You are on page 1of 72

‫جامعة محمد خيضر بسكرة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة ماستر‬
‫ميدان‪ :‬احلقوق والعلوم الس ياس ية‬
‫فرع‪ :‬احلقوق‬
‫ختصص‪ :‬قانون اداري‬
‫رمق‪........... :‬‬

‫اعداد الطالب‪ :‬همناوي يرسي‬


‫يوم‪......................................................:‬‬

‫دور ا ألهجزة الرقابية يف ضبط خمالفات‬


‫التعمري‬
‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة محمد خيرض ‪ -‬بسكرة‬ ‫أأس تاذ التعلمي العايل‬ ‫داببش عبد الرؤوف‬
‫مرشفا‬ ‫جامعة محمد خيرض ‪ -‬بسكرة‬ ‫محاضر ب‬ ‫أ‪.‬‬ ‫حمشة مكي‬

‫متننا‬ ‫أأس تاذ مساعد قسم أأ جامعة محمد خيرض ‪ -‬بسكرة‬ ‫جروين خادل‬

‫‪0202 - 0202‬‬ ‫الس نة اجلامعية ‪:‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫الحمد هلل ذي المنو الفضل واإلحسان‪ ،‬حمدا يليق بجالله‬
‫وعظمته وصلي هللا معلى خاتم الرسل صالة تقضى بها‬
‫الحاجات وترفعن ابها أعلى الدرجات‬
‫إنا لحمد والشكر أوله وآخره هلل عز وجالل الذي أنعم‬
‫علينا بنعمة اإلسالم ونعمتي العقل والعلم‬
‫نتقدم بالشكر إلى جامعة محمد خيضر –بسكرة‪-‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم سياسية‬
‫قسم الحقوق‬
‫كما يسرنا أن نتقدم بالشكر والتقدير إلى القامة‬
‫أستاذي المشرف على الذكرة‬
‫لتحمله عبء اإلشراف على هذا البحث‬
‫والشكر موصول إلى كل أسرة قسم الحقوق‬
‫وأساتذته‬
‫وكل من مد يد العون في هذ المذكرة‪.‬‬
‫والشكر موصول إل كل من يريد إلى هذه األمة‬
‫النهضة والتطور واالزدهار‪.‬‬
‫اإلهداء‬

‫الحمد هلل الذي وفق وأعان‪ ،‬والصالة والسالم على خير خلق هللا وخاتم‬

‫األنبياء محمد صلى هللا عليه وسلم‬

‫إلى والدي العزيزين وإخوتي حفظهم هللا‬

‫إلى كل من يعرفني ويحترمني‬

‫إلى أستاذي المشرف وإلى كل من درسني‬

‫‪...‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫مقدمة‪.‬‬

‫يعد قطاع التعمير من المجاالت الحيوية التي تتقاطع فيها العديد من الدراسات العلمية‬
‫سواء من الجانب االجتماعي أو االقتصادي أو التقني أو القانوني‪ .‬كما أن التدابير المتعلقة‬
‫بالتعمير يجاذبها البعد الوطني نظ ار لضرورة تحديد استعمال المجال العام للبالد كوحدة‬
‫متجانسة‪ ،‬والبعد المحلي بالنظر إلى أن الق اررات المتعلقة بالتعمير تعرف طريقها للتطبيق على‬
‫أرض الواقع على المستوى التراب المحلي‪ .‬وبالرغم من أن الطابع التقني يغلب على قضايا‬
‫التعمير فإن ضبطها يقتضي صدور نصوص قانونية وتنظيمية مما يضفي على هذا المجال‬
‫طبيعة قانونية ال تخلو من األهمية‪.‬‬
‫إن النمو السكاني في الجزائر والنزوح الريفي دون ما ننسى العشرية السوداء التي عاشتها‬
‫الجزائر في التسعينات شكل ضغطا قويا ومستم ار على المدن وأدى ذلك إلى انتشار البيوت‬
‫الفوضوية وغير القانونية هذا ما يجعلنا للتحرك والعمل على إعداد هذه المدن وتهيئتها قصد‬
‫استقبال التزايد المهم للسكان خالل العقود القادمة‪ ،‬والقضاء على البيوت القصديرية وغير‬
‫الالئقة التي شوهت العمران عبر مختلف واليات الوطن خاصة في المدن الكبرى‪.‬‬
‫والتعمير هو عملية إعداد التراب وتهيئة المجال بشكل دقيق تشمل مختلف متطلبات السكان‬
‫وحاجياتهم على صعيد إعداد البنايات السكنية وكذلك ما يتعلق بالمرافق الخدماتية واإلدارية‬
‫والرياضية والثقافية والمساحات الخضراء وكل ما يتعلق بالبنايات التحتية الحيوية من طرق‬
‫وشبكات للتطهير وربط كهربائي ومائي وشبكة للنقل الحضري‪.‬‬
‫فهذا الميدان شهد وتطو ار وتقدما كبيرا‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل االنجازات الضخمة والكثيرة‬
‫التي كادت أن تطغى على المناطق الجميلة واألثرية وعلى المساحات الخضراء والشكل‬
‫المعماري للمدينة أو الحي أو باألحرى نقول إنها طغت عليها بسبب البناءات غير القانونية‬
‫والفوضوية‪ ،‬وما النزاعات التي تثار أمام المحاكم اليوم إال نتيجة اإلخالل والمساس بمقاييس‬
‫البناء والتعمير‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫المعماري للمدينة أو الحي أو باألحرى نقول إنها طغت عليها بسبب البناءات غير القانونية‬
‫والفوضوية‪ ،‬وما النزاعات التي تثار أمام المحاكم اليوم إال نتيجة اإلخـ ــالل والمساس بمقاييس‬
‫البناء والتعمير ولهذا كان من األوجه إصدار قوانين أكثر صرامة على النطاق المحلي تماشيا‬
‫مع التطور والنمو الحاصلين‪ ،‬وعلى وجه التحديد تعزيز قانون الجماعات المحلية في هذا‬
‫المجال‪.‬‬
‫وتعد الجماعات المحلية دستوريا وتشريعيا هيئات ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائمة الذات معترف لها بالشخصية‬
‫المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬فـ ـ ــلم تقتصر مهامها على إدارة الشؤون المحلية للسكان وتسييرها‬
‫فحسب بل أصبحت مطالبة بالقيام بتهيئة مجالها الجغرافي واالقتصادي في بعدها التنموي‬
‫وخصوصا أن تأخذ بعين االعتبار السياسة الوطنية إلعداد التراب والتعمير‪.‬‬
‫لقد أصبحت الجماعات المحلية وتحديدا البلدية تحتل في جهاز التنظيم الجزائري مكانة ملفتة‬
‫لالنتباه لكونها ّكلفت بإنجاز مهام متنوعة وفق التطور االقتصادي واالجتماعي التي تعد وسيلة‬
‫تنظيم الحياة المحلية في ميدان التعمير‪.‬‬
‫وهذا بإعطائها وتزويدها بكل الوسائل لرسم سياسة التعمير في حدود الالمركزية للوصول‬
‫إلى نتائج جيدة في ميدان التعمير‪ ،‬ويجب أن تكون البلدية في كل مراحل عملية التعمير أي‬
‫ليس فقط في ممارسة الرقابة بل أيضا التدخل المباشر في كل عمليات التهيئة العمرانية‪ ،‬إن‬
‫رأت هناك أض ار ار تمس البيئة والمحيط‪.‬‬
‫وفي حالة عدم قيام البلدية بهذه المهام تتحمل المسؤولية كاملة ألنها تعتبر عنص ار من‬
‫عناصر التي تشكل التهيئة العمرانية السليمة ‪.‬أضف إلى ذلك أن عدم احترام قواعد العمران‬
‫يؤدي إلى المساس بحقوق اإلنسان الذي يشمل الحق في المحيط والبيئة السليمة وحمايتها والتي‬
‫هي قضية الجميع‪ ،‬وخاصة السلطات المعنية التي من واجبها السهر على ذلك ألن الهدف من‬
‫قواعد التعمير هو حماية المنافع والمصالح العامة‪ ،‬وذلك بتطوير قوانين وأنظمة العمران والبناء‬
‫وتخطيط المدن ليكون التوسع العمراني في االتجاه المناسب ودون التضحية بالمناطق الخضراء‬
‫ومع تشجيع طرق العمارة البيئية‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫بيد أن ما نراه اليوم عكس ذلك ألن المحيط يعاني الفوضى في مجال التخطيط واالنجاز؛‬
‫األمر الذي أدى إلى القضاء على مقومات البيئة وظهور األحياء التي تشوه المنظر الجميل‬
‫للمدينة وكذا القضاء على األراضي الزراعية الخصبة وهذا بتحويل وجهتها الفالحية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى التحوالت االقتصادية والسياسية التي أثرت على السياسة العمرانية التي شهدت تغيي ار جذريا‬
‫في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات‪ ،‬األمر الذي جعل من البلدية مسؤولة بامتياز في تدبير‬
‫القضايا المتعلقة بالتهيئة والتعمير انطالقا من مجموعة النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري‬
‫بها العمل‪.‬‬
‫وتجسيدا لهذه السياسة حرر المشرع القوانين والمراسيم المتعلقة بالتهيئة والتعمير بموجب ‪03‬‬
‫المؤرخ في ‪ 27‬جانفي ‪ 1987‬وأعيد تنظيمه بموجب القانون رقم ‪ /‬القانون رقم‬
‫‪8729/90‬المؤرخ في‪ 1‬ديسمبر ‪ 71990‬من أجل ضبط التصرفات الواقعة في ميدان التعمير‬
‫الذي يعد القاعدة األساسية لكل استثمار اقتصادي (وطني أو أجنبي) في الجزائر ‪.‬وكل هذا لن‬
‫يتحقق إال بالتطبيق الجيد لهذا القانون واتباع السياسة المسطرة لذلك‪.‬‬
‫فقواعد العمران تعتبر قواعد ردعية كفيلة بأن تحقق توازن بين المصلحة الخاصة لألف ا رد‬
‫من خالل األجهزة الرقابية وبين المصلحة العامة العمرانية وهنا تعمل اإلدارة لضمان تحقيق ذلك‬
‫من خالل الرقابة من خالل عدة أجهزة واشخاص الالزمة الحترام قواعد قانون العمران‪ ،‬وفي‬
‫حالة مخالفتها الشروط القانونية والتقنية يحق لألفراد المخولين قانونا منازعتها على ذلك بالطعن‬
‫في هذا القرار لمخالفته مبدأ المشروعية‪.‬‬
‫وسنحاول من خالل هذا البحث أن دور األجهزة الرقابية في ضبط مخالفات التعمير‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫تتمثل إشكالية البحث في الكشف عن دور ومدى مساهمة الهيئات واألشخاص المؤهلة قانونا‬
‫لضبط التجاوزات وتجاهل األفراد ألحكام قانون التهيئة والعمران؟‬
‫من خالل هذه األسئلة تظهر لنا جليا عناصر اإلشكالية التي عن طريقها يمكن معالجة هذا‬
‫الموضوع‪ ،‬وفي عرضنا لهذا البحث نعتمد على فصلين يتضمن كل واحد منهما مبحثين‪:‬‬
‫ج‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫الخطة‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬
‫تضمن الفصل األول في البحث عن دور الجهات المحلية واألعوان المؤهلون قانونا في مراقبة‬
‫أشغال البناء والتعمير‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني فاختص بدراسة دور القاضي العادي والقاضي اإلداري في الرقابة العمرانية‪.‬‬
‫تكمن أهمية الموضوع محل الدراسة من خالل اهتمام المشرع الجزائري في وضع قوانين‬
‫تبين الشروط واالجراءات القانونية بالعمران باعتبارها مرتبطة بالملكية العقارية التي تدخل ضمن‬
‫ترتيبات المخططات العمرانية التي تساهم بشكل أو بآخر على تنظيم التطور العمراني‪ ،‬األمر‬
‫الذي جعل دورها األساسي في حماية البيئة من خالل ضمان صالحية القطع األرضية المجزأة‬
‫والمحافظة على عليها من أجل تشييد البنايات عليها في ظل تحقيق التوافق بين قانون التهيئة‬
‫والتعمير مع األصول والمواصفات العمرانية واستفائها للمعايير واالشتراطات البنائية التي يتم‬
‫من خاللها توفير مقتضيات الصحة العمومية وحماية البيئة من أخطار التلوث العمراني‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫ولعل من أهم أسباب اختيار هذا الموضوع كونه يمس جانبا مهما في حياتنا اليومية باعتبار‬
‫الرقابة على التعمير التي تتعلق بالملكية العقارية وكذا معرفة الدور الذي لعبه المشرع الجزائري‬
‫في تنظيم عملية التعمير السيما وأن كمية النصوص القانونية الصادرة في هذا اإلطار معتبرة‪.‬‬
‫ومن خالل ما تم التطرق إليه يمكن صياغة اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الى أي مدى ساهمت الهيئات واألشخاص المؤهلة قانونا لضبط التجاوزات وتجاهل‬
‫االفراد الحكام قانون التهيئة والتعمير ؟‬
‫الهدف من الدراسة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الهدف من الدراسة هو محاولة تسليط الضوء على القوانين التي تناولت الهيئات والسلطات‬
‫الرقابية ومعرفة االجراءات الجديدة التي أتى بها المرسوم التنفيذي‪ 15‬من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫د‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫أخرى معرفة مدى تطبيق هذا النظام القانوني على أرض الواقع مع الوقوف على مدى فعالية‬
‫هذه الرقابة في التنظيم العمراني‪.‬‬
‫صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫وكان من أبرز الصعوبات التي واجهتنا النقص الكبير والفادح في الم راجع المتخصصة خاصة‬
‫من الجانب المتخصص في التشريع الجزائري‪ ،‬إضافة إلى صعوبة الحصول على م ا رجع‬
‫أجنبية‪ ،‬مما دفع بنا إلى االعتماد بصورة كبيرة على القوانين‪ -29‬والمرسوم التنفيذي‪15 -‬‬
‫الجزائرية الصادرة في هذا الموضوع ومن أهمها القانون ‪90 91/‬دون أن نغفل ضيق الوقت‬
‫الذي لم يسعفنا للبحث أكثر والتعمق في الرقابة على التجاوزات لقانون التهيئة والتعمير‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫وقد اعتمدنا المنهج التحليلي من خالل تحليل بعض النصوص القانونية بغية الوقوف على ما‬
‫شاب هذه النصوص من نقائص قانونية غفل عنها المشرع الجزائري‪ ،‬مقارنة بالنصوص‬
‫القانونية المختلفة المعالجة للنظام القانوني للرقابة العمرانية ‪ ،‬إضافة إلى المنهج الوصفي لجمع‬
‫المادة العلمية واإلحاطة بجميع عناصرها‪.‬‬
‫تقسيم الموضوع‪:‬‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة وضعنا تقسيما للموضوع محل الدراسة يتكون من‬
‫فصلين تناولنا في الفصل األول السلطة اإلدارية المؤهلة قانونا بضبط المخالفات العمرانية‪ ،‬وفي‬
‫الفصل الثاني دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫ه‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪:‬‬


‫إذا كان قطاع البناء والتعمير بحسب ما وصفه العالمة "عبد الرحمان ابن خلدون" في‬
‫كتابه المقدمة هو أول صنائع العمران وأقدمها‪ ،‬فإنه يعد أول قطاع يطرح عدة مشاكل ونجده‬
‫على أرض الواقع بحكم ارتباطه المباشر بالحاجيات اليومية واألساسية للسكان وبالتحوالت التي‬
‫يعرفها المجتمع وعلى رأسها التجزئات العقارية العشوائية (غير القانونية) والبناء الالقانوني‪،‬‬
‫مهما خلف واقعا عمرانيا تفتقد فيه أدنى شروط ومتطلبات التنمية العمرانية والبيئة المتوازنة في‬
‫الكثير من المدن الجزائرية‪.‬‬
‫تتنوع هذه المخالفات‪ ،‬تبعا للقطاع الذي ترتكب فيه في قطاع البناء الى قطاع التجزئة‬
‫والهدم وبناء المجموعات السكنية وتقييم العقارات المبنية ومن إطار قانون التهيئة والتعمير رقم‬
‫‪ 91/91/19‬المعدل والمتمم بموجب القانون ‪ 90/90‬الى أطر القوانين األخرى المتصلة بالبناء‬
‫والتعمير كالقانون المتعلق بحماية التراث الثقافي رقم ‪ 90/19‬والقانون المتعلق بمناطق التوسع‬
‫والمواقع السياحية رقم ‪ 90/90‬وكذا قانون رقم ‪ 90/99‬المتعلق بالمطابقة و إتمام إنجاز‬
‫البنايات غير المتممة‪ ،‬وتبعا لذلك اتسعت دائرة الجهات واألشخاص المكلفة بالمراقبة الميدانية‬
‫لهذه المخالفات المرتكبة‪.‬‬
‫على الرغم من وجود مجموعة من النصوص القانونية الصادرة في مجال التهيئة و‬
‫التعمير ‪ ،‬هدفها الحفاظ على النسيج العمراني إال أنها لم تكن فعالة بالشكل المنوط ‪ ،‬و هذا‬
‫راجع الى حجم و التعدد في المخالفات و الخروقات المرتكبة في مجال العمران مما ينتج عنه‬
‫انتشار ظاهرة البناء الفوضوي بشكل واسع مما ينعكس بدوره على عدة جوانب‪.‬‬

‫و بهذا حدد القانون الخاص بالتعمير السلطات اإلدارية المؤهلة قانونا بضبط المخالفات‬
‫العمرانية و البناء و التي تسجل العديد من المخالفات و التدخالت و بهذا سنوضح من مبحثين‬
‫السلطات اإلدارية المؤهلة بضبط المخالفات العمرانية ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يمكن تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬دور الجماعات المحلية في المراقبة على أشغال البناء‬


‫والتعمير‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬دور األعوان المؤهلين قانونا لمراقبة أشغال البناء والتعمير‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دور الجماعات المحلية في المراقبة على أشغال البناء والتعمير‪:‬‬

‫المقصود هنا هيئات وأجهزة الرقابة وهي هيئات الضبط اإلداري لها مهمة المحافظة على‬
‫النظام العام العمراني والبناء دون مخالفته مع مختلف القوانين المعمول بها في أشغال البناء‬
‫‪1‬‬
‫والتعمير‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دور الوالية في المراقبة على أشغال البناء والتعمير‪:‬‬

‫تمثل الوالية القاعدة الالمركزية في التسيير والوالي هو ممثل الدولة ومندوب الحكومة على‬
‫مستوى الوالية ويلعب كل من الوالي والمجلس الشعبي الوالئي دو ار مهما في مجال التهيئة‬
‫‪2‬‬
‫والتعمير‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الوالي‪:‬‬

‫ينشط الوالي ويراقب عمل مصالح الدولة المكلفة بمختلف القطاعات في الوالية ومنها التهيئة‬
‫والتعمير والمصالح التقنية وكذا يسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات في إطار المحافظة على‬
‫‪3‬‬
‫النظام العام‪ ،‬األمن‪ ،‬السالمة والسكينة العامة‪.‬‬

‫ويتخذ ما يراه مناسبا من ق اررات إدارية كما يقوم بتسليم رخص وشهادات التعمير (المادة‬
‫‪ 30‬والمادة ‪ 30‬من قانون ‪ )99-19‬و يالحظ ان الوالي استبعد من مهمة المراقبة و المعاينة‬
‫للبيانات التي هي في طور اإلنجاز و هذا في التعديل الوارد في المادة ‪ 30‬ألن المجلس‬
‫الشعبي البلدي هو فعال الشخص األقرب لمجال التعمير اكثر من الوالي و هذا داللة على توجه‬
‫المشرع نحو المركزية التعمير حيث نجد أن نص المادة ‪ 30‬األصلي ينص على إمكانية زيارة‬
‫الوالي ‪ ،‬رئيس المجلس الشعبي البلدي و كذا االعوان المحلفين في كل وقت البنايات الجاري‬

‫‪1‬‬
‫شامة إسماعيل‪ ،‬النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري‪ ،‬دراسة وصفية تحليلية‪ ،‬دار هموم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،9990‬ص ‪992‬‬
‫‪2‬‬
‫خثيري فاروق‪ ،‬مخالفات البناء والتعمير في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر في الحقوق‪ ،‬جامعة المدية‪ ،9999 ،‬ص ‪29‬‬
‫‪3‬‬
‫المواد ‪ 990 – 999 – 900‬من القانون ‪ 93-99‬المؤرخ في ‪ ،9999/9/99‬المتعلق بالوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪99‬‬
‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫تشييدها و القيام بالتحقيقات و إبالغهم بالمستندات المتعلقة بالبناء لكن المادة ‪ 30‬المعدلة تجبر‬
‫‪1‬‬
‫على القيام بالزيارات ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المديريتين الموجودتين على مستوى الوالية‪:‬‬

‫أوال _ مديرية التعمير والبناء‪:‬‬

‫تتمثل مهام مديرية التعمير والبناء فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تجسيد على المستوى المحلي لسياسة التعمير والبناء‪.‬‬


‫‪ ‬السهر باالتصال مع مصالح الجماعات المحلية على وجود أدوات التعمير وتنفيذها‪.‬‬
‫‪ ‬السهر في إطار التشريع والتنظيم المعمول يساعد تنفيذ تدابير نظام التعمير واحترام‬
‫النوعية المعمارية للبناء وحماية المعالم التاريخية والثقافية والطبيعية الهامة‪.‬‬
‫‪ ‬القيام بكل األعمال من أجل تحسين اإلطار السكني وتطوير السكن المطابق للمتطلبات‬
‫االجتماعية والجغرافية والمناخية وتهيئة العقار‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬تتولى جمع المعطيات المستغلة والمتعلقة بالدراسات وانجاز البناء واقتصاده‪.‬‬
‫‪ ‬السهر باالتصال مع مصالح الجماعات المحلية على إيجاد أدوات التعمير ودراستها‬
‫وتنفيذها‪.‬‬
‫‪ ‬ابداء آراء متممة من أجل إعداد مختلف أعمال التعمير وضمان مراقبتها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬تدعيم عمليات التجديد الحضري والتهيئة العقارية ومتابعتها‪.‬‬

‫ثانيا _ مديرية السكن والتجهيزات العمومية‪:‬‬

‫تتكفل مديرية السكن والتجهيزات العمومية بما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫غواس حسينة‪ ،‬اآلليات القانونية لتسيير العمران‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،9999 ،‬ص ‪991‬‬
‫‪2‬‬
‫خثيري فاروق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪29‬‬
‫‪3‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫‪ ‬اقتراح بناء على تقييم دوري‪ ،‬عناصر سياسة السكن تتكيف مع الظروف وخصوصيات‬
‫الوالية‪.‬‬
‫‪ ‬توفير االتصال مع الهيئات المعنية والجماعات المحلية الظروف الحيوية التي تخص انجاز‬
‫عمليات السكن االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬تكوين مختلف الملفات التنظيمية الضرورية لالطالع على الدراسات واألشغال وكذا تسليم‬
‫رخص البناء‪.‬‬
‫‪ ‬تولي متابعة وجمع عمليات الدراسة واستغاللها وانجاز التجهيزات العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬السهر على تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية في مجال المحاسبة والصفقات واإلشراف‬
‫‪1‬‬
‫على الدراسات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور البلدية في المراقبة على أشغال البناء والتعمير‪:‬‬

