You are on page 1of 77

‫جــامعة غــــرداية‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم ‪ :‬الحقوق‬

‫عنوان المذكرة‬

‫النظام القانوين لعقد االمتياز الوارد على األمالك الوطنية‬


‫اخلاصة يف التشريع اجلزائري‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماسرت أكادميي حقوق‬


‫ختصص قان ـ ــون ع ـ ـق ـ ـ ـ ــاري‬
‫إشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة ‪:‬‬
‫‪ -‬د‪.‬زرابين عبدهللا‬ ‫‪ -‬أوالدعبدهللا مصطفى‬
‫‪ -‬بن ساري بشري‬
‫جلنة املناقشة‪:‬‬
‫الصنف‬ ‫اجلامعة‬ ‫الدرجة العلمية‬ ‫إسم و لقب األستاذ(ة)‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة غرداية‬ ‫أستاذ حماضر أ‬ ‫د‪.‬مصطفى عبدالنيب‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة غرداية‬ ‫أستاذ حماضر ب‬ ‫د‪.‬عبدهللا زرابين‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة غرداية‬ ‫أستاذ حماضر ب‬ ‫د‪.‬يوسف ابابومساعيل‬

‫السنة اجلامعية‪:‬‬
‫‪ 2018‬م – ‪ 2019‬م‬
‫ب ـ ـ ــسم هللا‬
‫ال ــرح ـمــن‬
‫ال ــرح ـ ـي ــم‬
‫ش ـ ـكـ ــر و تـ ـق ــديــر‬

‫احلمد هلل الذي مل يستفتح أبفضل من امسه كالم و مل يستنتج أبحسن من صنعه مرام‪،‬‬

‫احلمد هلل الذي جعل احلمد مستحق حىت ال انقطاع‪ ،‬و موجب الشكر ألقصى ما يستطاع‪.‬‬

‫وصلى هللا على حممد خري من افتتحت بذكره الدعوات و استجمت ابلصالة عليه طلبات صلى هللا‬

‫على حممد الناطق ابحلق‪ ،‬الداعي اىل الصدق‪ ،‬و القائل وقوله احلق " من ال يشكر الناس ال يشكر‬

‫هللا" جزيل الشكر ملن دلنا و ارشدان و مل يبخل االستاذ املشرف " زرابين عبدهللا "‬

‫كما اتقدم ابلشكر األساتذة الكرام اعضاء اللجنة الذي تشرفت لقبوهلم مناقشة هدا العمل‬

‫و اىل كل من قدم لنا يد العون طيلة سنوات الدراسة و لو بشق الكلمة‪ ،‬جاز هللا مجيع خريا‪.‬‬
‫إهــــــــــــــــــــــــــــــداء‬

‫إىل من جعل هللا إلنة حتت أقدإهما‬

‫إىل معىن إحلياة و منبع إحلنان‬

‫إىل رمز إلضحية و إلعطاء‬

‫إىل إليت أانرت أاييم و قادتين إىل طريق إلنجاح‬

‫إىل من اكن دعاهئا رس جنايح‬

‫" أمـــــــي إلـــغالـيـة"‬

‫إىل من أمحل أمسه بلك إفتخار‪ ،‬إذلي أفىن حياته لجيل لكون ما أان عليه إليوم " أبــــي إلـــعــزيـز " تقدير و خفر إليه‬

‫حفظمك هللا و أطال يف معرك‬

‫لخوإين و أخوإيت وأزوإهجم وأوالدمه وال إنىس زوجيت إلكرمية وأوالدي‬

‫إىل لك أحبايب و أقاريب إذلين نس هيم قلمي‬

‫فامحلد هلل إذلي وفقين المتام عذإ إلعمل و أان برصي بصرييت و أنعم عليا ابلصحة و إلهد‬

‫بن ساري بشير‬


‫إهــــــــــــــــــــــــــــــداء‬
‫إلـــــــــحــــــــــمد هلل وإهـــــــــب إلــــنـــــــعـــــم‬

‫و بنعمة إالسالم مجي ٌعها تمت مجيٌع إلنعم‪،‬‬

‫و إلصالة و إلسالم عل من أويت جوإمع إلالكم‪،‬‬

‫و شفي ٌع ورإفع للهمم ي ٌوم تتفاضل و تتجاىف إلمم‪.‬‬

‫بعد توفيقٌ من هللا تعاىل عل إمتام هذإ إلعمل ال ٌيسعين يف هذإ إملقام‪ ،‬إال أن أهيب توإضعا و إحرتإما‬

‫إىل من ربياٌين صغريٌإ وفتحا يل أبوإب إلعمل وإملعرفة و وإدلي إلعز ٌيزين أطال هللا يف معرهام وإىل أخوإين‬

‫وأخوإيت وزوجيت وأوالدي ‪.‬‬

‫و إىل لك أفرإد إلعائةل إلكرمي ٌة‪.‬‬

‫و إىل لك من أمن ابهلل راب وابالسالم دينٌا ومبحمد صل هللا علي ٌه وسمل نبياٌ ورسوال‪.‬‬

‫أوالد عبد هللا مصطفى‬


‫قـ ـ ـ ــائ ـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ـ ــة الــمخت ـ ــصرات‬
‫القانون املدين اجلزائري‬ ‫قمج‬

‫قانون العقوابت اجلزائري‬ ‫قعج‬

‫قانون االجراءات املدنية واالدارية اجلزائرية‬ ‫قأمأج‬

‫قانون التسجيل اجلزائري‬ ‫قتج‬

‫من الصفحة اىل الصفحة‬ ‫صص‬

‫الصفحة‬ ‫ص‬

‫الطبعة‬ ‫ط‬

‫املادة‬ ‫م‬

‫القانون‬ ‫ق‬

‫اجلزء‬ ‫ج‬

‫بدون سنة النشر‬ ‫بسن‬

‫بدون دار النشر‬ ‫بدن‬

‫بدون بلد النشر‬ ‫ببن‬


‫مـ ـ ـ ـلـ ـ ـخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــص‬

‫خ ــالن تناولن ــا ملوض ــوع النظ ــام الق ــانوين لعق ــد االمتي ــاز ال ـوارد عل ــى األم ــالا الوطني ــة ا اص ــة يف‬
‫التشريع اجلزائري حيث تضمن فصلني‬

‫الفصل األون تطرقنا إىل ماهية عقد االمتياز بشكل عام من التعريف الفقهي و القضائي و القانوين‬

‫و من خالصـة التعريفـات املسـتنتجة أن عقـد االمتيـاز هـو عقـد إداري بـني طـرفني الطـرف األون يتم ـل‬
‫يف الدولة مانح االمتياز و الطرف ال اين صاحب االمتياز قد يكون شخصا طبيعي أو معنوي و يكون‬
‫حمــل العقــد عــن ملكيــة خاصــة للدولــة و يكــون موضــوعه اســت الن األمــالا التابعــة للدولــة مقابــل رســوم‬
‫متفق عليها بني الطرفني ‪ .‬و بعدها تناولنا خصائص و أركان عقد االمتياز إبعتباره من العقود اإلداريـة‬
‫اليت تنتج إلتزامات متبادلة بني الطرفني ‪.‬‬

‫أم ــا يف الفص ــل ال ــاين تطرقن ــا إىل نط ــاق تطبي ــق و اس ــتخدام عق ــد االمتي ــاز يف تس ــري األم ــالا الوطني ــة‬
‫ا اص ــة للدول ــة و ط ــرق تس ــوية النزاع ــات الناش ــثة عن ــه حي ــث أن هن ــاا قط ــاعني مهم ــني يف االقتص ــاد‬
‫الوطين األون القطاع الفالحـي و هـو يعتـط قطـاع منـتج اـر مباشـرة املـواطن و ال ـاين قطـاع خـدماو و‬
‫هو قطاع النقل و ابلتحديد النقل اجلوي ‪.‬‬
Summary

In dealing with the subject of the legal system of the


concession contract contained in private national property in
Algerian legislation, which included two chapters

The first chapter dealt with the concept of the concession contract in
general from the jurisprudential, judicial and legal definition

From the conclusion of the definitions, the concession contract is an


administrative contract between two parties. The first party is the
state of the concessionaire and the second party the concessionaire
may be a natural or legal person. between two sides . We then dealt
with the characteristics and pillars of the concession contract as an
administrative contract that produces mutual obligations between
the two parties.

In the second chapter, we dealt with the scope of application and use
of the concession contract in the conduct of private national property
of the state and ways of settling disputes arising from it. Transport
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقـ ـ ـ ـ ـ ــدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمـ ـق ـ ــدم ـ ـ ـ ــة‬

‫أ‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقـ ـ ـ ـ ـ ــدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫تتطلب سياسة تطوير و تشجيع االست مار يف اجلزائر أن تكون للدولة تنظيم متكامل ينظم االست مار من جهة‬
‫و من جهة أخرى تنظيم است الن العقار الذي يتحكم إىل حد بعيد يف حتقيق و جتسيد هذه السياسة ‪ ،‬و يعد‬
‫عقد االمتياز إحدى اآلليات القانونية اليت اعتمدهتا الدولة الست الن أمالكها العقارية ا اصة يف إطار حتقيق‬
‫مشاريع است مارية و إجناح هذه السياسة من خالن األمر ‪ 04/08‬املؤرخ يف ‪ 2008/09/01‬الذي حيدد‬
‫شروط و كيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالا ا اصة للدولة و املوجهة إلجناز مشاريع است مارية و‬
‫‪1‬‬
‫كذا املرسوم التنفيذي املصاحب له ‪152/09‬‬

‫و انطالقا من اإلسرتاتيجية اليت تبنتها معظم الدون النامية يف الستينات و املتم لة يف االعتماد ابلدرجة األوىل‪،‬‬
‫على القطاع العام يف العملية التنموية‪ ،‬شهد عقد السبعينات زايدة يف عدد شركات هذا القطاع يف كل اجملاالت‬
‫االقتصادية و أكدت ا لتجارب أن كفاءاهتا غري مرضية و شكلت عبثا على ميزانية الدولة و تسببت يف إعاقة‬
‫عملية التنمية االقتصادية بدال من تطويرها ‪ .‬وبسبب الض وط اليت تعرضت هلا اقتصادايت الدون النامية يف عقد‬
‫ال مانينات والناجتة عن أزمة الديون و اختالن املستوى االقتصادي هلا‪ ،‬فاضطرت هذه الدون إىل تطبيق برامج‬
‫تصحيح هياكل أدى إىل ت يري السياسات االقتصادية املتبعة و برزت فكرة ا صخصة يف هذه الدون واليت تعين‬
‫أساسا حتويل األصون من القطاع العام إىل القطاع ا اص الذي تتجه معظم الدون يف الوقت احلاضر إىل إشراكه‬
‫يف مرافقها العمومية من خالن العقود اإلدارية و ابألخص عقد االمتياز الذي وفقا آلليته اجلديدة أصبح أجنح‬
‫وسيلة من وسائل الرأمسالية يف إنشاء وإدارة و است الن املرافق العمومية‪.2‬‬

‫ويعتط عقد االمتياز وليد االيديولوجية الليطالية يف تسيري املرفق العام ‪،‬اال انه استعمل يف اجلزائر منذ االستقالن اىل‬
‫يوم نا هذا ‪،‬لكن بنسب متفاوتة بني خمتلف املراحل اليت مر هبا النظام القانوين اجلزائري والذي أتثر مبختلف‬
‫االنظمة اليت مرت هبا اجلزائر ‪ ،‬أستعمل حق االمتياز بعد االستقالن مباشرة مع التأميم ‪ ،‬أستعمل إلقامة عالقة‬
‫قانونية بني الدولة واملؤسسات العامة اليت احدثت لتسيري النشاطات او القطاعات املؤممة واستعمان كذلك لتأطري‬
‫العالقات بني الدولة واجلماعات احمللية (البلدية) كما هو احلان يف امتياز قاعات السينما و هذا ما يتضح من‬
‫خالن نصوص املرسوم رقم ‪ 53_67‬و االمالا ذات الطابع السياحي وبعض املنشآت الرايضية و هذا ما يتضح‬
‫من خالن احكام املرسوم ‪ .16_68‬مث تقهقر هذا االسلوب وختلت عنه الدولة ابلرغم من استعماله يف بعض‬

‫‪ - 1‬كراة فردي ‪ :‬الظام القانوين لعقد االمتياز يف إطار االست مار ‪ ،‬جملة العلوم االنسانية ‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 2016 ،‬ص‪. 109‬‬
‫‪ -2‬عيشة خلدون ‪ :‬دور التطورات االقتصادية احلدي ة يف تنظيم اجلانب التعاقدي يف عقد االمتياز وااثر ذلك يف طبيعة وبنية عقد االمتياز ‪ ،‬جملة العلوم‬
‫االنسانية (كانون ال اين ‪ ، ) 2010‬ص‪. 60 -39‬‬

‫ج‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقـ ـ ـ ـ ـ ــدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫احلاالت وتكريسه صراحة يف قانون البلدية سنة ‪ 1967‬والسيما املادة ‪ 220‬منه‪ ،‬وقانون الوالية لسنة ‪ 1969‬و‬
‫السيما املادة ‪ 136‬منه ‪.‬‬

‫و قد عاد املشرع اجلزائري ليكرس نظام االمتياز و لكن هذه املرة بنهج جديد كوسيلة ليطالية لتسيري املرفق العام و‬
‫كرس من خالن قانون املياه لسنة ‪ ( 1983‬القانون ‪ )17-83‬اليت عرفت االمتياز و كرسته كتوجه جديد و كذا‬
‫املرسوم رقم ‪ . 260-85‬و بعد ‪ 1989‬و ت يري النهج من االشرتاكية إىل الليطالية الذي كرسه عدة نصوص‪،‬‬
‫أصبح عق د االمتياز أيخذ مكانة مرموقة يف القانون‪ ،‬و هذا ماجنده من خالن املرسوم ‪ 308/96‬املتعلق مبنح‬
‫امتياز الطرق السريعة‪ ،‬كما أصبح عقد االمتياز يف هذه املرحلة أك ر انفتاحا على ا واص عكر املرحلة األوىل‬
‫حيث أستعمل عقد االمتياز إلقامة عالقة قانونية بني الدولة و املؤسسات العمومية‪ ،‬و ذلك نتيجة االنفتاح‬
‫االقتصادي الذي عرفته اجلزائر أنذا‪ ،‬مما اضطرها للجوء اىل م ل هذه اآللية لتسيري املرفق و إشباع رغبات املنتفعني‬
‫املتزايدة و حتسني ا دمة فلذلك نقون ان استعمان لعقد االمتياز يكون دائما مالزما للعجز الذي تعرفه الدولة يف‬
‫تسيري ب عض املرافق م ل مرفق النقل و تسيري املياه و ما اىل ذلك‪ ،‬و هذا خاصة بعد خوصصة تسيري ب ض‬
‫القطاعات اليت كانت من احتكار الدولة ’ و هذا ما يتضح حاليا من خمتلف النصوص اليت ظهرت خالن هذه‬
‫املرحلة ال سيما األمر ‪ 13-96‬املتضمن قانون املياه املعدن للقانون ‪ 17-83‬و الذي مكن ا واص االستفادة‬
‫من امتيازات‪ ،‬و هبذا بدأ اجملان يتسع تدرجييا‪ ،‬دون ان تتخلى الدولة عن الطريق الكالسيكية لتسيري املرفق‬
‫العمومي مباشرة أو عن طريق مؤسسة عمومة لتأو بعد ذلك نصوص قانونية مشاهبة هلذا األمر وسعت من نطاق‬
‫استعمان عقد االمتياز و فتح اجملان أمام ا واص يف كل القطاعات احلساسة و االسرتاتيجية ‪.‬‬

‫إن ما اكن أن نستخلصه من خالن ماسبق أن عقد االمتياز هو عقد إداري تطمه اإلدارة مع احد األشخاص‬
‫سواء من أشخاص القانون العام أو ا اص من أجل تسيري مرفق عمومي‪ ،‬حتت مسؤولية امللتزم‪ ،‬ملدة زمنية حمددة‬
‫أجر يتقاضاه من املستفيد من املرفق على شكل رسوم ’ كما اكن أن نقون أن مفهوم عقد االمتياز قد تطور و‬
‫ت ري يف اجلزائر نتيجة التوجهات السياسية و االقتصادية اليت عرفتها اجلزائر منذ االستقالن اىل يومنا هذا‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أمهية املـ ــوض ـ ـ ــوع‬

‫يعتط موضوع عقد اإلمتياز من املوض وعات ال رية و احليوية ابلنسبة للدراسات و األحباث اليت يتناوهلا و‬
‫يتطرق هلا الباحث يف املوضوع و تكمن األمهية أنه موضوع متعلق مباشرة ابحلياة العملية يف اإلقتصاد الوطين ضمن‬
‫سياسة حتون الدولة من مسري و مالك لعدة قطاعات إىل شريك مع القطاع ا اص يف تسيري األمالا ا اصة و‬

‫ح‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقـ ـ ـ ـ ـ ــدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫العامة للدولة و عليه ينعكر إجيااب على الدولة يف تعدد و تنوع مصادر الدخل ‪ .‬و عليه إعتمدت اجلزائر على‬
‫فكرة عقد اإلمتياز يف تسيري عدة مرافق للدولة و ألجل هدا كانت هناا منظومة قانونية و تشريعات صادرة‬
‫تتضمن وضع آليات لتسيري عقد اإلمتياز ‪.‬‬

‫ومن خالن تن اولنا للموضوع كانت هناا إجيابيات للقوانني املنظمة إنعكست على سري املرفق العام بعد حترره من‬
‫هيمنة الدول ـ ــة‪.‬‬

