Professional Documents
Culture Documents
السياسية
كلية الحقوق والعلوم ّ
ّ
قسم الحقوق
الوطنية
ّ قانون األمالك
السنة األولى ماستر
الفئة المستهدفة :طلبة ّ
تخصص :قانون عام
السنة الجامعيّة
ّ
2020-2021
مقدمة
ّ
1
ُّ
يحتل مكاناً بارزاً في الدراسات القانونية ،ال سيما في العصر أن موضوع األمالك الوطنية ب في ّ ال َر ْي َ
وأولويةً
ّ أهميةً
ب ك ّل نشاط إداري .لذلكَْ ،أولَتْهُ التشريعات الداخلية لسائر الدول ّ
صَالحديث ،لكون هذه األخيرة تش ّكل َع َ
خاصةً.
ّ
ظم
ثم تغيرت من بعد ذلك المفاهيم واألسس المتعلقة باألمالك العمومية بصدور ّأول قانون للدولة الجزائرية ين ّ
ّ
هذا المجال ،ويتعلّق األمر بالقانون رقم 16-84 :المؤرخ في 03جوان 1984المتضمن قانون األمالك
1
َّد مفهوم الملكية الوطنية معتمداً في ذلك مفهوما واحدا ،دون التمييز بين األمالك الوطنية
الوطنية )الملغى( ،والذي وح َ
العامة واألمالك الوطنية الخاصة.
المؤرخ في 30جوان 1984المتعلّق باألمالك الوطنية) ،ج.ر.ج.ج .رقم 27 :الصادرة بتاريخ 3 :جويليه
ّ قانون رقم16-84 : 1
.(1984
المحور األول:
األساسية.
ّ بدء بتعريف الملكية الوطنية .ووصوالً إلى تحديد خصائصها
نتناول في هذا الجزء ،عنصرين أساسيينً ،
تعتبر الملكية العامة إحدى أصناف الملكية ،وهي وسيلة مادية تكتسبها الدولة ممثلة في اإلدارة لتحقيق المنفعة العامة
وخدمة المواطنين .وقد أثار تحديد تعريف دقيق للملكية العامة (أو ما يطلق عليه حاليا في الجزائر بالملكية الوطنية)
جدال فقهيا حادا.
الملكية العامة فقها :عموما ،طرح الفقه الفرنسي عدة معايير لمحاولة التعريف بالملكية العامة وتمييزها عن أ-
الملكية الخاصة ،وكان أول هذه المعايير هو معيار طبيعة المال ،وتاله معيار تخصيص المال لخدمة مرفق عام،
وأخيرا معيار تخصيص المال للمنفعة العامة.
المعيار األول :معيار طبيعة المال كأساس للتمييز بين الملكية العامة والملكية الخاصة (الفردية) :يقوم هذا المعيار
على أساس طبيعة المال ،فإذا كان هذا األخير غير قابل بحد ذاته للملكية الخاصة ،ويخضع لقواعد استثنائية
ومتميزة عن قواعد القانون الخاص ،يكون ماال عاما .ويستند أنصار هذا االتجاه لألحكام الواردة بالمادة 38من
القانون المدني الفرنسي ،والتي نصت على أنه " :يعتبر من توابع الدومين العام الطرق والشوارع ،وبصفة عامة،
جميع أجزاء اإلقليم الفرنسي التي ال تقبل أن تكون ملكية خاصة" .فاألموال المخصصة لالستعمال المباشر للجمهور
تعد بطبيعتها أمواال عامة.
وتعرض هذا المعيار لعدة انتقادات ،نلخصها في النقاط التالية:
ضيق هذا المعيار من نطاق األمالك العامة ،وأخرج الكثير من األموال التي هي بطبيعتها تخرج عن الملكية
ّ -
الخاصة ،مثل :األموال المنقولة.
انطلق هذا المعيار من فكرة قانونية خاطئة ،فالمال ال ُيملّك ملكية خاصة إالّ إذا ما تم تصنيفه كملكية عامة ،وفيما -
عدا ذلك جميع األموال مهما كانت طبيعتها قابلة للتملك الفردي.
المعيار الثاني :معيار تخصيص المال للمرفق العام كأساس للتمييز بين الملكية العامة والملكية الخاصة :يربط
أنصار هذا المعيار بين صفة الملكية العامة وخدمة المرفق العام؛ حيث تطلق تسمية ووصف الملكية العامة على
األموال (الممتلكات) المخصصة لخدمة المرفق العام كوسائل إلدارته من دونها يعطل المرفق بصورة كلية .وتزعم
هذا االتجاه أنصار مدرسة المرفق العام (دوجي ،جاز ،بونار).
تعرض هذا المعيار لعدة انتقادات ،من بينها:
4
اعتمد هذا المعيار مفهوما واسعا للملكية العامة من حيث أنه يدخل جميع األموال المخصصة لخدمة المرفق العام -
سواء أ كانت ذا قيمة أو كانت أشياء تافهة كأدوات المكاتب واألقالم واألوراق ...وغيرها ،ضمن نطاق الملكية
العامة.
كما أن هذا المعيار استثنى من مفهوم الملكية العامة الكثير من األموال المخصصة لخدمة الجمهور فعالً ،فقط -
ألنها ليست موضوعة في خدمة أحد المرافق العامة.
المعيار الثالث :معيار تخصيص المال للمنفعة العامة كأساس للتمييز بين الملكية العامة والملكية الخاصة :يؤسس
أنصار هذا االتجاه رأيهم على معيار تخصيص المال لتحقيق منفعة عامة؛ حيث تعتبر الملكية عامة طالما
خصصت لتحقيق المنفعة العامة ،سواء استعملت بشكل مباشر من قبل الجمهور أو بواسطة تخصيصه لخدمة مرفق
عمومي ،وسواء كان المال المخصص عقارا أم منقوال.
واشترط بذلك الفقيه (هوريو) أن يكون التخصيص للمنفعة العامة بقرار من اإلدارة .كما اعتبر الفقيه (فالين) بأن
المال الذي نضفي عليه صفة العمومية يجب أن يكون الزما وضروريا لعمل المرفق ولتسييره بصورة منتظمة
وفعالة ،ويعد هذا المعيار معيارا مركبا يجمع في آن واحد بين التخصيص لالستعمال المباشر للجمهور
والتخصيص للمرفق العام.
لنص المادة 688من القانون المدني الجزائري (األمر رقم 58-75 :المعدل) ،نجدها تعرف الملكية العامة
باإلحالة ّ
نص قانوني لمصلحة عامة بالنص على ّأنه تعتبر أمواال للدولة العقارات والمنقوالت التي تخصص بالفعل أو بمقتضى ّ
ّ
لمؤسسة عمومية أو لهيئة ذات طابع إداري.
ّ أو إلدارة أو
ومنه ،يقصد باألمالك العامة في التشريع الجزائري األموال العقارية والمنقولة التي تملكها الدولة والمؤسسات العامة.
والمالحظ على نص المادة ،688هو أن نصها باللغة العربية يستعمل مصطلح (التخصيص لمصلحة عامة) في حين
أن نصها الفرنسي يستعمل مصطلح (التخصيص لالستعمال العام أو الجماعي) ( ،)Usage Collectifومنه ،وجب
تصحيح النص العربي باستخدام عبارة (استعمال عام) بدل (مصلحة عامة).
كما استخدم المشرع الجزائري مصطلح األمالك الوطنية ( )Biens Nationauxبدال من مصطلح األمالك العامة (
) Biens Publicsذلك بقصد التوحيد بين مشتمالت أمالك الدولة بصنفيها أمالك الدولة العمومية ( Biens
) Domaniaux Publicsوأمالك الدولة الخاصة ( .) Biens Domaniaux Privés
أيضاً ،استخدم المشرع الجزائري مصطلح المجموعة الوطنية ( ) Collectivité nationaleلتوحيد ملكية الدولة
أن األمالك الوطنية يحددها القانون .وتتكون من
والوالية والبلدية؛ إذ تنص المادة 18من دستور ( 1989المعدل) على ّ
األمالك العمومية والخاصة التي يملكها كل من الدولة والوالية والبلدية).
5
في الحقيقة ،لم يعرف المؤسس الدستوري الجزائري الملكية الوطنية بصنفيها ،واكتفى بتحديد المبادئ العامة للملكية
الوطنية ،من هو مالكها؟ كيف يمكن تصنيفها؟ وكيف يتم تسييرها؟ مع التأكيد على واجب حمايتها في المادة 66منه.
وتكريسا لألحكام الدستورية نصت المادة 12من قانون األمالك الوطنية رقم 30-90 :على أنه " :تتكون األمالك
الوطنية العمومية من الحقوق واألمالك المنقولة والعقارية التي يستعملها الجميع والموضوعة تحت تصرف الجمهور
المستعمل إما مباشرة وإ ما بواسطة مرفق عام ،شريطة أن تكيف في هذه الحالة ،بحكم طبيعتها أو تهيئتها الخاصة
تكييفا مطلقا أو أساسيا مع الهدف الخاص بهذا المرفق .وكذا ،األمالك التي تعتبر من قبيل الملكية العمومية بمفهوم
المادة 17من الدستور".
وفقا لهذا النص ،تعتبر أمالكا وطنية عمومية األموال المخصصة الستعمال الجمهور مباشرة أو عن طريق مرفق عام.
أما األمالك الوطنية الخاصة ،فهي تخرج عن هذا التعريف .وعرفها المشرع الجزائري في المادة /03فقرة 02من
قانون األمالك الوطنية رقم( 14-08 :المعدل للقانون رقم )30-90 :بالنص على ما يلي ..." :أما األمالك الوطنية
األخرى غير المصنفة ضمن األمالك العمومية ،والتي تؤدي وظيفة امتالكية ومالية فتمثل األمالك الوطنية الخاصة".
يستخلص من نص المادة أعاله ،أنه يستوجب أمرين اثنين لتحديد األمالك الوطنية الخاصة ،وهما:
األمالك الوطنية الخاصة هي تلك األمالك الوطنية غير المصنفة قانونيا ضمن األمالك الوطنية العمومية. -
األمالك الوطنية الخاصة هي أموال الدولة التي يمكن أن تكون محل ملكية خاصة ،ولها وظيفة مالية .فيكون للدولة -
ولألشخاص المعنوية العامة الحق في استغاللها أو التصرف فيها كتصرف األفراد في أموالهم الخاصة ،وهي
تخضع بوجه عام ألحكام القانون الخاص.
بعد عرض مختلف اآلراء الفقهية والمواقف القانونية بشأن تعريف الملكية العامة ،يمكن تلخيص خصائص الملكية
العامة ،والتي تميزها عن الملكية الفردية ،في العناصر التالية:
أن يكون المال مملوكا للدولة أو أي شخص أخر من أشخاص القانون العام :وقد حدد المشرع الجزائري األمالك أ-
العامة بمجموعة الحقوق واألمالك المنقولة والعقارية التي تمتلكها المجموعة الوطنية-الدولة والوالية والبلدية-
والمخصصة الستعمال الجمهور مباشرة أو بواسطة مرفق عام).
من هنا ،يخرج عن نطاق الملكية العامة األموال المملوكة لألفراد أو لألشخاص المعنوية الخاصة.
