You are on page 1of 73

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة العقيد أحمد درايعية ‪-‬أدرار‪-‬‬

‫قسم العلوم اإلسالمية‬ ‫كلية العلوم االنسانية واالجتماعية والعلو اإلسالمية‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة الماستر في العلوم اإلسالمية‬

‫تخصص الفقه المقارن وأصوله‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬

‫_ يحي عز الدين‬ ‫_ ديهكال محمد‬

‫_ بن عبد الحي خليل‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم واللقب‬


‫رئيسا‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د محمد دباغ‬ ‫‪01‬‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د يحي عز الدين‬ ‫‪02‬‬
‫مناقشا‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬م( أ ) عاشور بوقلقولة‬ ‫‪03‬‬

‫الموسم الجامعي‪1443 :‬ه‪1444/‬ه‪2022//‬م‪2023/‬م‬

‫أ‬
‫ب‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة العقيد أحمد درايعية ‪-‬أدرار‪-‬‬

‫قسم العلوم اإلسالمية‬ ‫كلية العلوم االنسانية واالجتماعية والعلو اإلسالمية‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة الماستر في العلوم اإلسالمية‬

‫تخصص الفقه المقارن وأصوله‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬

‫_ يحي عز الدين‬ ‫_ ديهكال محمد‬

‫_ بن عبد الحي خليل‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم واللقب‬


‫رئيسا‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د محمد دباغ‬ ‫‪01‬‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د يحي عز الدين‬ ‫‪02‬‬
‫مناقشا‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬م( أ ) عاشور بوقلقولة‬ ‫‪03‬‬

‫الموسم الجامعي‪1443 :‬ه‪1444/‬ه‪2022//‬م‪2023/‬م‬

‫ت‬
‫ث‬
‫االهداء‬

‫إىل من وضع هللا سبحانه وتعاىل اجلنة حتت قدميها وأوصى هبا يف كتابه‬

‫(أمي العزيزة)‪.‬‬

‫إىل من هو القدوة والنرباس املنري‪ ،‬صاحب الوجه الطيب واألفعال احلسة‬

‫(أيب العزيز)‪.‬‬
‫إىل خالد الذكر الذي وافته املنية منذ شهور والذي كان السند يف ك‬
‫صغرية وكبرية‪ ،‬أخي العزيز (فيصل رمحه هللا)‪.‬‬
‫إىل أصدقائي ومعاريف الذين أجلهم وأحرتمهم‪.‬‬
‫إىل أساتذيت يف كلية العلوم اإلسالمية‪.‬‬

‫أهدي لكم هذا العمل‪.‬‬

‫ديهكال حممد‬

‫ج‬
‫االهداء‬

‫إىل من سهرت يف صغري وأقرب الناس إىل قليب وفؤادي ومن اجلنة حتت أقدامها‬
‫ومن أوصى هبا هللا والرسول صلى هللا عليه وسلم ( أمي احلبيبة )‪.‬‬

‫إىل الذي له ك االحرتام والوقار وله جزي الشكر على تربييت وتعبه علي‪ ،‬وجاع‬
‫ليطعمين‪ ،‬وتعرى ليكسوين‪ ،‬ايمن أمح امسه بك فخر ( أيب العزيز )‪.‬‬

‫إىل رفقاء طفوليت وسندي يف حيايت ( إخويت األعزاء‪ :‬لعلى‪ ،‬وحسني‪ ،‬وفاطمة‬
‫الزهرة )‪.‬‬

‫إىل أصحايب وخالين وزمالء الدراسة يف ك طور من أطوار دراسيت‪ ،‬وك من عرفتهم‬
‫خبري وذكرين خبري يف هذه احلياة‪.‬‬

‫إىل األستاذ املشرف حفظه هللا (األستاذ حيىي عز الدين)‪ ،‬الذي كان السند لنا يف‬
‫هذا العم وكان من الفض اجلزي يف توجيهنا‪ ،‬فله ك الشكر واالحرتام‪.‬‬

‫إىل ك من درست وتتلمذت على يديه من معلم االبتدائي وأساتذة املتوسط‬


‫والثانوية واجلامعة‪ ،‬وإىل ك من علمين درسا أو نصيحة ينفعانين يف دنييت وآخريت‪.‬‬

‫أهدي إليكم هذا العمل‪.‬‬

‫بن عبد احلي خليل‬

‫ح‬
‫الشكر والعرفان‬

‫احلمد هلل والشكر له على نعمه الكثرية اليت ال حتصى‪.‬‬

‫نتقدم خبالص شكران وتقديران إىل فضيلة األستاذ الدكتور حيي عز الدين حفظه هللا‪،‬‬
‫على إشرافه على هذا البحث‪.‬‬

‫كما نتقدم جبزي الشكر واالمتنان والتقدير والعرفان إىل األستاذين الكرميني عضوي جلنة‬
‫املناقشة‪:‬‬

‫فضيلة األستاذ الدكتور‪ :‬حممد دابغ رئيسا‪.‬‬

‫فضيلة األستاذ الدكتور‪ :‬عاشور بوقلقولة مناقشا‪.‬‬

‫على تفضلهما بقبول مناقشة هذا البحث وتقوميه ونسأل هللا أن جيزيهم حسن اجلزاء‪.‬‬

‫كما نتقدم ابلشكر إىل مجيع أساتذة كلية العلوم اإلسالمية ونسأل هللا هلم العون‬
‫والسداد‪.‬‬

‫ونشكر ك من مد لنا يد العون ولو بكلمة طيبة يف إجناز هذا البحث املتواضع‬

‫ديهكال حممد‬

‫بن عبد احلي خلي‬

‫خ‬
‫قال تعاىل‬
‫ون َحت َّ ٰى يُ َح ِّك ُم َ‬
‫وك‬ ‫ﵟفَ ََل َو َر ِّب َك ََل يُ ۡؤ ِّمنُ َ‬
‫ش َج َر بَ ۡينَ ُه ۡم ث ُ َّم ََل يَ ِّجد ُواْ ِّف ٓي أَنفُ ِّس ِّه ۡم‬
‫ِّفي َما َ‬
‫س ِّل ُمواْ ت َ ۡس ِّل ٗيما‬ ‫ض ۡي َ‬
‫ت َويُ َ‬ ‫َح َر ٗجا ِّم َّما قَ َ‬
‫‪٦٥‬ﵟ‬
‫[النساء‪]65:‬‬

‫د‬
‫املقدمة‪ :‬وتشمل ما يلي‪:‬‬

‫التعريف ابملوضوع‬

‫االشكالية‬

‫أمهية املوضوع‬

‫أسباب اختيار املوضوع‬

‫الدراسات السابقة‬

‫منهج البحث‬

‫صعوابت البحث‬

‫خطة البحث‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫احلمد هلل رب العاملني الرمحن الرحيم مالك يوم الدين‪ ،‬جامع الناس ليوم الريب فيه‪ ،‬ومنه نستمد القوة‬
‫دوتِنَا حممد بن عبد هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫والتمكني‪ ،‬والصالة والسالم على املبعوث رمحة للعاملني نبينا وقُ َ‬
‫وعلى آله وصحبه أمجعني ومن تبعهم إبحسان إىل يوم الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫التعريف ابملوضوع‪:‬‬
‫يعترب موضوع تقنني الفقه اإلسالمي من املواضيع املعاصرة اليت هلا عالقة ابلعلوم الشرعية ‪ ،‬ولقد تطور‬
‫منهجه يف العصر احلديث على يد العديد من الباحثني والفقهاء من أه الشريعة اإلسالمية من جهة ومن‬
‫أه القانون من جهة أخرى‪ ،‬ومن مميزاته يف الوقت الراهن انه أنشأ صورة جديدة لالجتهاد وهو ما يعرف‬
‫ابالجتهاد اجلماعي‪ ،‬لكي يكون التشريع القانوين السائر يف الدول مبين على أحكام الشريعة‪ ،‬ويسه على‬
‫السلطة القضائية أيضا احلكم مبا يتماشى مع املصلحة العامة للمجتمع داخ الدولة‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫د سامهت جهات كثرية يف تقنني أحكام الفقه اإلسالمي وذلك بعد حسم الخالف يف مشروعيته‬
‫وضرورته‪ ،‬وذلك بظهور جملة األحكام العدلية اليت دعت إليها ظروف وأسباب بعضها ذايت تتعلق بوجود‬
‫الدولة العثمانية كخالفة إسالمية دستورها أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وبعضها موضوعية تتعلق حباجة‬
‫القضاء للتقنني واملعامالت الخارجية مع الدول األجنبية‪.‬‬
‫وملا كانت جملة األحكام العدلية قاصرة عن استيعاب الساحة الكربى لألمة اإلسالمية وخاصة اقتصارها‬
‫على املذهب احلنفي والقانون املدين‪ ،‬فجاءت حماوالت لسد النقص او كبدائ متعددة ومتنوعة‪ ،‬ساهم يف‬
‫تعددها وتنوعه ا أحياان اجلانب الفقهي املذهيب وأحياان اجلانب السياسي‪ ،‬وهذه التجارب تظهر إىل يوم‬
‫الناس هذا‪ ،‬بعضها رمسي أي قام عليه جهات رمسية من دول وحكومات ومنظمات إقليمية كجامعة الدول‬
‫العربية‪ ،‬ودولية كمنظمة املؤمتر اإلسالمي (التعاون اإلسالمي)‬
‫وبعض التجارب قام به أفراد أو جهات غري رمسية والسؤال املطروح هو‪:‬‬
‫ما هو حجم هذه التجارب من حيث الكم والنوع؟ وه أن هذا العدد كاف يفي مبتطلبات املرحلة الراهنة‬
‫أم ليس كذلك؟‬

‫‪2‬‬
‫ولإلجابة على هذه األسئلة جاء هذا البحث املعنون "جتارب تقنني الفقه اإلسالمي الفردية والرمسية‬
‫(الفردية والرمسية)"‪.‬‬
‫امهية املوضوع‪ :‬للتقنني الفقهي أمهية تربز يف‪:‬‬
‫ـ التعريف بتقنني الفقه اإلسالمي وبيان اترخيه ونشأته‬
‫ـ بيان املقصد من تقنني الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫ـ الكشف عن جتارب تقنني الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫أسباب اختيار املوضوع‪:‬‬
‫مما دفعنا الختيار موضوع {جتارب تقنني الفقه اإلسالمي الفردية والرمسية‪ ،‬مجع ودراسة} عدة أسباب‬
‫منها‪:‬‬
‫ـ التعرف على البداايت يف تقنني الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫ـ بيان مراح تطور عملية تقنني الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫ـ بيان مسوغات التأليف يف تقنني أحكام الشريعة‪.‬‬
‫ـ أمهية هذا املوضوع يف العصر احلديث‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ .‬تقنني الفقه اإلسالمي‪ ،‬مفهومه‪ ،‬مشروعيته‪ ،‬منهجه‪ :‬وهي رسالة مقدمة من الباحثة شهرزاد بوسطلة‪،‬‬
‫لني درجة املاجستري يف الشريعة والقانون بكلية أصول الدين واحلضارة اإلسالمية جبامعة األمري عبد القادر‬
‫للعلوم اإلسالمية بقسنطينة سنة ‪ 2001‬ميالدي‪ .‬تناولت الباحثة يف الفص األول مفهوم التقنني يف الفقه‬
‫اإلسالمي والقانون الوضعي ومشروعيته‪ ،‬ويف الفص الثاين مزااي التقنني وعيوبه‪ ،‬الفص الثالث منهج التقنني‬
‫وآلياته على أحكام الفقه مع مراعاة مبادئ الشريعة‪ ،‬الفص الرابع دراسة تطبيقية يف قانون األسرة اجلزائري‪،‬‬
‫خامتة هتدف هذه الدراسة إىل بيان تقنني الفقه اإلسالمي من حيث املفهوم واملشروعية واملنهج مع بيان‬
‫منهج وأدوات وقواعد صياغة األحكام‪.‬‬
‫ـ حركة التقنني الفقهي وأثرها على الفقه اإلسالمي‪ :‬رسالة مقدمة من طرف الباحثة لعيادة هاجر لني‬
‫درجة املاجستري يف العلوم اإلسالمية ختص الفقه وأصوله‪ ،‬كلية العلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة اجلزائر العاصمة‪،‬‬
‫العام الدراسي ‪ ،2017/2016‬تناولت فيها مفهوم حركة التقنني وبيان أمهيتها مث اتريخ تقنني الفقه‬
‫الوضعي واإلهلي وحكمه‪ ،‬وأثر حركة التقنني على القوانني الوضعية واالجتهاد‪ ،‬هتدف هذه الدراسة إىل نفي‬

‫‪3‬‬
‫شبهة أحكام الفقه اإلسالمي يف القانون الروماين يف البالد اإلسالمية‪ ،‬وتقدمي صورة واضحة للتقنني مع بيان‬
‫معامله‪.‬‬
‫ـ تقنني الفقه اإلسالمي ـ مصطفى أمحد الزرقا ـ أمنوذجا‪ :‬مذكرة مقدمة من طرف الباحثة بوبكر نصرية‪،‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية والعلوم اإلسالمية‪ ،‬قسم العلوم اإلسالمية جامعة أدرار‪ ،‬املوسم الدراسي‬
‫‪ ،2020/2019‬تطرقت يف املبحث األول إىل نشأة التقنني الفقهي وعالقته ابلتقعيد والتنظري الفقهي‪،‬‬
‫املبحث الثاين موقف مصطفى الزرقا من التقنني الفقهي ومناذج تطبيقية من التقنني‪ .‬هتدف هذه الدراسة إىل‬
‫بيان الطرق اليت انتهجها مصطفى الزرقا يف تقنني الفقه‪ ،‬االستفادة من التجربة العلمية اليت قدمها الشيخ‬
‫مصطفى الزرقا يف سبي التقنني‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫اعتمادا على املنهج التحليلي‪.‬‬
‫صعوابت البحث‪:‬‬
‫‪ -‬غزارة املعلومات مع قلة املصادر واملراجع املدونة هلا‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫وقد مت تقسيم البحث إىل مقدمة ومبحث متهيدي ومبحثني وخامتة‪ ،‬تناولت املقدمة التعريف ابملوضوع‪،‬‬
‫إشكالية املوضوع‪ ،‬أسباب اختيار املوضوع‪ ،‬أمهية املوضوع‪ ،‬أهداف املوضوع‪ ،‬الدراسات السابقة‪ ،‬منهج‬
‫البحث‪ ،‬صعوابت البحث‪ ،‬خطة البحث‪،‬‬
‫أما املبحث التمهيدي حيتوي على مطلبني‪ :‬األول تعريف التقنني‪ ،‬والثاين اتريخ التقنني‪.‬‬
‫تطرقنا يف املبحث األول إىل جتارب التقنني الرمسية والفردية‪ ،‬هو على مطلبني‪ :‬األول التجارب الرمسية‪،‬‬
‫والثاين التجارب الفردية‪.‬‬
‫أما املبحث الثاين فقد تناول الدراسة والتحلي للتجارب اليت تطرقتا هلا يف املبحث األول‪ ،‬وهو على‬
‫مطلبني‪ :‬األول دراسة التجارب الرمسية‪ ،‬والثاين دراسة التجارب الفردية‪.‬‬
‫ـ خامتة‪ ،‬تتضمن أهم النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫ـ قائمة املصادر واملراجع‪.‬‬
‫ـ قائمة الفهارس‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬
‫املبحث التمهيدي‪:‬‬
‫ـ املطلب األول‪ :‬تعريف التقنني‬
‫ـ املطلب الثاين‪ :‬اتريخ التقنني‬
‫املبحث األول‪ :‬جتارب التقنني الرمسية والفردية‪.‬‬
‫ـ املطلب األول‪ :‬التجارب الرمسية‪.‬‬
‫ـ املطلب الثاين‪ :‬التجارب الفردية‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬حتليل ودراسة التجارب‪.‬‬
‫ـ املطلب األول‪ :‬دراسة التجارب الرمسية‪.‬‬
‫ـ املطلب الثاين‪ :‬دراسة التجارب الفردية‪.‬‬
‫خامتة‪ :‬أهم النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‪.‬‬
‫قائمة الفهارس‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مبحث متهيدي‪ :‬يشتم على مطلبني‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف التقنني‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اتريخ التقنني‬

‫مبحث متهيدي‬
‫يتضمن هذا املبحث التعريف ابلتقنني الفقهي وبيان اترخيه‬

‫‪6‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف التقنني الفقهي‬
‫الفرع األول‪ :/‬تعريف الفقه لغة واصطالحا‪:‬‬
‫أوال‪ :/‬تعريف الفقه يف اللغة‪:‬‬
‫جاء يف مقاييس اللغة‪ :‬الفقه‪ ،‬الفاء والقاف واهلاء أص واحد يدل على إدراك الشيء والعلم به‪ ،‬تقول‬
‫فهمت احلديث أفقهه‪ ،‬وك علم ابلشيء فهو فقه يقولون‪ :‬ال يفقه وال ينقه مث اختص بذلك علم الشريعة‬
‫‪1‬‬
‫فقي لك عامل ابحلالل واحلرام فقيه‪ ،‬إذا أفقهتك الشيء أي بينته لك‬
‫جاء يف لسان العرب‪ :‬من مصدر فقه‪ ،‬والفقه هو العلم ابلشيء‪ ،‬والفهم له‪ ،‬وغلب على علم الدين لسادته‬
‫‪2‬‬
‫وشرفه‪ ،‬وفضله على سائر أنواع العلم‪ ،‬وفقه فقها مبعىن علم علما‪.‬‬
‫جاء يف معجم احمليط‪ :‬فقه األمر فقها أي أحسن إدراكه يقال‪ :‬فقه عنه الكالم وحنوه‪ ،‬فهمه‬
‫فاقهه‪ :‬غالبة يف الفقه أي العلم‪ ،‬فقهه‪ ،‬صريه فقيها واألمر تفهمه تفطنه ويقال تفقه فيه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫والفقاهة‪ :‬الفقه والفطنة‪ ،‬والفقيه هو العامل الفطن‪ ،‬والعامل أبصول الشريعة وأحكامها‪.‬‬
‫اثنيا‪ :/‬تعريف الفقه يف االصطالح‪:‬‬
‫‪ /1‬عند األصوليني ‪:‬‬
‫عرفه الرازي‪ :‬الفقه هو العلم ابألحكام الشرعية العملية املستدل على أعياهنا حبد ال يعلم كوهنا من الدين‬
‫‪4‬‬
‫بضرورة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫عرفه ابن جزي‪ :‬هو العلم ابألحكام الشرعية الفرعية أبدلتها على التفصي يف األحكام ويف أدلتها‪.‬‬
‫ـ حمرتزات التعريف‪ :6‬العلم يريد به ما يشم القطع والظن ألن الفقه منه مقطوع به ومظنون‪ ،‬فالعلم هنا‬
‫الظن وما يف معناه‪.‬‬
‫ـ األحكام حترز من العلم ابلذوات‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ابن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬دار الفكر للطباعة‪ ،‬جممع اللغة العربية‪ ،‬بدون ط ج‪ ،4/‬ابب الفاء والقاف ص‪442/‬‬
‫‪ 2‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪/‬جديدة حمققة ومشكولة شكال كامال مفصلة‪ ،‬مج‪ ،5/‬ج‪ ،39/‬ص‪.442/‬‬
‫‪ 33‬الفريوز أابدي‪ ،‬قاموس احمليط‪ ،‬مؤسسة الرسالة بريوت لبنان‪ ،‬ط‪8/‬ـ‪1436‬هـ ‪2005‬م‪ ،‬ص‪.1250/‬‬
‫‪ 4‬فخر الدين الرازي‪ ،‬احملصول يف علم أصول الفقه‪ ،‬بدون ط‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.78/‬‬
‫‪ 5‬بن جزي الغرانطي املالكي‪ ،‬تقريب الوصول إىل علم األصول‪ ،‬دار الرتاث اإلسالمي اجلزائر ط‪1410 1/‬هـ ‪1990‬م‪ ،‬ص‪.43/‬‬
‫‪ 6‬نفس املصدر‪ ،‬ص‪43 /‬‬

‫‪7‬‬
‫ـ الشرعية حتزر من العقليات وغريها‬
‫ـ الفرعية حترز من أصول الدين‪.‬‬
‫عرفه الشريازي‪ :‬الفقه هو معرفة األحكام الشرعية اليت طريقتها االجتهاد‪ ،‬أراد ابألحكام الشرعية األحكام‬
‫‪1‬‬
‫التكليفية وهي الواجب واملندوب واملباح واحملظور واملكروه والصحيح والباط ‪.‬‬
‫‪ /2‬عند الفقهاء ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫أبو حنيفة‪ :‬الفقه هو معرفة النفس ماهلا وما عليها عمال‪.‬‬
‫وهذا التعريف سوى القيد أراد ابملعرفة سبب املعرفة الخاصة‪ ،‬وهي إدراك اجلزئيات عن دلي اعىن امللكة‬
‫الخاصة من تتبع القواعد بقرينة تعليقها بعامني بعدها‪ ،‬اعىن ماهلا وما عليها فإن العادة قاضي ابمتناع معرفة‬
‫ك ماهلا وما عليها ال عن دلي وقوة استنباط‪ ،‬وهذه امللكة ال ينافيها عدم معرفة من هو فقيه ابإلمجاع‬
‫‪3‬‬
‫بعض األحكام‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬تعريف التقنني لغة واصطالحا‪:‬‬


‫أوال‪ /‬تعريف التقنني لغة‪:‬‬
‫جاء يف املعجم الوسيط‪ :‬قنن وضع القوانني مجع قانون مقياس ك شيء وطريقه "رومية وقي فارسية"‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫والقانون هو أمر كلي ينطبق على مجيع جزئياته اليت تتعرف أحكامها منه‪.‬‬
‫جاء يف معجم اللغة العربية املعاصرة‪ :‬قنن‪ ،‬يقنن‪ ،‬تقنينا فهو مقنن‪ ،‬واملفعول مقنن للمتعدي‪ ،‬قنن املشرع‬
‫‪5‬‬
‫وضع القوانني ودوهنا مث قنن العم أي وضع قوانينه ودوهنا‪ ،‬قنن اللغة‪ ،‬قنن الطعام‪.‬‬
‫اثنيا‪ :/‬تعريف التقنني يف االصطالح‪:‬‬
‫‪ /1‬عند الفقهاء ‪:‬‬
‫عرفه مصطفى الزرقا‪ :‬يعرف التقنني بوجه عام أبنه مجع األحكام والقواعد التشريعية املتعلقة مبجال من‬
‫جماالت العالقات االجتماعية‪ ،‬وتبويبها وترتيبها‪ ،‬وصياغتها بعبارات آمرة موجزة واضحة يف بنود تسمى‬

