Professional Documents
Culture Documents
مذكرة ماستر
ميدان :احلقوق والعلوم الس ياس ية
فرع :احلقوق
ختصص :قانون اداري
رمق........... :
متننا أأس تاذ مساعد قسم أأ جامعة محمد خيرض -بسكرة جروين خادل
الحمد هلل الذي وفق وأعان ،والصالة والسالم على خير خلق هللا وخاتم
...
مقدمة.
مقدمة.
يعد قطاع التعمير من المجاالت الحيوية التي تتقاطع فيها العديد من الدراسات العلمية
سواء من الجانب االجتماعي أو االقتصادي أو التقني أو القانوني .كما أن التدابير المتعلقة
بالتعمير يجاذبها البعد الوطني نظ ار لضرورة تحديد استعمال المجال العام للبالد كوحدة
متجانسة ،والبعد المحلي بالنظر إلى أن الق اررات المتعلقة بالتعمير تعرف طريقها للتطبيق على
أرض الواقع على المستوى التراب المحلي .وبالرغم من أن الطابع التقني يغلب على قضايا
التعمير فإن ضبطها يقتضي صدور نصوص قانونية وتنظيمية مما يضفي على هذا المجال
طبيعة قانونية ال تخلو من األهمية.
إن النمو السكاني في الجزائر والنزوح الريفي دون ما ننسى العشرية السوداء التي عاشتها
الجزائر في التسعينات شكل ضغطا قويا ومستم ار على المدن وأدى ذلك إلى انتشار البيوت
الفوضوية وغير القانونية هذا ما يجعلنا للتحرك والعمل على إعداد هذه المدن وتهيئتها قصد
استقبال التزايد المهم للسكان خالل العقود القادمة ،والقضاء على البيوت القصديرية وغير
الالئقة التي شوهت العمران عبر مختلف واليات الوطن خاصة في المدن الكبرى.
والتعمير هو عملية إعداد التراب وتهيئة المجال بشكل دقيق تشمل مختلف متطلبات السكان
وحاجياتهم على صعيد إعداد البنايات السكنية وكذلك ما يتعلق بالمرافق الخدماتية واإلدارية
والرياضية والثقافية والمساحات الخضراء وكل ما يتعلق بالبنايات التحتية الحيوية من طرق
وشبكات للتطهير وربط كهربائي ومائي وشبكة للنقل الحضري.
فهذا الميدان شهد وتطو ار وتقدما كبيرا ،ويظهر ذلك من خالل االنجازات الضخمة والكثيرة
التي كادت أن تطغى على المناطق الجميلة واألثرية وعلى المساحات الخضراء والشكل
المعماري للمدينة أو الحي أو باألحرى نقول إنها طغت عليها بسبب البناءات غير القانونية
والفوضوية ،وما النزاعات التي تثار أمام المحاكم اليوم إال نتيجة اإلخالل والمساس بمقاييس
البناء والتعمير.
أ
مقدمة.
المعماري للمدينة أو الحي أو باألحرى نقول إنها طغت عليها بسبب البناءات غير القانونية
والفوضوية ،وما النزاعات التي تثار أمام المحاكم اليوم إال نتيجة اإلخـ ــالل والمساس بمقاييس
البناء والتعمير ولهذا كان من األوجه إصدار قوانين أكثر صرامة على النطاق المحلي تماشيا
مع التطور والنمو الحاصلين ،وعلى وجه التحديد تعزيز قانون الجماعات المحلية في هذا
المجال.
وتعد الجماعات المحلية دستوريا وتشريعيا هيئات ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائمة الذات معترف لها بالشخصية
المعنوية واالستقالل المالي ،فـ ـ ــلم تقتصر مهامها على إدارة الشؤون المحلية للسكان وتسييرها
فحسب بل أصبحت مطالبة بالقيام بتهيئة مجالها الجغرافي واالقتصادي في بعدها التنموي
وخصوصا أن تأخذ بعين االعتبار السياسة الوطنية إلعداد التراب والتعمير.
لقد أصبحت الجماعات المحلية وتحديدا البلدية تحتل في جهاز التنظيم الجزائري مكانة ملفتة
لالنتباه لكونها ّكلفت بإنجاز مهام متنوعة وفق التطور االقتصادي واالجتماعي التي تعد وسيلة
تنظيم الحياة المحلية في ميدان التعمير.
وهذا بإعطائها وتزويدها بكل الوسائل لرسم سياسة التعمير في حدود الالمركزية للوصول
إلى نتائج جيدة في ميدان التعمير ،ويجب أن تكون البلدية في كل مراحل عملية التعمير أي
ليس فقط في ممارسة الرقابة بل أيضا التدخل المباشر في كل عمليات التهيئة العمرانية ،إن
رأت هناك أض ار ار تمس البيئة والمحيط.
وفي حالة عدم قيام البلدية بهذه المهام تتحمل المسؤولية كاملة ألنها تعتبر عنص ار من
عناصر التي تشكل التهيئة العمرانية السليمة .أضف إلى ذلك أن عدم احترام قواعد العمران
يؤدي إلى المساس بحقوق اإلنسان الذي يشمل الحق في المحيط والبيئة السليمة وحمايتها والتي
هي قضية الجميع ،وخاصة السلطات المعنية التي من واجبها السهر على ذلك ألن الهدف من
قواعد التعمير هو حماية المنافع والمصالح العامة ،وذلك بتطوير قوانين وأنظمة العمران والبناء
وتخطيط المدن ليكون التوسع العمراني في االتجاه المناسب ودون التضحية بالمناطق الخضراء
ومع تشجيع طرق العمارة البيئية.
ب
مقدمة.
بيد أن ما نراه اليوم عكس ذلك ألن المحيط يعاني الفوضى في مجال التخطيط واالنجاز؛
األمر الذي أدى إلى القضاء على مقومات البيئة وظهور األحياء التي تشوه المنظر الجميل
للمدينة وكذا القضاء على األراضي الزراعية الخصبة وهذا بتحويل وجهتها الفالحية ،باإلضافة
إلى التحوالت االقتصادية والسياسية التي أثرت على السياسة العمرانية التي شهدت تغيي ار جذريا
في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات ،األمر الذي جعل من البلدية مسؤولة بامتياز في تدبير
القضايا المتعلقة بالتهيئة والتعمير انطالقا من مجموعة النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري
بها العمل.
وتجسيدا لهذه السياسة حرر المشرع القوانين والمراسيم المتعلقة بالتهيئة والتعمير بموجب 03
المؤرخ في 27جانفي 1987وأعيد تنظيمه بموجب القانون رقم /القانون رقم
8729/90المؤرخ في 1ديسمبر 71990من أجل ضبط التصرفات الواقعة في ميدان التعمير
الذي يعد القاعدة األساسية لكل استثمار اقتصادي (وطني أو أجنبي) في الجزائر .وكل هذا لن
يتحقق إال بالتطبيق الجيد لهذا القانون واتباع السياسة المسطرة لذلك.
فقواعد العمران تعتبر قواعد ردعية كفيلة بأن تحقق توازن بين المصلحة الخاصة لألف ا رد
من خالل األجهزة الرقابية وبين المصلحة العامة العمرانية وهنا تعمل اإلدارة لضمان تحقيق ذلك
من خالل الرقابة من خالل عدة أجهزة واشخاص الالزمة الحترام قواعد قانون العمران ،وفي
حالة مخالفتها الشروط القانونية والتقنية يحق لألفراد المخولين قانونا منازعتها على ذلك بالطعن
في هذا القرار لمخالفته مبدأ المشروعية.
وسنحاول من خالل هذا البحث أن دور األجهزة الرقابية في ضبط مخالفات التعمير.
اإلشكالية:
تتمثل إشكالية البحث في الكشف عن دور ومدى مساهمة الهيئات واألشخاص المؤهلة قانونا
لضبط التجاوزات وتجاهل األفراد ألحكام قانون التهيئة والعمران؟
من خالل هذه األسئلة تظهر لنا جليا عناصر اإلشكالية التي عن طريقها يمكن معالجة هذا
الموضوع ،وفي عرضنا لهذا البحث نعتمد على فصلين يتضمن كل واحد منهما مبحثين:
ج
مقدمة.
الخطة:
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونا بضبط المخالفات العمرانية.
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
تضمن الفصل األول في البحث عن دور الجهات المحلية واألعوان المؤهلون قانونا في مراقبة
أشغال البناء والتعمير.
أما الفصل الثاني فاختص بدراسة دور القاضي العادي والقاضي اإلداري في الرقابة العمرانية.
تكمن أهمية الموضوع محل الدراسة من خالل اهتمام المشرع الجزائري في وضع قوانين
تبين الشروط واالجراءات القانونية بالعمران باعتبارها مرتبطة بالملكية العقارية التي تدخل ضمن
ترتيبات المخططات العمرانية التي تساهم بشكل أو بآخر على تنظيم التطور العمراني ،األمر
الذي جعل دورها األساسي في حماية البيئة من خالل ضمان صالحية القطع األرضية المجزأة
والمحافظة على عليها من أجل تشييد البنايات عليها في ظل تحقيق التوافق بين قانون التهيئة
والتعمير مع األصول والمواصفات العمرانية واستفائها للمعايير واالشتراطات البنائية التي يتم
من خاللها توفير مقتضيات الصحة العمومية وحماية البيئة من أخطار التلوث العمراني.
أسباب اختيار الموضوع:
ولعل من أهم أسباب اختيار هذا الموضوع كونه يمس جانبا مهما في حياتنا اليومية باعتبار
الرقابة على التعمير التي تتعلق بالملكية العقارية وكذا معرفة الدور الذي لعبه المشرع الجزائري
في تنظيم عملية التعمير السيما وأن كمية النصوص القانونية الصادرة في هذا اإلطار معتبرة.
ومن خالل ما تم التطرق إليه يمكن صياغة اإلشكالية التالية:
الى أي مدى ساهمت الهيئات واألشخاص المؤهلة قانونا لضبط التجاوزات وتجاهل
االفراد الحكام قانون التهيئة والتعمير ؟
الهدف من الدراسة:
الهدف من الدراسة هو محاولة تسليط الضوء على القوانين التي تناولت الهيئات والسلطات
الرقابية ومعرفة االجراءات الجديدة التي أتى بها المرسوم التنفيذي 15من جهة ،ومن جهة
د
مقدمة.
أخرى معرفة مدى تطبيق هذا النظام القانوني على أرض الواقع مع الوقوف على مدى فعالية
هذه الرقابة في التنظيم العمراني.
صعوبات الدراسة:
وكان من أبرز الصعوبات التي واجهتنا النقص الكبير والفادح في الم راجع المتخصصة خاصة
من الجانب المتخصص في التشريع الجزائري ،إضافة إلى صعوبة الحصول على م ا رجع
أجنبية ،مما دفع بنا إلى االعتماد بصورة كبيرة على القوانين -29والمرسوم التنفيذي15 -
الجزائرية الصادرة في هذا الموضوع ومن أهمها القانون 90 91/دون أن نغفل ضيق الوقت
الذي لم يسعفنا للبحث أكثر والتعمق في الرقابة على التجاوزات لقانون التهيئة والتعمير
منهج الدراسة:
وقد اعتمدنا المنهج التحليلي من خالل تحليل بعض النصوص القانونية بغية الوقوف على ما
شاب هذه النصوص من نقائص قانونية غفل عنها المشرع الجزائري ،مقارنة بالنصوص
القانونية المختلفة المعالجة للنظام القانوني للرقابة العمرانية ،إضافة إلى المنهج الوصفي لجمع
المادة العلمية واإلحاطة بجميع عناصرها.
تقسيم الموضوع:
ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة وضعنا تقسيما للموضوع محل الدراسة يتكون من
فصلين تناولنا في الفصل األول السلطة اإلدارية المؤهلة قانونا بضبط المخالفات العمرانية ،وفي
الفصل الثاني دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
ه
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
و بهذا حدد القانون الخاص بالتعمير السلطات اإلدارية المؤهلة قانونا بضبط المخالفات
العمرانية و البناء و التي تسجل العديد من المخالفات و التدخالت و بهذا سنوضح من مبحثين
السلطات اإلدارية المؤهلة بضبط المخالفات العمرانية .
5
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
6
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
المبحث األول :دور الجماعات المحلية في المراقبة على أشغال البناء والتعمير:
المقصود هنا هيئات وأجهزة الرقابة وهي هيئات الضبط اإلداري لها مهمة المحافظة على
النظام العام العمراني والبناء دون مخالفته مع مختلف القوانين المعمول بها في أشغال البناء
1
والتعمير.
تمثل الوالية القاعدة الالمركزية في التسيير والوالي هو ممثل الدولة ومندوب الحكومة على
مستوى الوالية ويلعب كل من الوالي والمجلس الشعبي الوالئي دو ار مهما في مجال التهيئة
2
والتعمير.
ينشط الوالي ويراقب عمل مصالح الدولة المكلفة بمختلف القطاعات في الوالية ومنها التهيئة
والتعمير والمصالح التقنية وكذا يسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات في إطار المحافظة على
3
النظام العام ،األمن ،السالمة والسكينة العامة.
ويتخذ ما يراه مناسبا من ق اررات إدارية كما يقوم بتسليم رخص وشهادات التعمير (المادة
30والمادة 30من قانون )99-19و يالحظ ان الوالي استبعد من مهمة المراقبة و المعاينة
للبيانات التي هي في طور اإلنجاز و هذا في التعديل الوارد في المادة 30ألن المجلس
الشعبي البلدي هو فعال الشخص األقرب لمجال التعمير اكثر من الوالي و هذا داللة على توجه
المشرع نحو المركزية التعمير حيث نجد أن نص المادة 30األصلي ينص على إمكانية زيارة
الوالي ،رئيس المجلس الشعبي البلدي و كذا االعوان المحلفين في كل وقت البنايات الجاري
1
شامة إسماعيل ،النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري ،دراسة وصفية تحليلية ،دار هموم ،الجزائر ،سنة ،9990ص 992
2
خثيري فاروق ،مخالفات البناء والتعمير في التشريع الجزائري ،مذكرة ماستر في الحقوق ،جامعة المدية ،9999 ،ص 29
3
المواد 990 – 999 – 900من القانون 93-99المؤرخ في ،9999/9/99المتعلق بالوالية ،الجريدة الرسمية العدد 99
7
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
تشييدها و القيام بالتحقيقات و إبالغهم بالمستندات المتعلقة بالبناء لكن المادة 30المعدلة تجبر
1
على القيام بالزيارات .
1
غواس حسينة ،اآلليات القانونية لتسيير العمران ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ،جامعة قسنطينة ،9999 ،ص 991
2
خثيري فاروق ،المرجع السابق ،ص 29
3
نفس المرجع ،ص 21
8
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
اقتراح بناء على تقييم دوري ،عناصر سياسة السكن تتكيف مع الظروف وخصوصيات
الوالية.
توفير االتصال مع الهيئات المعنية والجماعات المحلية الظروف الحيوية التي تخص انجاز
عمليات السكن االجتماعي.
تكوين مختلف الملفات التنظيمية الضرورية لالطالع على الدراسات واألشغال وكذا تسليم
رخص البناء.
تولي متابعة وجمع عمليات الدراسة واستغاللها وانجاز التجهيزات العمومية.
السهر على تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية في مجال المحاسبة والصفقات واإلشراف
1
على الدراسات.
كما ذكرنا سابقا في دور الولي في الرقابة على أشغال البناء والتعمير يأتي دور البلدية ممثلة
في رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي يسهر على فرض وضبط المخالفات العمرانية وبصفته
كونه ينتمي لجهاز الضبط اإلداري يحافظ على النظام العام للعمران وقد خول له عدة مهام
والدور الذي لعبه هذا األخير هو الدور الرقابي من خالل السهر على عمليات البناء وفق
2
الشروط المحددة.
وبهذا يتضح لرئيس المجلس الشعبي البلدي سلطات واسعة للقيام بهدف ،قصد المحافظة
على النظام العام العمراني بحيث خول له زيارة أماكن انجاز البناء _ كذلك حق اصدار قرار
هدم البناء الغير مرخص _ وسلطة تنفيذ قرار العدالة في حالة تشييد بناء مطابق لرخصة
البناء.
1
خثيري فاروق المرجع السابق ،ص 21
2
انظر المادة 990من القانون رقم 99_99المؤرخ في 99جوان ،9999يتعلق بالبلدية ،ج ر عدد ،03الصادرة في 99جويلية 9999
9
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
أوجب الشرع الجزائري لرئيس المجلس الشعبي البلدي الحق في زيارة البنايات أثناء تنفيذ
األشغال ضمانا الحترام رخصة البناء وهذا وفقا لنص المادة 30المعدلة من القانون رقم
91_19على أنه " يجب على رئيس المجلس الشعبي البلدي وكذلك أعوان المحلفين المفوضين
زيارة كل البنايات في طور اإلنجاز " ...
وفقا للمادة نجد أن المشرع الجزائري جعل االلتزامات الميدانية على كل البنايات التي هي في
طور اإلنجاز في حين أن قبل التعديل جعل مثل هذه الزيارات أمر اختياري وذلك ابتداء بكلمة
1
يمكن.
يتعين على رئيس المجلس الشعبي البلدي أثناء قيامه بزيارة انجاز البنايات ومراقبتها أن
يجدول زمني للمعاينة يبلغه لكل من الوالي ومدير التعمير المختصين وأن يكون مرفقا بأعوان
2
مؤهلين قانونا ،كما تكون الزيارة وفقا لألوقات المسموحة بها قانونا.
