Professional Documents
Culture Documents
تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفقا لأحكام المرسوم التنفيذي رقم 22-55 - شلالي وائل
تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفقا لأحكام المرسوم التنفيذي رقم 22-55 - شلالي وائل
لجنـــة المناقشـــــة
الصفة الرتبة المؤسسة األصلية االسم واللقب
رئيسا أستاذ التعليم العالي جامعة يحي فارس -المدية د /مجاجي منصور
مشرفا ومقررا أستاذ التعليم العالي جامعة يحي فارس -المدية د /بوشنافــة جمـال
مناقشا أستاذة مساعدة -أ - جامعة يحي فارس -المدية د /قصيـــــر ليلـــى
ﭚﭛﭜﭝ
ﱩﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﱨ
[البقرة]152 :
بداية ،أمحد اهلل عز وجل الذي أنعمين بنعمة العلم ووفقين يف
إجناز هذه الورقة البحثية ،واقول احلمد هلل على عطائه ،احلمد هلل على
رزقه ،احلمد هلل على آالئه ،احلمد هلل على نعمائه ،احلمد هلل محد
الشاكرين والشكر هلل شكر احلامدين.
وعن أبي هريرة رضي اهلل عنه أن النيب قال:
شلالـي وائل
إهـــداء
شلالـي وائل
قائمة أهم المختصرات
P Page
N° Numéro
P.D.A.U Plan Directeur d’Aménagement et d’Urbanisme
P.O.S Plan d'Occupation des Sols
COS Coefficient d'Occupation des Sols
R Rez-de-chaussée
Op. cit Opere Citato
مقدمـــــة
تُعد الجزائر دولة نامية تشهد زيادة مستمرة ومعتبرة في معدالت النمو الحضري بسبب التحوالت
االقتصادية واالجتماعية التي تمر بها ،إذ شهدت البالد أثناء المرحلة االستعمارية نموا سكانيا بطيئا
نتيجة الوضع السائد أنذاك ،تلتها مرحلة االستقالل التي شهدت انفجارا سكانيا كبيرا نتيجة الرتفاع
نسبة النمو الديمغرافي ،حيث ازداد عدد النازحين من الريف إلى المدينة ،فتضاعف سكان هذه
األخيرة ،ما جعل واقع المدينة يعاني من مشاكل عديدة من بينها ما أثبته الواقع المعاش ِبتميز المشهد
الحضري في الجزائر حاليا بالتعقيد ،نظرا لجملة المشاكل العمرانية التي تعاني منها المدن والتج ّمعات
الحضرية والريفية ،فالسكنات العشوائية والبناء الفوضوي المخالف لتنظيمات العمران ،أدّت إلى
تشويه النسيج العمراني وأثّرت على نوعية وجودة اإلطار المعيشي للسكان ،األمر الذي وضع
السلطات العمومية أمام وضعية عمرانية يصعب التعامل معها.
لذلك فقد رأت الدولة ضرورة إيجاد آليات قانونية لتسوية وضعية البنايات غير المشروعة ضمن
شروط وإجراءات محدّدة ،بإصدار األمر رقم 01-85الذي يحدد انتقاليا قواعد شغل األراضي قصد
المحافظة عليها وحمايتها ،وهذا من أجل معالجة وتسوية وضعية البنايات المنجزة دون رخصة وفق
إجراءات إدارية محضة تباشرها مصالح البلدية بعد عملية إحصاء لهذه البنايات ،تالها إصدار
المرسوم رقم 212-85المحدد لشروط تسوية أوضاع الذين يشغلون فعال أراضي عمومية أو
خصوصية كانت محل عقود أو مباني غير مطابقة للقواعد المعمول بها وشروط إقرار حقوقهم في
التملك والسكن ،إال أنه رغم ذلك لم تتمكن السلطات العمومية من تسوية وضعية هذه الظاهرة التي
تفاقمت حدّتها ال سيما بعد تسعينيات القرن الماضي ألسباب ِعدّة ،مما ألحقت ضررا فادحا بالنسيج
العمراني في الجزائر.
وقد أدى هذا إلى تزايد وتوسع وعاء األبنية غير المشروعة لعدم مطابقتها لقوانين التهيئة والتعمير
شوه منظر النسيج الحضري لمدننا ،وتعكس صورة بائسة للتجمعات المعمول بها ،والتي ال تزال ت ّ
السكنية ،وتؤثر حتى على أمن المواطنين وسالمتهم.
ومع فشل هذه النصوص في تحقيق أهدافها ،وفي ظل تفاقم ظاهرة البناء غير المشروع ،جدّد
المشرع الجزائري محاوالته من خالل إصدار القانون رقم 15-08المحدد لقواعد مطابقة البنايات
واتمام إنجازها لمواجهة وضع ع مراني مزري يطبع النسيج العمراني الجزائري ،وذلك عن طريق
استحداث آليات إدارية تقنية ملزمة من أجل وضع حد لحاالت عدم إنهاء البنايات ،وكذا تحقيق مطابقة
البنايات المنجزة ،أو التي شرع في إنجازها قبل تاريخ صدور هذا القانون بأثر رجعي ،متى كانت
قابلة للمطابقة في إطا ر التسوية ،وهذا لتدارك عجز القانون رقم 29-90المتعلق بالتهيئة والتعمير
عن تكفله بآليات الرقابة بنوعيها القبلية والبعدية.
إال أنه وألسباب عديدة ،وفي محاولة البحث عن آليات تطبيق القانون وإزالة العقبات التي تواجه
اإلدارة خالل عملية تسوية البنايات ،وضع المشرع الجزائري تدابير قانونية جديدة تهدف إلى تبسيط
ش ِيّدت أو في طور إجراءات تسوية نوع معين من البنايات غير المشروعة أال وهي البنايات التي ُ
التشييد بموجب رخصة بناء مسلمة من قبل الجهات اإلدارية المختصة إال أنها جاءت مخالفة لتعاليمها
سدت هذه التدابير في صدور المرسوم التنفيذي رقم 55-22الذي ينصرف وأحكامها ،أين تج ّ
مضمونه إلى تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة ،والذي صدر تطبيقا لنص المادة
113من قانون المالية لسنة ،2017هذا النص القانوني هو موضوع مذكرتنا هذه.
أ
أمام أهمية موضوع ومسألة تسوية البنايات غير القانونية السيما البنايات غير المطابقة لرخص
البناء المسلّمة ومطابقتها في ترقية اإلطار المبني واالرتقاء بالمظهر الجمالي للمدن ،الذي يعتبر من
أهم مواضيع الساعة التي شغلت اهتمام التشريع ،القضاء واإلدارة كحد سواء ،كما هي محل عناية
واهتمام من قبل ذوي االختصاص وحتى جموع عامة الناس من المواطنين الرتباطهم المباشر مع
حق البناء أوال ثم ظاهرة البناء غير المطابق ثانيا.
كما أن موضوع مذكرتنا هذه "تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق أحكام المرسوم
التنفيذي رقم "55-22ينطوي أساسا على آخر وسيلة وآلية معتمدة من قبل المشرع الجزائري
وأحدثها من أجل الحد من ظاهر البناء غير الشرعي وتحقيق مطابقة هذه األبنية ،والذي سينفرد نصا
وحيدا على الصعيد التشريعي ذات الصلة بالتسوية وتحقيق المطابقة خالل هذه الفترة ،خاصة وأن
القانون رقم 15-08ينتهي سريانه بتاريخ 31ديسمبر سنة 2023بموجب المادة 67من قانون
المالية لسنة ، 2023فال مجال بعد هذا التاريخ لتحقيق مطابقة البنايات المخالفة إذ لم يتم تمديد العمل
بالقانون سالف الذكر إال باالحتكام واللجوء إلى المرسوم التنفيذي رقم 55-22وحده.
وفي ظل األهمية البالغة لمو ضوع تسوية البنايات غير المطابقة النظرية والعملية ،فقد اخترنا هذا
الموضوع دون غيره من مواضيع القانون العقاري األخرى ألسباب ِعدة منها ما له صلة بالجانب
الشخصي وال ذاتي ،ومنها ما تعد أسبابا ودوافع موضوعية لها من الصلة مع الموضوع في حد ذاته
ومجاله.
من أهم األسباب التي دفعتنا إلى اختيار هذا الموضوع هي انجذابنا الشخصي لمجال التهيئة
والتعمير والنصوص القانونية التي تنظمه ،والذي يعتبر من بين أهم مواضيع القانون العقاري.
إضافة إلى إحساسنا بمسؤولية شخصية في حدود تخصصنا الجامعي في طور الماستر في القانون
العقاري أن نكون جزء من المنظومة التي تسعى إلى حل وإنهاء ظاهرة البناء غير المشروع مرافقة
مع المشرع الجزائري الذي أصدر ترسانة من النصوص القانونية ذات الصلة آخرها المرسوم
التنفيذي رقم 55-22المتضمن تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة ،إضافة لكل
األجهزة واللجان والجهات الفاعلة في التسوية وتحقيق المطابقة ،فيقع علينا مسؤولية تناول هذا
الموضوع بالدراسة وشرح ماهيته وكيفيات تطبيقه ،وموازاة مع ذلك المساهمة في الترويج له أمام
عامة الناس المخالفين ألحكام رخص البناء الخاصة بهم خدمة للصالح العام.
مع قلة البحوث في هذا الموضوع بسبب حداثته أوال وبسبب حداثة آلية تحقيق المطابقة عن طريق
دفع غرامة مالية التي لم نشهدها في أي نصوص قانونية سابقة ذات الصلة ،كما أن الدراسات السابقة
انصبت في مجملها على رخص وشهادات التعمير وعلى رأسها رخصة البناء ،والبنايات غير
الشرعية خاصة الفوضوية منها ،دون إفراد البنايات غير المطابقة لرخصة البناء بدراسة منفردة
شاملة.
أما من حيث الدوافع الموضوعية ،فيأتي في مقدمتها أهمية الموضوع العملية الواقعية خاصة وأن
منحنى تفشي ظاهرة البناء غير المشروع في تزايد خطير ،وآثاره السلبية تتجلى يوميا على كافة
األصعدة ،إضافة ألهميته القانونية من حيث آليات وإجراءات التسوية وتحقيق المطابقة التي ت ُ ّ ِ
توج
طالب التسوية صاحب البناية الم خالفة القابلة لذلك برخصة بناء معدلة أو شهادة مطابقة على سبيل
التسوية.
ب
تعلق الموضوع بأهم الحقوق المكرسة دستوريا وتشريعيا ممثال في حق الحياة ،هذا األخير يرتبط
ارتباطا وثيقا بحق بناء وتوفير أ وعية عقارية في مجاالت عدة ،منها ما هو ذات طابع سكني ،مهني،
تجاري ،صناعي ،فالحي ،وحتى خدماتي ،بما يلبي حاجيات الفرد والمجتمع ،والذي نظمه المشرع
بمجموعة القواعد القانونية اآلمرة التي تهدف إلى تنظيم حركة التعمير وضبط عملية البناء وفقا
لمقاييس ومعايير محددة ،كما نظم أيضا آليات تسوية البنايات المخالفة للمقاييس والمعايير سالفة
الذكر ،آخرها وأحدثها هي محل بحثنا.
وعلى ضوء ما سبق ،يمكن طرح اإلشكالية اآلتية :كيف يمكن للتدابير المستحدثة بموجب
المرسوم التنفيذي رقم 55-22وأحكامه أن تساهم في ترقية اإلطار المبني بالحد من المخالفات
المتعلقة بعدم احترام مواصفات رخص البناء ،ونقلها من نطاق المخالفة إلى نطاق التسوية
والمطابقة؟
ولإلجابة على هذه اإلشكالية ،اتبعنا في تناولنا لهذا الموضوع ِعدّة مناهج وفق نظرية تكامل
المناهج التي تكمل بعضها البعض بما يتماشى وطبيعة الموضوع.
فقد انصبت دراستنا في األساس على المنهج الوصفي أين طرحنا من خالله المفاهيم ذات الصلة
بالبنايات غير المطابقة لرخصة البناء ،ومالبساته من حيث أسبابه وآثاره ،عارضين ما توصل إليه
المشرع الجزائري من آليات ونصوص قانونية منظمة لعملية التسوية واألجهزة المخصصة لذلك.
كما اعتمدنا على المنهج التحليلي لتوضيح الدوافع التي أدت بالمشرع إلى إصدار المرسوم التنفيذي
رقم ،55-22وتقييم النصوص القانونية السابقة ومدى نجاعتها في حل هذه المشكلة العمرانية
بالجزائر ،إضافة إلى تحليل أحكام مواد المرسوم التنفيذي رقم 55-22التي لم تأخذ حقها من الدراسة
حاليا بسبب حداثة النص والموضوع.
وفي بعض الجزيئات بالضبط أمام بعض المصطلحات ذات الطبيعة التقنية البحتة ،والتي استعملها
المشرع في فحوى مواد هذا المرسوم ،أين اتسمت بالتعقيد والغموض وعدم وجود مفاهيم لها ال في
التشريع الجزائري وال حتى الدراسات العلمية المحلية ،ما دفعنا الستعمال المنهج المقارن في تناول
مفاهيم بعض منها في قوانين وتشريعات الدول العربية األخرى كالقانون اللبناني ،واألردني.
بناء على أهمية الموضوع واإلشكالية المثارة بشأنه والمناهج المتبعة في دراسته ،ارتأينا تقسيمه
إلى فصلين ،ومبحثين اثنين لكل فصل ،حيث تناولنا بالدراسة في الفصل األول ماهية تسوية البنايات
غير المطابقة لرخصة البناء ،خصصنا هذا الفصل لمفهوم البنايات غير المطابقة لرخصة البناء في
المبحث األول ،أين تناولنا مفهوما شامال للبناء غير المطابق من جهة ورخصة البناء من جهة أخرى،
كون أننا ال نكون أمام بناء غير مطابق إال بتوافره على رخصة بناء إال أنه جاء مخالفا عند تشييده
ب يوفيها حقها من الدراسة. ألحكامها ،هو الشيء الذي يبرر تخصيص رخصة البناء بمطل ٍ
في حين خصصنا المبحث الثاني من الفصل األول لمفهوم التسوية ،أين تطرقنا لتعريف شامل لها،
وبيانها ضمن التشريع الجزائري بتعديد النصوص القانونية ذات الصلة بها التي شهدتها الجزائر
وصوال للمرسوم التنفيذي رقم ،55-22الذي حدد نطاقا للتسوية من حيث البنايات المعنية بأحكامه
والبنايات غير القابلة لذلك ،وشروط تحقيق المطابقة وفقه.
أما الفصل الثاني فتناولنا فيه بالدراسة أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق
المرسوم التنفيذي رقم 55-22وذلك للوصول إلى تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء
وتحقيق مطابقتها ،وتتويجها برخصة بناء معدلة أو شهادة مطابقة على سبيل التسوية ،بداية بتبيان
ج
أحكام طلب التسوية في المبحث األول ،من حيث المخالفات وتقدير غرامات تسويتها وفق ذات
المرسوم ثم إجراءات وشكليات الطلب ،واألجهزة التي تتصدى له.
في حين خصصنا المبحث الثاني من هذا الفصل لآلثار المترتبة على طلب التسوية ،إذ يتم
تحضيره ثم البت فيه وإصدار عدة قرارات بشأنه منها قرار بالموافقة بنوعيها أو بالرفض ،أين يتاح
لمن صدر هذا األخير في حقه أن يلجأ إلى الطعن اإلداري االختياري أو اللجوء إلى القضاء.
د
الفصل األول
ماهيــة تسويــة البنايــــــات
غير المطابقة لرخصة البناء
ماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــ
جاء في المادة 17من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان 1أن "حق الملكية هو حق من الحقوق
الطبيعية لإلنسان ،غير قابل لالنتهاك مع الحرية واألمن ،ولكل شخص الحق في التملك بمفرده ،أو
باالشتراك مع غيره ،وال يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفا" ،كما جاء في المادة 01/60من الدستور
الجزائري 2أن "الملكية الخاصة مضمونة".3
فالملكية هي حق مضمون ومصون عالميا ومحليا ،يتمتع به اإلنسان .هذا األخير وفق العالمة ابن
خلدون هو مدني بطبعه ،ال بد له من االجتماع الذي يتجسد في المدينة ،وهو معنى العمران.4
ومنه فإن حق البناء مرتبط ارتباطا وثيقا بحق الملكية ،إذ يعتبر أحد أوجه حق الملكية ،ألن األصل
أنه للمالك الحرية التامة في استعمال ملكيته العقارية واستغاللها والتصرف فيها ،ومن ثمة ممارسة
جميع األنشطة العمرانية التي يراها مناسبة لتحقيق مصلحته ،إال أن هذا الحق جاء مقيدّا تبعا لتقييد
الحق في الملكية التي تؤدي وظيفة اجتماعية.5
فتقييد المشرع الجزائري لحق البناء ضمان الحترام قواعد البناء ،وعدم المساس بحقوق الغير،
وجاء هذا التقييد في شكل قواعد تعمير والتي تترجم عن طريق رخص وشهادات تعمير ،منها رخصة
عدّ بناؤه مشوبا
البناء التي تحدد شروط وقيود البناء التي يجب على صاحبها إتباعها واحترامها وإال ُ
بعيوب وغير قانوني.
وعلى الرغم من سعي المشرع إلى ضبط عملية البناء والتعمير ،والحد من ظاهر البناء غير
القانوني بصفة عامة والبنايات غير المطابقة لمواصفات رخصة البناء بصفة خاصة ،اتضح جليا أن
واقع التعمير في الجزائر يشهد اتساعا في نطاق المخالفات المعمارية والبنايات غير المطابقة نتيجة
تفاعل عدة عوامل.6
- 1اإلعالن العالمي لحقوق االنسان ،الصادر بتاريخ 10ديسمبر ،1948معتد بقرار الجمعية العامة لألمم المتحدة
تحت رقم 217ألف ،باريس
- 2المرسوم الرئاسي رقم 442- 20المؤرخ في 30ديسمبر سنة ،2020يتعلق بإصدار التعديل الدستوري،
المصادق عليه في استفتاء أول نوفمبر سنة ، 2020المتضمن دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية،
الجريدة الرسمية العدد .82
- 3راجع بلحاج الع ربي ،الحقوق العينية في القانون المدني الجزائري في ضوء أحدث االجتهادات القضائية
المشهورة للمحكمة العليا – دراسة مقارنة ،ط ،2دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2017 ،ص .42
- 4راجع قندوز فاطمة الزهراء ،التنظيم القانوني للبناء في الجزائر ،د ط ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع،
الجزائر ،2019 ،ص .54
- 5المرجع نفسه ،ص .63
- 6راجع بالة عبد العالي ،الدليل العملي في إجراءات تسوية البنايات غير القانونية ،د ط ،النشر الجامعي الجديد،
الجزائر ،2021 ،ص ص .8 -7
5
ماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــ
وفي هذا اإلطار وأمام استفحال هذه الظاهرة ،عمد المشرع الجزائري مرة أخرى إلى اصدار
ترسانة من النصوص القانونية لتسوية وضعية البنايات غير القانونية ،آخرها المرسوم التنفيذي رقم
1،55-22والذي جاء بأحكام تهدف إلى تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة.
وقص د اإلحاطة بماهية تسوية البنايات غير المطابقة ،نتناول أوال مفهوم البنايات غير المطابقة
لرخصة البناء ،يليه مفهوم تسوية البنايات غير المطابقة .وذلك في مبحثين تباعا:
المبحث األول :مفهوم البنايات غير المطابقة لرخصة البناء.
المبحث الثاني :مفهوم تسوية البنايات غير المطابقة.
- 1المرسوم التنفيذي رقم ،55-22مؤرخ في 30فبراير ،2022يحدد شروط تسوية البنايات غير المطابقة
لرخصة البناء المسلمة ،الجريدة الرسمية العدد .9
6
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1راجع ادري رامي ،احدادن صونيا ،تسوية البناء غير المشروع على ضوء القانون ( ،15-08مذكرة لنيل شهادة الماستر
في الحقوق) ،شعبة القانون االقتصادي لألعمال ،تخصص القانون ال عقاري ،قسم قانون األعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة عبد الرحمان ميرة – بجاية ،2015-2014 ،ص .14
7
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب -التعريف القانوني للبناء :أخذت عملية البناء نصيبا من اهتمام المشرع ،إذ قام هذا األخير بتنظيمها لما
لها من أهمية في حياة األفراد والمجتمع من خالل ضبطها بمجموعة من النصوص التشريعية والتنظيمية،
والتي بينت المقصود بالبناء.
ورد في نص المادة 02من القانون رقم 115-08أن البناء هو " كل بناية أو منشأة يوجه استعمالها للسكن
أو التجهيز أو النشاط التجاري أو اإلنتاج الصناعي أو التقليدي أو الفالحي أو الخدمات".
عرفه
عرف البناء بأنه المبنى القائم مسبقا ،أي العقار المبني ،وأنه ّ
يُالحظ في هذا التعريف أن المشرع ّ
حسب وجهته واستعماله دون التطرق لعملية تشييده.
فتضمن التعريف ال سالف الذكر تعريفا للشيء الناتج عن فعل البناء ،والمتمثل في البناية أو المنشأة ،ولم
يعرف األفعال التي تشكل البناء.2
فيما أورد المشرع تعريفا لعملية البناء من خالل المادة 01/03من القانون رقم 04 -11على أن..." :
البناء :كل عملية تشييد بناية و/أو مجموعة بنايات ذات االستعمال السكني أو التجاري أو الحرفي أو
3
المهني."...
عرف البناء هنا بالعملية التي
من خالل هذا التعريف ،فان المشرع قد ضبط فعل وعملية تشييد البناء ،فقد ّ
تنتج هذا األخير مهما كانت طبيعته ووجهته 4،فقد يُـشيّد لوجهة سكنية أو تجارية أو حرفية أو مهنية.5
ج -التعريف الفقهي :جاء في تعاريف الفقه أن البناء هو "كل شيء متماسك من صنع االنسان أو اتصل
باألرض اتصال قار" ،وإنشاء المبنى هو "استحداثه أو البدء في اقامته ألول مرة" ،لذلك ال يعتبر بناء العقار
بالتخصيص 6مثل المصاعد مثال ،فهو يستثنى من هذا المفهوم.
ع ِ ّر ف أيضا بأنه "أحد أوجه الملكية العقارية يقوم به المالك أو من له حق قانوني في ذلك بالقيام بعملية
و ُ
1
تشييد بناية أو مجموعة بنايات عن طريق استخدام مواد معينة سواء تم البناء على األرض أو في باطنها".
-1القانون رقم 15-08المؤرخ في 20جويلية ، 2008يحدد قواعد مطابقة البنايات وإتمام إنجازها المعدل والمتمم ،الجريدة
الرسمية العدد .44
-2راجع قندوز فاطمة الزهراء ،المرجع السابق ،ص .54
-3القانون رقم 04-11المؤرخ في 17فبراير ، 2011يحدد قواعد تنظيم نشاط الترقية العقارية ،الجريدة الرسمية العدد
.14
-4راجع قندوز فاطمة الزهراء ،المرجع السابق ،ص ص .55-54
- 5البناء المعد للسكن :هو كل مبنى مشيد قائم بذاته سواء عل ى يابسة أو على ماء بصفة دائمة ،أو حتى مؤقتة ،مكون من
مجموعة المواد التي تدخل في تشييده على اختالفها ،حجارة ،خشب ،طوب ،حديد ... ،حيث يعتبر مسكنا إذا ُز ّود بسقف،
وسواء كان بطابق واحد أو أكثر ،له مدخل أو أكثر ،يؤدي إلى طريق عام أو خاص ،وإلى جميع أو غالبية مشتمالته ،وقد يكون
شقة أو عمارة.
-البناء المعد للنشاط التجاري ،والصناعي ،والحرفي ،والمهني ،والفالحي :فهي أيضا بناءات بحسب وجهتها ،وتخصيصها
فقد تختلف طبيعة االستغالل :بناء مخصص لألعمال التجارية ،مثل المحالت التجارية .أو بناء مخصص لألعمال الصناعية،
مثل المصا نع والمعامل .ولألعمال الحرفية كالحدادة .أو كانت محالت معدة لممارسة نشاطات مهنية كمكاتب المحامين،
واألطباء .أيضا البناءات الموجهة لالستغالل الفالحي ،كالمرائب المخصصة لتربية الماشية والدواجن .وهذا ما اعتمده المشرع
عند تصنيفه لألوعية العقارية .لمزيد من التفصيل راجع المرجع نفسه ،ص ص .60-59
-6العقار بالتخصيص :هو المنقوالت التي يضعها مالكها في عقار له بشكل فعلي ،لخدمة العقار أو استغالله ،أي المنقول
صت عليه المادة 2/386من القانون المدني الجزائري .لمزيد بطبيعته التابع للعقار ،ومن ثم يعامل معاملة العقار ألنه ثابت فيه .ن ّ
من التفصيل راجع بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .15
8
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عرفه على أنه "مجموعة من المواد البناء ،بنيت على سبيل القرار فاندمجت في األرض بصفة وهناك من ّ
دائمة أو مؤقتة ،مثل المباني المقامة على سبيل العرض كالمعارض التي تدوم لمدة معينة ،مهما كانت مدة
بنائها المهم أن تكون قارة في األرض ،وأن تتدخل يد االنسان في إنشائها".2
من خالل استقراء مختلف تعاريف الفقه للبناء ،يتضح أن خصائص البناء تتجلى في العديد من المظاهر:
-تدخل اإلنسان في البناء ،إذ يشترط أن يكون تشييد البناء من طرف اإلنسان حتى وان استخدم تقنيات
تكنولوجية في ذلك،
-ثبات البناء واستقراره ،بحيث يكون مستقرا وثابتا على األرض متالصقا بها ،فال يمكن فصله عنها أو نقله
إال بالهدم،
-إقامة أعمال البناء ،التوسيع ،التعلية ،التهيئة والترميم.3
ثانيا -تعريف البناء غير المطابق :لم يعط لنا المشرع الجزائري تعريفا للبناء غير المطابق لرخصة البناء،
بل اكتفى بتكييف هذا األخير على أنه جريمة من الجرائم المتعلقة برخصة البناء ،إذ نصت عليها المادة 76
من القانون رقم 29-90المعدّل والمتمم و التي جاء فيها "يمنع الشروع في أشغال البناء ...أو إنجازها دون
احترام المخططات البيانية التي سمحت بالحصول على رخصة البناء".
إضافة إلى المادة 76مكرر 5من نفس القانون التي نصت هي األخرى على أنه" :في حالة التأكد من عدم
يحرر العون المخول قانونا محضر معاينة المخالفة ويرسله إلى الجهةمطابقة البناء لرخصة البناء المسلمةّ ،
القضائية المختصة ،كما ترسل أيضا نسخة منه إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي والوالي المختصين في أجل
ال يتعدى اثنين وسبعين 72ساعة."...
من خالل المادتين سالفتي الذكر ،نالحظ أن المشرع اكتفى بالنّص على الجريمة فقط دون إعطاء تعريف
لها ،لكن بالرجوع إلى المادة 52من نفس القانون 4يمكن أن نستخلص تعريف لجريمة البناء غير المطابق
لرخصة البناء بأنها" :قيام الشخص بعمل من أعمال البناء ،سواء تشييد المباني الجديدة ،أو تمديد المباني
القائمة ،أو التغيير الذي يمس الحيطان أو الواجهات المفضية على الساحة العمومية ،أو إنجاز جدار صلب
للتدعيم أو التسييج ،على أن تقام هذه األعمال بصفة غير مطابقة لمواصفات الرخصة".5
ويستخلص من المادة 77من ذات القانون أن المخاطب بهذه الجريمة غير مقتصر فقط على مالكي
األرض ،بل يمتد إلى كل من المقاول والمهندس المعماري.6
-1راجع بالة عبد العالي ،الوجيز في شرح قانون التعمير وفقا ألحدث التعديالت ،د ط ،النشر الجامعي الجديد ،الجزائر،
،2021ص ص .30-29
-2راجع قندوز قاطمة الزهراء ،المرجع السابق ،ص .55
-3راجع بالة عبد الع الي ،الوجيز في شرح قانون التعمير وفقا ألحدث التعديالت ،المرجع السابق ،ص 30
-4أنظر المادة 52من القانون رقم " : 29- 90تشترط رخصة البناء من أجل تشييد البنايات الجديدة مهما كان استعمالها
ولتمديد البنايات الموجودة ولتغيير البناء الذي يمس الحيطان الضخمة منه أو الواجهات المفضية على الساحة العمومية ،والنجاز
جدار صلب التدعيم أوالتسييج.
تحضر رخصة البناء وتسلم في األشكال وبالشروط واألجال التي يحددها التنظيم".
-5راجع عمروش حياة ،عماروش رزيقة ،البناء غير المطابق لمواصفات رخصة البناء ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في
الحقوق ،شعبة القانون العام ،تخصص قانون الجماعات اإلقليمية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمن ميرة –
بجاية ،2013-2012 ،ص 28
-6المرجع نفسه ،ص 28
9
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن خالل تكييف المشرع الجزائري للبناء غير المطابق لرخصة البناء في نصوصه سالفة الذكر أنه
جريمة من الجرائم المتعلقة برخصة البناء ،وأن هذه األخيرة تمنح في إطار مراعاة أدوات التهيئة والتعمير ال
سيما المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ) 1(PDAUومخطط شغل األراضي ،(POS)2اللذان يضبطان
حدود البناء حسب موقع كل قطعة أرضية بما ينسجم والمحيط العمراني وكذا طبيعة األرض.
وعليه فإن البناء غير المطابق لرخصة البناء هو البناء المتمم أو غير المتمم ،والذي لم يحترم:
3
-أحكام المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير،
4
-أو مخططات شغل األراضي،
5
-أو مخططات الهندسة المعمارية،
-أو مخططات الهندسة المدنية والمخططات األخرى ،والمنصوص عليهم في رخصة البناء المسلمة.
6
-1المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير :وفق المادة 16من القانون رقم ،29-90هو "أداة للتخطيط المجالي والتسيير
الحضري يحدد التوجيهات األساسية للتهيئة العمرانية للبلدية أو البلديات المعنية أخذا بعين االعتبار تصاميم التهيئة ومخططات
التنمية ويضبط الصيغ المرجعية لمخطط شغل األراضي" لمزيد من التفصيل راجع اقلولي أولد رابح صافية ،قانون العمران
الجزائري -أهداف حضرية ووسائل قانونية ،ط ،3دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2017- 2016 ،ص ، 68
لمزيد من التفصيل راجع حمدي باشا عمر ،منازعات التعمير ،ط ،2دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر،2021 ،
ص .15
-2مخطط شغل األراضي :وفق المادة 31من القانون رقم ،29-90هو "ال مخطط الذي يحدد بالتفصيل في إطار توجيهات
المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ،حقوق استخدام األراضي والبناء" لمزيد من التفصيل راجع اقلولي أولد رابح صافية،
المرجع السابق ،ص 87لمزيد من التفصيل راجع حمدي باشا عمر ،المرجع السابق ،ص . 34
-3تتجلى صور عدم احترام ال بناء لقواعد وأحكام المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير المنصوص عليها في رخصة البناء
المسلمة فيما يلي:
أوال :تغيير موقع المشروع،
ثانيا :اإلخالل باالرتفاقات ،العامة منها (كاالرتفاقات الصناعية ،ومنها البناء على جانبي أسالك الكهرباء بعرض قدره 15متر،
واحترام ال مسافة الفاصلة بين محور قناة الغاز والبنايات المجاورة بــ 75متر في كلتا الجهتين ... ،الخ .إضافة إلى االرتفاقات
الطبيعية ،ومنها األراضي التي ال يمكن البناء فيها بسبب منحدرات كبيرة ،أو غيرها من المعيقات الطبيعية) والخاصة (المشكلة
لقيود الملكية المنصوص عليها في المواد 867إلى غاية المادة 881من القانون المدني الجزائري ،والمواد 690إلى غاية
المادة 711من نفس القانون ،ومنها حق الجوار ،حق المرور ،حق المطل ،حق المسير ... ،الخ) ،لمزيد من التفصيل راجع
غربي إبراهيم ،البناء الفوضوي في الجزائر( ،مذكرة لنيل شهادة ماجست ير في الحقوق) ،فرع القانون العقاري ،كلية الحقوق،
جامعة الجزائر – 1بن يوسف بن خدة ،2012-2011 ،ص ص .65-63
-4أما صور عدم احترام البناء لقواعد وأحكام مخططات شغل األراضي المنصوص عليها في رخصة البناء المسلمة فتتجلى
فيما يلي:
أوال :تجاوزات تتم على مستوى اإلطار غير المبني( ،كتجاوزات االستيالء على المساحات العمومية ،والتي قد تكون في صورة
مساحات للعب األطفال أو مساحات خضراء أو أماكن لتوقف السيارات ... ،الخ .إضافة للربط السيء لشبكات التهيئة)،
ثانيا :تجاوزات تتم على مستوى اإلطار المبني ،أين تتجسد في (التشوهات التي تتعرض لها العمارات ،من تغيير في الواجهات،
واالستيالء على المساحات التابعة للعمارات .والتوزيع العشوائي للبنايات) ،لمزيد من التفصيل راجع غربي إبراهيم ،البناء
الفوضوي في الجزائر ، ،ص ص .67-65
-5تتجلى مخالفات مخططات الهندسة المعمارية في:
أوال :عدم احترام مخطط الكتلة ، Plan De Masseوذلك بالتثبيت السيء للقطعة األرضية في الميدان ما يترتب عنه
(التعدي على الرصيف وعلى ملكية الغير ،المساس بخط التنظيم كإقامة مباني على جانبي الطريق دون احترام الشروط القانونية
لذلك)،
ثانيا :عدم احترام مخططات الواجهات ،Plan De Façadeوذل ك بـ (عدم احترام العلو المسموح به ،والتغيير في منافذ
الواجهات)،
ثالثا :عدم احترام مخططات التوزيع الداخلي ،وتتمثل في (تجاوز معامل االستيالء ،CESالذي يبين األجزاء من القطعة
األرضية التي يجب بناؤها والتي ال يجب بناؤها .إضافة لتجاوز معامل شغل األراضي )COSلمزيد من التفصيل راجع غربي
إبراهيم ،المرجع السابق ،ص ص .70-67
-6تتجلى مخالفات مخططات الهندسة المدنية والمخططات األخرى في= :
10
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثا -تمييز البناء غير المطابق عن بعض المصطلحات المشابهة له :لقد وضع المشرع الجزائري
مجموعة من القواعد والمعايير على البناء يجب احترامها ،منها أن تتحصل البناية على رخصة بناء قبل
شيّدت وفق رخصة البناء إال أنها جاءت مخالفة لمواصفات تشييدها مع اتباع أحكامها وتعاليمها ،فكل بناية ُ
وتعاليم هذه الرخصة تعتبر بناء غير مطابق ،هذا األخير يعد من المصطلحات الحديثة التي طفت إلى ساحة
االستعمال واالستخدام بشكل واسع ،أين اختلط مع سائر المصطلحات المتداولة المعبرة عن ظاهرة البناء غير
المشروع بشتى أنواعه ،وعليه وجب تسليط الضوء على مختلف هذه التسميات.
أ -البناء الفوضوي :يرى "بيير جورج "Pierre Georgeأن البناء الفوضوي هو المبنى الذي يُشيّد في
معرضة للفيضانات أو في المنحدرات بمواد متحصل عليها مجانا من أماكن القمامة أو الموانئ وأماكن مناطق ّ
التخزين ،وهي عبارة عن صفائح من القصدير أو القش ،ويفتقر إلى أبسط شروط الصحة ،كما يعكس صورة
حقيقية عن فقر المساكن الريفية التي جاء بها سكانها إلى المدينة في شكل بناء فوضوي.1
ويرى "الكاتب فاروق بن عطية" البناء الفوضوي بأنه السكن الهش أو "البرارك" المنجزة من لوائح
خشبية ،وصفائح حديدية ،محرومة من المياه الشروب والكهرباء وغاز المدينة والصرف الصحي ،والطرق
2
المعبدة ،وال يتواجد في دائرة التسيير أو اهتمامات الجماعة المحلية.
ُعرف أيضا بأنه ذلك النمط من البناء الذي ينجز أو أنجز دون احترام للقواعد التشريعية والتنظيمية
وي ّ
السارية المفعول والمنظمة لحركة البناء والتعمير ،سواء بعدم الحصول على رخصة البناء المسبقة قبل
الشروع في عملية البن اء أو الحصول على رخصة البناء مع عدم التقيد وااللتزام بأحكامها أثناء تنفيذ
3
األشغال.
ومنه فالبناء الفوضوي هو البناء الذي تم تشييده دون رخصة بناء أو بموجب رخصة بناء إال أنه لم يتقيد
ش ِيّد بموجب رخصة بناء ولم يطابق في ذلك بأحكامها ،في حين أن البناء غير المطابق هو البناء الذي ُ
أحكامها وتعاليمها ،وعليه ف كل بناء غير مطابق هو بناء فوضوي ،وليس كل بناء فوضوي هو بناء غير
مطابق.
ب -البناء المحظور :يُقصد بالحظر المنع ،أي االمتناع عن القيام بعمل ،ونقول على البناء أنه محظور
عندما تشيّد بنايات في األراضي ممنوع البناء عليها 4،والتي تقيّد بارتفاقات عدم البناء.5
فقد يوجد مانع قانوني يمنع البناء سببه الطبيعة يحول دون السماح للمالك بالبناء ،وهذا نظرا للمخاطر
الطبيعية المفترضة ،كأن تكون األرضية المراد البناء عليها معرضة للفيضانات واالنحراف وانخفاض التربة
= أوال :عدم احترام مخططات الهيكل ،وتقوم بعدم التقيد بالمواصفات المطلوبة قانونا فيما يخص (مواد البناء المستعملة،
ومقاطع العوارض وأعمدة الهياكل)،
ثانيا :عدم احترام مخططات األساسات ،وتتمثل في اإلخالل بشروط مواد البناء والتربة ،لمزيد من التفصيل راجع غربي
إبراهيم ،المرجع السابق ،ص ص .70
-1راجع كمال تكواشت ،اآلليات القانونية للحدّ من ظاهرة البناء الفوضوي في الجزائر( ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في
العلوم القانونية) ،تخصص قانون عقاري ،كلية الحقوق ،جامعة الحاج لخضر – باتنة ،2009-2008 ،ص .8
-2المرجع نفسه ،ص .9
-3راجع غربي إبراهيم ،المرجع السابق ،ص 12
-4راجع أدري رامي ،إحدادن صونيا ،المرجع السابق ،ص 18
- 5ارتفاق عدم البناء" :هو قيد يرد على ح ق البناء في بعض المناطق الخاصة ،فيمنع على كل شخص من انجاز مشروع
عليها إلى حين رفع هذا القيد" .لمزيد من التفصيل ،حمدي باشا عمر ،المرجع السابق ،ص . 67
11
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وانزالقها والزالزل والجرف ،أو تكون بها مواقع أثرية ،أو من شأنها أن تضر بالبيئة ،وهو ما نصت عليه
المواد ،5 ،3و 7من المرسوم التنفيذي رقم .1175-91
أو أن يكون الموقع المخصص للبناء ال منافذ موصلة إليه ،حيث نصت المادة 1/8من المرسوم التنفيذي
رقم 175-91على إمكانية رفض رخص البناء في ال مناطق التي ال تصل إليها الطرق العمومية أو الخاصة،
ال سيما في مجال السير في المرور والنفوذ إليها وفي وسائل االقتراب التي تمكن من مكافحة فعالة ضد
الحريق.
أو يقع في القطاعات غير القابلة للتعمير المنصوص عليها في المادة 23من القانون رقم ،29-90
وال ُمثقّلة بارتفاق عدم البناء.
أو في حالة عدم ت وافر الموقع على شروط األمن وفق الفقرة 2من نفس المادة السابقة ،كأن تكون خطرا
2
على أمن مستعملي الطرق العمومية أو أمن مستعملي المنافذ.
وعليه فإن ما يميز البناء المحظور عن البناء غير المطابق ،أن األول له حالتين ،إ ّما ال تُمنح له رخصة
البناء أو تُمنح له وفق شروط خاصة ،فالبناء المحظور هو البناء الذي تم تشييده دون رخصة بناء أو دون
شيّد بموجب رخصة اتباع لمواصفات رخصة البناء المسلمة ،في حين أن البناء غير المطابق هو البناء الذي ُ
بناء فقط إال أنه خالف تعاليم هذه األخيرة.
ج -البناء العشوائي :المباني العشوائية هي البنايات التي ال يتماشى مع النسيج العمراني للمجتمعات التي
تنمو بداخلها أو حولها ،تتعارض مع االتجاهات الطبيعية للنمو واالمتداد ،ويعتبر نتيجة لجهود ذاتية في البناء
واعتماد السكان على أساليب بسيطة وقديمة في آن واحد في عملية التشييد ،خارج أطر قوانين البناء.3
فالبناء العشوائي هو كل بناء أقيم دون أي تخطيط تنظيمي خارج اإلطار القانوني الخاص بالبناء والتعمير،
4
ويمس بجانبين وهما المخالفة العقارية والمخالفة التقنية.
ويتميز البناء العشوائي عن البناء غير المطابق أنه ُ
شيّد دون رخصة بناء ،على عكس البناء غير المطابق.
الفرع الثاني :مالبسات البناء غير المطابق
عرفت ظاهرة البناء غير القانونية بصفة عامة ،والبناء غير المطابق لرخصة البناء بصفة خاصة انتشارا
واسعا وتزايدا مستمر في اآلونة األخيرة ،بالرغم من تعدد النصوص القانونية المنظمة للبناء والسياسة
المنتهجة في مجال التعمير.
والمعروف أن للقضاء على أي ظاهرة بغض النظر عن نوعها ،ال بد من اإلحاطة بمالبسات هذا االنتشار،
وهذا األخير راجع ألسباب كثيرة ومتنوعة (أوال) ،كما تمس ظاهرة البناء غير المطابق بالمصلحة العامة في
جوانبها المختلفة (ثانيا).
-1المرسوم التنفيذي رقم 175- 91المؤرخ في 28ماي ، 1991محدد للقواعد العامة للتهيئة والتعمير والبناء ،الجريدة
الرسمية العدد .26
-2راجع كريمة خنوسي ،رشا مقدم ،ارتفاقات التعمير كقيد على حق البناء ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية ،السياسية
واالقتصادية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر – 1بن يوسف بن خدة ،المجلد ،57العدد ،02مارس ،2020ص ص -637
.638
-3راجع عبدلي رشيد ،ترقية اإلطار المبني في المدن الجزائرية في ظل القانون – 15-08دراسة حالة مدينة وادي
العثمانية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر ،تخصص التهيئة الحضرية ،قسم الجغرافيا والتهيئة العمرانية ،كلية علوم األرض
والهندسة المعمارية ،جامعة العربي بن مهيدي – أم بواقي ،2020-2019 ،ص ص .17-16
-4راجع إدري رامي ،إحدادن صونيا ،المرجع السابق ،ص .19
12
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوال -أسباب البناء غير المطابق :إن ظهور البناء غير المطابق واتساع رقعة انتشاره لم يكن من العدم ،إذ
أحاطت بذلك عدة أسباب يكاد يصعب حصرها ،فنتناول على سبيل المثال األسباب العامة التي لها عالقة غير
مباشرة بهذا االنتشار ،وأخرى خاصة لها عالقة مباشرة به.
أ -األسباب العامة للبناء غير المطابق :هناك من األسباب ما تعد أسباب غير مباشرة في تنامي ظاهرة
البناء غير المطابق في مختلف مدن الجزائر ،نعددها كاآلتي:
-1أسباب اجتماعية :إن العوامل المساهمة في ظهور البناء غير المطابق وانتشاره عديدة ومتشعبة يمكن
حصرها في النمو الديمغرافي السريع الذي عرفته الجزائر بعد استقاللها ،ظاهرة النزوح الريفي ،وأزمة
السكن ،حيث بلغ عدد سكان الجزائر عند االستقالل ما يقرب تسعة ( )09ماليين نسمة ،والذي استمر في
االرتفاع حتى منتصف ثمانينيات القرن الماضي ،لتصل إلى سبعة وعشرون ( )27مليون نسمة سنة
1،1995وخالل العقد الثاني من األلفية قدر الديوان الوطني لإلحصائيات عدد سكان البالد مطلع عام 2021
بنحو أربعة وأربعون مليون وسبعمائة ألف ( )44.7نسمة.2
هذه الزيادة المعتبر في معدل ساكنة الجزائر رافقته حركة مكثفة من الهجرة الريفية نحو المدن رغبة في
البحث عن عمل ،تبعتها ظهور مشاكل كثير ة ناجمة عن عدم إشباع الحاجة للسكن ،ومنه انتشار البنايات غير
3
المطابقة ،إذ سعى المواطن إلى توفير مسكنه ولو على حساب القوانين واألنظمة.
-2أسباب اقتصادية :إن النزوح الريفي الذي شهدته الجزائر بعد االستقالل لعب دورا مهما في تحريكه،
إذ أن إعادة هيكلة القطاع الز راعي وتوزيع األراضي العمومية وحرمان شباب الريف من االستفادة من
األراضي الزراعية الموزعة 4،وتركيز الدولة الجزائية أيضا على المشاريع االقتصادية الكبرى في الجزء
الشمالي من البالد بصفة عامة والواليات األربع الكبرة (العاصمة ،وهران ،عنابة ،قسنطينة) بصفة خاصة،
جعل العديد منهم يغادرون الريف تجاه المدينة والشمال لالسترزاق.5
أضف إليه اقتصاد السوق المنتهج في السنوات األخيرة وحرية االتجار وقلة المراقبة داخل المدن ،جعل
هذه األخيرة مالذ آمن لشباب القرى واألرياف المتهان التجارة الموازية.
كذلك سياسة الخوصصة في مجال التنمية االقتصادية بصفة عامة ،وتشجيع القطاع الوطني الخاص
لالستثمارات في مختلف المجاالت االقتصادية ،قد شجع من التجمعات السكنية الريفية في المدينة.6
صاحبت اسهامات الهجرة الواسعة من األرياف والتوسع الصناعي في المدن ونموها بفعل تركز رؤوس
األموال واألسواق االستهالكية فيها صعوبة تحكم الدولة في عملية اإلسكان ،وتوفير المنشآت الضرورية
13
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للنازحين ،كل هذه األسباب ساعدت في نشوء الفوضى العمرانية في المدينة ،وتعويض األفراد لنقصهم بدل
الدولة بعمليات تشييد وبناء غير قانونية وغير مطابقة.1
-3أسباب سياسية أمنية :تلعب السياسة العامة في الدولة دورا مهما يؤثر على مختلف الجوانب منها
قطاع البناء والتعمير ،هذا األخير أثرت فيه الظروف السياسية التي عاشتها البالد خاصة في مرحلة العشرية
السوداء 2،إذ شهدت البالد آنذاك أحداث مأساوية ،في هذه المرحلة عرف البناء في الجزائر تدهورا مستمرا
بسبب الظروف األمنية المضطربة جعلت توفير الدولة الجزائرية لألمن والسلم وترصد األعمال اإلرهابية
أولى اهتماماتها ما حال دون منع للبناء غير المشروع ومنه البناء غير المطابق.3
إضافة إلى عدم وجود أجهزة كافية وكفيلة بتحسين طرف تسيير ومراقبة التوجه والنمو العمراني ،كذا
التأخيرا ت المسجلة على مستوى تسيير المجال الذي ال يتماشى مع الحركة العمرانية والحركة االقتصادية
كذلك ،موازاة مع عجز التحكم في العقار وضبط توجهات استغالله بتطبيق قوانين التعمير تطبيقا محكما
واحترام معاييرها.4
-4أسباب ثقافية :إن نقص الوعي الثقافي لدى الجزائريين خاصة فيما يخص الثقافة العمرانية ،أدى إلى
تشييد المباني بصورة غير حضارية ومشوهة للمظهر الجمالي للمدن غير مطابقة لعقود التعمير ،هذا ما نتج
عن عدم التوعية بقوانين البناء والتعمير ،حتى وإن كان البعض على علم بها فإنهم ال يلجؤون إلى تسوية
وضعية بناياتهم غير المطابقة لرخصة البناء ،مخافة من مصير تلك المباني التي يشغلونها إما فقدانهم لها أو
هدمها إذا ما اتخذت اإلجراءات القانونية لتسويتها حسب اعتقادهم.5
-5أسباب ترقوية :من العوامل الرئيسية لتشكيل اإلطار العام للشبكة الحضرية في الجزائر وتنميتها
عمرانيا وبشريا هو التقسيم اإلداري ،ففي سنة 1965كان عدد واليات الوطن خمسة وعشرون ( )25والية،
وارتفع العدد إلى واحد وثالثون ( )31والية سنة ،1974ليصبح ثمانية وأربعون ( )48والية سنة
6،1985ليتم اإلعالن عن مخطط رفع عدد الواليات إلى ثمانية وخمسون ( )58والية في 18ديسمبر
2019بواقع عشر واليات جديدة ،تنقسم بدورها إلى ( )553دائرة و ( )1541بلدية.7
ولقد لعبت الهيكلة اإلدارية المتعاقبة منذ ،1965وإضافة مراكز إدارية جديدة ومنه مرافق وخدمات
إدارية واقتصادية واجتماعية وثقافية دورا في نمو التجمعات الحضرية وزيادة عدد سكانها ،فالترقية اإلدارية
-1راجع مساسط مسعد ،ديب ناصر ،البناء الفوضوي ودور اإلدارة في الحد منه( ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في
القا نون العام) ،تخصص قانون عام داخلي ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد الصديق بن يحيى –
جيجل ،2018-2017 ،ص.46
-2راجع عمروش حياة ،عماروش زريقة ،المرجع السابق ،ص .39
-3راجع غربي إبراهيم ،المرجع السابق ،ص .20وراجع كذلك عمروش حياة ،عماروش رزيقة ،المرجع السابق ،ص ص
.40-39
-4سوالمية سمية ،بسكري ابتسام ،تسوية البناءات غير الشرعية في ظل القانون ( ،15-08مذكرة لنيل شهادة ماستر في
القانون) ،تخصص قانون عام – منازعات إدارية ،قسم العلوم القانونية واإلدارية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة 8ماي
– 1945قالمة ،2014-2013 ،ص .21
-5راجع عمروش حياة ،عماروش رزيقة ،المرجع السابق ،ص .40
-6راجع غربي إبراهيم ،المرجع السابق ،ص.19
-7أنظر المادة 3من القانون رقم 12-19المؤرخ في 11ديسمبر ،2019المعدل والمتمم للقانون رقم 09-84المؤرخ في
4فبراير ،1984المتعلق بالتنظيم اإلقليمي للبالد ،الجريدة الرسمية العدد .78
14
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للكثير من المدن الجزائرية كان سبب وجيه لوجود هذه البناءات التي توصف بالبنايات غير المشروعة وغير
المطابقة.1
ب -األسباب الخاصة للبناء غير المطابق :بعد تعرفنا على األسباب العامة للبناء غير المطابق ،هناك من
األسباب ما تعد أسباب مباشرة على عكس سابقتها في تنامي هذه الظاهرة في مختلف مدن الجزائر ،نعددها
كاآلتي:
-1أسباب متعلقة برخصة البناء :إن عدم الدراية بالقواعد القانونية التي تحكم رخصة البناء كاآلثار
المترتبة عنها وكيفية الحصول على شهادة المطابقة التي تعد الوثيقة التي تعطي الشرعية للبناية بعد إتمام
إنجازها ،كانت عامال من عوامل ظهور وانتشار البناءات غير المطابقة .إضافة إلى عدم احترام اآلجال
عدّت
القانونية المحددة في قرار رخصة البناء والتي يجب تجديدها في حالة عدم االنتهاء من األشغال ،وإال ُ
هذه األخيرة فوضوية وغير مطابقة ،تتعرض بذلك إلى عملية الهدم واإلزالة عند عدم تسويتها.2
-2أسباب متعلقة بالمخططات الهندسية :من هذه األسباب طبيعة التصاميم المسوقة إلى المستهلك
المستمدة من حضارات أجنبية عن طريق نقلها مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ،إذ ال تلقى هذه المخططات
قبوال لدى ذوي الشأن ،فيقوم أثناء عملية التشييد صاحب رخصة البناء المتحصل عليها وفق هذه المخططات
بالبناء دون احترام لها ومنه عدم احترام تعاليم رخصة البناء فيقع في بناء غير مطابق.
