You are on page 1of 95

‫جــــــــــــــامعة مــــــــــــــولود معمــــــــــــــري تــــــــــــــيزي وزو‬

‫كليـــــة الحقـــــوق والعلـــــوم الســـــياسية‬


‫قسم القانون–نظام ل‪.‬م‪.‬د‬

‫الرقابة اإلدارية على أشغال البناء في‬


‫ن المذكرة‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون‬


‫تخصص‪ :‬القانون العقاري‬

‫تحت إشــراف‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين‪:‬‬


‫د‪.‬لعمامري عصاد‬ ‫بالول تسعديت‬
‫حساني جوهر‬

‫لجنـــة المناقشــة‪:‬‬
‫أ‪ .‬بوخرس بلعيد‪ ،‬أستاذ مساعد "أ"‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ .......................‬رئيسا‬

‫أ‪ .‬لعمامري عصاد‪ ،‬أستاذ محاضر "ب"‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ .......‬مشرفا ومقر ار‬

‫أ‪ .‬أورحمون نورة‪ ،‬أستاذة مساعدة "أ"‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪ ...................‬ممتحنا‬

‫تاريخ المناقشة‪2017 /07 /04 :‬‬


‫احلمد هلل نشكره ونستعينه ونتوكل عليه ونسأله التوفيق والسداد ملا فيه اخلري والرشاد‬
‫ال يسعنا بعد إهناء هذه املذكرة إال أن نتقدم بالشكر اخلالص‪ ،‬وبكل معاين التقدير‬
‫واالحرتام إىل أستاذنا املشرف "لعمامري عصاد" الذي تقبل مشكورا اإلشراف على هذه‬
‫املذكرة‪ ،‬ووجهنا الختيار هذا املوضوع‪ ،‬وشجعنا على البحث فيه وبتوجيهاته السديدة‬
‫والقيمة ورحابة صدره وطول صربه أثناء فرتة البحث الذي مت فيه إجناز هذا العمل‪ ،‬فكان‬
‫لنا خري مشرف ونعم األستاذ‪ ،‬فجزاه اهلل عنا خري جزاء ومتعه بالصحة والعافية‪.‬‬

‫بالول ‪ /‬حساني‬
‫الحمد هلل الذي أعان بالعلم وهدانا إلى هذا العمل وأكرمنا بالتقوى‬

‫أهدي هذا العمل املتواضع إىل‪:‬‬


‫الوالدين الكرميني أطال اهلل بعمرمها‬
‫وإىل أختاي الغاليتني على قليب‪ :‬ساملة‪-‬حنان‬
‫وإخويت األعزاء ‪:‬يانيس ‪-‬حممد‪ -‬سعيد‪-‬وليد‬
‫وإىل كل عائليت وأصدقائي‬

‫وإىل صديقيت الغالية اليت شاركتين هذا العمل "جوهر"‪ ،‬مع‬


‫متنيايت هلا باحلظ السعيد يف كل دروب حياهتا‪.‬‬

‫بالول تسعديت‬
‫الحمد هلل الذي أعاننا بالعلم وهدانا إلى هذا العمل وأكرمنا بالتقوى‬

‫أهدي هذا العمل املتواضع إىل‪:‬‬


‫الوالدين الكرميني أطال اهلل بعمرمها‬
‫وإىل أختاي الغاليتني على قليب‪ :‬ديهية – صارة‬
‫وأخي العزيز‪ :‬حسني‬
‫وإىل كل عائليت وأصدقائي‬
‫وإىل صديقيت الغالية اليت شاركتين هذا العمل "تسعديت"‪ ،‬مع‬
‫متنيايت هلا باحلظ السعيد يف كل دروب حياهتا‪.‬‬
‫حساني جوهر‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫يعد العمران أحد المقومات الحضارية التي عرفتها البشرية عبر مختلف العصور‪ ،‬والتي‬
‫أدت إلى اهتمام مختلف الدول بضرورة اعتماد سياسات عمرانية هادفة إلى تهيئة المدن في‬
‫مختلف جوانبها‪.‬‬
‫إعتمدت الدولة الجزائرية‪ ،‬بدورها‪ ،‬على سياسة عمرانية خاصة بها‪ ،‬إذ مر العمران في‬
‫الجزائر بعدة مراحل‪ ،‬تتبعها المشرع الجزائري بمجموعة من النصوص القانونية التي تساير‬
‫التطور العمراني‪ ،‬ففرضت الحكومة الجزائرية جملة من القيود على تشييد البنايات‪ ،‬توجب أن‬
‫يستجيب أي بناء أو أية منطقة عمرانية لمجموعة من المقاييس والقواعد التقنية المحددة‬
‫مسبقا من قبل المشرع‪ ،‬بحيث يجب أن يكون إنشاء المدن الجديدة والتوسيع في المجتمعات‬
‫السكانية وفقا لمخططات تقنية‪ ،‬تسهر على إعدادها الجهات اإلدارية‪ ،‬من أهمها‪ ،‬المخطط‬
‫”‪“PDAU‬التوجيهي للتهيئة والتعمير الذي يتميز بدوره التقريري على المدى الطويل ومخطط‬
‫شغل األراضي الذي يتميز بدوره التنظيمي والمتوسط اآلجل‪.‬‬
‫بعد ذلك تأتي التراخيص والشهادات المتعلقة بالبناء التي تصدرها الجهات اإلدارية‪،‬‬
‫التي منحتها القوانين المتعلقة بتنظيم النشاط العمراني مجموعة من اآلليات التي تندرج ضمن‬
‫الرقابة القبلية والبعدية ألشغال البناء‪ ،‬وذلك بهدف التحكم في مجال البناء والحفاظ على‬
‫النظام العام والمصلحة العامة‪.‬‬
‫ومن هنا يمكن القول أن أهمية موضوع الرقابة اإلدارية على أشغال البناء في التشريع‬
‫الجزائري تظهر من خالل تبيان أنواع الرقابة اإلدارية على أشغال البناء التي تكتسي أهمية‬
‫بالغة في مجال العمران‪ ،‬وكذا إظهار أنواع المخططات التي ركز عليها المشرع الجزائري‪،‬‬
‫المتمثلة في المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ومخطط شغل األراضي‪ ،‬ونظرة المشرع‬
‫الجزائري ألشغال البناء تفرض جملة من القيود على تشييد البنايات‪ ،‬وهذا ما يظهر لنا‬
‫خاصة في الرقابة اإلدارية البعدية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫تتمثل أهم أسباب اختيارنا لهذا الموضوع‪ :‬الرغبة في البحث عن مجال الرقابة على‬
‫أشغال البناء والتعمير‪ ،‬لكونه يعتبر من أهم المواضيع التي أصبحت تفرض وجودها في‬
‫مجتمعنا واقرار اإلصالحات والنتائج التي مست جانب التعمير والبناء في الجزائر‪.‬‬
‫من هذا المنطلق حاولنا دراسة الموضوع معتمدين على اإلشكالية اآلتية‪:‬‬
‫ماهي اآلليات القانونية واإلدارية الممنوحة لإلدارة من أجل مراقبة أشغال البناء‬
‫والحفاظ على النظام العام العمراني في ظل القانون الجزائري؟‬

‫لإلجابة عن هذه اإلشكالية اعتمدنا منهجا تحليليا وصفيا يبرز الصلة بين المفاهيم‬
‫والجزئيات المتعلقة بأشغال البناء والقوانين واألنظمة التي تحكمها‪ ،‬وهذا بجمع المعلومات‬
‫المتعلقة بالدراسة بهدف تبسيط الموضوع‪ ،‬بحيث قسمنا بحثنا إلى فصلين‪ ،‬خصصنا الفصل‬
‫األول لدراسة آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‪ ،‬والفصل الثاني لدراسة آليات‬
‫الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يخضع كل نشاط عمراني للرقابة من قبل الجهة اإلدارية المختصة‪ ،‬وهذا بهدف تنظيم‬
‫العمران‪ ،‬وتعد الرقابة اإلدارية المسبقة في مجال التعمير والبناء من المسائل الهامة‬
‫والحساسة وذات منفعة‪ ،‬طالما أنها تمنع وقوع التعدي قبل حدوثه‪ ،‬حيث أنها تعلم الجهات‬
‫المعنية بأي تغيير وذلك قبل البدء فيه‪ ،‬ومن ثم يسهل التحكم فيه وادارته وتوجيهه حسب‬
‫مقتضيات األمور‪.‬‬
‫نظ اًر لصعوبة التحكم في إجراءاتها المتفرقة في عدة نصوص قانونية‪ ،‬األمر الذي‬
‫يجعلها غير واضحة‪ ،‬ومع هذا سنحاول التطرق إليها وذلك في مبحثين‪ ،‬سنتناول الرقابة‬
‫اإلدارية القبلية باستعمال وسائل التهيئة والتعمير (المبحث األول)‪ ،‬والرقابة اإلدارية‬
‫باستعمال الرخص والشهادات (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‬
‫الرقابة اإلدارية القبلية باستعمال وسائل التهيئة والتعمير‬

‫منح المشرع الجزائري للسلطة اإلدارية تقنيات تستعملها في إطار الرقابة على األنشطة‬
‫العمرانية من بينها أدوات التهيئة والتعمير‪ ،‬التي تعتبر شكل من أشكال الرقابة القبلية على‬
‫هذه األشغال التي تضمنتها تشكل طبقا لنص المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 29-90‬المتعلق‬
‫بالتهيئة والتعمير(‪ ، )1‬وهذه المادة تؤكد على وجود نوعين من أدوات التعمير هما‪ :‬المخطط‬
‫التوجيهي للتهيئة والتعمير (المطلب األول)‪ ،‬مخطط شغل األراضي (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬
‫المتعلق بالتوجيه العقاري أحكام تتعلق بأدوات‬ ‫لقد تضمن القانون رقم ‪25-90‬‬
‫(‪)2‬‬

‫التعمير‪ ،‬ثم تاله قانون ‪ 29-90‬المتعلق بالتهيئة والتعمير الذي فصل بصفة واضحة‬
‫المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لإللمام بمختلف القواعد المنظمة للمخطط التوجيهي‬
‫للتهيئة والتعمير‪ ،‬لذا نرى من الضروري التطرق إلى مفهوم المخطط التوجيهي للتهيئة‬
‫والتعمير (الفرع األول)‪ ،‬ثم تحديد مختلف اإلجراءات الضرورية إلعداده (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪-1‬قانون رقم ‪ ،29-90‬مؤرخ في‪ ،1990-12-01‬يتعلق بالتهيئة والتعمير‪ ،‬ج‪,‬ر‪,‬ج‪,‬ج‪ ،.‬عدد‪ ،52‬صادرة بتاريخ ‪-02‬‬
‫‪ ،1990-12‬المعدل والمتمم بموجب القانون رقم ‪ ،05/04‬المؤرخ في ‪ ،2004-08-14‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،51‬صادرة في‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ ،25-90‬المؤرخ في ‪ ،1990-11-18‬يتضمن التوجيه العقاري‪ ،‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،49‬صادرة بتاريخ‬
‫‪ ،1990-11-18‬المعدل والمتمم بموجب األمر رقم ‪ 26/95‬المؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر ‪ ،1995‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪،55‬‬
‫صادرة بتاريخ ‪ 27‬سبتمبر ‪.1995‬‬

‫‪6‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫مفهوم المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬
‫لتحديد مفهوم المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير يجب تحديد تعريفه (أوال)‪ ،‬وتحديد‬
‫موضوعه (ثانيا)‪ ،‬ثم بيان محتواه (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬


‫عرفت المادة ‪ 16‬من قانون رقم ‪ 29-90‬المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير على أنه‬
‫"‪ ...‬أداة للتخطيط المجالي والتسيير الحضري‪ ،‬يحدد التوجيهات األساسية للتهيئة العمرانية للبلدية أو‬
‫البلديات المعنية وأخذا بعين االعتبار تصاميم التهيئة ومخططات التنمية ويضبط الصيغ المرجعية‬
‫لمخطط شغل األراضي‪".‬‬
‫وتضيف المادة ‪ 12‬من نفس القانون على أنه "يمكن للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬
‫وكذا مخطط شغل األراضي‪ ،‬أن يضم مجموعة من البلديات تجمع بينها مصالح اقتصادية‬
‫واجتماعية‪"...‬‬
‫يتبين لنا مما سبق أن المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير يحدد التوجيهات األساسية‬
‫للتهيئة العمرانية للبلدية أو البلديات المعنية التي تجمع بينها مصالح اقتصادية واجتماعية‪،‬‬
‫ويضبط الصيغ المرجعية لمخطط شغل األراضي‪ ،‬إذ يعتبر من أهم أداة مادام أنه هو الذي‬
‫يحدد التوجيهات الكبرى للسياسة العمرانية‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس يعد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير حلقة وسطى بين مخططات‬
‫التنموية بكل مستوياتها من جهة‪ ،‬وبين مخطط شغل األراضي من جهة ثانية‪ ،‬بحكم أنه‬
‫يستوجب برامج المخططات تنموية ويشكل مرجعية مخطط شغل األراضي (‪.)1‬‬

‫‪-1‬مهزول عيسى‪ ،‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي في مجال العمران ‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،2014 ،‬‬
‫ص ‪.65‬‬

‫‪7‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬موضوع المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬

‫حددت المادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ ،29-90‬بشكل عام موضوع المخطط التوجيهي‬
‫للتهيئة والتعمير الذي يجب أن يحتوي على ما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬تحديد التخصيص العام لألراضي على مجموع تراب بلدية أو مجموعة من البلديات‬
‫حسب القطاع‪.‬‬

‫‪-2‬تحديد التوسيع المباني السكنية وتمركز المصالح والنشاطات وطبيعة وموقع‬


‫التجهيزات الكبرى والهياكل األساسية‪.‬‬
‫‪-3‬تحديد مناطق التدخل في األنسجة الحضرية والمناطق الواجب حمايتها‪.‬‬
‫يقسم المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير المنطقة التي يتعلق بها إلى أربع (‪)04‬‬
‫قطاعات وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 19‬من نفس القانون وتتمثل هذه المناطق فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬القطاعات المعمرة‪ :‬تشمل القطاعات المعمرة كل األراضي وان كانت غير مجهزة‬
‫بجميع التهييئات التي تشغلها ببنايات مجتمعة ومساحات فاصلة ما بينها ومساحات‬
‫ا لتجهيزات ونشاطات ولو غير مبنية بالمساحات الخضراء والحدائق ويدخل ضمنها أيضا‬
‫األجزاء من المنطقة الواجب تحدديها واصالحها وحمايتها (‪.)1‬‬
‫‪-2‬القطاعات المبرمجة للتعمير‪ :‬تشتمل هذه القطاعات األراضي المخصصة للتعمير‬
‫على المدى القصير والمتوسط في أفاق عشر سنوات‪ ،‬حسب األولويات المحددة في المخطط‬
‫التوجيهي للتهيئة والتعمير (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪.29/90‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 21‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-3‬قطاعات التعمير المستقبلية‪ :‬هي األراضي المخصصة للتعمير في آفاق عشرين‬


‫(‪ )20‬سنة حسب جدول األولويات المنصوص عليها في المخطط التوجيهي للتهيئة‬
‫والتعمير(‪.)1‬‬
‫‪-4‬القطاعات غير القابلة للتعمير‪ :‬تشمل كل األ ارضي التي فوقها حقوق البناء‬
‫محددة (مقيد) بدقة وبنسب تتالءم مع االقتصاد العام لمناطق هذه القطاعات (‪.)2‬‬
‫يتبين لنا أن المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير يحدد فيه التخصيص العام لألراضي‬
‫على مجموع تراب البلدية أو البلديات‪ ،‬ويحدد فيه توسيع المباني وتمركز المصالح‬
‫والنشاط ات وطبيعة موقع التجهيزات الكبرى والهياكل األساسية‪ ،‬كما يحدد مناطق التدخل في‬
‫األنسجة الحضرية والمناطق التي يجب حمايتها‪ ،‬باإلضافة أنه يقسم المناطق التي يتعلق بها‬
‫إلى أربعة قطاعات هي‪ :‬القطاعات المعمرة‪ ،‬القطاعات المبرمجة للتعمير‪ ،‬قطاعات التعمير‬
‫المستقبلية والقطاعات غير القابلة للتعمير‪ ،‬إذ لكل قطاع خصوصية متعلقة به‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬محتوى المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬


‫المعدلة بموجب المادة ‪ 03‬من‬ ‫نصت المادة ‪ 17‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪177-91‬‬
‫(‪)3‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،317-05‬على محتوى المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير والذي‬
‫يتكون من‪:‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 22‬فقرة‪ 01‬من القانون‪ 29/90‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 23‬من نفس القانون ‪.‬‬
‫‪-3‬مرسوم التنفيذي رقم ‪ ،177-91‬مؤرخ في ‪ ،1991-05-28‬يحدد إجراءات إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬
‫والمصادقة عليه‪ ،‬و محتوي الوثائق المتعلقة به ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،62‬صادرة في ‪ 01‬جوان ‪ ،1991‬المعدل و المتمم‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،317-05‬المؤرخ في ‪ ،2005-09-10‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،62‬صادرة في ‪،2005-09-11‬‬
‫المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،148-12‬المؤرخ في ‪ ،2012-03-28‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،‬عدد ‪ 19‬صادرة بتاريخ‬
‫‪.2012-04-01‬‬
‫‪9‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-1‬تقرير توجيهي يقدم فيه ما يأتي‪:‬‬


‫أ‪-‬تحليل الوضع القائم واالحتماالت الرئيسية للتنمية بالنظر إلى التطور االقتصادي‬
‫والديمغرافي واالجتماعي والثقافي للتراب المعني؛‬
‫ب‪ -‬قسم التهيئة المقترح بالنظر للتوجيهات في مجال التهيئة العمرانية وحماية الساحل‬
‫والحد من األخطار الطبيعية والتكنولوجية؛‬
‫وهذا‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪-2‬تقنين يحدد القواعد المطبقة بالنسبة إلى كل منطقة مشمولة في القطاعات‬
‫التقنين يبين‪:‬‬
‫أ‪ -‬التخصيص الغالب لألراضي عند االقتضاء‪ ،‬وطبيعة النشاطات الممنوعة أو‬
‫الخاضعة إلجراءات خاصة‪ ،‬السيما تلك المقررة في مخطط تهيئة الساحل‬
‫المنصوص عليه في القانون رقم ‪)2(02-02‬؛‬
‫ب‪-‬الكثافة العامة الناتجة عن معامل شغل األرض؛‬
‫ت‪-‬االرتفاقات المطلوب اإلبقاء عليها أو تعديلها أو إنشاؤها؛‬
‫ث‪-‬المساحات التي تتدخل فيها مخططات شغل األراضي مع الحدود المرجعية‬
‫المرتبطة بها وذلك بإبراز مناطق التدخل في األنسجة العمرانية القائمة ومساحات المناطق‬
‫المطلوب حمايتها‪.‬‬
‫ح‪-‬تحديد مواقع التجهيزات الكبرى والمنشآت األساسية‪ ،‬والخدمات واألعمال ونوعها‪،‬‬
‫يحدد‪ ،‬فضالً عن ذلك‪ ،‬شروط البناء الخاصة داخل بعض أجزاء التراب كما هي واردة في‬
‫الفصل الرابع من القانون ‪ 29-90‬مؤرخ في ‪.1990/12/01‬‬

‫‪ -1‬القطاعات المحددة في المواد ‪ 20‬و‪ 21‬و‪ 22‬و‪ 23‬من القانون رقم ‪.29-90‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪-2‬قانون رقم ‪ ،02-02‬مؤرخ في ‪ ،2002-04-05‬يتعلق بحماية الساحل وتنمية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪،10‬صادرة في‬
‫‪.2002‬‬

‫‪10‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ج‪-‬المناطق واألراضي المعرضة لألخطار الطبيعية‪ ،‬السيما التصدعات الزلزالية أو‬


‫انهيارات التربة والتدفقات الوحلية وارتصاص التربة والتمييع واالنهيارات والفيضانات‪.‬‬
‫خ‪-‬مساحات حماية المناطق واألراضي المعرضة لألخطار التكنولوجية المتمثلة في‬
‫المؤسسات والمنشآت األساسية‪ ،‬السيما منها المنشآت الكيماوية والبتروكيمياوية وقنوات نقل‬
‫المحروقات والغاز والخطوط الناقلة للطاقة‪.‬‬
‫د‪-‬المناطق الزلزالية وتصنيفها حسب درجة قابليتها لخطر الزالزل‪.‬‬
‫ذ‪-‬األخطار الكبرى المبينة في المخطط العام للوقاية والمخططات الخاصة للتدخل‪.‬‬
‫‪-3‬وثائق بيانية تشتمل على المخططات اآلتية‪:‬‬
‫أ‪-‬مخطط الواقع القائم يبرز فيه اإلطار المشيد حاليا‪ ،‬وأهم الطرق والشبكات المختلفة؛‬
‫ب‪-‬مخطط تهيئة يبين حدود ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬القطاعات المعمرة‪ ،‬والقابلة للتعمير‪ ،‬والمخصصة للتعمير في المستقبل‪ ،‬وغير القابلة‬
‫للتعمير كما هو محدد في القانون رقم ‪ 29-90‬مؤرخ في ‪1990-12-01‬‬
‫‪-‬بعض أجزاء األرض‪ :‬الساحل‪ ،‬األراضي الفالحية ذات اإلمكانات الزراعية المرتفعة‬
‫أو الجيدة‪ ،‬واألراضي ذات الصبغة الطبيعية والثقافية البارزة(‪)1‬؛‬
‫‪-‬مساحات تدخل مخططات شغل األراضي‪.‬‬
‫ت‪-‬مخطط ارتفاقات يجب اإلبقاء عليها أو تعديلها أو إنشاؤها؛‬
‫ث‪-‬مخطط تجهيز يبرز خطوط المرور الطرق وأهم سبيل إيصال ماء الشرب وماء‬
‫التطهير وكذلك تحديد مواقع التجهيزات الجماعية ومنشآت المنفعة العمومية‪.‬‬
‫ح‪-‬مخطط يحدد مساحات المناطق واألراضي المعرضة لألخطار الطبيعية و‪/‬أو‬
‫التكنولوجية‪ ،‬والمخططات الخاصة للتدخل‪.‬‬

‫‪-1‬كما هو محدد في القانون رقم ‪.29-90‬‬

‫‪11‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-‬تحدد مساحات حماية المؤسسة أو المنشآت أو التجهيزات المنطوق على األخطار‬