‫‪ 1‬أيب إسحاق الشريازي‪ ،‬اللمع يف أصول الفقه‪ ،‬دار الكلم الطيب‪ ،‬ودار ابن كثري دمشق‪ ،‬بريوت ط‪1416 ،1/‬هـ ‪1995‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬ابو يوسف ضياء الدين واجد انئلي‪ ،‬مرآة األصول شرح مرقاة األصول‪ ،‬بدون ط‪1321 /‬هـ‪ ،‬ص‪.10/‬‬
‫‪ 3‬نفس املصدر‪ ،‬ص‪.10/‬‬
‫‪ 4‬جممع اللغة العربية‪ ،‬معجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية يف إخراج جديد جامعة مصر‪ ،‬ط‪1425 4/‬هـ ‪2004‬م‪ ،‬ص‪.763 /‬‬
‫‪ 5‬أمحد خمتار عمر‪ ،‬معجم اللغة العربية املعاصرة عامل الكتب‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1429 ،1/‬هـ ‪2008‬م‪ ،‬م‪ ،3/‬ص‪.1864‬‬

‫‪8‬‬
‫(مواد) ذات أرقام متسلسلة‪ ،‬مث إصدارها يف صورة قانون أو نظام تفرضه الدولة‪ ،‬ويلتزم القضاة بتطبيقه بني‬
‫‪1‬‬
‫الناس‪.‬‬
‫عرفه القرضاوي‪ :‬التقنني أن يصاغ يف صورة مواد قانونية مرتبة على غرار القوانني احلديثة من مدنية وجنائية‬
‫وإدارية‪...‬إخل وذلك لتكون مرجعا سهال حمددا‪ ،‬ميكن بيسر أن يتقيد به القضاة ويرجع إليه احملامون‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ويتعام على أساسه املواطنون‪.‬‬
‫‪ :/2‬عند القانونيني‪:‬‬
‫التقنني هو جتميع القوانني الخاصة بفرع معني مع فروع القانون يف تشريع واحد بطريقة منسقة ومنظمة‬
‫‪3‬‬
‫ومبلورة‪ ،‬بواسطة السلطة التشريعية يف الدولة‪.‬‬
‫وعرفه الدكتور وهبة الزحيلي أبنه‪ " :‬صياغة أحكام املعامالت وغريها من عقود ونظرايت ممهدة هلا يف‬
‫‪4‬‬
‫صورة مواد قانونية يسه الرجوع إليها "‪.‬‬
‫وعرفه الدكتور حممد زكي عبد الرب أبنه‪ " :‬عبارة عن مجع القواعد الخاصة بفرع من فروع القانون بعد تبويبها‬
‫وترتيبها وإزالة ما قد يكون بينها من تناقض وفيها من غموض يف مدونة واحدة‪ ،‬مث إصدارها يف شك قانون‬
‫تفرضه الدولة عن طريق اهليئة اليت متلك سلطة التشريع فيها‪ ،‬بصرف النظر عما إذا كان مصدر هذه القواعد‬
‫‪5‬‬
‫التشريع أو العرف أو العادة أو القضاء أو غري ذلك من مصادر القانون‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف تقنني الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫فرق مصطفى الزرقا بني تقنني الفقه والتقنني من الفقه‪.‬‬
‫ـ ـ فقد عرف تقنني الفقه أبنه‪ :‬تقنني أحكام املذهب الواحد يف املعامالت إذا أرادت الدولة يف بعض‬
‫األقطار اإلسالمية أن جيري قضاءها على مذهب واحد فقط‪.‬‬

‫‪ 1‬مصطفى الزرقا‪ ،‬املدخ الفقه العام‪ ،‬دار القلم دمشق‪ ،‬ط‪1425 ،2/‬هـ ‪2004‬م‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪313‬‬
‫‪ 2‬يوسف القرضاوي‪ ،‬الفقه اإلسالمي بني األصالة والتجديد‪ ،‬مكتبة وهبة القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2/‬ص‪.49/‬‬
‫‪ 3‬لدـ عمر طه يدوي حممد‪ ،‬املدخ لدراسة القانون (نظرية القانون)‪ ،‬مدرس القانون املدين كلية احلقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬ص‪.102‬‬
‫‪ 4‬وهبة الزحيلي‪ ،‬جهود تقنني الفقه اإلسالمي‪ ،‬ص‪26/‬‬
‫‪ 5‬حممد زكي عبد الرب‪ ،‬تقنني الفقه اإلسالمي املبدأ واملنهج والتطبيق‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪9‬‬
‫أما ابلنسبة للتقنني من الفقه‪ :‬هو أن تستمد الدولة تقنيناهتا يف خمتلف املوضوعات من الفقه‪ ،‬أو من مجيع‬
‫املذاهب املعتربة‪ ،‬ومن آراء فقهاء الصحابة والتابعني ومن بعدهم من اجملتهدين الذين نقلت آراؤهم يف كتب‬
‫‪1‬‬
‫اختالف الفقهاء‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فقد عرفه الزرقا‪ :‬هو تطبيق التقنني اآلنف الذكر على األحكام الفقهية املأخوذة من مذهب واحد‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫عرفه عبد الرمحن الشرتي‪ :‬هو صياغة األحكام الشرعية يف عبارات إلزامية‪ ،‬ألج إلزام القضاة ابحلكم هبا‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اتريخ التقنني الفقهي‪.‬‬
‫‪ _1‬تعترب وثيقة املدينة املنورة أول بذرة للتقنني الفقهي‪ ،‬فقد دون فيها الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬‬
‫حقوق املسلمني وغري املسلمني من أه املدينة فقد سطر فيها جمموعة من القواعد والضوابط اليت تنظم‬
‫حياة املسلمني مع يهود املدينة‪.‬‬
‫‪ _2‬فكرة الخليفة'' العباسي أبو جعفر املنصور'' أن جيع موطأ مالك املذهب الرمسي للدولة وذلك حلم‬
‫الناس عليه وااللتزام به‪ ،‬لكن اإلمام مالك رفض هذا االقرتاح‪ ،‬ألن أحاديثه مل جتمع بعد‪ ،‬واملوطأ يف ذلك‬
‫‪4‬‬
‫الوقت مل جيمع السنة كلها‪.‬‬
‫‪ _3‬عرض ابن املقفع على الخليفة'' املنصور'' توحيد العم يف احملاكم ورفع فكرته هذه إىل أمري املؤمنني‬
‫‪.‬وكان مما قاله "فلو رأى أمري املؤمنني أن أيمر هبذه األقضية والسري املختلفة فرتفع إليه يف كتاب ويرفع معها‬
‫ما حيتج به ك قوم من سنة أو قياس‪ ،‬مث نظر أمري املؤمنني يف ذلك وأمضى يف ك قضية رأيه الذي يلهمه‬
‫هللا ويعزم له عليه ‪ ،‬وينهي عن القضاء خبالفه وكتب بذلك كتاب جامعا لرجوان أن جيع هللا هذه األحكام‬
‫املختلطة الصواب ابلخطأ حكما واحدا صوااب‪ ،‬ورجوان أن يكون اجتماع السري قربة إلمجاع األمر برأي أمري‬
‫املؤمنني وع لسانه مث يكون ذلك من آخر الدهر إن شاء هللا‪ ".‬فإن اختالف هذه األحكام‪ ،‬إما شيء‬

‫‪ 1‬مصطفى أمحد الزرقا‪ ،‬املدخ الفقهي العام‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.313‬‬


‫‪ 2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.313/‬‬
‫‪ 3‬عبد الرمحن الشرتي‪ ،‬حكم تقنني الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار الصميعي للنشر والتوزيع اململكة العربية السعودية الرايض‪،‬‬
‫ط‪1428 ،1/‬ه ‪2007‬م‪ ،‬ص‪.15/‬‬
‫‪ _ 4‬عمر سليمان األشقر‪ ،‬املدخ إىل الشريعة اإلسالمية والفقه اإلسالمي‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع األردن ط‪1425 1/‬ه‬
‫‪2005‬م‪ /‬ص‪.351‬‬

‫‪10‬‬
‫مأثور عن السلف غري جممع عليه يدبره قوم على وجه‪ ،‬ويدبره أخرون على وجه أخر فينظر فيه إىل أحق‬
‫‪1‬‬
‫الفريقني ابلتصديق وأؤبه األمرين ابلعدل‪.‬‬
‫‪ _4‬جملة احلكام العدلية اليت أنشئت يف أواخر القرن الثالث اهلجري يف فرتة الخالفة العثمانية يف احملاكم‬
‫النظامية‪ ،‬حيث اتسعت املعامالت التجارية واالتصاالت ابلعامل الخارجي‪ ،‬ووجود قضاة مل يكن ابستطاعتهم‬
‫األخذ من الكتب الفقهية وال التعرف على أقوال املذاهب‪ ،‬فكان تقنني الفقه اإلسالمي أحكامه لتسهي‬
‫االطالع عليها‪ ،‬فأصدرت اجمللة على املذهب احلنفي مذهب الدولة الرمسي سنة ‪1286‬ه ‪1882‬م تشم‬
‫‪ ،1851‬وظ يعم هبا يف كثري من الدول العربية إىل أواسط القرن العشرين امليالدي‪.‬‬
‫‪ _5‬وبعدها أوجد العديد من احلكومات واجلهات الرمسية وجماميع البحوث اإلسالمية وحىت يعض احملاوالت‬
‫والتجارب الفردية قوانني ومشاريع مستمدة من الفقه اإلسالمي‪ ،‬حيث مت إصدار مشروعات متكاملة لتقنني‬
‫املعامالت على املذاهب األربعة‪.‬‬
‫وهذا ما يوصلنا يف األخري إىل أن تقنني األحكام الشرعية فكرة مطروحة من القدمي وليست وليدة العصر‪،‬‬
‫حىت ولو مل خترج للتنفيذ إال يف مراح متأخرة‪.‬‬

‫‪-_1‬عبد هللا ابن املقفع‪ ،‬أاثر ابن املقفع (رسالة يف الصحابة)‪ ،‬دار الكتب العلمية بريوت لبنان ط‪1409 1/‬ه ‪1989‬م ‪/‬ص‪417‬‬

‫‪11‬‬
‫املبحث األول‪ :‬جتارب التقنني الرمسية والفردية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬جتارب التقنني الرمسية‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬جتارب التقنني الفردية‬

‫‪12‬‬
‫املبحث األول‪ :‬جتارب التقنني الرمسية والفردية‪.‬‬
‫ويف هذا املبحث سنتعرف على بعض حماوالت التجارب الفقهية الرمسية والفردية بشك عام‪ ،‬وهو مقسم‬
‫إىل مطلبني على النحو التايل‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التجارب الرمسية‪.‬‬
‫تعددت حماوالت احلكومات اإلسالمية واجلامع الفقهية يف حماولة تقنني الفقه سواءً على مذهب واحد أو‬
‫على املذاهب األربعة‪ ،‬ونذكر منها فيما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬جملة األحكام العدلية‪:‬‬
‫أنشأت اجمللة بعد توقف حرب القرم األوىل بني املسلمني العثمانيني والروس واليت أدت إىل بقاء جالية‬
‫إسالمية ضخمة حتت سلطة الروس فطلبت السلطة العثمانية من الكنيسة األرثوذكسية يف موسكو تقنينا‬
‫واضحا لكيفية معاملة الرعااي املسلمني مما دفع الروس للرد ابملث ‪ ،‬فأنشأ السلطان عبد اجمليد جلنة من‬
‫الفقهاء احلنفية مع مسامهني من املذاهب الثالثة األخرى مراقبني لتقنني القضاء واألحكام الفقهية اإلسالمية‬
‫فصدرت جملة األحكام العدلية‪.‬‬
‫واليت هي جمموعة من التشريعات مكونة من ستة عشر كتااب أوهلا كتاب البيوع واخرها كتاب القضاء‪،‬‬
‫صدر آخر اعدادها يف فرتة الخالفة العثمانية يف شعبان سنة ‪ 1293‬هجرية ‪ 1882‬ميالدية‪ ،‬وإىل جانب‬
‫التقنني الفقهي اإلسالمي جرى تقنني ملا خيص القضاء واألحوال املدنية يف شؤون مجيع األداين يف الدولة‬
‫العثمانية‪.‬‬
‫امتد إصدار اجمللة قرابة ستة عقود وقد تقلب وضعها خالل هذه العقود من دور كبري جدا شبيه مبا تؤديه‬
‫احملكمة العليا حاليا‪ ،‬مث تراجع وضعها مع تعنت فقهاء احلنفية يف عدم الخروج عن املذهب مما دفع السلطنة‬
‫لتوطني قوانني اقتصادية ابلدرجة األساسية أوروبية‪ ،‬وبد تراجع أمهيتها جرى أتصي ألحكامها مبا يسمى‬
‫القواعد الفقهية تشبه ما يسمى حاليا الفقه القضائي‪.‬‬
‫هو أول تدوين للفقه اإلسالمي يف اجملال املدين يف إطار بنود قانونية على مذهب اإلمام ''أيب حنيفة‬
‫النعمان''‪.‬‬
‫مكونة من ستة عشر كتااب أوهلا كتاب البيوع وآخرها كتاب القضاء ك كتاب يتناول موضوع ومكون من‬
‫أبواب وك ابب مكون من فصول‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وهي القاعدة اليت بين عليها قانون األحوال الشخصية وقانون العقوابت يف أغلب الدول العربية وهو سار‬
‫املفعول يف قطاع غزة كقانون مدين وما تزال املرجع األساسي لقانون األحوال الشخصية وتقسيمات‬
‫املذاهب اليهودية يف إسرائي ‪ ،‬يوجد عدة تراجم للغة العربية مع الشرح من ل''فهمي احلسيين''‪.1‬‬
‫جاء يف كتاب ( اتريخ الدولة العلية العثمانية) ‪ [ :‬يف عام ‪1869‬م صدر أمر مهايوين – سلطاين‪-‬‬
‫بتأليف جلنة من سبعة أعضاء يرتأسها انظر العدلية'' أمحد جودت ابشا''( ‪1822‬م – ‪1895‬م) لوضع‬
‫قانون يف املعامالت مستقى من الفقه احلنفي مذهب الدولة العثمانية الرمسي حيتوي األقوال املعتمدة يف‬
‫املذهب وخيلوا من التناقضات واالختالفات يف األقوال األخرى ويراعي يف صياغته سهولة العبارة واالنضباط‬
‫ليسه للقضاة الرجوع إليه‪ ،‬وقد استغرق إعداد اجمللة حنو سبع سنوات إذ أهنت اللجنة مهمتها عام‬
‫‪1876‬م‪ .‬وقد جاءت يف مقدمة وستة عشر كتااب ك منها يعاجل موضوعا معينا‪ ،‬وبلغ عدد موادها ‪1851‬‬
‫مادة‪ ،‬وفور صدورها وضعت موضع التنفيذ واعتربت قانون للدولة العثمانية والوالايت التابعة هلا عدا مصر‬
‫‪2‬‬
‫ذات الوضعية القانونية الخاصة‪ ،‬استمر العم هبا حىت منتصف القرن ال‪20‬م يف بعض البلدان العربية‪].‬‬
‫كان الباعث على وضع جملة األحكام العدلية وإصدارها وإبرادة سنية‪ ،‬أن تكون قانوان مدنيا عاما للبالد‬
‫التابعة للسلطنة العثمانية‪ ،‬وهو ما أوضحته جلن اجمللة يف التقرير الذي تقدمت به إىل الصدر األعظم ''علي‬
‫ابشا''‪ ،‬وقد جاء فيه‪:‬‬
‫(( إن علم الفقه حبر ال ساح له‪ ،‬واستنباط درر املسائ الالزمة منه حل املشكالت يتوقف على مهارة‬
‫علمية وملكة كلية‪ ،‬وعلى الخصوص مذهب احلنفية‪ ،‬ألنه قام فيه جمتهدون كثريون متفاوتون يف الطبقة‪،‬‬
‫ووقع فيه اختالفات كثرية‪ ،‬ومع ذلك فلم حيص فيه تنقيح كما حص يف فقه الشافعية‪ ،‬ب مل تنزل مسائله‬
‫أشتات متشعبة‪ ،‬فتمييز القول الصحيح من بني تلك املسائ واألقوال املختلفة وتطبيق احلوادث عليها عسري‬
‫جداً‪ ،‬وعدا ذلك فإنه بتبدل األعصار تتبدل املسائ اليت يلزم بناءها على العرف والعادة‪.3))...‬‬
‫طبعاهتا‪:‬‬
‫الطبعة األوىل‪ :‬نقال عن املكتبة الشاملة‪ :‬حتقيق جنيب هواويين‪ ،‬والناشر نور حممد‪ ،‬كازخانة جتارة كتب‪ ،‬آرام‬
‫ابغ‪ ،‬كراتشي‪.‬‬

‫‪ _ 1‬جملة األحكام العدلية‪ ،‬مقدمة اجمللة‪.‬‬


‫‪ _2‬حممد فريد‪ ،‬اتريخ الدولة العلية العثمانية‪ ،‬القاهرة‪ ،1893 :‬ص‪.352‬‬
‫‪ _3‬د‪ .‬شام الشاهني‪ ،‬دراسة موجزة عن جملة األحكام العدلية‪ ،‬ط‪1424 /1‬ه‪2004-‬م‪ ،‬دار غار حراء بدمشق (سوراي)‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪14‬‬
‫الطبعة الثانية‪ :‬بعناية بسام عبد الوهاب جايب‪ ،‬يف جملد واحد‪ ،‬دار ابن حزم ‪2021‬‬
‫شروحها‪:‬‬
‫ـ ـ "درر احلكام شرح جملة األحكام"‪ ،‬للشيخ علي حيدر‪ ،‬مصور لدار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان ـ ـ بريوت‪ ،‬وهو‬
‫بتعريب احملامي فهمي حسني‪.‬‬
‫ـ ـ ومن شروحها اجليدة شرح الشيخ حممد الطاهر األاتسي‪ ،‬طبع حبمص ـ سوراي ـ ـ يف سنة (‪ )06‬أجزاء كبار‬
‫وهي طبعة اندرة‪.‬‬
‫ـ ـ شرح جملة األحكام العدلية للكاتب احملاسين حممد سعيد‪ ،‬مطبعة الرتقي ـ ـ دمشق ـ ‪1346‬ه‪1927‬م‬
‫ـ ـ ـ حماضرات يف شرح جملة األحكام العدلية‪ ،‬ملنري القاضي‪ ،‬مطبعة املعارف ـ ـ بغداد ـ ـ ‪1355‬ه ‪1936‬م‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬مشروع تقنني الشريعة اإلسالمية على املذاهب األربعة‪:‬‬
‫قال الدكتور '' حممد عبد الرمحن بيصار '' ‪ :‬قدم جممع البحوث اإلسالمية هذه الطبعة كخطوة على‬
‫الطريق يف سبي الوصول إىل إبراز الشريعة اإلسالمية يف صورهتا األصلية سهلة التناول صاحلة للتطبيق يف‬
‫هذا العصر جيد فيها املسؤولون عن الشريعة والقضاء يف البالد اإلسالمية املختلفة غنيمة عن اللجوء إىل‬
‫التشريعات و القوانني الوضعية‪ ،‬وهم بصدد إرساء دعائم جمتمعهم على أسس من احلق واألصالة والعقيدة‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫هذ ه الطبعة من مشروع تقنني الشريعة اإلسالمية كمشروع حتضريي يؤكد أن الذين قاموا إبعدادها هم خنبة‬
‫من كبار علماء الشريعة اإلسالمية ابألزهر وكبار رجال القانون ذوي احلرص الشديد على أن أتخذ الشريعة‬
‫اإلسالمية مكانتها اجلدية هبا يف حياتنا التشريعية والقانونية‪ ،‬وأهنم قد بذلوا من اجلهد الكثري احملمود من‬
‫أج الخروج مبشروع تقنني الشريعة اإلسالمية إىل احلياة العامة ليكون دليال عمليا على صالحية الشريعة‬
‫اإلسالمية للتطبيق يف ك زمان ومكان ووثيقة يستعني هبا املشرعون واملسؤولون يف البالد اإلسالمية على‬
‫تنفيذ ما جاء يف الدساتري من أن تكون الشريعة اإلسالمية مصدراً رئيسيا للقانون‪.‬‬
‫ومن مث وافق جملس جممع البحوث اإلسالمية يف جلسته رقم‪ 27‬يف ‪8‬مارس ‪1967‬م على أن من مهمة‬
‫اجملمع العم على إجياد مشروع قانون شام لألحوال املدنية واجلنائية وغريها إذا ما تقرر يف الدستور اختاذ‬
‫الشريعة اإلسالمية أساسا للتقنني‪.‬‬
‫وقد عقدت جلنة البحوث الفقهية عدة اجتماعات وضعت فيها خطة العم يف مشروع التقنني على‬
‫النحو التايل‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫مشروع تقنني الشريعة اإلسالمية‪ ،‬تقنني املذاهب الفقهية األربعة احلنفية والشافعية واملالكية واحلنبلية‪.‬‬
‫وتقنني ك مذهب على حدة وتصاغ أحكامه يف مواد على أن يصاغ من ك مذهب الرأي الراجح فيه‪.‬‬
‫ولقد سار العم يف جلان تقنني وفقا لوجه النظر اليت ذهبت إىل تقنني املذاهب الفقهية ك على حدة‬
‫‪1‬‬
‫بعيدا عن التأثر بروح القانون الوضعي ونظرايته كمرحلة أوىل تتلوها مراح التقريب واالختيار‪.‬‬
‫ـ مل نقف هلا اال على طبعة واحدة وهي الطبعة التمهيدية ‪1392‬ه ‪1972‬م‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مشروع قانون املعامالت املدنية‪.‬‬
‫يف بداية فرتة السبعينيات ظهرت مطالبات شعبية يف مصر ابستعادة الشريعة اإلسالمية إىل واقع احلياة‬
‫بشىت صورها‪ ،‬وقام هبذه املطالبات مجعيات ومجاعات‪ ،‬وعلماء جمتهدون‪ ،‬وحركات إصالحية‪ ،‬وكان هلذه‬
‫املطالبات صداها حني وضع الدستور الدائم سنة ‪1971‬م والذي نصت مادته الثانية على أن‪" :‬مبادئ‬
‫الشريعة اإلسالمية مصدر رئيسي للتشريع"‪.‬‬
‫ويف ‪ 4‬نوفمرب ‪1978‬م وعقب انتخاب صويف أبو طالب رئيسا جمللس الشعب قام إبلقاء بيان يف اجمللس‬
‫أعلن فيه أنه‪" :‬قد آن األوان إلعمال نص املادة الثانية من الدستور اليت تقتضي أبن مبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية مصدر رئيسي للتشريع‪ ،‬حبيث ال يقتصر األمر على عدم إصدار تشريعات خمالفة هلذا النص‪ ،‬ب‬
‫يتعداه إىل مراجعة ك قوانيننا السابقة على اتريخ العم ابلدستور‪ ،‬وتعديلها ابالعتماد على الشريعة الغراء"‬
‫وقد قام على هذا العم جلان خمتصة يف الشريعة والقانون وجممع البحوث اإلسالمية وعمداء كليات‬
‫الشريعة‪ ،‬وراجعها علماء األزهر بعد اكتماهلا‪ ،‬وقد استغرقت اللجان يف وضعها وصياغتها أربعون (‪)40‬‬
‫شهرا‪.‬‬
‫وقد كان أمام اللجنان اليت وضعت هذا العم طريقان لصياغة قوانني الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فالطريق األول‬
‫هو عرض القوانني الوضعية على أحكام الفقه اإلسالمي فما وافق الفقه اإلسالمي يف أي مذهب من‬
‫مذاهبه أبقوه وما كان خمالفا ألحكامه عدلوه او حذفوه‪ ،‬والطريق الثاين هو إنشاء قوانني من خالل استقراء‬
‫كتب الفقه اإلسالمي‪ ،‬وقد اختارت اللجان الطريق األول لسهولته وأتديته للمقصود من حتكيم للشريعة‬
‫اإلسالمية وجعلها املصدر األول الذي حيكم به القاضي‪ ،‬هذا وقد بينت اللجنة املصادر اليت اعتمدت عليها‬
‫يف تقنينها لك فرع من فروع القانون‪.‬‬