‫كما ذكرنا سابقا في دور الولي في الرقابة على أشغال البناء والتعمير يأتي دور البلدية ممثلة‬
‫في رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي يسهر على فرض وضبط المخالفات العمرانية وبصفته‬
‫كونه ينتمي لجهاز الضبط اإلداري يحافظ على النظام العام للعمران وقد خول له عدة مهام‬
‫والدور الذي لعبه هذا األخير هو الدور الرقابي من خالل السهر على عمليات البناء وفق‬
‫‪2‬‬
‫الشروط المحددة‪.‬‬

‫وبهذا يتضح لرئيس المجلس الشعبي البلدي سلطات واسعة للقيام بهدف‪ ،‬قصد المحافظة‬
‫على النظام العام العمراني بحيث خول له زيارة أماكن انجاز البناء _ كذلك حق اصدار قرار‬
‫هدم البناء الغير مرخص _ وسلطة تنفيذ قرار العدالة في حالة تشييد بناء مطابق لرخصة‬
‫البناء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خثيري فاروق المرجع السابق‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪2‬‬
‫انظر المادة ‪ 990‬من القانون رقم ‪ 99_99‬المؤرخ في ‪ 99‬جوان ‪ ،9999‬يتعلق بالبلدية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،03‬الصادرة في ‪ 99‬جويلية ‪9999‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬سلطة معاينة أشغال البناء‪:‬‬

‫أوجب الشرع الجزائري لرئيس المجلس الشعبي البلدي الحق في زيارة البنايات أثناء تنفيذ‬
‫األشغال ضمانا الحترام رخصة البناء وهذا وفقا لنص المادة ‪ 30‬المعدلة من القانون رقم‬
‫‪ 91_19‬على أنه " يجب على رئيس المجلس الشعبي البلدي وكذلك أعوان المحلفين المفوضين‬
‫زيارة كل البنايات في طور اإلنجاز ‪" ...‬‬

‫وفقا للمادة نجد أن المشرع الجزائري جعل االلتزامات الميدانية على كل البنايات التي هي في‬
‫طور اإلنجاز في حين أن قبل التعديل جعل مثل هذه الزيارات أمر اختياري وذلك ابتداء بكلمة‬
‫‪1‬‬
‫يمكن‪.‬‬

‫يتعين على رئيس المجلس الشعبي البلدي أثناء قيامه بزيارة انجاز البنايات ومراقبتها أن‬
‫يجدول زمني للمعاينة يبلغه لكل من الوالي ومدير التعمير المختصين وأن يكون مرفقا بأعوان‬
‫‪2‬‬
‫مؤهلين قانونا‪ ،‬كما تكون الزيارة وفقا لألوقات المسموحة بها قانونا‪.‬‬

‫كما انه ال يقوم كل من رئيس المجلس الشعبي البلدي واألعوان المؤهلين بمعاينة األشغال‬
‫أثناء سيرها وال توصل فروع البناءات من مختلف الخدمات التي تقدمها اإلدارة إال باستظهار‬
‫‪3‬‬
‫رخصة البناء ووصل افتتاح الورشة أي بعد افتاح الورشة‪.‬‬

‫أضافت المادة ‪ 30‬المعدلة من القانون رقم ‪ 91_19‬المتعلقة بالتهيئة والتعمير على أنه عند‬
‫القيام بالزيارات التفقدية للبنايات التي هي في طور اإلنجاز من طرف المجلس الشعبي البلدي‬
‫واألعوان المؤهلين قانونا حق التقنية الخاصة بالبناء أثناء قيام رئيس المجلس الشعبي البلدي‬

‫‪1‬‬
‫شريدي ياسمين‪ ،‬الرقابة اإلدارية في مجال التعمير والبناء‪ ،‬مذكرة نيل شهادة ماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف‬
‫بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،9999_9993 ،‬ص ‪39‬‬
‫‪2‬‬
‫انظر المادة ‪ 99‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00_92‬المؤرخ في ‪ 09‬جانفي ‪ 9992‬المحدد لشروط و كيفية تعيين االعوان المؤهلين لبحث في‬
‫مخالفات التشريع و التنظيم في مجال التهيئة والتعمير ومعاينتها و اجراء المراقبة‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،92‬الصادرة في سنة ‪9992‬‬
‫‪3‬‬
‫انظر المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 939_19‬المؤرخ في ‪ 99‬ماي ‪ 9119‬يحدد كيفية تحضير شهادة التعمير ورخصة التجزئة وشهادة‬
‫المطابقة ورخصة الهدم وتسليم ذلك‪ ،‬ج ر عدد‪ ،99‬سنة ‪ 9119‬معدل ومتمم‬
‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫بالمراقبة يتعين عليه أن يطلب من المالك أو من موكله أو من ممثل صاحب المشروع الوثائق‬
‫التي تسلمها المصالح المختصة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وتتمثل هذه الوثائق‬

‫‪ ‬التصريح بفتح الورشة‬


‫‪ ‬رخصة الهدم‬
‫‪ ‬رخصة البناء‪ :‬حيث يمكن للهيئات الرقابية طلب رخصة بناء من صاحب المشروع‪ ،‬ذلك‬
‫للتحقق من أمرها‪ :‬التأكد من األعمال والتصرفات التي يقوم بها صاحب المشروع‬
‫مرخصة قانونا واألمر الثاني إذا شرع في تنفيذ األشغال يجب التأكد من مدى احترام‬
‫المرخص له ألحكام ومواصفات هذه الرخصة‪.‬‬

‫بالتالي إذا كان المعني باألمر ال يتوفر على الوثائق المطلوبة انه يمكن لرئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي أن يحرر ضده أشغال شرع فيها بدون رخصة أو محضر معاينة أشغال شرع فيها وغير‬
‫‪2‬‬
‫مطابقة لرخصة البناء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إصدار قرار هدم البناء غير المرخص له‪:‬‬

‫لقد منح المشرع في القانون رقم ‪ 90_90‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ 91_19‬المتعلق‬
‫بالتهيئة والتعمير االختصاص لرئيس المجلس الشعبي البلدي المختص بأن يصدر قرار هدم‬
‫البناء المنجز دون رخصة حيث تنص المادة مكرر ‪ 90‬من القانون رقم ‪ 90_90‬المعدل‬
‫بالقانون رقم ‪ 91_19‬المتعلق بالتهيئة والتعمير على أنه‪" :‬عندما ينجز البناء بدون رخصة‬
‫يتعين على العون المؤهل قانونا تحرير محضر إثبات المخالفة وارساله الى رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي والوالي المختصين في أجل ال يتعدى اثنين وسبعين (‪ )39‬ساعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫انظر المادة ‪ 92‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،00_92‬المرجع السابق‬
‫‪2‬‬
‫صليحة سعد‪ ،‬سلطات الضبط اإلداري لرئيس المجلس الشعبي البلدي في مجال العمران "مجلة البحوث والدراسات اإلنسانية" كلية العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة سكيكدة‪ ،‬عدد ‪ 2‬نوفمبر ‪ ،9999‬ص ‪099‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫في هذه الحالة ومراعاة للمتابعات الجزائرية‪ ،‬يصدر المجلس الشعبي البلدي المختص قرار هدم‬
‫البناء في أجل ثمانية (‪ )99‬أيام ابتداء من تاريخ استالم محضر اثبات المخالفة ‪"...‬‬

‫نستخلص من هذه المادة‪ ،‬لإلدارة سلطة واسعة إلصدار قرار الهدم وتنفيذه بعدما كانت المادة‬
‫‪1‬‬
‫‪ 32‬من القانون ‪ 91_19‬اللجوء إلى القضاء إلصدار قرار الهدم‪.‬‬

‫أضافت الفقرة ‪ 0‬من المادة ‪ 32‬مكرر ‪ 0‬من القانون رقم ‪ 90_0‬يتعلق بالتهيئة والتعمير‬
‫على أنه في حالة قصور رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص وبعد انقضاء المهلة الممنوحة‬
‫له هنا يصدر الوالي قرار بالهدم في أجل ال يتعدى ‪ 09‬يوم‪ ،‬هنا للوالي سلطة الحلول من‬
‫اآلثار المترتبة عن اصدار قرار الهدم منصوص عليه في الفقرة ‪ 0،00‬من المادة ‪ 32‬مكرر‬
‫من القانون رقم ‪ 0_0‬على أنه "تنفذ أشغال الهدم من قبل مصالح البلدية وفي حالة عدم وجود‬
‫ما يتم تنفيذ األشغال بواسطة الوسائل المسخرة من قبل الوالي"‪.‬‬

‫يتحمل المخالف تكاليف عملي الهدم ويحصلها رئيس المجلس الشعبي البلدي بكل الطرق‬
‫القانونية‪.‬‬

‫أضافت الفقرة ‪ 92‬من المادة ‪32‬مكرر ‪ 90‬من نفس القانون أن إجراءات الهدم ال يتم‬
‫توقيفها رغم لجوء المعني إلى القضاء المختص بمعنى آخر ولو رفع المخالف دعوة استعجالية‬
‫‪2‬‬
‫أمام الغرفة اإلدارية‬

‫حيث تنص‪ ..." :‬أن معارضة المخالف قرار الهدم المتخذ من قبل السلطة البلدية أمام الحرمة‬
‫القضائية المختصة ال يعلق إجراء الهدم المنفذ من قبل السلطة اإلدارية"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 32‬الملغاة من القانون رقم ‪ 91_19‬أنه في حالة انجاز أشغال البناء تنتهك بصفة خطيرة األحكام القانونية التنظيمية السارية‬
‫المفعول هنا السلطة اإلدارية ترفع دعوة أمام القاضي المختص من اجل األمر بوقف األشغال‬
‫‪2‬‬
‫الشرع في القانون ‪ 90_90‬لم يوضح اإلجراءات التي يتعين القيام بها في حالة عدم اصدار قرار الهدم من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي في‬
‫األجل المحدد له وعدم استخدام الوالي لسلطة الحلول‬
‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫في األخير يمكن القول ان قرار الهدم ما هو إال جزاء إداري تفرضه السلطة بناء على‬
‫المحاضر المخالفات المحددة قانونا إما على عدم الحصول على رخصة البناء أو عدم مطابقة‬
‫البناء‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تنفيذ قرار العدالة الجزائية‪:‬‬

‫خول المشرع االختصاص لرئيس المجلس الشعبي البلدي بتنفيذ األشغال المقررة في حالة‬
‫التأكد من عدم مطابقة البناء لرخصة البناء المسلمة وعدم االمتثال المخالف للحكم الصادر‬
‫ضده في اآلجال المحددة‪ ،‬يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي أو الوالي المختصين بتنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫األشغال على نفقات المخالف‬

‫هذا األمر الذي أكدته المادة ‪ 32‬مكرر ‪ 90‬من القانون رقم ‪ 90_90‬المعدل والمتمم للقانون‬
‫‪ 91_19‬حيث تنص " في حالة التأكد من عدم مطابقة البناء لرخصة البناء المسلمة‪ ،‬يحرر‬
‫العون المخول قانونا محضر معاينة المخالفة ويرسله الى الهيئة القضائية المختصة‪ ،‬كما ترسل‬
‫أيضا نسخة منه الى رئيس المجلس الشعبي البلدي والوالي المختصين في أجل ال يتعدى اثنين‬
‫وسبعين ساعة (‪.)39‬‬

‫وبناء على تلك السلطات السالفة الذكر الممنوحة لرئيس المجلس الشعبي البلدي الى أنها‬
‫سلطات غير كافية إليجاد التوازن على الرغبات وطموحات األفراد المحليين على مستوى البلدية‬
‫للتصرف بكل حرية في ملكيتهم العقارية‪ ،‬إال أنه من الناحية الواقعية هذه السلطات أغلبها لم‬
‫تطبق على أرض الواقع أي في موجودة من الناحية العملية ‪. 2‬‬

‫‪1‬‬
‫صليع سعد‪ ،‬المرجع السابق ص ‪099 ،099‬‬
‫‪2‬‬
‫بعلي محمد الصغير‪ ،‬المحاكم اإلداري (الغرفة اإلدارية)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،9990 ،‬ص ‪30‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور األجهزة المساعدة للجماعات المحلية في المراقبة على أشغال‬
‫البناء والتعمير‪:‬‬

‫نظ ار للتراكمات الناجمة عن غياب سياسة عمرانية صارمة‪ ،‬ومن أجل ضمان رقابة فعالة‬
‫في ميدان التهيئة والتعمير‪ ،‬قام المشرع الجزائري بإنشاء واستحداث لجان تقوم بمراقبة األعمال‬
‫المتعلقة بالعمران حيث تكون أكثر قربا من الميدان والمواطن‪ ،‬وهذا للقضاء على مختلف‬
‫المخالفات التي تنخر المجال‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اللجنة التقنية الدائمة للمراقبة التقنية للبناء‪:‬‬

‫إن هيئة الرقابة التقنية هي هيئة ذات طابع اقتصادي تتكفل بمراقبة ومتابعة مشاريع البناء‬
‫قبل وأثناء وبعد اإلنجاز لذلك سنقوم بدراسة هذه الهيئة بنوع من التفصيل التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة الهيئة الوطنية أو اللجنة التقنية للمراقبة التقنية للبناء‪:‬‬

‫تم إنشار هيئة المراقبة التقنية للبناء بموجب األمر ‪ 90/39‬الصادر في ‪9139/99/91‬‬
‫وهذه الهيئة هي مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي أو تجاري لها الشخصية المدنية‬
‫واالستقالل المالي‪.‬‬

‫ولكن في سنة ‪ 9192‬وبموجب المرسوم رقم ‪ 990/92‬المؤرخ في ‪ 9192/9/99‬المتضمن‬


‫تغيير هيئة المراقبة التقنية للبناء تم تغيير هيكل الهيئة وكذا تغيير هدفها وتنظيمها وأصبحت‬
‫تسمى الهيئة الوطنية لرقابة البناء التقنية في وسط البالد وأصبحت عبارة عن مؤسسة اشتراكية‬
‫ذات طابع اقتصادي وتعد تاجر في عالقاتها مع الغير‪ ،‬هذا ما نصت عليه المادة الثانية في‬
‫‪1‬‬
‫فقرتها الثانية والثالثة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خليفة حاج‪ ،‬الرقابة اإلدارية ألعمال البنا ء في التشريع الجزائري؟‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق تخصص قانون اداري‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫–بسكرة‪-‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫تعد الهيئة الوطنية لرقابة البناء التقنية في وسط البالد مؤسسة اشتراكية ذات طابع اقتصادي‬
‫طبقا ألحكام األمر رقم ‪ 30/39‬الصادر في ‪ 9139/99/92‬والمتعلق بالتسيير االشتراكي‬
‫للمؤسسة والنصوص المتخذة لتطبيقه "تعد الهيئة تاجرة في عالقتها مع الغير وتخضع للتشريع‬
‫‪1‬‬
‫الجاري به العمل والقواعد المنصوص عليها في المرسوم"‬

‫نالحظ على نص المادة أعاله أن المشرع الجزائري بإتباعه النهج االشتراكي‪ ،‬جسد ذلك‬
‫بالمنظومة التشريعية الجزائرية ومنها التنظيم القانوني لهذه الهيئة‪.‬‬

‫كما يتبين من الفقرة الثانية أن المشرع قد جعل من نشاط الهيئة المزدوج بحيث تعامل مع‬
‫الدولة كشخص اداري وبالتالي تخضع لقواعد القانون العام (القانون اإلداري) في التعامل معها‬
‫وفي اآلن نفسه تتعامل مع الغير(الخواص) كتاجرة ومن ثم خضوعها في تعامالتها لقواعد‬
‫القانون الخاص (قواعد القانون المدني والتجاري)‪.‬‬

‫وقد تم انشاء خمس هيئات ذات طابع وطني لرقابة البناء التقنية وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬الهيئة الوطنية لرقابة البناء التقنية في وسط البالد مقرها الجزائر العاصمة‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬الهيئة الوطنية لرقابة البناء التقنية في جنوب البالد مقرها بمدينة غرداية‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬الهيئة الوطنية لرقابة البناء التقنية في غرب البالد مقرها بمدينة وهران‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬الهيئة الوطنية لرقابة البناء التقنية في شرق البالد مقرها مدينة قسنطينة‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬الهيئة الوطنية لرقابة البناء التقنية للشلف مقرها بمدينة الشلف‬

‫كما استحدث هيئتين وطنيتين للوقاية التقنية إحداهما لقطاع األشغال العمومية بمقتضى‬
‫‪2‬‬
‫المرسوم ‪ 1 999/92‬واألخرى لقطاع الري بمقتضى المرسوم رقم ‪.999/92‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 99‬من المرسوم التنفيذي ‪ 990/92‬يتضمن تغيير هيئة المراقبة التقنية للبناء‪ ،‬ج ر سنة ‪ 9192‬عدد ‪90000‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ 990/92‬سبق ذكره‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ 992/29‬المؤرخ في ‪ 9192 ...... 91‬يتضمن إنشاء هيئة وطنية لرقابة البناء التقنية في جنوب البالد‪ ،‬ج ر العدد ‪00‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ 993/92‬المؤرخ في ‪ 9192 ...... 91‬يتضمن إنشاء هيئة وطنية لرقابة البناء التقنية في غرب البالد‪ ،‬ج ر العدد ‪00‬‬
‫‪5‬‬
‫المادة ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ 999/92‬المؤرخ في ‪ 9192 ...... 91‬يتضمن إنشاء هيئة وطنية لرقابة البناء التقنية في شرق البالد‪ ،‬ج ر العدد ‪00‬‬
‫‪6‬‬
‫المادة ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ 991/92‬المؤرخ في ‪ 9192 ...... 91‬يتضمن إنشاء هيئة وطنية لرقابة البناء التقنية في الشلف البالد‪ ،‬ج ر العدد ‪00‬‬
‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مهام الهيئة الوطنية لرقابة البناء التقنية‪:‬‬

‫تتجسد مهام الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء في مراقبة ومتابعة مشاريع البناء وتكون‬
‫مهامها منحصرة في ثالث مراحل قبل وأثناء وبعد اإلنجاز‪.‬‬

‫حيث تتجلى مهامها قبل إنجاز األشغال في دراسة الملف دراسة شاملة وعامة وابرام اتفاقية في‬
‫حالة موافقتها على متابعة المشروع‪ ،‬أما مهام الهيئة أثناء اإلنجاز فتتمثل في مراقبة األشغال‬
‫ومتابعتها‪ ،‬أما بعد ذلك فتكون مهامها هي التأكد من مدى مطابقة األشغال المنجزة للتصاميم‬
‫الهندسية ومدى موافقتها للشروط واألصول الفنية ويمكن تلخيص مهام هيئة الرقابة التقنية للبناء‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬المهام األصلية للهيئة‪:‬‬

‫تنص المادة في فقرتها الثانية والثالثة من المرسوم ‪ 990/92‬السابق ذكرها على‪:‬‬

‫"‪ ...‬وتتمثل هذه المهمة في دراسة جميع التراتيب التقنية التي تتضمنها المشاريع دراسة نقدية ال‬
‫سيما رقابة تصميم األعمال الكبرى والعناصر التي ترتبط بها للتأكد من مطابقتها لقواعد البناء‬
‫ومقاييسه‪.‬‬

‫وتتم هذه الرقابة برقابة تنفيذ األشغال قصد السهر على احترام المخططات المعتمدة كيفيات‬
‫التنفيذ‬

‫تسهر الهيئة على احترام التنظيم التقني المعمول به ‪"...3‬‬

‫يتبين من المادة أن الهيئة التقنية للبناء تتدخل في المرحلة االبتدائية‪ ،‬أي قبل تنفيذ األعمال‬
‫حيث تجري دراسة انتقادية لمجموع الترتيبات الفنية خاصة فيما يتعلق بتصميم األعمال الكبرى‬

‫‪1‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 999/92‬مؤرخ في ‪ 9192 .... 91‬المتضمن جعل المخبر الوطني لألشغال العمومية هيئة وطنية لرقابة تقنية األشغال‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد‬
‫‪00‬‬
‫‪ 2‬مرسوم رقم ‪ 999/92‬مؤرخ في ‪ 9192 .... 91‬المتضمن‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪00‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 0‬فقرتها الثانية والثالثة من المرسوم رقم ‪ ،990/92‬السابقة الذكر‬
‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫والعناصر التي ترتبط بها للتأكد من مطابقتها لقواعد البناء كما لها دور في مراجعة‬
‫التصميمات‪ ،‬إذ ال يمكن الشروع في العمل الخاص فيما يتعلق بالصفقات العمومية دون‬
‫‪1‬‬
‫المصادقة على التصميمات من طرف هذه الهيئة‪.‬‬

‫كذلك تتدخل في مرحلة ثانية‪ ،‬أي خالل تنفيذ األعمال‪ ،‬حيث تراقب مختلف أنواع العمارات‬
‫لتتأكد من ثبات بنائها وديمومة أساسها وصالحية كل ما له أثر في هيكله وجدران محيطه‬
‫ويقفه بغية تقليل أخطاء الغوص في هذا المجال والمساهمة في الوقاية من النقائص التقنية التي‬
‫قد تط أر أثناء اإلنجاز فتكون هذه الرقابة إذا رقابة تنفيذ االشغال قصد السهر على احترام‬
‫المخططات المعتمدة وكيفيات التنفيذ ‪. 2‬‬

‫‪ .2‬المهام التكميلية للهيئة‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫الى تنمية مختلف األعمال التي تكمل مهمتها األصلية مثل‬ ‫يمكن أن يمتد عمل الرقابة‬
‫الرقابة على جودة المواد المعدة لبناء المصنع واالعتماد التقني لمواد البناء وعناصره وأعمال‬
‫ضبط المقاييس وبحث أساليب وتقنية اإلنجاز وتشارك الهيئة في إعداد التنظيمات وبرامج‬
‫البحث التي تعتمد في ضبط عناصر التشريع والتنظيم الخاصين بالمقاييس والقواعد ال سيما‬
‫المقاييس التقنية الجزائرية في بناء العمارات حسب التعليمات التي يقررها وزير التهيئة العمرانية‬
‫والتعمير والبناء وباالتصال مع السلطات األخرى أو الهياكل المعنية وتشارك زيادة على ذلك‬
‫فب إطار هدفها في تطوير مناهج الرقابة ونظمها في تكوين المستخدمين المؤهلين وتجديد‬
‫معلوماتهم وتحسين مستواهم في هذا الميدان‪ ،‬كما أنه يمكنها أن تقيم عالقات مع الهيئات‬
‫المماثلة والمواطنين والجانب من أجل إنشاء بنك المعلومات ونشر المعرف السكنية وتقوم بتسليم‬
‫التأشيرات المطلوبة لدى مؤسسات التأمين ونجد أن الخدمات التي تقدمها هذه الهيئة لفائدة‬

‫‪1‬‬
‫إبراهيم يوسف "المسؤولية العشرية للمهندس المعماري المقاول" المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬الجزء ‪ ،00‬العدد ‪9110 ،0‬‬
‫ص ‪239‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 0‬في فقرتها السادسة‪ ،‬من المرسوم ‪ 990/92‬سبق ذكره‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 0‬في فقرتها السابعة والثامنة والتاسعة من المرسوم رقم ‪ 990/92‬نفس المرجع‬
‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫الدولة أو الجماعات المحلية أو الهيئات العمومية والخواص تكون مقابل مبلغ مالي باعتبارها‬
‫‪1‬‬
‫مؤسسة ذات أسهم ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المفتشيات العامة والجهوية للعمران والبناء‪:‬‬

‫أسست بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 099/99‬المؤرخ غي ‪ 9999/99/93‬المحدد لمهام‬