أضف إليها ضعف قدرة المهندس على إقناع طالب رخصة البناء بتصاميمه الهندسية وببعدها الجمالي
وجوانبها الوظيفية والعملية ،فيقدم له المخططات الهندسية بصفة شكلية ورقية يتطلبها القانون في ملف طالب
رخصة البناء ال أكثر وال أقل ،أما البناء على أرض الواقع فذلك شيء أخر.3
-3أسباب متعلقة بالقدرة المالية :إن إنجاز البناء كمشروع يتطلب أموال تنفق في اقتناء مواد البناء لتنفيذ
ما ورد على المخططات والتصاميم ،غير أنه قد يحدث خلل في القدرة المالية لصاحب البناء ويترتب عنه
الوقوع في مربع مخالفة القانون ومخالفة أحكام رخصة البناء ،ومنها أزمة مواد البناء مع ارتفاع أثمانها
وندرتها الناتجة باألخص عن ظاهرة المضاربة في اإلسمنت والحديد والحصى والرمل ،مما يدفع بالكثير إلى
التريث واالنتظار األوقات المناسبة للحصول على مواد البناء ،ما يؤدي بالتبعية إلى سقوط آجال رخصة البناء
فإلغائها ،ومنه الوقوع في فخ البناء غير المطابق لهذه األخيرة.
إضافة لثمن اإلشراف التقني الهندسي على عمليات اإلنجاز التي تعد مكلفة في نظر بعض طالبي رخصة
البناء مما يدفعهم إلى التهرب من الخضوع للقواعد اآلمرة لرخصة البناء.4
-4أسباب متعلقة بالتنفيذ :قد تُمنح أشغال البناء للمقاول الحرفي في بعض المشاريع السكنية المهمة أو
الراقية ،أو للبنّاء البسيط في بعض المشاريع األخرى البسيطة ،إال أنه قد تنجر عنها مخالفات تؤدي إلى
الوقوع في جا ئرة البناء غير المطابق وهذا راجع لعدة أسباب.
15
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالبنّاء البسيط 1يتميز في غالبية الوقت بالجرأة الكاملة وانعدام االحترافية في تنفيذه لعملية البناء ،فيكون ذو
خلفية خالية من أي تكوين وال تمهين ،فال يحترم قرار رخصة البناء وال المخططات المرافقة له ،مما يجعل
أشغاله تصب في دائرة البناء غير القانوني وغير المطابق.
كما يسعى المقاول الحرفي 2وأصحاب المشاريع الترقوية العقارية إلى الكسب السريع على حساب صحة
وسالمة وأمن المبنى المنجر ،وذلك من خالل الغش في مواد البناء وعدم احترام المواصفات التقنية لعمليات
البناء المنصوص عليها في رخص البناء.3
ثانيا -آثار البناء غير المطابق :يتميز البناء غير المطابق بأنه آفة سريعة االنتشار وذات آثار خطيرة،
ولها تداعيات سلبية ِعدّة تمس المستويات العمرانية ،البيئية ،االقتصادية ،االجتماعية والثقافية.
أ -اآلثار العمرانية والحضرية :إن حركات البناء غير المطابقة لتعاليم وأحكام رخص البناء والنصوص
ذات الصلة ،والتي ال تعير المصلحة العامة العمرانية أي اهتمام ،وذلك بتغليب المصلحة الخاصة من جهة
وفقدانها الذوق الحضري للمدينة من جهة أخرى ،مما يترتب عنها المساس بالجمال الطبيعي والهندسة
العمرانية.4
فقدت معظم المدن الجزائرية مالمحها التي تميزها بظهور البنايات المخالفة التي تخلو من أي ذوق هندسي
سليم والتي هي في الحقيقة عبارة عن م ّكعبات إسمنتية تفتقد لجماليات الهندسة المعمارية والتجانس مع المحيط
والتناغم معه ،فهي خليط هندسي دون روح وال هوية.
هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فإن انتشار البناءات غير المطابقة قلّص من األوعية العقارية من خالل
احتالل األرا ضي العمومية بطرق عشوائية ،وهذا ما أورث عقبة في طريق إنشاء المرافق العمومية وتحسين
مستوى الخدمات في المناطق التي تعاني من هذه اآلفة.5
كما أدى العدد المعتبر من البنايات غير المطابقة إلى المساس بعنصر الجمال الطبيعي والهندسي للبنايات،
ويتجلى ذلك في عدم االهتمام بإتمام إنجاز البناء ،ال سيما الواجهات التي تؤدي إلى خلق مناظر بشعة وبيئة
عمرانية غير منسجمة ،أيضا تهميش دور التشكيل المعماري ،ومنه تشويه النسيج العمراني والمظهر الجمالي
للبنايات.6
ب -اآلثار االقتصادية :أدت عمليات التوسع العمراني غير المطابقة بعد تفشي ظاهرة النزوح الريفي،
ممثلة في حركة من البناءات السيئة وغير المطابقة نظرا لالرتفاع المعتبر في عدد السكان إلى المساس
المصلحة العامة االقتصادية ،وتجلى ذلك في تدهور مستوى تجهيز المدن بالمرافق والخدمات ،فأصبحت طاقة
المدن الجزائرية وعمرانها غير المطابق محدودة لمواجهة هذا التزايد في عدد السكان.
16
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضافة لوسائل النقل الحضري التي أصبحت هي األخرى عاجزة عن تلبية احتياجات تنقل السكان خالل
رحالتهم اليومية ،خاصة تجاه مقرات العمل والخدمات العمومية ،مع تفشي أزمة حركة المرور الخانقة في
المدن الكبرى.1
ج -اآلثار االجتماعية والثقافية :إن األحياء التي تجتمع فيها البنايات غير المطابقة والتي تشكلت بفعل
أسباب عديدة منها مشكلة نزوح سكان األرياف نحو المدينة بحثا عن العمل وتحسين أوضاعهم المادية ،تشكل
مشكلة أساسية كونها تجمع في مكوناتها محيط من األشخاص يشبه كثيرا المحيط الذي هاجروا منه ،اشتركوا
في تمسكهم بالقواعد القروية والريفية رغم القوانين التي تمنع أو تسمح بتطبيقها ،منا هو الحال مخالفتهم
ألحكام رخص التعمير الخاصة بهم ومنه مخالفة أحكام القانون ضاربين بذلك إلزامية اتباع واحترام
مواصفات وأحكام رخص البناء عرض الحائط ،إذ أنهم ال يهتمون إطالقا بهذه القوانين واألحكام بل أكثر من
ذلك يتجاهلون وجودها.
هذه األنماط السلوكية انعكست سلبا على بيئتهم من األفراد كاألبناء الذين اصطدموا بصعوبة العيش في
المدينة وتعقيدات الحياة الحضرية ،والتي تظهر في شكل سلوكات تفتقر إلى الوعي والحس الحضري ،وتجلت
مظاهرها في تدني المستوى التعليمي ،وابتعاد األبناء عن الدراسة مفضلين العمل للمساهمة في دخل األسرة،
ما يفسر نقص المستوى التربوي لكال من اآلباء المخالفين لرخص التعمير وأبنائهم.2
ويرى الدكتور عبد الحميد ديملي بأن "المحيط السكني الذي يكتظ بالبنايات غير القانونية فيها ينشأ األطفال
وتترعرع الصداقات وتنمو العالقات وتزدهر ،وتثور الخالفات والصراعات والضغائن ،وينمو الشعور
باالنتماء واالندماج وتنمو كافة األعراض المرضية من القلق واالنطواء إلى االنحراف والعداوة واإلجرام".
فيؤثر طبيعة المسكن الذي يشغله الفرد بشكل كبير في تكوين شخصيته ،كما يعد عامال أساسيا تتأثر به
صحة الفرد النفسية والجسدية واالجتماعية.3
المطلب الثاني :رخصة البنــاء
يعتبر حق البناء من الحقوق المرتبطة بحق الملكية المعترف به دستوريا ،فمالك األرض يظهر صفته
كمالك باستعمال حقه في البناء الذي هو من أدوات استغالل العقار من جهة ،وتغيير وجهته من جهة أخرى.
ونظرا ألهمية وخطورة هذا الحق ،فإن حرية البناء لم يتركها المشرع على إطالقها ،إذ قيّدها بنظام قانوني
4
سد في صورة رخصة بناء.صارم ،تج ّ
تعد رخصة البناء الضمانة األساسية التي اعتمدها المشرع الجزائري الحترام قواعد قانون العمران،
فتناولنا لهذه الرخصة يقتضي منا اإلحاطة بمفهومها (الفرع األول) ،ثم إجراءات الحصول عليها (الفرع
الثاني).
17
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
18
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
وهناك من يعرفها على أنها "قيد يرد على حق الملكية لفائدة المصلحة العامة"،
وعرفها البعض على أنها "وثيقة إدارية تسلم في شكل قرار إداري لكل شخص طبيعي أو معنوي متحصل ّ
على ملكية أرض يريد انجاز بناء جديد أو تغيير بناء موجود شريطة تقديم ملف كامل مدعم بكل النسخ التي
تثبت الصفة".2،
وعرفها الدكتور عزري الزين كاآلتي" :رخصة البناء هي القرار اإلداري الصادر من سلطة مختصة ّ
قانونا ،تمنح بمقتضاه الحق للشخص – طبيعيا أو معنويا – بإقامة بناء جديد أو تغيير بناء قائم قبل البدء في
3
أعمال البناء التي يجب أن تحترم قواعد قانون العمران"،
وعرفها الدكتور محمد الصغير بعلي رحمه هللا بأنها "القرار اإلداري الصادر من سلطة إدارية مختصة
ّ
قانونا ،تمنح بمقتضاه للشخص الحق في البناء بمعناه الواسع طبقا لقانون العمران".
وفق التعارف سالفة الذكر ،نستنتج أن رخصة البناء هي عبارة عن تصرف قانوني صادر عن جهة إدارية
منحها القانون سلطة اإلصدار طبقا لشروط وإجراءات معينة ،فهي تصدر باإلرادة المنفردة حتى ولو كانت تتم
بطلب من المعني وسعي منه ،وترتب رخصة البناء أثرا قانونيا يتمثل في حق المعني المستفيد من الرخصة
القيام بأشغال البناء في العقار محل الرخصة.4
وتأسيسا على تعريفنا لرخصة البناء ،فإن عناصر عديدة تستقل بها هذه الرخصة كقرار إداري 5تتمثل في
اآلتي:
-صدور قرار إداري بالبناء من سلطة مؤهلة،
-أن يكون القرار قبليا ،أي قبل الشروع في أعمال البناء،
-أن يشتمل الترخيص على إقامة بناء جديد أو تغيير بناء قائم.6
ثانيا -خصائص رخصة البناء :بما أننا سبق وقلنا أن عرفنا رخصة البناء على أساس أنها قرار إداري،
فهي بذلك تتميز بذات الخصائص التي تميز القرارات اإلدارية من حيث ما يلي:
أ -ذات طابع عيني :بمعنى أن رخصة البناء مرتبطة بالعقار ال بالشخص مقدم طلب الرخصة ،عليه إذا
تغير مالك العقار بأي سبب قانوني 1كان فال يكون المالك الجديد مطالبا بتقديم ملف تقني جديد ،بل يتم تحويل
-1راجع مجاجي منصور ،رخصة البناء كأداة للتهيئة العمرانية في التشريع الجزائري ،المعيار – دورية علمية محكمة تعنى
بالدراسات اإلسالمية واالجتماعية ،كلية أصول الدين والشريعة والحضارة اإلسالمية ،جامعة األمير عبد القادر للعلوم
اإلسالمية -قسنطينة ،الجزائر ،العدد ،11نوفمبر ،2005ص 212
-2راجع بالة عبد العالي ،الوجيز في شرح قانون التعمير وفقا آلخر التعديالت ،المرجع السابق ،ص .91
-3راجع حمدي باشا عمر ،المرجع السابق ،ص .68
-4راجع بالة عبد ال عالي ،الوجيز في شرح قانون التعمير وفقا آلخر التعديالت ،المرجع السابق ،ص ص .91-90
- 5يترتب عن اعتبار رخصة البناء "قرارا إداريا" ،أن كل متضرر من هذا القرار له الحق في الطعن فيه أمام القاضي
اإلداري ،ويكون هذا الطعن أمام المحاكم اإلدارية باعتبارها الجهة القض ائية المختصة بالفصل في النزاعات اإلدارية التي تكون
أحد أطرافها الدولة أو الوالية أو البلدية تطبيقا للمعيار العضوي ،حسب نص المادة 800من القانون رقم 09-08المتضمن
قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،أما إذا كان القرار محل الطعن فيه صادر عن وزير التعمير ،فإن الجهة القضائية المختصة
بالفصل والنظر في دعاوى إلغاء وتفسير وتقدير مشروعية القرارات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية
والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية هي المحاكم اإلدارية لالستئناف ،استنادا لنص المادة 900مكرر2/
المدرجة بموجب القانون رقم 13-22المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية باعتبار الوزير جهة إدارية مركزية.
-6راجع حمدي باشا عمر ،المرجع السابق ،ص ص .69-68
19
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رخصة البناء باسم صاحب عقد الملكية الجديد .فال تسلم لمجهول وهي مرتبطة بقطعة أرض سيتم تشييد بناء
2
عليها ،أو تحويل بناء موجود.
ب -من رخص الضبط اإلداري :باعتبارها من وسائل الرقابة القبلية لعملية البناء ،إذ تمارس اإلدارة من
خالل منها أو رفض منحها رقابة قبلية على تنفيذ عمليات البناء ،وهو ما نجده مكرسا في القوانين الخاصة
بالتعمير.3
ج -قرار إداري انفرادي :إذ يصدر من جهات إدارية محددة قانونا في شخص رئيس المجلس الشعبي
البلدي 4،الوالي المنتدب ،الوالي ،أو الوزير المكلف بالعمران.5
د -وثيقة إدارية :وهذا نظرا للجهة المصدرة لها ،بالتالي تخضع ألحكام القانون اإلداري.
ه -إجراءات منحها من النظام العام :فال تستطيع اإلدارة االتفاق على منح رخصة بناء مقابل تنازل
صاحب الطبي على دين اتجاهها كمثال ،وهو ما أكده مجلس الدولة في قراره الصادر بتاريخ -04-30
2008تحت رقم 38284القائل" :إن إجراء تسليم رخصة البناء يخضع لكيفيات منح وثائق التعمير المحددة
في النصوص القانونية الخاصة بالتعمير والتهيئة وبالتالي الحصوص على رخصة بناء مقابل تنازل المستفيد
عن الدين الداخل في ذمة البلدية لصالحه يعد تصرف مخالف للقانون ويترتب عليه بطالن الرخصة".6
ثالثا -أهداف رخصة البناء :إن أهداف رخصة البناء كثيرة ومتعددة ،من أهمها:
-أنها آلية تسمح بالمراقبة المسبقة والتحقق أثناء اإلنجاز وبعد اإلنجاز وتتبع خطوات ومسار البناء ،تفاديا
ال نحرافه عن مساره المرسوم مسبقا ،وبذلك الوقوع في مخالفة قواعد رخصة البناء ،ودخول البناء ضمن
نطاق ما يسمى بالبناء غير القانوني،
-تحقق وتم ّكن طالب الرخصة من البناء وفق قواعد التهيئة والتعمير المنبثقة أساسا ً من السياسة الوطنية
للتهيئة والتعمير ،وذلك عن طريق إقامة نسيج عمراني متناسق ومالئم للحياة وخالي من مظاهر وشوائب
االختالالت التعميرية ،لما لهذه األخيرة من تأثير سلبي على مشاريع التنمية والتعمير 7،فهي بذلك تساهم في
الحفاظ على جمال الطبيعة وتنسيق المباني ،وكذا تنظيم وتأطير التطور العمراني.8،
-تُسلم دائما تحت طائلة اشتراطات احترام حقوق الغير ،إذ يخضع تسليمها لضرورة عدم احداث
اضطرابات في الجوار ،واحترام ارتفاقات القانون الخاص (المنظر الطبيعي.9،)... ،
-1يتم تغيير مالك العقار عن طريق إحدى األسباب القانونية التالية( :البيع ،الهبة)... ،
-2راجع تونسي صبرينة ،النظام القانوني للعمران في الجزائر( ،رسالة لنيل شهادة دكتوراه علوم في القانون العام) ،تخصص
قانون البيئة والعمران ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر – 1بن يوسف بن خدة ،2019-2018 ،ص .230
-3راجع عبيدات خديجة ،رخصة البناء في القانون الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الم استر ،تخصص القانون العقاري ،كلية
الحقوق ،جامعة أدرار ،2014-2013 ،ص .8
-4أنظر المادة 48من المرسوم التنفيذي رقم .19-15
-5أنظر المادة 49من المرسوم التنفيذي رقم ،19-15معدلة ومتممة بالمرسوم التنفيذي رقم 342-20المؤرخ في 22
نوفمبر سنة ،2020الجريدة الرسمية العدد .71
-6راجع حمدي باشا عمر ،المرجع السابق ،ص .70
-7راجع تونسي صبرينة ،المرجع السابق ،ص .231
-8راجع اقلولي أولد رابح صافية ،المرجع السابق ،ص .147
-9راجع حمدي باشا عمر ،المرجع السابق ،ص .70
20
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-تعتبر وسيلة فعالة لتصفية المشاكل العقارية العالقة ومدى تأثيرها على تصاميم العقار الحضري ،وفي
تحديد استعمال األراضي لكل بلدية.1
الفرع الثاني :إجراءات الحصول على رخصة البناء.
إن اإلجراءات القانونية لطلب رخصة البناء هي الخطوة األساسية التي يجب مراعاتها ،فعلى المعني
باألمر تقديم طلب إلى الجهة المختصة (أوال) ،أين يتم فحص الطلب والتحقيق فيه (ثانيا) ،لتختم أخيرا
بإصدار قرار بخصوص طلب رخصة البناء (ثالثا).
أوال -طلب رخصة البناء :إن أولى إجراءات الحصول على رخصة البناء هو الطلب الرامي إلى الحصول
عليها ،والذي يستوجب تحديد نطاقه الشخصي والموضوعي والمكاني ،ثم مضمونه من حيث الشكل
والمرفقات.
أ -نطاق طلب رخصة البناء :يتحدد نطاق هذه الرخصة اإلدارية من حيث األشخاص الملزمون بها أي
بالطالب وهو ما يعبر عنه بالنطاق الشخصي ،واألعمال واألشغال التي تدخل في عملية البناء والتي يعبر
عنها بالنطاق الموضوعي ،إضافة للمناطق التي يستوجب فيها الحصول على رخصة البناء فتحدد بالنطاق
المكاني لهذه األخيرة.
-1النطاق الشخصي لرخصة البناء :وقوفا عند أحكام المادة 1/50من القانون رقم 29-90فقد نصت
على أن "حق البناء مرتبط بملكية األرض ويمارس مع االحترام الصارم لألحكام القانونية والتنظيمية المتعلقة
باستعمال األرض ،".وبذلك فقد حصرت أصحاب الصفة القانونية الذين يملكون الحق في طلب رخصة البناء
في شخص مالك العقار ال غير.
وبصدور المرسوم التنفيذي رقم 19-15المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير وتسليماها ،وسعت المادة
1/42منه من دائرة األشخاص الذين يتمتعون بالصفة القانونية لطلب رخصة البناء .وعددتهم في شخص المالك
أو موكله أو المستأجر لديه المرخص له قانونا أو الهيئة أو المصلحة المخصصة لها قطعة األرض أو
البناية2،إضافة ألشخاص آخرين محددين بموجب نصوص خاصة نتناولهم تباعا.
-المالك :بينت المادة 50من القانون رقم )29-90على أن حق البناء مرتبط بملكية األرض أو العقار
محل البناء ،أي يجب أن ي كون صاحب الحق في البناء مالكا للعقار ،فالملكية حسب نص المادة 674من
األمر رقم 58-75المتضمن القانون المدني) 3هي "حق التمتع والتصرف في األشياء بشرط أن ال تستعمل
استعماال تحرمه القوانين واألنظمة" ،وهو تعريف يشمل الملكية الخاصة بوجه عام للمنقوالت والعقارات.
ف ي حين ورد تعريف يقتصر على الملكية العقارية فقط بموجب المادة 27من القانون رقم 25-90
المتضمن قانون التوجيه العقاري ،4والتي تثبت من طرف صاحب الحق العيني ،وهو ما نصت عليه المادة
29من ذات القانون بقولها "يثبت الملكية الخاصة لألمالك العقارية والحقوق العينية عقد رسمي يخضع
لقواعد االشهار العقاري" ،أين أكدته المادة 793من القانون المدني بقولها "ال تنتقل الملكية والحقوق العينية
-1راجع عزيزي مريم ،النظام القانوني في مجال البناء ،مذكرة ماجستير في إطار مدرسة الدكتوراه ،تخصص الدولة
والمؤسسات العمومية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر – 1بن يوسف بن خدة ،2016-2015 ،ص .46
-2راجع تونسي صبرينة ،المرجع السابق ،ص 240
-3األمر رقم 58-75المؤرخ في 26سبتمبر ،1975يتضمن القانون المدني المعدل والمتمم ،الجريدة الرسمية العدد 78
- 4القانون رقم 25-90المؤرخ في 18نوفمبر ، 1990المتضمن قانون التوجيه العقاري المعدل والمتمم ،الجريدة الرسمية
عدد ،49مستدرك بالجريدة الرسمية العدد .55
21
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
األخرى في العقار سواء بين المتعاقدين أم في حق الغير إال إذا روعيت اإلجراءات التي ينص عليها القانون
وباألخص القوانين التي تدير مصلحة الشهر العقاري".1
وفي غير هذه الحالة ،ونظرا لما تثيره سندات الملكية من منازعات أمام القضاء الجزائري تتعلق بإثبات
الملكية العقارية ،خاصة في المناطق غير الممسوحة باعتبار أن سند الملكية الوحيد المعتد به قانونا في
المناطق الممسوحة هو الدفتر العقاري ،يتعين تحديد سندات الملكية العقارية في المناطق غير الممسوحة
المعترف بها في التشريع الجزائري ،والتي يمكن تقسيمها إلى فئتين اثنين.2:
السندات العرفية 3،والسند الرسمي المحرر بعد تاريخ 01جانفي .41971
-وكيل المالك :حسب نص المادة 571من القانون المدني فإن "الوكالة أو اإلنابة هي عقد بمقتضاه يفوض
شخص شخصا آخر للقيام بعمل شيء لحساب الموكل وباسمه" ،وتعتبر الوكالة تبرعية واستثناء تكون بمقابل
أي بأجر.
أما الوكيل هو الشخص الذي يفوضه المالك األصلي للقيام بتمثيله في بطلب رخصة البناء لحسابه وباسمه
واستخراجها ،وذلك بموجب عقد وكالة رسمي.
ويجوز في ذلك كال من الوكالة الخاصة طبقا لنص المادة 574من القانون المدني ،أو الوكالة العامة طبقا
لنص المادة 572من نفس القانون ،وذلك على أساس عدم وجود نص خاص بالوكالة في إطار رخصة
البناء.1
-1راجع بالة عبد العالي ،الوجيز في شرح قانون التعمير وفقا ألحدث التعديالت ،المرجع السابق ،ص 100
-2راجع ستي قزاتي ياسمين ،النزاع الجزائي الناتج عن البناء بدون رخصة – بين آخر تعديالت القانون وتطبيقه عمليا
ومختلف مواقف المحكمة العليا ،ط ،2دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2016 ،ص ص 86-85
-3تتمثل السندات العرفية المثبتة لصفة المالك في:
األخيرة /
من المرسوم التنفيذي رقم العقد العرفي ثابت التاريخ والمحرر قبل تاريخ 01جانفي ،1971حيث اعتبرته المادة 89
63-76المؤرخ في 25مارس 1976المتعلق بتأسيس السجل العقاري المعدل والمتمم ،جريدة رسمية عدد ،30مستدرك في
الجريدة الرسمية عدد 38سندا إلث بات الملكية لمزيد من التفصيل راجع ستي قزاتي ياسمين ،المرجع السابق ،ص .86
-4تتمثل السندات الرسمية المحررة بعد تاريخ 01جانفي 1971طبقا للمادة 324مكرر 1من القانون المدني في:
-العقود المحررة من طرف القاضي الشرعي أثناء فترة االستعمار،
-السندات التوثيقية ،المحررة من قبل الموثق بصفته ضابط عمومي ،وتتمثل في :العقود المثبتة للتصرفات الصادرة عن
جانبين ،وهي البيع والمبادلة ،العقود االحتفالية ،وهي الهبة والوقف والوصية ،العقود التصريحية ،وهي عقد الشهرة والشهادة
التوثيقية.
-السندات اإلدارية ،الصادرة عن اإلدارة العم ومية باعتبارها مالكة لألمالك الوطنية الخاصة عند التنازل عن ملكيتها ،وتتمثل
في:
العقد اإلداري المثبت للتنازل عن المساكن أو األراضي ،عقد االستصالح ،عقد البيع ،عقد مبادلة الدولة لألمالك الوطنية
الخاصة بأمالك من نفس الصنف ،أو بأمالك خاصة ،شهادة الملكية المثبتة لملكية األراضي الفالحية الخاصة في إطار تطبيق
قانون الثورة الزراعية.
-السندات القضائية المشهرة ،والتي تعد سندا للملكية ممثلة في األحكام القضائية اآلتية :حكم رسو المزاد ،حكم تثبيت الوعد
بالبيع العقاري ،حكم تثبيت صحة العقد العرفي المحرر قبل 01جانفي ،1971حكم تثبيت حق الشفعة ،الحكم بتثبيت الملكية
عن طريق االلتصاق ،الحكم القاضي بقسمة المال الشائع ،الحكم القاضي بتكريس الملكية على أساس التقادم المكسب،
الحكم القاضي بالتصريح بشغور التركة والحاقها بملكية الدولة الخاصة ،األمر االستعجالي القاضي باستالم العقار من طرف
اإلدارة من الشخص المنزوعة منه الملكية من أجل المنفعة العامة .لمزيد من التفصيل راجع ستي قزاتي ياسمين ،المرجع
السابق ،ص ص 90-87
22
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-المستأجر المرخص له قانونا :صفة المستأجر ال تكفي وحدها لطلب الحصول على رخصة البناء ،بل
يجب الحصول على موافقة مكتوبة من المالك (المؤجر) ،يرخص له بمقتضاها القيام بأشغال البناء ،وهو ما
نصت عليها المادة 1/492من القانون المدني.
وهنا يجب التمييز بين الترخيص (الموافقة) والوكالة ،ففي الترخيص تكون األشغال موضوع الرخصة باسم
المستأجر ولحسابه وتحت مسؤوليته ،أما بالنسبة للتوكيل فإن األشغال تكون لحساب الموكل وباسمه.2
-الهيئة أو المصلحة المخصصة لها قطعة األرض أو البناية :يقصد بها الجهات التي يمكنها االستفادة من
نزع ملكية األرض بغرض المنفعة العامة وأصحاب االمتيازات لدى المصالح اإلدارية ،وكذلك بعض
األشخاص الذين تخصص لهم الوكاالت العقارية قطع أراضي أو بنايات غير تامة بموجب عقود إدارية ،الذين
يقدمون طلبات رخص البناء مرفقة بنسخ من العقود.
فهذه العقارات تسير من طرف الهيئات والمصالح عن طريق ما يسمى بالتخصيص ،هذا األخير عرفته
المادة 82من القانون رقم 30-90المتضمن قانون األمالك الوطنية 3بأنه "يعنى التخصيص باستعمال ملك
عقاري أو منقول يملكه شخص عمومي في مهمة تخدم الصالح العام للنظام ،ويتمثل في وضع أحد األمالك
الوطنية الخاصة التي تملكها الدولة أو الجماعة اإلقليمية تحت تصرف دائرة وزارية أو مصلحة عمومية أو
مؤسسة عمومية تابعة إلحداهما وقصد تمكينها من المهمة المسندة إليها".4
ومن أمثلتها الهيئات المسيرة لألمالك الوقفية ،التي تملك الصفة القانونية التي تؤهلها لطلب رخصة لبناء
إذا تطلب استغالل األرض الموقوفة ذلك كحق مرتبط بحق استعمال واستغالل الملك الوقفي العام العقاري.5
-صاحب حق االمتياز لألمالك الوطنية الخاصة :ويتعلق األمر باألراضي التي تتنازل الدولة عن تسييرها
للخواص من أجل إقامة مشاريع استثمارية فوقها والقيام بأشغال تتعلق بالمشروع المراد إقامته.6
لم يتم تحديده ضمن نص المادة 42من المرسوم التنفيذي رقم ،19-15لكن منحته المادة 51من القانون
رقم 02-97المتضمن قانون المالية لسنة 71998حق استخراج رخصة البناء ،حيث نصت على أنه "يمكن
التنازل أو المنح بامتياز لألراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة لمشاريع استثمارية بالمزاد
العلني ،وذلك الهيئات عمومية أو المعترف بمنفعتها العمومية أو الجمعيات التي ال تتسم بالطابع السياسي،
ومؤسسات عمومية ذات الطابع االقتصادي ،وأشخاص طبيعيين أو اعتباريين خاضعين للقانون الخاص ...
يعطي المنح باالمتياز المذكور للمستفيد منه الحق في تسليم رخصة البناء طبقا للتشريع الساري المفعول".
-1راجع لعيدي خيرة ،رخصة البناء وشهادة المطابقة آلليتين لتنظيم التهيئة العمرانية في التشريع الجزائري ،أطروحة مقدمة
لنيل شهادة دكت وراه الطور الثالث في الحقوق ،تخصص قانون عقاري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الحميد بن
باديس – مستغانم ،2019-2018 ،ص ص .118-117
-2راجع حمدي باشا عمر ،المرجع السابق ،ص .72
-3القانون رقم 30-90المؤرخ في 01ديسمبر ،1990يتضمن قانون األمالك الوطنية المعدل والمتمم ،الجريدة الرسمية
العدد .52
-4راجع بالة عبد العالي ،الوجيز في شرح قانون التعمير وفقا ألحدث التعديالت ،المرجع السابق ،ص ص 103-102
- 5راجع خير الدين بن مشرنن ،المرجع السابق ،ص 38
-6راجع لعيدي خيرة ،المرجع السابق ،ص 120
-7القانون رقم 02-97المؤرخ في 31ديسمبر ،1997المتضمن قانون المالية لسنة ،1998جريدة رسمية العدد 89
23
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد نصت المادة 6/22من المرسوم التنفيذي رقم 356-06المتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير
االستثمار وتنظيمها وسريها) 1على أنه "يكلف ممثل التعمير بمساعدة المستثمر في إتمام الترتيبات المرتبطة
بالحصول على رخصة البناء والرخص األخرى بحق البناء".2
وعليه فإن عقد االمتي از يخول للمستفيد منه الحق في الحصول على رخصة بناء كما نصت المادة 11من
األمر رقم 04-08المحدد لشروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الوطنية الخاصة
للدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية 3والتي جاء فيها "يخول منح االمتياز للمستفيد منه الحق في
4
الحصول على رخصة البناء".
-الحائز ألراضي الملكية الخاصة :طبقا للمادة 39من قانون التوجيه العقاري ،يعد حائزا كل شخص
يمارس في أراضي الملكية الخاصة التي لم تخضع لعملية مسح األراضي بعد ،وال يوجد سند ملكية بشأنها،
حيازة مستمرة وغير منقطعة وهادئة وعلنية ال تشوبها شبهة وتثبت صفة الحائز بموجب شهادة حيازة رسمية
مسجلة ومشهرة .وبهذا ترتب لصاحبها الحق في طلب رخصة البناء.5
-الحامل لشهادة الترقيم العقاري المؤقت :تعد شهادة الترقيم العقاري المؤقت من بين اإلجراءات المتعلقة
بالشكليات األولية إلشهار حقوق الملكية والحقوق األخرى العينية في السجل العقاري ،وهذا طبقا للمرسوم رقم
63-76المتعلق بتأسيس السجل العقاري ،حيث أن الترقيم المؤقت مرحلة سابقة على منح الترقيم النهائي
الذي يسلم على أساسه الدفتر العقاري كسند ملكية.
ويتم منح شهادة الترقيم العقاري المؤقت في حالتين مختلفتي المدة ،الترقيم المؤقت لمدة أربعة أشهر طبقا
للمادة 13من المرسوم المذكور أعاله ،وترقيم مؤقت لمدة سنتين ،طبقا للمادة 14من ذات المرسوم.
وترتب شهادة الترقيم المؤقت طوال المدتين ،نفس الحقوق التي ترتبها شهادة الحيازة ومن بينها الحق في
طلب رخص البناء.6
-الشاغل لألراضي الفالحية الخصبة جدا أو الخصبة :شغل األراضي هو كل استعمال أو استغالل لعقار
طبقا للوجه المخصص له .ويشترط لتسليم رخصة البناء للشاغل أن يكون محل شغله أراضي فالحية خصبة
جدا 7أو خصبة 8،وأن يكون المراد من الرخصة إنشاء بنايات ذات استعمال سكني وفي إطار االحتياجات
الذاتية للشاغل.
-1المرسوم التنفيذي رقم 356-06المؤرخ في 09أكتوبر ، 2006المتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار
وتنظيمها وسريها ،جريدة رسمية العدد 64
-2راجع بالة عبد العالي ،الوجيز ف ي شرح قانون التعمير وفقا ألحدث التعديالت ،المرجع السابق ،ص 103
- 3األمر رقم 04-08المؤرخ في 01سبتمبر ، 2008المحدد لشروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك
الوطنية الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية ،جريدة رسمية عدد ،49موافق عليه بالقانون رقم 20-08
المؤرخ في 23نوفمبر ،2008جريدة رسمية عدد 66
-4لعيدي خيرة ،المرجع السابق ،ص 121
-5راجع ستي قزاتي ياسمين ،المرجع السابق ،ص 91
-6المرجع نفسه ،ص 91
-7األراضي الفالحية الخصبة جدا :وفق المادة 06من القانون رقم 25-90هي تلك األراضي التي تكون طاقتها اإلنتاجية
عالية ،وتتمثل في األراضي العميقة الحسنة التربة ،المسقية أو القابلة للسقي.
-8األراضي الفالحية الخصبة :وفق المادة 07من القانون رقم 25-90هي األراضي الواقعة في مناطق رطبة أو شبه رطبة
وال تحتوي على أي عائق طوبوغرافي.
24
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويخضع كل من المالك أو الحائز لألراضي الفالحية الخصبة جدا أو الخصبة لنفس الشروط.1
-المرقي العقاري :عرفت المادة 14/03من القانون رقم 04-11المحدد للقواعد المنظمة للترقية العقارية
بأنه "يعد مرقيا عقاريا ،في مفهوم هذا القانون ،كل شخص طبيعي أو معنوي ،يبادر بعمليات بناء مشاريع
جديدة ،أو ترميم أو إعادة تأهيل ،أو تجديد أو إعادة هيكلة ،أو تدعيم بنايات تتطلب أحد هذه التدخالت ،أو
تهيئة وتأهيل الشبكات قصد بيعها أو تأجيرها" ،كما عرفته المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 84-12
المحدد لكفيات منح االعت ماد لممارسة مهنة المرقي العقاري وكذا كيفيات مسك الجدول الوطني للمرقين
العقاريين) 2بأنه "كل شخص طبيعي أو معنوي ،مرخص له بمزاولة أنشطة الترقية العقارية".
ع ّرفت الترقية العقارية في المادة 10/03من القانون رقم 04-11سالف الذكر بأنها "مجموعفي حين أنه ُ
عمليات تعبئة الموارد العقارية والمالية وكذا إدارة المشاريع العقارية" .
3
ويخضع نشاط الترقية العقارية للقواعد العامة للتهيئة والتعمير والبناء طبقا لما نصت عليه المادة 05من
نفس القانون 4،ولما كان نشاط الترقية العقارية يشكل إنجاز البرامج السكنية والمكاتب والتجهيزات الجماعية،
وطبقا للمادة 506كان لزاما على المرقي العقاري الحصول على رخصة بناء مسبقة 6.وما يؤكد ذلك ما نص
عليه الملحق األول المتعلق بنموذج عقد البيع على التصاميم 7المرفق بالمرسوم التنفيذي رقم 431-13
المحدد لنموذجي عقد حفظ الحق وعقد البيع على التصاميم لألمالك العقارية وكذا حدود تسعير الملك
الموضوع عقد البيع على التصاميم ومبلغ عقوبة التأخير وآجالها وكيفيات دفعها 8،أين جاء في وثائقه
المرجعية وجوب توفر رخصة البناء.9
-2النطاق الموضوعي لرخصة البناء :حد المشرع الجزائري األشغال الخاضعة لرخصة البناء بموجب
نص المادة 52من قانون التهيئة والتعمير رقم 29-90بقولها" :تشترط رخصة البناء من أجل تشييد البنايات
الجديدة مهما كان استعمالها ولتمديد البنايات الموجودة ولتغيير البناء الذي يمس الحيطان الضخمة منه أو
الواجهات المفضية على الساحة العمومية ،وإلنجاز جدار صلب للتدعيم أو التسييج".
25
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكذا نص المادة 41من المرسوم التنفيذي رقم 19-15بقولها" :يشترط كل تشييد لبناية جديدة أو كل
تحويل لبناية تتضمن أشغالها تغيير :مشتمالت األرضية والمقاس والواجهة واالستعمال أو الوجهة والهيكل
الحامل للبناية والشبكات المشتركة العابرة للملكية ،حيازة رخصة البناء ."...
-أعمال إنشاء أو تشييد البنايات الجديدة :يقصد بالتشييد إنشاء واستحداث المباني وإيجادها من العدم ثم
البدء في إقامتها ألول مرة ،شرط أن يكون ثابتا مستقرا ،وتدخلت يد اإلنسان في إنشائه ،إضافة إلقامته بمواد
البناء.
وعليه فإن إنشاء البناء يكون من خالل القيام بعملية تشييد حديثة وجديدة لبناية ،وذلك باستعمال مواد
مخصصة للبناء مثل اإلسمنت والجبس والحديد وغيرها ،وأن يكون هذا البناء متصال باألرض اتصاال ثابتا ال
يمكن فصله إال بعد هدمه أو إلحاق خسائر به.
وقد بينت المادة 06من القانون رقم 15-08المحدد لقواعد مطابقة البنايات وإتمام انجازها ،1أنه يمنع
القيام بتشييد أي بناية مهما كانت طبيعتها دون الحصول المسبق على رخصة بناء مسلمة السلطة من المختصة
في اآلجال المحددة قانونا .كما وسعت المادة 11من نفس القانون من نطاق إنشاء وتشييد البناء ليشمل إنجاز
بناية أو عدة بنايات على شكل حصص.2
-األعمال التي تتم على المباني القائمة :رخصة البناء ليست الزمة فقط لمباشرة تشييد البنايات الجديدة،
وإنما تتعدى إلزامية فرضها إلى األعمال التي تتم على المباني القائمة.
هذه األعمال حددتها المادة 52من القانون رقم 29-90سالفة الذكر ،وهي:
• تمديد البنايات الموجودة أو تحويلها :قد اختلف من اطلع على نص المادة السابقة في تفسير مصطلح
"التمديد" الذي استخدمه المشرع الجزائري ،فمنهم من فهم أن المشرع قصد "التوسيع" ومنهم من ذهب إلى
"التعلية" ،ومنهم من فسر مصطلح "التمديد" بكال المصطلحين معا .وكل منهما مختلف عن اآلخر ،إذ تكون
التوسعة بالزيادة األفقية سواء في المساحة أو الحجم دون تعلية ،أما هذا األخير فيكون بالزيادة بصفة عمودية
بزيادة ارتفاع البناء القائم بعدد من الطوابق أم التعمق بالبناء تحت األرض بالحفر لبناء دهاليز)(Cavesأو
مرآب ) (Garagesتحت البناية القائمة.3
وبالرجوع إلى القرار رقم 179545الصادر عن الغرفة الثانية لمجلس الدولة بتاريخ 2000-06-17
سر مصطلح "التمديد" بمعنى "التوسيع" بقوله "حيث أنه وفي قضية الحال فإن المستأنف قام بأشغال الذي ف ّ
توسيع البناء دون الحصول على الرخصة المنصوص عليها في المادة 52من القانون رقم 29-90وهو يعد
خرقا صارخا لألحكام القانونية ،وأنه يتعين بالنتيجة القيام بإجراءات الهدم المنصوص عليها بالمادة 78من
نفس القانون".4
-1القانون رقم 15-08المؤرخ في 20جويلية ، 2008يحدد قواعد مطابقة البنايات وإتمام إنجازها معدل ومتمم ،الجريدة
الرسمية العدد .44
-2راجع بالة عبد العالي ،الوج يز في شرح قانون التعمير وفقا ألحدث التعديالت ،المرجع السابق ،ص .94
-3راجع تونسي صبرينة ،المرجع السابق ،ص .235
-4المرجع نفسه ،ص .236
26
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• تغيير البناء الذي يمس الحيطان الضخمة منه :وهي تلك الحيطان التي تحمل البناء وتشكل أساسا له
وتضمن تماسكه واستقراره ،ذلك أن المساس بالحيطان الضخمة هو مساس بهيكلها ،الشيء الذي يفقدها
توازنها ،فكان من الضروري إخضاع هذه األعمال لرخصة البناء.
وتكمن الحكمة من هذه الصورة المتعلقة بالجانب التقني في ضمان السالمة واألمن.1
• تغيير واجهات المباني المفضية على الساحات العمومية :وهو التعديل الذي يمس المظهر الخارجي
للبناية المطلة على الساحات العمومية (الطريق العام ،كفتح نافذة أو باب أو تغطية واجهة المبنى بالرخام أو
أية مادة أخرى.
وغاية المشرع من هذا النوع من التغيير لضرورة استصدار رخصة البناء إنما هو الحفاظ على النظرة
الجمالية ) (Vue esthétiqueللشارع ثم المدينة ،كما أن السلطة اإلدارية المختصة مانحة رخصة البناء قد
تعمد إلى ضبط نسق جمالي موحد على واجهات المباني المطلة على الساحات العمومية بإدراج نمط فني على
تلك الواجهات ،يجب على أصحاب الواجهات المطلة على الساحات العمومية احترامه.2
• إنجاز جدار صلب للتدعيم أو التسييج :إن المقصود بتدعيم البناء هو تقويته إزالة ما من خلل أو عيوب،
وذلك للزيادة في عمر البناء .أما التسييج هو إقامة جدار يحيط بالفناء الخارجي للمبنى.
وحصر المشرع الجزائري في المادة 52السابقة عملية تدعيم المباني في شكل إقامة جدار صلب دون
شكل أخر ،وقد يكون هذا األخير ليس بغرض التدعيم وإنما بهدف تسييج المبنى ،وعليه فال يمكن إقامة جدار
إال بهدف تدعيم المبنى أو تسييجه.3
-3النطاق المكاني لرخصة البناء :جاءت المواد ،05 ،03و 06من القانون رقم 02-82المتعلق
برخصة البناء ورخصة تجزئة األراضي للبناء الملغى4بالقاعدة العامة المحددة لألماكن التي يستوجب
الحصول فيها على رخصة بناء ،كما استثنى بموجب نص المادة 04منه بعض األماكن التي تعفى فيها
األشغال من رخصة البناء.
غير أن المشرع الجزائري في المادة 53من القانون رقم ،29-90جاء باالستثناء مباشرة بقولها "ال
تخضع لرخصة البناء البنايات التي تحتمي بسرية الدفاع الوطني والتي يجب أن يسهر صاحب المشروع على
توافقها مع األحكام التشريعية والتنظيمية في مجال التعمير والبناء" ،أي لم يضع القاعدة العامة المتمثلة في
تحديد وحصر األماكن التي يجب على صاحب األشغال الحصول على رخصة بناء مسبقة عكس القانون رقم
02-82الملغى ،بينما وضع االستثناء مباشرة ،وهو ما يقرأ بمفهوم المخالفة لنص المادة 53من القانون رقم
29-90على أن رخصة البناء إلزامية كقاعدة عامة في جميع األماكن مهما كان نوعها ،باستثناء األماكن
5
التالية:
-البنايات التابعة لوزارة الدفاع الوطني :جاء استثناء الحصول على رخصة البناء البنايات التابعة لوزارة
الدفاع الوطني في المادة 53من القانون رقم ،29-90إضافة إلى المادة 1/01من المرسوم التنفيذي رقم
27
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
19-15بقولها" :ال تخضع لرخصة البناء والبنايات التي تحتمي بسرية الدفاع الوطني والتي يجب أنيسهر
صاحب المشروع على توافقها مع األحكام التشريعية والتنظيمية في مجال التعمير والبناء" ،وأضافت الفقرة
الثانية من نفس المادة"...وال تعنى هذه الوثائق الهياكل القاعدية التي تحتمي بسرية الدفاع الوطني وتشمل
الهياكل القاعدية العسكرية المخصصة لتنفيذ المهام الرئيسية للدفاع الوطني".
وجاء هذا االستثناء تغليبا لمصلحة الدولة من خالل المحافظة على سرية هياكلها الدفاعية على حساب
القواعد المنظمة لرخصة البناء.1
-البنايات التابعة لبعض الدوائر الوزارية والهيئات العمومية :أضافت المادة 2/01من المرسوم التنفيذي
رقم 19-15بعض اله ياكل القاعدية الخاصة التي تكتسي طابعا استراتيجيا من الدرجة األولى ،والتابعة
لبعض الدوائر الوزارية أو الهيئات أو المؤسسات.
-البنايات الواقعة خارج المنطقة العمرانية للبلدية :على عكس سابقيها ،أشار إليها القرار الوزاري
المشترك بين وزير الفالحة ووزير السكن ،المؤرخ في 03سبتمبر ،1992متمم بالقرار الوزاري المشترك
المؤرخ في 18نوفمبر ،2015المتعلق بحقوق البناء المطبقة على األراضي الموجودة خارج األجزاء
الحضرية للبلديات.
أوجب القرار الوزاري على من يريد البناء خارج المحيط العمراني مراعاة مقاييس اإلنجاز المطلوبة في
نفس القرار التنظيمي بعد الحصول على مجرد تصريح بالبناء فقط.2
ب -مضمون طلب رخصة البناء :يجب على صاحب طلب رخصة البناء الذي يكون وفق النموذج 3المحدد
بموجب المرسوم التنفيذي رقم 19-15أن يرفق ملف بوثائق تثبت صفته ،وبمستندات خاصة بالبناء ،والتي
حددتها (المادتين ،42و 43من المرسوم التنفيذي رقم )19-15على الترتيب.
-1الوثائق التي تثبت صفة طالب رخصة البناء :يتم تقديم طلب رخصة البناء مرفق بعقد الملكية أو
نسخة من شهادة الحيازة ،أو توكيال أو نسخة من القانون األساسي لمحتوى الملف اإلداري الواجب إرفاقه لطلب
رخصة البناء ،كذلك على مراجع رخصة التجزئة بالنسبة للبنايات المبرمجة على قطعة أرض تقع ضمن
تجزئة مخصصة للسكنات أو لغرض آخر ،شهادة القابلية لالستغالل التي تسلم من طرف السلطة المختصة،
بالنسبة للبنايات الواقعة ضمن أرض مجزأة برخصة تجزئة باإلضافة إلى قرار السلطة المختصة الذي
يرخص ب إنشاء أو توسيع مؤسسات صناعية وتجارية مصنفة في فئات المؤسسات الخطيرة وغير الصحية أو
المزعجة.
كما يمكن لصاحب الطلب أن يوضح بأن إنجاز األشغال يخص بناية أو عدة بنايات في حصة أو عدة
حصص ،في هذه الحالة يلتزم صاحب الطلب لدعم طلبه بتقديم كل الوثائق المكتوبة والبيانية التي تبين
القوام.4.
