف المتسبب فيه،فهم مسؤولون
جميعا ً في مواجهة المؤجر عن األضرار التي يسببها الحريق بحيث يُسأل كل واحد عن الجزء الذي يشغله
العقار وفقا ً لقيمته.
و يكون لكل مستأجر أن يدرأ عن نفسه المسؤولية بإثباته أن النار أو الحريق كان سببها أجنبي ،أي أن
الحريق بدأ نشوبه في جزء يشغله مستأجر آخر فيكون هذا المستأجر وحده مسؤوالً ،أو يثبت بأن الحريق
كان بسبب القوة القاهرة فيتحمل المؤجر التبعة ،أو يثبت أن النار أو الحريق نشب في الجزء الذي يشغله
المؤجر مما يعفي المستأجرين من المسؤولية.
و من أجل المحافظة على العين أيضا ً يلتزم المستأجر بالقيام بالترميمات التأجيرية،طبقا ً للمادة 494قانون
مدني و التي يعود مصدرها إلى استعمال المستأجر أو تابعيه للعين المؤجرة و كل ما جرى العرف على
أن المستأجر هو من يقوم بها،إال أن التزام المستأجر هذا ليس من النظام العام إذ يمكن االتفاق على إعفائه
منها،أو تقاسم نفقاتها مع المؤجر أو حتى التشديد فيها،و إذا أخ ّل المستأجر بالتزامه بالقيام بالترميمات جاز
للمؤجر مطالبته بالتنفي ذ العيني،أو استئذان القاضي للقيام بها على نفقة المستأجر كما له المطالبة بالفسخ.
كما تستدعي المحافظة على العين إخطار المؤجر بكل ما يستوجب تدخله حسب المادة 497من القانون
المدني.
يجب على المستأجر أن يرد العين المؤجرة للمؤجر عند نهاية عقد اإليجار بالحالة التي كانت عليها وقت
التسلم و بما اشتملت عليه من ملحقات من دون عجز (المادة 503قانون مدني)،فإذا اختلف المستأجر و
المؤجر عند الرد حول حالة العين يرجع إلى المحضر الوصفي المحرر عند التسليم،فإن لم يكن قد تم
تحريره فيفترض أن المستأجر قد تسلمها في حالة حسنة،و إن كانت القرينة بسيطة يجوز للمستأجر إثبات
عكسها.
و يكون الرد بنفس كيفية التسليم أي قانونيا ً بوضع العين تحت تصرف المؤجر مع إعالمه بذلك،أو حكميا ً
بتغير صفة المستأجر إلى مالك أو مستعير إلى غير ذلك،و عند الرد يقوم المستأجر و المؤجر بتحرير
محضر وصفي يبين حالة العين و يحصر محتوياتها و إال في حالة عدم تحريره يفترض أن المؤجر استرد
العين في حالة حسنة،و كان ذلك أيضا ً بمثابة قرينة قانونية بسيطة.
و إذا أخ َّل المستأجر بالتزامه بالرد عند انقضاء اإليجار أو رد العين المؤجرة على غير حالتها أو تأخر في
ذلك طالبه المؤجر بالتنفيذ العيني إضافة إلى التعويض عن الضرر،يراعى فيه القيمة اإليجارية للعين عند
انتهاء اإليجار و ما لحق المؤجر من خسارة و ما فاته من كسب.
13
المبحث الثالث :التنازل عن اإليجار ،اإليجار من الباطن و انتهاء العقد
باعتبار حق المستأجر في االنتفاع بالعين المؤجرة حقا ً شخصيا ً فيجوز للمستأجر التنازل عنه إما بمقابل
أو دون مقابل ،كما يجوز للمستأجر أن يقوم بتأجير حقه في االنتفاع بالعين المؤجرة إلى مستأجر آخر
فيكون إيجارا ً من الباطن أو إيجارا ً فرعياً.
ُعرف التنازل عن اإليجار بأنه عقد يتم فيه نقل جميع حقوق المستأجر و التزاماته الناشئة عن عقد ي َّ
اإليجار إلى شخص آخر يحل محله فيها فيكون بمثابة بيع أو هبة ،فيكون تنازال عن مركز قانوني في
رابطة عقدية موجودة من قبل ،فتنشأ عالقة مباشرة و متبادلة بين المتنازل لديه و المتنازل له .فيعد التنازل
ق بالنسبة لما يحيله المستأجر (الدائن) إلى المحال له من حقوق،و حوالة دين بالنسبة لما عليه من حوالة ح ٍ
التزامات،فينشئ التنازل عن اإليجار عالقة مباشرة بين المؤجر و المتنازل له،و باعتبار التنازل عن
اإليجار حوالة حق (قد يرد على كامل مدة اإليجار أو على جزء منها،و قد يشتمل االنتفاع بكل العين أو
بجزء منها)،فإنه ال يحتج على المؤجر (المدين) بالحقوق التي للمستأجر في مواجهة المتنازل له إال إذا
رضي بها (،أو على األقل علم بها لحل إشكالية تعدد المتنازل إليهم بحق اإليجار،فتكون األولوية لمن قام
أوالً بإعالم الم ؤجر بالتنازل و ذلك بموجب عقد غير قضائي).و ال يحتج بها في مواجهة الغير المتصرف
لهم إال إذا كان قبول المؤجر بالحوالة ثابت التاريخ (المادة 241فقرة 2قانون مدني).
أما من حيث كونها حوالة دين،فإنه ال يحتج بها بما على المستأجر من ديون و التزامات في مواجهة
أقرها باعتباره دائنا ً (المادة 252قانون مدني).
المؤجر إال إذا ّ
يؤدي التنازل عن اإليجار إلى نشوء عالقات ثالث:
حيث يرتبطان بعقد التنازل و ينظم العالقة أحكام الحوالة،فيحدد هذا العقد حقوق و التزامات كل طرف مع
تحديد لمقابل التنازل و فيما إذا كان يستغرق كل مدة اإليجار أو جزءا ً منها،فيكون المتنازل له خلفا ً خاصا ً
للمستأجر تنتقل إليه كل حقوق المستأجر و التزاماته،و بموجب حوالة الدين يكون المتنازل له مدينا ً
للمؤجر مباشرة بدفع بدل اإليجار و المحافظة على العين و ردها بعد انتهاء مدة اإليجار،و هنا جاءت
المادة 506قانون مدني بحكم خاص تبقي فيه المستأجر ضامنا ً للمتنازل له في تنفيذ التزاماته.
