Professional Documents
Culture Documents
م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريـ ـ ـ ـ ــم
قــــــــائمة المختصرات
باللغة العربية-أوال
. جريدة رسمية: ج ر-
. دون سنة النشر:ن. س. د-
. من الصفحة إلى الصفحة: ص ص-
. الصفحة: ص-
. القانون المدني الجزائري: ج.م. ق-
باللغة الفرنسية-ثانيا
P : La page.
PAC : Plan d’Aménagement de la Commune.
PAW : Plan d’Aménagement de la Wilaya.
PCD : Plan Communal de Développement.
PDAU : Plan Directeur d’Aménagement et d’Urbanisme.
PMU : Plan de Modernisation Urbaine.
POS : Plan d’Occupation des Sols.
PP : De la page à la page.
PUD : Plan d’Urbanisme Directeur.
SGCI : Société de Garantie de Crédit Immobilier.
SNAT : Schéma national d’Aménagement du Territoire.
SRAT : Schéma Régional d’Aménagement du Territoire.
مقدمة
مق ـ ـ ـدم ـ ـة
تعتبر التهيئة العمرانية نوع من أساليب وتقنيات التدخل المباشر ،سواء بواسطة األفكار
الق اررات ،أو بواسطة وسائل الدراسات ووسائل التنفيذ واإلنجاز لتنظيم وتحسين ظروف المعيشة
سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو اإلقليمي أو الوطني.
ومما ال شك فيه أن للتنظيم في المجال العمراني أهميته وضرورته نتيجة للمتغيرات العديدة
في التركيبة االجتماعية والزيادة الضخمة في عدد السكان أو تزايد الحاجة إلى الخدمات الحضارية
كما ونوعا ،في هذا الصدد نجد مثال في فرنسا تشريع العمران ظهر بقواعد بسيطة كانت
المتطورة ّ
تكتفي بالمباني في المدن بشكل صف ،وعلى طول الطريق بموجب القانون الصادر في50
أفريل ،4381إال أن ذلك لم يكف لإلحكام الرقابة على حركة البناء ،ومنع إقامة البنايات غير
مشروعة ،لذا استوجب األمر أن يتدخل المشرع الفرنسي بقانون خاص بالعمران( ،)1وهو ما حدث
فعال عبر مراحل ،أما بالنسبة للجزائر فمنذ 4211كان يعتمد على أحكام المرسوم الصادر
في 4280/50/50المتعلق بمشاريع العمران الجهوية الذي نص في المادة 14على أن تطبق
أحكامه في الجزائر ،فهي تشريعات فرنسية امتد العمل بها إلى غاية ،4200حيث صدر األمر رقم
70-00الذي يتعلق برخصة البناء ورخصة تجزئة األراضي ألجل البناء الذي ألغي بصدور
القانون رقم ،)2(51-31بعدها صدر األمر رقم ،54-30الذي يحدد انتقاليا قواعد شغل األراضي
الموافق عليه بمقتضى القانون رقم ،)4(53-30وقد أثار تطبيق ()3
قصد المحافظة عليها وحمايتها
هذا القانون رقم 58-30المتعلق بالتهيئة العمرانية الذي جاء كشريعة عامة في مادة العمران
بالرغم من أنه لم يلغ العمل بأحكام القانون رقم . 54-30
-1عزري الزين" ،دور الجماعات المحلية في مجال التهيئة والتعمير" ،مجلة االجتهاد القضائي ،عدد 1552 ،57
ص. 84
-2أمر رقم ،70-00مؤرخ في 10سبتمبر ،4200يتعلق برخصة البناء و رخصة تجزئة األرض ألجل البناء ،
ج ر عدد ،38الصادرة في سبتمبر ،4200الملغى بالقانون رقم ،51-31مؤرخ في 57فيفري ،4231ج ر ،عدد 57
الصادرة في فيفري .4231
-3أمر رقم ، 54-30مؤرخ في 48أوت ،4230يحدد انتقاليا قواعد شغل األراضي قصد المحافظة عليها و حمايتها،
ج ر ،عدد ،81الصادرة في أوت .4230
-4قانون رقم ،53/30مؤرخ في 41نوفمبر ،4230يتضمن الموافقة على األمر ،54-30ج ر ،عدد ،10الصادرة
في نوفمبر .4230
1
مق ـ ـ ـدم ـ ـة
استمر الوضع كذلك إلى غاية بداية التسعينات ،في ظل اإلصالحات األمنية واالقتصادية
العامة التي شرع فيها تطبيقا لدستور ،4232عرفت القواعد المطبقة في مجال التهيئة والتعمير
تحوال كبي ار وعميقا تجسد بصدور القانون رقم 12-25المتعلقة بالتهيئة والتعمير( ،)1والمراسيم
التنفيذية المطبقة له ،والذي يعد بداية لمرحلة جديدة فعلية وحاسمة لتطبيق توجه جديد يضبط قواعد
النشاط العمراني ،يوضع قواعد وآليات للرقابة ،ولقد ألغى صراحة في المادة 35منه كل األحكام
المخالفة له ،السيما القانون رقم 51-31واألمر رقم . 54-30
بذلك يصبح القانون رقم 12-25المصدر الرئيسي واألساسي لقواعد العمران ،فانتهج
المشرع توجها جديدا واستراتجية جديدة من أجل ضمان احترام القواعد القانونية في مجال العمران
كما حاول تفادي النقص في التشريعات السابقة ،وذلك تفاديا لبروز الوضعيات الالقانونية التي ال
يمكن تسويتها أو االعتراف بها.
لكن بعد مضي مدة من تطبيق هذه السياسة ،نجد أنه على المستوى الميداني لم تتوقف أزمة
البناء غير المشروع ،بل عرفت تزايدا فضيعا وكثرت المشاكل المتعلقة بالعمران.
فوجد المشرع نفسه أمام وضعية تستوجب عليه تعديل القانون المتعلق بالتهيئة والتعمير ،وهو
ما حدث بموجب القانون رقم ،)2(50-51وأقر أنه البد من تدخل الدولة لتنظيم عمليات التعمير
والبناء.
لذلك عمد المشرع على تبني نظامين ،أحدهما وقائي يتمثل في إخضاع النشاط العمراني
للرقابة المسبقة مجسدا لوسائل تتم على أساسها هذه الرقابة ،أما النظام الثاني فيقوم على الجانب
الردعي أو العقابي الذي يكرس على طريق ممارسة الهيئات اإلدارية والقضائية للرقابة البعدية من
أجل معاينة مدى احترام المشاريع المنجزة لألحكام القانونية.
-1قانون رقم ،12-25مؤرخ في 54ديسمبر ،4225يتعلق بالتهيئة العمرانية ،ج ر ،عدد ، 10مؤرخ في 51أوت ،
الصادر في 51ديسمبر ،4225معدل و متمم بالقانون رقم ،50-51يتعلق بالتهيئة و التعمير ،مؤرخ في 51أوت
،1551ج ر ،عدد ،04الصادر في 40أوت .1551
-2قانون رقم ،50-51مؤرخ في 51أوت ،1551يتعلق بالتهيئة و التعمير ،ج ر ،عدد ،04الصادر في 40أوت
.1551
2
مق ـ ـ ـدم ـ ـة
على أساس ما تطرقنا إليه ،وأمام ما قيل عن التهيئة العمرانية عامة ،وفي الجزائرعلى وجه
الخصوص ،وعلى هذا األساس نجد اإلشكالية تطرح نفسها أال وهي:
ما مدى فعالية اآلليات القانونية لتجسيد سياسة التهيئة العمرانية في الجزائر؟
ولنشمل جميع جوانب الموضوع اتفقنا لتقسيم بحثنا إلى فصلين ،حيث سنتطرق في:
الفصل األول :أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر.
الفصل الثاني :آفاق التهيئة العمرانية في الجزائر.
ولقد اعتمدنا في دراستنا هذه لموضوع التهيئة العمرانية في الجزائر(واقع وآفاق)على المنهج
الوصفي التحليلي.
3
األول
الفصل ّ
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
يعتبر العمران فن وعلم يحدد بموجبه كيفية تنظيم المدن وانجاز التجمعات السكنية العمرانية فسياسة
عدة مراحل حاولت الدولة من خاللها التحكم في قواعد التعمير والتوسع
التهيئة والتعمير بالجزائر عرفت ّ
أن الجزائر حالية تشهد تطور ديموغرافي متواصالً مما إنجر عنه في المقابل تطور
العمراني ،إذ نجد ّ
عمراني سريع وبهذا لجأت الدولة إلى التهيئة العمرانية كأساس لتحقيق أهداف ملحة في جميع المدن
يبين مدى تطورها ومستوى الحضارة فيها لذلك
الجزائرية ،كما يعتبر العمران المرآة العاكسة للدولة كما ّ
تسهر جميع الدول من أجل وضع مقاييس تستجيب لها البنايات بغية إظهار الوجه الحسن لها.
األول) ،وكذادراسة
األول تحديد ماهية التهيئة العمرانية (المبحث ّ
لذلك تستوجب الدراسة في المقام ّ
األدوات األساسية لتطبيق سياسة التهيئة العمرانية في الجزائر (المبحث الثاني).
4
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
األول
المبحث ّ
ماهية التهيئة العمرانية
تعتبر التهيئة العمرانية مجموعة من األعمال المشتركة الرامية إلى توزيع وتنظيم السكان األنشطة،
ونظر لما لهذا المصطلح من أهمية بالغة في الحياة البشرية
ًا البنايات والتجهيزات على امتداد المجال،
األول)
يستوجب علينا تحديد مفهوم التهيئة العمرانية وكذا تحديد المصطلحات المشابهة لها في (المطلب ّ
تطورها في الجزائر وذلك في (المطلب الثاني).
وكذا عرض مراحل ّ
األول
المطلب ّ
مفهوم التهيئة العمرانية
لقد ظهر مفهوم التهيئة العمرانية مع بداية الثالثينات في اإلتحاد السوفياتي ثم عرف بعد ذلك تطو ار
في الدول الرأسمالية مثل :فرنسا وبريطانيا وباقي دول غرب أوروبا أين استعمل كوسيلة في مجال تنظيم
أوساطها الطبيعية العمرانية والريفية واألهداف السياسية واإلقليمية واالجتماعية التي دعت إلى تبني هذه
الدول للتهيئة العمرانية وتطبيقها في إعادة بناء أوساطها بعد الحرب العالمية IIلذا سيتحتم علينا تحديد
أما في (الفرع
األول) ّ
تعريف لمصطلح التهيئة العمرانية وتحديد المصطلحات المشابهة لها في (الفرع ّ
الثاني) فسوف نتطرق إلى عرض أهداف التهيئة العمرانية وكذا بيان وسائلها.
األول
الفرع ّ
تعريف التهيئة العمرانية وتحديد المصطلحات المشابهة لها
التقدم
إن تعريف التهيئة العمرانية من بلد إلى آخر وهذا حسب النظام االجتماعي المطبق ومستوى ّ
ّ
االقتصاديواالجتماعي الذي تعرفه هذه الدول.
ّأولا-تعريف التهيئة العمرانية
يتناول جمهور من الباحثين المفهوم باعتباره على ّأنها " :هي نوع من أساليب وتقنيات التدخل
اء بواسطة األفكار أو الق اررات أو بواسطة وسائل الدراسات ووسائل التنفيذ واإلنجاز لتنظيم
المباشر سو ً
5
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
1مدور يحي ،التعمير وآليات استهالك العقار الحضري في المدينة الجزائرية ،حالة مدنية ورقلة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في الهندسة المعمارية والعمران ،تخصص المدينة والمجتمع والتنمية المستدامة ،كلية الهندسة المدنية الري والهندسة المعمارية،
قسم الهندسة المعمارية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،2162 ،ص .61
2ميدني شايب ذراع ،واقع سياسة التهيئة العمرانية في ضوء التنمية المستدامة ،مدنية بسكرة نموذجا ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه
في علم االجتماع ،تخصص بيئة ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،قسم العلوم االجتماعية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
،2162ص .62
3
HENRI JACQUET, FRANCOIS PRIET – Droit de l’urbanisme, 4ème édition Dallof, Paris, 2002, p3.
4عباس راضية ،النظام القانوني للتهيئة والتعمير بالجزائر ،أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في القانون ،تخصص القانون العام،
كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،2162 ،ص .67
6
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
عدة نصوص متفرقة في مجال التعمير بعد االستقالل تشمل عملية البناء
أما الجزائر عرفت ّ
ّ
وشروطه وجسدت سياسة التهيئة والتعمير من خالل قانون 11-78المتعلق بالتهيئة العمرانية.1
كما يقصد به تلك األراضي والمساحات المبنية وغير المبنية أي إنتاج األراضي المعمرة وغير
المعمرة وهذا من أجل ترشيد استهالكها وحسن استغاللها بكيفية عقالنية وذلك بتوزيعها حسب
اختصاصات األنشطة المقامة عليها.2
أما عن مفهوم التهيئة فيقصد بها مجموع األعمال الرامية الهادفة إلى إرساء نظام محكم ومتناسق
في تركيز السكان والبناءات والتجهيزات ووسائل اإلتصال على إمتداد رقعة من األرض (على مستوى
اإلقليم) فهي عمل يخضع إلرادة اإلدارة العمومية.3
تصور التهيئة على مستويات مختلفة تبدأ من إقليم الدولة بمعنى
يمكن ّ
» « aménagementdu territoireحتى تصل إلى المدينة أو الحي بمعنى « Aménagement
» urbain ou urbanismeفقد تكون شاملة عندما نتحدث عن التهيئة اإلقليمية والتنظيمات الكبرى
والجهوية والتهيئة الحضرية ويمكن استعمال هذا المصطلح لتحديد عمل متخصص مثل :تهيئة سياحية أو
عدة
بأنها تنظيم للفضاء كما لها ّ
قد يقصد به قطاع معين مثل :تهيئة الطرق ،بالتالي تعرف كلمة تهيئة ّ
تحدد الخيارات الكبرى السياسية واإلقليمية
عدة مستويات وهي تهيئة اإلقليم عندما ّ
معاني وتشمل ّ
واالجتماعية واإليكولوجية أو تهيئة حضرية عمرانية عندما يتعلق األمر بالمدينة.4
)2التهيئة اإلقليمية:
بأنها " :البحث في إطار جغرافي ألحسن
تعرف تهيئة اإلقليم حسب األستاذ ّ M. Cladins Petit
توزيع للسكان بالتوازي مع الموارد الطبيعية والنشاطات " ، 5فيمكن القول على ّأنها مجموعة األعمال
المشتركة الرامية إلى توزيع وتنظيم السكان واألنشطة والبنايات والتجهيزات ووسائل االتصال عن امتداد
المجال.
فبوجه عام التهيئة اإلقليمية تغطي مجموعة التدخالت العادية المطبقة في المجال السوسيوفيزيائي
عدة أشكال في التدخل منها رد االعتبار ،التجديد ،إعادة
من أجل تحسين تنظيمه وتطوير وظيفته تأخذ ّ
الهيكلة...إلخ.1
)3التوسع العمراني:
أيضا عملية زحف
هو عملية استغالل العقار الحضري بطريقة مستمرة نحو أطراف المدنية وهو ً
أسيا وبطريقة عقالنية.2
اء كان أفقيا أو ر ً
النسيج نحو خارج المدينة سو ً
)4التسيير والتخطيط الحضري:
بأنه مجموعة العمليات المنسقة
أ) التسيير الحضري :ينظر المهتمين بالشأن الحضري إلى هذا المفهوم ّ
أساسا التخطيط ،التنظيم ،التوجيه الرقابة فهو تحديد ألهداف وتنسيق لجهود
ً والمتكاملة التي تشمل
األشخاص قصد بلوغها ويشكل التسيير من المنظور الحركي عملية دائرية تبدأ بتحديد األهداف أي
البد أن تكشف عن وجود انحرافات
بالتخطيط وال يجوز اعتبار ّأنها عند الرقابة تنتهي فالرقابة ّ
اء كانت جذرية أو طفيفة على السياسات وغيرها من
وتصحيحات يتطلب إجراءات وتعديالت سو ً
أن الرقابة تعود من جديد إلى التخطيط وكذا العملية دائرية.3
المخططات أي ّ
ب) التخطيط الحضري:
بأنه " :هو عملية متكاملة تشمل كافة األراضي الوطنية أي التوزيع األمثل للمدن
يعتبر هذا األخير ّ
الكبرى والمتوسطة والصغرى وتوزيع النشاطات والسكان على هذه المدن وتنمية المناطق المتخلفة وادارة
وتوجيه حركة التوسيع العمراني ".4
فالتخطيط الحضري هو محاولة تهيئة المناخ الذي يسمح للتجمعات بإيجاد الوسائل الضرورية
لتحقيق إطار معيشي مالئمة لسكانها تتوفر فيه أسباب الراحة والرفاهية داخل المدن فاإلنسان يسعى دوما
لتنظيم البيئة التي يعيش فيها وايجاد األدوات التي يمكن تحقيق االنسجام األفضل بين جميع أفراد المجتمع
محاوال استثمار كل الطاقات لتحقيق ذلك ويستخدم اإلنسان لهذا الغرض عملية التخطيط الحضري التي
1مدونة العمران في الجزائر ،أنظر الموقع www.digiurbs.blogspot.comتم اإلطالع عليه بتاريخ،2161/12/16 :
المرجع السابق.
2ميدني شايب ذراع ،المرجع السابق ،ص .62
3ميدني شايب ذراع ،المرجع نفسه ،ص .62
4ميدني شايب ذراع المرجع السابق ،ص.62
8
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
1بوزغاية باية " ،المخططات العمرانية كأحد عوامل توسع المجال الحضري من أجل تحقيق التنمية المستدامة " – مدينة بسكرة
موذجا ،-مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،العدد ،2162 ،62ص .26
ن ً
2بوزغاية باية ،المرجع نفسه ،ص .26
9
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
1
PAUL BEURG, comprendre l’urbanisme, Edition Monteur, Paris, 1977, P 20.
2
PIERRE MERLIN, les techniques de l’urbanisme, presse universitaires de France, Paris, 1995, p 120.
10
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
المطلب الثاني
تطور التهيئة العمرانية في الجزائر
مراحل ّ
بعد التطّرق إلى مفهوم التهيئة العمرانية بصفة عامة وعرض أهم أهدافها سنحاول من خالل هذا
أن االختيارات الكبرى
مرت بها سياسة التهيئة العمرانية في الجزائر بحكم ّ
المطلب دراسة أهم المراحل التي ّ
للبالد لم تظ ّل على وتيرة ثابتة واّنما لحقتها تغيرات متتابعة.
الفرع األ ّول
التهيئة والتعمير ما قبل الستقالل
بظهور التخطيط العمراني بفرنسا بموجب قانون سنة 6161المعدل سنة 6122الذي وضع
مخطط التهيئة والتوسيع والتجميل ،فطبق على الجزائر بموجب مرسوم 12جانفي 6122ثم وضع
مخطط للجزائر سنة 6116وأنشئت مقاطعة جزائرية عمرانية سنة .16118
في تلك الفترة اعتبر المستعمر الجزائر أرض لإلبداع والتجديد في مجال المخططات العمرانية،
فطبقت فرنسا عليها كل األحكام المتعلقة بقانون التعمير الفرنسي وخاصة في مجال أدوات التعمير في
سنة 6121وضعت مجموعة من األدوات الجديدة لتنظيم التعمير والتي لم تطبق واقعًيا إالّ سنة 6127
و 6121وهي الفترة التي تمثل بالنسبة للجزائر انطالق مخطط قسنطينة لمحاولة إعادة التوازن االقتصادي
عدة مخططات منها :المخطط التوجيهي
واالجتماعي للقضاء على الحرب التحريرية وظهرت بفرنسا ّ
للتعمير ،المخطط التفصيلي ،مخطط التعمير واعادة اإلنشاء كما حدد برامج منها برنامج التجهيز
2
إن هذه األدوات قد تركت أثر كبير في تحديد أدوات
العمراني ،برنامج التعمير والمناطق القابلة للتعمير ّ ،
التهيئة والتعمير بعد االستقالل في الجزائر.
الفرع الثاني
التهيئة والتعمير بعد الستقالل
بتغير سياسة التهيئة
عدة مراحل تبدأ من 6112إلى يومنا هذا وتميزت هذه المراحل ّ
عرفت الجزائر ّ
والتعمير والقوانين التي تحكمها وتضبطها والتي كانت على النحو التالي:
ّأو ال-المرحلة األولى :تمتد من 1692إلى :1696
مرحلة التوازنات جهوية أكثر منها سياسة تهيئة عمرانية.
1
MAOUIA SAIDOUNI, Eléments d’introduction à l’urbanisme, Edition Casbah, Alger, 2000, P 202.
2
MAOUIA SAIDOUNI, opcit, pp 204,205.
11
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
لقد وجدت الجزائر نفسها بعد االستقالل في وضع مزري حيث ركز المستعمر على المناطق
الساحلية (الشمالية) مما نتج عنه نزوح السكان نحو الشمال لتوافر التجهيزات مما أدى إلى ظهور فوارق
جهوية عبر كافة التراب الوطني8.
عدة إصالحات للقضاء أو التقليل على الفوارق الجهوية الصارخة بين مختلف
بدأت الدولة تباشر ّ
جهات الوطن وبالخصوص بين مناطق الشمال والهضاب العليا والجنوب وبين السهول والمناطق الجهوية
عدة برامج تنموية خاصة بالمناطق المحرومة خالل الفترة الممتدة من 6111إلى 6181حيث
من خالل ّ
وضعت الدولة الجزائرية مخطط ثالثي ( )6111 – 6118إليجاد أقطاب صناعية كبرى واستعملت لذلك
1
حدة الفوارق
،إن هذه البرامج تركزت على مستوى المناطق الساحلية والتلية مما زاد من ّ
عائدات البترول ّ
بين الشمال والجنوب في ظل غياب استراتيجية واضحة المعالم في مجال التهيئة العمرانية فنتج عنها
استهالك أراضي زراعية خصبة كما زادت شدة النزوح السكاني من المناطق الداخلية وتمركزهم في
أيضا بسياسة
المناطق الشمالية وانتشار البيوت القصديرية على حواف المدن الشمالية ،فبادرت الجزائر ً
جديدة لتثبيت سكان األرياف وتخفيف الضغط على المدن ،ذلك تحت عنوان الثورة الزراعية سنة 6186
أن هذه
لتحسين مستوى التجهيزات في األرياف من خالل برمجة أكثر من 6111قرية اشتراكية غير ّ
السياسة لم تحقق األهداف المنوطة بها لسببين هما :أولهما :هو ترك النشاط الفالحي وتنقل الفالحين
المؤمنين نحو المراكز الحضرية لضمان الشغل في الوحدات الصناعية وبالتالي أجور ثابتة وضمان
االستفادة من الخدمات االجتماعية كتمدرس األطفال والرعاية الصحية والسبب الثاني هو تحول الوظيفة
األساسية للقرى اإلشتراكية حيث تحولت فيما بعد إلى أنوية لمدن مصغرة تحتوي على كل المزايا الحضرية
حيث بلغ عدد القرى المنجزة 821قرية وقعت أغلبها على األراضي الفالحية الجديدة.
