You are on page 1of 21

‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المالي‬

‫تهميد ‪:‬‬
‫إن السياسة الالية تقحق الرمور من العمل النظرمي إل العمل التطبيقحي أي الرمور من القحاصد و‬
‫النوايا إل القحرمارات ‪ ،‬و يكمن أن تعرمف باختيار الشرموط الكميفة للمؤسسة مع ميطهما ‪ ،‬و يكمن تقحسيم‬
‫السياسة الالية إل قسمي ‪:‬‬
‫‪ -‬سياسة الستثمار ‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة التمويل ‪.‬‬
‫هذا ما سنحاول التطرمق إليه ف هذا الفصل بتناول السياسة العامة للستثمار و الانب‬
‫و‬ ‫الال لذه السياسة مع التطرمق إل تقحديرم تكملفة الموال ‪ ،‬و التطرمق إل اختبار التمويل‬
‫سياسة أرباح السهمم ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬

‫المبحث الوأل ‪ :‬سياسة الستثمار‬


‫إن الستثمار يعرمف بأنه‪ ": ‬هو التخلي عن أموال يمتلكها الفرد في‬
‫لحظة معينة و لفترة محددة من الزمن قد تطول أو تقصر و ربطها‬
‫أو أكثر من الصول التي يحتفظ بها لتلك الفترة بقصد الحصول‬
‫على تدفقات مالية مستقبلية تعوضه عن ‪:‬‬
‫‪ -‬القيمة الحالية لتلك الموال التي تتخلى عنها في سبيل‬
‫الحصول على ذلك الصل ‪.‬‬
‫النقص المتوقع في تلك الموال بفعل التضخم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬المخاطرة الناشئة عن احتمال عدم الحصول على‬
‫التدفقات المالية المرغوب فيها ‪ ،‬كما هو متوقع لها ‪" .‬‬
‫و يعرف أيضا من الناحية القتصادية بأنه‪ ": ‬يقصد بالستثمار‬
‫التضحية بمنفعة حالية يمكن تحقيقها من إشباع استهلك مستقبلي‬
‫"‪.‬‬
‫أيضا ‪ " :‬و غالبا ما يقصد بالستثمار معنى اكتساب‬
‫الموجودات المالية ‪ ،‬و ذلك لن القتصاديين ينظرون إلى التوظيف‬
‫أو التثمير للموال على انه مساهمة في النتاج" ‪.‬‬
‫أما من الناحية المحاسبية فيعرف بأنه‪ " : ‬يرتبط مفهوم‬
‫الستثمار بمفهوم المدة ‪ ،‬حيث نجد في حساب الصول الثابتة كل‬
‫السلع و القيم المعنوية و المادية التي تم الحصول عليها أو تم‬
‫إنشاؤها من طرف المؤسسة و التي تخص عدة دورات مالية ‪ ،‬و‬
‫نجدها مصنفة في المخطط الوطني المحاسبي ضمن المجموعة‬
‫الثانية ) الستثمارات ( و على هذا الساس فان الستثمارات تظم‬
‫كل السلع و القيم المادية و المعنوية التي تمت حيازتها أو إنشاؤها‬
‫من طرف المؤسسة و التي تتعلق بعدة دورات مالية "‪.‬‬
‫و من الناحية المالية فيعرف على أنه ‪ " :‬عادة ما ينظر إلى‬
‫الستثمار على انه اكتساب الموجودات المالية و حسب ‪ ،‬و يصبح‬
‫‪ ‬زياد رمضان ‪ ،‬الدارة في شركات المساهمة ‪ ،‬دار الصفاء للطباعة ‪ ،‬عمان ‪ . 998 ،‬ص ‪. 9‬‬
‫‪ ‬محمد مطر ‪ ،‬إدارة الستثمارات ‪ ،‬مؤسسة الورق للنشر و التوزيع ‪ . 999 ،‬ص ‪. 09‬‬
‫‪ ‬طاهر حيدر حيدران ‪ ،‬مبادئ الستثمار ‪ ،‬دار المستقبل للنشر و التوزيع ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ، 997 ،‬ص ‪. ‬‬
‫‪ ‬حنفي عبد الغفار‪ ،‬الدارة المالية المعاصرة ‪ ،‬المكتب العربي الحديث ‪ ،‬مصر ‪ ، 99 ،‬ص ‪. 79‬‬
‫‪ ‬طاهر حيدر حيدران ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. ‬‬

‫‪28‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫و‬ ‫الستثمار في هذا المعنى هو التوظيف المالي في الوراق‬
‫الدوات المالية من أسهم و سندات و ودائع ‪. " ...‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬السياسة العامة للستثمار‬


‫قبل التطرق إلى السياسة الستثمارية يجدر التطرق إلى‬
‫تصنيفات الستثمارات لللمام أكثر ‪ ،‬فنجد ‪:‬‬
‫* تصنيف الستثمارات حسب الغاية أو السبب ‪:‬‬
‫‪ -‬الستثمارات التوسعية ‪ :‬الغرض منها زيادة و توسيع الطاقة‬
‫النتاجية المتوفرة ‪ ،‬و ذلك بإضافة خطوط إنتاج جديدة أو‬
‫إنشاء وحدات جديدة ‪ ،‬و ذلك بهدف زيادة الطاقة البيعية و‬
‫التقليل من خطر المنافسة إلى جانب التحكم في تكاليف‬
‫النتاج ‪ ،‬باعتبار أن هناك تخصص أكثر في نفس المجال ‪.‬‬
‫‪ -‬الستثمارات التعويضية ) الحللية ( ‪ :‬و تهدف إلى تعويض‬
‫استثمارات المؤسسة التي تم إهتلكها بمعدات و آلت أو‬
‫تجهيزات جديدة أو تغييرها أو إحللها باستثمارات جديدة‬
‫نتيجة التطور التكنولوجي ‪ ،‬و ذلك بقصد الحتفاظ بالطاقة‬
‫النتاجية أو تحسين الكفاءة النتاجية و تطوير نوعية‬
‫المنتوجات على القدرة التنافسية للمؤسسة في السوق ‪.‬‬
‫‪ -‬الستثمارات البداعية ‪ :‬تقوم المؤسسة بهذا النوع من‬
‫الستثمارات عندما تريد إنتاج منتوج جديد أو تطوير منتوج‬
‫معين ‪ ،‬بهدف الحصول على حصص جديدة في السوق ‪ ،‬و‬
‫الحفاظ على زبائنها ‪ ،‬خاصة إذا كانت منتوجات في‬
‫المرحلة الخيرة من دورة حياتها ‪.‬‬
‫‪ -‬الستثمارات الجتماعية ‪ :‬أي الستثمارات في المجال‬
‫الجتماعي ‪ ،‬كتوفير مساكن للعمال ‪ ،‬توفير وسائل النقل‬
‫‪...‬‬