‫‪ _1‬تقنني الشريعة اإلسالمية على املذاهب األربعة‪ :‬اللجنة التحضريية لتقنني الشريعة اإلسالمية‪ ،‬الطبعة التمهيدية‪1392 :‬هـ ـ ‪1972‬م‪،‬‬
‫ص (‪.)13-5‬‬

‫‪16‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬قانون حقوق العائلة العثماين‪.‬‬
‫جاء يف كتاب قرار حقوق العائلة يف النكاح املدين والطالق‪" :‬قد كان خلو اجمللة من األحكام املتعلقة‬
‫حبقوق العائلة موجبا يف بالدان لتعام أه ك ملة مبا هو غري مدون من أحكام مذاهبهم كما أن عدم‬
‫وقوف حكام الشرع على تلك األحكام أدى اىل منح الرؤساء الروحيني من غري املسلمني حق القضاء يف‬
‫مسائ النكاح وفسخه وما يتبعه من نفقة الزوجات‪ .‬وال خيفى ما يرتتب من احملاذير على تسليم حق‬
‫القضاء الذي هو جزء من حقوق السلطنة إىل هيئات غري اتبعة لتفتيش حقيقي من قب احلكومة وغري‬
‫مرتبطة أبصول وقواعد جتلب الطمأنينة إىل الناس كما هو احلال يف احملاكم العامة‪ .‬ومبا ان غري املسلمني‬
‫حتت خطر أحكام كيفية وعندية يف مسائ النكاح واالفرتاق والنفقات لعدم استناد تلك املسائ إىل قواعد‬
‫اثبتة ومعلومة عند اجلميع ومبا أن احملاكم الشرعية مع أهنا مكلفة بتأمني احلقوق كسائر احملاكم‪ ،‬ال يوجد فيها‬
‫دائما حكام قادرون على استنباط األحكام من الكتب الفقهية وترجيح بعض األقوال املفىت هبا على بعض‬
‫ومبا ان أصحاب الدعاوي يتعذر عليهم كشف املباحث املتعلقة حبقوق العائلة وختمينها من قب ‪ ،‬كان‬
‫بسبب ذلك كله تدوين املباحث املتعلقة حبقوق العائلة على شك قانون‪ ،‬أمرا مربما ال بد منه وضروراي‬
‫‪1‬‬
‫للمسلمني وغريهم ال جيوز أتخريهم ولو يوما واحدا‪.‬‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬جملة األحوال الشخصية التونسية‪.‬‬
‫هي سلسلة من القوانني التقدميية التونسية‪ ،‬صدرت يف ‪ 13‬أوت ‪ 1956‬مبقتضى أمر علي من ابي‬
‫تونس‪ ،‬ودخلت حيز التنفيذ يف ‪1‬يناير ‪ ،1957‬وهتدف إىل إقامة املساوات بني الرج واملرأة يف عدة‬
‫جماالت‪.‬‬
‫وتعترب هذه اجمللة من أهم اإلجنازات اليت قام هبا الوزير األول أنذك احلبيب بورقيبة الذي أصبح رئيسا فيما‬
‫بعد‪،‬‬
‫أعطت اجمللة للمرأة مكانة هامة يف اجملتمع التونسي خصوصا والوطن العريب عموما‪ ،‬حيث مت إلغاء تعدد‬
‫الزوجات ووضع مسار إجراءات قضائية للطالق وأخريا اشرتاط رضاء الزوجني إلمتام الزواج‪.‬‬
‫وقد شارك العديد من كبار العلماء وشيوخ تونس من جامع الزيتونة يف صياغتها أو مت استشارهتم‪ ،‬وعلى‬
‫رأسهم الشيخ حممد الفاض بن عاشور الذي كان عضو جلنة الصياغة‪ ،‬وكذلك والده الشيخ العالمة حممد‬
‫الطاهر بن عاشور ومفيت الداير التونسية الشيخ حممد عبد العزيز جعيط الذين مت استشارهتما‬

‫‪ 1‬قرار حقوق العائلة يف النكاح املدين والطالق‪ ،‬ترمجة األستاذ شاكر احلنبلي‪ ،‬مطبعة الرتقي بدمشق ‪1255‬ه ‪ ،1936‬ص‪2/‬ـ ‪.3‬‬

‫‪17‬‬
‫وقد أحدثت هذه اجمللة ضجة يف الوسط التونسي بني من يرى أهنا حتمية العصر احلديث وأهنا متث اجتهاد‬
‫يف تفسري اإلسالم‪ ،‬ومن جهة أخرى يرى العديد من علماء الدين أن هذه اجمللة تنتهك الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬القانون العريب املوحد‪.‬‬
‫اجتمع وزراء عدل الدول العربية يف صنعاء ابليمن عام ‪1981‬م‪ ،‬لوضع خطة لقانون عريب موحد للدول‬
‫العربية‪ ،‬وكان نتاج ذلك "خطة صنعاء لتوحيد التشريعات العربية"‪.‬‬
‫ـ ـ ـ هدف الخطة‪:‬‬
‫هتدف خطة توحيد التشريعات العربية إىل ‪ :‬توفري القاعدة املتينة والثابتة إلقامة التشريع العريب املوحد وفق‬
‫‪1‬‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مع األخذ ابالعتبار ظروف اجملتمع العريب يف ك قطر‪.‬‬
‫ـ ـ األسس العامة لعملية التوحيد‪:2‬‬
‫تستوجب عملية توحيد التشريعات العربية أخذ األمور التالية بعني االعتبار‬
‫‪ /1‬الصعوابت املوضوعية املنهجية املتعلقة بعملية التوحيد‪ ،‬وما تستوجب من التماث والظروف‪ ،‬والبواعث‪،‬‬
‫واالحتياطات‪ ،‬والتطلعات أوال‪ ،‬واملرتبطة بعملية تقنني الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وما تطلبه من غزارة املعرفة الفقهية‬
‫والقانونية‪ ،‬واألخذ ابملنهجية العلمية اثنيا‪.‬‬
‫‪ /2‬ربط التصور الفكري لعملية التوحيد بتخطيط منهجي مدروس‪ ،‬وحتديد أولوايت األهداف التشريعية‬
‫ابالستناد إىل اإلمكاانت املرحلية‪.‬‬
‫‪ /3‬االستفادة من املساعي اليت ابشرهتا بعض الدول العربية‪ ،‬وتتبع املراح اليت قطعتها يف طريق تطبيق‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وحتلي نتائجها‪ ،‬وإجراء دراسة مقارنة ملا ميكن أن يكون قد جرى األخذ به يف أكثر من‬
‫قطر واحد‪.‬‬
‫‪ /4‬وضع القواعد املبدئية اليت يتم هبا تنهيج التشريع وتوحيده مبا حيقق مراعات األسس التالية‪:‬‬
‫أ ـ ـ اعتماد القرآن الكرمي والسنة النبوية وما يؤول إليهما من إمجاع أو قياس او مصاحل مرسلة‪ ،‬دون التقيد‬
‫مبذهب معني من مذاهب الفقه‪ ،‬وكذا مبادئ العدالة اليت ال تتعارض مع احكام الشريعة اإلسالمية‪ :‬مصادر‬
‫موحدة للتقنني‪.‬‬
‫ب ـ ـ اتباع قاعدة التدرج يف عملية التوحيد‪.‬‬

‫‪ 1‬القانون العريب املوحد ـ ـ دراسة وتقييم ـ ــ‪ ،‬املكتب العلمي هبيئة الشام اإلسالمية‪ ،‬ط‪1438 ،2/‬ه‪2017‬م‪ ،‬ص‪.15/‬‬
‫‪ 2‬القانون العريب املوحد ـ ـ دراسة وتقييم ـ ــ‪ ،‬مرجع سابق‪ :‬ص‪ 15 /‬ـ ـ‪.16‬‬

‫‪18‬‬
‫وبناءً على هذه الخطة تشكلت جلان شرعية وقانونية خمتصة‪ ،‬عملت على وضع " القانون العريب املوحد"‪.‬‬
‫الفرع السابع‪ :‬قانون األسرة اجلزائري‪:‬‬
‫هو أول تشريع نظم األسرة اجلزائرية بعد االستقالل مبوجب القانون رقم ‪ 11/84‬الصادر يف الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 09‬رمضان ‪1404‬ه املوافق ل ‪ 9‬يونيو ‪1984‬م بعد عشرين سنة من األخذ والرد يف مسألة إجياد‬
‫قانون لألسرة اجلزائرية اجلديدة‪ ،‬وذلك بعد أن سبقته عدة مشروعات فاشلة‪.‬‬
‫فنن هذا القانون أحكام الشريعة اإلسالمية يف األحوال الشخصية‪ ،‬وأقرته احملكمة العليا حيث طبقته يف‬
‫كثري من قراراهتا القضائية معملة يف ذلك مبدأ األسبقية املطلقة لتطبيق أحكام الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫مل خيلوا قانون األسرة من االنتقادات وذلك الحتواء قواعده على بعض الغموض والنقائص‪ ،‬ورغم ذلك‬
‫يعترب أنه قد جاء يف وقته بعد أن استندت احلاجة امللحة إليه‪ ،‬وذلك أنه قضى على فوضى األحكام‬
‫املتضاربة اليت عاشها القضاء اجلزائري زمنا طويال‪.‬‬
‫وبعد ظهور العديد من النقائص فيه بسب سوء الصياغة القانونية والشرعية وظهور نقائص يف النصوص‬
‫واألحكام الشرعية اندت أصوات من املهتمني مبسائ األسرة إىل ضرورة تعدي قانون األسرة ليكون أكثر‬
‫انسجاما ومراعيا للجوانب الشرعية والقانونية‪.‬‬
‫وقد متت االستجابة هلاته األصوات املطالبة بتعدي قانون األسرة من خالل األمر ‪ 02/05‬املؤرخ يف ‪18‬‬

‫حمرم ستة ‪1426‬ه املوافق ل‪ 27‬فرباير ‪ ،2005‬وامل َوافَق عليه بقانون ‪ 02/05‬املؤرخ يف ‪ 25‬ربيع األول‬
‫ُ‬
‫سنة ‪1426‬ه املوافق ل ‪ 04‬مايو ‪2005‬م‪.‬‬

‫ومشروع التعدي مل حي ملناقشة وإثراء اهليئات واجلهات الشرعية‪ ،‬وإمنا هو صادر أبمر رائسي وأحي إىل‬

‫الربملان مث متت املصادقة عليه‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التجارب الفردية‪.‬‬
‫كما كانت هناك حماوالت من احلكومات واجملامع الفقهية اليت حاولت تقنني الفقه اإلسالمي جند أيضا‬
‫حماوالت فردية لذك من رجال قانون وفقهاء وغريهم لك واحد منهم أسبابه الذي دفعته لذلك‪ ،‬ونذكر منها‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مرشد احلريان إىل معرفة أحوال اإلنسان‪.‬‬
‫كتاب مرشد احلريان إىل معرفة أحوال اإلنسان يف املعامالت الشرعية على مذهب اإلمام األعظم أيب‬
‫حنيفة النعمان مالئما لعرف الداير املصرية وسائر األمم اإلسالمية‪.‬‬
‫ملؤلفه املغفور له ''حممد قدري ابشا‪ ،''1‬قررت نظارة املعارف العمومية بتاريخ ‪ 10‬سبتمرب ‪ 1890‬منرة‬
‫‪ 164‬لزوم طبع هذا املتاب واستعماله يف املدارس األمريية وذلك بعد تصديق اللجنة املشكلة من حضرة‬
‫األستاذ الفاض مفيت الداير املصرية وحضرة الشيخ ''حسونة النووي'' مدرس الشريعة اإلسالمية يف مدرسيت‬
‫دار العلوم واحلقوق‪.2‬‬
‫وهذا الكتاب يضم املواد القانونية يف املعامالت املدنية والشرعية على مذهب اإلمام األعظم ''أيب حنيفة''‬
‫وقد أجازه شيخ جامع األزهر‪ ،‬واعرتف به كبار علماء الشريعة بعد دراسات عميقة‪ ،‬وهو أول كتاب وضع‬
‫الفقه يف مواد قانونية وهو أول كتبه الثالثة الخالدة اليت مجع فيها الشريعة اإلسالمية وصاغها يف مواد على‬
‫أسلوب قانون ''انبليون بوانبرت''‪ ،‬الذي كان قد شارك أستاذه ''رفاعة'' يف ترمجته للغة العربية‪.‬‬
‫شروحه‪:‬‬
‫ـ شرح مرشد احلريان إىل معرفة أحوال اإلنسان يف املعامالت الشرعية على مذهب اإلمام األعظم أيب حنيفة‬
‫النعمان مالئما لسائر األقطار اإلسالمية‪ ،‬للكاتبني أبياين حممد زيد‪ ،‬وسنجلفي حممد سالمة‪ .‬مطبعة‬
‫املعارف ـ ـ بغداد ـ ـ ‪1375‬ه ‪1955‬م‪.‬‬

‫‪ _1‬حممد قدري ابشا ( ‪1237‬ه‪1304-‬ه‪1821/‬م‪1886-‬م)‪ :‬فقيه قانوين‪ ،‬عامل مفضال‪ ،‬من رجال القضاء يف مصر‪ ،‬ولد هبا يف‬
‫ملوى‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬األحكام الشرعية يف األحوال الشخصية‪ ،‬قانون العدل واإلنصاف يف القضاء على مشكالت األوقاف‪ ،‬تويف سنة يف‬
‫‪ 20‬نوفمرب‪-‬تشرين اآلخر سنة ‪1886‬م‪.‬‬
‫‪ _2‬حممد قدري ابشا‪ ،‬مرشد احلريان إىل معرفة أحوال اإلنسان‪ ،‬ط‪1308 /2‬ه‪1891 -‬م‪ ،‬املطبعة الكربى األمريية ببوالق‪،‬ص‪.1‬‬

‫‪20‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬األحكام الشرعية يف األحوال الشخصية‪.‬‬
‫ملؤلفه ''حممد قدري ابشا''‪.‬‬
‫وصفه ''حممد زيد بيك األبياين''(‪1278‬ه‪1354-‬ه ‪1862 /‬م‪1936-‬م)‪ ،‬وهو الذي درسه يف‬
‫مدرسة احلقوق الخديدوية كمقرر على طالهبا‪ ،‬فقال‪[ :‬مجع من فقه أيب حنيفة ما خيتص بذات اإلنسان من‬
‫األحكام يف مواد سهلة الفهم قريبة التناول على من ليس له سابقة عهد مبزاولة فهم عبارات الفقهاء وح‬
‫رموز املتون ومعرفة اصطالحات الشراح واملعلقني]‪.‬‬
‫وأضيف وأقول‪[ :‬يقصد عادة من قانون األحوال الشخصية األحكام الناظمة لعالقات الزواج والطالق وما‬
‫ينتج عن هذه العالقة من إرث وغريه‪ ،‬وال يعرف يف الفقه اإلسالمي كتب مستقلة هبذه األحكام‪ ،‬لكن‬
‫ميكن معرفة هذه األحكام من خالل كتب الفقه اجلامعة ومن خالل معرفة كتب الفرائض ملعرفة أحكام‬
‫اإلرث]‪.1‬‬
‫وأضاف أيضا‪[ :‬وبذلك ميكن اعتماد كتاب حممد قدري ابشا {األحكام الشرعية يف األحوال الشخصية}‬
‫كذي لـ ـ {جملة األحكام العدلية} ألنه ميشي على القواعد نفسها اليت قامت عليها اجمللة؛ وهو أحق هبذا‪.‬‬
‫وعلى سبي املثال راجع الصفحات‪ 115 ،507 ،501 :‬من طبعة اجمللة]‪.2‬‬
‫جاء يف مقدمة شرح {األحكام الشرعية يف األحوال الشخصية} ''حملمد زيد األبياين"‪:‬‬
‫[ ويف الوقت الذي مت فيه هذا العم اجللي – جملة األحكام العدلية – يف إستنبول كان ''حممد قدري‬
‫ابشا'' يف القاهرة يقوم مبفرده بعم مماث ‪ ،‬جيمع فيه أحكام الشريعة اإلسالمية ويصوغها يف مواد َّ‬
‫حمكمة‬
‫حىت َّ‬
‫أن‬ ‫الوضع على أسلوب القوانني األوروبية وهو كتاب { األحكام الشرعية يف األحوال الشخصية}‪َّ ،‬‬
‫معرفة هذا الكتاب ال تقف عند رجال القانون والشرع ب متتد كذلك إىل عدد عظيم من سواد النَّاس‪ ،‬وقد‬
‫نظم فيه أحكام الشريعة على مذهب اإلمام ''أيب حنيفة'' يف مواد تفي حباجة ك من يهمه الوقوف على‬
‫هذه األحكام‪ ،‬إذ جيدها مبوبة مرتبة مدققا يف اختيار ألفاظها حىت تعين مدلوالهتا على صورة من التحديد‬
‫الدقيق الذي يقضي به فن الفقه القانوين‪ ،‬وهذا الكتاب هو األول و األخري يف اببه‪ ،‬ولذلك ذاع صيته‬
‫وذكره ]‪.3‬‬

‫‪ _1‬حممد قدري ابشا‪ :‬األحكام الشرعية يف األحوال الشخصية على مذهب أيب حنيفة النعمان‪ ،‬ط‪1428 / 1‬ه‪2007-‬م‪ ،‬دار ابن‬
‫حزم بريوت‪/‬لبنان‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ ـ املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ _3‬حممد زيد األبياين‪ ،‬شرح األحكام الشرعية يف األحوال الشخصية‪ ،‬ت حممد العزازي‪ ،‬دار الكتب العلمية بريوت_‬

‫‪21‬‬
‫شروحه‪:‬‬
‫ـ ـ شرح األحكام الشرعية يف األحوال الشخصية معززا ابجتهادات احملاكم الشرعية‪ ،‬وفيه ُجزئَني من أتليف‬
‫حممد زيد اإليباري‪ ،‬حتقيق وتدقيق وتنسيق االجتهادات حممد خالد مجال رستم "جماز يف احلقوق" مطبعة‬
‫منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪2006‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬قانون العدل واالنصاف يف القضاء على مشكلة األوقاف‪.‬‬
‫ملؤلفه ''حممد قدري ابشا''‪.‬‬
‫قال الدكتور ''عبد هللا نذير أمحد مزي''‪ :‬وهذا هو الكتاب الذي نقدمه للقراء جمددا طبعه معنوان مسائله‬
‫ومفقرا عباراته ومفهرسا مواده‪ ،‬وذا هو الكتاب الثالث الذي عرف به املؤلف‪ ،‬حيث ألفه متبعا منهجا‬
‫خاصا وهو‪ :‬منهج التقنني وترتيب األحكام الشرعية يف مواد متتابعة سهلة املأخذ للجميع وخباصة الغري‬
‫متخصصني يف الفقه اإلسالمي مع حفاظه على مضمون املواد أخذها من أمهات مصادر املذهب الفقهي‬
‫احلنفي يف املسائ املتعلقة ابألوقاف‪.‬‬
‫وقد طبع هذا الكتاب اجلديد بالق سنة ‪1894‬م وترمجه أيضا ''كحي ابشا'' سنة ‪1896‬م بناءً على‬
‫طلب نظارة املعارف العمومية وتصديق نظارة املعارف العمومية وتصديق انظر احلقانية‪ ،‬وبعد ذلك تكررت‬
‫طباعته؛ حيث تقرر تدريسه يف أكثر املدارس الدينية واحلقوقية‪.1‬‬
‫ـ ـ والكتاب اعتىن به ووضع فهارسه‪ ،‬الدكتور عبد هللا نذير أمحد رمزي‪ ،‬طبعته األوىل سنة ‪2007‬م‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬جملة األحكام الشرعية‪.‬‬
‫متيز املغفور له امللك ''عبد العزيز آل سعود'' ببصرية نرية فقد كان يتطلع إىل أتليف جملة األحكام الشرعية‬
‫على غرار جملة األحكام العثمانية بصورة أفض ‪.‬‬
‫ونشرت جريدة أم القرى يف العدد ذي الرقم(‪ )141‬من اجمللد الثاين يف ‪ 28‬من شهر صفر عام ‪1346‬ه‬
‫املوافق ل ‪ 26‬ألغسطس عام ‪1927‬م خربا خالصته ما أييت‪:‬‬
‫إن جاللة امللك –حفظه هللا‪-‬يفكر يف وضع جملة لألحكام الشرعية يعهد إىل جلنة من خيار علماء‬
‫املسلمني استنباطها من كتب املذاهب األربعة املعتربة مشاهبة جمللة األحكام اليت كانت احلكومة العثمانية‬