‫ث ـ ــانـ ـي ــا‪ :‬دوافع اختيار املوضوع‬

‫ت ـ ــعود أسباب اختياران لــهذا الــموضــوع الــى دواف ــع مـ ـ ــوضوع ـيـة وأخـ ـ ـ ــرى ش ـخ ـصـ ـيــة تـ ـ ـتـ ـمـ ـ ــل ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ـ ــما ي ــلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الدوافع املوضوعية‬

‫يف األمهية البال ة لعقد االمتياز كطريقة بديلة للتسيري ‪ ،‬خاصة مع األزمات االقتصادية اليت تعرفها البالد و اهنيار‬
‫سعر البرتون ‪ ،‬مما يستدعي التعاون بني القطاع العام وا اص وحترير نشاطات القطاع العام يف ظل التزايد املستمر‬
‫للمرافق العمومية وعدم استطاعة الدولة السيطرة عليها‬

‫اثنيا ‪ :‬الدوافع الشخصية‬

‫إختياران هلذا املوضوع ‪ ،‬مليون الرغبة النفسية للبحث يف هذا املوضوع وتوسيع املعارف العلمية يف هذا اجملان ‪.‬‬

‫ثـ ــال ـث ـ ــا ‪ :‬أه ـ ـ ـ ــداف الدراسة‬

‫وكما قان الباحث دمة فارس ‪ ،‬ا ن عقد االمتياز ابلنسبة لإلدارة املاحنة هدفه هو ختفيف العبء على الدولة‪ ،‬ولكن‬
‫بضمان ا دمة العمومية على أحسن وجه ولضمان هذه ا دمة العمومية ابلطريقة احلسنة البد من اختيار األم ل‬
‫صاحب االمتياز‪ ،‬ويف اجلزائر قبل املرسوم الرائسي ‪ 247-15‬مل يكن هناا ضوابط الختبار صاحب االمتياز‬
‫ابلنسبة للمرفق العام‪ ،‬ولكن بعد املرسوم الرائسي ‪ 247-15‬ألزمت اإلدارة ابحرتام مبدأ الشفافية واملساواة يف‬
‫اختيار صاحب االمتياز وما ينتج عن هاذين املبدئني هو دخون أك ر من منافر واختيار اإلدارة األفضل فيهم ‪،‬‬
‫والوقوف على خمتلف األحكام اليت تنظم عقد االمتياز يف اجلزائر و الوصون إىل مدى فعالية تلك األحكام‬
‫والنصوص املنظمة ‪ ،‬لعقود االمتياز ‪ ،‬واعطاء نظرة وتصور حون االمتياز يف اجلزائر ‪.‬‬

‫خ‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقـ ـ ـ ـ ـ ــدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫راب ـ ـع ــا ‪ :‬الدراسات السابقة‬

‫ابلنسبة للدراسة السابقة اليت تناولت موضوع عقد االمتياز نذكر منها‪:‬‬

‫ـ حبث للدكتور عمار بوضياف بعنوان عقد االمتياز ودوره يف تطوير العالقة بني االدارة احمللية والقطاع ا اص ‪،‬‬
‫والدي عاجل فيه مدى مسامهة عقد االمتياز يف تطوير عالقة الشراكة بني االدارة احمللية والقطاع ا اص ‪.1‬‬

‫ـ نضيف اليها الدراسة اليت قامت هبا الباح ة بن مبارا راضية حتت عنوان التعليق على التعليمة‪، 842/03.94‬‬
‫املتعلقة ابمتياز واتجري املرافق العمومية‪. 2‬‬

‫خامسا ‪ :‬اشكالية الدراسة‬

‫ما مدى فعالية تشريعات و آليات عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية اخلاصة يف اجلزائر‬
‫مبا حيقق املصلحة العامة و حتقيق إضافة لتطور و منو اإلقتصاد الوطين ؟‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬صعوابت الدراسة‬

‫كما أشري أنه واجهتنا بعض الصعوابت من خالن معاجلتنا هلذا املوضوع حيث أنه عكر بعض املواضيع‬

‫و األحباث على أنه موضوع ثري و واسع و الصعوبة تكمن يف ما نتناوله يف املوضوع و ما نرتكه لك رة العناصر و‬
‫النقاط اليت يتناوهلا البحث فهدا املوضوع حيتاج لدراسات عليا و حبث أكاداي معمق حىت يتم اإلملام جبميع‬
‫املعلومات ‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬منهج الدراسة‬

‫ضمن دراستنا للموضوع إعتمدان على املنهج االستنباطي لعناصر البحث و دراسة تطبيقاته يف عدة قطاعات‬
‫حيوية إقتصادية إبعتمادان على املنهج االستنباطي وصلنا إىل نتائج تعكر أمهية عقد االمتياز يف تسيري املرفق العام‬
‫يف إطار الشراكة بني القطاع العام و القطاع ا اص ‪.‬‬

‫‪ - 1‬نصرية بوزيدي و وزيت حممد ‪ :‬شهادة املاسرت يف القانون العام ‪ ،‬عقد االمتياز اإلداري ‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة قاملة ‪ 8 ،‬ماي‬
‫‪. 1945‬‬
‫‪ -2‬خمتارية حاجي ‪ :‬عقد االمتياز يف القانون اإلداري اجلزائري ‪ ،‬جامعة الطاهري موالي سعيد ‪.‬‬

‫د‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقـ ـ ـ ـ ـ ــدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫اثمنا ‪ :‬تقسيم الدراسة‬

‫مت تقسيم املوضوع الــى فصـلـيـن ‪ ،‬تناولنا يف الفصل األون ماهية عقد االمتياز والطبيعة القانونية يف التشريع اجلزائري‬
‫وتطرق ال ـمـبـح ــث األون اىل مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفهوم ع ـ ـ ـ ـ ــقد االم ـ ـ ـ ــتياز واب ـ ـ ـراز تـ ـ ــعري ـ ـ ـ ـ ـفـ ـ ــه وخـ ـ ـ ــصائـ ـ ــصه وأركـ ـ ـ ـ ــان ـ ــه وتطرق‬
‫ال ـمـبحـث ال ـ ـ اين اىل الطبيعة القانونية وآليات تكوين عقد االمتياز ومتييزه عن العقود املشاهبة له وابـ ـ ـ ـ ـراز الطبيعة‬
‫القانونية و مفهوم وادارة األمالا الوطنية ا اصة ‪.‬‬

‫أما الفصل ال اين تناون نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالا الوطنية ا اصة وتسوية النزاعات‬
‫الناشثة عنه حيث خصص الـ ــمبحـث األون اىل منادج واستعمان منح حق االمتياز يف تسيري األمالا الوطنية‬
‫ا اصة للدولة أما ال ــمبح ــث الـ ـ اين فخصص للمنازعات املتعلقة بعقد االمتياز يف نطاق است الن األمالا الوطنية‬
‫ا اصة للدولة وأنـهي الـمبحـث بـخاتــمة عامة تضمنت نتائج الدراسة وبعض االقرتاحات هبدف تطوير جمان النظام‬
‫القانوين لعقد االمتياز ‪.‬‬

‫ذ‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتيار‬
‫و طبيعته القانونية يف التشريع‬
‫اجلزائري‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم عقد االمتياز‬


‫يف إط ـ ـ ـار دراستنا لعـقـ ـد اإلم ـت ـي ـ ـاز بشكـ ـل ع ـ ـ ـام و من أج ـ ـ ـل التع ـمـ ـق و إبـ ـ ـراز املف ـ ـاهيم ال ـقـ ـان ـ ـون ـيـ ـة اليت‬
‫يستند عليها ‪ ،‬نتطرق أوال إلـ ـى التعـ ـري ـ ـف بعقـ ـد االمتياز كـ ـع ـقـ ـد إداري حيث يعتط الصورة األك ر شيوعا يف‬
‫تفويض املرفق العام يف اجلزائر و هلدا أخضعه املشرع للقواع ـ ـد العامة إلبرام العقود مبوجب القانون و عليه نتطرق‬
‫للموضوع إنطالقا من التعريف بعقد اإلمتياز و الطبيعة القانونية كمايلي ‪. :‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف عقد االمتياز‬

‫الفرع األول ‪ :‬التعريف الفقهي لعقد االمتياز‬


‫هناا عدة تعاريف فقهية تناولت عقد االمتياز ندكر منها ‪:‬‬

‫" هو عقد إداري يتوىل امللتزم فردا أو شركة مبقتضاه وعلى مسؤوليته إدارة مرفق إقتصادي و است الله مقابل‬
‫رسوم يتقاضاها من املنتفعني‪ ،‬مع خضوعه للقواعد األساسية الضابطة لسري املرفق العام ‪."1‬‬

‫و تطرق أيضا لتعريف هدا العقد الدكتور عمار بوضياف‪ :‬أبنه اتفاق جيمع بني اإلدارة املعنية وامللتزم يتعهد‬
‫مبقتضاه هدا األخري فردا كان أو شركة إبدارة مرفق إقتصادي و است الله مقابل رسوم يتقاضاها من املنتفعني‪.2‬‬

‫من خالن هدين التعريفني جند أهنما حصر عقد االمتياز على املرافق االقتصادية فقط دون املرافق اإلدارية كما‬
‫أهنما مل يشري إىل مدة االمتياز اليت تعتط من العناصر املهمة يف عقد االمتياز‪ ،‬كدلك االمتياز حسب هذين‬
‫التعريفني انح لألشخاص ا اصة من األفراد والشركات دون األشخاص العامة‪.‬‬

‫و يعرف األستاذ أمحد حميو االمتياز "هو أسلوب تسري‪ ،‬يتوىل من خالله شخص (شخص خاص بصورة عامة)‬
‫يسمى صاحب االمتياز‪ ،‬أعباء مرفق خالن فرتة من الزمن فيتحمل النفقات‪ ،‬و يتسلم الدخل الوارد من املنتفعني‬
‫ابملرافق‪."3‬‬

‫هذا التعريف يهمل الطابع التعاقدي لالمتياز‪ ،‬وال يركز على طبيعة مهام مسري املرفق (االست الن‪ ،‬البناء‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫التجهيز‪.)...‬‬

‫‪ - 1‬سليمان حممد الطماوي ‪ :‬األساس العامة للعقود اإلدايرية‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬سنة ‪ ،1999‬مصر‪،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ - 2‬عمار بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬احملمدية – اجلزائر‪ ،‬ص ‪.102 -101‬‬
‫‪ - 3‬أمحد حميو ‪( :‬ترمجة حممد صاصيال )‪ ،‬حماضرات يف املؤسسات اإلدارية‪ ،‬الطبعة ال ال ة‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،1985 ،‬ص ‪.440‬‬
‫‪ - 4‬اندية ضريفي‪ :‬تسيري املرفق العام و التحوالت اجلديدة ‪ ،‬دار بلقير ‪ ،‬اجلزائر ‪2010 ،‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫أما الدكتور انصر لباد فقد عرفه ‪:‬عقد أو اتفاق‪ ،‬تكلف اإلدارة املاحنة سواء كانت الدولة أو الوالية أو البلدية‬
‫مبوجبه شخصا طبيعيا (فرد) أو شخصا معنواي من القانون العمومي (بلدية م ال) أو من القانون ا اص يسمى‬
‫صاحب االمتياز بتسيري واست الن مرفق عمومي ملدة حمددة‪ ،‬ويقوم صاحب االمتياز إبدارة هذا املرفق مستخدما‬
‫عماله و أمواله و متحمال املسؤولية النامجة عن ذلك و يف مقابل القيام هبده ا دمة أي تسيري املرفق العمومي‬
‫يتقاضى صاحب االمتياز مقابل مبلغ مايل حيدد يف العقد يدفعه املنتفعني خبدمات املرفق‪ ،‬أما من خالن هدا‬
‫‪1‬‬
‫التعريف فنجد أنه قد تضمن كافة عناصر عقد االمتياز اليت اكن توفرها فيه‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬التعريف القضائي لعقد االمتياز‬


‫" تطرق قرار جملر الدولة اجلزائري الصادر يف ‪ 09‬مارس ‪ 2004‬قضية رقم ‪ 11950‬فهرس رقم‬
‫‪ 11952‬اىل ان عقد االمتياز التابع ألمالا الدولة هو عقد اداري متنح مبوجبه السلطة االمتياز للمست ل‬
‫ابست الن املؤقت للعقار التابع لألمالا الوطنية بشكل است نائي و هبدف حمدود و متواصل مقابل دفع ااتوة‪ ،‬لكنه‬
‫مؤقت قابل للرجوع فيه‪" .2‬‬
‫من هدا التعريف يتضح لنا أن جملر الدولة إعرتف صراحة ابلطابع االداري العام لعقد االمتياز‪ ،‬ملا خيوله من‬
‫سلطات إست نائية جلهة اإلدارة متارسها اجتاه الطرف املتعهد ‪ ،‬ورغم أن عقد االمتياز يعتط عقدا يتجلى فيه مبدأ‬
‫سلطان االدارة‪ ،‬كأي عقد ولو يف جوانب جزئية و حمددة‪ ،‬إال أنه مع دلك يتضمن جوانب عامة و حيتوي على‬
‫سلطات إدارية معرتف هبا جلهة االدارة متارسها اجتاه املتعهد مبا جتعله أك ر اقرتااب من عقود القانون العام ‪.3‬‬

‫إن هدا التعريف صدر يف الفرتة الليبريالية‪ ،‬و هو من عقود امتياز املرفق العام الكالسيكية يف القانون االداري ‪،‬‬

‫و ختتلف عن طبيعة عقود االمتياز املنصوص عليها يف القانون ‪ 03/10‬الذي مل حيدد طبيعة العقد‪.4‬‬

‫كما تطرق حمكمة القضاء االداري املصرية لتعريف عقد االمتياز االداري يف حكمها الصادر يف ‪ 25‬مارس‬
‫‪ 1956‬كما يلي‪" :‬لير اال عقدا اداراي‪ ،‬يتعهد احد األفراد أو الشركات مبقتضاه ابلقيام على نفقته و حتت‬
‫مسؤوليته املالية بتكليف من الدولة او احدى وحداهتا االدارية و طبقا للشروط اليت توضع هلا أبداء خدمة عامة‬

‫‪ -1‬لباد انصر ‪:‬الوجيز يف القانون االداري ‪ ،‬دار اجملد ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪2010 ،‬‬
‫‪ -2‬جمل جملر الدولة ال رفة العقارية‪ ،‬قرار رقم ‪ 1/950‬مؤرخ يف ‪ ،2004/03/09‬العدد ‪ ، 5/1004‬ص ‪.57‬‬
‫‪ - 3‬عمار بوضياف‪ :‬الصفقات العمومية‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ - 4‬رسالة عقود إمتياز لإلس تمار الفالحي يف التشريع اجلزائري ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫للجمهور‪ ،‬وبدلك مقابل التصريح له ابست الن املشروع ملدة حمددة من الزمن واستالءه على االرابح‪ .‬فااللتزام عقد‬
‫اداري ذو طبيعة خاصة و موضوعه ادارة مرفق عام‪ ،‬وال يكون اال ملدة حمدودة و يتحمل نفقات املشروع و‬
‫اخطاره املالية و يتقاضى عوضا يف شكل رسوم حيصلها من املنتفعني‪."1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التعريف القانوين لعقد االمتياز‬

‫عرف عقد االمتياز يف عدة نصوص قانونية وتنظيمية و ندكر أمهها ‪:‬‬

‫‪ -‬يف قانون املياه لسنة ‪ 1983‬عرفت املادة ‪ 21‬منه " يقصد ابالمتياز يف مفهوم هذا القانون عقد من عقود‬
‫القانون العام تكلف مبوجبه االدارة شخصا اعتباراي قصد ضمان اداء ا دمات للصاحل العام‪ ،‬و على هذا‬
‫األساس ال اكن أن انح االمتياز إال لصاحل اهليثات و املؤسسات العمومية واجملموعات احمللية واألشخاص‬
‫االعتباريني ا اضعني للقانون ا اص ‪.2‬‬
‫‪ -‬عقد إداري يطم بني اإلدارة وشخص طبيعي أو اعتباري خاضعا كان للقانون العام أو ا اص قصد استعمان‬
‫امللكية للمياه‪.3‬‬
‫‪ -‬أما قانون املياه لسنة ‪ 2005‬املادة ‪ 101‬منه تطرقت ملنح امتياز ا دمات العمومية للمياه دون تعريف عقد‬
‫االمتياز‪ ،‬و لكن ابلرجوع للمادة ‪ 76‬من نفر القانون و املتضمنة النظام القانوين المتياز واستعمان املوارد‬
‫املائية جندها عرفت عقد االمتياز كما يلي ‪ " :‬يسلم امتياز استعمان املوارد املائية التابعة لألمالا العمومية‬
‫الطبيعية للمياه‪ ،‬الذي يعتط عقدا من عقود القانون العام لكل شخص طبيعي أو معنوي خاضع للقانون العام‬
‫أو القانون ا اص ‪."4...‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 14/08‬املعدن و املتمم للقانون رقم ‪ 30/90‬املتضمن قانون األمالا الوطنية‪ :‬املادة ‪ 64‬مكرر‬
‫منه عرفت عقد االمتياز يف الفقرة األوىل كما يلي‪ " :‬يشكل منح االمتياز استعمان األمالا الوطنية العمومية‬
‫املنصوص عليه يف هذا القانون و األحكام التشريعية املعمون هبا‪ ،‬العقد الذي تقوم مبوجبه اجلماعة العمومية‬
‫صاحبة امللك املسماة السلطة صاحبة حق االمتياز مبنح شخص معنوي أو طبيعي يسمى صاحب االمتياز‬
‫حق است الن ملحق امللك العمومي الطبيعي أو متويل أوبناء أو است الن منشأة عمومية لعرض خدمة عمومية‬