‫‪ ‬درويش رضا ‪ ،‬كبير يونس ‪ ،‬فخار خضير ‪،‬اختيار مصادر التمويل و دوره في اختيار المزيج التمويلي المثل ‪،‬‬
‫مذكرةتخرج لنيل شهادة ليسانس ‪ ،‬المعهد الوطني للتجارة ‪. 000 ،‬‬

‫‪29‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫و هذه الستثمارات و إن كانت ل تعطي مردودية مالية على‬
‫المدى القصير ‪ ،‬لكنها تأثير مباشر على تطور و استمرار المؤسسة‬
‫‪.‬‬
‫إن هذه النواع من الستثمارات ليست منفصلة عن بعضها‬
‫بشكل تام ‪ ،‬أو متعارضة مع بعضها فقد يحدث أن تقوم باستثمار‬
‫توسعي و لكنه في نفس الوقت قرار مرتبط بالنتاج ‪.‬‬
‫* تصنيف الستثمارات حسب الهمية ‪:‬‬
‫‪ -‬الستثمارات الجبارية ‪ :‬تعطى الولوية في الغالب إلى هذا‬
‫النوع من الستثمارات لنها تضمن بقاء المؤسسة و عدم زوالها ‪ ،‬و‬
‫تستطيع بواسطتها مقاومة التغيرات البيئية ‪ ،‬و نجد في هذا النوع‬
‫من الستثمار كل استثمار ضروري للحفاظ على نشاط المؤسسة‬
‫و استمراريتها ‪ ،‬عادة ما يكون هذا النوع الستثمار هو استثمار‬
‫إحللي يتمثل في شراء أصول جديدة بدل من الصول القديمة‬
‫لذلك يجب معرفة وقت الحصول على هذه الصول ‪.‬‬
‫‪ -‬الستثمارات الختيارية ‪ :‬تقوم المؤسسة بهذا النوع من‬
‫الستثمارات بهدف الوصول إلى الهداف المحددة في إطار‬
‫السياسة العامة للمؤسسة ‪ ،‬و رفض هذا النوع ليس له تأثير على‬
‫المؤسسة في المدى القصير و لكنه يؤدي إلى عدم بلوغ الهداف‬
‫الستراتيجية ‪ ،‬و الستثمارية الختيارية هي في الغالب استثمارات‬
‫توسعية ‪.‬‬
‫إن قرار الستثمار يعتبر خلقا لصول مادية أو مالية على‬
‫مدى زمني طويل ‪ ،‬و هذا القرار خطير لنه ل يمكن في‬
‫معظم الحيان التراجع عنه لكونه يرهن المؤسسة لفترة‬
‫طويلة ‪ ،‬لهذا يجب أن تتوافق السياسة الستثمارية مع‬
‫السياسة العامة للمؤسسة ‪ ،‬و هذه الخيرة يجب أن تسمح‬
‫بتقدير فرص القرارات الستثمارية التي تضعها المؤسسة‬
‫ضمن السياسة العامة ‪ ،‬يمكن أن تكون داخلية أو خارجية أو‬
‫شبه خارجية ‪.‬‬
‫داخلية ‪ :‬و المتمثلة في الحالة التي تقوم المؤسسة‬ ‫‪‬‬
‫فيها بشراء أملكها مثل ‪ :‬اللت و الراضي و البحث‬
‫و التطوير ‪...‬‬
‫‪30‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫خارجية ‪ :‬و هي المتمثلة في الحالة التي تقوم فيها‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسة باقتناء وساءل النتاج و التي تتم عن‬
‫طريق امتصاص أو إدماج لمؤسسة أخرى تأتي‬
‫بتجهيزاتها ‪ ،‬رأس مالها البشري و خزينتها ‪...‬‬
‫شبه خارجية ‪ :‬و هي الحالة التي يقوم بها كل شريك‬ ‫‪‬‬
‫بتقديم كل موارده الضافية ‪.‬‬
‫المؤسسة ل تستطيع اخذ القرار للسياسة التنموية لعادة‬
‫التنظيم ‪ ،‬و كل ما يتعلق باستثمارها بشكل جيد ‪ ،‬إل عندما‬
‫تقوم بالدراسات المعمقة فيما يخص المنافسة و السواق‬
‫لكل منتجاتها تستطيع القيام بهذه الدراسات باستعمال طرق‬
‫التحليل الستراتيجي للسياسة المالية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الجانب المالي للسياسة الستثمارية‬


‫قرار الستثمار هو قرار مالي في الحالة التي يتطلب فيها‬
‫تمويله أي تسخير لرؤوس‬ ‫تحقيق الستثمار يتضمن‬
‫أموال على أمل الحصول على مردودية جيدة ‪ ،‬إذ أن الستثمار‬
‫يجب أن يخضع لهدف المردودية ‪ ،‬و لكن في محيط يغلب عليه‬
‫الخضوع إلى هدف‬ ‫طابع تأكد يجب عليه أيضا‬
‫الليونة ‪.‬‬
‫* هدف المردودية ‪:‬‬
‫إن الختيار الحسن للستثمارات هي نلك التي تحقق نتيجة‬
‫ايجابية في مدة استعمالها أو على القل تغطي مختلف تكاليفها‬
‫بإيراداتها ‪ ،‬أما ما يحقق نتيجة سلبية فهو مرفوض ‪ ،‬و هناك عدد‬
‫من الطرق للمفاضلة بين الستثمارات نذكر منها‪: ‬‬
‫طريقة معدل متوسط العائد للستثمار ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ناصر دادي عدون ‪ ،‬الرياضيات المالية ‪ ،‬دار المحمدية العامة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 997 ،‬ص ) ‪. ( 67... 9‬‬