فظهر بعد ذلك المخططين الرباعيين ( 6181 ،6181و )6188 ،6182ألجل إعادة التوازن
عدة مخططات وبلدية للتنمية
الجهوي فركزت على االستثمارات الصناعية واالقتصادية وأوجدت ّ
ومخططات للتجديد العمراني.
من أهم المخططات واألعمال المنجرة في تلك الفترة يمكن تلخيصها فيما يلي:
مخطط التعمير ( :)PUDحيث تلتزم كل بلدية بوضعه لمدة ما بين 61إلى 62سنة ويهدف إلى
وضع توازن بين النمو الديموغرافي واالجتماعي واالقتصادي وشغل األراضي.1
مخطط العصرنة العمرانية ) :(PMUالذي بدأ تطبيقه في السداسي الثاني من سنة 6181والذي
يخص المدن الكبرى أو ذات أهمية والتي تسارع فيها النمو.
المخطط البلدي للتنمية ) :(PCDالخاص ببعض المدن المتوسطة أو أقل أهمية يهدف إلى تنظيم
وتخطيط تغيير المدن بالربط مع التعمير والتصنيع.
إن معظم هذه المخططات أظهرت سلبياتها من خالل أهدافها وتوجهاتها التي لم تأخذ بعين
ّ
االعتبار االقتصاد في األراضي والمساحات والحتى طبيعة هذه األراضي هدفها كان موجه إليجاد
استثمارات إنتاجية وقطاعية دون التنسيق مع كافة القطاعات وبالتالي عرفت هذه المرحلة بسياسة التوازن
الجهوي وتدخل الدولة لتحقيق العدالة االجتماعية ،كما تميزت بمركزية التخطيط أو كل شيء يخطط.2
إن هذا الوضع نتج عنه التشجيع للتوسع العمراني العشوائي خاصة في المناطق الحضرية التي لم
تعتمد مخططات التعمير كما ّأنه دون نصوص تشريعية وال سياسة تهيئة عمرانية واضحة أدى إلى ظهور
سلبيات كثيرة وتتمثل بالخصوص في تبذير المساحات الزراعية والعقار الحضري واستمرار الفوارق
الجهوية...إلخ.3
ثانيا -المرحلة الثانية :ظهور سياسة عمرانية لكن بدون وسائل لتجسيدها (من 1691إلى )1661 ا
في الثمانينات زاد الوعي بالمخاطر التي أفرزتها االختالالت الموجودة بين أرجاء البالد فظهرت التهيئة
العمرانية للمرة األولى وهذا بإحداث و ازرة التخطيط والتهيئة العمرانية في سنة 6181وقد تزامن هذا مع
وضع المخطط الخماسي ( )6172-6171الذي كان يهدف إلى تنمية المناطق الداخلية للبالد وكذا إعادة
هيكلة القطاع الصناعي ،كما أنشأت الوكالة الوطنية لتهيئة اإلقليم ANATسنة .6176
تميزت هذه المرحلة بانتهاء عهد التخطيط االقتصادي واالجتماعي فالدولة تراجعت عن التدخل في
كل المجاالت خاصة بعد صدور دستور 6171الذي وضع قطيعة مع الثمانينات حيث يجب التذكير أن
الجزائر خالل سنة 6181اعتمدت على الثورة الزراعية وتأثرت بالنتائج السلبية التي مست كل من العقار
والعمران نتيجة االحتياطات العقارية للبلديات التي نص عليها بموجب أمر رقم 21-82الصادر بتاريخ
،16182/12/21الذي سمح للبلديات باسترجاع األراضي العمرانية واعادة توزيعها على أجهزة ومؤسسات
الدولة التي كانت بحاجة إليها من أجل إنشاء سكنات جماعية وذاتية ووضع الهياكل األساسية والمرافق
العامة كما صدرت تعليمة و ازرية بتاريخ 18أفريل 6171التي سمحت لكل بلدية دون تمييز بين الريفية
أو الحضرية بتوزيع 211قطعة أرض سنة .26171
فاسترجع مفهوم الملكية الخاصة بعدما غاب خالل الثورة الزراعية وان هذه السياسة ساهمت في
انتشار البناءات الفوضوية والقصديرية.3
تحد من ملكية
عدة تشريعات ّ
بدأ التفكير في تقليص من هذا التبذير في العقار من خالل إصدار ّ
الدولة وتضمن تسيير اقتصادي لألراضي والمساحات.
الحد من تبذير العقار ،4أما
صدر قانون 12-72المتعلق برخصة البناء والتجزئة الذي ساهم في ّ
5
عدة أدوات
في مجال التهيئة العمرانية صدر قانون رقم 11-78المتعلق بالتهيئة العمرانية الذي وضع ّ
على المستوى الوطني والجهوي هي المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم ) ،(SNATالمخططات الجهوية لتهيئة
اإلقليم ) (SRATيندرج تحتهم 27مخطط والئي للتهيئة ومخططات بلدية للتهيئة.
إن هذا القانون سمح بوجود نوع من التخطيط الالمركزي لعملية التنمية من أجل التحكم في عملية
ّ
التهيئة على المستوى المحلي كان يهدف منها التوازن في توزيع الثروات الوطنية وشغل األراضي وضرورة
أن هذا
ترقية الفضاءات والتحكم في التجمعات الحضرية الكبرى واالستغالل العقالني لموارد الطبيعة غير ّ
أن الدولة استمرت على االعتماد على
القانون لم يتبع بالنصوص التطبيقية مما جعله حبر على ورق كما ّ
1
األمر رقم 21-82الصادر بتاريخ 6182/12/21المتضمن تكوين االحتياطات العقارية للبلديات ،ملغى بموجب القانون رقم
، 22-11مؤرخ في 67نوفمبر 6111يتضمن التوجيه العقاري ،ج ر عدد ، 61الصادر في 12مارس . 6182
2عباس راضية ،المرجع السابق ،ص .11
3
عدة مباني متناثرة في المناطق الحضرية دون انسجام يتماشى والمقاييس العمرانية ،السكن
البناء الفوضوي يقصد به ّ
القصديري يقصد به السكن المبني من صفائح القصدير التي كانت تبدر لألفراد عملية لإلسراع في إنشاء مثل هذه السكنات
لالستقرار بها.
4قانون 12-72مؤرخ في 11فيفري 6172المعدل والمتمم ،والمتعلق برخصة البناء ورخصة تجزئة األراضي للبناء ،جريدة
رسمية عدد 11لسنة .6172
5
-11 قانون 11-78مؤرخ في 28جانفي 6178المتعلق بالتهيئة العمرانية ،جريدة رسمية عدد 12الملغى بموجب قانون
21مؤرخ في 16ديسمبر،6111معدل و متمم بالقانون رقم ،12-12مؤرخ في 12أوت 2112ج ر عدد 26صادر في
62أوت .2112
14
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
التخطيط المركزي ذو النظرة القطاعية دون األخذ بعين االعتبار التنسيق مع التوجهات المحلية ومتطلباتها
وتهميش الخصوصيات المحلية.
إن هذه المرحلة وضعت التهيئة العمرانية في درجة ثانية ذلك نتيجة األزمة االقتصادية التي عرفتها
ّ
الجزائر سنة 6171نتيجة انخفاض سعر البترول رغم ذلك بدأت بوادر االهتمام بالتهيئة العمرانية غير
ّأنها لم تمنح الوسائل والسلطات لتحقيق األهداف التي وجدت من أجلها.1
ثالثاا -المرحلة الثالثة :غياب سياسة عمرانية واضحة المعالم في ظ ّل األزمة التي اجتاحت البالد(6111
إلى )2116
هذه المرحلة بمثابة مرحلة انتقالية حيث دخلت الجزائر النظام الليبرالي واالقتصاد الحر وبالتالي
التخلي عن النمط المركزي في التخطيط وهي مرحلة حرجة في تاريخ الجزائر حيث اجتاحت البالد أزمة
سياسية حادة كانت لها آثار وخيمة على الجانب االقتصاديواالجتماعي وحجبت كل عمليات التهيئة وتم
أيضا الرجوع إلى ظاهرة التعمير الفوضوي
تعطيل العمل بقانون ،6178وسجلت الجزائر في هذه المرحلة ً
وزيادة التمركز في المناطق الساحلية وزيادة التهميش والفقر في المناطق الداخلية للبالد هذا ما أدى إلى
نزوح ريفي شديد وتفريغ بعض المناطق من السكان نتيجة غياب األمن خاصة في المناطق الريفية ،كما
عرفت هذه الفترة احتجاب الحقيبة الو ازرية للتهيئة العمرانية حتى سنة 6112أين أنشأت وأحدثت و ازرة
التجهيز والتهيئة العمرانية التي بادرت سنة 6112بمشروع الجزائر عدا وذلك بتنظيم استشارة وطنية
واسعة حول اإلستراتيجية الجديدة للتهيئة العمرانية في الجزائر وشاركت فيها السلطات العمومية والجماعات
المحلية والخبراء والجمعيات المدنية إلثراء وثيقة صممتها الو ازرات المعنية للوضعية الراهنة للتراب الوطني
غدا ''.
تحت عنوان '' الجزائر ً
تضمنت حصيلة االختالالت التي تعرفها البالد وبعض االقتراحات لوضع مشروع وطني جديد
إلستراتيجية جديدة للتهيئة العمرانية في الجزائر ،وبدأ التفكير بإستراتيجية التنمية المستدامة في مجال
التهيئة العمرانية ،كما تم تأسيس المجلس األعلى للبيئة والتنمية المستدامة كهيئة تتولد إعداد السياسة
أن هذا المجلس لم يعمل مما شجع جميع
الوطنية للبيئة وهدفه تجسيد التعاون الواسع بين القطاعات غير ّ
االنحرافات في مجال التهيئة والتعمير ،غير ّأنه بدأ التغير يمس مجال التهيئة والتعمير فوضعت نصوص
تشريعية تتعلق بصفة مباشرة أو غير مباشرة بمجال التهيئة والتعمير.1
إن قانون التوجيه العقاري وضع أبعاد التعمير بالجزائر من خالل وضع اإلطار القانوني للتعمير
ّ
2
وذلك في نص المواد 11و 81المحددة لألراضي المعمرة والقابلة للتعمير ونص على أدوات التعمير
التي تضمنتها المادة 61من القانون 21-11المتعلق بالتهيئة والتعمير هي المخطط التوجيهي للتهيئة
والتعمير PDAUومخطط شغل األراضي.3POS
المرحلة الرابعة:مرحلة التهيئة العمرانية في إطار التنمية المستدامة (من 2116إلى يومنا هذا).
نظر للظروف التي عاشتها البالد
إن السياسة التي كانت معتمدة أظهرت مجهودات تنموية غير ّأنه ًا
ّ
وجدت الجزائر نفسها أمام تعمير فوضوي عشوائي ،امتاز باستهالك ال عقالني لألراضي وعدم احترام
تشريعات البناء ،تسبب بأضرار كبيرة على البيئة منها تدهور الموارد الطبيعية تلوث المياه ،السبب في ذلك
راجع إلى سوء مسار سياسة شغل اإلقليم وعدم تنظيم عملية التعمير مع انسحاب دور الدولة في هذه
المرحلة وتخليها عن عمليات التخطيط.4
وبالتالي في هذه المرحلة تم صدور قانون 21-16المتعلق بتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة الذي
ألغى قانون 511-78الذي كانت تبني الدولة من خالله سياسة وطنية لتهيئة اإلقليم تأخذ مبادئها من
إن قانون 78لم يعد صالحا
الميثاق الوطني ،ففي غرض أسباب صدور هذا القانون جاء مايليّ '' :
وتجاوزه الزمن بسبب اإلطار السياسي واالقتصادي للبالد على وجه الخصوص والصيغ الجديدة للمهام
التي سطرتها الدولة '' من خالل قانون 21-16بدأت الدولة تعيد إدراج دورها في تهيئة اإلقليم فأحدثت
وسائل جديدة للتهيئة وبدأت التفكير في إدراج البعد التنموي وحماية البيئة بصفة رسمية للتحكم في تهيئة
ليحدد التوجهات واإلدارات المكلفة بذلك التي من أهدافها
اإلقليم وتصحيح شغل المجال بالجزائر ،كما جاء ّ
والتعمير لما لها من تأثير مباشر على المجال 1وعليه فبعدما كانت سياسة التهيئة العمرانية في بداية
حيز التطبيق
تصورات محددة في المخططات الوطنية ولم يكن في الحسبان ّأنها ستدخل ّ
مجرد ّ
الثمانينات ّ
إالّ بعد صدور نصوص قانونية تضفي عليها الطابع التنظيمي وبالفعل عرف شغل المجال صدور أهم
األول إلى المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير
قانون وهو القانون 21-11ومن ثم سوف نتطرق في الفرع ّ
ومخطط شغل األراضي سيكون محل دراسة في (الفرع الثاني).
األول
الفرع ّ
المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير
أن هذا
قبل التفصيل في موضوع أدوات التهيئة والتعمير في ظ ّل القانون رقم 21-11تشير إلى ّ
القانون تم تعديله واتمامه بموجب القانون رقم 212-12الذي جاء بأحكام جديدة وعقوبات صارمة تهدف
إلى التصدي لظاهرة استمرار تفشي البنايات غير المشروعة والفوضوية التي تشوه المظهر الجمالي للمدن
أن هذا
ولالستجابة لألوضاع التي شهدتها الجزائر خاصة عقب الزلزال الذي عرفته في ،2111إالّ ّ
القانون لم يأت بجديد بنسبة ألدوات التهيئة والتعمير بل بقيت تخضع للقانون رقم ،322-11نظم القانون
رقم 21-11المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير في القسم الثاني في الفصل الثالث منه في المواد 61
ال ثم التطرق بعد ذلك إلى اإلجراءات الضرورية
إلى 11لذلك نرى من الضروري التطرق إلى مفهومه أو ً
إلعداده.
ّأولا -مفهوم المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير
)1تعريفه:
عرفت المادة 61من القانون 21-11المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير على ّأنه :أداة للتخطيط
يحدد التوجيهات األساسية للتهيئة العمرانية للبلدية أو البلديات المعنية أخذا
المجالي والتسيير الحضريّ ،
1غواس حسينة ،اآلليات القانونية لتسيير العمران ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام ،فرع اإلدارة العامة ،القانون
وتسيير اإلقليم ،كلية الحقوق ،جامعة منتوري قسنطينة ،2162 ،ص ص .61 ،62
2
أنظر قانون رقم ،12-12المرجع السابق .
3إقلولي /ولد رابح صافية ،قانون العمران الجزائري ( ،أهداف حضرية ووسائل قانونية ) ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع،
الجزائر ،2162 ،ص .11
18
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
بعين االعتبار تصاميم التهيئة ومخططات التنمية ويضبط الصيغ المرجعية لمخطط شغل األراضي، 1
أن المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير عبارة عن وسيلة للتخطيط
نستخلص من محتوى المادة ّ 61
عدة بلديات
يحدد التوجيهات األساسية للتهيئة العمرانية لبلدية واحدة أو ّ
المجالي والتسيير الحضري ّ
عدة بلديات في نسيج عمراني معين أو اشتراكها في شبكة توزيع
متجاورة تجمعها عوامل مشتركة كانتشار ّ
مياه الشرب ووسائل النقل الحضري العمومي أو غيرها من الهياكل والتجهيزات الرئيسية كما يأخذ المخطط
بعين االعتبار جميع تصاميم التهيئة ومخططات التنمية.2
أن المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير يحافظ على توجهات مخطط شغل األراضي ويحترمها
ونجد ّ
ويضبطها صيغتها المرجعية في استخدام األرض والمجال حاض ار ومستقبالً ويضبط الصيغ المرجعية
لمخطط شغل األراضي ، 3ويعبر المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير عن تنظيم وتأطير وادارة نشاط
ال لتنظيم استعمال األراضي وتنظيم عمليات التعمير تحت طائلة توقيع
التعمير فهذا المخطط وضع أص ً
جزاءات عند مخالفتها وهذا ما تطرقت إليه المادة 2/61من قانون .421-11
لمدة 21سنة ،وهو قابل
كما أن المخطط التوجيهي عبارة عن أداة ذات طبيعة توقعية يوضع ّ
للمعارضة من قبل الغير ،فالمخطط التوجيهي وسيلة تحدد شروط األشكال والنتائج المتعلقة بتوسيع الكتل
ويحدد التوجيهات الرئيسية للتهيئة العمرانية للبلدية أو البلديات المعنية ويضبط
ّ السكنية إلى آفاق 21سنة
الصيغ المرجعية لمخطط شغل األراضي وهنا يظهر الجانب التقني للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير
يتكون من تقرير تقني وخرائط ورسوم بيانية واحصاءات.5
كما ّ
تبين في نص
والمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير مخطط إلزامي بالنسبة لكل البلديات وهذا ما ّ
المادة 22من قانون .21-11
1
حمدي باشا عمر ،مجمع النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالعقار ،دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر،
،2116ص .182
2إقلولي /ولد رابح صافية ،المرجع السابق ،ص ص .12 ،16
3
منصوري نورة ،قواعد التهيئة والتعمير وفق التشريع الجزائري ،دار الهدى ،الجزائر ،2161 ،ص .22
4
المادة 2/61من قانون ، 21-11المرجع السابق.
5إقلولي /ولد رابح صافية ،المرجع السابق ،ص ص .11 ،12
19
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
'' يجب تغطية كل بلدية بمخطط توجيهي للتهيئة والتعمير يتم إعداد مشروعه بمبادرة من ر.م.ش
البلدي وتحت مسؤوليته ''.1
)2موضوع المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير:
تحدد المادتان 61و 67من القانون رقم 21-11موضوع المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير
المتمثل في اآلتي:
يحدد التوجيهات األساسية للتهيئة العمرانية للبلدية أو البلديات المعنية (المادة 61من قانون رقم
ّ -
.2)21-11
يحدد التخصيص العام لألراضي على مجموع تراب بلدية أو مجموع البلديات حسب القطاعات
ّ -
المختلفة (المادة 67من قانون رقم .)21-11
يحدد توسيع المباني السكنية وتمركز المصالح والنشاطات وطبيعة وموقع التجهيزات الكبرى
ّ -
والهياكل األساسية (المادة 67من قانون رقم .)21-11
يحدد مناطق التدخل في األنسجة الحضرية والمناطق الواجب حمايتها (المادة 67من القانون
ّ -
رقم .3)21-11
إضافة إلى المادتين 61و 67اللتين تحددان موضوع المخطط التوجيهي هناك المادة 61من
تحدد المناطق التي ُيغطيها المخطط التوجيهي والذي يقسمها إلى قطاعات
القانون رقم 21-11التي ّ
محددة كمايلي:
أ)القطاعات المعمرة :هي التي تحتوي على أرض تشغلها بنايات مجتمعة ومساحات فاصلة ما بينهما
التجهيزات والنشاطات ولو غير مبنية كالمساحات الخضراء والحدائق والغابات الحضرية الموجهة إلى
خدمة هذه البنايات المجتمعة.
ب) القطاعات المبرمجة للتعمير :تشمل هذه المناطق القطاعات المخصصة التعمير على األمدين
القصير والمتوسط في آفاق 61سنوات.
1
محمدي باشا عمر ،المرجع السابق ،ص .182
2
المادة 61من قانون رقم ، ،21-11المرجع السابق.
3
المادة 67من قانون رقم ،21-11المرجع نفسه.
20
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
ج) قطاعات التعمير المستقبلية :تشمل األراضي المخصصة للتعمير على المدى البعيد في آفاق عشرين
سنة حسب جدول األولويات المنصوص عليها في المخطط التوجيهي والتهيئة والتعمير.
د) القطاعات غير القابلة للتعمير :وتشمل كل األراضي التي تكون فوقها حقوق البناء محددة بدقة وبنسب
تتالءم مع االقتصاد العام لمناطق هذه القطاعات .1وذلك مثل مناطق الثروات الطبيعية المحمية والمناطق
التي ال يسمح بها إالّ للمنشأة الفالحية والمناطق المعرضة للظواهر الطبيعية والتي قد تشكل خطورة في
حالة تعميرها.2
يحدد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير بمقرر من الوالي أو باقتراح من رؤساء المجالس الشعبية
ّ
البلدية المعنية بعد مداولة المجالس الشعبية البلدية وهذا في حالة ما إذا كان مجموعة البلديات تابعة لوالية
يحدد المخطط التوجيهي
واحدة ،أما في حالة ما إذا كان مجموعة البلديات تابعة إلى واليات مختلفة فهنا ّ
بقرار مشترك بين الوزير المكلف بالتعمير والوزير المكلف بالجماعات المحلية المساحات التي يشتملها.3
)3أهداف ودور المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير:
يساهم المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير في المحافظة على النظام العام العمراني والجانب
الحمائي من خالل تحديد استعمال األراضي من حيث األراضي القابلة للتعمير واألراضي التي بطبيعتها
غير قابلة للتعمير لتواجدها في أماكن معرضة للكوارث الطبيعية واإلنزالقات كما يسعى إلى حماية البيئة
والمواد الطبيعية وهذا بالوقاية من كل أشكال التلوث كما يهدف إلى ترشيد استعمال المساحات الخضراء
البد من
ووقاية األراضي والنشاطات الفالحية وحماية األراضي ذات الطابع الغابي باعتباره ثروة وطنية ّ
المحافظة عليها باعتبار أن المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير نظام يصحبه تقرير توجيهي ومستندات
بيانية يساهم في الحفاظ على النظام العام العمراني.4
1
أنظر المواد من 21إلى 21من قانون ، ،21-11المرجع السابق.
