مقال حول :عقد المغارسة وفق أحكام القانون اﻹماراتي
عقد المغارسة وفق احكام القانون المدني
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
معززا ً بقرارات محكمة التمييز-:
اعداد المحامي ليث غازي الزهيري
عرف القانون المدني العراقي العقد في المادة ٧٣منه
))العقد هو ارتباط اﻻيجاب الصادر من احد العاقدين بقبول اﻵخر على وجه يثبت اثره في المعقود عليه ((
وقد قسم المشرع العقود ووضحها وسميت بالعقود المسماة
الى احدى وعشرون عقدا ً ومن ضمنها عقد المغارسة موضوع بحثنا وسنتناول عقد المغارسه من حيث اﻻحكام تعريف حيث ان هذا العفد هو من عقود المحددة المدة وسيكون الطرح معززا بالمبادئ التمييزية .
وقد عرف المشرع عقد المغارسة على انه :عقد على
اعطاء احد ارضه الى آخر ليغرس فيها اشجارا ً معلومة ويتعهد بترتيبها مدة معلومة على ان تكون اﻻشجار واﻻرض او اﻻشجار وحدها مشتركة بينهما بنسبة معينة بعد انتهاء المدة.
وهنا يثور التساؤل فيما لو لم يتم اﻻتفاق على مدة معينه
للعقد فهل يبقى دون تحديد ام تدخل المشرع لذلك وقد وضحت المادة ٨٢٥مدني اذا لم تحدد للمغارسة مدة -: يرجع في تقديرها الى العرف وﻻ يجوز ان تقل المدة في جميع اﻻحوال عن خمسة عشر سنة.وقد اشترط القانون على ان يكون اول التزام على صاحب اﻻرض على تسليم اﻻرض خالية من الشواغل الى المغارس . وقد عرضت حالة امام القضاء العراقي هي ان المغارس لم يغرس اﻻرض التي ابرم عقد المغارسة عليها رغم مضي مدة تزيد على ثﻼث سنوات وان صاحب اﻻرض قد طلب فسخ عقد المغارسة ..
وكان قضاء المحكمة مؤسسا على احكام المادة ٨٢٧من
القانون المدني برد دعوى المدعي حيث وضح المشرع على المغارس ان يتم الغراس في مدة خمس سنوات من ابتداء العقد ،ما لم يتفق على خﻼف ذلك ،وهنا يتبين ان هذه المدة ليست من النظام العام فيجوز اﻻتفاق على خﻼفها فيجوز زيادتها او نقصانها بحسب اﻻتفاق المبرم بين اطراف عقد المغارسة
لكن ماهو قرار المحكمة لو ان المغارس لم يلتزم بالمدة
اﻻولية للغراس سواء كانت حسب القانون والبالغه خمس سنوات ام حسب المدة المتفق عليها ؟ اجاب المشرع العراقي على ذلك بانه في حالة لم يف المغارس بهذا اﻻلتزام كان لرب اﻻرض طلب فسخ عقد المغارسةكما يحق له المطالبة بالتعويض ان كان له مقتض.وتضرر صاحب اﻻرض من ذلك .
من المؤكد ان الغراس يتطلب مصاريف قليلة او كثيرة ع
حسب نوع الغراس المحدد في العقد فعلى من تكون هذه المصاريف ومن يتحملها ؟
اجاب القانون المدني في المادة ٨٢٨منه على ان يتحمل
المغارس جميع المصاريف واﻻعمال الﻼزمة للغراس وصيانته طوال مدة الغراس ما لم يتفق على غير ذلك. حيث يجوز اﻻتفاق على خﻼف طلك كان يتحمل الطرفين المصاريف مناصفة او يتحملها احدهم على حسب اتفاقهم .
اعطى القانون الحق للمغارس ان يتنازل عن حقوقه فماهي
احكام هذا التنازل؟ بينت المادة ٨٢٩من القانون المدني بانه يجوز للمغارس ان يتنازل عن حقوقه ﻵخر بعوض او بدون عوض قبل انقضاء المدة فاذا مضت المدة ﻻ يكون التنازل ضمن احكام عقد المغارسه وانما حق مستقل ولكن اشترط المشرع بان يكون هذا التنازل بإذن من رب اﻻرض لكن ماهو اﻻجراء لو رفض رب اﻻرض منح المغارس اﻻذن بالتنازل عن حقوقه اذا لم يأذن رب اﻻرض كان عليه ان يقبل تلك الحقوق التي يرغب المغارس بالتنازل عنها بثمن مثلها اذا طلب المغارس ذلك.
متى يحق للمغارس ان يطلب القسمة ؟
عقد المغارسة يكون كما بينا مسبقا ً ممكن ان ينصب على
اﻻرض والشجر او على الشجر فقط و للمغارس ان يطلب القسمة بعد انتهاء مدة المغارسة اذا اصبح شريكا ً في اﻻرض والشجر معا ً وﻻ يحق له طلب القسمه في غير ذلك . اما اذا اصبح شريكا ً في الشجر فقط كان لرب اﻻرض ان يطلب تملك حصة المغارس من الشجر قائماً ،ما لم يقض اﻻتفاق او العرف بغيره.
هنالك عقود تنتهي بالوفاة لكن عقد المغارسة ﻻ ينفسخ
بموت احد الطرفين بل يقوم ورثة كل منهما مقامهلكن هنالك استثناء على ذلك وهو اذا كان ورثة المغارس غير قادرين على اﻻستمرار في المغارسة ،كان لرب اﻻرض حق الفسخ على ان يعوض الورثة عما يصيب مورثهم من قيمة اﻻشجار قائمة مع التعويضات اﻻخرى ان كان لها وجه.
ان عقد المغارسه يبنى على التزام الطرفين بواجبات معينه
بحيث اذا اخل المغارس بالتزامه ،كان لرب اﻻرض بعد اﻻنذار طلب الفسخ وتضمين المغارس ما حصل له من ضرر،كما ان المشرع لم يهدر حق المغارس الذي باشر باعماله لكنه اخل بعمله بعد حين اخﻼﻻ دعوى صاحب اﻻرض الى فسخ العقد عندها يكون للمغارس عند الفسخ طلب بدل المثل عما قام به من اعمال المغارسة.
وان هذا العقد قد تركه المشرع ﻻتفاق الطرفين وشروطهم
او للعرف الجاري بمثل هذه العقود دون تقييد اطرافه لكن من المؤكد ان تكون هذه الشروط غير مخالفه لﻼداب واﻻخﻼق العامة