‫لبنان‪.2016 /‬‬
‫‪ _1‬حممد قدري ابشا‪ :‬قانون العدل واالنصاف يف القضاء على مشاك األوقاف‪ ،‬حتقيق عبد هللا نذير مزي‪ ،‬ط‪1428 /1‬ه‪-‬‬
‫‪2007‬م‪،‬مؤسسة الراين بريوت‪/‬لبنان‪ ،‬ص ( ‪.)20 -18‬‬

‫‪22‬‬
‫وضعتها عام ‪1293‬ه ولكنها ال تتقيد مبذهب دون آخر ب تعتمد على أقوى حجة ودليال من الكتاب‬
‫والسنة‪.‬‬
‫وتوطئة لذلك وجه امللك ''عبد العزيز'' قضاة احملاكم الشرعية إىل اعتماد املصادر الفقهية األمهات‪.‬‬
‫ووجدت هذه الدعوة جتاوابً من الشيخ ''أمحد بن عبد هللا القاري‪1309( ''1‬ه‪ ،)1359-‬أحد القضاة‬
‫مبكة املكرمة فألف جملة األحكام على مذهب اإلمام أمحد‪ ،‬استخلصها من الكتب املعتمدة يف املذهب وفق‬
‫مباحث املعامالت‪ .‬كما استخلص جمموعة القواعد الفقهية من كتاب (القواعد) البن ''رجب'' وترك ذلك‬
‫خمطوطا‪.‬‬
‫وقد قيد هللا هلذه احملطوطة األستاذين ''الدكتور عبد الوهاب إبراهيم أبوا سليمان'' و ''الدكتور حممد إبراهيم‬
‫أمحد علي'' فقاما بتحقيقها وترتيبها وتنسيقها‪ ،‬وطبعت الطبعة األوىل عام ‪1401‬ه‪1981-‬م مطبوعات‬
‫هتامة بعنوان (كتاب جملة األحكام الشرعية على مذهب اإلمام أمحد بن حنب الشيباين)‪.2‬‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬التشريع اجلنائي يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫ملؤلفه'' عبد القادر عودة''‪.3‬‬
‫جاء يف مقدمة املؤلف‪ :‬فهذه دراسات يف التشريع اجلنائي اإلسالمي مقارنة ابلقوانني الوضعية‪ ،‬ووفقين‬
‫هللا فيها إىل إظهار حماسن الشريعة‪ ،‬وتفوقها على القوانني الوضعية وسبقها إىل تقرير ك املبادئ اإلنسانية‪،‬‬
‫والنظرايت العلمية واالجتماعية اليت مل يعرفها العامل ومل يهتد إليها العلماء إال أخريا‪.‬‬
‫وسريى القارئ مصداق هذا القول بني دفيت هذا الكتاب‪ ،‬وأرجو أال ينتهي من قراءته إال وقد أصيح‬
‫يعتقد ما أعتقده‪ ،‬وهو أن الشريعة اإلسالمية هي شريعة ك زما ومكان‪.4‬‬

‫‪ _ 1‬أمحد بن عبد هللا القاري بن حممد بشري خان‪ ،‬قاضي حجازي من أص هندي‪ ،‬تعلم ابملدرسة الصولتية مبكة‪ ،‬وعني قاضيا جبدة‬
‫سنة ‪1340‬ه‪ ،‬وجع من أعضاء جملس الشورى سنة ‪1349‬ه‪ ،‬مث رئيسا للمحكمة الكربى‪ ،‬تويف ابلطائف سنة ‪1359‬ه‪ :‬األعالم‬
‫(‪.)163/1‬‬
‫‪ _2‬مناع بن خلي القطان‪ ،‬اتريخ التشريع اإلسالمي‪ ،‬ط‪1422 /5‬ه‪2001-‬م‪ ،‬مكتبة وهبة‪ ،‬ص‪421‬و‪.422‬‬
‫‪ _3‬عبد القادر عودة‪ :‬أحد كبار قياديي اإلخوان املسلمني مبصر ومفكريهم وعلم من أعالم احلركة اإلسالمية املعاصرة‪ ،‬ولد سنة ‪1903‬م‬
‫بقرة كفر احلاج‪ ،‬من مؤلفاته املا واحلكم يف اإلسالم‪ /‬اإلسالم وأوضاعنا السياسية‪ ،‬استشهد يف ‪ 9‬ديسمرب ‪1954‬م‪.‬‬
‫‪ _ 4‬عبد القادر عودة‪ ،‬التشريع اجلنائي اإلسالمي مقاران ابلقانون الوضعي‪ ،‬دار الكتاب العريب بريوت‪ /‬لبنان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.3‬‬

‫‪23‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬ملخص األحكام الشرعية على املعتمد من مذهب اإلمام مالك‪.‬‬
‫ملؤلفه ''حممد حممد بن عامر اللييب''‪.1‬‬
‫جاء يف خطبة الكتاب‪[ :‬أما بعد‪ ،‬فأقد إىل بين جنسي هذا السفر اجملموع بني ورقاته نبذة عن األحكام‬
‫الشرعية على املعتمد من صحيح أقوال العلماء املالكية ليكون لديهم كقاعدة يقرب هلم معرفة ما اشتم‬
‫عليه من املسائ الشرعية واملعامالت القضائية‪ ،‬ابذال قصارى جهدي يف تنسيقه وترتيبه على الطرق احلديثة‬
‫ملتزما فيه االختصار غري املخ مبتعدا عن ك تطوي مم متحراي اتباع أسه العبارات ليتسىن للمبتدئني‬
‫فهمه ويقرب للمنتهني الغاية املقصودة منه فيكون‪:‬‬
‫أ _ مفكرة للعلماء تذكرهم ما مر هبم من تفاصي األحكام‪.‬‬
‫ب _ برانجما للطلبة واملتعلمني يقرب هلم املسائ ويرغبهم يف تتبع أحكامه‪.‬‬
‫ج _ دليال للقضاة ونواهبم واحملامني واملوثقني يتمكنون بواسطته يف وقت قصري من احلصول على ما‬
‫حيتاجون إليه وما يلزمهم من املسائ ‪.‬‬
‫د _ أمنوذجا لنواب القضاة وكتاب احملاكم يسه عليهم العم أثناء أداء وظائفهم‪.‬‬
‫ومسيته (ملخص األحكام الشرعية على املعتمد مذهب املالكية) ومسته إىل أربعة أقسام وهي‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬يف القضاء الشرعي ومتعلقاته‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬يف احلقوق العائلية واألحوال الشخصية‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬يف املعامالت والتربعات‪.‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬يف املواريث‪.‬‬
‫وقد حتريت حسب جهدي املراجع اليت اقتبست منها هذا الدلي من الكتب املعتمدة واملتداولة من كتب‬
‫املالكية مراعيا ما اعتمده أصحاب احلواشي والشراح واملتون‪ .‬وكان ما اخرتته واعتمدته حواشي وشراح‬
‫خمتصر اإلمام ''خلي بن إسحاق''‪.2]...‬‬
‫جاء يف مقدمة حمقق الكتاب‪[ :‬أما بعد فقد طلب مين بعض من تسعدين موافقته‪ ،‬وال تسعين خمالفته ممن‬
‫حسب الروم مين شحما وظن واقع جهلي علما‪ ،‬أن أطلع على كتاب (ملخص األحكام الشرعية على‬

‫‪ _ 1‬حممد حممد بن عامر اللييب‪ :‬ولد سنة ‪1898‬م‪ ،‬نشأ يف كنف والد العامل واملفيت والقاضي حممد بن عامر‪ ،‬دخ سلك احملاماة سنة‬
‫‪1925‬م‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬اتريخ برقة‪ ،‬تراجم لشخصيات بنغازي‪ ،‬تويف سنة ‪1961‬م‪.‬‬
‫‪ _ 2‬حممد حممد بن عامر اللييب‪ ،‬ملخص األحكام الشرعية على املعتمد من مذهب املالكية‪ ،‬ت‪ :‬حممد األمني بن حممد بيب‪ ،‬ط‪/2‬‬
‫‪1392‬ه‪1972 -‬م‪ ،‬مكتبة املنهاج جدة‪ ،‬ص‪13‬و‪14‬و‪.15‬‬

‫‪24‬‬
‫املعتمد من مذهب املالكية) ملؤلفه ''حممد حممد بن عامر اللييب'' رمحه هللا تعاىل وذلك من أج التأكد من‬
‫مطابقة ما ورد يف الكتاب للمعتمد يف مذهب ''مالك بن أنس'' رمحه هللا‪.‬‬
‫لكين مل أجد بُدا من االستجابة لطلبه خصوصا بع أن اطلعت على الكتاب فرأيت أن قيمته العلمية كبرية‬
‫ألنه حيتوي على خالصة لبعض أحكام أكثر أبواب املعامالت يف الفقه املالكي‪ ،‬صيغت أبسلوب سه‬
‫وبلغة حديثة قريبة من أذواق أه هذا العصر الذين صار كثري منهم – حبكم جهله ابلثقافة اإلسالمية‬
‫عموما وابلفقه منها خصوصا – عاجزا عن االنتفاع ابملؤلفات الفقهية القدمية رغم امهيتها البالغة وألن‬
‫صاحبه ألفه يف شك مواد قانونية مرقمة على منط القوانني احلديثة‪ ،‬األمر الذي قربه من أفهام أكثر‬
‫املتعاملني مع األجهزة القضائية من ذوي الدراسات القانونية الذين مل يشفعوا معلوماهتم القانونية مبا يكفي‬
‫من اإلملام ابلفقه اإلسالمي]‪.1‬‬
‫ـ ـ الكتاب قدم له وخرج أحاديثه وعلق عليه فضيلة الشيخ حممد األمني بن حممد‬
‫وطبعاته‪:‬‬
‫الطبعة األوىل‪1357 :‬ه ‪1938‬م‬
‫الطبعة الثانية‪1392 :‬ه ‪1972‬م‬
‫الطبعة الثالثة‪1416 :‬ه ‪1996‬م‬
‫بتنفيذ وأخرج مكتبه املنهاج جبدة ـ اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫وقد نظمه القاضي األستاذ الشيخ ماء العينني بن العتيق حتت مسمى " البغية من ملخص األحكام‬
‫الشرعية على املعتمد من مذهب املالكية"‪ ،‬يف جملد واحد نشر يف ديسمرب ‪2009‬م‪ ،‬نشره جملس الثقافة‬
‫العام‪.‬‬

‫‪ _ 1‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪5‬و‪.6‬‬

‫‪25‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬حتليل ودراسة التجارب الرمسية والفردية‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬حتليل ودراسة التجارب الرمسية‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬حتليل ودراسة التجارب الفردية‬

‫‪26‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬حتليل ودراسة التجارب الرمسية والفردية‪.‬‬
‫بعدما تطرقنا يف املبحث األول إىل جتارب التقنني الرمسية والفردية والتعريف هبا‪ ،‬نتطرق يف هذا املبحث إىل‬
‫دراسة هذه التجارب هبدف بيان تفاصيلها وهذا يف مطلبني‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حتليل ودراسة التجارب الرمسية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬جملة األحكام العدلية‪.‬‬
‫أوال‪ /‬جهة اإلصدار (مجعية جملة األحكام العدلية) ‪.1‬‬
‫مت تشكي اجلمعية العلمية للمجلة واملكونة من كبار العلماء والفقهاء ورجال احلقوق وهم‪:‬‬
‫أمحد حلمي أفندي‪ ،‬سيف الدين إمساعي أفندي‪ ،‬وفيلبه يل خلي أفندي‪ ،‬وأمحد خلوصي أفندي (شرواين‬
‫زاده)‪ ،‬وقره خلي أفندي‪ ،‬وأمحد خالد أفندي (يوسف زاده)‪ ،‬وعالء الدين أفندي (ابن عابدين)‪ ،‬وعمر‬
‫حلمي أفندي‪ ،‬وحممد أمني أفندي البغدادي‪ ،‬وعمر خلوصي أفندي‪ ،‬ويونس وهيب أفندي‪ ،‬وعبد الستار‬
‫أفندي القرمي‪ ،‬وعبد اللطيف شكري أفندي‪ ،‬وعيسى روحي أفندي‪ ،‬وعلى رأس هؤالء العالمة أمحد‬
‫جودت ابشا‪.‬‬
‫قامت هذه اجلمعية إبعداد مواد اجمللة خالل الفرتة (‪1295-1285‬ه ‪1896-1868 /‬م) حيث‬
‫وضعت اجلمعية جمموعة قوانني ومواد منتقاة من قسم املعامالت من الفقه اإلسالمي نظمت على شك‬
‫مواد قانونية مدنية‪ ،‬وبشك يوافق التغريات املدنية اليت طرأت على العادات واألعراف والتقاليد‪ ،‬حبث تكف‬
‫هذه القوانني تطبيق املعامالت اليومية وفق متطلبات العصر ووفق األحكام الشرعية املعتربة‪ ،‬وتكون هي‬
‫أسس القانون املدين العثماين‪.‬‬
‫اثنيا‪ /‬مضمون اجللة‪:2‬‬
‫اشتملت اجمللة على ‪ 1851‬مادة مأخوذة من الفقه احلنفي‪ ،‬منها مادة واحدة للمقدمة‪ ،‬و‪ 99‬مادة‬
‫للقواعد الفقهية الكلية والباقي موزع على ‪ 16‬كتااب وعلى النحو التايل‪:‬‬
‫‪ _1‬البيوع (‪ 403 – 1‬مادة)‪.‬‬

‫ص‪ _1 .21‬د‪ .‬شام الشاهني‪ ،‬دراسة موجزة عن جملة األحكام العدلية‪ ،‬ط‪1424 /1‬ه‪2004-‬م‪ ،‬دار غار حراء دمشق (سوراي)‪،‬‬
‫‪ _2‬د‪ .‬شام الشاهني‪ ،‬دراسة موجزة عن جملة األحكام العدلية‪ ،‬ص ‪ 39‬و‪.40‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ _2‬اإلجارة (‪ 611 – 404‬مادة)‪.‬‬
‫‪ _3‬الكفالة (‪ 672 – 612‬مادة)‪.‬‬
‫‪ _4‬احلوالة (‪700 – 673‬مادة)‪.‬‬
‫‪ _5‬الرهن (‪ 761-701‬مادة)‪.‬‬
‫‪ _6‬الوديعة (‪ 832 – 762‬مادة)‪.‬‬
‫‪ _7‬اهلبة (‪ 880 – 833‬مادة)‪.‬‬
‫‪ _8‬الغصب واإلتالف (‪ 940 – 881‬مادة)‪.‬‬
‫‪ _9‬احلجر واإلكراه والشفعة (‪ 1044 – 941‬مادة)‬
‫‪ _10‬الشركات (‪ 1448 – 1045‬مادة)‪.‬‬
‫‪ _11‬الوكالة (‪ 1530 – 1449‬مادة)‪.‬‬
‫‪ _12‬الصلح واإلبراء (‪ 1571 – 1531‬مادة)‪.‬‬
‫‪ _13‬اإلقرار (‪ 1612 – 1572‬مادة)‪.‬‬
‫‪ _14‬الدعوى (‪ 1675 – 1613‬مادة)‪.‬‬
‫‪ _15‬البينات واحلَلف (‪ 1787 – 1676‬مادة)‪.‬‬
‫‪ _16‬القضاء (‪ 1851 – 1789‬مادة)‪.‬‬
‫وقد قسم ك كتاب إىل أبواب‪ ،‬وك ابب إىل فصول وك فص إىل مواد مرقمة متسلسلة على هيئة‬
‫القوانني احلديثة‪.‬‬
‫اثلثا‪ /‬املميزات والعيوب‪:‬‬
‫‪ .1‬مميزات اجمللة‪:1‬‬
‫‪ -‬تعد جمللة األحكام أول جتربة رمسية لقانون مدين عام مأخوذ بكامله من الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فقبلها مل‬
‫يكن يف الدولة العثمانية وما يتبعها من البالد العربية كسورية والعراق واألردن وفلسطني وسواها قانون مدين‪،‬‬
‫ب كان القضاء والفتيا فيها جيري على الراجح من آراء فقهاء املذهب احلنفي‪ ،‬مذهب الدولة الرمسي‪.‬‬
‫‪ -‬اجمللة هي القانون املدين للدولة العثمانية‪ ،‬والذي استمر تطبيقها ‪ 57‬عاما‪.‬‬

‫‪ _1‬د‪ .‬شام الشاهني‪ ،‬دراسة موجزة عن جملة األحكام العدلية‪ ،‬ص‪ 22‬و‪.23‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -‬إن جملة األحكام العدلية قد أقمت فارقا بني أسلوب الفقه الشارح والتقنني اآلمر‪ .‬فأوجدت يف الفقه‬
‫اإلسالمي مرجعا قضائيا على الطريقة التشريعية يف صياغة القوانني من حيث الرتتيب والرتقيم وطريقة التعبري‬
‫اآلمر‪ ،‬وتسهي العبارة‪ ،‬واالقتصار على قول واحد يعم به يف ك مسألة‪ ،‬دون ذكر اختالفات الفقهاء‬
‫وآرائهم اليت تزخر هبا كتب الفقه‪.‬‬
‫‪ -‬خصصت مواد اجمللة يف املعامالت الفقهية‪ ،‬دون غريها من املوضوعات مث ‪ :‬حقوق العائلة‪ ،‬املرياث‪،‬‬
‫احلقوق الشخصية‪ ،‬حيث كانت هذه املوضوعات وغريها موجودة يف احملاكم الشرعية آنذاك‪ ،‬وينظر فيها‬
‫ابالستناد على كتب الفقه مباشرة‪ ،‬ولكون جملة األحكام العدلية أعدت لتسهي عم ومهمة احملاكم‬
‫النظامية أكثر من احملاكم الشرعية فإهنا مل ترى احلاجة يف إدخال هذه املوضوعات ضمن مواد اجمللة‪.‬‬
‫‪ -‬إن جملة األحكام قد ردت بعض املباحث والفروع إىل مواطنها األصلية‪ ،‬فعقد املضاربة مثال ذكرته يف‬
‫كتاب الشركات ألن املضاربة ليس سوى شركة عقد رأس ماهلا من جانب والعم من جانب آخر وهذا‬
‫خبالف الفقهاء فإهنم يفردون عقد املضاربة عن كتاب الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬إن اجمللة قسمت مسائ ك كتاب إىل مواضيع أساسية وفرعية كالتعاريف والشروط واألحكام ففصلتها‬
‫لفصول مضبوطة التمييز وأحلقت ك مسألة مبوضوعها‪.‬‬
‫وقد ص ّدرت ك كتاب – وفقا لغايتها التبسيطية – بتعريفات لأللفاظ االصالحية الواردة فيه‪ ،‬تزي ك‬
‫غموض‪ ،‬وتغين القارئ والقاضي عن أن يرجع إىل املصادر الفقهية املختصة لفهم تلك االصطالحات‪.‬‬
‫‪ .2‬عيوهبا‪:1‬‬
‫‪ -‬جاء يف املدخ الفقهي العام ''ملصطفى الزرقا''‪:‬‬
‫‪ -‬للمجلة ثالثة عيوب مبقاييس النظر احلديث يف التقنني‪.‬‬
‫‪ -‬أحد تلك العيوب يعو إىل خطة البيان القانوين‪ ،‬والثاين إىل النّاحية الشكلية والثّالث إىل الناحية‬
‫املوضوعية‪.‬‬
‫إيضاح للمبادئ واألحكام بضرب األمثلة‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .‬فاألول عيب الخطة‪ :‬فهو أ ّن اجمللة اشتملت موادها على‬
‫التطبيقية الطويلة‪ ،‬كما أتت بتعريفات ألم ٍر وأشياء يعترب تعريفها من قب إيضاح الواضحات‪ ،‬كتعريف البائع‬
‫أبنّه هو الذي يبيع وتعريف املشرتي أبنّه الذي يشرتي وتعريف املتبايعني أب ّهنما البائع واملشرتي‪ .‬وك ُّ هذا ال‬

‫‪ _1‬مصطفى الزرقا‪ ،‬املدخ الفقهي العام‪ ،‬ط‪1425 /2‬ه‪2004 -‬م ‪ ،‬دار القلم بدمشق (سوراي)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 241‬و ‪.242‬‬