بهذه الحوالة يفقد المستأجر حقوقه حيث يكون للمتنازل له فقط مطالبة المؤجر بهذه الحقوق و بالمقابل
يلتزم المتنازل له بااللتزامات الناشئة عن عقد اإليجار.فلم يعد المستأجر دائنا للمؤجر و ال مدينا له،
فاختفت بذلك وساطته بين المؤجر و المتنازل له.وضمانه للمؤجر تنفيذ اإللتزامات التي انتقلت للمتنازل له
،هو ضمان بحكم القانون (المادة 506قا.م.ج).
14
ج-عالقة المؤجر بالمتنازل له.
بقبول التنازل يصبح نافذا ً في حق المؤجر و يكون للمتنازل له مطالبة المؤجر مباشرة بكل حقوقه.
هو قيام المستأجر بتأجير العين المؤجرة إلى شخص آخر و هو المستأجر الفرعي لمدة معينة ال تزيد عن
مدة اإليجار األصلي مقابل بدل إيجار معلوم.
فإذا كان طرفا عقد اإليج ار األصلي هما المستأجر األصلي و المؤجر األصلي فإن عقد اإليجار الفرعي
يبرم بين المستأجر األصلي الذي أصبح مؤجرا ً من الباطن و المستأجر الفرعي،فاإليجار الفرعي ال
ينشىء عالقة مباشرة بين المؤجر األصلي و المستأجر الفرعي،و إنما تبقى العالقتان مستقلتان فيخضع
العقد األول ألحكام العقد األصلي،أما الثاني فيخضع ألحكام عقد اإليجار الفرعي،و التنازل عن اإليجار
من الباطن قد نظمه المشرع الجزائري بموجب المادة 505قانون مدني التي نصت على عدم جواز
التنازل على اإليجار من الباطن إال بالموافقة الكتابية للمؤجر،و تكون الكتابة التي يفرغ فيها المؤجر قبوله
باإليجار الفرعي أو التنازل عن اإليجار من أجل اإلثبات،يحدد فيها نوع التصرف الذي وافق عليه المؤجر
إما تنازل أو إيجار من الباطن،و الذي يجب أن يتقيد به المستأجر،كما أن موافقة المؤجر تسري على
المالك الجديد.
و وفقا ً للقواعد العامة إذا خالف ا لمستأجر المنع و قام بالتنازل أو اإليجار من الباطن كان للمؤجر أن
يطالب بالتنفيذ العيني،أي المطالبة باإلخالء على نفقة المستأجر (المادة 173قانون مدني)،كما للمؤجر
المطالبة بالفسخ فيحكم به القاضي إذا ثبت عدم إخالء العين من قِبل المتنازل له أو المستأجر الفرعي،كما
يمكنه إضافة إلى ذلك المطالبة بالتعويض عما لحقه من خسارة و ما فاته من كسب..
هي عالقة ينظمها عقد اإليجار الفرعي فيلتزم المستأجر الفرعي بكل االلتزامات الناجمة عن عقد اإليجار
الفرعي بما فيها مدة اإليجار و بدل اإليجار المتفق عليه في عقد اإليجار من الباطن،و هنا ال يجوز أن
تتجاوز مدة اإليجار الفرعي مدة اإليجار األصلي،إال إذا أقرها المؤجر األصلي حينئ ٍذ تكون نافذة في حقه.
هي عالقة خاضعة لعقد اإليجار األصلي،فيكون لكل طرف مطالبة الطرف اآلخر بتنفيذ التزاماته الناجمة
عن العقد األصلي.
ال عقد يربط بين المؤجر بالمستأجر من الباطن ،لذا فالعالقة بينهما غير مباشرة يتوسطها المستأجر
األصلي الذي يتحمل االلتزامات الناتجة عن عقد اإليجار األصلي.
15
وطبقا ً للمادة 507قانون مدني ،و قبل توجيه المؤجر إنذارا ً للمستأجر من الباطن و بالتالي ليس للمؤجر
إال استعمال حقوق مدينه –المستأجر األصلي -برفع دعوى غير مباشرة باسم مدينه وعندئذ يدخل البدل في
الضمان العام ويزاحمه فيه باقي الدائنين اآلخرين للمستأجر األصلي واقتسامه قسمة الغرماء.
أما بعد أن يوجه المؤجر األصلي إنذارا ً للمستأجر الفرعي تنشأ عالقة بينهما و يكون لكل منهما الرجوع
على اآلخر بدعوى مباشرة كضمان خاص يرفعها باسمه ولحسابه ضد المستأجر الفرعي ويطالبه بالبدل
الذي في ذمته ،دون أن يزاحمه باقي الدائنين اآلخرين للمستأجر األصلي ،فيكون المستأجر الفرعي ملتزما ً
في مواجهة المؤجر األصلي بالقدر الذي ينشأ في ذمته من التزامات ناشئة عن اإليجار الفرعي،فإذا قام
المستأجر الفرعي بدفع معجل لبدل اإليجار للمستأجر األصلي فال تبرأ ذمته إال إذا كان هذا التعجيل قد تم
قبل توجيه المؤجر إنذارا ً له،و أن يكون هذا التعجيل قد تم وفق العرف المعمول به أو وفق اتفاق ثابت
التاريخ وقت إبرام اإليجار الفرعي (المادة 507فقرة 2قانون مدني).