كما انه ال يقوم كل من رئيس المجلس الشعبي البلدي واألعوان المؤهلين بمعاينة األشغال
أثناء سيرها وال توصل فروع البناءات من مختلف الخدمات التي تقدمها اإلدارة إال باستظهار
3
رخصة البناء ووصل افتتاح الورشة أي بعد افتاح الورشة.
أضافت المادة 30المعدلة من القانون رقم 91_19المتعلقة بالتهيئة والتعمير على أنه عند
القيام بالزيارات التفقدية للبنايات التي هي في طور اإلنجاز من طرف المجلس الشعبي البلدي
واألعوان المؤهلين قانونا حق التقنية الخاصة بالبناء أثناء قيام رئيس المجلس الشعبي البلدي
1
شريدي ياسمين ،الرقابة اإلدارية في مجال التعمير والبناء ،مذكرة نيل شهادة ماجستير في القانون ،فرع قانون أعمال ،كلية الحقوق ،جامعة بن يوسف
بن خدة ،الجزائر ،9999_9993 ،ص 39
2
انظر المادة 99من المرسوم التنفيذي رقم 00_92المؤرخ في 09جانفي 9992المحدد لشروط و كيفية تعيين االعوان المؤهلين لبحث في
مخالفات التشريع و التنظيم في مجال التهيئة والتعمير ومعاينتها و اجراء المراقبة ،ج ر عدد ،92الصادرة في سنة 9992
3
انظر المادة 09من المرسوم التنفيذي رقم 939_19المؤرخ في 99ماي 9119يحدد كيفية تحضير شهادة التعمير ورخصة التجزئة وشهادة
المطابقة ورخصة الهدم وتسليم ذلك ،ج ر عدد ،99سنة 9119معدل ومتمم
10
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
بالمراقبة يتعين عليه أن يطلب من المالك أو من موكله أو من ممثل صاحب المشروع الوثائق
التي تسلمها المصالح المختصة،
1
وتتمثل هذه الوثائق
بالتالي إذا كان المعني باألمر ال يتوفر على الوثائق المطلوبة انه يمكن لرئيس المجلس الشعبي
البلدي أن يحرر ضده أشغال شرع فيها بدون رخصة أو محضر معاينة أشغال شرع فيها وغير
2
مطابقة لرخصة البناء.
لقد منح المشرع في القانون رقم 90_90المعدل والمتمم للقانون رقم 91_19المتعلق
بالتهيئة والتعمير االختصاص لرئيس المجلس الشعبي البلدي المختص بأن يصدر قرار هدم
البناء المنجز دون رخصة حيث تنص المادة مكرر 90من القانون رقم 90_90المعدل
بالقانون رقم 91_19المتعلق بالتهيئة والتعمير على أنه" :عندما ينجز البناء بدون رخصة
يتعين على العون المؤهل قانونا تحرير محضر إثبات المخالفة وارساله الى رئيس المجلس
الشعبي البلدي والوالي المختصين في أجل ال يتعدى اثنين وسبعين ( )39ساعة.
1
انظر المادة 92من المرسوم التنفيذي رقم ،00_92المرجع السابق
2
صليحة سعد ،سلطات الضبط اإلداري لرئيس المجلس الشعبي البلدي في مجال العمران "مجلة البحوث والدراسات اإلنسانية" كلية العلوم اإلنسانية،
جامعة سكيكدة ،عدد 2نوفمبر ،9999ص 099
11
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
في هذه الحالة ومراعاة للمتابعات الجزائرية ،يصدر المجلس الشعبي البلدي المختص قرار هدم
البناء في أجل ثمانية ( )99أيام ابتداء من تاريخ استالم محضر اثبات المخالفة "...
نستخلص من هذه المادة ،لإلدارة سلطة واسعة إلصدار قرار الهدم وتنفيذه بعدما كانت المادة
1
32من القانون 91_19اللجوء إلى القضاء إلصدار قرار الهدم.
أضافت الفقرة 0من المادة 32مكرر 0من القانون رقم 90_0يتعلق بالتهيئة والتعمير
على أنه في حالة قصور رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص وبعد انقضاء المهلة الممنوحة
له هنا يصدر الوالي قرار بالهدم في أجل ال يتعدى 09يوم ،هنا للوالي سلطة الحلول من
اآلثار المترتبة عن اصدار قرار الهدم منصوص عليه في الفقرة 0،00من المادة 32مكرر
من القانون رقم 0_0على أنه "تنفذ أشغال الهدم من قبل مصالح البلدية وفي حالة عدم وجود
ما يتم تنفيذ األشغال بواسطة الوسائل المسخرة من قبل الوالي".
يتحمل المخالف تكاليف عملي الهدم ويحصلها رئيس المجلس الشعبي البلدي بكل الطرق
القانونية.
أضافت الفقرة 92من المادة 32مكرر 90من نفس القانون أن إجراءات الهدم ال يتم
توقيفها رغم لجوء المعني إلى القضاء المختص بمعنى آخر ولو رفع المخالف دعوة استعجالية
2
أمام الغرفة اإلدارية
حيث تنص ..." :أن معارضة المخالف قرار الهدم المتخذ من قبل السلطة البلدية أمام الحرمة
القضائية المختصة ال يعلق إجراء الهدم المنفذ من قبل السلطة اإلدارية".
1
وفقا لنص المادة 32الملغاة من القانون رقم 91_19أنه في حالة انجاز أشغال البناء تنتهك بصفة خطيرة األحكام القانونية التنظيمية السارية
المفعول هنا السلطة اإلدارية ترفع دعوة أمام القاضي المختص من اجل األمر بوقف األشغال
2
الشرع في القانون 90_90لم يوضح اإلجراءات التي يتعين القيام بها في حالة عدم اصدار قرار الهدم من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي في
األجل المحدد له وعدم استخدام الوالي لسلطة الحلول
12
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
في األخير يمكن القول ان قرار الهدم ما هو إال جزاء إداري تفرضه السلطة بناء على
المحاضر المخالفات المحددة قانونا إما على عدم الحصول على رخصة البناء أو عدم مطابقة
البناء.
خول المشرع االختصاص لرئيس المجلس الشعبي البلدي بتنفيذ األشغال المقررة في حالة
التأكد من عدم مطابقة البناء لرخصة البناء المسلمة وعدم االمتثال المخالف للحكم الصادر
ضده في اآلجال المحددة ،يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي أو الوالي المختصين بتنفيذ
1
األشغال على نفقات المخالف
هذا األمر الذي أكدته المادة 32مكرر 90من القانون رقم 90_90المعدل والمتمم للقانون
91_19حيث تنص " في حالة التأكد من عدم مطابقة البناء لرخصة البناء المسلمة ،يحرر
العون المخول قانونا محضر معاينة المخالفة ويرسله الى الهيئة القضائية المختصة ،كما ترسل
أيضا نسخة منه الى رئيس المجلس الشعبي البلدي والوالي المختصين في أجل ال يتعدى اثنين
وسبعين ساعة (.)39
وبناء على تلك السلطات السالفة الذكر الممنوحة لرئيس المجلس الشعبي البلدي الى أنها
سلطات غير كافية إليجاد التوازن على الرغبات وطموحات األفراد المحليين على مستوى البلدية
للتصرف بكل حرية في ملكيتهم العقارية ،إال أنه من الناحية الواقعية هذه السلطات أغلبها لم
تطبق على أرض الواقع أي في موجودة من الناحية العملية . 2
1
صليع سعد ،المرجع السابق ص 099 ،099
2
بعلي محمد الصغير ،المحاكم اإلداري (الغرفة اإلدارية) ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر ،9990 ،ص 30
13
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
المطلب الثالث :دور األجهزة المساعدة للجماعات المحلية في المراقبة على أشغال
البناء والتعمير:
نظ ار للتراكمات الناجمة عن غياب سياسة عمرانية صارمة ،ومن أجل ضمان رقابة فعالة
في ميدان التهيئة والتعمير ،قام المشرع الجزائري بإنشاء واستحداث لجان تقوم بمراقبة األعمال
المتعلقة بالعمران حيث تكون أكثر قربا من الميدان والمواطن ،وهذا للقضاء على مختلف
المخالفات التي تنخر المجال.
إن هيئة الرقابة التقنية هي هيئة ذات طابع اقتصادي تتكفل بمراقبة ومتابعة مشاريع البناء
قبل وأثناء وبعد اإلنجاز لذلك سنقوم بدراسة هذه الهيئة بنوع من التفصيل التالي:
تم إنشار هيئة المراقبة التقنية للبناء بموجب األمر 90/39الصادر في 9139/99/91
وهذه الهيئة هي مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي أو تجاري لها الشخصية المدنية
واالستقالل المالي.
1
خليفة حاج ،الرقابة اإلدارية ألعمال البنا ء في التشريع الجزائري؟ ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق تخصص قانون اداري ،جامعة محمد خيضر
–بسكرة-
14
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
تعد الهيئة الوطنية لرقابة البناء التقنية في وسط البالد مؤسسة اشتراكية ذات طابع اقتصادي
طبقا ألحكام األمر رقم 30/39الصادر في 9139/99/92والمتعلق بالتسيير االشتراكي
للمؤسسة والنصوص المتخذة لتطبيقه "تعد الهيئة تاجرة في عالقتها مع الغير وتخضع للتشريع
1
الجاري به العمل والقواعد المنصوص عليها في المرسوم"
نالحظ على نص المادة أعاله أن المشرع الجزائري بإتباعه النهج االشتراكي ،جسد ذلك
بالمنظومة التشريعية الجزائرية ومنها التنظيم القانوني لهذه الهيئة.
كما يتبين من الفقرة الثانية أن المشرع قد جعل من نشاط الهيئة المزدوج بحيث تعامل مع
الدولة كشخص اداري وبالتالي تخضع لقواعد القانون العام (القانون اإلداري) في التعامل معها
وفي اآلن نفسه تتعامل مع الغير(الخواص) كتاجرة ومن ثم خضوعها في تعامالتها لقواعد
القانون الخاص (قواعد القانون المدني والتجاري).
وقد تم انشاء خمس هيئات ذات طابع وطني لرقابة البناء التقنية وهي كما يلي:
2
الهيئة الوطنية لرقابة البناء التقنية في وسط البالد مقرها الجزائر العاصمة
3
الهيئة الوطنية لرقابة البناء التقنية في جنوب البالد مقرها بمدينة غرداية
4
الهيئة الوطنية لرقابة البناء التقنية في غرب البالد مقرها بمدينة وهران
5
الهيئة الوطنية لرقابة البناء التقنية في شرق البالد مقرها مدينة قسنطينة
6
الهيئة الوطنية لرقابة البناء التقنية للشلف مقرها بمدينة الشلف
كما استحدث هيئتين وطنيتين للوقاية التقنية إحداهما لقطاع األشغال العمومية بمقتضى
2
المرسوم 1 999/92واألخرى لقطاع الري بمقتضى المرسوم رقم .999/92
1
المادة 99من المرسوم التنفيذي 990/92يتضمن تغيير هيئة المراقبة التقنية للبناء ،ج ر سنة 9192عدد 90000
2
المادة 3من المرسوم رقم 990/92سبق ذكره
3
المادة 3من المرسوم رقم 992/29المؤرخ في 9192 ...... 91يتضمن إنشاء هيئة وطنية لرقابة البناء التقنية في جنوب البالد ،ج ر العدد 00
4
المادة 3من المرسوم رقم 993/92المؤرخ في 9192 ...... 91يتضمن إنشاء هيئة وطنية لرقابة البناء التقنية في غرب البالد ،ج ر العدد 00
5
المادة 3من المرسوم رقم 999/92المؤرخ في 9192 ...... 91يتضمن إنشاء هيئة وطنية لرقابة البناء التقنية في شرق البالد ،ج ر العدد 00
6
المادة 3من المرسوم رقم 991/92المؤرخ في 9192 ...... 91يتضمن إنشاء هيئة وطنية لرقابة البناء التقنية في الشلف البالد ،ج ر العدد 00
15
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
تتجسد مهام الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء في مراقبة ومتابعة مشاريع البناء وتكون
مهامها منحصرة في ثالث مراحل قبل وأثناء وبعد اإلنجاز.
حيث تتجلى مهامها قبل إنجاز األشغال في دراسة الملف دراسة شاملة وعامة وابرام اتفاقية في
حالة موافقتها على متابعة المشروع ،أما مهام الهيئة أثناء اإلنجاز فتتمثل في مراقبة األشغال
ومتابعتها ،أما بعد ذلك فتكون مهامها هي التأكد من مدى مطابقة األشغال المنجزة للتصاميم
الهندسية ومدى موافقتها للشروط واألصول الفنية ويمكن تلخيص مهام هيئة الرقابة التقنية للبناء
فيما يلي:
" ...وتتمثل هذه المهمة في دراسة جميع التراتيب التقنية التي تتضمنها المشاريع دراسة نقدية ال
سيما رقابة تصميم األعمال الكبرى والعناصر التي ترتبط بها للتأكد من مطابقتها لقواعد البناء
ومقاييسه.
وتتم هذه الرقابة برقابة تنفيذ األشغال قصد السهر على احترام المخططات المعتمدة كيفيات
التنفيذ
يتبين من المادة أن الهيئة التقنية للبناء تتدخل في المرحلة االبتدائية ،أي قبل تنفيذ األعمال
حيث تجري دراسة انتقادية لمجموع الترتيبات الفنية خاصة فيما يتعلق بتصميم األعمال الكبرى
1
مرسوم رقم 999/92مؤرخ في 9192 .... 91المتضمن جعل المخبر الوطني لألشغال العمومية هيئة وطنية لرقابة تقنية األشغال ،ج ر ،العدد
00
2مرسوم رقم 999/92مؤرخ في 9192 .... 91المتضمن ،ج ر ،العدد 00
3
المادة 0فقرتها الثانية والثالثة من المرسوم رقم ،990/92السابقة الذكر
16
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
والعناصر التي ترتبط بها للتأكد من مطابقتها لقواعد البناء كما لها دور في مراجعة
التصميمات ،إذ ال يمكن الشروع في العمل الخاص فيما يتعلق بالصفقات العمومية دون
1
المصادقة على التصميمات من طرف هذه الهيئة.
كذلك تتدخل في مرحلة ثانية ،أي خالل تنفيذ األعمال ،حيث تراقب مختلف أنواع العمارات
لتتأكد من ثبات بنائها وديمومة أساسها وصالحية كل ما له أثر في هيكله وجدران محيطه
ويقفه بغية تقليل أخطاء الغوص في هذا المجال والمساهمة في الوقاية من النقائص التقنية التي
قد تط أر أثناء اإلنجاز فتكون هذه الرقابة إذا رقابة تنفيذ االشغال قصد السهر على احترام
المخططات المعتمدة وكيفيات التنفيذ . 2
1
إبراهيم يوسف "المسؤولية العشرية للمهندس المعماري المقاول" المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية ،الجزء ،00العدد 9110 ،0
ص 239
2
المادة 0في فقرتها السادسة ،من المرسوم 990/92سبق ذكره
3
المادة 0في فقرتها السابعة والثامنة والتاسعة من المرسوم رقم 990/92نفس المرجع
17
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
الدولة أو الجماعات المحلية أو الهيئات العمومية والخواص تكون مقابل مبلغ مالي باعتبارها
1
مؤسسة ذات أسهم .
تزود الدولة هذه المفتشية بالوسائل البشرية والمادية الضرورية لعملها كما تنشأ مفتشيات جهوية
للعمران والبناء على مستوى تسع 91واليات تحت سلطتها بموجب المرسوم التنفيذي 091_99
المؤرخ في 9999/99/93المتضمن إنشاء المفتشيات الجهوية للعمران والبناء وتنظيمها
3
وعملها
1
المادة 0من المرسوم رقم 990/92المرجع السابق
2
المادة 9من المرسوم التنفيذي 099_9المؤرخ في ، 9999/99/93يحدد مهام المفتشية العامة للعمران والبناء وتنظيمها وعملها ،الجريدة الرسمية،
العدد 21
3
المادة 9من المرسوم رقم 099_9المرجع السابق
18
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
تمثل جهاز الدولة في مجال مراقبة تطبيق القوانين والتنظيمات المتعلقة بالعمران والبناء
وحماية اإلطار المبني وتتولى القيام بهذه المهام حيث تضمن تنسيق أنشطة مديريات العمران
والبناء ال سيما فيما يتعلق بمراقبة األنشطة وأعمال العمران والبناء وتقوم بالتحقيقات المتعددة
االختصاصات وتصنع الفرق المتخصصة للتكفل بالمهام المنوط بها وكذا تقوم دوريا بإعداد
ملخصات حصائل نشاط مديريات العمران والبناء وتتولى مهمة تصور وتنفيذ برامج للمراقبة في
مجال العمران والبناء وحماية اإلطار المبني على مستوى كل إقليم الذي يدخل ضمن
اختصاصها باالت صال مع الهيئات األخرى للدولة والجماعات المحلية كما تسهر على شرعية
تسليم العقود الخاصة بالعمران المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول به في ميدان
العمران والبناء وحماية اإلطار المبني تقوم باالتصال مع الهيئات األخرى المعنية بكل تحقيق له
1
وتساعد الجمعيات المحلية والمؤسسات العمومية والمتعاملين في عالقة بمجال نشاطها
مجاالت اختصاصها كما تقترح كل التدابير التي ترمي الى تحسين الجهاز التشريعي والتنظيمي
المتصل بالعمران وتتصل مع أجهزة الدولة األخرى والجماعات المحلية باتخاذ التدابير التي
تهدف الى مكافحة البناء غير الشرعي أو الهش أو الفوضوي أو الغير مكتمل ،تطور اإلعالم
وقوم بتحسين المتعاملين . 2
1
المادة 9من المرسوم التنفيذي 091_99المتضمنة إنشاء المفتشيات الجهوية للعمران والبناء وتنظيمها وعملها
2
مريم بوخاري ،اآلليات القانونية للرقابة على التعمير في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماستر تخصص قانون عقاري ،جامعة الدكتور يحي فارس _
المدية ،سنة 9990ص00
19
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
بالرجوع الى المادة 19من المرسوم التنفيذي 91/90قد نصت على أنه ينشأ لدى الوزير
المكلف بالتعمير ولدى كل رئيس مجلس شعبي بلدي ،لجنة مراقبة عقود التعمير وتدعى في
طلب النص "اللجنة" وتتكلف هذه اللجنة بالمهام التالية:
متابعة العرائض المقدمة لدى السلطات المختصة في مجال تسليم عقود التعمير ويرأس
اللجنة حسب الحالة الوزير المكلف بالعمران أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي
2
أو ممثلوهم 1كما تقوم أيضا بمراقبة األشغال طبقا للرخص المسلمة.