‫‪29‬‬
‫الصياغة القانونية بطابع األمر‪ ،‬ابعتبار َّ‬
‫أن القانون‬ ‫ينسجم مع الطريقة التقنينية احلديثة الّيت تقتضي أبن تتسم ّ‬
‫آمر وليس مبعلِّم فمدار اإليضاح التّطبيقي والتّعليمي إّمنا هو الشوح وليس منت القانون‪.‬‬
‫الشكلية فهي أ ّن اجمللة قد اشتّملت على أحكام ِ‬
‫القسم الذي يسمى اليوم‬ ‫‪ّ .‬أما العيب العائد إىل النّاحية ّ‬
‫أصول احملاكمات‪ ،‬أو املرافعات‪ ،‬أو األحكام الشكلية‪ ،‬بينما القانون املدين مبفهومه احلديث ال يتضمن‬
‫سوى األحكام املوضوعية دون الشكلية‪.‬‬
‫دونت فيها أحكام الشك إىل جانب أحكام املوضوع يف أبواب متداخله‪.‬‬ ‫وسبب ذلك أ ّن كتب الفقه ِّ‬
‫ميس جوهر التقنني‪ ،‬وإّمنا هو قضية‬
‫اليت اُستم ّدت منها‪ .‬وهذا أمر ال ُّ‬
‫واجمللة سايرت يف ذلك املصادر الفقهية ّ‬
‫فص ٍ أو مج ٍع بني أجزاء القانون ال تفرتق النتائج العملية بني فصيها ومجعها‪ .‬فهي من قبي الذوق العصري‬
‫يف التصنيف القانوين وقد أييت يوم يرجع هذا ال ّذوق إىل القدمي فريى مجع القسمني يف قانون واحد‪.‬‬
‫_ و ّأما العيب العائد إىل النّاحية املوضوعية فإنّه األمر املهم وهو َّ‬
‫أن اجمللّة قد التزمت مذهباً واحداً وهو‬
‫املذهب احلنفي‪.‬‬
‫وتشعبت نظرّايته وخترجياتّه ال ميكن‬
‫وال مراء أ ّن املذهب االجتهادي الواحد مهما اتّسع من أصوله وفروعه ّ‬
‫األمة يف حاجاهتا التشريعية املتج ِّددة ‪ ،...‬فكان من الواجب أن تُ َّ‬
‫ستمد اجمللَّة من مجيع املذاهب‬ ‫أن يكفي َّ‬
‫الفقهية أحسن ما يف ك ٍّ منها وأعدله وأجراه مع املصلحة الزمنية وحاجات اجملتمع املقب على تطور كبري يف‬
‫السياسي والثّقايف بني الشرق والغرب اجلديد‪.‬‬
‫جماالت االقتصاد والتعام نتيجة االتصال االقتصادي و ّ‬
‫الفرع الثاين‪ :‬مشروع تقنني الشريعة اإلسالمية على املذاهب األربعة‪.‬‬
‫أوال‪ /‬جهة اإلصدار‪.‬‬
‫للمجمع املنعقد يف ‪ 27‬سبتمرب ‪ 1968‬ابلنّص اآليت‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫جاءت توصية املؤمتر الرابع‬
‫جممع البحوث اإلسالمية بتأليف جلنة من جلان الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬لتضطلع‬ ‫(يوصي املؤمتر ّ‬
‫يسر على املسؤولني يف البالد اإلسالمية األخذ أبحكام الشريعة‬‫ِ‬
‫لوضع ال ّدراسات ومشروعات القوانني اليت تُ ّ‬
‫اإلسالمية يف قوانني بالدها كقوانني العقوابت‪ ،‬والقانون التّجاري والقانون البحري وغريها)‪.1‬‬

‫‪ _ 1‬اللجنة التحضريية لتقنني الشريعة اإلسالمية‪ ،‬تقنني الشريعة اإلسالمية على املذهب احلنفي‪ ،‬ط‪ :‬التمهيدية‪1392 /‬ه‪1972-‬م‪،‬‬
‫ص‪.8‬‬

‫‪30‬‬
‫اجملمع ابجللسة رقم ‪ 62‬يف ‪ 7‬يناير ‪1970‬م على الخطة املرحلية ألعمال جلان‬‫مثّ جاءت موافقة جملس ّ‬
‫اجملمع ومن بينها (تقنني الشريعة اإلسالمية) الوارد يف خطة جلنة البحوث الفقهية كما اقرتحتها يف جلستها‬
‫‪1‬‬
‫رقم ‪ 20‬بتاريخ ‪ 11‬أكتوبر ‪1969‬م‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اثنيا‪ /‬املضمون‪.‬‬
‫حمتوايت املرحلة اليت أجنزها جممع البحوث اإلسالمية‪:‬‬
‫خرجت هذه املرحلة يف أربع كتب‪ ،‬لك مذهب كتاب على النحو اآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬املذهب احلنفي‪ 326( :‬صفحة) اشتم على مقدمة ألمني عام ّ‬
‫اجملمع الشيخ ''حممد عبد الرمحن‬
‫بيصار''‪ ،‬مثّ مق ّدمة اللّجنة التحضريية‪ ،‬مثّ قائمة أبعضاء اللجنة وعددها ثالث جلان تضم (‪ 14‬عضواً)‬
‫ابإلضافة ألربعة آخرين اشرتكوا بصورة جزئية‪ ،‬مث بعد ذلك مراجع الفقه احلنفي اليت اعتمدت عليها اللجنة‪،‬‬
‫مث قسم الكتاب هكذا‪:‬‬
‫أ_ القواعد ّ‬
‫العامة‪ 20( :‬قاعدة فقهية)‪.‬‬
‫ب_ االصطالحات الفقهية املتعلقة ابلبيع‪ 22( :‬مادة)‪.‬‬
‫ج _ املعامالت‪ :‬من أول البيع إىل هناية القرض (‪ 239‬مادة)‪ ،‬ولك مادة مذكرة إيضاحية‪.‬‬
‫‪ .2‬املذهب املالكي‪ 167( :‬صفحة) اشتم على املق ّدمات نفسها اليت يف اجلزء األول‪ ،‬مثَّ قائمة أبعضاء‬
‫جلنة املالكية وعددهم (‪ 5‬أعضاء) مث قسم الكتاب هكذا‪:‬‬
‫أ_ حبث متهيدي مبصادر التَّشريع اإلسالمي (ص‪.)48 – 19‬‬
‫إبيضاح‬
‫ٍ‬ ‫ب_ األصول التشريعية اليت بنيت عليها أحكام املعامالت (ص‪ )64 – 50‬فيها ‪ 17‬مادة متبوعة‬
‫لبعضها‪.‬‬
‫ج _ املعامالت‪ :‬من البيع إىل َّ‬
‫السلم (ص‪ ،)179 – 65‬وموادها من (‪ )117- 18‬متبوعة إبيضاح‬
‫موثق من كتب املالكية‪.‬‬

‫‪ _1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.8‬‬


‫‪ _2‬د‪ .‬حممد شايف بوشية‪ ،‬تقنني األحكام الفقهية يف القرنني ‪ 14‬و‪ 15‬اهلجريني‪ :‬دراسة لثالثة مناذج‪،‬‬
‫جملة كلية القانون الكويتية العاملية – السنة ‪ – 10‬ملحق خاص‪ ،‬العدد ‪ ،10‬أحباث املؤمتر السنوي ‪،8‬‬
‫ج‪ ،1‬ربيع األول ‪1443‬ه‪ /‬نوفمرب ‪2021‬م‪ ،‬ص‪.659‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ .3‬املذهب الشافعي‪ 400( :‬صفحة) اشتم على املقدمات السابقة نفسها‪ ،‬مث أعضاء جلنة الشافعية‬
‫وعددهم (‪ 6‬أعضاء)‪ ،‬مث قسم الكتاب هكذا‪:‬‬
‫أ_ التعريف ابإلمام ''الشافعي'' وحياته (ص‪.)37 – 19‬‬
‫ب_ التعريف ابملذهب الشافعي ومسلكه وقواعده وانتشاره (ص‪.)57 – 38‬‬
‫ج _ املعامالت‪ :‬من البيع إىل ال َّسلم (ص‪ )371 – 59‬وفيه (‪ 166‬مادة) مع توثيق املواد من ُكتب‬
‫املذهب‪ ،‬ومتبوعة مبذكرة إيضاحية‪.‬‬
‫‪ .4‬املذهب احلنبلي‪ 248( :‬صفحة) اشتم على املقدمات السابقة نفسها‪ ،‬مث أعضاء جلنة احلنابلة‪،‬‬
‫وعددهم (‪ 4‬أعضاء)‪ ،‬مث قسم الكتاب هكذا‪:‬‬
‫أ_ مصطلحات َّ‬
‫مهمة‪ :‬رواية – وجه – احتمال – ختريج (ص ‪.)20 – 19‬‬
‫ب_ املعامالت‪ :‬من البيع إىل ّ‬
‫السلم (ص‪ ،)239 – 21‬ومواده (‪ 154‬مادة) موثقة من كتب املذهب‪،‬‬
‫ومتبوعة إبيضاح‪.‬‬
‫اثلثا‪ /‬اخلصائص‪:1‬‬
‫متيز مشروع تقنني الشريعة اإلسالمية من حيث احملتوى (أوال) مث من حيث عدد املواد (اثنيا)‪ ،‬والتوضيح‬
‫والشرح (اثلثا) والتوثيق الفقهي (رابعا)‪ ،‬وهو ما نبينه على النحو التايل‪:‬‬
‫أ_ من حيث احملتوى‪ :‬املشروع صدر يف ‪ 4‬كتب‪ ،‬لك مذهب كتاب مستق اقتصر التقنني فيه على‬
‫يتعرض قط ِّ‬
‫ألي ابب فقهي آخر‪.‬‬ ‫أحكام املعامالت‪ ،‬ومل َّ‬
‫ب_ من حيث عدد املواد‪ :‬امش املشروع على ‪ 676‬مادة مقسمة هكذا‪ :‬احلنفي (‪ ،)239‬واملالكي‬
‫(‪ ،)117‬والشافعي (‪ ،)166‬واحلنبلي (‪.)154‬‬
‫ج _ املشروع َعق َ‬
‫َّب ك مادة مبذكرة إيضاحية موجزة أورد فيها شرحا أو حتليال أو استدالالً أو تعليال‪.‬‬
‫د _ اهتم املشروع ابلتوثيق الفقهي من كتب ك مذهب‪ ،‬حيث وثق مجيع املواد القانونية أو وثق مذكراهتا‬
‫التوضيحية من كتب الفقه أو القواعد الفقهية‪.‬‬

‫‪ _1‬د‪ .‬حممد شايف بوشية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 664‬و‪.665‬‬

‫‪32‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مشروع قانون املعامالت املدنية‪.‬‬
‫أوال‪ /‬جهة اإلصدار‪.‬‬
‫بعد عديد املطالبات الشعب يف مصر ابستعادة الشريعة اإلسالمية إىل ولقع احلياة بشىت صورها‪ ،‬قرر‬
‫جملس الشعب يف ‪ 17‬ديسمرب ‪1978‬م تشكي جلنة خاصة َّ‬
‫تتوىل دراسة ك االقرتاحات مشروعات تقنني‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬واستعانت اللجنة ابلدراسات والتقنينات والقوانني الخاصة بتطبيق الشريعة يف مصر أو يف‬
‫خارجها‪ ،‬وتشكلت اللجنة من بعض أعالم رجال القضاء وعدداً من كبار أساتذة الشريعة اإلسالمية‬
‫والقانون وذلك إلجناز هذا املشروع حتقيقا آلمال وطموحات الشعب املصري‪.‬‬
‫اثنيا‪ /‬املضمون‪.1‬‬
‫ضم هذا املشروع مخسة أجزاء وهي على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ .1‬اجلزء األول‪ :‬يبلغ ‪ 115‬صفحة‪ ،‬وهو مشتم على تشكي اللجان العامة والخاصة‪ ،‬وتقارير اللجان‬
‫ومقتطفات من أقوال رئيس جملس الشعب عن تقنني الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .2‬اجلزء الثاين‪ :‬القانون املدين‪ :‬ويتكون من (‪ 180‬مادة)‪ ،‬ويشتم على مقدمات وتقارير وأمساء أعضاء‬
‫اللجان القائمة إبعداده واملستند الذي يرتكز عليه‪ ،‬مث قسم الكتاب هكذا‪:‬‬
‫‪ .1/2‬الباب التمهيدي‪ :‬أحكام عامة‪ ،‬وفيه ‪4‬فصول‪ ،‬ومواده (‪( (70-1‬ص‪.(43-7‬‬
‫‪ .2/2‬القسم األول‪ :‬االلتزامات أو احلقوق التفصيلية‪ ،‬وفيه الكتب التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬االلتزامات بوجه عام‪ :‬وفيه مخسة أبواب‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬وآاثر االلتزام‪ ،‬واألوصاف املعدلة ملصادر‬
‫االلتزام‪ ،‬وانتقال االلتزام‪ ،‬وانقضاء االلتزام‪ ،‬وأخريا نظرة عامة‪ ،‬ومواده (‪( (379-73‬ص ‪ ) 309- 45‬وبه‬
‫)‪.‬‬ ‫‪72‬‬ ‫و‬ ‫‪71‬‬ ‫(‬ ‫للمادتني‬ ‫سقط‬
‫ب‪ .‬العقود املسماة‪ :‬ويشم الباب األول العقود اليت ترد على امللكية (البيع‪ ،‬املقايضة‪ ،‬اهلبة‪ ،‬الشركة‪،‬‬
‫القرض)‪ ،‬والثاين العقود اليت ترد على املنفعة (اإلجيار‪ ،‬والعارية)‪ ،‬والثالث العقود اليت ترد على العم‬
‫(املقاولة‪ ،‬والعم ‪ ،‬والوكالة‪ ،‬والوديعة‪ ،‬واحلراسة)‪ ،‬والرابع عقود الغرر (املقامرة والرهان‪ ،‬واملرتب‬
‫مدى احلياة‪ ،‬والتأمني)‪ ،‬والخامس‪ :‬الوكالة‪ ،‬ومواده ( ‪) (802-380‬ص‪،(806-312‬وبه سقط للمادتني‬
‫( ‪ 380‬و‪.) 381‬‬
‫‪ .3/2‬القسم الثاين ‪:‬يتعلق ابحلقوق العينية‪ ،‬ويشتم على كتابني‪:‬‬

‫‪ _1‬د‪ .‬حممد شايف بوشية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص( ‪.)662 -660‬‬

‫‪33‬‬
‫أ‪ .‬احلقوق العينية األصلية‪ :‬وفيه أبواب حق امللكية‪ ،‬واحلقوق املتفرعة عن حق امللكية‪،‬‬
‫ومواده (‪ (،) 1136 – 805‬ص‪ ،) 1046 – 807‬وبه سقط للمادتني ( ‪804 –803‬و)‪.‬‬
‫ب‪ .‬احلقوق العينية التبعية (التأمينات االجتماعية)‪ :‬ويشم أبواب الرهن الرمسي‪ ،‬وحق االختصاص‪،‬‬
‫والرهن احليازي‪ ،‬وحقوق االمتياز‪ ،‬ومواده (‪ ( ،(1136-1033‬ص‪.) 1158 – 1047‬‬
‫على مقدمات‬ ‫ويشتم‬ ‫( ‪ 767‬مادة )‪،‬‬ ‫‪.3‬اجلزء الثالث ‪:‬قانون التجارة‪ :‬ويتكون من‬
‫أ‪.‬‬ ‫وتقارير وأمساء أعضاء اللجنة القائمة إبعداده‪ ،‬واملستند الذي يرتكز عليه‪ ،‬مث قسم الكتاب هكذا‪:‬‬
‫الباب األول‪ :‬التجارة بوجه عام‪ ،‬فيه ‪ 5‬فصول‪ ،‬ومواده ‪ ( ، )62 – 1 ( ،‬ص‪.)44-21‬‬
‫ب‪ .‬الباب الثاين‪ :‬االلتزامات التجارية‪ ،‬فيه ‪7‬فصول‪ ،‬ومواده ( ‪ ( ،) 394-62‬ص‪.)134-45‬‬
‫ج‪ .‬الباب الثالث‪ :‬بال عنوان‪ ،‬فيه ‪4‬فصول‪ ،‬ومواده ( ‪ ( ،)545-365‬ص‪.)182-135‬‬
‫د‪ .‬الباب الرابع‪:‬اإلفالس والصلح الواقي منه‪ ،‬يف ‪9‬فصول‪ ،‬مواده ( ‪ ( ،)767-546‬ص‪-183‬‬
‫‪.)658‬‬
‫على مقدمات‬ ‫ويشتم‬ ‫‪ .4‬اجلزء الرابع ‪:‬قانون العقوابت‪ ،‬مواده (‪ 630‬مادة)‬
‫وتقارير وأمساء أعضاء اللجنة القائمة إبعداده‪ ،‬واملستند الذي يرتكز عليه‪ ،‬واملذكرة اإليضاحية‪ ،‬مث قسم‬
‫هكذا‪:‬‬
‫أ‪ .‬الكتاب األول‪ :‬األحكام العامة‪ ،‬ويشم ستة أبواب هي‪ :‬اجلرمية‪ ،‬اجلاين‪ ،‬العقوبة‪ ،‬تنفيذ العقوبة‪ ،‬العفو‬
‫عن العقوبة التعزيرية‪ ،‬والعفو الشام ‪ ،‬ومواده (‪ ( ،)84-1‬ص‪.)66-21‬‬
‫ب‪ .‬الكتاب الثاين‪ :‬شأن احلدود والقصاص‪ ،‬وفيه ‪8‬أبواب هي‪ :‬حد السرقة‪ ،‬واحلرابة‪ ،‬والزان‪ ،‬والقذف‪،‬‬
‫وحترمي الخمر وإقامة الشرب‪ ،‬والردة‪ ،‬واجلناية على النفس‪ ،‬وعلى ما دون النفس‪ ،‬ومواده (‪،)284-85‬‬
‫(ص‪.)154-67‬‬
‫ج‪ .‬الكتاب الثالث‪ :‬اجلرائم التعزيرية‪ ،‬وهذا اجلزء فيه مشكلة فنية‪ ،‬حيث تص أبوابه إىل ‪14‬اباب‪ ،‬لكنها‬
‫تبتدئ من الخامس‪ ،‬ويبدو أن مثة أجزاء مفقودة منه‪ ،‬وقد متت اإلشارة إىل بعض السقط يف املذكرة‬
‫اإليضاحية للجزء الرابع يف صفحة ‪.765‬‬
‫األبواب ( ‪(14-5‬تشم اجلرائم‪ :‬املخلة بسري العدالة‪ ،‬واملخلة ابلثقة العامة‪ ،‬وذات الخطر والضرر العام‪،‬‬
‫واملاسة ابألداين‪ ،‬والواقعة على األشخاص‪ ،‬وجرائم الصحف وحنوها‪ ،‬والواقعة على املال‪ ،‬والقمار وأوراق‬

‫‪34‬‬
‫اليانصيب‪ ،‬واملتعلقة ابلصحة العامة‪ ،‬واملقلقة للراحة‪ ،‬واملعرضة للخطر‪ ،‬وخمالفة اللوائح‪ ،‬ومواده ( ‪-422‬‬
‫‪( ،)630‬ص‪.)308-155‬‬
‫‪ .5‬اجلزء اخلامس ‪:‬قانون التقاضي واإلثبات‪ :‬ويتكون من (‪ 1136‬مادة) وفيه مقدمات وتقارير وأمساء‬
‫اللجنة القائمة إبعداده‪ ،‬واملستند الذي يرتكز عليه‪ ،‬مث قسم الكتاب هكذا‪:‬‬
‫أ‪ .‬الذكرة اإليضاحية ملشروع قانون اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية‪ :‬وتشم األمهية‪ ،‬واملنهج‪،‬‬
‫واملصادر‪ ،‬واملبادئ‪ .‬وقب ك ابب توجد مذكرة إيضاحية له تتضمن بعض نصوص الفقهاء السيما فقهاء‬
‫السياسة الشرعية مث ابن فرحون وابن القيم‪ ،‬وموادها (‪( ،)14-1‬ص‪.)48-32‬‬
‫ب‪ .‬الباب األول‪ :‬اإلقرار‪ ،‬ومواده (‪( ،)25-15‬ص‪.)72-49‬‬
‫ج‪ .‬الباب الثاين‪ :‬استجواب الخصوم‪ ،‬ومواده ( ‪ ( ،)34-26‬ص‪.)70-63‬‬
‫د‪ .‬الباب الثالث‪ :‬الشهادة‪ ،‬ومواده (‪( ،)80-35‬ص‪.)106-71‬‬
‫ه‪ .‬الباب الرابع‪ :‬الكتابة ‪،‬ومواده (‪( ،)130-81‬ص‪.)146-107‬‬
‫و‪ .‬الباب اخلامس‪ :‬اليمني‪ ،‬ومواد (‪( ،)145-131‬ص‪.)162-147‬‬
‫ز‪ .‬الباب السادس‪ :‬القرائن‪ ،‬ومواده (‪( ،)149-146‬ص‪.)170-163‬‬
‫ح‪ .‬الباب السابع‪ :‬املعاينة‪ ،‬ومواده ( ‪( ،)153-150‬ص‪.)174-171‬‬
‫ط‪ .‬الباب الثامن‪ :‬الخربة‪ ،‬ومواده (‪( ،)180-154‬ص‪.)190-175‬‬
‫اثلثا‪ /‬اخلصائص‪.‬‬
‫‪ -‬ضم املشروع أحكام القانون املدين‪ ،‬والتجارة‪ ،‬والعقوابت‪ ،‬والتقاضي واإلثبات وهذا ما يؤكد مشوليته‬
‫واستيعابه لألحكام يف اجملاالت املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬متيز بوضع مذكرات إيضاحية بعد ك قسم من أقسامه خاصةً قسم التقاضي واإلثبات‪ ،‬قسم قانون‬
‫العقوابت‪ ،‬قسم القانون املدين‪.‬‬
‫_ اهتم املشروع ابلتوثيق الفقهي السيما يف القانون املدين وقانون العقوابت حيث توسعت املذكرة‬
‫اإليضاحية يف ك منهما يف االستدالل الشرعي للمسائ ‪ ،‬ونسبتها إىل كتب املذاهب املختلفة‪ ،‬ب واإلشارة‬
‫إىل ما يف بعض املسائ من خالف فقهي مع الرتجيح وبيان سبب الرتجيح‪.‬‬
‫‪ -‬متيز أيضا بعقد مقابلة بني مواده وبني املواد الشبيهة يف التقنينات العربية األخرى‪.‬‬
‫يالحظ أن املشروع قد تغاف عن حد البغي وهذا مأخذ مهم‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬قانون حقوق العائلة العثماين‪.‬‬
‫أوال‪ /‬جهة اإلصدار‪.‬‬
‫أصدره السلطان ''حممد رشاد خان'' الخامس يف بداايت القرن ال‪ 20‬امليالدي‪ ،‬وله عدة نسخ منشورة‬
‫على بعض املواقع ولكنها مل تقد الرؤاي الواضحة حول ظروف‬
‫اثنيا‪ /‬املضمون‪.1‬‬
‫قال الدكتور حممد شايف بوشية‪:‬‬
‫ووجد الكثري من نسخه على مواقع الشبكة‬ ‫لقد اشتهر قانون حقوق العائلة ومتت طباعته ودراسته مرارا ُ‬
‫الدولية (انرتنت)‪ ،‬وأشار إليه الكثري من الكتَّاب والباحثني يف القانون وغريه‪ ،‬ولبيان حمتوايت هذا القانون‬
‫وعدد مواده ينبغي أن أشري إىل أمرين أساسني‪:‬‬
‫‪ .1‬مجلة مواد القانون وتقسيمها وعناوين ك قسم وما صاحبها من إضافات لبعض املواد أو تعديالت واليت‬
‫وقعت يف النسخة األصلية املرتمجة عن اللغة الرتكية‪ ،‬وهي اليت أشرت إليها يف بداية املبحث‪ ،‬وقد بلغت‬
‫ألهنا تشم أحكاما تتعلق ابملسلمني وبغري املسلمني‪ .‬وقد ُوجد بنهاية هذه‬ ‫مواد هذه النسخة (‪ 157‬مادة) ّ‬
‫املواد اتريخ صدورها‪ ،‬واملعتمدين هلا يف العبارة اآلتية‪{ :‬صدرت إراديت بوضع هذا القرار موقع العم على‬
‫أن يُكلَّف اجمللس العمومي جبعله قانوان يف ‪ 1‬حمرم سنة ‪1336‬ه ويف ‪ 25‬أكتوبر سنة ‪1917‬م‪'' .‬حممد‬
‫رشاد''‪ ،‬انظر العدلية ''خلي ''‪ ،‬الصدر األعظم ''حممد طلعت''}‪.‬‬
‫االمجال وذلك بعد حذف‬ ‫‪ .2‬مجلة مواد القانون وتقسيمها كما هو مشهور يف كثري من املواقع على جهة ِ‬
‫املواد اليت تتعلَّق بغري املسلمني‪ ،‬وإعادة للتّقسيم والعنونة‪ ،‬وهي ( ‪ 124‬مادة ) فقط‪.‬‬
‫واالعتماد سيكون على النسخة القدمية املرتمجة عن اللغة الرتكية واليت أشرت إليها يف بداية هذا املبحث‪،‬‬
‫َّ‬
‫ألهنا األقدم واألوثق نظرا للفروق اجلوهرية بينها وبني النسخ املعاصرة املنتشرة عرب مواقع األنرتنت‪.‬‬
‫اثلثا‪ /‬اخلصائص‪.‬‬
‫ميث هذا القانون خالصة تقنني األحكام الفقهية يف األحوال الشخصية‪ ،‬فقد متت صياغته ابالستناد إىل‬
‫املذهب احلنفي ولكنه – وكإجراء استثنائي – قد ْ‬
‫استَـ ْل َهم بعض مواده من مذاهب فقهية أخرى‪.‬‬