-2الوثائق الخاصة بالبناء :إلى جانب الوثائق التي تثبت صفة طالب رخصة البناء ،حدد المرسوم
1
التنفيذي رقم 19-15بعض الوثائق الخاصة بالبناء ،تتمثل في ملف يتعلق بالهندسة المعمارية ،وآخر تقني.
28
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل هذه الوثائق تبين مدى انسجام مشروع البناء مع قواعد العمران ،ومدى انسجامه مع قواعد حماية
البيئة ،والتي يتولى تقديمها طالب رخصة البناء ،والمتمثلة فيما يلي:
-الملف المتعلق بالهندسة المعمارية :يتمثل الملف المتعلق بالهندسة المعمارية فيما يلي:
-مخطط الموقع على سلم مناسب يسمح بتحديد موقع المشروع،
-مخطط الكتلة على سلّم 200/1بالنسبة للقطع األرضية التي مـسـاحـتـهـا تـقل أو تساوي 500م ،2أو
على سلم 500/1بالنسبة للقطع األرضية التي مساحتها تقل أو تـسـاوي 5000م 2وتـتـعـدى 500م،2
وعلى سلّم 1000/1بالنسبة للقطع األرضية التي مساحتها تتجاوز 5000م ،2ويـحـتـوي هذا المخطط على
البيانات اآلتية :حدود القطعة األرضية ومساحتها وتوجهها ورسم األسيجة عند االقتضاء ،منحنيات المستوى
أو مساحة التسطيح والمقاطع التخطيطية للقطعة األرضية ،نوع طـوابـق الـبـنـايـات المجاورة أو ارتـفـاعـهـا
أو عددها ،ارتفاع الـبـنـايـات المـوجـودة والمبرمجـة على القطعة األرضية أو عدد طوابقها وتخصيص
المساحات المبنية وغير المبنية ،المساحة اإلجمالية لألرضية والمساحة المبنية على األرض ،بيان شبكات
التهيئة الموصولة بالقطعة األرضية مـع مـواصـفـاتـهـا الـتـقـنـيـة الرئيسية ،وكذا نقاط وصل ورسم شبكة
الطرق والقنوات المبرمجة على المساحة األرضية.
-الـتـصـامـيـم المخـتـلـفـة المـعـدة عـلى الـسـلـم 50/1بالنسبة للبنايات التي تقل مساحة مشتمالتها عن
300م 2وعـلى سـلـم 100/1بـالـنـسـبـة لـلـبـنـايـات الـتـي تـتـراوح مساحة مشتمالتها بين 300م 2و600
م 2وعلى سلم 200/1بال نسبة لباقي البنايات :للتوزيعات الداخلية لمختلف مستويات البناية والمحالت التقنية،
وكذا الواجهات ،بما في ذلك واجهات األسيجة والمقاطع الترشيدية والصور ثالثية األبعاد التـي تـسـمـح
بـتـحـديد موقع المشروع في محيطه القريب ،عند االقتضاء.
ينبغي أن يوضع تـخـصـيـص م ـخـتـلف المحالت على التصاميم .ويجب أن تبين بوضوح األجزاء القديمة
التي تم االحتفاظ بها أو األجزاء التي تـم هـدمـهـا واألجزاء المبرمجة وذلك بالنسبة لمشاريع تحويل الواجهات
أو األشغال الكبرى.
-مذكرة تـتـضـمـن الكشف الوصفي والـتـقـديـري لألشغال وآجال إنجاز ذلك،
-الوثائق المـكتـوبـة والـبـيـانـيـة التي تدل على البناء بحصص ،عند االقتضاء.
-الملف التقني :باستثناء مشاريع البنايات الخاصة بالسكنات الفردية ،يجب إرفاق المذكرة بـالـرسـوم
الـبـيـانـيـة الضرورية وتتضمن البيانات اآلتية :عدد العمال وطاقة استقبال كل محل ،طريقة بناء األسقف
ونوع المواد المستعملة ،وصـف مـخـتـصـر ألجهزة الـتـمـويـن بـالـكـهـربـاء والغاز والتدفئة والـتـوصـيـل
بـالمياه الصالحة للشرب والتطهير والتهوية ،تصاميم شبكات صرف المياه المستعملة ،وصف مـخـتـصـر
لـهـيـئـات إنتاج المواد األولية والمنتجات المصنعة وتحويلها وتخزينها بالنسبة للبنايات الصناعية ،الوسائل
الخاصة بالدفاع والنجدة من الحرائق ،نوع المواد السائلة والصلبة والغازية وكمياتها المضرة بالصحة
العمومية وبالزراعة والمحيط ،الموجودة المياه في المستعملة المصروفة وانبعاث الغازات وأجهزة المعالجة
والتخزين والتصفية ،مـسـتـوى الضجيج المنبعث بـالـنـسـبـة لـلـبـنـايـات ذات االسـتـعـمـال الـصـنـاعـي
والـتـجـاري ،والمـؤسـسـات المخصصة الستقبال الجمهور.
29
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-تـتضـمـن دراسة الهندسة المدنية :تقريرا يعده ويوقعه مهندس معتمد في الهندسة المدنية ،يوضح( :تحديد
ووصف الهيكل الحامل للبـنـايـة ،توضيح أبعاد المنشآت والعناصر التي تكون الهيكل) ،تـصـامـيـم الـهـيـاكـل
عـلى نـفـس سـلـم تـصـامـيـم ملف الهندسة المعمارية.
تجدر اإلشارة هنا إلى أن المشرع الجزائري أوجب توفير هذه البيانات بصفة دقيقة في طلب رخصة البناء
سواء أكان الطلب من أجل ت شييد البناية الجديدة أو حالة التعديل أو التعلية أو الدعم .فلم يفرق بين هذه
الملفات ،وفي كل الحاالت يطلب البيانات والمستندات التي تحتوي على الدقة والتفصيل.1
كما يجب حسب المادة 55من القانون رقم 29-90أن تعد الوثائق المرفقة بطلب رخصة البناء وتؤشر
من قبل مهندس معماري ،وتضيف المادة 44من المرسوم التنفيذي رقم 19-15على أن تعد الوثائق المتعلقة
بالتصميم المعماري ودراسات الهندسة المدنية المرفقة بطلب رخصة البناء ،باالشتراك بين مهندس معماري
ومهندس في الهندسة المدنية ،وتؤشر من طرفيهما ،ذلك بغرض تشديد الرقابة ،كما يمكن أن يطلب من
مصالح التعمير المختصة إقليميا دراسة ملف الهندسة المعمارية لمشاريع البناء قصد الحصول على رأي
مسبق قبل إعداد الدراسات التقنية المتعلقة بالهندسة المدنية وأجزاء البناء الثانوية.2
ثانيا -دراسة طلب رخصة البناء :بعد استكمال الملف المرفق بطلب رخصة البناء سالف الذكر من طرف
طالب الرخصة ،يمر طلب رخصة البناء عبر عدة جهات ومراحل قبل البت فيه وإصدار قرار بشأنه ،فيتم
إرساله إلى الجهة المختصة بتسلمه ،أين ترسله هي األخرى إلى جهة مختصة بالتحقيق فيه ،والتي تستشير في
ذلك عدة مصالح ،ولرأي هذه األخير الدور الكبير في تحديد مصير طلب رخصة البناء.
أ -الجهة المختصة بتسلم طلب رخصة البناء :حدد المشرع الجزائري في المادة 45من المرسوم التنفيذي
رقم 19-15الهيئة اإلدارية المختصة بتسلم طلب رخصة البناء ،والمتمثلة في رئيس المجلس الشعبي البلدي
لبلدية محل وجود قطعة األرض أو البناء مح ل الرخصة ،إذ يتم إرسال طلب رخصة والملفات المرفقة سالفة
الذكر من طرف طالب الرخصة إلى السيد رئيس المجلس الشعبي البلدي في ثالث ( )03نسخ بالنسبة
لمشاريع البنايات الخاصة بالسكنات الفردية ،وفي ثماني ( )08نسخ إذا تعلق األمر بالمشاريع األخرى التي
تحتاج إلى رأي المصالح العمومية.
يسجل ويقيد الطلب مقابل وصل 3يسلمه رئيس المجلس الشعبي البلدي في نفس اليوم ،وذلك بعد التأكد
والتحقق من الوثائق الضرورية التي ينبغي أن تكون مطابقة لتشكيل الملفات اإلدارية والتقنية والهندسة
المعمارية ،مع ضرورة ذكر الوثائق المقدمة بطريقة مفصلة في الوصل ،ويعتبر تاريخ إيداع الملف وتسليم
الوصل بداية احتساب اآلجال القانونية للبث في الطلب.
أما إذا كانت وثائق الملف ناقصة كما هو محدد في المادة 43من المرسوم التنفيذي رقم 19-15فيكون
لرئيس المجلس الشعبي البلدي االمتناع عن تقديم الوصل إلى غاية استكمال الوثائق الضرورية ،وبعد
استكمالها يسلم له الوصل من تاريخ إبداع الوثائق كاملة.4
30
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب -الجهة المختصة بالتحقيق في طلب رخصة البناء :فرض القانون رقم 29-90التخطيط لتجسيد
السياسة العمرانية ،وذلك بتغطية كل بلدية بنوعين من المخططات هما المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير
ومخطط شغل األراضي ،وهو ما نصت عليه المادة 1/46من المرسوم التنفيذي رقم 19-15على أنه:
"يتناول تحضير الطلب مدى مطابقة مشروع البناء لتوجيهات مخطط شغل األراضي ،وفي حالة عدم وجوده
التعليمات المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير و/أو للتعليمات المنصوص عليها تطبيقا لألحكام المتعلقة
بالقواعد العامة للتهيئة والتعمير".
فالتحقيق في طلب رخصة البناء يهدف إلى التأكد من مطابقة المشروع موضوع طلب رخصة البناء
المخططات العمران ،ففي حالة وجود مخطط شغل األراضي يتم التأكد من تماشي المشروع معه ،وذلك على
ضوء الوثائق المكونة لملف الطلب ،مع أخذ خصوصيات البناية من موقع وحجم ومظهر وغير ذلك بعين
االعتبار ،أما في حالة انعدام مخطط شغل األراضي فيتم التأكد من انسجام مشروع البناء موضوع طلب
الرخصة مع المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير إن وجد ،ومع القواعد العامة للتهيئة والتعمير ،أو بالعودة إلى
هذه القواعد وحدها.1
ويتولى التحقيق في طلب رخصة البناء جهاز مستحدث في كل من البلدية والمقاطعة اإلدارية والوالية،
يتمثل في الشباك الوحيد للبلدية والشباك الوحيد للمقاطعة اإلدارية ،والشباك الوحيد للوالية ،نتناولهم تباعا:
-1الشباك الوحيد للبلدية :تكون دراسة طلب رخصة البناء بموجب نص المادة 48من المرسوم التنفيذي
رقم 19-15على مستوى الشباك الوحيد للبلدية 2المستحدث بموجب هذا المرسوم عندما يكون إصدار
رخصة البناء من اختصاص رئيس المجلس الشعبي البلدي ،إذ يرسل الشباك الوحيد للبلدية نسخة من ملف
الطلب إلى المصالح المستشارة من خالل ممثليها فيه ،وذلك في أجل ثمانية ( )08أيام التي تلي تاريخ إيداع
الطلب والملف.
يفصل الشباك الوحيد للبلدية في طلبات رخص البناء في أجل خمسة عشر ( )15يوما التي تلي تاريخ
إيداع الطلب 3،ويبلغ رأي مصالح الدولة المكلفة بالعمران على مستوى الدائرة من خالل ممثل قسمها
الفرعي.4
-2الشباك الوحيد للوالية والشباك الوحيد للمقاطعة اإلدارية :عندما يكون تسليم رخصة البناء من
اختصاص الوالي المنتدب أو الوالي أو الوزير المكلف بالعمران ،يتولى عملية دراسة طلب رخصة البناء
الشباك الوحيد للوالية أو الشباك الوحيد للمقاطعة اإلدارية 5،وهو ما نصت عليه المادة 49من المرسوم
31
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التنفيذي رقم 19-15المعدلة بموجب المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 1،342-20إذ يرسل رئيس
المجلس الشعبي البلدي ملف الطلب مرفقا برأي مصالح التعمير التابعة للبلدية في سبع ( )7نسخ ،إلى مصلحة
الدولة المكلفة بالعمران للوالية أو المقاطعة اإلدارية ،قصد إبداء رأي مطابق ،وذلك في أجل الثمانية ( )8أيام
الموالية لتاريخ إيداع الطلب.
ترسل نسخة من الملف إلى المصالح المستشارة من خالل ممثليها في الشباك الوحيد للوالية أو الشباك
الوحيد للمقاطعة اإلدارية.
يجب أن يفصل الشباك الوحيد للوالية الذي يرأسه مدير التعمير أو ممثله والشباك الوحيد للمقاطعة اإلدارية
الذي يرأسه المديـر المنتدب المكلف بـالتعـمير أو ممثله في الطلبات ،وذلك في أجل الخمسة عشر ( )15يوما
الموالية لتاريخ إيداع الطلب الملف.
كما يجب على رئيس المجلس الشعبي طبقا لنص المادة 73من القانون رقم 29-90البلدي واألعوان
المؤهلين قانونيا ،زيارة كل البنايات في طور اإلنجاز والقيام بالمعاينات التي يرونها ضرورية ،وطلب الوثائق
2
التقنية الخاصة بالبناء واالطالع عليها ،وذلك في أي وقت.
ج -المصالح المستشارة أثناء التحقيق :تجمع المصلحة المختصة المكلفة بتحضير طلب رخصة البناء
طبقا للمادة 47من المرسوم التنفيذي رقم 19-15لكي تفصل باسم السلطة المختصة ،الموافقات واآلراء
طبقا لألحكام ا لتشريعية والتنظيمية المعمول بها لدى األشخاص العموميون أو المصالح أو الجمعيات المعنية
بالمشروع عند االقتضاء.
هذه األشخاص إن لم يصدروا ردا بعد استشارتهم في أجل ثمانية ( )08أيام ابتداء من تاريخ استالم طلب
الرأي ،وبعد تذكير مدته ثمان وأربعون ( )48ساعة ،تعد كأنها أصدرت رأيا بالموافقة.
ويستشار بصفة خاصة كأشخاص عموميين ،كل من:
-مصالح الدولة المكلفة بالعمران على مستوى الوالية،
-مصالح الحماي ة المدنية لـتشييد بنايات ذات اسـتعمال صـناعي أو تجاري ،وبـصفة عامة ،كل بناية
تستعمل الستقبال الجمهور وكذا بالنسبة لتشييد بنايات سـكنية هامة التي يمكن أن تـكون موضوع تبعات
خاصة ،ال سيما فيما يتعلق بمحاربة الحرائق،
-المصالح المخـتـصة باألماكن واآلثار الـتار يخـية والسياحة ،عندما تكون مشاريع البنايات موجودة في
مناطق أو مواقع مصنفة في إطار التشريع المعمول به.
-مصالح الدولة المكلفة بالفالحة على مستوى الواليـة أو المقاطعة اإلدارية في الواليات التي تم إحداث
هذه األخيرة فيها ،في إطار أحكام المـادة 49مـن الـقـانـون رقـم ،29-90
-مصالح الدولة المكلفة بالبيئة على مستوى الوالية أو المقاطعة اإلدارية في الواليات التي تم إحداث هذه
األخيرة فيها.
-1المرسوم التنفيذي رقم 342-20المؤرخ في 22نوفمبر ،2020يعدل ويتمم المرسوم التنفيذي رقم 19-15الذي يحدد
كيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها ،جريدة رسمية عدد 71
-2راجع اقلولي اولد رابح صافية ،المرجع السابق ،ص 158
32
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثا -البت في طلب رخصة البناء :عند االنتهاء من دراسة طلب رخصة البناء والتحقيق فيه من قبل
الجهات المختصة بذلك ،يتعين على اإلدارة ممثلة في جهات مختصة أن تصدر قرارها بشأن الطلب ،ويكون
قرارا بالموافقة عليه إذا توفرت الشروط المطلوبة ،وقد يكون قرارا بالرفض في غير ذلك ،أو قرارا بالتأجيل
في الفصل بالطلب.
أ -الجهات المختصة بإصدار القرار المتعلق برخصة البناء :يتم تسليم رخصة البناء من طرف رئيس
المجلس الشعبي البلدي ،والوالي ،والوالي المنتدب ،والوزير المكلف بالعمران .حسب أهمية المشروع المراد
تجسيده.1
-1رئيس المجلس الشعبي البلدي :نصت المادة 65من القانون رقم 29-90على أنه تسلم رخصة البناء
من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته ممثال للبلدية بالنسبة لجميع االقتطاعات أو البناءات في قطاع
يغطيه مخطط شغل األراضي ،ويوافي رئيس المجلس الشعبي البلدي في هذه الحالة الوالي بنسخة من
الرخصة.
كما يسلمها وفق ذات المادة بصفته ممثال للدولة في حالة غياب مخطط شغل األراضي بعد االطالع على
الرأي الموافق للوالي.
-2الوالي :نصت المادة 66من القانون رقم 29-90على تسليم الوالي لرخصة البناء ،ويكون ذلك في
حالة :البنايات والمنشآت المنجزة لحساب الدولة والوالية وهياكلها العمومية ،منشآت اإلنتاج والنقل وتوزيع
وتخزين الطاقة وكذلك المواد اإلستراتيجية ،اقتطاعات األرض والبنايات الواقعة في المناطق المشار اليها في
المواد 49 ،48 ،46 ،45 ،44من ذات القانون التي ال يحكمها مخطط شغل األراضي مصادق عليه.
وتطبيقا لهذه المادة ،نصت المادة 49من المرسوم التنفيذي رقم 219-15على اختصاص الوالي بمنح
رخصة البناء في الحاالت التالية:
-مشاريع االستثمار الـصناعي والسياحي ومشاريع التجهيزات العمومية أو الخاصة ذات المنفعة المحلية،
بالنظـر خصوصا إلى طبيعتها وحجمها ونطاقها،
-مشاريع السكن الجماعي أو الـفردي التي يفوق عدد سـكناتها مائتي ( )200وحدة سكنية،
األشغال والبنايات والمنشآت المنجـزة لحساب وممثليات الدول األجنبية أو المنظمات الدولية،
-المنشآت المنتجة والناقـلة والموزعة والمخزنة للطاقة والماء في إقليم الوالية،
-مشاريع البناء التي تشكل خطرا على المحيط الـمباشـر.
-3الوالي المنتدب :في الواليات التي تم إحداث المقاطعات اإلدارية فيها ،يكون من اختصاص الوالي
الـمنتدب تسليم رخص البناء (وفق المادة 49من المرسوم التنفيذي رقم )19-15في تلك المتعلقة بالمشاريع
اآلتية:
-مشاريع االستثمار الصناعي والسياحي والتجهيزات الـعمومية أو الخاصة ذات المنفعة الـمحلية ،بالنظر
خصوصا إلى طبيعتها وحجمها ونطاقها،
- 1أنظر المواد ،66 ،65و 67من القانون رقم ،29-90إضافة للمواد ،48و 49من المرسوم التنفيذي رقم 19-15
-2تم تعديل المادة 49من المرسوم التنفيذي رقم 19-15بموجب المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 342-20
33
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-مشاريع السكن الجماعي أو الـفردي التي يـفـوق عـدد سكنـاتها مـائتي ( )200وحدة سكنية وأقـل مـن
سـتمائة ( )600وحدة سكنية،
1
-مشاريع البناء التي تشكل خطرا على المحيط المباشر.
-4الوزير المكلف بالعمران :تسلم البناء طبقا للمادة 67من القانون رقم 29-90من قبل الوزير المكلف
بالتعمير بعد االطالع على رأي الوالي أو الوالة المعنيين بالنسبة للمشاريع المهيكلة ذات المصلحة الوطنية أو
الجهوية.
وحصرت المادة 49من المرسوم التنفيذي رقم 19-15اختصاص الوزير المكلف بالعمران في منح
رخصة البناء في الحاالت التالية:
-مشاريع االستثمار الـصناعي والسياحي ومشاريع التجهيزات العمومية أو الخاصة ذات المنفعة الوطنية،
-المنشآت المنتجة والناقلة والموزعة والمخزنة للطاقة والماء المتواجدة في إقليم واليتين ( )2أو أكثر.
ويكون تسليم باقي رخص البناء من اختصاص رئيس المجلس الشعبي البلدي.
ب -أنواع القرارات الصادرة في طلب رخصة البناء :يأخذ القرار المتخذ من الجهة المختصة بخصوص
طلب رخصة البناء عدة صور ،وهي:
-1قرار الموافقة على الطلب :إذا توافرت جميع شروط طلب رخصة البناء ،تصدر الجهة المختصة
قرارا بمنح الرخصة ،حيث يلزم رئيس المجلس الشعبي البلدي وفق المادة 51من المرسوم التنفيذي رقم -15
19بتبليغ القرار المتضمن رخصة البناء إلى صاحب الطلب بصفة إلزامية ،في جميع الحاالت ،خالل
العشرين ( )20يوما الموالية لتاريخ إيداع الطلب.
ويرفق حسب المادة 55من ذات المرسوم بنسخة من الملف المتضمن التأشيرة على التصاميم المعمارية
من طرف:
-مصالح التعمير ال تابعة للبلدية في حالة تسليم الرخصة من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي ،المديرية
المنتدبة المكلفة بالتعمير على مستوى المقاطعة اإلدارية في حالة تسليم الرخصة من طرف الوالي المنتدب،
المديرية المكلفة بالـتعمير على مـستوى الوالية في حالة تسليم الرخصة من طرف الوالي،
-المصالح المختصة على مستوى الوزارة المكلفة بالعمران في حالة تـسلم الرخصة مـن طـرف الوزير
المكلف بالعمران،
كما توضع نسخة مؤشرا عليها تحت تصرف الجمهور في مقر المجلس الشعبي البلدي.
وتحفظ نسخة مؤشر عليها مرفقة بالقرار في أرشيف المديرية المكلفة بالعمران على مستوى الوالية،
والمديرية المنتدبة المكلفة بالعمران على مستوى الواليات التي تم احداث المقاطعات اإلدارية فيها ،وتحتفظ
السلطة المختصة التي سلمت رخصة البناء بالنسخة األخيرة المؤشر عليها من القرار.1
-1راجع سماح فارة( ،قانون التهيئة والتعمير) ،محاضرات ألقيت على طلبة السنة الثانية ماستر – قانون عام ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة 8ماي -1975قالمة ،2020-2019 ،ص ص 70-69
34
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويكون القرار المتضمن رخصة البناء وفق النموذج والشكل المحدد في المرسوم التنفيذي رقم 19-15
المعدل بموجب المرسوم التنفيذي رقم .2342-20
-2قرار رفض الطلب :يجوز للسلطة المختصة بإصدار رخصة البناء رفض منح رخص البناء ،شريطة
تسبيب قراراها تطبيقا للمادة 62من القانون رقم ،29-90ويأخذ قرار الرفض صورتين ،إما رفض وجوبي
بنص القانون ،وإما رفض يصدر بناء على السلطة التقديرية لإلدارة.
-الحاالت التي يجب فيها على اإلدارة رفض طلب رخصة البناء :ال يمكن أن يرخص بالبناء إال إذا كان
المشروع المتعلق به موافقا ألحكام مخطط شغل األراضي المصادق عليه ،أو في طور المصادقة عليه بشرط
تجاوزه مرحلة التحقيق العمومي ،أو مطابقا لوثيقة تحل محل ذلك ،وهو ما نصت عليه المادة 52من
المرسوم التنفيذي رقم ، 19-15وبمفهوم المخالفة يعتبر قرار إداريا غير مشروع ذلك الذي يصدر بمنح
رخصة بناء بما يخالف توجيهات مخطط شغل األراضي ،كما يمكن أن يكون محل طعن باإللغاء.
أما في حالة ما إذا كان المشروع سيقام على أرض مجزأة ،فمنح رخصة البناء يبقى معلقا بشرط مطابقة
مشروع البناء لمقتضيات رخصة التجزئة أو دفتر الشروط المتعلق بها واألحكام التي يتضمنها ملفا ألراضي
المجزأة.3
-الحاالت التي يجوز فيها لإلدارة رفض طلب رخصة البناء :بالرجوع إلى الفقرة الثانية من المادة
السابقة ،أعطى المشرع من خاللها اإلدارة سلطة تقديرية في اتخاذ قرار رفض منح رخصة البناء ،وذلك في
حالة عدم وجود مخطط شغل األراضي أو وثيقة تحل محله في بلدية مشروع البناء ،وكان هذا األخير غير
مطابق لتوجيهات المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير أو للتعليمات المنصوص عليها في القواعد العامة للتهيئة
والتعمير.
وعليه فإن اإلدارة متى قدرت أن مشروع البناء مخالف لهذه التوجيهات ،أصدرت قرارها بعدم منح
رخصة البناء ،ويعتبر قرار صحيحا طالما هو مبني وفق مقتضيات السلطة التي منحها لها القانون في هذا
الصدد.4
-3قرار تأجيل الفصل في الطلب :بينت المادة 64من القانون رقم 29-90أن طلب رخصة البناء قد
يكون محل تأجيل لمدة ال تتجاوز سنة واحدة ( )01إذا كانت أدوات التهيئة والتعمير في طور اإلعداد في
المنطقة التي قدم فيها الطلب.
وفي ذات السياق نصت المادة 53من المرسوم التنفيذي رقم 19-15على أنه "يمكن أن يكون طلب
رخصة البناء محل قرار تأجيل يتم الفصل فيه" .وبينت نفس المادة أن السلطة المختصة في منح رخصة البناء
هي المخولة قانونا بإصدار قرار التأجيل ،وحددت األسباب التي يتم االستناد إليها كمبررات للتأجيل ،حيث
يصدر هذا القرار عندما تك ون القطعة األرضية المعنية بالبناء داخلة ضمن مساحة لدراسة التهيئة والتعمير
الجارية ،على أالّ يتجاوز ذلك سنة واحدة ،وذلك لتفادي التعارض الذي يمكن أن يحدث بينهما وبين مخطط
-1راجع بن شرف نسيمة ،عاللي نصيرة ،النظام القانوني لرخصة البناء في القانون الجزائري ،مقال منشور بمجلة القانون
والعلوم السياسية ،معهد الحقوق والعلوم السياسية ،المركز الجامعي صالحي أحمد -النعامة ،المجلد ،08العدد ،2022 ،02
ص 634
-2أنظر الملحق رقم ،04ص 132
-3راجع تونسي صبرينة ،المرجع السابق ،ص 256
-4المرجع نفسه ،ص 256
35
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شغل األراضي بعد تسليمها ،وفي هذا اإلطار يعتبر تأجيل البت في طلب رخصة البناء إجراء وقائيا شريطة
أن يوازن بين المصلحتين العامة والخاصة.1
-1راجع بالة عبد العالي ،الوجيز في شرح قانون التعمير وفقا ألحدث التعديالت ،المرجع السابق ،ص ص 123-122
36
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
37
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ -التعريف اللغوي للتسوية :نعني بالتسوية :إيجاد حل ،اتفاق إلنهاء الخالف تقابلها بالفرنسية:
قومه وعدّله ،أي"سواه"ّ :
"مسو" ،ونقول ّ
ّ "سوى"" ،يسوي" ،فهو Régularisationوهي من فعلّ :
جعله سويّا ال عوج فيه.1
ومن المصطلحات المرادفة للتسوية نجد "الصلح" بالضم وسكون الالم ،اسم مشتق من
المصالحة عكس المخاصمة ،فيقال لغة صلح وصلح صلوحا ،فهو صالح :من الصالح الذي هو عكس
الفساد.
وجاء الصلح بمعنى آخر قطع المنازعة ،ويقال صلح الشيء إذا زال عنه الفساد.
أما الصلح في الشريعة اإلسالمية فكان محل خالف بين المذاهب ،ففي المذهب المالكي المعمول به
في الجزائر 2،عرف الصلح بأنه انتقال عن حق لرفع نزاع أو خوف أو وقوعه .أما المذهبين الحنبلي
والشافعي فيتفقان على أنه قطع للنزاع.3
ب -التعريف االصطالحي :تعددت اآلراء الفقهية حول تعريف التسوية القانونية ،وبالرغم من
االختالف في صياغته فإنها متفقة من ناحية الحكم وهو فض النزاع القائم وقطع الخصومة.
أما عن التسوية في مجال العمران ،فقد تم تعريفها على أنها "إجراء تتخذه الجهة اإلدارية
المختصة من أجل تسوية وضعية البنايات التي تم إنجازها أو مازالت قيد اإلنجاز بطريفة مخالفة
للقوانين سارية المفعول".4،
أوهي "القرار اإلداري الذي يصدر من جهة مختصة قانونا ،تمنحه للشخص الذي شيد بناء غير
مشروع ،ونقله من مجال المخالفة إلى المجال المطابق للقانون".5
فهي "مجموعة اإلجراءات المتضمنة لدراسات وقرارات تتخذها الجهات المختصة من أجل تسوية
وضعية البنايات المخالفة ألحكام التشريعات سارية المفعول".6
ج -التعريف القانوني :يالحظ أن المشرع الجزائري لم يعرف التسوية في المرسوم التنفيذي رقم
55-22المحدد ل شروط تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة ،غير أنه أورد لها
تعريفا في القانون رقم 15-08المحدد لقواعد مطابقة البنايات وإتمام إنجازها ،بالضبط في المادة
38
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5/02منه على أنها "الوثيقة اإلدارية التي يتم من خاللها تسوية كل بناية تم إنجازها أو لم يتم ،بالنظر
للتشريـع والتنظيم المتعلق بشغل األراضي وقواعد التعمير".1
وهذا على خالف القانون رقم 25-90المتضمن المتعلق بالتوجيه العقاري الذي اكتفى فيه المشرع
2
الجزائري بالنص على أحكام التسوية فقط دون أو يورد تعريفا لها.
انطالقا من التعريف االصطالحي الفقهي والقانوني للتسوية وإجراء تحقيق المطابقة ،يمكن تعريف
هذه األخيرة بأنها" :آلية قانونية تتضمن مجموعة من اإلجراءات الواجب احترامها لتسوية وضعية
البنايات غير القانونية المتممة وغير المتممة ،من حيث الملكية العقارية والوضعية العمرانية –المظهر
3
الجمالي -للبناية ،وتتوجه بتسليم وثيقة إدارية تثبت المطابقة".
ثانيا -تمييز التسوية عن األنظمة القانونية األخرى :إن للتسوية القانونية مقومات وعناصر
تميزها عن غيرها من األنظمة القانونية كالتحكيم ،ترك الخصومة ،ونظام الوساطة القضائية
المنصوص عليه في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
أ -تمييز التسوية عن التحكيم :التحكيم هو صورة شبه قضائية من أجل فض النزاع القائم وديا
بين األطراف المتنازعة في المسائل التجارية أو المدنية 4،والذي يختتم بقـرار الصادر عــن المحكم
الذي يفصل بشكل قطعي على نحو كلي أو جزئي في المنازعة المعروضة عليه ،سواء تعلق هذا
القرار بموضوع المنازعة ذاتها أو باالختصاص أو بمسألة تتضمن باإلجراءات التي أدت بالمحكم إلى
الحكم بإنهاء الخصام.5
تتفق التسوية مع التحكيم خاصة في مجاله التجاري في أن كل منهما يهدف إلى إنهاء منازعة قائمة
دون استصدار حكم قضائي.
أما عنصر االختالف بينهما فيكم في أن التحكيم ال نجد فيه عنصر التنازل المتبادل للحقوق ،وإنما
يعرض المسألة أمام شخص ثالث متفق عليه من الجانبين ،عالوة على أنه في التسوية تكون األطراف
ال متنازعة هي التي تنهي النزاع القائم أما في التحكيم فالشخص المفوض هو الذي يتولى إنهاء
6
النزاع.
- 1يقصد "بإتمام إنجاز البناية" وفق نفس المادة" :اإلنجاز التام للهيكل والواجهات والشبكات والتهيئات التابعة لها"،
بينما يقصد "بالشبكات"" :طرق السيارات وطرق الراجلين وملحقاتها وشبكات التزويد بالماء الشروب وشبكة إخماد
النار وقنوات التطهير وقنوات وتجهيزات الكهرباء والغاز واالتصاالت التي تزود البنايات"،
أما "التهيئة" " :أشغال معالجة سطح األراضي وتدعيم المنحدرات وغرس األشجار ووضع أثاث حضري وإنجاز
المساحات الخضراء وتشييد السياج".
- 2راجع فايزة جروني ،مليكة بطينة( ،التدابير المتبعة لتسوية البنايات غير المطابقة في إطار القانون ،)15-08
مجلة العلوم القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الشهيد حمة لخضر – الوادي ،المجلد ،09
العدد ،03ديسمبر ،2018ص 744
-3راجع بالة عبد العالي ،الدل يل العملي في إجراءات تسوية البنايات غير القانونية ،المرجع السابق ،ص 106
- 4راجع عبد المجيد بوالسيلو ،المرجع السابق ،ص 94
- 5راجع سراغني بوزيد ،التحكيم في القانون الجزائري ،مجلة دراسات وأبحاث – المجلة العربية في العلوم
اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة زيان عاشور – الجلفة ،المجلد ،09العدد ،29ديسمبر ،2017ص 213
-6راجع عبد المجيد بوالسيلو ،المرجع السابق ،ص 94
39
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب -تمييز التسوية عن ترك الخصومة :الخصومة تنشأ بين مجموعة من األشخاص ،وكل شخص
–في إطارها– يقوم بنشاط معين وفق أشكال محددة في القانون ،وأن تركها هو التنازل عن مجموعة
اإلجراءات التي تمت فيها وزال جميع اآلثار القانونية الناشئة عن قيامها 1،بما فيها عريضة افتتاح
الخصومة ،فيعود الخصوم إلى مراكزهم القانونية السابقة قبل رفع الدعوى أمام المحكمة .كما تزول
جميع اآلثار المترتبة عن المطالبة القضائية كقطع مدة التقادم وحساب الفوائد التأخيرية ورد الثمار.2
ومن هذا المفهوم يبرز الفارق بين ترك الخصومة والتسوية ،إذ أن محل التنازل عن الحق في
ترك الخصومة هو مجموعة اإلجراءات التي قام بها المدعي في سبيل الحصول على حكم قضائي
يكرس حقه المعتدى عليه ،بينما موضوع التنازل في التسوية هو عدم اللجوء إلى المحكمة في النزاع
القائم أي عدم تسويته قضائيا ،ويترتب على هذا أنه في حالة ترك الخصومة للمدعي أن يجدد الدعوى
3
القضائية أمام نفس الجهة التي رفع أمامها الدعوى ،على خالف التسوية التي تنهي الخصومة نهائيا.
ج -تمييز التسوية عن الوساطة :لم يعرف المشرع الجزائري الوساطة كطريق بديل لتسوية
النزاعات في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية إذ اكتفى بتوضيح إجراءات ممارستها وكيفية سير
عمل الوسيط ،لكن يمكن تعريفها على أنها نظام بديل غير إجباري ألطراف النزاع ،يصدر عن
اإلرادة الخالصة للمتنازعين ،هدفها الرئيسي التسوية الودية للنزاع بإرساء الحوار بين الطرفين
بمساعدة طرف ثالث محايد يدعى الوسيط.4
يمكن القول أن الوساطة والتسوية يجتمعان ويتشابهان في أن كالهما له أثر منهي للخصومة إذا ما
تم نجاحهما ،وأن كالهما له نفس حجية الحكم القضائي ،وأن كالهما سند تنفيذي يخول ألي طرف
مطالبة الطرف اآلخر بالحقوق المترتبة عن االتفاق.
في حين يختلفان في أن الوساطة تستند إلى شخص ثالث سواء كان شخصا طبيعيا أو جمعية يسمى
"الوسيط" ،أما الصلح أو التسوية فيمكن أن يعرضه الخصوم أو األطراف ،كما أن الوساطة تُطرح
قبل الخوض في النزاع عكس التسوية التي يمكن اللجوء إليها في أي مرحلة من مراحل الخصام
5
القابل للتسوية.
ثالثا -مشروعية التسوية القانونية :بالنظر في موضوع التسوية ،نجد انقسام الفقهاء ورجال
القانون بين مؤيد لها كآلية قانونية تمحو الفعل المخالف أو الجرم في حالة تجريمه ،وبين معارض
لها.
-1راجع عمر زودة ،اإلجراءات المدنية واإلدارية في ضوء آراء الفقهاء وأحكام القضاء ،ط ،3دار بلقيس للنشر،
الجزائر ،2023 ،ص 482
-2وهو ما نصت عليه المواد 317و 825من القانون المدني الجزائري.
لمزيد من التفصيل راجع عمر زودة ،المرجع السابق ،ص 492
-3راجع عبد المجيد بوالسيلو ،المرجع السابق ،ص ص 95-94
- 4راجع عماروش سميرة( ،الوساطة في المواد المدنية في التشريع الجزائري بين النص القانوني والواقع
المجتمعي) ،المجلة ا لجزائرية للعقوم القانونية واالقتصادية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر 1بن يوسف بن خدة ،المجلد
،54العدد ،02جوان ،2017ص 164
-5راجع عبد المجيد بوالسيلو ،المرجع السابق ،ص 95
40
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ -المؤيدون للتسوية :يجد المؤيدون للتسوية مبرراتهم في أن التسوية تخفف العبء على كاهل
الخصوم من حيث الوقت والتكاليف باعتبارها طريقة ناجعة إلنهاء النزاع بالتراضي وبصورة تامة.
كما تخفف التسوية العبء على كاهل القضاء الذي يشكو عددا معتبرا وهائال من القضايا.
إضافة إلى أن التسوية توفر موار د مالية للخزينة العمومية خاصة وأن التسوية في إطار المرسوم
التنفيذي رقم 55-22تكون مقابل غرامات مالية.1
وأنها تحقق التوازن بين المصالح المتعارضة والمتكاملة ،منها مصلحة المواطن في الحصول على
سكن الئق ومحترم ،ومصلحة المجتمع في أمنه واستقراره.2
ب -المعارضون للتسوية :أما الفئة المعارضة للتسوية فيأخذون رأيهم هذا في تعارض هذه
األخيرة مع المبدأ الدستوري القاضي بضرورة الفصل بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية في حين
أن التسوية تسند لإلدارة دور الخصم والحكم في مواجهة المخالف ،كما هو الحال في جرائم التعمير.
وأن التسوية تقصي الضمانات التي تكفلها اإلجراءات الجزائية للمخالف خاصة فيما يتعلق بحقوق
3
الدفاع والمحاكمة العادلة من قبل فاض محايد ومستقل ،مع تأثيرها على مبدأ المساواة في العقوبة.
الفرع الثاني :التسوية في التشريع الجزائري.
بادر المشرع الجزائري رغبة فيه في حل معضلة البناء غير المشروع وتسويته بداية بإصدار
األمر رقم 01-85الذي يحدد انتقاليا قواعد شغل األراضي قصد المحافظة عليها وحمايتها 4،وهذا
من أجل معالجة وتسوية وضعية البنايات المنجزة دون رخصة وفق إجراءات إدارية محضة تباشرها
مصالح البلدية بعد عملية إحصاء لهذه البنايات ،تالها إصدار المرسوم رقم 212-85المحدد لشروط
تسوية أوضاع الذين يشغلون فعال أراضي عمومية أو خصوصية كانت محل عقود أو مباني غير
مطابقة للقواعد المعمول بها وشروط إقرار حقوقهم في التملك والسكن 5،إال أنه رغم ذلك لم تتمكن
السلطات العمومية من تسوية وضعية هذه الظاهرة التي تفاقمت حدّتها ال سيما بعد تسعينيات القرن
الماضي ألسباب ِعدّة ،مما ألحقت ضررا فادحا بالنسيج العمراني في الجزائر.
أدى هذا إلى تزايد وتوسع وعاء األبنية غير المشروعة لعدم مطابقتها لقوانين التهيئة والتعمير
شه مجمل النسيج الحضري لمدننا ،وتعكس صورة بائسة للتجمعات المعمول بها ،والتي ال تزال تو ّ
السكنية ،وحتى على أمن المواطنين وسالمتهم.
-1يتعين على المستفيد من إجراء التسوية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 55-22دفع تعريفة أو رسم تحقيق
المطابقة المحدد والمقدر في ذات المرسوم حسب عدة اعتبارات ،وهو المنصوص عليه بموجب قانون المالية لسنة
2017في المادة 113منه.
-2راجع عبد المجيد بوالسيلو ،المرجع السابق ،ص 93
-3المرجع نفسه ،ص 93
-4األمر رقم 01- 85المؤرخ في 13أوت ، 1985يحدد انتقاليا قواعد شغل األراضي قصد المحافظة عليها
وحمايتها ،جريدة رسمية عدد ،34ملغى بالقانون رقم 29-90المتعلق بالتهيئة والتعمير
-5المرسوم رقم 212- 85المؤرخ في 13أوت ، 1985يحدد شروط تسوية أوضاع الذين يشغلون فعال أراضي
عمومية أو خصوص ية كانت محل عقود و/أو مباني غير مطابقة للقواعد المعمول بها وشروط إقرار حقوقهم في التملك
والسكن ،جريدة رسمية عدد 34
41
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرة أخرى بإصدار القانون رقم 15-08المحدد لقواعد مطابقة لذا بادر المشرع الجزائري ّ
البنايات وإتمام إنجازها لمواجهة وضع عمراني مزري يطبع النسيج العمراني الجزائري ،وذلك عن
طريق ا ستحداث آليات إدارية تقنية ملزمة من أجل وضع حد لحاالت عدم إنهاء البنايات ،وكذا تحقيق
مطابقة البنايات المنجزة ،أو التي شرع في إنجازها قبل تاريخ صدور هذا القانون بأثر رجعي ،متى
كانت قابلة للمطابقة في إطار التسوية ،وهذا لتدارك عجز القانون رقم 29-90المتعلق بالتهيئة
والتعمير عن تكلفة بآليات الرقابة بنوعيها القبلية والبعدية.1
إال أنه وألسباب عديدة ،وفي محاولة البحث عن آليات تطبيق القانون وإزالة العقبات التي تواجه
اإلدارة خالل عملية تسوية البنايات ،أصدر المشرع الجزائري المرسوم التنفيذي رقم 55-22الذي
ينصرف مضمونه إلى تحديد شروط تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة ،والذي
صدر تطبيقا لنص المادة 113من قانون المالية لسنة ،2017والمعدلة بموجب المادة 144من
قانون المالية لسنة ،2021إضافة للمادة 151من قانون المالية لسنة .22022
ونتناول في هذا الفرع مجموع النصوص القانونية الرامية لتسوية البنايات غير القانون في التشريع
الجزائري (أوال) ختاما بالمرسوم التنفيذي رقم 55-22الذي نفرد له عنوانا مستقال كونه محل البحث
في هذه الورقة البحثية (ثانيا).
أوال -التسوية قبل صدور المرسوم التنفيذي رقم :55-22تطرق المشرع الجزائري للتسوية قبل
صدور المرسوم التنفيذي رقم 55-22وذلك من خالل النصوص القانونية التالية:
أ -التسوية وفق األمر رقم 01-85والمرسوم رقم :212-85جاءت الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية تحت رقم 34لسنة 1985بأول النصوص القانونية لتسوية ومعالجة البناء
غير المشروع ،أولهم األمر رقم 01-85الذي يحدد انتقاليا قواعد شغل األراضي قصد المحافظة
عليها وحمايتها 3،تاله المرسوم رقم 212-85المحدد لشروط تسوية أوضاع الذين يشغلون فعال
- 1راجع لعشاش محمد( ،معوقات تسوية وضعية البناء غير المشروع) ،مجلة المنار للبحوث والدراسات القانونية،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة يحي فارس – المدية ،المجلد ،02العدد ،04مارس ،2018ص ص 20-19
-2أنظر المادة 113من قانون المالية لسنة " 2017يمكن تسوية وضعية البنايات المزودة برخصة البناء التي تم
إنجازها أو التي هي قيد اإلنجاز ،غير المطابقة لتعليمات رخصة البناء المسلّمة ،وذلك شريطة احترام:
-حقوق الجوار ،فيما يخص تحديد موقع البناء واالنفتاح،
-معايير البناء واألمن،
-أجال إنهاء األشغال المحددة بموجب رخصة البناء المعدلة بعنوان التسوية الممنوحة بعد موافقة اللجنة المشكلة من
أجل الفصل في طلبات التسوية.
تتم التسوية مقابل دفع غرامة تتراوح ما بين %10و %25من قيمة األجزاء المضافة للبناية وحسب طبيعة
المخالفة.
يسري مفعول هذا الحكم ابتداء من أول جانفي سنة .2022
تحدد كيفيات تطبيق هذه المادة عن طريق التنظيم"
راجع :القانون رقم 14-16المؤرخ في 28ديسمبر ،2016يتضمن قانون المالية لسنة ،2017جريدة رسمية
عدد 77
وراجع :القانون رقم 16-20المؤرخ في 31ديسمبر ،2020يتضمن قانون المالية لسنة ،2021جريدة رسمية
عدد 83
وراجع :القانون رقم 16-21المؤرخ في 30ديسمبر ،2021يتضمن قانون المالية لسنة ،2022جريدة رسمية
عدد 100
-3أنظر الصفحة 1186من الجريدة الرسمية عدد 34لسنة 1985
42
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أراضي عمومية أو خصوصية كانت محل عقود أو مباني غير مطابقة للقواعد المعمول بها وشروط
إقرار حقوقهم في التملك والسكن 1،واُختتمت بالتعليمة الوزارية المشتركة لسنة 1985والمتعلقة
بمعالجة البناء غير المشروع.2
نص القانون رقم 25-90المتضمن قانون التوجيه العقاري على حكم انتقالي يتضمن عملية
االستمرار في تسوية وضعية البناءات واالحتالالت غير الشرعية لألراضي التي كانت قائمة قبل
تاريخ 13أوت 3،1985وذلك طبقا ألحكام القانون رقم 408-85المتضمن المصادقة على األمر
رقم 01-85والنصوص المتخذة لتطبيقه بغض النظر عن أحكام القانون رقم 29-90المتعلق
بالتهيئة والتعمير.5
لقد بينت المادة 02من المرسوم رقم 212-85أن عمليات تسوية أوضاع الذين يشغلون فعال
أراضي عمومية أو خصوصية كانت في تاريخ 13أوت 1985محل عقود غير مطابقة للقواعد
المعمول بها آنذاك ،وشروط إقرار حقوقهم في التملك والسكن في ،تطبق في إطار األحكام التشريعية
اآلتية:
-المادة 14من األمر رقم ،01-85إذا تعلق األمر بأراضي للبناء هي ملك للخواص وكانت
محل صفقات غير قانونية،
-المادة 785من األمر رقم 58-75المتضمن القانون المدني ،إذا تعلق األمر بأراضي للبناء هي
ملك عمومي شيد الغير فوقها بناية ،وفي حوزته سند أو رخصة لشغلها،
-المادتان 782و 784من القانون المدني ،إذا تعلق األمر بأراضي للبناء هي ملك عمومي شيد
الغير فوقه بناية دون أن يكون في حوزته أي سند أو رخصة لشغلها.
-1التسوية عن طريق التنازل في إطار المادة 14من األمر رقم :01-85تتعلق عملية التسوية
في هذه الحالة بالبنايات غير القانونية المشيدة فوق أراضي للبناء هي ملك للخواص ،لكن عملية نقل
م لكية هذه القطع األرضية تم خارج األطر القانونية المعمول بها آنذاك في مجال التسجيل والشهر بين
صاحب القطع األرضية وصاحب البناية غير القانونية المشيد فوقها.6
تنص المادة 14من األمر رقم 01-85على ما يلي" :تدمج قانونا في الملك الخاص بالبلدية،
وتحول إليها دون مصاريف وال تعويضات ،أراضي البناء التي نقلت ملكيتها قبل تاريخ نشر هذا
األمر بين أناس أحياء خارقين بذلك األحكام التشريعية الجاري بها العمل وذلك بقطع النظر عن
43
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
االدعاءات التي يمكن أن يثيرها الغير ضد المالك الذي انتزع منه حق الملكية بالطرق والوسائل
القانونية.
وتتخ ذ البلدية أي إجراء يستهدف تثبيت الذين يشغلون فعال هذه األرض التي أدمجت على هذا
النحو في حقوقهم الحيازية والسكنية عن طريق التنازل لهم عنها بعوض وبالتراضي متى كانت
المباني التي شيدوها أو اعتزموا تشييدها تتوفر فيها الشروط والمقاييس التي يتطلبها التنظيم الجاري
به العمل.
يتعين على المالك الذي انتزع منه حق الملكية أن يدفع رسما ذا طابع استثنائي للخزينة العامة قدره
خمسون في المائة ( ) %50يحسب على أساس القاعدة الجبائية التي تطلع عليها إدارة التسجيل أو
تقدرها هذه اإلدارة نفسها ،وذلك دون المساس باألحكام الجبائية المطبقة".
-شروط التسوية وفق المادة 14من األمر رقم :01-85يجب أن تكون األراضي محل التسوية
معدة للبناء ،إذ يخرج من نطاق التسوية القطع األرضية المخصصة ألغراض أخرى غير البناء،
يجب أن تنتقل ملكية هذه األراضي قبل تاريخ 13أوت ،1985ومنه فإن جميع عمليات نقل
الملكية التي تتم بعد هذا التاريخ تخرج من نطاق التسوية.