1
بلعيد كهينة ،الرقابة على أشغال التهيئة والتعمير في القان ون الجزائري ،بحث تخصص الجماعات المحلية والهيئات اإلقليمية فرع القانون العام ،جامعة
عبد الرحمان ميرة كلية الحقوق ،بجاية ،سنة ،9992ص 02
2
امعاش حكيمة ،آليات وقواعد الرقابة اإلدارية في مجال التهيئة والتعمير ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية،
سنة ،9990ص 00
20
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
المبحث الثاني :دور األعوان المؤهلون قانونا لمراقبة أشغال البناء والتعمير:
إن عدم االمتثال لألحكام التي ينص عليها قانون التهيئة والتعمير أدى الى ظهور عدة
مخالفات عمرانية ،والتي تسبب أضرار بالغة للمظهر العمراني وللحد من هذه المخالفات وضع
المشرع عدة أعوان يسهرون على مراقبة ومعاقبة كل من يخالف تلك النصوص القانونية التي
وضعها المشرع وسأتطرق من خالل مبحثي هذا الى أهم االعوان المؤهلين لرقابة أشغال البناء
والتعمير في سبيل الحد من المخالفات العمرانية.
نظ ار للتراكمات الناجمة عن غياب سياسة عمرانية صارمة ،ومن أجل ضمان رقابة فعالة في
ميدان التهيئة والتعمير ،قام المشرع الجزائري بإنشاء واستحداث لجان تقوم بمراقبة االعمال
المتعلقة بالعمران ،حيث تكون أكثر قربا من الميدان والمواطن ،وهذا للقضاء على مختلف
المخالفات التي تنخر المجال.
جهاز تابع لو ازرة السكن موجود على مستوى كل والية ،أسس بموجب المرسوم التنفيذي رقم
، 990-92يختص بالمصادقة على الوثائق التقنية التنظيمية للبناء ،وتسهر على احترام القواعد
التقنية للبناء ،وتقوم بمراقبة أعمال البناء ومدى مطابقتها مع المخططات المصادق عليها.
لكن هذه اللجنة ال تقوم بعملية الرقابة من تلقاء نفسها ،بل بعد إخطارها من قبل المصالح
المحلية المختصة ،وال تكون الرقابة على جميع أنواع السكنات ،بل تقتصر على البناءات
1
والمنشآت العمومية فقط.
1
زناني جلول ،تشريع التعمير والتطور العقاري في الجزائرwww.zenatidjelloul@yahoo.fr،
21
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
يندرج هذا الجهاز في إطار تدعيم الرقابة بتنظيم هذه الهياكل غير الممركزة الجديدة ،استجابة
إلعادة تنظيم الغدارة المركزية لو ازرة السكن والعمران ،أسست بموجب المرسوم التنفيذي -99
1
.099
تضمن المفتشية العامة للعمران التنسيق بين المصالح الخارجية المكلفة بالعمران والبناء،
واإلطار المبني ،وتقوم باقتراح كل التدابير الرامية إلى تحسين فعاليتها ،وتعزيز عملها ،كما
2
تسهر على تطبيق التشريع والتنظيم في ميدان التعمير.
تهدف هذه المفتشية إلى تقوية دور الدولة في مجال المراقبة التقنية ،من أجل ضمان نمو
3
منسجم ومتوازن للنسيج العمراني.
الفرع الثالث :اللجنة الخاصة المستحدثة بموجب المرسوم التنفيذي رقم :60-60
بموجب المادة 31من المرسوم التنفيذي رقم ،92-90قام المشرع الجزائري باستحداث لجنة
خاصة تنشأ لدى كل من الوزير المكلف بالتعمير ،ولدى كل رئيس مجلس شعبي بلدي ،أراد من
خاللها التأكيد على أهمية الحضور المكثف للسلطة اإلدارية على المستويين الوطني والمحلي.
تتلخص مهام هذه اللجنة في المادة 99من نفس المرسوم :حيث تقوم بدراسة إجراءات طلبات
عقود التعمير ،وتشرف على األشغال طبقا للرخص المسلمة ،ويكون عن طريق القيام بالزيارات
4
الميدانية.
1
المرسوم التنفيذي رقم ،533-80المؤرخ في ،7880/11/72المتضمن إنشاء المفتشيات الجهوية للعمران والبناء وتنظيمها وعملها ،ج.ر عدد
.7880،96
2
يهمي محمد ،النظام القانوني لشرطة العمران في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،تخصص القانون العقاري والزراعي ،قسم القانون الخاص،
كلية الحقوق ،جامعة سعيد دحلب-البليدة ،7811 ،ص.112
3
انظر المادة 26من المرسوم التنفيذي رقم ،85-89المرجع السابق.
4
انظر المادة 08من المرسوم التنفيذي رقم ،89-85المرجع نفسه.
22
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
تقوم اللجنة بمتابعة العرائض المقدمة لدى السلطات المختصة في ميدان تسليم رخص العمران،
كم ا أنها تشارك بشكل إيجابي في اعمال البناء ،وذلك انطالقا من اللحظة األولى المتعلقة
بالتخطيط واستعمال األراضي استعماال تقنيا واقتصاديا وصحيحا.
-المستخدمين الذين يمارسون عملهم بإدارة و ازرة السكن والعمران وهؤالء يعينون من بين:
رؤساء المهندسين المعماريين ورؤساء المهندسين في الهندسة المدنية ،والمهندسين التطبيقيين
في البناء ذوي خبرة ثالثة سنوات على األقل في ميدان التعمير ،والتقنيين السامين في البناء
ذوي خبرة خمسة سنوات على األقل.
1
أنظر المادة 29من القانون ،76-68المرجع السابق.
2
المرسوم التنفيذي رقم ،741-86المؤرخ في جويلية ،7886المتضمن القانون األساسي الخاص بالعمال المنتمين إلى األسالك التابعة لوزارة
التجهيز والسكن ،ج-ر عدد (.7886 ،45معدل ومتمم).
23
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
-االعوان الذين يمارسون عملهم بمصالح التعمير التابعة للبلدية ،يعينون من بين :رؤساء
المهندسين المعماريين ،ورؤساء المهندسين في الهندسة المدنية ،ومن بين المهندسين
1
المعماريين ،والمهندسين في الهندسة المدنية ذوي خبرة سنتين على األقل في ميدان التعمير.
أضافت المادة 90من قانون اإلجراءات الجزائية 2:رؤساء المجالس الشعبية البلدية،
ضباط الدراك الوطني ،محافظو الشرطة ،ضباط الشرطة ذو الرتب في الدرك ،رجال الدرك
الذين أمضو في سلك الدرك ثالثة سنوات على األقل ،والذين تم تعيينهم بموجب قرار مشترك
بين وزير الدفاع ووزير الداخلية ،إضافة إلى ضباط الصف التابعين لألمن العسكري الذين
عينوا بموجب قرار وزاري مشترك بين وزير الدفاع ووزير العدل.
نصت المادة 99من قانون اإلجراءات الجزائية على أعوان الضبط الغابي ذو االختصاص
الخاص ،والمؤهلين لمعاينة المخالفات الواقعة على األراضي الغابية.
أعطى المشرع صفة ضابط شرطة قضائية في مجال التعمير كذلك للمهندسين المعماريين،
والمتصرفين اإلداريين ،والتقنيين السامين ،والتقنيين الذين هم في حالة خدمة لدى اإلدارة
المركزية بو ازرة الهندسة المعمارية والتعمير ،وكذا على مستوى الواليات.
خول المشرع الجزائري األعوان المؤهلين قانونا اختصاصا عاما في مجال مراقبة أعمال
البناء الواقعة في دائرة اختصاصهم ،وفقا لما نصت عليه المادة 30من القانون 99-19
المتعلق بالتهيئة والتعمير.
1
بطوش كهينة ،المسؤولية المدنية للمهندس المعماري ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ،فرع قانون المسؤولية المهنية ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة مولود مهمري -تيزي وزو ،7817 ،ص.99
2
انظر المادة 13من االمر ،133-99المرجع السابق.
24
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
تمارس وحدات شرطة العمران نشاطاتها بالتنسيق مع المصالح المختصة ،حيث تكلف بالسهر
على تطبيق االحكام التشريعية والتنظيمية في مجال التطور العمراني وحماية البيئة ،وتسهر
على جمال المدن واألحياء.
يقوم الموظفون المؤهلون بالبحث والتحري على مخالفات التعمير بفرض رخص البناء على كل
أشكال البناء ،وتبليغ السلطات المختصة عن كل أشكال البناء الفوضوي ،وتحارب االحتالل
الالشرعي لألراضي ،ويقومون كذلك بتقديم اإلعذارات للمخالفين ،وتحرير المحاضر ضدهم بعد
1
المعاينة.
يقوم االعوان كذلك بمحاربة التجاوزات التي تؤثر على البيئة ،والنظافة ،والصحة العمومية،
وذلك عن طريق السيطرة على الميادين بالدوريات وعمليات المراقبة ،وتنظيم عمليات تحسيسية
واعالمية لصالح المواطنين بالتنسيق مع وسائل اإلعالم.
في حالة تسجيل مخالفة في مجال العمران ،يتعين على العون المؤهل تحرير محضر إثبات
المخالفة ،وارساله إلى رئيس المجلس الشعبي او الوالي المختصين ،وفي حالة المخالفات التي
2
تقتضي معارف تقنية يجب على عناصر الشرطة االستعانة بموظفي من ذوي االختصاص.
تشكل حماية البيئة مسؤولية جماعية تتقاسمها جميع فئات المجتمع بالنظر إلى كونها من
بين القضايا الحساسة والحيوية التي تهدد كل الفئات ،وتأخذ الدولة حي از كبي ار من هذه المسؤولية
من خالل توفير قطاع خاص لها وهو شرطة العمران.
1
فسيح حمزة ،التنظيم القانوني الستغالل العقار الصناعي في عملية االستثمار ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،فرع الدولة والمؤسسات العمومية ،كلية
الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة-الجزائر ،7884-7884 ،ص.44
2
مدور يحيى ،التعمير وآليات استهالك العقار الحضري في المدينة الجزائرية -حالة مدينة ورقلة ،-مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية
والعمران ،تخصص المدي نة والمجتمع والتنمية المستدامة ،قسم الهندسة المعمارية ،كلية الهندسة المدنية الري والهندسة المعمارية ،جامعة الحاج لخضر
–باتنة ،7817-7811 ،ص.00
25
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
فالشرطة إذن هي الهيئة التي تعاون الحكومة والقضاء فـي الدولـة ،وهـي السـلطان الـذي يحمـي
القــانون ويفــرض أحكامــه بحــق وصــدق ،ألن القــانون مجموعــة مــن القواعــد تحكــم العالقــات التــي
تنشأ بين الناس في كل مجتمع لكـي يتحقـق ألفـراده العـيش فـي نظـام ووئـام وأمـن واطمئنـان ،البـد
لــه مــن ســلطان يحميــه ويفــرض تنفيــذ أحكامــه علــى النــاس ،واال تحللـوا منــه ومــن قواعــد أحكامــه،
ولهذا فإن همـزة الوصـل بـين الشـرطة والقضـاء والقـانون وواجـب الشـرطة السـمر علـى احتـرام هـذا
القــانون والتشــبع بــالقيم اإلنســانية اإلســالمية والعربيــة الفاضــلة وتقــديم مــن يخالفــه إلــى القضــاء،
والقضاء الذي يرسى قواعد القانون بأحكام لن يكون لها تأثير إذا نفذت أحكامه هذه جبـ ار إذا لـزم
األمر.
ولذلك فإن مفهوم سيادة القانون ال ينحصـر فـي نـواحي دعـم القضـاء ،وتأكيـد اسـتقالليته ،وتيسـير
الوصول إليه ،وتبسيط إجراءاته أو في كفالة حق التقاضي ،بل إن هذه السيادة تتجسـد أيضـا فـي
2
عمل الشرطة وممارستها الختصاصاتها على الوجه األمثل.
فالقـانون الـذي يحكــم هـذه العالقــات بـين النــاس فـي مجتمعاتنــا الحديثـة لــم يعـد قيــدا علـيهم يقمــع
حريــاتهم ،وال ســيفا مســلطا يتــربص بهــم ،بــل علينــا أن نعــي دائمــا أنهــى فــي حــد ذاتــه صــورة مــن
صور الحرية ،ولقـد أصـبحت الشـرطة شـيئا مختلفـا تمامـا فـي هـذا العصـر المتطـور ،فهـي لـم تعـد
1
مجدي أحمد فتح هللا حسن ،فاعلية األداء الضبطي لرجال الشرطة-دراسة مقارنة-النسر الذهبي للطباعة.7887 ،
2
مجلة الشرطة ،العدد 65:ديسمبر.7886 ،
26
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
فقط أداة القانون لمالحقة المجرمين ولتنفيذ أحكامه جبرا ،ووسيلة لضمان أمن وسـالمة المـواطن،
بـ ــل إن الشـ ــرطة التـ ــي عرفتهـ ــا المجتمعـ ــات القديمـ ــة والحديثـ ــة بأسـ ــماء مختلفـ ــة وبأشـ ــكال عديـ ــدة
وألعراض شديدة التفاوت أصبحت في وقتنا الراهن أداة المجتمعات والدول ،في مكافحة الظواهر
األكثــر خطــورة كــالهجرة الس ـرية وتهريــب المهــاجرين ،بــل وتعكــس بعــض المبــاد والقــيم الواجــب
احترامها هذه األخيرة في الغالـب مـا تتـرجم فـي شـعارات الهيئـة وفـي الشـأن أقـرت المديريـة العامـة
لألمن الوطني الشعارات التالية في سبيل أداء مهامها:
ت م التأسيس الفعلي لشرطة العمران وحماية البيئة بقرار صادر من المديرية العامة لألمن
الوطني تحت رقم/0939 :أو /أ ع المؤرخ في ،9190/90/91 :حيث نص على استحداث
فرق للعمران وحماية البيئة على مستوى مدينة الجزائر العاصمة ،وفي مرحلة ثانية على مستوى
واليات سطيف ،بجاية ،البليدة ،بومرداس ،تيبازة ،النعامة ،البويرة ،عنابة ،وهران ،بشار ،عين
الدفلى ،تبسة ،بسكرة ،معسكر ،برج بوعريريج ،قسنطينة.
وقد انطلقت هذه الوحدات في نشاطها الفعلي بذات السنة ،وأحدثت حركية وديناميكية سيما
في مجال محاربة المظاهر المخلة بسالمة المحيط ،إال أن نشاطات هذه الوحدات تم تجميدها
بموجب القرار الصادر عن مديرية األمن العمومي تحت رقم/0900 :أو /أع المؤرخ في:
9119/93/99وذلك بسبب تردي الوضع األمني ،وحتمية الوقوف الفعلي لمواجهة النشاطات
اإلرهابية ،وبالتالي تم دمج عناصر هذه الوحدات مع زمالئهم في الوحدات العملياتية ،وأسندت
1
مجلة الشرطة ،العدد 64 :جويلية.7886 ،
27
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
مهامها لعناصر ملحة األمن العمومي ،وتمثلت على الخصوص في تقديم المساعدة إلى مصالح
البلدية والدائرة ومختلف المديريات ذات الصلة بنشاط المحيط والعمران.
وتنفيذا لتعليمات و ازرة الداخلية ،تم إعادة تنشيط هذه الوحدات وذلك بإنشاء أول فصيلة سنة
9113في العاصمة وتوسيعها عام 9111على كافة الدوائر التابعة لها ،وبداية من شهر
أفريل ،9999تم إعادة تنشيط هذه الوحدات
على مستوى أهم المدن الكبرى للوطن وهي :وهران ،قسنطينة وعنابة ،وانتهى هذا المخطط
1
بتعميم هذه الفرق في شهر أوت 9999على مستوى كل الواليات القطر الوطني.
تتمثل مهام وحدات شرطة العمران وحماية البيئة في السهر بالتنسيق مع المصالح التقنية
المحلية ،على تطبيق القوانين والتنظيمات في مجال العمران وحماية البيئة ،ومد يد المساعدة في
إطار تطبيق واحترام النصوص المنظمة لتدخالتها ،وفي هذا الصدد وطيقا لقرار اإلنشاء رقم:
9111/9309الذي حدد مهامها في المادة الرابعة منه والتي تمثلت فيما يلي:
1
مجلة الشرطة ،العدد 64 :جويلية.7818 ،
28
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
السهر على تطبيق األحكام التشريعية والتنظيمية في مجال التطور العمراني وحماية
البيئة ،بالتنسيق مع المصالح التقنية ومد يد المساعدة للمواطن في إطار تطبيق واحترام
النصوص المنظمة لتدخالتها.
السهر على احترام األحكام في مجال الملصقات المنصوص عليها فيما يخص البنايات
وفتح الورشات.