أن يكون المال مخصصا للمنفعة العامة :أي أن يكون هذا المال موضوعا تحت تصرف الجمهور مباشرة أو ب-
بواسطة مرفق عمومي ،بأن يتم تخصيصه بنص قانوني أو تنظيمي أو بحكم طبيعته (كالبحار ،الشواطئ
والصحاري .)...
6
ويخرج عن وصف الملكية العامة المال المملوك لشخص من أشخاص القانون العام غير المخصص للنفع العام،
وكذلك ،المال المخصص للنفع العام غير المملوك لشخص عام ،مثل :أموال الشركات والبنوك الخاصة.
ج -ترتبط نظرية األمالك العامة بالعديد من النظريات المؤسسة في القانون اإلداري ،كنظرية القرار اإلداري نظرية
العقد اإلداري ،نظرية الضبط اإلداري ونظرية نزع الملكية للمنفعة العامة.
د -األمالك الوطنية العامة غير قابلة للتصرف وال التقادم وال الحجز عليها ،وهي خاصية حصرية على األمالك
الوطنية العمومية دون األمالك الوطنية الخاصة التي تقبل التصرف فيها واكتسابها بالتقادم والحجز عليها ،كقاعدة عامة
(المادة 04قانون رقم .)30 -90 :وكذلك ،المادة /12ف 02 .من القانون رقم 30-90 :التي جاء بها " :ال يمكن أن
تكون األمالك الوطنية العمومية موضوع تمليك خاص أو موضوع حقوق تمليكية".
نصين أساسيين حول مفهوم األمالك الوطنية ،ويتعلق األمر بالمادتين 17و
تضمن دستور 23فيفري ّ 1989 ّ
18منه .1على التّوالي:
المادة : 17الملكية العامة هي ملك المجموعة الوطنية ،تشمل باطن األرض ،والمناجم والمقالع ،والموارد
الطبيعية للطاقة ،والثروات المعدنية ،الطبيعة والسطحية ،في مختلف مناطق األمالك الوطنية البحرية ،والمياه
والغابات.
كما تشمل النقل بالسكك الحديدية ،والنقل البحري والجوي ،والبريد والمواصالت السلكية والالسلكية ،وأمالكا
أخرى محددة في القانون.
المادة : 18األمالك الوطنية يحددها القانون ،وتتكون من األمالك العمومية والخاصة التي تملكها كل من
الدولة والوالية والبلدية.
نصت على ّأنه " :تضمن الدولة االستعمال الرشيد للموارد الطبيعية والحفاظ عليها لصالح األجيال
المادة 19دستور ،2016والتي ّ
القادمة.
7
يتم تسيير األمالك الوطنية طبقا للقانون.
نصي هاتين المادتين ،يمكن استخالص أن مفهوم الملكية العمومية في القانون الجزائريّ من خالل استقراء
يمتد ليشمل ك ّل من الممتلكات ،وكذا ،الحقوق العقارية والمنقولة التي تسند تبعيتها للدولة كشخص معنوي أو للوالية أو
الوطنية العمومية واألمالك
ّ لنميز من جهة بين األمالك
البلدية –المجموعة الوطنية-وهي تأخذ تصنيفات مختلفةّ ،
الطبيعية واألمالك االصطناعية.
ّ العمومية الخاصة .ومن جهة أخرى ،بين األمالك
ّ
.1.1تعريفها :باإلحالة ألحكام الفقه والقضاء الفرنسيين ،فإن األمالك العمومية تشتمل على مجموع األموال واألشياء
الموضوعة تحت تصرف المواطنين بصفة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق المرافق العمومية.
يعرف المؤسس الدستوري الجزائري الملكية الوطنية العمومية ،واكتفى بتحديد صاحب الملكية،من جهته ،لم ّ
وتقسيماتها .وعرفتها المادة 02من قانون األمالك الوطنية رقم 30-90لعام ،1990المعدلة بالمادة 06من القانون
رقم 14-08 :لعام ،2008بكونها " :مجموع الممتلكات والحقوق العينية المنقولة والعقارية التي تحوزها الدولة
وجماعاتها المحلية".
المادة 02من قانون األمالك الوطنية رقم" :130-90 :عمال بالمادتين 17و 18من الدستور تشمل األمالك
الوطنية على مجموع األمالك والحقوق المنقولة والعقارية التي تحوزها الدولة وجماعاتها اإلقليمية في شكل
ملكية عامة أو خاصة ،تتكون هذه األمالك من:
عدلت هذه المادة في ظل قانون األمالك الوطنية رقم 14-08 :حيث تم حذف عبارة "عمال" بالمادتين 17و 18من الدستور" ،وهو تعديل 1
ال يمس بجوهر المادة أو بمفهوم األمالك الوطنية من وجهة نظر قانونية.
8
وأضافت المادة 12من القانون رقم 30-90 :لعام ،1990المعدلة بالمادة 06من القانون رقم 14-08 :لعام
،2008كاآلتي " :تتكون األمالك الوطنية العمومية من الحقوق واألمالك المنقولة والعقارية التي يستعملها الجميع
والموضوعة تحت تصرف الجمهور المستعمل إما مباشرة وإ ما بواسطة مرفق عمومي شريطة أن تكيف في هذه
الحالة ،بحكم طبيعتها أو تهيئتها الخاصة تكييفا مطلقا أو أساسيا مع الهدف الخاص لهذا المرفق.
تدخل أيضا ضمن األمالك الوطنية العمومية ،الثروات والموارد الطبيعية المعرفة في المادة 15من هذا
القانون".
مالحظة :في الحقيقة ،فإن نص المادة 06من القانون رقم 14-08 :قد أعاد صياغة نص المادة 12من
القانون رقم30-90 :؛ حيث قام المشرع بحذف عبارة "...وكذلك األمالك التي تعتبر من قبيل الملكية العمومية
بمفهوم Qالمادة 17من الدستور".
وكذلك ،قام بحذف عبارة " ال يمكن أن تكون األمالك الوطنية العمومية موضوع تملكي خاص أو موضوع
حقوق تمليكية".
سؤال :01بموجب أحكام المادة 18من الدستور الجزائري ميز المشرع الجزائري بين صنفين من األمالك
الوطنية ،أمالك وطنية عمومية وأمالك وطنية خاصة .وفي الوقت ذاته ،عدد المؤسس الدستوري بعض عناصر
الملكية الوطنية ضمن المادة 17من الدستور ،دون أن يبين تصنيف هذه العناصر .فهل تمثّل عناصر الملكية
الوطنية المعددة بنص المادة 17من الدستور ملكية وطنية عامة أم خاصة ،أم لها تصنيف خاص بها؟
باإلحالة إلى نص المادة 12من قانون األمالك الوطنية رقم 30-90 :لعام ،1990قبل تعديله،
المادة 12من قانون األمالك الوطنية رقم 30-90 :لعام ( 1990قبل تعديلها)" :تتكون األمالك الوطنية العمومية
من الحقوق واألمالك المنقولة والعقارية التي يستعملها الجميع والموضوعة تحت تصرف الجمهور المستعمل إما
مباشرة وإ ما بواسطة مرفق عمل شريطة أن تكيف في هذه الحالة ،بحكم طبيعتها أو تهيئتها الخاصة تكييفا مطلقا أو
أساسيا مع الهدف الخاص بهذا المرفق ،وكذا األمالك التي تعتبر من قبيل الملكية العمومية بمفهوم المادة 17من
الدستور .وال يمكن أن تكون األمالك الوطنية العمومية موضوع تمليك خاص أو موضوع حقوق تمليكية.
الصنف األول :يشمل األمالك المنقولة والعقارية المخصصة الستعمال الجمهور والموضوعة تحت تصرفه بصورة -
مباشرة أو بواسطة مرفق عام ،والتي يتم تكييفها وتهيئتها مع الهدف الخاص بكل مرفق .وهي أمالك وطنية
عمومية يمكن إخراجها من قيد التخصيص وتحويلها إلى أمالك وطنية خاصة.
9
الصنف الثاني :يشمل األمالك المحددة بنص المادة 17من الدستور ،وهي األمالك المدمجة في الملك العام بمحض -
إرادة المشرع دون أن تكون بالضرورة مخصصة لالستعمال العام.
سؤال :02إذن ،لماذا حذف المشرع عبارة " ...وكذا األمالك التي تعتبر من قبيل الملكية العمومية بمفهوم المادة
17من الدستور " الواردة بنص المادة 12من القانون رقم 30-90 :أعاله ،في ظل تعديل قانون األمالك الوطنية
رقم ،14-08 :ليستبدلها بعبارة " تدخل ،أيضا ،ضمن األمالك الوطنية العمومية ،الثروات والموارد الطبيعية المعرفة
في المادة 15من هذا القانون"؟
يجيب جانب من الفقه في الجزائر على هذا اإلشكال :بالتعليق ،كالتالي..." :السؤال ال يقبل أي تفسير ،ذلك أن
المادة 17من الدستور هي من أعطت مفهوما شامال لألمالك الوطنية العمومية إذ تشمل األمالك الوطنية الطبيعية
واألمالك العمومية االصطناعية .وهذا ما يتوافق مع أحكام المادتين 15و 16من قانون األمالك الوطنية رقم-90 :
30المعدل والمتمم؛ فالمادة 15تدخل العديد من العناصر الطبيعية ضمن مفهوم Qالملكية الوطنية العامة ،والمادة 16
تدخل العديد من العناصر االصطناعية ضمن مفهوم الملكية الوطنية الخاصة .ومنه حذف عبارة " وكذا األمالك التي
تعتبر من قبيل الملكية العمومية بمفهوم المادة 17من الدستور" واستبدالها بعبارة " الثروات والموارد المعرفة في
المادة " ... 15ليس له تفسير واضح ألنه يخرج األمالك العمومية االصطناعية المحددة ضمن المادة 16من مفهوم
الملكية الوطنية العمومية ،وهذا ،ما يتعارض مع أحكام الدستور والقانون".
ورد ضمن المادة 14من قانون األمالك الوطنية بعد تعديله عام ،2008تصنيف األمالك الوطنية العمومية
النحو التّالي:
إلى أمالك طبيعية وأخرى اصطناعية ،على ّ
المادة 14من قانون األمالك الوطنية رقم 30-90 :المعدل بالقانون رقم ":14-08 :تتكون األمالك الوطنية
العمومية في مفهوم هذا القانون من األمالك العمومية الطبيعية واألمالك العمومية االصطناعية".
بينما اكتفى المشرع ضمن نص المادة 15من قانون األمالك الوطنية بعد تعديله عام ،2008بتحديد المقصود
باألمالك العمومية الطبيعية ،كالتالي:
المادة 15من قانون األمالك الوطنية رقم 30-90 :المعدل بالقانون رقم " :14-08تشمل األمالك الوطنية
العمومية الطبيعية خصوصا على ما يأتي- :شواطئ البحر"....
"تتكون األمالك ومنه ،كان األجدر بالمشرع الجزائري صياغة نص المادة 12على النحو التالي" :
الوطنية العمومية من الحقوق واألمالك المنقولة والعقارية التي يستعملها الجميع والموضوعة تحت تصرف الجمهور
10
المستعمل إما مباشرة وإ ما بواسطة مرفق عمل شريطة أن تكيف في هذه الحالة ،بحكم طبيعتها أو تهيئتها الخاصة
تكييفا مطلقا أو أساسيا مع الهدف الخاص بهذا المرفق.