2سماعين ش ـ ـامة ،النظام القانوني الجزائري للتوجي ـ ـه العقاري ،دار هومه للطباعـ ـة والنشـ ـر والتوزي ـ ـع ،الج ـ ـزائر ،2111 ،ص
.672
3طايلب سامية ،الضبط العمراني في مجال رخص التعمير ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،فرع القانون العام،
تخصص الجماعات المحلية والهيئات اإلقليمية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم القانون العام ،جامعة عبد الرحمان ميرة،
بجاية ،2162 ،ص .16
4طايلب سامية ،المرجع نفسه ،ص .12
21
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
يحدد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير مساحات واألراضي المعرضة لألخطار الطبيعية
-كما ّ
وفقا لإلجراءات المقررة في قانون 12-12المتعلق بحماية الساحل وتثمينه.1
والتكنولوجية والتعمير وذلك ً
-يعتبر الوثيقة المرجعية لكل أعمال التدخل في العقار وبعد المصادقة عليه يعتبر ملزما لكل
الهيئات المتواجدة في إقليم البلدية حتى للجهة المعدة له.
كما يهدف إلى تعريف وتصنيف المناطق المعرضة لزالزل حسب درجة الخطورة وتحدد قواعد البناء
في هذه المناطق.2
)4إجراءات إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير:
يتم إعداده بموجب قرار من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي عن طريق مداولة يتم تبليغها إلى
الوالي المختص إقليميا وتنشر مدة شهر بمقر البلدية المعنية كما يكون رئيس البلدية ملزم باستشارة هيئات
على مستوى الوالية وأخرى على المستوى المحلي بعدها يكون هذا المشروع المصادق عليه محل تحقيق
عمومي بموجب قرار من ر.م.ش.ب المعني ويعين مفوض أو محقق أو أكثر لهذا الغرض وينشر قرار
التحقيق في البلدية المعنية ويبلغ الوالي بنسخة منها التي لها أجل 62يوم إنجازها ويقفل سجل التحقيق
بعد انتهاء المدة القانونية للتحقيق ويوقعه المفوض أو المحقق.
تتم المصادقة على المخطط التوجيهي حسب الحالة بقرار من الوالي أو بقرار مشترك بين الوزير
المكلف بالجماعات المحلية بعد استشارة الوالي المعني أو الوالة المعنيين أو بناء على مرسوم تنفيذي
يصدر بعد استشارة الوالي المعني أو الوالة المعنيين بناء على تقرير وزير التعمير.
إن االستقصاء الذي يقوم به المفوض يشهد انخفاض في نسبة المشاركة وهذا راجع لعدم قيام اإلدارة
ّ
بالدور اإلجرائي وهو األمر الذي يؤثر في عملية إدماج احتياجات السكان في المخطط إلى جانب نقص
الثقافة العمرانية لدى المواطنين وهذا ما يستدعي تفعيل مبدأ مشاركة المواطنين في تسيير شؤونهم.3
1
بوراي دليلة ،الديمقراطية التشاركية ومجاالتها الممتازة (البيئة والتعمير) ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،2161 ،ص .71
2مقليد سعاد ،ق اررات التهيئة والتعمير في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،تخصص قانون إداري ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2162 ،ص .18
3طايلب سامية ،المرجع السابق ،ص .16
22
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
1أبرباش زهرة ،دور البلدية في ميدان التهيئة والتعمير ،مذكرة لنيل درجة الماجستير في الحقوق ،فرع اإلدارة والمالية ،كلية
الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر ،2166 ،ص .28
2
لعويجي عبد اهلل ،ق اررات التهيئة والتعمير في التشريع الجزائري ،شهادة لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية ،تخصص
قانون إداري وادارة عامة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،2162 ،ص .28
3
يحدد إجراءات إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير،
المرسوم التنفيذي رقم ،688/16مؤرخ في 27مايو ّ ،6116
والمصادقة عليها ومحتوى الوثائق المتعلقة بها ،ج ر عدد 21معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،162-12مؤرخ في 61
سبتمبر ،2112جريدة رسمية عدد ،2الصادرة في 66سبتمبر .2112
4أنظر المادة 11من المرسوم ،688/16المرجع نفسه.
23
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
1
أنظر القانون ،21-11المرجع السابق ،ص .12
2
الصادق بن عزة ،دور اإلدارة في مجال تطبيق أحكام العمران في التشريع الجزائري ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في
العلوم القانونية واإلدارية ،تخصص قانون إداري وادارة عامة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة الحاج
لخضر ،باتنة ،2162 ،ص ص .11 ،12
3الصادق بن عزة ،المرجع نفسه ،ص .11
25
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
يوما ،أين
لمدة ستين (ً )11
يخضع مشروع مخطط شغل األراضي المصادق عليه للتحقيق العمومي ّ
ويعين
يحدد فيه األماكن التي يمكن أن تخضع للتحقيق العمومي ّ
يصدر رئيس المركز الشعبي البلدي قرار ّ
ويبين تاريخ بداية ونهاية التحقيق واجراء سيره.1
المفوض المحقق للقيام بهذه المهمة ّ
بعدها ينشر القرار الذي يعرض مخطط شغل األراضي على االستقصاء العمومي بمقر المجلي
إقليمي ا . 2وتتبع نفس إجراءات التحقيق العمومي
ً الشعبي البلدي وتبلغ نسخة منه إلى الوالي المختص
السالفة الذكر في المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير.3
أن المشرع الجزائري اهتم بتوسيع نطاق التشاور والحوار حول مستقبل التعمير في
نستنتج مما سبق ّ
البلديات وذلك بمحاولة إشراك المواطنين ،وترقية الحس المدني وروح المسؤولية لدى المجتمع.
ثالثاا -مضمون مخطط شغل األراضي
يتكون من الئحة نظام ومستندات بيانية مرجعية نوضحها كاآلتي:
إن مخطط شغل األراضي ّ
ّ
)1لئحة النظام:
تتضمن الالئحة مذكرة تقديم يثبت فيها تالئم أحكام مخطط شغل األراضي مع أحكام المخطط
التوجيهي للتهيئة والتعمير والبرامج المعتمدة للبلدية أو البلديات المعنية مع مراعاة آفاق التنمية فيها إلى
تحدد لكل منطقة متجانسة مع مراعاة األحكام المطبقة على بعض أجزاء التراب ،كما
جانب القواعد التي ّ
هو محدد في الفصل الرابع من نفس القانون نوع المباني المرخص لها ،أو المحظور وجهتها وحقوق البناء
المرتبطة بملكية األرض التي يعبر عنها بمعامل األرض ومعامل ما يؤخذ من األرض مع جميع
يحدد شروط شغل األراضي المرتبطة بالمنافذ والطرق وصول الشبكات إليها،
االرتفاقات المحتملة كما ّ
خصائص القطع األرضية موقع المباني إلى الحدود الفاصلة ،موقع بعضها من بعض على ملكية واحدة،
ارتفاع المباني ،المظهر الخارجي.4
1
يحدد إجراءات إعداد مخططات شغل األراضي والمصادقة المرسوم التنفيذي رقم ،687/16مؤرخ في 27مايو ّ ،6116
-12 عليها والوثائق المتعلقة بها ،جريدة رسمية عدد ،21الصادر في أول يونيو ،6116معدل ومتمم للمرسوم التنفيذي
،167مؤرخ في 61سبتمبر ،2112جريدة رسمية عدد ،12الصادر في 66سبتمبر .2112
2
أنظر المادة 66من المرسوم التنفيذي رقم ،687/16المرجع السابق.
3
عد إلى المواد 61 ،62 ،66من المرسوم رقم ،687/16المرجع نفسه.
4طايلب سامية ،المرجع السابق ،ص .12
26
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
1
ماجي منصور '' ،أدوات التهيئة والتعمير كوسيلة للتخطيط العمراني في التشريع الجزائري ''،مجلة البحوث والدراسات
العلمية" ،عدد 16صادر في ،2118ص .62
2طايلب سامية ،المرجع السابق ،ص .11
27
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
األول
الفرع ّ
رخص التعمير
طا
وحدد لكل واحدة شرو ً
حدد ثالثة أنواع من الرخص وكلف كل منها بدور متفاوت ّ
إن المشرع ّ
ّ
واجراءات يحاول من خاللها ضمان التحكم في النشاط العمراني وفي نفس الوقت ضمان حماية البيئة
خولها المشرع لسلطات الضبط بغرض المحافظة على النظام العام العمراني،
والتي تعتبر آلية قانونية ّ
وهي :رخصة البناء ،رخصة التجزئة ،رخصة الهدم.
ّأولا-رخصة البناء
)1تعريف رخصة البناء:
قانونا تمنح بمقتضاه الحق لشخص
ً رخصة البناء هي القرار اإلداري الصادر من سلطة مختصة
طبيعي أو معنوي بإقامة بناء جديد أو تغيير بناء قائم قبل البدء في أعمال البناء التي يجب أن تحترم
قواعد قانون العمران فهي تطرح ضرورة وضع مشاريع البناء في إطار المصلحة العامة من خالل
تنظيمات العمران.1
أن المشرع الجزائري قد نص على رخصة البناء في نص المادة 22من القانون 21-11
كما نجد ّ
كمايلي '' :تشترط رخصة البناء من أجل تشييد البنايات الجديدة مهما استعمالها ولتمديد البنايات الموجودة
ولتغيير البناء الذي يمس الحيطان الضخمة منه أو الواجهات المفضية على الساحة العمومية وإلنجاز
جدار صلب للتدعيم أو التسييج ''.2
قانونا تمنح بمقتضاه
كما عرفها بعض الفقهاء '' ّأنها القرار اإلداري الصادر من السلطة المختصة ً
الحق لشخص طبيعي أو معنوي بإقامة بناء جديد أو تغيير بناء قائم قبل البدء في أعمال البناء التي يجب
أن تحترم قواعد قانون التعمير ''.3
1
عربي باي يزيد ،استراتيجية البناء على ضوء قانون التهيئة والتعمير ،رسالة لنيل درجة الدكتوراه في القانون العقاري ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،2162 ،ص .216
2
المادة 22من القانون ، 21-11المرجع السابق.
3طايلب سامية ،المرجع السابق ،ص .17
28
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
1
أحمد مرجان ،تراخيص أعمال البناء والهدم بين تشريعات البناء واألوامر العسكرية والق اررات الو ازرية وأحدث أحكام القضاء،
دار النهضة العربية ،مصر ،د.س.ن ،ص .21
2
بوريس زيدان '' ،عالقة التوثيق بالنشاط العمراني '' ،مجلة الموثق ،العدد العاشر ،2111 ،ص .66
3
عربي باي يزيد ،المرجع السابق ،ص .61
29
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
1
طايلب سامية ،المرجع السابق ،ص .11
2عباس راضية ،المرجع السابق ،ص ص .221 ،227
30
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
1
عباس راضية ،المرجع السابق ،ص .221
2
أنظر المادة 28من القانون ،21-11المرجع السابق.
3
يحدد كيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها ،ج
المادة 8من المرسوم التنفيذي رقم ،61-62مؤرخ في 22جانفي ّ ،2162
ر عدد ،18صادر في 62فيفري .2162
31
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
1
أنظر المادتين 62و 62من المرسوم رقم ،61-62المرجع السابق.
2
طايلب سامية ،المرجع السابق ،ص .22
3طايلب سامية المرجع نفسه ،ص .21
4
المادة 6/67من المرسوم التنفيذي رقم 681/16مؤرخ في 27ماي 6116المحدد لكيفيات تحضير شهادة التعمير ورخصة
التجزئة ،شهادة التقييم ورخصة البناء وشهادة المطابقة ورخصة الهدموتسليم ذلك ،المعدل والمتمم ،ج ر عدد 21صادرة في
16جوان .6116
32
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
-يمكن أن تقدر عدم منح رخصة التجزئة في غياب مخطط شغل األراضي إذا كانت األراضي المجزأة
غير موافقة لتوجيهات المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير أو توجهات القواعد العامة للتهيئة والتعمير.1
كما أورد استثناء للتجزئات التي ال تتطلب معها رخصة التجزئة والمحددة في المادة 2من المرسوم
التنفيذي رقم 681/16التي تخص الهياكل القاعدية التي تحتمي بسرية الدفاع الوطني والهياكل القاعدية
العسكرية المخصصة لتنفيذ المهام الرئيسية لو ازرة الدفاع الوطني ،كما ال تعني بعض الهياكل القاعدية
اتيجيا من الدرجة األولى والتابعة لبعض الدوائر الو ازرية أو الهيئات
طابعا استر ً
ً الخاصة التي تكتسي
والمؤسسات.2
)3البت في طلب رخصة التجزئة:
يختلف ميعاد البت في طلب الرخصة حسب الجهة المختصة بإصدارها كمايلي :إذا كان من
اختصاص رئيس المجلس الشعبي البلدي باعتباره ممثل البلدية فإنه يبلغ قرار رخصة التجزئة في أجل 1
أشهر من إيداع الطلب.
3
.إن اآلجال السابقة ال
في كل الحاالت األخرى يمنح أجل 2أشهر للرد من تاريخ إيداع الملف ّ
يقدمها أو عندما
تسري إذا كان ملف الطلب موضوع استكمال وثائق أو معلومات على صاحب الطلب أن ّ
يكون محل أمر بإجراء تحقيق عمومي.
ثالثاا -رخصة الهدم (قرار يتضمن الهدم)
يتعين
تعتبر رخصة الهدم كذلك أداة من أدوات التهيئة والتعمير وهي من ميكانيزمات الرقابة لذا ّ
اء من حيث التعريف بها ،نطاقها...
عدة جوانب سو ً
علينا دراستها من ّ
.1التعريف بهذه الرخصة:
هي من بين أدوات الرقابة على العقار المبني خاصة المحمي منه فال يمكن القيام بأية عملية هدم
كلّي أو جزئي لبناية دون الحصول مسبقا على رخصة الهدم وذلك عندما تكون واقعة في مكان مصنف أو
في طريق التصنيف في قائمة األمالك التاريخية أو المعمارية أو السياحية أو الثقافية أو الطبيعية أو لما
1
المادة 2/67من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع السابق.
2عباس راضية ،المرجع السابق ،ص .222
3أنظر المادة 68من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع السابق.
33
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
تكون البناية اآليلة للهدم سند لبنايات مجاورة وهذا ما جاء في نص المادة 16من المرسوم التنفيذي رقم
.1681/16
قانونا إالّ بموجب قانون
وقد جرى العرف اإلداري على التعامل بهذه الرخصة إالّ ّأنه لم يتّم تنظيمها ً
رقم 21-21وكذا المرسوم التنفيذي رقم 681/16السالف الذكر.
هذا وان كانت رخصة العدم تهتم بالدرجة األولى ميدان العقار المبني L’immobilierغير ّأنها
تكون لها أهمية خاصة في ميدان العقار الفضاء (العاري) ،وهذا عندما يكون لموقع البناء المراد هدمه
أهمية استراتيجية أكيدة كأن يكون في وسط المدينة بحي تجاري فهدم البناء يكون له أثر إيجابي على
القيمة التجارية للعقار وهذا ما يدعنا نهتم بهذه الرخصة.
)2دوافع إيجاد رخصة الهدم :يمكن حصر تلك الدوافع في مايلي:
أ) الدوافع التي نص عليها المشرع الجزائري صراحة:
الحالة األولى :حماية البنايات الواقعة في أماكن مصنفة أو في طريق التصنيف في قائمة األمالك
التاريخية أو المعمارية أو السياحية أو الثقافية أو الطبيعية.
سندا لهذه األخيرة.
الحالة الثانية :حماية البنايات المجاورة إذا كانت البناية المراد هدمها تمثل ً
ب) حماية السكن اإلجتماعي :فالمشرع الجزائري لم ينص صراحة على هذا الدافع غير ّأنه يمكن أن
أن قراءة متمعنة في نص المادة
نستشفه من منطوق المادة 86من المرسوم التنفيذي رقم 681/16غير ّ
تفيد أن اإلدارة ال يمكنها إثارة هذه النقطة من تلقاء نفسها عند تسببها لرفض تسليم رخصة الهدم بل يكون
لها صفة الحكم ،إذ يقدم المواطنون (غالبا ما يكونوا من سكان البناية في هذه الحالة) الذين يهمهم األمر
ضد طلب تسليم رخصة الهدم ويكون لإلدارة حق النظر والفصل في ذلك.2
باعتراض كتابي ّ
)3إصدار القرار المتضمن رخصة الهدم:
فإن رخصة الهدم تكون من اختصاص رئيس المجلس الشعبي البلدي دون
خالفًا للرخص السابقة ّ
غيره ،وهذا ما نصت عليه المادة 17من القانون رقم '' :21-11يسلم رئيس المجلس الشعبي البلدي
1
أنظر المادة 16من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع السابق.
2
سماعين شامة ،النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري ،دراسة وصفية وتحليلية ،دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع،
الجزائر ،2112 ،ص ص .222 ،221
34
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
رخصة الهدم بعد استشارة مصالح الدولة المكلفة بالتعمير على مستوى الوالية والشخصيات العمومية
والمصالح أو الهيئات التي تتم استشارتها في إطار التشريع والتنظيم الجاري بهما العمل ''.1
أ) الموافقة على تسليم الرخصة:
إن رئيس المجلس الشعبي البلدي يمنح رخصة الهدم مادامت تتوفر على الشروط القانونية فعليه أن
يبلغها إلى صاحب الطلب وهذا األخير ال يمكن أن يباشر أشغال الهدم إالّ بعد عشرين يوما من تاريخ
الحصول عليها وبعد إعداد تصريح بفتح الورشة.2
3
كما ّأنه تصبح رخصة الهدم مقتضية في الحاالت اآلتية:
-إذا لم تحدث عملية الهدم خالل أجل 2سنوات.
-إذا توقفت أشغال الهدم خالل 1سنوات الموالية.
-إذا ألغيت رخصة الهدم بموجب قرار من العدالة.
ال.4
غير ّأنه يمكن أن يقرر تسليم رخصة هدم جديدة بفرض بعض الشروط ويكون القرار معل ً
ب) رفض تسليم الرخصة:
ال ألسباب قانونية ويجب أن يكون قرارها معلال ،حيث ال
ال تعين لإلدارة رفض تسليم الرخصة إ ّ
حد النهيار البناية .5ذلك ًا
نظر لخطورة يمكن رفض رخصة الهدم عندما يكون الهدم الوسيلة الوحيدة لوضع ّ
أن المادة 82من المرسوم التنفيذي رقم 681/16فرضت على رئيس
البناية على األرواح والممتلكات بل ّ
المجلس الشعبي البلدي أن يوصي بالهدم الجدران والمباني والبنايات اآليلة لإلنهيار أو األمر بترميمها.6
يتقدم بعريضة لدى رئيس المجلس الشعبي
إن المشرع الجزائري سمح لطالب رخصة الهدم أن ّ
ّ
يوما دون حصوله على رد يمكنه
البلدي بعد انتهاء أجل تحضير الملف يطلب فيها الرد وبعد انقضاء ً 11
رفع دعوى لدى الجهة القضائية المختصة.7
1
المادة 17من القانون ،21-11المرجع السابق.
2
أنظر المادة 81من المرسوم التنفيذيرقم ،681/16المرجع السابق.
3
أنظر المادة 82من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع نفسه.
4
أنظر المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع السابق.
5
أنظر المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع نفسه.
6
أنظر المادة 82من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع السابق.
7
أنظر المادة 82من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع نفسه .
35
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
بالمقارنة مع الرخص السابقة نالحظ ّأنه لم يسمح لرئيس المجلس الشعبي البلدي إمكانية تأجيل
نظر لما يؤدي التأجيل على أخطار األشخاص والممتلكات في حالة انهيار المبنى
البت في الرخصة ذلك ًا
قبل البت في الطلب غير ّأنه هناك استثناء بخصوص الممتلكات الثقافية العقارية المحمية أين يمكن
تأجيل البت في طلب رخصة الهدم وذلك حالة تقديم طلب الرخصة قبل نشر مخطط حماية واستصالح
المواقع األثرية أو القطاعات المحفوظة في الجريدة الرسمية.1
الفرع الثاني
شهادات التعمير آلية رقابية النشاط العمراني
إضافة إلى الرخص كآليات لرقابة النشاط العمراني ،فقد أضاف المشرع الجزائري إليها شهادات
(أوالً)،
التعمير آليات لرقابة النشاط العمراني ،ولغاية إبرازها يستوجب علينا التطّرق إلى شهادة التعمير ّ
(ثانيا) ،وكذلك شهادة المطابقة آلية رقابة بعدية (ثالثًا).
وشهادة القسمة (التقسيم) وهذا ً
ّأو ال-شهادة التعمير
-1مفهوم شهادة التعمير:
إن نشأة شهادة التعمير كانت نتيجة العادة أين كان قبل كل عملية بيع للعقارات يتم مساءلة اإلدارة
ّ
من قبل الموثقين حول طبيعة االرتفاقات اإلدارية المطبقة على العقار محل البيع واإلجابة كانت على
سميت فيما بعد بشهادة التعمير.2
شكل وثيقة استعالمية التي ّ
أما بالرجوع إلى القانون الجزائري رقم 21-11المؤرخ في 6111/62/16المتعلق بالتهيئة
ّ
العمرانية يمكن تعريف التعمير كمايلي:
هو عملية تنظيم وتحويل األراضي إلى أراضي صالحة للبناء مع مراعاة التسيير االقتصادي األمثل لهذه
األراضي دون اإلخالل بوظائف الفالحة والصناعة والتراث الثقافي والتاريخي والبيئي لها.3
بأنها الوثيقة التي تمنح من قبل اإلدارة
عرفها أيضا القانون رقم 21-11واعتبر شهادة التعمير ّ
كما ّ
ّ
للمعني ،تبين حقوق البناء واالرتفاقات التي تخضع لها األرض المعنية ،المرسوم التنفيذي 681/16
األول ،وعرفها مثلما تم تعريفها في قانون 21-11حيث اعتبرها الوثيقة التي تسلم بناء
نظمها في الفصل ّ
على طلب كل شخص معني ،تعين حقوقه في البناء واالرتفاقات من جميع األشكال التي تخضع لها
األرض المعنية.1
معدة للبناء إلى أرض
إذن فشهادة التعمير هذه هي عبارة عن تحويل أرض معينة من أرض لم تكن ّ
صالحة للبناء بصفة رسمية.