محاربة كل مظاهر التجاوزات التي تؤثر على البيئة والنظافة والصحة العمومية وتحرير
المحاضر ضد المخالفين بعد المعاينة.
السيطرة على الميدان بالدوريات وعمليات المراقبة.
تنظيم حمالت تحسيسية واعالمية لصالح المواطنين بالتنسيق مع وسائل اإلعالم وتفعيل
جانب االتصال بين عناصر الشرطة فيما بينهم من جهة وبينهم وباقي األفراد
1
والمؤسسات من جهة أخرى.
1
مجلة الشرطة ،العدد 64 :جويلية .7818 ،ص24،17
29
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
المحكمة الدستورية في إيطاليا بوضوح معنى األمن العام واآلداب العامة في حكمها
الصادر في 9102/92/90 :بقولها " يتوفر األمن العام إذا استطاع المواطنون أن
ينصرفوا إلى مصالحهم المشروعة دون أن يهد دهم خطر أو أدبي ،وبالنسبة إلى اآلداب
العامة فإن من الواضح أن وان كانت معتقدات المواطنين الخاصة أو القيم األخالقية
التي يعتنقونها ليست موضع اعتبار إال أن للمواطنين الحق في أال تقلقهم أو تزعجهم
أية أفعال تتنافى مع اآلداب ،إذا كانت هذه قد تعرض صحتهم للخطر أو يتولد عنها
1
من الظروف ما قد يشجع على ارتكاب الجرائم المخالفة للقانون الجنائي.
-2في مجال حماية البيئة:
يتمثل عمل هذه الوحدات أساسا في محاربة كل المظاهر التي لها تأثير على اإلطار
المعيشي للمواطن راحته أو تشكل مساسا بالبيئة والنظافة والصحة العمومية ،وتثبت كل مخالفة
ألحكام قانون البيئة من طرف األعوان المؤهلين قانونا بموجب محاضر لها قوة اإلثبات ترسل
2
إلى السلطات القضائية المختصة.
الفرع الرابع :خصائص شرطة العمران ونظام االتصال اإلداري فيها بمختلف
اإلدارات:
يتطلب وجود أي نظام في المجتمع وجود هيئة تحفظ لهذا النظام صفة االلتزام ،وهذه الهيئة
يعبر عنها بنظام الضبط ،واذا كان هناك نوعان من الضبط إداري يقصد به " عمل السلطة
التنفيذية وهيئاتها اإلدارية المختصة ،والمنوط بها حفظ األمن والنظام في المجتمع ومنع
اإلخالل به أي مجموعة القواعد التي تفرضها السلطة العامة على المواطنين ،بقصد تحقيق
النظام واألمن والحيلولة دون وقوع جريمة ،وقضائي يقصد به اإلجراءات المنوطة برجال الضبط
بعد وقوع الجريمة ،بغرض التحري عنها وتعقبها ومعرفة مرتكبيها ،ومن ثم فإن كل واقعة ال
1
قدري عبد الفتاح الشهاوي ،الموسوعة الشرطية القانونية ،عالم الكتب ،1622 ،ص.59
2
مجاجي منصور ،النظام القانوني للترخيص بأعمال البناء في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون ،فرع القانون العقاري
والزراعي ،7881-7888 ،ص172-174
30
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
ينطبق عليها وصف الجريمة الجنائية ال تباشر إجراءات الضبط القضائي حيالها ولو ترتب
1
على هذه الواقعة ضرر.
باإلضافة إلى ذلك ،لديها مهمة الرقابة وتفتيش مصالح األمن العمومي المتمركزة على مجمل
التراب الوطني .وتضم مديرية األمن العمومي باإلضافة إلى فروعها على المستوى المحلي:
ألن جهاز الشرطة تكمن قوته في الرجال قبل الوسائل ،وألن العبرة تأخذ بالكم والكيف على
حد سواء في مثل هذا المقام ،فقد عمل المسؤولون على هذا الجهاز منذ نشأته على رفع عدد
الموظفين تماشيا مع االرتفاع المستمر لعدد السكان ،حيث انتقل عدد الموظفين بين سنة
9129إلى 9119من 90209إلى 00392رجل شرطة ،كل ذلك طبعا مع احترام
1
جمال جرجس ،الشرعية الدستورية ألعمال الضبطية القضائية ،النسر الذهبي للطباعة يسرس حسن إسماعيل ،7889 ،ص.2-9
31
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
المؤهالت والقواعد األساسية التي يتوجب أن تتوفر في عناصر الشرطة ،ناهيك عن القواعد
التي يجب الخضوع لها بشكل عام على المستوى العالمي وليس الوطني فقط ،وفي هذا المجال
فقد شرعت الجمعية العامة لألمم المتحدة في وضع هذه المدونة عام 9130بقرارها رقم:
0999في الدورة ، 91حيث كلفت المؤتمر الخامس لألمم المتحدة لمنع الجريمة ومعاملة
المجرمين بصياغة آداب دولية لجهاز الشرطة .حيث قام فريق من خبراء الشرطة بإعدادها
وقامت الجمعية العامة بإحالتها للجنة منع الجريمة بغرض وضعها في صيغتها النهائية ،وجرى
در اسة الشروع في تعمق خالل عامين بواسطة فريق عمل يتبع للجنة الثالثة ،قبل أن تعتمده
1
الجمعية العامة عام .9191
ومع األحداث األليمة التي عاشتها الجزائر لعدة سنوات ،وفقدان الكثير من عناصر الشرطة
خالل تأدية واجبهم الوطني ومحاربة ظاهرة اإلرهاب التي اختلفت وجهات النظر السياسية
حول مفهومها ،إال أننا نجد أن هناك تقاربا واضحا أو تطابقا في بعض األحيان بين التعريفات
التي ت وصل إليها كتاب من دول مختلفة ،وكذلك التعريفات المتضمنة في القوانين الوطنية،
فعرف اإلرهاب على أنه "عنف منظم ومتصل بقصد خلق حالة من الرعب والتهديد العام
الموجه إلى دولة أو جماعات سياسية وترتكبه منظمة بقصد تحقيق أهداف سياسية ،فهذه
الوضعية استدعت زيادة نسبة التوظيف في أقل وقت ممكن وبوتيرة سريعة ،وفي هذا اإلطار
ومن ضمن أهداف السياسة المتبعة إنشاء مصالح متخصصة في شتى الميادين كالعمران،
2
البيئة ،المياه ،المخدرات ،التراث الثقافي الوطني ،السياحة ،المناجم ،وحتى اإلرهاب.
وهو ما يسعى إلى تحقيقه السيد /المدير العام لألمن الوطني ،كل ذلك يدخل في إطار
الشرطة الجوارية ،وقد أثبتت هذه السياسة نجاعة في تحقيق أهدافها ،خاصة إذا ما نظرنا إلى
الخطر الكبير الذي كان يحدق بالجزائريين ويمس أرواحهم جراء أعمال العنف ،التقتيل
والسطو بشتى أنواعها وأوحشها وهو ما يتنافى مع المواثيق واالتفاقات الدولية في هذا الشأن
سيما:
اتفاقية طوكيو الخاصة بالجرائم واألفعال التي ترتكب على متن الطائرات موقعة في
.9120/91/90
الهاي يشأن مكافحة االستيالء على الطائرات موقعة في .9139/99/92
1
محمد األمين البشري ،د-محسن عبد الحميد أحمد ،معايير األمم المتحدة في مجال العدالة الجنائية ومنع الجريمة ،ط ،1660،1ص33
2
محمد األمين البشري ،د-محسن عبد الحميد أحمد ،معايير األمم المتحدة في مجال العدالة الجنائية ومنع الجريمة ،ط.1660 ،1
32
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
اتفاقية مونتلاير الخاصة بقمع األعمال غير المشروعة الموجهة ضد سالمة الطيران
المدني الموقعة بتاريخ 9139/91/90والبروتوكول الملحق بها الموقع في مونتلاير
بتاريخ .9190/90/99
اتفاقية نيويورك الخاصة بمنع ومعاقبة الجرائم المرتكبة ضد األشخاص المشمولين
بالحماية الدولية بمن فيهم الدبلوماسيين الموقعة بتاريخ .9130/99/90
اتفاقية اختطاف واحتجاز الرهائن الموقعة بتاريخ .9131/99/93
اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار لسنة ،9190ما تعلق منها بالقرصنة البحرية.
اتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب التي تضمنت إق ار ار بحق الشعوب في تقرير مصيرها،
ولقد ظهرت هذه الجريمة نتيجة اتحاد أسباب اجتماعية ،اقتصادية ونفسية ،وأخرى
1
مباشرة.
-0إجراءات الضبط القضائي الحقة على وقوع الجريمة:
تهدف اإلجراءات التي تقوم بها شرطة العمران إلى التحري عن الجريمة والوصول إلى
تحديد شخصية مرتكبيها ،فما دام الهدف من إجراءات الضبط القضائي هو قمع
الجريمة ،فإن ذلك يقتضي أوال وقوع جريمة جنائية ويقتضي ثانيا مباشرة إجراءات
الضبط اتجاه الجريمة التي ارتكبت ،والجدير بالذكر أنه إذا كان من الالزم مباشرة
إجراءات الضبط القضائي بعد وقوع الجريمة ،غير أن هذه اإلجراءات قد تمارس قبل
ظهورها ،ومثال ذلك إجراءات االستدالل والتحري التي تقوم بها شرطة العمران أثناء
الدوريات العادية لمراقبة أشغال البناء ،أو ضمان لجان خاصة تكون طرفا فيها مع باقي
المصالح ذات الصلة بجانب العمران.
1
محمد األمين البشري ،التحقيق في الجرائم المستحدثة ،جامعة نايف للعلوم األمنية-مركز الدراسات والبحوث ،ط ،7884 ،1ص .146-145
33
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونيا بضبط المخالفات العمرانية.
معنى ذلك أن هذه اإلجراءات ال تؤدي إلى تحريك هذه الدعوى ،كونها إجراءات أولية،
فت حريك الدعوى ومباشرتها من اختصاص النيابة العامة ،أو قاضي التحقيق ،غير أن
المحاضر التي تم تحريرها في مجال العمران لها حجية إذ تعتبر كذلك لغاية الطعن
فيها بالتزوير.
-5إجراءات الضبط تتخذ بصدد واقعة وان لم يكن لها وصف الجريمة الجنائية:
إذا كان األصل أن إجراءات الضبط القضائي ال تطبق إال على الجرائم التي ينطبق
عليها وصف الجريمة الجنائية ،إال أن شرطة العمران زيادة على ذلك تباشر كل
اإلجراءات حتى تلك التي تندرج ضمن إجراءات الضبط اإلداري ،باعتبار أن هذه
األخيرة مرتبطة ارتباط وثيق في بعض مهامها بمختلف الق اررات التي تصدرها السلطات
المحلية كوالي الوالية مثال ،باعتبار أن هذه الق اررات ال تشكل في أغلب األحيان نص
جزائي يرتب عقوبة جنائية ،فهي في أكثرها نصوص تنظيمية مرتبطة بالمنفعة العامة
1
والمرافق العمومية التي تقدم خدمات للجمهور.
1
محمد األمين البشري ،المرجع السابق ،ص .45
34
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
تثير أعمال التعمير والبناء خالفات ومنازعات بين ال ا رغبين في إحداث أشغال البناء أو
إحداث تجزئة سكنية أو غيرها من األعمال ،وبين اإلدارة المعنية مانحة الت ا رخيص ،على إ اعتبار أن
التعمير يمثل مجموعة من الضوابط والقواعد وكذا اإلجراءات التي تتم صياغتها في شكل قوانين يكون الهدف
منها تنظيم المجال العقاري والتحكم فيه ،وبالتالي فتجاوز أي إخالل قد يصدر عن أي متدخل فيه يمكن أن
يؤدي الى المساس بجمالية العمران وذلك بمنع أي عملية بناء أو تجزئة تتم خالفا لهذه الضوابط والقواعد
المعمول بها.
المبحث األول :دور القاضي العادي في الرقابة العمرانية
35
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
المنازعات التي يختص بها القضاء العادي هي التي يتنازع فيها أشخاص يحكمهم القانون الخاص حول عدم
احترام رخصة البناء عند اإلنجاز أو التعدي على األمالك المجاورة أو البناء بدون رخصة أصال وبشرط أال
ينازع هؤالء في شرعية الرخصة أو في محتواها.
ويمكن أيضا في كل هذه الحاالت رفع دعوى لطلب وقف األشغال أمام قاضي االستعجال في انتظار الفصل
في الموضوع لكن بشرط أال يتعلق النزاع برخصة البناء واال أصبح القاضي العادي غير مختص ووجب طرح
النزاع على القاضي اإلداري الذي وحده له الحق في النظر في مدى شرعية رخصة البناء ،واذا طرح النزاع بهذا
الشكل على القاضي العادي سواء في الموضوع أو في االستعجال وجب عليه التصريح بعدم االختصاص.1
بالنسبة لإلدارة القانون رقم 90/90مؤرخ في 90أوت 9990المعدل والمتمم لقانون التهيئة والتعمير خول لها
في حالة البناء بدون رخصة الحق في هدم البناء دون اللجوء الى القضاء وهذا فضال عن المتابعات الجزائية
وفي حالة عدم مطابقة البناء لرخصة البناء خول المشرع الجزائي بعد إثبات المخالفة المعاينة من طرف شرطة
التعمير أن يلزم المخالف بمطابقة البناء أو هدمه جزئيا أو كليا في أجل يحدد له ،وفي حالة عدم امتثاله يمكن
لرئيس البلدية أو الوالي أن ينفذ الحكم تلقائيا على نفقة المخالف المادة 32مكرر ،0هذه المادة لم تحرر بشكل
يسمح بالقول أن القاضي الجزائي مخول بتنفيذ إجراءات المطابقة والهدم إذا تعلق األمر بشكوى غير صادرة عن
اإلدارة.
1
عمر حمدى باشا و أ .ليلى زروقي ،المنازعات العقارية ،في ضوء آخر التعديالت وأحدث األحكام دار هومة ،الطبعة األولى 9992 ،ص 93
36
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
تتولد المسؤولية الجزائية على مخالفة قواعد وأحكام التهيئة والتعمير ،وعليه فإنه من أجل احترام أكبر لهذه
القواعد فقد جرم المشرع أي انتهاك لقواعد التهيئة والتعمير وتبعا لذلك فإن دور القاضي الجزائي هو دور حاسم
وفعال من أجل ضمان احترام قواعد وأحكام التهيئة والتعمير ،ويرتكز دور القاضي في مجال مخالفات التهيئة
والتعمير على جانبين مهمان وهما:
القيام إلجراء المطابقة طبقا لقانون 90/90المتمم لقانون التهيئة والتعمير والقانون 90/99المحدد
لقواعد مطابقة البنايات واتمام إنجازها.
فرض الجزاءات المترتبة على ارتكاب المخالفات لقانون التهيئة والتعمير والقوانين الخاصة.
نص هذا القانون في المادة 33منه على جريمة واحدة بعد أن ألغى المرسوم التشريعي رقم 193/10المادتين
32و 93من هذا القانون والجريمة المنصوص عليها بالمادة 33هي:
جريمة تنفيذ أش غال أو استعمال أرض بتجاهل االلتزامات التي يفرضها هذا القانون والتنظيمات المتخذة لتطبيقه
أو الرخص التي تسلم وفقا ألحكامها ،فمن يستعمل أرضا للبناء ويقوم بتنفيذ أشغال يجب عليه أن يعلم
بااللتزامات المتخذة للتطبيق ،وبجب أال يتجاهل الرخص التي تسلم دائما وفقا ألحكامها ،فالبناء يتطلب
الحصول على رخصة من الجهة اإلدارية المختصة ،ويتطلب القانون احترام ما جاء في هذه الرخصة ،وتجاهل
القانون أو الرخصة يعرض صاحبه لعقوبة الغرامة التي تراوح ما بين 0999و 099999دج.
ويعاقب بهذه الغرامة مستعمل األرض ،أو المستفيد من األشغال ،أو المهندس المعماري أو المقاول ،او
األشخاص اآلخرين المسؤولين عن تنفيذ األشغال.
وفي حالة العودة الرتكاب نفس المخالفة يعاقب المتسبب فيها بالحبس لمدة شهر الى ستة أشهر.
وقد منح القانون في هذا اإلطار رقابة واسعة حيث يجوز للوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي أو أعوان
المفوضين ،أو الجمعيات التي تعمل على حماية المحيط ...حق الرقابة على البنايات الجاري تشييدها وفي
1
حالة المخالفة يمكن لجمعيات حماية المحيط أن تتأسس كطرف مدني.
1
المرسوم التشريعي رقم 93/10المؤرخ في 9110/90/99والمتعلق بشروط اإلنتاج المعماري وممارسة مهنة مهندس معماري والذي ألغى بموجب المادة
01منه المادتين 32و 39من القانون رقم .91/19
37
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
نص قانون التهيئة والتعمير علة أنه كل من يخالف أحكام هذا القانون يكون محل متابعة جزائية بعد إثبات
المخالفة بموجب محضر ،وقبل تعديل قانون التهيئة والتعمير بموجب القانون 90/90كانت كل مخالفة ألحكام
رخصة البناء أو رفض مطابقة البناء للرخصة فإن معاينة المخالفة تكون إما من طرف الوالي أو رئيس المجلس
الشعبي البلدي المختص إقليميا واألعوان المحلفين المفوضين أما بعد التعديل الصادر بموجب القانون 90/90
المادة 99منه التي جاءت بالمادة 32مكرر وسعت األعوان المؤهلين إلثبات المخالفة وهم:
ضباط أعوان الشرطة القضائية المنصوص عليهم في قانون اإلجراءات الجزائية ،وكذلك مفتشي التعمير وأعوان
البلدية المكلفين بالتعمير يخول للبحث ومعاينة مخالفات أحكام قانون التهيئة والتعمير كل من مفتشي التعمير،
أعوان البلدية المكلفين بالتعمير ،موظفي إدارة التعمير والهندسة المعمارية وذلك بعد أدائهم اليمين القانونية أمام
رئيس المحكمة المختص إقليميا.