تدخل ،أيضا ،ضمن األمالك الوطنية العمومية ،الثروات والمنشآت المعرفة في المادتين 15و 16من هذا القانون.
وكذا األمالك التي تعتبر من قبيل الملكية العمومية بمفهوم المادة 17من الدستور.
وال يمكن أن تكون األمالك الوطنية العمومية موضوع تمليك خاص أو موضوع حقوق تمليكية".
على هذا النحو ،يزول الغموض والتناقض الذي طرحه تعديل نص المادة 12عام ،2008بما يتطابق وأحكام
المادة 14من قانون األمالك الوطنية ،المحددة أعاله.
عناصر الملكية الوطنية العمومية :تقوم الملكية الوطنية العمومية في مفهومها القانوني على مجموعة من
بحد ذاتها ،ويمكن تلخيصها فيما
تميزها عن الملكية الوطنية الخاصة وعن الملكية الخاصة ّ
األركان والمقومات التي ّ
يلي:1
التبعية لشخص معنوي عام ،فالملكية الوطنية هي ملك للجماعة الوطنية المحددة بالدولة ،الوالية والبلدية ،دون أ-
غيرها .أما ما يخرج عن هذا اإلطار فهو يخرج عن مفهوم الملكية الوطنية العمومية.
التخصيص لالستعمال العام للجمهور :التخصيص الستعمال الجمهور يشكل أساس وجود نظام الملكية العمومية ب-
بحد ذاته .ويأخذ شكلين أساسيين:
التخصيص الموضوع لالستعمال المباشر للجمهور :والتخصيص الموجه الستعمال الجمهور ال يعني
مطلقا االستعمال الجماعي ،وال يشمل الممتلكات المستعملة من طرف الجميع فقط ،بل يمتد ليشمل أيضا
األمالك المخصصة لالستعمال المحدود لبعض الفئات من الجمهور مثل :الممرات الخاصة بفئات
المعوقين ،المقاعد الخاصة بفئة الحوامل والمسنين ...وغيرها.
التخصيص الموضوع لخدمة مرفق عام :ويعني به أن تتولى الدولة وجماعاتها تلبية الخدمات العامة
تم تخصيصه وتهيئته مسبقا لتحقيق الغرض المنشود منه ،والذي ال للجمهور بواسطة خدمة مرفق عمومي ّ
يخرج في جميع األحوال عن تحقيق المنفعة العامة.
ج -التهيئة لتحقيق المنفعة العامة :حتى تدرج ملكية ما ،ضمن تصنيف األمالك الوطنية العامة يشترط كما
سبق ذكره أن تقوم الهيئة المالكة بتهيئته تهيئة خاصة ليحقّق الغرض منه .ومثال ذلك :تتم تهيئة هياكل
المستشفى تهيئة شاملة حتى يتمكن الجهاز البشري من أداء الخدمة العامة وتوفير الصحة العمومية للمواطنين،
ومن دون تهيئة مسبقة وشاملة لن تتحقق المنفعة العامة من الملك العمومي.
للمزيد من التفاصيل ،أنظر :أعمر يحياوي ،مرجع سابق ،ص ص.40-39. 1
11
التجأ المشرع الجزائري ،باإلضافة إلى تعريف األمالك الوطنية العمومية ،إلى القيام بتعداد بعض هذه األمالك،
وميز في ذلك بين األمالك الطبيعية واألمالك االصطناعية .وفي ذلك نصت المادة 14من القانون رقم30-90 :
المعدلة ،على أنه " :تتكون األمالك الوطنية العمومية في مفهوم هذا القانون من األمالك العمومية الطبيعية واألمالك
العمومية االصطناعية".
األمالك الوطنية العمومية الطبيعية :أوردتها المادة 15من القانون رقم 30-90 :المعدل ،بنصها على أنه" : أ-
يشمل األمالك الوطنية العمومية الطبيعية خصوصا على ما يأتي- :شواطئ البحر – قعر البحر اإلقليمي
وباطنه – المياه البحرية الداخلية – طرح البحر ومحاسره – مجاري المياه ورقاق المجاري الجافة ،وكذلك
الجزر التي تتكون داخل رقابة المجاري والبحيرات والمساحات المائية األخرى أو المجاالت الموجودة ضمن
حدودها كما يعرفها القانون المتضمن قانون المياه.
المجال الجوي اإلقليمي؛ -
الثروات والموارد الطبيعية السطحية والجوفية المتمثلة في الموارد المائية بمختلف أنواعها؛ -
والمحروقات السائلة منها والغازية والثروات المعدنية ،الطاقوية والحديدية والمعادن األخرى أو المنتوجات -
البرية
ّ المستخرجة من المناجم والمحاجر والثروات البحرية ،وكذلك الثروات الغابية الواقعة في كامل المجاالت
والبحرية من التراب الوطني في سطحه أو في جوفه و/أو الجرف القاري والمناطق البحرية الخاضعة للسيادة
الجزائرية أو سلطتها القضائية".
ومنه ،يقصد باألمالك الوطنية العمومية الطبيعية ،ما تم تكوينه بفعل الطبيعة ،دون جهد أو عمل بشري .فيضم
الملك الوطني العمومي كل من الملك الوطني العمومي البحري ،الملك الوطني العمومي المتعلق بمجاري المياه ،المجال
الجوي اإلقليمي ،وكذا ،الثروات والموارد الطبيعية.
بالنسبة للملك الوطني البحري ،فهو ملك للدولة وحدها دون الجماعات المحلية ،ويضم العناصر التالية:
شواطئ البحر :وهي األرض التي تحاذي البحر ،والتي تغطي وتكشف بشكل متواصل بحسب حركة المد والجزر، -
والواقعة بين أعالي البحار وأدناها .ويتم تحديدها سنويا على حسب أعلى مستوى سنوي يصل إلى المد في
الظروف المناخية العادية.
ويحدد لذلك ،محضر الحدود بقرار صادر عن الوالي المختص إقليميا بمبادرة من اإلدارة المكلفة بالشؤون البحرية
أو من طرف إدارة أمالك الدولة أو معا.
قعر البحر اإلقليمي وباطنه :لم يكن البحر اإلقليمي أحد توابع ممتلكات الدولة العمومية قبل ديسمبر ،1965 -
وبصدور األمر رقم 301-65 :المتعلق باألمالك العمومية البحرية في 06ديسمبر ،1965أصبح هذا الجزء من
اإلقليم البحري مصنفا ضمن ملحقات وتوابع الملك العام البحري.
ويمتد البحر اإلقليمي في حدود 12ميل بحري ( 1ميل = 1852م ).انطالقا من الحدود المتخذة لتحديد المياه
اإلقليمية.
12
المياه البحرية الداخلية :تشمل كافة البحر المغلق أو المحصور باألراضي اليابسة ،والتي لها تواصل طبيعي مباشر -
مع البحر فتتداخل معه مثل البحار والبحيرات واألحواض والبرك المالحة والخلجان والمرافئ والمراسي
والشقوق ...وغيرها ،بشرط تحقق التواصل المباشر والطبيعي بمياه البحر المفتوح.
طرح البحر ومحاصره :ويقصد بطرح البحر :تلك المستودعات المشكلة بالبحر (رمال ،وحل ،حصى) إما خارج -
الشواطئ أو على طولها البحري ،غير المغطاة بأعالي البحر العائمة .بمعنى أدق ،هي الفضاءات التي تراجعت
عنها البحار بصفة نهائية.
أما المحاصي فهي األراضي المقتطعة بفعل عمل البحر نتيجة تراجعه فلم تعد مغطاة بالمياه ،وهذه األخيرة كانت
مصنفة ضمن أمالك الدولة الخاصة ،حتى صدور األمر رقم 301-65:لعام 1965الذي أدمجها ضمن األمالك
الوطنية العمومية.
الجرف القاري :هو مساحة مسطحة ومرتفعة عن سطح البحر ،يضم الطبقات األرضية الممتدة بانحدار تدريجي -
أسفل المياه في اتجاه أعالي البحار والواقعة ضمن البحر اإلقليمي إلى غاية حدود 12ميل.
بالنسبة لمجاري المياه ،تضم األمالك العمومية النهرية ،البحيرات ،قنوات المالحة ومجاري المياه ،وتشمل أيضا،
الجزر الواقعة داخل قنوات المياه الداخلية .وتمتد إلى الحواف المغطاة بالمياه الجارية قبل أن تفيض.
ومنه ،تكون الرواسب المشكلة في هذه المجاري ملك للدولة ،وما يتشكل على الضفاف يعتبر ملكا للمقيمين عليها.
كما يشمل الملك العمومي لمجاري المياه ،أيضا ،المياه الجوفية وكل مصادر المياه ،بما فيها المياه المعدنية ومياه
االستجمام ،المياه المتدفقة على السطح بصورة طبيعية.
وعليه ،جاء تعريف األمالك العمومية لمجاري المياه من طرف المشرع الجزائري ضمن المادة 16من المرسوم
التنفيذي رقم 427-12 :المؤرخ في 16/12/2012المتعلق بتحديد شروط وكيفيات إدارة وتسيير األمالك
العمومية والخاصة التابعة للدولة1؛ حيث نصت على أنه " :يعد مجرى السواقي والوديان والبحيرات
والمستنقعات والسباخ والطمي والرواسب المرتبطة بها ،وكذا ،األراضي والنباتات الموجودة في حدودها جزأ ال
يتجزأ من األمالك العمومية المائية الطبيعية".
األمالك الوطنية العمومية االصطناعية :عددتها المادة 16من القانون رقم ،30-90 :المعدلة والمتممة بالمادة ب-
07من القانون رقم ،14-08 :لتشمل العناصر التالية:
مرسوم تنفيذي رقم 427-12 :المؤرخ في 16ديسمبر 2012المتعلق بتحديد شروط وكيفيات إدارة وتسيير األمالك العمومية والخاصة 1
مالحظة :تجدر اإلشارة أنه أضافت المادة 07من القانون رقم 14-08 :المعدلة للمادة ،16أعاله ،فقرة
أخيرة لقائمة المنشآت الصناعية التي يعتد بها كملك اصطناعي في القانون الجزائري ،وتتعلق "بـالمعطيات المترتبة عن
أعمال التنقيب والبحث المتعلقة باألمالك المنجمية للمحروقات".
استنادا لما ورد من أحكام سابقة ،تتحدد تصنيفات األمالك الوطنية العمومية ذات الطابع االصطناعي في
العناصر التالية:
14
األمالك العمومية االصطناعية في مجال الطرق والمسالك :تشمل الطرق العادية والسريعة ،البلدية والوالئية
والوطنية ،وكذا ،فروعها (األرصفة ،الخنادق ،االنحدارات ،المحطات البرية...وغيرها من توابع الطرقات
المعدة لتيسير حركة المرور والنقل.
ّ العمومية) .كما تضم الجسور واألنفاق ...وغيرها من المنشآت
السكك الحديدية :تشمل شبكة السكك الحديدية ،األرصفة ،الجوانب،
األمالك العمومية االصطناعية في مجال ّ
الخنادق ،جدران الدعم ،المنشآت الفنية ،المباني والتجهيزات التقنية المعدة الستغالل الشبكة وإ شاراتها وكهربتها.