‫التكنولوجية‪ ،‬طبقا لإلجراءات القانونية والتنظيمية المعمول بها‪.‬‬
‫‪-‬تسجل المناطق واألراضي المعرضة لألخطار الطبيعية أو التكنولوجية في المخطط‬
‫التوجيهي للتهيئة والتعمير بناء على اقتراح المصالح المكلفة بالتعمير المختصة إقليميا حسب‬
‫األشكال التي أملت الموافقة على المخطط‪.‬‬
‫نستنتج من كل هذا أن المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‪ ،‬يحتوي على تقرير توجيهي‬
‫يقدم فيه بعض البيانات الضرورية‪ ،‬إلى جانب تعيين القواعد المطبقة في كل منطقة‪ ،‬من‬
‫القطاعات المحددة في القانون رقم ‪ ،29-90‬وكذا يتضمن على وثائق بيانية تشتمل على‬
‫مجموعة من المخططات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫إجراءات إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬
‫يتطلب إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير إتباع قواعد واجراءات معينة‪،‬‬
‫ومراحل ال يمكن تجاوزها متمثلة في إجراء واعداد وتحضير المخطط (أوال)‪ ،‬ثم عرضه‬
‫لالستقصاء العمومي(ثانيا)‪ ،‬والمصادقة عليه (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مرحلة التحضير واإلعداد‬


‫باستقراء المواد ‪ 24‬و‪ 25‬من القانون رقم ‪ ،29-90‬يتبين لنا أنه يجب تغطية كل بلدية‬
‫بمخطط توجيهي للتهيئة والتعمير‪ ،‬ويتم إعداد هذا المشروع بمبادرة من المجلس الشعبي‬
‫البلدي وتحت مسؤوليته‪ .‬ويتم الموافقة على هذا المشروع بعد مداولة المجلس الشعبي البلدي‬
‫أو المجالس الشعبية البلدية في حالة إذ ما كان المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير يغطي‬
‫بلدتين أو أكثر‪ ،‬ويشترط في هذه المداولة توفر ما يلي(‪:)1‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.177-91‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-‬التوجيهات التي تحددها الصورة اإلجمالية للتهيئة أو مخطط التنمية بالنسبة إلى‬
‫التراب المقصود‪.‬‬
‫‪-‬كيفيات مشاركة اإلدارات العمومية والهيئات والمصالح العمومية والجمعيات في إعداد‬
‫المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‪.‬‬
‫‪-‬القائمة المحتملة للتجهيزات ذات الفائدة العمومية في إطار تنفيذ المادة ‪ 13‬من‬
‫القانون رقم ‪ ،29-90‬التي تنص على أن‪ " :‬يتكفل المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير مخطط‬
‫شغل األراضي ببرامج الدولة والجماعات اإلقليمية والمؤسسات والمصالح العمومية‪ ،‬وتفرض المشاريع‬
‫ذات المصلحة الوطنية نفسها على المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير على مخطط شغل األراضي"‬
‫بعد صدور المداولة يتم تبليغها إلى الوالي المختص إقليما وتنشر لمدة شهر بمقر‬
‫المجلس الشعبي البلدي المعني أو المجالس الشعبية المعنية (‪.)1‬‬
‫أما في حالة ما إذ غطى هذا المخطط أكثر من بلدية فيكون صدور قرار هذه المداولة‬
‫من الوالي المختص إقليميا‪ ،‬أما إذا كان يخص هذا المخطط عدة بلديات "بلدتين أو أكثر"‬
‫تنتمي إلى واليات مختلفة‪ ،‬فيكون صدور القرار هذه المداولة من اختصاص الوزير المكلفين‬
‫بالتعمير والجماعات اإلقليمية (‪.)2‬‬
‫كما يمكن لرؤساء المجالس الشعبية البلدية المعنية إسناد مهمة إعداد المخطط‬
‫التوجيهي للتهيئة والتعمير لمؤسسة عمومية مشتركة بين البلديات‪ ،‬وهذا في حالة إذا كان‬
‫المخطط يشمل تراب بلدتين أو عدة بلديات (‪.)3‬‬
‫في كل الحاالت يتم إعداد المخطط والتقرير المرفق به عن طريق الدراسات وجمع‬
‫اآلراء وتشاور مع مختلف الهيئات والمصالح العمومية وادارات والهيئات التي تهمها العملية‪،‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 03‬المرسوم التنفيذي رقم ‪.177-91‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 04‬من نفس المرسوم نصت على أنه‪ ":‬يصدر القرار الوالي إذا كان التراب المعني تابعا لوالية واحدة‪ ،‬الوزير‬
‫مكلف بالتعمير مع الوزير المكلف بالجماعات المحلية إذا كان التراب المعني تابعا لواليات مختلفة"‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.177-91‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يرسل القرار الكتابي لكل من الغرفة التجارية‪ ،‬الغرفة الفالحية‪ ،‬منظمات المهنية إلبداء رأيهم‬
‫ومعلوماتهم حول عملية إعداد المخطط‪ ،‬ويكون هؤالء المرسل إليهم مهلة ‪15‬يوم من‬
‫توصلهم بالقرار (‪.)1‬‬
‫حيث يكون رئيس المجلس الشعبي البلدي ملزماً باستشارة الهيئات المتمثلة في‪:‬‬
‫‪-1‬المصالح المستشارة إجباريا‪ :‬تتمثل في المديريات الوالئية المكلفة بالتعمير والفالحة‬
‫والري والتنظيم االقتصادي والنقل األشغال العمومية والمباني والمواقع األثرية‪ ،‬الطبيعية‪،‬‬
‫البريد المواصالت‪ ،‬البيئة‪ ،‬التهيئة العمرانية‪ ،‬السياحة والتوزيع الطاقة‪ ،‬النقل‪ ،‬التوزيع الماء‬
‫والصناعة وترقية االستثمارات (‪.)2‬‬
‫‪-2‬الهيئات والمصالح على المستوى المحلي للطاقة نقل وتوزيع الماء‪ :‬يبلغ هذا‬
‫القرار الذي ينشر لمدة شهر في مقر المجلس الشعبي البلدي المعني أو المجالس الشعبية‬
‫لإلدارات العمومية والهيئات والمصالح العمومية‪ ،‬وكذا الجمعيات والمصالح التابعة‬ ‫المعنية‬
‫للدولة المعنية (‪.)3‬‬
‫بعد إعداد مشروع المخطط المصادق عليه بمداولة المجلس الشعبي البلدي أو المجالس‬
‫الشعبية البلدية ويتم تبليغه لإلدارات والمصالح المعينة الذكورة سابقا‪ ،‬حيث تمهل لهم مدة ‪60‬‬
‫يوما إلبداء رأيهم حول هذا المشروع (‪ ،)4‬واذا لم تجب خالل المهلة المنصوص عليها يعتبر‬
‫رأيهم موافقة ضمنية للمشروع وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 02/09‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ..." 177-91‬إذا لم تجب خالل المهلة المنصوص عليها أعاله عد رأيها موافق"‪.‬‬

‫‪ -1‬منصوري نورة‪ ،‬قواعد التهيئة والتعمير وفق التشريع‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.26‬‬
‫‪-2‬إقلولي ولد رابح صافية‪ ،‬قانون العمران الجزائري (أهداف حضرية ووسائل قانونية)‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.177-91‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 09‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يتبين لنا انه يتم إعداد مشرع المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير بمبادرة من المجالس‬
‫الشعبية البلدية‪ ،‬ويتم الموافقة على هذا المشروع بعد مداولة المجلس الشعبي البلدي أو‬
‫المجالس الشعبية البلدية‪ ،‬ويشترط في هذه المداولة توفر مجموعة من الشروط المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،177-91‬ويعرض المشروع لالطالع على‬
‫كل من المصالح المستشارة‪ ،‬في غضون مدة ‪ 60‬يوما إلبداء رأيهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة االستقصاء العمومي‬


‫بعد إ نتهاء مرحلة إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير بعد الموافقة عليه (المادة‬
‫‪ 25‬من قانون‪ ،)29-90‬يخضع بعد ذلك مشروع المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬
‫لالستقصاء العمومي من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي أو رؤساء المجالس الشعبية‬
‫البلدية خالل مدة ‪ 45‬يوما (‪ ،)1‬ويصدر رئيس المجلس الشعبي البلدي أو رؤساء المجالس‬
‫الشعبية البلدية ق ار اًر بهذا الصدد‪:‬‬
‫* يحدد المكان أو األماكن التي يمكن استشارة مشروع المخطط التوجيهي للتهيئة‬
‫والتعمير فيه أو فيها‪.‬‬
‫* يعين المفوض المحقق أو المفوضين المحققين‪.‬‬
‫* يبين تاريخ انطالق مدة التحقيق وتاريخ انتهائها‪.‬‬
‫* يحدد كيفيات إجراء التحقيق العمومي (‪.)2‬‬
‫* وينشر القرار الذي يعرض المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير على االستقصاء‬
‫العمومي بمقر المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬وذلك طوال مدة االستقصاء العمومي‪ ،‬وتبلغ نسخة‬
‫منه للوالي المختص إقليميا (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 02/26‬من قانون رقم ‪.29-90‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.177-91‬سالف الذكر‬
‫‪-3‬المادة ‪ 11‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما يمكن أن تدون المالحظات في سجل خاص مرقم وموقع من طرف رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي المعني أو رؤساء المجالس الشعبية البلدية المعينة أو يعرب عنها مباشرة أو‬
‫ترسل كتابيا إلى المفوض المحقق أو المفوضين المحققين (‪.)1‬‬
‫عند إقفال سجل االستقصاء‪ ،‬بعد انقضاء المهلة القانونية‪ ،‬وبعد التوقيع من طرف‬
‫المفوض المحقق أو المفوضين المحققين‪ ،‬يقوم هذا األخير أو هؤالء خالل ‪ 15‬يوم الموالية‬
‫بإعداد محضر قفل االستقصاء ويرسلونه إلى المجلس الشعبي البلدي المعني أو المجالس‬
‫مصحوبا بالملف الكامل لالستقصاء مع استنتاجاته(‪.)2‬‬
‫ً‬ ‫الشعبية المعنية‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة المصادقة على المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬


‫بعد كل اإلجراءات السابقة الذكر تأتي مرحلة المصادقة النهائية(‪ ،)3‬حيث يصادق على‬
‫المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير مصحوبا برأي المجلس الشعبي الوالئي كاألتي‪:‬‬
‫* بقرار م ن الوالي بالنسبة للبلديات أو مجموعة من البلديات التي يقل عدد سكانها عن‬
‫‪ 200.000‬ساكن‪.‬‬
‫* بقرار مشترك بين الوزير المكلف بالتعمير‪ ،‬حسب الحالة مع وزير أو عدة وزراء‬
‫بالنسبة للبلديات أو مجموعة من البلديات التي يفوق عدد سكانها ‪ 200.000‬ساكن ويقل عن‬
‫‪ 500.000‬ساكن‪.‬‬
‫* بمرسوم تنفيذي يتخذ بناء على تقرير من الوزير المكلف بالتعمير بالنسبة للبلديات‬
‫أو مجموعة من البلديات التي يكون عدد سكانها ‪ 500.000‬ساكن فأكثر (‪.)4‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،177-91‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬لعويجي عبد اهلل‪ ،‬ق اررات التهيئة والتعمير في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم‬
‫القانونية‪ ،‬تخصص قانون إداري وادارة عامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2011،‬ص ‪.24‬‬
‫‪-3‬مجاجي منصور‪ ،‬النظام القانوني للترخيص بأعمال البناء في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون‬
‫العقاري والزراعي‪ ،‬معهد الحقوق‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،2001 ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 27‬من القانون رقم ‪ ،29-90‬وهو كذلك ما أكدته المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.177-91‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يتبين لنا أن المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير أداة للتخطيط المجالي والتسيير‬
‫الحضاري‪ ،‬ويتسم بمجموعة من اإلجراءات التي يجب إتباعها من مرحلة التحضير واإلعداد‪،‬‬
‫وثم مرحلة االستقصاء العمومي و المصادقة عليه‪ ،‬وهي المرحلة التي تعتبر المرحلة النهائية‬
‫إلعداد المخطط‪.‬‬
‫ال يتم مراجعة المخطط أو تعديله إال إذا كانت القطاعات األربعة التي سيتم تعميرها‬
‫في طريق اإلشباع أو إذا كان تطور األوضاع أو المحيط‪ ،‬أصبحت معه مشاريع التهيئة‬
‫للبلدية أو البنية الحضرية ال تستجيب أساسا لألهداف المعنية لها‪ ،‬ويتم التصديق على هذه‬
‫المراجعة أو التعديل في نفس األشكال المنصوص عليها للمصادقة على المخطط التوجيهي‬
‫للتهيئة والتعمير (‪.)1‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫مخطط شغل األراضي‬
‫يعتبر مخطط شغل األراضي من القواعد الهامة التي تهدف إلى وضع برامج اقتصادية‬
‫تحدد األهداف الم ارد تحقيقها‪ ،‬يحدد األجهزة الممكن إنشاؤها‪ ،‬بحيث يتجلى ظهوره من أجل‬
‫تنظيم وتوجيه التوسع الحضاري في إطار قانوني‪ ،‬وعليه سيتم التطرق لتحديد مفهوم مخطط‬
‫شغل األراضي (الفرع األول)‪ ،‬ثم إجراءات إعداده (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫مفهوم مخطط شغل األراضي‬
‫لتحديد مفهوم مخطط شغل األراضي سنتطرق إلى تعريفه(أوال)‪ ،‬ودراسة أهم خصائصه‬
‫(ثانيا)‪ ،‬وتعين محتواه (ثالثا)‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 28‬من القانون‪ ،29-90.‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف مخطط شغل األراضي‬


‫يعد مخطط شغل األراضي من أدوات التعمير المنصوص عليها في المواد من ‪ 31‬إلى ‪36‬‬
‫من القانون رقم ‪ ،29-90‬ويبين أحكامه المرسوم التنفيذي رقم ‪ 178-91‬المحدد إلجراءات‬
‫إعداد المخطط شغل األراضي والمصادقة عليه ومحتوى الوثائق المتعلقة به (‪.)1‬‬
‫حيث عرفه األستاذ سماعين شامة مخطط شغل األراضي بأنه‪" :‬المخطط الذي يحدد‬
‫بالتفصيل قواعد استخدام األراضي والبناء عليها وفق اإلطار التوجيهات المحددة والمنظم‬
‫(‪)2‬‬
‫من طرق المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‪".‬‬
‫نص المشرع الجزائري على مخطط شغل األراضي في نص المادة ‪ 31‬من القانون رقم‬
‫‪ 29-90‬على أن‪ " :‬المخطط الذي يحدد بالتفصيل في إطار التوجيهات المخطط التوجيهي للتهيئة‬

‫والتعمير‪ ،‬حقوق استخدام األرض والبناء‪"...‬‬


‫يتبين لنا أن مخطط شغل األراضي مخطط إلزامي لكل بلدية‪ ،‬يحدد أفاق التوسع‬
‫التجمع الحضاري ويعتبر كخلية عمرانية للنسيج الحضاري والمعماري على مستوى الوطني‪،‬‬
‫ويحدد بتفصيل قواعد استخدام األراضي وفق لتوجيهات محددة من طرف مخطط التوجيهي‬
‫لتهيئة والتعمير‪ ،‬كما انه وسيلة قانونية لضبط استعمال األرض عن طريق بيان تخصيصها‬
‫ووجهة استعمالها‪ ،‬ويضبط القواعد المتعلقة بالمظهر للبنايات ويحدد االرتفاقات واألحياء‬

‫‪-1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،178-91‬مؤرخ في ‪ 28‬ماي ‪ ،1991‬يحدد إجراءات إعداد مخططات شغل األراضي والمصادقة‬
‫عليه ومحتوى الوثائق المتعلقة بها‪ ،‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،26‬صادرة في ‪ 01‬جوان ‪ ، 1991‬المعدل والمتمم بالمرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 318-05‬المؤرخ في ‪ 10‬سبتمبر ‪ ، 2005‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج عدد ‪ ، 62‬صادرة في ‪ 11‬سبتمبر ‪ ، 2005‬المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ 166-12‬المؤرخ في ‪ 05‬أفريل ‪ ،2012‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،21‬صادرة بتاريخ ‪ 11‬أفريل‬
‫‪. 2012‬‬
‫‪-2‬سماعين شامة‪ ،‬النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري (دراسة وصفية وتحليلية)‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‬
‫‪.176‬‬

‫‪18‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والنصب التذكارية والمناطق الواجب حمايتها‪ ،‬ويعين موقع األراضي الفالحية الواجب رقابتها‬
‫وحمايتها ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص مخطط شغل األراضي‪:‬‬


‫يتميز مخطط شغل األراضي بعدة خصائص أهمها‪:‬‬
‫* أوجد مخطط شغل األراضي للتنظيم استعمال األراضي‪ ،‬تنظيم عملية التعمير على ضوء‬
‫توجهات المخطط للتوجيهي للتهيئة والتعمير‪.‬‬
‫* مخطط شغل األراضي مخطط تفصيلي ودقيق لصلته بالملكية العقارية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫* مخطط شغل األراضي قابل لالحتجاج به أمام الغير‬
‫* يغطي مخطط شغل األراضي كل البلدية أو جزء منها فقط‪ ،‬ويتم تحضيره من طرف رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي وتحت مسؤوليته على عكس المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬
‫الذي يغطي كل البلدية وهذا حسب المادة ‪ 34‬من القانون رقم ‪.29-90‬‬
‫هذه كل الخصائص التي يتميز بها مخطط شغل األراضي‪ ،‬إذ هو يعطي خطة واضحة‬
‫لكيفية طريقة استخدام األرض وهذا من أجل التحكم في التوسع العمراني ومراقبته‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬محتوى المخطط شغل األراضي‪:‬‬


‫يحتوى مخطط شغل األراضي على نوعين من الوثائق‪ ،‬وهو ما تضمنته المادة ‪ 18‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 178-91‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 318-05‬سالف‬
‫الذكر‪:‬‬
‫‪-1‬الئحة تنظيم‪ :‬التي تتكون من مذكرة تقديم يثبت فيها تالئم أحكام مخطط شغل‬
‫األراضي مع أحكام المخطط التوجيهي لتهيئة والتعمير والبرامج المعتمدة للبلدية أو البلديات‬
‫المعنية تبعا لألفاق تنميتها‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪.29-90‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-‬القواعد التي تحدد كل منطقة متجانسة مع مراعاة األحكام الخاصة المطبقة على‬
‫بعض أجزاء التراب‪ ،‬مثال نوع المباني المرخص بها أو المحظورة ووجهتها‪ ،‬وحقوق البناء‬
‫المرتبطة بملكية األرض التي يعبر عنها معامل شغل األرض ومعامل المساحة ما يؤخذ من‬
‫األرض مع جميع االرتفاقات المحتملة‪.‬‬
‫‪-‬يحدد معامل شغل األرض في هذه الحالة العالقة القائمة بين مساحة األرضية مع‬
‫خالص ما يتصل بها من البناء ومساحة قطعة األرض‪.‬‬
‫وتبين الالئحة التنظيمية باإلضافة إلى ذلك نوع المنشآت والتجهيزات العمومية ومواقعها‬
‫وتحدد الطرق والشبكات المختلفة التي تتحملها الدولة كما هو محدد في مخطط‬
‫التوجيهي للتهيئة والتعمير والتي تتحملها الجماعات المحلية وكذا أجال انجازها‪.‬‬
‫‪-2‬الوثائق البيانية والتي تتكون بدورها مما يأتي‪:‬‬
‫‪-‬مخطط بيان الموقع (بمقياس ‪ 1/2000‬أو ‪.)1/500‬‬
‫‪-‬مخطط طبوغرافي (بمقياس ‪ 1/500‬أو ‪.)1/1000‬‬
‫‪-‬خارطة (بمقياس ‪ 1/500°‬أو ‪ )1/1000°‬تحدد المناطق واألراضي المعرضة‬
‫لألخطار الطبيعية والتكنولوجية مصحوبة بالتقارير التقنية المتصلة بذلك (‪.)1‬‬
‫‪-‬مخطط الواقع القائم (بمقياس ‪ 1/500‬أو ‪ )1/1000‬الذي يحدد فيه الطرق والشبكات‬
‫واالرتفاقات الموجودة‪.‬‬
‫‪-‬مخطط تهيئة عامة (بمقياس ‪ 1/500‬أو ‪ )1/1000‬الذي يحدد فيه موقع التجهيزات‬
‫والمنشآت ذات المصلحة العامة ويبين الطرق والشبكات المختلفة‪.‬‬
‫‪-‬مخطط التركيب العمراني بمقياس (بمقياس‪ 1/500‬أو ‪ )1/1000‬يتضمن على‬
‫الخصوص عناصر الالئحة التنظيمية‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.318-05‬المعدل والمتمم بالمرسوم رقم ‪.177-91‬‬

‫‪20‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يتبين لنا مما سبق أن مخطط شغل األراضي يتكون من الئحة تنظيمية تكون مرتكزة‬
‫على مذكرة تقديم تثبت فيها مجموعة من البيانات‪ ،‬وكذا وجود وثائق بيانية التي هي‬
‫مجموعة من المخططات المتنوعة بمقاييس مختلفة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫إجراءات إعداد مخطط شغل األراضي‬
‫انتهج المشرع الجزائري في إعداد مخطط شغل األراضي نفس اإلجراءات المنتهجة بالنسبة‬
‫لمخطط التوجيهي لتهيئة والتعمير‪ ،‬وتتمثل في‪ :‬مرحلة إعداد مشروع مخطط شغل األراضي‬
‫(أوالا)‪ ،‬ومرحلة االستقصاء العمومي (ثانيا)‪ ،‬مرحلة المصادقة وهي المرحلة النهائية (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مرحلة إعداد مشروع مخطط شغل األراضي‬


‫تسند عم لية إعداد مشروع مخطط شغل األراضي إلى رئيس المجلس الشعبي البلدية‬
‫وتحت مسؤوليته عن طريق مداولة التي تتوج بقرار إعداد هذا المخطط (‪.)1‬‬
‫ويجب أن تتضمن هذه المداولة ما جاءت به المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪178-91‬‬
‫التي تنص‪..." :‬تذكير بالحدود المرجعية لمخطط شغل األراضي الواجب إعداده وفق لما حدده المخطط‬
‫التوجيهي للتهيئة والتعمير المتعلقة به‪ ،‬بيانا لكيفيات مشاركة اإلدارات العمومية والهيئات والمصالح‬

‫العمومية والجمعيات في إعداد مخطط شغل األراضي"‪.‬‬


‫وتجدر اإلشارة إلى أنه في هذه الحالة إذا كان مخطط شغل األراضي يشمل تراب بلدية‬
‫أو أكثر من بلدتين في هذه الحالة يمكن لرؤساء المجالس الشعبي البلدية أن يسندوا مهمة‬
‫إعداده إلى مؤسسة عمومية مشتركة بين البلديات‪ ،‬غير أن المقررات التي تتخذها هذه‬

‫‪-1‬شهرزاد عوابد‪" ،‬الضبط العمراني بين القانون والواقع"‪ ،‬مجلة الباحث للدارسات األكاديمية‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2016 ،08‬ص‪.306‬‬