وأن تتم عملية البيع (نقل الملكية) بين أناس أحياء وبطرق غير قانونية ،أي أن األشخاص لم
يحترموا األحكام التشريعية والنصوص التنظيمية التي تؤطر عملية بيه األراضي بصفة عامة
واألراضي المخصصة للبناء بصفة خاصة من ضرورة احترام شكليات وإجراءات جوهرية لعملية
نقل الملكية ،كالشهر العقاري والكتابة أو الشكلية في عقود بيع العقارات السيما قانون التوثيق
والتسجيل ،وهو ما أكده القرار رقم 26343الصادر بتاريخ 2006-11-29عن مجلس الدولة في
غرفته الثالثة ،والذي قضى برفض طلب تسوية بناية طبقا ألحكام األمر رقم 01-85بسبب عدم
حيازة صاحبها لرخصة بناء وسند ملكية.1
-إجراءات التسوية وفق المادة 14من األمر رقم :01-85أول إجراء هو إدماج القطعة
األرضية في الملك الخاص للبلدية وتحويلها إليها دون مصاريف وال تعويضات ،وبعد اإلدماج في
األمالك الخاصة للبلدية ،تقوم هذه األخيرة باتخاذ جميع اإلجراءات الضرورية لتثبيت األشخاص الذين
كانوا يشغلون فعال هذه القطع األرضية ،وإقرار حقوقهم في حيازة هذه القطع التي شيدت عليها بنايات،
ويتم ذلك عن طريق التنازل لهم عنها بالتراضي وبمقابل حددته المادة 05وما بعدها من المرسوم
332-82المحدد لكيفيات حساب أسعار شراء البلديات لألراضي التي تدخل في عداد احتياطاتها
العقارية وأسعار التنازل عنها 2،بشرط أن تكون هذه المباني التي شيدوها أو اعتزموا تشييدها تتوفر
فيها الشروط والمقاييس المتعلقة بالبناء والتعمير.1
-1راجع بالة عبد العالي ،الدليل العملي في إجراءات تسوية البنايات غير القانونية ،المرجع السابق ،ص ص - 74
75
-2المرسوم 332-82المؤرخ في 06نوفمبر ، 1982المحدد لكيفيات حساب أسعار شراء البلديات لألراضي التي
تدخل في عداد احتياطاتها العقارية وأسعار التنازل عنها ،جريدة رسمية عدد ،45ملغى بالمرسوم رقم 02- 86الذي
يضبط كيفيات تحديد أسعار شراء البلديات لألراضي الداخلة في احتياطاتها العقارية ،وأسعار بيعها (جريدة رسمية=
44
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-2التسوية عن طريق التنازل في إطار المواد ،782 ،785و 784من األمر رقم :58-75
تخص عملية التسوية في إطار المادة 785من القانون المدني البنايات المشيدة من طرف الغير فوق
قطع أرضية معدة للبناء هي ملك عمومي (األمالك الوطنية) وفي حوزته سند أو رخصة لشغل
القطعة األرضية.
أما المادتين 782و 784من القانون المدني فتختصان بتسوية البنايات غير القانونية المشيدة من
طرف الغير فوق أراضي تابعة لألمالك الوطنية العمومية ،دون حيازة أي سند أو رخصة لشغل هذه
األراضي.2
نصت المادة 785من القانون المدني على أنه" :إذا كان من أقام المنشآت المشار إليها في
المادة 784يعتقد بحسن نية أن له الحق في إقامتها فليس لصاحب األرض أن يطلب اإلزالة وإنما
يخير بين أن يدفع قيمة المواد وأجرة العمل أو مبلغا يساوي ما زاد في قيمة األرض بسبب هذه
المنشآت هذا ما لم يطلب صاحب المنشآت نزعها.
غير أنه إذا كانت المنشآت قد بلغت حدا من األهمية وكان تسديدها مرهقا لصاحب األرض جاز له
أن يطلب تمليك األرض لمن أقام المنشآت نظير تعويض عادل".
في حين نصت المادة 782من نفس القانون 3على" :كل ما على األرض أو تحتها من غراس أو
بناء أو منشآت أخرى يعتبر من عمل صاحب األرض وأقامه على نفقته ويكون مملوكا له.
غير أنه يجوز أن تقام البينة على أن أجنبيا أقام المنشآت على نفقته كما يجوز أن تقام البينة على
أن صاحب األرض قد خول أجنبيا ملكية منشآت كانت قائمة من قبل أو خوله الحق في إقامة هذه
المنشآت وفي تملكها"،
في حين نصت المادة 784من ذات القانون 4على اآلتي" :إذا أقام شخص المنشآت بمواد من عنده
على أرض يعلم أنها ملك لغيره دون رضاء صاحبها فلصاحب األرض أن يطلب في أجل سنة من
=عدد ،)1وهذا األخير ملغى بالمرسوم تنفيذي رقم 405-90الذي يحدد قواعد إحداث وكاالت محلية للتسيير
والتنظيم العقاريين الحضريين ،وتنظيم ذلك (جريدة رسمية عدد )56
-1راجع بال ة عبد العالي ،الدليل العملي في إجراءات تسوية البنايات غير القانونية ،المرجع السابق ،ص ص - 75
76
-2المرجع نفسه ،ص ،76ص 78
- 3أعطى المشرع من خالل المادة 782من القانون المدني مفهوما لاللتصاق الطبيعي والصناعي ،وااللتصاق ليس
إال واقعة مادية يرتب عليها القانون أثرا معينا ،وهو ما ورد في نص المادة سالفة الذكر وهو اكتساب مالك الشيء
األصلي ملكية الشيء الفرعي وهذه القاعدة مؤسسة على وجود حالة اتحاد شيئين اتحادا يتعذر الفصل بينهما دون تلف
و ال يوجد اتفاق لحسم مشكلة الملكية الناتجة عن هذا االندماج لذا البد من إسناد الملكية ألحد المالكين دون اآلخر.
لمزيد من التفصيل راجع العربي شحط أمينة( ،البناء في ملك الغير وآثاره القانونية) ،المجلة النقدية للقانون والعلوم
السياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري – تيزي وزو ،العدد ،2019 ،02ص 264
- 4من خالل المادة 784من القانون المدني يتضح بأن المقصود بسوء النية هو أن يعلم الباني أن األرض مملوكة
لغيره وأنه ليس له الحق في إقامة البناء أو الغراس عليها دون رضاء صاحبها أما عبئ إثبات سوء نية الباني فهو يقع
على صاحب األرض في حالة ادعائه بذلك .مما سبق يتضح أن علم الباني بأنه يقيم منشآت على أرض مملوكة لغيره
هذا معيار شخصي أما المعيار الموضوعي مفاده أن سوء النية يكون متوافر حتى ولو كان الباني يعتقد أن له الحق في
إقامة البناء إذا كان اعتقاده هذا نشأ عن خطأ عن جسيم=.
45
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الذي علم فيه بإقامة المنشآت إزالة المنشآت على نفقة من أقامها مع التعويض عن الضرر إذا
اقتضى الحال ذلك ،أو أن يطلب استبقاءها مقابل دفع قيمتها أو قيمتها في حالة الهدم أو دفع مبلغ
يساوي ما زاد في ثمن األرض بسبب وجود المنشآت بها.
ويجوز لمن أقام المنشآت أن يطلب نزعها أن كان ذلك ال يلحق باألرض ضررا إال إذا اختار
صاحب األرض استبقاءها طبقا ألحكام الفقرة السابقة".
شملت عملية التسوية وفق المواد سالفي الذكر حوالي ثالثمائة وخمسون ألفا ( )350000حالة
بتاريخ 2004على مستوى قطر الجمهورية الجزائرية.1
-شروط التسوية وفق المادة 785من األمر رقم :58-75أخذ المشرع الجزائري بفكرة النية
الحسنة 2ألصحاب البنايات غير القانونية التي شيدوها فوق أراضي يعتقدون أنهم أصحاب حق عليها
بناء ع لى الرخصة أو السند الذي يسمح لهم بشغل هذه القطعة األرضية ،عكس ما جاءت به المادة
784من نفس القانون ،وميز بين حالتين:
-الحالة األولى تخص تشييد البنايات والمنشآت من طرف الغير لكنها لم تبلغ درجة من األهمية،
هنا يكون صاحب األرض أمام خيارين ،إما دفع قيمة المواد وأجرة العمل ،وإما دفع مبلغ مالي
يساوي ما زاد في قيمة األرض المشيدة فوق قطعته األرضية ،وال يجوز له أن يطلب من الشخص
الذي أنشا وشيد بسبب المنشآت البناء هدمه وإزالته وكل ذلك متوقف على موقف صاحب المنشآت،
ألنه إذا طلب بنفسه إزالتها فترجع األرض إلى حالتها األصلية.
-أما الحالة الثانية فتتمثل في اكتمال البنايات والمنشآت المشيدة من طرف الغير حسن النية
وبلوغها درجة من األهمية ،حيث ال يستطيع صاحب األرض أي مالكها األصلي تسديد مبالغ المواد
وأجرة العمل وكل ما زاد في قيمة األرض ،ففي هذه الحالة يجوز له أن يطلب التنازل عن هذه
= ولكي تتوفر سوء النية حسب المادة السابقة البد من توفر شرطين وهما:
-أن يقيم صاحب المواد المنشآت في أرض غيره،
-وأن يعلم أن ليس له الحق في إقامة هذه المنشآت لتخلف رضا المالك بمعنى لم يأذن لصاحب المواد بإقامتها فإذا إذا
تخلف الشرطان أو أحدهما انتفى سوء النية.
لمزيد من التفصيل راجع العربي شحط أمينة ،المرجع السابق ،ص 275
-1راجع سماعين شامة ،النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري – دراسة وصفية وتحليلية ،د ط ،دار هومة
للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2004 ،ص 75
- 2المقصود بحسن النية هنا أن يع تقد من أقام المنشآت أن له الحق في إقامتها وال يلزم لذلك أن يعتقد أنه يملك
األرض.
كما يفترض وجود حسن النية في كل عمل إلى أن يقوم الدليل على خالل ذلك ،فيكفي االعتقاد أن له الحق في ذلك،
أي عدم علمه بأنه يعتدي على حق الغير ،بشرط أن يكون اعتقاده مبني على أسس معقولة أو مقبولة ،أما إذا كان منشأ
االعتقاد خطأ جسيما كان ذلك مفسدا لحسن النية.
ومن أمثلته:
-من يبني في أرض يعتقد أنه قد ورثها،
-أو الموعود له في الوعد بالبيع الذي اعتقد أنه سيصبح مالكا لألرض بمجرد تحقق الوعد،
-أو من حاز األرض بناء على سند رسمي صحيح ومشهر كعقد البيع ،الهبة ،الوصية ثم أبطل هذا السند ،وكان
الباني يجهل سبب البطالن ويعتقد بصحة التصرف ... ،واألمثلة في هذا الشأن عديدة.
لمزيد من التفصيل راجع خدروش الدراجي( ،أحكام البناء في ملك الغير في التشريع الجزائري) ،مجلة المفكر ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر – بسكرة ،العدد ،13فيفري ،2016ص 358
46
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القطعة األرضية وتمليكها للشخص الذي أقام وشيد المنشآت والبنايات فوق ملكيته مقابل تعويض
1
عادل.
-شروط التسوية وفق المادتين 782و 784من األمر رقم :58-75خول المشرع الجزائري
من خالل المادتين لكل شخص ليس هو صاحب ملكية األرض ،وال يحوز أي سند أو رخصة لشغل
ا لقطعة األرضية التي شيدت فوقها البنايات والمنشآت ،أن يبين على أنه هو من شيدها على نفقته ،أو
أن صاحب ملكية هذه األرض هو الذي سمح له وأذن له بإقامة هذه المنشآت وتملكها كاستثناء على
األصل العام المنصوص عليه في المادة 1/782من القانون المدني.
وفي حالة إقامة الب ينة يمكن للشخص المعنوي العمومي أن يتنازل عن ملكية األرض التي هي
قاعدة للبناء وعن ملكية البناية نفسها المفروض نسبتها إلى مالك األرض وفق المادة 02من المرسوم
رقم .2212-85
-إجراءات التسوية وفق 782 ،785و 784من األمر رقم :58-75التسوية في إطار هذه
المواد تتم عن طريق تنازل الشخص المعنوي العمومي المالك عن األراضي المذكورة سالفا للشاغلين
الفعليين والحقيقيين بأسلوب التراضي ،وعلى أساس تقويم مصالح أمالك الدولة والشؤون العقارية
وفق المادة 03من المرسوم رقم .212-85
وال يشمل هذا التنازل إال األراضي التي شيدت فوقها بنايات تتوفر فيها الحد األدنى من قواعد
التعمير ومقاييس البناء ،كاالرتفاقات التي ينجر عنها التصريح بعدم جواز البناء القواعد التي تتعلق
بأماكن ومناطق محمية ،قواعد األمن والمظهر الخارجي ...الخ.
وفي حالة التسوية عن طريق التنازل في إطار المادتين 782و 784من القانون المدني ،زيادة
على المبلغ المحدد من طرف مصالح أمالك الدولة والشؤون العقارية ،فإنه يرفع سعر األرض بمبلغ
تعويض بمثل تكلفة المبنى الموجود مع خصم قيمة مواد البناء التي جلبها الشاغل الفعلي.
وتخضع جميع التنازالت سالفة الذكر لعملية التسجيل ،ودفع المستفيدين للحقوق والرسوم المطلوبة
في مجال نقل الملكية العقارية.3
ب -التسوية وفق القانون رقم :15-08جاء القانون رقم 15-08حسب نص المادة 01منه
بهدف وضع حد لحاالت عدم إنهاء إنجازها ،تحقيق مطابقة البنايات المنجزة أو التي هي في طور
اإلنجاز قبل صدور هذا القانون ،تحديد شروط شغل و/أو استغالل البنايات ،ترقية إطار مبني ذي
مظهر جمالي ومهيأ بانسجام وتأسيس تدابير ردعية في مجال عدم احترام البناء وقواعد التعمير.4
-1راجع بالة عبد العالي ،الدليل العملي في إجراءات تسوية البنايات غير القانونية ،المرجع السابق ،ص ص - 76
77
-2المرجع نفسه ،ص 79
-3المرجع نفسه ،ص ص 80-79
-4راجع عطوي وداد ،حداد عيسى( ،تسوية البناء الفوضوي في ظل القانون رقم ،)15-08مجلة األستاذ الباحث
للدراسات القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد بوضياف – المسيلة ،المجلد ،05العدد
،02ديسمبر ،2020ص ص 131-130
47
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أهم مميزات القانون رقم 15-08أنه ذات طابع مؤقت وإلزامي ،إذ سرت أحكامه ابتداء من
نشره في الجريدة الرسمية بتاريخ 03أوت 2008لمدة خمس ( )05سنوات 1،ثم تم التمديد بأحكامه
لعدة مرات آخرها ما نصت عليه المادة 67من قانون المالية لسنة 22023والتي عدّلت المادة 94
من القانون رقم ، 15-08إذ تم تمديد إجراءات تحقيق مطابقة البنايات قصد إتمام إنجازها إلى تاريخ
31ديسمبر سنة .32023
-1مجال تحقيق مطابقة البنايات وإتمام إنجازها وفق القانون رقم :15-08حدد القانون رقم
15-08مجال تحقيق مطابقة البنايات وإتمام إنجازها في صنفين من البنايات ،األول قابل للتسوية،
واآلخر عكس ذلك.
-البنايات المعنية بالتسوية :باستقراء نص (المادتين 15و 40من القانون رقم )15-08إضافة
للتعليمة الوزارية رقم 4المؤرخة في 06سبتمبر 2012والمتضمنة تبسيط كيفيات تحقيق مطابقة
البنايات وإتمام انجازها 4،نجد أن البنايات القابلة لتحقيق المطابقة تشمل ما يلي:
-البنايات غير المتممة التي تحصل صاحبها على رخصة البناء،
-البنايات التي تحصل صاحبها على رخصة البناء وهي غير مطابقة ألحكام الرخصة المسلمة،
-البنايات المتممة والتي لم يتحصل صاحبها على رخصة البناء،
5
-البنايات غير المتممة التي لم يتحصل صاحبها على رخصة البناء.
-البنايات غير المعنية بالتسوية :وبالرجوع إلى المواد ،37 ،16و 39من القانون رقم 15-08
نستشف مجموع البناءات غير المؤهلة للتسوية ،وهي كاآلتي:
-البنايات المشيدة فوق أراضي فالحية أو ذات طابع فالحي أو غابية أو ذات طابع غابي،
-البناءات المشيدة بصفة تخالف قوانين األمن،
-البناءات التي تشوه المنظر العام للموقع بشكل خطير،
-البناءات المتواجدة في موقع تعرقل تشييد وإنجاز المباني ذات المنفعة العامة،
-البناءات المنجزة فوق الرصيف والمساحات العمومية والحدائق والمساحات الشاغرة المحيطة
بالعمران،
-1راجع العربي شحط أمينة( ،تسوية البناء غير المشروع في التشريع الجزائري) ،مجلة القانون العقاري ،مخبر
القانون والعقار ،جامعة البليدة ،02المجلد ،09العدد ،02ديسمبر ،2022ص 81
-2القانون رقم 24-22المؤرخ في 25ديسمبر ،2022يتضمن قانون المالية لسنة ،2023جريدة رسمية عدد
89
-3تمديد سريان العمل بالقانون .. 15-08عدد طلبات تسوية البنايات تجاوز المليون طلب 30 ،مارس ،2023
(عن موقع المصدر ،)DZتم االطالع عليه في 2023-04-28ســا ،07:45
https://almasdar-dz.com/
-4التعليمة الوزارية المشتركة رقم 04المؤرخة في 06سبتمبر ،2012المتضمنة تبسيط كيفيات تحقيق مطابقة
البنايات واتمام إنجازها ،الصادرة عن وزارة السكن والعمران باالشتراك مع كل من وزارة الداخلية والجماعات
المحلية ووزارة المالية
-5راجع ادري رامي ،احدادن صونيا ،المرجع السابق ،ص ص 38-33
48
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
49
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشييد البناية سابق على تاريخ 03أوت ،2008وهذا وفق المواد 24و 25من ذات القانون ،إضافة
لمجموعة أخرى من الوثائق المحددة بموجب نص المادة 04من المرسوم التنفيذي 154-09المحدد
إلجراءات تنفيذ التصريح بمطابقة البنايات ،1والتي تختلف حسب طلب المعني وحالة البناء محل
التسوية.
يودع الملف والتصريح لتحقيق مطابقة بناية لدى مصالح التعمير للمجلس الشعبي البلدي في مكان
وجود البناية مقابل وصل استالم ،ويسجل في سجل خاص لهذا الغرض مرقم ومؤشر عليه من طرف
رئيس المحكمة المختص إقليميا ،وفي حالة طلب تسوية بناية غير متممة يضيف صاحب التصريح
تصريحا كتابيا بوقف األشغال ،ليسلمه رئيس المجلس الشعبي البلدي شهادة توقيف األشغال من أجل
تحقيق المطالبة.2
• دراسة طلب تحقيق مطابقة البنايات وإتمام إنجازها :تنطلق مرحلة دراسة التحقيق في طلب
التسوية عن طريق فرق التحقيق والمتابعة ،وذلك على مستويين:
-على مستوى مصالح التعمير البلدي:
يتولى فيها أعوان البلدية المكلفين بالتعمير القيام بزيارة ميدانية للبناية خالل الثمانية ( )08أيام
الموالية إليداع التصريح وفق المادة 27من القانون رقم ،15-08فتمم معاينة عدم المطابقة مع تحرير
محضر بذلك ،ليرسل بعدها رئيس المجلس الشعبي البلدي أربع ( )04نسخ من الملف مرفقة بمحضر
المعاينة والرأي المعلل لمصالح التعمير بالبلدية إلى مصالح التعمير التابعة للوالية خالل خمس عشر
( ) 15يوما التي تلي إيداع الملف إلى مصالح التعمير التابعة للوالية ،هذه األخيرة ترسل نسخة إلى
مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء التابعة للوالية.
-على مستوى مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء التابعة للوالية:
وفق المواد ،30 ،28و 31من القانون رقم ،15-08تقوم هذه الجهة بجمع الموافقات واآلراء من
طرف المصالح المكلفة باألمالك الوطنية ،مصالح الحماية المدنية ،ومصالح اآلثار والمواقع المؤهلة
والسياحية (حسب نوع البناية محل المطابقة) ،ويتعين على هذه الجهات إبداء رأيها المعلل في أجل
خمس عشر ( )15يوما من تاريخ إخطارها ،وعدم الرد في هذا األجل يعد موافقة على الطلب.
بعد ذلك تعد مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء هي األخرى ملفا كامال لكل تصريح يحمل
رقما ترتيبيا في سجل خاص لدى مصالح الدولة المكلفة بالتعمير ،ويودع لدى األمانة التقنية للجنة
الدائرة في أجل شهر ( )01ابتداء من تاريخ إخطار مصالح الدولة المكلفة بالتعمير.3
-البت في طلب تحقيق مطابقة البنايات وإتمام انجازها :أسند المشرع مهمة البت في تحقيق
مطابقة البنايات بموجب (المادتين 32و 47من القانون رقم )15-08إلى لجنة الدائرة ولجنة الطعن.
-1المرسوم التنفيذي رقم 154-09المؤرخ في 02ماي ، 2009يحدد إجراءات تنفيذ التصريح بمطابقة البنايات،
جريدة رسمية عدد .27
-2راجع سوالمية سمية ،بسكري ابتسام ،المرجع السابق ،ص 45-39
-3المرجع نفسه ،ص ص 49-46
50
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• البت في تحقيق مطابقة البنايات على مستوى لجنة الدائرة :تجتمع لجنة الدائرة مرة في الشهر
في دورة عادية وفي كل مرة كلما دعت الحاجة إلى ذلك في دورة غير عادية ،وال تصح مداوالتها إال
بحضور ثلثي 3/2أعضائها على األقل ،وإذا لم يكتمل النصاب يحدد اجتماع جديد في أجل ال يتجاوز
الثمانية ( )08أيام الموالية ،وتتخذ قراراتها بأغلبية أصوات األعضاء.
تبت لجنة الدائرة في طلب تحقيق المطابقة في أجل ثالثة ( )03أشهر من تاريخ إخطارها بالنظر
للمعلومات المقدمة من صاحب التصريح واآلراء المعللة لألعوان واإلدارات والمصالح التي تمت
استشا رتها ،فتفصل اللجنة في نهاية أعمالها بإصدار قرار بالموافقة أو قرار الموافقة المقيدة بشروط،
أو بالرفض.
ترسل قراراتها إلى رئيس المجلس الشعبي المختص إقليميا ،على أن يسلمه لصاحب التصريح
سحب الحالة ،إما رخصة البناء على سبيل التسوية إذا كانت البناية متممة ولم يتحصل صاحبها من
قبل على رخصة البناء ،أو رخصة إتمام اإلنجاز إذا كانت البناية غير متممة وصاحبها متحصل على
رخصة البناء ،أو شهادة المطابقة.1
• البت في تحقيق مطابقة البنايات على مستوى لجنة الطعن الوالية :تم إنشاء لجنة للطعن
بموجب المادة 47من القانون رقم 15-08تكلف بالبت في طلبات الطعن المودعة من طرف
المصرح ضد قرار الرفض الصادر عن لجنة الدائرة ،إذ تجتمع في مقر الوالية بناء على استدعاء من
ّ
رئيسها كلما دعت الحاجة إلى ذلك ،وال تصح مداوالتها إال بحضور ثلثي 3/2أعضائها على األقل،
وتتخذ قراراتها بأغلبية األصوات على أساس الملف المقدم من المصرح.
تلتزم اللجنة بالبت في الطعن المعروض عليها في أجل ال يتجاوز ثالثين ( )30يوما ابتداء من
تاريخ إيداع الطعن ،ويمكنها القيام بكل التحقيقات التي تراها مفيدة التخاذ قرارها النهائي الذي يؤكد
أو يعدّل قرار لجنة الدائرة طبقا للمادة 49من نفس القانون.
فترسل اللجنة القرارات التي تم اتخاذها إلى لجنة الدائرة في أجل ثالثين ( )30يوما ابتداء من
تاريخ استالمها للطعن .وعلى أساس هذه القرارات تفصل لجنة الدائرة بصفة نهائية في طلب تحقيق
المطابقة وتبليغ المعني ،ولهذا األخير حق رفع دعوى أمام المحكمة اإلدارية المختصة وذلك خالل
الشهر ( )01الموالي لتبليغ قرار لجنة الطعن الوالئية.2
ثانيا -صدور المرسوم التنفيذي رقم 55-22المتضمن تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة
البناء المسلمة :شهد واقع تطبيق النصوص القانونية التي سنّها المشرع الجزائري بغية منه في
تسوية وضعيات البنايات بداية من األمر رقم 01-85الذي يحدد انتقاليا قواعد شغل األراضي قصد
المحافظة عليها وحمايتها ،والمرسوم رقم 212-85المحدد لشروط تسوية أوضاع الذين يشغلون فعال
أراضي عمومية أو خصوصية كانت محل عقود أو مباني غير مطابقة للقواعد المعمول بها وشروط
-1راجع عجابي سامية ،األدوات القانونية لتسوية البنايات غير الشرعية( ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في
القانون العام فرع القانون االداري) ،تخصص اإلدار ة العامة ،القانون وتسيير اإلقليم ،كلية الحقوق ،جامعة االخوة
منتوري – قسنطينة ،2016-2015 ،ص ص 67-64
- 2راجع الشريف بحماوي( ،مجال تدخل قانون المطابقة 15-08في تسوية البنايات الفوضوية) ،مجلة دفاتر
السياسة والقانون ،جامعة قاصدي مرباح – ورقلة ،العدد ،11جوان ،2014ص ص 181-180
51
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إقرار حقوقهم في التملك والسكن ،والتعليمة الوزارية المشتركة لسنة 1985المتعلقة بمعالجة البناء
غير المشروع ،والقانون رقم 15-08المحدد لقواعد مطابقة البنايات وإتمام إنجازها فشال معتبرا في
تحقيق أهدافها ،وفي ظل تفاقم ظاهرة البنايات غير القانونية ،جدّد المشرع محاوالته من خالل قانون
المالية لسنة 2017في المادة 113منه ،والمعدلة بموجب المادة 144من قانون المالية لسنة
،2021إضافة إلى المادة 151من قانون المالية لسنة 2022بوضعه تدابير قانونية جديدة تهدف
إلى تبسيط إجراءات تسوية نوع معين من البنايات ممثال في البنايات غير المطابقة لتعليمات رخص
البناء المسلمة ،غير أن صدور النص التنظيمي الذي يحدد شروط تسوية هذه البنايات تأخر إلى غاية
03فيفري 2022أين صدر المرسوم التنفيذي رقم ،55-22تبعه صدور المنشور رقم 01الصادر
عن وزارة السكن والعمران والمدينة بتاريخ 13مارس 2022الذي تضمن دليال عمليا يلخص
ويشرح كيفيات تطبيق تدابير وأحكام المرسوم السابق 1،وهكذا تعززت المنظومة القانونية لقواعد
مطابقة البنايات بهذا المرسوم ،والذي جاء بأحكام منفصلة عن تلك الواردة في القانون رقم ،15-08
خاصة وأن هذا القانون ينتهي مفعوله في 31ديسمبر .2023
وأمام صدور المرسوم التنفيذي رقم 55-22محل مذكرتنا البحثية هذه ،ال يمكننا التطرق إلى
أسباب صدوره إال بتناول المعوقات والعراقيل التي حالت دون وصول النصوص القانونية السابقة
لهدفها.
أ -تقييم إجراء التسوية في ظل النصوص القانونية السابقة للمرسوم التنفيذي رقم :55-22لم
يشهد الشارع الجزائري بعد صدور آليات التسوية في ظل األمر رقم 01-85الذي يحدد انتقاليا
قواعد شغل األراضي قصد المحافظة عليها وحمايتها ،والمرسوم رقم 212-85المحدد لشروط
تسوية أوضاع الذين يشغلون فعال أراضي عمومية أو خصوصية كانت محل عقود أو مباني غير
مطابقة للقواعد ال معمول بها وشروط إقرار حقوقهم في التملك والسكن ،والتعليمة الوزارية المشتركة
لسنة 1985المتعلقة بمعالجة البناء غير المشروع حظيرة سكنية ذات مظهر جمالي متناسق
ومتجانس ،بل شاهدا بنايات حمراء غير مكتملة اإلنجاز إضافة النتشار رهيب لظاهرة البناء غير
القانوني خاصة في مرحلة التسعينات ،ما أثر سلبا على النمط والنسق العمراني لمعظم المدن
الجزائرية بدل تسوية وضعية األبنية غير القانونية وتحقيق نسق عمراني جميل ،ما يؤكد فشل هذه
النصوص القانونية في معالجة البنايات غير القانونية آنذاك وضبطها من حيث وضعيتها العمرانية
2
والعقارية،
-إن صدور القانون رقم 15-08المحدد لقواعد مطابقة البنايات وإتمام إنجازها وتطبيقه واجهه
واعترضته عدة عراقيل ومعوقات ومشاكل حالت دون التطبيق السليم إلجراءات تحقيق مطابقة
البنايات غير القانونية ،ومنه عدم تحقيق أهدافه المسطرة والمرجوة في أرض الميدان ،ويمكن تقسيم
هذه العراقيل إلى صنفين ،عراقيل إدارية وأخرى ميدانية.
-1المنشور رقم 01المؤرخ في 13مارس ، 2022متعلق بتطبيق تدابير وأحكام المرسوم التنفيذي رقم 55-22
المؤرخ في 02فيفري 2022والمحدد لشروط تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة ،صادر عن
وزارة السكن والعمران والمدينة
- 2راجع بالة عبد العالي ،الدليل العملي في إجراءات تسوية البنايات غير القانونية ،المرجع السابق ،ص 214
52
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتقدم البيروقراطية اإلدارية مجموعة العراقيل اإلدارية ،إذ تسببت في تعطيل إجراء تحقيق مطابقة
البنايات للكثير من المواطنين ،وذلك راجع لعدم اعتماد طريقة موحدة في تطبيق القانون رقم 15-08
على مستوى البلد يات ومكاتب الدراسات واألعوان المؤهلين للتحقيق والمراقبة ،ما سبب في طول
مراجعة الملفات ومنه تراجع المواطنين عن إيداع ملفاتهم لدى المصالح المعنية .إضافة لتقاعس
مسؤولي الكثير من البلديات في إطالق حمالت إشهار وتعريف بأهداف هذا القانون ما أدى لقبره.
وتماطل مصالح الدوائر أيضا في دراسة الملفات وعدم القيام بالرد واإلجابات عن طلبات المواطنين
سواء بالرفض أو القبول.1
أما فيما يخص العراقيل الميدانية التي حالت دون تحقيق القانون رقم 15-08للهدف المرجو منه،
تأخر استصدار المراسيم التنظيمية المرافقة له ،والتي لم تصدر إلى غاية ماي .2009مع تأخر
تعيين اللجان المكلفة بسير اإلجراءات أين تلقت مديريات التعمير والهندسة والبناء لمختلف الواليات
أولى الملفات في ، 2010أي بعد سنتين من صدور القانون .إضافة لعدم قدرة فرق التحقيق والمتابعة
على إثبات تاريخ انجاز البناية التي يجب أن يكون تشييدها سابقا لتاريخ 03أوت ،2008فمن
الصعب التأكد من قابلية أو عدم قابلية البناية لتحقيق المطابقة ،وعدم قدرتهم أيضا على التأكد من
الحدود الصحيحة للملكيات العقارية ،خاصة تلك على الشيوع أو بعقود عرفية ،وأحيانا حتى الموثقة
أمام غياب المعالم ونقص اإلمكانيات لديها.2
-فالمالحظ أن القانون رقم 15-08هو تكرار لتجربة تسوية البنايات لسنة ،1985إذ ينطبق
محتوى تلك النصوص على محتوى القانون رقم ،15-08فوجد المشرع نفسه بعد ثالثة وعشرون
3
( ) 23سنة أمام نفس المشكلة وبتعقيدات أكثر ،مما يثبت فشل إجراءات التسوية وفق تلك القوانين.
ب -أسباب صدور المرسوم التنفيذي رقم :55-22يمكن تلخيص أهم األسباب التي أدت بالمشرع
إلصدار المرسوم التنفيذي رقم 55-22كاآلتي:
-فشل القانون رقم 15-08المحدد لقواعد مطابقة البنايات في تسوية مختلف الملفات المودعة
لدى مصالح التعمير على مستوى البلديات ،وهذا راجع لتماطل هذه األخيرة ،وبطء عملية معالجة
الملفات والتعقيدات التي تطيلها ،إذ تميز هذا القانون بتعقيد إجراءات المطابقة وتعدد المتدخلين فيها،
إضافة لمجاله المتسع الذي يشمل عدة أنواع من البنايات والحاالت القابلة للتسوية عكس المرسوم
التنفيذي رقم .455-22
-محاولة تسوية البنايات المخالفة لمقتضيات رخص البناء المسلمة المقامة والمشيدة بعد تاريخ 03
أوت ، 2008والتي ال يمكن تسويتها في ظل القانون سالف الذكر ،فالعديد منها ال تحوز على شهادة
53
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطابقة ،وعدم حيازة هذه األخيرة يؤدي إلى عرقلة ممارسة بعض األنشطة مثل األنشطة التجارية،
إذ اشترطت المديرية العامة للسجل التجاري الحصول على شهادة المطابقة لكل مالك عقار يرغب في
ممارسة التجارة ،كما تشترط مكاتب التوثيق وجود شهادة مطابقة في المعامالت العقارية كإبرام عقود
االيجار وعقود البيع ،كما تستوجب عملية الرهن العقاري كضمان للحصول على القروض البنكية
إرفاق شهادة المطابقة في ملف طلب القرض.1
-رغبة المشرع في فصل أحكام مطابقة البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة عن أحكام
القانون رقم ،15-08مع تبسيط إجراءاتها والتقليص من آجال العملية ،خاصة وأن األمر يتعلق
بمخالفات معقّدة،
-انتهاء مفعول القانون رقم 15-08في تاريخ 31ديسمبر 2023ذلك وفقا للمادة 67من قانون
المالية لسنة ، 2023حتى ولو تم تمديد أحكام هذا القانون بعد هذا التاريخ فإن المشرع فضل
استحداث لجنة جديدة لدراسة طلبات تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة قبل تاريخ
03فيفري ، 2022وبذلك قد فك الضغط على لجنة الدائرة التي تنشط في إطار القانون رقم -08
.15
-التخفيف من حدة اإلجراءات الردعية المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي رقم ،19-15إذ
ال يمكن تسليم شهادة المطابقة وفقه إذا لم يطابق البناء للتصاميم ،مع الشروع في المالحقات القضائية
عند عدم امتثال المعني وفق المادة 68منه ،على عكس المرسوم رقم 55-22الذي يتيح إمكانية
الحصول على شهادة المطابقة على سبيل التسوية إذا كانت المخالفة ال تمس بالقواعد العامة للتهيئة
والتعمير ومعايير األمن والبناء مقابل تسديد غرامة مالية،
-ونختم أسباب صدور هذا المرسوم بمحاولة إنعاش الخزينة العمومية بالغرامات المالية
المفروضة على المخالفين لقاء تسوية وضعية أبنيتهم.2
المطلب الثاني :نطاق التسوية وفق المرسوم التنفيذي رقم .55-22
إن أول ما يتبادر في ذهن المطلع على المرسوم التنفيذي رقم 55-22هو نطاق تطبيقه ،إذ يجب
تحديد مجال تدّخل هذا المرسوم من حيث البنايات المعنية بقواعد المطابقة ،سواء المجال المادي أو
الزمني (الفرع األول) ،والمعلوم أن عملية التسوية ال تنطبق على جميع البنايات فقد جاء هذا المرسوم
ليقرر جملة من الشروط الواجب توافرها إلتمام عملية التسوية والمطابقة (الفرع الثاني).
الفرع األول :البنايات المعنية بأحكام التسوية وتحقيق المطابقة.
جاءت المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم 355-22بتحديد البنايات التي يطبق عليها أحكام هذا
سمتها لنوعين :البنايات المنجزة التي تحوز رخصة بناء وغير مطابقة لها ،والتي المرسوم ،وقد ق ّ
-1راجع لعيدي خيرة ،المرجع السابق ،ص ص 470- 465وراجع العيفاوي كريمة ،المرجع السابق ،ص 578
-2راجع العيفاوي كريمة ،المرجع السابق ،ص ،578ص ص 579-578
- 3أنظر المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم " :55-22تطبّق أحكام هذا المرسوم على كل البنايات المنجزة أو
التي هي في طور اإلنجاز التي تحوز رخصة بناء وغير مطابقة لهذه األخيرة ،قبل نشر هذا المرسوم"
54
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تكون محل تسليم شهادة مطابقة على سبيل التسوية (أوال) ،والبنايات غير المنجزة التي تجوز على
رخصة بناء وغير مطابقة لها ،والتي تكون محل تسليم رخصة بناء معدّلة على سبيل التسوية (ثانيا).
هذا النوع من البنايات يخضع أيضا ألحكام التسوية المقررة في القانون رقم 25-08بموجب
المادة 15منه والذي يطبق على البنايات الموجودة قبل تاريخ 03أوت ،2008في حين تطبق
أحكام المرسوم التنفيذي رقم 55-22وفق المادة 03منه على تلك الموجودة قبل تاريخ 03فيفري
2022بما فيها الموجودة قبل سنة 1،2008أي أن المرسوم الجديد يطبق بأثر رجعي ،مما يسمح
بتخفي ف بعض الضغط على لجنة الدائرة المختصة بدراسة طلبات التسوية وفق القانون القديم.
وتستند تسوية هذه البنايات إلى أربعة ( )4مبادئ أساسية تتمثل فيما يلي:
-احترام القواعد العامة للتعمير،
-معايير البناء المتعلقة باالستقرار واألمن وبأخطار الزالزل أو األخطار األخرى استنادا إلى
التقرير التقني الذي يقدمه المهندس المدني وتصادق عليه هيئة المراقبة التقنية للبناء حسب الحاالت،
-احترام آجال انهاء األشغال المحددة بموجب رخصة البناء المعدلة على سبيل التسوية ،الممنوحة
بموجب هذا االجراء،
-الدفع المسبق لغرامة تتراوح قيمتها ما بين %10و %25من قيمة جزء البناية المعدل أو
المضاف موضوع المخالفة.2
أوال -البنايات المنجزة التي تحوز رخصة بناء وغير مطابقة لها :يتعلق األمر في البنايات
المنجزة التي تحوز رخصة بناء وغير مطابقة لها بالبنايات المشيدة والمتممة بصفة نهائية من حيث
الهيكل والواجهات والشبكات والتهيئات التابعة لها ،غير أن مواصفات اإلنجاز ال تتطابق مع الرخصة
الممنوحة للمعني.
أي أن البناية مخالفة لمحتوى رخصة البناء المسلمة أو مخالفة ألدوات التعمير من حيث مخططات
الوضعية أو المحيط أو االرتفاقات المحتملة.3
وحتى يتم تحقيق مطابقة هذا النوع من البنايات ال بد أن تتوفر على شروط أساسية:
-أن تكون البناية متممة ،فالمقصود بإتمام انجاز البناية هو اإلنجاز التام لهيكل البناية وواجهاتها،
وكذا الشبكات والطرقات وطرق الراجلين وملحقاتها وشبكات التزويد بالمياه الشروب ،وشبكة إخماد
النار وقنوات التطهير وتجهيزات الكهرباء والغاز واالتصاالت،
-الحصول على رخصة بناء مسبقة ،حيث يتوجب أن يكون صاحب البناية المتممة متحصال على
رخصة بناء سلمت له قبل البدء في أشغال البناء،
-عدم مطابقة البناية لرخصة البناء ،وذلك من خالل عدم تقيد صاحب البناية باألحكام التي تضمنتها
رخصة الب ناء ،ومخالفته للمخططات المرفقة بملف الرخصة ،ففي هذه الحالة يمكن تحقيق مطابقة
55
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتسوية هذا النوع من البنايات وفق المرسوم التنفيذي رقم 1،55-22وتسلم على إثر ذلك شهادة مطابقة
على سبيل التسوية.
ثانيا -البنايات في طور اإلنجاز التي تحوز رخصة بناء وغير مطابقة لها :في هذه الحالة يكون
صاحب البناية قد تحصل على رخصة بناء مسبقة غير أنه لم يتمكن من إتمام اإلنجاز لسبب حال دون
ذلك ،ونظرا لتجاوز المدة المحددة في هذه الرخصة أصبحت عديمة المفعول ،وقد ال يكون في وسع
المعني طلب تجديد رخصة البناء العتبارات تتعلق بقواعد التعمير والبناء ،حيث يتصور أن صاحب
البناية غير المتممة يحوز إما عقد ملكية أو شهادة حيازة أو أي عقد رسمي آخر طالما أن رخصة
البناء ال يمكن منحها إال في حالة وجود إحدى هذه الوثائق الرسمية.
وحتى يتم تحقيق مطابقة هذا النوع من البنايات ال بد أن تتوفر على شروط أساسية:
-أن تكون البناية غير مكتملة اإلنجاز من حيث الواجهات ،الشبكات،
-إضافة إلى حيازتها سندا رسميا يسمح بالحصول على رخصة البناء،
-وأن تحوز البناية على رخصة بناء مسبقة قبل بداية األشغال،
-مع انتهاء اآلجال الممنوحة في الرخصة ،ألنه إذا لم تنتهي اآلجال ولم تتم البناية فال يمكن اعتبار
البناء مخالف للقانون طالما أن اآلجال الزالت مفتوحة.2
ففي حالة توافر هذه الشروط يمكن اعتبار البناية في طور اإلنجاز حائزة على رخصة البناء
وجاءت مخالفة لتعليماتها ،ومنه يجوز تسوية وضعيتها وتحقيق مطابقتها وفق إجراءات المرسوم
التنفيذي رقم ،55-22ومنحها رخصة بناء معدّلة على سبيل التسوية.
الفرع الثاني :شروط تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة.
وضعت المادة 04من المرسوم التنفيذي رقم 55-22مجموعة من الشروط لتسوية البنايات
المعنية وتحقيق مطابقتها ،والتي تتمثل في احترام البنايات التي يمكن تسويتها للشروط اآلتي بيانها:
-القواعد العامة للتعمير (أوال) ،فيما يخص:
• التعدي على مساحة التراجع داخل الملكية،
• الفتحات على الواجهات غير المرخص بها في رخصة البناء المسلمة،
• تعلية المستويات أو الطوابق دون ترخيص،
• تجاوز مساحة شغل األراضي.
-معايير البناء واألمن ،ال سيما في المناطق الزلزالية (ثانيا).
-1راجع بالة عبد العالي ،الدليل العملي في إجراءات تسوية البنايات غير القانونية ،المرجع السابق ،ص ص - 119
120
-2المرجع نفسه ،ص 118
56
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوال -احترام القواعد العامة للتعمير :تتمثل القواعد العامة للتعمير وفق المادة 1/02من المرسوم
التنفيذي رقم 55-22في مجموع القواعد القانونية والتنظيمية التي تنظم الجوار ،السيما فيما يخص
المجاورة وتقارب البنايات وفتحات الواجهات ومشتمالت األرضية والمقاس.
نظم القانون رقم 29-90المتضمن قانون التهيئة والتعمير في الفصل الثاني ،في المواد من 03
إلى 09وكذا المرسوم التنفيذي رقم 175-91المحدد للقواعد العامة للتهيئة والتعمير والبناء.
لم يعرف المشرع الجزائري القواعد العامة للتعمير في كال النصين سالفي الذكر ،إال أنه يمكن
تعريفها على أنها "مجموعة القواعد العامة والوطنية ،التي تطبّق عند غياب أدوات التهيئة والتعمير
والمتضمنة للشروط الواجب توافرها في مشاريع البناء ،بهدف تحقيق توسع عمراني يسمح بإبراز
قيمة المناطق التي تتوفر عل ى منجزات طبيعية أو ثقافية أو تاريخية ،وكذا حماية األراضي الفالحية
والغابات والمساحات الخضراء وغيرها من المناطق ذات المميزات البارزة .كما تهتم بتنظيم البناء،
واألعمال المتعلقة به وموقعه والهندسة المعتمدة في تشييده وطريقة التسييج ،وتهيئة هذه المناطق على
1
نحو يسمح بحمايتها وتنميتها".
وتهتم القواعد العامة للتهيئة والتعمير بتنظيم عملية التعمير والبناء عن طريق القواعد المتعلقة
بشغل األراضي ،إذ وضع المشرع الجزائري ضوابط الستغالل األرض في مجال البناء حسب طبيعة
كل أرض سواء الفالحية وذات الوجهة الفالحية 2،أو المناطق السياحية ومناطق التوسع
السياحي3،واألراضي الواقعة في المناطق العامرة والقابلة للتعمير 4،كما تهتم باألعمال المتعلقة بالبناء
وموقعه والهندسة المعتمدة في تشييده والتي تعتبر قيودا متعلقة بالتعمير التنظيمي ،وذلك حماية
-1راجع مجاجي منصور ،رخصة البناء كأداة لحماية البيئة في التشريع الجزائري( ،رسالة دكتوراه) ،تخصص
القانون العقاري والزراعي ،قسم القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة سعد دحلب – البليدة ،جوان ،2008ص ص
125-124
- 2عرف المشرع األرض الفالحية أو ذات الوجهة الفالحية في المادة 04من القانون رقم 25-90بأنها" :االرض
الفالحية أو ذات الوجهة الفالحية في مفهوم هذا القانون هي كل أرض تنتج بتدخل االنسان سنويا أو خالل عدة سنوات
انتاجا يستهلكه البشر أو الحيوا ن أو يستهلك في الصناعة استهالكا مباشرا أو بعد تحويله"
- 3تعرف مناطق التوسع السياحي في المادة 1/02من القانون رقم 03-03المؤرخ في 17فيفري ،2003يتعلق
بمناطق التوسع والمواقع السياحية المعدل والمتمم ،جريدة رسمية عدد 11بأنها" :كل منطقة أو امتداد من اإلقليم يتميز
بصفات أو خصوصيات طبيعية وثقافية وبشرية وإبداعية مناسبة للسياحة ،مؤهلة إلقامة أو تنمية منشأة سياحية ،ويمكن
استغاللها في تنمية نمط أو أكثر من السياحة ذات مردودية" ،أما الموقع السياحي فيعرف وفق المادة 2/02من نفس
القانون بأنه "كل منظر أو موقع يتميز بجاذ بية سياحية بسبب مظهره الخالب ،أو بما يحتوي عليه من عجائب أو
خصوصيات طبيعية أو بناءات مشيدة عليه ،يعترف له بأهمية تاريخية أو فنية أو أسطورية أو ثقافية ،والذي يجب
تثمين أصالته والمحافظة عليه من التلف أو االندثار بفعل الطبيعة أو االنسان".
لمزيد من التفصيل راجع مصطفاوي عايدة( ،التنظيم القانوني للعقار السياحي في الجزائر) ،مجلة البحوث
والدراسات القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة البليدة 2لونيسي علي ،العدد ،06نوفمبر
،2014ص ص 155-154
- 4تعرف المادة 20من القانون رقم 25-90المناطق العامرة كاآلتي" :االرض العامرة ،في مفهوم هذا القانون،
هي كل قطعة ارض يشغلها تجمع بنايات في مجاالتها الفضائية وفي مشتمالت تجهيزاتها وانشطتها ،ولو كانت هذه
القطعة االرضية غير مزودة بكل المرافق او غير مبنية ،او مساحات خضراء او حدائق او تجمع بنايات"،
وتعرف المادة 21من نفس القانون المناطق القابلة للتعمير كاآلتي" :االرض القابلة للتعمير ،في مفهوم هذا القانون،
هي كل القطع االرضية المخصصة للتعمير في اجال معينة بواسطة أدوات التهيئة والتعمير".
57
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للمساحات وتحقيق التماسك االجتماعي واالنتعاش االقتصادي والتنمية البشرية ،فتتم عملية البناء
والتعمير وفق ضوابط وفي شكل قيود قانونية تُفرض عند طلب رخصة البناء.1
لكن المالحظ أن المادة 04من المرسوم التنفيذي رقم 55-22ر ّكزت على أربع ( )4أنواع من
الشروط واجبة االحترام ضمن القواعد العامة للتعمير ،نتناولها تباعا:
ُعرف المشرع الجزائري مساحة التراجع ،إال أ -التعدي على مساحة التراجع داخل الملكية :لم ي ّ
أنه يقصد بالتعدي على مساحة التراجع داخل الملكية ،والتي تقابلها باللغة الفرنسية
،D'empiètement sur l'espace de recul à l'intérieur de la propriétéهو
التعدي على تل ك المساحات التابعة للملكية الخاصة التي تم التراجع عنها ،أي عدم استغاللها في
مخططات رخصة البناء لسبب ما ،ثم بعد مدة تم استغاللها لكن جاء هذا االستغالل مخالفا للحدود
واألحكام المقررة في رخصة البناء المسلمة.2
وتجدر اإلشارة أن بعض تشريعات التهيئة والتعمير والبناء في القانون المقارن استعملت مصطلح
"االرتداد" بدل "التراجع".
إذ تم تعريف مساحة االرتداد في المادة 02من نظام األبنية والتنظيم في مدينة عمان بالمملكة
األردنية الهاشمية 3بأنها " الفناء غير المسموح البناء فيه ،الواقع بين خط البناء وحدود قطعة األرض
من الجهات جميعها".
كما يمكن تعريفها أيضا وفق القانون األردني بأنها "المسافة األفقية التي تكون فاصلة بين حدود
قطعة األرض والبناء أو بين البناء وخط الطريق المالصق للقطعة ،وتنقسم إلى ارتداد جانبي ،ارتداد
خلفي ،وارتداد أمامي.
وتهدف مساحة االرتداد إلى ترك مسافة إنارة وتهوية بين المباني بحيث ال يسمح بتجاوز هذه
المسافة إالّ بنسبة .%10وال يسمح بإقامة مباني ضمن المنطقة إالّ في ظروف خاصة .كما يتم تسمية
االرتداد الجانبي أو الخلفي أو األمامي وفقا للموقع بالنسبة للشارع.