كما تضم ،أيضا ،المحطات بجميع تهييئاتها ومرافقها ومساحات التخزين ،أرصفة الوقوف والطرق المؤدية إلى
المحطات (المواد 35إلى 51من المرسوم التنفيذي رقم 427-12 :سالف الذكر).
األمالك العمومية االصطناعية في مجال المالحة البحرية :يتسع هنا مفهوم الملكية العمومية ليشمل الموانئ المدنية
ومنشآتها ،المرافق الالزمة للشحن والتفريغ ولتوقف السفن ورسوها ،المساحات المائية وجميع الوسائل والمرافق
الالزمة الستغالل الموانئ وصيانة السفن.
كما تشمل ،أيضا ،األرصفة والحواجز ،المسالك العمومية المهيأة والمنارات ،وكذا ،قنوات الري والتجفيف
المعدة لل ّشحن الواقعة في حدود الموانئ المدنية
ّ والمالحة ،السكك الحديدية وطرق الدخول والخروج والممرات
(المادة 52من المرسوم التنفيذي رقم 427-12 :سالف الذكر).
األمالك العمومية االصطناعية في مجال المالحة الجوية :تضم كافة الموانئ والمطارات المدنية والعسكرية
الموجهة لالستعمال من طرف الجمهور – وجميع ملحقاتها ،مثل :الهياكل والتجهيزات الالزمة للمالحة الجوية،
منارات األرصاد الجوية ،الرادارات وكل المعدات الخاصة بتسيير وصيانة واستغالل مطارات المالحة الجوية.
(المادة 53من المرسوم التنفيذي رقم.)427-12 :
األمالك العمومية االصطناعية في المجال العسكري :تضم كافة الهياكل والمعدات المخصصة للدفاع الوطني غير
المخصصة استثناء الستعمال الجمهور ،البرية ،الجوية والبحرية .وتضم ،أيضا ،الحصون وفروعها ،القواعد
العسكرية ،الثكنات العسكرية ،الطرق العسكرية ،الممرات ،األنفاق ،الخنادق ،ميادين التدريب ،المطارات العسكرية
وتوابعها... ،وغيرها من المنشآت المخصصة لمرفق الدفاع الوطني والمهيأة لهذا الغرض.
األمالك العمومية االصطناعية في مجال االتصاالت السلكية والالسلكية :تشمل العقارات والمنشآت المهيأة للبث
اإلذاعي والتلفزيوني السلكي والالسلكي .وكذا ،المنشآت الالزمة لسيرها وصيانتها :كالخطوط األرضية والخطوط
تحت البحرية ،بما فيها طرق االتصال ومراكز البث الصوتي والمرئي والتلغرافي.
األمالك العمومية االصطناعية المتعلقة بالمعالم واآلثار التاريخية :تشمل جميع الملكيات التي تمثل أحد أعالم أو
رموز سيادة الشعب ،حضارته وتراثه ،مثل :اآلثار العمومية ،المتاحف الوطنية ،األماكن األثرية ،األعمال الفنية،
التحف المصنفة (التماثيل ،النصب التذكارية ،البنايات الدينية ،)...المنشآت الفنية والثقافية ،المحفوظات الوطنية
والبنايات التي تشمل فائدة ذات طابع تاريخي ،فني وأثري (المادة 54من المرسوم التنفيذي رقم 427-12 :سالف
الذكر).
15
كما يتعلق األمر ،أيضا ،ببعض المنقولة أين يكون حفظها وصيانتها خاضعة للمصلحة العامة واألمالك الموضوعة
تحت تصرف المصلحة العمومية ،مثل :المخطوطات ،مطبوعات المكتبة الوطنية ،التماثيل ،اللوحات واألشياء الفنية
للمتاحف ،وكذا ،األرشيف الوطني.
كذلك ،تشمل قائمة األمالك العمومية االصطناعية ،أيضا ،جميع األشياء المحتفظ بها ،والتي تنطوي على فائدة
وطنية من الناحية التاريخية واألثرية ،المصنفة ضمن الملك الوطني العام من طرف الوزارة الوصية (وزارة
الثقافة).
عما ذكر ،أعاله ،حقوق التأليف وحقوق الملكية الفكرية المصنفة ضمن الملك الوطني العام ،وكذا،
وتشتمل فضال ّ
حقوق الملكية الثقافية المصنفة ،مثل :الزرابي ،الكراسي ...وغيرها.
األمالك العمومية االصطناعية المتعلقة بالمباني والمساحات العمومية :تشمل المنشآت والمباني والمؤسسات
الوطنية واإلدارية المهيأة لخدمة مرفق عمومي ،وكذا ،الحدائق والمنتزهات العمومية.
سؤال :طرح جانب من الفقه المعاصر في الجزائر ،التساؤل التالي :إذا كانت أموال المرافق العامة تكتسي طابع
العمومية ،فما هي طبيعة أموال Qالمؤسسة العامة االقتصادية؟
مرحلة أولى ،صبغتها المبادئ واألسس االشتراكية ،استمرت منذ صدور دستور الدولة الجزائرية لعام 1976
مسيرة
الثمانينيات؛ حيث كانت المؤسسات االقتصادية جميعها ّ ّ بموجب استفتاء 11نوفمبر 1976حتّى نهاية
اشتراكيا ،واعتبرت أموالها مصنفة ضمن الملكية العمومية أو ما أطلق عليها في تلك الفترة القانونية "بأموال
الدومين العام" ( .1 )Les biens domaniaux publiques
الموجه إلى
ّ يتحول جذري في السياسة االقتصادية من مرحلة التسيير االشتراكي واالقتصاد
مرحلة ثانية :تميزت ّ
وتجسد ذلك بصدور مجموعة من النصوص القانونية التي أطلق عليها ،آنذاك ،بنصوص ّ الحر.
مرحلة االقتصاد ّ
غيرت نمط تسيير المؤسسة العمومية االقتصادية في الجزائر من التسيير االشتراكي الذاتي إلى
االستقاللية ،التي ّ
خاصة
ّ ابتداء من سنة 1988مؤسسة تجارية أموالها
ً الحر؛ حيث اعتبرت المؤسسة العمومية االقتصادية
التسيير ّ
ونشاطاتها تستهدف في المقام األول ،تحقيق الربح والمضاربة.
جزء من
ً األمر الذي نجم عنه تقلص في حجم األموال العامة للمؤسسة العمومية االقتصادية ،ليشمل فقط
األصول الصافية التي تساوي مقابل قيمة رأسمالها التأسيسي ،أما باقي األموال فهي قابلة للتصرف فيها والكتسابها
بالتقادم ،وحتّى ،الحجز عليها في حالة الشهر بإفالس الشركة أو حالة ثبوت توقفها عن دفع ديونها.2
نص المادة الثانية من الأمر رقم 74-71 :المؤرخ في 16نوفمبر ،1971والمتعلق بالتسيير االشتراكي للمؤسسات.
راجعّ :
1
راجع :نص المادة 20في فقرتها األولى من القانون رقم 01-88 :المؤرخ في 12/01/1988المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات 2
أ .التعريف القانوني :طبقا ألحكام المادة 02من قانون األمالك الوطنية رقم :30-90:تشمل األمالك الوطنية الخاصة
على مجموعة الحقوق المنقولة والعقارية التي تحوزها الدولة وجماعاتها اإلقليمية في شكل ملكية خاصة" .وتصنف هذه
األخيرة ،إلى:
كما عرفها المشرع الجزائري في المادة 03الفقرة 02من قانون رقم 14-08 :لسنة ،2008المعدل المتمم
للقانون رقم 30-90 :المتعلق باألمالك الوطنية؛ حيث نصت على ّأنه ... " :أما األمالك الوطنية األخرى غير
المصنفة ضمن األمالك العمومية ،والتي تؤدي وظيفة امتالكية ومالية ،فتمثل األمالك الوطنية الخاصة".
مرسوم تشريعي رقم 08-94 :المؤرخ في 26ماي 1994المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ( ،1994ج.ر.ج.ج .رقم33 : 1
األمر رقم 04-01 :المؤرخ في 20أوت 2011المتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها( .ج.ر.ج.ج. 3
األمالك الوطنية الخاصة هي تلك األمالك الوطنية غير المصنفة ضمن األمالك الوطنية العمومية أي أن المشرع -
اعتمد إلى تصنيف هذه األخيرة دون األخرى وجعلها كاستثناء في الملكية الوطنية ،وال يمكن التصنيف إال إذا دعت
المنفعة إلى ذلك.
األمالك الوطنية الخاصة هي تلك األمالك التي يمكن أن تكون محل ملكية خاصة ولها وظيفة مالية. -
عرفها الفقيه "السنهوري" على أنها " :األموال المملوكة للدولة واألشخاص المعنوية العامة ملكية خاصة وال
تخصص للنفع العام ،وللدولة واألشخاص المعنوية العامة الحق في استغاللها أو التصرف فيها كتصرف األفراد في
أموالهم Qالخاصة ،وهي تخضع بوجه عام ألحكام القانون الخاص".1
وحسب األستاذ "أحمد رحماني" ،فإن تحديد األمالك الوطنية الخاصة يمكن أن يرتكز على ثالثة عناصر ،هي:
أما الدكتور "محمد فاروق أحمد باشا" ،في كتابه حول "التطور المعاصر" لنظرية األموال العامة في القانون
الجزائري" ،فقد اعتبرها " :تمثل األمالك الخاصة في مفهوم النظرية التقليدية ،الصنف الثاني من األمالك التي تحوزها
اإلدارة ،وهي أمالك ينظر إليها أساسا على أنها أمالك تتشابه لألمالك الفردية الخاصة وتخضع كقاعدة عامة ألحكام
القانون الخاص".3
عددت المواد من 17إلى 20من قانون األمالك الوطنية رقم( 30-90 :المعدل والمتمم) ،األمالك الوطنية
الخاصة التابعة للدولة ،ثم الوالية ،فالبلدية ،مؤكدة على معيار عدم التخصيص أو إخراج المال من ضمن األمالك
الوطنية العمومية برفع التخصيص.
عبد الرزاق السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني ،الجزء الثامن( :حق الملكية) ،الطبعة الثالثة ،مكتبة الحلبي الحقوقية ،بيروت، 1
.1998ص.35 .
أنظر: 2
18
المجموعة األولى :وتشمل األمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة وللجماعات اإلقليمية المحددة بنص المادة 17
من قانون األمالك الوطنية ،ومن عناصرها:
العقارات والمنقوالت غير المصنفة ضمن أمالك الدولة العامة والتابعة لها. -
الحقوق والقيم المنقولة التي حققتها الدولة وجماعاتها اإلقليمية. -
األمالك والحقوق الناتجة عن تجزئة حق الملكية التي تؤول للدولة ،وتلك التي تؤول للوالية أو البلدية أو مصالح -
الدولة ومؤسساتها العمومية اإلدارية.
األمالك التي ألغي تخصيصها ضمن الملك الوطني العام. -
األمالك المحولة بصفة غير شرعية من األمالك الوطنية وتم االستيالء عليها أو شغلت دون وجه حق ،ثم استردتها -
الدولة أو أحد جماعاتها بصورة قانونية.