أورد المشرع الجزائري بموجب التشريع الخاص بإيجار المحالت ذات االستعمال السكني و المهني
المنظم وفقا ً لألمر 58-75حكما ً خاصا ً بحق البقاء في األمكنة،فنصت المادة ( 514ملغاة) من األمر -75
58على أن الشاغلين بحسن نية لألماكن المعدة للسكن و المهن و المنتفع به عن طريق اإليجار،لهم الحق
أن يتمسكوا بالبقاء في األماكن و يمنع على المؤجرين إخراج المستأجرين من العين المؤجرة و لو بعد
انقضاء مدة اإليجار،و سمحت للمستأجر بالبقاء شاغالً له ما دام يوفي بالتزاماته على النحو الذي قرره
القانون و بنود عقد اإليجار،و من ثم فإن حق البقاء هنا مصدره القانون،و من خصائصه أنه:
-1يسري بحكم القانون و دون إخبار المؤجر،فتكون للمستأجر المنتهي عقده صفة الشاغل بحسن نية و
يستفيد من حق البقاء بقوة القانون؛
-2أنه غير محدد المدة إذ يستفيد الشاغل من البقاء لمدة غير محدودة؛
-4يطبق حق البقاء على الشاغلين حسني النية ،أي الشاغل الحائز لسند اإليجار و الذييوفي التزاماته
اإليجارية؛
-5حق البقاء هو حق شخصي لكنه غير قابل للتنازل و االنتقال بأي وجه من أوجه التصرف،و هذا طبق
المادة ( 525ملغاة)،باستثناء الحالة التي نصت عليها المادة ( 515ملغاة) و هي حق الورثة.
*منح القانون 58-75لفئة محددة حق البقاء بالمحل السكني دون إمكانية طلب إخالئهم للمكان من طرف
المؤجر،و ذلك بمقتضى المواد ( 516 ،515 ،514ملغاة).
16
-1المستأجر األصلي( :حسن النية)،أي الذي يشغل المسكن بسند إيجار كتابي أو شفوي؛
-2المستأجر الفرعي :و هو الذي يشغل المسكن عن طريق اإليجار من الباطن بعلم و الموافقة الصريحة
للمؤجر صاحب المسكن،و يشترط فيه هو اآلخر حسن النية؛
-4المستأجر الذي كان قد استأجر هذا المسكن من إدارة عمومية :و ظل يستعمله بعد تنازل اإلدارة عن
حقها،إذا أثبت أنه سدد بدل اإليجار خاصةً إذا تم ذلك عن طريق االقتطاع من راتبه الشهري؛
-5ورثة المستأجر المتوفي أو الشاغل المتوفي(:المادة 515ملغاة)،و هم الورثة الذين كانوا يعيشون معه
و تحت نفقته لمدة ال تقل عن ستة ( )6أشهر طبقا ً للمادة ( 515ملغاة)،و كذلك أعضاء أسرة المستأجر
الذي هجر المنزل بطريقة مفاجئة؛
-6الشخص المعنوي الذي يشغل محالً لمزاولة نشاطه( :المادة 516ملغاة)،و إن كان يسقط عنه حق
البقاء إذا أراد المالك أن يسكن المحل بنفسه أو يسكن زوجه أو أصوله أو فروعه.
-1الذين صدر بحقهم حكم نهائي باإلخالء :بمقتضى نصوص سابقة تعطي لمالك المسكن الحق في
استرداد األمكنة؛
-2إذا لم يشغلوا األمكنة فعالً بأنفسهم :أو من طرف األشخاص الذين تجب عليهم نفقتهم،إذ البد أن يكون
شغل األمكنة قد استمر 8أشهر خالل السنة اإليجارية إال إذا كانت مهنة أو وظيفة الشاغل أو سبب
مشروع آخر يبرر شغل المكان لمدة أقل؛
-3إذا كانت لهم عدة مساكن :ما لم يثبتوا أن وظيفتهم تؤدي إلى شغل عدة مساكن؛
-4الذين يشغلون أماكن محظورة :أو فيها خطورة تستوجب الترميم أو الهدم،غير أنه إذا كان الحظر
مؤقت أو تم التراجع عن قرار الهدم فيمكن االحتجاج بحق البقاء بالرجوع إلى األمكنة؛
-5الذ ين يشغلون مساكن تم شراؤها أو نزع ملكيتها للمنفعة العامة :شرط تعويضهم بسكن؛
-8الذين لهم إمكانية الحصول على مسكن يفي بحاجياتهم و حاجيات أسرهم.
ج)حق االسترجاع.
ب-استرجاع المساحات و األراضي الفضاء التابعة للسكن( :المادة 522ملغاة)،و ذلك من أجل البناء
عليها شرط أال يجعل البناء الجديد االنتفاع بالسكن المشغول مستحيالً،مع التخفيض من بدل اإليجار و
التنبيه المسبق بستة ( )6أشهر،و الشروع في البناء خالل ثالث ( )3أشهر.
إذ من حق المالك استرجاع ملكه لكن بغرض السكن هو أو فروعه أو بعض أصوله (المواد ،527 ،526
528ملغاة)،شرط أن يكون المالك جزائريا ً مع إعادة إسكان الشاغل للمكان في محل صالح للسكن موجود
في نفس البلدة،و للشاغل أجل شهر من تاريخ تبليغه للموافقة على السكن البديل،فإذا رفض يلجأ إلى
الخبرة.
و قد يكون االسترجاع مع اإلسكان االختياري (المواد من 529إلى 532ملغاة)،هنا ال يجبر المؤجر على
إعادة إسك ان الشاغل شرط أنه إذا كان المالك قد اكتسب العقار بعوض يشترط أنه اكتسبه لـعشر ()10
سنوات سابقة لممارسة حق االسترجاع،و إن كان يمكن الترخيص لمن هو في حاجة ملحة للسكن (هو و
عائلته) أن يسترجعه شرط أال يقل امتالكه للعقار عن أربع ( )4سنوات.
حيث مكنت المادة 533ملغاة عددا ً من المالكين الممتازين استرجاع ملكيتهم،و هم:
ب-األشخاص المطرودين من محالت ُمنع السكن فيها بموجب قرار حظر أو قرار نزع الملكية للمنفعة
العامة.