وأيضا يوجد مسافة معينة لكل قطاع سكني .يشترط أالّ تكون مساحة األرض تقل عن هذه
المساحة .وكما يشترط ّ
أن طول الواجهة األمامية ال تقل في أي تنظيم حسب ما ورد في القانون".4
أما المشرع اللبناني فقد ذكر مصطلح "التراجع" صراحة دون تحديد حد أقصى لمساحة التراجع
المادة 2مكرر من القانون رقم 646الخاص بالبناء.1
58
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما خصت وعبّرت بعض التشريعات األخرى عن مصطلح "التراجع" بمصطلح "االنتكاس".2
ب -الفتحات على الواجهات غير المرخص بها في رخصة البناء المسلمة :تدخل الفتحات على
الواجهات D'ouvertures sur façadesضمن قيود الجوار بسبب تالصق األمالك العقارية
وتجاورها ،والتي نظمها المشرع الجزائري بموجب (األمر رقم 58-75المتضمن القانون المدني)
و(المرسوم التنفيذي رقم 175-91المحدد للقواعد العامة للتهيئة والتعمير والبناء).
فالفتحات على الواجهات هي قيد من القيود الواردة على الملكية العقارية الخاصة ،وتختلف
باختالف ما إذا كان المقصود بالفتحات مجرد النظر أين تسمى "بالمطالت" ،أو كان المقصود بها
3
التهوية واإلضاءة أين تسمى "بالمناور".
-1المطالت:
تعرف المطالت أيضا بأنها "فتحات المباني التي يمكن النظر من خاللها إلى -تعريف المطلّ :
الخارج الوضع العادي لإلنسان ،أي في حالة وقوفه أو جلوسه ،كالنوافذ ،والشرفات ،أو البلكونات،
واألبواب".
ُعرف المطل بأنه "الفتحة التي يقيمها مالك البناء قصد االنارة والتهوية واإلطالل منه إلى خارج
وي ّ
البناء ،والمطل إما يكون مطال مواجها يمكن اإلطالل منه على ملك الجار مباشرة دون الحاجة إلى
االلتفاف يمينا أو شماال ،وإما يكون مطال منحرفا ال يمكن اإلطالل منه مباشرة على ملك الجار إال
بعد االلتفاف يمينا أو شماال أو بعد االنحناء إلى الخارج".4
والمطالت نوعان ،المطالت المواجهة والمطالت المنحرفة.
• المطالت المواجهة :هي تلك التي تسمح بالنظر مباشرة وفي خط مستقيم إلى ملك الجار ،دون
الحاجة إلى االنحناء إلى الخارج أو إلى التلفت يمينا أو يسارا ،وهذا يفترض أن يقع عقار الجار كله
أو بعضه في مواجهة الفتحات ،وعلى ذلك فإن البلكونات الخارجة عن البناء تعتبر مطالت مواجهة
للعقارات المقابلة لها من أي ناحية من النواحي الثالث ،ألن الشخص يمكنه أن ينظر إليها دون حاجة
إلى االنحناء إلى الخارج.
• المطالت المنحرفة :هي تلك التي ال تسمح بالنظر إلى ملك الجار إال بااللتفات إلى اليمن أو
ُكون زاوية مع حائط الملك الذياليسار أو االنحناء إلى الخارج ،ولذا فإنها تفترض أن حد ملك الجار ي ّ
توجد فيه الفتحات ،أو وجود ملك على مسافة بعيدة من الفتحات فال يمكن رؤيته إال باالنحناء إلى
خارج تلك الفتحات.5
-1القانون رقم 646المؤرخ في 11ديسمبر ، 2004يتعلق بالبناء المعدل والمتمم ،جريدة رسمية عدد ،66لبنان
-2المصلحة التقنية البلدية ،القسم الفرعي للتعمير والهندسة المعمارية والبناء أنقوسة ،المرجع السابق ،ص 27
-3راجع بلخير حمداني( ،القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في القانون المدني الجزائري والفقه االسالمي)،
مجلة العلوم االنسانية ،المركز الجامعي علي كافي – تندوف ،المجلد ،06العدد ،01جوان ،2022ص 9
-4راجع ولد خصال محمد( ،قيود الملكية العقارية الخاصة -قيد المطالت والمناور وتطبيقاته المعاصرة) ،مجلة
المنار للبحوث والدراسات القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة يحي فارس – المدية ،العدد ،05
جوان ،2018ص 380
-5راجع بلخير حمداني ،المرجع السابق ،ص ص 10-9
59
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-شروط المطل :لما كان المطل المواجه هو أشد المطالت مضايقة للجار ،يليه المطل المنحرف
بأقل درجة ،فقد خص المشرع الجزائري كل من المطلين بشروط في المادتين 709و 710منه
كاآلتي:
• شروط المطالت المواجهة :قيّد المشرع الجار في المطالت المواجهة بمسافة مترين ( 2م) لفتح
مطل على عقار جاره من جهة في المادة 709من القانون المدني.1
ومن جهة أخرى بيّن كيفية قياس هذه المسافة ،فاألصل طبقا للقانون المدني أن الجار ملزم بفتح
المطل على عقار جاره في حدود المسافة القانونية المسموح له بها ،وهي مسافة المترين ( 2م)،
وبالنسبة لكيفية قياس هذه المسافة من حيث حدودها وكيفية ضبطها فقد جاءت المادة واضحة بضبطها
بداية عملية القياس ونهايتها في حالة ما إذا كان كال العقارين المتجاورين مبنيين ،بحث تقاس المسافة
2
من ظهر الحائط الذي يوجد له مطل أو من الحافة الخارجية للشرفة أو من النتؤ.
فإذا كان المطل شرفة او نافذة مفتوحة في جدار من جدران المبنى ،أخذ الخط الذي يتالقى فيه
الحائط مع األرض المقام عليها الحائط كبداية ،وأخذ الخط الذي يفصل ما بين العقارين كنهاية ،فإن
كانت المسافة بين خط البداية وخط النهاية مترين ( 2م) أو أكثر كان المطل المواجه مفتوحا في حدود
المسافة القانونية ،وإن كانت هذه المسافة أقل من مترين كان المطل المواجه متجاوزا لحدود المسافة
القانونية.
أما إذا كان المطل المواجه شرفة أو غير ذلك كانت البداية هي حافة الشرفة أو غيرها ،ونقطة
النهاية هي دائما الخط الفاصل ما بين العقارين ،وإذا كان العقاران يفصل بينهما حائط مشترك ،فالخط
3
الفاصل هو منتصف سمك الحائط.
• شروط المطالت المنحرفة :أما بالنسبة للمطالت المنحرفة والتي تعتبر أقل مضايقة للجار ،فقد
قيدت المادة 710من نفس القانون 4الجار في المطالت المنحرفة بمسافة ستين سنتيمترا ( 60سم)
لفتح مطل على عقار الجار.
وتقاس مسافة الستين سنتيمترا ( 60سم) من طرف النافذة على الخط الفاصل بين العقارين ،فإن
كانت ستين سنتيمترا ( 60سم) او أكثر ،كانت المسافة قانونية ،وإذا كانت أقل من ذلك فهي غير
قانونية.
-1أنظر المادة 709من القانون المدني الجزائري" :ال يجوز للجار أن يكون له على جاره له مطل مواجه على
مسافة تقل عن مترين ،وتقاس المسافة من ظهر الحائط الذي يوجد له المطل أو من الحافة الخارجية للشرفة ،أو من
النتؤ .وإذا كسب أحد بالتقادم الحق في مطل مواجه لملك الجار على مسافة ت قل عن مترين ،فال يجوز لهذا الجار أن
يبني على مسافة تقل عن مترين تقاس بالطريقة السابق بيانها أعاله ،وذلك على طول البناء الذي فتح فيه المطل"
-2راجع بن حمود لطيفة ،حوادق عصام( ،قيود الجوار بسبب تالصق األمالك العقارية) ،مجلة التعمير والبناء،
جامعة ابن خلدون – تيارت ،المجلد ،03العدد ،02جوان ،2019ص ص 77-76
-3راجع ولد خصال محمد ،المرجع السابق ،ص 381
-4أنظر المادة 710من القانون المدني الجزائري" :ال يجوز أن يكون لجار على جاره مطل منحرف على مسافة
تقل عن ستين ( ) 60سنتيمترا منحرف المطل على أن هذا التحريم يبطل إذا كان هذا المطل المنحرف على العقار
المجاور هو في الوقت ذاته مطل مواجه للطريق العام"
60
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإذا كان الفاصل بي ن العقارين أرضا فضاء مشتركة كطريق خاص أو فناء أو ممر لالستعمال
المشترك ،دخلت هذه األرض الفضاء كلها في حساب المسافة القانونية سواء للمطل المواجه أو المطل
المنحرف ،فتحسب المسافة من المطل إلى آخر األرض المشتركة ،حيث خط تالصق عقار الجار ال
إلى خط منتصف هذه األرض فقط.1
ويجدر القول أن هناك حاالت يجوز فيها فتح المطالت بنوعيها دون مراعاة المسافة التي يشترطها
القانون ،وهي:
-إذا كان المطل المنحرف مواجها في الوقت ذاته للطريق العام ،وعليه فإن المالك إذا فتح مطال
مواجها للطريق العام ،وكان المطلب يعد في الوقت ذاته مطال منحرفا بالنسبة لملك الجار ،فإن فتح
المطل في هذه الحالة ال يتقيد بمسافة معينة من ملك الجار من أي جانب من جانبي المطل ،ألن
الطريق العام مخصصة للمنفعة العامة ،بما يمكن الجميع من االشتراك في االنتفاع به واالطالل عليه
خاصة.
-األبواب ومداخل العقار ،إذ ال تعد من قبيل المطالت ،ألن الغرض منها ليس اإلطالل وإنما
الدخول إلى العقار والخروج منه.
-إذا كان المطل ال يكشف من العقار المجاور إال حيطانا مسدودة ،ما لم تنهدم هذه الحيطان ،ال
خضع هنا لقيد المسافة ،ألن الغرض من ترك المسافة هو منع النظر ولما كان ممتنعا أصال فال مبرر
2
للتقييد.
ووفق قاعدة الخاص يقيد العام ،فإن ما تنص عليه المادة 3/21من المرسوم التنفيذي رقم -91
175تقيد المسافات المنصوص عليها في القانون المدني الجزائري ،وذلك في العمارتين المتجاورتين
3
أين يجب أالّ تقل المسافة عن أربع أمتار ( 4م).
-2المناور:
-تعريف المناور :المقصود بالمناور في االصطالح القانوني "فتحات في الحائط يقصد منها مرور
الهواء ونفاذ الضوء ،تعلو قاعدتها عن قامة االنسان المعتادة ،بحيث ال يمكن االطالل منها على
4
األمالك المجاورة".
-شروط المناور :تناولت المادة 711من القانون المدني الجزائري 5شروط المناور بطريقة
مغايرة تماما للمطالت التي تم تقييدها بمسافة مترين ( 2م) وستين سنتيمترا ( 60سم) حسب نوعها،
إذ أن القيد في المناور هو في االرتفاع ال في المسافة ،فال يشترط لفتحها أن يترك المالك أية مسافة
كما هو الشأن بالنسبة للمطالت ،غير أنه يجب أن تفتح على ارتفاع ال يقل عن المترين ( 2م) من
61
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرض الغرفة المراد إنارتها وتهويتها ،وهو االرتفاع الذي قدر المشرع الجزائري أنه يفيد المالك من
جهة وال يؤذي الجار من جهة أخرى ،والعبرة بتوافر االرتفاع القانوني من ناحية أرض المالك الذي
الم ْنور بصرف النظر عن مستوى ارتفاع األمالك المجاورة .وعلى ذلك فإن للمالك فتح منور في فتح ِ
الحائط الذي يبنيه على الحد الفاصل بينه وبين جاره دون أن يترك أية مسافة ما دام أنه التزم أحكام
1
المادة 711سالفة الذكر ،فجعل قاعدة المنور على ارتفاع مترين ( 2م) فأكثر من أرض الغرفة.
ان فتحها قصد إساءة إال أنه نشير إلى عدم إمكانية ت عسف المالك في استعمال المناور ،إذ
المخلفات على األمالك استعمالها كان يعتلي شيء ليطل منها على ملك الجار ،أو اعتياده إلقاء بعض
والغرض الذي قصده المجاورة ،وأساس النظر هنا أن هذا االستعمال غير مشروع ،وال يتفق
االستطاعة أو محاولة المشرع ،فقد قصر االنتفاع بالمناو ر على مرور الهواء ونفاذ النور دون
اإلطالل منها على عقار الجار المالصق.2
ج -تعلية المستويات أو الطوابق دون ترخيص :فيما يخص شرط احترام تعلية المستويات أو
الطوابق ،Surélévation de niveaux ou d'étagesفنقصد به طبقات ومستويات الهيكل
المعماري للبناية المكونة من عدة طوابق ،ومجملها يشكل علو البناية.
بالرغم من أن حق الملكية العقارية يمنح للباني حق التعلية في عقاره ،إال أن المشرع الجزائري
أقر في القانون رقم 29-90المتضمن قانون التهيئة والتعمير قيدا على حق تعلية المستويات أو
الطوابق ،وذلك في المادة 06منه التي نصت على عدم إمكانية تجاوز علو البنايات في األجزاء
المعمرة من البلدية متوسط علو البنايات المجاورة ،وإذا وجدت بناءات على حافة الطريق العمومي
فإن علوها ال يمكن أن يتعدى المسافة المحسوبة أفقيا بين كل نقطة منها وبين أقرب نقطة من
3
التصفيف المقابل من البناءات.
ونصت المادة 28من المرسوم التنفيذي رقم 175-91على أن كل أشغال البناء التي تقع في
المناطق العامرة ،يجب أن تحترم الحد األدنى من القواعد الخاصة التي تحددها القوانين والتنظيمات،
علو البنايات المجاورة في األجزاء المع ّمرة ،أما فيماحيث أنه ال بد أالّ يتجاوز معدل علوها معدل ّ
يخص البنايات التي تقع خارج دائرة األجزاء المعمرة ،فيستوجب انسجام البنايات مع محيطها ،كأن
4
يتم تشييد ناطحة سحاب في قرية صغيرة ال تتجاوز أبنيتها علو الطابقين أو ثالث.
وبالنسبة لألراضي الفالحية ،فقد حدد القرار الوزاري المشترك بين وزير السكن ووزير الفالحة
الصادر بتاريخ 13سبتمبر 1992المتعلق بحقوق البناء المطبقة على األراضي الواقعة خارج
المناطق العمرانية للبلدية ارتفاع البناء المقام على األراضي الفالحية 5،أين راعى في ذلك القوام
62
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التقني لهذه األخيرة ،فقد حددها بموجب المادة 2/01منه بأالّ ي جوز أن يفوق علو هذه البنايات تسعة
أمتار ( 9متر) ،تقاس من أية نقطة من األرض.1
ومنه يمكن القول أن تحديد الحد األقصى لتعلية البنايات يكون وفق العوامل التالية:
-السالمة واألمن ،حيث يتم تحديد ارتفاع المبنى بحيث يكون آمنا ويتوافق مع المعايير الهندسية
الالزمة لتحمل األحمال المتراكمة،
-البيئة المحيطة ،حيث يتم النظر في التأثير الذي سيحدثه البناء على المناطق المجاورة وعلى البيئة
المحيطة بالمبنى،
-استخدام المبنى ،حيث يتم تحديد ارتفاع المبنى بنا ًء على االستخدام المقصود للمبنى ،مثل السكن
أو العمل أو االستخدام التجاري.
د -تجاوز مساحة شغل األراضي :نقصد بمساحة شغل األراضي Emprise au solاإلسقاط
رأسي لحجم البناء ،والذي يتم قياسه من الحائط الخارجي للبناء وبالتالي يأخذ في عين االعتبار سمك
الجدران ،عكس مساحة األرضية التي يتم قياسها على الحائط الداخلي للواجهات.
وبمعنى آخر تمثل مساحة شغل األراضي المساحة المسموحة للبناء ،والتي يمكن حسابها وفق
متغير 2.يتمثل هذا األخير في معامل شغل األراضي COSاختصارا لـ" Coefficient
"d'Occupation des Solsوهو المقياس الذي يستخدم في التخطيط العمراني والبناء لتحديد
الحد األدنى واألقصى للمساحة التي يمكن بناءها على األرض مقارنة بمساحة األرض اإلجمالية،
3 2
والتي تقاس بوحدة المتر مربع (م ).
وعليه فإن مساحة شغل األراضي تقايس وفق متغير معامل شغل األراضي كاآلتي:
مساحة شغل األراضي = مساحة قطعة األرض × معامل شغل األرض
-1راجع خولة عواد( ،األحكام القانونية لرخصة البناء في األراضي الفالحية) ،مجلة العلوم القانونية والسياسية،
جامعة الشهيد ح ّمة لخضر -الوادي ،المجلد ،10العدد ،02سبتمبر ،2019ص .778
2 -L'emprise au sol est la projection verticale du volume d'une construction.
Il est donc à noter que, contrairement à la surface de plancher qui se mesure au
nu intérieur des murs de façades, l'emprise au sol se mesure au nu extérieur et
prend donc en compte l'épaisseur des murs.
L'emprise au sol vient compléter la surface de plancher dans les démarches
d'urbanisme et permet de savoir à quelle autorisation (permis de construire ou
déclaration préalable principalement). Elle sert également à calculer le seuil au-
delà duquel un projet doit être réalisé par un architecte. Mais avec une variante.
راجع ،L'emprise au sol d'une constructionدون تاريخ نشر( ،عن موقع – moinsde170
،)Votre permis de construire en ligneتم االطالع عليه في 2023-05-02ســا ،13:08
http://www.moinsde170.com/index.htm
3-Aux termes de la législation urbaine en Algérie1 le (coefficient d’occupation du
63
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلو افترضنا أننا بصدد تشييد بناء في قطة أرض مساحتها ( 500م ،)2وأن معامل شغل األرض
في المنطقة التي توجد فيها األرضية يساوي ( ،)%30فإنه وفق المعادلة السابقة تساوي مساحة شغل
األرض ( 150م.)2
30
= 150 × 500
100
1/
وعليه ،يمكن القول أن أي خروج ومخالفة للشروط األربعة ( )4المنصوص عليها في المادة 04
من المرسوم التنفيذي رقم 55-22بما يخالف احترام القواعد العامة للتعمير ،ينتج عنه إخراج البناية
غير المطابقة من نطاق التسوية وفق هذا المرسوم.
عرفت المادة 02من المرسوم ثانيا -احترام معايير البناء واألمن السيما في المناطق الزلزاليةّ :
التنفيذي رقم 55-22معايير البناء واألمن بأنها "مجموع الحقوق والواجبات القانونية والتقنية التي
تسمح بضمان احترام قواعد البناء في مجال استقرار وأمن المشروع ضد كل أنواع األخطار
المحتملة".
إن مفهوم األمن العمومي يحتمل معاني كثيرة بعضها يندرج ضمن البناءات التي تؤثر على
الصحة العامة وتؤدي إلى التلوث البيئي ،ومعاني أخرى تتعلق بما فسره المشرع الجزائري بالبناءات
التي تتأثر بسبب موقعها أو حجمها بطبيعة األرضية التي تكون معرضة لألخطار الطبيعية مثل
1
الفيضانات وانخفاض التربة وانزالقها والزالزل والجرف.
إذ أ ّكدت المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 175-91على أنه "إذا كانت البناءات من طبيعتها
أن تمس بالسالمة أو باألمن العمومي من جراء موقعها أو حجمها أو استعمالها ،يمكن رفض رخصة
البناء أو رخصة تجزئة االرض من أجل البناء أو منحه شريطة احترام االحكام الخاصة الواردة في
القوانين والتنظيمات المعمول بها" .إضافة للمادة 03التي تليها التي نصت على أنه "إذا كانت البناء
أو التهيئة مقررة في أرضية معرضة لألخطار الطبيعية مثل الفيضانات واالنجراف وانخفاض التربة
وانزالقها والزلزال والجرف ،يمكن رفض رخصة البناء أو التجزئة أو منحها بالشروط الخاصة التي
تتطلبها القوانين والتنظيمات المعمول بها" 2،وجاءت هذه الشروط بوجوب احترام قواعد البناء
المطبقة على هذه المناطق وذلك بعد تقديم دراسة المصالح المختصة ،وهو ما أكده القانون رقم -04
20المتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى.3
إذ جاء القانون رقم 20-04كي يتكفل بترتيبات الوقاية من األخطار الكبرى المحددة وفق المادة
10منه في عدة أخطار أولها الزالزل واألخطار الجيولوجية .كما نصت المادة 23من نفس القانون
على أنه يمنع إعادة البناء لبناءات أو منشآت تهدمت كليا أو جزئيا بفعل خطر زلزالي و/أو جيولوجي
إال بعد إجراء خاص للمراقبة ،يهدف إلى التأكد من أسباب االنهيار الكلي أو الجزئي.
64
ــــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
فنصت المادة 11من القانون رقم 29-90المعدلة بموجب المادة 04من القانون رقم 05-04
على أنه تحدد األراضي المعرضة لألخطار الناتجة عن الكوارث الطبيعية أو تلك المعرضة لالنزالق
عند إعداد ألدوات التهيئة والتعمير ،وتخضع إلجراءات تحديد أو منع البناء التي يتم تحديدها عن
طريق التنظيم .و تعرف وتصنف المناطق المعرضة للزلزال حسب درجة الخطورة ،وتحدد قواعد
البناء في هذه المناطق عن طريق التنظيم.
وعليه فإن أي بناء مخالف لهذه األحكام حتما سيخرج من دائرة التسوية في إطار أحكام المرسوم
التنفيذي رقم 55-22المتضمن تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلّمة.
-1القانون رقم 05-04المؤرخ في 14أوت ، 2004يعدل ويتمم القانون رقم 29-90المتعلق بالتهيئة والتعمير،
جريدة رسمية عدد 51
65
ــماهية تسوية البنايات غـيـر المطابقة لرخصة البناء الفصل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
66
الفصل الثاني
أحكام تسوية البنايات غير
المطابقة لرخصة البناء وفق
المرسوم التنفيذي رقم 55-22
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم
التنفيذي رقم 55-22
تقتضي التسوية بطبيعة الحال وجود مخالفة ،وجاء المرسوم التنفيذي رقم 55-22المتضمن
تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة بتحديد للمخالفات محل تحقيق المطابقة القابلة
للتسوية ،والتي تكون محل عقوبة دفع الغرامة ،كما حدد المخالفات غير القابلة للتسوية التي تكون
محل عقوبة على عاتق صاحب الطلب دون دفعه ألي غرامة .وألن طريقة تسوية المخالفات القابلة
لذلك وفق ذات المرسوم تكون بنظام الغرامات مثلها سلف ذكره ،فقد حدد المشرع أيضا كيفية تقدير
هذه الغرامات حسب طبيعة المخالفة المرتكبة ونوع البناية.
وتمر التسوية وفق هذا المرسوم بعدّة مراحل ،أولها وأهمها طلب التسوية ومطابقة البناية المعنية،
والذي يم ّك ن المخالف من االستفادة من رخصة البناء المعدلة على سبيل التسوية أو شهادة المطابقة
على سبيل التسوية ،ويتم هذا الطلب وفق كيفيات وإجراءات محددة ،ليختتم في األخير بالبت فيه فيُت ّخذ
بخصوصه قرارا يتضمن رأيا بالم وافقة أو الموافقة المصحوبة بتحفظات أو رأيا بالرفض .هذا األخير
يكون قابال للطعن إما بالتظلم اإلداري أو الطعن أمام القضاء.
وقصد اإلحاطة ب أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم
،55-22نتناول أوال أحكام طلب تسوية مخالفات البنايات غير المطابقة لرخصة البناء ،ثم اآلثار
المترتبة عنه .وذلك في مبحثين تباعا:
المبحث األول :طلب تسوية مخالفات البنايات غير المطابقة لرخصة البناء.
المبحث الثاني :اآلثار المترتبة على طلب تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء.
68
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
المبحث األول :طلب تسوية مخالفات البنايات غير المطابقة لرخصة البناء.
إن طلب رخصة البناء المعدّلة أو شهادة المطابقة على سبيل التسوية يقتضي معرفة المخالفات
العمراني التي أدت بأصحاب طلبات التسوية القيام بهذه األخيرة ،إذ ال مجال للتسوية إال بوجود
وتحقق هذه المخالفات.
وعليه وجب التعرف أو ال على طبيعة هذه المخالفات التي تستوجب التسوية وكذا تقدير غرامات
تسويتها (المطلب األول) ،ثم طلبات رخصة البناء المعدّلة أو شهادة المطابقة على سبيل التسوية
وكيفيات معالجتها ودراستها (المطلب الثاني).
المطلب األول :طبيعة المخالفات وتقدير غرامات تسويتها وفق المرسوم التنفيذي رقم .55-22
جاء المرسوم التنفيذي رقم 55-22بتحديد للمخالفات محل التسوية وفق هذا المرسوم والقابلة
لذلك ،والتي تكون محل عقوبة دفع الغرامة ،وفي نفس الوقت حدد المخالفات غير القابلة للتسوية
واآلثار المترتبة عنها (الفرع األول) ،وألن طريقة تسوية المخالفات القابلة للتسوية وفق المرسوم
السابق تكون بنظام الغرامات مثلها سلف ذكره ،فقد حدد المشرع أيضا كيفية تقدير هذه الغرامات
حسب طبيعة المخالفة المرتكبة ونوع البناية (الفرع الثاني).
الفرع األول :وضعية المخالفات الواردة ضمن المرسوم التنفيذي رقم .55-22
تضمن المرسوم التنفيذي رقم 55-22ضمن المواد من 14إلى 17منه جملة من المخالفات التي
سعى المشرع في إصداره لهذا المرسوم إلى تسويتها ونقلها من نطاق المخالفة إلى النطاق القانوني
أين نص عليها ضمن الفقرات األولى للمواد سالفة الذكر (أوال) ،إال أنه ال يمكن بطبيعة الحال تسوية
جميع المخالفات ،وعليه فقد نص في الفقرات الثانية لذات المواد على المخالفات غير القابلة للتسوية
(ثانيا).
أوال -المخالفات القابلة للتسوية :جاء تحديد المخالفات القابلة للتسوية ضمن (الفقرات األولى
للمواد من 14إلى 17من المرسوم التنفيذي رقم 1)55-22أين تم حصرها في أربع ( )4مخالفات.
أ -التعدي على مساحة التراجع داخل الملكية :يقصد بمخالفة التعدي على مساحة التراجع داخل
الملكية مثلما سلف شرحه سابقا ،التعدي على تلك المساحات التابعة للملكية الخاصة التي تم التراجع
-1أنظر المادة 1/14من المرسوم التنفيذي رقم " : 55-22عندما تتعلق المخالفة بالتعدي على:
مساحة التراجع داخل الملكية فإنها قابلة للتسوية ويتم تقدير الغرامة حسب المساحة التي تم التعدي عليها وحسب
استعمال البناية"،
وأنظر المادة 1/15من المرسوم التنفيذي رقم " : 55-22عندما تتعلق المخالفة بالفتحات:
على الواجهات المنجزة وغير المنصوص عليها في رخصة البناء المسلمة والتي ال تمس بالجوار بالمجابهة
المباشرة ،تكون قابلة للتسوية مع دفع غرام ة لكل واجهة معنية وحسب استعمال البناية"،
وأنظر المادة 1/16من المرسوم التنفيذي رقم " : 55-22عندما تتعلق المخالفة بطوابق مضـافة:
غير منصوص عليها في رخصة البناء المسلمة وال تخل بالقواعد العامة للتعمير ومعايير البناء واألمن ،فإنها تكون
قابلة للتسوية ويتم تقدير الغرامة حسب المساحات المضافة وحسب استعمال البناية"،
وأنظر المادة 1/17من المرسوم التنفيذي رقم " : 55-22عندما تتعلق المخالفة بتجاوز مساحة شغل األراضي:
التي ال تخل بالقواعد العامة للتعمير ،ال سيما الجوار ومعايير البناء واألمن ،فإنها تكون قابلة للتسوية وتقدر الغرامة
حسب المساحة المضافة وحسب استعمال البناية".
69
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
عنها ،أي عدم استغاللها في مخططات رخصة البناء لسبب ما ،ثم بعد مدة تم استغاللها لكن جاء هذا
1
االستغالل مخالفا للحدود واألحكام المقررة في رخصة البناء المسلمة.
تكون هذه المخالفة قابلة للتسوية مقابل دفع غرامة محددة حسب المساحة التي تم التعدي عليها،
وحسب استعمال البناية.2
ب -الفتحات على الواجهات المنجزة التي ال تمس بالجوار بالمجابهة المباشرة :حدد القانون
المدني الجزائري الفاتحات على الواجهات في شكلين ،فإذا كان المقصود بها مجرد النظر اعتبرت
مطالت ،أما إذا كان المقصود بها التهوية واإلضافة فتسمى بالمناور 3.في حين حدد المنشور رقم 01
المؤرخ في 13مارس 2022والمتعلق بتطبيق تدابير وأحكام المرسوم التنفيذي رقم 55-22
الفتحات على الواجهات في شكل نوافذ وشرفات ،وهو نفس توجه المشرع الجزائري في القانون
المدني باختالف المصطلحات فقط.4
واشترطت المادة 1/15من المرسوم التنفيذي رقم 55-22في مخالفة الفتحات على الواجهات أن
تكون هذه األخيرة منجزة ،وأن تكون غير منصوص عليها في رخصة البناء المسلّمة ،أي تم تشييدها
خارج أحكام هذه األخيرة ،إضافة إلى عدم مساسها بالجوار بالمجابهة المباشرة ،أي ال تسمح بالنظر
مباشرة وفي خط مستقيم إلى ملك الجار دون الحاجة إلى االنحناء إلى خارجها أو إلى االلتفات يمينا
أو يسارا ،وهو ما يُفهم من خالل تعريف المطالت المواجهة.5
وتكون هذه المخالفة محل تسوية مقابل دفع غرامة جزافية لكل واجهة معنية ،وحسب استعمال
وطبيعة البناية.6
ج -طوبق مضافة ال تخل بالقواعد العامة للتعمير ومعايير البناء واألمن :عند إضافة طوابق في
البناء المرجو تسوية وضعيته بالمرسوم التنفيذي رقم 55-22غير منصوص عليها في رخصة البناء
المسلمة ،كأن تنص هذه األخيرة على أن الحد األقصى للبناء هو طابق أرضي إضافة لطابق آخر
) (R+1ليقوم صاحب البناية بتجسيد البناء بإضافة طابق إضافة أو أكثر فوق ما نصت عليه رخصة
البناء المسلمة له ) ،(R+2..وأالّ تخل هذه الطوابق المضافة بالقواعد العامة للتعمير ومعايير األمن
7
والبناء ،فإنها تكون قابلة للتسوية مقابل غرامة تقدر حسب المساحات المضافة ،استعمال البناية.
د -تجاوز مساحة شغل األراضي التي ال تخل بالقواعد العامة للتعمير ومعايير البناء واألمن :عند
تجاوز مساحة شغل األرض الممثلة في المساحة المسموحة للبناء مثلما سلف شرحها سابقا 8،بشرط
-1المصلحة التقنية البلدية ،القسم الفرعي للتعمير والهندسة المعمارية والبناء أنقوسة ،المرجع السابق ،ص 27
- 2أنظر المادة 1/14من المرسوم التنفيذي رقم 55-22
-3راجع بلخير حمداني ،المرجع السابق ،ص 9
-4المنشور رقم 01المؤرخ في 13مارس ،2022المرجع السابق ،ص 10
-5راجع بلخير حمداني ،المرجع السابق ،ص 9
-6المنشور رقم 01المؤرخ في 13مارس ،2022المرجع السابق ،ص 10
-7أنظر المادة 1/16من المرسوم التنفيذي رقم 55-22
8- L'emrise au sol d'une construction, Op. cit
70
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
أن يكون التجاوز داخل الملكية 1،وأالّ يخل بالقواعد العامة للتعمير ،السيما الجوار ومعايير البناء
واألمن ،فإنها تكون قابلة للتسوية بغرامة تحدد حسب المساحة المضافة وحسب استعمال البناية.2
ويمكن تلخيص وشمل جميع المخالفات القابلة للتسوية وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22في
جدول 3كاآلتي:
اإلجـــــــــــــراء المخالفــــــــــة
-إضافة طوابق غير منصوص عليها في -قابل للتسوية مقابل دفع غرامة ،حسب
رخصة البناء المسلمة ،وال تخل بالقواعد العامة المساحات المضافة وحسب استعمال البناية
للتعمير ال سيما بالجوار ومعايير البناء واألمن وحسب عدد الواجهات المعدلة
-تجاوز مساحة شغل األراضي التي ال تخل -قابل للتسوية مقابل دفع غرامة حسب
بالقواعد العامة للتعمير السيما الجوار ومعايير المساحات المضافة واستعمال البناية وحسب
عدد الواجهات المعدلة البناء واألمن
ثانيا -المخالفات غير القابلة للتسوية :جاء تحديد المخالفات غير القابلة للتسوية هي األخرى
ضمن الفقرات الثانية للمواد من 14إلى 17من المرسوم التنفيذي رقم 455-22أين تم حصرها في
أربع ( )4مخالفات أيضا.
71
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
أ -التعدي على المساحة الخارجية التابعة للغير :عند ارتكاب التعدي على المساحة الخارجية
التابعة للغير عموميا كان أو خاص ،فإنها تكون غير قابلة للتسوية ،ويتم هدمها على عاتق صاحب
1
طلب التسوية ،ويكون الهدم في الجزء المضاف على المساحة التابعة للغير بدون دفع أي غرامة.
ونقصد بالتعدي على المساحة الخارجية التابعة للغير العمومي ،التعدي على ملك من األمالك
الوطنية التي تشمل وفق المادة 02من القانون رقم 30-90المتضمن قانون األمالك الوطنية مجموع
األمالك والحقوق المنقولة والعقارية التي تحوزها الدولة وجماعتها اإلقليمية في شكل ملكية عامة أو
خاصة .وتتكون من األمالك العمومية والخاصة التابعة للدولة ،األمالك العمومية والخاصة التابعة
للوالية ،األمالك العمومية والخاصة التابعة للبلدية .وهو نفس التعريف الذي تبناه المشرع ضمن
2
المادة 24من القانون رقم 25-90المتضمن قانون التوجيه العقاري.
أما التعدي على المساحة الخارجية التابعة للغير الخاص ،فالمقصود بها التعدي على ملك خاص
والذي نظمته المواد 674وما يليها من القانون المدني إضافة للقانون رقم 25-90المتضمن قانون
التوجيه العقاري ،أين يقسم ألربع ( )4أنواع :ملكية تامة يستجمع فيها المالك السلطات الثالث من حق
االستعمال واالستغالل والتصرف ،وملكية مجزأة التي تنازل فيها المالك عن بعض الحقوق السابقة
لفائدة الغير كتنازله عن حقه في االستعمال أو االستغالل فيقبى له عندئذ ملكية الرقبة ،وملكية مشاعة
التي يتعدد فيها المالكون بدون أن تحدد حصص كل واحد منهم ،وأخيرا الملكية المشتركة التي تكون
ملكية العقار المبني أو مجموعة العقارات المبنية فيها مقسمة إلى حصص بين عدة أشخاص تشمل كل
واحدة منها على جزء خاص ونصيب في األجزاء المشتركة كما هو الحال بالنسبة لألجزاء المشتركة
في العمارات كاألسطح وممرات الدخول والدرج والمصاعد.3
ومنه فأي تعدي على المساحة الخارجية التابعة لملك وطني عام أو ملك وطني خاص ،أو ملك
خاص للغير سواء كان تاما ،مجزأ ،مشاعا ،أو مشتركا ،سيخرج البناية المخالفة من دائرة التسوية
وفق المرسوم التنفيذي رقم ،55-22ويترتب عنه الهدم على عاتق صاحب الطلب للجزء المضاف
على المساحة التابعة للغير دون دفع غرامة.
على الواجهات المنجزة وغير المنصوص عليها في رخصة البناء المسلّمة والتي تمس بالجوار بالمجابهة المباشرة،
تكون غير قابلة للتسوية ،ويجب أن تكون موضوع الغلق الذي يُشكل العقوبة المفروضة"،
وأنظر المادة 2/16من المرسوم التنفيذي رقم " : 55-22عندما تتعلق المخالفة بطوابق مضـافة:
غير منصوص عليها في رخصة ال بناء المسلمة وتخل بالقواعد العامة للتعمير ،ال سيما الجوار ،ومعايير البناء
واألمن ،فإنها تكون غير قابلة للتسوية ،ويجب أن تكون موضوع الهدم الذي يُشكل العقوبة المفروضة"،
وأنظر المادة 2/17من المرسوم التنفيذي رقم " : 55-22عندما تتعلق المخالفة بتجاوز مساحة شغل األراضي:
التي تخل بالقواعد العامة للتعمير ،ال سيما الجوار ،ومعايير البناء واألمن ،فإنها تكون غير قابلة للتسوية ويجب أن
تكون موضوع الهدم الذي يشكل العقوبة المفروضة"،
-1أنظر :المادة 2/14من المرسوم التنفيذي رقم 55-22
وأنظر :المنشور رقم 01المؤرخ في 13مارس ،2022المرجع السابق ،ص 10
-2راجع علياتي محمد ،محاضرات في قانون األمالك الوطنية ،محاضرات ألقيت على طلبة السنة أولى ماستر
تخصص قانون عقاري ،مقياس قانون األمالك الوطنية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة يحي فارس – المدية،
،2022- 2021ص ص 14-13
-3راجع إلغات ربيحة( ،الملكية العقارية في ظل التشريع الجزائري) ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية
والسياسية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1المجلد ،50العدد ،05ماي ،2013ص ص 194- 192
72
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
ب -الفتحات على الواجهات المنجزة التي تمس بالجوار بالمجابهة المباشرة :عند إنجاز وتشييد
فتحات على الواجهات مثل المطالت والمناور كالنوافذ والشرفات ،وتكون هذه األخير غير منصوص
عليها في رخصة البناء المسلمة ،إضافة إلى مساسها بالجوار بالمجابهة المباشرة مثلما سبق شرحه،
فإنها تكون محل إغالق ،أي يقوم صاحب الطلب بإغالق الفتحات المخالفة بدون دفع غرامة مالية.1
ج -طوابق مضافة تخل بالقواعد العامة للتعمير ومعايير البناء واألمن :عند تشييد طوابق إضافية
في البناء لم تنص عليها رخصة البناء المسلمة ،وأخلّت بالقواعد العامة للتعمير السيما بالجوار
ومعايير البناء واألمن ،فإنها تخرج من دائرة التسوية وفق المرسوم التنفيذي رقم ،55-22ويترتب
عنها الهدم على عاتق صاحب الطلب للطوابق المضافة دون دفع غرامة.2
د -تجاوز مساحة شغل األراضي التي تخل بالقواعد العامة للتعمير ومعايير البناء واألمن :عند
تجاوز مساحة شغل األراضي بما يخل بالقواعد العامة للتعمير ومعايير البناء واألمن ،فإن هذه
المخالفة ستخرج البناية من نطاق التسوية وفق المرسوم التنفيذي رقم ،55-22وتكون بذلك موضوع
هدم على عاتق صاحب الطلب لألجزاء المضافة المخلة دون دفع غرامة.3
73
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
يمكن تلخيص وشمل جميع المخالفات غير القابلة للتسوية وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22في
جدول 1كاآلتي:
اإلجـــــــــــــراء المخالفــــــــــة
-إضافة طوابق غير منصوص عليها في -تهدم الطوابق المضافة والمخلّة على عاتق صاحب
رخصة البناء المسلمة ،تخل بالقواعد العامة الطلب دون دفع غرامة
للتعمير ال سيما بالجوار ومعايير البناء واألمن
تجدر اإلشارة أنه يتم تحديد المخالفة من خالل المقارنة بين مخططات رخصة البناء المسلمة،
ومخططات البنايات موضوع التسوية ،وذلك بعد المعاينة الميدانية من طرف اللجنة المكلّفة بمعالجة
طلبات التسوية وهو ما نص عليه المنشور رقم 01المؤرخ في 13مارس .2022
وقد تكون البنايات معنية بمخالفة واحدة أو عدة مخالفات في نفس الوقت حسب الحاالت سالفة
الذكر ،والذي يترتب عليها عدة إجراءات تتراوح بين التسوية ،إغالق الفتحات والهدم.2
74
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
يمكن جمع كل هذه المخالفات سواء تلك القابلة للتسوية وغير القابلة لذلك مع اإلجراءات المتخذة
في كل حالة منها من خالل جدول 1شامل كامل وفق ينص عليه المرسوم التنفيذي رقم :55-22
اإلجراءات المتخذة
طبيعــــــــة المخالفـــــــة
غير قابلة
قابلة للتسوية
للتسوية
-1المصلحة التقنية البلدية ،القسم الفرعي للتعمير والهندسة المعمارية والبناء أنقوسة ،المرجع السابق ،ص 22
75
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
ويشكل إجراء غلق الفتحات غير القابلة للتسوية وهدم أجزاء البناء غير القابل للتسوية تحفظات
حسب الحالة ،يتوجب رفعها إلجراء التسوية في اآلجال التي تحددها اللجنة وتتحقق منها ،مع عدم
إدراجها في حساب مبلغ الغرامة.1
الفرع الثاني :الغرامات المالية كآلية لتسوية البنايات وفق المرسوم التنفيذي رقم .55-22
أقر المشرع الجزائري ضمن المرسوم التنفيذي رقم 55-22غرامات مالية مقابل تسوية وضعية ّ
البنايات المخالفة لرخصة البناء المسلمة ومطابقتها ،التي تقابلها تسليم شهادة المطابقة على سبيل
التسوية للبنايات المت ّممة ،أو رخصة البناء المعدّلة على سبيل التسوية للبنايات غير المتممة التي تكون
في طور اإلنجاز.
وتشكل الغرامة العقوبة النقدية المطبقة على المخالف الذي تعدّى على األحكام والمواصفات
التقنية لرخصة البناء المسلّمة له ،والتي تخل بالقواعد العامة للتعمير و/أو بمعايير البناء واألمن.
تم فرض هذه الغرامة ألول مرة بموجب المادة 113من قانون المالية لسنة 2017أين تراوحت
قيمتها ما بين %10إلى %25من قيمة البناية 2أو األجزاء المبنية المضافة أو المعدّلة للبناية محل
مخالفة رخصة البناء وحسب طبيعة المخالفة 3،وهي القيمة النسبة التي لم يتم بلوغها حيث لم تتجاوز
4
%20قصد تخفيف مبلغ الغرامة.
وعليه نتناول كيفية تقدير هذه الغرامات المالية المختلفة باختالف نوع البناية (أوال) ،ونعطي أمثلة
من الواقع العملي عن كل واحدة (ثانيا).
أوال -تقدير الغرامات :أوضحت المادة 12و 13من المرسوم التنفيذي رقم 55-22أن تحديد
قيمة جزء البناية موضوع المخالفة ،المنجزة أو التي هي في طور اإلنجاز على أساس قيمة المتر
مربع (م ) 2والقيمة الجزافية المطبقة على الواجهة حسب نوع البناية ،إذ حددت لنا ثالث ( )3أنواع
من البنايات نتناولهم تباعا.
أ -في السكنات الريفية والسكنات المنجزة في التجزئات االجتماعية المدعمة من طرف الدولة:
يشمل مصطلح السكنات الريفية مصلحتين ،األولى تتمثل في السكن والثانية في الريف.
ويعرف السكن بموجب المادة 355من قانون العقوبات 5على أنه "يعد منزال مسكونا كل مبنى أو
دار أو غرفة أو خيمة أو كشك ولو متنقل متى كان معدا للسكن وإن لم يكن مسكونا وقتذاك وكافة
توابعه مثل األحواش وحظائر الدواجن ومخازن الغالل واالسطبالت والمباني التي توجد بداخلها مهما
76
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
كان استعمالها حتى ولو كانت محاطة بسياج خاص داخل السياج أو السور العمومي" .كما يعرف
وفق المادة 32من المرسوم التنفيذي رقم 175-91المحدد للقواعد العامة للتهيئة والتعمير والبناء
بأنه "تعد عمارات سكنية بمفهوم هذا الفصل ،المحالت التي تستعمل للسكن ليل نهار ماعدا المساكن
المعدة للحياة الجماعية مثل الفنادق والداخليات والمستشفيات والمالجئ والمدارس والمحالت
المخصصة للحياة المهنية عندما ال يتم االسكان فيها ولو جزئيا على االقل في نفس مجموعة الغرف
المخصصة للحياة العائلية".
يعرف الوسط الريفي في المادة 03من القانون رقم 16-08المتضمن قانون التوجيه في حين ّ
الفالحي 1على أنه "جزء من اإلقليم أقل بناء ويتكون من مساحات مخصصة للنشاط الفالحي كنشاط
اقتصادي أساسي ،وكذا المناطق الطبيعية والغابات والقرى".
فيما تم تعريف السكن الريفي في المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 235-10الذي يحدد
مستويات المساعدة المباشرة الممنوحة من الدولة القتناء سكن جماعي أو بناء سكن ريفي ومستويات
دخل طالبي هذه السكنات وكذا كيفيات منح هذه المساعدة 2بأنه "كل سكن ينجزه أشخاص مؤهلون
للحصول على مساعدة الدولة بعنوان سكن ريفي ،ويجب أن ينجز السكن في فضاء ريفي في إطار
3
البناء الذاتي".
أ ّما السكنات المنجزة في التجزئات االجتماعية المدعمة من طرف الدولة في منطقة الجنوب
والهضاب العليا فقد نصت عليها التعليمة الوزارية المشتركة رقم 01المحددة لشروط وكيفيات إنشاء
التجزئات االجتماعية في الوسط الحضري ومنح مساعدة مالية للبناء في واليات الجنوب والهضاب
العليا 4،أين حددت شروط إنشاء هذه التجزئات في الوسط الحضري ومنح إعانة مالية للبناء بما يسمى
(البناء الذاتي) في واليات الجنوب والهضاب العليا ،إذ تُنشئ حصريا على بلديات الجنوب والبلديات
المنتمية لصندوق الهضاب العليا والتي تحددت قائمتها المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم 486-06
المحدد لكيفيات حساب التخصيص الخاص رقم 116-302المعنون بالصندوق الخاص للتنمية
االقتصادية في الهضاب العليا 5،ويستفيد منها المواطنون القاطنون بالبلديات المعنية الذين لم يسبق لهم
أن تملكوا ملك عقاري ملكية تامة ،وال يملكون سكن أو قطعة أرضي ،ولم يسبق لهم أن استفادوا من
-1القانون رقم 16-08المؤرخ في 03أوت ،2008يتضمن التوجيه الفالحي ،جريدة رسمية عدد 46
-2المرسوم التنفيذي رقم 235-10المؤرخ في 05أكتوبر ،2010يحدد مستويات المساعدة المباشرة الممنوحة
من الدولة القتناء سكن جماعي أو بناء سكن ريفي ومستويات دخل طالبي هذه السكنات وكذا كيفيات منح هذه المساعدة
المعدل والمتمم ،جريدة رسمية عدد 58
-3راجع آسية هتشان( ،السكن الريفي كآلية للتنمية – دراسة قانونية) ،مجلة الدراسات القانونية ،مخبر السيادة
والعولمة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة يحي فارس – المدية ،المجلد ،02العدد ،01جانفي ،2016ص
ص 5-3
-4التعليمة الوزارية المشتركة رقم 01والمؤرخة في 30سبتمبر ،2020تحدد شروط وكيفيات إنشاء التجزئات
االجتماعية في الوسط الحضري ومنح مساعدة مالية للبناء في واليات الجنوب والهضاب العليا ،صادرة عن وزارة
المالية ووزارة السكن والعمران و المدينة ووزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية
-5أنظر المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم 486-06المؤرخ في 23ديسمبر ،2006يحدد كيفيات تسيير
حساب التخصيص الخاص رقم 116-302الذي عنوانه "الصندوق الخاص بالتنمية االقتصادية للهضاب العليا"،
جريدة رسمية عدد 84تنص على أن "الجماعات اإلقليمية المستفيدة من تمويل الصندوق هي الواليات اآلتية :البيض
والنعامة وسعيدة وتيارت والجلفة والمسيلة وباتنة وخنشلة وتبسة"
77
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
أية إعانة من الدولة موجهة القتناء أو ترميم أو بناء سكن ،فيتم منحهم شطرا أول بقيمة %60من
اإلعانات الكلية ،أي ستون ( )60مليون سنتيم بالنسبة لواليات الجنوب ،وإثنان وأربعون ( )42مليون
سنتيم بالنسبة لواليات الهضاب العليا ،وتدفع بعد الحصول على رخصة البناء وإنجاز القاعدة .ثم
شطرا ثانيا مقدرا بقيمة %40من اإلعانات الكلية ،أي أربعون ( )40مليون سنتيم بالنسبة لواليات
الجنوب ،وثمانية وعشرون ( )28مليون سنتيم بالنسبة لواليات الهضاب العليا ،وتدفع عند االنتهاء
من أعمدة الطالب األرضي بناء على محضر معاينة ،يؤشر عليه من قبل المصالح المؤهلة لمديرية
السكن على مستوى الوالية أو المقاطعة اإلدارية.1
لحين صدور المراسلة رقم 1795الصادرة عن المدير العام للمديرية العامة للجماعات المحلية
بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية 2،والتي كشفت عن الدليل المنهجي المتعلق
بكفيات تطبيق التعليمة الوزارية المشتركة رقم 01المؤرخة في 30سبتمبر ،2020والمنجز من
قبل وزارة السكن والعمران والمدينة وممضي من طرف الوزير محمد طارق بلعريبي وموجه إلى
تسع وثالثون ( )39والية.
وجاء فيه توضيح كيفيات معالجة طلبات الراغبين في االستفادة من التجزئات العقارية في الوسط
الحضري من خالل مجموعة من المراحل وفق سلم ومعايير تنقيط خاصة للفصل في ترتيب
3
المستفيدين ،مع إعادة دراسة القوائم المعدة قبل صدور هذه المراسلة حتى بعد مصادقة الوالي عليها.
وقد حدّدت المادة 12و 13من المرسوم التنفيذي رقم 55-22النسبة المئوية للغرامة في السكنات
الريفية والسكنات المنجزة في التجزئات االجتماعية (في الجنوب والهضاب العليا) المدعمة من طرف
الدولة بعشرة في المئة (.)%10
وحددت قيمة المتر مربع (م )2بخمسة آالف دينار جزائري ( 5.000دج)،
والقيمة الجزافية المطبقة على الواجهة بعشرة آالف دينار جزائري ( 10.000دج).