وتثبت المخالفة بموجب محضر موقع ،يبين فيه طبيعة المخالفة ويسمع بموجبه أقوال المخالف ويكون المحضر
صحيحا الى حين إثبات العكس أي أن له حجية بسيطة ،ويترتب على المخالفة حسب الحالة إما مطابقة البناء
المنجز أو القيام بهدمه.
عندما ينجز البناء دون رخصة يتعين على العون المؤهل قانونا تحرير محضر إثبات المخالفة وارساله الى
رئيس المجلس الشعبي البلدي والوالي المختصين في أجل ال يتعدى إثنين وسبعين ( )39ساعة.
في هذه الحالة ومراعاة للمتابعات الجزائية يصدر رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص قرار هدم البناء في
أجل ثمانية ( )99أيام ابتداء من تاريخ استالم محضر إثبات المخالفة.
عند انت هاء المهلة وفي حالة قصور رئيس المجلس الشعبي البلدي المعنى ،يصدر الوالي قرار الهدم في أجل ال
يتعدى ثالثين ( )09يوما.
يحال المحضر لوكيل الجمهورية المختص إقليميا قصد المتابعة الجزائية ،والقاضي الجزائي غير مؤهل في هذه
الحالة ألمر المخالف بالهدم أو بإعادة األماكن الى حالتها الطبيعية ،ألن هذه المسألة هي من اختصاص
اإلدارة حسب المادة 99من القانون 90/90التي جاءت بالمادة 32مكرر 0أما في حالة معاينة عدم مطابقة
البناء للرخصة فإنه وحسب المادة 32مكرر 0ترسل نسخة من محضر المعاينة الى رئيس الجهة القضائية
المختصة من أجل المتابعة الجزائية لكن عمليا ترسل نسخة من المحضر على السيد وكيل الجمهورية وليس
1
أ الفاضل خمار ،الجرائم الواقعة على العقار ،دار هومة ،الجزائر ،الطبعة األولى 9992ص .999
38
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
لرئيس المحكمة ،ألنه هو المختص بتحريك ومباشرة الدعوى العمومية ويكون الوالي ورئيس البلدية حسب
األحوال أطراف مدنية.
ويكون أمام القاضي الجزائي إضافة للعقوبات الجزائية التي تصل من شهر الى ستة أشهر حبس فإن القاضي
الجزائي يأمر بناء على طلب األطراف المدنية إما بإجراء المطابقة أو الهدم ،ويحدد أحل كحد أقصى لتنفيذ هذه
األعمال.
وفي حالة عدم تنفيذها من المحكوم عليه فإن على رئيس البلدية المعنية أو الوالي القيام بتنفيذ الحكم على نفقة
المحكوم.
الفرع الثاني :الجزاءات المترتبة عن مخالفة أحكام عقود التعمير في المناطق الخاصة:
لقد وضع المشرع عدة عقوبات تخص مخالفة الحصول على التالخيص بالبناء من قبل اإلدارة المكلفة
بالسياحة‘ ،ذ أنه وبعد معاينة األعوان المختصين للمخالفات واثباتها في محاصر ،يتم إحالتها فيما بعد الى
وكيل الجمهورية المختص ليتم فيما بعد تحريك الدعوى العمومية.
حيث أنه وطبقا للمادة 01من القانون 99-99فإن الجزاء المترتب عن البناء بدون ترخيص في المناطق
الساحلية يعاقب عليه بالحبس من ثالثة أشهر الى سنة واحدة وبغرامة من 999.999دج الى 099.999
دج أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وفي حالة العود تضاعف العقوبة والتي تصبح الحبس لسنتين والغرامة 299.999دج ،كما يجوز للقاضي
الجزائي أن يصدر الحكم بمصادرة اآلالت واألجهزة والعتاد المستعمل في ارتكاب الجريمة ،هذا فيما يتعلق
بمخالفة احكام المادة 90من القانون المذكور أعاله والمتعلقة بإقامة نشاط صناعي على الساحل ،أما فيما
يتعلق باألماكن المهددة فإن إقامة أي بناء عليها دون الحصول على ترخيص يعاقب عليه بالحبس من ستة
أشهر الى سنة وبغرامة من 999.999دج الى 099.999دج أو بإحدى هاتين العقوبتين.
كما خولت المادة 00من نفس القانون للقاضي الجزائي اتخاذ أي إجراء ضروري لمنع أو تدارك أي خطر أو
ضرر ناتج عن المخالفات التي نص عليها ،ولكن وبشرط أن تطلب منه الهيئة اإلدارية المختصة ذلك ،في
39
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
حين نصت المادة 00منه على أنه يمكن للمحكمة الجزائية المختصة أن تلزم المحكوم عليه بإعادة األماكن
1
الى حالتها األصلية أو تنفيذ أشغال التهيئة طبقا لألحكام التي نص عليها القانون.
_ إن عدم الحصول على الترخيص المسبق من قبل اإلدارات المكلفة باالستشارة المسبقة في مجال السياحة يعد
بمثابة بناء بدون رخصة ،وفي هذه الحالة تطبق القواعد العامة المنصوص عليها في قانون التهيئة والتعمير
والمتعلقة بالمطابقة.
_ كما أنه وبالرجوع الى أحكام المادتين 01و 09من القانون رقم 90-90والمتعلق بمناطق التوسع السياحي
فإنه ما تبين عدم مطابقة األشغال ضمن هذه المناطق مع أدوات التهيئة والتعمير ومخططات التهيئة السياحية،
ودفتر الشروط فإنه يخول إلدارة السياحة اللجوء الى القضاء المستعجل بقصد توقيف األشغال وذلك وفقا للطرق
المنصوص عليها بموجب األمر رقم 900-22والمتعلق بقانون اإلجراءات المدنية ،وفي هذا الصدد فإنه يجوز
للقاضي االستعجالي حتى أن يأمر بمطابقة األشغال المنجزة بالرخصة واألمر بإعادة األماكن الى حالتها
األصلية.
وما يالحظ في هذا الشأن أن المادة 09من القانون رقم 90-90المذكور أعاله قد أتت باستثناء اختصاص
القاضي االستعجالي الذي ال يمكن له في جميع الحاالت أن يأمر بالهدم باعتبار أن ذلك من مسائل الموضوع
التي تخرج عن اختصاصه ،وتدخل ضمن اختصاص قاضي الموضوع.
واضافة الى المتابعات الجزائية المتعلقة بمخالفة أحكام هذا القانون فإن المادة 00منه نصت على أنه يعاقب
بالحبس من ثالثة أشهر الى سنة واحدة وبغرامة تتراوح ما بين 999.999دج الى 099.999دج أو بإحدى
2
هاتين العقوبتين كل من يخالف أحكام المادة 92من هذا القانون.
كما نصت المادة 03منه على أنه يعاقب بالحبس من سنة واحدة الى سنتين وبغرامة تتراوح ما بين 099.999
دج الى مليوني دج أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من يقوم بتنفيذ األشغال أو استغالل مناطق التوسع السياحي
أو المواقع السياحية خالفا ألحكام هذا القانون.
1
نفس المرجع السابق.
يمنع كل أشغال تهيئة أو استغالل مناطق التوسع والمواقع السياحية المخالفة لمخطط التهيئة السياحية أو القواعد المنصوص والتي تنص على أنه»: 2
_ كما أن نفس القانون رتب جزاء على كل من يقوم بحرمان الوكالة الوطنية لتنمية السياحة من مباشرة حق
1
الشفعة على األراضي المتواجدة ضمن مناطق التوسع السياحي.
_ أما بالنسبة لرخصة البناء المتعلقة بالمشاريع الفندقية فإن نص المادة 09من قانون 99-11نصت على أنه
في حالة التحقق من عدم مطابقة البنايات مع المخططات المصادق عليها من قبل و ازرة السياحة ،أو عدم احترام
قواعد العمران والبناء أن يطلب أعوان إدارة السياحة من صاحب المشروع التوقف عن مواصلة األشغال
واالمتثال للمخططات والقواعد المنصوص عليها في أجل ال يتعدى ثالثة أشهر .وفي حالة عدم امتثاله يمكن
رفع دعوى أمام الجهة القضائية المختصة طبقا للقواعد العامة إللزام المخالف بالقيام بالتعديالت الالزمة وذلك
على نحو ما سبق التطرق إليه آنفا.
_ كما خولت المادة 09من نفس القانون لوزير السياحة في الحاالت االستعجالية ولتفادي فرض األمر الواقع أن
يصدر ق ار ار بالتوقيف الفوري لألشغال مع إشعار قاضي االستعجال بذلك في ظرف 09ساعة ،هذا اإلجراء
احترازي منح لإلدارة الى حين تأكيد هذا اإلجراء أو إلغائه من قبل قاضي االستعجال وذلك بدون إغفال
المتابعات الجزائية الممكن تحريكها ومباشرتها من قبل وكيل الجمهورية.
_ حيث أنه وطبقا للمادة 31من القانون المذكور أعاله فإنه يعاقب بالحبس من شهر الى ستة أشهر وبغرامة
من 09.999دج الى 999.999دج أو بإحدى هاتين العقوبتين ،كل من يبني أو يغير أو يهدم مؤسسة فندقية
بدون الموافقة المسبقة لإلدارة المكلفة بالسياحة كما هو منصوص عليه بالمادة 02من نفس القانون ،كما يعاقب
طبقا للمادة 99وفقا ألحكام قانون العقوبات كل من أدلى بمعلومات خاطئة بسوء نية وذلك بقصد الحصول على
المصادقة المنصوص عليها في المادة 02من القانون رقم .99-11
بعد معاينة المخالفات من قبل األعوان المؤهلين قانونا ،والمتعلقة بمخالفة قواعد البناء ومخطط حماية
واستصالح المواقع األثرية المنصوص عليها في المادة 09من القانون رقم 90-19
وذلك في شكل محاضر ترسل هذه األخيرة إما الى وكيل الجمهورية لتحريك الدعوى العمومية واما عن طريق
االدعاء المدني أمام السيد قاضي التحقيق ،من قبل نفي األعوان المؤهلين قانونا أو من قبل الجمعيات التي
تهدف الى حماية الممتلكات الثقافية وذلك بموجب قانونها األساسي.
1
المادتين 01-09من قانون 91-19
41
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
ويعاقب بغرامة مالية من 9999دج الى 99.999دج 1كل من يباشر القيام بأعمال اإلصالح لممتلكات ثقافية
عقارية مقترحة للتصنيف أو مصنفة وللعقارات المشمولة في المنطقة المحمية أو إعادة تأهيلها أو ترميمها أو
اإلضافة إليها أو استصالحها او إعادة تشكيلها أو هدمها وذلك مخالفة لألحكام المنصوص عليها في نفس
القانون ،وذلك دون المساس بالتعويضات المحتملة عن األضرار.
كما أنه وطبقا للمادة 999منه فإن كل مخالفة تتعلق بأشغال منشآت قاعدية أو إقامة مصانع أو أشغال
عمومية كبرى أو خاصة يعاقب عليها بالغرامة من 9999دج الى 99.999دج على أنه وطبقا للمادة 992
فقرة 90من نفس القانون فإن الممتلكات الثقافية والمواقع الطبيعية المصنفة وفقا للقانون المتعلق بحماية البيئة
تكون مستثناة من الجرد العام للممتلكات الثقافية ومن ثمة من الخضوع ألحكام القانون رقم 90/19المتعلق
2
بحماية التراث الثقافي.
إن حقوق البناء في األراضي الفالحية ذات المردود العالي تكون منحصرة في البناءات الضرورية لإلستغالالت
الفالحية وكذا البناءات ذات المنفعة العمومية وذلك بعد الحصول على رخصة البناء إذا ما كانت األرض مدرجة
ضمن مخطط شغل األراضي ،أما إذا لم يكن هذا األخير موجودا فإنه وزيادة على رخصة البناء يجب كشرط
مسبق الحصول على ترخيص بهذا البناء من قبل الو ازرة المكلفة بالفالحة ،وهو نفس القيد المشار إليه في
المادتين 00-00من قانون التوجيه العقاري ،إذ وطبقا لهما فإن أي نشاط أو إنجاز أو تقنية على أرض فالحية
يجب أن يساهم في ارتفاع طاقتها اإلنتاجية ،كما يجب أن يحصل القائم بذلك وقبل الشروع في األشغال على
رخصة صريحة من الهيئات المخول لها قانونا تسليمها ويترتب على مخالفة هذه األحكام توقيع العقوبات
المنصوص عليها في المادة 33من قانون التهيئة والتعمير ،وبذلك على النحو الذي سبق التطرق إليه آنفا ،كما
أنه وفي ما يخص كيفية تسوية المنازعات المتعلقة بمخالفة هذه األحكام والمتمثلة
في البناء بدون رخصة أو بدون ترخيص ،وكذا عدم مطابقة البناء للرخصة فإنه يرجع فيها الى األحكام العامة
التي سبق تفصيلها.
كما أنه وكجزاء مدني فإنه وطبقا للمادة 00من قانون التوجيه العقاري ،فإنه كل معاملة من صب على أرض
فالحية والتي من شأنها أن تلحق أض ار ار بقابليتها لالستثمار أو تؤدي الى تغيير وجهتها الفالحية دون احترام
1
ملف رقم 19100مؤرخ في 9119/92/92مجلة قضائية عدد أول
2
نفس المرجع السابق.
42
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
شروط ذلك أو تسبب في تكوين قطع أراص ال تتالئم مع المقاييس المحددة بموجب المرسوم التنفيذي رقم
019/13المؤرخ في 9113/99/99والمحدد لشروط تجزئة األراضي ،أو ال تكون مفرغة في الشكل الرسمي
يكون مصيرها البطالن وذلك طبقا للمادة 02من نفس القانون المذكور أعاله.
كما أنه وبالنسبة لألراضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية والموزعة في إطار القانون المتعلق بالمستثمرات
الفالحية ،فإن المستفيدون ملزمون بالحفاظ على الوجهة الفالحية لألرض وعدم تغييرها واال ترتب على مخالفة
ذلك اإلسقاط حقوق اإلنتفاع بعد إتباع إجراءات معينة وذلك طبقا للمادة الرابعة من المرسوم التنفيذي رقم
09/19المؤرخ في 9119/99/92والمحدد لكيفيات تطبيق المادة 99من قانون رقم 91/93والمتعلق
1
بالمستثمرات الفالحية.
وتنقسم هذه الجزاءات ما بين قانون العقوبات والذي لم يرد فيه نص يعاقب صراحة على البناء بدون الحصول
على ترخيص مسبق من اإلدارة المكلفة بالغابات التابعة لو ازرة الفالحة ،وانما اكتفى فقط بالعقوبات المتعلقة
بالمخالفات األخرى كإحداث الحرائق بالغابات أو القطع العشوائي لألشجار أو الرعي الغير منتظم ،إال أن هذه
المخالفة يمكن إدراجها ضمن المادة 092ق ع والمتعلقة بالتعدي على الملكية العقارية.
كما نجد جزاءات أخرى نص عليها القانون رقم 99/90المتعلق بالنظام العام للغابات والذي نصت المادة 33
منه على أنه "ودون اإلخالء بااللتزام بإعادة األماكن الى حالتها األصلية فإنه يعاقب على المخالفات للمواد ،93
09 ،91 ،99والتي سبق التطرق لها ،بغرامة من 9999دج الى 09999دج وفي حالة العود يمكن الحكم
على المخالف بالحبس من شهر واحد الى ستة أشهر".
ومما يالحظ ان العقوبات المفروضة بشأن هذه المخالفات دون المستوى ،وذلك إذا ما قارننا االعتداءات المرتكبة
وما ينجز عنها من أضرار بليغة بالغابة مع الجزاءات البسيطة الموقعة.
كما أنه يجوز طبقا للقانون المذكور أعاله للجمعيات المهتمة بالبيئة وحماية الغابات أن تتأسس كأطراف مدنية
للمطالبة بالتعويض عن األضرار التي تلحق بالغابة وذلك طبقا للمادتين 09 ،03من القانون المتعلق بحماية
البيئة في إطار التنمية المستديمة.
1
األستاذ عمر زودة ،اإلجراءات المدنية على ضوء آراء الفقهاء وأحكام القضاء ،الجزائر9999 ،
43
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
.0الجزاءات المترتبة على مخالفة الترخيص بالبناء في المناطق ذات المميزات الطبيعية:
طبقا للمادة 999من القانون المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستديمة ،فإنه يعاقب بالحبس لمدة سنة
واحدة وبغرامة قدرها 099999دج كل من استغل منشأة دون الحصول على الترخيص المنصوص عليه في
المادة 91المذكورة آنفا.
واضافة الى ذلك فإنه يجوز للمحكمة أن تقضي بمنع استعمال المنشأة الى حين الحصول الترخيص ضمن
الشروط المنصوص عليها في المادتين 91و 99من نفس القانون ،ويمكنها أيضا األمر بالنفاذ المؤقت للحضر.
كما يجوز للمحكمة األمر بإرجاع األماكن الى حالتها األصلية في أجل تحدده ،على أنه وفي حالة مخالفة هذا
الحضر إن المخالف يتعرض لعقوبة الحبس لمدة سنتين وغرامة قدرها 9999999دج وذلك طبقا للمادة 990
من القانون المتعلق بحماية البيئة.