*في مرحلة أخرى و بموجب المرسوم التشريعي 03-93نصت المادة 20منه على عدم تطبيق المواد
المتعلقة بحق البقاء (المواد من 514إلى 537من القانون 58-75ملغاة) على عدم تطبيقها على الحق في
البقاء،فألغت أحكامه و جعلت أحكامه غير منطبقة على المعامالت اإليجارية المبرمة في إطار الترقية
العقارية ،لكن هذا المرسوم ال يطبق على ما تم من بقاء المؤجر بالمكان بعد انتهاء المدة (عدم رجعية
القانون للماضي)،و إنما يسري على عقود اإليجار المبرمة في ظل القانون 58-75ما دام أن آثار
العقد،أي انتهاؤه قد تم في ظل المرسوم،و كذلك على عقود اإليجار المبرمة في ظل المرسوم.1
- 1قرار المحكمة العليا بتاريخ -2009/11/05الغرفة االجتماعية-مجلة المحكمة العليا –عدد-2009-2ص ":413اإليجار
المبرم ف ظل مقتضيات المرسوم التشريعي رقم 03-93الذي ألغى حق البقاء في األمكنة ال يخضع للقانون المدني و ال
لزوم بالتالي لتوجيه تنبيه باإلخالء للمستأجر"
18
*و في مرحلة ثالثة و بصدور القانون 05-07و الذي ألغى المادة 20و الفقرتان 2و 3من المادة 21و
المادة 22من المرسوم التشريعي .03-93
و القاعدة أن نصوص القانون 05-07ال تسري بأثر رجعي على ما ترتب من آثار لعقد اإليجار قبل
نفاذه،كما أن لها أثر مباشر على ما ينشأ في ظلها من آثار،إال أنها جاءت باستثناء عن األثر الفوري
للقانون 05-07بموجب المادة 507مكرر قانون مدني في حاالت معينة،و المادة 507مكرر 1في حاالت
أخرى،و قرر االستمرار بالعمل في هذه الحاالت بحق البقاء.
-1عقود اإليجار المبرم ة في ظل التشريع السابق تظل خاضعة له لمدة عشر ( )10سنوات إلى غاية 13
ينقض
ِ ماي :2017حيث يبقى المستأجر خالل هذه المدة متمسك بحق البقاء طبقا ً للمادة ( 514ملغاة)،و ال
إال بسبب حالة من حاالت استرجاع السكن؛
-2مقررة لفائدة األشخاص الطبيعيين البالغين ستين ( )60سنة :منذ نشر هذا القانون،إذ يبق لهم الحق في
التمسك بالبقاء إلى حين وفاتهم،دون ورثتهم.
-3المادة 507مكرر: 1و نصت أن أحكام القانون 05-07ال تمتد إلى مستأجري المحالت السكنية التابعة
لديوان الترقية و التسيير العقاري التي تبقى خاضعة ألحكام المرسوم 147-76الذي ينص على حق
البقاء.
طبقا ً للمادة 469من القانون 05-07ينتهي اإليجار الصادر من المنتفع بانقضاء االنتفاع بقوة القانون دون
أي إجراء آخر(،انتهاء اإليجار يثبت بانتهاء االنتفاع).
حيث ينتهي بانقضاء حق االستعمال و السكن بقوة القانون،المادة 469مكرر فقرة 2من القانون . 05-07
بمقتضى المادة 469مكرر 1من القانون 05-07ينقضي اإليجار بانقضاء المدة المتفق عليها دون الحاجة
إلى تنبيه باإلخالء،و على سبيل االستثناء للمستأجر بمقتضى نفس المادة الحق في إنهاء العقد قبل انتهاء
مدته لسبب عائلي أو مهني،مع وجوب إخطار المؤجر بمقتضى عقد غير قضائي يتضمن إشعارا ً برغبته
في اإلنهاء لمدة شهرين (،)2أي قبل شهرين ( )2على األقل من موعد إنهائه،و في حالة وفاة المستأجر
طبق المادة 469مكرر 2فقرة 2قانون 05-07ال ينتقل اإليجار إلى الورثة إال طوال قيام مدة العقد،أي
أن عدم انقضاء مدة اإليجار هو الذي يبرر بقاء الورثة في العين،و هم الورثة الذين كانوا يعيشون عادة مع
المستأجر مدة ستة ( )6أ شهر،في حالة ما إذا وجد الورثة ضرورة إلنهاء العقد قبل انتهاء مدته يجوز لهم
19
ذلك على أن يقرروا إرادتهم في إنهاء العقد خالل الستة ( )6أشهر من وفاة المستأجر،مع وجوب إخطار
المؤجر بمحرر غير قضائي يتضمن إشعارا ً باإلنهاء لمدة شهرين فقط.
تعد الوكالة أداة أساسية في الحياة القانونية تساهم في تطوير النشاط القانوني،من خاللها يستطيع
الشخص القيام بالتصرفات القانونية دون أن يضطر لحضور حقيقي من جانبه،فيكون حاضرا ً حكما ً
بواسطة وكيل.
شخص هو الموكل شخصا ً آخر هو الوكيل ٍ الوكالة عقد طرفاه الموكل و الوكيل،الغرض منه تفويض
للقيام بعمل شيء لحساب الموكل و باسمه،و هذا طبقا ً للمادة 571قانون مدني،فتحل إرادة النائب االتفاقي
محل إرادة األصيل في إنشاء تصرف قانوني،مع إضافة هذا التصرف إلى األصيل.
نظم المشرع الجزائري عقد الوكالة بنصوص خاصة في القانون المدني،و فصله عن موضوع النيابة
بوجه عام،معتبرا ً إياه من العقود الواردة على عمل،في الباب التاسع من القانون المدني،كما افترض
المشرع الجزائري العمل التبرعي في عقد الوكالة من خالل المادة 581قانون مدني،ما لم يتم االتفاق
صراحة بين الموكل و الوكيل أو يستخلص ضمنيا ً من ظاهر الشروط لتنفيذ الوكالة أن تكون بمقابل.