‫‪21‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المؤسسة ال تكون قابلة للتنفيذ إال بعد مداولة من المجلس الشعبي البلدي أو المجالس‬
‫(‪)1‬‬
‫الشعبية البلدية المعنية‬
‫وعند صدور المقرر القاضي بإعداد مخطط شغل األراضي‪ ،‬يقوم رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي أو رؤساء المجالس الشعبية البلدية أو المؤسسة العمومية المشتركة بين‬
‫البلديات باطالع رؤساء الغرف التجارة والفالحة ورؤساء المنظمات المهنية والجمعيات‬
‫المحلية للمرتفقين كتابيا تمنح لهم مهلة ‪ 15‬يوما ابتداء من تاريخ استالمهم الرسالة لإلفصاح‬
‫عن رغبتهم في المشاركة في إعداد المخطط (‪.)2‬‬
‫وعند انتهاء مهلة ‪ 15‬يوما يقوم رئيس المجلس الشعبي أو رؤساء المجالس الشعبية‬
‫البلدية بإصدار قرار يبين فيه قائمة اإلدارات العمومية والهيئات العمومية أو الجمعيات التي‬
‫طلبت استشارتها بشأن مشروع المخطط بعد االستشارة الوجوبية لإلدارات العمومية والمصالح‬
‫التابعة للدولة المكلفة في مستوى الوالية والهيئات والمصالح العمومية المكلفة في المستوي‬
‫المحلي (‪ ،)3‬ينشر هذا القرار في مقر المجلس الشعبي البلدي أو المجالس الشعبية البلدية‬
‫المعنية‪ ،‬ويبلغ لكل اإلدارات المعنية (‪.)4‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة االستقصاء العمومي‬


‫بعد االنتهاء من مرحلة اإلعداد والمصادقة يخضع مشروع مخطط شغل األراضي‬
‫لإلستقصاء العمومي لمدة ‪ 60‬يوم‪ ،‬بموجب قرار يصدره رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫المعني أو رؤساء المجالس الشعبية البلدية المعنية‪ ،‬وتشترط المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 178-91‬أن يتضمن القرار ما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 02/06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.178-91‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 02/07‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 08‬من نفس المرسوم ‪.‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 08‬الفقرة األخيرة من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-‬يحدد المكان أو األماكن التي يمكن استشارة مشروع مخطط شغل األراضي؛‬
‫‪-‬تعين المفوض المحقق أو المفوضين المحققين؛‬
‫‪-‬تبيان تاريخ انطالق مدة التحقيق وتاريخ انتهائها؛‬
‫‪-‬تحدد كيفيات إجراء التحقيق العمومي‪.‬‬
‫ينشر هذا القرار بمقر المجلس الشعبي البلدي المعني أو المجالس الشعبية البلدية‬
‫المعنية طوال مدة االستقصاء العمومي (‪ 60‬يوما)‪ ،‬وكذا تبلغ نسخة منه للوالي المختص‬
‫إقليميا (‪ ،)1‬وهذا على عكس المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الذي له مدة ‪ 45‬يوما‪.‬‬
‫تدون كل المالحظات التحقيق في سجل خاص مرقوما وموقعا من رئيس المجلس‬
‫الشعبي المعني أو رؤساء المجالس الشعبية البلدية المعنية التي ترسل كتابيا إلى المفوض‬
‫المحقق أو المفوضين المحققين(‪ .)2‬وبعدها يقفل سجل االستقصاء عند انقضاء المهلة‬
‫القانونية ويوقعه المفوض المحقق أو المفوضون المحققون الذين يقومون خالل مدة ‪ 15‬يوما‬
‫بإعداد محضر قفل االستقصاء ويرسلونه إلى مجلس الشعبي البلدي‪ ،‬أو المجالس الشعبية‬
‫البلدية المعنية مصحوبا بالملف الكامل لالستقصاء مع استنتاجاته (‪.)3‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة المصادقة على المخطط‬


‫بعد قفل مرحلة االستقصاء العمومي‪ ،‬يرسل مخطط شغل األراضي إلى الوالي‬
‫المختص إقليميا مصحوبا بسجل االستقصاء‪ ،‬ومحضر قفل االستقصاء ونتائج التحقيق حتى‬

‫‪-1‬المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.178-91‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪12‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 13‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يبدي رأيه بشأنه في غضون ‪ 30‬يوما ابتداء من تاريخ استالم الملف وانقضائها دون رد منه‬
‫عد رأيه موافقا (‪.)1‬‬
‫بعدها يصادق المجلس الشعبي البلدي بمداولة على مخطط شغل األراضي المعدل عند‬
‫االقتضاء ألخذ نتائج االستقصاء العمومي بعد أخذ رأي الوالي في الحسبان(‪ ،)2‬وبعد‬
‫المصادقة على المخطط يبلغ للجهات اآلتية على الخصوص‪:‬‬
‫‪-‬الوالي المختص أو الوالة المختصين إقليميا‬
‫‪-‬المصالح التابعة للدولة‪ ،‬المكلفة بالتعمير على مستوى الوالية‪.‬‬
‫‪-‬الغرفة التجارية‪.‬‬
‫‪-‬الغرفة الفالحية (‪.)3‬‬
‫تؤكد المادة ‪ 17‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪178 -91‬أن مخطط شغل األراضي المصادق‬
‫عليه يوضع تحت تصرف الجمهور عن طريق قرار يصدره رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫الذي يبين ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تاريخ بدء عملية الوضع تحت تصرف‪.‬‬
‫‪-‬المكان الذي أو األماكن التي يمكن استشارة الوثائق فيها‪.‬‬
‫‪-‬قائمة الوثائق الكتابية والبيانية التي يتكون الملف منها‪.‬‬

‫‪-1‬مزوزي كاهنة‪ ،‬مدى فاعلية قوانين العمران في مواجهة مخاطر الكوارث الطبيعية بالجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون إداري وادارة عامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪،‬‬
‫‪ ،2012-2011‬ص ‪.45‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.178-91‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 16‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتجدر اإلشارة في األخير أنه مادام أن انجاز أدوات التعمير يتم باشتراك مختلف‬
‫الهيئات واإلدارات المعنية وبمبادرة من المجالس الشعبية البلدية (‪،)1‬‬
‫فإن مراجعته وتعديليه يكون أيضا مصادقة عليها لمداولة المجلس الشعبي البلدية ووفقا‬
‫لألسباب المذكورة في المادة ‪ 37‬من القانون رقم ‪.)2(29-90‬‬
‫نستنتج مما سبق ذكره أن المشرع أعطى أهمية كبيرة ألدوات التعمير‪ ،‬إذ هي األداة أذ‬
‫بواسطتها يتم تحديد المناطق المهددة باألخطار الطبيعية وخاصة الزالزل نظ ار لما لها من‬
‫أثر مباشر على البنايات‬

‫‪-1‬شريدي ياسمين‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪-2008 ،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.31‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 37‬من القانون رقم ‪.29-90‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫الرقابة اإلدارية القبلية باستعمال الرخص والشهادات‬

‫حاول المشرع الجزائري من خالل القانون رقم ‪ ،29-90‬أن يحدد آليات الرقابة اإلدارية‬
‫المسبقة في ميدان العمران‪ ،‬فبعد إعداد أدوات التعمير تأتي الوسائل المجسدة لها والمتمثلة‬
‫في الرخص والشهادات‪ ،‬بحيث تمكن اإلدارة من االطالع واإلشراف والتوجيه للوضعيات‬
‫القانونية حيث استلزم الحصول عليها قبل البدء في أي عملية بناء‪ ،‬فيما يلي سنتعرض إلى‬
‫الرقابة عن طريق الرخص اإلدارية (المطلب األول)‪ ،‬والرقابة عن طريق الشهادات اإلدارية‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الرقابة عن طريق الرخص اإلدارية‬
‫تعتبر الرخص من أهم آليات الرقابة المسبقة لإلدارة‪ ،‬تمكنها من ممارسة مهام الرقابة‬
‫على كل العمليات العمرانية المختلفة‪ ،‬ولذا سنوضح من خالل هذا المطلب جل الرخص‬
‫اإلدارية وكيفية منحها لهذا نتعرض إلى دراسة رخصة التجزئة (الفرع األول)‪ ،‬رخصة البناء‬
‫(الفرع الثاني)‪ ،‬ورخصة الهدم (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫رخصة التجزئة‬
‫تعتبر رخصة التجزئة من أهم الرخص اإلدارية حيث تمكن المالك من تجزئة األرض‪،‬‬
‫لذا سنتطرق إلى تعريفها (أوال)‪ ،‬والى أهم إجراءات إعدادها (ثانيا)‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف رخصة التجزئة‬


‫لم يعرف المشرع الجزائري رخصة التجزئة بل اكتفى فقط بذكرها في المادة ‪ 57‬من‬
‫القانون رقم ‪ 29-90‬حيث نص على‪" :‬تشرط رخصة التجزئة بكل عملية تقسيم الثنين أو عدة‬

‫قطع من ملكية عقارية واحدة أو عدة ملكيات مهما كان موقعها‪"...‬‬


‫وكذا نفس المحتوى الذي جاء به المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 07‬من المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ ،)1(19-15‬الذي نصت على ما يلي‪ ...« :‬تشترط رخصة التجزئة لكل عملية تقسيم‬

‫ملكية عقارية واحدة أو عدة ملكيات مهما كان موقعها إلى قطعتين أو عدة قطع إذا كان يجب استعمال‬

‫إحدى القطع األرضية الناتجة عن هذا التقسيم أو عدة قطع أرضية لتشييد بناية‪".‬‬
‫يتبين من خالل ما سبق أن رخصة التجزئة هي القرار اإلداري الصادر عن سلطة‬
‫مختصة تمنح بمقتضاه الحق لصاحب ملكية عقارية واحدة أو أكثر أو موكله أن يقسمها إلى‬
‫قطعتين أو عدة قطع الستعمالها لتشييد بناية (‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات إعداد وتسليم رخصة التجزئة‬


‫إن إصدار القرار المتعلق برخصة التجزئة‪ ،‬ينبغي أن يبدأ بتقديم طلب مرفق بملف‬
‫يوجه إلى الجهة اإلدارية المختصة التي تشرع في الدراسة التحقق فيه ثم تصدر قرارها بشأن‬
‫ذلك وهذا ما سنفصله فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬طلب رخصة التجزئة‪:‬‬
‫أ‪-‬من حيث الصفة القانونية للطالب‪ :‬حيث يتقدم بهذا الطلب صاحب الملكية الذي‬
‫تتوفر لديه شروط خاصة أو موكلة بطلب رخصة التجزئة ويجب أن يرفق فيه ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬نسخة من عقد الملكية‪.‬‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 19-15‬مؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ ،2015‬يحدد كيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها‪ ،‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪،.‬‬
‫عدد‪ ،07‬صادرة في ‪ 12‬فيفري ‪.2015‬‬
‫‪-2‬عزري الزين‪ ،‬ق اررات العمران الفردية وطرق الطعن فيها‪ ،‬دار النشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ص ‪.43‬‬

‫‪27‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬أو توكيل طبق لألحكام األمر رقم ‪ 58-75‬مؤرخ في ‪.1975-09-26‬‬


‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬أو نسخة من القانون األساسي إذا كان المالك أو الموكل شخصا معنويا‬
‫ب‪-‬من حيث الوثائق المرفقة للرخصة‪:‬‬
‫يتعين على طالب رخصة التجزئة أن يدعم طلبه بملف يتضمن دفتر الشروط تحدد فيه‬
‫األشغال المحتملة التجهيز وبناء الطرق السالكة التي يتعهد المالك أو المالك بإنجازها في‬
‫أجال محددة وكذلك شروط التنازل في القطعة األرضية والمواصفات المعمارية التي يجب أن‬
‫تستجيب لها البنايات المزمع تشييدها (‪ ,)2‬كما يشمل كذلك الملف على الوثائق المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.)3(19-15‬‬
‫‪-2‬إجراء دراسة الطلب وكيفية التسليم‪:‬‬
‫يقدم الملف في خمس(‪ )05‬نسخ إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي للبلدية التي يتم‬
‫بحيث يحدد تاريخ إيداع الطلب بوصل إيداع يتم تسليمه من طرف‬ ‫(‪)4‬‬
‫إقامة فيها المشروع‬
‫رئيس المجلس البلدي في نفس اليوم‪ ،‬بعد التحقيق من الوثائق الضرورية التي ينبغي أن‬
‫تكون مطابقة لتشكيل الملف على النحو المنصوص عليه بعد ذلك يسجل تاريخ اإليداع‬
‫ويوضح نوع الوثائق المقدمة بطريقة مفصلة(‪ ،)5‬يتناول موضوع التحقيق في طلب رخصة‬
‫التجزئة في مدى مطابقة مشروع األراضي المجزأة لتوجيهات مخطط شغل األراضي‪ ،‬أو في‬
‫حالة انعدامه لتعليمات مخطط التهيئة والتعمير‪ ،‬أو التعليمات التي تحددها القواعد العامة‬
‫للتهيئة والتعمير(‪،)6‬وكذلك يتناول تحقيق االنعكاسات التي يمكن أن تنجز عن انجاز‬

‫‪-1‬المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 58‬من القانون رقم ‪.29-90‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 10‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫‪-5‬المادة ‪10‬الفقرة األخيرة من المرسوم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪-6‬المادة ‪ 01/11‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األراضي المجزأة فيما يخص مصالح المنفعة والمالية والبلدية وميدان حركة المرور(‪ .)1‬وعند‬
‫االنتهاء من التحقيق يمكن لهذه المصلحة أن تشفع رأيها بالتماس إجراء تحقيق عمومي وعند‬
‫االنتهاء من دراسة الملف نميز بين ‪ 03‬حاالت‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان العقار في قطاع يغطيه مخطط شغل األراضي أو تجاوز مرحلة التحقيق‬
‫العمومي فيكون تسليم رخصة التجزئة من صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته‬
‫ممثالً للبلدية والدولة (‪.)2‬‬
‫‪-‬أما إذا كان العقار ال يغطيه مخطط شغل األراضي أو تجاوز مرحلة التحقيق‬
‫العمومي فيكون تسليم رخصة التجزئة من صالحيات الوالي(‪.)3‬‬
‫أما فيما يخص المشاريع المهيكلة ذات المصلحة الوطنية والجهوية فيكون منح‬
‫الرخصة من صالحيات الوزير المكلف بالتعمير(‪.)4‬‬
‫الموالية‬ ‫(‪)5‬‬
‫ويبلغ قرار المتضمن رخصة التجزئة إلى صاحب الطلب في غضون شهرين‬
‫لتاريخ إيداع الطلب‪ ،‬وذلك عندما تسلم رخصة التجزئة من اختصاص رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي باعتباره ممثال للبلدية أو الدولة وفي غضون ثالثة أشهر في جميع الحاالت األخرى‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫رخصة البناء‬
‫تتحاشى التشريعات غالبا الخوض في مسألة المفاهيم فاسحة المجال للفقه‪ ،‬غير أن‬
‫استعمال مصطلح "الرخصة" قد تباين من تشريع ألخر‪ ،‬فاستعمل مثال المشرع المصري لفظ‬

‫‪-1‬المادة ‪ 02/11‬من من المرسوم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 14‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 15‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 67‬من القانون رقم ‪.29-90‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫"الرخصة" أوالًّ في القوانين القديمة ثم استعمل مؤخر لفظ الترخيص في القوانين الحديثة‪ ،‬أما‬
‫المشرع الجزائري فقد استعمل منذ البداية مصطلح "رخصة" "‪.)1( permis‬‬

‫أوالا‪ :‬تعريف رخصة البناء‬


‫لم يضع المشرع الجزائري أي تعريف لرخصة البناء في قانون التهيئة والتعمير وال في‬
‫القوانين األخرى (‪،)2‬بل اكتفى في المادة ‪ 52‬من القانون ‪ 29-90‬التي تنص "تشترط رخصة‬
‫البناء من أجل تشيد البنايات الجديدة مهما كان استعمالها ولتمديد البنايات الموجودة ولتغيير البناء‬
‫الذي يمس الحيطان الضخمة منه والواجهات المفضية على الساحة العمومية واإلنجاز جدار صلب‬
‫للتدعيم والتسييج"‬
‫وكذا نجد المادة ‪ 41‬من المرسوم التنفيذي ‪19 -15‬تنص على أنه‪" :‬يشترط كل تشيد‬
‫لبناية جديدة أو كل تحويل لبناية تتضمن أشغالها تغيير‪ :‬مشتمالت األرضية والمقاس والواجهة‬
‫واالستعمال أو الوجهة والهيكل الحامل للبناية والشبكات المشتركة العابرة للملكية‪ ،‬حيازة رخصة البناء‬
‫طبقا ألحكام المواد ‪ 55 ،52 ،49‬من القانون رقم ‪.)3(" 29/90‬‬
‫من خالل المادتين السابقتين يتبين لنا أنه لم تعرف رخصة البناء بينما جاءت عامة‪،‬‬
‫وهو ما فسح المجال للفقه القانوني في إعطاء مجموعة من التعاريف من بينها‪:‬‬
‫عرفت رخصة البناء على أنها‪( :‬القرار اإلداري الصادر عن سلطة مختصة قانونا‬
‫تمنح بمقتضاه الحق للشخص طبيعيا كان أو معنويا بإقامة بناء جديد أو تغيير بناء قائم‬
‫قبل البدء في أعمال البناء التي يجب أن تحترم قواعد العمران) (‪.)4‬‬

‫‪-1‬عزري الزين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪-2‬بزغيش بوبكر‪ ،‬رخصة البناء كآلية رقابة في مجال التعمير‪ ،‬مذكرة لنيل درجة الماجستير‪ ،‬فرع قانون أعمال‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2007 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 41‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19/15‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪-4‬نقال عن عزري الزين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪30‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما عرفت بأنها‪( :‬وثيقة إدارية تسلم على شكل قرار إداري لكل شخص طبيعي‬
‫معنوي متحصل على ملكية أرض يريد إنجاز بناء جديد أو تغيير بناء موجود شريطة‬
‫تقديم ملف كامل مدعم لكل النسخ التي تثبت الصفة)(‪.)1‬‬
‫يتبين لنا أن رخصة البناء‪ ،‬قرار إداري صادر عن السلطة المختصة‪ ،‬إذ تمنح لكل من‬
‫أشخاص المعنوية والطبيعية المتحصلين على ملكية القطعة األرضية‪ ،‬من أجل انجاز بناء‬
‫جديد عليها أو تغيير بناء موجود‪.‬‬
‫وتعتبر كذلك رخصة البناء من أهم الرخص العمرانية‪ ،‬حيث تشترط الحصول عليها‬
‫قبل البدء في أية عملية البناء مهما كانت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات إعداد ومنح رخصة البناء‬


‫تشترط جميع التشريعات العمران في العالم إتباع إجراءات معينة من أجل الحصول‬
‫على رخصة البناء والمتمثلة في تقديم الطلب من ذوي صفة إلى الجهة اإلدارية المختصة‬
‫بمنح هذه الرخصة والتي تقوم بدورها بدراسة هذا الطلب والتحقيق والتدقيق فيه لتقرير بعد‬
‫ذلك بإصدار قرار بشأن الطلب‪ ،‬وهي نفس اإلجراءات التي نص عليها القانون والمشرع‬
‫الجزائري أخذ بها (‪ ،)2‬وفيما يلي سوف نبين هذه اإلجراءات‪:‬‬
‫‪-1‬طلب رخصة البناء‪:‬‬
‫يقدم طلب رخصة البناء من قبل المالك أو الوكيل أو المستأجر المرخص له قانونا أو‬
‫الهيئة‪ ،‬أو المصلحة المخصصة لها القطعة األرض أو البناية‪ ،‬وكذا يجب أن يقدم صاحب‬
‫الطلب لدعم طلبه المستندات والبيانات التالية(‪:)3‬‬

‫‪1‬نقال عن اقلولي ولد رابح صافية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.143،144.‬‬


‫‪-2‬بن مشرنن خير الدين‪ ،‬رخصة البناء األداة القانونية لمباشرة عمليتي تثمير وحفظ الملك الوقفي والعقاري العام‪ ،‬دار‬
‫هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 42‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-‬بنسخة من عقد الملكية أو شهادة الحيازة على النحو المنصوص عليه في القانون‬
‫رقم‪ 25-90‬مؤرخ في ‪ ،1990-11-15‬المتضمن قانون التوجيه العقاري (‪.)1‬‬
‫‪-‬أو توكيل طبقا ألحكام األمر رقم ‪ 58-75‬مؤرخ في ‪.)2(1975-09-26‬‬
‫‪-‬أو نسخة من العقد اإلداري الذي ينص على تخصيص قطعة األرض أو البناية‪.‬‬
‫‪-‬أو نسخة من القانون األساسي إذا كان المالك أو موكله شخص معنويا‪.‬‬
‫ويلتزم صاحب الطلب بتقديم كل الوثائق المكتوبة والبناية التي تبين قوام في حالة‬
‫انجاز األشغال يخص حصة واحدة أو عدة حصص أو في حالة وجود بناية‪ ،‬أو عدة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫بنايات‬
‫‪-‬الوثائق الخاصة بالبناء‪:‬‬
‫إلى جانب الوثائق التي تثبت صفة طالب البناء‪ ،‬تضيف المادة ‪ 43‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 19-15‬الوثائق الخاصة بالبناء والتي يتولى بتقديمها طالب رخصة البناء‪،‬‬
‫والمتمثلة في الملف اإلداري‪ ،‬والملف المتعلق بالهندسة المعمارية‪ ،‬إلى جانب الملف‬
‫التقني(‪.)4‬‬
‫‪-2‬الجهة المختصة بالتحقيق في طلب رخصة البناء‬
‫بعد تحضير ملف طلب رخصة البناء والوثائق المرفقة يرسله الطالب إلى رئيس‬
‫المجلس الشع بي البلدي لبلدية محل وجود القطعة األرضية المراد البناء فوقها وهذا في ثالث‬
‫(‪ ) 03‬نسخ بالنسبة لمشاريع البنايات الخاصة بالسكنات الفردية‪ ،‬وفي ثماني (‪ )08‬نسخ‬