‫المفتشية العامة للعمران والبناء التي تندرج في إطار تدعيم الرقابة بتنظيم هذه الرقابة الغير‬
‫ممركزة الجديدة استجابة إلعادة تنظيم اإلدارة المركزية للسكن والعمران‪ ،‬هذه الهيئة الجديدة‬
‫تهدف الى تقوية دور الدولة في مجال المراقبة التقنية من أجل ضمان نحو متمم ومتوازن‬
‫للنسيج العمراني تكلف المفتشية العامة للعمران والبناء بالسهر على تطبيق التشريع والتنظيم في‬
‫مجال البناء والعمران وحماية اإلطار المبني وتتولى القيام بضمان التنسيق بين المصالح‬
‫الخارجية المكلفة بالعمران والبناء واإلطار المبني واقتراح كل التدابير واعمال الرقابة والتفتيش‬
‫التي يقوم بها مصالح العمران المؤهلة لهذا الغرض واقتراح كل إجراء قانوني كان ماديا في‬
‫شأنه تعزيز عمل الدولة في مجال مراقبة أدوات و أعمال العمران‪ ،‬كما تقوم بزيارات التقييم‬
‫والتفتيش والمراقبة حول كل وضعية خاصة وحماية اإلطار المبني‪ ،‬وأيضا تسيير على المستوى‬
‫المركزي للبطاقة الوطنية الخاصة بالمخالفات في مجال العمران والبناء وحماية اإلطار المبني‬
‫‪2‬‬
‫والمنشأة بمقتضى التنظيم المعمول به ونشر محتواه سنويا للجمهورية‪.‬‬

‫تزود الدولة هذه المفتشية بالوسائل البشرية والمادية الضرورية لعملها كما تنشأ مفتشيات جهوية‬
‫للعمران والبناء على مستوى تسع ‪ 91‬واليات تحت سلطتها بموجب المرسوم التنفيذي ‪091_99‬‬
‫المؤرخ في ‪ 9999/99/93‬المتضمن إنشاء المفتشيات الجهوية للعمران والبناء وتنظيمها‬
‫‪3‬‬
‫وعملها‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 0‬من المرسوم رقم ‪ 990/92‬المرجع السابق‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 9‬من المرسوم التنفيذي ‪ 099_9‬المؤرخ في ‪ ، 9999/99/93‬يحدد مهام المفتشية العامة للعمران والبناء وتنظيمها وعملها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪21‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 9‬من المرسوم رقم ‪ 099_9‬المرجع السابق‬
‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫تمثل جهاز الدولة في مجال مراقبة تطبيق القوانين والتنظيمات المتعلقة بالعمران والبناء‬
‫وحماية اإلطار المبني وتتولى القيام بهذه المهام حيث تضمن تنسيق أنشطة مديريات العمران‬
‫والبناء ال سيما فيما يتعلق بمراقبة األنشطة وأعمال العمران والبناء وتقوم بالتحقيقات المتعددة‬
‫االختصاصات وتصنع الفرق المتخصصة للتكفل بالمهام المنوط بها وكذا تقوم دوريا بإعداد‬
‫ملخصات حصائل نشاط مديريات العمران والبناء وتتولى مهمة تصور وتنفيذ برامج للمراقبة في‬
‫مجال العمران والبناء وحماية اإلطار المبني على مستوى كل إقليم الذي يدخل ضمن‬
‫اختصاصها باالت صال مع الهيئات األخرى للدولة والجماعات المحلية كما تسهر على شرعية‬
‫تسليم العقود الخاصة بالعمران المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول به في ميدان‬
‫العمران والبناء وحماية اإلطار المبني تقوم باالتصال مع الهيئات األخرى المعنية بكل تحقيق له‬
‫‪1‬‬
‫وتساعد الجمعيات المحلية والمؤسسات العمومية والمتعاملين في‬ ‫عالقة بمجال نشاطها‬
‫مجاالت اختصاصها كما تقترح كل التدابير التي ترمي الى تحسين الجهاز التشريعي والتنظيمي‬
‫المتصل بالعمران وتتصل مع أجهزة الدولة األخرى والجماعات المحلية باتخاذ التدابير التي‬
‫تهدف الى مكافحة البناء غير الشرعي أو الهش أو الفوضوي أو الغير مكتمل‪ ،‬تطور اإلعالم‬
‫وقوم بتحسين المتعاملين ‪. 2‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 9‬من المرسوم التنفيذي ‪ 091_99‬المتضمنة إنشاء المفتشيات الجهوية للعمران والبناء وتنظيمها وعملها‬
‫‪2‬‬
‫مريم بوخاري‪ ،‬اآلليات القانونية للرقابة على التعمير في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر تخصص قانون عقاري‪ ،‬جامعة الدكتور يحي فارس _‬
‫المدية‪ ،‬سنة ‪ 9990‬ص‪00‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬لجنة مراقبة ق اررات التعمير‪:‬‬

‫بالرجوع الى المادة ‪ 19‬من المرسوم التنفيذي ‪ 91/90‬قد نصت على أنه ينشأ لدى الوزير‬
‫المكلف بالتعمير ولدى كل رئيس مجلس شعبي بلدي‪ ،‬لجنة مراقبة عقود التعمير وتدعى في‬
‫طلب النص "اللجنة" وتتكلف هذه اللجنة بالمهام التالية‪:‬‬

‫‪ ‬متابعة العرائض المقدمة لدى السلطات المختصة في مجال تسليم عقود التعمير ويرأس‬
‫اللجنة حسب الحالة الوزير المكلف بالعمران أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪2‬‬
‫أو ممثلوهم ‪1‬كما تقوم أيضا بمراقبة األشغال طبقا للرخص المسلمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بلعيد كهينة‪ ،‬الرقابة على أشغال التهيئة والتعمير في القان ون الجزائري‪ ،‬بحث تخصص الجماعات المحلية والهيئات اإلقليمية فرع القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫عبد الرحمان ميرة كلية الحقوق‪ ،‬بجاية‪ ،‬سنة ‪ ،9992‬ص ‪02‬‬
‫‪2‬‬
‫امعاش حكيمة‪ ،‬آليات وقواعد الرقابة اإلدارية في مجال التهيئة والتعمير‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪،‬‬
‫سنة ‪ ،9990‬ص ‪00‬‬
‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور األعوان المؤهلون قانونا لمراقبة أشغال البناء والتعمير‪:‬‬

‫إن عدم االمتثال لألحكام التي ينص عليها قانون التهيئة والتعمير أدى الى ظهور عدة‬
‫مخالفات عمرانية‪ ،‬والتي تسبب أضرار بالغة للمظهر العمراني وللحد من هذه المخالفات وضع‬
‫المشرع عدة أعوان يسهرون على مراقبة ومعاقبة كل من يخالف تلك النصوص القانونية التي‬
‫وضعها المشرع وسأتطرق من خالل مبحثي هذا الى أهم االعوان المؤهلين لرقابة أشغال البناء‬
‫والتعمير في سبيل الحد من المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفتشو التعمير‪:‬‬

‫نظ ار للتراكمات الناجمة عن غياب سياسة عمرانية صارمة‪ ،‬ومن أجل ضمان رقابة فعالة في‬
‫ميدان التهيئة والتعمير‪ ،‬قام المشرع الجزائري بإنشاء واستحداث لجان تقوم بمراقبة االعمال‬
‫المتعلقة بالعمران‪ ،‬حيث تكون أكثر قربا من الميدان والمواطن‪ ،‬وهذا للقضاء على مختلف‬
‫المخالفات التي تنخر المجال‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اللجنة التقنية الدائمة لمراقبة البناء‪:‬‬

‫جهاز تابع لو ازرة السكن موجود على مستوى كل والية‪ ،‬أسس بموجب المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ، 990-92‬يختص بالمصادقة على الوثائق التقنية التنظيمية للبناء‪ ،‬وتسهر على احترام القواعد‬
‫التقنية للبناء‪ ،‬وتقوم بمراقبة أعمال البناء ومدى مطابقتها مع المخططات المصادق عليها‪.‬‬

‫لكن هذه اللجنة ال تقوم بعملية الرقابة من تلقاء نفسها‪ ،‬بل بعد إخطارها من قبل المصالح‬
‫المحلية المختصة‪ ،‬وال تكون الرقابة على جميع أنواع السكنات‪ ،‬بل تقتصر على البناءات‬
‫‪1‬‬
‫والمنشآت العمومية فقط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫زناني جلول‪ ،‬تشريع التعمير والتطور العقاري في الجزائر‪www.zenatidjelloul@yahoo.fr،‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المفتشية العامة للعمران‪:‬‬

‫يندرج هذا الجهاز في إطار تدعيم الرقابة بتنظيم هذه الهياكل غير الممركزة الجديدة‪ ،‬استجابة‬
‫إلعادة تنظيم الغدارة المركزية لو ازرة السكن والعمران‪ ،‬أسست بموجب المرسوم التنفيذي ‪-99‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.099‬‬

‫تضمن المفتشية العامة للعمران التنسيق بين المصالح الخارجية المكلفة بالعمران والبناء‪،‬‬
‫واإلطار المبني‪ ،‬وتقوم باقتراح كل التدابير الرامية إلى تحسين فعاليتها‪ ،‬وتعزيز عملها‪ ،‬كما‬
‫‪2‬‬
‫تسهر على تطبيق التشريع والتنظيم في ميدان التعمير‪.‬‬

‫تهدف هذه المفتشية إلى تقوية دور الدولة في مجال المراقبة التقنية‪ ،‬من أجل ضمان نمو‬
‫‪3‬‬
‫منسجم ومتوازن للنسيج العمراني‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اللجنة الخاصة المستحدثة بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪:60-60‬‬

‫بموجب المادة ‪ 31‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،92-90‬قام المشرع الجزائري باستحداث لجنة‬
‫خاصة تنشأ لدى كل من الوزير المكلف بالتعمير‪ ،‬ولدى كل رئيس مجلس شعبي بلدي‪ ،‬أراد من‬
‫خاللها التأكيد على أهمية الحضور المكثف للسلطة اإلدارية على المستويين الوطني والمحلي‪.‬‬

‫تتلخص مهام هذه اللجنة في المادة ‪ 99‬من نفس المرسوم‪ :‬حيث تقوم بدراسة إجراءات طلبات‬
‫عقود التعمير‪ ،‬وتشرف على األشغال طبقا للرخص المسلمة‪ ،‬ويكون عن طريق القيام بالزيارات‬
‫‪4‬‬
‫الميدانية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،533-80‬المؤرخ في ‪ ،7880/11/72‬المتضمن إنشاء المفتشيات الجهوية للعمران والبناء وتنظيمها وعملها‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪.7880،96‬‬
‫‪2‬‬
‫يهمي محمد‪ ،‬النظام القانوني لشرطة العمران في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص القانون العقاري والزراعي‪ ،‬قسم القانون الخاص‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة سعيد دحلب‪-‬البليدة‪ ،7811 ،‬ص‪.112‬‬
‫‪3‬‬
‫انظر المادة ‪ 26‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،85-89‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫انظر المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،89-85‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫تقوم اللجنة بمتابعة العرائض المقدمة لدى السلطات المختصة في ميدان تسليم رخص العمران‪،‬‬
‫كم ا أنها تشارك بشكل إيجابي في اعمال البناء‪ ،‬وذلك انطالقا من اللحظة األولى المتعلقة‬
‫بالتخطيط واستعمال األراضي استعماال تقنيا واقتصاديا وصحيحا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬فرق المتابعة والتحقيق‪:‬‬


‫نظرا لخصوصية وتعقيد ميدان التهيئة والتعمير‪ ،‬وكثرة المخالفات التي تظهر بعد مباشرة‬
‫أعمال البناء‪ ،‬واتخاذها أشكاال متعددة‪ ،‬رغبة من المشرع بدعم الجهاز الرقابي‪ ،‬وحرصا منه‬
‫على أمن وسالمة األشخاص والبنايات‪ ،‬وبالتنسيق مع المصالح المختصة‪ ،‬قام باستحداث شرطة‬
‫عمرانية في إطار اإلصالحات الجديدة التي جاءت بها مختلف القوانين المتعلقة بالتعمير‪.‬‬
‫يتم إثبات مختلف المخالفات التي يعرفها مجال التعمير عن طريق أعوان وموظفين أكثر‬
‫تأهيال‪ ،‬والسؤال المطروح من هم األعوان والموظفين المؤهلين بالبحث والتحري عن مخالفات‬
‫التعمير؟‬
‫الفرع األول‪ :‬تشكيلة الموظفين المؤهلين بالبحث والتحري عن مخالفات التعمير‪:‬‬
‫أعطى المشرع الجزائري صفة شرطة ضابط شرطة قضائية في ميدان التعمير‪ ،‬لمجموعة من‬
‫األعوان والموظفين‪ ،‬كل في ميدان اختصاصه‪ ،‬ونصت المادة ‪ 32‬مكرر من قانون ‪91-19‬‬
‫المتعلق بالتهيئة والتعمير على ان االعوان المؤهلين قانونا بالبحث ومعاينة مخالفات احكام‬
‫‪1‬‬
‫التهيئة والتعمير‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مفتشو التعمير الذين تم تعيينهم طبقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪.909-91‬‬

‫‪ -‬المستخدمين الذين يمارسون عملهم بإدارة و ازرة السكن والعمران وهؤالء يعينون من بين‪:‬‬
‫رؤساء المهندسين المعماريين ورؤساء المهندسين في الهندسة المدنية‪ ،‬والمهندسين التطبيقيين‬
‫في البناء ذوي خبرة ثالثة سنوات على األقل في ميدان التعمير‪ ،‬والتقنيين السامين في البناء‬
‫ذوي خبرة خمسة سنوات على األقل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أنظر المادة ‪ 29‬من القانون ‪ ،76-68‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،741-86‬المؤرخ في جويلية ‪ ،7886‬المتضمن القانون األساسي الخاص بالعمال المنتمين إلى األسالك التابعة لوزارة‬
‫التجهيز والسكن‪ ،‬ج‪-‬ر عدد ‪(.7886 ،45‬معدل ومتمم)‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫‪ -‬االعوان الذين يمارسون عملهم بمصالح التعمير التابعة للبلدية‪ ،‬يعينون من بين‪ :‬رؤساء‬
‫المهندسين المعماريين‪ ،‬ورؤساء المهندسين في الهندسة المدنية‪ ،‬ومن بين المهندسين‬
‫‪1‬‬
‫المعماريين‪ ،‬والمهندسين في الهندسة المدنية ذوي خبرة سنتين على األقل في ميدان التعمير‪.‬‬

‫أضافت المادة ‪ 90‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ 2:‬رؤساء المجالس الشعبية البلدية‪،‬‬
‫ضباط الدراك الوطني‪ ،‬محافظو الشرطة‪ ،‬ضباط الشرطة ذو الرتب في الدرك‪ ،‬رجال الدرك‬
‫الذين أمضو في سلك الدرك ثالثة سنوات على األقل‪ ،‬والذين تم تعيينهم بموجب قرار مشترك‬
‫بين وزير الدفاع ووزير الداخلية‪ ،‬إضافة إلى ضباط الصف التابعين لألمن العسكري الذين‬
‫عينوا بموجب قرار وزاري مشترك بين وزير الدفاع ووزير العدل‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 99‬من قانون اإلجراءات الجزائية على أعوان الضبط الغابي ذو االختصاص‬
‫الخاص‪ ،‬والمؤهلين لمعاينة المخالفات الواقعة على األراضي الغابية‪.‬‬

‫أعطى المشرع صفة ضابط شرطة قضائية في مجال التعمير كذلك للمهندسين المعماريين‪،‬‬
‫والمتصرفين اإلداريين‪ ،‬والتقنيين السامين‪ ،‬والتقنيين الذين هم في حالة خدمة لدى اإلدارة‬
‫المركزية بو ازرة الهندسة المعمارية والتعمير‪ ،‬وكذا على مستوى الواليات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اختصاصات الموظفون المؤهلون بالبحث والتحري عن مخالفات‬


‫التعمير‪:‬‬

‫خول المشرع الجزائري األعوان المؤهلين قانونا اختصاصا عاما في مجال مراقبة أعمال‬
‫البناء الواقعة في دائرة اختصاصهم‪ ،‬وفقا لما نصت عليه المادة ‪ 30‬من القانون ‪99-19‬‬
‫المتعلق بالتهيئة والتعمير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بطوش كهينة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمهندس المعماري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون المسؤولية المهنية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مولود مهمري‪ -‬تيزي وزو‪ ،7817 ،‬ص‪.99‬‬
‫‪2‬‬
‫انظر المادة ‪ 13‬من االمر ‪ ،133-99‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫تمارس وحدات شرطة العمران نشاطاتها بالتنسيق مع المصالح المختصة‪ ،‬حيث تكلف بالسهر‬
‫على تطبيق االحكام التشريعية والتنظيمية في مجال التطور العمراني وحماية البيئة‪ ،‬وتسهر‬
‫على جمال المدن واألحياء‪.‬‬

‫يقوم الموظفون المؤهلون بالبحث والتحري على مخالفات التعمير بفرض رخص البناء على كل‬
‫أشكال البناء‪ ،‬وتبليغ السلطات المختصة عن كل أشكال البناء الفوضوي‪ ،‬وتحارب االحتالل‬
‫الالشرعي لألراضي‪ ،‬ويقومون كذلك بتقديم اإلعذارات للمخالفين‪ ،‬وتحرير المحاضر ضدهم بعد‬
‫‪1‬‬
‫المعاينة‪.‬‬

‫يقوم االعوان كذلك بمحاربة التجاوزات التي تؤثر على البيئة‪ ،‬والنظافة‪ ،‬والصحة العمومية‪،‬‬
‫وذلك عن طريق السيطرة على الميادين بالدوريات وعمليات المراقبة‪ ،‬وتنظيم عمليات تحسيسية‬
‫واعالمية لصالح المواطنين بالتنسيق مع وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫في حالة تسجيل مخالفة في مجال العمران‪ ،‬يتعين على العون المؤهل تحرير محضر إثبات‬
‫المخالفة‪ ،‬وارساله إلى رئيس المجلس الشعبي او الوالي المختصين‪ ،‬وفي حالة المخالفات التي‬
‫‪2‬‬
‫تقتضي معارف تقنية يجب على عناصر الشرطة االستعانة بموظفي من ذوي االختصاص‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬شرطة العمران‪:‬‬

‫تشكل حماية البيئة مسؤولية جماعية تتقاسمها جميع فئات المجتمع بالنظر إلى كونها من‬
‫بين القضايا الحساسة والحيوية التي تهدد كل الفئات‪ ،‬وتأخذ الدولة حي از كبي ار من هذه المسؤولية‬
‫من خالل توفير قطاع خاص لها وهو شرطة العمران‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فسيح حمزة‪ ،‬التنظيم القانوني الستغالل العقار الصناعي في عملية االستثمار‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪-‬الجزائر‪ ،7884-7884 ،‬ص‪.44‬‬
‫‪2‬‬
‫مدور يحيى‪ ،‬التعمير وآليات استهالك العقار الحضري في المدينة الجزائرية‪ -‬حالة مدينة ورقلة‪ ،-‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية‬
‫والعمران‪ ،‬تخصص المدي نة والمجتمع والتنمية المستدامة‪ ،‬قسم الهندسة المعمارية‪ ،‬كلية الهندسة المدنية الري والهندسة المعمارية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‬
‫–باتنة‪ ،7817-7811 ،‬ص‪.00‬‬
‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم شرطة العمران‪:‬‬


‫لكلمة الشرطة ثالثة معان‪ ،‬تعبر في معناها الواسع عن فكرة التنظيم‪ ،‬كما تعبـر أيضـا عـن‬
‫شرطة العائلة أو شرطة الملكية‪ ،‬وفي إطار هذا المفهوم يعد هذا اللفظ مرادفا للقانون الذي يحكـم‬
‫نشــاطا محــددا أو ملكيــة مــا‪ ،‬ويعنــي هــذا اللفــظ وفقــا لمعنــى محــدد خدمــة عامــة نظاميــة مثــل قــوة‬
‫الشــرطة‪ ،‬أو كمــا يطلــق عليهــا بــدون صــفة تعقبهــا‪ ،‬وأخيـ ار تعبــر هــذه الكلمــة إذا مــا اقترنــت بصــفة‬
‫"إداري" عــن إحــدى األنمــاط الرئيســية لنشــاط اإلدارة‪ ،‬ومــا يالحــظ أن المعنــى الكلمــة فــي العصــر‬
‫‪1‬‬
‫الحديث وأصبح يطلق على نظام الضبط‪.‬‬

‫فالشرطة إذن هي الهيئة التي تعاون الحكومة والقضاء فـي الدولـة‪ ،‬وهـي السـلطان الـذي يحمـي‬
‫القــانون ويفــرض أحكامــه بحــق وصــدق‪ ،‬ألن القــانون مجموعــة مــن القواعــد تحكــم العالقــات التــي‬
‫تنشأ بين الناس في كل مجتمع لكـي يتحقـق ألفـراده العـيش فـي نظـام ووئـام وأمـن واطمئنـان‪ ،‬البـد‬
‫لــه مــن ســلطان يحميــه ويفــرض تنفيــذ أحكامــه علــى النــاس‪ ،‬واال تحللـوا منــه ومــن قواعــد أحكامــه‪،‬‬
‫ولهذا فإن همـزة الوصـل بـين الشـرطة والقضـاء والقـانون وواجـب الشـرطة السـمر علـى احتـرام هـذا‬
‫القــانون والتشــبع بــالقيم اإلنســانية اإلســالمية والعربيــة الفاضــلة وتقــديم مــن يخالفــه إلــى القضــاء‪،‬‬
‫والقضاء الذي يرسى قواعد القانون بأحكام لن يكون لها تأثير إذا نفذت أحكامه هذه جبـ ار إذا لـزم‬
‫األمر‪.‬‬

‫ولذلك فإن مفهوم سيادة القانون ال ينحصـر فـي نـواحي دعـم القضـاء‪ ،‬وتأكيـد اسـتقالليته‪ ،‬وتيسـير‬
‫الوصول إليه‪ ،‬وتبسيط إجراءاته أو في كفالة حق التقاضي‪ ،‬بل إن هذه السيادة تتجسـد أيضـا فـي‬
‫‪2‬‬
‫عمل الشرطة وممارستها الختصاصاتها على الوجه األمثل‪.‬‬

‫فالقـانون الـذي يحكــم هـذه العالقــات بـين النــاس فـي مجتمعاتنــا الحديثـة لــم يعـد قيــدا علـيهم يقمــع‬
‫حريــاتهم‪ ،‬وال ســيفا مســلطا يتــربص بهــم‪ ،‬بــل علينــا أن نعــي دائمــا أنهــى فــي حــد ذاتــه صــورة مــن‬
‫صور الحرية‪ ،‬ولقـد أصـبحت الشـرطة شـيئا مختلفـا تمامـا فـي هـذا العصـر المتطـور‪ ،‬فهـي لـم تعـد‬
‫‪1‬‬
‫مجدي أحمد فتح هللا حسن‪ ،‬فاعلية األداء الضبطي لرجال الشرطة‪-‬دراسة مقارنة‪-‬النسر الذهبي للطباعة‪.7887 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫مجلة الشرطة‪ ،‬العدد‪ 65:‬ديسمبر‪.7886 ،‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫فقط أداة القانون لمالحقة المجرمين ولتنفيذ أحكامه جبرا‪ ،‬ووسيلة لضمان أمن وسـالمة المـواطن‪،‬‬
‫بـ ــل إن الشـ ــرطة التـ ــي عرفتهـ ــا المجتمعـ ــات القديمـ ــة والحديثـ ــة بأسـ ــماء مختلفـ ــة وبأشـ ــكال عديـ ــدة‬
‫وألعراض شديدة التفاوت أصبحت في وقتنا الراهن أداة المجتمعات والدول‪ ،‬في مكافحة الظواهر‬
‫األكثــر خطــورة كــالهجرة الس ـرية وتهريــب المهــاجرين‪ ،‬بــل وتعكــس بعــض المبــاد والقــيم الواجــب‬
‫احترامها هذه األخيرة في الغالـب مـا تتـرجم فـي شـعارات الهيئـة وفـي الشـأن أقـرت المديريـة العامـة‬
‫لألمن الوطني الشعارات التالية في سبيل أداء مهامها‪:‬‬