المجموعة الثانية :تشمل األمالك الوطنية الخاصة التبعة للدولة وحدها دون جماعاتها اإلقليمية ،المحددة بنص
المادة ،18وهي:
البنايات واألراضي غير المصنفة ضمن الملك الوطني العام ،والتي ملكتها الدولة وخصصتها لمرافق عمومية -
(سواء أكانت تتمتع بالشخصية المعنوية أم ال).
البنايات واألراضي غير المصنفة ضمن الملك الوطني العام ،والتي اقتنتها الدولة أو آلت إليها أو امتلكتها أو -
شيدتها.
العقارات المملوكة للدولة والتي خصصت لالستعمال السكني أو المهني أو التجاري. -
األراضي الجرداء غير المخصصة والمملوكة للدولة. -
األمالك المخصصة لوزارة الدفاع الوطني باعتبارها وسائل الدعم. -
المنقوالت والمعدات المخصصة الستعمال مؤسسات الدولة ومنشآتها ذات الطابع اإلداري. -
األمالك المخصصة الستعمال البعثات الدبلوماسية والقنصليات المعتمدة في الخارج. -
األمالك التي تعود للدولة عن طريق الهبات والوصايا. -
األمالك التي تعود للدولة عن طريق الشركات التي ال وارث لها. -
األمالك التي تعود للدولة لكونها أمالكا شاغرة .أو أمالكا ال مالك لها وحطام السفن والكنوز الواقعة في إقليمها -
البحري والبري.
األمالك المحجوزة من طرف خزينة الدولة بصورة نهائية. -
الحقوق والقيم المنقولة التي حققتها الدولة مقابل قيمة الحصص والتزويدات التي تقدمها للمؤسسات العمومية. -
األراضي الفالحية أو ذات الوجهة الفالحية واألراضي الرعوية المملوكة للدولة. -
السندات والقيم المنقولة المقدمة كمقابل قيمة األمالك من أجل المساهمة في إنشاء الشركات المختلطة االقتصاد. -
19
المجموعة الثالثة :تشمل األمالك الوطنية الخاصة التابعة للوالية وحدها ،وحددتها المادة 19بما يلي:
البنايات واألراضي غير المصنفة ضمن الملك الوطني العام والمملوكة للوالية والمخصصة لمرفق عام أو هيئة -
إدارية.
المحالت التابعة للوالية أو التي اقتنتها أو شيدتها بأموالها الخاصة ،والمخصصة لالستعمال السكني. -
األمالك العقارية التي اقتنتها أو أنجزتها الوالية غير المخصصة. -
األراضي الجرداء المملوكة للوالية غير المخصصة. -
المنقوالت والمعدات التي تقتنيها الوالية بأموالها الخاصة. -
الهبات والوصايا المقدمة للوالية. -
األمالك الوطنية الخاصة التي يتم التنازل عنها من الدولة أو البلدية بصورة نهائية. -
األمالك التي ألغي تصنيفها في األمالك الوطنية العمومية للوالية. -
الحقوق والقيم المنقولة التي حققتها الوالية مقابل حصص تساهمية في مؤسسات عمومية. -
20
المحور الثاني:
كما اشترط المشرع الجزائري أن يسبق هذين اإلجراءين إجراءات تحفيزية تتعلق باقتناء أو اكتساب المال من
طرف الشخص المعنوي العام وفقا إلحدى الطرق الخاصة باكتساب المال .وفي ذلك ،نصت المادة 27في فقرتها
الثانية من نفس القانون ،على أنه )...( " :وحتى يكون تعيين الحدود والتصنيف مقبولين يجب أن يسبقهما االقتناء
باعتباره ِف ْعالً أو حدثا معنيا يترتب عليه التملك القبلي للملك الذي يجب أن يدرج في األمالك الوطنية العمومية".
سؤال :تحيلنا األحكام المقررة ضمن المادة 27إلى طرح التساؤل التالي :ما هي الوسائل القانونية التي تمكن
أعضاء المجموعة الوطنية من اكتساب الملكية الفردية الخاصة بقصد إدماجها في الملكية الوطنية؟
وردت اإلجابة على التساؤل أعاله ،ضمن نص المادة 26من نفس القانون ،والتي جاء بها" :تقام األمالك
الوطنية بالوسائل القانونية أو بفعل الطبيعة".
وتتمثل الوسائل القانونية في تلك الوسائل واآلليات القانونية أو التعاقدية التي تضم بمقتضاها أحد األمالك إلى
األمالك الوطنية حسب الشروط المنصوص عليها في هذا الباب .ويتم اقتناء األمالك التي يجب أن تدرج في األمالك
الوطنية بعقد قانوني طبقا للقوانين والتنظيمات المعمول بها حسب التقسيم اآلتي:
طرق االقتناء التي تخضع للقانون الخاص و/أو العام :العقد ،التبرع ،التبادل ،التقادم والحيازة.
طريقتان استثنائيتان يخضعان للقانون العام :نزع الملكية وحق الشفعة.
وعليه ،يفهم من قراءة نصي المادتين 26و 27/2من قانون األمالك الوطنية رقم 30-90 :المعدل ،ما يلي:
اشترط المشرع الجزائري الندماج الملكية ضمن األمالك الوطنية العمومية أن يتم تملكها مسبقا من طرف أعضاء -
المجموعة الوطنية بصورة فعلية.
يتم التملك القبلي للملكية إما بوسائل رضائية تخضع فيها اإلدارة ألحكام القانون الخاص ،وهي: -
العقد ،ب-التبرع ،ج-التبادل ،د-التقادم ،هـ-الحيازة. أ-
21
هنا تلجأ اإلدارة إلى الحصول على العقارات والمنقوالت من األفراد برضاهم فتشتريها منهم ،أو تقبلها في شكل
هبات أو وصايا ،أو تكسب اإلدارة الملك بالتقادم أو الحيازة.
وأحيانا ،تلجأ اإلدارة الكتساب الملك إلى استخدام وسائل استثنائية جبرية ،يأتي في مقدمتها إجراء نزع الملكية للمنفعة -
العامة .وهو إجراء من شأنه حرمان شخص من ملكه العقاري جبرا عنه ،تتخذه اإلدارة بهدف تخصيص العقار للمنفعة
العامة مقال حصوله على تعويض مالي.
األساليب الرضائية القتناء األمالك الوطنية الخاصة تتمثل هذه الطرق ،أساسا ،في العقود التي تبرزها الدولة .1
القتناء أو تسخير ملك تابع للخواص لضمان سير مرافقها ،وكذلك ،في حالة أيلولة األمالك الشاغرة والتركات
المهملة ضمن أمالك الدولة ،وحاالت قبول الهبات والوصايا المقدمة لها.
عقود االقتناء :تتم عمليات شراء العقارات أو الحقوق العقارية أو المحالت التجارية ،وكذلك ،عمليات .1.1
االستئجار من قبل الدولة ومصالحها والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري التابعة للدولة .وفي ذلك،
نصت المادة 38من قانون األمالك الوطنية " :تتكون األمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة والوالية والبلدية
حسب مفهوم هذا القانون بتحديد القانون وطرق االقتناء."...
وطبقا ألحكام المادة 91من قانون األمالك الوطنية " :تخضع عمليات شراء العقارات أو المتاجر ،وكذلك،
عمليات االستئجار من ِق بل مصالح الدولة والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري للدولة ،لألحكام التي ينص
عليها القانون في هذا المجال".
فال يمكن للمصالح العمومية للدولة من إنجاز عمليات اقتناء العقارات أو الحقوق العقارية إال بعد األخذ برأي
اإلدارة المكلفة بأمالك الدولة ،وتتقيد في تحديد القيمة اإلجمالية للملك المراد اقتناؤه بالسعر األدنى المحدد بموجب قرار
صادر عن وزير المالية.
وتصدر مديرية أمالك الدولة رأيها في أجل أقصاه شهران ( )02ابتداء من تاريخ استالم طلب إبداء الرأي
(المادتان 96و 97من المرسوم التنفيذي رقم .)427-12 :وفي حالة عدم موافقة هذه األخيرة ،سيشترط الحصول
على ترخيص من وزير المالية.
عقود التبادل :طبقا ألحكام المادة 92من قانون األمالك الوطنية ،يتم تبادل األمالك الوطنية الخاصة التي .2.1
تملكها الدولة أو الجماعات اإلقليمية بين المصالح العمومية وفق الشروط المحددة في التنظيم ،ويتعلق األمر
بالشروط المحددة ضمن المادة 88من المرسوم التنفيذي رقم.427-12 :
كما يتم تبادل األمالك العقارية التابعة لألمالك الوطنية الخاصة التي تملكها الدولة مقابل أمالك عقارية يملكها
الخواص طبعا لألحكام المنصوص عليها في القانون ،ال سيما القانون المدني.
وتتم عملية التبادل هنا ،وفقا لألحكام المنصوص عليها ضمن المواد من 117إلى 120من المرسوم التنفيذي رقم:
.427-12
22
يمكن أن يحرر هذا التبادل إما في شكل عقد إداري أو في شكل عقد توثيق طبقا للشروط التي يحددها أطراف
العقد .وفي كل الحاالت ،وطبقا لما ورد في المادة 93من قانون األمالك الوطنية رقم ،30-90 :يتخذ الوزير المكلف
بالمالية قرار التبادل بناء على مبادرة الوزير المسؤول عن القطاع الذي يتبعه ذلك العقار.
وطبقا لما ورد في المادة 95من قانون األمالك الوطنية رقم ،30-90 :يتخذ قرار تبادل األمالك العقارية
التابعة لألمالك الوطنية الخاصة التي تملكها الجماعات اإلقليمية من السلطة المختصة ،بعد مداوالت المجلس الشعبي
المعني.
وهكذا ،يدرج الملك الجديد قانوناً ،بعد التبادل في األمالك الوطنية الخاصة للدولة والجماعات المحلية إلعطائه
التخصيص النهائي المحدد له .وفي حالة ما إذا تبين وجود فارق مالي معتبر بين العقارات محل التبادل ،وفي حالة قيام
نزاع يؤول االختصاص للجهة اإلدارية المختصة (المادتان /94فقرة 02و 96من قانون األمالك الوطنية).
األمالك الشاغرة :طبقا ألحكام المادة 48من القانون رقم " :30-90 :األمالك الشاغرة واألمالك التي ال .3.1
صاحب لها ملك للدولة طبقا للمادة 773من القانون المدني ".
وتبعا لذلك ،تمتلك الدولة نهائيا:
مبالغ القسائم والفوائد واألرباح الموزعة التي يصيبها التقادم الخماسي أو االصطالحي والمتعلقة باألسهم ،وحصص
المؤسسين وااللتزامات أو القيم المنقولة األخرى التي يصيبها التقادم.
المبالغ النقدية المودعة التي لم يطالب بها طوال 15سنة.
األرصدة المودعة في شكل سندات بنكية لم ترج أية عملية عليها ،ولم يطالب بها طوال 15سنة.
وتنقل كل هذه القيم والسندات لملكية الدولة بناء على شهادة تسلمها المصالح الخاصة للوزارة المكلفة بالمالية.
ويمكن ألعوان هذه المصالح والمفوضين قانونا أن يطلعوا على كل الوثائق التي تسمح بمراقبة المبالغ أو السندات اآليلة
للدولة (المادة 505من القانون رقم.)30-90 :
األمالك المهملة :تشمل هذه األخيرة ،أموال التركات التابعة ألشخاص توفوا ولم يتركوا وريثا أو كان الوريث .4.1
غير معروف ،وكذا ،أموال التركات التابعة ألشخاص صرحوا بالتنازل عن حقوقهم في التركة.