يجب النعقاد الو كالة أن يتوافق اإليجاب و القبول على عناصر الوكالة،فيتم التراضي بين الموكل و
الوكيل على ماهية العقد و التصرف القانوني الذي يقوم به الوكيل و األجر الذي يتقاضاه هذا األخير إذا
كان هناك اتفاق على تنفيذ الوكالة مقابل أجر معين،و من ثم فال تكون وكالة إال إذا تراضى الموكل و
الوكيل تراضيا ً فعليا ً قبل أن يقوم الوكيل بالتصرف القانوني محل الوكالة،من جانب آخر لم يضع المشرع
نصا ً خاصا ً باألهلية إلبرام عقد الوكالة سواء بالنسبة للموكل أو الوكيل،بل ترك ذلك للقواعد العامة بحيث
يتعين كمبدأ عام أن تتوافر في الموكل األهلية الكاملة لمباشرة الحقوق المدنية المحددة وفقا ً للمادة 40
قانون مدني (أي تسعة عشر ( )19سنة) ما دام أن العمل أو التصرف القانوني محل الوكالة إنما يعقده
الوكيل باسم األصيل و أن جميع اآلثار تنصرف إليه،في حين يكفي في الوكيل سن التمييز طالما ال
تنصرف آثار الوكالة إليه،و عليه وجب أن يكون الموكل متمتعا ً باألهلية الكاملة وقت الوكالة و إال كانت
20
الوكالة باطلة،كما ال تصح الوكالة إذا كان الموكل أه ً
ال وقت التوكيل و فقد األهلية وقت تنفيذ العقد بأن
صدر حكم بالحجر عليه،فإذا نفذ الوكيل حينئ ٍذ الوكالة فال ينصرف أثر العقد الذي أبرمه الوكيل إلى
الموكل.
و إذا كان الوكيل ناقص األهلية جاز له وحده إبطال عقد الوكالة،فإذا لم يطلب اإلبطال و تعاقد مع الغير
كان تعاقده صحيحا ً و نفذ في حق الموكل دون أن يستطيع الموكل أن يتمسك بإبطال عقد الوكالة،و ال
الغير الذي تعامل معه الوكيل إبطال الوكالة.
يعتبر عقد الوكالة من العقود الرضائية و هذا بالرجوع للمادة 571قانون مدني التي لم تحدد طبيعة و
شكل هذا العقد،و باستقراء المادة 572قانون مدني و التي تنص على أنه "يجب أن يتوفر في الوكالة
يكون محل الوكالة ما لم يوجد نص يقضي بخالف الشكل الواجب توافره في العمل القانوني الذي ّ ِ
ذلك"،فأقرن المشرع الجزائري شكل الوكالة بالعمل القانوني محل الوكالة،كما قد يتحدد بموجب نص
خاص يشترط أن يفرغ عقد الوكالة في شكل معين،و من ثم فإن هناك عالقة تبعية بين الوكالة و العمل
القانوني تؤدي إلى اتخاذ شكل واحد،مثالً الوكالة في بيع العقار هي وكالة رسمية.
تصنف الوكالة بالنظر إلى التصرفات القانونية التي تكون محالً لها إلى نوعين :وكالة عامة و وكالة
خاصة.
طبقا ً للمادة 573قانون مدني :الوكالة العامة هي تلك التي ترد بألفاظ عامة،فال يعين فيها نوع التصرف
القانوني،فحينئ ٍذ ال ّ ِ
تخول هذه الوكالة للوكيل إال القدرة على تنفيذ العقود أو األعمال اإلدارية 1دون القيام
بعمل من أعمال التصرف ،و من أمثلة أعمال اإلدارة الواردة في المادة 573قانون مدني اإليجار لمدة ال
تزيد عن ثالث سنوات،أعمال الحفظ و الصيانة،إيداع المحصول و البضائع بالمخازن المعدة،كذلك استيفاء
حقوق الموكل،و الوفاء بديون الموكل من األموال التي تكون بين يدي الوكيل.
كما تمتد الوكالة العامة إلى أعمال التصرف إذا كانت أعمال اإلدارة تقتضيها،مث ً
ال :بيع البضائع سريعة
التلف،شراء ما يستلزم الشيء محل الوكالة من أدوات لحفظه كشراء آالت و أسمدة و بذور بغرض حفظ
أرض زراعية.
طبقا ً للمادة 574قانون مدني البد من وكالة خاصة لكل عمل من أعمال التصرف فتكون الوكالة خاصة
في البيع 2أو الشراء أو الهبة،إيداع حصة في شركة،اإلقرار،الصلح ،الرهن و ترتيب حق انتفاع و ما إلى
- 1قرار المحكمة العليا بتاريخ- 1990/12/16المجلة القضائية عدد -1994-4ص":102الوكالة الواردة بألفاظ عامة
والتي ال تخصيص فيها لنوع العمل القانوني الحاصل فيه التوكيل ال تخول للوكيل إال القدرة على تنفيذ العقود اإلدارية ،ومن
ثم فإن القضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد خطأ في تطبيق القانون ".
- 2قرار المحكمة العليا بتاريخ - 1993/12/22المجلة القضائية العدد -1994-3ص ".29يتوجب قانونا ،الحصول على
وكالة خاصة ،في كل عمل يتعلق بالبيع أو المرافعة أمام القضاء ،في حق الغير".
21
ذلك،و هنا يجوز أن تكون الوكالة الخاصة بنوع واحد من التصرفات أو تشمل طائفة منها.وفيما يتعلق
بالمعاوضات كالبيع ،يصح أن ترد الوكالة دون تحديد للمحل الذي يقع عليه البيع،فيوكل شخص لشخص
آخر بيع أمواله و حينئ ٍذ ال يمكن له إبرام أي تصرف آخر غير البيع.
كما يجوز أن يوكله في بيع عقار أو مال معين ،أما بالنسبة للتبرعات (الهبة،اإلبراء من الدين )...فيجب أن
تكون الوكالة خاصة في نوع التصرف و محله،فيعين الموكل للوكيل المال الذي وكله بهبته أو الدين الذي
وكله في اإلبراء منه،و الوكالة الخاصة سواء بالمعاوضة أو التبرعات يجب عدم التوسع في تفسيرها طبقا ً
للمادة 574فقرة 3قانون مدني،التوكيل في اإلبراء من دين ال يخول للوكيل حوالة ذلك الدين،إال أن
الوكالة سواء كانت عامة أو خاصة تشمل ما تقتضيه من توابع ضرورية،فالوكالة في اإليجار مثالً تشمل
تسليم العين المؤجرة،و ترجع هذه التوابع إلى طبيعة التصرف و إلى ما جرى عليه العرف و إلى إرادة
الطرفين.