‫‪-1‬القانون رقم ‪.25-90‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬أمر رقم ‪ ،58-75‬مؤرخ ‪ 26‬سبتمبر ‪ .1975‬يتضمن القانون المدني‪ ،‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،78‬صادرة في ‪-09-30‬‬
‫‪ 1975‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪-3‬الفقرة األخيرة من المادة ‪ 42‬من المرسوم رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 43‬من المرسوم التنفيذي ‪.19-15 .‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بالنسبة لبقية المشاريع التي تحتاج إلى رأي المصالح العمومية(‪ ،)1‬فيتم تسجيل تاريخ إيداع‬
‫الطلب مقابل وصل اس تالم يقدمه له رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬وذلك بعد التحقيق من‬
‫الوثائق الضرورية(‪ ،)2‬حيث يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي بإرسال الطلب إلى الجهة‬
‫المختصة في التحقيق في طلب رخصة البناء لتحقيق فيه‪ ،‬ويختلف دراسة هذا الملف على‬
‫مدى مطابقة مشروع البناء لتوجيهات مخطط شغل األراضي‪ ،‬أو في حالة عدم وجوده‬
‫لتعليمات المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‪ ،‬أو للتعليمات المنصوص عليها تطبيقا ألحكام‬
‫(‪)3‬‬
‫المتعلقة بالقواعد العامة للتهيئة والتعمير‪.‬‬
‫في حالة وجود المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير أو مخطط شغل األراضي فيجب أن‬
‫نمير ما إذا كان إصدار الرخصة من اختصاص رئيس المجلس الشعبي البلدي تتم دراسة‬
‫الطلب من طرف الشباك الوحيد للبلدية‪)4(.‬فيرسل رئيس المجلس الشعبي البلدي نسخة منه‬
‫للمصالح المستشارة ‪ ،‬وهذا من خالل ممثليها في الشباك الوحيد‪ ،‬في أجل الثمانية (‪ )08‬أيام‬
‫من تاريخ استالم الطلب الرأي(‪،)5‬ويفصل الشباك الوحيد للبلدية في أجل خمسة عشر يوما‬
‫التي تلي تاريخ إيداع الطلب وعند ما يكون تسليم رخصة البناء من اختصاص الوالي أو‬
‫الوزير المكلف بالعمران فرئيس المجلس الشعبي البلدي يرسل ملف الطلب في ‪ 07‬نسخ إلى‬
‫المصلحة الدولة المكلفة بالعمران وذلك قصد إبداء رأيها في أجل ثمانية أيام من تاريخ إيداع‬
‫الملف(‪ ،)6‬حيث يجب تحضير ملف من طرف الشباك الوحيد للوالية‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 01/45‬من نفس المرسوم‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 02/45‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 46‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 48‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 02/48‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪-6‬المادة ‪ 49‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-3‬إصدار قرار المتضمن رخصة البناء‪:‬‬


‫بعد االنتهاء من دراسة الطلب والتحقيق فيه من الجهات المختصة بالتحقيق يتعين على‬
‫اإلدارة أن تصدر قرارها بشأن الطلب‪ ،‬فقد يكون بالموافقة على الطلب إذا توفرت الشروط‬
‫المطلوبة وقد يكون بالرفض إذا لم يتوفر الشروط القانونية أو حالة عدم توفق الطلب لمخطط‬
‫شغل األراضي أو األحكام العامة للتهيئة والتعمير (‪.)1‬‬
‫وبعد ذلك يبلغ القرار المتضمن رخصة البناء للمعني باألمر خالل ‪ 20‬يوما من تاريخ‬
‫الطلب(‪ ،)2‬ونسخة أخرى توضع تحت تصرف الجمهور بمقر المجلس الشعبي البلدي(‪.)3‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫رخصة الهدم‬
‫تعتبر رخصة الهدم من أدوات التهيئة والتعمير ومن آليات الرقابة‪ ،‬حيث تشترط رخصة‬
‫الهدم مثل باقي الرخص‪ ،‬في كون كل منها تصدر بموجب قرار إداري‪ ،‬مضمونه القيام‬
‫بعملية عمرانية (بناء أو هدم) لذا سنحدد تعريفها واجراءات إعداد ومنح الرخصة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف رخصة الهدم‬


‫لم ترد تعاريف تشريعية لرخصة الهدم‪ ،‬وانما اكتفت أغلب التشريعات بذكر أهم‬
‫إجراءات منحها وتحديد مضمونها بصفة عامة حيث نصت المادة ‪ 60‬فقرة ‪ 01‬من قانون‬
‫رقم‪ ،29/90‬على أنه "يخضع كل هدم كلي أو جزئي للبناء لرخصة الهدم في المناطق المشار إليها‬

‫‪ -1‬إقلولي ولد رابح صافية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.158‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 51‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 55‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫في المادة ‪ 46‬أعاله (‪ ،)1‬أو كلما اقتضت ذلك الشروط التقنية واألمنية‪"...‬‬
‫ال يمكن القيام ألي عملية هدم جزئية أو كلية لبناية دون الحصول مسبق على رخصة‬
‫الهدم وذلك عندما تكون هذه البناية محمية بأحكام القانون رقم ‪ ،04-98‬في‪15‬‬
‫ماي‪.)2(1998‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات إعداد وتسليم رخصة الهدم‬
‫بعدما تعرضنا لذكر تعريف رخصة الهدم‪ ،‬سنبين أهم اإلجراءات التي تخضع لها‬
‫رخصة الهدم‪.‬‬
‫‪-1‬طلب الحصول على رخصة الهدم والتحقيق فيه‪.‬‬
‫يتقدم بطلب الحصول على رخصة الهدم ويوقع عليها المالك أو موكله أو المستأجر‬
‫لديه المرخص له قانون أو الهيئة المخصصة لها البناية موضوع الهدم‪ ،‬وذلك حسب ما‬
‫حددته المادة ‪ 72‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬ويجب أن يرفق هذا الطلب بمجموعة‬
‫من الوثائق‪ ،‬منها عقد الملكية أو شهادة الحيازة أو عقد إداري‪.‬‬
‫ملف تقني (مخططات وتقرير الهدم) (‪.)3‬‬

‫يرسل هذا طلب والوثائق المرفقة في ثالثة(‪ )03‬نسخ إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫لمحل موقع البناية حيث يسجل تاريخ إيداع على الوصل ويسلم إلى المعني باألمر في نفس‬
‫اليوم (‪.)4‬‬

‫‪-1‬تنص المادة ‪ 46‬من القانون رقم ‪ 29-90‬سالف الذكر على أنه "تحدد وتصنف األقاليم التي تتوفر أما كان مجموعة‬
‫من المميزات الطبيعة الخالبة والتاريخية والثقافية وأما على مميزات ناجمة عن موقعها الجغرافي والمناخي والجيولوجي‬
‫مثل المياه المعدنية أو االستحمامية‪ ،‬طبقا األحكام التشريعية‪ ،‬تطبق عليها"‬
‫‪-2‬قانون رقم ‪ ،04-98‬المؤرخ في‪ 15 ،‬جوان ‪ ،1998‬يتعلق بحماية التراث الثقافي‪ ،‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،44‬صادر في‬
‫‪.1998/06/17‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 72‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 73‬من نفس المرسوم التنفيذي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كذلك ترسل نسخة من طلب خالل األيام الثمانية(‪ )08‬الموالية لتاريخ إيداعه إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫مصلحة الدولة المكلفة بالعمران على مستوى الوالية التي لديها ‪ 15‬يوما إلبداء رأيها‬
‫ويحدد أجل التحضير شهر واحد من تاريخ إيداع ملف الطلب (‪.)2‬‬
‫‪-2‬إصدار القرار‬
‫بعد االنتهاء من دارسة الملف والتحقيق فيه‪ ،‬يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫بإعالن طلب الرخصة على مستوى البلدية للسماح للغير بتقديم إعتراضاتهم‪ ،‬وعند عدم تقديم‬
‫اعتراض يسلم رئيس البلدية الرخصة للمعني في شكل قرار إداري بعد استشارة مصالح‬
‫التعمير على مستوى الوالية (‪.)3‬‬
‫بعد تسلم المعني الرخصة ال يباشر في عملية الهدم‪ ،‬إال بعد إعداد تصريح بفتح‬
‫الورشة (‪.)4‬‬
‫وان هذه الرخصة لديها مدة صالحيتها حيث تصبح رخصة الهدم منقضية في حاالت‬
‫التي حددتها المادة ‪ 85‬من المرسوم ‪.19-15‬‬
‫‪ -‬إذا لم تحدث عملية الهدم خالل أجل خمس(‪ )5‬سنوات؛‬
‫‪ -‬إذا توقفت أشغال الهدم خالل سنة واحدة؛‬
‫‪ -‬إذا ألغيت الرخصة صراحة بموجب قرار من العدالة‪.‬‬
‫من خالل ما سبق التعرض إليه يتبين لنا أن رخصة الهدم هو قرار إداري يصدر من‬
‫جهة إدارية مختصة‪ ،‬وهي من األعمال المؤقتة تنتهي بانتهاء عملية الهدم‪ ،‬كما أنها وسيلة‬
‫تستعملها اإلدارة لمراقبة مشاريع البناء وقد تكون سابقة لعملية البناء‪ ،‬كما قد تكون الحقة‬

‫‪-1‬المادة ‪ 74‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‬


‫‪-2‬المادة ‪ 75‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫‪-3‬منصوري نورة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 83‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬‬

‫‪36‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لعملية البناء وهذا على حسب استعمال هذه الرخصة‪ .‬إضافة يكون تقديم رخصة الهدم مع‬
‫طلب رخصة البناء وهذا في الحاالت التي تكون رخصة الهدم مخصصة للبنايات الموجودة‬
‫تحت األرض‪ .‬وهذا ما أكدته المادة ‪ 71‬من قانون رقم ‪.)1( 19-15‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫الرقابة عن طريق الشهادات‬
‫نظم المشرع الجزائري ثالثة أنواع من الشهادات رغبة فيه في ضبط مجال العمران بصورة‬
‫دقيقة وهي شهادة التعمير (الفرع األول)‪ ،‬وشهادة التقسيم (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫شهادة التعمير‬
‫نظ ار ألهمية هذه الشهادة ودورها الرقابي في مجال العمران سنتطرق في هذا الفرع إلى‬
‫تعريف هذه الشهادة (أوال) ونبين إجراءات إعدادها وتسليمها (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف شهادة التعمير‬
‫تطرق المشرع الجزائري إلي شهادة التعمير في نص المادة ‪ 51‬من قانون رقم ‪29-90‬‬
‫التي جاء فيها‪:‬‬
‫" يمكن كل شخص طبيعي أو معنوي معني‪ ،‬قبل الشروع في الدراسات‪ ،‬أن يطلب شهادة للتعمير تعين‬

‫حقوقه في البناء واالرتفاقات التي تخضع لها األرض المعنية‪." ...‬‬


‫يتبين من هذه المادة األشخاص الذين لهم الحق في طلب شهادة التعمير‪ .‬وكذا جاءت‬
‫شهادة التعمير في المرسوم التنفيذي ‪ 19-15‬على أنها‪:‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 71‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‬

‫‪37‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫"‪...‬شهادة التعمير هي الوثيقة التي تسلم بناء على طلب من كل شخص معني‪ ،‬تعين حقوقه في‬

‫البناء واالرتفاقات من جميع األشكال التي تخضع لها القطعة األرضية المعنية‪".)1( ...‬‬
‫إذ تعتبر شهادة التعمير أداة رقابة مسبقة لعمليات البناء‪ ،‬وهي الوثيقة التي تمنح من قبل‬
‫اإلدارة لكل شخص طبيعي ومعنوي‪ ،‬وكذا تبين الحقوق واالرتفاقات التي تخضع لها القطعة‬
‫األرضية محل البناء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات إعداد وتسليم شهادة التعمير‬


‫تمنح شهادة التعمير بعد تقديم طلب إلى اإلدارة المختصة التي تحضر الشهادة وتسلم‬
‫بموجب قرار يضمن محتواها وتتمثل في‪:‬‬
‫‪-1‬طلب شهادة التعمير‬
‫حسب ما جاء به نص المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ " 19-15‬يعد طلب شهادة‬
‫التعمير من طرف المالك أو من طرف موكله أو أي شخص معني‪ ،‬ويجب أن يتضمن البيانات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬طلبا خطيا ممضيا من طرف صاحب الطلب؛‬
‫‪ -‬اسم مالك األرض؛‬
‫‪ -‬تصميما حول الوضعية‪ ،‬يسمح بتحديد القطعة األرضية؛‬
‫‪ -‬تصميما يوضح حدود القطعة األرضية المتواجدة في حدود المحيط العمراني‪.‬‬
‫يتضمن طلب "بطاقة المعلومات" نفس البيانات ماعدا هوية المالك‪.‬‬
‫يودع طلب شهادة التعمير والوثائق المرفقة في نسختين بمقر المجلس الشعبي البلدي‬
‫المختص إقليميا‪ ،‬مقابل وصل إيداع يسلم في نفس اليوم "(‪.)2‬‬
‫يدرس الطلب من طرف مصالح التعمير للبلدية ويجب أن يراعي في دراسثه مدى‬
‫مطابقة البناية لتوجيهات مخطط شغل األراضي‪ ،‬في غياب هذا األخير يجب أن يكون وفق‬
‫لتعليمات مخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير وفي غياب هذا األخير‪ ،‬فيجب احترام النصوص‬

‫‪-1‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ .19-15‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 03/03‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التشريعية والتنظيمية الجاري العمل بها في ميدان األمن ونظافة والبناء والفن الجمالي ومجال‬
‫حماية البيئة والمحافظة على إقتصاد الفالحة (‪.)1‬‬
‫‪-2‬تسليم شهادة التعمير‪:‬‬
‫يكون تسليم شهادة التعمير من إختصاص رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي‬
‫يتصرف باعتباره ممثال للبلدية أو الدولة في حالة مخطط شغل األراضي المصادق عليه أو‬
‫الذي تجاوز مرحلة التحقيق العمومي‪ ،‬تتم دراسة الملف على مستوى الشباك الوحيد للبلدية‪،‬‬
‫وترسل نسخة منه إلى المصالح المستشارة في أجل ‪ 08‬أيام الموالية إليداع الملف‪ ،‬ويكون‬
‫الفصل فيه خالل ‪ 15‬يوم التالية إليداعه (‪.)2‬‬
‫أما في حالة ما إذا كان تسليم شهادة التعمير من إختصاص الوالي أو الوزير المكلف‬
‫بالتعمير‪ ،‬أو رئيس المجلس الشعبي البلدي باعتباره ممثال للدولة فيرسل الطلب في سبع‬
‫(‪ )07‬نسخ إلى مصلحة الدولة المكلفة بالعمران لتبدي رأيها خالل ‪ 08‬ثمانية أيام الموالية‬
‫لإليداع الملف‪.‬‬
‫ترتبط مدة صالحية شهادة التعمير بمدة صالحية مخطط شغل األراضي أو المخطط‬
‫التوجيهي للتهيئة والتعمير وفي غياب مخطط شغل األراضي تحدد مدتها بثالثة أشهر(‪.)3‬‬
‫ونشير في األخير‪ ،‬أنه إذ لم يقتنع صاحب الشهادة بالرد الذي بلغ به‪ ،‬أو في حالة‬
‫سكوت السلطة المختصة في اآلجال المطلوبة‪ ،‬فله الحق أن يودع طعنا مقابل وصل إيداع‬
‫لدى الوالية‪ ،‬ويحدد أجل تسليم الشهادة أو الرفض المسبب بخمسة عشرة يوما‪ ،‬وفي حالة‬
‫عدم الرد على الطعن األول خالل المدة المحددة‪ ،‬يمكن لصاحب الطلب أن يودع طعنا ثانيا‬
‫لدى الو ازرة المكلفة بالعمران مقابل وصل إيداع‪ ،‬ففي هذه الحالة يأمر مصالح الو ازرة‬

‫‪-1‬المادة ‪ 03/46‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ .19-15‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬إقلولي ولد رابح صافية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.138،137 .‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومصالح التعمير الوالئية‪ ،‬بالرد المسبب في أجل خمسة عشر(‪ )15‬يوما من تاريخ إيداع‬
‫الطعن‪ ،‬كما يمكن رفع دعوى لدى الجهة القضائية المختصة(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫شهادة التقسيم‬
‫نصت المادة ‪ 59‬من القانون رقم ‪ 29-90‬المتعلق بالتهيئة والتعمير على أن‪" :‬تسلم‬

‫لمالك عقار مبني وبطلب منه شهادة تقسيم عندما يزمع تقسيمه إلى قسمين أو عدة أقسام‪"...‬‬
‫وعليه نتطرق إلى تعريف الشهادة (أوال) واجراءات إعدادها والتسليم (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف شهادة التقسيم‬


‫عرفت المادة ‪ 33‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-15‬شهادة التقسيم على أنها‪..." :‬‬

‫وثيقة تبين شروط إمكانية تقسيم ملكية عقارية مبنية إلى قسمين أو عدة أقسام‪."...‬‬
‫وعليه يتضح أن شهادة التقسيم تتعلق فقط بالعقارات المبنية دون العقارات الشاغرة (‪،)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات إعداد وتسليم شهادة التقسيم‬


‫اشترط المشرع إلعداد وتسليم شهادة التقسيم مجموعة من اإلجراءات المتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬طلب شهادة التقسيم‪:‬‬
‫يكون تقديم طلب شهادة التقسيم من المالك أو موكله وبالتوقيع عليها‬
‫ويجب على المعني أن يدعم طلبه بالوثائق التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نسخة من عقد الملكية‪.‬‬
‫‪ -‬أما بتوكيل طبقا لألحكام األمر رقم ‪.58-75‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ .19-15‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬جبري محمد‪ ،‬التأطير القانوني للتعمير في والية الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير فرع إدارة ومالية‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،2005،‬ص ‪.104‬‬

‫‪40‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬وأما بنسخة من القانون األساسي إذا كان المالك أو الموكل شخصا معنويا (‪.)1‬‬
‫وكذا يجب أن يرفق هذا الطلب بالوثائق التقنية المنصوص عليها في نص المادة ‪35‬‬
‫من المرسوم التنفيذي رقم ‪.)2( 19-15‬‬
‫يتم إيداع الملف لدى الجهة اإلدارية المختصة وذلك حسب نص المادة ‪ 36‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،19-15‬يرسل طلب شهادة التقسيم والوثائق المرفقة به في خمس‬
‫(‪ )05‬نسخ إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي محل وجود قطعة األرض‪ ،‬ويتم تسجيل تاريخ‬
‫إيداع الطلب في وصل يسلمه رئيس المجلس الشعبي البلدي بعد التحقق من الوثائق‬
‫الضرورية والتي يجب أن تكون مطابقة لتشكيل الملف‪ ،‬ويوضح نوع الوثائق المقدمة فيه‬
‫بشكل مفصل (‪.)3‬‬
‫أشارت المادة ‪ 37‬من نفس القانون بأن تحضير طلب شهادة التقسيم يكون على‬
‫مستوى الشباك الوحيد للبلدية‪ ،‬بحيث يتم إتباع الخطوات المنصوص عليها في رخصة‬
‫البناء‪.‬‬
‫وبالتالي عندما يكون إصدار شهادة التقسيم من إختصاص رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي‪ ،‬حيث يتم دراسة الطلب من طرف الشباك الوحيد للبلدية‪ ،‬وترسل نسخة من الملف‬
‫إلى المصالح المستشارة من خالل ممثليها في أجل ثمانية (‪ )08‬أيام التي تلي تاريخ إيداع‬
‫‪.‬‬ ‫الطلب‬
‫(‪)4‬‬

‫وعندما يكون إصدار شهادة التقسيم من إختصاص الوالي والوزير المكلف بالعمران يرسل‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي ملف الطلب مرفق برأي مصالح التعمير التابعة للبلدية في‬

‫‪-1‬المادة ‪ 34‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 35‬من نفس المرسوم‪ ...." :‬تصميم للموقع يعد على سلم مناسب يسمح بتحديد تمركز المشروع –التصاميم‬
‫الرشيدية المعدة على سلم ‪ 200/1‬أو ‪"... 500/1‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 36‬الفقرة األخيرة من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 48‬من نفس المرسوم‬

‫‪41‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫سبع (‪ )07‬نسخ إلى مصلحة الدولة المكلفة بالعمران‪ ،‬وذلك قصد إبداء رأي مطابق في أجل‬
‫ثمانية (‪ )08‬أيام الموالية لتاريخ إيداع الطلب(‪ ،)1‬يتم تحضير الملف من طرف الشباك‬
‫الوحيد للوالية ثم ترسل نسخة من الملف إلى المصالح المستشارة من خالل ممثليها‪ ،‬بحيث‬
‫يجب أن يفصل الشباك الوحيد للوالية الذي يرأسه مدير التعمير في الطلبات في أجل خمسة‬
‫عشرة (‪ )15‬يوما الموالية إليداع الطلب (‪.)2‬‬
‫‪-2‬تسليم شهادة التقسيم‪ :‬تتمثل الجهة المختصة بإصدار شهادة التقسيم في شخص‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي باعتباره ممثال للبلدية أو الدولة في حالة وجود مخطط شغل‬
‫األراضي‪ ،‬كما يكون إصدار القرار شهادة التقسيم من اختصاص الوالي في حالة التجهيزات‬
‫العمومية والخاصة ذات المنفعة المحلية ومشاريع السكنات الجماعية الني تفوق عدد سكناتها‬
‫‪ 200‬وحدة سكنية ويقل عن ‪ 600‬وحدة سكانية (‪.)3‬‬
‫ويكون من إختصاص الوزير المكلف بالعمران إصدار قرار في حالة التجهيزات‬
‫العمومية أو الخاصة ذات المنفعة الوطنية‪ ،‬مشاريع السكنات الجماعية التي عدد السكنات‬
‫فيها يساوي أو يتعدى ‪ 600‬وحدة سكنية‪ ،‬وكذا األشغال والبنايات والمنشآت المنجزة لحساب‬
‫الدول األجنبية والمنظمات الدولية ومؤسساتها العمومية وأصحاب االمتياز والمنشآت المنتجة‬
‫والناقلة والموزعة للطاقة (‪ ،)4‬وتبلغ شهادة التقسيم خالل الشهر الموالي لتاريخ إيداع‬
‫الطلب(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 49‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 04/49‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 05/49‬من نفس المرسوم‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 06/49‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 38‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وحدد المشرع صالحية شهادة التقسيم بثالث (‪ )03‬سنوات إبتداءا من تاريخ تبليغها‬
‫وذلك يكون على نفقة صاحب الطلب (‪ ،)1‬وفي حالة سكوت السلطة المختصة يمكن‬
‫لصاحب طلب شهادة التقسيم الذي لم يرضه الرد الذي تم تبليغه به أن يودع طعنا مقابل‬
‫وصل اإليداع لدى الوالية‪ ،‬بحيث مدة أجل التسليم شهادة أو الرفض المسبب خمسة‬
‫عشر(‪ )15‬يوما‪.‬‬
‫كما يمكن لصاحب الطلب في حالة عدم اإلجابة على الطعن األول خالل المدة‬
‫المحددة أن يودع طعنا ثانيا لدي و ازرة المكلفة بالعمران‪ ،‬حيث تأمر مصالح الو ازرة المكلفة‬
‫بالعمران المصالح الخاصة بالوالية وذلك على أساس المعلومات المرسلة من طرفها بالرد‬
‫باإليجاب على صاحب الطلب أو بالرفض المسبب في أجل خمسة عشر (‪ )15‬يوما من‬
‫تاريخ إيداع الطعن‪ ،‬كما يمكن له لرفع دعوى لدى الجهة القضائية المختصة (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 39‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ .19-15‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 40‬من نفس المرسوم ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بعد ما تطرقنا إلى الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء والتي تتمثل في وسائل‬
‫التهيئة والتعمير‪ ،‬باإلضافة للرخص والشهادات اإلدارية سنتعرض في هذا الفصل إلى دراسة‬
‫الرقابة اإلدارية البعدية التي ستمارس من قبل الهيئات المؤهلة قانونا‪ ،‬وهذا أثناء وعند إنتهاء‬
‫من إنجاز بناية أو تهيئة القطعة األرضية أو تجزئتها‪.‬‬