-1راجع زهية رافع ،هذه شروط االستفادة من القطع األرضية وإعانات السكن الريفي ،منشور بتاريخ 04أكتوبر
( ،2020عن موقع جريدة البالد) ،تم االطالع عليه في 2023- 05-04ســا ،05:12
https://www.elbilad.net/
-2المراسلة رقم 1795المؤرخة في 19جوان ، 2021تتضمن الدليل المنهجي المتعلق بكيفيات تطبيق التعليمة
الوزارية المشتركة رقم 01والمؤرخة في 30سبتمبر 2020المحددة لشروط وكيفيات إنشاء التجزئات االجتماعية
في الوسط الحضري ومنح مساعدة مالية للبناء في واليات الجنوب والهضاب العليا ،صادرة عن المدير العام للمديرية
العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية
-3راجع محمد صالح ،هذه شروط ومعايي ر االستفادة من التجزئات االجتماعية ...والوالة مطالبون بالتأكد من
مطابقتها مع اإلجراءات المنصوص عليها ،منشور بتاريخ 21مارس ( ،2021عن موقع الجلفة إنفو) ،تم االطالع
عليه في 2023-05-04ســا ،05:37
https://www.djelfainfo.dz/ar/
78
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
1
والتي تحسب وفق ما يوضحه الجدول التالي:
ب -في السكنات الفردية والسكنات الجماعية :يع ّرف السكن الفردي بأنه "سكن مستقل تماما عن
المساكن المجاورة له عموديا ،إذ له مدخل خاص به"2،ويعرف أيضا بأنه ''مسكن مستقل عن المساكن
المجاورة له ،له مدخل خاص به ،وفيه تمتد المساكن أفقيا بصورة أبنية حضرية مكونة من طابقين
عادة وأحيانا من طابق واحد ،وقد يكون هذا السكن منعزل بمعنى مفتوح على جميع واجهاته أي
مستقل عموديا وأفقيا ،أو يكون مجتمع بمعنى له واجهة محددة أي مستقل عموديا فقط".3
في حين يعرف السكن الجماعي بأنه "عبارة عن بناية عمودية تحتوي على عدة مساكن ،له مدخل
4
مشترك ومجاالت خارجية مشتركة ،ويعتبر أقل تكلفة اقتصاديا من السكن الفردي والنص جماعي"،
كما يعرف بأنه "عبارة عن بناية عمودية تحتوي على عدة مساكن لها مدخل مشترك ومجاالت
خارجية مشتركة ويعتبر أقل تكلفة من السكن الفردي والنصف جماعي ،فهو عبارة عن عمارات
تتكون من عدة طوابق ،تستعمل للسكن فقط إذ بها شقق سكنية" 5،أو "العمارة المقسمة إلى عدة
سكنات مما ينتج عنه كثافة عالية للسكان عكس السكن الفردي ،والذي يتميز عن غيره من أنواع
السكن بارتفاع نسبة الفضاءات المشتركة من طرف ساكنيه كقفص الساللم ،بهو العمارات ،أسطح
العمارات ،كما يتميز بعدد الطوابق الذي يكون أكثر من طابقين".6
79
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
حدّدت المادة 12و 13من المرسوم التنفيذي رقم 55-22النسبة المئوية للغرامة في السكنات
الفردية والسكنات الجماعية بخمس عشرة في المئة ( ،)%15
وحددت قيمة المتر مربع (م )2بعشرة آالف دينار جزائري ( 10.000دج)،
والقيمة الجزافية المطبقة على الواجهة بثالثون ألف دينار جزائري ( 30.000دج).
1
والتي تحسب وفق ما يوضحه الجدول التالي:
%15 10.000دج ×
30.000دج × عدد
من مساحة الجزء السكنات الفردية والسكنات الجماعية
الواجهات المعدلة
(أ+ب) المضاف أو المعدل
ج -في البنايات المتعلقة بمشاريع استثمارية غير السكن :تتمثل البنايات المتعلقة بمشاريع
استثمارية والبنايات التي تستقبل الجمهور والتجهيزات غير السكنية في مجموع العقارات مهما كان
نوعها الموجهة إلنشاء مشاريع استثمارية ذات طابع صناعي ،سياحي ،أو فالحي ،والتي تدر بدخل
سنوي دائم ،يسمى ريعا 2.ومن أمثلته الفنادق ،المراكز التجارية ،العيادات ،ومنشآت أخرى ...الخ
تنتمي الفنادق وفق المرسوم التنفيذي رقم 158-19الذي يعرف المؤسسات الفندقية ويحدد شروط
وكيفيات استغاللها وتصنيفها واعتماد مسيريه 3إلى المؤسسات الفندقية التي تستقبل الزبائن المارين أو
المقيمين دون أن يتخذوها سكنا لهم ،وتوفر لهم أساسا خدمات اإلقامة مصحوبة بالخدمات المرتبطة
عرفت المادة 04منه الفندق بأنه "مؤسسة توفر للتأجير وحدات لإليواء ،في شكل غرف أو بها .إذ ّ
أجنحة عند االقتضاء ،تقع في مبنى و/أو في هياكل أجنحة منفصلة.
كما يمكن أن يضمن خدمات اإلطعام والتنشيط.
وترتب الفنادق في خمسة ( )5أصناف :الصنف األول ( 5نجوم) ،الثاني ( 4نجوم) ،الثالث (3
4
نجوم) ،الرابع (نجمتان) ،الخامس (نجمة واحدة)".
80
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
أما المراكز التجارية فتعرف بأنه "كل مجمع عقاري يأوي عدة متاجر موجهة لممارسة أنشطة
تجارية وحرفية متنوعة" 1،وهي نوع من أنواع الفضاءات التجارية التي نص عليها المرسوم التنفيذي
رقم 111-12المحدد لشروط وكيفيات إنشاء وتنظيم الفضاءات التجارية وممارسة بعض األنشطة
التجارية 2،إذ عرفته المادة 02منه بأنه "كل حيز أو منشأة مبنية أو غير مبنية مهيأة و محددة المعالم
،تمارس فيه المبادالت التجارية بالجملة أو بالتجزئة" وصنفته المادة 03التي تليه إلى أسواق،
مساحات صغرى من نوع سوبيرات ،مساحات كبرى من نوع متجر كبير ومتجر ضخم ،ومراكز
3
تجارية.
أما العيادات التي كانت تسمى سابقا بالعيادات الخاصة 4وفق المرسوم رقم 204-88المحدد
لشروط إنجاز العيادات الخاصة وفتحها وعملها 5،الملغى بموجب المرسوم التنفيذي رقم 321-07
المتضمن تنظيم المؤسسات االستشفائية الخاصة وسيرها 6،الملغى هو اآلخر بالمرسوم التنفيذي رقم
136-21المحدد لشروط وكيفيات استغالل المؤسسات الخاصة للصحة وسير وتنظيم نشاطاتها
الصحية 7،والذي عنونها بالمؤسسات الخاصة للصحة ،وأفردها في المادة 02منه بنوعين :مؤسسات
خاصة للعالج و/أو التشخيص ،ومؤسسات استشفائية خاصة.
تعرف المؤسسات الخاصة للعالج و/أو التشخيص بأنها "مؤسسة عالج تمارس فيها نشاطات
الطب والجراحة ونشاطات االستكشاف ،ويجب أن تضطلع على األقل بالنسبة للتخصص أو
التخصصات التي تمارسها بنشاطات :الوقاية و/أو ترقية الصحة ،االستكشاف والتشخيص ،الفحوص
و/أو العالجات ،االستعجاالت الطبية و/أو الجراحية".8
-1راجع منصر عبد العالي ،طبيب عبد السالم( ،آليات انشاء وتنظيم الفضاءات التجارية في الجزائر كمدخل نحو
دمج االقتصاد الموازي في االقتصاد الرسمي وتحقيق التنمية المستدامة – دراسة حالة مدينة تبسة) ،اآلفاق للدراسات
االقتصادية ،كلية العل وم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة العربي التبسي – تبسة ،المجلد ،05العدد
،02سبتمبر ،2020ص 271
-2المرسوم التنفيذي رقم 111-12المؤرخ في 06مارس ،2012يحدد شروط وكيفيات إنشاء وتنظيم الفضاءات
التجارية وممارسة بعض األنشطة التجارية ،جريدة رسمية عدد 15
-3راجع منصر عبد العالي ،طبيب عبد السالم ،المرجع السابق ،ص 268
-4راجع بن سويسي خيرة( ،النظام القانوني للمؤسسات االستشفائية الصحية الخاصة) ،مجلة البحوث القانونية
والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الطاهر موالي -سعيدة ،العدد ،2014 ،03ص 280
-5المرسوم رقم 204-88المؤرخ في 18أكتوبر ،1988يحدد شروط إنجاز العيادات الخاصة وفتحها وعملها
الملغى ،جريدة رسمية عدد 42
-6المرسوم تنفيذي رقم 321-07المؤرخ في 22أكتوبر ،2007يتضمن تنظيم المؤسسات االستشفائية الخاصة
وسيرها ،جريدة رسمية عدد 67
-7المرسوم تنفيذي رقم 136-21المؤرخ في 07أبريل ،2021يحدد شروط وكيفيات استغالل المؤسسات
الخاصة للصحة وسير وتنظيم نشاطاتها الصحية ،جريدة رسمية عدد 28
-8أنظر المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم 136-21
81
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
صة فهي "المؤسسة التي تضمن زيادة عن نشاطات الطب أما المؤسسات االستشفائية الخا ّ
والجراحة ونشاطات االستكشاف التي تضمنها المؤسسات الخاصة للعالج و/أو التشخيص ،استشفاء
1
المرضى".
حدّدت المادة 12و 13من المرسوم التنفيذي رقم 55-22النسبة المئوية للغرامة في البنايات
المتعلقة بمشاريع استثمارية والبنايات التي تستقبل الجمهور والتجهيزات غير السكنية مثل الفنادق
والمراكز التجارية والعيادات وغيرها من المنشآت بعشرون في المئة (،)%20
وحددت قيمة المتر مربع (م )2بخمسة عشر ألف دينار جزائري ( 15.000دج)،
والقيمة الجزافية المطبقة على الواجهة بخمسون ألف دينار جزائري ( 50.000دج).
2
والتي تحسب وفق ما يوضحه الجدول التالي:
82
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
وختاما لتحديد الغرامات المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي رقم 55-22حسب كل نوع من
البنايات السابقة ،نجمعهم في جدول 1شامل وكامل لكل هذه البنايات وغراماتها:
%15 10.000دج ×
30.000دج × عدد
من مساحة الجزء السكنات الفردية والسكنات الجماعية
الواجهات المعدلة
(أ+ب) المضاف أو المعدل
البنايات المتعلقة بالمشاريع
%20 15.000دج × االستثمارية والبنايات التي تستقبل
50.000دج × عدد
من مساحة الجزء الجمهور والتجهيزات غير السكنية
الواجهات المعدلة
(أ+ب) المضاف أو المعدل مثل (الفنادق والمراكز التجارية
والعيادات وغيرها من المنشآت)
ثانيا -أمثلة عن كيفيات تقدير الغرامات :بعد أن حددنا الغرامات المالية المفروضة على المخالفات
القابلة للتسوية وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22حسب نوع البناية ،من السكنات الريفية والسكنات
المنجزة في التجزئات االجتماعية (في الجنوب والهضاب العليا) المدعمة من طرف الدولة ،ثم
السكنات الفردية والسكنات الجماعية ،وأخيرا البنايات المتعلقة بالمشاريع االستثمارية والبنايات التي
تستقبل الجمهور والتجهيزات غير السكنية ،وجب علينا لتوضيح الصورة الشاملة لكيفية تقدير هذه
الغرامات طرح أمثلة من الواقع العملي لكل واحدة من هذه البنايات.
أ -مثال رقم 01لسكن ريفي مدعم :من خالل المقارنة بين مخططات رخصة البناء المسلمة
الخاصة بسكن ريفي مدعّم ،ومخططات البنايات موضوع التسوية ،وذلك بعد المعاينة الميدانية من
طرف اللجنة المكلّفة بمعالجة طلبات التسوية وفق المرسوم التنفيذي رقم ،55-22تم تحرير بطاقة
دراسة ملف يتضمن ارتكاب صاحب السكن الريفي المدعم الموضح أسفله المخالفة التالية:
-مخالفة إنشاء فتحات على الواجهات بالضبط تشييده لشرفة غير منصوص عليها ضمن
المخططات الواردة في رخصة البناء المسلّمة،
-مست هذه المخالفة بواجهتين (،)2
- 1المصلحة التقنية البلدية ،القسم الفرعي للتعمير والهندسة المعمارية والبناء أنقوسة ،المرجع السابق ،ص 23
83
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
-1مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء ،والية جيجل ،يوم إعالمي حول عقود التعمير – تحت إشراف السيد
والي الوالية ،المرسوم التنفيذي رقم 55-22المؤرخ في 02فيفري 2022والمنشور الوزاري رقم 01المؤرخ في
18مارس ،2022بتاريخ ،2023-04-05د ص
84
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
ومن المعلوم أن النسبة المئوية للغرامة في السكنات الريفية والسكنات المنجزة في التجزئات
االجتماعية (في الجنوب والهضاب العليا) المدعمة من طرف الدولة بعشرة في المئة ( ،)10%وقيمة
المتر مربع (م )2بخمسة آالف دينار جزائري ( 5.000دج) ،والقيمة الجزافية المطبقة على الواجهة
85
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
بعشرة آالف دينار جزائري ( 10.000دج) ،فإن الغرامة واجبة الدفع مقابل تسوية وتحقيق مطابقة
1
وضعية السكن الريفي موضوع التسوية السابق تحسب وتقدّر كاآلتي:
القيمة
النسبة مقدار قيمة المتر
عدد الجزافية
المئوية المساحة مربع (م)2
المطبقة على الواجهات نوع البناية
للغرامة المضافة / الواحد
المعدلة الواجهة 2
()% المعدلة (م ) (دج)
(دج)
=
10 قيمة غرامة البناية موضوع المخالفة
6.885 (× )20.000 + 48.850
100 (دج)
دج
ب -مثال رقم 02لسكن فردي :من خالل المقارنة بين مخططات رخصة البناء المسلمة الخاصة
بسكن فردي ،ومخططات البنايات موضوع التسوية ،وذلك بعد المعاينة الميدانية من طرف اللجنة
المكلّفة بمعالجة طلبات التسوية وفق المرسوم التنفيذي رقم ، 55-22تم تحرير بطاقة دراسة ملف
يتضمن ارتكاب صاحب السكن الفردي الموضح أسفله المخالفة التالية:
-مخالفة إضافة طابق غير منصوص عليه ضمن المخططات الواردة في رخصة البناء المسلّمة،
-مست هذه المخالفة أربع واجهات (،)4
-قُدِّرت المساحة المضافة والمعدّلة بــ( 96م ).
2 2
-1مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء ،والية جيجل ،المرجع السابق ،د ص
-2المرجع نفسه ،د ص
86
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
87
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
ومن المعلوم أن النسبة المئوية للغرامة في السكنات والسكنات الجماعية مقدرة بخمسة عشر في المئة
( ،)%15وقيمة المتر مربع (م )2بعشرة آالف دينار جزائري ( 10.000دج) ،والقيمة الجزافية
88
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
المطبقة على الواجهة بثالثون ألف دينار جزائري ( 30.000دج) ،فإن الغرامة واجبة الدفع مقابل
1
تسوية وتحقيق مطابقة وضعية السكن الفردي موضوع التسوية السابق تحسب وتقدّر كاآلتي:
القيمة
النسبة مقدار قيمة المتر
عدد الجزافية
المئوية المساحة مربع (م)2
المطبقة على الواجهات نوع البناية
للغرامة المضافة / الواحد
المعدلة الواجهة 2
()% المعدلة (م ) (دج)
(دج)
=
15 قيمة غرامة البناية موضوع المخالفة
162.000 (× )120.000 + 96.000
100 (دج)
دج
ج -مثال رقم 03لمبنى تجهيز غرف تبريد :من خالل المقارنة بين مخططات رخصة البناء
المسلمة الخاصة بمبنى تجهيز غرف تبريد ،ومخططات البنايات موضوع التسوية ،وذلك بعد المعاينة
الميدانية من طرف اللجنة المكلّفة بمعالجة طلبات التسوية وفق المرسوم التنفيذي رقم ،55-22تم
تحرير بطاقة دراسة ملف يتضمن ارتكاب صاحب بمبنى تجهيز غرف تبريد الموضح أسفله المخالفة
التالية:
-مخالفة إضافة طابق غير منصوص عليه ضمن المخططات الواردة في رخصة البناء المسلّمة،
-مست هذه المخالفة أربع واجهات (،)4
-قُدٍّرت المساحة المضافة والمعدّلة بــ( 395.8م ).
2 2
-1مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء ،والية جيجل ،المرجع السابق ،د ص
-2المرجع نفسه ،د ص
89
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
90
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
91
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
الواجهة بخمسون ألف دينار جزائري ( 50.000دج) ،فإن الغرامة واجبة الدفع مقابل تسوية وتحقيق
1
مطابقة وضعية مبنى تجهيز غرف تبريد موضوع التسوية السابق تحسب وتقدّر كاآلتي:
القيمة
الجزافية مقدار قيمة المتر
النسبة عدد
المطبقة المساحة مربع (م)2
المئوية الواجهات نوع البناية
على المضافة / الواحد
المعدلة للغرامة ()%
الواجهة المعدلة (م)2 (دج)
(دج)
=
20 قيمة غرامة البناية موضوع المخالفة
1.227.400 (× )200.000 + 5.937.000
100 (دج)
دج
وفي إطار رقمنة اإلدارة الجزائرية ،قام موظفي مكتب التعمير للمصلحة التقنية لبلدية أنقوسة
والية ورقلة بإعداد برنامج وتطبيق ضمن برمجية مايكروسوفت إكسل 2يقوم بحساب غرامات
التسوية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 55-22بشكل آلي 3،إذ يتضمن البرنامج واجهة من عدة
أعمدة وصفوف ،تحمل الثالث ( )3أنواع من أصناف البنايات القابلة للتسوية في إطار هذا المرسوم،
إضافة لتحديده مسبقا قيمة المتر مربع (م )2الواحد والقيمة الجزافية المطبقة على الواجهة والنسبة
المئوية للغرامة لكل نوع من هذه البنايات ،إذ يكفي فقط إدخال مقدار المساحة المضافة أو المعدلة
وعدد الواجهات المعنية ،وذلك في الخانة المناسبة للصف المتضمن نوع البناية محل التسوية
والمطابقة ،ليقوم البرنامج بشكل آلي تلقائي بحساب قيمة غرامة البناية موضوع المخالفة بالدينار
الجزائري (د ج) بدقة ودون أي تدخل من المستخدم ،ليظهرها في أقصى اليسار عند آخر عمود.4
-1مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء ،والية جيجل ،المرجع السابق ،د ص
Microsoft Excel - 2
- 3أنظر الملحق رقم ،05ص 133
-4المصلحة التقنية البلدية ،القسم الفرعي للتعمير والهندسة المعمارية والبناء أنقوسة ،المرجع السابق ،ص 26
92
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
المطلب الثاني :طلب التسوية وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22بين التصريح به ودراسته.
تنطوي إجراءات تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة على جملة من التدابير
المتبعة في عدّة مراحل ،أولها وأهمها طلب التسوية ومطابقة البناية المعنية ،والذي يمكن المخالف من
االستفادة من شهادة المطابقة على سبيل التسوية أو رخصة البناء المعدلة على سبيل التسوية ،وتتم هذه
المرحلة بإيداع طلب التسوية مرفقا بملف أمام مصالح التعمير بالبلدية التي تقع فيها البناية (الفرع
األول) ،ليعالج هذا األخير على مستوى لجنة التسوية في مرحلة أولى (الفرع الثاني).
الفرع األول :طلب التسوية أمام مصالح التعمير بالبلدية.
إن أولى خطوات عملية التسوية القانونية للبنايات غير المطابقة لرخص البناء المسلّمة هي إيداع
ملف طلب التسوية ،إذ يتعيّن وفق المادة 08من المرسوم التنفيذي رقم 55-22على المالكين أو
أصحاب المشاريع أو أصحاب المشاريع المنتدبين أو أي متدخل معني ،إعداد ملف طلب رخصة
البناء المعدّلة أو شهادة المطابقة على سبيل التسوية (أوال) ،وإيداعه لدى مصالح التعمير بالبلدية
(ثانيا).
أوال -مضمون ملف طلب التسوية :نصت المادة 09من المرسوم التنفيذي رقم 55-22على أن
1
طلب رخصة البناء المعدّلة وشهادة المطابقة على سبيل التسوية محدد بنموذج مرفق بذات المرسوم،
أين يتضمن البنايات التالية:
-عبارة "الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية"،
-تاريخ تحرير الطلب،
-معلومات الوالية ،الدائرة /المقاطعة اإلدارية ،البلدية،
-عنوان الطلب ،إما "طلب رخصة البناء المعدلة على سبيل التسوية" ،أو "طلب شهادة المطابقة
على سبيل التسوية"،
-معلومات المرسوم التنفيذي رقم 55-22كاآلتي" :المرسوم التنفيذي رقم 55-22المؤرخ في
أول رجب عام 1443الموافق 02فبراير سنة 2022الذي يحدد شروط تسوية البنايات غير
المطابقة لرخصة البناء المسلّمة"،
-لقب واسم المالك أو التّسمية،
-عنوان المالك ،البلدية ،ورقم الهاف،
-لقب واسم صاحب الطلب (المفوض عند اللزوم) ،أو التسمية،
-عنوان صاحب الطلب ،البلدية ،الدائرة،
-عنوان البناية،
-نوع البناية،
93
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
-تقدم األشغال ،ما إذا كانت منتهية أو قيد اإلنجاز ،وهي التي تحدد نوع الطلب ،فإذا كانت
األشغال منتهية يتم طلب شهادة المطابقة على سبيل التسوية ،أما إذا كانت قيد اإلنجاز فيتم طلب
رخصة البناء المعدّلة على سبيل التسوية،
-مراجع رخصة البناء المسلّمة ،من حيث رقمها وتاريخها،
-السلطة التي سلّمت رخصة البناء،
-سبب أو أسباب عدم الم طابقة ،فيتم تحديد مخالفة أو أكثر من المخالفات التالية( :التعدي ،تعديل
الواجهة أي الفتحات ،تجاوز مساحة شغل األراضي ،تجاوز المقاس)،
-األجل المقترح إلتمام أشغال إنجاز البناية ،والذي يجب أن يحدد باألشهر،
-تاريخ تحرير الطلب ،ومكان ذلك،
-إمضاء صاحب الطلب.
يتعين إرفاق هذا الطلب بنسخة واحدة ( )1على دعامة إلكترونية 1،وكذا بملف في ثالث ( )3نسخ
بالنسبة للبنايات الخاصة ،وخمس ( ) 5نسخ بالنسبة للمشاريع األخرى ،مع تبيان جميع التعديالت
المنجزة أو التي هي في طور اإلنجاز.
ويتضمن ملف طلب التسوية حسب الحالة ما يأتي:
أ -بالنس بة للبنايات التي هي في طور اإلنجاز وغير المطابقة لرخصة البناء المسلمة :يتضمن
ملف طلب التسوية ما يلي:
-نسخة من الوثائق البيانية والمخططات المؤشر عليها في رخصة البناء المسلمة،
-الوثائق المكتوبة والمخططات ،طبقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم 19-15المؤرخ في 4ربيع
الثاني عام 1436الموافق 25يناير سنة 2015المعدل والمتمم المحدد لكيفيات تحضير عقود
التعمير وتسليمها ،التي يعدها مهندس معماري ومهندس مدني معتمدان ،تبين بصفة واضحة األجزاء
التي أدرجت عليها التعديالت واألجزاء التي هي في طور اإلنجاز ،مرفقة بما يأتي:
* مذك رة تتضمن الكشف الوصفي والتقديري لألشغال المنجزة والتي هي في طور اإلنجاز مع
تحديد قيمة الجزء المعدّل أو المضاف،
* تقرير موضح بالصور،
* أجل إتمام األشغال يقدره المهندس المعماري.
-تقرير خبرة يعده مهندس مدني معتمد ،في حالة إجراء تغييرات على الهيكل الحامل للبناية.
يت ّم م هذا الملف بتقرير خبرة تصادق عليه الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء 1،عندما يتعلق
2
األمر بالبنايات التي تستقبل الجمهور والمشاريع االستثمارية وكذا السكنات الجماعية.
-1يقصد بالدعامة االلكترونية القرص المضغوط أو القرص المدمج ،باالنجليزية CompactDiscأو .CD
وهو قرص ضوئي يستخدم لتخزين البيانات.
94
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
ب -بالنسبة للبنايات المنتهية وغير المطابقة لرخصة البناء المسلمة :يتضمن ملف طلب التسوية
ما يلي:
-نسخة من المخططات المؤشر عليها في رخصة البناء المسلمة،
-الوثائق المكتوبة والمخططات ،طبقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم 19-15المؤرخ في 4ربيع
الثاني عام 1436الموافق 25يناير سنة 2015المعدل والمتمم المحدد لكيفيات تحضير عقود
التعمير وتسليمها ،التي تبين حالة البناية المنجزة ،يعدها مهندس معماري ومهندس مدني معتمدان،
مرفقة بما يأتي:
* مذكرة تتضمن الكشف الوصفي والتقديري لألشغال المنجزة ،تبيّن مبلغ الجزء المعدّل أو المضاف،
* تقرير موضح بالصور،
-تقرير خبرة يعده مهندس مدني معتمد ،في حالة إجراء تغييرات على الهيكل الحامل للبناية.
يت ّم م هذا الملف بتقرير خبرة تصادق عليه الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء ،عندما يتعلق األمر
بالبنايات التي تستقبل الجمهور والمشاريع االستثمارية وكذا السكنات الجماعية.3
ثانيا -التصريح بملف طلب التسوية لدى مصالح التعمير بالبلدية :يتم إيداع ملف طلب التسوية
من قبل المالكين او أصحاب المشاريع أو أصحاب المشاريع المنتدبين أو أي متدخل معني لدى
مصالح التعمير بالبلدية التي يقع فيها البناية مقابل وصل استالم يُسلم في اليوم ذاته ممضي من طرف
المسؤول عن المصلحة أو ممثله 4،وذلك بعد الت حقق من الوثائق الضرورية التي يجب أن تكون
5
مطابقة للوثائق المشكلة للملف والتي نصت عليها المادة 09من المرسوم التنفيذي رقم .55-22
وبعد التحقق من هذه الوثائق ،تقوم مصلحة التعمير بالبلدية بتسجيل الملفات في سجل ممضي
شر عليه ،وفي ملف رقمي إلكتروني 6،لتقوم بعدها عن طريق جدول ممضي عليه من طرف ومؤ ّ
رئيس المصلحة أو ممثله بإرسال الملف كامال للشباك الوحيد المختص ،وذلك خالل ثمانية وأربعين
( ) 48ساعة من تاريخ إيداعه ،ليقوم رئيس الشباك الوحيد المختص بتقديمه إلى رئيس اللجنة قصد
95
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
المعالجة خالل الثماني واألربعين ( )48ساعة الموالية 1بعد تسجيل الملف من طرف األمانة التقنية
للشباك الوحيد.2
الفرع الثاني :دراسة ملف طلب التسوية على مستوى اللجنة المكلفة بمعالجة طلبات التسوية.
نص المشرع الجزائري على اللجنة المكلفة بمعالجة طلبات التسوية في القسم األول للفصل الثاني
الخاص بالمرسوم التنفيذي رقم ، 55-22أين حدد كيفيات إنشاء هذه اللجنة ،تشكيلتها ،ومهامها
(أوال) ،إذ تتمثل مهمتها األساسية في معالجة ملفات طلب رخصة البناء المعدّلة أو شهادة المطابقة
على سبيل التسوية ودراستها دراسة تقنية تمهيدا لتحويل الملف إلى اللجنة المكلفة بالفصل والبت في
الطلب (ثانيا).
أوال -اللجنة المكلفة بمعالجة طلبات التسوية :تنشأ اللجنة المكلفة بمعالجة طلبات رخصة البناء
المعدّلة أو شهادة المطابقة على سبيل التسوية بموجب قرار من رئيس المجلس الشعبي البلدي أو
4
الوالب المنتدب أو الوالي 3،حسب الحالة كاآلتي:
-قرار من رئيس المجلس الشعبي البلدي (اختصاص الشباك الوحيد للبلدية)،
-قرار من الوالي المنتدب (اختصاص الشباك الوحيد للمقاطعة اإلدارية)،
5
-قرار من الوالي (اختصاص الشباك الوحيد للوالية).
نصت المادة 06من المرسوم التنفيذي رقم 55-22على تشكيلة هذه اللجنة ،فيما نصت المادة
07التي تليها على مهامها.
أ -تشكيلة اللجنة المكلفة بمعالجة الطلبات :تتشكل اللجنة المكلفة بمعالجة الطلبات من األعضاء
اآلتي بيانهم:
-ممثل مصالح الدولة المكلفة بالتعمير (رئيسا)،
-ممثل مصلحة التعمير للبلدية (عضوا)،
-ممثل الحماية المدنية (عضوا)،
ويمكن توسيع تشكيلة اللجنة إلى أعضاء وممثلين آخرين عندما يتعلق األمر بمعالجة طلبات
السكنات الجماعية ،أو البنايات التي تستقبل الجمهور ،أو البنايات الخاصة بالمشاريع االستثمارية.
ويتعلق األمر باألعضاء التالية:
-ممثل شركة سونلغاز (عضوا)،
-ممثل األشغال العمومية (عضوا)،
-ممثل الموارد المائية (عضوا)،
-ممثل الصناعة (عضوا)،
-ممثل البيئة (عضوا).
96
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
ويمكن أن تتوافق العضوية في اللجنة المذكورة أعاله مع العضوية في الشبّاك الوحيد المختص ،إذ
1
ال مانع في ذلك.
ب -مهام اللجنة المكلفة بمعالجة الطلبات :تكلف اللجنة المكلفة بمعالجة الطلبات بالمهام التالية:
-القيام بزيارات ميدانية للتحقق والتأكد من المخالفات المحددة في المادة ،16 ،15 ،14و 17من
2
المرسوم التنفيذي رقم ،55-22
-ملء بطاقة دراسة الملفات التي يرفق نموذجها بهذا المرسوم ،والتي توقع من كل أعضاء اللجنة
3
وجوبا،
-إبداء الرأي فيما يتعلق بتسوية البناية وقيمة الغرامة ،حسب طبيعة المخالفة طبقا لما ينص عليه
4
الفصل الثالث من المرسوم التنفيذي رقم .55-22
ولتحقيق اللجنة غرض التسوية ،فإنها تقوم أيضا بالمهام التالية:
-تسلم وتسجيل في سجل خاص ممضي ومؤشر عليه وفي ملف رقمي إلكتروني الملفات المسلمة من
قبل رئيس الشباك الوحيد المختص،
-إمكانية طلب معلومات إضافية عند االقتضاء ،أين تتوقف اآلجال في هذه الحالية،
-اقتراح التدابير التي يتعين اتخاذها ،وحساب الغرامات حسب طبيعة المخالفات المس ّجلة،
-الحرص على االحترام الصارم آلجال معالجة الملفات المحددة بمدة أقصاها ثالثون ( )30يوما،
5
تسري ابتداء من تاريخ استالم الملف.
ثانيا -معالجة ملفات طلب التسوية على مستوى لجنة التسوية :تتم دراسة ومعالجة ملفات طلب
رخصة البناء المعدّلة أو شهادة المطابقة على سبيل التسوية على مستوى لجنة معالجة ملفات طلب
التسوية ،وذلك بعد استالمها من قبل رئيس الشباك الوحيد المختص وفق المادة 10من المرسوم
التنفيذي رقم .55-22
وللجنة أجل أقصاه ثالثون ( )30يوما تسري ابتداء من تاريخ استالم الملف ،حيث تكون مكلّفة في
هذه المد ة بإنهاء معالجة الطلب وإرسال بطاقة التحضير مرفقة بالملف إلى الشباك الوحيد المختص
الذي يقوم بتحضير الطلب في اآلجال المحددة في المرسوم التنفيذي رقم 19-15المحدد لكيفيات
تحضير عقود التعمير وتسليمها.
في حالة ما اذا كان الملف موضوع استكمال بوثائق أو معلومات ،يمكن للجنة طلب معلومات
إضافية ،فتقوم بتبليغ أصحاب الطلب عن طريق رئيس المجلس الشعبي البلدي بطلب االستكمال ،وفي
-1أنظر المادة 06من المرسوم التنفيذي رقم .55-22وأنظر المنشور رقم 01المؤرخ في 13مارس ،2022
المرجع السابق ،ص ص 5-4
-2تتمثل هذه المخالفات في:
-التعدي على المساحة،
-التعدي على الواجهات غير المرخص بها في رخصة البناء المسلمة،
-إضافة طوابق،
-تجاوز مساحة شغل األراضي.
-3أنظر الملحق رقم ،08ص 138
-4أنظر المادة 07من المرسوم التنفيذي رقم 55-22
-5المنشور رقم 01المؤرخ في 13مارس ،2022المرجع السابق ،ص 5
97
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
هذه الحالة يتوقف األجل المحدد بثالثين ( )30يوما ،ويُستأنف ابتداء من تاريخ استالم هذه الوثائق أو
المعلومات من طرف اللجنة عن طريق مصلحة التعمير للبلدية.1
ويجب التنويه أن معالجة الملفات يُأخذ فيها بعين االعتبار نوع البناية المعنية وكذا طبيعة
استعمالها ،إذ يجب التمييز بين البنايات الريفية المدعّمة والسكنات المنجزة في التجزئات االجتماعية
المدعّمة من طرف الدّولة ،وبين السكنات الفردية والجماعية ،وبين البنايات المتعلقة بالمشاريع
االستثمارية والبنايات المستقبلة للجمهور والتجهيزات غير السكن (مثل الفنادق ،المراكز التجارية... ،
الخ) .فهذا التصنيف مهم وضروري عند دراسة الملفات ،السيما عند تحديد قيمة جزء البناية موضوع
المخالفة أو المخالفات ،وكذا تقدير الغرامات المترتبة عن ذلك.2
-1أنظر المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم .55-22وأنظر المنشور رقم 01المؤرخ في 13مارس ،2022
المرجع السابق ،ص 7
-2راجع العيفاوي كريمة ،المرجع السابق ،ص 587
98
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
المبحث الثاني :اآلثار المترتبة على طلب تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء.
يمر طلب التسوية ومطابقة البناية غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة وفق المرسوم التنفيذي رقم
55-22والذي يمكن المخالف من االستفادة من رخصة البناء المعدلة أو شهادة المطابقة على سبيل
التسوية بعدة مراحل ،أولها إيداع طلب التسوية مرفقا بملف أمام مصالح التعمير بالبلدية التي تقع فيها
البناية ،ثم يعالج هذا األخير بعدها على مستوى لجنة التسوية في مرحلة أولى ،ليتم أخيرا البت في هذا
الطلب من قبل الشباك الوحيد المختص فيتخذ بذلك قرارا يتضمن رأيا بالموافقة أو الموافقة المصحوبة
بتحفظات أو رأيا بالرفض .هذا األخير يكون قابال للطعن إما بالتظلم اإلداري أو الطعن القضائي
(المطلب الثاني).
المطلب األول :البت في طلب التسوية.
بعد دراسة ملفات طلب رخصة البناء المعدّلة أو شهادة المطابقة على سبيل التسوية على مستوى
لجنة معالجة ملفات طلب التسوية التي تبدي رأيها في مدى قابلية البناية للتسوية وتحقيق المطابقة،
واقتراح التدابير التي يتعين اتخاذها ،ليتم تحويل الملف إلى الشباك الوحيد المختص على مستوى
البلدية أو الوالية أو المقاطعة اإلدارية حسب االختصاص واستعمال البناية 1،أين يقوم بتحضير الملف
طبقا لمقتضيات المرسوم التنفيذي رقم 19-15المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها(الفرع
األول) ،ليفصل في األخير في طلبات التسوية بقرار نهائي (الفرع الثاني).
الفرع األول :بت الشباك الوحيد المختص في طلبات التسوية.
يتم ال فصل النهائي في طلبات التسوية وتحقيق المطابقة في إطار أحكام المرسوم التنفيذي رقم -22
55من قبل جهاز يدعى الشباك الوحيد المختص ،هذا األخير ينشأ على مستوى البلدية ،المقاطعة
اإلدارية والوالية (أوال) ،أين يقوم بتحضير هذه الطلبات بعد استالمه بطاقة التحضير مرفقة بالملف
من قبل لجنة التسوية وفق اآلجال المحددة في المرسوم التنفيذي رقم .19-15
أوال -الشباك الوحيد المختص :تض ّمن المرسوم التنفيذي رقم 19-15إنشاء الشباك الوحيد
المختص على مستوى البلدية والمقاطعة اإلدارية والوالية ،أين نص على تشكيله كل واحدة منهم
والمهام التي يقوم بها.
يعرف الشباك الوحيد المختص بأنه "لجنة متخصصة تتكون من ممثلين عن مختلف المصالح ّ
اإلدارية العمومية التي لها عالقة بمنح عقود التعمير (رخصة البناء ،رخصة التجزئة ،شهادة
المطابقة ،شهادة التقسيم ،)... ،تكمن مهمتها في دراسة طلبات رخص التعمير وتحضيرها والبت فيما
2
بمنحها أو التحفظ عن منحها".
-1أنظر المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم .55- 22وأنظر المنشور الوزاري رقم 01المؤرخ في 18مارس
،2022المرجع السابق ،ص 7
-2راجع بالة عبد العالي ،الوجيز في شرح قانون التعمير وفقا ألحدث التعديالت ،المرجع السابق ،ص 108
99
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
يعرف بأنه " تجميع لعدد كبير من المصالح واإلدارات في مكان واحد من أجل الحسم في
كما ّ
آجال محددة في عدد من الملفات الخاصة بالمشاريع العمرانية" .
1
-1راجع شهرزاد عوابد ،سلطات الضبط اإلداري في مجال البناء والتعمير في التشريع الجزائري( ،أطروحة مقدمة
لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق) ،تخصص قانون عام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر –
باتنة ،2016-2015 ،ص 71
-2أنظر المادة 58من المرسوم التنفيذي رقم 19-15
100
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
أن األعضاء الدائمين هم المكلفين بدارسة الملفات وتحضيرها وهم ملزمون بحضور كل االجتماعات،
وفي حاالت خاصة قد يستلزم األ مر دعوة بعض األعضاء إذا كان موضوع طلب أية رخصة يعني
قطاع من القطاعات األخرى .كما تبرز أيضا أهمية ودور البلدية في المساهمة في تحضير رخص
التعمير في ّ
أن هذه األخيرة هي المكلفة بأمانة الشباك والمختصة بتسلم الملفات وفتح سجل مخصص
لذلك.1
-2سير عمل الشباك الوحيد المختص للبلدية :تناولت المادة 58من المرسوم التنفيذي رقم -15
19كيفيات سير عمل الشباك الوحيد المختص للبلدية ،إذ نصت على أنه يجتمع الشباك الوحيد في
مقر البلدية مرة واحدة كل ثمانية ( )8أيام في دورة عادية ،كما يمكن االجتماع في دورات غير عادية
حسب الضرورة ،حيث ترسل االستدعاءات مرفقة بجدول األعمال وبكل وثيقة ضرورية أخرى إلى
األعضاء من طرف رئيس الشباك الوحيد (رئيس المجلس الشعبي البلدي أو ممثله) قبل خمسة ()5
أيام على األقل من تاريخ االجتماع.
وفي إطار سير عمله زود بأمانة تقنية تتولى مهامها مصالح التعمير على مستوى البلدية ،حيث
تكلف بما يلي:
-استقبال ملفات الطلبات التي يتم إيداعها من طرف أصحابها وتسجيلها في سجل مؤشر عليه
حسب تاريخ وصولها،
-تحضير اجتماعات الشباك الوحيد للبلدية،
-إرسال االستدعاءات مرفقة بجدول األعمال إلى أعضاء الشباك الوحيد للبلدية،
-تحرير محاضر اجتماع الجلسات ومذكرات أخرى،
-تبليغ القرارات والتحفظات التي يجب إرسالها إن اقتضى األمر إلى صاحب الطلب،
-إعداد التقارير الفصلية للنشاطات،
-وأسندت للشباك الوحيد المختص للبلدية مهمة استحداث بطاقية إلكترونية تتضمن الطلبات
المودعة والردود المخصصة لها ،وكذا القرارات المسلمة حتى تكون قاعدة تعتمد عليها الوزارة
المكلفة بالعمران ،وضبطها.
تجدر اإلشارة إلى أنه يمكن أن يجمع الشباك الوحيد عدة بلديات ،ويتم فتحه مستوى الدائرة بالنسبة
للبلديات النائية ،لكن بعد تقييم من الوالي أو رئيس الدائرة في حالة ما إذا كانت البلديات تنتمي إلى
نفس الدائرة ،ففي هذه الحالة يمكن إنشاء الشباك الوحيد بموجب قرار يوقعه الوالي المختص إقليميا أو
2
رئيس الدائرة فيما يخص دائما البلديات التي تنتمي إلى نفس الدائرة.
-1راجع بلول فهيمة( ،الشبّاك الوحيد – آلية جديدة لتحضير عقود التعمير وتسليمها) ،المجلة األكاديمية للبحث
القانوني ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية ،المجلد ،17العدد ،2018 ،01ص 368
-2راجع بالة عبد العالي ،الوجيز في شرح قانون التعمير وفقا ألحدث التعديالت ،المرجع السابق ،ص 110
101
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
102
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
الوحيد المختص للمقاطعة االدارية ،إذ نصت على أنه يجتمع الشباك الوحيد في مقر المقاطعة اإلدارية
مرة واحدة ( )1كل خمسة عشر ( ) 15يوما بناء على استدعاء من رئيسه ،وكلما اقتضت الضرورة
ذلك ،إذ ترسل االستدعاءات مرفقة بجدوال ألعمال وبكل وثيقة ضرورية أخرى إلى األعضاء من
طرف رئيس الشباك الوحيد ،ويكون ذلك قبل خمسة ( )5أيام على األقل من تاريخ االجتماع.
وفي إطار سير عمله زود بأمانة تقنية تتولى مهامها المديرية المنتدبة المكلفة بالتعمير ،حيث تكلف
بما يلي:
-استقبال ملفات الطلبات التي يتم إيداعها من طرف أصحابها وتسجيلها في سجل مؤشر عليه
حسب تاريخ وصولها،
-تحضير اجتماعات الشباك الوحيد للمقاطعة االدارية،
-إرسال االستدعاءات مرفقة بجدول األعمال إلى أعضاء الشباك الوحيد للمقاطعة االدارية،
-تحرير محاضر اجتماع الجلسات ومذكرات أخرى على السجل،
-تبليغ القرارات إلى أصحاب الطلبات عن طريق البلدية المعنية،
-إعداد التقارير الفصلية للنشاطات،
-وأسندت للشباك الوحيد المختص للبلدية مهمة استحداث بطاقيّة إلكترونية تفاعلية تتضمن
الطلبات المودعة والردود المخصصة لها ،وكذا القرارات المسلمة حتى تكون قاعدة تعتمد عليها
الوزارة المكلفة بالعمران ،وضبطها.1
صت المادة 59من المرسوم التنفيذي رقم 19-15المعدّلة ج -الشباك الوحيد المختص للوالية :ن ّ
بموجب المرسوم التنفيذي رقم 342-20على الشباك الوحيد المختص للوالية ،إذ ينشأ هذا األخير
وفقها بموجب قرار ممضي من طرف الوالي المختص إقليميا.
-1تشكيلة الشباك الوحيد المختص للوالية :يتكون الشباك الوحيد المختص للوالية الذي يتم فتحه
على مستوى مديرية التعمير من التشكيلة التالية:
-المدير المكلف بالتعمير (رئيسا) ،أو رئيس مصلحة التعمير عند االقتضاء،
-ممثل الوالي،
-رئيس المجلس الشعبي الوالئي ،أو ممثله،
-عضوين ( )2من المجلس الشعبي الوالئي ينتخبهما نظراؤهما،
-رئيس المجلس الشعبي البلدي المعني،
-مدير التنظيم والشؤون العامة ،أو ممثله،
-مدير أمالك الدولة ،أو ممثله،
103
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
104
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
( ) 15يوما على األقل بناء على استدعاء من رئيسه ،وكلما اقتضت الضرورة ذلك ،إذ ترسل
االستدعاءات مرفقة بجدوال ألعمال وبكل وثيقة ضرورية أخرى إلى األعضاء من طرف رئيس
الشباك الوحيد ،ويكون ذلك قبل خمسة ( )5أيام على األقل من تاريخ االجتماع.
وفي إطار سير عمله زود بأمانة تقنية تتولى مهامها المديرية الوالئية المكلفة بالتعمير ،حيث تكلف
بما يلي:
-استقبال ملفات الطلبات التي يتم إيداعها من طرف أصحابها وتسجيلها في سجل مؤشر عليه
حسب تاريخ وصولها،
-تحضير اجتماعات الشباك الوحيد للوالية،
-إرسال االستدعاءات مرفقة بجدول األعمال إلى أعضاء الشباك الوحيد على مستوى لوالية،
-تحرير محاضر اجتماع الجلسات ومذكرات أخرى على السجل،
-تبليغ القرارات إلى أصحاب الطلبات عن طريق البلدية المعنية،
-إعداد التقارير الفصلية للنشاطات،
-وأسندت للشباك الوحيد المختص للبلدية مهمة استحداث بطاقيّة إلكترونية تفاعلية تتضمن
الطلبات المودعة والردود المخصصة لها ،وكذا القرارات المسلمة حتى تكون قاعدة تعتمد عليها
1
الوزارة المكلفة بالعمران ،وضبطها.
ثانيا -تحضير الطلب على مستوى الشباك الوحيد المختص :يقوم الشباك الوحيد المختص بأنواعه
(الشباك الوحيد المختص للبلدية ،الشباك الوحيد المختص للمقاطعة اإلدارية ،الشباك الوحيد المختص
للوالية) الذي يمارس مهامه طبقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم 19-15المحدد لكيفيات تحضير
عقود التعمير وتسليمها بتحضير الطلب بعد استالمه بطاقة التحضير مرفقة بالملف من قبل لجنة
التسوية وفق اآلجال المحددة في المرسوم السابق وهو ما نصت عليه المادة 11من المرسوم التنفيذي
رقم 55-22بقولها" :للجنة أحل أقصاه ثالثون ( )30يوما ،ابتداء من تاريخ استالم الملف ،إلنهاء
معالجة الطلب وإرسال بطاقة التحضير مرفقة بالملف إلى الشباك الوحيد المختص الذي يجب أن
يحضر الطلب في اآلجال المحددة في المرسوم التنفيذي رقم ،"... 19-15أين تقدّر هذه اآلجال
بخمسة عشر ( )15يوما تسري من تاريخ استالم الملف 2،وهو ما نصت عليه المادة 3/48من
المرسوم التنفيذي رقم 319-15والمادة 4/49من نفس المرسوم 4،ليقوم أخيرا باتخاذ القرار النهائي
المتعلق بمنح رخصة البناء المعدّلة أو شهادة المطابقة على سبيل التسوية.
-1راجع بالة عبد العالي ،الوجيز في شرح قانون التعمير وفقا ألحدث التعديالت ،المرجع السابق ،ص 115
-2راجع العيفاوي كريمة ،المرجع السابق ،ص 587
-3أنظر المادة 3/48من المرسوم التنفيذي رقم " : 19-15يجب أن يفصل الشباك الوحيد للبلدية في طلبات رخص
البناء في أجل الخمسة عشر ( )15يوما التي تلي تاريخ إيداع الطلب"
-4أنظر المادة 4/49من المرسوم التنفيذي رقم " : 19-15يجب أن يفصل الشباك الوحيد للوالية الذي يرأسه مدير
التعمير أو ممثل هو الشباك الوحيد للمقاطعة اإلدارية الذي يرأسه المدير المنتدب المكلف بالتعمير أو ممثله ،في
الطلبات في أجل الخمسة عشر ( )15يوما الموالية لتاريخ إيداع الطلب"
105
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
-1أنظر المادة 18من المرسوم التنفيذي رقم " :55- 22يمكن أن يتضمن القرار الذي يتخذه الشبّاك الوحيد المختص
رأيا بالموافقة أو رأيا بالموافقة بتحفظات أو رأيا بالرفض ،ويبلّغ صاحب الطلب من طرف رئيس المجلس الشعبي
البلدي ،في أجل أقصاه ثمانية ( )8أيام ابتداء من تاريخ تبليغ القرار من طرف الشبّاك الوحيد"
-2أنظر المادة 1/14والمادة 1/15والمادة 1/16والمادة 1/17من المرسوم التنفيذي رقم 55-22
-3أنظر الملحق رقم ،09ص 139
-4أنظر الملحق رقم ،10ص 140
106
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
المرفقة بالمرسوم التنفيذي رقم ،55-22ويُبلغ قرار الموافقة للمعني في أجل أقصاه ثمانية ( )8أيام
1
ابتداء من تاريخ تسليم وصل دفع الغرامة للبلدية طبقا لنص المادة 19من ذات المرسوم.
أن إصدار وتسليم قرار منح رخصة البناء المعدّلة يكون من اختصاص إما لكن ينبغي التنويه هناّ ،
رئيس المجلس الشعبي البلدي ،أو الوالي أو الوالي المنتدب ،أو وزير التعمير حسب اختصاص كل
منهم في إصدار رخصة البناء كما هو مبي ن في المرسوم التنفيذي رقم 19-15المحدد لكيفيات
تحضير عقود التعمير وتسليمها ،حيث تستند هذه األطراف إلى رأي الشباك الوحيد المختص حسب
الحالة ،إذ يُعتبر رأيه ملزما لهذه األطراف باعتباره صاحب االختصاص في البت في الطلب واتخاذ
فإن لجنة التسوية تُبدي رأيا ،والشباك الوحيد يتخذ القرار النهائي ،بينما
القرار النهائي .وبعبارة أخرى ّ
يصدر ويُسلّم القرار في شكله اإلداري من طرف الجهات المذكورة أعاله .