‫‪31‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫طريقة المعدل الداخلي للعائد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مؤشر الربحية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫طريقة القيمة الحالية الصافية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬طريقة معدل متوسط العائد للستثمار) ‪: ( TMR‬‬
‫تعتمد هذه الطريقة على نسبة متوسط الدخل السنوي إلى‬
‫مضروبة في ‪. 00‬‬ ‫قيمة الستثمار الصلية‬
‫معدل التوسط العائد ‪ ) ‬متوسط صافي اليراد السنوي \ قيمة الستثمار‬
‫الصلية ( ‪100 .‬‬
‫متوسط صاف اليرماد السنوي = مموع اليرمادات السنوية الصافية \ عدد السنوات‬
‫حيث يتم مقارنة معدل متوسط العائد مع معدل الفائدة‬
‫في السوق ) البنوك ( فإذا كان هذا المعدل اكبر منه يقبل هذا‬
‫المشروع مبدئيا ثم يتم المشروع الذي يحقق اكبر معدل ‪.‬‬

‫طريقة مؤشر الربحية أو دليل المردودية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫مؤشر الربحية يعني حساب مردودية الستثمار و تحديد كل‬
‫ما ينتجه خلل دورته الستثمارية و ما تبقى منه في نهاية‬
‫الستعمال و إذا كان المعدل المحسوب يساوي أو يزيد على‬
‫الواحد فالمشروع مقبول تجاريا و إذا لم يصل إلى الواحد‬
‫فهذا يعني أن اليرادات الصافية ل تغطي تكلفة الستثمار و‬
‫بالتالي فل يمكن قبوله ‪ ,‬و أفضل استثمار هو الكبر في دليل‬
‫المردودية ‪.‬‬
‫مؤشرم الرمبية أو دليل الرمدودية = ) القحيمة الالية لليرمادات ‪ +‬القحيمة الباقية‬
‫للستثمار ( ‪ /‬تكماليف حيازة الستثمار ‪.‬‬

‫طريقة صافي القيمة الحالية ) ‪: ( VAN‬‬ ‫‪-‬‬


‫هذه الطريقة تعني القيمة الحالية للفرق بين مجموع‬
‫اليرادات و مجموع تكاليف الستثمار بما فيها تكلفة الحيازة ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫‪VAN = VAR – VAD‬‬
‫‪VAN = RS ( 1 + I ) + VAR ( 1+I ) – VAD‬‬

‫بحيث ‪:‬‬
‫‪ : VAN‬صافي القيمة الحالية‬
‫‪ : VAR‬القيمة الحالية‬
‫‪ : VAD‬القيمة الحالية للنفقات‬
‫‪ : VR‬القيمة الباقية للستثمار في نهاية حياته‬
‫‪ : RS‬صافي اليراد للسنة ك‬
‫‪ :‬مدة الستثمار ) عدة سنوات (‬ ‫‪N‬‬
‫‪ :‬معدل الفائدة المستعمل‬ ‫‪I‬‬

‫و تعتمد في الختيار على حساب صافي القيمة الحالية لكل‬


‫استثمار ثم ترك الستثمارات التي تحقق ) ‪ ( VAN‬سالبة ‪ ،‬و القيام‬
‫بالمفاضلة بين التي تحقق ) ‪ ( VAN‬موجبة ‪ ،‬و أحسنها أكبرها‬
‫تحقيقا لهذا الصافي قيميا ‪.‬‬
‫* هدف المرونة ‪:‬‬
‫لهدف المرونة دور كبير في عملية اتخاذ القرارات‬
‫الستثمارية ‪ ،‬و على المسير الجيد أخذه بعين العتبار ‪ ،‬و هذا لنه‬
‫قد تواجهه عدة عراقيل مع مرور الزمن و تغير المعلومات تفرض‬
‫عليه أن يكون مرنا في اخذ القرارات ‪ ،‬و التي تتمثل في الختيار‬
‫السليم لحدى الخيارات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تأجيل انجاز المشروع ‪.‬‬
‫التخلي نهائيا عن المشروع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إيقاف المشروع ) مثل حالة إعادة تقييم المشروع ( ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪33‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تقدير تكلفة الموال‬


‫تقدير تكلفة الموال إن إختيار استثمار نعين ل تتوقف على‬
‫المكاسب أو العائد المتوقع تحقيقه فحسب ‪ ،‬بل تعتمد أيضا على‬
‫التكلفة المقدرة للموال ‪ ،‬و لذا فإن على المسير المالي أن قادرا‬
‫على تقدير و قياس تكلفة أموال الستثمار ‪.‬‬
‫و إن كانت إدارة التسيير المالي تستخدم طريقة صافي‬
‫و ترتيبها ‪ ،‬فمن اللزم عليها‬ ‫القيمة الحالية لختيار المشروعات‬
‫و‬ ‫أن تستخدم تكلفة الموال لخصم التدفقات النقدية‬
‫إرجاعها إلى قيمتها الحالية ‪ ،‬أما إذا كانت تتبع طريقة معدل العائد‬
‫تلك القتراحات التي يفوق عائدها المتوقع‬ ‫فإنها ستختار‬
‫تستخدم‬ ‫للتكلفة المنتظرة للموال ‪ ،‬و حتى عندما‬
‫إدارة التسيير المالي الطريقة المحاسبية للختيار و الترتيب فإنها‬
‫لمعرفة تكلفة الموال ‪ ،‬و بالتالي نجد أن‬ ‫ما زالت في حاجة‬
‫في عملية‬ ‫تكلفة الموال تعتبر عنصرا هاما و أساسيا‬
‫اتخاذ القرارات في مجال صرف الموال لغرض الستثمار ‪.‬‬
‫* معنى تكلفة الموال ‪:‬‬
‫تعرف تكلفة الموال بأنها ‪ " :‬الحد الدنى للمعدل الذي‬
‫‪‬‬