‫وإلنجاز هذه األشغال من طرف المعنى قد يحدث أن يخالف إحدى القواعد القانونية‪،‬‬
‫حيث يخضع هذا األخير ومختلف أشغاله للرقابة ااإلدارية‪ ،‬والحرص على أمن وسالمة‬
‫األشخاص والبنايات وكل هذا في إطار الرقابة البعدية‪ ،‬لذا سنخصص هذا فصل لدراسة‬
‫األجهزة الرقابة اإلدارية على أشغال البناء (المبحث األول)‪ ،‬آثار الرقابة البعدية في مجال‬
‫التهيئة والتعمير (المبحث الثاني)‬

‫‪45‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‬
‫أجهزة الرقابة اإلدارية على أشغال البناء‬

‫يعتبر دراسة أجهزة الرقابة اإلدارية في مجال التعمير‪ ،‬هو أمر في غاية األهمية‪ ،‬نظ ار‬
‫للحالة المزرية التي يعيشها المواطن لكون هذه األخيرة هي الضامنة الحترام قواعد العمران‬
‫المنصوص عليها في قانون التهيئة والتعمير أو القوانين التي تحكم البناء‪ .‬وتتصدر هذه‬
‫األجهزة برئيس المجلس الشعبي البلدي الذي تسند له مهمة مراقبة تشييد البنايات المرخص‬
‫بها‪ ،‬التي كانت قبل التعديل القانون رقم ‪ 29-90‬مشتركة بين رئيس الشعبي البلدي والوالي‪،‬‬
‫لكن بعد تعديله بقانون رقم ‪ 05-04‬أوكل المشرع مهمة مراقبة األشغال في مجال التعمير‬
‫لرئيس المجلس الشعبي البلدي (المطلب األول)‪ ،‬والى جانب هذا الجهاز وضع المشرع‬
‫أعوان المؤهلين للبحث عن مخالفات البناء ويتم إثباتها في شكل محاضر رسمية (المطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫إختصاص رئيس المجلس الشعبي البلدي بمراقبة تشييد البنايات المرخص‬
‫بها‬
‫خول القانون لرئيس المجلس الشعبي البلدي إختصاص عام في مجال مراقبة تشييد‬
‫البنايات المرخص بها بغض النظر عن صاحب المشروع‪ ،‬إذ حرص المشرع على تحميل‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي مسؤولية تنظيم ومراقبة كل بناء يقع على إقليم بلديته‪ ،‬سواء‬
‫أثناء إنجاز األشغال (الفرع األول)‪ ،‬أو عند االنتهاء منها (الفرع الثاني)‪ ،‬وفي حالة مخالفة‬
‫أشغال البناء للقانون يصدر في شأنه قرار الهدم (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫متابعة األشغال أثناء التنفيذ‬
‫متابعة األشغال أثناء التنفيذ هو أول التزام يقع على عاتق المرخص له صاحب‬
‫المشروع‪ ،‬حتى يمكن للجهة اإلدارية المختصة من ممارسة اختصاصها لمراقبة األشغال أثناء‬
‫تنفيذها‪ ،‬وهذا بعد إعالم رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص إقليميا بالبدء في أشغال‬
‫البناء ومع تحديد تاريخ ذلك‪ ،‬ومن هنا تمارس اإلدارة مهمتها الرقابية من خالل الوسائل‬
‫المختلفة التي منحها القانون لها‪ ،‬كزيارة البنايات الجاري تشييدها‪ ،‬وطلب المستندات التقنية‬
‫المتعلقة بهذه األخيرة‪ ،‬األمر الذي سنحاول تفصيله تباعا‪ .‬وذلك من خالل ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التزام المرخص له باإلعالن عن فتح الورشة‬


‫حسب نص المادة ‪ 56‬من القانون رقم ‪ 15-08‬المتعلق بمطابقة البنايات(‪ ،)1‬فإنه‬
‫يشترط على المستفيد من رخصة البناء إعالم رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص إقليميا‬
‫وهذا بإيداع طلب فتح الورشة والذي يعد نموذجه و ازرة السكن‪ .‬وهو إجراء جوهري النطالق‬
‫في األشغال لتسهيل عملية مراقبة البناء‪ ،‬وأضافت المادة ‪ 60‬من المرسوم رقم ‪19-15‬‬
‫(‪)2‬‬

‫إلزام المستفيد من األشغال خالل فترة عمل الورشة وضع لوحة مستطيلة الشكل مرئية من‬
‫الخارج التي تتجاور أبعادها عن ‪80‬سم‪ ،‬الذي يرفق نموذج منها في المرسوم التنفيذي ‪-15‬‬
‫‪. 19‬‬
‫توضح مراجع رخصة البناء الممنوحة ونوع البناء وارتفاعه ومساحة قطعة األرض‪.‬‬
‫وكذا يجب أن تتضمن هذه اللوحة البنايات التالية منها تاريخ افتتاح وتاريخ إنتهاء أشغال‬
‫الورشة واسم صاحب المشروع إضافة إلى مكتب الدراسات وأخي ار إسم المؤسسة المكلفة‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ ،15-08‬يحدد قواعد مطابقة البناء واتمام انجازها‪ ،‬مؤرخ في ‪ ،2008-07-10‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬عدد ‪،44‬‬
‫صادرة في ‪ 03‬أوت ‪.2008‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 60‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ .19-15‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بإنجاز األشغال‪ ،‬الغرض من وضع هذه اللوحة هو إعالم المسؤولين بتطبيق قوانين التعمير‬
‫والبناء‪ .‬وكذا اإلعالم الغير والمستفيد من رخصة البناء‪.‬‬
‫بعد تقديم الطلب يتم تسليم وصل بفتح الورشة‪ ،‬يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫بتسليمه خالل ثمانية (‪ )08‬أيام من تقديم طلب وصل إفتتاح الورشة الخاصة باألشغال‬
‫(‪)1‬‬
‫المرخصة على أن يقوم المعني باالنطالق باألشغال خالل أجل أقصاه ‪ 03‬ثالثة أشهر‬
‫فكل هذا يؤدي بنا إلى القول أن صاحب المشروع محل مراقبة مستمر من قبل السلطة‬
‫اإلدارية سواء كان ذلك قبل أو أثناء أو حتى بعد إنجاز أشغال البناء(‪ ،)2‬لكن هذا ال يكفي‬
‫لوحده لبسط اإلدارة سيطرتها على مراقبة البنايات‪ ،‬بل لجأت كذلك إلى أدوات ووسائل‬
‫متنوعة من أجل القيام بهذه المهمة الميدانية التي سنتطرق لها في هذه الفقرة الموالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إلزامية القيام بالزيارات الميدانية‬


‫حتى ال تصل األعمال المخالفة إلى حد يتعذر معه تصحيحها أو تداركها قبل‬
‫إكتمالها‪ ،‬ألزم القانون رئيس المجلس الشعبي البلدي بالقيام بزيارة ورشات األشغال للوقوف‬
‫على مدى التزام أصحابها بالشروط المنصوص عليها في الرخص الممنوحة لهم قانونا ‪.‬‬
‫ويكون هذا األخير مرفقا بأعوان مؤهلين قانونا(‪ ،)3‬بحيث أوجب المشرع الجزائري في‬
‫نص المادة ‪ 73‬المعدلة من القانون رقم ‪ 29-90‬المتعلق بالتهيئة والتعمير هذه الزيارات‬
‫مستوجبة فقط على رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬بعدما كانت قبل التعديل يمارسها‬
‫باالشتراك مع الوالي‪ ،‬وكانت تتصف بصفة االختيارية‪ ،‬أما بعد التعديل هذه المادة أصبحت‬

‫‪-1‬مهزول عيسى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬


‫‪-2‬شريدي ياسمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪-3‬المواد ‪ 09‬و‪ 10‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪ 55-06‬مؤرخ في ‪ 30‬يناير ‪ ،2006‬يحدد شروط وكيفيات تعيين األعوان‬
‫المؤهلين للبحث عن مخالفات التشريع والتنظيم في مجال التهيئة والتعمير‪ ،‬وكذا إجراءات المراقبة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬عدد ‪،06‬‬
‫صادرة في ‪ ،2006/02/05‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،343-09‬المؤرخ في ‪ 22‬أكتوبر ‪،2009‬‬
‫ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ 61‬صادرة في ‪ 25‬أكتوبر ‪.2009‬‬

‫‪48‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من واجبات رئيس ال مجلس الشعبي البلدي واختصاصاته‪ ،‬وعليه نالحظ أن المشرع الجزائري‬
‫قد حذا حذو المشروع الفرنسي جاعال بذلك االلتزام بالزيارة منصبا على كل البيانات التي هي‬
‫في طور اإلنجاز بغض النظر عن من هو صاحب المشروع أو عن موقعها أو الغرض من‬
‫تشييدها(‪.)1‬‬
‫مما سيدعم مركزه أكثر فأكثر باعتباره سلطة إدارية محلية مستقلة في تصرفاتها‬
‫وأعمالها اإلدارية المندرجة ضمن أعمال الرقابة المعترف له بها (‪.)2‬‬
‫أما عن أوقات ممارسة هذه الزيارات يمكن إجراؤها في أي وقت أثناء مدة الورشة‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذي أكدته المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 55-06‬نها ار وليال وأثناء أيام‬
‫العطل‪ ،‬وكما يمكن أن تتم الزيارة بشكل فجائي وفي أوقات غير مبرمجة أو خارج أوقات‬
‫العمل (‪.)3‬‬
‫أما عن العقوبة المقررة عن عرقلة حق الزيارة‪ ،‬وهو األمر الذي لم ينص عليه المشرع‬
‫الجزائري إال مؤخ ار في مشروع القانون المحدد لقواعد مطابقة البنايات واتمام إنجازها حيث‬
‫قررت المادة ‪ 94‬من المشروع الغرامة من خمسة أالف دينار (‪ 5000‬دج) إلى عشرة األلف‬
‫دينار (‪ 10000‬دج) على كل من يمنع قيام األعوان المؤهلين بمهامهم الرقابية بأي شكل من‬
‫األشكال‪ ،‬ويعاقب بنفس الغرامة أيضا من يرفض تقديم الوثائق والمعلومات المتعلقة بالبناية‬
‫لهؤالء األعوان (‪ ،)4‬غير أنه بعد المصادقة على المشروع لم يتم النص على هاته الغرامة‪.‬‬

‫‪-1‬شريدي ياسمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬


‫‪-2‬عزاوي عبد الرحمان‪ ،‬الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل درجة الدكتوراه الدولة في القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.668‬‬
‫‪-3‬جلطى أعمر‪ ،‬األهداف الحديثة للضبط اإلداري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2016-2015 ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪-4‬شريدي ياسمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪49‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬حق في طلب المستندات التقنية المتعلقة بالبناء‬


‫يترتب عن الزيارات الميدانية المتطرق إليها في الفقرة السابقة مراقبة البناء ومطابقة‬
‫للمستندات التقنية‪ ،‬يتعين على رئيس المجلس الشعبي البلدي واألعوان المرافقين طلب‬
‫الوثائق التقنية الخاصة بالورشات والبنايات الجاري إنجازها من قبل المالك أو موكله أو‬
‫صاحب المشروع أو ممثله التي نصت عليها المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪55-06‬‬
‫وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪-‬التصريح بفتح الورشة‪.‬‬
‫‪-‬رخصة البناء‪.‬‬
‫‪-‬رخصة الهدم عند االقتضاء‪.‬‬
‫بالنسبة لرخصة البناء‪ :‬يقوم األعوان المؤهلين بتفحص الوثائق والبنايات من خالل‬
‫فحص البناء وشكل المصادق عليه واآلجال المحددة‪.‬‬
‫تعد رخصة البناء ملغاة إذا لم يتم استكمال البناء في المدة المحددة (‪ ،)1‬فيجب كذلك‬
‫فحص محتوى الرخصة من شروط تضمنها مثل أخذ احتياطات معينة‪ ،‬وهذا نظ ار لطبيعة‬
‫التربة محل اإلنجاز‪ ،‬وبعد ذلك يتم تحقق من نوعية األشغال والتقدم ومدى مطابقة ونوعية‬
‫المواد المستعملة (‪.)2‬‬
‫أما فيما يخص رخصة الهدم‪ :‬يمكن لرئيس المجلس الشعبي البلدي أن يطلب من‬
‫صاحب المشروع رخصة الهدم‪ ،‬وذلك بمناسبة ممارسته الرقابية وهذا في الحاالت التي‬
‫تتطلب استصدار رخصة الهدم‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 02/06‬من القانون رقم ‪ 15-08‬التي تنص‪ .." :‬تصبح رخصة البناء غير صالحة إذ لم يشرع في البناء في‬
‫أجل سنة(‪ )1‬ابتداء من تاريخ تسليمها‪".‬‬
‫‪-2‬جلطي أعمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.234‬‬

‫‪50‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫متابعة األشغال عند انتهائها‬
‫ألزم المشرع الجزائري المالك أو صاحب المشروع أن يعلم اإلدارة بانتهاء أشغال البناء‪،‬‬
‫وهذا من خالل المادة ‪ 56‬من قانون رقم ‪ 29-90‬والتي تنص على‪" :‬يجب على المالك أو‬

‫صاحب المشروع أن يشعر المجلس الشعبي البلدي بانتهاء البناء لتسلم له شهادة المطابقة‪ ".‬وعليه‬
‫يقع على عاتق المرخص له إلتزام بالتصريح له باالنتهاء األشغال (أوال)‪ ،‬وحتى تمنح له‬
‫شهادة المطابقة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التصريح بانتهاء األشغال‬


‫يودع المستفيد من رخصة البناء بمقر المجلس الشعبي البلدي لمكان وجود البناء في‬
‫مهلة ‪ 30‬يوما من انتهاء األشغال‪ ،‬تصريحا يعد في نسختين يشهد على االنتهاء من هذه‬
‫األشغال‪ ،‬وترسل نسخة من هذا التصريح إلى مصلحة الدولة المكلفة بالتعمير على مستوى‬
‫الوالية وذلك إلجراء عملية مطابقة األشغال المنجزة مع أحكام رخصة البناء (المادة ‪ 56‬من‬
‫القانون رقم ‪.)29-90‬‬

‫ثانيا‪ :‬إستصدار شهادة المطابقة‬


‫تعتبر شهادة المطابقة أهم وسيلة رقابة بعدية‪ ،‬وضرورية إلعداد واستخراج سند الملكية‬
‫فهي تلك الشهادة أو الوثيقة اإلدارية التي تتوج بها العالقة بين الجهة‬ ‫(‪)1‬‬
‫للبناية المنجزة‬
‫اإلدارية المانحة لرخصة البناء والشخص المستفيد منها بحيث تشهد فيها اإلدارة بموجب‬
‫سلطتها الرقابية البعدية‪ ،‬وتتأكد من خاللها من مدى احترام المرخص له لقانون البناء والتزامه‬

‫‪1-http:/www.mouwazaf-_dz.com:/t9766-Topic.‬‬

‫‪51‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بالمواصفات التي تضمنها قرار بالترخيص البناء على التصميم المقدم لهذا الغرض والمرفق‬
‫بطلب الترخيص بالبناء‪ ،‬مدعما بالوثائق والمستندات التقنية الالزمة(‪.)1‬‬
‫وجعل المشرع الجزائري شهادة المطابقة وجوبية ال إختيارية‪ ،‬وهذا ما يفهم من عبارة‬
‫"يجب" الذي إستهل بها نص المادة ‪ 56‬من القانون ‪ ،)2( 29-90‬وهو كذلك نفس الشيء‬
‫الذي أكده المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-15‬في المواد‪ 64 ،63 :‬و‪ ،65‬تعد شهادة المطابقة‬
‫ترخيص السكن والحصول عليها يمنح حق الربط بالطرق وشبكات االنتفاع العمومية‪ ،‬إذ‬
‫يمنع أي ربط يتم بدون الحصول عليها (‪.)3‬‬
‫أما عن كيفية التحقيق في مدى مطابقة األشغال المنتهية مع مواصفات رخصة البناء‬
‫تتم عن طريق لجنة تتكون من ممثلين مؤهلين قانونا عن رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫ومصالح المعنية‪ ،‬السيما الحماية المدنية في الحاالت المحددة في المرسوم مع الممثل القسم‬
‫الفرعي للتعمير على مستوى الدائرة(‪ ،)4‬وتجتمع هذه اللجنة بناء على استدعاء من رئيس‬
‫المجلس الشعبي وذلك في أجال خمسة عشر (‪ )15‬يوما‪ ،‬بعد إيداع التصريح بانتهاء‬
‫بعدها يقوم رئيس مجلس الشعبي البلدي بإرسال إشعار‬ ‫(‪)5‬‬
‫األشغال طبعا إذا حصل ذلك‬
‫بالمرور يخطر فيه المستفيد من رخصة البناء بتاريخ إجراء المراقبة وذلك قبل ثمانية (‪)08‬‬
‫أيام على األقل (‪ ،)6‬ويعد محضر جرد فو ار بعد عملية المطابقة‪.‬‬

‫‪-1‬عزاوي عبد الرحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.633‬‬


‫‪-2‬تنص المادة ‪ 56‬من القانون رقم ‪ 29-90‬على‪ " :‬يجب على المالك أو صاحب المشروع أن يشعر المجلس الشعبي‬
‫البلدي بانتهاء البناء لتسلم له شهادة المطابقة‪".‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 61‬من القانون رقم ‪.15-08‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 04/ 66‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 01/ 67‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪-6‬المادة ‪ 02/ 67‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويذكر في هذا المحضر المالحظات‪ ،‬ويبرز رأي اللجنة حول مدى المطابقة التي تمت‬
‫معاينتها (‪ ،)1‬مع توقيع المحضر من طرف جميع أعضائها (‪.)2‬‬
‫يسلم رئيس المجلس الشعبي البلدي شهادة المطابقة (‪ ،)3‬على أساس محضر الجرد‬
‫(اللجنة) الذي يرسل له يوم خروجه الذي يبين فيه مطابقة المنشآت التي تم انتهاء من‬
‫أشغالها‪.‬‬
‫أما إذا تبين من عملية الجرد عدم إنجاز األشغال طبقا للتصاميم المصادق عليها وفق‬
‫أحكام رخصة البناء‪ ،‬فيتم إعالم المعني باألمر بعدم إمكانية تسليمها إياها‪ ،‬وأنه ملزم بتحقيق‬
‫مطابقة البناء للتصاميم المصادق عليها مع تذكيره بالعقوبات التي يتعرض لها بموجب أحكام‬
‫القانون رقم ‪.29-90‬‬
‫أما في حالة عدم تلقي المعني أي قرار يفصل في طلب شهادة المطابقة في أجل ال‬
‫يمكن أن يتعدى ثالثة (‪ )03‬أشهر من إيداع التصريح بانتهاء أشغال البناء‪ ،‬يمكنه في هذه‬
‫الحالة أن يودع طعنا مقابل وصل إيداع لدى الوالية‪ ،‬في هذه الحالة تكون مدة أجل تسليم‬
‫الرخصة أو الرفض المبرر ‪ 15‬يوما‪ ،‬ويمكن لصاحب الطلب أن يودع طعنا ثانيا‪ ،‬لدى‬
‫الو ازرة المكلفة بالعمران‪ ،‬في حالة عدم تلقيه إجابة على الطعن األول خالل المدة المحددة‬
‫التي تلي تاريخ إيداع الطعن‪.‬‬
‫في هذه الحالة تأمر مصالح الو ازرة المكلفة بالعمران مصالح التعمير الخاصة بالوالية‬
‫على أساس المعلومات المرسلة من طرفهم‪ ،‬بالرد باإليجاب أو الرفض المسبب في أجل ‪15‬‬
‫يوما من تاريخ إيداع الطلب (‪.)4‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 03/ 67‬من المرسوم التنفيذي ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 04/ 67‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 68‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 69‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يتضح لنا بناء على ما سبق ذكره أن شهادة المطابقة هي وثيقة إدارية تؤكد مطابقة‬
‫األشغال المنجزة مع تعليمات وتوجيهات رخصة البناء وهي أداة مرجعية لها‪ ،‬وكذا تعتبر‬
‫رخصة سكن للبنايات السكانية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫األمر بالهدم كإجراء ردعي‬
‫لقد مكن المشرع اإلدارة من سلطة مباشرة عملية هدم كل بناية أنشأت بدون رخصة‬
‫البناء دون اللجوء للقضاء على عكس ما كان عليه سابقا‪ ،‬ولكن بإتباع إجراءات نصت‬
‫عليها المادة ‪ 76‬مكرر من قانون رقم ‪ ،05-04‬وهي تحرير محضر من أحد األعوان‬
‫المؤهلين قانوناً إلثبات المخالفة وارساله لرئيس المجلس الشعبي البلدي والوالي المختصين‬
‫في أجل ال يتجاوز ‪ 72‬ساعة‪ ،‬وبناء عليه يصدر رئيس المجلس الشعبي البلدي ق ار اًر بهدم‬
‫البناء خالل ‪ 08‬أيام من إستالمه محضر المخالفة‪ ،‬أما في حالة إنتهاء المهلة و تقصير‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي المعني يصدر الوالي ق ار ار بهدم البناء في أجل ال يتعدى‬
‫وبالعودة للفقرة ‪ 06‬من المادة ‪ 76‬مكرر ‪ 04‬بنصها‪" :‬إن معارضة‬ ‫(‪)1‬‬
‫ثالثين (‪ )30‬يوما‬
‫المخالف قرار الهدم المتخذ من قبل السلطة البلدية‪ ،‬أمام الجهة القضائية المختصة ال يعلق إجراء‬
‫الهدم المتخذ من قبل السلطة اإلدارية‪".‬‬
‫يتبين لنا من جهة أنها وسيلة قانونية صارمة وردعية تمكن من القضاء على كل‬
‫البنايات الفوضوية‪ ،‬ومن جهة أخرى تصطدم بحقوق األفراد في طعون ضد الق اررات الهدم‬
‫التعسفية التي ال يمكن وقف تنفيذها‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 76‬مكرر ‪ 04‬و‪ 05‬من القانون رقم ‪ ،05-04‬المعدل والمتمم لقانون رقم ‪.29-90‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫األعوان المؤهلين بالبحث عن المخالفات أشغال البناء‬
‫نظر ألهمية وخطورة وحساسية مجال الرقابة وخصوصية قواعد التهيئة والتعمير‬
‫ا‬
‫وطابعها التقني والمعقد‪ ،‬دفع بالمشرع إلى إختيار النخب التي لها دراية وعلم في مجال‬
‫التعمير لضبط حركة العمران في المادة ‪ 15‬من األمر رقم‪ ،155-66‬مؤرخ في ‪-06-08‬‬
‫‪ ،1966‬والمتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‪ ،‬كما نص على ذلك في المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ ،55-06‬حيث أوكل المشرع مهمة الرقابة إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي بدوره يكون‬
‫مرفوقا بأعوان مؤهلين قانوناً‪ ،‬ألن رئيس المجلس الشعبي البلدي لوحده ال يستطيع القيام بهذه‬
‫المهمة التي تتطلب المختصين وهذا ما أكدته المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪،55-06‬‬
‫لهذا سنتطرق لتشكيلية هذه األعوان (الفرع األول) ‪،‬واختصاصاتها (الفرع الثاني)‪ ،‬التي‬
‫تباشر مهامها وفق إجراءات (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫تشكيلة األعوان المكلفين بمراقبة المخالفات‬
‫حدد المشرع هذه التشكيلة في المادة ‪ 02‬من المرسوم رقم ‪ 55-06‬المعدلة بالمادة ‪02‬‬
‫من المرسوم التنفيذي ‪ ،343-09‬الذي وضع شروط وكيفيات تعين األعوان المؤهلين للبحث‬
‫عن مخالفات التشريع والتنظيم في مجال التهيئة والتعمير وكذا إجراءات المراقبة‪ ،‬لقد جاءت‬
‫هذه المادة تطبيقا لألحكام المادة ‪ 76‬مكرر من قانون رقم ‪ ،29-90‬المعدل والمتمم‪ ،‬وفيما‬
‫يلي سوف نتطرق لتشكيلية هؤالء األعوان ثم نبين الحماية القانونية المقررة لهم أثناء أداء‬
‫مهامهم على أحسن وجه‪ ،‬وهذا من أجل حصول على فعالية هذه الرقابة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ :‬توسيع دائرة األعوان المكلفين بمراقبة المخالفات‬