2
في حين يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي بتبليغ القرار لصاحب الطلب في جميع الحاالت،
إضافة إلى اختصاصه الحصري في إصدار شهادة المطابقة على سبيل التسوية استنادا إلى رأي
3
الشباك الوحيد المختص.
ب -إصدار قرار بالموافقة بتحفظات :يمكن للشباك الوحيد المختص إصدار قرار بالموافقة ،بشرط
ضرورة رفع بعض التحفظات ،والتي تتمثل في بعض المخالفات التي تستوجب التعامل معها ،إذ
يشكل غلق الفتحات غير القابلة للتسوية ،وهدم أجزاء البنايات غير القابلة للتسوية تحفظات يتوجب
رفعها إلجراء التسوية وتحقيق المطابقة ،وهي غير مدرجة في حساب الغرامة.4
وفي هذه الحالة ،يتم معاينة رفع التحفظات في اآلجال المحددة من قبل لجنة التسوية ،ودفع الغرامة
المستحقّة لخزينة البلدية ،ليُسلّم بعدها قرار يتضمن رخصة البناء المعدّلة على سبيل التسوية أو شهادة
المطابقة على سبيل التسوية بنفس االشكال الخاصة بإصدار قرار الموافقة النهائي ،أي وفق النموذج
أقرته المادة 20منه 5،ثم يُبلّغ القرار إلى
المرفق بالمرسوم التنفيذي رقم ،55-22وهو الشيء الذي ّ
صاحب الطلب في أجل أقصاه ثمانية ( ) 8أيام ،ابتداء من تاريخ تسليم وصل دقع الغرامة للبلدية.
يُالحظ أن المرسوم لم يتض ّمن آجاال محدّدة لرفع التحفظات ،وترك حرية تقديرها للجنة التسوية،
وهذا راجع إلى طبيعة وعدد المخالفات التي يمكن تسجيلها حسب نوع البناية المعنية ما إذا تعلق
األمر بسكن فردي أو سكن جماعي ،سكن ريفي أو سكن منجز في التجزئات االجتماعية المدعمة من
-1أنظر المادة 19من المرسوم التنفيذي رقم " :55-22في حالة الرأي بالموافقة وبعد دفع الغرامة المستحقة
لخزينة البلدية ،يعد قرار يتضمن رخصة البناء المعد ّلة أو قرار يتضمن شهادة المطابقة ،على سبيل التسوية ،طبقا
للنموذجين الملحقين بهذا المرسوم.
يُبلّغ القرار إلى صاحب الطلب في أجل أقصاه ثمانية ( ) 8أيام ،ابتداء من تاريخ تسليم وصل دقع الغرامة للبلدية"
-2أنظر المواد ،66 ،65و 67من القانون رقم ،29-90
وأنظر للمواد ،48و 49من المرسوم التنفيذي رقم 19-15
-3راجع العيفاوي كريمة ،المرجع السابق ،ص ص 589-588
-4المنشور رقم 01المؤرخ في 13مارس ،2022المرجع السابق ،ص 11
-5أنظر المادة 20من المرسوم التنفيذي رقم " :55-22في حالة الرأي بالموافقة بتحفظات وبعد معاينة رفع
التحفظات في اآلجال المحددة من طرف اللجنة ،وبعد دفع الغرامة المستحقة طبقا للمادة 13أعاله لدى خزينة البلدية،
يسلّم قرار يتضمن رخصة البناء المعدّلة أو قرار يتضمن شهادة المطابقة ،على سبيل التسوية ،ضمن األشكال نفسها
المحددة في المادة 19أعاله"
107
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
طرف الدولة ،أو بنايات متعلقة بمشاريع استثمارية غير السكن ،وقد تكون البنايات معنية بمخالفة
واحدة أو عدة مخالفات في نفس الوقت ،وهو األمر الذي يجعل من مدة رفع التحفظات تختلف
باختالف هذه الحاالت ،فال يمكن تحديدها أو توحيدها لوجود تفاوت في عدد ونوعية المخالفات ،ومنه
ترك المشرع مسألة تحديد وتقدير اآلجال للجنة التسوية التي تقوم بالمعاينة الميدانية وتقرر وفقا
لذلك.1
ثانيا -إصدار قرار بالرفض :يكون رفض منح رخصة البناء المعدلة أو شهادة المطابقة على سبيل
التسوية لألسباب المستخلصة من أحكام المرسوم التنفيذي رقم ،55-22بحيث تكون البناية المعنية
غير قابلة للتسوية ،بسبب عدم احترامها للقواعد العامة للتعمير ومعايير البناء واألمن المحدّدة في
المرسوم ،بالتالي يتخذ الشباك الوحيد قرارا برفض التسوية مع اتخاذ اإلجراءات الردعية المناسبة
لكل مخالفة.
تكون الفتحات المعمولة على الواجهات والتي تكون غير منصوص عليها في رخصة البناء
المسلمة ،والتي تمس بالجوار بالمجابهة المباشرة محل إجراء الغلق ،كما يكون محل إجراء الهدم على
نفقة المعني ،المخالفات المتعلقة بالتعدي على المساحة الخارجية للغير ،إضافة طوابق تخل بالقواعد
العامة للتعمير ومعايير البناء واألمن ،وكذا تجاوز مساحة شغل األراضي داخل الملكية والمخلة
2
بالقواعد العامة للتعمير ومعايير البناء.
يمكن لصاحب الطلب إيداع طعن ضمن نفس األشكال المحدّدة في المرسوم التنفيذي رقم -15
3،19بحيث اعتمد المشرع الجزائري وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22على التظلم اإلداري
(االختياري) كخطوة أولى ممكنة ،أو الطعن القضائي إما كإجراء وحيد أو كآخر خطوة يتم استنفاذها
في إجراءات الطعن المتخذة ضد قرارات رفض منح رخصة البناء المعدّلة أو شهادة المطابقة على
سبيل التسوية.4
المطلب الثاني :الطعن في قرارات طلب التسوية.
نص المرسوم التنفيذي رقم 55-22في المادة 21منه على أنه في حالة إبداي الشبّاك الوحيد
المختص رأيه بالرفض ،يمكن لصاحب طلب التسوية وفق ذات المرسوم إيداع طعن ضمن نفس
األشكال المحددة بموجب المرسوم التنفيذي رقم 19-15المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير
وتسليمها.
وبالرجوع إلى المرسوم السابق ،نجد أن المشرع اعتمد على التظلم اإلداري االختياري كخطوة
أولى متاحة للطاعن (الفرع األول) ،أو الطعن القضائي إ ّما كإجراء أول وحيد أو كآخر خطوة (الفرع
الثاني).
108
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
-1أنظر المادة 62من المرسوم التنفيذي رقم " :19-15يمكن صاحب طلب رخصة البناء الذي لم يرضه الرد الذي
تم تبليغه به ،أو في حالة سكوت السلطة المختصة في اآلجال المطلوبة ،أن يقدم طعنا مقابل وصل إيداع لدى الوالية.
وفي الواليات التي تم إحداث المقاطعات اإلدارية فيها ،فإن إيداع الطعن يكون لدى هذه األخيرة.
وفي حالة رخص البناء التي يسلمها الوزير المكلف بالعمران ،يمكن تقديم طعن لدى الوزارة المكلفة بالعمران.
وفي هذه الحالة ،يحدد أجل الرد المبرر بخمسة عشر يوما.
يمكن رفع دعوى لدى الجهات القضائية المختصة ،وفقا للتشريع المعمول به".
-2أنظر المادة 69من المرسوم التنفيذي رقم " :19-15يمكن صاحب طلب شهادة المطابقة الذي لم يرضه الرد
الذي تم تبليغه به ،أو في حالة سكوت السلطة المختصة في اآلجال المطلوبة ،أن يقدم طعنا مقابل وصل إيداع لدى
الوالية.
وفي الواليات التي تم إحداث المقا طعات اإلدارية فيها ،فإن إيداع الطعن يكون لدى هذه األخيرة.
وفي هذه الحالة ،يحدد أجل الرد المبرر بخمسة عشر يوما.
يمكن رفع دعوى لدى الجهات القضائية المختصة ،وفقا للتشريع المعمول به".
-3أنظر المادة 63من القانون رقم " :29-90يمكن طالب رخصة البناء أو التجزئة أو الهدم غير المقتنع برفض
طلبه ان يقدم طعنا سلميا أو يرفع القضية أمام الجهة القضائية المختصة في حالة سكوت السلطة السلمية او رفضها
له".
-4أنظر المادة 93من المرسوم التنفيذي رقم " :19- 15يمكن تحديد كيفيات تطبيق أحكام هذا المرسوم ،عند
الحاجة ،بموجب قرارات يتخذه ا الوزير المكلف بالعمران و/أو ،عند االقتضاء ،الوزراء المعنيون".
-5القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 18جويلية ، 2022يتضمن إنشاء لجان الطعون وتحديد كيفيات معالجة
الطعون المتعلقة بعقود التعمير ،جريدة رسمية عدد 63
-6القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 25جويلية ، 2015المحدد لكيفيات معالجة الطعون المتعلقة بعقود التعمير
الملغى ،جريدة رسمية عدد 51
109
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
-1راجع خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية – شروط قبول دعوى تجاوز السلطة ودعوى القضاء الكامل ،د
ط ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1995 ،ص 62
-2راجع عوابدي عمار ،ال نظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام الجزائري – نظرية الدعوى اإلدارية ،الجزء
،02د ط ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1995 ،ص 365
-3راجع لعيدي خيرة ،المرجع السابق ،ص 307
-4المرجع نفسه ،ص 308
-5المرجع نفسه ،ص 309
-6راجع محمد الصغير بعلي ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،د ط ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة -الجزائر،
،2009ص 173
110
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
-1تعريف شرط الميعاد :الميعاد هو "فترة بين لحظتين ،لحظة البدء ولحظة االنتهاء" ،فهو
"األجل أو المهلة الزمنية التي يحددها القانون إلجراء عمل معين بحيث إذا انقضى هذا األجل امتنع
اجراء العمل".1
يعرف شرط الميعاد في مجال التسوية بأنه "تلك المدة الزمنية التي
واسقاطا على التعريف السابقّ ،
يتقيّد بها المتظلم والمحددة قانونا من أجل رفع شكواه إلى السلطات المختصة في إصدار قرارات
التسوية ،بهدف استصدار قرار من اإلدارة يظهر موقفا اتجاه إشكال منازعة رخصة البناء المعدّلة أو
شهادة المطابقة على سبيل التسوية".2
-2حساب آجال الميعاد :ينظر في شرط الميعاد أو أجل التظلم ضد القرار الصادر بخصوص
طلب التسوية إلى ما تنص عليه النصوص الخاصة وفقا لقاعدة "الخاص يقيّد العام" ،فلم يحدد
المرسوم التنفيذي رقم 55-22والمرسوم التنفيذي رقم ،19-15وكذا القانون رقم 29-90هذه
اآلجال ،وعليه يُرجع في هذه الحالة إلى ما نصت عليه القواعد العامة في قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية ،إذ أحالت المادة 830منه تقديم تظلم إلى الجهة اإلدارية مصدرة القرار في األجل
المنصوص عليه في المادة 829التي سبقتها والتي تنص" :يحدد أجل الطعن أمام المحكمة اإلدارية
بأربعة ( )4أشهر ،يسري من تاريخ التبليغ الشخصي بنسخة من القرار اإلداري الفردي ،أو من
تاريخ نشر القرار اإلداري الجماعي أو التنظيمي .".وعليه فإن ميعاد رفع التظلم اإلداري هو نفس
آجال الطعن أمام المحكمة اإلدارية والمحدد بأربعة ( )4أشهر تحسب كاآلتي:
-بدء سريان الميعاد :يبدأ سريان ميعاد التظلم ضد القرار اإلداري الصدار بخصوص طلب
التسو ية من تاريخ التبليغ الشخصي بنسخة من القرار اإلداري ،إضافة إلى وسيلة أخرى أضافها
القضاء اإلداري ممثلة في العلم اليقين.3
• تبليغ القرار :تبليغ القرار هو "إخطار صاحب الشأن بالقرار اإلداري" ،وهو "الطريقة التي تنقل
بها اإلدارة القرار إلى علم فرد بعينه أو أفراد بذواتهم من الجمهور".
وتم تعريفه أيضا بأنه "الوسيلة التي تكفل علم األفراد بالقرارات اإلدارية الفردية التي تمس
المراكز القانونية الذاتية لهم ،ويتم اإلعالن بكافة وسائل اإلعالن المعروفة ،فقد يتم عن طريق محضر
4
قضائي ،أو البريد ،أو بتسليم القرار يدويا إلى صاحب الشأن".
للتبليغ شروط قانونية ال يصح سواها ،تناولها قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في المواد ،408
410 ،416كاآلتي:
-1راجع مباركي براهيم ،الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة في القانون الجزائري – دراسة مقارنة( ،أطروحة
لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم) ،تخصص قانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري – تيزي
وزو ،2017- 2016 ،ص 292
-2راجع آمال خضراوي ،منازعات رخصة البناء( ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون) ،فرع إدارة ومالية،
كلية الحقوق ،جامعة الجزائر 1بن يوسف بن خدة ،2010-2009 ،ص 55
-3راجع مباركي براهيم ،المرجع السابق ،ص 294
-4المرجع نفسه ،ص 297
111
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
نصت المادة 416من قانون اإلجراءات المدنية واالدرية على أنه "ال يجوز القيام بأي تبليغ
رسمي قبل الساعة الثامنة صباحا وال بعد الثامنة مساء وال أيام العطل ،إال في حالة الضرورة وبعد
إذن من القاضي".
نصت المادة 408من ذات القانون على أنه "يجب أن يتم التبليغ الرسمي شخصيا.
ويعتبر التبليغ الرسمي إلى الشخص المعنوي شخصيا ،إذا سلم محضر التبليغ إلى ممثله القانوني
أو االتفاقي أو ألي شخص تم تعيينه لهذا الغرض.
يتم التبليغ الرسمي ،الموجه إلى اإلدارات والجماعات اإلقليمية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة
اإلدارية ،إلى الممثل المعين لهذا الغرض وبمقرها.
يتم التبليغ الرسمي ،الموجه إلى شخص معنوي في حالة تصفية ،إلى المصفي".
في حين نصت المادة 410من نفس القانون على أنه "عند استحالة التبليغ الرسمي شخصيا
للمطلوب تبليغه ،فإن التبليغ يعد صحيحا إذا تم في موطنه األصلي إلى أحد أفراد عائلته المقيمين معه
أو في موطنه الﻤﺨتار.
يجب أن يكون الشخص الذي تلقى التبليغ متمتعا باألهلية ،وإال كان التبليغ قابال لإلبطال".
يفهم من النصوص سالفة الذكر أن المشرع الجزائري اشترط جملة من اإلجراءات والشروط
بخصوص تبليغ القرارات اإلدارية إلى ذوي الشأن ،من حيث أوقات التبليغ ،وكيفياته .فإذا لم يتم تبليغ
القرار اإلداري للمعني باألمر فإن آجال رفع التظلم تبقى مفتوحة ألنها ال تسري إال من تاريخ التبليغ
الشخصي وفق 829من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.1
• العلم اليقيني بالقرار :إذا كان التبليغ سالف الذكر هو وسيلة العتبار القرار معلوما لصاحب
الشأن ،فإن وسيلة العلم اليقيني هو اجتهاد قضائي ،يقصد به "أن يصل إلى علم األفراد بطريقة مؤكدة
عن طريق غير اإلدارة" ،وبذلك فإن العلم اليقيني أساسه نظرية العلم اليقيني التي جاء بها القضاء
اإلداري والتي ترمي إلى علم صاحب الشأن بمضمون القرار اإلداري ومحتوياته علما حقيقيا ال ظنيّا
وال افتراضيا ،وأن يكون شامال لجميع محتويات القرار.2
لم ينص المشرع الجزائري على شرط العلم اليقيني بالقرار ،في حين جاء القضاء الجزائري بآراء
متضاربة حوله اتسمت بالتردد وعدم االستقرار سواء ابان فترة الغرفة اإلدارية أو مجلس الدولة
حاليا.
فقد أكدت المحكمة العليا في قراراتها على أن "العلم بالقرار الذي يعول عليه في مجال سريان
ميعاد دعوى اإللغاء يتعين أن يكون بالغا حد اليقين بحيث ال يقوم على ظن أو افتراض" ،وفي قرار
آخر " ...من المقرر أن العلم اليقيني الذي يبدأ منه ميعاد رفع الدعوى يقوم على ركنين ،األول أن
يكون يقينيا ال ظنيا وال افتراضيا ،والثاني أن يكون شامال لجميع عناصر القرار بما يمكن صاحب
-1راجع بوجادي عمر ،اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر( ،رسالة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون) ،كلية
الحقوق ،جامعة مولود معمري – تيزي وزو ،2011- 2010 ،ص ص 109-108
-2راجع مباركي براهيم ،المرجع السابق ،ص 299
112
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
الشأن من تحديد مرك زه القانوني بالنسبة لهذا القرار ويستطيع أن يحدد على مقتضى ذلك طريقه في
الطعن عليه".
وأضاف القضاء اإلدارية العلم اليقيني كوسيلة إضافية للتبليغ ،إذ طبقها في العديد من أحكامه،
حيث قررت الغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا سابقا أن "واقعة رفض المعني بالقرار اإلداري تسلم تبليغ
القرار يعتبر دليال على حصول واقعة العلم اليقيني بالقرار الصادر بشأنه ،ثم يعتبر ذلك نقطة بداية
ميعاد دعوى اإللغاء" ،وهو ما أكده مجلس الدولة بقوله "حيث أن القرار المستأنف اعتبر المستأنفين
قد علموا بالقرار المطعون فيه باإللغاء علما يقينيا ،وأن هذا العلم ثابت من الرسائل التي وجهوها
للوالي في شكل تظلم .....حيث أن التظلم من القرار هو قرينة على العلم الذي حصل عن طريق
النشر في قضية الحال ."...
ويجب التنويه أن المادة 831من قانون اإلجراءات المدنية 1قررت عدم االحتجاج بأجل الطعن
القضائي المنصوص عليه في المادة 829من نفس القانون عندما ال يشار إليه في مقرر تبليغ القرار
اإلداري المطعون فيه ،هذا يعني أنه في حالة عدم اإلشارة إلى أجل الطعن القضائي في سند تبليغ
القرار المطعون فيه ،تكون اآلجال مفتوحة حتى ولو حصل بالفعل تبليغ القرار اإلداري المطعون
فيه.2
-كيفية حساب الميعاد :يتضح كيفيات حساب ميعاد وأحل التظلم اإلداري من خالل نص المادة
405من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بقولها" :تحسب كل اآلجال المنصوص عليها في هذا
القانون كاملة ،وال يحسب يوم التبليغ أو التبليغ الرسمي ويوم انقضاء األجل.
يعتد بأيام العطل الداخلة ضمن هذه اآلجال عند حسابها.
تعتبر أيام عطلة بمفهوم هذا القانون ،أيام األعياد الرسمية وأيام الراحة األسبوعية طبقا للنصوص
الجاري بها العمل.
إذا كان اليوم األخير من األجل ليس يوم عمل كليا أو جزئيا يمدد األجل إلى أول يوم عمل موالي".
وفق المادة السابقة ،تحسب اآلجال كاملة وباألشهر مهما كانت أيام الشهور الشمسية (،29 ،28
31 ،30يوم) ،فاليوم األول هو اليوم الذي يتم فيه التبليغ العادي للقرار ،واليوم األخير هو اليوم
المحدد بعد حساب المدة القانونية المحدد بأربعة ( ) 4أشهر .وتطبيقا لقاعدة اآلجال الكامل فإن اليوم
األول للتبليغ واليوم األخير النقضاء األجل ال يعتد بهما ،أي ال يتم حسابهما.
إذا كان اليوم األخير من األجل ليس يوم عمل كليا أو جزئيا ،يمدد األجل إلى أول يوم عمل موالي،
ومنه إذا صادف آخر يوم من األجل يوم عطلة أو يوم عيد فإن اليوم األخير يحدد بدء انتهاء العطلة أو
العيد.3
-1أنظر المادة 831من القانون رقم " : 09-08ال يحتج بأجل الطعن المنصوص عليه في المادة 829أعاله ،إال
إذا أشير إليه في تبليغ القرار المطعون فيه".
-2راجع مباركي براهيم ،المرجع السابق ،ص ص 301-300
-3المرجع نفسه ،ص 303
113
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
ثانيا -التظلم اإلداري أمام لجان الطعون :نص المشرع الجزائري على القرار الوزاري المشترك
بتاريخ 18جويلية ، 2022المتضمن إنشاء لجان الطعون وتحديد كيفيات معالجة الطعون المتعلقة
بعقود التعمير ،والذي ألغى أحكام القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 25جويلية 2015المحدد
لكيفيات معالجة الطعون المتعلقة بعقود التعمير .أين جاء تطبيقا للمادة 62من المرسوم التنفيذي رقم
19-15والمادة 69من نفس المرسوم التنفيذي المعدّلتان بموجب المرسوم التنفيذي رقم ،342-20
أقرتا أحقية الطعن ضد قرار رفض طلب رخصة البناء وشهادة المطابقة على التوالي اللّتان ّ
واجراءاته ،وهي نفس اإلجراءات المطبقة على الطعن في قرار رفض طلب التسوية في إطار أحكام
المرسوم التنفيذي رقم 55-22وفق المادة 21منه.
أ -لجنة الطعن :تنشأ لدى الوالي المنتدب ولدى الوالي المختص إقليميا ولدى الوزير المكلف
بالعمران ،لجنة مكلفة بمع الجة الطعون المودعة من طرف كل شخصي طبيعي أو معنوي والفصل
الرد أو لم ترد عليه السلطة المكلفة بتسليم عقود التعمير 1،أي الشباك الوحيد
فيها ،والذي لم يرضه ّ
المختص المكلف بإصدار قرار يتضمن رخصة البناء المعدّلة أو قرار يتضمن شهادة المطابقة على
سبيل التسوية ،أو رفض ذلك.
نصت المادة 04من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 18جويلية 2022على أنه تحدد
تشكيلة لجان الطعون بموجب قرار من الوالي المنتدب والوالي المختص اقليميا والوزير المكلف
بالعمران على التوالي ،وتتحدد تشكيلتها كاآلتي:
-1تشكيلة لجنة الطعن لدى الوالي المنتدب:
-الوالي المنتدب ،أو ممثله على مستوى المقاطعة اإلدارية (رئيسا)،
-المدير المنتدب عضو الشباك الوحيد المختص للمقاطعة اإلدارية.
وتزود لجنة الطعن لدى الوالي المنتدب بأمانة تقنية دائمة تتوالها مصالح المقاطعة اإلدارية.
-2تشكيلة لجنة الطعن لدى الوالي:
-الوالي ،أو ممثله على مستوى الوالية (رئيسا)،
-المدير عضو الشباك الوحيد المختص للوالية.
وتزود لجنة الطعن لدى الوالي بأمانة تقنية دائمة تتوالها مصالح الوالية.
-3تشكيلة لجنة الطعن لدى الوزير المكلف بالعمران :تتشكل اللجنة من
-الوزير المكلف بالعمران ،أو ممثله على مستوى الوزارة المكلفة بالعمران (رئيسا).
وتزود لجنة الطعن لدى الوزير المكلف بالعمران بأمانة تقنية دائمة تتوالها مصالح الوزارة المكلفة
2
بالعمران.
114
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
ب -إجراءات التظلم اإلداري أمام لجنة الطعن :نصت المادة 02من القرار الوزاري المشترك
المؤرخ في 18جويلية 2022أنه يتم إيداع الطعن في طلب مكتوب من طرف ملتمس الطعن مقابل
وصل استالم ،لدى الوالي المنتدب ،الوالي ،والوزير المكلف بالعمران ،وهو الشيء الذي أكدته المواد
،62و 69من المرسوم التنفيذي رقم .19-15
-1التظلم اإلداري لدى الوالي المنتدب :يتم إيداع الطعن في طلب مكتوب من طرف ملتمس
الطعن مقابل وصل استالم ،لدى الوالي المنتدب في الواليات التي تم إحداث المقاطعات اإلدارية فيها
بموجب أحكام المرسوم الرئاسي رقم 140-15المتضمن إحداث مقاطعات إدارية داخل بعض
الواليات وتحديد القواعد الخاصة المرتبطة بها 1،بالنسبة لعقود التعمير التي يكون تسليمها من
اختصاص المجلس الشعبي البلدي 2،وهي:
-مشاريع االستثمار الصناعي والسياحي والتجهيزات الـعمومية أو الخاصة ذات المنفعة الـمحلية،
بالنظر خصوصا إلى طبيعتها وحجمها ونطاقها،
-مشاريع السكن الجماعي أو الـفردي التي يـفـوق عـدد سكنـاتها مـائتي ( )200وحدة سكنية
وأقـل مـن سـتمائة ( )600وحدة سكنية،
-مشاريع البناء التي تشكل خطرا على المحيط المباشر.3
-2التظلم اإلداري لدى الوالي :يتم إيداع الطعن في طلب مكتوب من طرف ملتمس الطعن مقابل
وصل استالم ،لدى الوالي ،وكذا بالنسبة للطعون في قرارات لجنة المقاطعة اإلدارية المذكورة أعاله،
بالنسبة لعقود التعمير التي يكون تسليمها من اختصاصه أو من اختصاص الوالي المنتدب 4،وهي:
-مشاريع االستثمار الـصناعي والسياحي ومشاريع التجهيزات العمومية أو الخاصة ذات المنفعة
المحلية ،بالنظـر خصوصا إلى طبيعتها وحجمها ونطاقها،
-مشاريع السكن الجماعي أو الـفردي التي يفوق عدد سـكناتها مائتي ( )200وحدة سكنية،
-األشغال والبنايات والمنشآت المنجـزة لحساب وممثليات الدول األجنبية أو المنظمات الدولية،
-المنشآت المنتجة والناقـلة والموزعة والمخزنة للطاقة والماء في إقليم الوالية،
-مشاريع البناء التي تشكل خطرا على المحيط الـمباشـر.5
-3التظلم اإلداري لدى الوزير المكلف بالعمران :يتم إيداع الطعن في طلب مكتوب من طرف
ملتمس الطعن مقابل وصل استالم ،لدى الوزير المكلف بالعمران ،بالنسبة لعقود التعمير التي يكون
تسليمها من اختصاصه 6،وهي:
-1المرسوم الرئاسي رقم 140-15المؤرخ في 27ماي ،2015يتضمن إحداث مقاطعات إدارية داخل بعض
الواليات وتحديد القواعد الخاصة المرتبطة بها المعدل والمتمم ،جريدة رسمية عدد 29
-2أنظر المادة 1/03من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 18جويلية 2022
-3أنظر المادة 6/49من المرسوم التنفيذي رقم 19-15
-4أنظر المادة 2/03من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 18جويلية 2022
-5أنظر المادة 4/49من المرسوم التنفيذي رقم 19-15
-6أنظر المادة 3/03من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 18جويلية 2022
115
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
116
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
وتسليمها .هذا األخير بموجب المادة 62والمادة 69منه المعدّلتان بموجب المرسوم التنفيذي رقم
صا على .342-20وقبلهما المادة 63من القانون رقم 29-90المتضمن قانون التهيئة والتعمير ن ّ
إمكانية التقاضي أمام المحكمة اإلدارية المختصة عن طريق الطعن بدعوى إلغاء القرارات اإلدارية
(أوال) التي يستند فيها المدعي الطاعن بأوجه وحاالت معينة مبررا طعنه (ثانيا).
يعرف الدكتور محمد الصغير بعلي دعوى اإللغاء بأنها "الدعوى أ -تعريف دعوى اإللغاءّ :
القضائية المرفوعة أمام إحدى الهيئات القضائية اإلدارية التي تستهدف إلغاء قرار إداري بسبب عدم
مشروعيته ،كما يشوب أركانه من عيوب".
فهي "منازعة هدفها احترام مبدأ المشروعية وعدم اختراقه من قبل الخصم الشريف ممثال في
اإلدارة عن طريق وسيلة اإلدارة الفعالة ألداء أعمالها وتسيير أمورها وهي إصدار القرارات،
وبالتالي فدعوى اإللغاء مناطها اختصام القرار اإلداري بهدف إصدار حكم بإلغاء القرار المعيب الذي
تكون له حجية في مواجهة الكافة".1
فتعرف على أنها "دعوى قضائية إدارية موضوعية عينية ّ أما دعوى اإللغاء في مجال العمران
يحركها ويرفعها صاحب الصفة والمصلحة أمام جهات قضائية مختصة بهدف المطالبة بإلغاء قرار
2
إداري نهائي متضمن رأي بخصوص طلب عقود التعمير أو التسوية غير المشروعة".
تختص المحاكم اإلدارية المحلية بالنظر في دعوى اإللغاء كون أن القرار المطعون فيه هو محل
إصدار من قبل الشباك الوحيد المختص على مستوى البلدية أو المقاطعة اإلدارية أو الوالية ،هذه
األخيرة هي سلطة إدارية محلية وليست مركزية 3،فالمحاكم اإلدارية هي جهات الوالية العامة في هذا
النزاع ،وتفصل فيه في أول درجة بحكم قابل لالستئناف وفق المادة 800والمادة 1/801من قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية.4
117
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
ولدعوى اإللغاء شروط واجب توفرها كي ينظر فيها أمام القضاء وتقبل للفحص من حيث
الموضوع ،بعد رفعها وفق إجراءات وكيفيات محددة أمام جهات قضائية مختصة.
ب -شروط دعوى اإللغاء :شهدت نصوص قانون التعمير غياب قواعد وكيفيات معالجة
المنازعات القضائية الناشئة عن عقود التعمير ،ومنه نرجع إلى القواعد العامة في قانون اإلجراءات
1
المدنية واإلدارية للوقوف على مختلف الشروط واجبة التوفر لصحة الدعوى.
كي تقبل الدعوى اإلدارية ومنها دعوى اإللغاء ،ال بد من توافر جملة من الشروط الشكلية والتي
يقصد بها "مجموعة الشروط الواجب توافرها في الدعوى اإلدارية حتى تكون مقبولة أمام المحكمة
اإلدارية ،للنظر في القرارات اإلدارية غير المشروعة قصد إلغائها" 2،ويمكن حصرها فيما يلي:
-1شرط القرار اإلداري محل دعوى اإللغاء :تنص المادة 819من قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية 3على وجوب إرفاق عريضة دعوى اإللغاء تحت طائلة عدم القبول القرار اإلداري
المطعون فيه ،ما لم يوجد مانع مبرر.4
يعرف الدكتور محمد الصغير بعلي القرار اإلداري بأنه "العمل القانوني االنفرادي الصادر عن
مرفق عام ،والذي من شأنه إحداث أثر قانوني تحقيقا للمصلحة العامة".
فيعرفه بأنه "عمل قانوني صادر بصفة انفرادية من سلطة إدارية ،الهدف
ّ أما الدكتور ناصر لباد
5
منه هو إنشاء بالنسبة للغير حقوق والتزامات".
وفي إطار تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة وفق أحكام المرسوم التنفيذي رقم
،55-22يسلّم رئيس المجلس الشعبي البلدي قرار الشباك الوحيد المختص المتضمن رأيا بالموافقة أو
رأيا بالموافقة بتحفظات أو رأيا بالرفض في أجل أقصاه ثمانية ( )8أيام من تاريخ تبليغ هذا القرار من
طرف الشباك الوحيد المختص.6
هذا القرار يعتبر محل دعوى اإللغاء طبقا للمادة 819السابقة ،ويجب أن يرفق مع عريضة افتتاح
الدعوى تحت طائلة عدم القبول ،وإذا ثبت أن اإلدارة امتنعت عن تمكين المدعي من القرار المطعون
فيه ،فإن للقاضي سلطة أمر اإلدارة بتقديمه في أول جلسة.
-2شرط التظلم اإلداري المسبق :سبق تعريف وتناول الت ظلم اإلداري المسبق في الفرع األول
المتضمن التظلم اإلداري أمام لجان الطعون بنوع من االسهاب والتفصيل ،لكن ما يهم هو إجبارية
118
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
رفع التظلم اإلداري قبل التظلم أمام القضاء .وفي هذا الشأن نستقرأ نص المادة 830من قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية 1التي استف ِتحت بعبارة "يجوز" ،هذه األخيرة تفيد الجوازية ما لم ينص
القانون على خالف ذلك ،ومنه فإن التظلم اإلداري هو إجراء إداري اختياري قبل اللجوء إلى القضاء
اإلداري.
وعليه للمدعي المتظلم ضد قرار رفض طلب التسوية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 55-22
خيار تقديم تظلم إداري قبل رفع دعوى اإللغاء ،كما يجوز له االستغناء عنه طبقا لقانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية ما لم يوجد نص يخالف هذا المبدأ ،ونميز حالتين عند تقديم تظلم إداري قبل اللجوء
إلى القضاء:
-حالة قبول التظلم من قبل اإلدارة ،هنا ال مجال للمدعي في رفع دعوى اإللغاء مادام أن اإلداري
استجابت لطلباته،
-حالة رفض اإلدارة لتظلمه ،للمدعي أجل شهرين ( )2من تاريخ تبليغه بالرفض الصريح وفق
2
الفقرة الرابعة من المادة 830من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية،
-وأما في حالة سكوت اإلدارة طيلة المدة الممنوحة لها للرد والمحددة بشهرين ( ،)2فإنه وفق
الفقرتين الثانية والثالثة من المادة 830من ذات القانون 3يعد هذا السكوت رفضا ضمنيا وقرارا
بالرفض ،الذي يخول للمدعي الطعن فيه بدعوى اإللغاء خالل أجل شهرين ( )2من تاريخ انتهاء أجل
الشهرين ( )2المقرر لجواب ورد اإلدارة.4
شرطي الميعاد واألجل :حدد قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في المادة 829منه 5أجلْ -3
رفع دعوى اإللغاء بأربعة ( ) 4أشهر من تاريخ التبليغ الشخصي للقرار اإلداري المتضمن رفض
طلب رخصة البناء المعدلة أو شهادة المطابقة على سبيل التسوية .وال يسري ميعاد األربعة ()4
أشهر المقررة لرفع دعوى اإللغاء إال بعد تبليغ القرار اإلداري.6
-1أنظر المادة 1/830من القانون رقم " : 09-08يجوز للشخص المعني بالقرار اإلداري ،تقديم تظلم إلى الجهة
اإلدارية مصدرة القرار في األجل المنصوص عليه في المادة 829أعاله".
-2أنظر المادة 4/830من القانون رقم " : 09- 08في حالة رد الجهة اإلدارية خالل األجل الممنوح لها ،يبدأ سريان
أجل شهرين ( )2من تاريخ تبليغ الرفض".
-3أنظر المادة 3-2/830من القانون رقم " : 09-08يعد سكوت الجهة اإلدارية المتظلم أمامها عن الرد ،خالل
شهرين ( ) 2بمثابة قرار بالرفض ويبدأ هذا األجل من تاريخ تبليغ التظلم.
وفي حالة سكوت الجهة اإلدارية ،يستفيد المتظلم من أجل شهرين ( )2لتقديم طعنه القضائي ،الذي يسري من تاريخ
انتهاء أجل الشهرين ( )2المشار إليه في الفقرة أعاله".
-4راجع بلطرش مياسة ،الوجيز في قانون المنازعات اإلدارية ،ط ،1لباد للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2023 ،ص
ص 112-111
-5أنظر المادة 1/830من القانون رقم " : 09-08يحدد أجل الطعن أمام المحكمة اإلدارية بأربعة ( )4أشهر ،يسري
من تاريخ التبليغ الشخصي بنسخة من القرار اإلداري الفردي ،أو من تاريخ نشر القرار اإلداري الجماعي أو
التنظيمي".
-6راجع لعيدي خيرة ،المرجع السابق ،ص 337
119
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
يعتبر أجل األربعة ( )4أشهر ميعادا قصيرا ،وحكمة المشرع الجزائري في جعله قصيرا تحقيق
استقرار األوضاع اإلدارية التي تستجوبها مقتضيات األعمال اإلدارية ،مع تحقيق مصلحة األفراد
بتوفير الثبات لمراكزهم القانونية المترتبة على تلك األعمال.1
ويعتبر شرط ميعاد دعوى اإللغاء من النظام العام ،ومنه ال يجوز االتفاق على امتداده ،وعليه
يمكن أن يثار الدفع بانقضاء الميعاد في أي مرحلة كانت عليها الدعوى ،وللمحكمة أن تثيره من تلقاء
نفسها.2
ثانيا -أوجه الطعن بدعوى اإللغاء :إن األصل في القرارات اإلدارية افتراض الشرعية فيها وأن
إصدارها جاء موافقا للقانون ،وبالنتيجة يقع على من يريد المطالبة بإلغاء قرار إداري أن يثبت عكس
ذلك أمام المحاكم اإلدارية ،وذلك بإثبات أوجه عدم مشروعية القرار اإلداري وبيان العيوب التي
لحقت به ،سواء كانت مخالفة لقاعدة دستورية ،أو تشريع عادي كان أو فرعي ،أو قاعدة عرفية
إدارية ملزمة ،أو مبدأ قانوني إداري ملزم ،أو مبدأ قانوني عام كشف عنه القضاء.3
وتتمثل حاالت وأوجه دعوى اإللغاء في عيب االختصاص ،عيب الشكل واالجراء ،وعيب مخالفة
القانون.
يعرف االختصاص بأنه "القدرة أو المكنة أو الصالحية المخولة أ -عيب عدم االختصاصّ :
لشخص أو جهة إدارية على القيام بعمل معين على الوجه القانوني".
وبمفهوم المخالفة فإن القرار اإلداري الذي يكون مشوبا بعيب عدم االختصاص عندما يصدر
القرار من سلطة إدارية غير مختصة شخصيا ،ماديا ،محليا ،زمنيا.4
يعتبر عدم االختصاص من العيوب األكثر خطورة نظرا الرتباطه المباشر بفكرة النظام العام،
فعدم احترام قواعد التعمير والبناء بصفة عامة وأحكام المرسوم التنفيذي رقم 55-22بصفة خاصة
سواء في الصورة اإليجابية لعدم االختصاص ،أين ال تحترم الجهات المختصة سلطاتها المخولة لها
قانونا ،أو في الصورة السلبية بادعائها عدم االختصاص في غير ذلك.5
غير أن الواقع يؤكد أن عيب عدم االختصاص في مجال البناء والتعمير من العيوب نادرة الوقوع،
ذلك أن القاعدة القانونية فيما يتعلق باختصاص كل جهة تتسم بالوضوح ،وبذلك فإن احتمال وقوع
خطأ أو تداخل الصالحيات وتجاوز االختصاص عند إصدار قرار بخصوص طلب التسوية وتحقيق
المطابقة ضعيف نسبيا.6
120
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
ب -عيب الشكل واإلجراء :تقع اإلدارة في عيب الشكل واالجراء عند مخالفتها أثناء إصدارها
لقرارها بخصوص طلب التسوية وتحقيق المطابقة لألشكال و/أو اإلجراءات المنصوص عليها في
المرسوم التنفيذي رقم 55-22والمرسوم التنفيذي رقم ،19-15ويقصد باإلجراءات المقررة
إلصدار القرار اإلداري "التراتيب التي تتبعها اإلدارة قبل اتخاذ القرار ،أي التي تسبق إصداره
نهائيا" ،في حين يمثل شكل القرار اإلداري "المظهر الخارجي له أو القالب المادي الذي يفرغ فيه
القرار اإلداري".1
وقصد نص المشر ع الجزائري على إجراءات إصدار قرار بخصوص طلب رخصة البناء المعدلة
أو شهادة المطابقة على سبيل التسوية في مواد متفرقة من المرسوم التنفيذي رقم ،55-22أين حدد
أيضا شكل القرار المتضمن رخصة البناء المعدلة على سبيل التسوية وكذا القرار المتضمن شهادة
المطابقة على سبيل التسوية في مالحق المرسوم السابق.
وعلى خالف عيب عدم االختصاص ،فإن عيب الشكل واإلجراءات ال يتعلق مبدئيا بالنظام العام،
2
وهذا معناه أنه ليس للقاضي أن يثيره من تلقاء نفسه.
ج -عيب مخالفة القانون :يقصد بعيب مخالفة القانون "العيب الذي يصيب ركن المحل أو
3
الموضوع في القرار اإلداري ،فهو وجه اإللغاء المتعلق بالمشروعية الداخلية للقرار".
ويقصد المحل بأنه "األثر المباشر والحال المترتب عن صدور القرار اإلداري وذلك عن طريق
إنشاء مركز قانوني جديد أو تعديل أو إلغاء مركز قانوني قائم" .هذا المحل يجب أن يكون مشروعا
وممكنا ،وأي خرق لهذين الشرطين يُنشأ أحد أوجه وحاالت الطعن باإللغاء في هذا القرار.4
وفي األخير ،يترتب على إلغاء القاضي اإلداري للقرار اإلداري المتضمن رفض طلب رخصة
البناء المعدلة أو شهادة المطابقة على سبيل التسوية في إطار أحكام المرسوم التنفيذي رقم 55-22
متى الحظ مخالف ته للقانون ،عدم حلول هذا الحكم القضائي محل الرخصة أو الشهادة ،بل يرتب فقط
إمكانية إعادة تجديد المدعي لطلبه من جديد أمام نفس الجهة اإلدارية ،ذلك أن القاضي اإلداري غير
مؤهل لمنح الرخصة أو الشهادة سالفتي الذكر ،وال يحق له إلزام اإلدارة بذلك كونه غير مرخص له
قانونا بإصدار أوامر لإلدارة.5
121
الفصل الثاني :أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
122
خاتمــــة
خاتـــمة
خاتمة
يُعدّ العمران من القيم والمكتسبات التاريخية والثقافية ألي مجتمع ،والتي أضحت من التقنيات
الحديث لتنظيم المجال الحضري في أية دولة ،وذلك بإقامة توازن بين الحق في السكن والملكية
وحرية األفراد في التصرف في ممتلكاتهم من جهة ،وبين المصلحة العامة وحماية المحيط من جهة
ثانية ،وعلى هذا األساس كان الزما فرض آليات مصدرها القانون سعيا للوصول إلى تنسيق
الحضارة العمرانية وتفادي البنايات غير الشرعية بصفة عامة والبنايات غير المطابقة بصفة خاصة
التي تجسدّت كظاهرة عرفت انتشارا رهيبا ،والتي أحاطت بها مالبسات وأسباب ساهمت في اتساع
رقعة انتشارها يكاد يصعب حصرها ،فقد ُوجدت عوامل اجتماعية ،اقتصادية ،سياسية وأمنية ،ثقافية
وأخرى ترقوية ،إضافة ألسباب خاصة تتعلق أساسا برخصة البناء وبشخص صاحبها من حيث قدرته
ست المستويات المالية وتنفيذه لألشغال ،هذا االنتشار كان له من األثر البالغ على عدة أصعدة م ّ
العمرانية ،البيئية ،االقتصادية ،االجتماعية والثقافية.
ولالنتشار الرهيب الذي عرفته ظاهرة البنايات غير المشروعة وغير المطابقة ،وتفاديا لكبح اآلثار
الوخيمة التي سبق ذكرها ،كان لزاما على المشرع أن يجد لها مجموعة من الحلول القانونية باعتماده
آليات كفيلة لمحاربتها ،أين تمثلت فيما يسمى بآلية التسوية ،هذه األخيرة هي آلية تتضمن مجموعة من
اإلجراءات واجبة االحترام لتسوية وضعية البنايات غير القانونية المتممة وغير المتممة ،وهو ما
سد بجملة من النصوص القانونية تضمنت الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية لسنة 1985 تج ّ
تحت رقم 34أول نصوصها ،أولهم األمر رقم 01-85الذي يحدد انتقاليا قواعد شغل األراضي
قصد المحافظة عليها وحمايتها ،تاله المرسوم التنفيذي رقم 212-85المحدد لشروط تسوية أوضاع
الذين يشغلون فعال أراضي عمومية أو خصوصية كانت محل عقود أو مباني غير مطابقة للقواعد
المعمول بها وشروط إقرار حقوقهم في التملك والسكن ،ثم التعليمة الوزارية المشتركة لسنة 1985
والمتعلقة بمعالجة البناء غير المشروع .ليصدر بعد أكثر من عقدين من الزمن القانون رقم 15-08
المحدد لقواعد مطابقة البنايات واتمام إنجازها.
أث بت واقع تطبيق النصوص السابقة فشال معتبرا في تحقيق أهدافها المرجوة ،وفي ظل تفاقهم
ظاهرة البنايات غير القانونية ،جدّد المشرع الجزائري محاوالته من خالل قانون المالية لسنة 2017
في المادة 113منه المعدلة بموجب المادة 144من قانون المالية لسنة 2021ثم المادة 151من
قانون المالية لسنة ، 2022أين وضع تدابير قانونية جديدة تهدف إلى تبسيط إجراءات تسوية نوع
معين من البنايات ممثال في البنايات غير المطابقة لرخص البناء المسلمة ،أين توج بصدور النص
التنظيمي الذي يحدد شروط تسوية هذه البنايات بتاريخ 03فيفري سنة 2022بإصدار المرسوم
التنفيذي رقم ،55-22وهكذا تعززت المنظومة القانونية لقواعد مطابقة البنايات بهذا المرسوم والذي
جاء بأحكام منفصلة عن تلك الواردة في النصوص القانونية السابقة ذات الصلة ،والتي حالت دون
وصولها إلى األهداف والمبتغى المرجو منها.
ويتبن بعد تخصيص مختلف األحكام التي جاء بها المرسوم التنفيذي رقم 55-22بالدراسة
والنصوص التي سبقته النتائج التالية:
-القانون رقم 15-08هو تكرار لتجربة تسوية البنايات وفق النصوص القانونية الصادرة سنة
1985التي اتسمت بالفشل إذ ظل االنتشار الرهيب لظاهرة البناء غير القانوني حتى بعد صدور هذه
124
خاتـــمة
النصوص ودخولها حيز التطبيق ،ويرجع ذلك لعدة أسباب تتقدمها مجموعة العراقيل اإلدارية التي
تسبب في تعطيل إجراء تحقيق مطابقة البنايات للكثير من المواطنين وبطئ عملية مراجعة ملفاتهم
وتعدد المتدخلين فيها ،ما أدى لعزوف المخالفين عن إيداع ملفاتهم لدى المصالح المعنية ،إضافة
لتقاعس السلطات المختصة في الترويج عن هذه النصوص وإطالق حمالت تعريفية بأهدافه
واجراءاته ،هو الشيء الذي أدى بقبره.
-رغبة المشرع الجزائري في التكفل بالبنايات التي جاء تشييدها على غير أحكام ومواصفات
رخصة البناء المسلمة لها ،وذلك بإصداره المرسوم التنفيذي رقم 55-22الذي شمل تسوية البنايات
المنجزة والبنايات في طور اإلنجاز الحائزة على رخص البناء غير المطابقة لتعليماتها ،والتي بدأت
أشغالها قبل تاريخ 03فيفري سنة ،2022أين هذا النص بأثر رجعي حتى على البنايات التي شيدت
قبل تاريخ 03أوت 2008المعنية بالتسوية وفق القانون .15-08
-رغبة المشرع أيضا في فصل أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة
المتضمنة في المرسوم التنفيذي رقم 55-22عن أحكام القانون رقم ،15-08مع تبسيط إجراءاتها
والتقليص من آجال ومدة العملية ،خاصة وأن األمر يتعلق بمخالفات معقّدة .كما أضفى على أحكامه
طابع الديمومة عكس سابقه ،إذ لم يُس ِقّفــه بأجل سريان محدد تجنبا لإلشكاالت الناجمة عن تحديد آجال
انتهاء مفعول النص .إضافة للتخفيف في حدة اإلجراءات الردعية المنصوص عليها في المرسوم
التنفيذي رقم 19-15المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها والذي نص على عدم إمكانية
تسليم شهادة المطابقة إذا لم يطابق البناء للتصاميم والمخططات مع الشروع في المالحقات القضائية
عند عدم امتثال المعني ،عكس المرسوم رقم 55-22الذي أتاح إمكانية الحصول على شهادة
المطابقة على سبيل التسوية في حالة المخالفة بالنسبة للبنايات المنجزة ،ورخصة البناء المعدلة على
سبيل التسوية بالنسبة للبنايات في طور اإلنجاز.
-جاء المرسوم التنفيذي رقم 55-22بآلية جديدة لقاء تحقيق مطابقة البنايات المخالفة ،تمثلت في
التسوية الجزائية مقابل دفع غرامات مالية تقدر بـ %10في السكنات الريفية والسكنات المنجزة في
التجزئات االجتماعية ،و %15في السكنات الفردية والسكنات الجماعية ،و %20في البنايات المتعلقة
بالمشاريع االستثمارية وتلك المستقبلة للجمهور والتجهيزات غير السكنية لكل متر مربع (م ،)2إضافة
لقيمة جزافية عن كل واجهة معدّلة أو مضافة تبدأ من 10.000دج ،ثم 30.000دج ،وأخيرا
50.000دج على حسب كل نوع من البنايات الثالث سالفة الذكر تباعا .أين جاءت آلية الغرامة
المالية بجدوى اقتصادية إيجابية ،إذ تساهم بشكل مباشر في تحصيل بعض المداخيل للخزينة العمومية
للبلدية وإنعاشها.
-حدد المرسوم المخالفات القابلة للتسوية و تلك غير القابلة لذلك باتخاذه معيار عدم التعدي على
المساحات الخارجية التابعة للغير سواء كان هذا األخير عموميا أو خاصا ،على أن تكون مخالفة
التعدي داخل الملكية فقط ،وعدم المساس بالجوار بالمجابهة المباشرة بالنسبة للمخالفات المتعلقة
بالنوافذ والشرفات على الواجه ات ،وأخيرا عدم االخالل بالقواعد العامة للتعمير ال سيما الجوار
ومعايير البناء واألمن عند تجاوز مساحة شغل األراضي.