‫‪ ‬المواطن هو أساس األمن والشرطة ما هي إال األداة‪.‬‬


‫‪ ‬تعلم جيدا حتى تحسن الخدمة‪.‬‬
‫‪ ‬دولة القانون تبدأ في صفوف الشرطة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬العلم في خدمة الشرطة والشرطة في خدمة المواطن‪.‬‬

‫ت م التأسيس الفعلي لشرطة العمران وحماية البيئة بقرار صادر من المديرية العامة لألمن‬
‫الوطني تحت رقم‪/0939 :‬أو‪ /‬أ ع المؤرخ في‪ ،9190/90/91 :‬حيث نص على استحداث‬
‫فرق للعمران وحماية البيئة على مستوى مدينة الجزائر العاصمة‪ ،‬وفي مرحلة ثانية على مستوى‬
‫واليات سطيف‪ ،‬بجاية‪ ،‬البليدة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬تيبازة‪ ،‬النعامة‪ ،‬البويرة‪ ،‬عنابة‪ ،‬وهران‪ ،‬بشار‪ ،‬عين‬
‫الدفلى‪ ،‬تبسة‪ ،‬بسكرة‪ ،‬معسكر‪ ،‬برج بوعريريج‪ ،‬قسنطينة‪.‬‬

‫وقد انطلقت هذه الوحدات في نشاطها الفعلي بذات السنة‪ ،‬وأحدثت حركية وديناميكية سيما‬
‫في مجال محاربة المظاهر المخلة بسالمة المحيط‪ ،‬إال أن نشاطات هذه الوحدات تم تجميدها‬
‫بموجب القرار الصادر عن مديرية األمن العمومي تحت رقم‪/0900 :‬أو‪ /‬أع المؤرخ في‪:‬‬
‫‪ 9119/93/99‬وذلك بسبب تردي الوضع األمني‪ ،‬وحتمية الوقوف الفعلي لمواجهة النشاطات‬
‫اإلرهابية‪ ،‬وبالتالي تم دمج عناصر هذه الوحدات مع زمالئهم في الوحدات العملياتية‪ ،‬وأسندت‬

‫‪1‬‬
‫مجلة الشرطة‪ ،‬العدد‪ 64 :‬جويلية‪.7886 ،‬‬
‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫مهامها لعناصر ملحة األمن العمومي‪ ،‬وتمثلت على الخصوص في تقديم المساعدة إلى مصالح‬
‫البلدية والدائرة ومختلف المديريات ذات الصلة بنشاط المحيط والعمران‪.‬‬

‫وتنفيذا لتعليمات و ازرة الداخلية‪ ،‬تم إعادة تنشيط هذه الوحدات وذلك بإنشاء أول فصيلة سنة‬
‫‪ 9113‬في العاصمة وتوسيعها عام ‪ 9111‬على كافة الدوائر التابعة لها‪ ،‬وبداية من شهر‬
‫أفريل ‪ ،9999‬تم إعادة تنشيط هذه الوحدات‬

‫على مستوى أهم المدن الكبرى للوطن وهي‪ :‬وهران‪ ،‬قسنطينة وعنابة‪ ،‬وانتهى هذا المخطط‬
‫‪1‬‬
‫بتعميم هذه الفرق في شهر أوت ‪ 9999‬على مستوى كل الواليات القطر الوطني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مهام شرطة العمران‪:‬‬

‫تتمثل مهام وحدات شرطة العمران وحماية البيئة في السهر بالتنسيق مع المصالح التقنية‬
‫المحلية‪ ،‬على تطبيق القوانين والتنظيمات في مجال العمران وحماية البيئة‪ ،‬ومد يد المساعدة في‬
‫إطار تطبيق واحترام النصوص المنظمة لتدخالتها‪ ،‬وفي هذا الصدد وطيقا لقرار اإلنشاء رقم‪:‬‬
‫‪ 9111/9309‬الذي حدد مهامها في المادة الرابعة منه والتي تمثلت فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬السهر على جمال المدن والتجمعات واألحياء السكنية‪.‬‬


‫‪ ‬فرض رخص البناء لكل أشكال البناء‪.‬‬
‫‪ ‬محاربة كل أشكال البنايات البنايات الفوضوية‪ ،‬واالحتالل الالشرعي لألراضي والطريق‬
‫العمومي‪ ،‬أو تحويل العقار ذو االستعمال السكني‪ ،‬الزراعي أو التجاري بتوخي الحيطة‬
‫والحذر الدائم وتقديم االعتذارات للمخالفين‪.‬‬
‫‪ ‬السهر على احترام األحكام المتعلقة باالحتياطات العقارية‪.‬‬
‫‪ ‬تبليغ السلطات المختصة عن كل أشكال البناء الفوضوي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مجلة الشرطة‪ ،‬العدد‪ 64 :‬جويلية‪.7818 ،‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫‪ ‬السهر على تطبيق األحكام التشريعية والتنظيمية في مجال التطور العمراني وحماية‬
‫البيئة‪ ،‬بالتنسيق مع المصالح التقنية ومد يد المساعدة للمواطن في إطار تطبيق واحترام‬
‫النصوص المنظمة لتدخالتها‪.‬‬
‫‪ ‬السهر على احترام األحكام في مجال الملصقات المنصوص عليها فيما يخص البنايات‬
‫وفتح الورشات‪.‬‬
‫‪ ‬محاربة كل مظاهر التجاوزات التي تؤثر على البيئة والنظافة والصحة العمومية وتحرير‬
‫المحاضر ضد المخالفين بعد المعاينة‪.‬‬
‫‪ ‬السيطرة على الميدان بالدوريات وعمليات المراقبة‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم حمالت تحسيسية واعالمية لصالح المواطنين بالتنسيق مع وسائل اإلعالم وتفعيل‬
‫جانب االتصال بين عناصر الشرطة فيما بينهم من جهة وبينهم وباقي األفراد‬
‫‪1‬‬
‫والمؤسسات من جهة أخرى‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تنظيم عمل شرطة العمران في إنجاز المهام‪:‬‬

‫‪-1‬في مجال العمران‪:‬‬


‫تمارس وحدات شرطة العمران وحماية البيئة نشاطاتها بالتنسيق مع المصالح‬
‫المختصة ( البلدية‪ ،‬الوالية) في حالة تسجيل مخالفة في مجال العمران‪ ،‬يتعين على‬
‫المؤهل تحرير محضر إثبات المخالفة وارساله إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي والوالي‬
‫المختصين‪ ،‬وفي حالة المخالفات التي تقتضي معارف تقنية خاصة‪ ،‬يجب على‬
‫عناصر الشرطة االستعانة بموظفين من ذوي االختصاص‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬تقوم هذه الوحدات بمد يد المساعدة للمصالح التقنية التابعة لمصالح‬
‫الجماعات المحلية بوضع التشكيالت األمنية عند تنفيذ الق اررات اإلدارية أو القضائية‪،‬‬
‫التي يمكن أن إلى اإلخالل بالنظام العام وتهدد باألمن العام واآلداب العامة وقد عرفت‬

‫‪1‬‬
‫مجلة الشرطة‪ ،‬العدد‪ 64 :‬جويلية‪ .7818 ،‬ص‪24،17‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫المحكمة الدستورية في إيطاليا بوضوح معنى األمن العام واآلداب العامة في حكمها‬
‫الصادر في‪ 9102/92/90 :‬بقولها " يتوفر األمن العام إذا استطاع المواطنون أن‬
‫ينصرفوا إلى مصالحهم المشروعة دون أن يهد دهم خطر أو أدبي‪ ،‬وبالنسبة إلى اآلداب‬
‫العامة فإن من الواضح أن وان كانت معتقدات المواطنين الخاصة أو القيم األخالقية‬
‫التي يعتنقونها ليست موضع اعتبار إال أن للمواطنين الحق في أال تقلقهم أو تزعجهم‬
‫أية أفعال تتنافى مع اآلداب‪ ،‬إذا كانت هذه قد تعرض صحتهم للخطر أو يتولد عنها‬
‫‪1‬‬
‫من الظروف ما قد يشجع على ارتكاب الجرائم المخالفة للقانون الجنائي‪.‬‬
‫‪-2‬في مجال حماية البيئة‪:‬‬

‫يتمثل عمل هذه الوحدات أساسا في محاربة كل المظاهر التي لها تأثير على اإلطار‬
‫المعيشي للمواطن راحته أو تشكل مساسا بالبيئة والنظافة والصحة العمومية‪ ،‬وتثبت كل مخالفة‬
‫ألحكام قانون البيئة من طرف األعوان المؤهلين قانونا بموجب محاضر لها قوة اإلثبات ترسل‬
‫‪2‬‬
‫إلى السلطات القضائية المختصة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬خصائص شرطة العمران ونظام االتصال اإلداري فيها بمختلف‬
‫اإلدارات‪:‬‬

‫يتطلب وجود أي نظام في المجتمع وجود هيئة تحفظ لهذا النظام صفة االلتزام‪ ،‬وهذه الهيئة‬
‫يعبر عنها بنظام الضبط‪ ،‬واذا كان هناك نوعان من الضبط إداري يقصد به " عمل السلطة‬
‫التنفيذية وهيئاتها اإلدارية المختصة‪ ،‬والمنوط بها حفظ األمن والنظام في المجتمع ومنع‬
‫اإلخالل به أي مجموعة القواعد التي تفرضها السلطة العامة على المواطنين‪ ،‬بقصد تحقيق‬
‫النظام واألمن والحيلولة دون وقوع جريمة‪ ،‬وقضائي يقصد به اإلجراءات المنوطة برجال الضبط‬
‫بعد وقوع الجريمة‪ ،‬بغرض التحري عنها وتعقبها ومعرفة مرتكبيها‪ ،‬ومن ثم فإن كل واقعة ال‬

‫‪1‬‬
‫قدري عبد الفتاح الشهاوي‪ ،‬الموسوعة الشرطية القانونية‪ ،‬عالم الكتب‪ ،1622 ،‬ص‪.59‬‬
‫‪2‬‬
‫مجاجي منصور‪ ،‬النظام القانوني للترخيص بأعمال البناء في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون العقاري‬
‫والزراعي‪ ،7881-7888 ،‬ص‪172-174‬‬
‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫ينطبق عليها وصف الجريمة الجنائية ال تباشر إجراءات الضبط القضائي حيالها ولو ترتب‬
‫‪1‬‬
‫على هذه الواقعة ضرر‪.‬‬

‫‪ .1‬هي فرع تابع لجهاز األمن الوطني‪:‬‬


‫شرطة العمران وحماية البيئة هي مصلحة تابعة لهيكلة مديرية األمن العمومي‬
‫بالمديرية العامة لألمن الوطني المكلفة بالسهر على حفظ النظام العام‪ ،‬السيما من‬
‫خالل‪:‬‬
‫‪ -‬الشرطة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬الوقاية‪ ،‬األمن والمرور عبر الطرق‪.‬‬
‫‪ -‬تأمين وحماية المنشأة العمومية والتمثيليات الدبلوماسية والقنصلية‪.‬‬
‫‪ -‬الشرطة الحضارية الجوارية‪.‬‬
‫‪ -‬الشرطة السياحية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬لديها مهمة الرقابة وتفتيش مصالح األمن العمومي المتمركزة على مجمل‬
‫التراب الوطني‪ .‬وتضم مديرية األمن العمومي باإلضافة إلى فروعها على المستوى المحلي‪:‬‬

‫‪ ‬نيابة مديرية الطريق العمومي‪.‬‬


‫‪ ‬نيابة مديرية حفظ النظام‪.‬‬
‫‪ ‬نيابة مديرية الشرطة الحضارية الجوارية‪.‬‬

‫‪-2‬هي مصلحة متخصصة‪:‬‬

‫ألن جهاز الشرطة تكمن قوته في الرجال قبل الوسائل‪ ،‬وألن العبرة تأخذ بالكم والكيف على‬
‫حد سواء في مثل هذا المقام‪ ،‬فقد عمل المسؤولون على هذا الجهاز منذ نشأته على رفع عدد‬
‫الموظفين تماشيا مع االرتفاع المستمر لعدد السكان‪ ،‬حيث انتقل عدد الموظفين بين سنة‬
‫‪ 9129‬إلى ‪ 9119‬من ‪ 90209‬إلى ‪ 00392‬رجل شرطة‪ ،‬كل ذلك طبعا مع احترام‬
‫‪1‬‬
‫جمال جرجس‪ ،‬الشرعية الدستورية ألعمال الضبطية القضائية‪ ،‬النسر الذهبي للطباعة يسرس حسن إسماعيل‪ ،7889 ،‬ص‪.2-9‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫المؤهالت والقواعد األساسية التي يتوجب أن تتوفر في عناصر الشرطة‪ ،‬ناهيك عن القواعد‬
‫التي يجب الخضوع لها بشكل عام على المستوى العالمي وليس الوطني فقط‪ ،‬وفي هذا المجال‬
‫فقد شرعت الجمعية العامة لألمم المتحدة في وضع هذه المدونة عام ‪ 9130‬بقرارها رقم‪:‬‬
‫‪ 0999‬في الدورة ‪ ، 91‬حيث كلفت المؤتمر الخامس لألمم المتحدة لمنع الجريمة ومعاملة‬
‫المجرمين بصياغة آداب دولية لجهاز الشرطة‪ .‬حيث قام فريق من خبراء الشرطة بإعدادها‬
‫وقامت الجمعية العامة بإحالتها للجنة منع الجريمة بغرض وضعها في صيغتها النهائية‪ ،‬وجرى‬
‫در اسة الشروع في تعمق خالل عامين بواسطة فريق عمل يتبع للجنة الثالثة‪ ،‬قبل أن تعتمده‬
‫‪1‬‬
‫الجمعية العامة عام ‪.9191‬‬
‫ومع األحداث األليمة التي عاشتها الجزائر لعدة سنوات‪ ،‬وفقدان الكثير من عناصر الشرطة‬
‫خالل تأدية واجبهم الوطني ومحاربة ظاهرة اإلرهاب التي اختلفت وجهات النظر السياسية‬
‫حول مفهومها‪ ،‬إال أننا نجد أن هناك تقاربا واضحا أو تطابقا في بعض األحيان بين التعريفات‬
‫التي ت وصل إليها كتاب من دول مختلفة‪ ،‬وكذلك التعريفات المتضمنة في القوانين الوطنية‪،‬‬
‫فعرف اإلرهاب على أنه "عنف منظم ومتصل بقصد خلق حالة من الرعب والتهديد العام‬
‫الموجه إلى دولة أو جماعات سياسية وترتكبه منظمة بقصد تحقيق أهداف سياسية‪ ،‬فهذه‬
‫الوضعية استدعت زيادة نسبة التوظيف في أقل وقت ممكن وبوتيرة سريعة‪ ،‬وفي هذا اإلطار‬
‫ومن ضمن أهداف السياسة المتبعة إنشاء مصالح متخصصة في شتى الميادين كالعمران‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫البيئة‪ ،‬المياه‪ ،‬المخدرات‪ ،‬التراث الثقافي الوطني‪ ،‬السياحة‪ ،‬المناجم‪ ،‬وحتى اإلرهاب‪.‬‬
‫وهو ما يسعى إلى تحقيقه السيد‪ /‬المدير العام لألمن الوطني‪ ،‬كل ذلك يدخل في إطار‬
‫الشرطة الجوارية‪ ،‬وقد أثبتت هذه السياسة نجاعة في تحقيق أهدافها‪ ،‬خاصة إذا ما نظرنا إلى‬
‫الخطر الكبير الذي كان يحدق بالجزائريين ويمس أرواحهم جراء أعمال العنف‪ ،‬التقتيل‬
‫والسطو بشتى أنواعها وأوحشها وهو ما يتنافى مع المواثيق واالتفاقات الدولية في هذا الشأن‬
‫سيما‪:‬‬

‫‪ ‬اتفاقية طوكيو الخاصة بالجرائم واألفعال التي ترتكب على متن الطائرات موقعة في‬
‫‪.9120/91/90‬‬
‫‪ ‬الهاي يشأن مكافحة االستيالء على الطائرات موقعة في ‪.9139/99/92‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد األمين البشري‪ ،‬د‪-‬محسن عبد الحميد أحمد‪ ،‬معايير األمم المتحدة في مجال العدالة الجنائية ومنع الجريمة‪ ،‬ط‪ ،1660،1‬ص‪33‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد األمين البشري‪ ،‬د‪-‬محسن عبد الحميد أحمد‪ ،‬معايير األمم المتحدة في مجال العدالة الجنائية ومنع الجريمة‪ ،‬ط‪.1660 ،1‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫‪ ‬اتفاقية مونتلاير الخاصة بقمع األعمال غير المشروعة الموجهة ضد سالمة الطيران‬
‫المدني الموقعة بتاريخ ‪ 9139/91/90‬والبروتوكول الملحق بها الموقع في مونتلاير‬
‫بتاريخ ‪.9190/90/99‬‬
‫‪ ‬اتفاقية نيويورك الخاصة بمنع ومعاقبة الجرائم المرتكبة ضد األشخاص المشمولين‬
‫بالحماية الدولية بمن فيهم الدبلوماسيين الموقعة بتاريخ ‪.9130/99/90‬‬
‫‪ ‬اتفاقية اختطاف واحتجاز الرهائن الموقعة بتاريخ ‪.9131/99/93‬‬
‫‪ ‬اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار لسنة ‪ ،9190‬ما تعلق منها بالقرصنة البحرية‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب التي تضمنت إق ار ار بحق الشعوب في تقرير مصيرها‪،‬‬
‫ولقد ظهرت هذه الجريمة نتيجة اتحاد أسباب اجتماعية‪ ،‬اقتصادية ونفسية‪ ،‬وأخرى‬
‫‪1‬‬
‫مباشرة‪.‬‬
‫‪-0‬إجراءات الضبط القضائي الحقة على وقوع الجريمة‪:‬‬

‫تهدف اإلجراءات التي تقوم بها شرطة العمران إلى التحري عن الجريمة والوصول إلى‬
‫تحديد شخصية مرتكبيها‪ ،‬فما دام الهدف من إجراءات الضبط القضائي هو قمع‬
‫الجريمة‪ ،‬فإن ذلك يقتضي أوال وقوع جريمة جنائية ويقتضي ثانيا مباشرة إجراءات‬
‫الضبط اتجاه الجريمة التي ارتكبت‪ ،‬والجدير بالذكر أنه إذا كان من الالزم مباشرة‬
‫إجراءات الضبط القضائي بعد وقوع الجريمة‪ ،‬غير أن هذه اإلجراءات قد تمارس قبل‬
‫ظهورها‪ ،‬ومثال ذلك إجراءات االستدالل والتحري التي تقوم بها شرطة العمران أثناء‬
‫الدوريات العادية لمراقبة أشغال البناء‪ ،‬أو ضمان لجان خاصة تكون طرفا فيها مع باقي‬
‫المصالح ذات الصلة بجانب العمران‪.‬‬

‫‪-4‬إجراءات الضبط القضائي ال تعد من إجراءات الدعوى الجنائية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد األمين البشري‪ ،‬التحقيق في الجرائم المستحدثة‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪-‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬ط‪ ،7884 ،1‬ص ‪.146-145‬‬
‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫معنى ذلك أن هذه اإلجراءات ال تؤدي إلى تحريك هذه الدعوى‪ ،‬كونها إجراءات أولية‪،‬‬
‫فت حريك الدعوى ومباشرتها من اختصاص النيابة العامة‪ ،‬أو قاضي التحقيق‪ ،‬غير أن‬
‫المحاضر التي تم تحريرها في مجال العمران لها حجية إذ تعتبر كذلك لغاية الطعن‬
‫فيها بالتزوير‪.‬‬
‫‪-5‬إجراءات الضبط تتخذ بصدد واقعة وان لم يكن لها وصف الجريمة الجنائية‪:‬‬
‫إذا كان األصل أن إجراءات الضبط القضائي ال تطبق إال على الجرائم التي ينطبق‬
‫عليها وصف الجريمة الجنائية‪ ،‬إال أن شرطة العمران زيادة على ذلك تباشر كل‬
‫اإلجراءات حتى تلك التي تندرج ضمن إجراءات الضبط اإلداري‪ ،‬باعتبار أن هذه‬
‫األخيرة مرتبطة ارتباط وثيق في بعض مهامها بمختلف الق اررات التي تصدرها السلطات‬
‫المحلية كوالي الوالية مثال‪ ،‬باعتبار أن هذه الق اررات ال تشكل في أغلب األحيان نص‬
‫جزائي يرتب عقوبة جنائية‪ ،‬فهي في أكثرها نصوص تنظيمية مرتبطة بالمنفعة العامة‬
‫‪1‬‬
‫والمرافق العمومية التي تقدم خدمات للجمهور‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد األمين البشري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫تثير أعمال التعمير والبناء خالفات ومنازعات بين ال ا رغبين في إحداث أشغال البناء أو‬
‫إحداث تجزئة سكنية أو غيرها من األعمال‪ ،‬وبين اإلدارة المعنية مانحة الت ا رخيص‪ ،‬على إ اعتبار أن‬
‫التعمير يمثل مجموعة من الضوابط والقواعد وكذا اإلجراءات التي تتم صياغتها في شكل قوانين يكون الهدف‬
‫منها تنظيم المجال العقاري والتحكم فيه‪ ،‬وبالتالي فتجاوز أي إخالل قد يصدر عن أي متدخل فيه يمكن أن‬
‫يؤدي الى المساس بجمالية العمران وذلك بمنع أي عملية بناء أو تجزئة تتم خالفا لهذه الضوابط والقواعد‬

‫المعمول بها‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬دور القاضي العادي في الرقابة العمرانية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور القاضي اإلداري في الرقابة العمرانية‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دور القاضي العادي في الرقابة العمرانية‪.‬‬

‫المنازعات التي يختص بها القضاء العادي هي التي يتنازع فيها أشخاص يحكمهم القانون الخاص حول عدم‬
‫احترام رخصة البناء عند اإلنجاز أو التعدي على األمالك المجاورة أو البناء بدون رخصة أصال وبشرط أال‬
‫ينازع هؤالء في شرعية الرخصة أو في محتواها‪.‬‬

‫ويمكن أيضا في كل هذه الحاالت رفع دعوى لطلب وقف األشغال أمام قاضي االستعجال في انتظار الفصل‬
‫في الموضوع لكن بشرط أال يتعلق النزاع برخصة البناء واال أصبح القاضي العادي غير مختص ووجب طرح‬
‫النزاع على القاضي اإلداري الذي وحده له الحق في النظر في مدى شرعية رخصة البناء‪ ،‬واذا طرح النزاع بهذا‬
‫الشكل على القاضي العادي سواء في الموضوع أو في االستعجال وجب عليه التصريح بعدم االختصاص‪.1‬‬