ترتب الوكالة آثارا ً بين المتعاقدين،الوكيل و الموكل،و آثارا ً بالنسبة للغير المتعاقد مع الوكيل.
طبقا ً للمادة 575قانون مدني،ال يجوز للوكيل أن يتجاوز حدود وكالته،ال من ناحية التصرفات التي
تضمنتها،و ال من ناحية التنفيذ التي رامها الموكل،فالوكالة في ألفاظ عامة ال تجيز للوكيل القيام بأعمال
التصرف،فتبقى في حدود أعمال اإلدارة،و ال يجوز للوكيل تجاوزها،و مع ذلك فإن العمل ذاته قد يعتبر
أحيانا ً من قبيل أعمال التصرف الممنوعة على الوكيل وكالة عامة،و في ظروف أخرى يعد من أعمال
اإلدارة،أو أعمال الحفظ التي تدخل في حدود ما يجوز له القيام به (المادة 573فقرة 2قانون
مدني)،كأعمال التصرف:كبيع المحصول في إدارة األرض الزراعية،و شراء ما يلزم من أدوات لحفظ و
استغالل المزرعة،و هذا من أجل إدارة حسنة(،ألنه إذا لم يقم بها يعد مسؤوالً عن إخالله بتنفيذ الوكالة)،و
من ناحية أخرى إذا كان يدخل في سلطة الوكيل وكالة عامة،االقتراض لسداد دين على الموكل أو شراء
أدوات ضرورية،إال أنه يعتبر تجاوزا ً لحدود وكالته أن يرهن أموال الموكل ضمانا ً للقرض.
و األمر يبدو أكثر وضوحا ً في الوكالة الخاصة،فيكون التزام الوكيل مزدوجاً،التزام إيجابي يتمثل في القيام
باألعمال المحددة في وكالته،كالمحامي،أما االلتزام السلبي فهو االمتناع عن القيام بما لم يُوكل فيه من
تصرفات،فيبقى دائما ً داخل اإلطار المرسوم له من قِبل موكله،طبقا ً للمبدأ "التفسير الضيق للوكالة"،و
-قرار المحكمة العليا بتاريخ -2005/07/06مجلة المحكمة العليا عدد -2005-2ص ". 283بيع حصة قي شركة ،
يستوجب وكالة خاصة ،مادام ال يندرج في أعمال اإلدارة".
22
الذي يقتضي عدم التوسع في تفسيرها،فال يمكن للوكيل بالبيع أن ينوب موكله في دعوى إبطال البيع التي
رفعها المشتري ضد هذا األخير،ال يمكنه أيضا ً منح أجل للوفاء بثمن البيع،و ال يمكن للوكيل في بيع أن
يشتري لنفسه دون ترخيص من الموكل،و إال عد متجاوزا ً حدود وكالته ،في الوكالة باستيفاء الدين ال
يجوز للوكيل مقاضاة المدين المتناعه عن الوفاء،إال أن المشرع الجزائري في المادة 575فقرة 3قانون
مدني،خفف من التفسير الضيق،و وضع له حدودا ً معقولة تتمثل في مراعاة التوابع الضرورية
للوكالة،كالوسيلة الالزمة لتنفيذها.الوكالة باإليجار تشمل التسليم،الوكالة بقبض الدين تشمل شطب الرهن
الذي يضمنه أو إعطاء مخالصة،إذا خالف الوكيل تعليمات الموكل بشأن حدود وكالته أو سعتها فإنه يفقد
صفته كوكيل و مؤدى ذلك عدم التزام الموكل بالتصرف الذي أبرمه الوكيل خارج حدود وكالته،و هنا
الوكيل ال يعبر أو ال ينقل إرادة األصيل و إنما يعبر عن إرادته هو،فتكون إرادة الوكيل محل اعتبار عند
تقدير سالمة اإلرادة من العيوب.
و عليه ال يجوز للغير المتعاقد مع الوكيل مطالبة الموكل بتنفيذ التصرف الذي أبرمه مع الوكيل المتجاوز
حدود وكالته،كما أن عدم نفاذ التصرف المخالف لتعليمات الموكل ينصرف إلى العالقة بين الوكيل و
الغير،ألن إرادة الطرفين لم تتجه إلى إضافة آثار هذا التصرف إلى ذمة الوكيل و إنما إلى ذمة الموكل،و
يزول عدم النفاذ بمقتضى إقرار الموكل فينفذ التصرف في حقه منذ إبرامها بأثر رجعي".اإلقرار الالحق
ينزل منزلة التوكيل السابق".
فيكون اإلقرار صريحا ً أو ضمنيا ً بتنفيذ االلتزامات التي عقدها الوكيل باسمه.
أوردت المادة 575فقرة 2استثناءا ً ينصرف فيه أثر تصرف الوكيل رغم تجاوز حدود الوكالة إلى
موكله،و ذلك عند توافر شرطين معاً:
-1افتراض أن الظروف يغلب معها الظن أنه ليس في وسع الموكل،إال الموافقة على تصرف الوكيل؛
-2أنه كان من المستحيل على الوكيل أن يخطر الموكل سلفا ً بخروجه عن حدود الوكالة،فإذا تراخى عن
إبرام العقد حتى يخطر الموكل تضيع عليه الصفقة،و رغم ذلك عليه أن يبادر بعدها بإخطار الموكل،حتى
ال يقوم الموكل بتصرف يتعارض مع تصرف الوكيل،و يرجع للقاضي تقدير مدى توافر الشرطين.