-إحالة المشرع لنفس إجراءات الطعن المعمول بها في ظل أحكام المرسوم التنفيذي رقم 19-15
بالنسبة للطعن في القرارات الصادرة بشأن طلبات التسوية في إطار أحكام المرسوم التنفيذي رقم
125
خاتـــمة
،55-22أين اعتمد على إجراء التظلم اإلداري االختياري كخطوة أولى ممكنة ،أو الطعن القضائي
أمام القاضي اإلداري إما كإجراء وحيد أو كآخر خطوة بعد التظلم اإلداري ،وهذا على خالف القانون
رقم 15-08الذي خصص لجنة طعن مستقلة مكلفة بالبت في طلبات الطعون.
ولتفعيل أحكام المرسوم التنفيذي 55-22الذي ستكشف الممارسة والواقع مستقبال فعاليته من
عدمها ،ولتجنب المعوقات والعراقيل التي واجهت القانون رقم 15-08والنصوص التي سبقته ،يمكن
طرح االقتراحات والتوصيات التالية:
-يمكن القول أن أكبر تحدي سيواجهه تطبيق هذا المرسوم هو استقطاب المخالفين لالحتكام
ألحكامه ،ومنه وجب على السلطات المعنية القيام بحمالت توعية للمواطنين بأهمية عملية التسوية
بالنسبة لهم وبالنسبة للمصلحة العامة للمجتمع ،وتشجيعهم على االستجابة للعملية التي أُقِ ّ
ــرت
لمصلحتهم.
-نشر أحكام هذا المرسوم الجديد في وسائل اإلعالم بأنواعها ،حتى يتسنى لكل المواطنين ولكل
الجهات الفاعلة في عملية التسوية االطالع على محتواه ،ومعرفة شروط وإجراءات العملية ،وفهم
كيفية سيرها.
-إيجاد حلول قانونية إلضفاء الطابع االجباري على عملية التسوية ،تفاديا لعزوف المخالفين عن
مباشرة إجراءات التسوية ،فحمالت التوعية قد ال تكون كافية.
-وجوب بسط الرقابة اإلدارية السيما على البنايات غير المتممة بعد منح المخالف رخصة البناء
المعدّلة على سبيل التسوية وفق ذات المرسوم ،للتأكد من احترام أحكامها وعدم تكرار مخالفتها.
-تفعيل دور المهند سين المعماريين في متابعة األشغال لغاية االنتهاء منها ،والتأكد من مدى
مطابقتها لمواصفات رخص البناء ،وعدم االكتفاء بدور التأشير على الملف التقني فحسب ،ومنه
وضع حد للعشوائية التي عرفها قطاع التعمير والبناء.
-وبالنسبة إلجراءات الطعن ،فصحيح أن التظلم اإلداري يتسم بالبساطة وربما يكون أكبر مالءمة
لعملية تسوية البنايات غير المطابقة لرخص البناء المسلمة ،إال أنه يفتقر للحيادة المطلقة ،فقد ال يكون
أفضل نجاعة من الطعون التي يتم إيداعها لدى لجنة مختصة بدراسة الطعون مستقلة عن الجهة
مصدرة القرار ،وعليه لم يوفق المشرع عند لجوئه إلجراء التظلم اإلداري أمام نفس الجهة مصدرة
القرار في إطار أحكام المرسوم التنفيذي رقم ،55-22وكان عليه مثلها سبق قوله إنشاء لجنة مستقلة
مختصة في دراسة الطعون ،هو الشيء الذي يمكن تداركه بإجراء تعديل للمرسوم السابق.
126
المالحق
قائمة المالحق
قائمة المالحق
الملحق رقم 01
نموذج عقد البيع على التصاميم
128
قائمة المالحق
...
129
قائمة المالحق
130
قائمة المالحق
131
قائمة المالحق
132
قائمة المالحق
133
قائمة المالحق
134
قائمة المالحق
135
قائمة المالحق
وبمقتضى الـمرسوم التنفيذي رقم 19-15 :الـمؤرخ في 2015-01-25 :يحدد كيفيات تحضير
عقود التعمير وتسليمها الـمعدل والـمتمم.
وبمقتضى الـمرسوم التنفيذي رقم 55-22 :الـمؤرخ في 2 :فيفري سنة 2022يحدد شروط
تسوية البنايات غير الـمطابقة لرخصة البناء الـمسلمة.
وبمقتضى الـمرسوم التشريعي رقم 07-94 :الـمؤرخ في 18 :ماي سنة 1994يتعلق بشروط
االنتاج الـمعماري وممارسة مهنة الـمهندس الـمعماري.
وبمقتضى القرار رقم ........ :بتاريخ .................... :والـمتضمن تعيين السيد رئيس الـمجلس
الشعبي البلدي لبلدية بني سليمان.
وبناء على اقتراح األمين العام يقرر ما يلي:
الـمادة األولى :تنشأ اللجنة البلدية الـمكلفة بمعالجة طلبات تسوية البنايات غير الـمطابقة لرخصة
البناء الـمسلمة وشهادة الـمطابقة على سبيل التسوية وتسمى بنص هذا القرار" :اللجنة" طبقا للفصل
الثالث من الـمرسوم التنفيذي رقم 55-22 :الـمؤرخ في 01رجب عام 1443الـموافق ل02 :
فبراير سنة .2022
الـمادة :02تتشكل اللجنة سالفة الذكر من األعضاء اآلتية اسماؤهم:
-رئيس القسم الفرعي للتعمير والهندسة الـمعمارية والبناء لدائرة بني سليمان أو
ممثله .......................................................................... .......................:رئيسا.
-ممثل مكتب التعمير والبناء لبلدية بني سليمان.............................................. :عضوا.
-ممثل وحدة الحماية الـمدنية لدائرة بني سليمان.............................................. :عضوا.
كما يمكن توسيع تلك اللجنة إلى الهيئات التالية:
-ممثل شركة سونلغاز المدية.................................................................. :عضوا.
-ممثل القسم الفرعي لألشغال العمومية بني سليمان....................................... . :عضوا.
-ممثل القسم الفرعي للموارد الـمائية بني سليمان............................................ :عضوا.
-ممثل مديرية الصناعة لوالية المدية....................................................... . :عضوا.
-ممثل مديرية البيئة لوالية المدية............................................................. :عضوا.
ي شخص أو سلطة أو هيئة قصد االستشارة أو االفادة أو الـمادة :03يمكن للجنة االستعانة بأ ّ
التوضيح فيما يخص دراسة الـملفات الـموكلة إليها.
الـمادة :04تطبيقا ألحكام الـمرسوم التنفيذي سالف الذكر تكلف اللجنة في حدود اختصاصها بما
يلي:
القيام بالزيارات الـميدانية ومعاينة البنايات للتحقق والتأكد من الـمخالفات الـمذكورة في الفصل
الثالث من الـمرسوم التنفيذي الـمذكور اعاله.
136
قائمة المالحق
137
قائمة المالحق
138
قائمة المالحق
139
قائمة المالحق
140
قائمة المراجع
أوال -باللغة العربية
.Iالمؤلفات
أ -المؤلفات العامة:
- 1عوابدي عمار ،النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام الجزائري – نظرية الدعوى اإلدارية،
الجزء ،02د ط ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر1995 ،
- 2خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية – شروط قبول دعوى تجاوز السلطة ودعوى القضاء
الكامل ،د ط ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر1995 ،
- 3سماعين شامة ،النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري – دراسة وصفية وتحليلية ،د ط ،دار
هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر2004 ،
- 4محمد الصغير بعلي ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،د ط ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة -
الجزائر2009 ،
- 5ليلى زروقي ،حمدي باشا عمر ،المنازعات العقارية في ضوء آخر التعديالت وأحدث األحكام ،د ط،
دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر2013 ،
- 6بلحاج العربي ،الحقوق العينية في القانون المدني الجزائري في ضوء أحدث االجتهادات القضائية
المشهورة للمحكمة العليا – دراسة مقارنة ،ط ، 2دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر،
2017
-7بلطرش مياسة ،الوجيز في قانون المنازعات اإلدارية ،ط ،1لباد للنشر والتوزيع ،الجزائر2023 ،
-8عمر زودة ،اإلجراءات المدنية واإلدارية في ضوء آراء الفقهاء وأحكام القضاء ،ط ،3دار بلقيس
للنشر ،الجزائر2023 ،
ب -المؤلفات المتخصصة:
- 1ستي قزاتي ياسمين ،النزاع الجزائي الناتج عن البناء بدون رخصة – بين آخر تعديالت القانون
وتطبيقه عمليا ومختلف مواقف المحكمة العليا ،ط ، 2دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر،
2016
- 2اقلولي أولد رابح صافية ،قانون العمران الجزائري -أهداف حضرية ووسائل قانونية ،ط ،3دار
هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر2017-2016 ،
- 3خير الدين بن مشرنن ،رخصة البناء األداة القانونية لمباشرة عمليتي تثمير وحفظ الملك الوقفي
العقاري العام – الشروط المرتبطة بالبناء على األمالك الوقفية عموما والمسجد ألهم وقف عقاري تدور
حوله العمارة االسالمية ،ط ،2دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر2017 ،
- 4قندوز فاطمة الزهراء ،التنظيم القانوني للبناء في الجزائر ،د ط ،دار هومة للطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر2019 ،
-5حمدي باشا عمر ،منازعات التعمير ،ط ،2دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر2021 ،
-6بالة عبد العالي ،الدليل العملي في إجراءات تسوية البنايات غير القانونية ،د ط ،النشر الجامعي
الجديد ،الجزائر2021 ،
-7بالة عبد العالي ،الوجيز في شرح قانون التعمير وفقا ألحدث التعديالت ،د ط ،النشر الجامعي الجديد،
الجزائر2021 ،
141
.IIالرسائل العلمية
أ -أطروحات الدكتوراه:
- 1م جاجي منصور ،رخصة البناء كأداة لحماية البيئة في التشريع الجزائري( ،رسالة دكتوراه)،
تخصص القانون العقاري والزراعي ،قسم القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة سعد دحلب – البليدة،
جوان 2008
- 2بوجادي عمر ،اختصاص القضاء اإلداري في الجزائر( ،رسالة لنيل درجة دكتوراه دولة في
القانون) ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري – تيزي وزو2011-2010 ،
- 3بوالشعور وفاء ،سلطات القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء في الجزائر( ،مذكرة تخرج مقدمة لنيل
شهادة الماجستير في إطار مدرسة الدكتوراه) ،شعبة القانون اإلداري ،قسم القانون العام ،كلية الحقوق،
جامعة باجي مختار – عنابة2011-2010 ،
-4عربي باي يزيد ،استراتيجية البناء على ضوء قانون التهيئة والتعمير( ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة
دكتوراه العلوم في الحقوق) ،تخصص قانون عقاري ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
الحاج لخضر – باتنة2015-2014 ،
- 5كمال محمد األمين ،االختصاص القضائي في مادة التعمير والبناء( ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه
علوم) ،تخصص القانون العام ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أبي بكر بلقايد –
تلمسان2016-2015 ،
- 6عزيزي مريم ،النظام القانوني في مجال البناء( ،مذكرة ماجستير في إطار مدرسة الدكتوراه)،
تخصص الدولة والمؤسسات العمومية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر – 1بن يوسف بن خدة-2015 ،
2016
- 7شهرزاد عوابد ،سلطات الضبط اإلداري في مجال البناء والتعمير في التشريع الجزائري( ،أطروحة
مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق) ،تخصص قانون عام ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
الحاج لخضر – باتنة2016-2015 ،
- 8مباركي براهيم ،الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة في القانون الجزائري – دراسة مقارنة،
(أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم) ،تخصص قانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود
معمري – تيزي وزو2017-2016 ،
- 9لمين لعريط ،اآلليات القانونية لحماية البنايات من خطر االنهيار في الجزائر( ،رسالة لنيل شهادة
دكتوراه علوم) ،تخصص القانون الخاص ،فرع القانون العقاري ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1
2018-2017
- 10تونسي صبرينة ،النظام القانوني للعمران في الجزائر( ،رسالة لنيل شهادة دكتوراه علوم في القانون
العام) ،تخصص قانون البيئة والعمران ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر – 1بن يوسف بن خدة-2018 ،
2019
- 11لعيدي خيرة ،رخصة البناء وشهادة المطابقة آلليتين لتنظيم التهيئة العمرانية في التشريع الجزائري،
(أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه الطور الثالث في الحقوق) ،تخصص قانون عقاري ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة عبد الحميد بن باديس – مستغانم2019-2018 ،
ب -رسائل الماجستير
- 1كمال تكواشت ،اآلليات القانونية للحدّ من ظاهرة البناء الفوضوي في الجزائر( ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في العلوم القانونية) ،تخصص قانون عقاري ،كلية الحقوق ،جامعة الحاج لخضر – باتنة،
2009-2008
- 2آمال خضراوي ،منازعات رخصة البناء( ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون) ،فرع إدارة
ومالية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر 1بن يوسف بن خدة2010-2009 ،
142
- 3غربي إبراهيم ،البناء الفوضوي في الجزائر( ،مذكرة لنيل شهادة ماجستير في الحقوق) ،فرع القانون
العقاري ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر – 1بن يوسف بن خدة2012-2011 ،
- 4عجابي سامية ،األدوات القانونية لتسوية البنايات غير الشرعية( ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير
في القانون العام فرع القانون االداري) ،تخصص اإلدارة العامة ،القانون وتسيير اإلقليم ،كلية الحقوق،
جامعة االخوة منتوري – قسنطينة.2016-2015 ،
ج -مذكرات الماستر
- 1عمروش حياة ،عماروش رزيقة ،البناء غير المطابق لمواصفات رخصة البناء( ،مذكرة لنيل شهادة
الماستر في الحقوق) ،شعبة القانون العام ،تخصص قانون الجماعات اإلقليمية ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة عبد الرحمن ميرة – بجاية2013-2012 ،
-2سوالمية سمية ،بسكري ابتسام ،تسوية البناءات غير الشرعية في ظل القانون ( ،15-08مذكرة لنيل
شهادة ماستر في القانون) ،تخصص قانون عام – منازعات إدارية ،قسم العلوم القانونية واإلدارية ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة 8ماي – 1945قالمة2014-2013 ،
- 3عبيدات خديجة ،رخصة البناء في القانون الجزائري( ،مذكرة لنيل شهادة الماستر) ،تخصص القانون
العقاري ،كلية الحقوق ،جامعة أدرار2014-2013 ،
- 4ادري رامي ،احدادن صونيا ،تسوية البناء غير المشروع على ضوء القانون ( ،15-08مذكرة لنيل
شهادة الماستر في الحقوق) ،شعبة القانون االقتصادي لألعمال ،تخصص القانون العقاري ،قسم قانون
األعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة – بجاية2015-2014 ،
- 5هاجر اقموم ،إشكالية التصميم وتأثيرها على نوعية السكن االجتماعي التساهمي( ،مذكرة تخرج
مكملة لنيل شهادة الماستر) ،قسم تسيير المدينة ،شعبة تسيير التقنيات الحضرية ،معهد تسيير التقنيات
الحضرية ،جوان 2015
-6حماش بالل ،تسيير السكن الجماعي بين النظري والتطبيقي – دراسة حالة حي الجباس مدينة برج
بوعريريج( ،مذكرة تخرج مكملة لنيل شهادة ماستر أكاديمي) ،تخصص تسيير المدينة ،شعبة تسيير
التقنيات الحضرية ،قسم تسيير المدينة ،معهد تسيير التقنيات الحضرية ،جامعة محمد بوضياف – المسيلة،
2016-2015
- 7عبد الحق رقيق ،األنماط السكنية الحضرية وعالقتها بالممارسة االجتماعية( ،مذكرة مكملة لنيل
شهادة الماستر في علم االجتماع) ،تخصص علم اجتماع حضري ،شعبة علم االجتماع ،قسم العلوم
االجتماعية ،كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية ،جامعة الشهيد حمة لخضر – الوادي2017-2016 ،
-8مساسط مسعد ،ديب ناصر ،البناء الفوضوي ودور اإلدارة في الحد منه( ،مذكرة مكملة لنيل شهادة
الماستر في القانون العام) ،تخصص قانون عام داخلي ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة محمد الصديق بن يحيى – جيجل2018- 2017 ،
- 9عبدلي رشيد ،ترقية اإلطار المبني في المدن الجزائرية في ظل القانون – 15-08دراسة حالة مدينة
وادي العثمانية( ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر) ،تخصص التهيئة الحضرية ،قسم الجغرافيا والتهيئة
العمرانية ،كلية علوم األرض والهندسة المعمارية ،جامعة العربي بن مهيدي – أم بواقي2020-2019 ،
- 10بن سعدي مولود ،اآلليات القانونية للحد من ظاهرة البناء الفوضوي في الجزائر( ،مذكرة نيل شهادة
الماستر) ،تخصص القانون اإلداري ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر –
بسكرة2020-2019 ،
- 11بن دعاس هشام ،إجراءات مطابقة البنايات غير الشرعية وفق القانون ( ،15-08مذكرة نيل شهادة
الماستر) ،تخصص القانون اإلداري ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر –
بسكرة2020-2019 ،
143
.IIIالمقاالت العلمية
- 1مجاجي منصور ،رخصة البناء كأداة للتهيئة العمرانية في التشريع الجزائري ،المعيار – دورية
ع لمية محكمة تعنى بالدراسات اإلسالمية واالجتماعية ،كلية أصول الدين والشريعة والحضارة اإلسالمية،
جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية -قسنطينة ،الجزائر ،العدد ،11نوفمبر 2005
- 2عبد المجيد بوالسيلو ،التسوية القانونية في مخالفات التعمير) ،التواصل في العلوم اإلنسانية
واالجتماعية ،جامعة باجي مختار -عنابة ،العدد ،32ديسمبر 2012
- 3إلغات ربيحة ،الملكية العقارية في ظل التشريع الجزائري ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية
واالقتصادية والسياسية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1المجلد ،50العدد ،05ماي 2013
- 4الشريف بحماوي ،مجال تدخل قانون المطابقة 15-08في تسوية البنايات الفوضوية ،مجلة دفاتر
السياسة والقانون ،جامعة قاصدي مرباح – ورقلة ،العدد ،11جوان 2014
- 5مصطفاوي عايدة ،التنظيم القانوني للعقار السياحي في الجزائر ،مجلة البحوث والدراسات القانونية
والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة البليدة 2لونيسي علي ،العدد ،06نوفمبر 2014
- 6بن سويسي خيرة ،النظام القانوني للمؤسسات االستشفائية الصحية الخاصة ،مجلة البحوث القانونية
والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الطاهر موالي -سعيدة ،العدد 2014 ،03
- 7آسية هتشان ،السكن الريفي كآلية للتنمية – دراسة قانونية ،مجلة الدراسات القانونية ،مخبر السيادة
والعولمة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة يحي فارس – المدية ،المجلد ،02العدد ،01جانفي
2016
- 8خدروش الدراجي ،أحكام البناء في ملك الغير في التشريع الجزائري ،مجلة المفكر ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر – بسكرة ،العدد ،13فيفري .2016
- 9عماروش سميرة ،الوساطة في المواد المدنية في التشريع الجزائري بين النص القانوني والواقع
المجتمعي ،المجلة الجزائرية للعقوم القانونية واالقتصادية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر 1بن يوسف بن
خدة ،المجلد ،54العدد ،02جوان 2017
- 10ميسوم فضيلة ،أكلي نعيمة ،النظام القانوني لهيئة المراقبة التقنية للبناء ،مجلة تشريعات التعمير
والبناء ،جامعة ابن خلدون – تيارت ،العدد ،02جوان 2017
- 11سراغني بوزيد ،التحكيم في القانون الجزائ ري ،مجلة دراسات وأبحاث – المجلة العربية في العلوم
اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة زيان عاشور – الجلفة ،المجلد ،09العدد ،29ديسمبر 2017
- 12لعشاش محمد ،معوقات تسوية وضعية البناء غير المشروع ،مجلة المنار للبحوث والدراسات
القانونية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة يحي فارس – المدية ،المجلد ،02العدد ،04مارس
2018
- 13ولد خصال محمد ،قيود الملكية العقارية الخاصة -قيد المطالت والمناور وتطبيقاته المعاصرة،
مجلة المنار للبحوث والدراسات القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة يحي فارس –
المدية ،العدد ،05جوان 2018
- 14تيخمارين حليمة ،اإلطار القانوني للمؤسسات الفندقية ووكاالت السياحة واألسفار في الجزائر ،مجلة
االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،معهد الحقوق والعلوم السياسية ،المركز الجامعي – تامنغست،
المجلد ،07العدد ،05أكتوبر 2018
- 15فايزة جروني ،مليكة بطينة ،التدابير المتبعة لتسوية البنايات غير المطابقة في إطار القانون -08
، 15مجلة العلوم القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الشهيد حمة لخضر –
الوادي ،المجلد ،09العدد ،03ديسمبر 2018
- 16بلول فهيمة ،الشبّاك الوحيد – آلية جديدة لتحضير عقود التعمير وتسليمها ،المجلة األكاديمية للبحث
القانوني ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية ،المجلد ،17العدد 2018 ،01
144
- 17العربي شحط أمينة ،البناء في ملك الغير وآثاره القانونية ،المجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري – تيزي وزو ،العدد 2019 ،02
- 18بن حمود لطيفة ،حوادق عصام ،قيود الجوار بسبب تالصق األمالك العقارية ،مجلة التعمير
والبناء ،جامعة ابن خلدون – تيارت ،المجلد ،03العدد ،02جوان 2019
- 19خولة عواد ،األحكام الق انونية لرخصة البناء في األراضي الفالحية ،مجلة العلوم القانونية
والسياسية ،جامعة الشهيد ح ّمة لخضر -الوادي ،المجلد ،10العدد ،02سبتمبر 2019
- 20عايدة مصطفاوي ،معوقات تطبيق القانون رقم 15-08المتضمن قواعد مطابقة البنايات وإتمام
انجازها ،مجلة دفاتر البحوث العلمية ،المركز الجامعي مرسلي عبد هللا – تيبازة ،المجلد ،07العدد ،02
ديسمبر 2019
- 21كريمة خنوسي ،رشا مقدم ،ارتفاقات التعمير كقيد على حق البناء ،المجلة الجزائرية للعلوم
القانونية ،السياسية واالقتصادية ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر – 1بن يوسف بن خدة ،المجلد ،57العدد
،02مارس 2020
- 22منصر عبد العالي ،طبيب عبد السالم ،آليات انشاء وتنظيم الفضاءات التجارية في الجزائر كمدخل
نحو دمج االقتصاد الموازي في االقتصاد الرسمي وتحقيق التنمية المستدامة – دراسة حالة مدينة تبسة،
اآلفاق للدراسات االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة العربي
التبسي – تبسة ،المجلد ،05العدد ،02سبتمبر 2020
-23عطوي وداد ،حداد عيسى ،تسوية البناء الفوضوي في ظل القانون رقم ،15-08مجلة األستاذ
الباحث للدراسات القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد بوضياف – المسيلة،
المجلد ،05العدد ،02ديسمبر 2020
- 24بن شرف نسيمة ،عاللي نصيرة ،النظام القانوني لرخصة البناء في القانون الجزائري ،مجلة
القانون والعلوم السياسية ،معهد الحقوق والعلوم السياسية ،المركز الجامعي صالحي أحمد -النعامة،
المجلد ،08العدد 2022 ،02
- 25بلخير حمداني ،القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في القانون المدني الجزائري والفقه
االسالمي ،مجلة العلوم االنسانية ،المركز الجامعي علي كافي – تندوف ،المجلد ،06العدد ،01جوان
.2022
- 26العيفاوي كريمة( ،تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة وفقا للمرسوم التنفيذي رقم
،) 55-22مجلة الفكر القانوني والسياسي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عمار ثليجي -األغواط،
المجلد ،06العدد ،02نوفمبر 2022
-27العربي شحط أمينة( ،تسوية البناء غير المشروع في التشريع الجزائري) ،مجلة القانون العقاري،
مخبر القانون والعقار ،جامعة البليدة ،02المجلد ،09العدد ،02ديسمبر 2022
- 28لعشاش محمد( ،آليات تسوية البنايات المنجزة خالفا لرخصة البناء المسلّمة تطبيقا للمرسوم التنفيذي
رقم ،) 55-22مجلة الفكر القانوني والسياسي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عمار ثليجي -
األغواط ،المجلد ،07العدد ،01ماي 2023
.IVالمحاضرات
- 1سماح فارة ،قانون التهيئة والتعمير ،محاضرات ألقيت على طلبة السنة الثانية ماستر – قانون عام،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة 8ماي -1975قالمة2020-2019 ،
-2علياتي محمد ،محاضرات في قانون األمالك الوطنية ،محاضرات ألقيت على طلبة السنة أولى ماستر
تخصص قانون عقاري ،مقياس قانون األمالك الوطنية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة يحي
فارس – المدية2022-2021 ،
145
-3مريح حسام ،محاضرات في مقياس العقار االستثماري ،محاضرات ألقيت على طلبة السنة ثانية
ماستر ت خصص قانون بيئة ،مقياس العقار االستثماري ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد لمين
دباغين – سطيف2023-2022 ،
.Vاأليام الدراسية
- 1مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء ،والية جيجل ،يوم إعالمي حول عقود التعمير – تحت
إشراف السيد والي الوالية ،المرسوم التنفيذي رقم 55-22المؤرخ في 02فيفري 2022والمنشور
الوزاري رقم 01المؤرخ في 18مارس ،2022بتاريخ 2023-04-05
- 2المصلحة التقنية البلدية ،القسم الفرعي للتعمير والهندسة المعمارية والبناء أنقوسة ،المرسوم التنفيذي
رقم 55-22المؤرخ في 02فبراير سنة 2022الذي يحدد شروط تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة
البناء السلمة ،مداخلة حول شرح وتفسير تنظيم التسوية الجديد ،بلدية نقاوس ،دائرة أنقوسة ،والية ورقلة،
د ت ن.
.VIمواقع األنترنت
- 1السكان في الجزائر ،نشر في 28يوليو ( ،2020عن موقع فنك – وقائع الشرق األوسط وشمال
إفريقيا) ،تم االطالع عليه في 2023-04-06ســا 6:28
https://fanack.com/ar/algeria/population-of-algeria/
- 2اإلسالم في الجزائر ،دون تاريخ نشر( ،عن منصة ويكيبيديا االلكترونية) ،تم االطالع عليه في -20
2023-04ســا 17:56
/اإلسالم_في_الجزائرhttps://ar.wikipedia.org/wiki
- 3تمديد سريان العمل بالقانون ..15-08عدد طلبات تسوية البنايات تجاوز المليون طلب 30 ،مارس
( ،2023عن موقع المصدر ،)DZتم االطالع عليه في 2023-04-28ســا 07:45
https://almasdar-dz.com/
- 4ما معنى االرتداد في البناء ،منشور بتاريخ 30ماي ( ،2021عن موقع أتاسي للمحاماة – محامي في
عمان األردن) ،تم االطالع عليه في 2023-05-01ســا 07:36
https://bestlawfirmjo.com
- 5زهية رافع ،هذه شروط االستفادة من القطع األرضية وإعانات السكن الريفي ،منشور بتاريخ 04
أكتوبر ( ،2020عن موقع جريدة البالد) ،تم االطالع عليه في 2023-05-04ســا 05:12
https://www.elbilad.net/
- 6محمد صالح ،هذه شروط ومعايير االستفادة من التجزئات االجتماعية ...والوالة مطالبون بالتأكد من
مطابقتها مع اإلجراءات المنصوص عليها ،منشور بتاريخ 21مارس ( ،2021عن موقع الجلفة إنفو)،
تم االطالع عليه في 2023-05-04ســا ،05:37
https://www.djelfainfo.dz/ar/
.VIIالنصوص القانونية
أ -المعاهدات الدولية
- 1اإلعالن العالمي لحقوق االنسان ،الصادر بتاريخ 10ديسمبر ، 1948معتد بقرار الجمعية العامة
لألمم المتحدة تحت رقم ،217000باريس.
146
ب -الدستور:
- 1المرسوم الرئاسي رقم 442-20المؤرخ في 30ديسمبر سنة ،2020يتعلق بإصدار التعديل
الدستوري ،المصادق عليه في استفتاء أول نوفمبر سنة ،2020المتضمن دستور الجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،الجريدة الرسمية العدد .82
ج -القوانين:
- 1القانون رقم 02-82المؤرخ في 06فيفري ،1982متعلق برخصة البناء ورخصة تجزئة
األراضي للبناء ،الجريدة الرسمية العدد ،06ملغى بالقانون رقم 29.-90
- 2القانون رقم 08-85المؤرخ في 12نوفمبر ،1985متضمن الموافقة على األمر رقم 01-85
الذي يحدد انتقاليا قواعد شغل األراضي قصد المحافظة عليها وحمايتها ،الجريدة الرسمية العدد .47
- 3القانون رقم 25-90المؤرخ في 18نوفمبر ،1990المتضمن قانون التوجيه العقاري المعدل
والمتمم ،جريدة رسمية عدد ،49مستدرك بالجريدة الرسمية عدد .55
- 4القانون رقم 29-90المؤرخ في 01ديسمبر ،1990متعلق بالتهيئة والتعمير المعدل والمتمم،
الجريدة الرسمية العدد .21
- 5القانون رقم 30-90المؤرخ في 01ديسمبر ،1990يتضمن قانون األمالك الوطنية المعدل
والمتمم ،الجريدة الرسمية العدد .52
- 6القانون رقم 02-97المؤرخ في 31ديسمبر ،1997المتضمن قانون المالية لسنة ،1998الجريدة
الرسمية العدد .89
- 7القانون رقم 05-04المؤرخ في 14أوت ،2004يعدل ويتمم القانون رقم 29-90المتعلق بالتهيئة
والتعمير ،الجريدة الرسمية العدد .51
- 8القانون رقم 20-04المؤرخ في 25ديسمبر ،2004يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير
الكوارث في إطار التنمية المستدامة ،الجريدة الرسمية العدد .84
- 9القانون رقم 15-08المؤرخ في 20جويلية ،2008يحدد قواعد مطابقة البنايات واتمام إنجازها
المعدل والمتمم ،الجريدة الرسمية العدد .44
- 10القانون رقم 16-08المؤرخ في 03أوت ،2008يتضمن التوجيه الفالحي ،الجريدة الرسمية
العدد .46
- 11القانون رقم 04-11المؤرخ في 17فبراير ،2011يحدد قواعد تنظيم نشاط الترقية العقارية،
الجريدة الرسمية العدد .14
- 12القانون رقم 14-16المؤرخ في 28ديسمبر ،2016يتضمن قانون المالية لسنة ،2017جريدة
الرسمية العدد .77
- 13القانون رقم 12-19المؤرخ في 11ديسمبر ،2019المعدل والمتمم للقانون رقم 09-84
المؤرخ في 4فبراير ،1984المتعلق بالتنظيم اإلقليمي للبالد ،الجريدة الرسمية العدد .78
- 14القانون رقم 16-20المؤرخ في 31ديسمبر ،2020يتضمن قانون المالية لسنة ،2021الجريدة
الرسمية العدد .83
- 15القانون رقم 16-21المؤرخ في 30ديسمبر ،2021يتضمن قانون المالية لسنة ،2022الجريدة
الرسمية العدد .100
-16القانون رقم 24-22المؤرخ في 25ديسمبر ،2022يتضمن قانون المالية لسنة ،2023الجريدة
الرسمية العدد .89
- 17نظام االبنية والتنظيم في مدينة عمان ،صادر باالستناد الى احكام المادة 67من قانون تنظيم المدن
والقرى واألبنية ،رقم 79لسنة ،1966األردن.
147
-18القانون رقم 646المؤرخ في 11ديسمبر ،2004يتعلق بالبناء المعدل والمتمم ،الجريدة الرسمية
العدد ،66لبنان.
د -األوامر:
- 1األمر رقم 58-75المؤرخ في 26سبتمبر ،1975يتضمن القانون المدني المعدل والمتمم ،الجريدة
الرسمية العدد .78
- 2األمر رقم 04-08المؤرخ في 01سبتمبر ،2008المحدد لشروط وكيفيات منح االمتياز على
األراضي التابعة لألمالك الوطنية الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية ،الجريدة الرسمية
العدد ،49موافق عليه بالقانون رقم 20-08المؤرخ في 23نوفمبر ،2008الجريدة الرسمية العدد
.66
-3األمر رقم 01-85المؤرخ في 13أوت ،1985يحدد انتقاليا قواعد شغل األراضي قصد المحافظة
عليها وحمايتها ،الجريدة الرسمية العدد ،34ملغى بالقانون رقم 29-90المتعلق بالتهيئة والتعمير.
-4األمر رقم 156-66المؤرخ في 08جويلية ،1966يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم،
الجريدة الرسمية العدد .49
- 5األمر رقم 85-71مكرر المؤرخ في 29ديسمبر ،1971يتضمن إحداث هيئة المراقبة التقنية للبناء
وتحديد قانونها األساسي ،الجريدة الرسمية العدد .04
.VIIIالنصوص التنظيمية
أ -المراسيم:
- 1المرسوم 332-82المؤرخ في 06نوفمبر ،1982المحدد لكيفيات حساب أسعار شراء البلديات
لألراضي التي تدخل في عداد احتياطاتها العقارية وأسعار التنازل عنها ،الجريدة الرسمية العدد ،45
ملغى بالمرسوم رقم 02-86الذي يضبط كيفيات تحديد أسعار شراء البلديات لألراضي الداخلة في
احتياطاتها العقارية ،وأسعار بيعها الجريدة الرسمية العدد ،1وهذا األخير ملغى بالمرسوم تنفيذي رقم
405-90الذي يحدد قواعد إحداث وكاالت محلية للتسيير والتنظيم العقاريين الحضريين ،وتنظيم ذلك
الجريدة الرسمية العدد .56
- 2المرسوم رقم 212-85المؤرخ في 13أوت ،1985يحدد شروط تسوية أوضاع الذين يشغلون
فعال أراضي عمومية أو خصوصية كانت محل عقود و/أو مباني غير مطابقة للقواعد المعمول بها
وشروط إقرار حقوقهم في التملك والسكن ،الجريدة الرسمية العدد .34
- 3المرسوم رقم 204-88المؤرخ في 18أكتوبر ،1988يحدد شروط إنجاز العيادات الخاصة
وفتحها وعملها الملغى ،الجريدة الرسمية العدد .42
- 4المرسوم التنفيذي رقم 175-91المؤرخ في 28ماي ،1991محدد للقواعد العامة للتهيئة والتعمير
والبناء ،الجريدة الرسمية العدد .26
- 5المرسوم التنفيذي رقم 176-91المؤرخ في 28ماي ، 1991يحدد كيفيات تحضير شهادة التعمير
ورخصة التجزئة وشهادة التقسيم ،ورخصة البناء المطابقة ورخصة الهدم وتسليم ذلك ،الجريدة الرسمية
العدد ،26ملغى بالمرسوم التنفيذي رقم .19-15
- 6المرسوم التنفيذي رقم 356-06المؤرخ في 09أكتوبر ،2006المتضمن صالحيات الوكالة
الوطنية لتطوير االستثمار وتنظيمها وسريها ،الجريدة الرسمية العدد .64
- 7المرسوم التنفيذي رقم 486-06المؤرخ في 23ديسمبر ،2006يحدد كيفيات تسيير حساب
التخصيص الخاص رقم 116-302الذي عنوانه "الصندوق الخاص بالتنمية االقتصادية للهضاب العليا"،
الجريدة الرسمية العدد .84
148
- 8المرسوم تنفيذي رقم 321-07المؤرخ في 22أكتوبر ،2007يتضمن تنظيم المؤسسات
االستشفائية الخاصة وسيرها ،الجريدة الرسمية العدد .67
- 9المرسوم التنفيذي رقم 154-09المؤرخ في 02ماي ،2009يحدد إجراءات تنفيذ التصريح
بمطابقة البنايات ،الجريدة الرسمية العدد .27
- 10المرسوم التنفيذي رقم 235-10المؤرخ في 05أكتوبر ،2010يحدد مستويات المساعدة
المباشرة الممنوحة من الدولة القتناء سكن جماعي أو بناء سكن ريفي ومستويات دخل طالبي هذه
السكنات وكذا كيفيات منح هذه المساعدة المعدل والمتمم ،الجريدة الرسمية العدد .58
- 11المرسوم التنفيذي رقم 111-12المؤرخ في 06مارس ، 2012يحدد شروط وكيفيات إنشاء
وتنظيم الفضاءات التجارية وممارسة بعض األنشطة التجارية ،الجريدة الرسمية العدد .15
- 12المرسوم التنفيذي رقم 84-12المؤرخ في 20فيفري ،2012المحدد لكفيات منح االعتماد
لممارسة مهنة المرقي العقاري وكذا كيفيات مسك الجدول الوطني للمرقين العقاريين ،الجريدة الرسمية
العدد .11
- 13المرسوم التنفيذي رقم 431-13المؤرخ في 18ديسمبر ،2013المحدد لنموذجي عقد حفظ الحق
وعقد البيع على التصاميم لألمالك العقارية وكذا حدود تسعير الملك الموضوع عقد البيع على التصاميم
ومبلغ عقوبة التأخير وآجالها وكيفيات دفعها ،الجريدة الرسمية العدد .66
- 14المرسوم التنفيذي رقم 19-15المؤرخ في 25جانفي سنة ،2015يحدد كيفيات تحضير عقود
التعمير وتسليماها المعدل والمتمم ،الجريدة الرسمية العدد .7
- 15المرسوم التنفيذي رقم 158-19المؤرخ في 30افريل ،2019يعرف المؤسسات الفندقية ويحدد
شروط وكيفيات استغاللها وتصنيفها واعتماد مسيريها ،الجريدة الرسمية العدد .33
- 16المرسوم التنفيذي رقم 342-20المؤرخ في 22نوفمبر ،2020يعدل ويتمم المرسوم التنفيذي
رقم 19-15الذي يحدد كيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها ،الجريدة الرسمية العدد .71
- 17المرسوم تنفيذي رقم 136-21المؤرخ في 07أبريل ،2021يحدد شروط وكيفيات استغالل
المؤسسات الخاصة للصحة وسير وتنظيم نشاطاتها الصحية ،الجريدة الرسمية العدد .28
- 18المرسوم التنفيذي رقم ،55-22مؤرخ في 30فبراير ،2022يحدد شروط تسوية البنايات غير
المطابقة لرخصة البناء المسلمة ،الجريدة الرسمية العدد .9
ب -القرارات الوزارية:
- 1القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 13سبتمبر ،1992يتعلق بحقوق البناء المطبقة على
األراضي الواقعة خارج المناطق العمرانية للبلديات ،صادر عن وزير السكن ووزير الفالحية ،جريدة
رسمية عدد ،86متمم بالقرار الوزاري المشترك المؤرخ في 18نوفمبر ،2015الجريدة الرسمية العدد
03لسنة .2016
- 2القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 25جويلية ،2015المحدد لكيفيات معالجة الطعون المتعلقة
بعقود التعمير الملغى ،الجريدة الرسمية العدد .51
- 3القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 18جويلية ،2022يتضمن إنشاء لجان الطعون وتحديد
كيفيات معالجة الطعون المتعلقة بعقود التعمير ،الجريدة الرسمية العدد .63
ج -التعليمات الوزارية:
- 1التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في 13أوت ،1985تتعلق بمعالجة البناء غير المشروع،
الجريدة الرسمية العدد .34
- 2التعليمة رقم 1000-09المؤرخة في 10سبتمبر ،2009المتضمنة تطبيق أحكام القانون رقم -08
15الذي يحدد قواعد مطابقة البنايات وإتمام إنجازها ،الصادرة عن وزارة السكن والعمران.
149
-3التعليمة الوزارية المشتركة رقم 04المؤرخة في 06سبتمبر ،2012المتضمنة تبسيط كيفيات
تحقيق مطابقة البنايات واتمام إنجازها ،الصادرة عن وزارة السكن والعمران باالشتراك مع كل من وزارة
الداخلية والجماعات المحلية ووزارة المالية.
- 4التعليمة الوزارية المشتركة رقم 01والمؤرخة في 30سبتمبر ،2020تحدد شروط وكيفيات إنشاء
التجزئات االجتماعية في الوسط الحضري ومنح مساعدة مالية للبناء في واليات الجنوب والهضاب العليا،
صادرة عن وزارة المالية ووزارة السكن والعمران والمدينة ووزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة
العمرانية
د -المناشير الوزارية:
- 1المنشور رقم 01المؤرخ في 13مارس ،2022متعلق بتطبيق تدابير وأحكام المرسوم التنفيذي
رقم 55-22المؤرخ في 02فيفري 2022والمحدد لشروط تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء
المسلمة ،صادر عن وزارة السكن والعمران والمدينة
- 2المراسلة رقم 1795المؤرخة في 19جوان ،2021تتضمن الدليل المنهجي المتعلق بكيفيات
تطبيق التعليمة الوزارية المشتركة رقم 01والمؤرخة في 30سبتمبر 2020المحددة لشروط وكيفيات
إنشاء التجزئات االجتماعية في الوسط الحضري ومنح مساعدة مالية للبناء في واليات الجنوب والهضاب
العليا ،صادرة عن المدير العام للمديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية والجماعات المحلية
والتهيئة العمرانية
150
شكر وعرفان
إهداء
قائمة أهم المختصرات
مقدمة ................................................................................ ........................................أ
5
ماهية تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء
المبحث األول :مفهوم البنايات غير المطابقة لرخصة البناء7..............................................
المطلب األول :البناء غير المطابق 7.........................................................................
الفرع األول :مفهوم البناء غير المطابق7............................................................
أوال -تعريف البناء7...................................................................................
ثانيا -تعريف البناء غير المطابق 9...................................................................
ثالثا -تمييز البناء غير المطابق عن بعض المصطلحات المشابهة له11..........................
الفرع الثاني :مالبسات البناء غير المطابق12......................................................
أوال -أسباب البناء غير المطابق 13..................................................................
ثانيا -آثار البناء غير المطابق16.....................................................................
المطلب الثاني :رخصة البنــاء 17...........................................................................
الفرع األول :مفهوم رخصة البناء 18................................................................
أوال -تعريف رخصة البناء18........................................................................
ثانيا -خصائص رخصة البناء19.....................................................................
الفرع الثاني :إجراءات الحصول على رخصة البناء21.......................................... .
أوال -طلب رخصة البناء 21..........................................................................
ثانيا -دراسة طلب رخصة البناء30..................................................................
ثالثا -البت في طلب رخصة البناء 33................................................................
المبحث الثاني :مفهوم تسوية البنايات غير المطابقة37.................................................. .
المطلب األول :المقصود بالتسوية 37........................................................................
الفرع األول :تعريف التسوية 37.....................................................................
أوال -التعريف بالتسوية37............................................................................
ثانيا -تمييز التسوية عن األنظمة القانونية األخرى 39..............................................
ثالثا -مشروعية التسوية القانونية 40.................................................................
الفرع الثاني :التسوية في التشريع الجزائري41....................................................
أوال -التسوية قبل صدور المرسوم التنفيذي رقم 42...................................... 55-22
ثانيا -صدور المرسوم التنفيذي رقم 55-22المتضمن تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة
البناء المسلمة51...........................................................................................
المطلب الثاني :نطاق التسوية وفق المرسوم التنفيذي رقم 54....................................55-22
الفرع األول :البنايات المعنية بأحكام التسوية وتحقيق المطابقة54.................................
أوال -البنايات المنجزة التي تحوز رخصة بناء وغير مطابقة لها55...............................
ثانيا -البنايات في طور اإلنجاز التي تحوز رخصة بناء وغير مطابقة لها56.....................
الفرع الثاني :شروط تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء المسلمة56................... .
أوال -احترام القواعد العامة للتعمير57...............................................................
ثانيا -احترام معايير البناء واألمن السيما في المناطق الزلزالية 64................................
خالصة الفصل األول66.......................................................................................
68
أحكام تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22
المبحث األول :طلب تسوية مخالفات البنايات غير المطابقة لرخصة البناء69............................
المطلب األول :طبيعة المخالفات وتقدير غرامات تسويتها وفق المرسوم التنفيذي رقم 69.... .55-22
الفرع األول :وضعية المخالفات الواردة ضمن المرسوم التنفيذي رقم 69.............. .55-22
أوال -المخالفات القابلة للتسوية69....................................................................
ثانيا -المخالفات غير القابلة للتسوية 71..............................................................
الفرع الثاني :الغرامات المالية كآلية لتسوية البنايات وفق المرسوم التنفيذي رقم 76.. .55-22
أوال -تقدير الغرامات 76..............................................................................
ثانيا -أمثلة عن كيفيات تقدير الغرامات83...........................................................
المطلب الثاني :طلب التسوية وفق المرسوم التنفيذي رقم 55-22بين التصريح به ودراسته93...... .
الفرع األول :طلب التسوية أمام مصالح التعمير بالبلدية93....................................... .
أوال -مضمون ملف طلب التسوية 93................................................................
ثانيا -التصريح بملف طلب التسوية لدى مصالح التعمير بالبلدية 95..............................
الفرع الثاني :دراسة ملف طلب التسوية على مستوى اللجنة المكلفة بمعالجة طلبات التسوية.
96.....................................................................................................................
أوال -اللجنة المكلفة بمعالجة طلبات التسوية 96.....................................................
ثانيا -معالجة ملفات طلب التسوية على مستوى لجنة التسوية 97..................................
المبحث الثاني :اآلثار المترتبة على طلب تسوية البنايات غير المطابقة لرخصة البناء99...............
المطلب األول :البت في طلب التسوية99....................................................................
الفرع األول :بت الشباك الوحيد المختص في طلبات التسوية99................................. .
أوال -الشباك الوحيد المختص 99.....................................................................
ثانيا -تحضير الطلب على مستوى الشباك الوحيد المختص 105 .......................................
الفرع الثاني :القرارات الصادرة عن الشباك الوحيد المختص106.............................. .
أوال -إصدار قرار بالموافقة106.....................................................................
ثانيا -إصدار قرار بالرفض 108.....................................................................
المطلب الثاني :الطعن في قرارات طلب التسوية108.................................................... .
الفرع األول :التظلم اإلداري أمام لجان الطعون109...............................................
أوال -التعريف بالتظلم اإلداري110..................................................................
ثانيا -التظلم اإلداري أمام لجان الطعون114........................................................
الفرع الثاني :الطعن القضائي116................................................................. .
أوال -التعريف بدعوى اإللغاء117...................................................................
ثانيا -أوجه الطعن بدعوى اإللغاء 120..............................................................
خالصة الفصل الثاني122....................................................................................
خاتمة124.............................................................................................................
قائمة المالحق 128...................................................................................................
الملحق رقم :01نموذج عقد البيع على التصاميم128......................................................
الملحق رقم :02نموذج طلب رخصة البناء 130...........................................................
الملحق رقم :03نموذج وصل إيداع ملف طلب رخصة البناء131........................................
الملحق رقم :04نموذج قرار يتضمن رخصة البناء 132..................................................
الملحق رقم :05برنامج حساب غرامات التسوية وفق المرسوم التنفيذي رقم 133............. 55-22
الملحق رقم :06نموذج طلب رخصة البناء المعدلة أو شهادة المطابقة على سبيل التسوية134..........
الملحق رقم :07نموذج قرار تشكيل لجنة التسوية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 135........55-22
الملحق رقم :08نموذج بطاقة تحضير رخصة البناء المعدلة أو شهادة المطابقة على سبيل التسوية 138
الملحق رقم :09نموذج قرار يتضمن رخصة البناء المعدلة على سبيل التسوية 139.....................
الملحق رقم :10نموذج قرار يتضمن شهادة المطابقة على سبيل التسوية140............................
قائمة المراجع 141...................................................................................................
ملخص – Résumé – Abstract
-
Settlement of Buildings Non-Compliant with the Building Permit According to the Provisions
of Executive Decree No. 22-55
Abstract:
Illegal buildings generally and non-compliant building particularly, their process of settlement
and conformity is considered one of the tasks that still hunts the Algerian authorities, Since all of
the previous legal provisions related to the settlement of illegal building failed to achieve its
desired objective to reduce this phenomenon, which led the Algerian legislator to issue the
Executive decree No. 22-55 which sets conditions and terms of the settlement of buildings non-
compliant with the delivered building permit, which was issued applying to the article 113 From
the Finance Law of the year 2017.
This dissertation has carried in its folds the terms and provisions of this decree, and studying
them descriptively analytically, in order to detect its settlement and building matching mechanism
according to it, As well as how to resolve urban issues resulting from constructions not-compliant
and contrary to legal provisions related to rehabilitation and compensation.
Keywords: Non-Compliant Buildings ; Building Permit ; Settlement & Building Matching.
Résumé:
Les constructions illicites en général et les constructions non conformes en particulier, leur
processus de règlement et de mise en conformité est considéré comme l'une des tâches qui
poursuivent encore les autorités algériennes, étant donné que toutes les dispositions légales
précédentes relatives au règlement des constructions illicites n'ont pas atteint l'objectif souhaité
pour réduire ce phénomène, ce qui a conduit le législateur algérien à publier le décret exécutif n°
22-55 qui détermine les conditions et les modalités de règlement des constructions non conformes
au permis de construire délivré, qui a été délivré en application de l'article 113 de la loi de finances
de l'année 2017.
Ce mémoire a porté dans ses plis les termes et dispositions de ce décret, dans étude descriptive
et analytique, afin de déceler son mécanisme de règlement et de mise en conformité des
constructions, ainsi que la manière de résoudre les problèmes urbains résultant des constructions
non conformes et contraires aux dispositions légales relatives à la réhabilitation et à
l'indemnisation.
Mots-clés : Constructions Non-Conformes ; Permis de Construire ; Règlement et Mise en
Conformité des Constructions