وتبين
وكذلك فهي الوثيقة التي تثبت حق أي شخص طبيعي أو معنوي في البناء على أرض معينة ّ
حقوق االرتفاق التي يمكن أن تكون له أو عليه على نفس األرض.2
المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم
ّ وبالرجوع إلى المرسوم التنفيذي رقم 681/16
11/11يجب أن تتضمن شهادة التعمير مايلي:
-أحكام التهيئة والتعمير المطبقة على القطعة األرضية.
-االرتفاقات المدخلة على القطعة األرضية واألحكام التقنية الخاصة األخرى.
-إيصال القطعة األرضية بشبكات الهياكل القاعدية العمومية الموجودة أو المتوقعة.
-األخطار الطبيعية التي يمكن أن تمس الموقع المعني وكذا األخطار التي تم التعرف عليها أو
الموضوعة على الخرائط ،والتي تسمح بتحديد أو إقصاء قابلية إقامة المشروع على القطعة األرضية
السيما:
-ظهور شروخ زلزالية نشطة على سطح األرض.
-حركات التسوية (إنزالق ،إنهيار ،إنسياب الطين ،سقوط الحجارة.)...
-األراضي المعرضة للفيضانات.
-األخطار التكنولوجية التي تشكلها المؤسسات الصناعية الخطرة ،وقنوات نقل المواد البترولية
وخطوط نقل الطاقة.
إن تعديل المرسوم التنفيذي رقم 681/16أضاف إلى شهادة التعمير أحكام تتعلق بالحماية الالزمة
ّ
من أخطار الكوارث الطبيعية والتكنولوجية ،باعتبار الجزائر وخاصة الشمال مهددة بعدة أخطار طبيعية،
أكد على إلزامية تحديد أحكام التعمير الخاصة بالساحل
خالفا للمشرع الجزائري نالحظ المشرع الفرنسي ّ
والمناطق الجبلية والتوجهات الجهوية للتهيئة والمخطط التوجيهي ومخطط الحماية ،التي من المفروض أن
تدرج حتى من قبل المشرع الجزائري لما لها من أهمية لضمان إحترام كل األحكام المتعلقة بالتهيئة
والتعمير والخاصة ببعض أجزاء من اإلقليم الوطني التي تفرض في بعض األحيان أحكام خاصة.1
)2إجراءات الحصول على شهادة التعمير:
يمكن أن يقدم الطلب من قبل أي شخص يرغب في الحصول على معلومات عامة حول قطعة
األرض أو االستعالم عن إمكانية تحقيق عملية بناء أو حدوده ،وقد يكون صاحب الطلب مالك لألرض
أو وكيله أو شخص آخر ،حيث نص المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 681/16على كل شخص
معني ولم يعطي تفصيل آخر ،ويتضمن الطلب مايلي:2
-هوية الشخص المعني.
-موضوع الطلب.
-اسممالك األرض.
-العنوان والمساحة والمراجع المساحية إن وجدت.
-تصميم األرض ،معد حسب الشكل المالئم.
يودع الطلب والوثائق بمقر المجلس الشعبي البلدي المختص إقليميا مقابل وصل إيداع ،ويدرس هذا
الطلب ويسلم حسب األشكال نفسها المتعلقة برخصة البناء ،وتستشار كل الهيئات المنصوص عليها في
أحكام رخصة البناء.
تسلم شهادة التعمير على شكل قرار إداري عند االنتهاء من دراسة الملف ،وتسلم الشهادة خالل
الشهرين المواليين إليداع الطلب ،وتتم دراستها وفق إجراءات منح رخصة البناء وتسلم من قبل رئيس
المجلس الشعبي البلدي للممثل الدولة أو البلدية أو الوالي أو الوزير المكلف بالتعمير.
مدة صالحيتها ال تتعدى السنة ،وفي حالة طلب رخصة البناء في هذا األجل فإنه ال تدرس
إن ّ
ّ
أنظمة التعمير من جديد ،غير أنه يمكن طرح سؤال :هل اإلدارة ملزمة بعد إصدار شهادة التعمير بمنح
رخصة البناء أم ال ؟
لفترة طويلة كانت اإلدارة المختصة ال تربط منح رخصة البناء بشهادة التعمير ،قد أكد ذلك بقرار
من مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ 22فيفري ّ ، 16171أدى األخذ بهذا االجتهادالقضائي إلى
حد لذلك التناقض جاءت
وضعية تناقض فقد تمنح شهادة تعمير ثم ترفض منح رخصة البناء ،ولوضع ّ
مادة في قانون رقم 111-71التي تنص '' :إذا كان كل طلب رخصة من أجل تحديد قابلية قطعة
األرض للبناء يمكن أن يرفض في إطار تطبيق أحكام التعمير خاصة القواعد العامة للتعمير ،فإن اإلدارة
ترفض منح شهادة التعمير ''.2
نص
المعدل والمتمم ّ
ّ فإنه في المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 681/16
أما المشرع الجزائري ّ
ّ
مدة صالحيتها هي سنة واحدة ،إذا ما طلبت رخصة البناء في هذا األجل فإنه ال
على أن شهادة التعمير ّ
يتم إعادة النظر في أنظمة التعمير ،بالتالي تمنح شهادة التعمير ضمانة لطالبها عن طلب رخصة البناء
المحددة في شهادة التعمير،
ّ باعتبار أن السلطة اإلدارية ال يمكنها أن تراجع وتعيد النظر في حقوق البناء
وما عليها إالّ أن تقرر ما جاء فيها حتى وان كانت أدوات التعمير قد غيرت في صفة القطعة األرضية
في شكل يتناقض وال يتفق مع مضمون شهادة التعمير ،3هذا ما يؤكد على أن المشرع ربط بين شهادة
التعمير ورخصة البناء.
إن و ازرة السكن والعمران والمدينة تخفيفا إلجراءات منح شهادة التعمير أصدرت تعليمة التي تنص
على:4
يشمل مضمون شهادة التعمير وجهة الموقع وحقوق البناء الخاصة به.
ملف الطلب :يتكون الملف من طلب كتابي موقّع من صاحب الطلب ومرفق بأي نوع من أنواع
المخططات التي تسمح بتحديد موقع القطعة المعنية.
اإليداع :يودع الملف على نسختين لدى مصالح التعمير على مستوى البلدية المعنية.
اإلعداد وأجل التسليم :تتم دراسته من قبل مصالح التعمير على مستوى البلدية المعنية،
باإلستناد إلى األحكام التي تنص عليها أداة التعمير السارية المفعول في أجل ّ 8أيام ،واذا لم
1
JEAN CATHELINEAU – JEAN LEON VIGIEN, Technique du droit de L’urbanisme, 2ème édition Litec, 1988, p
128.
2
HENRI JACQUET, FRANCOIS PRIET, opcit, p 568.
3عباس راضية ،المرجع السابق ،ص .211
4تعليمة رقم /172أ و خ/و س ع 2161 /الصادرة عن وزير السكن والعمرانالموجهة إلى السادة الوالة ،في 68جانفي.2161
39
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
تتوفر على الوسائل البشرية والوثائق المالئمة يحول الطلب إلى مصالح التعمير والبناء على
مستوى القسم الفرعي للدائرة من أجل دراسته في أجل 62يوم.
المحدد ،بإمكانه إيداع طلب
ّ الطعن :في حالة عدم تحصل صاحب الطلب إجابة في األجل
مقابل وصل لدى مصالح التعمير والبناء التابعة للوالية ثم تسلم الشهادة أو ترفض من قبل الوالي
في أجل ّ 8أيام ،كما يمكن الطعن ثانية لدى المفتشية العامة للتعمير والبناء بمقر الو ازرة ،ويأمر
الوزير بمنحها في أجل 62يوم.
ثانيا-شهادة التقسيم
ا
/1مفهوم شهادة التقسيم:
أقرها المشرع الجزائري لحماية وتنظيم النسيج العمراني،
إن شهادة القسمة تعتبر وثيقة عمرانية ّ
ّ
وتعتبر وثيقة إدارية تبين الشروط واإلمكانيات لتقسيم ملكية عقارية مبنية إلى قطعتين أو أكثر ،وتختلف
بذلك عن رخصة التجزئة التي تطلب في حالة تقسم عقار غير مبني إلى قسمين أو أكثر.1
نص قانون 21-11عليها ،ووضحتها المادة 21من المرسوم التنفيذي رقم 681/16واعتبرتها'' :
ّ
عدة أقسام ''.
وثيقة إدارية تبين شروط إمكانية تقسيم العقار المبني إلى قسمين أو ّ
إن شهادة التقسيم تهدف تحديد إمكانية تقسيم ملكية عقارية مبنية إلى قسمين أو أكثر ،وتمتاز عن
شهادة التعمير من خالل الغاية من تقسيم ملكية عقارية أي عملية تقسم إلى قطع ،ومنه فإن التقسيمات
العقارية التي تتوفر على بعض الشروط تخضع للنظام القانوني لشهادة التقسيم ،2إذن شهادة التقسيم تعتبر
وثيقة إدارية تسلم من قبل السلطة اإلدارية المختصة وتخص األراضي العمرانية والعقارات المبنية فقط،
وتسلم لكل من يريد تقسيم عقاره المبني إلى قسمين أو أكثر شرط أن ال يكون على شكل طبقات.3
غالبا ما تطلب هذه الشهادة من قبل الورثة من أجل تقسيم العقار الموروث ،وتظهر الفائدة العملية
لها في التسهيل للورثة لقسمة العقار المبني ،ومدى تأثير القسمة على المحيط العمراني.
إن طلب الحصول على شهادة التقسيم تقدم من قبل المالك أو وكيله ،وعليه تقديم نسخة عن عقد
الملكية أو الوكالة ،1كما يجب أن يرفق الطلب بالملف اآلتي:2
-تصميم للموقع يعد على سلم 2111/6أو 2111/6يشتمل على الوجهة وشبكات الخدمة مع
بيان تسميتها ونقاط اإلستدالل التي يمكن من تحديد قطعة األرض.
المعدة على سلم 211/6أو 211/6تشتمل على البيانات التالية:
ّ -التصاميم الترشيدية
* حدود القطعة األرضية ومساحتها.
* مخطط كتلة البناءات الموجودة على المساحة األرضية والمساحة اإلجمالية لألرضية والمساحة
المبنية من األرض.
* بيان شبكات قابلية اإلستغالل التي تخدم القطعة األرضية والمواصفات التقنية الرئيسية لذلك.
* إقتراح تقسيم المساحة األرضية.
* تخصيص القطعة األرضية المقررة في إطار إقتراح التقسيم.
1
المادة 28من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع السابق.
2
المادة 27من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع نفسه.
41
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
1برداشن سعاد ،بوبالو سعيدة ،شهادة المطابقة كآلية رقابة بعدية في مجال العمران ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق،
شعبة القانون اإلقتصادي ،قانون األعمال ،تخصص القانون العقاري ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،2162/2166 ،ص
.1
2برداشن سعاد ،بوبالو سعيدة ،المرجع السابق ،ص .1
3
منصوري نورة ،المرجع السابق ،ص .81
4بوريس زيدان ،المرجع السابق ،ص .62
42
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
'' يتّم عند انتهاء أشغال البناء إثبات مطابقة األشغال مع رخصة البناء بشهادة المطابقة تسلم حسب
الحالة من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي أو من قبل الوالي ''.1
فالتعمق في هاتين المادتين يؤدي بنا للقول أن شهادة المطابقة عبارة عن قرار إداري يمنح لكل
شخص طبيعي أو معنوي قام بإنجاز بناية أو بنايات بمختلف أنواعها وطبيعتها إذا كانت مرخصة بواسطة
رخصة البناء.2
تخول للمستفيد منها الحق في تشييد البناية التي يرغب بها ،لكن هذا ال يؤكد
طبعا فرخصة البناء ّ
إنجازها ومطابقتها للمعايير التقنية ،لهذا السبب ألزمت المادة 22من المرسوم التنفيذي رقم 681/16
المحدد لكيفيات تحضير شهادة المطابقة ،إضافة إلى الشهادات والرخص األخرى،ـ وتنفيذا ألحكام المادة
ّ
82السالفة الذكر المستفيد من رخصة البناء عند إتمام األشغال استخراج شهادة مطابقة األشغال
المحدد لقواعد مطابقة البنايات
ّ المنجزة ، 3األمر الذي أكدته أيضا المادة 11من القانون رقم 62-17
يتعين على المالك أو صاحب المشروع أن يطلب تسليمه شهادة
واتمام إنجازها ،في فقرتها األولى حيث ّ
المطابقة عند اإلنتهاء من األشغال.4
/2شروط واجراءات شهادة المطابقة:
من استقراء النصوص القانونية هناك حالتين إلجراء المطابقة تتمثل في حالة تصريح صاحب
البناية بإتمام البناء أو حالة عدم تصريحه ،كما أن المشرع من خالل إصدار قانون رقم 62-17فإنه
أخضع مطابقة البنايات إلى تنظيمين مختلفين وفق حاالت مختلفة سوف نتطرق إليها.
أقر قانون رقم 62-17أنه يصبح ملزم بالبناء ضمن الحدود المفروضة فيها وبالتالي إحترام
وقد ّ
قواعد البناء وشغل األراضي وذلك كمايلي:
مدة صالحية رخصة البناء :على صاحب رخصة البناء إنجاز أشغاله واتمامها خالل أجل
-إحترام ّ
معين والذي يحدد في قرار رخصة البناء وذلك بمراعاة نوعية المشروع وما يستهلكه من وقت.
1
أنظر قانون رقم ،21-11المرجع السابق.
2برداشن سعاد ،بوبالو سعيدة ،المرجع السابق ،ص .8
3
حمدي باشا عمر ،نقل الملكية العقارية ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2111 ،ص .12
4
يحدد قواعد مطابقة البنايات واتمام إنجازها ،ج ر عدد 22الصادرة في 11
قانون رقم 62-17مؤرخ في 21يوليو ّ 2117
أوت .2117
43
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
-إحترام مضمون رخصة البناء :على صاحب رخصة البناء إحترام ما تتضمنه رخصة البناء من
حجم وواجهة البناية وارتفاعها.
أ -إجراءات مطابقة البنايات طبقا للقانون رقم :26-61
وفق المادة 28من المرسوم التنفيذي رقم 681/16فإنه على المستفيد من رخصة البناء عند انتهاء
األشغال أن يطلب شهادة المطابقة ،كما على اإلدارة في حالة عدم التصريح أن يقوم بالمطابقة وجوبا
بمبادرة منها وفق نفس اإلجراءات المواد من 22إلى 11من المرسوم التنفيذي رقم 681/16كما يلي:
حالة التصريح بانتهاء األشغال :على المستفيد من رخصة البناء عند انتهاء األشغال البناء
والتي يتكفل بها استخراج شهادة المطابقة األشغال المنجزة مع أحكام رخصة البناء ،وعليه تقديم
الطلب خالل 11يوم من انتهاء األشغال على نسختين ،ويتضمن التصريح باألخطار بانتهاء
األشغال وذلك في مقر المجلس الشعبي البلدي مقابل وصل إيداع ،وترسل نسخة إلى مصلحة
الدولة المكلفة بالتعمير على مستوى الوالية.1
حالة عدم التصريح بانتهاء األشغال:
إذا لم يودع المستفيد من رخصة البناء تصريح بانتهاء األشغال حسب الشروط واآلجال المطلوبة،
فإنه تجرى عملية المطابقة األشغال وجوبا بمبادرة رئيس المجلس الشعبي البلدي أو مصلحة الدولة المكلفة
بالتعمير على مستوى الوالية ويتم اإلستناد النتهاء األشغال وفق اآلجال المتوقع عند طلب رخصة البناء.2
في كلتا الحالتين يتبع اإلجراءات التالية:
-1التحقيق في مدى المطابقة:
يتم التحقيق في مدى مطابقة األشغال المنجزة مع أحكام رخصة البناء من قبل لجنة تضم ممثلين
مؤهلين قانونيا عن رئيس المجلس الشعبي البلدي ومديرية التعمير والبناء ،وكذا ممثلين عن المصالح
المعنية األخرى كمصالح الحماية المدنية عندما يشترط القانون استشارتها قبل تسليم البناء.3
بناءا على استدعاء من رئيس المجلس الشعبي البلدي المعني بعد
تجتمع لجنة المراقبة المطابقة ً
استشارة مصلحة الدولة المكلفة بالتعمير على مستوى الوالية بشأن المصالح التي يتم استدعاؤها وذلك في
1
المادة 28فقرة 6من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع السابق.
2
المادة 28فقرة 1من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع نفسه .
3
المادة 28فقرة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع السابق .
44
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
أجل 1أسابيع بعد إيداع التصريح بانتهاء األشغال إن حصل ذلك ،1يرسل المجلس الشعبي البلدي إشعار
بالمرور يخطر فيه المعني بتاريخ إجراء عملية مراقبة المطابقة قبل ّ 17أيام على األقل ،2وبعد إجراء
المراقبة يحرر محضر الجرد الذي تدون فيه جميع المالحظات وآراء اللجنة حول مدى المطابقة التي تمت
معاينتها والذي يوقع عليها األعضاء.3
-2البث في طلب شهادة المطابقة:
ترسل مصلحة الدولة المكلفة بالتعمير على مستوى الوالية محضر الجرد مرفقا باقتراحاتها إلى
السلطة المختصة بإصدار شهادة المطابقة ،ويتم الفصل في الطلب حسب الحالة:
تسليم شهادة المطابقة :إذا ما أثبت محضر الجرد مطابقة األشغال المنجزة ألحكام رخصة
البناء ،فيلزم رئيس المجلس الشعبي البلدي أو الوالي حسب الحالة منح شهادة المطابقة.4
رفض تسليم شهادة المطابقة :إذا أفرزت عملية الجرد عدم إنجاز األشغال طبقا للتصاميم
المصادق عليها وفق أحكام رخصة البناء ،يحكم المعني بعدم إمكانية تسليم شهادة المطابقة،
المعدل
ّ وعليه يجعل البناء مطابق للتصاميم ،واالّ عوقب بموجب أحكام القانون رقم 21-11
والمتمم.
يمنح المعني أجل ال يمكن أن يتجاوز 11أشهر للقيام بالمطابقة ،وبانقضاء هذا األجل تسلم
السلطة المختصة بناء على اقتراح مصلحة الدولة المكلفة بالتعمير شهادة المطابقة أو ترفض تقديمها عند
المعدل
ّ اإلقتضاء ،وتشرع في المالحقات القضائية طبقا لنص المادة 87من القانون رقم 21-11
والمتمم.5
كما ال تمنح شهادة المطابقة بالنسبة للحدائق الخاصة وكذا الحدائق الجماعية أو اإلقامات إذا لم
المقررة في رخصة البناء.6
تحترم المساحات الخضراء ّ
1
المادة 27فقرة 6من المرسوم التنفيذيرقم ،681/16المرجع السابق.
2
المادة 27فقرة 2من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع نفسه.
3
المادة 1/27من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع السابق.
4
المادة 21من المرسوم التنفيذي رقم ،681/16المرجع نفسه.
5
أنظر المادة 87من القانونرقم ،21-11المرجع السابق.
6المادة 22من القانون رقم 11-18المتعلق بتسيير المساحات الخضراء ،مؤرخ في ،2118/12/61ج ر عدد 16لسنة
.2118
45
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
حالة السكوت :إذا لم تفصل اإلدارة في طلب شهادة المطابقة خالل 11أشهر من إيداع
إما إلى الوزير المكلف
التصريح يمكن للمعني الطعن سلميا بواسطة رسالة موصى عليها ّ
بالتعمير عندما يكون الوالي هو المختص ،أو إلى الوالي عندما يكون رئيس المجلس الشعبي
البلدي مختصا ولإلدارة أجل شهر واحد للرد ،واذا لم ترد على التظلم تعتبر الشهادة ممنوحة
ضمنيا.1
يتكون من تصريح كتابي يثبت إنهاء األشغال.
ملف الطلبّ :
اإليداع :يودع التصريح مقابل وصل إستالم.
1
المادة 22من القانون رقم ،11-18المرجع السابق.
2
المادة 6من القانونرقم ،62-17المرجع السابق.
46
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
-تحقيق مطابقة البنايات المنجزة والتي هي في طور اإلنجاز قبل صدور هذا القانون.
-تحديد شروط شغل واستغالل البنايات وترقية إطار مبنى ذي مظهر جمالي ومهيأ بانسجام.
-تأسيس تدابير ردعية في مجال عدم إحترام آجال البناء وقواعد التعمير.
بالرجوع إلى قانون رقم 62-17فإنه يثبت تحقيق مطابقة البنايات عن طريق الحصول على شهادة
المعدل والمتمم ونصوصه التطبيقية.1
ّ مطابقة مسلمة في إطار إحترام القانون رقم 21-11
-1توسيع مجال تحقيق المطابقة:
أمام تفشي ظاهرة البنايات الالشرعية إتخذت الدولة تدابير جديدة لتسوية وضعية بعضها والتي
إما بدون رخصة بناء أو فوق أراضي عمومية أو خاصة ،وذلك وفق قانون رقم -17
أنجزها أصحابها ّ
المشيدة قبل تاريخ 11أوت ،2117
ّ ،62فإن أغلب أحكامه تشمل إجراء تحقيق مطابقة بعض البنايات
واستثنى أخرى كما يلي:2
أ /البنايات المعنية بالمطابقة:
حدد المشرع البنايات القابلة للمطابقة أو القابلة إلتمام اإلنجاز فيما يلي:
ّ
*البنايات الغير متممة والتي تحصل صاحبها على رخصة بناء وفق المادة 61بمنح رخصة إتمام
اإلنجاز.