‫‪ _1‬د‪ .‬حممد شايف بوشية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.648‬‬

‫‪36‬‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬جملة األحوال الشخصية التونسية‪:‬‬
‫أوال‪ /‬جهة اإلصدار‪.‬‬
‫صدرت جملة األحوال الشخصية مبقتضى أمر علي من ابي تونس يف ‪ 13‬أغسطس ‪1956‬م ودخلت‬
‫حيز التنفيذ يف ‪ 1‬يناير ‪1957‬م‪ ،‬وتعترب هذه اجمللة من أهم اإلجنازات اليت قام هبا الوزير األول آنذاك‬
‫احلبيب بورقيبة الذي أصبح رئيسا فيما بعد‪.‬‬
‫وقد شارك العديد من كبار وعلماء وشيوخ تونس من جامع الزيتونة يف صياغتها أو مت استشارهتم وعلى‬
‫رأسهم الشيخ حممد الفاضل بن عاشور الذي كان عضو جلنة الصياغة‪ ،‬وكذلك والده العالمة حممد الطَّاهر‬
‫بن عاشور‪ ،‬ومفيت الداير التونسية الشيخ حممد عبد العزيز جعيط اللّذين مت استشارهتما‪.‬‬
‫اثنيا‪ /‬املضمون‪.‬‬
‫‪ .1‬توطئة‪ :1‬وجاء فيها بعض املراسيم اآلمرة إبنشاء جملة األحوال الشخصية وجاء فيها‪ { :‬وبناءً على ما‬
‫عرضه وزيران األكرب رئيس احلكومة أصدران أمران هذا مبا أييت‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬النصوص املنشورة فيما بعد املتعلقة ابألحوال الشخصية مجعت يف أتليف واحد ابسم جملة‬
‫األحوال الشخصية‪.‬‬
‫الفصل‪ :2‬جيري العم أبحكام هذه اجمللة ويقع تطبيقها ابتداءً من غرة جانفي ‪1957‬م بدون أن يكون هلا‬
‫أتثري على املاضي‪ ،‬إال أن النوازل اليت مازالت جارية يف اتريخ غرة جانفي ‪1957‬م سواءً منها اليت قدمت‬
‫قب غرة أكتوبر ‪1956‬م أو بعده تبقى خاضعة لألحكام القانونية املعمول هبا يف اتريخ صدور هذا األمر‬
‫إىل أن تنفص بوجه ابت‪.‬‬
‫الفصول ‪3‬و‪4‬و‪ ( :5‬أُبط العم هبذه الفصول مبقتضى أحكام الفص ‪ 5‬من القانون عدد‪ 40‬سنة‬
‫‪1957‬م املؤرخ يف ‪ 27‬سبتمرب ‪1957‬م)‪.‬‬
‫الفصل‪ :6‬وزيران األكرب رئيس احلكومة ووزيران للدَّاخلية ووزيران للعدل مكلفون‪ ،‬ك ٌّ فيما خيصه لتنفيذ أمران‬
‫هذا‪.‬‬
‫وختم يف ‪ 6‬حمرم ‪1376‬ه ( ‪ 13‬أوت ‪1956‬م)‪.‬‬
‫‪ .2‬احتوت اجمللة على ‪ 12‬كتاابً وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪-‬الكتاب األول‪ :‬الزواج‪.‬‬

‫‪ _1‬جملة األحوال الشخصية‪ ،‬املطبعة الرمسية للجمهورية التونسية‪ ،‬ص‪.4 , 3‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -‬الكتاب الثاين‪ :‬يف الطالق‪.‬‬
‫‪-‬الكتاب الثالث‪ :‬العدَّة‪.‬‬
‫‪-‬الكتاب الرابع‪ :‬النفقة‪.‬‬
‫‪-‬الكتاب اخلامس‪ :‬يف احلضانة‪.‬‬
‫‪-‬الكتاب السادس‪ :‬النسب‪.‬‬
‫‪-‬الكتاب السابع‪ :‬أحكام اللَّقيط‪.‬‬
‫‪-‬الكتاب الثامن‪ :‬يف أحكام املفقود‪.‬‬
‫‪-‬الكتاب التاسع‪ :‬يف املرياث‪.‬‬
‫‪-‬الكتاب العاشر‪ :‬احلجر والرشد‪.‬‬
‫‪ -‬الكتاب احلادي عشر‪ :‬الوصية‪.‬‬
‫‪-‬الكتاب الثاين عشر‪ :‬يف اهلبة‪.‬‬
‫ومن أهم ما احتوته اجمللة عند صدورها‪:‬‬
‫– منع إكراه الفتاة على الزواج من قب وليها‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد احلد األدىن للزواج ب ‪ 17‬سنة للفتاة و ‪ 20‬سنة للفىت‪.‬‬
‫‪ -‬منع الزواج العريف وفرض الصيغة الرمسية للزواج وجترمي املخالف‪.‬‬
‫‪ -‬إقرار املساوات الكاملة بني يف ك ما يتعلق أبسباب الطالق وإجراءات الطالق وآاثر الطالق‪.‬‬
‫‪ -‬منع تعدد الزوجات ومعاقبة ك من خيرتق هذا املنع بعقوبة جزائية‪.‬‬
‫اثلثا‪ /‬املميزات والعيوب‪:‬‬
‫‪ .1‬املميزات‪:‬‬
‫قال حممد الفاضل بن عاشور والذي كان أحد علماء تونس أهنا متث اجتهادا يف تفسري اإلسالم ومؤكدا‬
‫أهنا حتمية يف العصر احلديث ولكن دائما وفق النصوص التأسيسية لإلسالم‪.‬‬
‫‪.2‬العيوب‪:‬‬
‫‪ -‬اِعتربت الساحة الدينية يف تونس َّ‬
‫أن اجمللة تنتهك الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬أعطت اجمللة تتحررا حداثيا للمرأة التونسية خمالفا ملا أتت به الشريعة (مساواهتا ابلرج يف عديد‬
‫اجملاالت)‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫املوحد‪.‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬القانون العريب َّ‬
‫أوال‪ /‬جهة اإلصدار‪.‬‬
‫املوحد وفق الخطة السابقة (خطة صنعاء‬
‫تشكلت جلان شرعية وقانونية خمتصة قامت بوضع القانون العريب ّ‬
‫لتوحيد التشريعات العربية)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫اثنيا‪ /‬املضمون‪.‬‬
‫ينقسم القانون العريب املوحد من حيث كتبه ومواده إىل قسمني‪:‬‬
‫‪ .1‬الكتب املوضوعية‪ :‬وهي الكتب اليت تضم مواد شرعية قانونية حتدد العالقات واحلقوق بني النَّاس‪،‬‬
‫والعالقة التبادلية بني الفرد و َّ‬
‫الدولة ابإلضافة إىل العقوابت ألولئك الذين ال يلتزمون ابلقواعد املؤسسة‬
‫للقانون وأهم هذه الكتب‪:‬‬
‫أ_ قانون األحوال الشخصية‪ :‬واملعروف ابسم وثيقة الكويت للقانون العريب املوحد لألحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬ويتألف من (‪ 286‬مادة) موزعة على عدة كتب وأبواب‪ ،‬ويتحدث هذا الكتاب عن أحكام‬
‫النكاح؛ األركان والشروط‪ ،‬وعن أحكام الطالق واإلالء‪ ،‬وعن أحكام الفرائض واملرياث‪.‬‬
‫ب_ القانون املدين العريب املوحد‪ :‬ويتألف من (‪ 1318‬مادة)‪ ،‬ذكر يف الفص األول منه ‪ 85‬قاعدة‬
‫كلية وفرعية‪ ،‬وهذا القانون هو الذي يعرب عنه الفقهاء أبحكام املعامالت‪ ،‬من بيع وشراء‪ ،‬ووكالة وهبة‪،‬‬
‫ورهن‪ ،‬وغري ذلك ممَّا يتعلق ابملعامالت‪.‬‬
‫ج _ القانون اجلزائي العريب املوحد‪ :‬ويتألف من (‪ 618‬مادة)‪ ،‬وهذا القانون يتحدَّث عن احلدود‬
‫تسمى التَّعزيرات‪.‬‬
‫والقصاص واجلرائم اليت يرتتب عليها عقوابت مقدرة كاحلدود‪ ،‬وغري مقدَّرة واليت َّ‬
‫‪ .2‬الكتب اإلجرائية‪ :‬وهي الكتب اليت تضم جمموعة القواعد اليت تنظم سري الدَّعوى من حلظة ابتداءها إىل‬
‫انتهاءها بصدور حكم قاطع‪ ،‬وكيفية تنفيذ هذا احلكم‪ ،‬وأمهها‪:‬‬
‫أ_ القانون العريب املوحد لإلجراءات املدنية‪ :‬ويتألَّف من (‪ 847‬مادة)‪.‬‬
‫ب_ القانون العريب املوحد لإلجراءات اجلزائية‪ :‬ويتألف من ( ‪ 386‬مادة )‪.‬‬
‫وملا َحوت املواد القانونية غموضا يف بعض معانيها ُجعِ َ هلذه املواد مذكرات توضيحية شارحة‪.‬‬
‫اثلثا‪ /‬اخلصائص‪.‬‬

‫‪ _ 1‬القانون العري املوحد‪ ،‬دراسة وتقييم‪ ،‬إعداد املكتب العلمي هيئة الشام اإلسالمية‪ ،‬ط‪ /1‬شوال ‪1435‬ه – أغسطس ‪2014‬م‪،‬‬
‫ص‪ 8‬و ‪.9‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ .1‬املميزات‪:‬‬
‫متيز القانون العريب املوحد بعدة مميزات منها‪:‬‬
‫أ_ االعتماد على أحكام الشريعة اإلسالمية مصدرا رئيسا ووحيداً للتشريع تبعا لخطَّته اليت تنص على اعتماد‬
‫ؤول إليهما من إمجاع أو قياس‪...‬‬
‫القرآن الكرمي والسنة النبوية‪ ،‬وما يُ َّ‬
‫ب_ عدم االعتماد على مذهب فقهي واحد خبالف ما كان معتمدا يف أكثر الدول اإلسالمية حيث كان‬
‫املذهب احلنفي هو املعتمد يف الدولة العثمانية واملذهب احلنبلي هو املعتمد يف البالد السعودية‪.‬‬
‫السامي من هذا القانون‪ :‬توحيد الدول العربية الذي سيكون سلَّماً لل ِوحدة اإلسالمية الكربى‪.‬‬
‫ج_ اهلدف َّ‬
‫‪ .2‬العيوب‪:‬‬
‫ابلرغم من املميزات الواضحة والكثرية هلذا القانون إال أنه قد احتوى على بعض العيوب ومنها‪:‬‬
‫أ_ قدر هذا القانون عقوبة التعزيز علما أهنا يف الشرع من صالحيات القاضي يقدرها حبسب املصلحة‪.‬‬
‫ب_ جاء يف املادة ‪ 4‬من األحوال الشخصية‪{ :‬إذا كان العدول عن الخِطبة بغري مقتض‪ ،‬وترتب عليه ضرر‬
‫حتم املتسبب التعويض}‪ ،‬أقرت هذه املادة التعويض عن فسخ الخِطبة وهذا خمالف ملا َّ‬
‫نص عليه الفقهاء‬
‫َّ‬
‫أن الخطبة وعد ابلزواج وليست عقد‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفرع السابع‪ :‬قانون األسرة اجلزائري‪.‬‬
‫أوال‪ /‬جهة اإلصدار‪:‬‬
‫أصدره املشرع اجلزائري مبوجب املرسوم التشريعي ‪ 11/84‬الصادر بتاريخ ‪ 09‬رمضان ‪1404‬ه املوافق‬
‫ل ‪ 09‬يونيو ‪1984‬م‪ ،‬املعدل مبرسوم ‪ 02/05‬الصادر ‪ 18‬حمرم ‪1426‬ه املوفق ل‪ 27‬فرباير ‪2005‬م‪،‬‬
‫واملوافق عليه بقانون ‪ 09/05‬املؤرخ يف ‪ 25‬ربيع األول ‪1426‬ه املوافق ل‪ 04‬مايو ‪2005‬م‪.‬‬
‫اثنيا‪ /‬املضمون‪:‬‬
‫ضم قانون األسرة اجلزائري (‪ 224‬مادة) موزعة كاآليت‪:‬‬
‫‪.1‬مقدمة‪ :‬جاء أحكام عامة وماهي األسرة من املادة ( ‪ 3-1‬مادة)‪.‬‬
‫‪ .2‬الكتاب األول‪ :‬حتت عنوان الزواج واحنالله‪ ،‬فيه اببني‪:‬‬
‫‪ -‬الباب األول‪ :‬يف الزواج‪ ،‬موانع الزواج‪ ،‬الزواج الفاسد والباط ‪ ،‬حقوق وواجبات الزوجني‪ ،‬والنسب‪.‬‬
‫‪ -‬الباب الثاين‪ :‬يف احنالل الزواج‪ :‬يف الطالق‪ ،‬وآاثر الطالق‪ ،‬والنفقة‪.‬‬
‫ومواد من ( ‪ 80 – 4‬مادة )‪.‬‬
‫‪ .3‬الكتاب الثاين‪ :‬يف النيابة الشرعية‪ ،‬وهو يف سبعة فصول يف‪ :‬أحكام عامة خاصة ابلنيابة‪ ،‬والوالية‪،‬‬
‫والوصاية‪ ،‬والتقدمي‪ ،‬واحلجر‪ ،‬واملفقود والغائب‪ ،‬والكفالة‪ .‬عدد مواده ( ‪ 125 – 81‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب الثالث‪ :‬يف املرياث‪ ،‬وهو يف عشرة فصول‪ ،‬الفص األول يف أحكام عامة‪ ،‬والفصول األخرى يف‬
‫أصناف الورثة‪ ،‬العصبة‪ ،‬أحوال اجلد‪ ،‬احلجب‪ ،‬العول والرد والدفع‪ ،‬التنزي ‪ ،‬واحلم ‪ ،‬املسائ الخاصة (‬
‫األكدرية والغراء )‪ ،‬قسمة الرتكات‪ .‬عدد مواده ( ‪ 183 – 126‬مادة )‪.‬‬
‫الكتاب الرابع‪ :‬يف التربعات‪ ،‬جاء يف ثالث فصول يف‪ :‬الوصية‪ ،‬اهلبة‪ ،‬الوقف‪ .‬عدد مواده (‪220 –184‬‬
‫مادة )‪.‬‬
‫‪ -‬ويف األخري جاء أبحكام ختامية بني فيها على من يطبق هذا قانون‪ ،‬وإىل يُرجع يف حالة مامل ينص علية‬
‫هذا القانون‪ ،‬يف أربع مواد ( ‪ 224 – 221‬مادة )‪.‬‬
‫اثلثا‪ /‬املميزات والعيوب‪:‬‬
‫‪ .1‬املميزات‪:‬‬
‫‪ -‬مشولية أحكامه املتعلقة بنظام األسرة وما يرتبط هبا‪ ،‬وتضمنه املسائ املتعلقة ابألحكام املالية املتعلقة‬
‫ابلصدقات والتربعات‪ ،‬وهذا ما يؤكد استناده ألحكام الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬اعتماده على الشريعة اإلسالمية حيث أحال املشرع اجلزائري القاضي يف املادة ‪ 222‬منه { ك مامل يرد‬
‫النص عليه يف هذا القانون يرجع فيه إىل أحكام الشريعة}‪.‬‬
‫‪ -‬مل يتقيد املشرع اجلزائري مبذهب واحد ب جع اجملال مفتوحا للمذاهب األربعة‪.‬‬
‫‪ -‬جع النيابة العامة طرفا أصيال يف مجيع القضااي الرامية إىل تطبيق أحكام قانون األسرة‪.‬‬
‫‪ .2‬العيوب‪:‬‬
‫‪ -‬ما ميكن مالحظته على قانون األسرة اجلزائري هو جميء أحكامه عامة إذ هي أقرب إىل رؤوس أقالم منها‬
‫إىل نصوص واضحة‪ ،‬فمثال مل ينظم حقوق وواجبات أعضاء األسرة بطريقة واضحة إذ اكتفى بتنظيم حقوق‬
‫الزوجني وواجباهتما وعقوق الطف ‪ ،‬دون أن ينص حقوق القرابة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التجانس بني نصوصه‪ ،‬مثال نصت املادة ‪ 40‬من ق‪.‬أ ‪ { :‬يثبت النسب ابلزواج الصحيح وابإلقرار‬
‫والبينة وبنكاح الشبهة وبك نكاح مت فسخه بعد الدخول طبقا للمواد ‪32‬و‪33‬و‪ 34‬من هذا القانون}‪،‬‬
‫إذ يفهم من هذه املادة أن النسب يثبت ابلزواج الصحيح وابلزواج الفاسد وبنكاح الشبهة وابلدعوة‬
‫القضائية‪ ،‬وهذا نقيض املادة ‪ 41‬من ق‪.‬أ واليت جاء فيها ما يلي‪ { :‬ينسب الولد إىل أبيه مىت كان الزواج‬
‫شرعيا وأمكن االتصال ومل ينفه ابلطرق الشرعية }‪ .‬نالحظ أن هذه املادة أتت الغية مبا جاء به نص املادة‬
‫‪.40‬‬
‫‪ -‬من السلبيات اليت حواها ق‪.‬أ خلطه بني بعض األمور مث ما فع يف نص املادة ‪ { :2/6‬ختضع‬
‫الخطبة والفاحتة لنفس احلكام املبينة يف املادة ‪ 5‬أعاله}‪ .‬وابلرجوع إىل املادة الخامسة جندها تنص على ما‬
‫يلي‪ { :‬الخِطبة وعد ابلزواج ولك من الطرفني العدول عنها‪:‬‬
‫‪ -‬إذا ترتب عن العدول ضرر مادي أو معنوي ألحد الطرفني جاز احلكم ابلتعويض‪.‬‬
‫‪ -‬ال يسرتد الخاطب شيئا مما أهداه لو كان العدول منه‪.‬‬
‫‪ -‬وإن كان العدول من املخطوبة فعليها رد مامل تستهلك}‪.‬‬
‫نالحظ من هذا أن املشرع خيلط بني الخِطبة اليت هي وعد ابلزواج والفاحتة اليت هي زواج عريف‪ ،‬حيث رتب‬
‫على هذا األخري نفس اآلاثر اليت رتبها على الخطبة رغم اختالف الطبيعة القانونية بينهما‪ ،‬الخطبة وعد‬
‫ابلزواج ويعترب العدول عنها اخالال ابلوعد فقط بينما الفاحتة زواج عريف كام األركان وال يكون العدول عنه‬
‫إال ابلطالق‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حتليل ودراسة التجارب الفردية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مرشد احلريان إىل معرفة حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫أوال‪ /‬جهة اإلصدار‪.‬‬
‫أصدره القاضي '' حممد قدري ابشا ''‪ ،‬يف املعامالت‪ ،‬حيث أنه أراد من قضاة احملاكم النظامية غري‬
‫الفقهاء معرفة أحكام الشريعة اإلسالمية يف مسائ املعامالت وذلك يف ضبطها يف مواد قانونية‪.‬‬
‫وقد قررت نظارة املعارف العمومية ملا له أمهية طبعه و تدريسه يف املدارس‪.‬‬
‫اثنيا‪ /‬املضمون‪.‬‬
‫ضم كتاب مرشد احلريان إىل معرفة أحوال اإلنسان ثالثة أقسام وهي على النحو التايل‪:‬‬
‫الكتاب األول‪ :‬يف األموال‪ ،‬وحيتوي على مخسة أبواب بعضها مقسم لفصول وهي‪ :‬أنواع املال‪ ،‬امللكية‪،‬‬
‫ملك املنفعة‪ ،‬حق االنتفاع‪ ،‬حق السكىن‪ ،‬حقوق االرتفاق‪ ،‬ومواد هذا الكتاب من (‪ 71-1‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب الثاين‪ :‬أسباب امللك‪ ،‬ومقسم إىل أربعة فصول هي‪ :‬القعود‪ ،‬اهلبة‪ ،‬الوصية‪ ،‬املرياث‪ ،‬ومواده من‬
‫ُ‬
‫(‪ 94-72‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب الثالث‪ :‬الشفعة‪ ،‬وفيه مخسة فصول وهي‪:‬‬
‫‪.1‬تعريفها‪ ،‬وأسباهبا واستحقاقها‪.‬‬
‫‪ .2‬فيما تثبت فيه الشفعة وما ال تثبت‪.‬‬
‫‪ .3‬يف طلب الشفعة‪.‬‬
‫‪ .4‬يف حكم الشفعة‪.‬‬
‫‪ .5‬فيما يسقط الشفعة ويبطلها‬
‫ومواده من (‪ 146 – 95‬مادة)‪.‬‬
‫ضم الكتاب أيضا أبواب التملك بوضع اليد على األموال املباحة‪ ،‬وابب وضع اليد وعدم مساح الدعوى‬
‫مبرور الزمن‪ ،‬وابب نزع امللك‪ ،‬ومواده من (‪.)167-147‬‬
‫ُ‬
‫وضم أيضا عنوان يف العقود‪ ،‬واملداينات‪ ،‬واألماانت‪ ،‬والضماانت‪ ،‬واحتوى على كتاب العقود على‬
‫العموم‪ ،‬ويشم ابب ماهية العقد وشرائطه‪ ،‬ومواده من (‪ 220-168‬مادة)‪ ،‬والباب الثاين يف العقود اليت‬
‫يصح إضافتها واليت ال‬
‫يصح اقرتاهنا وتعليقها ابلشرط‪ ،‬واليت ال يصح اقرتاهنا وتعليقها به‪ ،‬ويف العقود اليت ُ‬