‫بالنسبة لإلدارة القانون رقم ‪ 90/90‬مؤرخ في ‪ 90‬أوت ‪ 9990‬المعدل والمتمم لقانون التهيئة والتعمير خول لها‬
‫في حالة البناء بدون رخصة الحق في هدم البناء دون اللجوء الى القضاء وهذا فضال عن المتابعات الجزائية‬
‫وفي حالة عدم مطابقة البناء لرخصة البناء خول المشرع الجزائي بعد إثبات المخالفة المعاينة من طرف شرطة‬
‫التعمير أن يلزم المخالف بمطابقة البناء أو هدمه جزئيا أو كليا في أجل يحدد له‪ ،‬وفي حالة عدم امتثاله يمكن‬
‫لرئيس البلدية أو الوالي أن ينفذ الحكم تلقائيا على نفقة المخالف المادة ‪ 32‬مكرر ‪ ،0‬هذه المادة لم تحرر بشكل‬
‫يسمح بالقول أن القاضي الجزائي مخول بتنفيذ إجراءات المطابقة والهدم إذا تعلق األمر بشكوى غير صادرة عن‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمر حمدى باشا و أ‪ .‬ليلى زروقي‪ ،‬المنازعات العقارية‪ ،‬في ضوء آخر التعديالت وأحدث األحكام دار هومة‪ ،‬الطبعة األولى‪ 9992 ،‬ص ‪93‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دور القاضي الجزائي في الرقابة العمرانية‪.‬‬

‫تتولد المسؤولية الجزائية على مخالفة قواعد وأحكام التهيئة والتعمير‪ ،‬وعليه فإنه من أجل احترام أكبر لهذه‬
‫القواعد فقد جرم المشرع أي انتهاك لقواعد التهيئة والتعمير وتبعا لذلك فإن دور القاضي الجزائي هو دور حاسم‬
‫وفعال من أجل ضمان احترام قواعد وأحكام التهيئة والتعمير‪ ،‬ويرتكز دور القاضي في مجال مخالفات التهيئة‬
‫والتعمير على جانبين مهمان وهما‪:‬‬

‫‪ ‬القيام إلجراء المطابقة طبقا لقانون ‪ 90/90‬المتمم لقانون التهيئة والتعمير والقانون ‪ 90/99‬المحدد‬
‫لقواعد مطابقة البنايات واتمام إنجازها‪.‬‬
‫‪ ‬فرض الجزاءات المترتبة على ارتكاب المخالفات لقانون التهيئة والتعمير والقوانين الخاصة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حالة مخالفة قانون التهيئة والتعمير‪:‬‬

‫نص هذا القانون في المادة ‪ 33‬منه على جريمة واحدة بعد أن ألغى المرسوم التشريعي رقم ‪ 193/10‬المادتين‬
‫‪ 32‬و‪ 93‬من هذا القانون والجريمة المنصوص عليها بالمادة ‪ 33‬هي‪:‬‬

‫جريمة تنفيذ أش غال أو استعمال أرض بتجاهل االلتزامات التي يفرضها هذا القانون والتنظيمات المتخذة لتطبيقه‬
‫أو الرخص التي تسلم وفقا ألحكامها‪ ،‬فمن يستعمل أرضا للبناء ويقوم بتنفيذ أشغال يجب عليه أن يعلم‬
‫بااللتزامات المتخذة للتطبيق‪ ،‬وبجب أال يتجاهل الرخص التي تسلم دائما وفقا ألحكامها‪ ،‬فالبناء يتطلب‬
‫الحصول على رخصة من الجهة اإلدارية المختصة‪ ،‬ويتطلب القانون احترام ما جاء في هذه الرخصة‪ ،‬وتجاهل‬
‫القانون أو الرخصة يعرض صاحبه لعقوبة الغرامة التي تراوح ما بين ‪ 0999‬و‪ 099999‬دج‪.‬‬

‫ويعاقب بهذه الغرامة مستعمل األرض‪ ،‬أو المستفيد من األشغال‪ ،‬أو المهندس المعماري أو المقاول‪ ،‬او‬
‫األشخاص اآلخرين المسؤولين عن تنفيذ األشغال‪.‬‬

‫وفي حالة العودة الرتكاب نفس المخالفة يعاقب المتسبب فيها بالحبس لمدة شهر الى ستة أشهر‪.‬‬

‫وقد منح القانون في هذا اإلطار رقابة واسعة حيث يجوز للوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي أو أعوان‬
‫المفوضين‪ ،‬أو الجمعيات التي تعمل على حماية المحيط ‪ ...‬حق الرقابة على البنايات الجاري تشييدها وفي‬
‫‪1‬‬
‫حالة المخالفة يمكن لجمعيات حماية المحيط أن تتأسس كطرف مدني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ 93/10‬المؤرخ في ‪ 9110/90/99‬والمتعلق بشروط اإلنتاج المعماري وممارسة مهنة مهندس معماري والذي ألغى بموجب المادة‬
‫‪ 01‬منه المادتين ‪ 32‬و‪ 39‬من القانون رقم ‪.91/19‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫نص قانون التهيئة والتعمير علة أنه كل من يخالف أحكام هذا القانون يكون محل متابعة جزائية بعد إثبات‬
‫المخالفة بموجب محضر‪ ،‬وقبل تعديل قانون التهيئة والتعمير بموجب القانون ‪ 90/90‬كانت كل مخالفة ألحكام‬
‫رخصة البناء أو رفض مطابقة البناء للرخصة فإن معاينة المخالفة تكون إما من طرف الوالي أو رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي المختص إقليميا واألعوان المحلفين المفوضين أما بعد التعديل الصادر بموجب القانون ‪90/90‬‬
‫المادة ‪ 99‬منه التي جاءت بالمادة ‪ 32‬مكرر وسعت األعوان المؤهلين إلثبات المخالفة وهم‪:‬‬

‫ضباط أعوان الشرطة القضائية المنصوص عليهم في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬وكذلك مفتشي التعمير وأعوان‬
‫البلدية المكلفين بالتعمير يخول للبحث ومعاينة مخالفات أحكام قانون التهيئة والتعمير كل من مفتشي التعمير‪،‬‬
‫أعوان البلدية المكلفين بالتعمير‪ ،‬موظفي إدارة التعمير والهندسة المعمارية وذلك بعد أدائهم اليمين القانونية أمام‬
‫رئيس المحكمة المختص إقليميا‪.‬‬

‫وتثبت المخالفة بموجب محضر موقع‪ ،‬يبين فيه طبيعة المخالفة ويسمع بموجبه أقوال المخالف ويكون المحضر‬
‫صحيحا الى حين إثبات العكس أي أن له حجية بسيطة‪ ،‬ويترتب على المخالفة حسب الحالة إما مطابقة البناء‬
‫المنجز أو القيام بهدمه‪.‬‬

‫عندما ينجز البناء دون رخصة يتعين على العون المؤهل قانونا تحرير محضر إثبات المخالفة وارساله الى‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي والوالي المختصين في أجل ال يتعدى إثنين وسبعين (‪ )39‬ساعة‪.‬‬

‫في هذه الحالة ومراعاة للمتابعات الجزائية يصدر رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص قرار هدم البناء في‬
‫أجل ثمانية (‪ )99‬أيام ابتداء من تاريخ استالم محضر إثبات المخالفة‪.‬‬

‫عند انت هاء المهلة وفي حالة قصور رئيس المجلس الشعبي البلدي المعنى‪ ،‬يصدر الوالي قرار الهدم في أجل ال‬
‫يتعدى ثالثين (‪ )09‬يوما‪.‬‬

‫يحال المحضر لوكيل الجمهورية المختص إقليميا قصد المتابعة الجزائية‪ ،‬والقاضي الجزائي غير مؤهل في هذه‬
‫الحالة ألمر المخالف بالهدم أو بإعادة األماكن الى حالتها الطبيعية‪ ،‬ألن هذه المسألة هي من اختصاص‬
‫اإلدارة حسب المادة ‪ 99‬من القانون ‪ 90/90‬التي جاءت بالمادة ‪ 32‬مكرر ‪ 0‬أما في حالة معاينة عدم مطابقة‬
‫البناء للرخصة فإنه وحسب المادة ‪ 32‬مكرر ‪ 0‬ترسل نسخة من محضر المعاينة الى رئيس الجهة القضائية‬
‫المختصة من أجل المتابعة الجزائية لكن عمليا ترسل نسخة من المحضر على السيد وكيل الجمهورية وليس‬

‫‪1‬‬
‫أ الفاضل خمار‪ ،‬الجرائم الواقعة على العقار‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 9992‬ص ‪.999‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫لرئيس المحكمة‪ ،‬ألنه هو المختص بتحريك ومباشرة الدعوى العمومية ويكون الوالي ورئيس البلدية حسب‬
‫األحوال أطراف مدنية‪.‬‬

‫ويكون أمام القاضي الجزائي إضافة للعقوبات الجزائية التي تصل من شهر الى ستة أشهر حبس فإن القاضي‬
‫الجزائي يأمر بناء على طلب األطراف المدنية إما بإجراء المطابقة أو الهدم‪ ،‬ويحدد أحل كحد أقصى لتنفيذ هذه‬
‫األعمال‪.‬‬

‫وفي حالة عدم تنفيذها من المحكوم عليه فإن على رئيس البلدية المعنية أو الوالي القيام بتنفيذ الحكم على نفقة‬
‫المحكوم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات المترتبة عن مخالفة أحكام عقود التعمير في المناطق الخاصة‪:‬‬

‫وسنتطرق الى دراستها في النقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬الجزاءات المترتبة عن مخالفة الترخيص بالبناء في المناطق الساحلية‪:‬‬

‫لقد وضع المشرع عدة عقوبات تخص مخالفة الحصول على التالخيص بالبناء من قبل اإلدارة المكلفة‬
‫بالسياحة‪‘ ،‬ذ أنه وبعد معاينة األعوان المختصين للمخالفات واثباتها في محاصر‪ ،‬يتم إحالتها فيما بعد الى‬
‫وكيل الجمهورية المختص ليتم فيما بعد تحريك الدعوى العمومية‪.‬‬

‫حيث أنه وطبقا للمادة ‪ 01‬من القانون ‪ 99-99‬فإن الجزاء المترتب عن البناء بدون ترخيص في المناطق‬
‫الساحلية يعاقب عليه بالحبس من ثالثة أشهر الى سنة واحدة وبغرامة من ‪ 999.999‬دج الى ‪099.999‬‬
‫دج أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬

‫وفي حالة العود تضاعف العقوبة والتي تصبح الحبس لسنتين والغرامة ‪ 299.999‬دج‪ ،‬كما يجوز للقاضي‬
‫الجزائي أن يصدر الحكم بمصادرة اآلالت واألجهزة والعتاد المستعمل في ارتكاب الجريمة‪ ،‬هذا فيما يتعلق‬
‫بمخالفة احكام المادة ‪ 90‬من القانون المذكور أعاله والمتعلقة بإقامة نشاط صناعي على الساحل‪ ،‬أما فيما‬
‫يتعلق باألماكن المهددة فإن إقامة أي بناء عليها دون الحصول على ترخيص يعاقب عليه بالحبس من ستة‬
‫أشهر الى سنة وبغرامة من ‪ 999.999‬دج الى ‪ 099.999‬دج أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬

‫كما خولت المادة ‪ 00‬من نفس القانون للقاضي الجزائي اتخاذ أي إجراء ضروري لمنع أو تدارك أي خطر أو‬
‫ضرر ناتج عن المخالفات التي نص عليها‪ ،‬ولكن وبشرط أن تطلب منه الهيئة اإلدارية المختصة ذلك‪ ،‬في‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫حين نصت المادة ‪ 00‬منه على أنه يمكن للمحكمة الجزائية المختصة أن تلزم المحكوم عليه بإعادة األماكن‬
‫‪1‬‬
‫الى حالتها األصلية أو تنفيذ أشغال التهيئة طبقا لألحكام التي نص عليها القانون‪.‬‬

‫‪ .2‬الجزاءات المترتبة عن مخالفة الترخيص بالبناء في المناطق السياحية‪:‬‬

‫_ إن عدم الحصول على الترخيص المسبق من قبل اإلدارات المكلفة باالستشارة المسبقة في مجال السياحة يعد‬
‫بمثابة بناء بدون رخصة‪ ،‬وفي هذه الحالة تطبق القواعد العامة المنصوص عليها في قانون التهيئة والتعمير‬
‫والمتعلقة بالمطابقة‪.‬‬

‫_ كما أنه وبالرجوع الى أحكام المادتين ‪ 01‬و‪ 09‬من القانون رقم ‪ 90-90‬والمتعلق بمناطق التوسع السياحي‬
‫فإنه ما تبين عدم مطابقة األشغال ضمن هذه المناطق مع أدوات التهيئة والتعمير ومخططات التهيئة السياحية‪،‬‬
‫ودفتر الشروط فإنه يخول إلدارة السياحة اللجوء الى القضاء المستعجل بقصد توقيف األشغال وذلك وفقا للطرق‬
‫المنصوص عليها بموجب األمر رقم ‪ 900-22‬والمتعلق بقانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬وفي هذا الصدد فإنه يجوز‬
‫للقاضي االستعجالي حتى أن يأمر بمطابقة األشغال المنجزة بالرخصة واألمر بإعادة األماكن الى حالتها‬
‫األصلية‪.‬‬

‫وما يالحظ في هذا الشأن أن المادة ‪ 09‬من القانون رقم ‪ 90-90‬المذكور أعاله قد أتت باستثناء اختصاص‬
‫القاضي االستعجالي الذي ال يمكن له في جميع الحاالت أن يأمر بالهدم باعتبار أن ذلك من مسائل الموضوع‬
‫التي تخرج عن اختصاصه‪ ،‬وتدخل ضمن اختصاص قاضي الموضوع‪.‬‬

‫واضافة الى المتابعات الجزائية المتعلقة بمخالفة أحكام هذا القانون فإن المادة ‪ 00‬منه نصت على أنه يعاقب‬
‫بالحبس من ثالثة أشهر الى سنة واحدة وبغرامة تتراوح ما بين ‪ 999.999‬دج الى ‪ 099.999‬دج أو بإحدى‬
‫‪2‬‬
‫هاتين العقوبتين كل من يخالف أحكام المادة ‪ 92‬من هذا القانون‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 03‬منه على أنه يعاقب بالحبس من سنة واحدة الى سنتين وبغرامة تتراوح ما بين ‪099.999‬‬
‫دج الى مليوني دج أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من يقوم بتنفيذ األشغال أو استغالل مناطق التوسع السياحي‬
‫أو المواقع السياحية خالفا ألحكام هذا القانون‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع السابق‪.‬‬
‫يمنع كل أشغال تهيئة أو استغالل مناطق التوسع والمواقع السياحية المخالفة لمخطط التهيئة السياحية أو القواعد المنصوص‬ ‫والتي تنص على أنه‪»:‬‬ ‫‪2‬‬

‫عليها في هذا القانون»‪.‬‬


‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫_ كما أن نفس القانون رتب جزاء على كل من يقوم بحرمان الوكالة الوطنية لتنمية السياحة من مباشرة حق‬
‫‪1‬‬
‫الشفعة على األراضي المتواجدة ضمن مناطق التوسع السياحي‪.‬‬

‫_ أما بالنسبة لرخصة البناء المتعلقة بالمشاريع الفندقية فإن نص المادة ‪ 09‬من قانون ‪ 99-11‬نصت على أنه‬
‫في حالة التحقق من عدم مطابقة البنايات مع المخططات المصادق عليها من قبل و ازرة السياحة‪ ،‬أو عدم احترام‬
‫قواعد العمران والبناء أن يطلب أعوان إدارة السياحة من صاحب المشروع التوقف عن مواصلة األشغال‬
‫واالمتثال للمخططات والقواعد المنصوص عليها في أجل ال يتعدى ثالثة أشهر‪ .‬وفي حالة عدم امتثاله يمكن‬
‫رفع دعوى أمام الجهة القضائية المختصة طبقا للقواعد العامة إللزام المخالف بالقيام بالتعديالت الالزمة وذلك‬
‫على نحو ما سبق التطرق إليه آنفا‪.‬‬

‫_ كما خولت المادة ‪ 09‬من نفس القانون لوزير السياحة في الحاالت االستعجالية ولتفادي فرض األمر الواقع أن‬
‫يصدر ق ار ار بالتوقيف الفوري لألشغال مع إشعار قاضي االستعجال بذلك في ظرف ‪ 09‬ساعة‪ ،‬هذا اإلجراء‬
‫احترازي منح لإلدارة الى حين تأكيد هذا اإلجراء أو إلغائه من قبل قاضي االستعجال وذلك بدون إغفال‬
‫المتابعات الجزائية الممكن تحريكها ومباشرتها من قبل وكيل الجمهورية‪.‬‬

‫_ حيث أنه وطبقا للمادة ‪ 31‬من القانون المذكور أعاله فإنه يعاقب بالحبس من شهر الى ستة أشهر وبغرامة‬
‫من ‪ 09.999‬دج الى ‪ 999.999‬دج أو بإحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬كل من يبني أو يغير أو يهدم مؤسسة فندقية‬
‫بدون الموافقة المسبقة لإلدارة المكلفة بالسياحة كما هو منصوص عليه بالمادة ‪ 02‬من نفس القانون‪ ،‬كما يعاقب‬
‫طبقا للمادة ‪ 99‬وفقا ألحكام قانون العقوبات كل من أدلى بمعلومات خاطئة بسوء نية وذلك بقصد الحصول على‬
‫المصادقة المنصوص عليها في المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪.99-11‬‬

‫‪ .0‬الجزاءات المترتبة عن مخالفة الترخيص بالبناء في المناطق الثقافية‪:‬‬

‫بعد معاينة المخالفات من قبل األعوان المؤهلين قانونا‪ ،‬والمتعلقة بمخالفة قواعد البناء ومخطط حماية‬
‫واستصالح المواقع األثرية المنصوص عليها في المادة ‪ 09‬من القانون رقم ‪90-19‬‬

‫وذلك في شكل محاضر ترسل هذه األخيرة إما الى وكيل الجمهورية لتحريك الدعوى العمومية واما عن طريق‬
‫االدعاء المدني أمام السيد قاضي التحقيق‪ ،‬من قبل نفي األعوان المؤهلين قانونا أو من قبل الجمعيات التي‬
‫تهدف الى حماية الممتلكات الثقافية وذلك بموجب قانونها األساسي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادتين ‪ 01-09‬من قانون ‪91-19‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫ويعاقب بغرامة مالية من ‪ 9999‬دج الى ‪ 99.999‬دج ‪ 1‬كل من يباشر القيام بأعمال اإلصالح لممتلكات ثقافية‬
‫عقارية مقترحة للتصنيف أو مصنفة وللعقارات المشمولة في المنطقة المحمية أو إعادة تأهيلها أو ترميمها أو‬
‫اإلضافة إليها أو استصالحها او إعادة تشكيلها أو هدمها وذلك مخالفة لألحكام المنصوص عليها في نفس‬
‫القانون‪ ،‬وذلك دون المساس بالتعويضات المحتملة عن األضرار‪.‬‬

‫كما أنه وطبقا للمادة ‪ 999‬منه فإن كل مخالفة تتعلق بأشغال منشآت قاعدية أو إقامة مصانع أو أشغال‬
‫عمومية كبرى أو خاصة يعاقب عليها بالغرامة من ‪ 9999‬دج الى ‪ 99.999‬دج على أنه وطبقا للمادة ‪992‬‬
‫فقرة ‪ 90‬من نفس القانون فإن الممتلكات الثقافية والمواقع الطبيعية المصنفة وفقا للقانون المتعلق بحماية البيئة‬
‫تكون مستثناة من الجرد العام للممتلكات الثقافية ومن ثمة من الخضوع ألحكام القانون رقم ‪ 90/19‬المتعلق‬
‫‪2‬‬
‫بحماية التراث الثقافي‪.‬‬

‫‪ .4‬الجزاءات المترتبة عن مخالفة الترخيص بالبناء في المناطق الفالحية‪:‬‬

‫إن حقوق البناء في األراضي الفالحية ذات المردود العالي تكون منحصرة في البناءات الضرورية لإلستغالالت‬
‫الفالحية وكذا البناءات ذات المنفعة العمومية وذلك بعد الحصول على رخصة البناء إذا ما كانت األرض مدرجة‬
‫ضمن مخطط شغل األراضي‪ ،‬أما إذا لم يكن هذا األخير موجودا فإنه وزيادة على رخصة البناء يجب كشرط‬
‫مسبق الحصول على ترخيص بهذا البناء من قبل الو ازرة المكلفة بالفالحة‪ ،‬وهو نفس القيد المشار إليه في‬
‫المادتين ‪ 00-00‬من قانون التوجيه العقاري‪ ،‬إذ وطبقا لهما فإن أي نشاط أو إنجاز أو تقنية على أرض فالحية‬
‫يجب أن يساهم في ارتفاع طاقتها اإلنتاجية‪ ،‬كما يجب أن يحصل القائم بذلك وقبل الشروع في األشغال على‬
‫رخصة صريحة من الهيئات المخول لها قانونا تسليمها ويترتب على مخالفة هذه األحكام توقيع العقوبات‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 33‬من قانون التهيئة والتعمير‪ ،‬وبذلك على النحو الذي سبق التطرق إليه آنفا‪ ،‬كما‬
‫أنه وفي ما يخص كيفية تسوية المنازعات المتعلقة بمخالفة هذه األحكام والمتمثلة‬

‫في البناء بدون رخصة أو بدون ترخيص‪ ،‬وكذا عدم مطابقة البناء للرخصة فإنه يرجع فيها الى األحكام العامة‬
‫التي سبق تفصيلها‪.‬‬

‫كما أنه وكجزاء مدني فإنه وطبقا للمادة ‪ 00‬من قانون التوجيه العقاري‪ ،‬فإنه كل معاملة من صب على أرض‬
‫فالحية والتي من شأنها أن تلحق أض ار ار بقابليتها لالستثمار أو تؤدي الى تغيير وجهتها الفالحية دون احترام‬

‫‪1‬‬
‫ملف رقم ‪ 19100‬مؤرخ في ‪ 9119/92/92‬مجلة قضائية عدد أول‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع السابق‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫شروط ذلك أو تسبب في تكوين قطع أراص ال تتالئم مع المقاييس المحددة بموجب المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 019/13‬المؤرخ في ‪ 9113/99/99‬والمحدد لشروط تجزئة األراضي‪ ،‬أو ال تكون مفرغة في الشكل الرسمي‬
‫يكون مصيرها البطالن وذلك طبقا للمادة ‪ 02‬من نفس القانون المذكور أعاله‪.‬‬

‫كما أنه وبالنسبة لألراضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية والموزعة في إطار القانون المتعلق بالمستثمرات‬
‫الفالحية‪ ،‬فإن المستفيدون ملزمون بالحفاظ على الوجهة الفالحية لألرض وعدم تغييرها واال ترتب على مخالفة‬
‫ذلك اإلسقاط حقوق اإلنتفاع بعد إتباع إجراءات معينة وذلك طبقا للمادة الرابعة من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 09/19‬المؤرخ في ‪ 9119/99/92‬والمحدد لكيفيات تطبيق المادة ‪ 99‬من قانون رقم ‪ 91/93‬والمتعلق‬
‫‪1‬‬
‫بالمستثمرات الفالحية‪.‬‬