* البنايات المتممة التي تحصل صاحبها على رخصة البناء غير أنها غير مطابقة لها ،وفق المادة
21تمنح شهادة المطابقة.
* البنايات المتممة التي لم يحصل صاحبها على رخصة البناء ،يمنح وفق المادة 22رخصة بناء
على سبيل التسوية.
* البنايات الغير متممة والتي لم يحصل صاحبها على رخصة البناء ،وفق المادة 21تمنح رخصة
إتمام إنجاز على سبيل التسوية.
إن ما يهمنا هو البناءات التي تحصل صاحبها على رخصة البناء التي يفترض بعد إنتهاء أشغالها
أما البناءات األخرى تدخل ضمن تسوية
إلزامية الحصول على شهادة المطابقة وفق قانون رقم ّ ،21-11
1
المادة 1من القانونرقم ،62-17المرجع السابق.
2قانون رقم 17-61مؤرخ في 11ديسمبر 2161المتعلق بقانون المالية ،2162ج ر عدد 17لسنة .2161
47
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
البناءات الغير شرعية ،إن المشرع في قانون رقم 62-17أ ّكد على إلزامية الحصول على رخصة البناء
وأنه إذا لم ينجز البناء من أجل سنة تصبح رخصة البناء غير صالحة.1
ب /البنايات غير القابلة للمطابقة:
إن المشرع فرض أن يتم إتمام أشغال اإلنجاز وتحقيق مطابقة قبل شغل أو استغالل البناية ،وذلك
ّ
بالحصول على شهادة مطابقة وفق قانون رقم 21-11وأحكام قانون رقم ،62-17غير أنه وضع
استثناء من تطبيق هذا القانون في إنجاز وتهيئة واستغالل البنايات العسكرية التي تقوم بها و ازرة الدفاع
الوطني ،أو التي تتم لحسابها ،2كما استثنى القانون من إجراء تحقيق المطابقة للبنايات التالية:3
-البنايات المشيدة في قطع أرضية مخصصة لإلرتفاقات ويمنع البناء عليها.
-البنايات المتواجدة بصفة إعتيادية بالمواقع والمناطق المحمية.
-البنايات المشيدة على األراضي الفالحية أو ذات الطابع الغابي.
-البنايات المشيدة خرقا لقواعد األمن أو التي تشوه بشكل خطير البيئة.
-البنايات التي تكون عائقا لتشييد بنايات ذات منفعة عامة أو مضرة لها والتي يستحيل نقلها.
المعدل وتكون موضوع هدم.4
ّ والتي تخضع ألحكام المادة 81مكرر من قانون رقم 21-11
-2كيفية إجراء المطابقة :وفقا للمادتين 21و 22من قانون رقم ،62-17يجب أن يقدم طلب تصريح
إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي في 12نسخ ،بعد حصول صاحب البناية على شهادة توقيف األشغال
من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي قبل تحقيق المطابقة.
يختلف محتوى الملف حسب كل حالة وهي:5
-6حالة بنايات غير متممة ومطابقة لرخصة البناء يحتوي الملف على الوثائق البيانية التي رافقت
رخصة البناء المسلمة.
1
المادة 1من القانونرقم ،17-61المرجع السابق.
2
المادة 61من القانون رقم ،17-61المرجع نفسه.
3
المادة 61من القانونرقم ،17-61المرجع السابق.
4
المادة 68من القانونرقم ،62-17المرجع السابق.
5المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 622/11مؤرخ في ،2111/12/12يحدد إجراءات تنفيذ التصريح بمطابقة البنايات ،ج ر
عدد ،28لسنة .2111
48
أدوات التهيئة العمرانية في الجزائر األول
الفصل ّ
-2حالة بنايات غير متممة وغير مطابقة لرخصة البناء يحتوي لملف على الوثائق البيانية التي
رافقت رخصة البناء المسلمة ،ومخططات الهندسة المدنية لألشغال التي تم إنجازها.
-1حالة تخص بنايات متممة غير مطابقة لرخصة البناء يحتوي الملف على وثائق بيانية التي
رافقت رخصة البناء ،مخطط الكتلة للبناية كما اكتملت بسلم ،211/6المخططات والواجهات كما اكتملت
بسلم ،21/6ومخططات الهندسة المدنية لألشغال المنجزة.
ثم يتم تدوين التصريح في سجل خاص لمرقم ومؤشر عليه من طرف رئيس المحكمة المختصة،
ويمنح وصل للطالب ،ثم ينتقل أعوان البلدية والدولة المكلفين بالتعمير لتحرير محضر عدم المطابقة،1
ويرسل التصريح مرفق بالملف والرأي المعلل لمصالح التعمير بالبلدية خالل 62يوم إليداعه إلى مصالح
الدولة المكلفة بالتعمير على مستوى الوالية ، 2وهذه األخيرة تقوم بجمع الموافقات واآلراء من اإلدارات
والمصالح والهيئات المؤهلة وتبدي رأيها المعلل في 62يوم من إخطارها ،ثم يرسل الملف إلى األمانة
التقنية للجنة الدائرة المنشأة وفق أحكام هذا القانون ، 3في أجل شهر من تاريخ إخطار مصالح الدولة
المكلفة بالتعمير على مستوى الوالية.
تبث لجنة الدائرة في الطلب خالل 1أشهر من تاريخ إخطارها من طرف رئيس المجلس الشعبي
البلدي ،تحقق فيه وتتخذ قرارها حسب طبيعة الوعاء العقاري وتختلف إجراءات التحقيق وفقا لذلك.
-3الفصل في الطلب :وفق المادة 22ترسل ق اررات لجنة الدائرة إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي والذي
يسلم حسب الحالة إما رخصة إتمام اإلنجاز أو شهادة المطابقة أو رخصة بناء على سبيل التسوية ،ويكون
على الشكل التالي:
-بنايات متممة غير مطابقة لرخصة البناء تمنح شهادة المطابقة.
-بنايات غير متممة وله رخصة البناء يمنح رخصة إتمام اإلنجاز والتي تسمح له بربط البناية
بصفة مؤقتة بشبكات اإلنتفاع العمومي.
في جميع الحاالت فإنه وفق المادة 61من المرسوم التنفيذي رقم ''622/11تراعي دراسة التصريح
مدى تطابق مشروع النيابة مع أحكام مخطط شغل األراضي ،وفي حالة عدم وجوده يراعى مدى مطابقة
المشروع مع أحكام المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير أو مع األحكام المطبقة التي تنص عليها القواعد
1
العامة للتهيئة والتعمير.'' ...
رغم محاولة المشرع تدارك األوضاع من خالل سن قانون رقم 62-17غير أن الواقع يثبت عزوف
لعدة أسباب منها نقص اإلعالم ،كما أن
الكثير من المواطنين عن القيام بهذه اإلجراءات وهذا راجع ّ
تماطل اإلدارة خاصة اللجان التقنية أدى إلى عدم إمكانية التسوية ولو بنسبة معينة مع الملفات التي تبقى
عالقة بين المديريات ،وباعتبارها تابعة لو ازرة المالية ومصالحها ،هذا ما دفع الو ازرة السكن والعمران إلى
إصدار تعليمتين و ازريتين وجهت إلى رؤساء المجالس الشعبية البلدية ومديري التعمير لتخفيف وتبسيط
2
إجراءات المطابقة.
في األخير نستنتج أن المشرع من خالل فرض الرخص والشهادات بمجموعة من اإلجراءات بهدف
ضمان إحترام قواعد التهيئة والتعمير ومراقبة النشاطات العمرانية سواء على المجال العمراني أو المجال
ذات خصوصيات ،لضمان التوفيق بين ضرورة العمران ومتطلبات حماية البيئة للوصول إلى تسيير
مستدام ،غير أن تعقيد اإلجراءات وطولها تعتبر من أسباب عزوف المواطنين عن طلبها ،بالتالي يتم
اللجوء للبناء في غيابها ،خاصة أمام عجز توفير السندات الملكية التي تسمح باستصدار هذه الرخص
وفي ظل الفوضى المتعلقة بالسوق العقارية أين يتغلب فيها الممارسات غير قانونية ،كما أن تساهل الدولة
مع المخالفين من خالل إدراج وسائل التسوية الوضعيات الالشرعية يقلل من فعالية هذه الرخص
3
والشهادات.
1
المادة 61من المرسوم التنفيذي رقم ،622/11المرجع السابق.
2
راجع القانون رقم ،62-17المرجع السابق.
3
عباس راضية ،المرجع السابق ،ص .112
50
الفصل الثاني
آفاق التهيئة العمرانية في الجزائر
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
تحتل الظاهرة العمرانية مكانة مهمة اآلن أكثر من ذي قبل وذلك نتيجة النمو السكاني
المتزايد وبهذا نجد أن الدولة الجزائرية سعت كغيرها من دول العالم إيجاد آفاق جديدة للتهيئة
العمرانية ،وذلك بوضع حلول للمشاكل الديموغرافية الناجمة عن اختناق المدن فنجدها تبنت سياسة
المدن الجديدة لمواجهة التوسع العمراني السريع خاصة عبر الشريط الساحلي أين وصل التشبع
الحضري أقصاه في المدن الكبرى وما نتج عنه من انعكاسات خطيرة على الوسط الطبيعي،
وباألخص انتشار التعمير الغير المنظم وبهذا فأصبحت المدن الجديدة في الوقت الحضر نموذج
معماري يقتدى به في التوسع العمراني في مختلف بلدان العالم فضال كذلك عما تقدمه البنوك
والمؤسسات المالية سواءا لألفراد أو المتعاملين في الترقية العقارية من شأنها ضمان التمويل
لمختلف المشاريع المتعلقة بالعقار على اختالف أضافه وكان الهدف من ظهور هذه األداة الجديدة
أال وهو "القرض العقاري" هو النهوض باالقتصاد الوطني عن طريق إنعاش قطاع السكن والعقار
عامة وكذا معالجة مشكلة الندرة االقتصادية حتى ال تكون عائقا أمام التهيئة العمرانية.
ترتكز الدراسة في هذا الفصل على عقد العقد العقاري ومدى عالقته بتطوير الترقية
العقارية(المبحث األول) ،ثم التطرق إلى سياسة المدن الجديدة كآلية لمواكبة التوسع
العمراني(المبحث الثاني).
51
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
المبحث األول
عقد القرض العقاري ومدى عالقته بتطوير الترقية العقارية
كماهو معروف أن للقرض العقاري أهمية كبيرة في دفع عجلة التقدم والتطور بالعقار الذي
من شأنه أن يعود على الدولة بالتطور والرقي والدفع بالحضارة قدما باعتبار أن القرض العقاري
هو عملية مالية أو هو كوسيلة لتمويل مختلف األشغال العقارية المتمثلة في البناء و التجديد
والتهيئة...وذلك إنطالقا من فكرة أن المال عنصر حيوي ال يمكن االستغناء عنه.
لذلك تستدعي الضرورة اإلشارة إلى مفهوم القرض العقاري( المطلب األول) ثم التطرق إلى
عالقة عقد القرض العقاري بالترقية العقارية(المطلب الثاني).
المطلب األول
مفهوم عقد القرض العقاري
إن موضوع عقد القرض العقاري ينصب على نشاط التمويل القتناء أو بناء عقارات ألغراض
معينة ،وبهذا الصدد فإنه يتولى بذلك أشخاص اعتبارية مؤهلة لمنح هذه القروض العقارية لتحديد
مفهوم عقد القرض العقاري نتطرق في األول إلى تعريفه مع ذكر بعض الخصائص التي يتميز
بها( الفرع األول) ،ثم التطرق إلى تبيان أنواع القرض العقاري( الفرع الثاني).
الفرع األول
تعريف وخصائص عقد القرض العقاري
تستدعي دراسة عقد القرض العقاري بتعريف هذا العقد(أوال) باإلضافة إلى أن عقد القرض
()1
العقاري ينفرد بخصائص معينة مما تجعله يتميز بها عن غيره من المفاهيم األخرى(ثانيا).
-1دفالوي سمراء ،مسلم جميلة ،النظام القانوني للقرض العقاري (في التشريع الجزائري) ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في
الحقوق ،شعبة قانون األعمال ،تخصص القانون العقاري ،كلية الحقوق ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية ،2102 ،ص .4
52
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
بالنظر إلى تركيبة عقد القرض العقاري نجده يتكون من مصطلحين مختلفين ولكل منهم
معناه ومدلوله الخاص به وحتى نتعرض إلى تعريف القرض العقاري يكفي أوال تعريف كل
مصطلح على حدى ثم الجمع بينهما وفي سياق ذلك نعرف أوال مصطلح القرض ثم تعريف العقار
ثانيا.
تعريف القرض
عرف المشرع الجزائري مصطلح القرض من خالل نص المادة 0/86من األمر رقم 00-10
()1
المتعلق بالنقد والقرض والتي تنص على مايلي:
" يشكل عملية قرض ،في مفهوم هذا األمر ،كل عمل لقاء عوض يضع بموجب شخص ما
أو يعد بوضع أموال تحت تصرف شخص آخر ،أو يؤخذ بموجبه لصالح الشخص اآلخر التزاما
بالتوقيع كالضمان االحتياطي أو الكفالة أو الضمان".
أما التقنين المدني الجزائري فيعرف القرض من خالل نص المادة 451على النحو التالي:
" قرضاالستهالك هو عقد هو عقد يلتزم به المقرض أن ينقل إلى المقترض ملكية مبلغ من النقود
أو أي ش يء مثلي آخر على أن يرد أليه المقترض عند نهاية القرض نظيره في النوع والقدر
والضفة"(.)2
-1أمر رقم 00-10مؤرخ في 28أوت 2110يتعلق بالنقد والقرض ،ج ر ،عدد ، 52لسنة، 2110معدل ومتمم بموجب
األمر رقم ،10-10مؤرخ في 22جويلية ، 2110يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ،2110ج ر عدد ،44الصادرة
في 28جويلية ،2110معدل و متمم ،بموجب األمر رقم ، 14-01مؤرخ في 28أوت ،2101يتعلق بالنقد و القرض ،
ج ر عدد ، 51الصادرة في 10سبتمبر .2101
-2أنظر المادة 451من األمر رقم ،56-55مؤرخ في 28سبتمبر سنة ،0055يتضمن القانون المدني ،ج ر ،عدد،56
لسنة ،0055المعدل والمتمم.
53
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
ما يالحظ من تعريف المشرع من خالل هذه المادة األخيرة أنه عرف قرض االستهالك ولم
يعرف القرض العقاري ،ألن هذا األخير ذات طبيعة خاصة يستهدفها من الطبيعة الخاصة للعقار
والنشاط العقاري في حد ذاته والذي يختلف عنه(.)1
تعريف العقار
نجد تعريف لمصطلح العقار في المادة 860منق.م.ج والتي تنص على مايلي:
" كل شيء مستقر بحيزه وثابت فيه وال يمكن نقله من دون تلف فهو عقار ،وكل ماعدا ذلك
من شيء فهو منقول.
غير أن المنقول الذي يضمنه صاحبه في عقار يملكه ،رصدا على خدمة هذا العقار أو
استغالله ،يعتبر عقا ار بالتخصيص(.")2
بعدما تم التطرق إلى تعريف كل من مصطلح القرض والعقار كل واحد على حدى يتسنى
تعريف مصطلح القرض العقاري على أنه :عقد يلتزم بمقتضاه المقرض بنقل ملكية مبلغ من النقود
أي إلى الفرد أو المتعامل في الترقية العقارية كي يستعمله أو يستهلكه في تمويل إنجاز عملية
ذات طابع عقاري مقابل أن يلتزم المقترض بتقديم الضمانات الالزمة للمقرض بتسديد مبلغ القرض
وبدفع الفوائد المتفق عليها في اآلجال وبالكيفيات المحددة في العقد(.)3
54
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
ما يمكن استنتاجه من خالل نص المادة 451من ق.م.ج أن عقود القرض هي عقود
رضائية فبمجرد تالقي اإليجاب والقبول تنتقل ملكية مبلغ القرض من المقرض إلى المقترض فنجد
أن المبدأ في القانون المدني هو رضائية العقد إال أن هذا المبدأ ليس مطلق بل ترد عليه
استثناءات أال وهي تحقيق شرط الشكلية ،فالشكلية في عقد القرض العقاري تلعب دو ار هاما يتجسد
فيمايلي:
-توفير وسائل إلثبات حقوق األطراف وفقا لنص المادة 000من التقنين المدني الجزائري(.)1
كما أن تحرير العقد يضمن لكال الطرفين أخذ المعلومات الكافية عن بعضهم من جهة وعن
شروط عقد القرض العقاري وظروف تنفيذه.
على هذا النحو تترجم هذه العملية في صورة دين بمبلغ من النقود يلتزم المقترض بتسديد
أقساطه إلى المقرض وفقا للشروط المتفق فيها بينهما وبالتالي محل عقد القرض العقاري هو مبلغ
مالي معين أو قابل للتعيين يرتبط بفوائد محددة وله محل آخر هو نسبة الفوائد المطبقة على
العقد(.)2
عقد استهالكي
المقترض هو حصل على القرض وقد يكون المشتري في حالة استخدام اإلئتمان في شراء
عقار ،وهو الذي تمت لحسابه عملية البناء ،الترميم أو التحسين لبناء في غير حالة الشراء ،فهو
55
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
إذن الشخص الطبيعي الذي يتقدم بطلب القرض لتمويل عملية الحصول على عقار أو بنائه أو
ترميمه أو تحسينه وذلك بطلبه من مؤسسة مالية متخصصة ،وبالتالي يعتبر في هذه الحالة
المستهلك(.)1
الفرع الثاني
أنواع عقد القرض العقاري
يختلف عقد القرض العقاري ويتنوع فهناك قروض عقارية موجهة لألفراد وذلك عندما يكون
هؤالء المستفيدين من هذا القرض(أوال) أما عندما تكون هذه القروض ممنوحة للمتعاملين في الترقية
العقارية(ثانيا) فهي بالتالي قروض الترقية العقارية.
56
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
هذا النوع موجه لألفراد من أجل الحصول على ملكية ممكن جاهز أو في طور اإلنجاز من
طرف المتعاملين في الترقية العقارية وتتميز على أنها قروض طويلة المدى التي قد تصل إلى25
سنة وتغطي فيها نسبة 61بالمائة من ثمن المسكن ونسبة الفائدة فيها غير ثابتة ،ونجد أن القرض
فيها يسدد على شكل أقساط شهرية ويشترط على طالب القرض توفر فيه جملة من الشروط
كاألهلية القانونية الالزمة ،القدرة المالية على التسديد وأن يكون التمويل داخل الجزائر وأيضا
يشترط الحصول على بيع بناءا على التصاميم ،وهذا األخير يقصد به عقد يرد على محل لم يتم
إنشاءه بعد وبموجب هذا العقد يتعهد البائع بإنشاء عقار معين وفقا لنماذج معينة تحددها وثائق
العقد ،كما يتعهد بنقل ملكية هذا العقار إلى المكتسب وتسليمه إياه وهذا مقابل ثمن نقدي يدفعه
المشتري(.)1
57
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
المطلب الثاني
عالقة عقد القرض بتطوير الترقية العقارية
سندرس من خالل عنوان هذا المطلب مدى عالقة عقد القرض العقاري بتطوير الترقية
العق ـ ـ ـارية وذلك من خالل تبيان مدى تأثير عقد القـ ـ ـ ـرض العق ـ ـاري في تنمية الترقية العق ـ ـ ـارية(الفرع
األول) مع ذكر اإلجراءات العملية لمباشرة عقد القرض العقاري في ميدان الترقية العقارية(الفرع
الثاني).
الفرع األول
تأثير عقد القرض العقاري في تنمية الترقية العقارية
سنحاول من خالل هذا الفرع تبيان تعريف لمصطلح الترقية العقارية(أوال) بعد ذلك سيتسنى
استخالص موضوع القرض فيها (ثانيا).
يمكن أن تكون هذه المشاريع العقارية محالت ذات استعمال سكني أو مهني وعرضيا يمكن
أن تكون محالت ذات استعمال حرفي أو تجاري(.)1
ما نستنتج من خالل هذه المادة أن نشاط الترقية العقارية ينطبق على الضمانات
المتخصصة في العقارية الموجهة للبيع أو اإليجار أو تلبية الحاجات الخاصة وتكون بذلك هذه
األخيرة مخصصة لالستعمال السكني أوالمهني وهذا كأصل وقد تكون لالستعمال الحرفي أو
-1أنظر المادة 04من القانون رقم ،14-00مؤرخ في 05فبراير سنة ،2100يحدد القواعد التي تنظم نشاط الترقية
العقارية ،ج ر ،عدد ،04لسنة.2100
58
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
التجاري وهذا كاستثناءعلى هذا األساس المشرع الجزائري قد خالف العرف السائد إذ أعطى تعريفا
للترقية العقارية ولم يترك المجال للفقه علما أن هذه األخيرة لم تلقي اهتماما كبي ار منهم إذا لم تظهر
من قبل إال بصفة تدريجية مما يجعل إعطاء تعريف لها متعذ ار(.)1
الفرع الثاني
اإلجراءات العملية لعقد القرض العقاري في الترقية العقارية
نظ ار لما تتميز به الترقية العقارية ن حيث األشغال واألعمال التي ترد على العقارات التي
يستلزم وجود شروط واجراءات تتالئم مع طبيعتها من حيث تمويلها عن طريق القرض( ،)3وبالتالي
فسنحاول من خالل هذا الفرع الذي قمنا بتقسيمه إلى قسمين ذكر شروط االستفادة من القرض
الموجه للترقية العقارية(أوال) ثم نقوم بإبراز إجراءات مباشرة هذا القرض(ثانيا).