‫وفقا للمادة ‪ 02‬المذكورة أعاله (‪ ،)1‬يعين األعوان المؤهلين بمعاينة المخالفات‪ ،‬من بين‬
‫األشخاص اآلتية وصفاتهم‪ ،‬إلى جانب ضباط وأعوان الشرطة القضائية‪:‬‬
‫‪-1‬مفتشو التعمير الذين تم تعيينهم قانونا طبقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪225-91‬‬
‫المؤرخ في ‪ 14‬يوليو والمتضمن القانون األساسي الخاص بالعمال المنتميين إلى األسالك‬
‫التقنية التابعة لو ازرة التجهيز والسكن المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪-2‬المستخدمون الذين يمارسون عملهم بمصالح الوالية التابعة إلدارة و ازرة السكن‬
‫والعمران واألعوان الذين يمارسون عملهم بمصالح التعمير التابعة للبلدية والذين يعينهم‬
‫من بين‪:‬‬
‫‪-‬رؤساء المهندسين المعماريين ورؤساء المهندسين (في الهندسة المدنية)‪.‬‬
‫‪-‬المهندسين المعماريين والمهندسين (في الهندسة المدنية) الرئيسيين‪.‬‬
‫‪-‬المهندسين المعماريين والمهندسين (في الهندسة المدنية)‪.‬‬
‫‪-‬المهندسين التطبيقيين (في البناء) الذين يحوزون خبرة سنتين (‪ )02‬على األقل في‬
‫ميدان التعمير‪.‬‬
‫‪-‬التقنيين السامين (في البناء) الذين يحوزون خبرة ثالث (‪ )03‬سنوات على األقل في‬
‫ميدان التعمير‪.‬‬
‫إن تعيين األعوان يتم من بين الموظفين العاملين في اإلدارة المركزية بو ازرة السكن‬
‫والعمران‪ ،‬أو بمصالحها الغير المركزية (البلدية) ويتم ذلك على قائمة سميت عن طريق قرار‬
‫من الوالي المختص إقليميا وباقتراح من مدير التعمير والبناء للوالية‪ ،‬في حالة المستخدمين‬
‫العاملين باإلدارة المحلية التابعة لو ازرة السكن والعمران‪ ،‬أو باقتراح من رئيس المجلس الشعبي‬

‫‪-1‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،55-06‬المعدلة بالمادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.343-09‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫البلدي المختص إقليميا ‪ ،‬فيما يخص األعوان العاملين بمصالح التعمير التابعة للبلدية‬
‫وبعدها يؤدون اليمين أمام المحكمة المختصة‪ ،‬ويزودون بتكليف مهني يسلم حسب الحالة‬
‫من طرف وزير التعمير أو الوالي‪ ،‬إذ يقع عليهم االلتزام بإظهاره أثناء ممارستهم لمهمتهم‬
‫الرقابية(‪.)2‬‬
‫ومن هنا نجد أن المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 55-06‬المعدلة بالمادة ‪ 02‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 343-09‬فصلت ما جاء في المادة ‪ 76‬مكرر من قانون التهيئة‬
‫والتعمير المعدل والتعمير المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ ،05-04‬فيما يخص أعوان المحددين‬
‫في قانون التهيئة والتعمير فقط‪ ،‬التي اكتفت على ما يلي‪" :‬عالوة على ضباط وأعوان الشرطة‬
‫القضائية المنصوص عليهم في التشريع المعمول به يخول للبحث ومعاينة المخالفات أحكام القانون‪،‬‬
‫كل من‪:‬‬
‫‪-‬مفتشي التعمير‪.‬‬
‫‪-‬أعوان البلدية المكلفة بالتعمير‪.‬‬
‫‪-‬موظفي إدارة التعمير والهندسة المعمارية‪".‬‬
‫التي تتكفل بقمع‬ ‫ر تنشيط شرطة التعمير وحماية البيئة »‪« LA PUPE‬‬
‫(‪)3‬‬
‫قد تم مؤخ اً‬
‫المباني‪ ،‬ومراقبة المنشآت الصناعية التي تنطوي على أخطار كبيرة على البيئة‪،‬‬
‫كل هذا بغرض حماية هذه األخيرة ومنع أي بناء بدون ترخيص (‪.)4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.343-09‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬وهو ما أكدته المادة ‪ 07‬من القانون رقم ‪.15-08‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪3 -"La P.U.P.E": police de l’urbanisme et de la protection de l’énervement‬‬
‫‪-‬تسهر شرطة العمران والبيئة على تطبيق القوانين والتنظيمات في ميادين العمرانية وحماية البيئة‬
‫بالتنسيق مع المصالح التقنية‪ ،‬حيث يقف أعوانها على محمل التجاوزات التي قد يقع فيها المواطنون‬
‫أثناء قيامهم بأشغال البناء‪www.radioalgerie.dz.‬‬
‫‪-4‬شريدي ياسمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪57‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من خالل مما سبق ذكره بخصوص األعوان المؤهلين لممارسة هذه الرقابة‪ ،‬يتبين لنا‬
‫أن المشرع وضعهم قصد التحكم في هذا الميدان‪ ،‬محاوال دائماً إعطاء تصورات جديدة‬
‫للوصول بهذه األجهزة إلى درجة الفعالية‪.‬‬
‫لقد ترجمت هذه الرغبة مؤخ ار في قانون ‪ 15-08‬المحدد لقواعد مطابقة البنايات واتمام‬
‫إنجازها‪ ،‬باستحداث فرق أعوان مكلفين خصيصا بالمتابعة والتحري حول إنشاء التجزئات أو‬
‫المجموعات السكنية وهذا جاء نتيجة للوضعية المزرية للتجزئات الجزائرية التي بقيت في‬
‫معظمها ورشات مفتوحة (‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحماية القانونية المقررة لألعوان المكلفين بالرقابة‬


‫وضع المشرع الجزائري حماية لألعوان المؤهلين بمعاينة الجرائم الكثيرة والمتنوعة‬
‫المرتكبة في مجال التعمير والبناء‪ ،‬إذ أن الدولة تحميهم أثناء ممارسته مهمتهم من كل‬
‫أشكال الضغوطات أو التدخالت مهما كانت طبيعتها‪ ،‬التي يمكن أن تخل بالقيام بنشاطهم‬
‫أو تسبب ضر ار لنزاهتهم‪ ،‬ونفس الشيء الذي أكدته المادة ‪ 71‬من قانون ‪ 15-08‬بنصها‬
‫"تحمي الدولة األعوان المؤهلين‪ ،‬في إطار تأدية مهمتهم‪ ،‬من كل ضغط أو تدخل أيا كان شكله من‬

‫شانه أن يضر بتأدية مهامهم أو يمس سالمتهم"‬


‫كما نجد أن المشرع في قانون ‪ 29-90‬المعدل والمتمم قد دعم هؤالء األعوان بوسيلة‬
‫أخري والمتمثلة في االستعانة بالقوة العمومية في حالة عرقلة أداء مهامهم‪ ،‬وهذا اإلجراء‬
‫يعتبر ضمانة جديدة أضافها المشرع(‪.)2‬‬

‫‪-1‬شريدي ياسمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.84‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 76‬مكرر ‪ 01‬المعدلة بالقانون ‪.05-04‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫إختصاص فرقة التعمير‬
‫خول المشرع الجزائري في مادته ‪ 73‬مكرر من قانون ‪ 29-90‬رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي واألعوان المؤهلين قانونا عاما في مراقبة أعمال البناء‪ ،‬حيث يتعين عليهم زيارة كل‬
‫الورشات والمنشآت األساسية والبنايات الجاري إنجازها للقيام بالفحص والمراقبة التي يرونها‬
‫ضرورية (‪ ،)1‬واضافة المادة ‪ 68‬من قانون ‪ 15-08‬المحدد لقواعد المطابقة البنايات واتمام‬
‫إنجازها األعوان المؤهلين بالتحري إنشاء التجزئات بغلق الورشات غير القانونية وهذا عند‬
‫قيامهم بالزيارات الميدانية كما إن هذه الزيارات يمكن أن تمارس في كل وقت‪ ،‬وأثناء هذه‬
‫الزيارة الميدانية ‪ ،‬يتعين على كل من رئيس المجلس الشعبي البلدي واألعوان المؤهلين‬
‫قانونا‪ ،‬أن يطلبوا من المالك أو من موكله‪ ،‬أو من ممثل صاحب المشروع الوثائق‬
‫‪ ،‬وهذا من أجل مراقبة األعمال التي قام بها صاحب‬ ‫(‪)2‬‬
‫والمستندات التقنية المتعلقة بالبناء‬
‫المشروع ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫إجراءات الرقابة على المخالفات المرتكبة في مجال التعمير والبناء‬
‫يقوم الموظفون المؤهلين بالرقابة المنصوص عليها في قانون التهيئة والتعمير‪،‬‬
‫والمرسوم التنفيذي ‪ 55-06‬وكذا القانون المحدد لقواعد مطابقة البنايات واتمام إنجازها‪،‬‬
‫بإتباع إجراءات دقيقة تختلف باختالف المخالفة المرتكبة يتم إثبات المخالفات أيا كانت‬
‫طبيعتها في شكل محضر يتم تحديدها من قبل األعوان كل على حسب اختصاصه‪ ،‬إال أن‬

‫‪-1‬المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.55-06‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 06‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المشرع لم يحدد لنا شكال معينا يجب إن يفرغ فيه(‪ ،)1‬إذ يحق لهم دخول مواقع األشغال‬
‫واثبات ما يقع بها من مخالفات هو حق مكفول في أي وقت أثناء انجاز األشغال أو بعدها ‪،‬‬
‫على خالف الفكرة الشائعة والتي تقضي بأن إنهاء وانجاز البناية يحول دون إمكانية‬
‫المتابعة(‪)2‬ويجب أن يتضمن هذه المحاضر مجموعة البيانات التالية ‪:‬‬
‫‪-‬وقائع المخالفة‪ ،‬تبين بالتدقيق نوع المخالفة‪ ،‬مكانها‪ ،‬تاريخ القيام بها‪ ،‬إسم المسؤول‬
‫عنها لقبه وعنوانه‪.‬‬
‫‪-‬التصريحات التي تلقاه من المخالف‪.‬‬
‫‪-‬يوقع محضر المعاينة من قبل الغون المؤهل والمخالف‪ ،‬واذا رفض هذا األخير توقيع‬
‫المحضر‪ ،‬يسجل ذلك في المحضر الذي يبقي صحيحا في كل الحاالت إلى أن يثبت‬
‫العكس(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬العربي رابح أمين‪ ،‬رخصة البناء في المناطق الخاصة والمنازعات المتعلقة بها‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل إجازة المدرسة‬
‫الوطنية للقضاء‪ ،‬الدفعة الرابعة عشر‪ ،2006-2005 ،‬ص‪.41‬‬
‫‪-2‬سبتي محمد‪ ،‬رخصة البناء في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في قانون‪ ،‬فرع إدارة ومالية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2001 ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 76‬مكرر ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 05-04‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ ،29-90‬وكذا المادة ‪ 56‬من القانون ‪-08‬‬
‫‪.15‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫آثار الرقابة اإلدارية البعدية في مجال التهيئة والتعمير‬
‫بعد تطرقنا إلى مختلف عمليات الرقابة بنوعها السابقة والالحقة والتي تتضمن الرقابة‬
‫اإلدارية على أشغال البناء باعتبارها صاحبة األمر والوصاية‪ ،‬سنتطرق في هذا المبحث‬
‫األخير إلى آثار الرقابة البعدية في ميدان البناء المتمثلة في الرقابة القضائية على مختلف‬
‫عمليات التعمير‪ ،‬حيث أن قبل تعديل قانون رقم ‪ ،29-90‬كانت تسند مهمة الرقابة إلى‬
‫القاضي‪ ،‬ولكون القاضي ذو انشغاالت كثيرة ال يستطيع القيام بهذه المهمة لوحده‪ ،‬وبتعديل‬
‫القانون رقم ‪ 29-90‬أصبحت مهمة مكافحة جرائم العمران تسند لرئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي والوالي‪ ،‬باعتبارهم سلطة الضبط اإلداري‪ ،‬وعليه سنتعرض إلى تنوع منازعات التهيئة‬
‫والتعمير "رخصة البناء كنموذج" (المطلب األول) والعقوبات المقررة لجرائم التعمير (المطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫تنوع منازعات التهيئة والتعمير‬
‫يثير موضوع منازعات العمران إشكاالت عديدة‪ ،‬وذلك بسبب التشوه الذي أصبح‬
‫المميز للمدن الجزائرية نتيجة مخالفة قوانين العمران والشروط التقنية للبناءات وانتشار‬
‫البناءات بدون تراخيص‪ ،‬وهذا في ظل تجاهل األفراد واإلدارة أحيانا أخرى‪ ،‬دون إحترام‬
‫القوانين والنصوص التنظيمية ونظ ار لكثرة وتنوع هذه المنازعات ارتأينا أخد رخصة البناء‬
‫كنموذج لها‪ ،‬إذ نجد منازعاتها موزعة على ثالثة قضاة‪ :‬منازعات يختص بها القاضي‬
‫اإلداري (الفرع األول)‪ ،‬ومنازعات يختص بها القاضي المدني (الفرع الثاني) وأخرى يختص‬
‫بها القاضي الجزائري (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫المنازعات التي تختص بها جهات القضاء اإلداري‬
‫إذا كانت اإلدارة تتمتع بسلطات واسعة في مجال الرقابة القبلية أو المواكبة أو البعدية‬
‫على أشغال البناء‪ ،‬فإن القضاء اإلداري يعد الضامن األساسي لحقوق األفراد من تعسف‬
‫اإلدارة (‪ ، )1‬إذ من حق طالب رخصة البناء الطعن في قرار الرفض أو تأجيل البث في طلبه‬
‫لسبب غير مشروع‪ ،‬كما أن من حق الغير كذلك الطعن في قرار المنح عن طريق دعوى‬
‫اإللغاء أمام القضاء اإلداري (أوال)‪ ،‬ويجوز للمتضرر من قرار اإلدارة المتعلق برخصة البناء‬
‫طلب التعويض عن أضرار التي لحقت به (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬منازعات اإللغاء‬
‫تمنح رخصة البناء لصاحبها الحق في البناء لكن دون المساس بحقوق الغير ولضمان‬
‫ذلك نعلق الرخصة في مقر البلدية (‪.)2‬‬
‫ليتمكن للغير والشخص المعني باإلطالع على الملف وذلك خالل سنة وشهر(‪.)3‬‬
‫‪-1‬الطعن المرفوع من الغير‪:‬‬
‫للغير الذي يتضرر من الرخصة أن يعترض على قرار المنح‪ ،‬ويكون االعتراض في‬
‫شكل تظلم أمام الجهة المصدرة له‪ ،‬كما يحق له رفع دعوى إلغاء أمام الجهة القضائية‬

‫‪ - 1‬كمال محمد األمين‪ ،‬االختصاص القضائي في مادة التعمير والبناء‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬علوم في القانون‬
‫العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2016/2015 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - 2‬منصوري نورة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 56‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المختصة (‪ ،)1‬والغير يتمثل في جيران صاحب الرخصة‪ ،‬والجمعيات المدافعة من البيئة‬


‫الحضرية للملكين على الشيوع وصاحب حق الشفعة على العقار موضوع رخصة البناء(‪.)2‬‬
‫يعود االختصاص للمحكمة اإلدارية‪ ،‬إذا كان قرار منح رخصة من قبل رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي أو الوالي‪ ،‬وأمام مجلس الدولة في القرار الصادر من الوزير وهذا وفق اآلجال‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 829‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية التي تنص على‬
‫"يحدد أجال الطعن أمام المحكمة اإلدارية بأربعة (‪ )04‬أشهر يسري من تاريخ تبليغ الشخصي بنسخة‬

‫من القرار اإلداري الفردي‪ ،‬أو من تاريخ نشر القرار اإلداري الجماعي والتنظيمي"(‪.)3‬‬
‫‪-2‬الطعن المرفوع من طالب الرخصة‬
‫أجاز المشرع لطالب الرخصة أن يقدم تظلم من الق اررات التي تصدرها الجهات اإلدارية‬
‫المختصة‪ ،‬بشأن منح رخصة البناء أو سحبها أو رفضها‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪63‬‬
‫من قانون رقم ‪ ،)4( 29-90‬التي تنص‪ " :‬يمكن طالب رخصة البناء أو التجزئة أو الهدم غير‬
‫المقتنع برفض طلبه أن يقدم طعنا سلميا أو يرفع القضية أمام الجهة القضائية المختصة في حالة‬
‫سكون السلطة السلمية لو رفضها له‪".‬‬
‫المحدد لكيفيات تحضير عقود‬ ‫(‪)5‬‬
‫أضافت المادة ‪ 62‬من المرسوم التنفيذي ‪19 -15‬‬
‫التعمير وتسليمها‪ ،‬حيث مكنت لصاحب الطلب الذي لم يقتنع بالرد أو في حالة عدم الرد من‬

‫‪ - 1‬م والكية طارق‪ ،‬منازعات التهيئة والتعمير على ضوء أحدث التعديالت‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء‪،‬‬
‫الدفعة السابعة عشر‪ ،‬المدرسة العليا للقضاء‪ ،2009-2008،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ - 2‬كمال محمد أمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 829‬من قانون رقم ‪ ،09-08‬مؤرخ في‪ 25‬فيفري سنة ‪ ،2008‬متضمن قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪،‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،21‬صادرة في ‪.2008-04-23‬‬
‫‪- 4‬المادة ‪ 63‬من القانون رقم ‪،29-90‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ - 5‬المادة ‪ 62‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.19-15‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫طرف السلطة المختصة أن يودع طعنا مقابل وصل إيداع لدى الوالية ويكون مدة أجل تسليم‬
‫الرخصة أو رفض المبرر خمسة عشر (‪ )15‬يوما‪.‬‬
‫ويمكن صاحب الطلب أن يودع طعنا ثانيا لدى الو ازرة المكلفة بالعمران‪ ،‬في حالة عدم‬
‫الرد خالل المدة المحددة التي تلي تاريخ إيداع الطعن‪ ،‬في هذه الحالة تأمر مصالح الو ازرة‬
‫المكلفة بالعمران مصالح التعمير الخاصة بالوالية‪ ،‬على أساس المعلومات المرسلة من طرفها‬
‫بالرد باإليجاب على صاحب الطلب أو بإخطاره بالرفض المبرر في أجل خمسة عشر (‪)15‬‬
‫يوماً من تاريخ إيداع الطعن‪.‬‬
‫كما يمكن لطالب رخصة البناء رفع دعوى قضائية لدى المحاكم اإلدارية المختصة‬
‫وفقا للميعاد المنصوص عليه في المادة ‪ 829‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬منازعات التعويض‬
‫في حالة تعسف اإلدارة برخصها دون مبرر لمنح رخصة البناء‪ ،‬رغم إلغاء قرار الرفض‬
‫بإمكان طالب الرخصة اللجوء إلى القضاء اإلداري‪ ،‬المحكمة اإلدارية ومطالبتها‬
‫بالتعويض(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫المنازعات التي يختص بها القضاء العادي‬
‫يختص القضاء العادي في المنازعات التي تنشأ بين األشخاص القانون الخاص دون‬
‫أن يتعدى بذلك إلى المنازعة في شرعية الرخصة وهذه المنازعات منها ما يختص بها‬
‫القاضي الجزائي (أوال)‪ ،‬ومنها ما يختص فيها القاضي المدني (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ -1‬منصوري نورة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪64‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المنازعات التي يختص بها القضاء الجزائي‬


‫تتولد المسؤولية الجزائية على مخالفة قواعد وأحكام التهيئة والتعمير‪ ،‬وعليه فمن أجل‬
‫إحترام أكثر لهذه القواعد جرم المشرع أي إنتهاك لقواعد التهيئة والتعمير‪ ،‬وتبعا لذلك فإن‬
‫دور القاضي الجزائي هو دور حاسم وفعال‪ ،‬فإذا لم يحترم صاحب الرخصة قواعد البناء‬
‫وأحكام الرخصة وتعدى على الملكية العقارية تحكمها المادة ‪ 386‬من قانون العقوبات(‪.)1‬‬
‫وتسمح اإلدارة برفع شكوى الباني كما لها الحق في القيام بالهدم دون اللجوء إلى القضاء‬
‫(‪)2‬‬

‫بعد إثبات المخالفة من طرف الشرطة التعمير وهذا في حالة البناء دون رخصة‪.‬‬
‫‪-1‬في حالة التعدي على الملكية العقارية‪:‬‬
‫تكون رخصة البناء واألشغال التي يباشرها صاحبها المرخص به‪ ،‬بموجبها منازعات‬
‫في حالة المساس بملكية الغير وهذا سواء بتعدي الباني على الحدود و القيود المرسومة فيها‬
‫أو في حالة إنجازه للبناء فوق أرض الغير‪ ،‬وهنا يكون المعني أمام اعتداء على الملكية‬
‫العقارية (عامة‪ ،‬خاصة)‪ ،‬المعاقب عليها بالمادة ‪ 386‬من قانون العقوبات‪ ،‬ويبقى القاضي‬
‫الجزائي غير مؤهل بإلزام المخالف بالكف عن االعتداء أو هدم المنشآت واعادة األماكن إلى‬
‫الحالة التي كانت عليها‪ ،‬بل يبقى فقط بإمكان المضرور اللجوء إلى القاضي العقاري‪ ،‬يطلب‬
‫الهدم أو إزالة المنشآت مع التعويض(‪.)3‬‬
‫‪-2‬حالة مخالفة قانون التهيئة والتعمير‪:‬‬
‫نص قانون التهيئة والتعمير على أنه كل من يخالف أحكام هذا القانون يكون محل‬
‫متابعة جزائية بعد إثبات المخالفة بموجب محضر‪ ،‬وكانت كل مخالفة لألحكام رخصة البناء‬
‫أو رخص مطالبة البناء للرخصة تعين من قبل الوالي ورئيس المجلس الشعبي البلدي‬