‫‪ .5‬الجزاءات المترتبة عن مخالفة الترخيص بالبناء في المناطق الغابية‪:‬‬

‫وتنقسم هذه الجزاءات ما بين قانون العقوبات والذي لم يرد فيه نص يعاقب صراحة على البناء بدون الحصول‬
‫على ترخيص مسبق من اإلدارة المكلفة بالغابات التابعة لو ازرة الفالحة‪ ،‬وانما اكتفى فقط بالعقوبات المتعلقة‬
‫بالمخالفات األخرى كإحداث الحرائق بالغابات أو القطع العشوائي لألشجار أو الرعي الغير منتظم‪ ،‬إال أن هذه‬
‫المخالفة يمكن إدراجها ضمن المادة ‪ 092‬ق ع والمتعلقة بالتعدي على الملكية العقارية‪.‬‬

‫كما نجد جزاءات أخرى نص عليها القانون رقم ‪ 99/90‬المتعلق بالنظام العام للغابات والذي نصت المادة ‪33‬‬
‫منه على أنه "ودون اإلخالء بااللتزام بإعادة األماكن الى حالتها األصلية فإنه يعاقب على المخالفات للمواد ‪،93‬‬
‫‪ 09 ،91 ،99‬والتي سبق التطرق لها‪ ،‬بغرامة من ‪ 9999‬دج الى ‪ 09999‬دج وفي حالة العود يمكن الحكم‬
‫على المخالف بالحبس من شهر واحد الى ستة أشهر‪".‬‬

‫ومما يالحظ ان العقوبات المفروضة بشأن هذه المخالفات دون المستوى‪ ،‬وذلك إذا ما قارننا االعتداءات المرتكبة‬
‫وما ينجز عنها من أضرار بليغة بالغابة مع الجزاءات البسيطة الموقعة‪.‬‬

‫كما أنه يجوز طبقا للقانون المذكور أعاله للجمعيات المهتمة بالبيئة وحماية الغابات أن تتأسس كأطراف مدنية‬
‫للمطالبة بالتعويض عن األضرار التي تلحق بالغابة وذلك طبقا للمادتين ‪ 09 ،03‬من القانون المتعلق بحماية‬
‫البيئة في إطار التنمية المستديمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األستاذ عمر زودة‪ ،‬اإلجراءات المدنية على ضوء آراء الفقهاء وأحكام القضاء‪ ،‬الجزائر‪9999 ،‬‬
‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫‪ .0‬الجزاءات المترتبة على مخالفة الترخيص بالبناء في المناطق ذات المميزات الطبيعية‪:‬‬

‫أ_ بالنسبة للمؤسسات المصنفة‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 999‬من القانون المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستديمة‪ ،‬فإنه يعاقب بالحبس لمدة سنة‬
‫واحدة وبغرامة قدرها ‪ 099999‬دج كل من استغل منشأة دون الحصول على الترخيص المنصوص عليه في‬
‫المادة ‪ 91‬المذكورة آنفا‪.‬‬

‫واضافة الى ذلك فإنه يجوز للمحكمة أن تقضي بمنع استعمال المنشأة الى حين الحصول الترخيص ضمن‬
‫الشروط المنصوص عليها في المادتين ‪ 91‬و‪ 99‬من نفس القانون‪ ،‬ويمكنها أيضا األمر بالنفاذ المؤقت للحضر‪.‬‬

‫كما يجوز للمحكمة األمر بإرجاع األماكن الى حالتها األصلية في أجل تحدده‪ ،‬على أنه وفي حالة مخالفة هذا‬
‫الحضر إن المخالف يتعرض لعقوبة الحبس لمدة سنتين وغرامة قدرها ‪ 9999999‬دج وذلك طبقا للمادة ‪990‬‬
‫من القانون المتعلق بحماية البيئة‪.‬‬

‫ب_ النسبة للمؤسسات غير المصنفة‪:‬‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 90‬من نفس القانون المذكور أعاله فإنه‪" :‬يعاقب بغرامة من ‪ 0999‬دج الى ‪ 90999‬دج كل‬
‫من يخالف أحكام المادة ‪ 03‬من نفس القانون وتسبب في تلوث جوي وفي حالة العود يعاقب بالحبس من شهرين‬
‫الى ستة أشهر وبغرامة من ‪ 09999‬دج الى ‪ 909999‬دج أو بإحداهما"‪.‬‬

‫ج_ بالنسبة للمناطق المعرضة للكوارث الطبيعية‪:‬‬

‫ونقصد بها المناطق المعرضة للزالزل والخطر الجيولوجي والفيضانات‪ ،‬حيث أنه وطبقا للمادة ‪ 39‬من القانون‬
‫‪ 99/90‬المؤرخ في ‪ 9990/99/90‬والمتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية‬
‫‪1‬‬
‫فإن "أي إخالل باألحكام التشريعية المعمول بها في مجال البناء والتهيئة والتعمير وذلك طبقا للمادة‬ ‫المستدامة‬
‫‪ 91‬المذكورة أعاله يعاقب عليها بالحبس من سنة الى ثالث سنوات وبغرامة من ‪ 099999‬دج الى ‪299999‬‬
‫دج أو بإحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬وفي حالة العود تضاعف العقوبة" وذلك دون اإلخالل باألحكام المنصوص‬
‫عليها بموجب قانون التهيئة والتعمير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قرار رقم ‪ 190/990‬المؤرخ في ‪ /9110/99/91‬نشرة القضاء ‪ 9111‬عدد ‪ ،09‬ص‪30‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫كما أنه وطبقا للمادة ‪ 39‬من قانون ‪ 99/90‬فإنه "يعاقب على إعادة بناء أي مبنى أو منشأة أساسية أو بناية‬
‫تهدمت كليا أو جزئيا بسبب خطر زلزالي أو جيولوجي‪ ،‬دون إجراء خاص للمراقبة بالعقوبات المنصوص عليها‬
‫بالمادة ‪ 33‬من قانون التهيئة والتعمير"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور القاضي المدني في الرقابة العمرانية‪.‬‬

‫إن أي ضرر يلحق باألشخاص المجاورين لمشروع ناتج عن منح عقود التعمير والتي تمت مخالفتها فيجوز‬
‫للمتضرر رفع دعوى التعويض عن هذا الضرر دون المنازعة في صحة عقود التعمير وطبقا للمادة ‪ 990‬من‬
‫القانون المدني والمتعلقة بالمسؤولية التقصيرية الشخصية عن تعويض األضرار التي تلحق الغير بسبب فعل‬
‫الضرر الصادر عن المتسبب فيه‪.‬‬

‫والقاضي المدني هنا مختص سواء في حالة االستعجال أو في حالة الفصل في الموضوع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أمام قاضي الموضوع‪:‬‬

‫اختصاص قاضي الموضوع هنا يكون على أساس انتهاك القواعد العامة للتعمير ومخالفة أحكام عقود التعمير‬
‫والتي تلحق ضر ار شخصيا ومباش ار بالغير حسب أحكام القانون المدني‪ ،‬كإقامة بناية أو طابق يحجب النور أو‬
‫الهدوء عن الجار أو فتح مطل أو نافذة مواجهة للغير على مسافة ال تقل عن مترين أو عدم إلتزام المعني‬
‫بالقيود االرتفاع المقرر‪ ،‬وهذا طبق للمادة ‪ 990‬و‪ 391‬وما يليها من القانون المدني وكذلك مخالفة القواعد‬
‫العامة للتهيئة والتعمير المعمول بها‪.‬‬

‫وهنا تجب المالحظة أن قاضي الموضوع غير مؤهل لمناقشة مدى شرعية عقود التعمير‪.‬‬

‫والمبدأ العام هو أن الترخيصات التي تمنح في إطار عقود التعمير سببت أضرار فإنها تقع تحت طائلة‬
‫المسؤولية المدنية األمر الذي يترتب معه قيام المسؤولية المدنية لمن منحت لع عقود التعمير‪.‬‬

‫فإذا ثبتت المخالفة فإنه يمكن للمتضرر أن يطلب على أساس المادة ‪ 990‬من القانون المدني بإصالح الضرر‬
‫الناتج عن مساس الحقوق الخاصة من أجل الحكم له بالتعويض العادل والمناسب‪.‬‬

‫في هذا الصدد فإن المحكمة العليا قررت ما يلي‪« :‬قيود الملكية _إلحاق ضرر الجار _ القضاء بإزالة مصدر‬
‫الضرر (المادة ‪ 219‬من القانون المدني)‪ ،‬من المقرر قانون أنه يجب على المالك أال يتعسف في إستعمال حقه‬
‫الى حد يضر بملك الجار ‪ ...‬ولما كان من الثابت _ من قضية الحال _ أن قضاة اإلستئناف حصروا النزاع‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫في تحديد الضرر ومصدره وقضوا بإلزام الطاعن بتحويل مدخل البناية بعيدا عن مسكن المطعون ضده بسبب‬
‫الضرر الذي لحقه من جراء ذلك‪ ،‬مؤسسين قرارهم على المعاينة المنجز محض ار عنها فإنهم بذلك قد أحسنوا‬
‫‪1‬‬
‫تطبيق القانون _ مما يتوجب رفض الطعن الحالي«‬

‫وفي قرار آخر‪ »:‬قيود حق الملكية _ فتح مطل على الجار يقل عن مترين ال يجوز (المادة ‪ 391‬من ق‪.‬م‪ ).‬من‬
‫المقرر قانونا أنه ال يجوز للجار أن يكون له على الجار مطل مواجها على مسافة تقل عن مترين ومن تم فإن‬
‫النعي عن القرار المطعون فيه بخرق القانون غير سديد يستوجب رفضه‪«.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬امام قاضي االستعجال‪:‬‬

‫يخضع القضاء المستعجل الى ضوابط‪ ،‬إذا توافرت إستحق صاحب المصلحة هذه الحماية‪.‬‬

‫وعلى ذلك يقوم القضاء المستعجل على أركان وهما ركن االستعجال أو الخطر وركن عدم المساس بأصل‬
‫‪2‬‬
‫الحق‪ ،‬فإذا تخلف أحدهما وجب القضاء بعدم االختصاص‪.‬‬

‫وانه يمكن رفع دعوى لطلب وقف األشغال أمام قاضي االستعجال في إنتظار الفصل في الموضوع لكن بشرك‬
‫أن ال يتعلق النزاع برخصة البناء واال أصبح القاضي العادي غير مختص ووجب طرح النزاع على القاضي‬
‫اإلداري الذي وحده له الحق في النظر في مدى شرعية رخصة البناء واذا طرح النزاع بهذا الشكل على القاضي‬
‫العادي سواء في الموضوع أو في االستعجال وجب عليه التصريح بعدم االختصاص‪.‬‬

‫ويمكن رفع دعوى من قبل المتضرر من تنفيذ رخصة البناء أو رخصة هدم لطلب وقف األشغال أمام قاضي‬
‫االستعجال الى حين الفصل في الموضوع طبقا لقواعد القضاء االستعجالي وهذا بتوافر عناصر االستعجال‪،‬‬
‫وهي الخطر المحدق والضرورة الملحة واألمور التي ال تحتمل مرور الوقت بالنظر لما قد يترتب عنها من‬
‫أضرار طبقا للمواد ‪ 990‬وما يليها من قانون اإلجراءات المدنية والمادة ‪ 911‬وما يليها من قانون رقم ‪91_99‬‬
‫بإجراء وقتي ال يمس بأصل الحق‪.‬‬

‫وفي حالة البناء بدون رخصة أصال‪ ،‬فإنه ال يشترط رفع دعوى في الموضوع من أجل قبول الدعوى بل إثبات‬
‫أن البناء بدون ترخيص إداري –وهو أمر كاف لألمر بوقف األشغال طبقا الجتهاد المحكمة العليا التي قررت‬

‫‪1‬‬
‫ملف رقم ‪ 19100‬مؤرخ ‪ 9119/92/92‬بمجلة قضائية ‪ 9110‬عدد أول‪.‬‬
‫‪2‬األستاذ عمر زودة‪ ،‬اإلجراءات المدنية على ضوء آراء وأحكام الفقهاء وأحكام القضاء‪،‬‬
‫‪ ،Encyclopedia Edition Communication‬الجزائر‪.9999 ،‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫على أنه‪" :‬إن القيام باألشغال بدون ترخيص يمنح للمتضرر رفع دعوى أمام القضاء المستعجل إذا توافرت‬
‫‪1‬‬
‫عناصر االستعجال مع ذكر األساس القانوني الذي أدى بالقاضي األمر بوقف األشغال"‪.‬‬

‫إن طلب وقف األشغال من اختصاص قاضي االستعجال‪ ،‬وان شروط االستعجال هي‪:‬‬

‫حالة االستعجال‪ ،‬أو عندما يقتضي البث في تدابير الحراسة القضائية أو أي تدبير تحفظي ال تسري عليه‬
‫نصوص خاصة‪ ،‬وعدم المساس بأصل الحق وفي ذلك فإن اجتهاد المحكمة العليا قرر على أنه‪" :‬إن وقف‬
‫األشغال من طرف الجهة االستعجالية ال يمس بأصل الحق فهو مجرد تدبير مؤقت لحماية الحق من الخطر‬
‫‪2‬‬
‫الناجم عن مواصلة البناء في إنتظار الفصل النهائي في موضوع الدعوى"‪.‬‬

‫ولقد كانت المادة ‪ 32‬من قانون ‪ 91_19‬الملغاة بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 93_01‬المتعلق بشروط‬
‫اإلنتاج المعماري وممارسة مهنة المهند المعماري تشير الى حق السلطة اإلدارية في اللجوء الى القضاء‬
‫المختص بدعوى استعجالية لوقف األشغال التي يشرع فيها األفراد وتنتهك بصورة خطيرة األحكام القانونية‬
‫والتنظيمية‪.‬‬

‫لكن بالرجوع الى المادة ‪ 01‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 93/10‬المؤرخ في ‪ 99‬ماي ‪ 9110‬المتعلق بشروط‬
‫اإلنتاج المعماري وممارسة مهنة المهندس المعماري فإننا نجدها قد ألغت صراحة المادتين ‪ 32‬و‪ 93‬من قانون‬
‫التهيئة والتعمير رقم ‪ ،91/19‬ولقد أعطت المادة ‪ 00‬من المرسوم التشريعي أعاله صالحية للبلدية على أن تقوم‬
‫بهذه األشغال المرتبطة بأمر توقيف األشغال الصادر عن األعوان المختصين دون اللجوء الى إصدار قرار‬
‫بالهدم من القضاء بشرط معاينة األعوان المؤهلين للمخالفة بواسطة محضر‪ ،‬وصدور أمر بتوقيف األشغال‬
‫‪3‬‬
‫ومواصلة صاحب المشروع رغم ذلك ألشغال البناء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قرار رقم ‪ 190/990‬مؤرخ في ‪ 9110/99/91‬نشرة القضاة ‪ 9111‬عدد ‪ 09‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 2‬قرار رقم ‪ 909019‬مؤرخ في ‪ 9113/92/99‬نشرة القضاة ‪ 9111‬عدد ‪ 02‬ص ‪.999‬‬
‫‪3‬‬
‫لحسين بن الشيخ اث ملويا المنتقى في قضاء مجلس الدولة‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار هومة‪ ،9992 ،‬صفحة ‪.939‬‬
‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور القاضي اإلداري في الرقابة العمرانية‪.‬‬

‫عقود التعمير هي عبارة عن ق اررات إدارية صادرة عن جهة إدارية‪ ،‬بالتالي فإن القضاء اإلداري يكون مختص‬
‫في جميع المنازعات التي تثيرها عقود التعمير بدون تعليل مبرر‪.‬‬

‫جميع المنازعات التي تثيرها عقود التعمير باعتبارها ق اررات إدارية صادرة عن جهة إدارية تكون من اختصاص‬
‫جهات القضاء اإلداري وهذا من أجل إلغاء أو الحصول على تعويض عن مسؤولية اإلدارة‪ ،‬كما في حالة صدور‬
‫قرار إداري يرخص بالبناء ثم تلجأ اإلدارة إما لسحبه أو توقيف األشغال بدون تعليل مبرر وكذلك حالة تعنت‬
‫اإلدارة ورفضها تسليم رخصة البناء‬

‫وعليه سنتناول المنازعات التي يختص بها القاضي اإلداري والمتمثلة في كل من دعوى اإللغاء ودعوى التعويض‬
‫عن مسؤولية اإلدارة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية المتضمنة عقود التعمير غير المشروعة‪.‬‬

‫إن عقود التعمير بإعتبارها ق اررات إدارية تسعى اإلدارة من خالل إعطائها أو رفض إعطائها تحقيق الرقابة‬
‫القبلية على أعمال التعمير والتحكم أكثر في التوسع العمراني الحضري والريفي والقضاء على البناءات الفوضوية‬
‫والبناءات غير المطابقة هذا من جهة‪ ،‬ولكن من جهة أخرى فإن للفرد الحق في الحصول على عقود التعمير‬
‫متى كان مستوفيا للشروط القانونية‪.‬‬

‫المبدأ هو أنه ال يمكن رفض طلب رخصة البناء أو التجزئة أو الهدم إال ألسباب قانونية ومؤسسة‪ ،‬ولكن في‬
‫حالة الرفض أو التحفظ يبلغ المعني بالقرار الذي اتخذته السلطة المختصة على أن يكون معلال قانونا‪.‬‬

‫ويمكن لطالب رخصة البناء أو التجزئة أو الهدم غير المقتنع برفض طلبه أن يقدم طعنا سلميا أو يرفع القضية‬
‫أمام الجهة القضائية المختصة في حالة سكوت السلطة السلمية أو رفضها‪.‬‬

‫وعليه يثور التساؤل حول منازعات عقود التعمير‪ ،‬أسس رفع هذه الدعاوي وحاالتها واإلجراءات المتبعة فيها وكذا‬
‫الجهات اإلدارية المختصة والصالحيات الممنوحة لها‪.‬‬

‫وتبعا لذلك فإن النزاعات بين طالب عقود التعمير واإلدارة المانحة هي كاآلتي‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬بالنسبة لرخصة البناء‪:‬‬

‫رخصة البناء تمنح بموجب قرار إداري قابل ألن يكون محل دعوى إلغاء‬

‫وحاالت رفع الدعوى أمام القضاة بالنسبة لرخصة البناء تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫­ حالة رفض الغدارة تسليم رخصة البناء‪.‬‬


‫­ حالة صدور قرار بالقبول ثم قيام اإلدارة بسحبه‪.‬‬
‫­ حالة صدور قرار بالقبول ثم لجوء اإلدارة الى وقف تنفيذ األشغال‪.‬‬

‫تمنح رخصة البناء لصاحبها الحق في البناء لكن دون المساس بحقوق الغير والطعن في الرخصة يكون إما من‬
‫الغير أو من طالب الرخصة‪.‬‬

‫‪ .1‬الطعن المرفوع من الغير‪:‬‬

‫للغير الذي يتضرر من الرخصة أن يعترض على قرار المنح خالل أجل ستة أشهر‪ ،‬ويكزن االعتراض في شكل‬
‫تظلم أمام الجهة المصدرة له‪ ،‬كما يحق له رفع دعوى اإللغاء أمام الجهة القضائية المختصة‪ ،‬ويعود‬
‫االختصاص للغرفة اإلدارية المحلية سابقا‪ ،‬إذا كان قرار منح الرخصة من قبل رئيس البلدية‪ ،‬وللغرف اإلدارية‬
‫الجهوية‪ ،‬إذا كانت الرخصة مصدرة بموجب قرار من الوالي واما مجلس الدولة في القرار الصادر من الوزير‪.‬‬

‫ويرفع الطعن خالل األجل المحدد في المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي ‪ 932/19‬واذا لم يرفع الطعن خالل هذا‬
‫‪1‬‬
‫األجل فإنه وحسب القضاء الفرنسي يصدر القرار نافذا أما االجتهاد القضائي الجزائري لم يحسم األمر‪.‬‬

‫‪ .2‬الطعن المرفوع من طالب الرخصة‪:‬‬

‫يمكن لطالب الرخصة في حالة صدور قرار برفض التسليم أن يرفع دعوى إلغاء ضد قرارها‪ ،‬سواء كان القرار‬
‫صريح أو ضمني كما قرر تأجيل منح للرخصة قابل ألن يكون محل دعوى اإللغاء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬منازعات رخصة الهدم‪:‬‬

‫المنازعات التي يختص بها القضاء اإلداري في حالة منازعات رخصة الهدم‪:‬‬

‫يكون أمام المعني حق رفع دعوى ضد اإلدارة إللغاء قرارها في حالتين‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ليلى زروقي‪ ،‬محاضرة ملقاة على الطلبة القضاة دفعة ‪ 9999_3 999 ،93‬بعنوان المنازعات المتعلقة برخصة البناء‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫­ الحالة األولى‪ :‬حالة رفض منح للرخصة‪:‬‬

‫هذا الرفض قد يكون صريحا بموجب قرار إداري وقد يكون ضمني ففي حالة القرار الصريح يرفع دعواه أمام‬
‫الغرفة اإلدارية المحلية‪ ،‬ويثير عدم مشروعية القرار المتخذ‪ ،‬أما في حالة السكوت فإنه يقدم تظلم أمام رئيس‬
‫البلدية وبعد مرور ‪ 09‬يوم دون الرد يرفع دعوى ضد اإلدارة إللغاء قرارها الضمني‪.‬‬

‫فإذا كان القرار فير مشروع فإنه يمكن للقاضي اإلداري عند إلغائه أن يأمر اإلدارة بتسليم رخصة الهدم‪.‬‬

‫­ الحالة الثانية‪ :‬حالة عدم منح الرخصة‪:‬‬

‫يكون للغير المتضرر منها‪ ،‬المنازعات في الرخصة‪ ،‬باالعتراض عليها أوال أمام الجهة اإلدارية في اآلجال‬
‫المخصصة لالعتراض (‪ )932/39‬وبعدها يرفع دعوى إلغاء ضد هذا القرار‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬منازعات رخصة التجزئة‪:‬‬

‫في حالة صدور قرار برفض منح رخصة التجزئة فإن الرفض يتم بموجب قرار إداري سواء صريح أو في حالة‬
‫سكوت اإلدارة وعدم الرد على الطلب خالل األجل المحدد لها القانون في هذه الحالة بإمكان الطالب رفع دعوى‬
‫إلغاء ضد هذا القرار (القرار الصريح بالرفض أو القرار الضمني بالرفض في حالة السكوت)‪.‬‬

‫وفي حالة إلغائه فإن القرار القضائي ال يحل محل رخصة التجزئة‪ ،‬بل أن يكون فقط بإمكان المعني إعادة طلبه‬
‫من جديد‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬منازعات شهادة التعمير‪:‬‬

‫يمكن لصاحب الطاب عند عدم إقتناعه بالرد الذي يبلغ له أو في حالة سكوت السلطة المختصة خالل اآلجال‬
‫المطلوبة أن يقدم طلب سلمي أو يرفع دعوى لدى الجهة القضائية المختصة ففي حالة الرد السلبي أو حالة عدم‬
‫الرد‪ ،‬فإنه يمكنه أن ينازع موقف اإلدارة بأن يرفع دعوى اإللغاء أو‪:‬‬

‫‪ .1‬عن طريق دعوى أصلية‪ :‬بإمكان صاحب الطلب أن يرفع دعوى إلغاء ضد قرار الرفض‪ ،‬أمام القضاء‬
‫اإلداري الغرفة اإلدارية المحلية إذا كان مصدر القرار هو رئيس البلدية‪ ،‬والى الغرف اإلدارية الجهوية‬
‫إذا كان مصدر القرار هو الوالي‪.‬‬