يشترط من المستفيد من هذا القرض أن يكون شخص طبيعي تثبت إقامته في الجزائر كما
يكون له دخل ثابت ومستقر مع تقديم عقد أو وعد لبيع مسكن سواءا كان الواعد شخص عام أم
59
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
خاص بالنسبة لقرض شراء مسكن باإلضافة إلى المساهمة الشخصية مقدرة بنسبة 21بالمائة من
ثمن المسكن مع إظهار عقد ملكية للقطعة األرضية بالنسبة لقرض بناء مع الحصول على رخصة
البناء باإلضافة إلى حساب بنكي في الوكالة البنكية المانحة للقرض ،كما يشترط في القرض أن ال
يتعدى نسبة 61بالمائة من ثمن المسكن أو البناء أو التهيئة باإلضافة إلى أن مدة هذا القرض قد
تصل إلى 21سنة كحد أقصى(.)1
أما نسبة الفائدة تتحدد حسب القواعد المعمول بها من طرف مؤسسات القرض وحسب
الظروف التي تحصل خاللها عمليات القرض كما تختلف من بنك إلى آخر.
أما فيما يتعلق بتسديد قيمة القرض من طرف المفترض فيكون ذلك شهريا على أن ال يتعدى
ذلك نسبة 01ماليين دينار جزائري من دخله الشهري.كما يمكن أن تصل إلى نسبة 41بالمائة
شهريا إذا كان دخل المستفيد يساوي أو أكثر يساوي أو أكثر من 81ألف دينار جزائري ،كما يلتزم
المقترض بتقديم الضمانات الكافية لهذا القرض من رهن ،تأمين...إلخ(.)2
شهادة إقامة...
بعد ذلك يتم دراسة الملف من طرف مؤسسة القرض وفي حالة قبول الملف تشترط على
المستفيد مايلي:
-1مخالدي عبد القادر ،القرض العقاري في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماجيستير ،قسم القانون الخاص،
تخصص القانون العقاري والزراعي ،كلية الحقوق ،جامعة سعد دحلب ،البليدة ،2115 ،ص. 00
-2مخالدي عبد القادر ،المرجع نفسه ،ص ص. 04 ،00
60
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
دفع مبلغ تأمين مبلغ القرض العقاري لدى شركة( ).....بإسم الوكالة البنكية الذي يؤمن
هذه األخيرة خالل هذه الفقرة وتشترط أن يكون دفع المبلغ في نفس الوقت الذي يوافق دفع
نسبة21بالمائة.
بعد استنفاذ اإلجراءات السالفة الذكر يتم التوقيع على اتفاقية القرض في خمسة( )15نسخ
باإلضافة إلى التوقيع على الوثيقة األخرى تمثل القيمة اإلجمالية للقرض لصالح البنك(.)1
61
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
المبحث الثاني
سياسة المدن الجديدة كآلية لمواكبة التوسع العمراني السريع
باإلضافة إلى القرض العقاري ومدى عالقته الوطيدة بتطوير الترقية العقارية ،نجد إستراتجية
أخرى تنموية تهف إلى التحكيم والضبط في المجال العقاري والتهيئة العمرانية ،أال وهي سياسة
المدن الجديدة في الجزائر.
وهذا ما سنلجأ إليه في هذا المبحث ،كما سنبين مدى سياسة المدن الجديدة للتوسع العمراني
السريع.
المطلب األول
مفهوم المدن الجديدة
كنتيجة حتمية للتطور الحضري عمدت الجزائر على إنشاء مدن جديدة والتي تمثل إحدى
الخيارات واإلستراتجيات السياسية من أجل التحكم في التوسع العمراني وضبطه.
ولغاية إعطاء تعريف للمدينة الجديدة فإننا نجد صعوبة في ذلك لكونها ظاهرة معقدة اختلف
حولها العديد من الفقهاء في تعريفهم لها ،كل حسب وجهة نظر مغايرة.
ومما سبق من وجهات نظر مختلفة نستنتج مفهوم أو ما يقصد بالمدن الجديدة وألجل هذا
يستدعي الرجوع إلى مختلف النصوص القانونية التي كان لها الفضل في إدراج ذا المفهوم ضمن
القانون الجزائري ،فجاء المشرع بتعريف لهل بمقتضى القانون رقم 21-10المتعلق بتهيئة اإلقليم
والتنمية المستدامة في نص المادة الثالثة الفقرة الخامسة منها على أنها"تجمع حضري مبرمج في
موقع خال أو انطالقا من خاليا السكنات الموجودة"(.)1
-1أنظر القانون رقم ،21-10مؤرخ في 02ديسمبر ،2110المتعلق بتهيئة اإلقليم والتنمية المستدامة ،ج ر ،عدد ،55
صادرة في 05ديسمبر. 2110
62
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
وبمجيء القانون رقم 116-12الذي يتعلق بشروط إنشاء المدن الجديدة وتهيئتها في نص
المادة الثانية منه" تعد مدنا جديدة كل تجمع بشري ذي طابع حضري ينشأ في موقع خال أو يستند
إلى نواة أو عدة نوى سكنية موجودة.
وكذلك عرف المشرع الجزائري المدينة في القانون التوجيهي للمدينة في المادة الثالثة التي
تنص على مايلي" المدينة هي كل تجمع حضري ذو حجم سكاني يتوفر على وظائف إدارية
واقتصادية واجتماعية وثقافية(.")2
من خالل هذين التعريفين األخيرين ،نجد أن المشرع تمكن من تحديد معنى شامل ودقيق
للمدن الجديدة أكثر من تلك الواردة بالقانون رقم 21-10المتعلق بتهيئة اإلقليم والتنمية الذي يشوبه
نوع من الغموض والتعقيد.
الفرع األول
نشأة فكرة المدن الجديدة
اتفق العديد من المؤرخين والعلماء أن فكرة المدن الجديدة بدأت منذ آالف السنين فهي ال
تعتبر فكرة جديدة أو حديثة المنشأ ،ويعود ذلك أساسا في تدهور المدن الرومانية القديمة بسبب
تدهور التجارة وضعف خطوطها مع أوروبا ،مما أدى إلى انتعاش مدن لم تكن امتداد للمدن
القديمة بل نشأت ككيانات اجتماعية جديدة(.)3
إال أن هذا المفهوم تطور كثي ار وظهر في انجلت ار بعد الحرب العالمية الثانية المجمعات
الحضارية وباألخص مدينة لندن تعتبر من النواة األولى لمفاهيم المدن الجديدة ،ثم انتشرت بعدها
-1قانون رقم ،16-12مؤرخ في 6ماي ،2112يتعلق بشروط إنشاء المدن الجديدة وتهيئتها ،ج ر ،عدد ، 04صادرة
في 04ماي .2112
-2أنظر القانون رقم 18-18مؤرخ في 21فيفري ،2118يتضمن القانون التوجيهي للمدينة ،ج ر عدد ،05صادرة في
02مارس.2118
-3ليليا حفيظي ،المدن الجديدة ومشكلة اإلسكان الحضري-دراسة ميدانية بالوحدة الجوارية رقم 15المدينة الجديدة"علي
منجلي" -مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في علم االجتماع الحضري ،كلية العلوم االنسانية والعلوم االجتماعية ،جامعة
منتوري قسنطينة ،2110 ،ص. 80
63
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
هذه التجربة إلى جميع أنحاء العلم بداية بفرنسا ثم هولندا ،الو ،م ،أ ،وصوال إلى العالم العربي
الذي يعتبر رائدا في هذا الميدان والتي حققت نجاحا مميزا ،حيث أقيمت مدن جديدة متكاملة
ومستقلة في السعودية ودولة اإلمارات ومصر...وغيرها وصوال إلى الجزائر كغيرها من دول العالم
الثالث(.)1
أ /دوافع إنشاء المدن الجديدة
تختلف دوافع إنشائها من دولة ألخرى بسبب المشاكل التي تحركها وهذا ما ينتج تحت
الدوافع التالية:
الدوافع االجتماعية وتتمثل في:
-مشاكل النمو الديموغرافي من حيث التوزيع والكثافة ومشاكل أخرى مرتبطة لتحسين معيشة
السكان.
-تتفق تيارات الهجرة المستمدة من الريف إلي المدن.
-ارتفاع أسعار األرض.
-انتشار األحياء المختلفة.
-امتداد المدن خارج حدودها امتدادا عشوائيا.
الدوافع االقتصادية
محاولة تطوير وتنمية اقتصادية للمناطق الحضرية ،فهناك مناطق معينة تتوفر بها امكانيات
وموارد هامة يمكن من خاللها إقامة مدن من جديد.
الدوافع الطبيعية
إن المدن تواجه تحديات فيما يخص نوعية البيئة الحضرية(المياه ،النفايات ن الضجيج)
حيث تزدحم المدن الكبرى بشتى أنواع وسائل النقل وكذلك تموقع القاعدة الصناعية بها مما أدى
-1كريمة كتاف ،مفهوم المدن الجديدة من خالل قانون ،16/12مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في فرع االدارة العامة،كلية
الحقوق ،جامعة قسنطينة 2100 ،ص ص. 0،6
64
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
إلى تدهور البيئة ،فالدوافع البيئية يمكن أن تكون من أحد الدوافع الكامنة وراء ظهور المدن
الجديدة(.)1
الدوافع السياسية
تكون إما ألسباب تصل بإستراتجية الدولة من النواحي السياسية والعسكرية أو نتيجة الضغط
التي تعاني منه العواصم بسبب تمركز اإلدارات والمراكز الهامة بها مما يزيد من تتفق الهجرة إليها،
فتعتبر العاصمة يؤدي إلى نقل وتوزيع اإلدارات وبالتالي حل إشكالية الضغط على بعض المدن
والعواصم ولو نسبيا(.)2
-/1الهدف االقتصادي:
يتمثل في إحداث مناصب الشغل وتحريك عجالت التنمية االقتصادية لتطوير وتحسين
المستوى المعيشي للسكان والعمل على تثبتهم بطرق ووسائل ملموسة في حياتهم اليومية.
-/2الهدف السياسي:
فيتمثل في إيجاد وتحقيق التوازن اإلداري وغالبا ما يحدث في تغيير عاصمة البالد بإختيار
الموقع الذي يتميز بالحماية الطبيعية واإلدارية ،فبدل أن تكون العاصمة على الساحل ( الجزائر)
تكون وسط البالد.
65
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
مثال ظهور المدينة الجديدة "بوغزول" الواقعة بالهضاب العليا ،الهدف األساسي منها توجيه
النمو العمراني نحو المناطق الداخلية للبالد واتخاذ قرار خيار الهضاب العليا على اآلجال
المتوسطة والغربية لتخفيف الضغط الحاصل على العاصمة ،أما المدينة الجديدة-علي منجلي-
بمجال قسنطينة لتحويل سكان األحياء القديمة اآللية لإلنهيار(.)1
كما أنها تسعى:
-إلى دعم األنشطة االقتصادية لهذه األماكن وضمان توزيعها لضمان تثمين اإلقليم الوطني
واعماره بشكل متوازن.
-السعي الدائم لتطوير نوعية الحياة اإلنسانية بتلبية احتياجات ومتطلبات األجيال دون
المساس بحقوق األجيال المقبلة(.)2
الفرع الثاني
االعتراف الفعلي بالمدن الجديدة في ظل القانون رقم 20-22
بدأت بوادر المشرع الجزائري في تحديث مساره التنموي الحضري بإنشاء مدن جديدة تتضح
على العلن وتكرس على أرض الواقع من خالل تبنيه لقانون رقم 16-12الذي أخضعها لشروط
وألزمها بقيود من شأنها ضبط المجال العمراني والحفاظ عليه.
-1نتاح بن داود ،دور المدن الجديدة في هيكلة المجال بالمناطق الساحلية ،الهضابية ،والصحراوية خيار الهضاب العليا،
المدينة الجديدة بوغزول ،مقال منشور على الموقع]https://www-ijpusd-ewdr.org/259]،تم اإلطالع عليه بتاريخ 12
ماي ،2108ص ص .68-55
-2جميلة دوار " ،المـ ـ ـدن الجديدة في التشـ ـ ـريع الجزائري" ،المج ـ ـ ـلة النقدية للق ـانون والعل ـ ـوم السيـ ـ ـاسية ،عـ ـ ـدد،2102، 2
ص. 001
66
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
أ/ضابط الموقع:
الجزائر من المدن التي تعاني مدنها الكبرى من ظاهرة التوزيع الغير العادل لسكان فكان
التوجه األكبر نحو مدينة الجزائر العاصمة التي شكلت على الدوام قطبا جاذبا وتلبية المدن الثالثة
األخرى :وهران،قسنطينة ،عنابة( ،)1لهذا السبب ذهب المشرع في القانون رقم 16-12المتعلق
بشروط إنشاء المدن الجديدة إلى تحديد مواقع معينة إلنشاء المدن الجديدة ،وهذا اإلختيار محدد
في ثالث مواقع هي:
الشمال ،الهضاب العليا والجنوب ،واعتبر إنشاء المدن الجديدة في مناطق الهضاب العليا
والجنوب هو األساس ،أما في الشمال فيعد إنشاء المدن استثنائيا ألنه مرهون بشروط وهو فك
الخناق عن المكان الميتروبولية األربعة(.)2
هذا ما ورد في نص المادة 4من القانون رقم 16-12المتعلق بشروط إنشاء المدن الجديدة
بقولها ":ال يمكن إنشاء مدن جديدة إال في الهضاب العليا والجنوب غير أنه وبصفة استثنائية،
وتخفيفا للضغط على المدن الكبرى ،وهران ن الجزائر ،قسنطينة وعنابة يمكن إنشاء مدن في
المناطق الشمالية للبالد(.)3
ب-شرط العقار
لقد كان المشرع صارما في مسألة تحديد مواقع المدن الجديدة إال أنه كان أكثر صرامة
عندما منع إنجاز المدن الجديدة فوق أراضي فالحية ،ولو جزئيا حيث يمكن بناءها فوق
أراض،...أو غير صالحة للزراعة بالمناطق الصخرية ،الجبلية....إلخ ،تنص المادة 16من القانون
رقم 16-12المتعلق بشروط إنشاء المدن الجديدة بصفة كلية أو جزئية فوق أراضي صالحة
للزراعة" .4وذلك مراعاة لألحكام القانونية المتعلقة بالتهيئة العمرانية الرامية إلى تحديد القواعد
67
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
العامة التي تنظم إنتاج األراضي القابلة للتعمير ،من خالل هذه المادة ندرك أن المشرع منع من
إنشاء مدن جديدة بصفة قطعية فوق أراض صالحة للزراعة ،إال أنه هناك فراغ في تحديد نوع تلك
األراضي فخص بالذكر -األراضي الزراعية -بصفة عامة(.)1
لكن بالرجوع إلى القانون رقم 25-01المتضمن التوجيه العقاري المؤرخ في 06
نوفمبر 0001والواردة في القسم األول منه تحت عنوان األراضي الفالحية واألراضي ذات الوجه
الفالحي ،نص على أن األراضي الفالحية أو ذات الوجه الفالحي حسب المادة 14منه...":كل
أرض تنتج يتدخل اإلنسان سنويا أو من خالل عدة سنوات إنتاجا يستهلكه البشر أو الحيوان ،أو
يستهلكه في الصناعة استهالكا مباشرا ،أو بعد تحويله"،كما أن المادة 15من نفس المادة أوردت
أنواع األراضي الفالحية فيمايلي":تصنف األراضي الفالحية إلى أراضي خصبة جدا وأراضي
خصبة ومتوسطة الخصب وضعيفة الخصب ،...فالمشرع مرة أخرى لم يكن دقيقا في تحديد نوع
األراضي الفالحية المقصودة ،فالجدير بالذكر من كل ما سبق أن المشرع أكد على عدم جواز
إنشاء مدن جديدة بصفة كلية فوق أراضي صالحة للزراعة التي تعد من العناصر الطبيعية النادرة
سنة 0002بحدود5،5مليون هكتار وذات المساحة المحدودة ،نظ ار للوضعية المزرية التي آل إليها
العقار الفالحي من سوء تنظيمه وتسييره الذي يعاني من خطر التوسع العمراني إلنجاز المناطق
الصناعية والمنشآت الفالحية(.)2
حسب المادة 18من القانون المتعلق بشروط إنشاء المدن الجديدة وتهيئتها والتي تنص":
يقرر إنشاء مدينة جديدة بموجب مرسوم تنفيذي استنادا إلى أدوات تهيئة اإلقليم الموافق عليها،
وبعد أخذ رأي الجماعات اإلقليمية المعنية(.)3
68
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
من خالل نص المادة يتضح لنا أن إنشاء مدينة جديدة ال يكون إال بمرسوم تنفيذي يجيز
ذلكن فهو بمثابة شرط إلزامي ال تتحقق بدونه ،والذي حدد المشرع محتواه في نص اإلنشاء على
الخصوص مايلي:
نستشف كذلك من نص المادة أعاله أن صدور المرسوم التنفيذي ال يكون إال بعد األخذ
برأي الجماعات اإلقليمية المعنية وذلك أن المشرع يتعلق بأمالك تابعة لها ،كما أن البلدية من
الناحية القانونية هي المسؤولة عن تسيير المدن وهذا ما نستخلصه من أحكام القانون رقم01-00
المتعلق بالبلدية(.)1
وانشاء مدينة جديدة ال يكون بالضرورة واقعا على إقليم بلدية واحدة ،بل يمتد إلى أكثر من
بلدية وذلك بسبب عدم تغطية العقار الموجود بالبلدية الواحدة للمساحة المحددة قانونا للمدينة من
جهة ومن جهة أخرى إيمانا من المشرع بأن فكرة الشراكة من البلديات موسومة بنجاعة التسيير
وحسب التجربة الجزائرية في هذا المجال(.)2
كمرحلة ثانية يتوجب أن يستند مرسوم اإلنشاء عند وضع حيثياته إلى أدوات تهيئة اإلقليم
()3
في المخطط التوجيهي لتهيئة التي تتمثل حسب القانون رقم 20-01المتعلق بالتهيئة والتعمير
اإلقليم ومخطط شغل األراضي والمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير في الجزائر(.)4
-1أنظر قانون رقم ،01-00المؤرخ في 22يوليو ،2100يتعلق بالبلدية ،ج ر ،عدد ،05صادر في 10جوان .2110
-2كريمة كتاف ،المرجع السابق ،ص.44
-3أنظر القانون رقم ،20-01المرجع السابق.
-4كريمة كثاف ،المرجع السابق ،ص. 44
69
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
إذ يجب دراسة مدى التأثير على البيئة من الناحية القانونية ،والذي يعتبر كإجراء إداري
مسبق لقرار إنجاز موضوع تنفيذ مخطط التهيئة ،وبالتالي فهو عنصر هام وأساسي في كل
إستراتجية قانونية وطنية لحماية البيئة.
فالمادة 8من القانون رقم 16-12في الفقرة الثانية تنص على وجوب تحديد حماية البيئة.
كما نجد المادة األولى من القانون رقم 20-01المتعلق بالتهيئة والتعمير والتي تنص":يهدف
هذا القانون إلى تحديد القواعد العامة إلزامية إلى تنظيم األراضي القابلة لتعمير التكوين تحويل
المبنى في إطار التسيير االقتصادي لألراضي بين وظيفة السكن والفالحة والصناعة أيضا وقاية
()2
المحيط واألوساط الطبيعية والمناظر....
فإن المشرع الجزائري أولى أهمية كبيرة للبيئة أثناء أو بعد تشييد مباني مالها من أهمية بالغة
في تجسيد المدينة الجديدة والتي تتركز على بيئة سليمة وعليه ما فائدة مدن جديدة عمالقة ذو
وجهة جميلة تعتب فيها بيئة سليمة(.)3
70
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
تنص المادة 10من القانون رقم 16-12المتعلق بشروط إنشاء المدن الجديدة وتهيئتها:
"يندرج إنشاء المدن الجديدة ضمن السياسة الوطنية إلزامية إلى تهيئة اإلقليم وتنمية المستدامة من
أجل إعادة توازن البنية العمرانية التي تهدف إليها أدوات تهيئة اإلقليم وفق التشريع المعمول به(.)"1
من خالل نص المادة يتضح جليا أن الدولة تسعى إلى إقامة مدن جديدة مستدامة بعيدة كل
البعد على األخطار الكبرى التي قد تلحق بها وذلك بالعمل على تجنب البناء والتشييد قبل إجراء
دراسة على األراضي والمحيط وذلك تفديا للوقوع في األخطار السابقة والتي مازالت مدننا إلى حد
اليوم تتخبط فيها جزاء سوء الدراسة وغياب المخططات التي تنتج عنها إنشاء مدن جديدة على
وعاء معرضة لألخطار(.)2
ولقد أكد هذا القيد في المادة 00من القانون رقم 21-14المتعلق بالوقاية من األخطار
الكبرى في إطار التنمية المستدامة والطي جاء بمخطط عام للوقاية من الخطر الكبير والتي
تنص ":يمنع منعا باتا بسبب الخطر الكبير السيما في المناطق ذات الصدع الزلزالي النشيط أو
الخطر الجيولوجي أو خطر الفيضانات أو البناءات المتواجدة على امتداد قنوات المحروقات أو
الماء ويكون هذا المنع محدد في مخطط الوقاية من الخطر الكبير والذي يبين اتفاقات عدم
البناء(.)3
71
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
ال يمكن إنشاء مدن جديدة إال في الهضاب العليا والجنوب ،غير أنه وبصفة استثنائية وتخفيفا
للضغط على المدن الكبرى كالجزائر ،وهران ،قسنطينة وعنابة ،يمكن إنشاء مدن جديدة في
المناطق الشمالية للبالد(.)1
ال يمكن إنشاء مدن جديدة بصفة كلية وجزئية فوق أراضي صالحة للزراعة(.)2
المطلب الثاني
اآلليات القانونية المتدخلة في تنفيذ سياسة المدينة الحديثة
تعتبر اآلليات أو الوسائل القانونية التي أوجدها المشرع الجزائري عملية فعالة في إضفاء بعد
جديد في تنفيذ سياسة المدينة الجديدة المتمثلة في أدوات التخطيط ،األدوات المالية ،األدوات التقنية
والتعاقدية التي أصبحت أحد اآلليات المعاصرة لتجسيد هذه السياسة ومطلب جوهري لضمان
تسييرها وتنظيمها ورقابتها الدائمة( الفرع األول) ،كما يقتضي كذلك اشتراك أطرافها عديدة من
الهيئات واألجهزة تساهم في تفعيل هذه السياسة وتتجسد من خالهم مبادئها على األمر الواقع(
الفرع الثاني).