‫‪ - 1‬اكلي نعيمة‪ :‬النظام القانوين لعقد اإلمتياز اإلداري يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة من أجل احلصون على شهادة املاجستري يف القانون فرع قانون العقود‪ ،‬السنة‬
‫اجلامعية ‪ ، 2013‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو‪.‬‬
‫‪ - 2‬عدن األمر رقم ‪ 13 / 96 :‬املؤرخ يف ‪ 15‬يونيو سنة ‪. 1996‬‬
‫‪ - 3‬القانون رقم ‪ 17/83‬املؤرخ يف ‪ 16‬يوليو سنة ‪ 1983‬املتضمن قانون املياه‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬سنة ‪.1983‬‬
‫‪ - 4‬القانون رقم ‪ 12/05‬املؤرخ يف‪ 04‬يوليو سنة ‪ 2005‬املتضمن قانون املياه‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،60‬سنة ‪ ،2005‬ص‪.12‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫ملدة معنية‪ ،‬تعود عند هنايتها املنشأة أو التجهيز حمل منح االمتياز إىل السلطة صاحبة حق االمتياز كما تضيف‬
‫الفقرة الرابعة من نفر املادة ‪ 64‬مكرر "يف حالة است الن منشأة عمومية ل رض خدمة عمومية حيصل‬
‫صاحب االمتياز من اجل ت طية االست مار و التسيري و كسب أجرته على أاتوى يدفعها مستعملو املنشأة وفق‬
‫تعريفات‪ ،‬أو أسعار قصوى جيب أن تبني يف ملحق دفرت الشروط منح االمتياز‪."1‬‬
‫‪ -‬أما املرسوم رقم ‪ 121-07‬مبوجب دفرت الشروط ابلرتاضي فقد عرف عقد االمتياز "حق االمتياز هو عقد‬
‫الذي ختـ ـ ـون مـ ـن خ ـ ـالله الدولة ملدة معينة االنتفاع من قطعة أرضية متوفرة اتبعة ألمالكها ا اصة لفائدة‬
‫شخص طبيعي او معنوي من القانون ا اص قصد استخدامه يف مشروع است ماري‪."2‬‬
‫‪ -‬ام املرسوم التنفيذي ‪ 152-09‬الدي جاء لتعديل املرسوم ‪ 121-07‬مبوجب دفرت الشروط ان "منح االمتياز‬
‫هو االتفاق الدي ختون من خالله الدولة ملدة معينة االقتناع من ارضية متوفرة اتبعة ألمالكها ا اصة لفائدة‬
‫شخص طبيعي او معنوي خاضع للقانون ا اص قصد اجناز مشروع است ماري‪."3‬‬
‫‪ -‬و قد عرف املرسوم التنفيذي رقم ‪ 41/94‬املتضمن تعريف احلمامات املعدنية واستعماهلا و است الهلا من‬
‫خالن املادة ‪"23‬يعتط عقد امتياز مياه احلمامات املعدنية عقدا إداري ـ ــا انح مبقتضاه الوزير املكلف ابحلمامات‬
‫املعدنية بصفته السلطة املاحنة االمتياز الشخص املعنوي او الطبيعي عمومي او خاص‪ ،‬صاحب االمتياز حق‬
‫است الن هده املياه املعدنية ملدة مقابل اجر ‪."4‬‬
‫‪ -‬ولقد عرفته الفرتة ‪ 01‬من املادة ‪05‬من املرسوم التنفيذي ‪ 322 -94‬ابنه "االمتياز هو العقد الدي ختون‬
‫مبوجبه الدولة مدة معينة حق االقتناع بقطعة ارضية متوفرة اتبعة ألمالكها ا اصة شخصا طبيعيا او معنواي‬
‫خيضع للقانون ا اص مقيم او غري مقيم او مؤسسة عمومية اقتصاداي لتستعمل تلك االرض اساسا يف اقامة‬
‫مشروع است مار يف منطقة خاصة‪." 5‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 14/08‬املؤرخ يف ‪ 20‬جويلية سنة ‪ 2008‬املعدن و املتمم للقانون ‪ 30-90‬املؤرخ يف ‪ 01‬ديسمط ‪ 199‬يتضمن قانون األمالا‬
‫الوطنية‪ ،‬اجلريدة الرمسية ‪ ،‬العدد ‪ 44‬املؤرخة يف ‪ 03‬أوت ‪ ،2008‬ص ‪.19-10‬‬
‫‪ -2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 121-07‬املؤرخ يف ‪ 23‬افريل ‪ 2007‬مبوجب دفرت الشروط املطبقة على منح االمتياز‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 27‬املؤرخ يف‬
‫‪ 25‬افريل‪ ، 2007،‬ص‪ ،12‬امللحق االون‪.‬‬
‫‪ -3‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 452-09‬املؤرخ يف ‪02‬ماي سنة ‪ 2009‬حيدد شروط و كيفيات منح االمتياز على االراضي التابعة لألمالا ا اصة‬
‫للدولة املوجهة إلجناز املشاريع است مارية ‪،‬اجلريدة الرمسيةالعدد‪.27‬‬
‫‪ -4‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 41/94‬املؤرخ يف ‪ 29‬جانفي سنة ‪ 1994‬املتضمن تعريف مياه احلمامات املعدنية و تنظيم محياهتا و استعماهلا و‬
‫است الهلا‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 07‬ص ‪.08‬‬
‫‪ -5‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 322/94‬املؤرخ يف ‪ 17‬اكتوبر سنة ‪ 1994‬يتعلق مبنح امتياز اراضي االمالا الوطنية الواقعة يف املناطق خاصة يف اطار‬
‫ترقية االست مار‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ ،67‬ص ‪. 26-25‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫املطلب الثاين‪ :‬خصائص و أركان عقد االمتياز ومتييزه عن العقود املشاهبة‬

‫الفرع األول‪ :‬خصائص عقد االمتياز‬


‫يتميز عقد االمتياز جبملة من ا صائص و املميزات اليت نوجزها فيما يلي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عقد االمتياز عقد اداري‬


‫يعتط عقد االمتياز عمل اداري ينتج عنه التزامات متبادلة ابلنسبة للشخص العام مانح االمتياز من انحية و‬
‫ابلنسبة لصاحب االمتياز من انحية اخرى‪ ،‬فهدا االخري ملزم ببناء و است الن و تسيري املرفق العام طوان مدة‬
‫االمتياز والس لطة املاحنة ملزمة بتمكينه من تش يل هدا املرفق العام ومن احلصون على مقابل مايل يتحصل عليه من‬
‫املنتفعني‪ ،‬و هذا يعين ان امتياز املرفق العام هو عقد ملزم للطرفني‪ ،‬يتضمن التزامات متبادلة‪ ،‬و ال ينفي صفة‬
‫العقد عن االمتياز متتع السلطة املاحنة حبق تعديل البنود التنظيمية‪ ،‬الن وجود ارادتني والتزامات متبادلة بني الطرفني‬
‫يعين حتما وجود الصفة التعاقدية‪ ،‬و ما حق السلطة االدارية يف تعديل بعض بنود لعقد من طرف واحد اال احد‬
‫االمتيازات اليت متلكها‪ ،‬واليت هتدف ايل حتقيق املصلحة العامة‪ ،‬ودلك ضمن الضوابط و القيود اليت تفرض احملافظة‬
‫على التوازن املايل للعقد ‪.1‬‬

‫و لقد اعتط املشرع اجلزائري عقد االمتياز عقد اداري وهدا ما نصت عليه املادة ‪ 17‬من املرسوم التنفيذي‬
‫‪ : 152_09‬يكرس االمتياز املمنوح ‪ ...‬بعقد اداري تعهده ادارة امالا الدولة مرفقا بدفرت الشروط معد طبقا‬
‫للنماذج امللحقة هبذا املرسوم و حتدد بدقة برانمج االست مار وكدا بنود وشروط منح االمتياز جيب ان يتضمن عقد‬
‫االمتياز حتت طائلة البطالن منع التنازن او االجياز من الباطن لالمتياز قبل امتام املشروع‪. 2‬‬

‫اثنيا‪ :‬موضوع عقد االمتياز‬


‫كان االمتياز يف السابق يقتصر على املرافق العامة الصناعية والتجارية اال ان تطور املرافق العامة االدارية اليت‬
‫تدار من قبل االفراد ‪ ،‬اظهر امكانية وجود امتياز مرفق عام اداري وصدر يف فرنسا يف عام ‪ ، 1970‬قانون يتعلق‬
‫إبدارة املرافق العامة االستشفائية وفقا لعقود االمتياز وهلذا املرافق الطابع االداري ‪.‬‬

‫‪ - 1‬صابري منان ‪ :‬النظام القانوين لعقد االمتياز يف التشريع اجلزائري ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف احلقوق ختصص قانون اداري ‪ ،‬جامعة حممد خيضر‬
‫‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬سنة ‪. 2011‬‬
‫‪ - 2‬املرسوم التنفيذي ‪ ،152-09‬حيدد شروط و كيفيات ممنح االمتياز على األراضي التابعة لألمالا ا اصة للدولة و املوجهة إلجناز مشاريع‬
‫است مارية‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ ،27‬ص‪.6‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫لكن هناا الك ري من الفقهاء من يرى أن عقد االمتياز ال ينصب اال على مرفق عام صناعي او جتاري ويرجعون‬
‫ذلك بكون ان ‪:‬‬

‫‪ -‬القطاع ا اص يهدف اىل حتقيق الربح و هذا ما ال يتوفر يف املرافق العامة االدارية وابلتايل ال تستهويه‬
‫االست مار يف م ل هده املرافق‪.‬‬
‫‪ -‬االدارة ليست مهيأة بطبيعتها ملمارسة االنشطة التجارية والصناعية فالوسائل الفنية تنقصها ودلك بعكر‬
‫املشروعات اليت تستطيع ان متارسها بكل اقتدار‪ ،‬وعقد االمتياز كفيل‬

‫الفرع الثاين‪ :‬أركان عقد االمتياز‬


‫يقوم عقد اال متياز على جمموعة من األركان ت بت قيامه و تكوينه فبإعتباره رابطة قانونية تنشأ عن طريق‬
‫إجتاه إرادتني السلطة ماحنة االمتياز و امللتزم صاحب االمتياز و إتفاقهما حنو إحداث أثر قانوين من خالن تبادن‬
‫اإلجياب و القبون و الذي ينصب على تسيري و إدارة مرفق عام و يفرتض يف كل إلتزام أن له سبب مشروعا و يتم‬
‫كل ذلك مبوجب وثيقة رمسية تتضمن مجيع األحكام املتعلقة بتسيري املرفق و ضمان أداء خدمة و سنعرض ذلك‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الرضا‬
‫تناوله املشروع اجلزائري يف القانون املدين يف املواد ‪ 59‬و ما بعدها‪ ،‬و يقصد به إجتاه إرادتني و إتفاقهما‬
‫حنو إحداث أثر قانوين ‪ ،1‬حبيث ال اكن هناا عقد إال إذا تالقى إجياب و قبون من اإلدارة و املتعاقد معها‪،‬‬
‫فذلك جوهر الرابطة‪ ،‬ومبرور الزمن مل ينحصر العقد يف توافق اإلرادتني بل هو إتفاق يلتزم به املتعاقدان و هذا ما‬
‫نصت عليه املادة ‪ 54‬من القانون املدين اجلزائري على أنه العقد إتفاق يلتزم مبوجبه شخص أو عدة أشخاص‬
‫آخرون مبنح‪ ،‬أو فعل‪ ،‬أو عدم فعل شئ ما‪.2‬‬

‫و يشرتط لسالمة الرضا‪ ،‬أن يكون صادرا عن جهة إدارية خمتصة ابلتعاقد وضمن صالحياهتا املالية‪ ،‬و إذا إشرتط‬
‫القانون شكلية معينة لصور تلك اإلرادة فيجب أن تتوفر إبتداءا‪ ،‬كأن يكون التعبري عن اإلرادة صادرا عن جلنة‬
‫خمتصة ابلتعاقد‪ ،‬أو هناا إجراءات متهيدية إلبرام العقد‪ ،‬حىت و لو كانت تلك اإلجراءات بسيطة فيجب أن‬
‫تتبعها اإلدارة ألهنا يف احلقيقة هي اليت تبعث على إختاذ الطمأنينة فيما بعد على سالمة التعبري عن رضاها‪.‬‬

‫‪ - 1‬األمر رقم ‪ 75-58‬املؤرخ يف سبتمط ‪ ،1975‬املتضمن القانون املدين‪ ،‬املعدن و املتمم‪ ،‬املؤرخة يف ‪ 26‬سبتمط‪.‬‬
‫‪ - 2‬األمر رقم ‪ ،75-58‬نفر املرجع‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫و على غرار عقود القانون ا اص‪ ،‬فإن سالمة الرضا يف عقد االمتياز تستلزم ماتصح به عقود القانون ا اص‬
‫خلوها من عيوب الرضا املعروفة‪ ،‬وقد عاجل املشرع اجلزائري يف القانون املدين موضوع سالمة الرضا يف املواد من‬
‫‪ 81‬إىل ‪91‬‬

‫اثنيا‪ :‬احملل‬
‫يعرف احملل يف اإللتزام أبنه الشيء الذي يلتزم املدين ابلقيام به أو بعدم القيام به و يفهم من ذلك أن حمل‬
‫العقد هو موضوعه و الذي يف احلقيقة موضوع اإللتزام الناشئ عن العقد‪ ،‬ويف عقد االمتياز ينصب احملل يف إدارة‬
‫مرفق عام ويراعى فيه أن يكون مرفقا قابال للتفويض وأن يقتصر حمل العقد على إدارة وإست الن املرفق لنقل ملكيته‬
‫‪ ،1‬و م لما هو احلان يف العقود املدنية‪ ،‬فإن شروط الواجب توفرها يف حمل العقد هي ‪:‬‬

‫أن يكون ممكنا أو شيثا موجودا أو قابال للوجود ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫أن يكون معنيا تعيينا انفيا للجهالة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أن يكون مشروعا أو شيثا مما جيوز التعامل به‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫غري أنه إذا كان حمل االلتزام خمالفا للنظام العام‪ ،‬أو اآلداب العامة‪ ،‬كان العقد ابطال‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬السبب‬
‫و هو ال رض املباشر الذي يقصد امللتزم الوصون إليه من وراء إلتزامه‪.2‬‬

‫و هو بذلك يتميز عن حمل العقد حيث يقصد ابألخري اإلجابة على التساؤن مباذا تعاقد؟ ‪ ...‬أو مباذا التزام؟ بينما‬
‫السبب هو اإلجابة عن ملاذا تعاقد ‪ ...‬أو ملاذا إلتزم ؟ وهذا معناه أن السبب يعين الباعث أو الدافع إىل التعاقد‬
‫بعد أن كان يقصد به أن التزام كل طرف هو سبب التزام الطرف اآلخر‪.‬‬

‫و يف عقد االمتياز ف رض اإلدارة ماحنة االمتياز هو حتقيق املنفعة العامة و إشباع حاجات اجلمهور‪ ،‬يف حني أن‬
‫سبب التزام امللتزم هو حتقيق أقصى ربح ممكن ‪.3‬‬

‫‪ -1‬أكلي نعيمة‪ :‬النظام القانوين لعقد اإلمتياز اإلداري يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة من أجل احلصون على شهادة املاجسرت‪ ،‬القانون فرع‪ :‬قانون العقود‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري تيزي وزو‪ ،‬اتريخ املناقشة ‪.2013/12/12‬‬
‫‪ - 2‬عبد الرزاق السنهوري‪ :‬الوسيط يف شرح القانون املدين‪ ،‬اجلزء السابع‪ ،‬اجمللد األون‪ ،‬منشأة املعارف اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص‪.413‬‬
‫‪ - 3‬أمحد سالمة بدر‪ :‬العقود اإلدارية و عقود البوت ‪ ،BOT‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪. 2003‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫رابعا ‪ :‬الشكل‬

‫إذا كانت القاعدة العامة يف العقود أهنا تقوم على مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬مبعىن أن الرتاضي على شروط العقد و‬
‫بنوده يعد كافيا لتقام الرابطة التعاقدية‪ ،‬فإن هذا األصل العام ترد عليه بعض القيود‪ ،‬حيث أخضع املشرع بعض‬
‫العقود لضرورة إفراغها يف قالب رمسي نظرا طورهتا على مصاحل الطرفني‪ ،‬ومن هذه العقود جند عقد االمتياز‪،‬‬
‫حيث أن إدارة أحد املرافق للقطاع ا اص أوجب يف املشرع أن يتم بنوجب وثيقة رمسية تشمل على كافة األحكام‬
‫املعلقة بتسيري املرافق مث وضعها من قبل اإلدارة و هو ما يسمى ابلشروط االئحية أو دفاتر الشروط مقابل إلتزام‬
‫صاحب االمتياز هبذا الشرط دون حق تعديلها من قبل التعاقد مع اإلدارة‪ ، 1‬مما جيعل هذا العقد أقرب إىل عقود‬
‫اإلذعاانت ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬متييز عقد اإلمتياز عن غريه من العقود املشاهبة له‬

‫أوال ‪ :‬متييز عقد اإلمتياز عن عقد ‪BOT‬‬


‫نتيجة إتباع الدولة سياسية االقتصاد احلر‪ ،‬و ما يستتبع ذلك من مشاركة رأس مان ا اص يف مشروعات‬
‫السنة األساسية‪ ،‬فقد ظهر نوع جديد من عقود التزام املرافق العامة و الذي عرف بعقد البوت [ ‪ ] BOT‬أو‬
‫عقد البناء و التملك و نقل امللكية‪ ،‬سنتناون يف هذا الصدد‪ ،‬تعريف عقد البوت [ أوال ]‪ ،‬موقف املشرع اجلزائري‬
‫[ اثنيا ]‪.‬‬