‫‪-1‬المادة ‪ 386‬من األمر رقم ‪ 156-66‬مؤرخ في ‪08‬جوان ‪ ،1966‬متضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪،49‬‬
‫صادرة في ‪ 1966-06-11‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 77‬من القانون رقم ‪.29-90‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬منصوري نورة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪65‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المختص إقليما وهذا قبل تعديل قانون التهيئة والتعمير‪ ،‬أما بعد تعديله بقانون ‪ 05-04‬في‬
‫المادة ‪ 08‬التي جاءت بالمادة ‪ 76‬مكرر وسعت األعوان المؤهلين إلثبات والمخالفات وهم‪:‬‬
‫‪-‬ضباط وأعوان بالشرطة القضائية المنصوص عليهم في القانون إجراءات جزائية وكذا‬
‫مفتشي التعمير‪.‬‬
‫‪-‬أعوان البلدية المكلفين بالتعمير‪.‬‬
‫‪-‬موظفي إدارة التعمير والهندسة المعمارية وذلك بعد أدائهم اليمين القانونية أمام رئيس‬
‫المحكمة المختصة إقليميا(‪.)1‬‬
‫تثبت المخالفة بموجب محضر موقع‪ ،‬يبين فيه طبيعة المخالفة ويسمع بموجبه أقوال‬
‫المخالف ويكون المحضر صحيحا إلى حين إثبات العكس أي أن له حجية بسيطة‪ ،‬ويترتب‬
‫على المخالفة حسب الحالة (‪.)2‬‬
‫في حالة إنجاز البناء دون رخصة‪ ،‬يتعين على العون المؤهل قانونا تحديده حضر‬
‫إثبات المخالفة وارساله إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي والوالي المختصين في أجل ال‬
‫يتعدى إثنين وسبعين (‪ )72‬ساعة‪.‬‬
‫حيث يراعي في هذه الحالة المتابعة الجزائية يصدر رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫المختص قرار هدم البناء في أجل ثمانية (‪ )08‬أيام‪.‬‬
‫إبتداءاً من تاريخ استالم محضر إثبات المخالفة‪ ،‬عند انقضاء المهمة في حالة قصور‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي المعني‪ ،‬يصدر الوالي قرار الهدم في أجل ال يتعدى ثالثين‬
‫(‪ )30‬يوما (‪ ،)3‬يحال المحضر لوكيل الجمهورية المختص إقليما قصد المتابعة الجزائية‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 76‬مكرر من القانون رقم ‪.29-90‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ - 2‬موالكية طارق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 76‬مكرر ‪ 04‬من القانون رقم ‪.29-90‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والقاضي الجزائي غير مؤهل في هذه الحالة ألمر المخالف بالهدم أو بإعادة األماكن إلى‬
‫حالتها الطبيعية‪ ،‬ألن هذه المسألة من اختصاص اإلدارة (‪.)1‬‬
‫أما في حالة معاينة عدم مطابقة البناء للرخصة يحرر العون محضر معاينة المخالفة‬
‫ويرسله إلى الجهة القضائية المختصة‪ ،‬وكذا ترسل نسخة منه إلى رئيس شعبي البلدي‬
‫والوالي في أجل ال يتعدى إثنين وسبعين (‪ )72‬ساعة‪ ،‬وبعد ذلك تبث الجهة القضائية‬
‫المختصة في الدعوى العمومية‪ ،‬أما القيام بمطابقة البناء أو هدمه جزئيا أو كليا في أجل‬
‫يحدده القاضي‪ ،‬وفي حالة عدم االمتثال المخالف للحكم الصادر عن العدالة في اآلجال‬
‫المحددة يقوم رئيس مجلس الشعبي البلدي والوالي المختصين تلقائيا بتنفيذ األشغال المقررة‬
‫على نفقة المخالف (‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬منازعات التي يختص بها القاضي المدني‬


‫يختص القاضي المدني في منازعات رخصة البناء‪ ،‬وذلك طبقا للمادة ‪ 124‬من القانون‬
‫المدني (‪ ،)3‬والمتعلقة بالمسؤولية التقصيرية الشخصية عن تعويض اإلضرار التي تلحق‬
‫الغير بسبب الفعل الضار الصادر عن المتسبب فيه فإن أي ضرر يلحق األشخاص‬
‫المجاورين للمشروع ناتجا عن منح رخصة البناء والتي تمت مخالفتها‪ ،‬إذ يجوز للمتضرر‬
‫رفع دعوى التعويض عن هذا الضرر شرط أن ال ينازع في صحة منح رخصة البناء باعتبار‬
‫وهو ما تعرضنا إليه سابقا‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫أن ذلك يدخل ضمن اختصاص القضاء اإلداري‬

‫‪ - 1‬موالكية طارق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 76‬مكرر ‪ 05‬من القانون رقم ‪.29-90‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 124‬من القانون المدني تنص على‪ " :‬كل فعل أيا كان يرتكبه الشخص يخطئه ويسبب ضر ار للغير يلزم من‬
‫كان سببا في حدوثه بالتعويض‪".‬‬
‫‪ - 4‬العربي رابح أمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪67‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫العقوبات المقررة لجرائم التعمير‬
‫تترتب عن مخالفة قواعد التهيئة والتعمير في مجال البناء عقوبات جزائية للمخالفين‪،‬‬
‫وذلك أن هذه القواعد من النظام العام‪ ،‬ال يجوز االتفاق على مخالفتها‪ ،‬إذ لم يتوقف المشرع‬
‫الجزائري على اتخاذ تدابير ردعية إدارية موقعة من قبل السلطة المختصة‪ ،‬فحسب بل‬
‫عرضه كذلك إلى المتابعة الجزائية‪ ،‬إذ يبين القانون األفعال المجرمة (الفرع األول) وأحاطها‬
‫بتكييف قانوني (الفرع الثاني)‪ ،‬وأخي ار قام بتبيان مختلف الجزاءات التي قررها لألفعال‬
‫المجرمة (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫األفعال المجرمة في القانون المتعلق بالتهيئة والتعمير‬
‫في إطار القانون رقم ‪ 29-90‬المتعلق بالتهيئة والتعمير‪ ،‬لم يحدد المشرع جيدا أنواع‬
‫المخالفات المتعلقة بالبناء‪ ،‬حيث كان عاما وغير دقيق‪ ،‬لكن تطرق فقط عن المتابعة‬
‫القضائية وفقا إلجراءات اإلستعجالية‪ ،‬في حيث الكل مجمع عن ثقل هذه الهيئة وعدم‬
‫فعاليتها في المجال(‪.)1‬‬
‫لتجنب هذه النقائص هذه النقائص‪ ،‬تدخل المشرع الجزائري بالمرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ ،07-94‬الذي يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري وممارسة مهنة المهندس المعماري في مادته‬
‫التي حددت أنواع هذه المخالفات كما‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ 50‬الملغاة بالمادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪06-04‬‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬جبري محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬


‫‪ - 2‬المرسوم التشريعي رقم ‪ ،07-94‬المؤرخ في ماي ‪ ،1994‬متعلق بشروط اإلنتاج المعماري وممارسة مهنة المهندس‬
‫المعماري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬عدد ‪ 32‬صادرة في ‪ 05‬ماي ‪ ،1994‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ ،06-04‬المؤرخ في ‪ 14‬أوت‬
‫‪ ،2004‬يتضمن إلغاء بعض أحكامه‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،51‬صادرة ‪ 15‬أوت ‪.2004‬‬

‫‪68‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬تشييد بناية دون رخصة البناء‪.‬‬


‫‪-‬تشييد بناية ال تطابق مواصفات رخصة البناء‪.‬‬
‫‪-‬عدم القيام بإجراءات التصريح واإلشهار‪.‬‬
‫ولكن هذه المادة رغم دقتها إال أنها ناقصة في تحديد المخالفة‪ ،‬وباستقراء القانون رقم‬
‫‪ 05-04‬المعدل والمتمم لقانون رقم ‪ 29-90‬المتعلق بالتهيئة والتعمير نجد أنه نص على‬
‫نوعين من الجرائم المتعلقة بالبناء وهما‪:‬‬
‫‪-‬جريمة البناء بدون ترخيص (‪.)1‬‬
‫‪-‬جريمة القيام بأعمال البناء غير مطابقة لمواصفات الترخيص (‪.)2‬‬

‫أوال‪ :‬جريمة البناء بدون ترخيص‬


‫نص المشرع الجزائري على جريمة البناء بدون ترخيص بموجب المادة ‪ 76‬التي‬
‫أضيفت المادة ‪ 07‬من القانون ‪ ،05-04‬المؤرخ في ‪ ،2004-08-14‬المعدل والمتمم لقانون‬
‫رقم ‪ 29/90‬التي جاءت بنصها‪ " :‬يمنع الشروع في أشغال البناء بدون رخصة ‪"...‬‬
‫من خالل هذه المادة‪ ،‬يتبين لنا أن المشرع نص صراحة على جريمة البناء بدون‬
‫رخصة‪ ،‬إال أنه لم يحدد لنا نطاقها‪ ،‬لكن باستقراء مادة ‪ 52‬من قانون رقم ‪ 29-90‬يمكن‬
‫تحديد نطاقها كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬البناء بدون ترخيص يشمل تشييد البنايات الجديدة مهما كان استعمالها‪.‬‬
‫‪ -‬تمديد البنايات الموجودة‪.‬‬
‫‪-‬تغيير البناء الذي يمس الحيطان الضخمة منه أو الوجهات المفضية على الساحة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪-‬وكذا اإلنجاز جدار صلب للتدعيم أو التسييج‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 76‬مكرر ‪ 04‬من القانون رقم ‪.05-04‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 76‬مكرر ‪ 05‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يتبين لنا مما سبق أن جريمة البناء بدون ترخيص هي أخطر المخالفات التي تمس‬
‫قواعد التعمير‪ ،‬التي يمكن تلخيص عناصرها في ثالث نقاط (‪.)1‬‬
‫‪-1‬العمل المادي المتمثل في البناء يأخذ البناء أحد الصور المنصوص عليها في ‪41‬‬
‫من قانون ‪ 19-15‬المتمثل في تشييد بناية جديدة وتحويل البنايات الموجودة‪.‬‬
‫‪-2‬عدم وجود ترخيص‪ ،‬وهذا يكون في حالة عدم تقديم المعني طلب الحصول على‬
‫ترخيص أصال‪ ،‬أو قد تم تقديمه لإلدارة المعنية ورفضت منحه ترخيص البناء على األرض‬
‫المعنية (‪.)2‬‬
‫‪-3‬أن يتم البناء في مجال تطبيق رخصة البناء‪:‬‬
‫بمعني أن الجريمة ال تقوم في المناطق التي لم يستلزم فيها المشرع الحصول عليها‪.‬‬
‫ونشير في األخير إلى أن المشرع قد أحسن ما فعل عند نصه على هذه الجريمة بصفة‬
‫صفة صريحة في التعديل األخير‪ ،‬فالحصول على رخصة هو التزام قانوني مفروض على‬
‫كل من أراد القيام بتشييد مشروع البناء ومخالفته تجعل من مرتكبها عرضة لتطبيق العقوبات‬
‫تحت طائلة جريمة البناء بدون ترخيص (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬عزيزي مريم‪ ،‬النظام القانوني في مجال البناء‪ ،‬مذكرة الماجستير في إطار مدرسة الدكتوراه‪ ،‬تخصص الدولة‬
‫والمؤسسات العمومية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬بن عكنون‪ ،‬يوسف بن خدة‪ ،2016-2015 ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪-2‬عمراوي فاطمة‪ ،‬المسؤولية الجنائية لمشيدي البناء‪ ،‬مالك البناء‪ ،‬المهندس المعماري‪( ،‬المصمم المشرف على التنفيذ)‪،‬‬
‫والمقاول‪ ،‬مذكرة رسالة ماجستير‪ ،‬قانون الجنائي‪ ،‬معهد الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2001-2000 ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ - 3‬تبوب حمزة‪ ،‬المسؤولية الجنائية لمشيدي البناء‪ ،‬مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة إجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الدفعة‬
‫السادسة عشر "‪ ،2008-2005 ،"16‬ص ‪.08‬‬

‫‪70‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬جريمة البناء المخالف لمواصفات الترخيص‬


‫على خالف جريمة البناء دون رخصة فإن هذه الجريمة تفترض حصول المعني على‬
‫رخصة البناء وبدء األشغال يكون مخالفا لما تم تحديده في رخصة البناء (‪ ،)1‬وتمت اإلشارة‬
‫لهذه الجريمة في نص مادة ‪ 76‬مكرر ‪ 04‬من قانون ‪.05-04‬‬
‫وتتخذ هذه الجريمة عدة صور متعددة يمكن اإلشارة أهمها‪:‬‬
‫‪-1‬تشييد البناء على خالف الرسومات البيانية (مخططات البناية)‪ ،‬والتي منح على‬
‫أساسها الترخيص وكذا عدم احترام االرتفاع المرخص به‪ ،‬تعديل الواجهة المطلة على‬
‫الساحة العمومية‪ ،‬إنجاز منفذ غير مقرر أو يمدد بناية حيث يتجاوز شغل األرضية (‪.)2‬‬
‫‪-2‬إ قام البناء على خالف االلتزام أو التحفظ الواجب إتباعه عند إعطاء رخصة‬
‫وبالبناء غير مطابق للرخصة وقد يكون من القائم بالبناء‪ ،‬طالب الرخصة أو‬ ‫(‪)3‬‬
‫البناء‬
‫شخص أخر مقاول أو مهندس معماري المكلف باإلشراف أو التنفيذ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫التكييف القانوني لألفعال المجرمة‬
‫تكتسي أهمية التكييف القانوني لألفعال المجرمة أهمية بالغة‪ ،‬حيث الجريمة ال تقوم إال‬
‫إذا وجد نص قانوني‪ ،‬وتتميز الجرائم المرتكبة في مجال التعمير ببعض الخصائص التي‬
‫تقضي منا التطرق إليها من أجل توضحها وهي كاألتي‪:‬‬
‫‪-‬الجرائم المرتكبة في مجال التعمير والبناء هي جرائم مستمرة‪.‬‬
‫‪-‬الجرائم المرتكبة في مجال التعمير والبناء من جرائم مادية‪.‬‬
‫‪-‬الجرائم المرتكبة في مجال التعمير والبناء هي جرائم عمدية‪.‬‬

‫‪ - 1‬عربي باي يزيد‪ ،‬إستراتيجية البناء على ضوء قانون التهيئة والتعمير الجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫العلوم في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون العقاري‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2015-2014 ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪ - 2‬عزيزي مريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ - 3‬سبتي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬

‫‪71‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪-‬الجرائم المرتكبة في مجال التعمير والبناء هي جرائم مستمرة‬


‫يشكل فعل البناء بدون ترخيص أو البناء المخالف ألحكام ومقتضيات الترخيص جريمة‬
‫مستمرة‪ ،‬لسبب أن أشغال البناء قد تستغرق وقتا طويال في إنجازها (‪ ،)1‬ويترتب على ذلك‬
‫النتائج التالية‪:‬‬
‫يبدأ احتساب مدة التقادم (الدعوى العمومية) لحظة تمام الجريمة عند انتهاء األعمال‬
‫المخالفة فتنقضى الدعوى الجنائية فيها بالتقادم بمضي ثالث (‪ )03‬سنوات (جنحة) (‪.)2‬‬
‫‪-‬عدم جواز نظر الدعوى ل سبق الفصل فيها فإذا حكم على المتهم باإلدانة على أحد‬
‫األفعال التنفيذية للجريمة تدخل في التتابع واستمرت أشغال البناء قبل صدور الحكم باإلدانة‪،‬‬
‫فإن الحكم الصادر فيها يعد جزاء لكل األفعال التي وقعت في تلك الفترة (‪.)3‬‬
‫ثانيا‪-‬الجرائم المرتكبة في مجال التعمير والبناء هي جرائم مادية‪:‬‬
‫يتمثل العنصر المادي لهذه الجرائم في البناء المخالف للقانون بالتالي يتصف بعنصر‬
‫اإليجابية‪ ،‬إال أن هناك جرائم سلبية ترتكب في ميدان البناء كعدم امتثال صاحب الرخصة‬
‫لاللتزامات التي تفرضها عليه بااللتزام بوضع اإلعالن القانوني وااللتزام بفتح الورشة (‪.)4‬‬
‫ثالثا‪-‬الجرائم المرتكبة في مجال التعمير والبناء جرائم عمدية‬
‫تتمثل الجريمة العمدية في قيام الجاني بأشغال البناء مخالفة للتراخيص الممنوحة‪،‬‬
‫وتجاهل قوانين العمران بصورة مقصودة (‪ ،)5‬إن جريمة تتحقق وليس له االحتجاج بحسن نية‬
‫من أجل عدم مساءلته جزائيا وليس للقاضي أن يأخذ بهذا الدفع‪.‬‬

‫‪ -1‬سبتي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬


‫‪ - 2‬عزيزي مريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ - 3‬نفس المرجع‪ .‬ص‪.117‬‬
‫‪-4‬شريدي ياسمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪-5‬عربي باي يزيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.140‬‬

‫‪72‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫الجزاءات المقررة لألفعال المجرمة‬
‫نستعرض في الجزء إلى العقوبات المقررة لألفعال المجرمة‪ ،‬العقوبات المقررة للجرائم‬
‫المتعلقة برخصة البناء (أوال)‪ ،‬العقوبات المقررة للجرائم المتعلقة برخصة التجزئة (ثانيا)‪،‬‬
‫العقوبات المقررة للجرائم المتعلقة بشهادة المطابقة (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العقوبات المقررة للجرائم المتعلقة برخصة البناء‬
‫سنطرق لجرائم البناء كالتالي‪:‬‬
‫‪-1‬البناء بدون رخصة‪:‬‬
‫نص المشرع الجزائري صراحة على هذه الجريمة في التعديل األخير للقانون رقم ‪،29-90‬‬
‫هذه الجريمة أقر لها عقوبة جزائية الواردة في المادة ‪ ،77‬ووضح هذه العقوبة أكثر بالقانون‬
‫رقم ‪.15-08‬‬
‫إذ نجد أن كل من يشيد أو يحاول تشييد بناية دون رخصة البناء يعاقب بغرامة من‬
‫خمسين ألف دينار (‪ 50.000‬دج)‪ ،‬إلى مائة ألف دينار (‪ 100.000‬دج) ويعاقب المخالف‬
‫في حالة العود بالحبس لمدة ستة أشهر (‪ )06‬أشهر إلى سنة (‪ ،)01‬وتضاعف الغرامة (‪.)1‬‬
‫‪-2‬عدم انجاز األشغال في اآلجال المحددة في رخصة البناء‪.‬‬
‫نجد كذلك المشرع قد عاقب من ال ينجز البناية‪ ،‬في اآلجال المحددة في رخصة البناء‪،‬‬
‫بغرامة من خمسين ألف دينار (‪ 50.000‬دج) إلى مائة ألف دينار (‪ 100.000‬دج) (‪.)2‬‬
‫يتبين لنا أن المشرع قد عاقب من ال ينجز األشغال في اآلجال المحددة في رخصة‬
‫البناء‪ ،‬بنفس الغرامة المقررة في حالة البناء بدون رخصة‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 79‬من القانون رقم ‪.15-08‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 78‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-3‬عدم جواز الربط بشبكات االنتفاع العمومي في انعدام رخصة البناء‪.‬‬


‫لقد سلط المشرع على كل من يقوم بهذا الربط الغير القانوني سواء كان ذلك بصفة‬
‫مؤقتة أو نهائية‪ ،‬عقوبة الغرامة التي تتراوح بين خمسين ألف دينار (‪ 50.000‬دج) إلى مائة‬
‫ألف (‪ 100.000‬دج)‪ ،‬باإلضافة لذلك يمكن للجهة القضائية أن تصدر أمر بإعادة األماكن‬
‫إلى حالتها األصلية على حساب المخالف‪ ،‬مع مضاعفة الغرامة في حالة العود (‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقوبات المقررة لجرائم المتعلقة برخصة التجزئة‬
‫‪-1‬إنشاء تجزئة أو مجموعة سكينة فوق ملكية غير مخصصة للبناء طبقا لألحكام‬
‫مخططات التعمير السارية المفعول‪:‬‬
‫لقد قرر المشرع لهذه الجريمة تدابير تتخذ من قبل الجهة اإلدارية المختصة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى ال عقوبات الجزائية‪ ،‬إذ كل إنشاء تجزئة‪ ،‬أو مجموعة سكنية‪ ،‬دون رخصة تجزئة توقف‬
‫بموجب أمر من الوالي أو بطلب من رئيس المجلس الشعبي البلدي المعني ويأمر الوالي‬
‫بإعادة األماكن إلى حالتها األصلية‪ ،‬وكذا إذ لم يمتثل المخالف بأمر الوالي بعد تجاوز‬
‫األجل المحدد بالقيام بأشغال الهدم‪ ،‬وتكون على نفقة المخالف‪ ،‬ويبقي المخالف متابعا‬
‫قضائيا حتى وان توقفت الورشة وهدمت البنايات (‪.)2‬‬
‫يعاقب كل من ينشئ تجزئة أو مجموعة سكينة دون رخصة تجزئة بالحبس من ستة‬
‫(‪ )06‬أشهر إلى سنتين (‪ )02‬وبغرامة مالية تتراوح ما بين مائة ألف دينار (‪ 100.000‬دج)‬
‫إلى مليون دينار (‪ 1.000.000‬دج) (‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 88‬من القانون رقم ‪.15-08‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 73‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 74‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كذلك يعاقب كل من يشيد بناية داخل تجزئة لم يتحصل فيها على رخصة تجزئة‬
‫بغرامة مالية تقدر من مائة ألف دينار (‪ 100.000‬دج) إلى مليون دينار (‪1.000.000‬‬
‫دج)(‪.)1‬‬
‫نستنتج مما سبق أنه يعاقب كل مخالف بنفس الغرامة المالية وهذا في كلتي الحالتين‬
‫وأما بالنسبة من ينشئ تجزئة أو مجموعة سكنية‪ ،‬وكذا كل من يشيد بناية داخل تجزئة وهذا‬
‫دون رخصة تجزئة وتتضاعف هذه الغرامة في حالة العود‪.‬‬
‫‪-2‬بيع قطع من التجزئة أو من المجموعة السكنية إذا كانت هذه التجزئة أو مجموعة‬
‫السكينة غير مرخصة‪:‬‬
‫يعاقب كل من يبيع قطعا أرضية من تجزئة أو مجموعة سكنية إذا كانت هذه التجزئة‬
‫أو المجموعة سكنية غير مرخصة‪ ،‬أو لم يتم بها االستالم المؤقت ألشغال االنتفاع‪ ،‬بالحبس‬
‫من ستة (‪ )06‬شهر إلى سنة (‪ ،)01‬وبغرامة مالية تقدر من مائة ألف دينار (‪100.000‬‬
‫دج)‪ ،‬إلى مليون دينار (‪ 1.000.000‬دج)‪ ،‬أو بإحدى العقوبتين فضال عن ذلك يمكن أن‬
‫يحكم على المخالف بالحبس من سنة (‪ )01‬إلى خمس (‪ )05‬سنوات وتتضاعف الغرامة‬
‫وهذا في حالة العود (‪.)2‬‬
‫يتبين لنا في كل الحاالت السابقة أن المشرع جرم ووضع عقوبة على كل المخالفات‬
‫المتعلقة برخصة التجزئة بنفس الغرامة المالية‪ ،‬أما بالنسبة لعقوبة الحبس تختلف من حالة‬
‫إلى أخرى‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العقوبات المقررة للجرائم المتعلقة بشهادة المطابقة‬