‫ينبغي تحقيقه على الستثمارات الرأسمالية المقترحة " ‪ ،‬و عندما‬


‫‪ ‬جميل احمد توفيق ‪ ،‬علي شريف ‪ ،‬الدارة المالية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬طبعة ‪ ، 980‬ص ‪. 7‬‬

‫‪34‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫تحقيق عائد يقل عن هذا المعدل فان الحالة المالية للمؤسسة‬
‫ستصبح أسوأ مما كانت من قبل مع انخفاض للقيمة السوقية‬
‫للوراق المالية الخاصة بها ‪ ،‬بينما يؤدي تحقيق معدل عائد أكبر من‬
‫هذا الحد الدنى لتكلفة الموال إلى تحسين الحالة المالية‬
‫للمؤسسة مع ارتفاع القيمة السوقية لوراقها المالية ‪.‬‬
‫إن الموال المستخدمة في تمويل الستثمارات المقترحة لها‬
‫مصادر مختلفة حيث أن كل نوع من هذه النواع تختلف عن بعضها‬
‫‪.‬‬
‫* خطوات تقدير تكلفة الموال ‪:‬‬
‫لتقدير تكلفة الموال فإننا نقوم بتقدير تكلفة رأس المال‬
‫الضافية ‪ ،‬و هذه الخيرة تقوم‬ ‫لمقادير مختلفة من الموال‬
‫بتقدير الموال التي يمكن حجزها من العمليات ثم تنقل‬
‫إلى تلك التي يمكن الحصول عليها من مصادر خارج المؤسسة ‪،‬‬
‫لمقدار معين من الموال فيمكن‬ ‫أما عملية تقدير التكلفة‬
‫تقسيمها إلى الخطوات التالية ‪:‬‬
‫‪ .‬تحديد أنواع الموال الواجب استخدامها لتحقيق هيكل‬
‫كتوازن لرأس المال ‪.‬‬
‫‪ .‬تحديد تكلفة كل نوع من أنواع الموال اللزمة و ذلك في‬
‫المعينة المطلوبة التي ستظهر على‬ ‫ضوء المقادير‬
‫سيقارن‬ ‫شكل معدل ‪ ،‬و نظرا لن هذا المعدل‬
‫بمعدلت العائد ‪ ،‬أو سيستخدم لحساب القيم الحالية‬
‫على أساس صافي المكاسب‬ ‫التي تقوم كلها‬
‫أن‬ ‫النقدية بعد الضرائب ‪ ،‬فمن الهمية بما كان‬
‫يحسب معدل التكلفة بعد الضرائب أيضا ‪.‬‬
‫‪ .‬الترجيح بالوزان لتكلفة كل نوع من أنواع الموال‬
‫المستخدمة بحيث تكون النتيجة النهائية إلى نتحصل‬
‫عليها هي تكلفة شاملة مرجحة للموال ‪.‬‬
‫* طرق تقدير تكلفة الموال ‪:‬‬

‫‪ ‬جميل احمد توفيق ‪ ،‬علي شريف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 9‬‬

‫‪35‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫إن اختلف طرق تقدير تكلفة الموال ناتج عن اختلف‬
‫إليه في المبحث الموالي ( ‪ ،‬و‬ ‫مصادرها ) هذا ما سنتطرق‬
‫هنا سنتطرق إلى كيفية حساب التكلفة المرجحة للموال ‪.‬‬
‫التكلفة الوسيطية المرجحة ‪ :‬بعد تحديد هيكل رأس‬
‫تكلفة كل عنصر من‬ ‫المال الواجب استخدامه ثم تحديد‬
‫العناصر التي تكون هذا الهيكل ‪ ،‬نصبح في مركز يمكننا من‬
‫الحصول على متوسط مرجح لتكلفة الموال و ذلك بعد‬
‫تكلفة كل عنصر من عناصر هيكل‬ ‫الضرائب ‪ ،‬و يتم ترجيح‬
‫العنصر‬ ‫رأس المال عن طريق منحه وزنا هو نسبة هذا‬
‫إلى مجموع الموال المتحصل عليها ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬سياسة التمويل‬


‫لكي تتمكن المؤسسة من تمويل استثماراتها بالقدر الكافي ‪,‬‬
‫وفي الزمن المطلوب ‪ ,‬وبالتكلفة المناسبة يتحتم عليها وضع‬
‫سياسة لذلك ‪ ,‬وهو ما يسمى بسياسة التمويل ‪ ,‬حيث أن هذه‬
‫الخيرة تأخذ بالحسبان المصادر المتاحة أمامها والمتمثلة بالمصادر‬
‫أو بالمصادر الخارجية ‪ ،‬و‬ ‫الداخلية ) رؤوس الموال الخاصة (‬
‫أصبحت عملية المفاضلة بين هذه المصادر تتطلب دراسة منهجية‬
‫لكل مصدر و ذلك حسب طبيعة المشروع أو الحتياج التمويلي ‪،‬‬
‫فالمؤسسة تجد أمامها عدة بدائل للتمويل‪ ،‬من العتماد على‬
‫مصادرها الذاتية ‪ ،‬إصدار و طرح السهم و السندات في السوق‬
‫المالية ‪ ،‬اللجوء إلى القروض بكل أنواعها ‪.‬‬
‫‪ ‬جميل احمد توفيق ‪ ،‬علي شريف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 70‬‬