طبقا لنص المادة 90من نفس القانون المذكور أعاله فإنه" :يعاقب بغرامة من 0999دج الى 90999دج كل
من يخالف أحكام المادة 03من نفس القانون وتسبب في تلوث جوي وفي حالة العود يعاقب بالحبس من شهرين
الى ستة أشهر وبغرامة من 09999دج الى 909999دج أو بإحداهما".
ونقصد بها المناطق المعرضة للزالزل والخطر الجيولوجي والفيضانات ،حيث أنه وطبقا للمادة 39من القانون
99/90المؤرخ في 9990/99/90والمتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية
1
فإن "أي إخالل باألحكام التشريعية المعمول بها في مجال البناء والتهيئة والتعمير وذلك طبقا للمادة المستدامة
91المذكورة أعاله يعاقب عليها بالحبس من سنة الى ثالث سنوات وبغرامة من 099999دج الى 299999
دج أو بإحدى هاتين العقوبتين ،وفي حالة العود تضاعف العقوبة" وذلك دون اإلخالل باألحكام المنصوص
عليها بموجب قانون التهيئة والتعمير.
1
قرار رقم 190/990المؤرخ في /9110/99/91نشرة القضاء 9111عدد ،09ص30
44
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
كما أنه وطبقا للمادة 39من قانون 99/90فإنه "يعاقب على إعادة بناء أي مبنى أو منشأة أساسية أو بناية
تهدمت كليا أو جزئيا بسبب خطر زلزالي أو جيولوجي ،دون إجراء خاص للمراقبة بالعقوبات المنصوص عليها
بالمادة 33من قانون التهيئة والتعمير".
إن أي ضرر يلحق باألشخاص المجاورين لمشروع ناتج عن منح عقود التعمير والتي تمت مخالفتها فيجوز
للمتضرر رفع دعوى التعويض عن هذا الضرر دون المنازعة في صحة عقود التعمير وطبقا للمادة 990من
القانون المدني والمتعلقة بالمسؤولية التقصيرية الشخصية عن تعويض األضرار التي تلحق الغير بسبب فعل
الضرر الصادر عن المتسبب فيه.
والقاضي المدني هنا مختص سواء في حالة االستعجال أو في حالة الفصل في الموضوع.
اختصاص قاضي الموضوع هنا يكون على أساس انتهاك القواعد العامة للتعمير ومخالفة أحكام عقود التعمير
والتي تلحق ضر ار شخصيا ومباش ار بالغير حسب أحكام القانون المدني ،كإقامة بناية أو طابق يحجب النور أو
الهدوء عن الجار أو فتح مطل أو نافذة مواجهة للغير على مسافة ال تقل عن مترين أو عدم إلتزام المعني
بالقيود االرتفاع المقرر ،وهذا طبق للمادة 990و 391وما يليها من القانون المدني وكذلك مخالفة القواعد
العامة للتهيئة والتعمير المعمول بها.
وهنا تجب المالحظة أن قاضي الموضوع غير مؤهل لمناقشة مدى شرعية عقود التعمير.
والمبدأ العام هو أن الترخيصات التي تمنح في إطار عقود التعمير سببت أضرار فإنها تقع تحت طائلة
المسؤولية المدنية األمر الذي يترتب معه قيام المسؤولية المدنية لمن منحت لع عقود التعمير.
فإذا ثبتت المخالفة فإنه يمكن للمتضرر أن يطلب على أساس المادة 990من القانون المدني بإصالح الضرر
الناتج عن مساس الحقوق الخاصة من أجل الحكم له بالتعويض العادل والمناسب.
في هذا الصدد فإن المحكمة العليا قررت ما يلي« :قيود الملكية _إلحاق ضرر الجار _ القضاء بإزالة مصدر
الضرر (المادة 219من القانون المدني) ،من المقرر قانون أنه يجب على المالك أال يتعسف في إستعمال حقه
الى حد يضر بملك الجار ...ولما كان من الثابت _ من قضية الحال _ أن قضاة اإلستئناف حصروا النزاع
45
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
في تحديد الضرر ومصدره وقضوا بإلزام الطاعن بتحويل مدخل البناية بعيدا عن مسكن المطعون ضده بسبب
الضرر الذي لحقه من جراء ذلك ،مؤسسين قرارهم على المعاينة المنجز محض ار عنها فإنهم بذلك قد أحسنوا
1
تطبيق القانون _ مما يتوجب رفض الطعن الحالي«
وفي قرار آخر »:قيود حق الملكية _ فتح مطل على الجار يقل عن مترين ال يجوز (المادة 391من ق.م ).من
المقرر قانونا أنه ال يجوز للجار أن يكون له على الجار مطل مواجها على مسافة تقل عن مترين ومن تم فإن
النعي عن القرار المطعون فيه بخرق القانون غير سديد يستوجب رفضه«.
يخضع القضاء المستعجل الى ضوابط ،إذا توافرت إستحق صاحب المصلحة هذه الحماية.
وعلى ذلك يقوم القضاء المستعجل على أركان وهما ركن االستعجال أو الخطر وركن عدم المساس بأصل
2
الحق ،فإذا تخلف أحدهما وجب القضاء بعدم االختصاص.
وانه يمكن رفع دعوى لطلب وقف األشغال أمام قاضي االستعجال في إنتظار الفصل في الموضوع لكن بشرك
أن ال يتعلق النزاع برخصة البناء واال أصبح القاضي العادي غير مختص ووجب طرح النزاع على القاضي
اإلداري الذي وحده له الحق في النظر في مدى شرعية رخصة البناء واذا طرح النزاع بهذا الشكل على القاضي
العادي سواء في الموضوع أو في االستعجال وجب عليه التصريح بعدم االختصاص.
ويمكن رفع دعوى من قبل المتضرر من تنفيذ رخصة البناء أو رخصة هدم لطلب وقف األشغال أمام قاضي
االستعجال الى حين الفصل في الموضوع طبقا لقواعد القضاء االستعجالي وهذا بتوافر عناصر االستعجال،
وهي الخطر المحدق والضرورة الملحة واألمور التي ال تحتمل مرور الوقت بالنظر لما قد يترتب عنها من
أضرار طبقا للمواد 990وما يليها من قانون اإلجراءات المدنية والمادة 911وما يليها من قانون رقم 91_99
بإجراء وقتي ال يمس بأصل الحق.
وفي حالة البناء بدون رخصة أصال ،فإنه ال يشترط رفع دعوى في الموضوع من أجل قبول الدعوى بل إثبات
أن البناء بدون ترخيص إداري –وهو أمر كاف لألمر بوقف األشغال طبقا الجتهاد المحكمة العليا التي قررت
1
ملف رقم 19100مؤرخ 9119/92/92بمجلة قضائية 9110عدد أول.
2األستاذ عمر زودة ،اإلجراءات المدنية على ضوء آراء وأحكام الفقهاء وأحكام القضاء،
،Encyclopedia Edition Communicationالجزائر.9999 ،
46
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
على أنه" :إن القيام باألشغال بدون ترخيص يمنح للمتضرر رفع دعوى أمام القضاء المستعجل إذا توافرت
1
عناصر االستعجال مع ذكر األساس القانوني الذي أدى بالقاضي األمر بوقف األشغال".
إن طلب وقف األشغال من اختصاص قاضي االستعجال ،وان شروط االستعجال هي:
حالة االستعجال ،أو عندما يقتضي البث في تدابير الحراسة القضائية أو أي تدبير تحفظي ال تسري عليه
نصوص خاصة ،وعدم المساس بأصل الحق وفي ذلك فإن اجتهاد المحكمة العليا قرر على أنه" :إن وقف
األشغال من طرف الجهة االستعجالية ال يمس بأصل الحق فهو مجرد تدبير مؤقت لحماية الحق من الخطر
2
الناجم عن مواصلة البناء في إنتظار الفصل النهائي في موضوع الدعوى".
ولقد كانت المادة 32من قانون 91_19الملغاة بموجب المرسوم التشريعي رقم 93_01المتعلق بشروط
اإلنتاج المعماري وممارسة مهنة المهند المعماري تشير الى حق السلطة اإلدارية في اللجوء الى القضاء
المختص بدعوى استعجالية لوقف األشغال التي يشرع فيها األفراد وتنتهك بصورة خطيرة األحكام القانونية
والتنظيمية.
لكن بالرجوع الى المادة 01من المرسوم التشريعي رقم 93/10المؤرخ في 99ماي 9110المتعلق بشروط
اإلنتاج المعماري وممارسة مهنة المهندس المعماري فإننا نجدها قد ألغت صراحة المادتين 32و 93من قانون
التهيئة والتعمير رقم ،91/19ولقد أعطت المادة 00من المرسوم التشريعي أعاله صالحية للبلدية على أن تقوم
بهذه األشغال المرتبطة بأمر توقيف األشغال الصادر عن األعوان المختصين دون اللجوء الى إصدار قرار
بالهدم من القضاء بشرط معاينة األعوان المؤهلين للمخالفة بواسطة محضر ،وصدور أمر بتوقيف األشغال
3
ومواصلة صاحب المشروع رغم ذلك ألشغال البناء.
1
قرار رقم 190/990مؤرخ في 9110/99/91نشرة القضاة 9111عدد 09ص .30
2قرار رقم 909019مؤرخ في 9113/92/99نشرة القضاة 9111عدد 02ص .999
3
لحسين بن الشيخ اث ملويا المنتقى في قضاء مجلس الدولة ،الجزء الثاني ،دار هومة ،9992 ،صفحة .939
47
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
عقود التعمير هي عبارة عن ق اررات إدارية صادرة عن جهة إدارية ،بالتالي فإن القضاء اإلداري يكون مختص
في جميع المنازعات التي تثيرها عقود التعمير بدون تعليل مبرر.
جميع المنازعات التي تثيرها عقود التعمير باعتبارها ق اررات إدارية صادرة عن جهة إدارية تكون من اختصاص
جهات القضاء اإلداري وهذا من أجل إلغاء أو الحصول على تعويض عن مسؤولية اإلدارة ،كما في حالة صدور
قرار إداري يرخص بالبناء ثم تلجأ اإلدارة إما لسحبه أو توقيف األشغال بدون تعليل مبرر وكذلك حالة تعنت
اإلدارة ورفضها تسليم رخصة البناء
وعليه سنتناول المنازعات التي يختص بها القاضي اإلداري والمتمثلة في كل من دعوى اإللغاء ودعوى التعويض
عن مسؤولية اإلدارة.
المطلب األول :دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية المتضمنة عقود التعمير غير المشروعة.
إن عقود التعمير بإعتبارها ق اررات إدارية تسعى اإلدارة من خالل إعطائها أو رفض إعطائها تحقيق الرقابة
القبلية على أعمال التعمير والتحكم أكثر في التوسع العمراني الحضري والريفي والقضاء على البناءات الفوضوية
والبناءات غير المطابقة هذا من جهة ،ولكن من جهة أخرى فإن للفرد الحق في الحصول على عقود التعمير
متى كان مستوفيا للشروط القانونية.
المبدأ هو أنه ال يمكن رفض طلب رخصة البناء أو التجزئة أو الهدم إال ألسباب قانونية ومؤسسة ،ولكن في
حالة الرفض أو التحفظ يبلغ المعني بالقرار الذي اتخذته السلطة المختصة على أن يكون معلال قانونا.
ويمكن لطالب رخصة البناء أو التجزئة أو الهدم غير المقتنع برفض طلبه أن يقدم طعنا سلميا أو يرفع القضية
أمام الجهة القضائية المختصة في حالة سكوت السلطة السلمية أو رفضها.
وعليه يثور التساؤل حول منازعات عقود التعمير ،أسس رفع هذه الدعاوي وحاالتها واإلجراءات المتبعة فيها وكذا
الجهات اإلدارية المختصة والصالحيات الممنوحة لها.
وتبعا لذلك فإن النزاعات بين طالب عقود التعمير واإلدارة المانحة هي كاآلتي:
48
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
رخصة البناء تمنح بموجب قرار إداري قابل ألن يكون محل دعوى إلغاء
وحاالت رفع الدعوى أمام القضاة بالنسبة لرخصة البناء تتمثل فيما يلي:
تمنح رخصة البناء لصاحبها الحق في البناء لكن دون المساس بحقوق الغير والطعن في الرخصة يكون إما من
الغير أو من طالب الرخصة.
للغير الذي يتضرر من الرخصة أن يعترض على قرار المنح خالل أجل ستة أشهر ،ويكزن االعتراض في شكل
تظلم أمام الجهة المصدرة له ،كما يحق له رفع دعوى اإللغاء أمام الجهة القضائية المختصة ،ويعود
االختصاص للغرفة اإلدارية المحلية سابقا ،إذا كان قرار منح الرخصة من قبل رئيس البلدية ،وللغرف اإلدارية
الجهوية ،إذا كانت الرخصة مصدرة بموجب قرار من الوالي واما مجلس الدولة في القرار الصادر من الوزير.
ويرفع الطعن خالل األجل المحدد في المادة 09من المرسوم التنفيذي 932/19واذا لم يرفع الطعن خالل هذا
1
األجل فإنه وحسب القضاء الفرنسي يصدر القرار نافذا أما االجتهاد القضائي الجزائري لم يحسم األمر.
يمكن لطالب الرخصة في حالة صدور قرار برفض التسليم أن يرفع دعوى إلغاء ضد قرارها ،سواء كان القرار
صريح أو ضمني كما قرر تأجيل منح للرخصة قابل ألن يكون محل دعوى اإللغاء.
المنازعات التي يختص بها القضاء اإلداري في حالة منازعات رخصة الهدم:
1
ليلى زروقي ،محاضرة ملقاة على الطلبة القضاة دفعة 9999_3 999 ،93بعنوان المنازعات المتعلقة برخصة البناء.
49
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
هذا الرفض قد يكون صريحا بموجب قرار إداري وقد يكون ضمني ففي حالة القرار الصريح يرفع دعواه أمام
الغرفة اإلدارية المحلية ،ويثير عدم مشروعية القرار المتخذ ،أما في حالة السكوت فإنه يقدم تظلم أمام رئيس
البلدية وبعد مرور 09يوم دون الرد يرفع دعوى ضد اإلدارة إللغاء قرارها الضمني.
فإذا كان القرار فير مشروع فإنه يمكن للقاضي اإلداري عند إلغائه أن يأمر اإلدارة بتسليم رخصة الهدم.
يكون للغير المتضرر منها ،المنازعات في الرخصة ،باالعتراض عليها أوال أمام الجهة اإلدارية في اآلجال
المخصصة لالعتراض ( )932/39وبعدها يرفع دعوى إلغاء ضد هذا القرار.
في حالة صدور قرار برفض منح رخصة التجزئة فإن الرفض يتم بموجب قرار إداري سواء صريح أو في حالة
سكوت اإلدارة وعدم الرد على الطلب خالل األجل المحدد لها القانون في هذه الحالة بإمكان الطالب رفع دعوى
إلغاء ضد هذا القرار (القرار الصريح بالرفض أو القرار الضمني بالرفض في حالة السكوت).
وفي حالة إلغائه فإن القرار القضائي ال يحل محل رخصة التجزئة ،بل أن يكون فقط بإمكان المعني إعادة طلبه
من جديد.
يمكن لصاحب الطاب عند عدم إقتناعه بالرد الذي يبلغ له أو في حالة سكوت السلطة المختصة خالل اآلجال
المطلوبة أن يقدم طلب سلمي أو يرفع دعوى لدى الجهة القضائية المختصة ففي حالة الرد السلبي أو حالة عدم
الرد ،فإنه يمكنه أن ينازع موقف اإلدارة بأن يرفع دعوى اإللغاء أو:
.1عن طريق دعوى أصلية :بإمكان صاحب الطلب أن يرفع دعوى إلغاء ضد قرار الرفض ،أمام القضاء
اإلداري الغرفة اإلدارية المحلية إذا كان مصدر القرار هو رئيس البلدية ،والى الغرف اإلدارية الجهوية
إذا كان مصدر القرار هو الوالي.
وفي حالة إلغاء القرار بإمكان المعنى تجديد طلبه أمام نفس الجهة اإلدارية قصد الحصول عليها.
50
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
.2عن طريق استثنائي :قد يثير المعنى إلغاء القرار منح شهادة التعمير بمناسبة مخاصمة قرار منح
رخصة البناء.
في حالة رفض تسليم شهادة المطابقة فإن قرار اإلدارة المتضمن رفض المطابقة ،يكون محل دعوی إلغاء أمام
الغرفة اإلدارية المحلية إذا كان مصدر القرار هو رئيس البلدية ،وأمام الغرفة الجهوية إذا كان مصدر القرار هو
الوالي ،ترفع الدعوى حسب القواعد العامة وهو شهران من تاريخ تبليغ القرار.
وفي حالة إلغاء قرار الرفض فإنه بإمكان المعنى تجديد طلبه أمام نفس الجهة التي رفضت تسليمها.
المطلب الثاني :الدعوى االستعجالية لوقف تنفيذ القرار اإلداري في مادة التعمير.
ال يملك القاضي سلطة رئاسية على اإلدارة وعلى ذك ال بإمكانه الحلول محلها ،وال يستطيع التدخل في اإلدارة
الفعلية ،لكون مهمته تتمثل بالتصريح بالقانون ،وهنا ال يستطيع القاضي إال أن يبطل القرار اإلداري غير
1
المشروع ،واال لخالف مبدأ الفصل بين اإلدارة العاملة والقضاء اإلداري.
يكون مآل هذه الدعوى هو إلغاء قرار منح الرخصة أو رفض ذلك لكن في الغالب يرفع المواطن دعواه لطلب
تسليم رخصة البناء والقاضي اإلداري غير مؤهل لمنح الرخصة ،وليس بإمكانه إلزام اإلدارة بذلك ألنه غير
مرخص له قانونا بإصدار أوامر لإلدارة.