الفرع األول
أدوات تجسيد المدينة الجديدة
نتطرق إلى هذه األدوات باالستثناء إلى عدة قوانين تنظمها على النحو التالي:
استوجب المشرع الجزائري اعتماد خطة محكمة لضمان تنمية القضاء الوطني والتي تعتمد
على إعداد مخططات جديدة من شأنها ضمان سير السياسة الحضرية ،وفيما يلي سنتطرق إلى
هاته المخططات:
72
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم ":هو مخطط يرسم الخطوط العريضة للسياسة الوطنية للتهيئة
من أجل إنجاز المشاريع الكبرى ذات البعد الوطني ،ويحدد توجيهات أساسية في مجال تنظيم
التراب الوطني وتنمية وتحديد اإلستراتجية العامة لعملية شغل التراب الوطني"(.)1
من هنا يتبين لنا أن المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم يعد ركيزة أساسية تعتمد عليها الدولة في
تسيير مجالها في إطار التنمية المستدامة ،وبالتالي فإن هذا المخطط ليس مجرد وثيقة توجيهية
يحدد المبادئ الكبرى فحسب( ،)2المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم يمثل بالنسبة لكافة التراب الوطني،
التوجيهات والترتيبات اإلستراتجية األساسية فيما يخص السياسة الوطنية لتهيئة اإلقليم وتنميته
المستدامة(.)3
باعتبار أن هذا المخطط وسيلة أساسية تساهم في تدريس المدينة بصورة مستديمة وهذا من
الخطوط التوجيهية التي يرتكز عليها ،خاصة إستراتجية المخطط في تحقيق تنافسية األقاليم التي
ترتكز على تأهيل وعصرنة المدن األربعة الكبرى( الجزائر ،وهران قسنطينة وعنابة) ،حيث
أصبحت المدن في ظل العولمة تتنافس فيما بينها خارج إقليم الدولة الواحدة.
من هذا المنطلق ركزت الدولة جهودها في تحديث المدن األربعة الكبرى من خالل المخطط
الوطني لتهيئة اإلقليم(.)4
73
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
كما يقضي األمر وضع شبكة فيما بين الحواضر :بحيث ال يمكن لهذه المدن كل واحدة
على حدى تطوير مجمل وظائفها وتجهيزاتها بنفس المستوى(.)1
ب -/مركز المدن الجديدة من منظور المخطط التوجيهي لتهيئة فضاء المدينة الكبيرة:
تنص المادة 12من المرسوم التنفيذي رقم 04/02على أنه" :طبقا ألحكام المادة 15من
القانون رقم...12-10يعتبر المخطط التوجيهي لتهيئة فضاء أداة للتنمية المستدامة لفضاءات
المدن الكبرى(.)2
يفهم من هذه المادة أن هذا المخطط التوجيهي يعتبر بمثابة أداة من أدوات التهيئة اإلقليمية
للدولة ،ووسيلة واستراتجية جديدة للتخطيط الحضري وتسيير فضاءات المدن الكبرى.
ويتم إعداد المخطط التوجيهي لتنمية فضاء المدينة الكبيرة والموافقة عليه عن طريق لجنة
دراسة مشروع المخطط لتهيئة فضاء المدينة الكبيرة تنشأ لدى التقرير المكلف بالتهيئة العمرانية(،)3
حيث يترأس اللجنة الوزير المكلف بالتهيئة العمرانية أو ممثليه(.)4
كما يشمل عملية إعداد هذا المخطط 15تقارير( ،)5فترسل هذه األخيرة إلى كل الوزراء وكذا
إلى كل مؤسسة أو هيئة معينة كما ترسل إلى الوالة المعنيين لعرضها على المجالس الشعبية
البلدية المختصة إلبداء الرأي فيها ،كما ترسل مداوالت المجلس الشعبي الوالئي ومرفقة برأي
المصالح التقنية وتقرير الوالي إلى كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية والوزير المكلف
بالتهيئة العمرانية ووزير السكن والعمران( ،)6ويكون مشروع المخطط التوجيهي للتهيئة فضاء المدينة
الكبيرة مرفقا بآراء اللجنة ومالحظتها أو معارضتها أو من خالل المشاورات المنصوص عليها في
74
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
أحكام المادة 15أعاله موضوع دراسة جديدة من اللجنة التي تصادق على المشروع النهائي
للمخطط التوجيهي لتهيئة فضاء المدينة الكبيرة وذلك بعد إجراء التعديالت المطلوبة.
باعتباره اإلطار المرجعي للتنمية المحلية ومن الهياكل األساسية ،فغن الواليات تعتبر إطار
التماسك الطبيعي الذي ساعد على تنمية األقاليم ،وقد نصت المادة 15من القانون رقم 21-10في
فقرتها 15على أن " :مخططات تهيئة اإلقليم الوالئي التي توضع وتثمن بالتوافق مع المخطط
الجهوي لتهيئة اإلقليم المعني للترتيبات الخاصة لكل إقليم والية"(.)1
كما تحدد مخططات تهيئة اإلقليم الوالئي بالنسبة إلقليم كل والية مايلي:
مخططات تنظيم الخدمات المحلية ذات المنفعة العمومية ،مساحات التهيئة والتنمية المشتركة
بين البلديات ،السلم الترتيبي العام وحدود تمدن التجمعات الحضرية والريفية(.)2
كما أعطى المشرع الجزائري للوالية كذلك صالحية إعداد المخطط الوالئي لتنميته على المدن
المتوسطة بين األهداف والبرامج والوسائل المعبأة من الدولة في إطار مشاريع وبرامج البلدية
للتنمية ،ويعتمد هذا المخطط كإطار للترقية والعمل من أجل التنمية االقتصادية واالجتماعية
للوالية.
ب -/مخططات البلدية:
وتشمل أيضا على:
مخطط التهيئة البلدية:
بإعتبار البلديات الجماعات القاعدية فهي المجاالت التي ينبغي أن تنقص إليها وتتجسد فيها
األساسيات التي تحملها إستراتجية التهيئة العمرانية المختلفة(.)3
75
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
ومن بينها توعية إطار الحياة والعدالة االجتماعية ،...وعليه نقول أن مخططات تهيئة البلدية
هي الوحدة األساسية لتطبيق السياسة الوطنية لتهيئته العمرانية.
هو عبارة عن مخطط تنموي تعده البلدية باعتبارها القاعدة اإلقليمية الالمركزية ،هدفه تحسين
المستوى المعيشي للمواطن وتوفير حاجاته الضرورية ،ويشمل عدة عمليات مرتبطة بتهيئة الهياكل
والتجهيزات الخاصة بالشبكات التابعة الختصاصاتها وكذا العمليات المتعلقة بتسييرها وصيانتها(.)1
تنص المادة 08من قانون رقم 20-01على أنه":المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير هو
أداة للتخطيط المحلي والتسيير الحضري ،يحدد التوجيهات األساسية للتهيئة العمرانية للبلدية أو
البلديات المعنية أخذا بعين االعتبار تصاميم التهيئة ومخططات التنمية ويضبط الصيغ المرجعية
كمخطط شغل األراضي"( .)2ويكون هذا المخطط متجسدا في نظام يصبحه تقرير توجيهي
ومستندات ببيان ومرجعية(.)3
76
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
-1عبد اهلل لعويجي"،ال رقابة العمرانية القبلية ودورها في الحفاظ على البيئة والحد من البناء الفوضوي ،مداخلة قدمت ضمن
أعمال الملتقى الوطني حول اشكاالت العقار وأثارها على التنمية في الجزائر ،أيام05،08فيفري ،2100منشورة في مجلة
الحقـ ـ ـوق والحريات،عدد تجريبي(مخب ـ ـر الحقـ ـ ـوق والحري ـ ـات واألنظمة االقتصادية) ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،ص.205
-2أنظر المادة 15من القانون رقم ،21-10المرجع السابق.
-3أنظر القانون رقم ،12-01المرجع السابق.
-4المادة 20من القانون رقم ،18-18المرجع السابق.
77
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
وقد عرفتها المادة 10من قانون رقم 18-18على أنها ":اكتتاب مع جماعة إقليمية أو أكثر،
أو فاعل أو شريك اقتصادي أو أكثر في إطار النشاطات والبرامج التي تنجر بعنوان سياسة
المدينة(.)1
78
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
عبارة عن مجموعة من اإلجراءات المحفزة التي يتم اتخاذها في إطار قوانين المالية بغرض
تطوير الفضاءات واألقاليم ،واألوساط الواجب ترقيتها وفق أحداث تهيئة اإلقليم المصادق عليها(.)1
فبالنسبة للقانون رقم 12-01فنص على النظام االستثنائي بالنسبة لالستثمارات المنتجة
للوظائف ومناصب العمل المنجزة في منطقة الهضاب العليا ،كذلك نص أيضا على منح مزايا
جبائية للمؤسسات التي اختارت التموقع أو التي سبق وأن تموقعت في أقاليم ذات أولوية(.)2
ب -/اإلعانات:
هي مساعدات مالية تمنح في إطار األحكام القانونية المعمول بها والتي تهدف إلى دعم
برامج التنمية المتكاملة وترقية الميادين العمومية والخاصة في مجال التنمية ،إحداث أنشطة
توسيعية وتحويلها ،استقبال األنشطة المنقولة من مواقعها وأخي ار تطوير هذه التنمية ،يوجد من بين
هذه اإلعانات عالقات تهيئة وتنمية األقاليم التي توجه المؤسسات الناشطة في المناطق المعينة
بمشاريع التهيئة اإلقليمية.
إضافة إلى اإلعانات إعادة التموقع الممنوحة للمؤسسات التي فضلت إعادة توطين أنشطتها
في المناطق الواجب ترقيته(.)3
79
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
المصادق عليه في بعض المناطق ،كما نصت أيضا المادة 2/25من قانون رقم 18-18على أنه
يمكن اتخاذ إجراءات مالية ردعية عن طريق القانون قصد توجيه سياسة المدينة(.)1
-/3مصادر التمويل:
وتتمثل في :
80
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
-1أمر رقم ،10-04مؤرخ في00ديسمبر ،0004يتضمن قانون المالية لسنة،0005ج ر ،عدد ،65صادرة في00
ديسمبر.0004
-2قانون رقم ،12-01المرجع السابق.
-3المادة 85من القانون رقم ،22-10المرجع السابق.
-4المادة 14من المرسوم التنفيذي رقم ،468/18مؤرخ في 20ديسمبر ،2118يحدد كيفيات تسيير حسابات التخصيص
الخاص ،رقم 60الذي عنوانه" الصندوق الخاص بالتنمية االقتصادية للهضاب العليا ،ج ر ،عدد ،60صادرة
في24ديسمبر. 2118
-5قانون رقم ،12-05مؤرخ في 00ديسمبر ،0005يتضمن قانون المالية سنة ،0006ج ر ،عدد ،60صادرة
في00ديسمبر.0005
81
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
المؤقت للبرنامج الخاص بتطوير واليات الجنوب ،أما من ناحية إيراداته يتمثل في تمويل مشاريع
تنمية الجنوب.)1(....
-1المرسوم تنفيذي رقم ،465/11مؤرخ في 20ديسمبر ، 2111يحدد تسيير حساب التخصيص الخاص 012/160الذي
عنوانه" الصندوق الوطني لتطوير مناطق الجنوب" ،ج ر عدد ،64صادرة في 24ديسمبر ،2111معدل ومتمم بموجب
مرسوم تنفيذي رقم 200/00مؤرخ في06أوت2110ج ر عدد ،45صادر في 20أوت.2110
-2أنظر القانون رقم ،01-10المرجع السابق.
82
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
أض ار ار مباشرة أو غير مباشرة بالبيئة" كما نجد هذا المرسوم يضع قائمة المشاريع التي تخضع
لدراسة التأييد والتي ذكرت حص ار في الملحق األول من هذا المرسوم(.)1
-1أيت الجودي أسيا ،أيت عيسى وردة ،المرجع السابق ،ص ص .88 ،85
-2يحي وناسي ،اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر ،رسالة دكتو اره في القانون العام ،جامعة أبو بكر بلقايد،
تلمسان ،ص. 060
-3كريمة العيفاوي ،سليمة خرف اهلل ،المرجع السابق ،ص ص.82،80
83
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
فتمثل دراسة الساحل حسب المرسوم التنفيذي رقم 218/15الذي يتعلق بتحديد شروط
وكيفيات البناء وشغل األجزاء الطبيعية المتاخمة للشواطئ وتوسيع منطقة موضوع منع البناء عليها
فيما يلي :ضبط شروط وكيفيات البناء وشغل األراضي المرتبطة مباشرة لوظائف األنشطة
االقتصادية المرخص بها على الشريط الساحلي ليمتد على مساحة10كيلو مترات ،كذلك شروط
شغل األجزاء الطبيعية المتاخمة ،وتشمل أيضا شروط وكيفيات توسيع المنطقة موضوع البناء إلى
مسافة 011متر ،كذلك تبين الدراسة شروط منح التراخيص لألنشطة والخدمات التي تقتضي
طبيعتها مجاورة للبحر(.)2
الفرع الثاني
األجهزة المتدخلة والمساهمة في تطبيق المدينة الجديدة
يجب تصميم واعداد سياسة فعالة للمدينة في سياق تحقيق التنمية المستدامة وفق مسار
تشاوري وتناسقي ،يقضي مساهمة مختلف الفاعلين المركزيين والالمركزيين في تسيير ومعالجة
كافة الجوانب المتعلقة بالمدن.
-1المرسوم التنفيذي رقم، 218/15مؤرخ في01يونيو ، 2115يتعلق بتحديد شروط وكيفيات البناء وشغل األجزاء
الطبيعية المتاخمة للشواطئ وتوسيع منطقة موضوع منع البناء عليها ،ج ر عدد ،40صادرة في10جويلية. 2115
-2كريمة العيفاوي ،سليمة خرف اهلل ،المرجع السابق ،ص ص .64،63
84
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
/1الدولة:
يبرز دور الدولة في إستراتجية التنمية العمرانية والتسيير الحضري من خالل الدور الذي
يحدده الدستور لها ،وهذا الدور يطبق في تسيير السياسة العمرانية والتكلف بقضايا ومجاالت
التنمية المحلية(.)1
تبادر الدولة سياسة المدينة وتديرها ،كما تحدد األهداف واإلطار واألدوات بالتشاور مع
الجماعات اإلقليمية(.)2
-1عبد العزيز عقاقبة ،تسير السياسة العمرانية في الجزائر-مدينة باتنة نموذجا -مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في العلوم
السياسية ،جامعة الحاج لخضر باتنة ،2101 ،ص ص .55 ،54
-2المادة 00من القانون رقم ،18-18المرجع السابق.
-3المرسومالتنفيذي رقم ،004/00مؤرخ في25نوفمبر ،2100يتضمن اإلدارة المركزية في و ازرة السكن والعمران والمدينة،
معدل ومتمم بمرسوم تنفيذي رقم 050/00يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة السكن والعمران ،ج ر عدد ،82صادر
في 00ديسمبر.2100
-4المرسوم التنفيذي رقم ،050/00مؤرخ في 05أفريل ، 2100يتضمن اإلدارة المركزية في و ازرة السكن والعمران والمدينة،
ج ر ،عدد ، 22صادرة في25أفريل.2100
85
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
-1المرسوم التنفيذي رقم ،10/10مؤرخ في 15جوان، 2110متضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة تهيئة اإلقليم والبيئة،
ج ر ،عدد ، 4صادرفي04جانفي.2110
86
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
87
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
من رئيس المجلس الشعبي البلدي وتحت مسؤوليته( ،)1باعتباره ممثل للبلدية أما القانون
الجديد 01-00فقد نص على صالحية ومشاركة المجلس الشعبي البلدي في إجراءات إعداد
()2
عمليات تهيئ اإلقليم وكذلك إعداد المخططات()....،......
على العموم يبادر بوضع حيز التنفيذ كل عملية في مجال حماية وترقية األراضي الفالحية
والتهيئة....إلخ ،كذلك يبادر باالتصال مع المصالح المعيشية لكل األعمال الموجهة إلى تنمية
وحماية األمالك الغابية في مجال التنمية وحماية التربة واصالحها(.)5
كما يساهم المجلس الشعبي الوالئي في إعداد مخطط تهيئة إقليم الوالية ويراقب تطبيقه طبقا
للقوانين والتنظيمات المعمول بها(.)6
88
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
تبدي الجماعات المحلية رأيها عند إعداد المخططات التوسعية القطاعية كذلك أثناء إعداد
المشروع التمهيدي لمخطط تهيئة الشاطئ.
-/2القطاع الخاص:
لقد نص القانون رقم 18-18على مساهمة المستشرين والمتعاملين االقتصاديين في إطار
سياسة المدينة ،السيما في ميدان الترقية العقارية وتنمية االقتصاد الحضري وتنافسية األقاليم(.)1
عليه فإن القطاع الخاص له دور أساسي في العملية التنموية كذلك يبرز بمثابة ركيزة
أساسية لقيام وتطوير النشاط االقتصادي في أية دولة ،وذلك في ظل توافر جملة من الشروط التي
تعتبر بمثابة اإلطار المتكامل لنشاط القطاع الخاص وتفعيل أدائه في الحياة االقتصادية( .)2من
هذا المنطلق يعرف القطاع الخاص على أنه":هو ذلك الجزء من االقتصاد الوطني الذي يملكه
ويديره األفراد أو الشركات أو األشخاص أو شركات المساهمة" ،كما يعرفه البعض اآلخر بأنه" :
الجزء من االقتصاد الوطني الغير للسيطرة الحكومية المباشرة(.)3
يعتمد نجاح المدن الجديدة على مجهود وتمويل القطاع الخاص وليس على الحكومة
المركزية فقط ،لذا إعطاء القطاع الخاص الوطني في إنشاء الخدمات والمرافق وبناء المجمعات
السكنية في المدن الجديدة وذلك من أجل ضمان توفير الموارد الكافية ،بعد أن أصبح إنشاء هذه
المدن يكلف أعباء باهظة ال يمكن التغلب عليها دون تعاون وتنسيق بين القطاعين الحكومي
والخاص(.)4
89
آفـ ـ ــاق الـ ـ ــتهيئة العم ــرانية ف ـ ــي الجـ ـ ـ ــزائر الفصل ال ـ ــثاني
90
خـ ــاتمـ ـ ــة
خ ـ ـ ـ ــاتمة
من خالل دراستنا لهذا الموضوع يتضح لنا أن المشرع الجزائري قد أولى اهتماما كبي ار لمسألة
التهيئة العمرانية ،وذلك من خالل تحديده لعدة ضوابط وآليات لتنظيم المجال ،ويظهر ذلك من
خالل فرض الرخص والشهادات وتقييدها بجملة من اإلجراءات فهو يهدف من وراء ذلك إلى
ضمان احترام قواعد التهيئة والتعمير ومراقبة النشاطات العمرانية ،كما تهدف الرخص اإلدارية في
مقدمتها الحفاظ على النظام العام العمراني وجمال الرونق والرواء ،فهي كلها تدخل ضمن عناصر
النظام العام بمفهومه الحديث والموضوعات الجديدة التي يهتم بها القانون اإلداري البيئي ،وراحة
الجوار خاصة عند إقدام أحد األفراد على إنجاز بناء أو تشييد مصنع أو محل من شأنه اإلضرار
براحة الجوار والتأثير على البيئة والمحيط.
ونجد أن المشرع الجزائري قد تبنى فكرة المدن الجديدة كأحد الحلول البديلة للمشكالت التي
طرحها الواقع وكأداة لتنظيم والتخطيط المجالي والحضري كما تجدر بنا اإلشارة الى أن أدوات
التهيئة والتعمير تعتبر المرجعية األساسية لجميع رخص التعمير بحيث تعتمد عليها اإلدارة في منح
أو عدم منح رخص التعمير لما تتضمنه من توجيهات وقواعد تقع على عاتق طالب الرخصة،
وبالرغم من اعتبارها وسيلة فعالة للتدخل في المجال الحضري إال أنها في الواقع تصطدم بعدة
معوقات بداية بالتعديالت القانونية التي تضعف من فعاليتها وان الواقع يظهر عدم المباالة وخرق
النصوص القانونية المتعلقة بالعمران نتيجة نقص الثقافة العمرانية لدى المجتمع الجزائري الذي
يسعى بشتى الوسائل والطرق من أجل توفير سكنى لعائلته ولو يخرق القانون والنسيج العمراني
للمنطقة ونظ ار لهذه النقائص التي استنتجها من خالل دراسة موضوع التهيئة العمرانية في الجزائر
توصلت إلى اقتراح عدة توصيات لسد النقائص من بينها:
-إعادة النظر في سياسة المدينة والمدن الجديدة ذلك ألن عالج تسيير المدن ومشاكلها ال يمكن
تجزئته عن سياسة تهيئة اإلقليم والتعمير فحان الوقت لوضع سياسة للمدينة من أجل التحكم
والتنظيم المتناسق للتعمير.
91
خ ـ ـ ـ ــاتمة
-تفعيل دور المجتمع المدني ألن التنمية المستدامة ال يمكن أن تتحقق بدون تخطيط وتنفيذ
تشترك فيه الدولة والمجتمع المدني سعيا منهما على الحفاظ على البيئة العمرانية وتطوير وعي
لرقابة النسيج العمراني من كل التجاوزات.
-االهتمام بالجانب التحسيسي من طرف كل الهيئات الفاعلة في المجتمع لدعم جهود اإلدارة
وذلك من خالل القيام بحمالت تحسيسية بضرورة احترام قواعد التعمير.
92
قائمة المراجع
ق ـ ـ ـ ـائـمـة المـراجع
أوال-باللغة العربية
-Iالكتب
.1أحمد مرجان ،تراخيص أعمال البناء والهدم بين تشريعات البناء واألوامر العسكرية والق اررات
الو ازرية وأحدث أحكام القضاء ،دار النهضة العربية ،مصر ،د.س.ن.