‫وفي حالة إلغاء القرار بإمكان المعنى تجديد طلبه أمام نفس الجهة اإلدارية قصد الحصول عليها‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫‪ .2‬عن طريق استثنائي‪ :‬قد يثير المعنى إلغاء القرار منح شهادة التعمير بمناسبة مخاصمة قرار منح‬
‫رخصة البناء‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬منازعات شهادة المطابقة‪:‬‬

‫في حالة رفض تسليم شهادة المطابقة فإن قرار اإلدارة المتضمن رفض المطابقة‪ ،‬يكون محل دعوی إلغاء أمام‬
‫الغرفة اإلدارية المحلية إذا كان مصدر القرار هو رئيس البلدية‪ ،‬وأمام الغرفة الجهوية إذا كان مصدر القرار هو‬
‫الوالي‪ ،‬ترفع الدعوى حسب القواعد العامة وهو شهران من تاريخ تبليغ القرار‪.‬‬

‫وفي حالة إلغاء قرار الرفض فإنه بإمكان المعنى تجديد طلبه أمام نفس الجهة التي رفضت تسليمها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الدعوى االستعجالية لوقف تنفيذ القرار اإلداري في مادة التعمير‪.‬‬

‫ال يملك القاضي سلطة رئاسية على اإلدارة وعلى ذك ال بإمكانه الحلول محلها‪ ،‬وال يستطيع التدخل في اإلدارة‬
‫الفعلية‪ ،‬لكون مهمته تتمثل بالتصريح بالقانون‪ ،‬وهنا ال يستطيع القاضي إال أن يبطل القرار اإلداري غير‬
‫‪1‬‬
‫المشروع‪ ،‬واال لخالف مبدأ الفصل بين اإلدارة العاملة والقضاء اإلداري‪.‬‬

‫يكون مآل هذه الدعوى هو إلغاء قرار منح الرخصة أو رفض ذلك لكن في الغالب يرفع المواطن دعواه لطلب‬
‫تسليم رخصة البناء والقاضي اإلداري غير مؤهل لمنح الرخصة‪ ،‬وليس بإمكانه إلزام اإلدارة بذلك ألنه غير‬
‫مرخص له قانونا بإصدار أوامر لإلدارة‪.‬‬

‫لكن ذهب القضاء اإلداري الجزائري إلى إلزام اإلدارة بمنح الرخصة‪ ،‬وكان موقفه مبر ار بأن المشرع حدد أسباب‬
‫الرفض ألزم اإلدارة بتعليل موقفها وبالتالي ال يمكنها أن ترفض دون مبرر شرعي وهناك من يرى أن هذا الرفض‬
‫غير المبرر يعتبر تعدي مادام أن األمر يتعلق بحق الملكية‪ ،‬وبذلك يلزم القاضي اإلدارة بتسليم الرخصة‪ ،‬ألن‬
‫سلطة اإلدارة في هذا المجال تصبح مقيدة‪.‬‬

‫وفي كل الحاالت عند إلغاء قرار رفض منح الرخصة‪ ،‬يمكن للمعني تجديد طلبه أمام نفس الجهة اإلدارية‬
‫وتشير إلى أنه إذا كان قرار رئيس البلدية برفض منح رخصة البناء‪ ،‬وبناء على الرأي المطابق لمصالح التعمير‬
‫للوالية‪ ،‬فإن الدعوى ترفع على كل من رئيس البلدية والوالي‪ ،‬وفي حالة الحكم بالتعويض فإنه يقع عليهما معا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الحسين بن الشيخ أث ملويا‪ ،‬دروس في المنازعات اإلدارية‪ ،‬وسال المشروعية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 9992 ،‬ص ‪.909‬‬
‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫‪ -‬لكن هل بإم كان طالب الرخصة في حالة سكوت اإلدارة من الرد من طلبه أن يرفع دعوى ضدهما أمام‬
‫القاضي اإلداري إللزام اإلدارة بتسليمه الرخصة مادام القاضي ليس بإمكانه أن يصدر اوامر لإلدارة‪ ،‬فإنه ال‬
‫يمكنه في هذه الحالة قبول طلب رافع الدعوى وذهبت الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء وه ارن في قرارها الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 9990/99/92‬في القضية رقم ‪ 90/099‬على أنه ال يمكن رفع دعوى إللزام اإلدارة بتسليم رخصة البناء‬
‫دون الطعن في القرار اإلداري الرافض لمنحها وجاء في قرارها (حيث أن رئيس بلدية أرزيو وجه إلى المدعي‬
‫مكتوب فيه أن مقاطعة التعمير والبناء لدائرة ارزيو رفضت طلب الرخصة على أساس عدم وجود قرار التجزئة‬
‫وأن األرض تعتبر مساحة خضراء)‪.‬‬

‫وحيث أن ذلك يعتبر قرار بالرفض وكان على المدعي أن يطعن فيه مما جعل دعواه سابقة ألوانها إال أن‬
‫التساؤل يثور من أجل إجابة اإلشكالية المبدأ‪ :‬أن القاضي اإلداري غير مؤهل لمنح رخصة البناء‪ 1‬فهل يجوز له‬
‫إلزام اإلدارة بمنحها وقد تضاربت اآلراء والمواقف في ذلك بين مؤيد ومعارض إلى أن جاء التعديل األخير‪.‬‬

‫إن قانون ‪ 91/99‬المؤرخ في ‪ 90‬فبراير ‪ 9999‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية الجديد قد حسم األمر‬
‫بالنسبة لهذا اإلشكال بصفة قطعية ووضع حدا إلختالف اآلراء الفقهية ولتناقضات بعض ق اررات الجهات‬
‫القضائية الصادرة في هذا الشأن‪ ،‬بحيث نص القانون ‪ 91/99‬على جواز إصدار الجهة القضائية اإلدارية أوامر‬
‫لإلدارة وذلك للقيام بالتدبير أو اإلجراء المطلوب الذي يلزم اإلدارة والذي سبق الحكم به أي المنصوص عليه في‬
‫األمر أو الحكم أو القرار‪ ،‬مع تحديد أجل للتنفيذ طبقا للمادة ‪ 139‬منه والتي تنص على أنه‪( :‬عندما يتطلب‬
‫األمر أو الحكم أو القرار إلزام أحد األشخاص المعنوية العامة أو هيئة تخضع منازعاتها الختصاص الجهات‬
‫القضائية اإلدارية بإتخاذ تدابير تنفيذ معينة‪ ،‬تأمر الجهة القضائية اإلدارية المطلوب منها ذلك‪ ،‬في نفس الحكم‬
‫القضائي بالتدبير المطلوب مع تحديد أجل للتنفيذ عند االقتضاء)‪.‬‬

‫كما يمكن للقاضي اإلداري أن يأمر اإلدارة بإصدار قرار إداري جديد في أجل محدد يعينه القاضي إذا لم‬
‫يسبق وأن طلبه الخصوم من قبل حيث تنص على أنه عندما يتطلب األمر أو الحكم أو القرار إلزام أحد‬
‫األشخاص المعنوية العامة أو هيئة تخضع منازعاتها الختصاص الجهات القضائية اإلدارية باتخاذ تدابير تنفيذ‬
‫معينة لم يسبق أن أمرت بها بسبب عدم طلبها في الخصومة السابقة‪ ،‬تأمر الجهة القضائية اإلدارية المطلوب‬
‫منها ذلك بإصدار قرار إدا ري جديد في أجل محدد ويكون تنفيذ الحكم أو القرار تحت طائلة الغرامة التهديدية‬
‫التي تكون مستقلة عن تعويض الضرر طبقا ألحكام المادة ‪ 199‬من القانون المذكور أعاله حيث جاء في‬

‫‪1‬‬
‫الحسين بن الشيخ أث ملويا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪900‬‬
‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫نصها أنه‪( :‬في حالة عدم تنفيذ األمر أو الحكم أو القرار القضائي ولم تحدد تدابير التنفيذ تقوم الجهة القضائية‬
‫المطلوب منها تلك بتحديدها ويجوز لها تحديد أجل للتنفيذ واألمر بغرامة تهديدية)‪.‬‬

‫فهذا التعديل سوف يحد من تعسف اإلدارة في منح رخص البناء‪ ،‬كون قانون اإلجراءات المدنية لم يكن ينص‬
‫على إمكانية توجيه القاضي اإلداري أوامر لإلدارة‪.‬‬

‫الجهة القضائية المختصة‪:‬‬

‫للمدعي أن يرفع دعواه حسب قواعد االختصاص المبنية في قانون اإلجراءات المدنية طبقا لنص المادة ‪93‬‬
‫و‪ 93‬منه وعليه فسواء كان الطاعن هو طالب الرخصة أو من الغير فإن االختصاص النوعي يؤول إلى الجهات‬
‫القضائية األتية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إذا كان الطعن موجها ضد الوزير المكلف بالتعمير‪ ،‬فإن االختصاص يعود إلى مجلس الدولة حسب المادة‬
‫‪ 930‬من قانون اإلجراءات المدنية وكذا المادة ‪ 9/91‬من القانون العضوي ‪ 99_19‬يتعلق باختصاصات مجلس‬
‫الدولة وتنظيمه وعمله‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إذا كان الطعن موجها ضد الوالي فإن االختصاص يعود للمجالس القضائية الجهوية الخمسة وهي‪:‬‬
‫الجزائر‪ ،‬وهران‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬بشار و ورقلة‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 93‬من قانون اإلجراءات المدنية و هذا بصفة إنتقالية إلى‬
‫حين التنصيب الفعلي للمحاكم اإلدارية طبقا للقانون رقم ‪ 99_19‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية المادة ‪ 99‬منه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إذا كان الطعن موجها ضد رئيس المجلس الشعبي البلدي فإن االختصاص يعود للغرف اإلدارية المحلية‬
‫للمجالس القضائية كذلك حسب المادة ‪ 93‬من قانون االجراءات المدنية‪.‬‬

‫وتجدر المالحظة أن جميع الدعاوى الرامية إلى الحصول على تعويض ضد الجهات اإلدارية المختلفة فإن‬
‫االختصاص يؤول للغرفة اإلدارية للمجلس القضائي المختص طبقا للمادة ‪ 93‬قانون االجراءات المدنية‪ ،‬إال أنه‬
‫وفيما يخص الطعون المرفوعة ضد رئيس المجلس الشعبي البلدي فإنه ال بد للقاضي أن يتأكد جيدا من طبيعة‬
‫تصرفه هل مرده تصرفا صاد ار ب اعتباره ممثال للدولة او باعتباره ممثال للبلدية‪ ،‬ففي الحالة األولى فإن التعويض‬
‫سيكون على عاتق الدولة و ليس الجماعة المحلية‪ ،‬وفي الحالة الثانية فإنه يكون على عاتق البلدية‪ ،‬و كذلك‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫الشأن فيما يخص الوالي ولهذا ينبغي على القاضي كذلك أن ينص صراحة على ذلك في حكمه أو في المنطوق‬
‫‪1‬‬
‫حتى ال ينفذ الحكم في غير محله وعلى غير الجهة المحكوم عليها‪.‬‬

‫إال أنه بالرجوع إلى قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد فنجده ضمنيا ألغي الغرف اإلدارية الجهوية وذلك‬
‫من خالل ما جاءت به المادة ‪ 999‬التي تنص على أن‪:‬‬

‫(المحاكم اإلدارية هي جهات الوالية العامة في المنازعات اإلدارية‪ ،‬تختص بالفصل في أول درجة في جميع‬
‫القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصيغة اإلدارية طرفا فيها)‪.‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 999‬من نفس القانون على أنه‪:‬‬

‫تختص المحاكم اإلدارية كذلك بالفصل في دعاوى إلغاء الق اررات اإلدارية والدعاوى التفسيرية ودعاوى فحص‬
‫المشروعية للق اررات الصادرة عن‬

‫­ الوالية والمصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية‪.‬‬


‫­ البلدية والمصالح األخرى للبلدية‪.‬‬
‫­ المؤسسات العمومية األخرى ذات الصبغة اإلدارية‪.‬‬
‫­ دعاوى القضاء الكامل‪.‬‬
‫­ القضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة‪).‬‬
‫وبالتالي فإن دعاوى إلغاء الق اررات الصادرة عن الوالية فور بدء سريان القانون الجديد ستصبح من‬ ‫­‬
‫اختصاص المحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دعوى المسؤولية اإلدارية في مجال البناء والتعمير‪.‬‬

‫إن مسؤولية السلطة العامة في مجال العمران تقوم أساسا على الخطأ‪ ،‬وهي تشمل جميع نشاطات العمران‪،‬‬
‫ابتداء من تشكيل وثائق العمران وعلى الخصوص مخطط شغل األراضي (‪ )P.O.S‬إلى الصدور المقبول أو‬
‫المرفوض المعلل بعدم مطابقة شهادة التعمير أو الرخص المختلفة (رخص البقاء‪ ،‬رخص التجزئة‪ ،‬الهدم ‪ )...‬أو‬
‫األشكال غير المشروعة لهذه الرخص كما تكون أيضا من خالل مراقبة األشغال خاصة غير المنتظمة منها‪.‬‬

‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪002‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‪.‬‬

‫وفي إطار هذه المسؤولية فإن أطراف النزاع متعددين‪ ،‬فالمالك الذي يرى أن قيمة ملكيته التجارية تتقلص‬
‫بأحكام مخطط شغل األراضي‪ ،‬أو الطالب لرخصة لم يتمكن منها‪ ،‬أو الجار الذي ينازع في رخصة غير شرعية‬
‫مسلمة من قبل اإلدارة‪.‬‬

‫فمسؤولية اإلدارة هنا تقوم على أساس الخطأ‪ ،‬هذا األخير الذي يمكن أن يكون سببه عدم المشروعية‪ ،‬أو مرتبط‬
‫ببعض التصرفات اإلدارية المختلفة‪.‬‬

‫تعتبر دعوى التعويض من الدعاوى الشخصية وعلى ذلك يجب على المدعي إثبات خطأ ينسب لإلدارة وأنه قد‬
‫مس بحق ذاتي له يحميه القانون كذا العالقة السببية وعليه فإنه يمكن تصور قيام المسؤولية اإلدارية في هذا‬
‫المجال في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬رفض الجهة اإلدارية المختصة منح رخصة البناء أو تأجيل منحها ألسباب غير شرعية بالرغم من صدور‬
‫قرار إداري عن القضاء اإلداري بلغي رفض تسليم الرخصة مخالفة بذلك قوة الشيء المقضي به‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إصدارها لقرار بقبول تسليم رخصة البناء ثم لجوئها إما إلى سحب هذا القرار بعد انقضاء الميعاد القانوني‬
‫لذلك أو توقيف األشغال بدون مبرر شرعي أو مبرر قانونا طبقا الجتهاد المحكمة العليا‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الخاتمة‪.‬‬

‫الخــــــــاتــمة‪:‬‬
‫لقد عالجنا فيما سبق موضوع منازعات التهيئة والتعمير في ضل تعدد النصوص التشريعية التي عرفتها‬
‫منظومتنا القانونية في ميدان التهيئة والتعمير وحاولنا التعرض إلى التحوالت الكبيرة التي ميزت مجال التهيئة‬
‫والتعمير مع إتباع التسلسل الزمني بداية من اإلصالحات الجوهرية التي شرع فيها تطبيقا لدستور ‪ 9191‬حيث‬
‫عرفت القواعد المطبقة في مجال التهيئة والتعمير قفزة نوعية وذلك بتغير اإليديولوجية السياسية من التوجه‬
‫االشت اركي إلى التوجه الليبرالي وما خلفه ذلك من حرية الملكية العقارية وحق الفرد في التملك وحقه في اكتساب‬
‫العقارات المبنية‪ ،‬ولكن هذه الحرية كان ال بد من وضع لها ضوابط تنظمها نظ ار لعدم فعالية اإلطار القانوني‬
‫والتنظيمي الذي كان سائدا ومطبقا في هذا المجال وعدم تحكمه في المنازعات الناتجة عنه‪ ،‬فكان لزاما على‬
‫المشرع أن يتدخل بوضع قواعد أكثر مالئمة واكثر فعالية‪.‬‬

‫ففي الفصل األول استعرضنا قواعد التهيئة والتعمير في التشريع الجزائري عن طريق التطرق إلى قواعد الرقابة‬
‫القبلية والبعدية‪ ،‬منذ بداية صدور القانون ‪ 91-19‬المؤرخ في أول ديسمبر ‪1990‬المتعلق بالتهيئة والتعمير‬
‫المعدل والمتمم بالقانون ‪ 90/90‬وأخي ار القانون ‪ 90/99‬المؤرخ في ‪ 99‬جويلية ‪ 9999‬المحدد لقواعد مطابقة‬
‫البنايات واتمام إنجازها فإن المشرع الجزائري تبنى توجهات جديدة للتحكم أكثر في القواعد العامة التهيئة‬
‫والتعمير‪.‬‬

‫وهكذا تنتهي هذه الدراسة التي كرسناها لبحث موضوع دور األجهزة الرقابية في ضبط مخالفات التعمير‪،‬‬
‫وتوصلنا إلى دور الجماعات المحلية في المراقبة على أشغال البناء والتعمير‪ ،‬ودور األعوان المؤهلون قانونا‬
‫لمراقبة أشغال البناء والتعمير‪ .‬حيث تناولنا في الفصل األول من هذه الدراسة الختصاص السلطة اإلدارية‬
‫المؤهلة قانونا بضبط المخالفات العمرانية من خالل الرقابة التي يمارسها على مشروعية رخيص في مادة التعمير‬

‫والبناء وامكانية رفع دعاوى إلغاء لكل من له صفة ومصلحة في الطعن الق اررات الترخيص بالبناء‪.‬‬
‫يستند القاضي اإلداري في دراسته لموضوع دعاوى إلغاءات الرخيص الق اررات في مجال التعمير والبناء إلى‬
‫األوجه واألسباب التي استند عليها الطاعن في رفع دعواه والمتمثلة أساسا في عدم المشروعية الخارجية ق اررات‬
‫الترخيص بالبناء) عدم االختصاص‪ ،‬عيب الشكل واالجراءات( ‪ ،‬وعدم المشروعية الداخلية من خالل مخالفة‬
‫اإلدارة للقاعدة القانونية والخطأ في تأويلها أو تطبيقها أو حياد اإلدارة عن هدفها األساسي في الحفاظ على‬
‫المصلحة العامة العمرانية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الخاتمة‪.‬‬

‫كما يمكن للطاعن اختيار سبيل االستعجال اإلداري في مادة التعمير والبناء في حالة تأكد القاضي اإلداري من‬
‫جدية أوجه وأسباب إلغاء الت ا رخيص اإلدارية من خالل اطالعه على ملف الموضوع وتفحص أو ا رقه‪،‬‬
‫وبالتالي تفادي األضرار التي يمكن أن تنجم عن التنفيذ الفوري لق ا ر ا رت الترخيص بالبناء من أخطار‬
‫وتبعات يصعب تداركها‪ ،‬كما يمتد دور القاضي اإلداري إلى جبر األضرار الناتجة عن تلك األعمال التي تتسبب‬
‫فيها اإلدارة مانحة ت ا رخيص أعمال التعمير والبناء وبالتالي ترتيب المسؤولية اإلدارية المثارة إما من قبل‬
‫طالبي ت ا رخيص أعمال البناء‪ ،‬واما أن يثار مثل هذا الن ا زع من قبل الغير وتحديدا الجيران المتضررين من‬
‫منح ت ا رخيص البناء ألحد طالبيها أصال أو منحها دون تقييد أو شروط إضافية من شأنها الحفاظ على حقوق‬
‫الجي ا رن في الحاالت التي يتطلب القانون مثل هذا الموقف من اإلدارة‪.‬‬
‫وتوصنا في ختام الفصل الثاني إلى نتيجة مفادها أن دور القضاء اإلداري في الرقابة على أعمال التعمير‬
‫والبناء يظهر من خالل التوفيق بين الحق في البناء المكفول للفرد‪ ،‬في المقابل الحفاظ على المصلحة العامة‬
‫العمرانية‪.‬‬
‫وعالجنا فيه بالدراسة والتحليل موضوع اختصاص القاضي العادي بنظر منازعات التعمير والبناء‪ ،‬بداية‬
‫باختصاص القاضي الجنائي ودوره في مواجهة مخالفات جرائم البناء والمتمثلة أساسا في جريمة البناء في ملك‬
‫الغير من خالل التعدي على ملكية الغير والبناء بدون الحصول على ترخيص إداري مسبق مسلم من طرف‬
‫سلطات الضبط اإلداري في مادة التعمير والبناء‪ ،‬وهو األمر المجرم في نظر قانون البناء مما يؤدي بالقاضي‬
‫الجنائي إلى فرض العقوبات سواء السالبة للحرية منها أو المالية ‪.‬وأنهينا موضوع البحث بالتطرق الختصاص‬
‫القاضي المدني في مادة التعمير والبناء من خالل بيان المسؤول عن األضرار التي يسببها الباني أو المهندس‬
‫أو المقاول‪ ،‬وأساس هذه المسؤولية والجزاء الناجم عنها‪.‬‬
‫والنتيجة التي توصلنا إليها من خالل دراسة موضوع البحث‪ ،‬أن تنوع منازعات الترخيص أعمال التعمير‬
‫والبناء يوضح اهتمام كل من القضاء االداري والعادي في إطار بناء دولة الحق والقانون بتشجيع م ارقبة قضائية‬
‫موسعة وفعالة في مجال التعمير والبناء‪ ،‬في المقابل يالحظ تعقيد اإلجراءات من خالل الكم الهائل من‬
‫االجتهادات القضائية وتناقضها في بعض األحيان نظ ار لالختصاصات القضائية المتعددة للقاضي اإلداري‪،‬‬
‫القاضي المدني‪ ،‬القاضي الجنائي ‪.‬وهو ما ال يعتبر في مصلحة المتقاضين الذين عادة ما يبحثون عن األمن‬
‫القانوني‪.‬‬
‫إن أحد نقاط الضعف األساسية في النظام القضائي هي توزيع العمليات القانونية الواحدة‪ ،‬واحالة المتقاضين من‬
‫محكمة إلى أخرى للفصل في كل مرة في جزء فقط من دعاويهم‪ ،‬فقد أصبح تقاسم االختصاص بين أنواع‬