إضافة إلى ذلك قد نجد االستثناء في تطبيق آخر يمكن معه تنفيذ التصرف في حق الموكل في حالة
التجاوز،و هو حالة الوكالة الظاهرة حيث يظهر شخص بمظهر الوكيل تجاه الغير دون أن يكون كذلك في
الحقيقة،فإذا تعاقد هذا الغير مع الوكيل الظاهر عن حسن نية استنادا ً إلى ظروف خارجية ولدت لدى الغير
اعتقادا ً بأنه يتعامل مع وكيل يعمل باسم و لحساب الموكل ثبت التصرف بين الطرفين و انصرفت آثاره
إلى الموكل،خاصة إذا كان الموكل قد أسهم بخطئه اإليجابي أو السلبي في إيجاد مظهر خارجي دفع الغير
لالعتقاد بأن الوكيل الظاهر يمثله(،انتهاء الوكالة بعزل الوكيل دون أن يعلن الموكل ذلك)؛
طبقا ً للمادة 576قانون مدني العناية هذه هي عناية الرجل العادي،فالتزام الوكيل هو التزام ببذل عناية
(المادة 172قانون مدني،القواعد العامة)،و هو التزام باليقظة في السعي نحو تنفيذ المهمة المكلف
بها،فأحيانا ً يكون عمل الوكيل محاطا ً باالحتمال أي ال يرتبط بمهمة الوكيل و يقظته وحدها،إنما يرتبط
بعوامل خارجية كأن يكون سمسار التأمين وكيالً عن المؤمن في البحث عن شركة تأمين تقبل تغطية خطر
23
معين،فهنا لن يكون الوكيل متأكدا ً في البداية من إتمام العمل محل الوكالة ألنها ترتبط بظروف خارجة عن
قدرته،في سبيل إنجاز المهمة،فيكون التزامه إذا ببذل الهمة في سعيه إلتمام مهمته و عمله،و عند إخالله
بااللتزام عند عدم التمكن من أداء مهمته،ليس عدم التقيد بتعليمات الموكل،و إنما عدم التقيد باليقظة
الالزمة في السعي نحو تنفيذ مهمته،كما ال يجوز للوكيل أن يستعمل األموال التي تلقاها من الموكل
لغرض تنفيذ الوكالة أو تلقاها عند تنفيذ الوكالة لفائدة الموكل لصالح نفسه،و لشؤونه الخاصة،و إال كان
مسؤوالً مسؤولية مدنية توجب التعويض (المادة 578قانون مدني).
قد يقوم الوكيل بتنفيذ الوكالة بنفسه أو ينوب فيها لشخص آخر ،فيحكم العالقة بين الوكيل ونائب الوكيل
عقد اإلنابة .ويمكن أن يتم ذلك دون حاجة إلى موافقة الموكل ،فمتى لم يرخص له الموكل إقامة
النائب،كان الوكيل مسؤوالً عن عمل النائب بالتضامن معه –المادة 580قانون مدني، -أما إذا رخص له
ذلك فيكون مسؤوالً مسؤولية شخصية فقط عن سوء اختيار النائب و عن خطئه في التعليمات التي
أصدرها له.و قد منح المشرع بموجب المادة 580فقرة 2من القانون المدني الجزائري لكل من الموكل
ونائب الوكيل الحق في ممارسة دعوى مباشرة ضد اآلخر.و عليه ،يجوز للموكل الرجوع بدعوى مباشرة
على نائب الوكيل يطالبه بالتزاماته الناشئة عن عقد اإلنابة .كما يجوز لنائب الوكيل هو أيضا أن يرجع
على الموكل ومطالبته بما في ذمته للوكيل باعتباره دائنا له.
من ناحية أخرى ،طبقا ً للمادة 579قانون مدني قد يقوم الموكل بتعيين وكالء في عقد واحد،أو تعيين
وكالء متعددين في عقود متفرقة.
فإذا عُين كل الوكالء في عقد واحد كان ذلك قرينة على أن الموكل أرادهم أن يعملوا مجتمعين،فإذا باشر
أحدهم العمل دون الباقي انعدمت فيه الصفة،إال أن هذه القرينة التي جاءت بها المادة هي قرينة بسيطة إذ
بإمكان الموكل أن يرخص لهم باالنفراد بالقيام بالعمل،أما إذا عُين الوكالء في عقود متفرقة جاز ألي وكيل
االنفراد بالعمل ما لم يشترط عليهم الموكل العمل مجتمعين،و عمالً بذات المادة يكون الوكالء متضامنين
في المسؤولية في حالتين:
الحالة األولى :إذا كانت الوكالة غير قابلة لالنقسام (كصفقة بيع غير قابلة للتجزئة)،تلزم على الوكالء
العمل مجتمعين،هنا هم مسؤولين بالتضامن في الوكالة؛
الحالة الثانية :إذا كانت الوكالة قابلة لالنقسام،و ارتكب الوكالء خطأ مشتركاً،ترتب عنه ضرر
للموكل،كانوا متضامنين في تعويض الموكل عن الضرر الالحق به.
حيث أنه و طبقا ً للمادة 577قانون مدني،يجب أن يوافي الوكيل الموكل بالمعلومات الضرورية ،و
الخطوات التي اتخذها في تنفيذ الوكالة ،فمثالً إذا قبض الوكيل دينا ً للموكل وجب إخطاره بذلك.و يخطره
بالصعوبات في تنفيذ الوكالة حتى يتلقى تعليمات من الموكل بشأنها،و هذا كله ناشئ عن التزامه
باإلعالم،و األمر يتجاوز ذلك إلى حد نصحه للموكل من خالل توجيه قراراته،و تحذيره من المخاطر
المحتملة على نحو يحقق مصالح الموكل.
فإذا أتم الوكيل تنفيذ الوكالة قدم حسابا ً مفصالً بجميع ما قام به مدعما ً بمستندات.
-1دفع األجرة.