‫‪36‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫المطلب الول ‪ :‬اختيار التمويل‬
‫كما ذكرنا سابقا فان المؤسسة تواجه نوعين من التمويل ‪,‬‬
‫التمويل الداخلي والتمويل الخارجي ففي حالة اختيارها للتمويل‬
‫الداخلي فإنها ستلجأ لستعمال أموالها الخاصة ‪ ,‬أما التمويل‬
‫الخارجي فيكون عندما تتجه المؤسسة للبنوك أو المؤسسات‬
‫المالية المختصة أو إلى الشركاء الصناعيين والتجاريين أو يمكنها‬
‫اللجوء إلى أسواق رؤوس الموال ‪.‬‬
‫الفرع الول ‪ :‬التمويل الداخلي‬
‫إن المصدر الول لتمويل المؤسسة هو المصادر الداخلية التي‬
‫تمتلكها المؤسسة و هو ما يفسر قدرتها على تحمل عبء عملية‬
‫تمويل مختلف نشاطاتها خلل دورة الستغلل ‪ ،‬فاعتماد المؤسسة‬
‫على إمكانياتها الخاصة يحدد حجم الموال التي تحتاجها من مصادر‬
‫خارجية للتمويل ‪.‬‬
‫يعرف التمويل الداخلي بأنه ‪ " :‬الموال المتولدة من‬
‫العمليات الجارية للمؤسسة ‪ ،‬أو من مصادر عرضية ‪ ،‬دون اللجوء‬
‫إلى مصادر خارجية "‪.‬‬
‫يمكن الشركة من‬ ‫ّ‬ ‫و يرى ‪ " Depallens‬إن التمويل الداخلي‬
‫تغطية الحتياجات المالية اللزمة لسداد الديون ‪ ،‬و تنفيذ‬
‫الستثمارات الرأسمالية و زيادة رأس المال العامل ‪ ،‬و يشمل‬
‫التمويل الداخلي الفائض النقدي المتولد من العملية التجارية و‬
‫كذلك ثمن بيع الصول غير المستخدمة حيث يشكلن القدرة‬
‫الذاتية للمؤسسة على التمويل من مصادرها الداخلية "‪. ‬‬

‫التمويل الداخلي في المؤسسة يعتمد على عدة طرق نذكر‬


‫و المتمثلة فيما يلي ‪:‬‬ ‫منها الطرق الكثر شيوعا‬
‫ا(‪ -‬التمويل الذاتي ‪:‬‬
‫يعرف التمويل الذاتي بأنه‪ " : ‬هو جملة المصادر التي‬
‫و غالبا ما تكون هذه‬ ‫تستطيع المنشأة بنفسها خلقها ‪،‬‬
‫المصادر من أموال الملك على شكل أرباح محتجزة لم يتم‬
‫‪ ‬حنفي عبد الغفار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 0‬‬
‫‪ ‬حنفي عبد الغفار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 0‬‬
‫‪ ‬كنجو عبود كنجو ‪ ،‬ابراهيم وهبي فهد ‪ ،‬الدارة المالية ‪ ،‬دار المسيرة ‪ ،‬عمان ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ، 997 ،‬ص ‪. 7‬‬

‫‪37‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫توزيعها ‪ ،‬بالضافة إلى بعض المخصصات المالية و خاصة مخصص‬
‫و المؤونات الخرى المختلفة ‪ ،‬أما‬ ‫الستهلك ‪،‬‬
‫)‬ ‫معدل التمويل الذاتي فيحسب بالعلقة ‪:‬‬
‫التمويل الذاتي \ قيمة الستثمارات ( ‪،‬‬
‫فإذا ارتفع هذا العدل فانه يدل على اعتماد النشأة على التمويل الذات ‪،‬‬
‫و أما الصدر الساسي للتمويل الذات فهمو الرباح الت تقحقحهما النشاة و الت‬
‫إذا ت إعادة توظيفهما بعدلت استثمار عالية ‪ ،‬فإنا تتزايد بشكمل كبي و تغدو‬
‫مصدرا هاما للتمويل " ‪.‬‬
‫أثناء النشاط العام للمؤسسة فإنا تقحوم بصرم اليرمادات الصل عليهما وإنتاجهما‬
‫من جهمة و أعباءها ومصارفهما من جهمة أخرمى ‪ ,‬حيث الفرمق بي هاتي العمليتي‬
‫يدد لنا نتائجهما الالية ‪ ,‬و للحصول على النتيجة الصافية فإننا نقحوم بطرمح متلف‬
‫العباء واللتزامات اتاه الضرمائب والمولي من خارجهما ‪ ,‬وتبعا لسياسة وأهداف‬
‫إليه‬ ‫الؤسسة قد يوزع جزء من هذه النتيجة أما الباقي منهما بعد التوزيع يضاف‬
‫الهتلكات والؤونات ليعطينا ما يسمى بقحدرة التمويل الذات للمؤسسة وبعبارة مبسطة‬
‫تعطى بالعلقة التالية ‪:‬‬
‫قدرة التمويل الذات = صاف النتيجة غي الوزعة ‪ +‬الهتلكات ‪ +‬والؤونات‬
‫الصافية ‪.‬‬

‫و يتم حساب التمويل الذات انطلقا من الفائض الجإال للستغلل أو التدفق النقحدي‬
‫الصاف ‪ ،‬و ذلك انطلقا من القحاعدة الوضحة ف الدول الوال ‪:‬‬
‫الجدوأل رقم )‪ :(04‬تديد و حساب التمويل الذات‬

‫‪38‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫الفائض الجإال للستغلل ) ‪( EBE‬‬
‫‪ +‬نواتج أخرمى ) استثنائية (‬
‫‪ -‬مصاريف أخرمى ) استثنائية (‬
‫‪ +‬نواتج مالية‬
‫‪ -‬مصاريف مالية‬
‫‪ +‬نواتج استثنائية‬
‫‪ -‬مصاريف استثنائية‬
‫‪ -‬مصاريف الجرماء‬
‫‪ -‬الضرمائب على الرباح‬
‫‪ ‬قدرة التمويل الذاتي ) الهامش الجمالي‬
‫للتمويل الذاتي ‪( MBA‬‬
‫‪ -‬الرباح الموزعة‬
‫‪ ‬التمويل الذاتي‬
‫المصدر ‪ ) :‬بتصرف (‬
‫‪C.Pérchon . J.Leurion . Opcit . p . 132‬‬
‫ب(‪ -‬التنازل عن الصول الثابتة ‪ :‬و التي يمكن أن تنتج من ‪:‬‬
‫‪ -‬التجديد العادي للصول الثابتة وذلك كلما أتيحت‬
‫الفرصة لبيع الملك المتجددة ‪.‬‬
‫‪ -‬بيع بعض الصول الخارجة عن الستغلل ) الراضي ‪,‬‬
‫المباني الجماعية ‪.....‬الخ ( ‪.‬‬
‫‪ -‬التنازل عن السندات ‪.‬‬
‫‪ -‬التنازل عن بعض الفروع المستقلة للمؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -‬التنازل عن أملك ثابتة أو على أملك التجهيز داخل‬
‫المؤسسة ‪ ,‬بواسطة عقد يحتوي على بند يتمثل في شرط إعادة‬
‫الشراء وهو ما يعرف بطريقة ) ‪ ( Lease.back‬حيث أن هذه‬
‫العمليات تقوم بها مؤسسات خاصة ‪.‬‬