لكن ذهب القضاء اإلداري الجزائري إلى إلزام اإلدارة بمنح الرخصة ،وكان موقفه مبر ار بأن المشرع حدد أسباب
الرفض ألزم اإلدارة بتعليل موقفها وبالتالي ال يمكنها أن ترفض دون مبرر شرعي وهناك من يرى أن هذا الرفض
غير المبرر يعتبر تعدي مادام أن األمر يتعلق بحق الملكية ،وبذلك يلزم القاضي اإلدارة بتسليم الرخصة ،ألن
سلطة اإلدارة في هذا المجال تصبح مقيدة.
وفي كل الحاالت عند إلغاء قرار رفض منح الرخصة ،يمكن للمعني تجديد طلبه أمام نفس الجهة اإلدارية
وتشير إلى أنه إذا كان قرار رئيس البلدية برفض منح رخصة البناء ،وبناء على الرأي المطابق لمصالح التعمير
للوالية ،فإن الدعوى ترفع على كل من رئيس البلدية والوالي ،وفي حالة الحكم بالتعويض فإنه يقع عليهما معا.
1
الحسين بن الشيخ أث ملويا ،دروس في المنازعات اإلدارية ،وسال المشروعية ،دار هومة ،الجزائر ،الطبعة الثانية 9992 ،ص .909
51
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
-لكن هل بإم كان طالب الرخصة في حالة سكوت اإلدارة من الرد من طلبه أن يرفع دعوى ضدهما أمام
القاضي اإلداري إللزام اإلدارة بتسليمه الرخصة مادام القاضي ليس بإمكانه أن يصدر اوامر لإلدارة ،فإنه ال
يمكنه في هذه الحالة قبول طلب رافع الدعوى وذهبت الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء وه ارن في قرارها الصادر
بتاريخ 9990/99/92في القضية رقم 90/099على أنه ال يمكن رفع دعوى إللزام اإلدارة بتسليم رخصة البناء
دون الطعن في القرار اإلداري الرافض لمنحها وجاء في قرارها (حيث أن رئيس بلدية أرزيو وجه إلى المدعي
مكتوب فيه أن مقاطعة التعمير والبناء لدائرة ارزيو رفضت طلب الرخصة على أساس عدم وجود قرار التجزئة
وأن األرض تعتبر مساحة خضراء).
وحيث أن ذلك يعتبر قرار بالرفض وكان على المدعي أن يطعن فيه مما جعل دعواه سابقة ألوانها إال أن
التساؤل يثور من أجل إجابة اإلشكالية المبدأ :أن القاضي اإلداري غير مؤهل لمنح رخصة البناء 1فهل يجوز له
إلزام اإلدارة بمنحها وقد تضاربت اآلراء والمواقف في ذلك بين مؤيد ومعارض إلى أن جاء التعديل األخير.
إن قانون 91/99المؤرخ في 90فبراير 9999المتضمن قانون اإلجراءات المدنية الجديد قد حسم األمر
بالنسبة لهذا اإلشكال بصفة قطعية ووضع حدا إلختالف اآلراء الفقهية ولتناقضات بعض ق اررات الجهات
القضائية الصادرة في هذا الشأن ،بحيث نص القانون 91/99على جواز إصدار الجهة القضائية اإلدارية أوامر
لإلدارة وذلك للقيام بالتدبير أو اإلجراء المطلوب الذي يلزم اإلدارة والذي سبق الحكم به أي المنصوص عليه في
األمر أو الحكم أو القرار ،مع تحديد أجل للتنفيذ طبقا للمادة 139منه والتي تنص على أنه( :عندما يتطلب
األمر أو الحكم أو القرار إلزام أحد األشخاص المعنوية العامة أو هيئة تخضع منازعاتها الختصاص الجهات
القضائية اإلدارية بإتخاذ تدابير تنفيذ معينة ،تأمر الجهة القضائية اإلدارية المطلوب منها ذلك ،في نفس الحكم
القضائي بالتدبير المطلوب مع تحديد أجل للتنفيذ عند االقتضاء).
كما يمكن للقاضي اإلداري أن يأمر اإلدارة بإصدار قرار إداري جديد في أجل محدد يعينه القاضي إذا لم
يسبق وأن طلبه الخصوم من قبل حيث تنص على أنه عندما يتطلب األمر أو الحكم أو القرار إلزام أحد
األشخاص المعنوية العامة أو هيئة تخضع منازعاتها الختصاص الجهات القضائية اإلدارية باتخاذ تدابير تنفيذ
معينة لم يسبق أن أمرت بها بسبب عدم طلبها في الخصومة السابقة ،تأمر الجهة القضائية اإلدارية المطلوب
منها ذلك بإصدار قرار إدا ري جديد في أجل محدد ويكون تنفيذ الحكم أو القرار تحت طائلة الغرامة التهديدية
التي تكون مستقلة عن تعويض الضرر طبقا ألحكام المادة 199من القانون المذكور أعاله حيث جاء في
1
الحسين بن الشيخ أث ملويا ،المرجع السابق ،ص 900
52
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
نصها أنه( :في حالة عدم تنفيذ األمر أو الحكم أو القرار القضائي ولم تحدد تدابير التنفيذ تقوم الجهة القضائية
المطلوب منها تلك بتحديدها ويجوز لها تحديد أجل للتنفيذ واألمر بغرامة تهديدية).
فهذا التعديل سوف يحد من تعسف اإلدارة في منح رخص البناء ،كون قانون اإلجراءات المدنية لم يكن ينص
على إمكانية توجيه القاضي اإلداري أوامر لإلدارة.
للمدعي أن يرفع دعواه حسب قواعد االختصاص المبنية في قانون اإلجراءات المدنية طبقا لنص المادة 93
و 93منه وعليه فسواء كان الطاعن هو طالب الرخصة أو من الغير فإن االختصاص النوعي يؤول إلى الجهات
القضائية األتية:
أوال :إذا كان الطعن موجها ضد الوزير المكلف بالتعمير ،فإن االختصاص يعود إلى مجلس الدولة حسب المادة
930من قانون اإلجراءات المدنية وكذا المادة 9/91من القانون العضوي 99_19يتعلق باختصاصات مجلس
الدولة وتنظيمه وعمله.
ثانيا :إذا كان الطعن موجها ضد الوالي فإن االختصاص يعود للمجالس القضائية الجهوية الخمسة وهي:
الجزائر ،وهران ،قسنطينة ،بشار و ورقلة ،طبقا للمادة 93من قانون اإلجراءات المدنية و هذا بصفة إنتقالية إلى
حين التنصيب الفعلي للمحاكم اإلدارية طبقا للقانون رقم 99_19المتعلق بالمحاكم اإلدارية المادة 99منه.
ثالثا :إذا كان الطعن موجها ضد رئيس المجلس الشعبي البلدي فإن االختصاص يعود للغرف اإلدارية المحلية
للمجالس القضائية كذلك حسب المادة 93من قانون االجراءات المدنية.
وتجدر المالحظة أن جميع الدعاوى الرامية إلى الحصول على تعويض ضد الجهات اإلدارية المختلفة فإن
االختصاص يؤول للغرفة اإلدارية للمجلس القضائي المختص طبقا للمادة 93قانون االجراءات المدنية ،إال أنه
وفيما يخص الطعون المرفوعة ضد رئيس المجلس الشعبي البلدي فإنه ال بد للقاضي أن يتأكد جيدا من طبيعة
تصرفه هل مرده تصرفا صاد ار ب اعتباره ممثال للدولة او باعتباره ممثال للبلدية ،ففي الحالة األولى فإن التعويض
سيكون على عاتق الدولة و ليس الجماعة المحلية ،وفي الحالة الثانية فإنه يكون على عاتق البلدية ،و كذلك
53
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
الشأن فيما يخص الوالي ولهذا ينبغي على القاضي كذلك أن ينص صراحة على ذلك في حكمه أو في المنطوق
1
حتى ال ينفذ الحكم في غير محله وعلى غير الجهة المحكوم عليها.
إال أنه بالرجوع إلى قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد فنجده ضمنيا ألغي الغرف اإلدارية الجهوية وذلك
من خالل ما جاءت به المادة 999التي تنص على أن:
(المحاكم اإلدارية هي جهات الوالية العامة في المنازعات اإلدارية ،تختص بالفصل في أول درجة في جميع
القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصيغة اإلدارية طرفا فيها).
تختص المحاكم اإلدارية كذلك بالفصل في دعاوى إلغاء الق اررات اإلدارية والدعاوى التفسيرية ودعاوى فحص
المشروعية للق اررات الصادرة عن
إن مسؤولية السلطة العامة في مجال العمران تقوم أساسا على الخطأ ،وهي تشمل جميع نشاطات العمران،
ابتداء من تشكيل وثائق العمران وعلى الخصوص مخطط شغل األراضي ( )P.O.Sإلى الصدور المقبول أو
المرفوض المعلل بعدم مطابقة شهادة التعمير أو الرخص المختلفة (رخص البقاء ،رخص التجزئة ،الهدم )...أو
األشكال غير المشروعة لهذه الرخص كما تكون أيضا من خالل مراقبة األشغال خاصة غير المنتظمة منها.
54
الفصل الثاني :دور السلطة القضائية في ضبط المخالفات العمرانية.
وفي إطار هذه المسؤولية فإن أطراف النزاع متعددين ،فالمالك الذي يرى أن قيمة ملكيته التجارية تتقلص
بأحكام مخطط شغل األراضي ،أو الطالب لرخصة لم يتمكن منها ،أو الجار الذي ينازع في رخصة غير شرعية
مسلمة من قبل اإلدارة.
فمسؤولية اإلدارة هنا تقوم على أساس الخطأ ،هذا األخير الذي يمكن أن يكون سببه عدم المشروعية ،أو مرتبط
ببعض التصرفات اإلدارية المختلفة.
تعتبر دعوى التعويض من الدعاوى الشخصية وعلى ذلك يجب على المدعي إثبات خطأ ينسب لإلدارة وأنه قد
مس بحق ذاتي له يحميه القانون كذا العالقة السببية وعليه فإنه يمكن تصور قيام المسؤولية اإلدارية في هذا
المجال في الحاالت اآلتية:
أوال :رفض الجهة اإلدارية المختصة منح رخصة البناء أو تأجيل منحها ألسباب غير شرعية بالرغم من صدور
قرار إداري عن القضاء اإلداري بلغي رفض تسليم الرخصة مخالفة بذلك قوة الشيء المقضي به.
ثانيا :إصدارها لقرار بقبول تسليم رخصة البناء ثم لجوئها إما إلى سحب هذا القرار بعد انقضاء الميعاد القانوني
لذلك أو توقيف األشغال بدون مبرر شرعي أو مبرر قانونا طبقا الجتهاد المحكمة العليا.
55
الخاتمة.
الخــــــــاتــمة:
لقد عالجنا فيما سبق موضوع منازعات التهيئة والتعمير في ضل تعدد النصوص التشريعية التي عرفتها
منظومتنا القانونية في ميدان التهيئة والتعمير وحاولنا التعرض إلى التحوالت الكبيرة التي ميزت مجال التهيئة
والتعمير مع إتباع التسلسل الزمني بداية من اإلصالحات الجوهرية التي شرع فيها تطبيقا لدستور 9191حيث
عرفت القواعد المطبقة في مجال التهيئة والتعمير قفزة نوعية وذلك بتغير اإليديولوجية السياسية من التوجه
االشت اركي إلى التوجه الليبرالي وما خلفه ذلك من حرية الملكية العقارية وحق الفرد في التملك وحقه في اكتساب
العقارات المبنية ،ولكن هذه الحرية كان ال بد من وضع لها ضوابط تنظمها نظ ار لعدم فعالية اإلطار القانوني
والتنظيمي الذي كان سائدا ومطبقا في هذا المجال وعدم تحكمه في المنازعات الناتجة عنه ،فكان لزاما على
المشرع أن يتدخل بوضع قواعد أكثر مالئمة واكثر فعالية.
ففي الفصل األول استعرضنا قواعد التهيئة والتعمير في التشريع الجزائري عن طريق التطرق إلى قواعد الرقابة
القبلية والبعدية ،منذ بداية صدور القانون 91-19المؤرخ في أول ديسمبر 1990المتعلق بالتهيئة والتعمير
المعدل والمتمم بالقانون 90/90وأخي ار القانون 90/99المؤرخ في 99جويلية 9999المحدد لقواعد مطابقة
البنايات واتمام إنجازها فإن المشرع الجزائري تبنى توجهات جديدة للتحكم أكثر في القواعد العامة التهيئة
والتعمير.
وهكذا تنتهي هذه الدراسة التي كرسناها لبحث موضوع دور األجهزة الرقابية في ضبط مخالفات التعمير،
وتوصلنا إلى دور الجماعات المحلية في المراقبة على أشغال البناء والتعمير ،ودور األعوان المؤهلون قانونا
لمراقبة أشغال البناء والتعمير .حيث تناولنا في الفصل األول من هذه الدراسة الختصاص السلطة اإلدارية
المؤهلة قانونا بضبط المخالفات العمرانية من خالل الرقابة التي يمارسها على مشروعية رخيص في مادة التعمير
والبناء وامكانية رفع دعاوى إلغاء لكل من له صفة ومصلحة في الطعن الق اررات الترخيص بالبناء.
يستند القاضي اإلداري في دراسته لموضوع دعاوى إلغاءات الرخيص الق اررات في مجال التعمير والبناء إلى
األوجه واألسباب التي استند عليها الطاعن في رفع دعواه والمتمثلة أساسا في عدم المشروعية الخارجية ق اررات
الترخيص بالبناء) عدم االختصاص ،عيب الشكل واالجراءات( ،وعدم المشروعية الداخلية من خالل مخالفة
اإلدارة للقاعدة القانونية والخطأ في تأويلها أو تطبيقها أو حياد اإلدارة عن هدفها األساسي في الحفاظ على
المصلحة العامة العمرانية.
56
الخاتمة.
كما يمكن للطاعن اختيار سبيل االستعجال اإلداري في مادة التعمير والبناء في حالة تأكد القاضي اإلداري من
جدية أوجه وأسباب إلغاء الت ا رخيص اإلدارية من خالل اطالعه على ملف الموضوع وتفحص أو ا رقه،
وبالتالي تفادي األضرار التي يمكن أن تنجم عن التنفيذ الفوري لق ا ر ا رت الترخيص بالبناء من أخطار
وتبعات يصعب تداركها ،كما يمتد دور القاضي اإلداري إلى جبر األضرار الناتجة عن تلك األعمال التي تتسبب
فيها اإلدارة مانحة ت ا رخيص أعمال التعمير والبناء وبالتالي ترتيب المسؤولية اإلدارية المثارة إما من قبل
طالبي ت ا رخيص أعمال البناء ،واما أن يثار مثل هذا الن ا زع من قبل الغير وتحديدا الجيران المتضررين من
منح ت ا رخيص البناء ألحد طالبيها أصال أو منحها دون تقييد أو شروط إضافية من شأنها الحفاظ على حقوق
الجي ا رن في الحاالت التي يتطلب القانون مثل هذا الموقف من اإلدارة.
وتوصنا في ختام الفصل الثاني إلى نتيجة مفادها أن دور القضاء اإلداري في الرقابة على أعمال التعمير
والبناء يظهر من خالل التوفيق بين الحق في البناء المكفول للفرد ،في المقابل الحفاظ على المصلحة العامة
العمرانية.
وعالجنا فيه بالدراسة والتحليل موضوع اختصاص القاضي العادي بنظر منازعات التعمير والبناء ،بداية
باختصاص القاضي الجنائي ودوره في مواجهة مخالفات جرائم البناء والمتمثلة أساسا في جريمة البناء في ملك
الغير من خالل التعدي على ملكية الغير والبناء بدون الحصول على ترخيص إداري مسبق مسلم من طرف
سلطات الضبط اإلداري في مادة التعمير والبناء ،وهو األمر المجرم في نظر قانون البناء مما يؤدي بالقاضي
الجنائي إلى فرض العقوبات سواء السالبة للحرية منها أو المالية .وأنهينا موضوع البحث بالتطرق الختصاص
القاضي المدني في مادة التعمير والبناء من خالل بيان المسؤول عن األضرار التي يسببها الباني أو المهندس
أو المقاول ،وأساس هذه المسؤولية والجزاء الناجم عنها.
والنتيجة التي توصلنا إليها من خالل دراسة موضوع البحث ،أن تنوع منازعات الترخيص أعمال التعمير
والبناء يوضح اهتمام كل من القضاء االداري والعادي في إطار بناء دولة الحق والقانون بتشجيع م ارقبة قضائية
موسعة وفعالة في مجال التعمير والبناء ،في المقابل يالحظ تعقيد اإلجراءات من خالل الكم الهائل من
االجتهادات القضائية وتناقضها في بعض األحيان نظ ار لالختصاصات القضائية المتعددة للقاضي اإلداري،
القاضي المدني ،القاضي الجنائي .وهو ما ال يعتبر في مصلحة المتقاضين الذين عادة ما يبحثون عن األمن
القانوني.
إن أحد نقاط الضعف األساسية في النظام القضائي هي توزيع العمليات القانونية الواحدة ،واحالة المتقاضين من
محكمة إلى أخرى للفصل في كل مرة في جزء فقط من دعاويهم ،فقد أصبح تقاسم االختصاص بين أنواع
57
الخاتمة.