ونصت في ذلك ،المادة 51من القانون رقم ،30-90 :كالتالي " :إذا لم يكن العقار ماليا معروف أو توفي
مالكه دون أن يترك وارثا ،يحق للدولة المطالبة بواسطة األجهزة المعترف بها قانونا ،أمام الهيئات القضائية
المختصة ،بحكم يصرح بانعدام الوارث يصدر حسب الشروط واألشكال السارية على الدعاوى العقارية ،ويتم ذلك بعد
القيام بالتحقيق من أجل التحري والبحث عن المالك المحتملين أو الورثة.
ويترتب على الحكم بعد أن يصبح نهائيا ،تطبيق نظام الدراسة القضائية مع مراعاة أحكام المواد 827إلى
829من القانون المدني".
سيتخلص من نص المادة ،51أعاله ،بأن اعتبار األمالك العقارية أمالك شاغرة وتصنيفها ضمن األمالك
الخاصة للدولة ،ال يتم بصورة تلقائية ،بل يتطلب توافر عدة شروط وإ تباع إجراءات قانونية محددة ،وهي:
23
قيام الدولة (ممثلة في مصالح أمالك الدولة) بالمطالبة بصدور حكم أول يصرح بانعدام الوارث أمام الهيئات القضائية
المختصة بالفعل في الدعاوى العقارية.
إجراء تحقيق أولي يثبت انعدام أي وريث أو مالك محتمل للعقار المتنازع عليه.
يترتب عن الحكم القاضي بانعدام الورثة بعد أن يصبح نهائيا تطبيق نظام الدراسة القضائية.
يمكن للقاضي ،بعد انقضاء اآلجال المقررة قانونا ،إصدار الحكم الذي يثبت انعدام الوارث وحالة شغور العقار .ومن
ثم ،التصريح بتسليم أموال التركة كلها.
عما نصت عليه أحكام المادة 51من القانون رقم ،30-90 :خولت المادة 52من نفس القانون للدولة فضال ّ
حق المطالبة باألمالك المنقولة اآلتية من تركة تعود إلى الخزينة العمومية بسبب انعدام الوارث ،ويتم ذلك بدعوى ترفع
أمام المحكمة المختصة التي تقع التركة في دائرة اختصاصها.
كما خولت المادة 53للدولة حق المطالبة بالحقوق العينية التي تم التخلي عنها في الملكية الموروثة ،ويتم ذلك
بدعوى ترفع أمام القاضي المختص في الدعاوى المدنية بعد إجراء التحقيق القضائي.
وإ ذا صرح القاضي بحكم ثبوت التخلي عن هذه الحقوق ،يتم وضع هذه األخيرة تحت نظام الدراسة القضائية
ليتم تسليمها فيم بعد للخزينة العمومية .وتدرج األمالك الموضوعة تحت الدراسة القضائية في األمالك الوطنية
الخاصة التابعة للدولة ،إذا ثبت فعال وقطعا تخلي الورثة عن ذلك اإلرث.
يثور هنا التساؤل التالي :ماذا لو تم إدراج أمالك شاغرة ضمن األمالك الخاصة للدولة ثم ثبت ظهور مالك أو
وارث لها؟
باإلحالة إلى أحكام المادة 829من القانون المدني الجزائري ،نجدها تنص على أنه ال تكتسب بالتقادم في جميع
األحوال الحقوق الميراثية إالّ إذا دامت الحيازة ثالثا وثالثين سنة ( )33سنة .وهي المدة الكافية للتأكد من عدم وجود
مالك أو وارث للتركة.
ولكن في جميع الحاالت ،إذا ثبت االسترداد المشروع قانونا بحكم نهائي ،فإن للمالك أو الوارث القانوني
استرداد عقاره إن كان ذلك ممكنا عمليا أو له الحق في تعويض عادل يساوي قيمة العقار محسوبة يوم االعتراف له
بصفة المالك ،ال يوم حيازة العقار من الدولة .ويتوقف هنا استرداد المالك أو ذوي حقوقه للعقار ،على دفعهم لفوائض
القيمة العينية التي يحتمل أن تكون الدولة قد حققتها.
وفي حالة عدم التوصل إلى اتفاق مرض للطرفين ،يحدد مبلغ التعويض على أساس نظام نزع الملكية للمنفعة
العامة المحددة بالقانون رقم ،11-91 :وكذا ،المرسوم التنفيذي رقم ،186-93 :المكمل له.
الهبات والتبرعات :تدمج الهبات والتبرعات المقدمة ضمن األمالك الخاصة للدولة بإجراءات وشروط ،يمكن .5.1
إيجازها في العناصر التالية:
24
صدور قرار من الوزير المكلف بالمالية ،أو قرار وزاري مشترك بين الوزير المكلف بالمالية والوزير المكلف بضمان
تخصيص هذه الهبات.
يشترط لقبول الهبات والوصايا المقدمة للمؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري التابعة للدولة ،صدور رخصة مشتركة
بين الوزير المكلف بالمالية والوزير الوصي على هذه المؤسسة.
كما تخضع الهبات المقدمة من منظمات خيرية وهيئات دولية ألحكام المعامالت والبروتوكوالت التي توقعها الحكومة
الجزائرية.
كما يخضع قبول الهبات والتبرعات المقدمة إلى الوالية أو البلدية أو مؤسسات إدارية تابعة لها لموافقة المجلس الشعبي
المعني الذي يتخذ قراره بناء على مداولة معينة.
تثبت الهبات والتبرعات التي تقدم للدولة وجماعاتها اإلقليمية والمؤسسات العمومية التابعة لها ،في جميع األحوال،
بموجب عقد إداري تعده السلطة المختصة وفقا إلجراءات محددة قانونا .وذلك ما قررته المواد من 42إلى 47من
قانون األمالك الوطنية.
الحيازة :طبقا ألحكام المادة 827من القانون المدني الجزائري ،يمكن للشخص الذي حاز منقوال أو عقارا أو .6.1
حقا عينيا منقوال أو عقارا دون أن يكون مالكا له طيلة فترة 15سنة دون انقطاع أن يتملكه.
وعليه ،يمكن للدولة تملك العقارات والمنقوالت التي ال مالك لها وإ دماجها ضمن أمالكها الخاصة بعد إثبات
حيازتها المستمرة والمشروعة ،وكذا إثبات حسن النية والسند الصحيح بمضي 15سنة من حيازتها.
التقادم المكسب :إذا وقعت الحيازة على عقار أو حق عيني عقاري ،وكانت بحسن النية ومستندة في الوقت .7.1
ذاته إلى سند صحيح ،فإنه يجوز التملك بالتقادم المكسب بعد مضي 10سنوات من الحيازة المستمرة وتطبق
في ذلك أحكام المواد من 829وإ لى 834من القانون المدني الجزائري.
الحطام والكنوز :تمثل حطاما ،طبقا ألحكام المادة 55من القانون رقم" ،30-90 :كل األشياء أو القيم .8.1
المنقولة التي تركها مالك في أي مكان أو تلك التي كان مالكها مجهوال ".
ومنه قرر قانون األمالك الوطنية تصنيف جميع أنواع الحطام ومشتمالته ضمن أمالك الدولة الخاصة؛ حيث
تتولى مصالح إدارة أمالك الدولة بيعه ،لتدفع اإليرادات المحققة من عملية البيع للخزينة العمومية (المادة 56من
القانون رقم.)30-90 :
صدفةً وال مالك لها (المادة
تم اكتشافها أو العثور عليها ُ
بينما ُيعتبر كنزاً ،ك ّل شيء أو قيمة مخفية أو مدفونة ّ
57من القانون رقم .)30-90 :ومنه ،تعتبر الدولة هي مالكة الكنز طالما تم اكتشافه في أحد توابع األمالك الوطنية.
كما تمتد ملكية الدولة الخاصة ،لتشمل األشياء المنقولة أو العقارية التي تم العثور عليها خالل عمليات الحفر
والتنقيب ،والتي يكون لها طابع المنفعة الوطنية من الناحية التاريخية أو الفنية أو األثرية ،شرط وقوعها داخل حدود
التراب الوطني أو في المياه اإلقليمية للدولة (المادة 58من القانون رقم.)30-90 :
الوطنية ،تتحدد طرق تكوين
ّ استنادا لكل ما سبق ،وباإلحالة ألحكام المواد من 38وإ لى 41من قانون األمالك
األمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة أو الوالية أو البلدية ومؤسساتها العامة ،في الطرق التالية:
25
الهبات والوصايا المقدمة للدولة أو الوالية أو البلدية أو لمؤسساتها العمومية ذات الطابع اإلداري.
أيلولة األمالك الشاغرة والتي ال صاحب لها للدولة.
أيلولة الحطام والكنوز واألشياء اآلتية عن حفريات أو استكشافات إلى الدولة.
إلغاء تخصيص بعض األمالك الوطنية العمومية التابعة للدولة أو الوالية أو البلدية وإ لغاء تصنيفها.
استرداد بعض األمالك الوطنية التابعة للدولة التي انتزعها الغير أو احتجزها أو شغلها دون وجه حق وال سند قانوني.
لذين تقدمهما الدولة للمؤسسات العمومية ،وكذا،
والدعم الّ ْ
تحقيق الحقوق والقيم المنقولة ،أو اقتنائها مقابل الحصص ّ
الحقوق والقيم المنقولة التي تم إنجازها لصالح الوالية أو البلدية بمقتضى مساهمتها في الشركات أو المستثمرات.
نقل األمالك المخصصة ألن تصنف ضمن األمالك الوطنية العمومية عبر األمالك الوطنية الخاصة إلى حين تهيئتها
تهيئة خاصة.
أيلولة األمالك والحقوق والقيم الناتجة عن تجزئة حق الملكية التي تقتنيها الدولة أو الوالية أو البلدية أو مصالحها
بصورة نهائية.
إدماج األمالك المنقولة والعقارية وحقوق الملكية المختلفة األنواع التي ال تدخل ضمن األمالك الوطنية العمومية التابعة
للدولة أو الوالية أو البلدية في األمالك الخاصة
إدماج األمالك المختلفة األنواع التي أنشأتها الوالية أو البلدية بأموالها الخاصة ضمن األمالك الوطنية الخاصة.
األساليب الجبرية – االستثنائية-القتناء األمالك الوطنية الخاصة .2
وذلك ما ورد التأكيد عليه ضمن المادة 02من القانون رقم 11-91 :المؤرخ في 27أفريل 1991الخاص
بقواعد نزع الملكية من أجل المنفعة العمومية ،حينما نصت على أنه " :يعد نزع الملكية من أجل المنفعة العمومية،
طريقة استثنائية الكتساب أمالك أو حقوق عقارية ،وال يتم إال إذا رأى انتهاج كل الوسائل األخرى إلى نتيجة سلبية".
زيادة على ذلك ،ال يكون نزع الملكية ممكنا ،إال إذا جاء تنفيذا لعمليات ناتجة عن تطبيق إجراءات نظامية مثل
التعمير والتهيئة العمرانية ،والتخطيط تتعلق بإنشاء تجهيزات جماعية ومنشآت وأعمال كبرى ذات منفعة عمومية.