‫‪ : 01‬تعريف عقد البوت‬

‫نظرا حلداثة هذا النظام على مستوى الدويل و كونه يضم عدد من العناصر التعاقدية املختلفة فإنه و ل اية‬
‫اآلن مل يتم وضع تعريف موحد جامع و مانع لتعريف هذا النظام و حتديد ماهية العقود اليت تندرج حتت هذا‬
‫املسمى عن غريها من العقود ‪.2‬‬

‫عرف فقهاء القانون العام و ا اص عقد ‪ BOT‬أبنه ‪ " :‬عقد تعهد مبوجبه الدولة إىل إحدى الشركات سواء‬
‫كانت وطنية أم أجنبية من القطاع ا اص يف ال الب أو العام‪ ،‬ابمتياز أو ترخيص للقيام مبشروع معني تقرتحه‬

‫‪ - 1‬عمار بوضياف ‪ ،‬عقد االمتياز و دوره يف تطوير العالقة بني اإلدارة احمللية و القطاع ا اص‪ ،‬األكاداية املفتوحة لكلية احلقوق و العلوم السياسية‬
‫قسم الدراسات العليا‪ ،‬ص‪.156‬‬
‫‪ -2‬وضاح حممود احلمود‪ :‬عقود البناء و التش يل و نقل امللكية ‪ ،‬حقوق اإلدارة املتعاقدة و إلتزاماهتا‪ ،‬دار ال قافة للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪،2010 ،‬‬
‫ص ‪.32‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫احلكومة و تقدمه شركة املشروع و غالبا ما يكون من املشاريع األساسية للدولة و املتعلقة مبوقف من مرافقها العامة‬
‫و يف حالة املوافقة من قبل احلكومة تقوم شركة املشروع بتصميمه و بناءه و متلكه و است الله جتاراي لفرتة معينة‬
‫ينص عليها يف العقود و تكون كافية لكي تسرتد الشركة املنفذة للمشروع و است الله جتاراي‪ ،‬و يف هناية املدة‬
‫احملددة املتفق عليها بني احلكومة و شركة املشروع ينقل املشروع أبكمله إىل احلكومة و حبالة جيدة دون حتمل‬
‫احلكومة ألي تكلفة ‪.1‬‬

‫و اجته جانب من الفقه إىل القون أن نظام ان ‪ BOT‬يقوم على استخدام التمويل من القطاع ا اص إلنشاء‬
‫املشروعات العامة متنح حكومة ما – لفرتة من الزمن ‪ -‬أحد االحتادات املالية ا اصة و يطلق عليها شركة‬
‫املشروع امتياز تطوير و تنفيذ مشروع معني تقرتحه احلكومة أو شركة املشروع ‪.2‬‬

‫‪ : 02‬موقف املشرع اجلزائري من عقد البوت‬

‫إن املشرع اجلزائري مل يرد أي تعريف لعقد البوت‪ ،‬و مل يذكر أي تسمية له يف خمتلف القوانني و األنظمة‪،‬‬
‫إال أنه أتى بصي ة من صيغ عقد البوت‪ ،‬ذلك من خالن قانون املياه رقم ‪ 3 12/05‬أين استعملت الدولة هذه‬

‫‪ -1‬وضاح حممود احلمود ‪ :‬مرجع سابق ص‪.33‬‬


‫‪ -‬جتدر اإلشارة ان كلمة ‪ BOT‬أصلها إجنليزي و تتكون من ثالثة حروف تعطي ابختصار‪ )B( :‬اختصار لكلمة (‪ )BUILD‬و تعين بناء أو‬
‫إقامة أو تشييد املشروع‪ )O( ،‬اختصار لكلمة (‪ )Operate‬وتعين تش يل أو إدارة املشروع (‪ )T‬اختصار لكلمة (‪ )Transfer‬و تعين نقل ملكية‬
‫املشروع إىل مصلحة املتعاقدة‪ ،‬و يقابلها ابلل ة الفرنسية مصطلح (‪ )C.E.F‬و هي اختصار للكلمات ‪ construer‬أي البناء ‪ exploiter‬أي‬
‫االس تمار‪ ،‬و ‪ transférer‬أي نقل امللكية‪، .‬‬
‫‪ - 2‬البهجي عصام أمحد‪ :‬عقود البوت ‪ B.O.T‬الطريق لبناء الدولة (دراسة حتليلية للتنظيم القانوين و التعاقدي ملشروعات البنية األساسية املمولة‬
‫عن طريق القطاع ا اص أبسلوب البناء و التملك و التش يل و نقل امللكية)‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬األزرايطة‪ ،2008 ،‬ص‪.13‬‬
‫راجع أيضا‪ :‬حممود وليد منصور‪ ،‬عقود البوت ‪ BOT‬و طبيعتها و أهم جماالهتا و التحكم فيها‪ ،‬عن املوقع‪ ، www.damasaubar.org :‬مت‬
‫فحص املوقع ‪ 01‬أفريل ‪ 2019‬على الساعة ‪.17:30‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪.12/05‬‬
‫عرفت منظمة اليونيدو "املنظمة الدولية للتنمية الصناعية" عقود البوت أبهنا "اتفاق تعاقدي مبقتضاه يتوىل أحد أشخاص القطاع ا اص إنشاء أحد‬
‫املرافق األساسية يف الدولة‪ ،‬مبا يف ذلك عملية التصميم و التمويل و القيام أبعمان التش يل و الصيانة هلذا املرفق‪ ،‬فيقوم هذا الشخص ا اص إبدارة و‬
‫تش يل امرفق خالن فرتة زمنية حمددة يسمح له فيها بفرض رسوم مناسبة على املنتفعني من هذا املرفق و أية رسوم أخرى بشرط أال تزيد مبا هو مقرتح يف‬
‫العطاء و ما هو عليه يف صلب إتفاق املشروع‪ ،‬لتمكني ذلك الشخص من إسرتجاع األموان اليت است مرها و مصاريف التش يل و الصيانة "‪ .‬أنظر ‪:‬‬
‫‪ ، www.unido.org‬مت فحص املوقع ‪ 30‬مارس ‪ ،2019‬على الساعة ‪.19:00‬‬
‫‪ -‬ترجع جدور عقد البوت إىل مايعرف ب "عقود اإلمتياز" اليت كانت منتشرة يف أواخر القرن ‪ 19‬و بداية القرن ‪ 20‬يف فرنسا حيث استخدمت فرنسا‬
‫هذه العقود ا اصة يف مشاريع السكك احلديدية‪ ،‬التزويد ابملياه‪ ،‬و قد اختفى يف ال الثينات من القرن ‪ 20‬ليعود من جديد و ابلتحديد يف سنة‬
‫‪ ، 1984‬و ذلك بتوقيع اتفاقية تنفيذ نفق املانش الرابط بني بريطانيا و فرنسا‪ ،‬املطم بني كال الدولتني من جهة و شركة "بورواتانن" من جهة أخرى‪ ،‬و‬
‫اتسع استخدم هذا األسلوب يف جمان املياه و الكهرابء ‪ ،‬حيث طبق يف امل رب و مصر‪ .‬راجع ‪ :‬حصامي مسرية‪ :‬عقود ‪ ،B.O.T‬إطار الستقبان‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫الصي ة خاصة يف جمان حتلية مياه البحر أو نزع األمالح و املعادن من املياه املاحلة‪ ،‬حيث توصلت " اجلزائرية‬
‫‪" BARNAINYSET-LEMNA‬‬ ‫للمياه " أىل إبرام عقد بصي ة ‪ BOT‬مع الشركة اإلسبانية‬
‫‪1‬‬
‫و كذلك قانون الكهرابء و توزيع ال از بواسطة قنوات رقم‬ ‫اإلجناز مصنع بسعة ‪100.000‬م‪ 3‬بوهران‬
‫‪ 2 01/02‬يف املادة ‪ 3 02‬و منه‪ ،‬و من خالن استقراء املادتني السالفة الذكر نالحظ أن املشرع اجلزائري تطرق‬
‫إىل مجيع مراحل تنفيذ عقود البوت و هي‪ :‬اإلجناز أو البناء‪ ،‬و االست الن‪ ،‬و بعدها رجوع املنشآت إىل الدولة‬
‫بدون مقابل بعد تنفيذ عقد امتياز أو التفويض‪.‬‬

‫و يتضح لنا من خالن هذه التعاريف عدم وجود إدماج حون طبيعة عقد البوت و تكيفه و القانوين فهنالك من‬
‫يقون أن عقد البوت من عقود االمتياز ألن اإلدارة طرفا فيه‪ ،‬وهناا من يعتطه من عقود القانون ا اص نظرا‬
‫للسماح أشخاص القانون ا اص للمشاركة فيه‪ ،‬و جانب أخر يعتطه من طبيعة خاصة إلختالفه عن العقود‬
‫اإلدارية األخرى ‪.‬‬

‫إذن تستلزم مراجعة كل عقد عن إحدى و التأكد م ن توافر عناصر العقد اإلداري من عدمه و حنن نعتط عقد‬
‫البوت من عقود االمتياز مع اختالف يف بعض اجلوانب الفنية و املالية نظرا لضخامة املشروع و تركيبة هذا العقد‬
‫املتكون من اتفاقيات بني الدولة و صاحبة املشروع من جهة أخرى وبني صاحب املشروع ومقاون التش يل من‬
‫جهة أخرى ‪.4‬‬

‫من خالن ما سبق أن عقود البوت هي من فثة العقود اإلدارية‪ ،‬فاحلقيقة أن هذا األخري حيتوي على أغلب‬
‫العناصر اليت حيتويها عقود إمتياز املرافق العامة‪ ،‬و لكن إىل أي مدى يقرتب عقد البوت بعقود التزام املرافق العامة‬
‫؟ و ما هو اإلختالف و التباين املوجود بينهم ؟‬

‫القطاع ا اص يف مشاريع البنية التحتية‪ ،‬مذكرة لنيل درجة املاجسرت يف القانون‪ ،‬فرع قانون التعاون الدويل‪ ،‬كلية احلقوق جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪ ،2011 ،‬ص‪.3-2‬‬
‫‪ - 1‬بوهايل نزان‪ :‬اجلزائري للمياه مرفق عام‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجسرت يف القانون‪ ،‬ختصص الدولة و املؤسسات العمومية‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة‬
‫يوسف بن خدة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.81‬‬
‫‪ - 2‬قانون رقم ‪ ،01/02‬متعلق ابلكهرابء و توزيع ال از بواسطة قنوات‪،‬‬
‫‪ - 3‬تنص املادة ‪ 2‬من املرجع نفسه على مايلى‪ ..." :‬اإلمتياز حق متنحه الدولة يشت ل مبوجبه شبكة و يطورها‪ ،‬فوق إقليم حمدد و ملدة حمددة‪ ،‬هبدف‬
‫بيع الكهرابء أو ال از املوزع بواسطة القنوات"‪.‬‬
‫‪ - 4‬حاولت اجلزائر إبرام عقد البوت مبوجب القانون ‪ ،308/96‬املتعلق ابمتياز الطرق السريعة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫أوجه التشابه‬
‫يتفق عقد البوت مع عقد االمتياز و املرافق العامة يف بعض اجلوانب املتم لة يف ‪:‬‬

‫✓ اإلدارة كطرف يف عقد‬

‫يف كال من عقد البوت و عقد االمتياز العنصر الرئيسي هي الدولة أو أحد أجهزهتا و يقومون على حتقيق‬
‫املنفعة من جهة و حتقيق املنفعة ا اصة من جهة أخرى ‪.‬‬

‫✓ املقابل املايل‬

‫تقوم اإلدارة يف عقود البوت بتحويل امللتزم بعض حقوق و امللتزمات السلطة العامة فيما يقتضيه قيام املرفق‬
‫العام و است الله‪ ،‬و هذا ما جنده متاما يف عقد التزام املرفق العام فقد تعطي امللتزم احلق يف احلصون على املقابل‬
‫املايل‪ ،‬و هذا األخري مرتبط ابملقابل املايل الذي يتقضاه املتعاقد بنتائج االست الن‪ ،1‬لتأخذ فكرة املخاطر املرتبطة‬
‫ابلتش يل معىن واسعا‪ ،‬إذا يتحصل املتعاقد خصومة مالية من املنتفعني اب دمة‪ ،‬مما يربط نتائج االست الن‬
‫مبستخدمي املرفق العام نتيجة العالقة املباشرة اليت تربط املتعاقد ابجلمهور ‪.2‬‬

‫✓ املدة‬

‫يتميز عقد البوت كعقد االمتياز متاما بطون املدة احملدد له‪ ،‬وذلك حىت يتمكن املست مر من تعويض ما‬
‫تكبده من نفقات يف سبيل إنشاء املرفق و إدارته و صيانته‪ ،‬و يف ال الب ترتاوح عقود البوت مابني ‪ 20‬إىل ‪30‬‬
‫سنة‪ ،‬و قد تصل يف بعض األحيان إىل ‪ 50‬أو ‪ 99‬سنة‪.3‬‬

‫✓ حتمل عبئ و خماطر االستغالل‬

‫يتوافق عقد البوت مع عقد امتياز املرفق العام يف مسالة إسناد إدارة املرفق العام و تش يله إىل القطاع‬
‫ا اص‪ ،‬ليتحمل يف ذلك املست مر أو امللتزم عبئ و خماطر التش يل طوان مدة العقد احملددة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬وضاح حممود احملمود ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 57‬‬


‫‪ - 2‬أكلي نعيمة‪ ، ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ - 3‬وضاح حممود احملمود ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 58‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫✓ االختصاص القضائي‬
‫عقد االمتياز و عقد البوت من العقود اإلدارية و مها من اختصاص القاضي اإلداري و خيضعان‬
‫للتحكيم إذا كان املست مر طرف أجنيب‪ ،‬غالبا ما ينص يف صلب عقد البوت على اختصاص مركز التحكيم‬
‫التجاري الدويل بدولة ما على حسم املنازعات الناجتة على هذا العقد‪.1‬‬

‫أوجه اإلختالف‬ ‫‪-1‬‬


‫رغم تطابق عقد البوت مع عقد االمتياز يف بعض اجلوانب إىل أنه يظل اختالف جوهري بينهما املتم ل يف ‪:‬‬

‫✓ يف عقد االمتياز متلك اإلدارة حرية إختيار متعاقديها‪ ،‬و لكن هذه احلرية منتفية يف عقد البوت‪ ،‬كما أن يف‬
‫عقد االمتياز لصاحب االمتياز مزااي السلطة العامة‪ ،‬بينما حائز لعقد البوت يفتقد هلذه ‪.2‬‬
‫✓ حيتوي عقد البوت على عنصر رئيسي و هو " البناء " أي تشييد املشروع و إقامته من ماله ا اص‪ ،‬و الذي‬
‫يف ال الب ما يكون عبارة عن مبالغ مالية ضخمة و است مارات كبرية ‪ ،3‬يف حني أن امللتزم يف عقود التزام‬
‫املرافق العامة يقتصر دوره فقط على إدارة و است الن املشروع قائم فعال مع حتمل تكاليف اإلدارة و‬
‫اإلست الن‪ ،‬و لكن ذلك ال انع من أن تقوم اإلدارة بتضمني عقد االمتياز شرط يقتضي ابلتزام صاحب‬
‫االمتياز ابلقيام مبنشآت مهمة‪ ،‬و هذا ما يقربه من عقود االمتياز شرط يقتضي البوت‪.4‬‬
‫✓ إن عقد االمتياز املرافق العامة تكون امللكية للدون‪ ،‬وال نكون لصاحب االمتياز سوى احليازة بشروط تضعها‬
‫الدولة على خالف عقد البوت اليت تنتقل امللكية إىل شركة املشروع اليت تتعهد و تلتزم إبعادهتا حبالة جيدة‬
‫عند هناية املدة احملددة يف العقد‪.5‬‬
‫✓ كذلك يف عقد االمتياز املرفق يستطيع صاحب االمتياز أن يطالب إبعادة التوازن املايل للعقد و التعويض عليه‬
‫يف حالة ما قامت اإلدارة موجباته التعاقدية‪ ،‬بينما ال اكن للمست مر يف عقد البوت املطالبة ابلتوازن املايل ألن‬
‫لير لإلدارة أصال أن تزيد األعباء و املوجبات التعاقدية عليه كما اكن إعفاء صاحب االمتياز يف عقد امتياز‬

‫‪ - 1‬البهجي عصام أمحد‪ :‬عقود البوت ‪ B.O.T‬الطريق لبناء الدولة (دراسة حتليلية للتنظيم القانوين و التعاقدي ملشروعات البنية األساسية املمولة عن‬
‫طريق القطاع ا اص أبسلوب البناء و التملك و التش يل و نقل امللكية)‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬األزرايطة‪.2008 ،‬‬
‫‪ - 2‬القيسي حمي الدين‪ :‬اإلطار القانوين لعقود الشراكة بني القطاعني العم و ا اص (‪ ) PPP‬و التحكيم يف منازعاهتا منشورات املنظمة العربية للتنمية‬
‫اإلدارية‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬
‫‪ - 3‬منديل رحيمة‪ :‬ماهية عقد البوت ‪ BOT‬بني اإلدارة ا اصة للمرافق العامة اإلقتصادية و خوصصتها‪ ،‬اجمللة األكاداية للبحث القانوين‪ ،‬جامعة‬
‫عبد الرمحان مرية‪ ،‬عدد ‪.2010 ،02‬‬
‫‪ - 4‬وضاح حممود احلمود‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 58‬‬
‫‪ - 5‬البهجي عصام امحد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 96‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫املرفق العام من بعض الضرا ئب و الرسوم و هذا األمر متعذر من حائز عقد البوت إن حمل عقد البوت ينحصر‬
‫يف املرافق العامة االقتصادية‪ ،‬أما حمل عقد امتياز املرفق العام فيتعداها إىل املرافق العامة التجارية و إىل بعض‬
‫املرافق العامة اإلدارية‪.1‬‬