‫ج(‪ -‬التمويل بالجار ‪ :‬يدعى التأجير التمويلي باتفاق بين‬


‫مؤجر ومستأجر لصول رأسمالية إنتاجها يملكها المؤجر ‪ ,‬وتبقى‬
‫‪39‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫طيلة مدة اليجار ويستفيد منها المستأجر بانتفاع كامل مقابل‬
‫أقساط إيجار سنوي طول مدة حياة العقد ‪.‬‬
‫يمكن القول بأنه في معظم الحالت التمويل الداخلي ل يكفي‬
‫لوحده في تمويل المشاريع الستثمارية وخاصة تلك التي تتطلب‬
‫أموال معتبرة ‪ ,‬وللمحافظة على النمو داخل المؤسسة فإنها تجد‬
‫نفسها مجبرة للجوء إلى التمويل الخارجي ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التمويل الخارجي‬
‫ينقسم التمويل الخارجي إلى نوعين ‪ ,‬التمويل طويل الجل‬
‫والتمويل متوسط وقصير الجل ‪.‬‬
‫ا(‪ -‬التمويل الخارجي طويل الجل ‪:‬‬
‫يقصد بمصادر التمويل الطويلة الجل تلك المصادر التي تتميز‬
‫بمدة زمنية طويلة و التي تتجاوز ‪ 7‬سنوات و تكمن في ‪ :‬السهم‬
‫العادية ‪ ،‬السهم الممتازة ‪ ،‬السندات و القروض طويلة الجل ‪.‬‬
‫‪ .‬السهم العادية ‪ :‬هناك عدة تعاريف لها حيث نقتصر على‬
‫تعريف واحد شامل ‪:‬‬
‫" السهم العادية هي أوراق مالية ل تستحق ) أبدية ( ‪ ،‬تحمل‬
‫بتوزيع أرباح ثابتة تصدرها الشركة‬ ‫قيمة اسمية و ل تعد‬
‫للحصول على أموال ملكية ‪ ،‬و تمنح السهم العادية حامليها‬
‫حقا في الملكية النهائية للشركة و ما يتبع ذلك من مخاطر أعمال‬
‫التي تحددها نسبة المساهمة‬ ‫الشركة ‪ ،‬و تبعات المسؤولية‬
‫في الشركة ‪ ،‬و في حالة تصفية الشركة ‪ ،‬و ل يحق لحملة السهم‬
‫العادية المطالبة بحقوقهم في القيمة التصفوية للشركة إل بعد‬
‫تسوية مطالبات المقترضين و حملة السهم الممتازة كافة "‪. ‬‬
‫‪ .‬السهم الممتازة ‪ :‬تعتبر السهم الممتازة مزيجا‬
‫للقتراض و حقوق الملكية ‪ ،‬فهي كالديون ) أو السندات‬
‫( ‪ ،‬لها معدل أرباح ثابتة ‪ ،‬و لها حقوق الولوية قبل‬
‫السهم العادية ) و لكن بعد الديون ( على الرباح الدورية‬
‫للشركة و على قيمتها التصفوية في حالة الفلس ‪ ،‬من‬
‫ناحية أخرى تشبه السهم الممتازة السهم العادية من‬

‫‪ ‬محمد ايمن عزت الميداني ‪ ،‬الدارة التمويلية في الشركات ‪ ،‬مكتبة العبيكات ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 999 ،‬ص‬
‫‪. ‬‬

‫‪40‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫حيث أنها ل تستحق و إن التخلف عن دفع الرباح‬
‫الموزعة المقررة لحاملها ل يؤدي بالشركة للفلس ‪.‬‬

‫حيث أنه ‪ " :‬ليس لحملة السهم الممتازة حق التصويت و‬


‫بالتالي ليس لهم تمثيل دائم في مجلس الشركة "‪. ‬‬
‫إن المؤسسة تلجأ إلى هذا النوع من التمويل بالعتماد على‬
‫أو إصدار السندات ‪ ،‬أو اللجوء إلى‬ ‫المفاضلة بين إصدار السهم‬
‫طلب القروض من المؤسسات المالية ‪ .‬حيث "إن السهم‬
‫الممتازة تتميز كمصدر لتمويل المنشأة و ذلك بعد التزامها‬
‫بسدادها في تاريخ معين أو عدم دفع تكاليف على رأس المال‬
‫المقدم من المساهمين ‪ ،‬إل في حالت تحقيق الرباح فإنهم‬
‫يتقاضون جزاء منها "‪.‬‬
‫‪ .‬السندات ‪ :‬تعرف السندات على أنها ‪ " :‬مستند مديونية‬
‫طويل الجل ‪ ،‬تصدره المنشآت و يعطي لحامله الحق‬
‫في الحصول على القيمة السمية للسند ‪ ،‬في تاريخ‬
‫الستحقاق ‪ ،‬كما يعطيه أيضا الحق في معدل فائدة‬
‫دوري ) كوبون ( يتمثل في نسبة مئوية من القيمة‬
‫السمية "‪.‬‬
‫قد تلجأ المؤسسة إلى التمويل عن طريق إصدار السندات‬
‫من اجل الحصول على قروض طويلة الجل لتمويل مختلف‬
‫نشاطاتها ‪ ،‬و ما يميز ها هو التداول أي إمكانية شراء و بيع هذه‬
‫السندات في السوق المالية ‪ ،‬تلجأ المؤسسة إلى إصدار السندات‬
‫للسباب التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تجنب زيادة عدد المساهمين الذين من حقهم المشاركة‬
‫في إدارة المؤسسة ‪ ،‬و المشاركة في الحصول على‬
‫الرباح ‪ ،‬بينما حملة السندات ليس لهم الحق في إدارة‬
‫المؤسسة ‪ ،‬كما أن لهم الحق في الحصول عل فائدة‬
‫محددة ‪.‬‬