وكما كان إجراء نزع الملكية للمنفعة العامة وسيلة استثنائية الكتساب الملكية ،فقد قيده المشرع الجزائري
بشرطين أساسين ،هما:
26
صر
الشرط األول :أن يكون موضوع نزع الملكية عقارا ،فكل العقارات يجوز نزع ملكيتها هي عقارات القُ ّ
والمحجور عليهم والغائبين والعقارات المنقول الذي يصير عقارا بالتخصيص ،والحقوق العينية الواردة على عقار
(االمتياز ،الرهن وحقوق االرتفاق) ،والدعاوى العينية المتعلقة بالعقار (دعاوى االستحقاق والفسخ) .فكل هذه
الحقوق تنزع مع حق الملكية نفسه حتى يؤول العقار إلى نازع الملكية محددا من أي عبئ على ملكيته التامة.
الشرط الثاني :أن تكون السلطة النازعة للملكية شخصا من أشخاص القانون العام ،ويتعلّق األمر بأعضاء
.
المجموعة الوطنية الذي يخولهم القانون اختصاصا أصيال للقيام بذلك ،وهي :الدولة والوالية والبلدية
وقد حدد المرسوم التنفيذي رقم 186-93 :المؤرخ في 27جويلية 1993كيفيات تطبيق القانون رقم-91 :
11المتعلق بقواعد نزع الملكية من أجل المنفعة العامة ،والذي أكد بدوره على أن اللجوء لنزع الملكية العقارية ال
يكون إال بعد استنفاذ محاوالت االقتناء بالتراضي ،ويثبت ذلك بموجب تقرير مفصل تودعه اإلدارة المستفيدة من
نزع الملكية لدى الوالي المختص ،الذي يحيله بدوره إلى لجنة التحقيق المسبق ( المواد من 03وإ لى 09من
المرسوم التنفيذي رقم.)186-93 :
هذا ،ويتميز إجراء نزع الملكية للمنفعة العامة عن العديد من اإلجراءات التي تتشابه معه في بعض األحكام
وتختلف عنه في البعض اآلخر ،ويتعلّق األمر باإلجراءين التاليين:
إجراء االستيالء المؤقت :يتحقّق عندما تكون اإلدارة في حاجة إلى خدمة عقار أو منقول ،لمدة مؤقتة ومحدودة، ا-
ويرفض المالك تأجيره أو التخلي عنه ،األمر الذي سوف ينعكس سلبا على نشاطها .هنا ،أجاز لها المشرع استثناء ،أن
تستولي على هذا المال استيالء مؤقتا ،بغرض تحقيق مصلحة عامة وفي مقابل حصول صاحب الملكية على تعويض
مناسب.
ويظهر الجدول رقم 01:أدناه ،أوجه االختالف بين إجراء نزع الملكية للمنفعة العامة ،من جهة ،وإ جراء
االستيالء المؤقت ،من جهة أخرى:
جدول رقم :01:يوضح أوجه االختالف بين إجراء نزع الملكية للمنفعة العامة وإ جراء االستيالء Qالمؤقت
يجرد المالك من حقه ،ويؤدي إلى انتهاك حق ال يؤثر على ملكية المالك األصلي ويعطي اإلدارة حق
المالك األصلي. االنتفاع المؤقت.
ال يرد إال على عقار أو حقوق عينية عقارية. يرد على عقار أو منقول.
تبرره منفعة عامة. تبرره المنفعة Qالعامة +وجود حالة استعجال Qأو ضرورة
ال ينفذ قرار نزع الملكية إال بعد إخطار شاغر ملحة.
العقار باإلخالء خالل المدة المحددة قانونا. ينفذ قرار االستيالء فورا وبدون إخطار مسبق.
27
إجراء التأميم :يمكن تعريفه عموما ،بأنه ":أسلوب تنتقل بمقتضاه األمالك الفردية إلى ملكية الشعب ،وتتولى الدولة ب-
نيابة عن إدارتها ،وذلك تحقيقا للصالح العام وفي مقابل الحصول على تعويض مناسب".
ووجب التمييز ،في الختام ،بين إجراء التأميم من جهة ،وإ جراء نزع الملكية للمنفعة العامة ،من جهة أخرى،
وذلك ضمن الجدول رقم ،02 :أدناه:
جدول رقم :02:يوضح أوجه االختالف بين إجراء نزع الملكية Qللمنفعة العامة وإ جراء التأميم
سؤال :مثلما تساءلنا في مقام أول عن آليات اكتساب المال قيل إدماجه ضمن األمالك الوطنية العامة ،نواصل
التساؤل في ٍ
مقام ٍ
ثان حول طرق اندماج الملك في األمالك الوطنية العمومية؟
بقراءة نص المادة 28من قانون األمالك الوطنية نجدها تنص على أنه " :تختلف عملية اإلدراج في األمالك
العمومية حسب طبيعة الملك الوطني العمومي المعني " ،كما يلي:
يثبت اإلدراج في األمالك الوطنية العمومية بالعملية اإلدارية لتعيين الحدود. -
يكون اإلدراج في األمالك الوطنية العمومية االصطناعية على أساس االصطفاف بالنسبة لطرق المواصالت وعلى -
أساس التصنيف حول موضوع العملية المقصودة بالنسبة لألمالك األخرى.
لإلجابة عن التساؤل أعاله ،وجب التمييز بين ثالثة إجراءات أساسية ،حدد أحكامها قانون األمالك الوطنية
الجزائري ،وهي:
28
إجراء تعيين الحدود :هو إجراء إداري بموجبه تقوم السلطة اإلدارية المختصة بمعاينة حدود األمالك العامة .1
الطبيعية .وطبقا لنص المادة 29من قانون األمالك الوطنية " :تعيين الحدود هو معاينة السلطة المختصة لحدود
األمالك الوطنية العمومية الطبيعية ".
يفهم من صياغة المادة 29وعبارة "معاينة السلطة المختصة " ،أن إدماج الملك الطبيعي في الملك الوطني
العمومي هو إجراء يتجسد بإصدار قرار إداري بتعيين الحدود الطبيعية لملكية معنية ،يكون هذا القرار ذا أثر كاشف ال
منشئ ،ألن إدماج الملكية الطبيعية ضمن األمالك العامة يتحقق بتوافر العوامل المادية الطبيعية لذلك ويثبت فقط بقرار
اإلدماج.
وطبقا لنص المادة 29من قانون األمالك الوطنية ،في فقرتها الثانية " تبين عملية تعيين الحدود بالنسبة
لشواطئ البحر وبالنسبة لضفاف األنهار" .وعليه يتم التمييز بخصوص إجراء تعيين الحدود بين ما يلي:
.1.1تعيين حدود األمالك العمومية البحرية :تثبت حدود األمالك الوطنية العمومية البحرية وفقا ألحكام المرسوم
التنفيذي رقم 427-12 :لعام .2012ونصت المادة 08منه ،على أنه تعاين حدود البحر من جهة األرض ابتداء من
حد الشاطئ الذي تلفه األمواج في أعلى مستواها خالل السنة وفي الظروف الجوية العادية.
وحفاظا على حقوق الغير المالك ألراضي محاذية لشاطئ البحر ،تبادر إدارة أمالك الدولة أو إدارة الشؤون
البحرية أو كالهما بإجراء معاينة قصد وضع الحدود بين األمالك العامة البحرية الطبيعية والمالك الخواص
المجاورين ،ويتم استدعاء كافة األشخاص المعنيين لحضور المعاينة وإ بداء مالحظاتهم وعلى إثر هذه المعاينة تعد
المصالح التقنية تقريرا يمكن الوالي المختص من اتخاذ قراره بتعيين الحدود البرية لألمالك العمومية البحيرة ،ويبلغه
إلى مدير أمالك الدولة المختص إقليميا.
وفي حالة تسجيل اعتراضات من قبل أصحاب الملكيات الخاصة المجاورة للشاطئ ،تضبط الحدود البرية
للملكية العمومية البحرية بقرار وزاري مشترك بين المدير المختص والوزير المكلف بالمالية.
.2.1تعيين حدود األمالك العمومية المائية:
كما سبق بيانه ،تدخل ضمن هذه األمالك ،مجاري السواقي والوديان والبحيرات والمستنقعات ...والرواسب
المرتبطة بها ،واألراضي والنباتات الموجودة في ضفافها.
وحسب نص المادة /29ف 02.من قانون األمالك الوطنية ،حينما تبلغ أقوى المياه المتدفقة في السنة وفي
الظروف الجوية العادية أعلى مستواها ،دون أن تصل إلى حد الفيضان ،كان لزاما على إدارتي أمالك الدولة والري أن
تجريا معاينة علنية تسجل فيها مالحظات واعتراضات لمالكي األراضي المجاورة للملكية العمومية المائية.
وعلى إثر نتائج المعاينة ،ينفذ الوالي المختص إقليميا قرار وضع حدود الملكية الطبيعية المائية وله أن يستعين
بخبرة استشارية من الخبراء موضوعة تحت وصاية الوزير المكلف بالري في حالة وجود اعتراضات على قراره.
لتضبط حدود الملكية العمومية المائية بقرار وزاري مشترك بين الوزير المكلف بالمالية ،الوزير المكلف بالري
والوزراء المعنيون (المادتين 16و 17من المرسوم التنفيذي رقم ،427-12 :سالف الذكر).
وقرار تعيين الحدود يبلغ لكل مجاور معني باألمر ويكون قابال للطعن فيه أمام السلطات القضائية
29
اإلدارية المختصة ،ووفقا إلجراءات الطعن اإلداري المقررة قانونا.
إجراء التصفيف :يكون إضفاء صفة العمومية على األمالك العمومية االصطناعية في مجال الطرق والسكك .2
الحديدية بموجب االصطفاف أو التصفيف.
والتنصفيف أو االصطفاف بمفهوم المادة 29من المرسوم التنفيذي رقم ،427-12 :هو )...( " :العمل الذي
تضبط به اإلدارة حد طرق المواصالت ،وبالتالي حدود المجاورين".
كما أكدت المادة 30من القانون رقم 30-90 :على أن" :هدف االصطفاف هو إثبات تعيين الحدود الفاصلة
بين الطرق العمومية والملكيات المجاورة".
ويقع التصفيف على مرحلتين:
مرحلة المخطط العام لالصطفاف ،وهو يبين حدود مجموعة من الطرق مثال ،ويمتاز بطابع التخصيص، .1.2
ويتحقق بالنشر.
مرحلة االصطفاف الفردي ،وهو يبين للمالك المجاورين الحدود الفاصلة لملكياتهم الخاصة المجاورة بصورة .2.2
فردية ،ولذلك ،فهو يمتاز بطابع تصريحي ،ويتحقق بالتبليغ.
وعموما ،يعتمد مخطط االصطفاف على الطرق الموجودة بحيث ال يؤدي إلى تغيير محورها أو تفريعه،
ويخضع إعداده تحت طائلة بطالنه وعدم االحتجاج به أمام الغير على التحقيق والنشر.
وقد يكون االصطفاف بالتراضي أو بإتباع إجراء نزع الملكية .ومنه ،فإنه يفتح باب الطعن أمام القضاء ،وذلك
ما قررته المادة 30من القانون رقم( 30-90 :المعدل).