‫نستخلص من كل ما قدمناه أن عقود البوت ما هي يف احلقيقة إال صورة و حدي ة من صور عقود امتياز املرافق‬
‫العامة‪ ،‬وذلك لوجود عنصر جوهري مشرتا بينهما‪ ،‬أال و هو موضوع هذه العقود و يتم ل يف إدارة و است الن‬
‫املرافق العامة ‪ ،‬ابلتايل يفرتض خضوع عقود البوت لذات األحكام اليت ختضع هلا العقود االمتياز من قواعد إبرام‬
‫العقود اإلدارية ‪ ،‬كما يعتط عقد البوت طريقة جديدة إلنشاء و متويل املرافق العامة‪ ،‬و حل وسيط بني خوصصة‬
‫املرافق العامة و التخلي عليها للخواص و بني تويل الدولة هلذه املرافق‪ ،‬فهو جيمع بني حماسن األسلوبني ‪.‬‬

‫اثني ـ ــا ‪ :‬متييز عقد االمتياز عن عقد اإلجيار‬

‫يعتط عقد إجيار املرافق العامة أحد أساليب تسري املرفق العام‪ ،‬و هو من بني العقود اليت عرفت انتشارا‬
‫موسعا يف اجلزائر نظرا لبساطته و بساطة إجراءاته‪ ،‬فهذا األخري بقي ملدة طويلة مرتبطا ابالمتياز و جزء منه‪ ،‬و‬
‫العنصر األساسي املميز له هو عدم حتمل املستأجر لعملية البناء و االست الن ‪.‬‬

‫سنتطرق يف هذا التمييز إىل تعريف عقد إجيار املرافق العامة ( أوال )‪ ،‬و موقف املشرع اجلزائري ( اثنيا )‪.‬‬

‫‪ : 01‬تعريف عقد إجيار املرافق العامة‬


‫يعرف عقد إجيار املرافق العامة أبنه ‪ " :‬العقد الذي تقوم جهة اإلدارة مبقتضاه بتأجري أصون املرفق إىل‬
‫القطاع ا اص ملدة حمدود مىت كان ذلك جائزا يف ظل القوانني السارية‪." 2‬‬

‫و يعرفه أيضا األستاذ ‪ C.BOITEAU‬على أنه ‪" :‬هو عقد مبقتضاه تفوض هيثة عمومية لشخص آخر قد‬
‫يكون عاما أو خاصا است الن مرفق عام‪ ،‬مع استبعاد قيام املستأجر ابست مارات‪ ،‬يتم دفع املقابل املايل عن طريق‬
‫إاتوات يدفعها املرتفقون‪ ،‬متعلقة مباشرة ابست الن املرفق ‪."3‬‬

‫‪ - 1‬أكلي نعيمة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 89‬‬


‫‪ - 2‬محاده عبد الرزاق محاده‪ :‬النظام القانوين لعقد إمتياز املرفق العام‪ ،‬دراسة يف ظل القانون رقم ‪ 67‬لسنة ‪ 2010‬بشأن تنظيم مشاركة القطاع ا اص‬
‫يف املشروعات البنية األساسية و املرافق العامة و الئحة التنفذية ‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2012 ،‬ص‪.81‬‬
‫‪BOITEAU Carole, les conventions de délégations de service public, imprimerie nationale, - 3‬‬
‫‪Paris, 1999, p98.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫و حسب األستاذ ‪ C.Boiteau‬نكون أمام عقد اإلجيار عندما تكون منشآت املرفق العام موجودة قبل العقد‪،‬‬
‫و يتوىل املستأجر بعض أعمان الصيانة و التجهيزات فقط ‪ ،1‬فكل من املستأجر و اهليثة العمومية املؤجر مسؤون‬
‫على ا لتجهيزات بنسب متفاوتة حمددة يف عقد اإلجيار‪ ،‬فاهليثة العمومية هي املسؤولة عن توسيع املرفق جتديده و‬
‫جتهيزه إذا كانت هذه التجهيزات ضخمة و يكون ذلك عن طريق إبرام صفقات عمومية ‪.2‬‬

‫و ختتلف طبيعة عقود إجيار املرافق العامة حبسب الصورة اليت ظهر هبا اإلدارة يف العقد فإذا ظهرت بصفتها‬
‫مستأجر فإن هذا العقد يعتط من عقود القانون ا ص حىت و لو تعلق بتسيري و انتظام مرفق عام طاملا أنه حيتوي‬
‫على ابقي شروط العقد اإلداري ‪ ،3‬أما إذا ظهرت بصفة املؤجر فإن طبيعة العقد ختتلف حبسب موضوعه‪ ،‬فإنه‬
‫انصب على ما يتعلق ابلدومني ا اص كان الع قد خيضع للقانون ا اص أما إذا انصب على عني من أموان‬
‫الدومني العام كان العقد إداراي‪.4‬‬

‫‪ : 02‬موقف املشرع اجلزائري من عقد اإلجيار‬


‫على غياب نص تشريعي و تنظيمي أيطر عقد إجيار املرفق العام يتحتم علينا اآلمر العودة و االطالع على‬
‫ما جاءات به التعليمة الوزارية رقم ‪ 842/3.94‬الصادرة من وزارة الداخلية و اجلماعات احمللية‪ ،‬املتعلقة ابمتياز‬
‫املرافق العامة احمللية و إجيارها‪ ،‬و اليت عرفت عقد اإلجيار كاآلو ‪" :‬هي تلك االتفاقية اليت من خالهلا خيون‬
‫شخص عام تسيري مرفق عام لشخص آخر و الذي يتضمن است الله حتت مسؤوليته‪ ،‬و يف املقابل يدفع املستأجر‬
‫للمؤجر مقابل اإلجيار‪."5‬‬

‫* وما اكن القون إ ن عقد اجيار املرفق العام مل خيض اهتمام املشرع اجلزائري‪ ،‬وان هذه التعليمية عرفت هذا‬
‫االخري من خالن متيزه عن عقد االمتياز وتطبيق نفر االجراءات اليت خيضع اليها هذا االخري كضرورة احرتام‬
‫قواعد االشهار‪ ،‬الشفافية و احكام دفرت الشروط ‪.‬‬

‫‪ - 1‬فوانس سوهيلة‪ :‬عقود تفويض املرفق العام دراسة مقارنة بني التشريع اجلزائري و الفرنسي‪ ،‬اجمللة األكادمية للبحث القانوين‪ ،‬كلية احلقوق و العلوم‬
‫السياسة‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مرية‪ ،‬جباية‪ ،‬عدد ‪ ،2014 ،02‬ص ‪.255‬‬
‫‪ - 2‬ضريفي اندية‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪ - 3‬أمحد سالمة بدر‪ :‬العقود اإلداية و عقد البوت ‪ ،B.O.T‬مكتبة دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪ - 4‬محاده عبد الرزاق محاده‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 81‬‬
‫‪ - 5‬التعليمة الوزارية رقم ‪ ،842/3.94‬املتعلقة ابمتياز املرافق العامة احمللية و إجيارها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫وال ريب يف االمر أ ن هذا االسلوب مل يعتمده املشرع اجلزائري يف قانون البلدية اجلديد رقم ‪ ،110/11‬مما يدفعنا‬
‫للتساؤن عن مصري التعليمية الوزارية السالفة الذكر ابعتبارها النص القانوين الوحيد الذي اعطى اولوية لعقد االجيار‬
‫يف تسري املرفق العام احمللية واشرتاا القطاع ا اص يف عملية التنمية احمللية ‪.‬‬

‫و نستنج من خالن ماسبق ان لالجيار عدة مزااي‪ ،‬فاالدارة تقوم ببناء و جتهيز املرفق‪ ،‬لتفتح اجملان للخواص لتسريه‬
‫بفعالية ملا هو معروف عن القطاع ا اص بتسيريه الفعان و اعتماده على اساليب حدي ة و تكنولوجيات عالية ‪.‬‬

‫فهو ابلفعل يرقي بنوعية ا دمة العمومية املقدمة من طرف املرافق العامة ‪ ،‬ونستنتج كذلك وجود تشابه بينهما يف‬
‫بعض النقاط (اوال)‪ ،‬و وجود ايضا اختالف بينهما (اثنيا) ‪.‬‬

‫• اوجه التشابه‬
‫يتفق عقد اجيار املرفق العام مع عقد االلتزام يف ان كل من العقدين يعهد اىل املستاجر ابدارة واست الن‬ ‫✓‬
‫املرفق العام‪.2‬‬
‫يقوم املستاجر يف عقد ا جيار املرافق العامة بتحصيل مقابل مايل على شكل ااتوات من املنتفعني من‬ ‫✓‬
‫املرفق‪ ، 3‬وهي متعلقة مباشرة ابست الن املرفق العام حيث يتميز عقد االمتياز كعقد اجيار ابملقابل املايل املرتتب‬
‫للمتعاق د امللتزم حيث ان املقابل املايل الا ل مببلغ او مثن تدفعه االدرة للمتلزم‪ ،‬وامنا يتم ل هذا املقابل‬
‫ابلرسوم املرفوضة على املنتفعني ابملرفق يف العقد نفسه ‪.‬‬
‫• اوجه االختالف‬

‫رغما احتاد عقد االجيار وعقد االمتياز يف بعض النقاط اال اهنما خيتلفان يف بعض النقاط اجلوهرية املتم ل‬
‫يف‪:‬‬

‫✓ ان املستاجر يف عقد االجيار يلتزم بدفع مقابل مايل لالدارة من حصيلة مايقاضاه من املنتفعني‪ ،‬وذلك حىت‬
‫اكن استهالا قيمة التجهيزات واالنشاءات اليت قامة بتنفيدها ‪ ،‬اما ف يعقد االمتياز حيتفظ صاحبه حبصيلة‬
‫مايتقاضاه لنفسه‪ ،4‬لكن اكن احياان ان يقوم صاحب االمتياز بدفع مقابل للسلطة املاحنة لالمتياز ‪.‬‬

‫‪ - 1‬قانون رقم ‪ ،10/11‬متعلق ابلبلدية ‪.‬‬


‫‪ - 2‬محاده عبد محاده‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ - 3‬بن بركان أمساء و حرفوش زهرة‪ :‬تفويض املرافق العامة احمللية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف احلقوق‪ ،‬فرع القانون العام‪ ،‬كلية احلقوق و العلوم‬
‫سياسية‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مرية‪ ،‬جباية‪ ،2011 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ - 4‬محاده عبد الرزاق محاده‪ ، ،‬ص ‪.82‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫✓ عبء تنفيذ املنشات يقع على عاتق الدولة ولير على ملستاجر حيث يكون املستاجر غري مكلف ابنشاء‬
‫منشاة تقتضي است مارات مهمة من جانب املتعاقد ‪ ،‬يف حني يقوم صاحب االمتياز ابنشاء املرفق و است الله‪.‬‬
‫✓ ان عقد االجيار جي لب اهتمام املؤسسات ا اصة الىت هتدف اىل حتقيق الربح اك ر من االمتياز الن املستاجر‬
‫ال يدفع اموان ضخمة يف البناء‪ ،‬و يكتفي ابلتسيري واالست الن وهذا ما يكلفه الك ري مقارنة مع االمتياز‪،‬‬
‫لذلك جند االجيار يف اغلب االحيان متوسط او قصري املدى اما االمتياز فهو طويل املدى‪.‬‬

‫و يف الك ري من املرات مايتحون االمتياز اىل اجيار وصاحب االمتياز اىل مستاجر عندما تستهلك االست مارات‬
‫االولوية‪ ،‬ويف بعض االحيان يدفع املستاجر ااتوات للهيثة العمومية تسمى "‪ " surtaxe‬مقابل است الن املرافق‬
‫العام‪ .‬و جتدر االشارة اىل ان عقد االجيار املرفق العام عرف تطورا ملحوظا يف السنوات االخرية مقارنة ابالمتياز‬
‫خاصة يف فرنسا و ذلك يف جماالت عديدة كالسياحة والتسلية‪ ،‬حيث قامت السلطات العامة ابنشاء مرافق ثقافية‬
‫و اجتماعية وجلات االجيار لتسيري اغلب هذه املرافق العمومية للتقليص من اعباء التسيري‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬الطبيعة القانونية و آليات تكوين عقد اإلمتياز‬


‫إن التطرق إىل الطبيعة القانونية لعقد االمتياز‪ ،‬يعين التفتيش ضمن أية فثة من األعمان القانونية اكن‬
‫إدراجه‪ ،‬فهل عقد االمتياز ذو طابع تنظيمي يف يد الشخص العام خيضع إلرادته املنفردة أم أنه ذو طابع تعاقدي‬
‫يعتمد على إتفاق إرادتني يكوانن عقدا ابإلرادة املشرتكة بينهما ‪.‬‬

‫خاصة و أن عقد االمتياز يؤطر عالقة ثالثية‪ ،‬اإلدارة ماحنة االمتياز و صاحب االمتياز و املرتفقني‪ ،‬و يؤطر‬
‫املصلحة العامة اليت يهدف هلا املرفق العام و الربح الذي يبحث عنه املتعاقد مع اإلدارة ‪.1‬‬

‫كما أن تعدد أشكان مسامهة القطاع ا اص يف املشاريع العمومية‪ ،‬و ابلتايل تعدد طرق التسيري مما قد يؤدي إىل‬
‫حدوث لبر بني عقد االمتياز و العقود املشابه له‪ ،‬لذا ال بد من متييز عقد االمتياز عن بعض العقود املشابه له و‬
‫ذلك مبحاولة إظهار خمتلف ا صوصيات اليت تنفرد هبا تلك العقود ‪.‬‬

‫‪ -1‬اندية ضريفي‪ :‬املرفق العام بني ضمان املصلحة العامة و هدف املردودية حالة عقود اإلمتياز‪ ،‬األطروحة دكتواره يف القانون‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كلية‬
‫احلقوق بن عكنون‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ،1‬بن يوسف بن خدة‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬ص ‪.177‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫املطلب األول ‪ :‬الطبيعة القانونية و آليات تكوين عقد اإلمتياز‬


‫طرحت الطبيعة القانونية لعقد االمتياز جدال فقهيا حاون من خالهلا العديد من الفقهاء حتديد و بدقة‬
‫الطبيعة القانونية لعقد االمتياز كل حسب وجهة نظره و متحور حتون عدت نظرايت ارتبطت كل منها مبرحلة كان‬
‫هلا ظروفها ا اصة ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد اإلمتياز‬


‫سادت هذه النظرية يف الفقه األملاين و أتثر هبا الفقه اإليطايل حىت أوائل القرن احلايل و يرى أنصار هذا‬
‫اإلجتاه أن عقد االمتياز عمل من أعمان اإلرادة املنفردة لإلدارة‪ ،‬حيث تصدره اجلهة ماحنة االمتياز‪ ،‬نظرا ملا تتمتع‬
‫به من امتيازات‪ ،‬و ذلك إبختيار امللتزم الذي رضخ لشروطها‪ ،‬لذلك تتمتع اإلدارة بسلطات واسعة جتاه هذا‬
‫العقد حبق ت يري أو تعديل بنوده‪ ،‬مما جيعله أقرب إىل عقود اإلذعان‪ ،‬و من هنا فاالمتياز لير سوى عمل تنظيمي‬
‫تستعمله اإلدارة لتسيري مرافقها و هو يفتقد للطابع التعاقدي ‪.‬‬

‫لكن هذه النظرية تعرضت للنقد ألهنا تقوي مركز اإلدارة بينما ترهقا كبريا‪ ،‬إذا ختون لإلدارة التدخل يف كل وقت‬
‫لتعديل شروط االلتزام و إل اؤه‪ ،‬ويف الوقت ذاته ت فل إىل حد كبري نصيب امللتزم يف إبرام العقد إغفاال ال يتناسب‬
‫مع الدور الذي يقوم به و النفقات اليت يبذهلا يف سبيل املرفق ‪ ،‬وقد يؤدي ذلك إىل هترب ا واص من إبرام‬
‫العقود ألهنا غري انبعة عن إرادهتم و ال ختدم مصاحل ‪.‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬إختيار صاحب اإلمتياز‬


‫ط ت الطبيعة التعاقدية لعقد االمتياز منذ بداية القرن العشرين ألن اإلتفاق ال نائي بني صاحب االمتياز و‬
‫السلطة املاحنة ال اكن أن يكون إال عقدا ‪.1‬‬

‫و يعتط عقد االمتياز مبفهوم هذه النظرية عملية تعاقدية حبتة ألنه حيضى مبوافقة و رضا امللتزم‪ ،‬ماجيعله عقد إداراي‬
‫ملزما جلانبني حيدد احلقوق و اإللتزامات املتبادلة بني اإلدارة املاحنة لإلمتياز و امللتزم‪.2‬‬

‫كما أن فكرة اإلشرتاط ملصلحة ال ري ذات املصدر املدين دورها األساسي يف إضفاء الطابع التعاقدي على االمتياز‬
‫املرفقي‪ ،‬حبيث تكون اجلماعة العامة هي املشرتط‪ ،‬و صاحب االمتياز هو الفريق الذي يقع عليه موجب تنفيذ‬
‫الشرط‪ ،‬أما ال ري فهو املنتفع ‪.‬‬