‫‪ ‬محمد ايمن عزت الميداني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. ‬‬


‫‪ ‬كنجو عبود كنجو ‪ ،‬ابراهيم وهبي فهد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 6‬‬
‫‪ ‬منير ابراهيم الهندي ‪ ،‬الدارة المالية ‪ ،‬المكتب العربي الحديث ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ، 99 ،‬ص ‪. ‬‬

‫‪41‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫الفائدة المدفوعة على السندات تمثل مصاريف لذلك‬ ‫‪-‬‬
‫تخصم من الوعاء الضريبي ‪.‬‬
‫تجنب تجّنب تعطيل المؤسسة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .‬التمويل بواسطة القروض طويلة الجل ‪:‬‬
‫و تعرف القروض طويلة الجل بأنها‪ " :‬إن القروض‬
‫عن عقد يتم بين‬ ‫طويلة الجل هي عبارة‬
‫المؤسسات المالية و الشركة طالبة القرض و يتم تحديد بنود‬
‫و شروط العقد على أساس التفاوض بين الطرفين و تشمل‬
‫بنود العقد النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬قيمة القرض‪.‬‬
‫‪ -‬مدة القرض و ميعاد استحقاقه‪.‬‬
‫‪ -‬معدل الفائدة و كيفية تسديد الفوائد ‪.‬‬
‫‪ -‬ضمانات العقد إن وجدت في حالة القروض المكفولة‬
‫بضمان ‪. ".‬‬
‫ب(‪ -‬التمويل متوسط و قصير الجل ‪ :‬هناك العديد من مصادر‬
‫التمويل متوسطة و قصير الجل ‪ ,‬و عادة يأخذ شكل قروض‬
‫مصرفية بين المؤسسات و البنوك التجارية ‪ ,‬أو الحصول على مواد‬
‫و مشتريات من الموردين دون تسديد في نفس الوقت ‪ ,‬بل يتم‬
‫ذلك بعد فترة في حدود معينة و هي موارد للتمويل دون فوائد‬
‫وان وجدت في غير معتبرة ‪.‬‬
‫و بشكل عام فمصادر التمويل قصير الجل تتوزع إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬القروض التجارية بين المؤسسات ‪ :‬يتم بين المؤسسة و‬
‫المورد ‪.‬‬
‫‪ -‬القروض المصرفية تقدمها البنوك التجارية للمؤسسات و‬
‫هي نوعين مضمونة و غير مضمونة ‪.‬‬
‫‪ -‬قروض من جهات أخرى قد تأخذ المؤسسة قروضا في‬
‫أشكال متعددة في إطار نشاطاتها ‪ ,‬كسلفيات من الزبائن ‪ ,‬أو‬
‫خصم أوراق تجارية قبل وقتها ‪.‬‬

‫‪ ‬الطاهر لطرش ‪ ،‬تقنيات البنوك ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ، 998 ،‬ص ‪. ‬‬

‫‪42‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫مما سبق يظهر أن سياسة التمويل تعتمد على نوعين من‬
‫و الداخلي ‪ ,‬و يجب هنا ذكر أن‬ ‫التمويل ‪ ,‬التمويل الخارجي‬
‫هذه السياسة من مؤسسة إلى أخرى ‪ ,‬وذلك حسب تصنيفها‬
‫) المعيار القانوني و القتصادي و معيار الحجم ( ‪.‬‬
‫من ضمن هذه المؤسسات يمكننا ذكر المؤسسات ذات‬
‫السهم الواسعة النتشار في الدول التي تطبق القتصاد الحر ‪ ,‬و‬
‫في هذا النوع من هذه المؤسسات تظهر سياسة تمويل أخرى‬
‫تعرف بأرباح السهم ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬سياسة أرباح السهم‬


‫من المعروف أن الهداف الرئيسية لي مشروع تجاري هو‬
‫تحقيق الربح ‪ ,‬فمتى تكونت شركة أو مؤسسة و بدأت بالقيام‬
‫بنشاطها بنجاح فان المتوقع هنا هو تحقيقها للرباح ‪ ,‬إذا كان رأس‬
‫مال هذه المؤسسة ملكا للمساهمين ‪ ,‬فان إدارة هذه المؤسسة‬
‫تجد نفسها أمام خيارين ‪ ,‬يتمثل الول بالحتفاظ بهذه الرباح في‬
‫المؤسسة لغرض إعادة استثمارها ‪ ,‬أو توزيعها على المساهمين‬
‫كما يمكن أيضا الحتفاظ بجزء منها في المؤسسة و توزيع الباقي‬
‫على المساهمين ‪ ,‬و من هنا تظهر أهمية سياسة توزيع أرباح‬
‫السهم ونظرا لننا يمكن اعتبارها السياسة المحددة لمصير الرباح‬
‫المحققة من طرف المؤسسة فالمسير المالي يقوم بتحديد مقدار‬
‫التوزيعات على المساهمين ‪,‬و من ثم إظهار مقدار الرباح التي‬
‫سيتم حجزها داخل المؤسسة ‪ ,‬حيث أن مسالة التصرف في‬
‫الرباح تعتبر من المشاكل الجوهرية للتسيير المالي ‪ ,‬و بالتالي‬
‫للمسير المالي ‪.‬‬
‫و لكي تتم هذه العملية بطريقة جيدة يتوجب على الدارة ل‬
‫سيما المسؤولين على التسيير المالي ‪ ,‬وضع خطة لسياسة توزيع‬

‫‪43‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫الرباح تعمل على الحفاظ على مصالح المؤسسة ‪ ,‬و حاملي‬
‫السهم في نفس الوقت و هذا بحجز جزء من الرباح و التي‬
‫الجزء الباقي ‪.‬‬ ‫ستوجه لعادة الستثمار ‪ ,‬وتوزيع‬
‫يجب على هذا التوزيع أن يأخذ بعين العتبار ناحيتين مهمتين ‪:‬‬
‫‪‬‬