24
متى كانت الوكالة مأجورة،إما باتفاق صريح أو ضمني،و يتضح ذلك من مهنة الوكيل،و بالتالي يلتزم بهذه
األجرة و لو لم ينجح في أداء مهمته (كالمحامي)؛
نصت عليها المادة 582قانون مدني،و هي المصروفات التي أنفقها الوكيل من أجل تنفيذ الوكالة،فإذا
كان هناك اتفاق على دفع النفقات من أجل التنفيذ كان للوكيل إيقاف تنفيذ الوكالة إلى حين تقاضي
المصاريف،أو إلى درجة إمكانية المطالبة بالفسخ
إذ يلتزم الموكل بتعويض الوكيل عن كل ضرر يصيبه نتيجة تنفيذه للوكالة تنفيذا ً عاديا ً،و نصت عليها
المادة 583قانون مدني.
في العالقة بين الموكل و الغير أحالت المادة 585إلى المادة 74المتعلقة باألحكام العامة في النيابة،فإذا
لم يتجاوز الوكيل حدود وكالته،قامت العالقة المباشرة بين الموكل و الغير،تمكن الموكل من الرجوع على
الغير مباشرة بجميع ما ينشىء في ذمة الغير من التزامات،كما يحق للغير الرجوع على الموكل،بحقوقه
المتولدة عن العقد المبرم مع الوكيل.1
أما في عالقة الوكيل بالغير فإنه بالرغم من أن الوكيل يتصرف باسم و لحساب موكله فإنه يعبر عن إرادته
هو،طبقا ً للمادة 73قانون مدني،و يكون العقد قابالً لإلبطال إذا كانت إرادته معيبة و لو كانت إرادة الموكل
سليمة،كما أن شخصية الوكيل محل اعتبار عند النظر في أثر العلم ببعض الظروف الخاصة بالعقد (فإذا
كان مثالً في عقد شراء عقار عيب خفي في العقار نفسه،ال يجوز الرجوع بالضمان على البائع إذا كان
الوكيل يعلم بالعيب،و لو كان الموكل ال يعلم،و لكن إذا كان الوكيل ال يعلم بالعيب يجب أن يكون الموكل
أيضا ً غير عالم للرجوع بالضمان.
طبقا ً للمادة 586قانون مدني تنتهي الوكالة بإتمام العمل الذي أُبرمت ألجله،أو بانتهاء األجل المعين
كمه لة لتنفيذ العمل محل الوكالة،فإذا استمر الوكيل بممارسة العمل بعد انتهاء المهلة بعلم الموكل و دون
معارضته كان التجديد ضمنياً،و قد يكون األجل غير محدد،مثالً الوكالة طيلة مدة السفر تنتهي بالرجوع
من السفر،كما تنتهي الوكالة أيضا ً الستحالة التنفيذ الراجع للقوة القاهرة أو لحدث مفاجئ،سواء كانت
االستحالة مادية أو قانونية.
- 1قرار المحكمة العليا بتاريخ - 1992/06/27المجلة القضائية عدد -1992-1ص":16من المقرر قانونا أن النائب إذا أبرم
في حدود نيابته عقدا باسم األصيل فان ما ي نشأ عن هذا العقد من حقوق والتزامات يضاف إلى األصيل ومن ثم فإن القضاء
بما يخالف هذا المبدأ يعد خطأ في تطبيق القانون".
25
الفرع الثاني:األسباب الخاصة النتهاء الوكالة
-1انتهاء الوكالة بوفاة الوكيل :1فإذا تعدد الوكالء،و توفي أحدهم،انتهت الوكالة بالنسبة للوكيل
المتوفي،إال إذا كانوا يعملون مجتمعين فتنتهي الوكالة بالنسبة لهم جميعاً،و حينئ ٍذ يلتزم الورثة أن يبادروا
بإخطار الموكل بالوفاة،و أن يتخذوا التدابير الالزمة لصالح الموكل (المادة 589فقرة 2قانون مدني).
-2انتهاء الوكالة بوفاة الموكل :حينئ ٍذ ال تنته الوكالة إال بعد علم الوكيل بالوفاة،فإذا تعاقد مع الغير قبل
علمه بذلك ا نصرف أثر العقد إلى الورثة،و حتى بعد علمه فعليه أن يكمل ما بدأه من أعمال حتى ال
تتعرض األعمال للتلف.
-3انتهاء الوكالة بعزل الوكيل :حيث يجوز طبق المادة 587قانون مدني،للموكل عزل الوكيل،في أي
وقت قبل انتهاء العمل محل الوكالة،و ذلك بإرادته المنفردة،فتنتهي الوكالة بعد علم الوكيل،2وينصرف أثر
التصرف الذي أبرمه الوكيل قبل العلم إلى الموكل تطبيقا ً "للوكالة الظاهرة"،و هنا يبقى جواز عزل
الموكل للوكيل من النظام العام،فإذا اشترط غير ذلك كان الشرط باطالً،فإذا كانت الوكالة بأجر و تم عزل
الوكيل في وقت غير مناسب،التزم الموكل بتعويض الوكيل عما أصابه من ضرر.
-4انتهاء الوكالة بتنحي الوكيل :من جانبه يجوز للوكيل التنحي عن الوكالة في أي وقت قبل إتمام العمل
على أن يحدث أثره بعد علم الموكل بالتنحي،و حتى بعد العلم،يجب أن يصل بأعمال الوكالة إلى حالة ال
تتعرض معها للتلف(،المادة 588قانون مدني)،فإذا كانت الوكالة بأجر و كان التنحي بعذر أو بال عذر
مقبول كان التنحي صحيح،و التزم الوكيل بالتعويض عن تعسفه.
- 1قرار المحكمة العليا بتاريخ – 1990/06/27المجلة القضائية عدد 1992-2ص ":31من المقرر قانونا أن الوكالة
تنتهي بموت الموكل أو الوكيل ومن ثم فان القضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد خرقا للقانون" .
- 2قرار المحكمة العليا -الغرفة العقارية بتاريخ -2018/05/17مجلة المحكمة العليا عدد-2017-2ص ":70لئن كان عزل
الوكيل يؤدي إلى انتهاء الوكالة ،فإن عدم ثبوت علم الوكيل بعزله ،يجعل تصرفاته القانونية المبرمة بموجب الوكالة،
تنصرف إلى األصيل ،بقوة القانون".
26
27