‫‪ - 1‬مروان حمي الدين القطب‪ ، ،‬ص‪.91‬‬


‫‪ - 2‬أكلي نعيمة‪ ، :‬ص‪.73‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫هذه النظرية املستوحاة من فكرة اإلشرتاط ملصلحة ال ري طبقها اإلجتهاد و أيدها جانب من الفقه‪ ،‬فالعالمة‬
‫‪ lafferriere‬إعتط أن امتياز املرافق العام هو عمل من أعمان السلطة العامة له الطابع التعاقدي‪.‬‬

‫كذلك العالمة ‪ hauriou‬أن العملية هي بكاملها تعاقدية و هي تتألف من عقدين متالصقني ‪ :‬عمل االمتياز‬
‫الذي هو عقد بني اجلماعة العامة و املتعاقد معها‪ ،‬و اإلتفاقية املالية املوقعة بني أطراف عمل االمتياز املرفقي‪.‬‬

‫لكن هذه النظرية وجهت إليها إنتقادات من جانب الفقه‪ ،‬كما أن اإلجتهاد عدن عنها لعدم جماراهتا ملقتضيات‬
‫املصلحة العامة‪ ،‬و اعتط جانب من الفقهاء أن فكرة اإلشرتاط ملصلحة ال ري كأساس قانوين للطابع التعاقدي لعقد‬
‫االمتياز هي غري مقنعة‪ ،‬ابعتبار أن هذا الشرط ال حيدد وقت إبرام العقد من هو املستفيد بصورة شخصية و‬
‫مباشرة من آاثرها ‪ .‬كما أن هذه النظرية ال تتالءم مع حق املنتفعني و ال ري نت الطعن عن طريق اإلبطان لتجاوز‬
‫حد السلطة ابلتدابري املتخذة خالفا للعقد و أحكام دفرت الشروط ‪.‬‬

‫و من احلجج اليت أثريت يف انتقاد الطابع التعاقدي لإلمتياز أن األخري ابت يشكل شريعة للمتعاقدين و ابلتايل‬
‫إن أي تعديل يف العقد جيب أن يتم مبوافقة أطرافه‪ ،‬هذا األمر من شأنه أن يشل يد اجلماعة العامة كسلطة تتمتع‬
‫ابمتيازات السلطة العامة‪ ،‬يف التدخل أبي وقت وفقا للمصلحة العامة يف سري و تنظيم املرفق العام ‪ .‬هلذا‬
‫اإلعتبارات بدأ احلديث عن ظهور نظرية أخرى مت لت ابلعمل املزدوج ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الطبيعة املزدوجة لعقد اإلمتياز‬


‫تركز نظرية الطبيعة املزدوجة لعقد االمتياز على أساس أن هلذا األخري مظهرين ‪ :‬مظهر تعاقدي جيسد‬
‫العالقة بني امللتزم و اإلدارة املاحنة لالمتياز‪ ،‬و مظهر تنظيمي حيكم العالقة بني امللتزم و املنتفعني خبدمات املرفق‬
‫حمل العقد‪ ،‬ابلتايل يرتجم االمتياز بعقد يف إطار العالقات بني اإلدارة املاحنة لالمتياز و امللتزم‪ ،‬و تنظم يف إطار‬
‫العالقات بني امللتزم و املنتفعني ‪.1‬‬

‫و ينتج عن ذلك من الناحية القانونية وضعية معقدة بني األحكام التعاقدية و التنظيمية يف العالقات بني خمتلف‬
‫املصاحل (مانح االمتياز و صاحب اإلمتياز من جهة و بني املنتفعني من جهة أخرى) ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أكلي نعيمة‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.75‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫اثنيا ‪ :‬الطبيعة املختلطة لعقد اإلمتياز‬


‫هذه النظرية معتمدة يف الوقت احلاضر‪ ،‬و تقوم على أن عقد االمتياز هو عمل خمتلط جانب منه تنظيمي‪،‬‬
‫و اجلانب اآلخر تعاقدي و جيب التفريق يف العقد االمتياز بني البنود التنظيمية من انحية و البنود التعاقدية من‬
‫انحية أخرى ‪.‬‬

‫ماجعل فكرة ارتباط عقد االمتياز بتسيري مرفق عمومي من اإلدارة املاحنة له حذرة و متيقظة يف اختيار املتعاقد‬
‫معها‪ ،‬حيث أن جناح سري املرفق العام مرتبط حبسن اختيار امللتزم‪ ،‬و التسيري الفعان يبدأ ابإختيار العقالين و‬
‫األحسن‪ ،‬و رغم أمهية هذه املرحلة و خطورهتا يف عقد االمتياز اإلداري‪ ،‬إال أن املشرع مل ينظمها‪ ،‬فلير هناا أي‬
‫نص خاص ينظم كيفية منح عقد االمتياز اإلداري ‪.‬‬

‫بذلك تتمتع اإلدارة بسلطة تقديرية واسعة يف اختيار امللتزم‪ ،‬دون التقيد إبتباع طريقة معينة من طرق التعاقد م ل‬
‫املناقصات و املزايدات و ذلك نظرا طورة دور صاحب االمتياز املتم ل يف إدارة أحد املرافق العامة حتت إشراف‬
‫الدولة‪ ،‬و إجراء التفويض إجراء تقليدي أك ر مرونة من إجراءات منح الصفقات العمومية‪ ،‬حيث تست ين اإلدارة‬
‫املفوضة عن عملية استقبان العروض من املتنافسني‪ .‬و غري جمطة على احرتام إجراءات اإلشهار و املنافسة‪.‬‬

‫يالحظ من خالن التعليمة الوزارية رقم ‪، 842/3.94‬املتعلقة ابمتياز املرافق العمومية احمللية وأتجيلها ‪ ،‬ان‬
‫هناا حتون رافق التوجه حنو اعتماد اجراءات جديدة ملنح امتياز ‪،‬وهي اساسية يف عقود الصفقات العمومية‬
‫‪،‬تكمن يف املزايدات اليت تضمن منافسة فعالة على اسر ومعايري موضوعية تعدها االدارة مسبقا ‪،‬ابلتايل حتقيق‬
‫مبادئ العقالنية ‪،‬الشفافية‪ ،‬تكافئ الفرص واملساواة ‪،‬فضال عن حرية املنافسة اليت تتجسد عن طريق االشهار‬
‫بعدما تتفرغ االدارة املعنية اببرام العقد من اهم مرحلة يف عقد امتياز و املتم لة يف اختيار املتعاقد معها تشرع يف‬
‫عملية ابرامه‬

‫الفرع الثالث‪ :‬ابرام عقد االمتياز‬


‫ينفرد عقد االمتياز االداري خالفا على العقود املدنية اليت تكتفي ابلشروط العامة املعهودة يف تكوين العقود‬
‫من رضاء ‪،‬حمل وسبب ‪،‬ابجراءات ومراحل البرامه بدءا لصدور القرار ابلتعاقد (اوال)‪ ،‬للوصون اىل حتريره (اثنيا)‪،‬‬
‫وانعقاده بعد مصادقة السلطة املختصة عليه (اثل ا)‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫أوال‪ :‬صدور القرار ابلتعاقد‬


‫انطالقا من توسط عقد امتياز االداري طائفة العقود ال ري املسماة اليت مل حتض بتنظيم من مشروع‪ ،‬فان دراسة‬
‫اية زاوية من هادى العقد تستدعي البحت يف النصوص املتفرقة املنضمة المتياز بعض املرافق ملى ا صوص‪،‬‬
‫فضال عن تعليمه وزير الداخلية رقم ‪ 842/94.3‬املتعلقة ابمتياز املرافق العمومية احمللية و اجلماعية احمللية و‬
‫اتجيلها‪.‬‬

‫و ان اعتطت مرحلة اختيار امللتزم مرحلة هامة اال ان ابرام العقد ال يتوقف عليها ‪،‬فالفقرة ال ال ة الواردة حتت عنوان‬
‫"اجراءات منح امتياز املرافق العامة "من التعليمة الوزارية رقم‪ ،842/3.94‬املعلقة ابالمتياز املرافق العمومية احمللية‬
‫و أتجيلها‪ ،‬استلزمت صدور القرار يقضي مبنح امتياز املرافق العامة امللية من قبل اجمللر الشعيب البلدي او املندوبة‬
‫التنفيدية البلدية ابلنسبة للمرافق التابعة للوالية فان قرار املنح يصدر من اجمللر الشعيب الوالئي او املندوبة الوالئية‪.‬‬

‫وال يعين صدور م ل هذا القرار ات العقد نشا ‪،‬كونه ال يزان يستلزم اجراءات مكملة كما انه ابمكان اجمللر‬
‫الذي اصدره الرتاجع عنه وال اءه ‪،‬كونه اليتعدى انيكون ترخيصا ابستعمان االمتياز ‪.1‬‬

‫بعد اختيار االدارة امللتزمة بكامل حريتها‪ ،‬وصدور قرار منح امتياز من اجلهة املختصة حسب نوعية املرافق الذي‬
‫يتم التعاقد عليه‪ ،‬اتو مرحلة انعقاد العقد‪.‬‬

‫اثنيا ‪ :‬انعقاد العقد‬


‫يت م التوصل يف هده املرحلة اىل حترير عقد االمتياز االداري الذي مر مبراحل متتابعة‪ ،‬وان كان هذه املرحلة‬
‫متطورة فيابرام هذا العقد اال اهنا غري حامسة الالمر و حيث وفضال عما سبق يتطلب عقد المتياز االداري اجراء‬
‫اخر تتوقف عليه عملية ابرامه‪ ،‬و هي التوقيع واملصادقة املسبقة عليه من طرف السلطات املكلفة بذلك حسب‬
‫كل قطاع و نصت املادة ال ال ة من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،308/96‬املتعلق مبنح امتياز الطرق السريعة‪.2‬‬

‫انه‪":‬يصادق على اتفاقية منح االمتياز ا اص ابلطرق السريعة مبرسوم يتخذ يف جملر احلكومة‪ ،‬بناءا على تقرير‬
‫مشرتا بني الوزراء املكلفني على التوايل ابلداخلية املالية والطرق السريعة "‪.‬‬

‫‪ - 1‬بن مبارا راضية‪ :‬التعليق على التعلمية رقم ‪ 824/3.94‬املتعلقة ابمتياز العمومية احمللية و أتخريها‪ ،‬املرحع السابق‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ - 2‬املادة ‪ 03‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،308/96‬يتعلق منح إمتياز الطرق السريعة‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫كما نصت املادة ‪ 138‬من قانون ‪، 08/90‬املتعلق ابلبلدية ‪ 1‬واملادة ‪ 130‬من القانون رقم ‪، 09/90‬املتعلق‬
‫ابلوالية‪ 2‬ان منح امتياز املرافق العامة احمللية يكون مبوجب مداولة مصادق عليها من اجمللر الشبعي الوالئي‪ ،‬و ال‬
‫ينعقد اال بعد مصادقة الوايل املختص اقليميا على العقد املطم بعد التحقق من سالمة االجراءات املتخذة‬
‫ومطابقتها لدفرت الشروط النموذجي ‪،‬وهو ما نصت عليه التعليمية الوزارية رقم ‪ ،842/3./94‬املتعلقة ابمتياز‬
‫املرافق العمومية احمللية واتخريها ‪.‬‬

‫ا ل تصديق الوايل على االتفاق املتضمن عقد االمتياز االداري شكال من اشكان الرقابة االدارية‪.3‬‬

‫ت ري فكرة املصادقة مسألة ما اذا تعتط عنصرا يف تكوين العقد‪ ،‬ان اهنا شرط ضروري يتوقف عليه دخون العقد‬
‫حيز التنفيذ و بتفحص املادتني ‪ 42‬من قانون البلدية ‪ 4‬و‪ 50‬من قانون الوالية ‪ ،5‬يتبني ربطهما لتنفيذ املداولة‬
‫فقط ابملصادقة‪ ،‬و عليه اكن القون ان االمتياز موجود لكن تنفيذه فقط هو املعلق على املصادقة املسبقة‪ ،‬و يعتط‬
‫العقد موجود من اتريخ ابرامه ال من اتريخ التصديق بعدما تتوصل االدارة املعنية اىل ابرام عقد االمتياز‪ ،‬يتعني توفر‬
‫جمموعة من الواثئق الستكمان عملية تكوينه ‪.‬‬

‫اثلثا ‪ :‬واثئق عقد االمتياز االداري‬


‫يتوصل االطراف اىل الصياغة النهائية لعقد االمتياز االداري بعد االجراءات واملراحل اليت مر هبا‪ ،‬اليت حتدد‬
‫و جوده القانوين‪ ،‬و اليت تتكون من وثيقتني تكون شكله النهائي واملتم لة يف اتفاقية االلتزام (أ)‪ ،‬و دفرت الشروط‬
‫(ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬عقد االلتزام (اتفاقية االلتزام ) ‪:‬‬

‫ا ل عقد االمتياز اجلزء االقصر يف واثئق االلتزام‪،‬و يرتجم بعنصر االتفاق املطم بني االدارة املاحنة لالمتياز و‬
‫امللتزم طبقا مل ينص عليه دفرت النصوص‪ ،‬و يقتصر على حتديد اطراف العقد وضبط مضمونه‪ ،6‬هو االطار العقدي‬
‫بني مانح االمتياز امللتزم معه‪.‬‬

‫‪ - 1‬القانون رقم ‪ ،08/90‬يتعلق ابلبلدية‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ - 2‬القانون رقم ‪ ،09/90‬يتعلق ابلوالية‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ - 3‬عمار بوضياف‪ :‬دور عقد اإلمتياز يف تطوير العالقة بني اإلدارة احمللية و القطاع ا اص‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.183‬‬
‫‪ - 4‬القانون رقم ‪ ،09/90‬يتعلق ابلوالية‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ - 5‬القانون رقم ‪ ،08/90‬يتعلق ابلبلدية‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ - 6‬بن شعالن احلميد‪ :‬عقد اإلمتياز كآلية صوصصة املرفق العام يف اجلزائر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.75‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫ب‪ -‬دفرت الشروط ‪:‬‬

‫حيتل دفرت الشروط اجلزء االكط يف واثئق االمتياز‪ ،‬و يشكل املنبع االساسي لشروط امتياز املرافق العام‪،‬‬
‫و هو عبارة عن نص مفصل ينظم شروط تسيري املرافق العام‪ ،‬تقوم إبعداده اجلهة االدارية ماحنة االمتياز املؤهلة‬

‫لل رض‪ ،1‬و حيدد الرتتيبات املتعلقة ابإلنشاءات املطلوب اجنازها والتدابري الواجب اختاذها ‪ ،‬و عادة ما تكون‬
‫دفاتر الشروط منوذجية مصادق عليها من خالن مراسيم ‪.‬‬

‫و تتباين دفاتر الشروط بني الدفاتر االدارية العامة ‪ ،‬اليت تتضمن الشروط اليت تنطبق على كل العقود اليت تطمها‬
‫املصلحة املختصة ‪،‬والدفاتر االدارية املشرتكة ‪،‬اليت حتتوي على الشروط ا اصة بنوع معني من العقود‪ ،‬ابالضافة اىل‬
‫دفاتر الشروط واملواصفات االدارية ا اصة‪ ،‬و هي اشد الدفاتر ختصيصا تفصيال‪ ،‬تشمل على الشروط و‬
‫املواصفات االدارية ا اصة لكل عقد ‪،‬م ل الرسوم اليت جيب اقتضاءها و املدة ‪،‬و تعتط هذه الدفاتر جزءا ال يتجزأ‬
‫من العقد املتعلقة به‪ ،‬و هو ما يسفر عن نتيجتني اساسيتني مها‪:‬‬

‫‪ -‬التزام السلطات االدارية بتنفيد تلك الشروط اليت حتتويها تلك الدفاتر ‪،‬واليت تشكل ابلنسبة له ما يعرف‬
‫ابللوائح التنظيمية العامة‪.‬‬

‫‪ -‬يلتزم امللتزم مع االدارة املتعاقدة مبجرد التوقيع على العقد مبا ورد يف هذه الدفاتر من الشروط و امللتزمات‪ ،‬فضال‬
‫عن االلتزامات التعاقدية الواردة يف العقد االصلي‪.‬‬

‫كم ا هو مستقر عليه قانوان وقضاء وقفها فعقد االمتياز االداري عملية ذات طابع تضاريب تتكون من شروط‬
‫تعاقدية وأخرى تنظيمية‪ 2‬تتحد لتشكل ما يسمى بدفرت الشروط‪.‬‬

‫‪ -1‬الشروط الالئحية‪:‬‬

‫و تتعلق الشروط الالئحية بكيفية تنظيم و ادارة املرافق العام موضوع عقد االمتياز‪ ،‬و عالقته ابملنتفعني و‬
‫الرسوم اليت جيب حتصيلها من االفراد مقابل االنتفاع خبدمات املرافق ‪ ،‬و تنشئ مركزا قانونيا غري شخصي يقبل‬
‫صاحب االمتياز العمل طبقا هلا و تقوم االدارة وحدها ابعدادها وتستاشر حبق تعديلها‪،‬كوهنا تتعلق مبصلحة‬

‫‪ - 1‬شايب ابشا كراة‪ :‬عق د اإلمتياز و دوره كآلية الست الن العقار املوجه لإلست مار الصناعي يف اجلزائر‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية اإلقتصادية و‬
‫السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،01‬اجلزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ - 2‬رايض عيسى‪ :‬نظرية العقد اإلداري يف القانون املقارن و اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬د س‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫مرافق و ما يستهدفه من مصلحة عامة ‪،‬ابلتا يل فان العالقة بني االدارة املاحنة لالمتياز امللتزم فيما تعلق ابلشروط‬
‫الالئحية ختضع لعمل وحدي اجلانب من االدارة‪. 1‬‬