‫الناحية القانونية والناحية المالية للمؤسسة ‪.‬‬


‫الفرع الول ‪ :‬التوزيع من الناحية القانونية‬
‫نظرا لختلف القوانين بين الدول ‪ ,‬و كذا اختلف السياسات‬
‫القتصادية المنتهجة ‪ ,‬إل إن معظم القوانين وضعت بشكل يعمل‬
‫على المحافظة على المؤسسة كوحدة اقتصادية وطنية من جهة ‪,‬‬
‫والمساهمين كدائنين لهذه المؤسسة من جهة أخرى ‪ ,‬حيث تنص‬
‫معظم قوانين الدول خاصة المتقدمة منها على الشروط التالية‪: ‬‬
‫‪ -‬ل يجوز توزيع الرباح إذا كانت الشركة في حالة إعسار ‪ ,‬أو‬
‫إذا ترتب على هذا التوزيع إعسار الشركة ) ويقصد‬
‫بالعسار زيادة خصوم الشركة على أصولها ( ‪.‬‬

‫ل يجوز القيام بالتوزيعات إل إذا كانت قيمة الصول بعد‬ ‫‪-‬‬


‫مجموع رأس المال القانوني في‬ ‫التوزيع تزيد على‬
‫الدفع‬ ‫الشركة و خصومها ‪ ,‬أي بعبارة أخرى ل يجوز‬
‫للمساهمين إذا أدى هذا الدفع إلى تخفيض رأس المال‬
‫القانوني في الشركة ) القيمة السمية للسهم ( ‪.‬‬
‫‪ -‬ل يمكن إجراء التوزيعات إل من الرباح الفعلية التي حققتها‬
‫برأس المال ‪.‬‬ ‫الشركة دون المساس‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التوزيع من الناحية المالية‬
‫بعد الدراسة التي تقوم بها المؤسسة ‪ ,‬بخصوص التوزيع من‬
‫عليها البحث على سلمة هذه‬ ‫الناحية القانونية ‪ ,‬يتوجب‬
‫العملية من الناحية المالية ‪ ,‬والتي يجب أن تهدف كما ذكرنا‬
‫سابقا للحفاظ على مصالح المؤسسة و حملة أسهمها ‪ ,‬حيث يظهر‬
‫بالتسيير المالي ‪ ,‬فعند رسمه لسياسة‬ ‫هنا دور المكلف‬

‫‪ ‬جميل احمد توفيق ‪ ،‬علي شريف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 77....7‬‬


‫‪ ‬جميل احمد توفيق ‪ ،‬علي شريف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 7‬‬

‫‪44‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫التصرف في هذه الرباح ينبغي عليه الخذ بعين‬
‫العتبار عدد من المور الهامة التي يمكن تلخيصها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪‬‬

‫‪ -‬بصفة عامة يجب تجنب التوزيع في حالة عدم تحقيق‬


‫الشركة للرباح حتى ولو كان هذا التوزيع جائزا من الناحية‬
‫القانونية ‪.‬‬
‫يجب الحتفاظ بنقدية كافية وبمركز سليم لرأس المال‬ ‫‪-‬‬
‫العامل ‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي إتباع سياسة توزيع تعمل على رفع كل من المركز‬
‫الستثماري و المركز النتمائي للشركة ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب بحث الحتياجات المالية للمؤسسة و التي قد تستلزم‬
‫إعادة استثمار كل أو معظم أو جزء من الرباح ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب بحث تأثير الضرائب ‪.‬‬
‫و بالظافة إلى العوامل أو العتبارات الرئيسية السابقة ‪,‬‬
‫توجد اعتبارات أخرى مثل التنبؤات القتصادية و مقدار الرباح‬
‫المحققة ‪ ,‬ولكن هذه العتبارات الخيرة اقل أهمية ول تلعب الدور‬
‫الرئيسي الذي تلعبه العتبارات الولى ‪.‬‬

‫عند تطرقنا لسياسة التسيير المالي تبين لنا أنها جزء من‬
‫تتمثل في كل من‬ ‫السياسة العامة للمؤسسة ‪ ,‬حيث‬
‫السياسة الستثمارية بما فيها جوانب و أهداف و تقديرات للموال‬
‫الموجهة للستثمار و كذا سياسة التمويل التي تخضع لكيفية اختيار‬
‫بما فيها الداخلية والخارجية و‬ ‫طرق التمويل المتبعة‬
‫كذا سياسة أرباح السهم التي يمنكن أن تكون مصدر تمويل‬
‫إضافي للمؤسسة ‪.‬‬

‫‪ ‬جميل احمد توفيق ‪ ،‬علي شريف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 77....7‬‬

‫‪45‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬

‫خلصة ‪:‬‬
‫بعد التطرق إلى سياسة التسيير المالي التي يمكن ان‬
‫القتصادية و ذلك‬ ‫ينتهجها المسير المالي في المؤسسة‬
‫لتحقيق أهدافها ‪ ،‬و ذلك من خلل سياستي الستثمار و التمويل‬
‫حيث أن المؤسسة تبحث و تسعى إلى تحقيق الرباح و بذلك‬
‫من خلل الستثمار الذي يتطلب‬ ‫الستمرارية و النمو‬
‫مصادر تمويل داخلية و خارجية و البحث عن المصدر‬
‫القل تكلفة الذي يسمح بتحقيق اربح كبيرة ‪ ،‬و كما رأينا أن على‬
‫السلوب الكثر مرونة و الذي يسمح‬ ‫المؤسسة اختيار‬
‫التمويل‬ ‫لها حاجاتها التمويلية ‪ ،‬لن عدم اختيار مصدر‬
‫المناسب يجعل المؤسسة تواجه مشاكل حرجة خاصة إذا كان‬
‫مبلغ التمويل كبيرا ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫سياسة التسيير‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المالي‬
‫و عليه فان المسير المالي عليه القيام بتشخيص جيد‬
‫و مفصلة لسياستي‬ ‫للوضعية المالية و دراسة دقيقة‬
‫الستثمار و التمويل قبل القدام على اتخاذ أي قرار مالي ‪.‬‬

‫‪47‬‬

You might also like