‫‪43‬‬
‫يصح‪ ،‬ومواده من (‪ 234-221‬مادة)‪ ،‬والباب الثالث يف أنواع الخِيارات وفيه فصالن يف املواد (‪-235‬‬
‫‪ 248‬مادة)‪.‬‬
‫قسم املعامالت إىل كتب منفردة وهي‪ :‬البيع‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬املزارعة واملساقاة‪ ،‬الشركة‪ ،‬العارية‪ ،‬القرض‪،‬‬
‫مث َّ‬
‫الوديعة‪ ،‬الكفالة‪ ،‬احلوالة‪ ،‬الوكالة‪ ،‬الرهن‪ ،‬الصلح‪ ،‬وموادها من (‪ 941-249‬مادة)‪.‬‬
‫اثلثا‪ /‬اخلصائص‪.‬‬
‫يلي‪:‬‬ ‫ما‬ ‫الكتاب‬ ‫خصائص‬ ‫أهم‬ ‫من‬
‫‪ .1‬حس ِن تقسيم الكتاب على النحو الذي سبق ذكره يف التعريف مبحتوى الكتاب‪.‬‬
‫‪ .2‬استعمال املؤلف لأللفاظ الفقهية املعروفة لألبواب والفصول املذكورة يف الكتاب‪.‬‬
‫‪ .3‬إحالة املؤلف يف بعض املواضع على كتاب األحوال الشخصية له كما يف اهلبة‪،‬‬
‫والوصية‪.‬‬
‫‪ .4‬اهتمامً املؤلف بتعريف أبواب املعامالت اليت أوردها يف كتابه‪ ،‬وفقا ألشهر تعريفات‬
‫احلنفية‪.‬‬
‫‪ .5‬تفاوتِ أحجام املواد اليت أودعها املؤلف يف الكتاب طوالً وقصرا حسب حمتواها‬
‫وأحكامها‪.‬‬
‫‪ .6‬اشتمال الكتاب على ك أبواب املعامالت والعقود‪ ،‬سواء أكانت عقود معاوضات‪ ،‬أم‬
‫عقود تربعات‪ ،‬أم عقود توثيقات‪...‬‬
‫‪.7‬اشتمال الكتاب على حواش توضيحية وتوثيقية وإحاالت لبعض املواد وبعض ألحكام‪ ،‬وذلك من كتب‬
‫املذهب احلنفي‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬األحكام الشرعية يف األحوال الشخصية‪.‬‬
‫أوال‪ /‬جهة اإلصدار‪.‬‬
‫ألَّفه ''حممد قدري ابشا'' أيضا‪ ،‬وذلك ليبني للقضاة غري الفقهاء يف احملاكم النظامية أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية يف خمتلف أحوال اإلنسان الشخصية‪.‬‬
‫وقد مت طبعه ونشره من قِب مطبعة دار الكتب املصرية ابلقاهرة‪.‬‬
‫اثنيا‪ /‬املضمون‪.‬‬
‫تضمن هذا الكتاب مقدمة للمؤلف‪ ،‬ويتكون جزئني‪:‬‬
‫اجلزء األول‪ :‬يف األحكام املختصة بذات اإلنسان‪ ،‬وينقسم إىل مخسة كتب وهي‪:‬‬
‫الكتاب األول‪ :‬يف النكاح‪ ،‬ومقسم إىل عشرة أبواب تضم مجيع أحكام النكاح للمسلمني‪ ،‬ومجلة من‬
‫أحكام أنكحة أه الكتاب‪ ،‬فصوله (‪ 22‬فصال)‪ ،‬مواده من (‪ 149-1‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب الثاين‪ :‬فيما جيب لك من الزوجني على صاحبه‪ ،‬ويشم أربعة أبواب تتعلق ب‪ :‬النفقة‪ ،‬الوالية‪،‬‬
‫احلقوق‪ .‬فصوله (‪8‬فصول)‪ ،‬ومواده من (‪ 216-150‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب الثالث‪ :‬يف فُـ ُر ُق النكاح‪ ،‬ويضم مخسة أبواب تتعلق ب‪ :‬الطالق‪ ،‬الخلع‪ ،‬ال ُفرقة‪ ،‬العدة‪ .‬فصوله‬
‫(‪7‬فصول)‪ ،‬مواده من (‪ 331-217‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب الرابع‪ :‬يف األوالد‪ ،‬وفيه مخسة أبواب تتعلق ب‪ :‬ثبوت النسب‪ ،‬ما جيب على الوالدين‪ ،‬النفقة‬
‫الواجبة لألبوين على األبناء‪ ،‬نفقة ذوي األرحام‪ ،‬والية األب‪ .‬يتكون م (‪22‬فصال)‪ ،‬ومواده (‪- 332‬‬
‫‪ 434‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب اخلامس‪ :‬فيه أربعة أبواب تتعلق ب‪ :‬الوصي‪ ،‬واحلجر‪ ،‬واهلبة‪ ،‬والوصية‪ .‬وفصوله (‪ 13‬فصال)‪،‬‬
‫ومواده من (‪ 581 – 435‬مادة)‪.‬‬
‫اجلزء الثاين‪ :‬وهو يف املرياث وأحكامه وفيه تسعة أبواب‪ ،‬مواده من (‪ 647 – 582‬مادة)‪.‬‬
‫اثلثا‪ /‬اخلصائص‪.‬‬
‫ويتميز الكتاب ابلخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬يعترب الكتاب ذيً الّ جمللة األحكام العدلية؛ ألنه يسري على القواعد نفسها اليت سارت‬
‫عليها‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ .2‬يعترب الكتاب من كتب الفقه املتعلّقة بصحة األحكام الشرعية يف األحوال الشخصية‪ ،‬وأبحكام احلالل‬
‫واحلرام فيها‪.‬‬
‫‪ .3‬مواد الكتاب سهلة الفهم‪ ،‬قريبة التناول على من يتعذر عليه مزاولة فهم عبارات الفقهاء‪ ،‬وح رموز‬
‫املتون‪ ،‬ومعرفة اصطالحات الشراح واملعلّقني‪.‬‬
‫‪ .4‬مل يستند الكتاب إىل مذاهب فقهية متعددة‪ ،‬ب التزم مذهبا واحدا‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬قانون العدل واإلنصاف للقضاء على مشكالت األوقاف‪.‬‬


‫أوال‪ /‬جهة اإلصدار‪.‬‬
‫أصدره'' حممد قدري ابشا''‪ ،‬وذلك حماولة منه يف القضاء على اشكاالت ومبهمات األوقاف يف‬
‫األوساط املسلمة‪.‬‬
‫وقد مت طبعه ونشره من قب مطبعة الراين‪.‬‬
‫اثنيا‪ /‬املضمون‪.‬‬
‫احتوى الكتاب على (‪ 646‬مادة)‪ ،‬مصنفة يف سبعة أبواب على النحو التايل‪:‬‬
‫الباب األول‪ :‬يف التعريف ابلوقف‪ ،‬وحكمه‪ ،‬وشروطه‪ ،‬وسننه‪ ،‬وأهليته‪ ،‬وما جيوز بيعه‪ ،‬واملوقوف عليه‪،‬‬
‫يتكون من (‪ 11‬فصال)‪ ،‬ومواده من (‪ 97 – 1‬مادة)‪.‬‬
‫الباب الثاين‪ :‬يف بيان الشروط اليت جيوز للواقفني اشرتاطها‪ ،‬واليت ال جيوز‪ ،‬وفصوله (أربعة)‪ ،‬ومواده من‬
‫(‪ 143-98‬مادة)‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬يف والية الوقف‪ ،‬وتصرف الناظر يف أمور الوقف‪ ،‬حيتوي على (‪ 13‬فصال)‪ ،‬ومواده من‬
‫(‪.)270-144‬‬
‫الباب الرابع‪ :‬إجازة الوقف‪ ،‬وذلك يف املواد من (‪ 291-271‬مادة)‪.‬‬
‫الباب اخلامس‪ :‬يف املزارعة واملساقاة‪ ،‬واحلِكر‪ ،‬والخلو وحنوها يف (تسعة فصول)‪ ،‬ومواده من (‪407-292‬‬
‫مادة)‪.‬‬
‫الباب السادس‪ :‬يف عمارة الدور املوقوفة وفصوله (أربعة)‪ ،‬ومواده (‪ 473-408‬مادة)‪.‬‬
‫الباب السابع‪ :‬يف الدعوى‪ ،‬واإلقرار‪ ،‬والشهادة‪ ،‬يف (مثانية فصول)‪ ،‬ومواده من (‪ 646-474‬مادة)‪.‬‬
‫اثلثا‪ /‬اخلصائص‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫اتسم هذا الكتاب ابلخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬عرض مواد الكتاب بطريقة مقننة موجزة مبسطة بعيدة عن اإلهبام والغموض املعروف يف كتب الرتاث‬
‫إالّ فيما اقتضته الضرورة‪.‬‬
‫‪ .2‬استفادة املؤلف يف كتابه من التقنني الغريب والنظم القانونية الغربية وأشكال الصياغة‪ ،‬مع حمافظته على‬
‫مضمون هذه املواد واستمدادها من مصادر الفقه احلنفي املعروفة‪.‬‬
‫‪ .3‬تتابع مواد الكتاب بصورة سهلة املأخذ للجميع‪ ،‬وخباصة لغري املتخصصني يف الفقه‪.‬‬
‫‪ .4‬حمافظة الكتاب على مضمون املواد‪ ،‬واستقاؤها من أمهات مصادر املذهب احلنفي‪.‬‬
‫‪ . 5‬تبويب الكتاب بشك مرتّ ب مدقق يف اختيار األلفاظ حىت تعين مدلوالهتا على صورة من التحديد‬
‫الدقيق الذي يقضي به فن الفقه القانوين‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬جملة األحكام الشرعية‪.‬‬
‫أوال‪ /‬جهة اإلصدار‪.‬‬
‫أُصدرت اجمللة أبمر من جاللة امللك ''عبد العزيز آل سعود'' –رمحه هللا‪ ،-‬أبن تكون جلنة فقهية لتأليف‬
‫جملة األحكام الشرعية يف شك مثايل خيتلف عن جملة األحكام العدلية العثمانية‪ ،‬وقد نشر خربها يف جريدة‬
‫أم القرى يف العدد ‪ 141‬يف عام ‪1927‬م‪.‬‬
‫وهذه الدعوة لقت جتاواب ورغبة يف نفس الشيخ ''أمحد قاري'' واعتمد يف أتليفها على املصادر املعتمدة‬
‫يف املذهب احلنبلي واليت كان قد نص عليها مرسوم امللك وهي‪ :‬كتاب اإلقناع للشيخ ''موسى احلجاوي''‪،‬‬
‫كشف القناع عن منت االقتناع للشيخ ''منصور البهويت احلنبلي''‪ ،‬منتهى اإلرادات للشيخ ''الفتوحي''‪،‬‬
‫شرح منتهى اإلرادات للشيخ ''منصور البهويت''‪ ،‬املغين ''لأليب حممد عبد هللا بن أمحد بن قدامة''‪ ،‬الشرح‬
‫الكبري للشيخ ''عبد احلمن بن أيب عمر بن قدامة''‪.‬‬
‫اثنيا‪ /‬املضمون‪.‬‬
‫حوت اجمللة (‪ 2382‬مادة)‪ ،‬موزعة على النحو التايل‪:‬‬
‫مقدمة يف القواعد الفقهية‪ :‬واحتوت على (‪ 160‬مادة)‪.‬‬
‫ضمت اجمللة إحدى وعشرين كتااب وهي‪:‬‬
‫الكتاب األول‪ :‬يف البيوع‪ ،‬وفيه مقدمة ومخسة أبواب وإحدى وثالثني فصال‪ ،‬عدد مواده (‪515_161‬‬
‫مادة)‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الكتاب الثاين‪ :‬يف اإلجازات‪ ،‬وفيه مقدمة وستة أبواب واثنان وعشرون فصال‪ ،‬عدد مواده (‪722-515‬‬
‫مادة)‪.‬‬
‫الكتاب الثالث‪ :‬يف القرض‪ ،‬وفيه مقدمة وابابن وفصالن‪ ،‬عدد مواده (‪ 754-722‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب الرابع‪ :‬يف الوقف‪ ،‬وفيه ثالثة أبواب وسبعة فصول‪ ،‬عدد مواده (‪ 848-754‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب اخلامس‪ :‬يف اهلبة‪ ،‬وفيه مقدمة وثالثة أبواب وتسعة فصول‪ ،‬عدد مواده (‪ 939-849‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب السادس‪ :‬يف الرهن‪ ،‬وفيه مقدمة وثالثة أبواب ومخسة عشر فصال‪ ،‬عدد مواده (‪1060-940‬‬
‫مادة)‪.‬‬
‫الكتاب السابع‪ :‬يف الضمان والكفالة‪ ،‬وفيه مقدمة وابابن وتسعة فصول‪ ،‬عدد مواده (‪1154-1061‬‬
‫مادة)‪.‬‬
‫الكتاب الثامن‪ :‬يف احلوالة‪ ،‬وفيه مقدمة وابابن وفصالن‪ ،‬عدده مواده (‪ 1185-1155‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب التاسع‪ :‬يف الوكالة‪ ،‬وفيه مقدمة وابابن وتسعة فصول‪ ،‬عدد مواده (‪ 1277-1186‬مادة)‪.‬‬
‫الباب العشر‪ :‬العارية‪ ،‬وفيه مقدمة وابابن وسبعة فصول‪ ،‬عدد مواده (‪ 1315-1278‬مادة)‪.‬‬
‫الباب احلادي عشر‪ :‬يف الوديعة‪ ،‬وفيه مقدمة وثالثة أبواب وستة فصول‪ ،‬عدد مواده (‪1374-1316‬‬
‫مادة)‪.‬‬
‫الكتاب الثاين عشر‪ :‬يف الغصب‪ ،‬وفيه مقدم وابابن وإحدى عشر فصال‪ ،‬عدد مواده (‪1456-1375‬‬
‫مادة)‪.‬‬
‫الكتاب الثالث عشر‪ :‬يف احلجر واإلكراه‪ ،‬وفيه مقدمة وثالثة أبواب ومخسة فصول‪ ،‬عدد مواده (‪-1457‬‬
‫‪.)1546‬‬
‫الكتاب الرابع عشر‪ :‬يف الشفعة‪ ،‬وفيه مقدمة وابابن ومثانية فصول‪ ،‬عدد مواده (‪ 1615-1547‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب اخلامس عشر‪ :‬يف الصلح واإلبراء وأحكام اجلوار‪ ،‬وفيه مقدمة وثالثة أبواب وستة فصول‪ ،‬عدد‬
‫مواده (‪ 1685-1616‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب السادس عشر‪ :‬يف اإلقرار‪ ،‬وفيه مقدمة وابابن وتسعة فصول‪ ،‬عدد مواده (‪1770-1686‬‬
‫مادة)‪.‬‬
‫الكباب السابع عشر‪ :‬يف الشركة‪ ،‬وفيه مقدمة وثالثة أبواب وأربعة عشر فصال‪ ،‬عدد مواده (‪-1771‬‬
‫‪ 1946‬مادة)‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الكتاب الثامن عشر‪ :‬يف املساقاة واملزارعة‪ ،‬فيه مقدمة وابابن ومخسة فصول‪ ،‬عدد مواده (‪-1947‬‬
‫‪ 2008‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب التاسع عشر‪ :‬يف القضاء‪ ،‬وفيه مقدمة وابابن ومثانية فصول‪ ،‬عدد مواده (‪2095-2009‬‬
‫مادة)‪.‬‬
‫الكتاب العشرون‪ :‬يف الدعوى‪ ،‬وفيه مقدمة وابابن ومخسة فصول‪ ،‬عدد مواده (‪ 2144-2096‬مادة)‪.‬‬
‫الكتاب احلادي والعشرون‪ :‬يف البينات والتحليف‪ ،‬وفيه مقدمة وثالثة أبواب وتسعة عشر فصال‪ ،‬عدد‬
‫مواده (‪ 2382-2145‬مادة)‪.‬‬
‫اثلثا‪ /‬اخلصائص‪.1‬‬
‫‪-1‬استمداد اجمللة من املصادر الفقهية املعتمدة عند احلنابلة املتمثلة يف‪ :‬شرح منتهى اإلرادات وكشف‬
‫القناع‪.‬‬
‫‪-2‬استطاع املؤلف يف كثري من املواد إحكام صياغتها وحبك عباراهتا يف صورة ميكن اعتبارها قاعدة وقانوان‪.‬‬
‫‪-3‬املالحظ يف كتب الفقه اإلسالمي أن بعض أحكام املسائ ال توضع يف أبواب ذات العالقة املاسة هبا‪،‬‬
‫وإمنا تذكر يف أبواب وفصول هلا هبا مناسبة بعيدة يصعب على الباحث العثور عليها‪ ،‬وقد أبدع املؤلف يف‬
‫هذا اجلانب إذ مجع شتات هذه املسائ ودوهنا حتت أبواهبا األصلية لتنتظم مع جمموعتها من املسائ‬
‫واألحكام‪.‬‬
‫‪-4‬أظهر املؤلف جانبا من ملكته الفقهية فقد ذكر يف كتاب الوقف قضااي واقعية مأخوذة من سجالت‬
‫احملاكم الشرعية‪.‬‬
‫‪-5‬اجمللة ال حتتوي على اجتهادات وإمنا هي صياغة جديدة جلزء عام من الفقه اإلسالمي يطلبها العصر‬
‫وتستدعيها احلاجة‪.‬‬

‫‪ _1‬ي نظر جملة األحكام الشرعية‪ ،‬أمحد بن عبد هللا القري‪ ،‬دراسة وحتقيق د‪ .‬عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان‪ /‬د‪ .‬حممد إبراهيم أمحد‬
‫علي‪ ،‬ط‪1401 /1‬ه – ‪1981‬م‪ ،‬مطبوعات هتامة جبدة‪ ،‬ص‪ 52‬و‪.53‬‬