‫و الشروط الالئحية اثبتة ولو تولت االدارة املاحنة لالمتياز التسيري بنفسها ‪،‬حيث انه مبدئيا ال اكن للسلطة ان‬
‫متنح ملؤهالهتا اليت اكتسبتها دستوراي او عن طريق تنظيم او قانون‪.‬‬

‫و مفاد الشروط الالئحية ان يضمن االمتياز تدخل السلطة العامة ‪،‬حيث ال اكن ان يتحقق نشاطه دون تدخل‬
‫القوة احلكومية ‪،‬ويطر وصفها ان االدا رة املاحنة لالمتياز تبقى دائما املسؤلية عن تنضيم املرافق العام مهما كانت‬
‫طريقة تسيريه‪.‬‬

‫و حيق لالدارة تعديل هذه البنود اثناء تنفيذ العقد اذا اقتضت املصلحة العامة ذلك وال يستطيع صاحب االمتياز‬
‫رفض هذا التعديل امنا له فقط املطالبة ابلتعويض عن الضرر االحق به من جراء التعديل‪.‬‬

‫‪ -2‬الشروط التعاقدية ‪:‬‬

‫و تتم ل يف تلك الشروط املتعلقة ابحلقوق املالية امللتزمة او صاحب االمتياز ‪،‬حيث ان ا واص ال يقبلون‬
‫تسيري املرفق لو ال فوائدهم احملمية ‪ ،‬وتنضم العالقة بني السلطة املاحنة لالمتياز وامللتزم ‪،‬وتنشئ عالقة قانونية‬
‫شخصية ‪.‬‬

‫و تتماثل هذه الشروط مع شروط التعاقد يف دائرة املعامالت ا اصة ‪،‬اليت مبادئ وقواعد القانون ا اص ‪،‬اليت‬
‫تسود فيها القاعدة "العقد شريعة املتعاقدين "‪ ،‬و من مثة ال جيوز لالدارة العامة تعديلها ما مل يوافق امللتزم على‬
‫ذلك‪ ،‬و مت ل هذه الطائفة من الشروط‪ ،‬الشروط احلارسة ملصلحة امللتزم‪،‬و اليت من خالهلا يستطيع حتقيق هدفه‬
‫املتم ل يف صاحله ا اص و م ان هذه الشروط تلك املتعلقة مبوضوع االمتياز ‪ ،‬مدته‪ ،‬التزام صاحب االمتياز‬
‫ابلتامني ضد احلرائق واحلوادث ‪،‬اختيار موطن لصاحب االمتياز‪ ،‬شروط اهناء العقد ‪.‬‬

‫فضال عن الوثيقة املتضمنة لعقد امتياز ودفرت الشروط ‪ ،‬قد يرفق بدفرت الشروط النمودجي وثيقة متعلقة بنظام‬
‫ا دمة‪ ،‬تتضمن شروط وكيفيات تقدمي ا دمة‪ ،‬تزيد تعداد الشروط التنضيمية على حساب الشروط التعاقدية‪ ،‬و‬

‫‪ - 1‬بن شعالن احلميد‪ :‬مداخلة حتت عنوان عقد إمتياز املرافق العامة كزسيلة جديدة لتسري املرافق العامة‪ ،‬دراسة التجربة اجلزائرية‪ ،‬امللتقى الوطين حون‬
‫التسري املفوض للمرافق العامة من طرف أشخاص القانون ا اص‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.9‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫هذا يف حالة منح الدولة امتياز تسيري ا دمات العمومية ‪ 1‬للمياه ‪،‬الشخاص اتبعني للقانون العام و هو ما مت‬
‫‪2‬‬
‫‪،‬كما يلي "‪:‬اكن الدولة منح امتيياز تسيري‬ ‫النص عليه يف املادة ‪ 101‬من قانون ‪ 12/05‬املتعلق ابملياه‬
‫ا دمات العمومية الشخاص معنويني خاضعني للقانون العام على اساس دفرت شروط ونظام خدمة يصادق‬
‫عليهما عن طريق التنظيم "‪ ،‬و جاءت كملحق لدفرت لشروط ‪ ،54/08‬يتضمن املصادقة على دفرت ‪ /‬النمودجي‬
‫املصادق عليه مبوجب املرسوم التنفيدي لشروط النمودجي ‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬مفهوم و إدارة األمالك الوطنية اخلاصة‬

‫الفـ ـ ـرع األول ‪ :‬تعريف وخصائص و مكوانت األمالك الوطنية اخلاصة‬


‫يف هذا اإلطار سنقوم بتعريف األمالا الوطنية ا اصة حسب التعريف الفقهي ‪ ،‬و تعريف املشرع اجلزائري‬

‫و تبيان أهم ا صائص اليت متيز هذا النوع من األمالا ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف األمالك الوطنية اخلاصة‬


‫هناا عدة تعريفات للفقهاء حون األمالا الوطنية أو مايعرف أبمالا الدومني فتميزها إىل أمالا العامة‬

‫و ا اصة‪ ،‬و األمالا العامة عرفها املشروع اجلزائري يف املادة ‪ 12‬أما األمالا الوطنية ا اصة فهي غري‬
‫مصنفة ضمن األمالا العمومية و هو ماسيتم توضيحه ‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬تعريف الفقهي‬


‫أمالا الدولة ا اصة ( الدومني ا اص ) هي األموان اململوكة للدولة أو األشخاص املعنوية العامة ملكية‬
‫خاصة وال ختصص لنفع العام‪ ،‬و للدولة أو أشخاص املعنية العامة احلق يف أست الهلا أو التصريف فيها كتصريف‬
‫األفراد يف أمواهلم ا اصة و هي ختضع ألحكام القانون ا اص ‪.3‬‬

‫فريى الفقه ديكروا أبن العطة من متييز األمالا الوطنية تكمن يف طبيعة املان ذاهتا و ما إذا كان قابال للتملك‬
‫ا اص أو غري قابل هلا لكي يعد ما ال عاما او خاصا ‪ ،‬و أن املان الذي ال يكون قابال للتملك بطبيعته فهو‬
‫الذي خيصص الستعمان اجلمهور مباشرة ال املخصص دمة مرافق عام ‪.‬‬

‫‪ - 1‬املادة ‪ 100‬من قانون ‪ 12/05‬املتعلق ابملياه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.14‬‬


‫‪ - 2‬القانون رقم ‪ 12/05‬يتعلق ابملياه‪ ،‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬السنهوري عبد الرزاق ‪ :‬الوسيط يف شرح القانون املدين اجلديد ‪ ،‬نظرية االلتزام بوجه عام اإلثبات ‪ ،‬آاثر االلتزام ‪ ،‬دط ‪ ( ،‬القاهرة ‪ :‬دار النهضة‬
‫العربية ‪ ، ) 1967 ،‬ص ‪.154‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫ال خيتلف الفقه ابرتيليمي عن ديكوا يف عد طبيعة املان و كونه غري قابل للملكية ا اصة إال انه ال يرجع يف‬
‫أتصيل نظريته إىل نصص القانون املدين بل إىل املنطق و االستدالن العقلي وحده‪.‬‬

‫اثلثا ‪ :‬تعريف املشرع اجلزائري‬


‫‪1‬‬
‫" تعتط أمواال للدولة العقارات و املنقوالت اليت ختصص ابلفعل أو‬ ‫نصت املادة ‪ 688‬من ق ‪ .‬م‬
‫مبقتضى نص القانوين ملصلحة عامة ‪ ،‬أو إلدارة أو ملؤسسة عمومية أو هليثة هلا طابع إداري ‪ ،‬أو للمؤسسة‬
‫إشرتاكية‪ ،‬أو لوحدة مسرية ذاتيا أو لتعاونية داخلة يف نطاق ال ورة الزراعية‪ ،‬و ابلرجوع إىل القانون املنظم لألمالا‬
‫الوطنية يتضح انه مل يرد تعريف واضحا لألمالا الوطنية ا اصة‪،‬كما ورد تعريف لألمالا العمومية خالن نص‬
‫يوليو‬ ‫املادة ‪ 12‬من القانون ‪( 30/90‬املعدن مبوجب املادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 14/ 08‬املؤرخ يف ‪20‬‬
‫‪ ،) 2008‬ال كن نص املادة ‪ 3‬من قانون األمالا الوطنية يبني لنا أن املشرع اعتماد على مفهوم املخالفة لتقريب‬
‫الرؤية حون األمالا الوطنية ا اصة‪ ،‬حيث نص هذه املادة على " ‪ ...‬مت ل األمالا الوطنية العمومية‪ ،‬األمالا‬
‫املنصوص عليها يف املادة ‪ 2‬أعاله و اليت ال اكن ان تكون حمل امللكية ا اصة حبكم طبيعتها أوغرضها " ‪. 2‬‬

‫أما األمالا الوطنية األخرى غري املصنفة ضمن األمالا العمومية و اليت تؤدي وظيفة امتالكية و مالية فتم ل‬
‫األمالا الوطنية ا اصة " جيوز التصريف يف األمالا الوطنية ا اصة من قبل الدولة و اجلماعات احمللية على‬
‫عكر االموان العمومية اليت ال جيوز التصرف فيها‪ ،‬كذلك االمالا الوطنية ا اصة غري قابلة للتقادم املكسب‬
‫املعروف يف القانون املدين‪ ،‬و ال جيوز احلجز عليها ‪.3‬‬

‫خصائص األمالا الوطنية ‪:‬‬

‫تتميز األمالا الوطنية ا اصة خبصائص و نظام خيتلف عن نظام األمالا الوطنية العامة ‪ ،‬و يظهر‬
‫االختالف يف الوظيفة اليت تؤديها هذه األموان هذا من جهة ‪ ،‬و كيفية ضم األموان يف نطاقها من جهة أخرى ‪.‬‬

‫‪ -1‬األمر ‪ 58/75‬املؤرخ يف ‪ 1975/9/26‬املتضمن القانون املدين اجلزائري ‪ ،‬ج ر ‪ ،‬عدد ‪ ، 78‬املؤرخة ‪.1975/9/30‬‬
‫‪ - 2‬انظر املادة ‪ 02‬من القانون ‪ 30-90‬املعدن و املتمم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬انظر املادة ‪ 4‬من القانون ‪ 30/90‬املعدن و املتمم مبوجب القانون ‪ 14/08‬املؤرخ يف ‪ 20‬يوليو ‪ ، 2008‬املتضمن قانون األمالا الوطنية ‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية ‪ ،‬عدد ‪ ، 44‬لسنة ‪. 2008‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫• وظيفة األمالك الوطنية اخلاصة‬


‫تؤدي األمالا الوطنية ا اصة وظيفة امتالكية و مالية ‪ ،‬و مبدئيا ختضع ألحكام القانون ا اص و هذا‬
‫حسب ما ورد يف املادة ‪ 3‬من القانون ‪ 30/90‬املعدن و املتمم أبن األمالا الوطنية ا اصة هتدف لتحقيق‬
‫أغراض امتالكية و مالية ‪.‬‬

‫• كيفية إدخال األموال ضمن األمالك الوطنية اخلاصة‬


‫تدمج األموان ض من األمالا الوطنية ا اصة إما إبل اء ختصيصها أو بتجديد توابع األمالا العامة من‬
‫صفتها مع بقائها يف ملكية الدولة و اجلماعات احمللية‪ ،‬و هو ماجاء به ق ‪ .‬أ ‪ .‬و كذلك يتم إدراج ملك يف امللك‬
‫ا اص طبقا للقانون على حسب الطرق العادية و ال ري عادية ‪ ،‬مبقابل أو جماان ‪ ،‬سواء عن طريق االستيالء أو‬
‫عن طريق التطعات أو اهلبة أو األموان الشاغرة و اليت ال صاحب هلا ابالضافة إىل الكنوز و احلطام إىل غري ذلك‬
‫أو عن طريق نزع امللكية من أجل املنفعة العامة و هو إجراء است نائي تتجلى الطبيعة االست نائية يف كون اإلدارة ال‬
‫تلجأ إىل هذا اإلجراء إال بعد استنفاذ الطرق الرضائية وذلك ابلتفاوض مع املالا املعنيني ‪.‬‬

‫حبيث انع على على اإلدارة اللجوء إىل إجراء نزع امللكية إذا هتدف إىل حتقيق فائدة لألفراد أو لفائدهتا ا اصة مع‬
‫‪1‬‬
‫إلزامية التعويض املسبق و املنصف‬

‫ومن بني خصائص األمالا الوطنية ‪ ،‬هو عدم القابلية للتقادم و عدم القابلية للحجز ‪ .‬و قد است ين من ذلك‬
‫املسامهات املخصصة للمؤسسات العمومية االقتصادية ألن هلا طابع جتاري و ختضع للقانون ا اص ‪.‬‬

‫وحسب هذه ا صائص فإن األمالا الوطنية ا اصة جيوز التصرف فيها بنقل امللكية و التنازن عنها و طرحها‬
‫لالست مارات الوطنية أو األجنبية أو خوصصتها ابلطرق القانونية املعمون هبا وهو ماجاء يف نص املادة ‪ 04‬من‬
‫ق‪ .‬أ‬

‫مكوانت االمالك الوطنية اخلاصة ‪:‬‬

‫سوف نعرض هذه االمالا وفقا للجهة التابعة هلا ‪ ،‬اوال نعدد االمالا ا اصة التابعة للدولة ‪ ،‬مث االمالا التابعة‬
‫للوالية‪ ،‬و يف االخري االمالا ا اصة التابعة للبلدية‪.‬‬

‫• االمالا الوطنية ا اصة التابعة للدولة ‪ :‬و تشمل على ‪:‬‬

‫‪ - 1‬عمر محودي ابشا‪ :‬محاية امللكية العقارية ا اصة ‪ ،‬ط ‪ (، 10‬اجلزائر ‪ :‬دار هومة للطباعة و النشر ‪ ، ) 2014 ،‬ص ‪-117‬ص ‪.118‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫‪ -‬مجيع البنيات و األراضي غري املصنفة يف االمالا الوطنية العمومية ‪ ،‬اليت اقتنتها الدولة ‪ ،‬أو ألت اليها و اىل‬
‫مصاحلها أو هيثاهتا االدارية أو ممتلكاهتا أو اجنزهتا و بقيت ملكا هلا ‪.‬‬
‫‪ -‬األراضي اجلرداء غري املخصصة اليت بقيت ملكا للدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬المالا املخصصة لوزارة الدفاع اليت مت ل و تشكل وسائل الدعم ‪.1‬‬
‫‪ -‬االمالا املخصصة للبع ات الدبلوماسية و املكاتب القنصلية املعتمدة يف ا رج‪ ،‬أو اليت تستعملها‪.‬‬
‫‪ -‬االمالا اليت حتوزها املؤسسات العامة و املؤسسات العامة ذات الطابع الصناعي و التجاري و اليت تعود اىل‬
‫اجلماعات احمللية ‪ ،‬احملولة اىل الدولة جماان‪.2‬‬
‫‪ -‬االمالا احملجوزة أو املصادرة اآليلة هنائيا للخزينة ‪.‬‬
‫• االمالا الوطنية ا اصة التابعة للوالية ‪ :‬و تشمل على ‪:‬‬
‫‪ -‬االراضي اجلرداء اليت مل ختصصها الوالية ‪.‬‬
‫‪ -‬العقارات غري املخصصة اليت اقتنها أو اجنزهتا الوالية ‪.‬‬
‫‪ -‬احلقوق و القيم املنقولة اليت مت ل مقابل حصصها أو تزويدها يف املؤسسات العامة‬
‫‪ -‬املنقوالت و العتاد اليت اقتنتها الوالية إبمكاانهتا ا اصة‬
‫• االمالا الوطنية ا اصة التابعة للبلدية ‪:‬و تشمل على ‪:‬‬
‫‪ -‬املباين و األراضي اليت خصصتها البلدية للمصاحل العامة و اهليثات االدارية ‪.‬‬
‫‪ -‬االراضي اجلرداء اليت ختصصها البلدية ‪.‬‬
‫‪ -‬احملالت ذات االستعمان السكين و ملحقاهتا اليت اجنزهتا البلدية بوسائلها ا اصة ‪.‬‬
‫‪ -‬االمالا اليت تنازلت عنها الدولة أو الوالية لصاحل البلدية ‪.‬‬
‫‪ -‬احلقوق و القيم املنقولة اليت مت ل مقابل حصص او تزويدات البلدية يف املؤسسات العامة ‪.3‬‬

‫‪ - 1‬املذكورة يف املادة ‪ 06‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 371/92‬مؤرخ يف ‪ ، 1992 /10/14‬حيدد القواعد املطبقة على تسيري العقارات املخصصة‬
‫لوزارة الدفاع الوطين ‪ ( ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج) العدد ‪ ، 74‬لسنة ‪.1992‬‬
‫‪ - 2‬املادة ‪ 23‬من املرسوم رقم ‪ ، 08/94‬مؤرخ يف ‪ 26‬ماي ‪، 1994‬املتضمن قانون املايل التكميلي لسنة ‪(، 1994‬ج ‪.‬ر‪.‬ج) العدد ‪ ، 33‬لسنة‬
‫‪.1994‬‬
‫‪ - 3‬املادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪(، 30/90‬ق‪ .‬ا‪ .‬و )‪ ،‬املعدن و املتمم ‪ ،‬املذكور اعاله ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬التمييز بني األمالك الوطنية العامة و األمالك الوطنية اخلاصة‬

‫سنقوم إبيضاح أهم املعايري اليت تبناها املشرع اجلزائري للتفريق بني صنفي األمالا الوطنية ( عام أو خاص )‬