وتضبط حدود الطرق السريعة والطرق الوطنية ،ومرافقها الواقعة في التجمعات العمرانية حسب القواعد
المنصوص عليها في التصميم العام للتصفيف أو أدوات التهيئة والتعمير .وبالنسبة لتلك الواقعة في المناطق الجبلية،
فحسب المقاييس التقنية التي يحددها التنظيم.
وتضبط حدود السكك الحديدية وملحقاتها حسب التصميم العام للتصفيف الموافق عليه بمرسوم إال إذا تعلق
التصفيف بأشغال كبرى ،وبقرار وزاري مشترك بين الوزير المكلف بالنقل واألشغال العمومية والوزير المكلف
بالشؤون الداخلية والجماعات المحلية والوزير المكلف بالمالية – إذا كان التصفيف سيشمل أكثر من والية – وبقرار
من الوالي المختص إقليميا – إذا كان التصفيف سيشمل على والية واحدة( .وذلك ما قررته المواد من 25وإ لى ،28
وكذا 35 ،و 36من المرسوم التنفيذي رقم.)427-12 :
إجراء التصنيف :استنادا ألحكام المادة /31فقرة 01من القانون رقم 30-90 :والمادة 688من القانون المدني، .3
يعتبر التصنيف عمال قانونيا أو حالة واقعة بمقتضاها يندرج الملك في صنف األمالك الوطنية العمومية
االصطناعية.
كما نصت الفقرة الثانية من المادة 31من القانون رقم ،30-90 :على ّأنه )...( " :ويجب أن يكون الملك
يتم لهذا الغرض
حق سابقٍ ،وإ ّما بامتالك ُّ
إما بمقتضى ٍّ
المطلوب تصنيفه ملكا للدولة أو إلحدى الجماعات اإلقليمية ّ
30
الملكية .وتقوم باالقتناء الجماعة أو
ّ حسب طرق القانون العام (االقتناء ،التبادل ،الهبة )...وإ ّما عن طريق نزع
المصلحة التي يوضع تحت تصرفها الملك المطلوب تصنيفه".
وعليه ،يسبق إجراء التصنيف إجراء اكتساب الشخص المعنوي العام ملكية المال إما بإحدى وسائل القانون
الخاص ،أو بإحدى وسائل القانون العام العادية أو االستثنائية ،كنزع الملكية واالستيالء المؤقت ...
كما أنه ،وبعد حيازة المال واكتسابه ،يجب أن يهيأ الملك االصطناعي تهيئة خاصة تتالءم مع الهدف الذي
أنشئ ألجله ،وذلك ما نصت عليه أحكام المادة 31من القانون رقم 30-90 :في فقرتها الثالثة.
ونصت في هذا المفهوم المادة 33من القانون رقم ،30-90 :المعدلة بموجب المادة 09من القانون رقم:
،14-08على ما يلي " :إنشاء األمالك الوطنية العمومية االصطناعية يكون بجعل الملك يخضع بمهمة ذات مصلحة
عامة أو تخصيصه لها ،وال يسري مفعولها إال بعد تهيئة خاصة للمنشأة واستالمها بالنظر إلى وجهته".
ويدرج الملك في األمالك الوطنية العمومية االصطناعية بعد استكمال عملية التهيئة وإ صدار العقد القانوني
ُ
للتصنيف حسب مفهوم المادة 31من هذا القانون ،من طرف الوزير المكلف بالمالية أو الوالي المختص ،بعد مداولة
المجلس الشعبي المعني".
وإ ن كان القرار اإلداري الصادر بتعيين حدود ملكية وطنية عمومية طبيعية ذات أثر كاشف ،فإن القرار
اإلداري الصادر بتصنيف الملك ضمن األمالك الوطنية العمومية االصطناعية يكون دائما ذا أثر منشئ بدليل أن المادة
31من القانون رقم( 30-90 :المعدل) ،تعرف التصنيف على أنه" :عمل السلطة المختصة الذي يضفي على الملك
المنقول أو العقار طابع األمالك الوطنية العمومية االصطناعية".
عموما ،يحدد القانون الجهة اإلدارية التي تضطلع بإصدار قرار التصنيف ،فتصنف ،مثال ،الطرق الوطنية
بمرسوم تنفيذي ،وتصنف الطرق الوالئية بقرار وزاري مشترك ،بينما تصنف الطرق البلدية بقرار والئي.
وتصنف العقارات الخاصة التابعة للدولة ضمن الملكية الوطنية العمومية بقرار يتخذه الوزير المكلف بالمالية أو الوالي
المختص .وفي حالة عدم وجود نص قانوني يخول سلطة ما اتخاذ قرار التصنيف ،يعود االختصاص إلى الهيئة المالكة
(الدولة ،الوالية والبلدية).
هذا ،وقد نصت المادة /33فقرة 02من قانون األمالك الوطنية ،على ّأنه " :يدرج الوزير أو الوالي المختص
الملك في األمالك الوطنية االصطناعية بعد استكمال عملية التهيئة إن اقتضى األمر .وإ صدار العقد القانوني للتصنيف
حسب مفهوم المادة 31أعاله وفقا لألشكال القانونية".
ثالثا :إخراج الملك من األمالك الوطنية العمومية :ميز الفقه بين ثالث وضعيات لزوال صفة العمومية عن
الملك الوطني العمومي ،وهي:
زوال صفة العمومية عن األمالك الوطنية العامة بفعل الظواهر الطبيعية :مثلما سبقت اإلشارة إليه ،تكتسب .1
األمالك الطبيعية البحرية والنهرية صفة العمومية بحكم طبيعتها ،وما قرار تعيين الحدود سوى مجرد قرار ذا
أثر كاشف .وذلك ما جاء التأكيد عليه ضمن أحكام المواد من 35وإ لى 37من قانون األمالك الوطنية .والتي
أن:
تؤ ّكد على ّ
31
الثّروات الطّبيعية المنصوص عليها في المادة 17من الدستور ،والفقرة األخيرة من المادة 15من قانون األمالك -
طبيعية تجعلها تابعة لألمالك الوطنية العمومية.
ّ وضعية
ّ الوطنية ،تكتسب بمجرد تكوينها،
در ُج قانونا بمجرد معاينتها ضمن األمالك الوطنية العمومية :المعادن والمناجم والحقول والثروات المحددة بالمادة
تُ َ -
يتم اكتشافها نتيجة أعمال حفر وتنقيب .وكذا ،الموارد المائية بأنواعها،
15من قانون األمالك الوطنية ،التي ّ
وثروات الجرف القاري والمنطقة االقتصادية البحرية ،وأيضا الغابات والثروات الغابية بأنواعها ،سواء أكانت
ناجمة عن أشغال التهيئة الغابية واالستصالح أو عن إجراءات التأميم أو مقتناة من نزع الملكية من أجل المنفعة
تم الحصول عليها عن طريق الهبات والوصايا أو عن طريق اإلدماج في أمالك الدولة لتركات ال وارث
العامة أو ّ
لها.
انتهاء التخصيص لألمالك العمومية بصورة فعلية: .2
لم يرد النص ضمن قانون األمالك الوطنية وال القانون المدني الجزائري على إمكانية إلغاء التصنيف في
األمالك العمومية بصورة فعلية ودون صدور قرار إداري .واختلف الفقه في اإلقرار بإمكانية إلغاء التصنيف بالفعل
من عدم إمكانيته:
الرأي األول :يقول بعدم إمكانية انتهاء التخصيص بالفعل ،ويستند في ذلك إلى قاعدة توازي األشكال ،فيشترط أن -
يكون تجديد الملك من صفة العمومية شكليا وقانونيا ،فيتم بذات اإلجراءات التي اكتسب وفقا لها هذه الصفة.1
ويستند هذا الرأي إلى ما جاء به قانون األمالك الوطنية ،وكذا القانون المدني ،بالنص على أن األمالك
العمومية غير قابلة للحجز عليها أو التصرف فيها .ومنه ،ال يمكن اعتبار الملك من األمالك الوطنية الخاصة ما لم
يصدر قرار إداري يجرده من صفة العمومية ويخضعه بذلك ألحكام األمالك الخاصة للدولة.2
الرأي الثاني :يميز بين األمالك الطبيعية واألمالك العمومية االصطناعية:3 -
فبالنسبة للفئة األولى (األمالك الطبيعية) ،يجوز أن تخرج من تصنيف األمالك الوطنية العمومية فتجرد من
صفة العمومية بانتهاء الظروف الواقعية التي كانت تبرر اندماجها في الملك العمومي .وهنا ،نكون أمام حالتين:
الحالة األولى :إذا كانت األراضي التي زالت عنها المياه بصورة نهائية وتراجعت مطلقا ،كانت مملوكة من
قبل ملكية خاصة ،فإنها ترجع إلى مالكها األصلي.
الحالة الثانية :أما إذا كانت هذه األراضي مملوكة من قبل ملكية عمومية ،فهنا ،ال يكفي إلخراجها من األمالك
العمومية مجرد ظروف فعلية ،بل يشترط صدور قرار إداري بإلغاء تصنيفها ضمن الملك العمومي.
أما بالنسبة للفئة الثانية (األمالك االصطناعية) ،فهنا ،وجب التمييز بين حالتين:
أنظر :أعمر يحياوي ،مرجع سابق ،ص ص .46-45 .وأيضا :محمد يوسف المعداوي ،مرجع سابق :ص ص.21-20 . 3
32
الحالة األولى :حالة ما إذا كان الملك قد اندمج في األمالك العمومية على إثر تخصيص فعلي ،أي دون صدور
قرار فإن الفقه هنا يرى بأن صفة العمومية تزول بصورة فعلية.
الحالة الثانية :حالة ما إذا كان الملك قد اندمج في الملك العمومي نتيجة صدور قرار إداري ،فهل يشترط
تطبيق قاعدة توازي األشكال؟
القضاء اإلداري في فرنسا يقول بوجوب صدور قرار إداري من نفس الدرجة إللغاء التخصيص .أما القضاء
العادي فيرى العكس ،أي إمكانية خروج الملك من األمالك العمومية بصورة فعلية ودون صدور قرار.1
زوال صفة العمومية بصدور قرار إداري :وفقا لقاعدة توازي األشكال ،يجب أن يتساوى العمل القانوني الذي يجرد .3
الملك من صفة العمومية مع العمل الذي منحه هذه الصفة وإ ذا خولفت هذه القاعدة حق لكل مصلحة أن يرفع أمره إلى
الجهة القضائية المختصة إللغاء القرار المعيب.
ويأخذ هذا القرار من الناحية الشكلية تسمية قرار إلغاء التصنيف ،وهو عمل إداري إنفرادي صادر عن الجهة
اإلدارية المختصة الغرض منه تجريد الملك العمومي من طابعة العام وإ خراجه من تصنيف األمالك الوطنية العمومية،
وتحويله إلى أمالك وطنية خاصة ليخضع في تسييره وإ دارته ألحكام األمالك الوطنية العمومية.
وقرار إلغاء التصنيف يقوم على شرطين هما:
فقدان العقار الفائدة التي خصها من أجلها. -1
زوال وظيفة المنفعة العامة بالنسبة للعقار المخصص ألجلها -2
أنظر :أعمر يحياوي ،مرجع سابق ،ص .47 .وأيضا :محمد يوسف المعداوي ،مرجع سابق :ص.21 . 1
33