‫‪49‬‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬التشريع اجلنائي يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫أوال‪ /‬جهة اإلصدار‪.‬‬
‫أصدره األستاذ '' عبد القادر عودة '' بعد ما دار يف خلده أن الشريعة اإلسالمية أهم ‪ ,‬أبلغ من القوانني‬
‫الوضعية‪ ،‬وشاملة وصاحلة لك زمان ومكان‪.‬‬
‫ألفه على صيغة املقارنة‪ ،‬خصه ابجلرمية والعقوابت‪ ،‬مستعينا ببعض الكتب الفقهية‪ ،‬وذا كله انتصارا‬
‫للشريعة اليت يريدون طمسها ابلقوانني الوضعية‪.‬‬
‫اثنيا‪ /‬املضمون‪.‬‬
‫جاء هذا الكتاب يف جزئني وهو على النحو التايل‪:‬‬
‫اجلزء األول‪ :‬حيتوي على مقدمة وكتابني األول يف اجلرمية والثاين يف العقوبة مقسم على الشك اآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬مقدمة‪ :‬وهي تشم خطبة املؤلف‪ ،‬وتوجيهات ركز فيها على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬املقارنة بني الشريعة والقانون الوضعي يف التشريع اجلنائي‪.‬‬
‫‪ -‬منهجية الدراسة‪ ،‬ومعيقات البحث املتجلية يف قلة الكتب واملكتبات‪.‬‬
‫وختم مقدمته إبظهار حماسن الشريعة اإلسالمية ومتيُّزها على القوانني الوضعية ابلدالئ عليها‪ ،‬كما حتدث‬
‫عن نظرايت املساواة بني الرج واملرأة‪ ،‬واحلرية‪ ،‬والشورى‪ ،‬والطالق‪ ،‬وتعدد الزوجات‪.‬‬
‫‪ .2‬الكتاب األول‪ :‬يف اجلرمية‪ ،‬قام بتقسيمه إىل قسمني على النحو اآليت‪:‬‬
‫أ‪ .‬القسم األول‪ :‬يتحدث فيه عن ماهية اجلرمية‪ ،‬والفرق بينها وبني بعض املصطلحات ذات العالقة هبا‪،‬‬
‫كما ذكر أنواع اجلرمية‪ ،‬يتكون هذا القسم من اببني وك ابب مقسم إىل فصوال‪.‬‬
‫ب‪ .‬القسم الثاين‪ :‬وهو يف ألركان اجلرمية‪ ،‬مقسم إىل ثالثة أبواب وك ابب مقسم إىل فصول‪.‬‬
‫‪ .3‬الكتاب الثاين‪ :‬يف العقوبة ويشتم على ستة أبواب وك ابب ينقسم إىل فصول‪.‬‬
‫اجلزء الثاين‪ :‬اهتم هذا اجلزء ابلعقوابت على حنو خاص‪ ،‬وقُسم كاآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬الباب األول‪ :‬يف اجلناايت‪ ،‬وهو مقسم إىل ثالثة فصول‪ :‬األول يف القت ‪ ،‬والثاين يف اجلناية على ما‬
‫دون النفس‪ ،‬والثالث يف اجلناية على ما هو نفس من وجه دون وجه‪.‬‬
‫‪ .2‬الباب الثاين‪ :‬يف جرائم احلدود‪ ،‬مقسم إىل سبعة فصول‪ :‬يف الزان‪ ،‬القذف‪ ،‬والخمر‪ ،‬والسرقة‪ ،‬واحلرابة‪،‬‬
‫الردة‪.‬‬
‫والبغي‪ ،‬و َّ‬
‫وبلغ عدد مواده (‪ 689‬مادة)‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫اثلثا‪ /‬اخلصائص‪.‬‬
‫‪ -‬متيز هذا الكتاب ابملقارن بني الشريعة والقانون الوضعي مقارنة شاملة يف ك أبوبه‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماده يف املقارنة على املذاهب األربعة املشهورة ومل يقتصر على مذهب واحد‪.‬‬
‫‪ -‬كتابة القوانني بلغة يفهمها رجال القانون مع اإلشارة إىل املراجع اليت أخذ منها‪.‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬ملخص األحكام الشرعية على املعتمد من مذهب املالكية‪.‬‬
‫أوال‪ /‬جهة اإلصدار‪.‬‬
‫أصدره احملامي اللييب ''حممد حممد بن عامر'' وقد مجع فيه على قوله نبذة من األحكام الشرعية على‬
‫املعتمد من صحيح أقوال علماء املالكية على الطريقة احلديثة ليسه على طالب العلم دراسة الفقه‪،‬‬
‫ِّ‬
‫ويسه عم القضاة يف احملاكم لألخذ ابلشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫اثنيا‪ /‬املضمون‪.‬‬
‫ضم الكتاب أربعة أقسام متعلقة ابلقضاء واحلقوق العائلية واألحوال الشخصية‪ ،‬واملعامالت والتربعات‪،‬‬
‫واملواريث‪ ،‬وهي كالتايل‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬يف القضاء الشرعي ومتعلقاته وهو مقسم إىل سبعة أبواب وك ابب مقسم إىل فصول‪ ،‬عدد‬
‫مواده من (‪ 208-1‬مادة)‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬يف األحوال الشخصية واحلقوق العائلية‪ ،‬مقسم إىل مخسة أبواب وك ابب مقسم إىل فصول‪،‬‬
‫عدد مواده من (‪ 630-209‬مادة)‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬يف املعامالت والتربعات‪ ،‬مقسم إىل أربعة عشر اباب‪ ،‬وك ابب ينقسم إىل فصول‪ ،‬عدد‬
‫مواده من (‪.)889-631‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬يف املواريث‪ ،‬مقسم إىل مخسة أبواب‪ ،‬وبني يف آخر ك ابب منه أبمثلة تطبيقية على ك‬
‫مسألة من مسائ املرياث‪ ،‬عدد مواده من (‪ 928-890‬مادة)‪.‬‬
‫وأردف الكتاب ملحق يشم مناذج إيضاحية لقضااي وقعت يف احملاكم اللِّيبية‪.‬‬
‫اثلثا‪ /‬اخلصائص‪.‬‬
‫‪ _1‬حنا املؤلف يف الكتاب حنوا مجيال أتى فيه فيما متس احلاجة إليه من املسائ واألحكام يف عبارة سهلة‬
‫وأسلوب متني‪.‬‬
‫‪ _2‬أخذ من األقوال أصحها ومن العبارات أوضحها‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ _3‬وضع املؤلف هوامش واضحة شارحة ملا جيب شرحه وأيضا إحاالت إىل بعض املصادر الفقهية اليت‬
‫أخذ منها األحكام‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫خامتة‪ :‬تشمل أهم ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬النتائج‪.‬‬

‫‪-‬التوصيات‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫احلمد هلل الذي بفضله تتم الصاحلات‪ ،‬والصالة والسالم على بن بعثه رمحة جلميع املخلوقات صلى هللا‬
‫عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فهذه مجلة من النتائج والتوصيات املتوص إليها من خالل البحث يف موضوع {جتارب التقنني الفقهي‬
‫اإلسالمي الرمسية والفردية مجع ودراسة}‪:‬‬
‫‪ .1‬النتائج‪:‬‬
‫‪ -‬التقنني الفقهي هو صياغة األحكام الشرعية على شك مواد قانونية ميكن الرجوع إليها يف القضاء‪.‬‬
‫‪ -‬التقنني الفقهي ليس وليد العصر احلديث ب هو موضوع اهتم به العلماء واحلكام على مر العصور‪.‬‬
‫‪ -‬تعدد جتارب تقنني الفقه اإلسالمي بني الرمسية اليت كانت من إعداد احلكومات واجملامع الفقهية‪ ،‬والفردية‬
‫اليت أعدها الفقهاء ورجال القانون‪.‬‬
‫‪ -‬إملام التجارب بشىت أبواب الفقه اإلسالمي وإدراجها على شك مواد قانونية سهلة التناول لطالب العلم‬
‫والقضاة ورجال القانون‪.‬‬
‫‪ .2‬التوصيات‪:‬‬
‫_ جيب جتسيد هذه األحكام املقننة على أرض الواقع يف خمتلف اجملاالت وعدم االقتصار على القانون‬
‫الوضعي‪.‬‬
‫‪ -‬جيب على الباحثني تكثيف اجلهود يف جمال التقنني وأن يكون هلم الدور الفعال يف هذا اجلانب‪.‬‬
‫‪ -‬على احلكومات اإلسالمية فرض العم أبحكام الشريعة املقننة على القضاة واحملامني‪.‬‬
‫ويف األخري نتمىن َّأان قد وفقنا ولو قليال يف هذه الدراسة‪ ،‬مع العلم أهنا حتتاج إىل مزيد من البحث‬
‫واالهتمام لشاسعة هذا املوضوع‪ .‬هذا وهللا أعلم‪ .‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬

‫كتب اللغة‪.‬‬

‫كتب الفقه وأصوله‪.‬‬

‫كتب القانون‬

‫كتب عامة‬

‫‪55‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬

‫أ) _ كبت اللغة‪:‬‬

‫‪ _ )1‬ابن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬دار الفكر للطباعة‪ ،‬جممع اللغة العربية‪ ،‬بدون‪/‬ط‪،‬‬

‫ج‪.4/‬‬

‫‪ _ )2‬الفريوز آابدي‪ ،‬القاموس احمليط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت_ لبنان‪ ،‬ط‪1436 ،8/‬ه‪/‬‬

‫‪2005‬م‬

‫‪ _ )3‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار املعارف_ القاهرة‪ ،‬ط‪ /‬جديدة حمققة ومشكولة‪،‬‬

‫مج‪ ،5/‬ج‪39/‬‬

‫‪ _ )4‬جممع اللغة العربية‪ ،‬معجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية يف إخراج جديد جامعة مصر‪ ،‬ط‪،4/‬‬
‫‪1425‬ه_ ‪2004‬م‬

‫‪ _ )5‬أمحد خمتار عمر‪ ،‬معجم اللعة العربية املعاصرة‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1429 ،1/‬ه_ ‪2005‬م‪.‬‬

‫ب) _ كتب الفقه وأصوله‪:‬‬

‫‪ _ )1‬بن جزي الغرانطي املالكي‪ ،‬تقريب الوصول إىل علم األصول‪ ،‬دار الرتاث اإلسالمي_ اجلزائر‪ ،‬ط‪1/‬‬
‫‪1410‬ه_ ‪1990‬م‪.‬‬

‫‪ _ )2‬فخر الدين الرازي‪ ،‬احملصول يف علم األصول‪ ،‬بدون ط‪ ،‬ج‪.1‬‬

‫‪ _ )3‬أيب إسحاق الشريازي‪ ،‬اللمع يف أصول الفقه‪ ،‬دار ابن كثري دمشق_ بريوت‪ ،‬ط‪1416 1/‬ه_‬
‫‪1995‬م‪.‬‬

‫‪ _ )4‬أبو يوسف ضياء الدين واجد انئلي‪ ،‬مرآة األصول شرح مرقاة األصول‪ ،‬بدون ط‪1321 ،‬ه‪.‬‬

‫‪ _ )5‬مصطفى الزرقا‪ ،‬املدخ الفقهي العام‪ ،‬دار السالم دمشق‪ ،‬ط‪1425 2/‬ه ‪2004‬م‪ ،‬ج‪.1/‬‬

‫‪56‬‬
‫‪- )6‬يوسف القرضاوي‪ ،‬الفقه اإلسالمي بني األصالة والتجديد‪ ،‬مكتبة وهبة القاهرة‪ ،‬ط‪.2/‬‬

‫‪ – )7‬وهبة الزحيلي‪ ،‬جهود تقنني الفقه‪ ،‬دار الفكر والطباعة والتوزيع‪ ،‬ط‪.2014 ،1/‬‬

‫‪ _ )8‬حممد زكي عبد الرب‪ ،‬تقنني الفقه اإلسالمي املبدأ واملنهج والتطبيق‪ ،‬إدارة إحياء الرتاث اإلسالمي‪،‬‬
‫قطر‪ ،‬ط‪1407 ،2/‬ه ‪1986‬م‪.‬‬

‫‪ _ )9‬عبد الرمحن الشرتي‪ ،‬حكم تقنني الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار العصيمي للنشر والتوزيع‪ ،‬السعودية‪ ،‬ط‪،1/‬‬
‫‪1428‬ه ‪2007‬م‬

‫‪ _ )10‬عمر سليمان األشقر‪ ،‬املدخ إىل الشريعة اإلسالمية والفقه اإلسالمي‪ ،‬دار النفائس للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪1425 1/‬ه ‪2005‬م‪.‬‬

‫‪ _ )11‬تقنني الشريعة اإلسالمية على املذاهب األربعة‪ ،‬اللجنة التحضريية لتقنني الشريعة‪ ،‬الطبعة التمهيدية‬
‫مصر‪1392,‬ه ‪1972‬م‪.‬‬

‫‪ _ )12‬حممد قدري ابشا‪ ،‬مرشد احلريان إىل معرفة أحوال اإلنسان‪ ،‬املطبعة األمريية ببوالق‪ ،‬ط‪،2/‬‬
‫‪1308‬ه ‪1991‬م‪.‬‬

‫‪ _ )13‬حممد قدري ابشا‪ ،‬األحكام الشرعية يف األحوال الشخصية‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بريوت‪-‬لبنان‪ ،‬ط‪،1/‬‬
‫‪1428‬ه ‪2007‬م‪.‬‬

‫‪ _ )14‬حممد حممد بن عامر اللييب‪ ،‬ملخص األحكام الشرعية على املعتمد من مذهب املالكية‪ ،‬حتقيق‬
‫حممد األمني بن حممد بيب‪ ،‬مكتبة املنهاج جدة‪ ،‬ط‪1392 ،2/‬ه ‪1972‬م‪.‬‬

‫‪ _ )15‬أمحد عبد هللا قاري‪ ،‬جملة األحكام الشرعية‪ ،‬حتقيق د‪ .‬عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان‪ ،‬و د‪.‬‬
‫حممد إبراهيم أمحد علي‪ ،‬مطبوعات هتامة‪ ،‬جدة السعودية‪ ،‬ط‪1401 ،1/‬ه ‪1981‬م‪.‬‬

‫‪ _ )16‬حممد زيد األيباين‪ ،‬شرح جملة األحكام الشرعية يف األحوال الشخصية حملمد قدري ابشا‪ ،‬حتقيق‬
‫حممد العزازي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت_ لبنان‪.2016 ،‬‬

‫‪ _ )17‬جملة األحكام العدلية‪ ،‬حتقيق جنيب هواويين‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ _ )18‬عبد القادر عودة‪ ،‬التشريع اجلنائي اإلسالمي مقاران ابلقانون الوضعي‪ ،‬دار الكتاب العريب‪،‬‬
‫بريوت_ لبنان‪ ،‬ج‪.1/‬‬

‫‪ _ )19‬جملة األحوال الشخصية التونسية‪ ،‬املطبعة الرمسية للجمهورية التونسية‪.‬‬

‫ج) _ كتب القانون‪:‬‬

‫‪ _ )1‬عمر طه يدوي حممد‪ ،‬املدخ لدراسة القانون (نظرية القانون)‪ ،‬مدرس القانون املدين كلية احلقوق‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‪.‬‬

‫‪ _ )2‬حممد زكي عبد الرب‪ ،‬تقنني الفقه اإلسالمي املبدأ واملنهج والتطبيق‪ ،‬إدارة إحياء الرتاث اإلسالمي‪،‬‬
‫قطر‪ ،‬ط‪1407 ،2/‬ه ‪1986‬م‪.‬‬

‫‪ _ )3‬د‪ .‬شام الشاهني‪ ،‬دراسة موجزة عن جملة األحكام العدلية‪ ،‬دار غار حراء‪ ،‬دمشق_ سوراي‪ ،‬ط‪،1/‬‬
‫‪1424‬ه ‪2004‬م‬

‫‪ _ )4‬قرار حقوق العائلة يف النكاح املدين والطالق‪ ،‬ترمجة األستاذ شاكر حليب‪ ،‬مطبعة الرتقي‪ ،‬دمشق_‬
‫سوراي‪1255 ،‬ه ‪1836‬م‪.‬‬

‫‪ _ )5‬القانون العريب املوحد _ دراسة وتقييم _‪ ،‬املكتب العلمي هبيئة الشام اإلسالمية‪ ،‬ط‪1438 ،2‬ه‬
‫‪2017‬م‪.‬‬

‫‪ _ )6‬حممد قدري ابشا‪ ،‬قانون العدل واإلنصاف يف القضاء على مشكالت األوقاف‪ ،‬حتقيق عبد هللا نذير‬
‫مزي‪ ،‬مؤسسة الراين‪ ،‬بريوت_ لبنان‪ ،‬ط‪1428 ،1/‬ه ‪2007‬م‪.‬‬

‫د) _ كتب عامة‪:‬‬

‫‪ _ )1‬عبد هللا ابن املقفع‪ ،‬آاثر ابن املقفع (رسالة يف الصحابة)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت_ لبنان‪،‬‬
‫ط‪1409 ،1/‬ه ‪1989‬م‪.‬‬

‫‪ _ )2‬مناع بن خلي القطان‪ ،‬اتريخ التشريع اإلسالمي‪ ،‬مكتبة وهبة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1422 ،5/‬ه ‪.2001‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ _ )3‬د حممد شايف بوشية‪ ،‬تقنني األحكام يف القرنني ‪ 15_14‬اهلجريني‪ ،‬دراسة لثالث مناذج جملة‪ ،‬جملة‬
‫كلية القانون الكويتية العاملية_ السنة ‪ _10‬ملحق خاص‪ ،‬العدد ‪ ،10‬أحباث املؤمتر السنوي ‪ ،08‬ج‪،1/‬‬
‫ربيع األول ‪1443‬ه‪ /‬نوفمرب ‪2021‬م‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الفهارس‪:‬‬

‫فهرس األعالم‪.‬‬

‫فهرس املواد القانونية‪.‬‬

‫فهرس املوضوعات‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ .1‬فهرس األعالم‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫امليالد‪ /‬الوفاة‬ ‫العلم‬


‫‪23‬‬ ‫تويف ‪1359‬ه‬ ‫حممد بن عبد هللا القاري‬
‫‪24‬‬ ‫‪1898‬م‪1961 /‬م‬ ‫حممد حممد بن عامر اللييب‬
‫‪20‬‬ ‫‪1821‬م‪1886/‬م‬ ‫حممد قدري ابشا‬
‫‪23‬‬ ‫‪1903‬م‪1954 /‬م‬ ‫عبد القادر عودة‬

‫فهرس املواد القانونية‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫القانون‬ ‫نص املادة‬ ‫رقم املادة‬


‫‪42‬‬ ‫ق‪.‬أ ‪ .‬اجلزائري‬ ‫{ يثبت النسب‬ ‫‪40‬‬
‫سنة ‪1984‬‬ ‫ابلزواج الصحيح‬
‫وابإلقرار والبينة‬
‫وبنكاح الشبهة وبك‬
‫نكاح مت فسخه بعد‬
‫الدخول طبقا للمواد‬
‫‪32‬و‪33‬و‪ 34‬من‬
‫هذا القانون}‬
‫‪42‬‬ ‫ق‪.‬أ ‪ .‬اجلزائري‬ ‫{ ينسب الولد إىل‬ ‫‪41‬‬
‫سنة ‪1984‬‬ ‫أبيه مىت كان الزواج‬

‫‪61‬‬
‫شرعيا وأمكن‬
‫االتصال ومل ينفه‬
‫ابلطرق الشرعية }‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫ق‪.‬أ ‪ .‬اجلزائري‬ ‫{ ختضع الخطبة‬ ‫‪06‬‬
‫سنة ‪1984‬‬ ‫والفاحتة لنفس احلكام‬
‫املبينة يف املادة ‪5‬‬
‫أعاله}‬
‫‪42‬‬ ‫ق‪.‬أ ‪ .‬اجلزائري‬ ‫{ الخِطبة وعد ابلزواج‬ ‫‪05‬‬
‫سنة ‪1984‬‬ ‫ولك من الطرفني‬
‫العدول عنها‪:‬‬
‫‪ -‬إذا ترتب عن‬
‫العدول ضرر مادي أو‬
‫معنوي ألحد الطرفني‬
‫جاز احلكم‬
‫ابلتعويض‪.‬‬
‫‪ -‬ال يسرتد الخاطب‬
‫شيئا مما أهداه لو كان‬
‫العدول منه‪.‬‬
‫‪ -‬وإن كان العدول‬
‫من املخطوبة فعليها‬
‫رد مامل تستهلك}‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫فهرس املوضوعات‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوعات‬
‫ج‬ ‫اهداء‬
‫خ‬ ‫شكر وتقدير‬
‫د‬ ‫قبس قرآين‬
‫‪2‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪7‬‬ ‫املبحث التمهيدي‬
‫‪7‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تعريف التقنني الفقهي‬
‫‪10‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬اتريخ التقنني‬
‫‪13‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬جتارب التقنني الفقهي الرمسية والفردية‬
‫‪13‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬التجارب الرمسية‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬جملة األحكام العدلية‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬مشروع تقنني الشريعة اإلسالمية على املذاهب األربعة‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مشروع قانون املعامالت املدنية‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬قانون حقوق العائلة العثماين‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع اخلامس‪ :‬جملة األحوال الشخصية التونسية‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬القانون العريب املوحد‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع السابع‪ :‬قانون األسرة اجلزائري‬
‫‪20‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬التجارب الفردية‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مرشد احلريان إىل معرفة أحوال اإلنسان‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬األحكام الشرعية يف األحوال الشخصية‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬قانون العدل واالنصاف يف القضاء على مشكالت األوقاف‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬جملة األحكام الشرعية‬

‫‪63‬‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع اخلامس‪ :‬التشريع اجلنائي يف اإلسالم‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬ملخص األحكام الشرعية على املعتمد من مذهب املالكية‬
‫‪27‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬حتليل ودراسة التجارب الرمسية والفردية‬
‫‪27‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬حتليل ودراسة التجارب الرمسية‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬جملة األحكام العدلية‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬مشروع تقنني الشريعة اإلسالمية على املذاهب األربعة‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مشروع قانون املعامالت املدنية‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬قانون حقوق العائلة العثماين‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع اخلامس‪ :‬جملة األحوال الشخصية التونسية‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬القانون العريب املوحد‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع السابع‪ :‬قانون األسرة اجلزائري‬
‫‪43‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬حتليل ودراسة التجارب الفردية‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مرشد احلريان إىل معرفة أحوال اإلنسان‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬األحكام الشرعية يف األحوال الشخصية‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬قانون العدل واالنصاف يف القضاء على مشكالت األوقاف‬
‫‪47‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬جملة األحكام الشرعية‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع اخلامس‪ :‬التشريع اجلنائي يف اإلسالم‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬ملخص األحكام الشرعية على املعتمد من مذهب املالكية‬
‫‪54‬‬ ‫خامتة‬
‫‪56‬‬ ‫املصادر واملراجع‬
‫‪61‬‬ ‫فهرس األعالم‬
‫‪61‬‬ ‫فهرس املواد القانونية‬
‫‪63‬‬ ‫فهرس املوضوعات‬

‫‪64‬‬
:‫ملخص البحث‬

‫ والذي ابت أمرا ضروراي يف العصر احلديث ملا فيه من مزااي‬،‫تناولت الدراسة جتارب تقنني الفقه اإلسالمي‬
‫ حيث‬،‫ ضم البحث جتارب التقنني الرمسية والفردية‬،‫تساعد على تناول أحكام الشريعة بشك سه ومبسط‬
‫ وبعدها ظهر العديد من‬،‫أن أول تقنني إسالمي كان يف عهد الدولة العثمانية وهو جملة األحكام العدلية‬
‫ وخلصنا يف‬.‫احملاوالت اليت دعت إليها احلكومات واهليئات الرمسية وكذا ظهور بعض االجتهادات الفردية‬
:‫األخري إىل نتائج أمهها‬

‫أن التقنني الفقهي هو صياغة األحكام الشرعية على شك مواد قانونية ميكن الرجوع إليها يف القضاء‬
‫ وكذلك اِملام‬،‫ وهو ليس وليد العصر ب هو موضوع اهتم به العلماء واحلكام على مر العصور‬،‫واملنازعات‬
‫التجارب بشىت أبواب الفقه اإلسالمي وإدراجها على شك مواد قانونية سهلة التناول للباحثني والقضاة‬
.‫ورجال القانون‬

.‫ العلوم الشرعية‬،‫ األحكام‬،‫ التقنني الفقهي‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Research Summary:
The study dealt with the experiences of codifying Islamic jurisprudence, which has
become a necessity in the modern era because of its advantages that help to deal with
the provisions of Sharia in an easy and simplified way. There have been many attempts
called for by governments and official bodies, as well as the emergence of some
individual jurisprudence. Finally, we concluded the most important results:

Jurisprudential rationing is the formulation of legal rulings in the form of legal


materials that can be referred to in the judiciary and disputes, and it is not a birth of the
era, but rather it is a topic that scholars and rulers have cared about throughout the ages,
as well as familiarity with experiences in various chapters of Islamic jurisprudence and
including them in the form of legal materials that are easy to deal with for researchers
and judges.

Key words: codifying jurisprudence, rulings , Sharia sciences.

65

You might also like