‫‪57‬‬
‫الخاتمة‪.‬‬

‫المحاكم في العديد من الحاالت يصعب ضبطه‪ ،‬فالطاعن قد ال يعرف الباب الذي يجب أن يطرقه‪ ،‬وال شك أن‬
‫السبب في ذلك تعديل وتغيير قوانين البناء بصورة كبيرة مما أدى الى تشعبها وتنوعها بدرجة كبيرة‪ ،‬مما يصعب‬
‫معه تماما اإللمام بكل تلك القوانين والتشريعات‪ ،‬وبذلك فإنه يحدونا األمل نحو إصدار قانون موحد للبناء الذي‬
‫يجمع بين دفتيه جميع األحكام التشريعية والتنظيمية للمباني بعد دراستها دراسة وافية معمقة على أساس رفع‬
‫اللبس والغموض الواضح في العديد من النصوص‪ ،‬باإلضافة إلى رفع التناقض الواضح بين الكثير من المواد‬
‫القانونية في غالبية تلك التشريعات‪.‬ولعل إصدار قانون موحد للبناء يساعد بدرجة فعالة وكبيرة لتحقيق األهداف‬
‫المرجوة من تشريعات تنظيم المباني التي تهدف الى االش ا رف على حركة البناء والتعمير ومسايرة التطور العم‬
‫ا رني وتنسيق بعض االجراءات وتحديد المسؤولية الناشئة عن المباني‪.‬‬
‫فعند إعداد قانون التعمير والبناء الموحد كمنظومة متكاملة تضم القوانين ذات الصلة بالعم ا رن‪ ،‬ينبغي‬
‫التنسيق بين الو ازرات المكلفة بالتهيئة والتعمير والسكن والبيئة‪ ،‬والعمل على إشراك المواطن في مراحل إعداد‬
‫المخططات االستراتيجية من خالل عرضها على المواطنين إلبداء آرائهم‪ ،‬ومشاركة المهندسين والمكاتب‬
‫االستشارية التابعة للقطاعين الخاص والعام من أجل تحقيق تنظيم أفضل للمهنة وكفاءة أكبر في توزيع األدوار‬
‫بين الحكومة والقطاع الخاص بما يخفف العبء على األجهزة الحكومية وتفرغها لدورها الرقابي‪.‬‬
‫وأخي ار ينبغي إ عادة النظر في قوانين تسوية مخالفات البناء التي أصبحت من العوامل التي تعمل وبشكل‬
‫متقدم على إبقاء اإلطار التقليدي للبناء في صلب المخاطرة وارتداداته السلبية ونتائجه على صحة اإلنسان‬
‫والبيئة‪.‬‬
‫فبالرغم من الخدمة الكبيرة التي منحها القانون رقم ‪ 90-99‬المتعلق بمطابقة البنايات واتمام إنجازها‪ ،‬للمواطن‬
‫والحفاظ على النظام العام االقتصادي والعم ا رني‪ ،‬إال أن إجراء تسوية مخالفات البناء بالشكل العشوائي الذي‬
‫شهدته الج ا زئر من خالل إصدار قانون مطابقة البنايات و اتمام انجازها‪ ،‬طرح مسألة استهتار كل من المشرع‬
‫والمواطن على حد سواء في اإلخالل بالتوازن البيئي والتشويهات في جماليات الطبيعة‪ ،‬وجمال الج ا زئر إذ‬
‫يقتضي التشديد في تطبيق مواد قوانين التعمير والبيئة والتنمية المستدامة بشكل صارم آخذين بعين االعتبار‬
‫المحافظة على ما تبقى من مساحات األرض‪ ،‬كي تكون المالذ الصحي الوقائي لجيل الغد بوقف امتدادات‬

‫مساحات البناء على حساب األراضي الفالحية والتي في النهاية تبقى أبرز خطر على التنوعات البيولوجية‬
‫والجمالية والمناخية‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫قائمة المراجع والمصادر‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المصادر‬

‫النصوص التشريعية‬

‫‪ -99‬مرسوم تنفيذي المادة ‪ 00‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،932-19‬مؤرخ في ‪ 99‬ماي ‪ ،9119‬يحدد كيفية‬

‫تحضير شهادة التعمير ورخصة التجزئة وشهادة المطابقة ورخصة الهدم ‪.‬‬

‫‪ -99‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-92‬المؤرخ في ‪ ،9992/99/09‬المحدد لشروط وكيفية تعيين األعوان المؤهلين‬

‫للبحث عن مخالفات التشريع والتنظيم في مجال التهيئة والتعمير ومعاينتها‪.9992 ،‬‬

‫‪ -90‬من القانون رقم ‪ 99-99‬المؤرخ في ‪ 99‬جوان ‪ ،9999‬يتعلق بالبلدية جريدة عدد ‪ ،03‬الصادرة في ‪90‬‬

‫جويلية ‪.9999‬‬

‫‪ -90‬القانون رقم ‪ 93-99‬المؤرخ في ‪ ،9999/99/99‬المتعلق بالوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪.99‬‬

‫‪ -90‬المرسوم التنفيذي ‪ 990/92‬المؤرخ في ‪ ،9192/99/91‬يتضمن تعيين مدة المراقبة التقنية للبناء‪ ،‬ج‪.‬ر‪،‬‬

‫عدد ‪ 00‬لسنة ‪.9192‬‬

‫‪ -92‬مرسوم تنفيذي ‪ 099/9‬المؤرخ في ‪ ،9999/99/93‬يحدد مصالح المفتشية العامة للعمران والبناء‪،‬‬

‫وتنظيمها زعملها‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.21‬‬

‫‪ -93‬المرسوم التنفيذي ‪ ،091-99‬المتضمن إنشاء المفتشيات الجهوية للعمران والبناء وتنظيمها وعملها‪.‬‬

‫‪ -99‬القانون رقم ‪ 90-19‬المتضمن التوجيه العقاري‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪ 01‬المؤرخ في‪ ،9119/99/99 :‬المعدل‬

‫باألمر رقم‪ 92-10:‬المؤرخ في ‪.9110/91/90‬‬

‫‪ -91‬القانون رقم ‪ 99-90‬المؤرخ في ‪ 90‬جوان ‪ 9190‬المتضمن النظام العام للغلبات المعدل والمتمم بالقانون‬

‫رقم‪ 99-19 :‬المؤرخ في ‪ :9119/99/99‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪.29‬‬


‫‪59‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ -99‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 90-19 :‬المتضمن التوجيه العقاري‪ -‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪ 01‬المؤرخ في ‪،9119/99/99‬‬

‫المعدل باألمر رقم‪ ،92-10 :‬المؤرخ في‪.9110/91/90 :‬‬

‫‪ -99‬القانون رقم‪ 92-90 :‬المؤرخ في في‪ ،9990-92-90 :‬المتضمن األحكام المطبقة على مفقودي زلزال‬

‫‪ 99‬ماي ‪ ،9990‬عدد‪ 03 :‬الصادر بتاريخ‪.9990-92-90 :‬‬

‫‪ -99‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،909-91‬المؤرخ في ‪ 99‬جويلية ‪ ،9991‬المتضمن القانون األساسي الخاص‬

‫بالعمال المنتمين إلى األسالك التقنية التابعة لو ازرة التجهيز والسكن‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،00‬لسنة ‪.9991‬‬

‫ثانيا المراجع‪:‬‬

‫الكتب‬ ‫أ‪-‬‬

‫‪ -99‬إسماعيل شامة‪ ،‬النظام القضائي الجزائري للتوجيه العقاري‪ ،‬دراسة تحليلية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‬

‫والتوزيع الجزائر‪.9999،‬‬

‫‪ -99‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬المحاكم اإلدارية (الغرفة اإلداري)‪ ،‬دار العلوم لنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر ‪.9990‬‬

‫‪ -90‬جمال جرجس مجلع تاو ضروس‪ ،‬الشرعية الدستورية ألعمال الضبطية القضائية‪ ،‬النسر الذهبي للطباعة‬

‫يسرى حسن إسماعيل‪.9992 ،‬‬

‫‪ -90‬الحسين بن الشيخ ملويا‪ ،‬المنتقى في قضاء مجلس الدولة‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار هومة‪.9992 ،‬‬

‫‪ -90‬شامة إسماعيل‪ ،‬النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري‪ ،‬دراسة وصفية تحليلية‪ ،‬دار هومة‪-‬‬

‫الجزائر‪.9990،‬‬

‫‪ -92‬صالح يوسف عبد العليم‪ ،‬أثر القضاء على النشاط اإلداري للدولة‪ ،‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‪،‬‬

‫‪.9999‬‬

‫‪60‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ -93‬عمر باشا‪ ،‬ليلى زروقي‪ ،‬المنازعات العقارية‪ ،‬في ضوء آخر تعديالت وأحداث األحكام‪-‬دار هومة‪،‬‬

‫ط‪.9،9992‬‬

‫‪ -99‬عمر زودة‪ ،‬اإلجراءات المدنية على ضوء آراء الفقهاء وأحكام القضاء‪ ،‬الجزائر‪.9999 ،‬‬

‫‪ -91‬قدري عبد الفتاح الشهاوي‪ ،‬الموسوعة الشرطية القانونية‪ ،‬عالم الكتب‪.9133 ،‬‬

‫‪ -99‬مجدي أحمد فتح اهلل حسن‪ ،‬فاعلية األداء الضبطي لرجال الشرطة‪-‬دراسة مقارنة‪ ،9999-‬النشر الذهبي‬

‫للطباعة‪.‬‬

‫‪ -99‬محمد األمين البشري‪ ،‬محسن عبد الحميد أحمد‪ ،‬معايير األمم المتحدة في مجال العدالة الجنائية ومنع‬

‫الجريمة‪ ،‬ط‪.9119 ،9‬‬

‫‪ -99‬محمد عزمي البكري‪ ،‬التجريف والتبوير وقمائن الطوب والبناء في األراضي الزراعية‪ ،‬دار الكتب القانونية‬

‫المحلى الكبرى‪ ،‬ط‪.9110 ،2‬‬

‫ب‪ -‬الرسائل والمذكرات‬

‫مذكرات الماجيستير‬

‫‪ -99‬بطوش كهينة‪ ،‬المسؤولية المدنية للمهندس المعماري‪ ،‬مذكرة لنبل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع‬

‫قانون المسؤولية المهنية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.9999 ،‬‬

‫‪ -99‬شريوي ياسمين‪ ،‬الرقابة اإلدارية في مجال التعمير وبناء‪ ،‬مفكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون‪ ،‬فرع‬

‫قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪-‬الجزائر‪.9999-9993 ،‬‬

‫‪ -90‬غواس حسينة‪ ،‬اآلليات القانونية لتسيير العمران‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬جامعة‬

‫قسنطينة‪.9999،‬‬

‫‪61‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ -90‬فسيح حمزة‪ ،‬التنظيم القانوني الستغالل العقار الصناعي في عملية االستثمار‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬

‫الماجستير‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة الجزائر‪،‬‬

‫‪.9990-9990‬‬

‫‪ -90‬مجاجي منصور‪ ،‬النظام القانوني للترخيص بأعمال البناء في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنبل درجة‬

‫الماجستير في القانون‪ ،‬فرع القانون العقاري والزراعي‪.9999-9999 ،‬‬

‫‪ -92‬مدور يحي‪ ،‬التعمير وآليات استهالك العقار الحضري في المدينة الجزائرية‪ -‬حالة مدينة ورقلة‪ ،-‬مذكرة‬

‫لنيل شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية والعمران‪ ،‬تخصص المدينة والمجتمع والتنمية المستدامة‪،‬‬

‫قسم الهندسة المعمارية‪ ،‬كلية الهندسة المدنية الري والهندسة المعمارية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ -‬باتنة‪.‬‬

‫‪ -93‬يهمي محمد‪ ،‬النظام القانوني لشرطة العمران في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص‬

‫القانون العقاري والزراعي‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة سعد دحلب‪ ،‬البليدة‪.9999 ،‬‬

‫مذكرات الماستر‬

‫‪ -99‬أمعاش حكيمة‪ ،‬آليات وقواعد الرقابة اإلدارية في مجال التهيئة والتعمير‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في‬

‫الحقوق‪-‬جامعة عبد الرحمن‪-‬بجاية‪.9990 ،‬‬

‫‪ -99‬خثري فاروق‪ ،‬مخالفات البناء والتعمير في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر في الحقوق‪ ،‬جامعة‬

‫المدية‪.9999،‬‬

‫‪ -90‬خليفة الحاج‪ ،‬الرقابة اإلدارية على أعمال البناء والتشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في‬

‫الحقوق تخصص قانون إداري‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪-‬بسكرة‪.9990 ،‬‬

‫‪ -90‬مريم بوخاري‪ ،‬اآلليات القانونية للرقابة على التعمير في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص‬

‫قانون عقاري‪ ،‬جامعة الدكتور يحيى فارس‪ ،‬المدية‪.9990 ،‬‬


‫‪62‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫ج‪ -‬المقاالت العلمية‬

‫‪ -99‬بلعيد كهينة‪ ،‬الرقابة التهيئة والتعمير في القانون الجزائري‪ ،‬بحث تخصص الجماعات المحلية والهيئات‬

‫اإلقليمية فرع قانون العام‪ ،‬جامعة عبد الرحمن‪ ،‬كلية الحقوق بجامعة بجاية‪.9992 ،‬‬

‫‪ -99‬حوحو رمزي‪ ،‬رخصة البناء واجراءات الهدم في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة مفكر‪ ،‬العدد‪ ،90‬جامعة محمد‬

‫خيضر بسكرة‪.‬‬

‫‪ -90‬زناتي جلول‪ ،‬تشريع التعمير والتطور العقاري في الجزائر‪www.zenatidjelloul@yahoo.fr ،‬‬

‫‪ -90‬صليحة سعد سلطات الضبط اإلداري لرئيس المجلس البلدي في مجال العمران‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات‬

‫اإلنسانية كلية العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة سكيكدة‪ ،‬عدد‪ ،92‬نوفمبر ‪.999‬‬

‫مجالت‬ ‫د‪-‬‬

‫‪ -99‬مجلة الشرطة‪ ،‬العدد رقم‪ ،99:‬سبتمبر ‪.9999‬‬

‫‪63‬‬
‫الفهرس‪.‬‬

‫الصفحة‪:‬‬ ‫المحتويات‪:‬‬
‫إهداء‬
‫شكر وتقدير‬
‫أ‪-‬ث‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬السلطة اإلدارية المؤهلة قانونا بضبط المخالفات العمرانية‬
‫‪92-90‬‬ ‫تمهيد‪:‬‬
‫‪93‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬دور الجماعات المحلية في المراقبة على أشغال البناء‬
‫والتعمير‬
‫‪93‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دور الوالية في المراقبة على أشغال البناء والتعمير‬
‫‪93‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الوالي‬
‫‪91-99‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المديريتين الموجودتين على مستوى الوالية‬
‫‪91‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬دور البلدية في المراقبة على أشغال البناء والتعمير‬
‫‪99-91‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬سلطة معاينة البناء‬
‫‪99-99‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إصدار قرار هدم البناء غير المرخص‬
‫‪90‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تنفيذ قرار العدالة الجزائية‬
‫‪90‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬دور األجهزة المساعدة للجماعات المحلية في المراقبة على‬
‫أشغال البناء والتعمير‬
‫‪93-90‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اللجنة التقنية الدائمة للمراقبة التقنية للبناء‬
‫‪91-99‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المفشيات العامة والجهوية للعمران والبناء‬
‫‪99‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬لجنة مراقبة ق اررات التعمير‬
‫‪99‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬دور األعوان المؤهلون قانونا لمراقبة أشغال البناء‬
‫والتعمير‬
‫‪99‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفتشو التعمير‬
‫‪99‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المفتشية العامة للعمران والمفتشيات الجهوية‬

‫‪64‬‬
‫الفهرس‪.‬‬

‫‪99‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اللجنة التقنية الدائمة للمراقبة التقنية للبناء‬


‫‪99‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اللجنة الخاصة المستحدثة بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪-92‬‬
‫‪90‬‬
‫‪90‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬فرق المتابعة والتحقيق‬
‫‪90-90‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تشكيلة الموظفين المؤهلين بالبحث والتحري عن مخالفات‬
‫التعمير‬
‫‪90‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اختصاصات الموظفين المؤهلين بالبحث والتحري عن‬
‫مخالفات التعمير‬
‫‪90‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬شرطة العمران‬
‫‪93-90‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم شرطة العمران‬
‫‪91-99‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مهام شرطة العمران‬
‫‪09-91‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تنظيم عمل شرطة العمران في إنجاز المهام‬
‫‪00-09‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬خصائص شرطة العمران ونظام االتصال اإلداري فيها بمختلف‬
‫اإلدارات‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية‬
‫‪00‬‬ ‫تمهيد‪:‬‬
‫‪02‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬جور القاضي العادي في الرقابة العمرانية‬
‫‪03‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دور القاضي الجزائري في الرقابة العمرانية‬
‫‪01-03‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حالة مخالفة قانون التهيئة والتعمير‬
‫‪03-09‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات المترتبة عن مخالفة أحكام عقود التعمير في‬
‫المناطق الخاصة‬
‫‪03‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬دور القاضي المدني في الرقابة العمرانية‬
‫‪09-03‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أمام قاضي الموضوع‬
‫‪09-09‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أمام قاضي االستعجال‬
‫‪09‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬دور القاضي اإلداري في الرقابة العمرانية‬
‫‪09-09‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دعوى الق اررات اإلدارية المتضمنة عقود التعمير غير‬
‫‪65‬‬
‫الفهرس‪.‬‬

‫المشروعة‬
‫‪00-09‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬بالنسبة لرخصة البناء‬
‫‪00-00‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬منازعات رخصة الهدم‬
‫‪02‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬منازعات رخصة التجزئة‬
‫‪03-02‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬منازعات شهادة التعمير‬
‫‪03‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬منازعات شهادة المطابقة‬
‫‪29-03‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الدعوى االستعجالية لوقف تنفيذ القرار اإلداري في مادة‬
‫التعمير‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬دعوى المسؤولية اإلدارية في مجال التعمير والبناء‬
‫‪23-20‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪30-29‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫المالحق‬
‫‪33-30‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪66‬‬
‫الملخص‪:‬‬
‫يعتبر العمران من القيم والمكتسبات التاريخية والثقافية ألي مجتمع‪ .‬والتي اتضحت من التقنيات‬
‫الحديثة لتنظيم المجال الحضري في أي دولة‪ .‬بإقامة توازن بين الحق السكني وحرية االفراد من جهة‬
‫وبين الحق الجماعي وحماية المحيط من جهة أخرى‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس كان لزاما‪ .‬فرض اليات مصدرها القانون‪ .‬سعيا للوصول الى تنسيق أساسه‬
‫الحضارة العمرانية‪ .‬ذلك ان ضبط سياسة التعمير من خالل التوسع في التجمعات السكانية‪ .‬او انشاء‬
‫المدن الجديدة‪ .‬ويكون وفقا إلجراءات وتقنيات واطر قانونية تسهر عليها األجهزة الرقابية كأليات لتطبيق‬
‫قواعد التعمير وعلى اختالفها‪ .‬ذلك ان دور السلطات اإلدارية المؤهلة قانونا بضبط مخالفات العمرانية‬
‫ودور السلطة القضائية أيضا هو دور فعال وقد أولى المشرع الجزائري لمجال التعمير أهمية بالغة‬
‫خصوصا فيما يتعلق بدور الجهات اإلدارية على المستوى المحلي‪ .‬بداية من دور الجماعات المحلية في‬
‫المراقبة على اشغال البناء والتعمير المقصود هنا هيئات وأجهزة الرقابة وهي هيئات الضبط اإلداري لها مهمة‬
‫المحافظة على النظام العام العمراني والبناء دون مخالفته مع مختلف القوانين المعمول بها في أشغال البناء‬
‫والتعمير التي تندرج تحتها دور الوالية في المراقبة على أشغال البناء والتعمير والبلدية التي تستخدم عدة طرق‬
‫للرقابة كما توجد أجهزة مساعدة للجماعات المحلية في المراقبة على اشغال البناء والتعمير من لجان تقنية ولجان‬
‫مراقبة ق اررات التعمير أيضا المفتشيات العامة والجهوية للعمران و من بين السلطات اإلدارية المؤهلة قانونا‬
‫بضبط المخالفات العمرانية نجد األعوان المؤهلون قانونا لهذا العمل تتجلى تحتها عدة لجان ومفتشيات وهناك‬
‫فرق خاصة للمتابعة والتحقيق وشرطة العمران الى جانب رقابة السلطة اإلدارية في ضبط مخالفات التعمير لدينا‬
‫رقابة ا لسلطة القضائية والتي تتمحور تحت رقابة دور القاضي العادي في الرقابة العمرانية ودور القاضي‬
‫اإلداري دور القاضي العادي له شق رقابي جزائي ومدني في الرقابة العمرانية حيث يتم تفعيل الدور الجزائي في‬
‫حالة كان هناك مخالفات في قانون التهيئة والتعمير وبهذا تكون جزاءات مترتبة على مخالفة احكام عقود التعمير‬
‫في المناطق الخاصة وتكمن رقابة القاضي المدني في الرقابة امام قاضي الموضوع او القاضي االستعجالي ثم‬
‫تطرقنا لدور القاضي اإلداري في الرقابة العمرانية تناولنا فيها دعوى الق اررات اإلدارية المتضمنة عقود التعمير‬
‫غير المشروعة ح يث ذكرنا بعض منازعات الرخص وشهادة المطابقة ثم تناولنا الدعوى االستعجالية لوقف تنفيد‬
‫القرار اإلداري في مادة التعمير و دعوى المسؤولية اإلدارية في مجال التعمير والبناء‪.‬‬

‫‪Résumer :‬‬
L'urbanisme est l'une des valeurs et réalisations historiques et culturelles de toute société.
Ce qui ressort des techniques modernes d'organisation de l'espace urbain dans n'importe quel
pays, en établissant un équilibre entre le droit au logement et la liberté des individus d'une
part, et le droit collectif et la protection de l'environnement d'autre part. Sur cette base, il a
fallu imposer des mécanismes fondés sur le droit, pour parvenir à une coordination fondée sur
la civilisation urbaine. Le contrôle de la politique de reconstruction à travers l'expansion des
centres de population ou l'implantation de nouvelles villes.C'est selon des procédures, des
techniques et des cadres juridiques qui sont contrôlés par les organes de régulation comme
mécanismes de mise en œuvre des différentes règles de la reconstruction. Le rôle des autorités
administratives légalement qualifiées dans le contrôle des infractions urbaines et le rôle de la
justice est également efficace.Le législateur algérien a attaché une grande importance au
domaine de la reconstruction, notamment en ce qui concerne le rôle des autorités
administratives au niveau local . Partant du rôle des collectivités territoriales dans le contrôle
des travaux de construction et de reconstruction, il s'agit ici des organes et organes de
contrôle, qui sont les organes de contrôle administratif qui ont pour mission de maintenir
l'ordre public urbain et de construire sans le violer avec les différents lois en vigueur dans les
travaux de construction et de reconstruction en vertu desquelles s'inscrit le rôle de l'État dans
le suivi des travaux de construction et de reconstruction. Et la municipalité, qui utilise
plusieurs méthodes de contrôle, et il existe des dispositifs auxiliaires pour les collectivités
locales dans le suivi des travaux de construction et de reconstruction de des comités
techniques et des comités de contrôle des décisions de construction ainsi que des inspecteurs
généraux et régionaux de l'urbanisation et parmi les autorités administratives légalement
qualifiées pour contrôler les infractions urbaines, on trouve des agents légalement qualifiés
pour ce travail, sous lesquels figurent plusieurs comités. pour le suivi et l'enquête et la police
urbaine En plus de la surveillance de l'autorité administrative dans le contrôle des infractions
de construction, nous avons la surveillance de l'autorité judiciaire, qui est centrée sous la
supervision du rôle du juge ordinaire dans la surveillance urbaine et le rôle du juge
administratif. le juge ordinaire a un volet de contrôle pénal et civil dans le contrôle urbain, où
le rôle pénal est activé en cas de violation de la loi préparatoire Ainsi, il existe des sanctions en
cas de violation des dispositions des contrats de construction dans les zones privées. dans
l'oubli devant le juge des référés ou le juge des référés. Puis nous avons abordé le rôle du juge
administratif dans le contrôle urbain. Nous avons traité du contentieux des décisions
administratives qui incluent les contrats de construction illégale, où nous avons évoqué
quelques litiges de permis et certificat de conformité Ensuite, nous avons traité le cas
d'urgence pour arrêter l'exécution de la décision administrative en matière de reconstruction
et le cas de responsabilité administrative dans le domaine de la reconstruction et de la
construction

You might also like