المحاكم في العديد من الحاالت يصعب ضبطه ،فالطاعن قد ال يعرف الباب الذي يجب أن يطرقه ،وال شك أن
السبب في ذلك تعديل وتغيير قوانين البناء بصورة كبيرة مما أدى الى تشعبها وتنوعها بدرجة كبيرة ،مما يصعب
معه تماما اإللمام بكل تلك القوانين والتشريعات ،وبذلك فإنه يحدونا األمل نحو إصدار قانون موحد للبناء الذي
يجمع بين دفتيه جميع األحكام التشريعية والتنظيمية للمباني بعد دراستها دراسة وافية معمقة على أساس رفع
اللبس والغموض الواضح في العديد من النصوص ،باإلضافة إلى رفع التناقض الواضح بين الكثير من المواد
القانونية في غالبية تلك التشريعات.ولعل إصدار قانون موحد للبناء يساعد بدرجة فعالة وكبيرة لتحقيق األهداف
المرجوة من تشريعات تنظيم المباني التي تهدف الى االش ا رف على حركة البناء والتعمير ومسايرة التطور العم
ا رني وتنسيق بعض االجراءات وتحديد المسؤولية الناشئة عن المباني.
فعند إعداد قانون التعمير والبناء الموحد كمنظومة متكاملة تضم القوانين ذات الصلة بالعم ا رن ،ينبغي
التنسيق بين الو ازرات المكلفة بالتهيئة والتعمير والسكن والبيئة ،والعمل على إشراك المواطن في مراحل إعداد
المخططات االستراتيجية من خالل عرضها على المواطنين إلبداء آرائهم ،ومشاركة المهندسين والمكاتب
االستشارية التابعة للقطاعين الخاص والعام من أجل تحقيق تنظيم أفضل للمهنة وكفاءة أكبر في توزيع األدوار
بين الحكومة والقطاع الخاص بما يخفف العبء على األجهزة الحكومية وتفرغها لدورها الرقابي.
وأخي ار ينبغي إ عادة النظر في قوانين تسوية مخالفات البناء التي أصبحت من العوامل التي تعمل وبشكل
متقدم على إبقاء اإلطار التقليدي للبناء في صلب المخاطرة وارتداداته السلبية ونتائجه على صحة اإلنسان
والبيئة.
فبالرغم من الخدمة الكبيرة التي منحها القانون رقم 90-99المتعلق بمطابقة البنايات واتمام إنجازها ،للمواطن
والحفاظ على النظام العام االقتصادي والعم ا رني ،إال أن إجراء تسوية مخالفات البناء بالشكل العشوائي الذي
شهدته الج ا زئر من خالل إصدار قانون مطابقة البنايات و اتمام انجازها ،طرح مسألة استهتار كل من المشرع
والمواطن على حد سواء في اإلخالل بالتوازن البيئي والتشويهات في جماليات الطبيعة ،وجمال الج ا زئر إذ
يقتضي التشديد في تطبيق مواد قوانين التعمير والبيئة والتنمية المستدامة بشكل صارم آخذين بعين االعتبار
المحافظة على ما تبقى من مساحات األرض ،كي تكون المالذ الصحي الوقائي لجيل الغد بوقف امتدادات
مساحات البناء على حساب األراضي الفالحية والتي في النهاية تبقى أبرز خطر على التنوعات البيولوجية
والجمالية والمناخية.
58
قائمة المراجع والمصادر.
أوال :المصادر
النصوص التشريعية
-99مرسوم تنفيذي المادة 00من المرسوم التنفيذي رقم ،932-19مؤرخ في 99ماي ،9119يحدد كيفية
تحضير شهادة التعمير ورخصة التجزئة وشهادة المطابقة ورخصة الهدم .
-99المرسوم التنفيذي رقم 00-92المؤرخ في ،9992/99/09المحدد لشروط وكيفية تعيين األعوان المؤهلين
-90من القانون رقم 99-99المؤرخ في 99جوان ،9999يتعلق بالبلدية جريدة عدد ،03الصادرة في 90
جويلية .9999
-90المرسوم التنفيذي 990/92المؤرخ في ،9192/99/91يتضمن تعيين مدة المراقبة التقنية للبناء ،ج.ر،
-93المرسوم التنفيذي ،091-99المتضمن إنشاء المفتشيات الجهوية للعمران والبناء وتنظيمها وعملها.
-99القانون رقم 90-19المتضمن التوجيه العقاري ،ج.ر ،العدد 01المؤرخ في ،9119/99/99 :المعدل
-91القانون رقم 99-90المؤرخ في 90جوان 9190المتضمن النظام العام للغلبات المعدل والمتمم بالقانون
-99المرسوم التنفيذي رقم 90-19 :المتضمن التوجيه العقاري -ج.ر ،العدد 01المؤرخ في ،9119/99/99
-99القانون رقم 92-90 :المؤرخ في في ،9990-92-90 :المتضمن األحكام المطبقة على مفقودي زلزال
بالعمال المنتمين إلى األسالك التقنية التابعة لو ازرة التجهيز والسكن ،ج.ر عدد ،00لسنة .9991
ثانيا المراجع:
الكتب أ-
-99إسماعيل شامة ،النظام القضائي الجزائري للتوجيه العقاري ،دراسة تحليلية ،دار هومة للطباعة والنشر
والتوزيع الجزائر.9999،
-99بعلي محمد الصغير ،المحاكم اإلدارية (الغرفة اإلداري) ،دار العلوم لنشر والتوزيع ،الجزائر .9990
-90جمال جرجس مجلع تاو ضروس ،الشرعية الدستورية ألعمال الضبطية القضائية ،النسر الذهبي للطباعة
-90الحسين بن الشيخ ملويا ،المنتقى في قضاء مجلس الدولة ،الجزء الثاني ،دار هومة.9992 ،
-90شامة إسماعيل ،النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري ،دراسة وصفية تحليلية ،دار هومة-
الجزائر.9990،
-92صالح يوسف عبد العليم ،أثر القضاء على النشاط اإلداري للدولة ،دار الفكر الجامعي اإلسكندرية،
.9999
60
قائمة المراجع والمصادر.
-93عمر باشا ،ليلى زروقي ،المنازعات العقارية ،في ضوء آخر تعديالت وأحداث األحكام-دار هومة،
ط.9،9992
-99عمر زودة ،اإلجراءات المدنية على ضوء آراء الفقهاء وأحكام القضاء ،الجزائر.9999 ،
-91قدري عبد الفتاح الشهاوي ،الموسوعة الشرطية القانونية ،عالم الكتب.9133 ،
-99مجدي أحمد فتح اهلل حسن ،فاعلية األداء الضبطي لرجال الشرطة-دراسة مقارنة ،9999-النشر الذهبي
للطباعة.
-99محمد األمين البشري ،محسن عبد الحميد أحمد ،معايير األمم المتحدة في مجال العدالة الجنائية ومنع
-99محمد عزمي البكري ،التجريف والتبوير وقمائن الطوب والبناء في األراضي الزراعية ،دار الكتب القانونية
مذكرات الماجيستير
-99بطوش كهينة ،المسؤولية المدنية للمهندس المعماري ،مذكرة لنبل شهادة الماجستير في القانون ،فرع
قانون المسؤولية المهنية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري تيزي وزو.9999 ،
-99شريوي ياسمين ،الرقابة اإلدارية في مجال التعمير وبناء ،مفكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون ،فرع
-90غواس حسينة ،اآلليات القانونية لتسيير العمران ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ،جامعة
قسنطينة.9999،
61
قائمة المراجع والمصادر.
-90فسيح حمزة ،التنظيم القانوني الستغالل العقار الصناعي في عملية االستثمار ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير ،فرع الدولة والمؤسسات العمومية ،كلية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة الجزائر،
.9990-9990
-90مجاجي منصور ،النظام القانوني للترخيص بأعمال البناء في التشريع الجزائري ،مذكرة لنبل درجة
-92مدور يحي ،التعمير وآليات استهالك العقار الحضري في المدينة الجزائرية -حالة مدينة ورقلة ،-مذكرة
لنيل شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية والعمران ،تخصص المدينة والمجتمع والتنمية المستدامة،
قسم الهندسة المعمارية ،كلية الهندسة المدنية الري والهندسة المعمارية ،جامعة الحاج لخضر -باتنة.
-93يهمي محمد ،النظام القانوني لشرطة العمران في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،تخصص
القانون العقاري والزراعي ،قسم القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة سعد دحلب ،البليدة.9999 ،
مذكرات الماستر
-99أمعاش حكيمة ،آليات وقواعد الرقابة اإلدارية في مجال التهيئة والتعمير ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في
-99خثري فاروق ،مخالفات البناء والتعمير في التشريع الجزائري ،مذكرة ماستر في الحقوق ،جامعة
المدية.9999،
-90خليفة الحاج ،الرقابة اإلدارية على أعمال البناء والتشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في
-90مريم بوخاري ،اآلليات القانونية للرقابة على التعمير في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماستر ،تخصص
-99بلعيد كهينة ،الرقابة التهيئة والتعمير في القانون الجزائري ،بحث تخصص الجماعات المحلية والهيئات
اإلقليمية فرع قانون العام ،جامعة عبد الرحمن ،كلية الحقوق بجامعة بجاية.9992 ،
-99حوحو رمزي ،رخصة البناء واجراءات الهدم في التشريع الجزائري ،مجلة مفكر ،العدد ،90جامعة محمد
خيضر بسكرة.
-90صليحة سعد سلطات الضبط اإلداري لرئيس المجلس البلدي في مجال العمران ،مجلة البحوث والدراسات
مجالت د-
63
الفهرس.
الصفحة: المحتويات:
إهداء
شكر وتقدير
أ-ث مقدمة
الفصل األول :السلطة اإلدارية المؤهلة قانونا بضبط المخالفات العمرانية
92-90 تمهيد:
93 المبحث األول :دور الجماعات المحلية في المراقبة على أشغال البناء
والتعمير
93 المطلب األول :دور الوالية في المراقبة على أشغال البناء والتعمير
93 الفرع األول :الوالي
91-99 الفرع الثاني :المديريتين الموجودتين على مستوى الوالية
91 المطلب الثاني :دور البلدية في المراقبة على أشغال البناء والتعمير
99-91 الفرع األول :سلطة معاينة البناء
99-99 الفرع الثاني :إصدار قرار هدم البناء غير المرخص
90 الفرع الثالث :تنفيذ قرار العدالة الجزائية
90 المطلب الثالث :دور األجهزة المساعدة للجماعات المحلية في المراقبة على
أشغال البناء والتعمير
93-90 الفرع األول :اللجنة التقنية الدائمة للمراقبة التقنية للبناء
91-99 الفرع الثاني :المفشيات العامة والجهوية للعمران والبناء
99 الفرع الثالث :لجنة مراقبة ق اررات التعمير
99 المبحث الثاني :دور األعوان المؤهلون قانونا لمراقبة أشغال البناء
والتعمير
99 المطلب األول :مفتشو التعمير
99 الفرع األول :المفتشية العامة للعمران والمفتشيات الجهوية
64
الفهرس.
المشروعة
00-09 الفرع األول :بالنسبة لرخصة البناء
00-00 الفرع الثاني :منازعات رخصة الهدم
02 الفرع الثالث :منازعات رخصة التجزئة
03-02 الفرع الرابع :منازعات شهادة التعمير
03 الفرع الخامس :منازعات شهادة المطابقة
29-03 المطلب الثاني :الدعوى االستعجالية لوقف تنفيذ القرار اإلداري في مادة
التعمير
20 المطلب الثالث :دعوى المسؤولية اإلدارية في مجال التعمير والبناء
23-20 خاتمة
30-29 قائمة المراجع
المالحق
33-30 الفهرس
66
الملخص:
يعتبر العمران من القيم والمكتسبات التاريخية والثقافية ألي مجتمع .والتي اتضحت من التقنيات
الحديثة لتنظيم المجال الحضري في أي دولة .بإقامة توازن بين الحق السكني وحرية االفراد من جهة
وبين الحق الجماعي وحماية المحيط من جهة أخرى.
وعلى هذا األساس كان لزاما .فرض اليات مصدرها القانون .سعيا للوصول الى تنسيق أساسه
الحضارة العمرانية .ذلك ان ضبط سياسة التعمير من خالل التوسع في التجمعات السكانية .او انشاء
المدن الجديدة .ويكون وفقا إلجراءات وتقنيات واطر قانونية تسهر عليها األجهزة الرقابية كأليات لتطبيق
قواعد التعمير وعلى اختالفها .ذلك ان دور السلطات اإلدارية المؤهلة قانونا بضبط مخالفات العمرانية
ودور السلطة القضائية أيضا هو دور فعال وقد أولى المشرع الجزائري لمجال التعمير أهمية بالغة
خصوصا فيما يتعلق بدور الجهات اإلدارية على المستوى المحلي .بداية من دور الجماعات المحلية في
المراقبة على اشغال البناء والتعمير المقصود هنا هيئات وأجهزة الرقابة وهي هيئات الضبط اإلداري لها مهمة
المحافظة على النظام العام العمراني والبناء دون مخالفته مع مختلف القوانين المعمول بها في أشغال البناء
والتعمير التي تندرج تحتها دور الوالية في المراقبة على أشغال البناء والتعمير والبلدية التي تستخدم عدة طرق
للرقابة كما توجد أجهزة مساعدة للجماعات المحلية في المراقبة على اشغال البناء والتعمير من لجان تقنية ولجان
مراقبة ق اررات التعمير أيضا المفتشيات العامة والجهوية للعمران و من بين السلطات اإلدارية المؤهلة قانونا
بضبط المخالفات العمرانية نجد األعوان المؤهلون قانونا لهذا العمل تتجلى تحتها عدة لجان ومفتشيات وهناك
فرق خاصة للمتابعة والتحقيق وشرطة العمران الى جانب رقابة السلطة اإلدارية في ضبط مخالفات التعمير لدينا
رقابة ا لسلطة القضائية والتي تتمحور تحت رقابة دور القاضي العادي في الرقابة العمرانية ودور القاضي
اإلداري دور القاضي العادي له شق رقابي جزائي ومدني في الرقابة العمرانية حيث يتم تفعيل الدور الجزائي في
حالة كان هناك مخالفات في قانون التهيئة والتعمير وبهذا تكون جزاءات مترتبة على مخالفة احكام عقود التعمير
في المناطق الخاصة وتكمن رقابة القاضي المدني في الرقابة امام قاضي الموضوع او القاضي االستعجالي ثم
تطرقنا لدور القاضي اإلداري في الرقابة العمرانية تناولنا فيها دعوى الق اررات اإلدارية المتضمنة عقود التعمير
غير المشروعة ح يث ذكرنا بعض منازعات الرخص وشهادة المطابقة ثم تناولنا الدعوى االستعجالية لوقف تنفيد
القرار اإلداري في مادة التعمير و دعوى المسؤولية اإلدارية في مجال التعمير والبناء.
Résumer :
L'urbanisme est l'une des valeurs et réalisations historiques et culturelles de toute société.
Ce qui ressort des techniques modernes d'organisation de l'espace urbain dans n'importe quel
pays, en établissant un équilibre entre le droit au logement et la liberté des individus d'une
part, et le droit collectif et la protection de l'environnement d'autre part. Sur cette base, il a
fallu imposer des mécanismes fondés sur le droit, pour parvenir à une coordination fondée sur
la civilisation urbaine. Le contrôle de la politique de reconstruction à travers l'expansion des
centres de population ou l'implantation de nouvelles villes.C'est selon des procédures, des
techniques et des cadres juridiques qui sont contrôlés par les organes de régulation comme
mécanismes de mise en œuvre des différentes règles de la reconstruction. Le rôle des autorités
administratives légalement qualifiées dans le contrôle des infractions urbaines et le rôle de la
justice est également efficace.Le législateur algérien a attaché une grande importance au
domaine de la reconstruction, notamment en ce qui concerne le rôle des autorités
administratives au niveau local . Partant du rôle des collectivités territoriales dans le contrôle
des travaux de construction et de reconstruction, il s'agit ici des organes et organes de
contrôle, qui sont les organes de contrôle administratif qui ont pour mission de maintenir
l'ordre public urbain et de construire sans le violer avec les différents lois en vigueur dans les
travaux de construction et de reconstruction en vertu desquelles s'inscrit le rôle de l'État dans
le suivi des travaux de construction et de reconstruction. Et la municipalité, qui utilise
plusieurs méthodes de contrôle, et il existe des dispositifs auxiliaires pour les collectivités
locales dans le suivi des travaux de construction et de reconstruction de des comités
techniques et des comités de contrôle des décisions de construction ainsi que des inspecteurs
généraux et régionaux de l'urbanisation et parmi les autorités administratives légalement
qualifiées pour contrôler les infractions urbaines, on trouve des agents légalement qualifiés
pour ce travail, sous lesquels figurent plusieurs comités. pour le suivi et l'enquête et la police
urbaine En plus de la surveillance de l'autorité administrative dans le contrôle des infractions
de construction, nous avons la surveillance de l'autorité judiciaire, qui est centrée sous la
supervision du rôle du juge ordinaire dans la surveillance urbaine et le rôle du juge
administratif. le juge ordinaire a un volet de contrôle pénal et civil dans le contrôle urbain, où
le rôle pénal est activé en cas de violation de la loi préparatoire Ainsi, il existe des sanctions en
cas de violation des dispositions des contrats de construction dans les zones privées. dans
l'oubli devant le juge des référés ou le juge des référés. Puis nous avons abordé le rôle du juge
administratif dans le contrôle urbain. Nous avons traité du contentieux des décisions
administratives qui incluent les contrats de construction illégale, où nous avons évoqué
quelques litiges de permis et certificat de conformité Ensuite, nous avons traité le cas
d'urgence pour arrêter l'exécution de la décision administrative en matière de reconstruction
et le cas de responsabilité administrative dans le domaine de la reconstruction et de la
construction