‫تعد شهادة المطابقة بمثابة شهادة الستقبال الجمهور في البناء الذي تم تشييده سواء‬
‫كان ذلك من أجل شغله أو استغالله‪ ،‬فهي التي تثبت أن البناء مطابق للقانون التعمير‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 75‬من القانون رقم ‪.15-08‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 77‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫نظر ألهمية شهادة المطابقة فقد نصت المادة ‪ 01/82‬من القانون رقم ‪ 15-08‬على‬
‫أنه‪" :‬يعاقب بغرامة من عشرين ألف دينار (‪ 20.000‬دج) إلى خمسين ألف دينار (‪50.000‬دج) كل‬
‫من يشغل أو يستغل بناية قبل تحقيق مطابقتها التي تثبت بشهادة المطابقة‪.‬‬
‫يمكن للجهة القضائية أن تأمر بإخالء األماكن فو ار"‬
‫نستخلص من نص هذه المادة أن المشرع حدد الغرامة التي يتعرض لها المخالف وكذا‬
‫إمكانية الجهة القضائية من األمر بإخالء األماكن التي تم البناء فوقها قبل تحقيق مطابقتها‪،‬‬
‫لما تضمنتها شهادة المطابقة‪.‬‬
‫في حالة عدم إمتثال المخالف يمكن أن يصدر ضده حكم بعقوبة الحبس لمدة ستة‬
‫(‪ )06‬أشهر إلى إثني عشر (‪ )12‬شهر‪ ،‬وتضاعف الغرامة (‪.)1‬‬
‫لقد أحسن المشرع ما فعله عندما نص صراحة على جرائم المتعلقة بشهادة المطابقة‬
‫وكل الرخص السابقة‪ ،‬ولعل ذلك سيضع حدا للفوضى الرهيبة التي تشهدها المدن الجزائرية‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 03/82‬من قانون رقم ‪.15-08‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫يتبين أن موضوع الرقابة اإلدارية على أشغال البناء في التشريع الجزائري يرتكز على‬
‫وسيلتين رقابيتين أساسيتين وهما‪ :‬الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‪ ،‬والرقابة اإلدارية‬
‫البعدية على أشغال البناء‪.‬‬
‫ثم التوصل من خالل دراستنا لهاتين الوسيلتين إلى جملة من النتائج أهمها ما يلي‪:‬‬
‫_ وجود عالقة ترابط بين القوانين والنصوص التنظيمية المتعلقة بالتعمير‪ ،‬فيما‬
‫يخص الجزاءات والعقوبات‪.‬‬
‫_ قيام المشرع الجزائري بإحداث عدة تعديالت على قانون التهيئة والتعمير وتوسيع‬
‫صالحيات الجماعات المحلية في مجال مراقبة تطبيق قانون التهيئة والتعمير وذلك عن‬
‫طريق الرخص الممنوحة‪ ،‬وتشديد الرقابة الميدانية باالستعانة بأعوان مؤهلين قانونا‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير حماية قانونية لألعوان المكلفين بالرقابة على المخالفات وهذا من أجل‬
‫حمايتهم من كل اعتداء قد يتعرضون له‪.‬‬
‫_ منح دور محوري للقضاء في إطار الرقابة العمرانية وذلك بإشراك كل من القضاء‬
‫اإلداري‪ ،‬المدني والجزائي‪.‬‬
‫_ تبسيط اإلجراءات وتفصيلها بطريقة تتماشى وطبيعة الرقابة المفروضة‪.‬‬
‫ومع هذا فإننا الحظنا جملة من النقائص لعل من أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬غموض في تحديد المسافة الواجب احترامها من محور الطريق لتشييد أية بناية‪،‬‬
‫فطبقا لنص المادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ 29-90‬المسافة القانونية ال يجب أن تقل عن ‪04‬‬
‫أمتار‪ ،‬في حين أن المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 175-91‬تشترط أن ال تقل عن‬
‫‪ 06‬أمتار‪.‬‬
‫‪ -‬المسافة القانونية الواجب احترامها لفتح المطالت هل هي مترين كما هي محددة‬
‫في المادة ‪ 709‬من القانون المدني أم ستطبق مسافة االرتفاع على ‪ 2‬بشرط أن ال تقل عن‬
‫‪ 4‬أمتار كما هو محدد في المادة ‪ 24‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.175-91‬‬

‫‪78‬‬
‫خاتمة‬

‫_الطعن المقدم من صاحب البناية ضد قرار الهدم الصادر من اإلدارة ضده ال يوقف‬
‫التنفيذ‪ ،‬وهذا يعتبر مساسا بحق الفرد‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ :‬الكتب‬
‫‪-1‬إقلولي ولد رابح صافية‪ ،‬قانون العمران الجزائري (أهداف حضرية ووسائل قانونية)‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪-2‬بن مشرنن خير الدين‪ ،‬رخصة البناء األداة القانونية لمباشرة عملتي تثمير وحفظ‬
‫الملك الوقفي والعقاري العام‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪-3‬سماعين شامة‪ ،‬النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري (دراسة وصفية وتحليلية)‪،‬‬
‫دار هومه‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪-4‬عزري الزين‪ ،‬ق اررات العمران الفردية وطرق الطعن فيها‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬
‫‪-5‬منصوري نورة‪ ،‬قواعد التهيئة والتعمير وفق التشريع‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر ‪.2010،‬‬
‫‪-6‬مهزول عيسى ‪ ،‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي في مجال العمران‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرسائل مذكرات التخرج من المدرسة الوطنية للقضاء‪:‬‬


‫أ‪-‬الرسائل‬
‫‪-1‬جلطى أعمر ‪ ،‬األهداف الحديثة للضبط اإلداري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في‬
‫العلوم‪ ،‬تخصص القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪،‬‬
‫تلمسان‪.2016 -2015 ،‬‬
‫‪-2‬عربي باي يزيد‪ ،‬استراتيجية البناء على ضوء قانون التهيئة والتعمير الجزائري‪،‬‬
‫أطروحة لنيل شهادة دكتوراه العلوم ‪ ،‬تخصص قانون العقاري‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪،‬‬
‫‪.2015-2014‬‬

‫‪81‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪-3‬عزاوي عبد الرحمان‪ ،‬الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل درجة‬
‫دكتوراه الدولة في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪-4‬كمال محمد األمين‪ ،‬االختصاص القضائي في مادة التعمير والبناء‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه في العلوم تخصص القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2016/2015 ،‬‬
‫ب‪-‬المذكرات الجامعية‪:‬‬
‫‪ -1‬بزغيش بوبكر‪ ،‬رخصة البناء كآلية رقابة في مجال التعمير‪ ،‬مذكرة لنيل درجة‬
‫الماجستير‪ ،‬فرع قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -2‬جبري محمد‪ ،‬التأطير القانوني للتعمير في والية الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير فرع إدارة ومالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2005،‬‬
‫‪ -3‬سبتي محمد‪ ،‬رخصة البناء في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر‬
‫في قانون‪ ،‬فرع إدارة ومالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2001 ،‬‬
‫‪ -4‬شريدي ياسمين‪ ،‬الرقابة اإلدارية في مجال التعمير والبناء‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجيستر في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬يوسف بن خدة‪ ،‬جامغة الجزائر‪-2007،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -5‬عزيزي مريم‪ ،‬النظام القانوني في مجال البناء‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫القانون‪ ،‬تخصص الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة يوسف بن خدة الجزائر ‪ ،1‬بن عكنون ‪.2016-2015 ،‬‬
‫‪ -6‬عمراوي فاطمة‪ ،‬المسؤولية الجنائية لمشيدي البناء‪ ،‬مالك البناء‪ ،‬المهندس‬
‫المعماري‪( ،‬المصمم المشرف على التنفيذ)‪ ،‬والمقاول‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪،‬‬

‫‪82‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫تخصص قانون الجنائي‪ ،‬معهد الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬بن عكنون‪-2000 ،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -7‬لعويجي عبد اهلل‪ ،‬ق اررات التهيئة والتعمير في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون اداري وادارة عامة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.2012-2011 ،‬‬
‫‪ -8‬مجاجي منصور ‪ ،‬النظام القانوني للترخيص بأعمال البناء في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون العقاري والزراعي‪ ،‬كلية جامعة البليدة‪،‬‬
‫‪.2001-2000‬‬
‫‪ -9‬مزوزي كاهنة‪ ،‬مدي فاعلية قوانين العمران في مواجهة مخاطر الكوارث الطبيعية‬
‫بالجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون إداري‬
‫وادارة عامة‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.2012-2001 ،‬‬
‫ج‪-‬مذكرات التخرج من المدرسة الوطنية للقضاء‪:‬‬

‫‪-1‬العربي رابح أمين‪ ،‬رخصة البناء في المناطق الخاصة والمنازعات المتعلقة بها‪،‬‬
‫مذكرة للقضاء‪ ،‬الدفعة الرابعة عشر‪.2006-2005 ،‬‬
‫‪-2‬تبوت حمزة ‪ ،‬المسؤولية الجنائية لمشيدي البناء‪ ،‬مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة‬
‫إجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الدفعة السادسة عشر "‪.2008-2005 ،"16‬‬
‫‪-3‬موالكية طارق‪ ،‬منازعات التهيئة والتعمير على ضوء أحدث التعديالت‪ ،‬مذكرة‬
‫تخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الدفعة السابعة عشر‪ ،‬المدرسة العليا‬
‫للقضاء‪.2009-2008،‬‬
‫ثالثا‪ :‬مقال‬
‫‪-‬شهرزاد عوابد‪" ،‬الضبط العمراني بين القانون والواقع"‪ ،‬مجلة الباحث للدارسات‬
‫األكاديمية‪ ،‬العدد ‪ ،08‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪( ،2016 ،‬ص ص‪.)327 ،299 .‬‬
‫‪83‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫رابعا‪ :‬النصوص القانونية‬


‫‪-1‬النصوص التشريعية‪:‬‬
‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في‪ 08‬جوان سنة ‪ ،1966‬يتضمن قانون العقوبات‪،‬‬
‫ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،49‬صادرة في ‪ 1966-06-11‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم‪ ،58-75‬المؤرخ ‪ 26‬سبتمبر ‪ .1975‬يتضمن القانون المدني‪،‬‬
‫ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪،78‬صادرة في ‪ 1975-09-30‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪-3‬قانون رقم ‪ ،25-90‬مؤرخ في ‪ ،1990-11-18‬يتضمن التوجيه العقاري‪،‬‬


‫ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،49‬صادرة في ‪ ،1990-11-18‬المعدل والمتمم بموجب األمر‬
‫رقم ‪ 26-95‬المؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر ‪ ،1995‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،55‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 27‬سبتمبر ‪.1995‬‬
‫‪-4‬قانون رقم ‪ ،29-90‬مؤرخ في ‪ ،1990-12-01‬يتعلق بالتهيئة والتعمير‪،‬‬
‫ج‪,‬ر‪,‬ج‪,‬ج‪ ،.‬عدد‪ 52‬صادرة بتاريخ ‪ ,1990-12-02‬المعدل والمتمم بموجب القانون‬
‫رقم ‪ ،05-04‬المؤرخ في ‪ ،2004-08-14‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،51‬صادرة في‬
‫‪.2004‬‬
‫‪-5‬مرسوم تشريعي رقم ‪ ،07-94‬مؤرخ في ماي ‪ ،1994‬متعلق بشروط اإلنتاج‬
‫المعماري وممارسة مهنة المهندس المعماري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬عدد‪ 32 ،‬صادرة في ‪05‬‬
‫ماي ‪ ،1994‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ ،06-04‬المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪،2004‬‬
‫يتضمن إلغاء بعض أحكامه‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬عدد‪ ،51 ،‬صادرة ‪ 15‬أوت ‪.2004‬‬
‫‪-6‬قانون رقم ‪ ،04-98‬مؤرخ في‪ 15 ،‬جوان ‪ ،1998‬يتعلق بحماية الت ارث الثقافي‪،‬‬
‫ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،44‬صادرة في ‪.1998/06/17‬‬
‫‪-7‬قانون رقم ‪ ،02-02‬مؤرخ في ‪ ،2002-04-05‬يتعلق بحماية الساحل وتنمية‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،10‬صادرة في ‪.2002‬‬
‫‪84‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪-8‬قانون رقم ‪ ،15-08‬يحدد قواعد مطابقة البناء واتمام انجازها‪ ،‬المؤرخ في ‪-10‬‬
‫‪ ،2008-07‬ج‪.‬ر‪،‬ج‪.‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،44‬صادرة في ‪ 03‬أوت ‪.2008‬‬
‫‪-9‬قانون رقم ‪ ،90-08‬مؤرخ في‪ 25‬فيفري سنة ‪ ،2008‬يتضمن اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،21‬صادرة في ‪.2008-04-23‬‬
‫‪-2‬النصوص التنظيمية‪:‬‬
‫‪-1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،175-91‬مؤرخ في ‪ ،1991-05-28‬يحدد القواعد العامة‬
‫للتهيئة والتعمير والبناء‪ ،‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ح‪ ،.‬عدد ‪ 26‬صادرة في ‪،1991-06-01‬‬
‫‪-2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،177-91‬مؤرخ في ‪ ،1991-05-82‬يحدد إجراءات إعداد‬
‫المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير والمصادقة عليه‪ ،‬ومحتوى الوثائق المتعلقة به‬
‫ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،26‬صادرة بتاريخ‪ 01‬جوان ‪ ، 1991‬المعدل والمتمم بموجب‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 317-05‬المؤرخ في ‪ ، 2005-09-10‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج عدد ‪،62‬‬
‫صادرة في ‪ ، 2005-09-11‬المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪148-12‬‬
‫المؤرخ في ‪ ، 2012-03-28‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ، 19‬صادرة بتاريخ ‪-04-01‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪-3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،178-91‬مؤرخ في ‪ 28‬ماي ‪ ،1991‬يحدد إجراءات اعداد‬
‫مخططات شغل األراضي والمصادقة عليه ومحتوى الوثائق المتعلقة بها‪ ،‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪،.‬‬
‫عدد ‪ 26‬صادرة بتاريخ ‪ 01‬جوان ‪ ، 1991‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪-05‬‬
‫‪ 318‬المؤرخ في ‪ 10‬سبتمبر ‪ ، 2005‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد‪ ، 62 ،‬صادر في ‪11‬‬
‫سبتمبر ‪ ، 2005‬المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 166-12‬المؤرخ في‬
‫‪ 05‬أفريل ‪ ،2012‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد‪، 21 ،‬صادر بتاريخ ‪ 11‬أفريل ‪. 2012‬‬
‫‪-4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 55-06‬مؤرخ في ‪ 30‬يناير ‪ ،2006‬يحدد شروط وكيفيات‬
‫تعيين أعوان المؤهلين للبحث عن مخالفات التشريع والتنظيم في مجال التهيئة‬

‫‪85‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫والتعمير وكذا إجراءات المراقبة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،06‬صادرة في ‪،2006/02/05‬‬


‫المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،343-09‬المؤرخ في ‪ 22‬أكتوبر‬
‫‪،2009‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد‪ 61 ،‬صادرة في ‪ 25‬أكتوبر ‪.2009‬‬
‫‪-5‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 19-15‬مؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ ،2015‬يحدد كيفيات تحضير‬
‫عقود التعمير و تسليمها‪ ،‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،.‬عدد ‪ ،07‬صادرة في ‪ 12‬فيفري ‪.2015‬‬

‫خامسا‪ :‬المواقع اال لكرتونية‬

‫‪1-http:/www.mouwazaf-_dz.com:/t9766-Topic.‬‬
‫‪2-www.radioalgerie.dz.‬‬

‫‪86‬‬
‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪1................................................................................‬‬

‫الفصل األول‬

‫آليات الرقابة اإلدارية القبلية على أشغال البناء‬

‫المبحث األول‪ :‬الرقابة اإلدارية القبلية باستعمال وسائل التهيئة والتعمير ‪6...............‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ‪6 ...................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ‪7 .............................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ‪7 .................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬موضوع المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ‪8 ...............................‬‬
‫ثالثا‪ :‬محتوى المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ‪9 ................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ‪12 ..................‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة التحضير واإلعداد ‪12 ................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة االستقصاء العمومي ‪15 .............................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬مرحلة المصادقة على المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ‪16 ................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مخطط شغل األراضي ‪17 ............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم مخطط شغل األراضي‪17 .......................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف مخطط شغل األراضي ‪18 ...........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص مخطط شغل األراضي‪19 ...................................... :‬‬
‫ثالثا‪ :‬محتوى المخطط شغل األراضي‪19 ........................................ :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات إعداد مخطط شغل األراضي ‪21 ..............................‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة إعداد مشروع مخطط شغل األراضي ‪21 ..............................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة االستقصاء العمومي ‪22 .............................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬مرحلة المصادقة على المخطط ‪23 .........................................‬‬

‫‪88‬‬
‫الفهرس‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية القبلية باستعمال الرخص والشهادات ‪26 ................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الرقابة عن طريق الرخص اإلدارية ‪26 .................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬رخصة التجزئة ‪26 ....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف رخصة التجزئة ‪27 ..................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات إعداد وتسليم رخصة التجزئة ‪27 ...................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬رخصة البناء ‪29 ......................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬تعريف رخصة البناء ‪30 ....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات إعداد ومنح رخصة البناء ‪31 ......................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬رخصة الهدم ‪34 ......................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف رخصة الهدم ‪34 ....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات إعداد وتسليم رخصة الهدم ‪35 .....................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة عن طريق الشهادات ‪37 .......................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شهادة التعمير ‪37 .....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف شهادة التعمير ‪37 ...................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات إعداد وتسليم شهادة التعمير ‪38 ...................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شهادة التقسيم ‪40 .....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف شهادة التقسيم‪40 ....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات إعداد وتسليم شهادة التقسيم ‪40 ....................................‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫آليات الرقابة اإلدارية البعدية على أشغال البناء‬


‫المبحث األول‪ :‬أجهزة الرقابة اإلدارية على أشغال البناء ‪46 ............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬إختصاص رئيس المجلس الشعبي البلدي بمراقبة تشييد البنايات‬
‫المرخص بها ‪46 .....................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬متابعة األشغال أثناء التنفيذ ‪47 ........................................‬‬

‫‪89‬‬
‫الفهرس‬

‫أوال‪ :‬التزام المرخص له باإلعالن عن فتح الورشة ‪47 .............................‬‬


‫ثانيا‪ :‬إلزامية القيام بالزيارات الميدانية ‪48 .........................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬حق في طلب المستندات التقنية المتعلقة بالبناء ‪50 ..........................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬متابعة األشغال عند انتهائها ‪51 .......................................‬‬
‫أوال‪ :‬التصريح بانتهاء األشغال ‪51 ................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إستصدار شهادة المطابقة‪51 ...............................................‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬األمر بالهدم كإجراء ردعي ‪54 .........................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األعوان المؤهلين بالبحث عن المخالفات أشغال البناء ‪55 ..............‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تشكيلة األعوان المكلفين بمراقبة المخالفات‪55 ..........................‬‬
‫أوال‪ :‬توسيع دائرة األعوان المكلفين بمراقبة المخالفات ‪56 ..........................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحماية القانونية المقررة لألعوان المكلفين بالرقابة ‪58 .......................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إختصاص فرقة التعمير‪59 ............................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات الرقابة على المخالفات المرتكبة في مجال التعمير والبناء ‪59 ..‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آثار الرقابة اإلدارية البعدية في مجال التهيئة والتعمير ‪61 ..............‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تنوع منازعات التهيئة والتعمير ‪61 .....................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المنازعات التي تختص بها جهات القضاء اإلداري ‪62 ..................‬‬
‫أوال‪ :‬منازعات اإللغاء ‪62 ........................................................‬‬
‫ثانيا‪-‬منازعات التعويض ‪64 ......................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المنازعات التي يختص بها القضاء العادي ‪64 .........................‬‬
‫أوال‪ :‬المنازعات التي يختص بها القضاء الجزائي ‪65 ..............................‬‬
‫ثانيا‪ :‬منازعات التي يختص بها القاضي المدني ‪67 ...............................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العقوبات المقررة لجرائم التعمير ‪68 ....................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األفعال المجرمة في القانون المتعلق بالتهيئة والتعمير ‪68 ...............‬‬
‫أوال‪ :‬جريمة البناء بدون ترخيص ‪69 ..............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬جريمة البناء المخالف لمواصفات الترخيص ‪71 .............................‬‬
‫‪90‬‬
‫الفهرس‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التكييف القانوني لألفعال المجرمة ‪71 ..................................‬‬


‫أوال‪-‬الجرائم المرتكبة في مجال التعمير والبناء هي جرائم مستمرة ‪72 ...............‬‬
‫ثانيا‪-‬الجرائم المرتكبة في مجال التعمير والبناء هي جرائم مادية ‪72 ................‬‬
‫ثالثا‪-‬الجرائم المرتكبة في مجال التعمير والبناء جرائم عمدية ‪72 ...................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الجزاءات المقررة لألفعال المجرمة ‪73 .................................‬‬
‫أوال‪ :‬العقوبات المقررة للجرائم المتعلقة برخصة البناء ‪73 ...........................‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقوبات المقررة لجرائم المتعلقة برخصة التجزئة ‪74 .........................‬‬
‫ثالثا‪ :‬العقوبات المقررة للجرائم المتعلقة بشهادة المطابقة ‪75 ........................‬‬
‫خاتمة ‪77 ..............................................................................‬‬
‫قائمة المراجع ‪80 .......................................................................‬‬
‫الفهرس ‪87 ............................................................................‬‬

‫‪91‬‬

You might also like