.2إقلولي /ولد رابح صافية ،قانون العمران الجزائري '' ،أهداف حضرية ووسائل قانونية '' ،دار
هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر.4102 ،
.3بوستة إيمان ،النظام القانوني للترقية العقارية (:دراسة تحليلية) ،دار الهدى للطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر.4100،
.4حمدي باشا عمر ،نقل الملكية العقارية ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر.4111 ،
،____________ .5مجمع النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالعقار ،دار هومه
للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر.4110 ،
.6سماعين شامة ،النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري ،دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع،
الجزائر.4112 ،
،____________ .7النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري ،دراسة وصفية وتحليلية ،دار
هومه للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر.4112 ،
.8منصوري نورة ،قواعد التهيئة والتعمير وفق التشريع ،دار الهدى ،الجزائر.4101 ،
93
ق ـ ـ ـ ـائـمـة المـراجع
.3ميدني شايب ذراع ،واقع سياسة التهيئة العمرانية في ضوء التنمية المستدامة ،مدنية بسكرة
نموذجا ،رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في علم االجتماع ،تخصص بيئة ،كلية العلوم اإلنسانية
واالجتماعية ،قسم العلوم االجتماعية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة.4102 ،
.4وناس يحي ،اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر ،رسالة لنيل درجة الدكتوراه في القانون
العام ،كلية الحقوق ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان.4112 ،
ب-مذكرات الماجستير
.1أبرباش زهرة ،دور البلدية في ميدان التهيئة والتعمير ،مذكرة لنيل درجة الماجستير في الحقوق،
فرع اإلدارة والمالية ،كلية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر.4100 ،
.2األمين لكحل ،الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص في الجزائر -دراسة حالة شركة
المياه والتطهير لوهران -مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم
التسيير ،فرع العلوم االقتصادية ،جامعة تلمسان.4102،
.3رحماني فائزة ،تمويل الترقية العقارية الخاصة في مجال السكن ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير،
تخصص إدارة ومالية ،كلية الحقوق ،جامعة الج ازئر.4112،
.4الصادق بن عزة ،دور اإلدارة في مجال تطبيق أحكام العمران في التشريع الجزائري ،مذكرة
مكملة لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية واإلدارية ،تخصص قانون إداري وادارة عامة،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة.4104 ،
.5عبد العزيز عقاقبة ،تسيير السياسة العمرانية في الجزائر-مدينة باتنة نموذجا -مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في العلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة.4101 ،
.6غواس حسينة ،اآلليات القانونية لتسيير العمران ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون
العام ،فرع اإلدارة العامة ،القانون وتسيير اإلقليم ،كلية الحقوق ،جامعة منتوري قسنطينة.4104 ،
.7كريمة كثاف ،مفهوم المدن الجديدة من خالل قانون ،10/14مذكرة لنيل شهادة الماجيستير
في فرع االدارة العامة،كلية الحقوق جامعة قسنطينة. 4102 ،
94
ق ـ ـ ـ ـائـمـة المـراجع
.8لعويجي عبد اهلل ،ق اررات التهيئة والتعمير في التشريع الجزائري ،شهادة لنيل شهادة الماجستير
في العلوم القانونية ،تخصص قانون إداري وادارة عامة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
الحاج لخضر ،باتنة.4104 ،
.9ليليا حفيظي ،المدن الجديدة ومشكلة اإلسكـ ـ ـ ـان الحضـ ـ ـ ـري-دراسة ميدانية بالوحدة الجـ ـ ـوارية
رقم 12المدينة الجديدة"علي منجلي" -مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في علم االجتماع الحضري،
كلية العلوم االنسانية والعلوم االجتماعية ،جامعة منتوري ،قسنطينة.4112 ،
.11مخالدي عبد القادر ،القرض العقاري في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماجيستير،
قسم القانون الخاص ،تخصص القانون العقاري والزراعي ،كلية الحقوق ،جامعة سعد دحلب،
البليدة.4112 ،
.11مدور يحي ،التعمير وآليات استهالك العقار الحضري في المدنية الجزائرية ،حالة مدنية
ورقلة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية والعمران ،تخصص المدنية والمجتمع
والتنمية المستدامة ،كلية الهندسة المدنية الري والهندسة المعمارية ،قسم الهندسة المعمارية ،جامعة
الحاج لخضر ،باتنة.4104 ،
95
ق ـ ـ ـ ـائـمـة المـراجع
.4دفالوي سمراء ،مسلم جميلة ،النظام القانوني للقرض العقاري( في التشريع الجزائري) ،مذكرة
لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،شعبة قانون األعمال ،تخصص القانون العقاري ،كلية الحقوق
جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية.4104 ،
.5طايلب سامية ،الضبط العمراني في مجال رخص التعمير ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر
في الحقوق ،فرع القانون العام ،تخصص الجماعات المحلية والهيئات اإلقليمية ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،قسم القانون العام ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية.4102 ،
.6فؤاد بن حميمي ،المدينة المستدامة في ظل القانون 10/10المتضمن القانون التوجيهي للمدينة
والقانون 10/14المتعلق بإنشاء المدن الجديدة وتهيئتها ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة بجاية.4100 ،
.7كريمة العيفاوي ،خرف اهلل سليمة ،المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم " أداة لتهيئة اإلقليم وتنميته
المستدامة" ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،تخصص قانون الجماعات المحلية والهيئات
االقليمية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم القانون العام ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية،
.4102
.8مقليد سعاد ،ق اررات التهيئة والتعمير في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في
الحقوق ،تخصص قانون إداري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
.4102
-IIIالمقاالت
.0بوريس زيدان '' ،عالقة التوثيق بالنشاط العمراني '' ،مجلة الموثق ،العدد العاشر،4111 ،
ص ص (.)40 -01
.4بوزغاية باية " ،المخططات العمرانية كأحد عوامل توسع المجال الحضري من أجل تحقيق
نموذجا ،-مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،العدد ،02
ً التنمية المستدامة " – مدينة بسكرة
،4102ص .20
96
ق ـ ـ ـ ـائـمـة المـراجع
.2جميلة دوار " ،المدن الجديدة في التشريع الجزائري" ،المجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية،
عدد، 4104 ، 4ص ص()202-201
.2ماجي منصور '' ،أدوات التهيئة والتعمير كوسيلة للتخطيط العمراني في التشريع الجزائري''،
مجلة البحوث والدراسات العلمية" ،عدد 10صادر في ،4112ص 02
.5نتاح بن داود ،دور المدن الجديدة في هيكلة المجال بالمناطق الساحلية ،الهضابية،
على منشور مقال بوغزول، الجديدة المدينة العليا، الهضاب خيار والصحراوية
الموقع]https://www-ijpusd-ewdr.org/259] ،تم اإلطالع عليه بتاريخ 14ماي .4100
-IVالملتقيات
-عبد اهلل لعويجي"،الرقابة العمرانية القبلية ودورها في الحفاظ على البيئة والحد من البناء
الفوضوي ،مداخلة قدمت ضمن أعمال الملتقى الوطني حول اشكاالت العقار وأثارها على التنمية
في الجزائر ،منشورة في مجلة الحقوق والحريات،عدد تجريبي(مخبر الحقوق والحريات واألنظمة
االقتصادية) ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،أيام 00-02فيفري .4102
-Vالنصوص القانونية
أ -النصوص التشريعية
األمر رقم 40-22الصادر بتاريخ 0222/14/41المتضمن تكوين االحتياطات العقارية .0
للبلديات ،ج ر ،رقم 02لسنة 0222ملغى بموجب القانون رقم ، 42-21مؤرخ في 00نوفمبر
،0221يتضمن التوجيه العقاري ،ج ر عدد ،02الصادرة في 12مارس .0222
برخصة البناء و رخصة .4األمر رقم ، 02-22مؤرخ في 42سبتمبر ، 0222يتضمن
األراضي ألجل البناء ،ج ر عدد ،02الصادرة في سبتمبر ،0222الملغى بالقانون رقم ،14-04
مؤرخ في 10فيفري ،0204ج ر عدد ،10الصادرة في فيفري .0204
.2األمر رقم ،10-02مؤرخ في 02أوت ، 0202يحدد انتقاليا قواعد شغل األراضي قصد
المحافظة عليها و حمايتها ،ج ر عدد ،22الصادرة في أوت .0202
97
ق ـ ـ ـ ـائـمـة المـراجع
.2األمر رقم ، 20-22مؤرخ 40سبتمبر سنة ،0222يتضمن القانون المدني ،ج ر عدد20
لسنة ،0222المعدل والمتمم ،ج ر ،عدد 20لسنة .0222
.2أمر رقم ،12-22مؤرخ في 20ديسمبر ،0222يتضمن قانون المالية لسنة ،0222ج ر،
عدد ،02صادرة في 20ديسمبر .0222
.0األمر رقم ، 12-10مؤرخ في 41أوت ،4110يتعلق بتطوير االستثمار ،ج ر ،عدد،22
صادر في 44أوت ( 4110ملغى).
.2أمر رقم ، 00-12مؤرخ في 40أوت سنة ، 4112يتعلق بالنقد والقرض ،ج ر ،عدد، 24
لسنة ،4112المعدل والمتمم ،بموجب األمر رقم ، 10-12مؤرخ في 44جويلية ،4112
يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة 4112ج ر عدد ،22الصادرة في 40جويلية ، 4112
المعدل و متمم بموجب األمر رقم ،12-01مؤرخ في 40أوت ، 4101يتعلق بالنقد و القرض
،ج ر ،عدد ،21الصادرة في 10سبتمبر . 4101
.0قانون رقم ،14-04مؤرخ في 10فيفري 0204المعدل والمتمم ،والمتعلق برخصة البناء
ورخصة تجزئة األراضي للبناء ،ج ر ،عدد ،10لسنة .0204
.2قانون رقم ،10-02مؤرخ في 04نوفمبر ،0202يتضمن الموافقة على األمر ،10-02ج
ر ،عدد ،42الصادرة في نوفمبر .0202
.01قانون رقم ، 12-02مؤرخ في 42جانفي 0202المتعلق بالتهيئة العمرانية ،ج ر ،عدد 12
الملغى بموجب قانون ، 42-21مؤرخ في 10ديسمبر ،0221المتعلق بالتهيئة و التعمير ،ج ر
عدد 42صادر في 14ديسمبر.0221
.00قانون رقم ، 42-21مؤرخ في 00نوفمبر ،0221المتعلق بقانون التوجيه العقاري ،ج ر ،رقم
،22لسنة .0221
.04قانون رقم ،42-21مؤرخ في 10ديسمبر ،0221المتعلق بالتهيئة والتعمير ،ج ر ،عدد
،42صادر في 14ديسمبر ،0221معدل ومتمم بالقانون رقم ،12-12مؤرخ في 12أوت
،4112ج ر ،عدد ،20صادر في 02أوت .4112
98
ق ـ ـ ـ ـائـمـة المـراجع
.02قانون رقم ،14-22مؤرخ في 20ديسمبر ،0222يتضمن قانون المالية سنة ،0220ج ر،
عدد ،02صادرة في20ديسمبر.0222
.02قانون ، 41-10مؤرخ في 04ديسمبر ،4110المتعلق بالتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة ج
ر ،عدد 22لسنة .4110
.02القانون رقم ،10-14مؤرخ في 10ماي ، 4114يتعلق بشروط إنشاء المدن الجديدة،
وتهيئتها ،ج ر ،عدد 22صادر في 02ماي .4114
.00قانون رقم ،44-12مؤرخ في 40ديسمبر ،4112يتضمن قانون المالية لسنة ،4112ج ر،
عدد ،02صادرة في 42ديسمبر.4112
.02قانون رقم ، 12-12مؤرخ في 02أوت ،4112يعدل ويتمم القانون رقم 42-21المؤرخ
في 10ديسمبر ،0221والمتعلق بالتهيئة والتعمير ،ج ر ،عدد ،20الصادر في 02أوت
.4112
.00قانون رقم ،41-12مؤرخ في 42ديسمبر ،4112يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى
والتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة ،ج ر ،عدد ،02صادرة في 42ديسمبر .4112
.02قانون رقم ،10-10مؤرخ في 41فيفري ،4110تتضمن القانون التوجيهي للمدينة ،ج ر،
عدد ،02صادرة في 04مارس. 4110
.41قانون رقم ،10-12مؤرخ في 02ماي ،4112المتعلق بتسيير المساحات الخضراء ،ج ر،
عدد ،20لسنة .4112
يحدد قواعد مطابقة البنايات واتمام إنجازها،
.40قانون رقم ، 02-10مؤرخ في 41يوليو ّ 4110
ج ر ،عدد ،22الصادرة في 12أوت .4110
.44القانون رقم ،14-01مؤرخ في42جوان ،4101يتضمن المصادقة على المخطط الوطني
لتهيئة اإلقليم ،ج ر ،عدد ،00صادرة في 40أكتوبر.4110
.42قانون رقم ،12-00مؤرخ 02فبراير سنة 4100يحدد القواعد التي تنظم نشاط الترقية
العقارية ،ج ر ،عدد 02لسنة.4100
99
ق ـ ـ ـ ـائـمـة المـراجع
.42قانون البلدية رقم ،01-00مؤرخ في 44يوليو ،4100يتعلق بالبلدية ،ج ر ،عدد ،22
صادر في 12جوان .4110
.42قانون رقم ،10-02مؤرخ في 21ديسمبر ،4102المتعلق بقانون المالية ،4102ج ر،
عدد ،00لسنة .4102
100
ق ـ ـ ـ ـائـمـة المـراجع
-VIالتعليمات
تعليمة رقم /102أ و خ/و س ع 4102 /الصادرة عن وزير السكن والعمران ،الموجهة إلى -
السادة الوالة ،في 02جانفي.4102
101
ق ـ ـ ـ ـائـمـة المـراجع
المواقع اإللكترونية-VII
تم اإلطالع عليهwww.digiurbs.blogspot.com أنظر الموقع،مدونة العمران في الجزائر -
.4100/12/10 بتاريخ
باللغة الفرنسية-ثانيا
Ouvrages
102
فـهـ ـ ـ ـ ـرس
ف ـ ـ ـ ـ ـه ـ ـ ـ ـ ـ ـرس
الشكر
اإلهداء
ق ـ ـ ـائمة املختص ـ ـ ـرات
مقدمة01 .....................................................................................
الفصل األول :أدوات التهيئة العمرانية يف ازجاائر04 ................................................
املبحث األول :ماهية التهيئة العمرانية05 ........................................................
املطلب األول :مفهوم التهيئة العمرانية05 ........................................................
الفرع األول :تعريف التهيئة العمرانية وحتديد املصطلحات املشاهبة هلا05 .............................
ّأولا-تعريف التهيئة العمرانية05 .................................................................
ثانيا -حتديد املصطلحات املشاهبة هلا06 .........................................................
)1التهيئة والتعمري06 ..........................................................................
)2التهيئة اإلقليمية19 .........................................................................
)3التوسع العمراين19 .........................................................................
)4التسيري والتخطيط احلضري08 ............................................................. .
16 الفرع الثاين :أهداف التهيئة العمرانية ووسائلها..................................................
09 أولا-أهداف التهيئة العمرانية.................................................................
10 ثانياا -وسائل التهيئة العمرانية.................................................................
11 تطور التهيئة العمرانية يف ازجاائر...........................................
املطلب الثاين :مراحل ّ
األول :التهيئة والتعمري ما قبل الستقالل11 .................................................
الفرع ّ
الفرع الثاين :التهيئة والتعمري بعد الستقالل11 ....................................................
ّأولا-املرحلة األوىل :متتد من 1692إىل 11 .............................................1696
ثانياا -املرحلة الثانية متتد من 1691إىل 1661ظهور سياسة عمرانية لكن بدون وسائل
لتجسيدها13 ................................................................................
15 ثالثاا -املرحلة الثالثة.......................................................................
رابعا-املرحلة الرابعة :متتد من 2111إىل يومنا هذا16 .............................................
17 املبحث الثاين :األدوات األساسية لتطبيق سياسة التهيئة العمرانية …........................
17 األول :أدوات التهيئة العمرانية والتعمري..............................................
املطلب ّ
18 األول :املخطط التوجيهي للتهيئة والتعمري.............................................
الفرع ّ
103
ف ـ ـ ـ ـ ـه ـ ـ ـ ـ ـ ـرس
104
ف ـ ـ ـ ـ ـه ـ ـ ـ ـ ـ ـرس
105
ف ـ ـ ـ ـ ـه ـ ـ ـ ـ ـ ـرس
62 املبحث الثاين :سياسة املدن ازجديدة كآلية ملواكبة التوسع العمراين السريع..........................
62 املطلب األول :مفهوم املدن ازجديدة...........................................................
63 الفرع األول :نشأة فكرة املدن ازجديدة.........................................................
65 ثانيا -أهداف املدن ازجديدة.................................................................
-/1اهلدف القتصادي65 .....................................................................
-/2اهلدف السياسي65 .......................................................................
-/3هدف التنظيم العمراين66 .................................................................
66 الفرع الثاين :العرتاف الفعلي باملدن ازجديدة يف ظل القانون رقم ........................19-12
66 أول -الشروط املرتبطة بإنشاء املدن ازجديدة....................................................
70 ثانيا -القيود الواردة على إنشاء املدن ازجديدة..................................................
72 املطلب الثاين :اآلليات القانونية املتدخلة يف تنفيذ سياسة املدينة احلديثة...........................
الفرع األول :أدوات جتسيد املدينة ازجديدة72 .....................................................
أول -خمططات هتيئة اإلقليم كآلية لتهيئة املدن ازجديدة72 ..........................................
-/1املخططات كأداة لتطبيق القواعد التوجيهية للمدينة ازجديدة73 ................................
-/2خمططات التهيئة والتنمية احمللية75 ..........................................................
ثانيا -األدوات العقدية77 ......................................................................
-/1عقود تنمية اإلقليم77 ....................................................................
-/2عقود تطوير املدينة 77 ...................................................................
-/3عقود الشراكة بني القطاع العام والقطاع اخلاص78 ............................................
ثالثا -األدوات املالية78 ........................................................................
-/1التدابري املالية التحفياية78 .................................................................
-/2التدابري املالية الردعية79 ...................................................................
-/3مصادر التمويل80 .......................................................................
رابعا -األدوات التقنية82 ......................................................................
-/1الدراسات التقنية املتعلقة حبماية البيئة82 ....................................................
-/2الدراسات املتعلقة بالتهيئة اإلقليمية83 .....................................................
الفرع الثاين :األجهاة املتدخلة واملسامهة يف تطبيق املدينة ازجديدة84 .................................
أول -األجهاة املركاية84 ........................................................................
106
ف ـ ـ ـ ـ ـه ـ ـ ـ ـ ـ ـرس
/1الدولة85 .................................................................................
-/2وزارة السكن والعمران واملدينة85 ...........................................................
-/3وزارة هتيئة اإلقليم والبيئة سابقا86 ..........................................................
-/4وزارة التهيئة العمرانية والسياحة86 ..........................................................
-/5املرصد الوطين للمدينة87 ..................................................................
ثانيا -األجهاة األخرى87 ......................................................................
-/1ازجماعات اإلقليمية87 ....................................................................
-/2القطاع اخلاص89 ........................................................................
-/3ازجمعيات املدنية احمللية90 .................................................................
خامتة91 .....................................................................................
قائمة املراجع 93 .............................................................................
103 الفهرس...................................................................................
ملخص
107
ملخص
تعد التهيئة العمرانية أحد الموضوعات الهامة والمعاصرة التي حازت أعجاب العديد من الدول
حيث تع ّد العمود الفقري لمعالجة األزمات واالختالالت،خاصة الجزائر وهذا نظرا لدورها الكبير
.الحضرية للبالد
أول قانون وضع حجر األساس90-90 المعدل والمتمم بموجب القانون90-09 يعتبر قانون
.لتسير اقتصادي لألراضي من خالل محاولة إيجاد إطار قانوني لتنظيم ولتحكم في العمران
لقد عمد المشرع الجزائري تبني نظامين ألجل دراسة وتطبيق سياسة التهيئة العمرانية أحدهما
وقائي يتمثل في إخضاع النشاط العمراني للرقابة المسبقة مجسدا آليات لرقابة النشاط العمراني التي
تشمل الرخص وشهادات التعمير أما الثاني ردعي عقابي الذي يكرّس على أساس ممارسة الهيئات
.اإلدارية والقضائية الرقابة البعدية من أجل معاينة مدى احترام المشاريع المنجزة لألحكام القانونية
نظرا ألهمية هذا الموضوع،وفي األخير فإ ّن سياسة التهيئة العمرانية ينظر إليها من زاوية حساسة
وفي الجزائر تعتبر هذه السياسة بحاجة لدراسة أكثر لبلوغ الغاية واألهداف المسطرة ولتفادي
.الوضعيات الالقانونية وكثرة المشاكل المتعلقة بالعمران ومن أجل تنظيم مجالي تكاملي ومستديم
Résumé
L’urbanisme est considéré comme l’un des thèmes importants et contemporains
qui a gagné l’admiration de plusieurs pays, en particulier l’Algérie, et ce pour son
rôle essentiel qui fait face aux crises et aux déséquilibres urbains du pays.
La loi 29-90 modifiée et complétée conformément à la loi 04-05,la première à
avoir instauré la politique de la gestion du développement urbain cherchant à trouver
un cadre légal pour l’organiser, la maitriser et la réglementer.
Le législateur Algérien a adopté deux systèmes pour étudier et appliquer la
politique du développement urbain. L'un d'eux est préventif ; qui consiste à soumettre
l’activité au contrôle préalable en incarnant des mécanismes de contrôle incluant des
autorisations et des attestations d’urbanisme. Le deuxième système est dissuasif et
punitif qui se base sur l’application des organes administratifs et le contrôle
juridique afin de pré visualiser le respect des projets achevés dans les normes.
En dernier, nous pouvons constater que cette politique est regardée d’un angle
très sensible vu son importance .En Algérie cette politique a besoin d’être examinée
en profondeur pour atteindre les objectifs tracés afin d’éviter les positions non
juridiques et les problèmes fréquents liés à la construction et à réglementer les
domaines de l'intégration durable.