‫أوال ‪ :‬التمييز بني األمالك الوطنية العامة و األمالك الوطنية اخلاصة‬


‫لقد اعتمد املشرع اجلزائري يف التمييز بني األمالا الوطنية العمومية و األمالا الوطنية ا اصة على النظرية‬
‫التقليدية و اليت تقوم على أساس معيارين ‪ .‬فحسب املادة ‪ 03‬من الوطنية ‪ " 30/90‬مت ل األمالا الوطنية‬
‫العمومية األمالا املنصوص عليها يف املادة ‪ 02‬اعاله و اليت ال اكن أن تكون حمل ملكية خاصة حبكم طبيعتها‬
‫أو غرضها‪ ،‬أما األمالا الوطنية األخرى غري املصنفة ضمن األمالا العمومية و اليت تؤدي وظيفة امتالكية و مالية‬
‫فتم ل األمالا الوطنية ا اصة " ‪.‬‬

‫و من خال هذه املادة جند أن هذه املعايري تتم ل يف معيار عدم قابلية األمالا العمومية للتملك ا اص حبكم‬
‫طبيعتها و كذلك اعتمادها على معيار الوظيفة اليت يؤديها املان العام ‪.‬‬

‫اثنيا ‪ :‬معيار عدم قابلية األمالك العمومية للتملك اخلاص‬


‫و معناه أن هذه األمالا غري قابلة للتصرف فيها و ال التنازن عنها ما دامت خمصصة للنفع العام أو املرافق‬
‫العامة ‪ ،‬و إن كان اكن التنازن عنها إذا رفع عنها التخصيص ‪ .‬و هو ما جاءت به املادة ‪ 04‬من القانون‬
‫‪ 30/90‬املعدن و املتمم كما سبق اإلشارة إليه ‪.‬‬

‫اثلثا ‪ :‬معيار الوظيفة اليت يؤديها املال عام‬


‫هذا ا ملعيار اكن أن يفصل بني النشاط اإلداري و النشاط االقتصادي ‪ ،‬فوظيفة األمالا الوطنية العمومية‬
‫هي حتقيق مهمة من مهام املرفق العام ( أي أهنا ضرورية للمرفق العام أو هيأت خصيصا له ) ‪ ،‬و عليه عند‬
‫تسيريها حيق لإلدارة استعمان صالحيات السلطة العامة يف حني ال جيوز هلا ذلك عند تسيري األمالا ا اصة‬
‫املخصصة أساسا حسب ما جاء يف القانون ألغراض امتالكية ‪.‬‬

‫و لقد أخد املشرع اجلزائري هبذا املعيار مكرسا إايه صراحة يف نص املادة ‪ 03‬من قانون ‪ 30/90‬السالفة الذكر ‪،‬‬
‫قاصدا الفصل بني النشاط اإلداري الرامي إىل حتقيق مهمة املرفق العام و النشاط االقتصادي الرامي إىل حتقيق‬
‫املردودية املالية ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫أما األمالا األخرى غري خمصصة ‪ ،‬فهي أمالا وطنية خاصة تستخدم ألغراض مالية و امتالكية و هذا التعريف‬
‫غري صحيح يف القانون اجلزائري كما سبق اإلشارة إليه ‪ ،‬ألن ال روات الطبيعية املصنفة ضمن االمالا العمومية‬
‫تؤدي وظيفة مالية حبتة ‪ ،‬و عليه نص قانون األمالا الوطنية على أهنا ختضع للقوانني ا اصة اليت حتكمها ‪ ،‬هذا‬
‫فضال على أن األمالا الوطنية ا اصة ال تؤدي دائما وظيفة مالية حبتة و م ان ذلك العقارات و املنقوالت‬
‫املخصصة للمصاحل اإلدارية ال ري مصنفة ضمن األمالا الوطنية العمومية ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬إدارة و إستغالل األمالك الوطنية اخلاصة‬

‫متتلك الدولة و اجلماعات العمومية م لها م ل ا واص أمالكا و حقوقا منقولة و عقارية ‪ ،‬تقوم بنفر‬
‫األعمان لإلدارة ‪ .‬و التسيري م لها م ل إدارة و تسيري املالك العادي ‪ ،‬و ما ايز اعمان االدارة عن ممتلكات‬
‫ا واص هي القواعد و الشروط اليت حتكم هذه االمالا ‪ ،‬اضافة اىل ذلك فان الدولة يف ادراج و تكوين ممتلكاهتا‬
‫ا اصة تتبع عدة اساليب و طرق من اجل اقتناء م ل هذه االمالا ‪ ،‬مما حيتم على الدولة عند التصرف فيها اتباع‬
‫اجراءات معقدة استعماهلا ضمن االهداف املسطرة هلا ‪ ،‬واألمالا التابعة هلذا النوع تسري من طرف إدارة أمالا‬
‫الدولة املكلفة على اساس أهنا االداة املميزة للدولة لضمان التسيري احلسن للذمة املالية للجماعة الوطنية و السهر‬
‫على استعماهلا العقالين و كذا محايتها و احملافظة عليها ‪ ،‬ومن أبرز العماليات يف تسيري أمالا الدولة هي عملية‬
‫التخصيص ‪.‬‬

‫‪ -‬التخصيص و إلغاء التخصيص ‪:‬‬

‫يرتكز استعمان امللك ا اص للدولة من طرف شخص عمومي على العقد القانوين للتخصيص ‪ ،‬الذي‬
‫يسمح للشخص العمومي صاحب امللكية وضع امللك إما يف يد احد مصاحله التابعة له او يف يد الشخص‬
‫عمومي آخر‪ ،‬عندما يوضع امللك يف متناون مصلحة اتبعة له ماليا يسمى ابلتخصيص الداخلي أما إذا كان‬
‫املستفيد هو الشخص عمومي آخر يسمى ابلتخصيص ا ارجي ‪.1‬‬

‫أوال ‪ :‬التخصيص ‪:‬‬

‫يعرف التخصيص على انه وضع ملك من االمالا ا اصة للدولة أو شخص عمومي حتت دائرة و زاوية‪،‬‬
‫مرفق عام أو هيثة عمومية او مصلحة ات بعة هلا لضمان أتدية خدمة عمومية مسندة هلا على ان يشمل التخصيص‬

‫‪ - 1‬املادة ‪ 80‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 427 / 12‬املذكور اعاله ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫إال االمالا اململوكة للجماعات العمومية ‪ ،‬غري ان األمالا احملازة على سبيل االنتفاع اكن ان تكون حمل‬
‫ختصيص‪ ،‬و ابملقابل فاألمالا املتاحة على سبيل احلراسة أو التصفية ( القضائية ) ال اكن أن تكون حمل‬
‫ختصيص‪.1‬‬

‫يكون التخصيص اما مؤقتا او هنائيا و يكون مبقابل او جماان ‪:‬‬

‫أ ‪ /‬التخصيص املؤقت و التخصيص النهائي ‪:‬‬


‫يكون التخصيص مؤقتا عندما يتعلق مبلك توقف مؤقتا عن كونه مفيدا للمصلحة املستفيدة من التخصيص‬
‫دون أن يكون احتمان ‪ ،‬يف حان العكر يعاد امللك إىل ذمته األصلية قبل التخصيص ‪.‬‬

‫يف الواقع من حق إدارة أمالا الدولة أن ختصص امللك بصفة مؤقتة لفائدة مصلحة أو هيثة ملدة أقصاها ‪05‬‬
‫سنوات ‪ ،‬خالهلا ال انح لصاحبه إال احلق يف االستعمان ‪ ،‬و تقع على عاتق املصلحة صاحبة التخصيص اعباء‬
‫الصيانة و اإلصالح ‪ ،‬و بعد انقضاء اجل التخصيص املؤقت إذا كان استعمان امللك مطابق لتخصيصه يصبح‬
‫هنائيا ‪.2‬‬

‫ب‪ /‬التخصيص اجملاين و التخصيص ابملقابل ‪:‬‬


‫يكون التخصيص جمانيا إذا كانت العملية ختص ملك اتبع لألمالا ا اصة للجماعات العمومية من أجل‬
‫خدمة مصاحلها ا اصة‪ ،‬مبعىن أنه إذا تعلق األمر بتخصيص داخلي ‪ ،‬اكن أن يكون جمانيا أيضا إذا كان يف إطار‬
‫عدم الرتكيز و من الرتكيز و من أجل إيواء املصاحل العمومية املنب قة عن اختصاص جديد للجماعات اإلقليمية‬
‫تقوم الدولة بتخصيص أمالكها ملصلحة اتبعة للوالية أو البلدية ‪.‬‬

‫يكون ختصيص مبقابل إذا تعلق األمر ب تخصيص خارجي مبعين أنه إذا قامت مجاعة عمومية بوضع ملك يف خدمة‬
‫مجاعة عمومية أخرى ‪ ،‬مؤسسة عمومية ذات طابع إداري اتبعة جلماعة عمومية أخرى أو مؤسسة أو هيثة عمومية‬
‫حماسبتها ممسوكة ابلشكل التايل ‪:‬‬

‫‪ -‬يشري عقد التخصيص إىل التعويض ‪.‬‬


‫‪ -‬حيدد التعويض من طرف إدارة أمالا الدولة‪.‬‬

‫‪ - 1‬املادة ‪ 82‬من القانون رقم ‪ ، 30/90‬املتضمن (ق ‪.‬ا ‪.‬و‪ ، ).‬املذكور اعاله ‪.‬‬
‫‪ - 2‬املادة ‪ 83‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 427/12‬املذكور اعاله ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد االمتياز و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري‬

‫‪ -‬يكون التعويض مساواي للقيمة التجارية للعقار يف حالة التخصيص النهائي أو القيمة االجيارية يف حالة‬
‫التخصيص املؤقت ‪.1‬‬

‫اثنيا ‪ :‬الغاء التخصيص ‪:‬‬

‫أي ال اء العقد الذي من خالله خصص امللك ‪ ،‬عندما يتوقف امللك التابع لألمالا ا اصة متاما عن‬
‫تقدمي ا دمة لسري الدائرة الوزارية أو اهليثة العمومية أو املصلحة اليت كان خمصص هلا ‪ ،‬كما اكن أن ينتج إل اء‬
‫التخصيص عن عدم استعمان العقار املدة طويلة ‪.2‬‬

‫تنشر قرارات التخصيص و إل اء التخصيص املتعلقة ابألمالا العقارية التابعة لألمالا ا اصة للدولة يف اجلرائد‬
‫الرمسية إال إذا كان حمل استعماله خيص الدفاع الوطين‪.‬‬

‫خالصة الفصل األول ‪:‬‬

‫يعتط عقد اإلمتياز من بني العقود اهلامة نظرا للهدف الذي يرجى حتقيقه سواء عند إعتماده إلست الن املرافق‬
‫العامة أو عند إعتماده ملنح تسيري األمالا الوطنية ا اصة ‪ ،‬و الذي يتم ل يف حتقيق املصلحة العامة مما يوضح لنا‬
‫الداعي إل قتصار هدا النوع من العقود على أجهزة الدولة كطرف رئيسي فيها كوهنا يف هده العالقة التعاقدية ‪،‬‬
‫شريكا ال منافسا ألن التنمية اإلقتصادية يف اجلزائر مت ل اهلدف املشرتا بني الدولة و املستفيد من اإلمتياز ‪ .‬وعليه‬
‫تكمن أمهية عقد اإلمتياز و دوره يف تطوير اإلست مار و عليه يتطلب وضع منهج قانوين كامل يقضي بتنظيم عقد‬
‫اإلمتياز من بدايته إىل هنايته ‪.‬‬

‫‪ - 1‬املادة ‪ 86‬من نفر القانون ‪.‬‬


‫‪ - 2‬املادة ‪ 83‬من نفر القانون ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاين‪:‬‬
‫نطاق تطبيق و إستخدام عقد‬
‫االمتياز يف تسري األمالك الوطنية و‬
‫تسوية النزاعات الناشئة عنه‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫املبحث األول‪ :‬منادج و إستعماالت منح حق االمتياز يف تسيري األمالا الوطنية ا اصة‬
‫للدولة‬

‫بعد تطرقنا لتعريف عقد اإلمتياز و الطبيعة القانونية و إبراز خصائص العقد حيث أنه خيضع للقانون‬
‫العام و جيسد العالقة التعاقدية بني الدولة صاحبة اإلمتياز و بني املس تمر صاحب اإلمتياز و ألجل إبراز أمهية‬
‫عقد اإلمتياز يف احلياة العملية و دوره يف تسيري األمالا الوطنية ا اصة نتطرق إىل منادج من تطبيق منح عقد‬
‫اإلمتياز يف اجملان الفالحي و النقل ومها قطاعان حساسان يف اجلزائر ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬نطاق تطبيق و منح عقد االمتياز يف اجملال الفالحي‬

‫الفرع األول ‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد االمتياز الفالحي‬


‫ابلرجوع لنص املادة ‪ 04‬من قانون ‪ 03/10‬جندها عرفت حق االمتياز و بينت طبيعته من حيث تكوينه‬

‫و تنظيمه و مواضيعه‪ ،‬و عليه سنحاون يف هذا الفرع التطرق إىل اطراف العقد و نطاق و تطبيقه و كذا‬
‫الطبيعة القانونية لدفرت الشروط و االاثر املرتتبة عليه‬

‫‪ -1‬أطراف عقد االمتياز‬


‫أوضحت املادة ‪ 04‬من القانون ‪ 03 /10‬أطراف عقد االمتياز الفالحي ‪ ،‬و املتم لة يف املست مر صاحب‬
‫االمتياز و الدولة ماحنة االمتياز و ينصب على األرضي الفالحية التابعة لألمالا الوطنية ا اصة‪.‬‬

‫و عليه نقسم املطلب إىل فرعني ‪ :‬األون يتم ل يف أطراف عقد االمتياز و ال اين يتم ل يف نطاق تطبيقه ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬املستثمر صاحب االمتياز‬


‫‪ -‬عرفت املادة ‪ 04‬من قانون ‪ 03/10‬املست مر صاحب االمتياز على انه شخص طبيعي جزائري اجلنسية‪ ،1‬و‬
‫ان يكون عضو يف مست مرة فالحية مجاعية أو الفردية ‪ ، 2‬و حائز على عقد اداري مشهر يف احملافظة العقارية‪.‬‬

‫‪ - 1‬اثبات اجلنسية اجلزائرية املطالب هبا يكون فقط إبرفاق نسخة من بطاقة التعريف الوطنية و هو ما نصت عليه املادة ‪ 03‬من املرسوم التنفيذي‬
‫‪ ، 326/10‬مبعىن أنه اليهم أن كانت اصلية أو مكتسبة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬بن رقية بن يوسف‪ :‬شرح قانون املست مرات الفالحية ‪،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.130‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫‪ -‬أن يكون قد وىف ابلتزاماته مبفهوم القانون ‪ ، 1 19/87‬و املتم لة يف دفع مثن املمتلكات املتنازن عنها و دفع‬
‫االاتوة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقدم املست مر تصريح شريف مصادق عليه متضمنا جردا حمينا ألمالا املست مرة و على تعهده ابلوفاء‬
‫ابلتزاماته مبفهوم القانون ‪.19/87‬‬

‫اثنيا ‪ :‬الدولة ماحنة االمتياز‬


‫تقوم الدولة إببرام عقود االست الن و تسيري املرافق العامة حتت مسمى عقود االمتياز ‪ ،‬على اعتبارها هي‬
‫حافظة لل روات الطبيعية و مواردها ‪ ،‬فهي تعتط من األموان العامة و عليها حسن است الهلا ‪ ،‬و هلا أن متنح امتيازا‬
‫أل ي مورد من مواردها لفرتة حمددة مبا حيفظ املصاحل الوطنية و عليه نقون أن الدولة هي الطرف األصيل يف عقد‬
‫االمتياز الفالحي‬

‫كما أنه مت حتديد مدة العقد وذلك تفاداي لنتائج السياسات السابقة اليت كانت فيها الدولة املالك الذي ال الك‪،‬‬
‫ا ل الدولة الديوان الوطين لألرا ضي الفالحية املوضوع حتت تصرف وزارة الفالحة و التنمية الريفية ‪ ،‬ابعتباره منظم‬
‫للسياسات العقارية الفالحية ‪ ،‬و له سلطة التعاقد مع املست مر الفالحي ‪.2‬‬

‫‪ -2‬نطاق تطبيق عقد االمتياز الفالحي‬


‫يتم ل نطاق عقد االمتياز الفالحي يف األحكام اليت تضمنها ‪ ،‬مم لة يف حتديد األراضي الفالحية حمل‬
‫االمتياز حسب القانون ‪ ، 03/10‬و هي اليت كانت خاضعة للقانون ‪ ، 19/87‬و تتشكل هذه األراضي من‬
‫مست مرات فالحية مجاعية متجانسة تنطبق مساحتها مع عدد املنتجني‪.3‬‬

‫و عليه سنحاون حتديد نطاق تطبيق عقد االمتياز الفالحي من خالن التطرق ملوضوعه و مدته و االاتوة اإلجيارية‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬موضوع العقد‬


‫كما سبق الذكر فإن موضوع عقد االمتياز بنصب على األراضي الفالحية التابعة لألمالا الوطنية ا اصة و‬
‫كذا األمالا السطحية املتصلة هبا ‪ 4‬و اليت كانت خاضعة للقانون ‪ ،5 19/ 87‬وقد است ىن املشرع يف املادة ‪02‬‬
‫من القانون ‪ 03/10‬األ راضي التابعة لألمالا الوطنية ا اصة و امللحقة للهيثات و املؤسسات من أجل إجناز‬

‫‪ - 1‬راجع املواد ‪ 18-17-16‬من قانون ‪.19/87‬‬


‫‪ - 2‬راجع املادة ‪ 05‬و املادة ‪ 06‬من قانون ‪. 16/08‬‬
‫‪ - 4‬راجع املادة ‪ 02‬من القانون ‪ ، 03/10‬و املادة ‪ 01‬من الرسوم التنفيذي ‪.326/10‬‬
‫‪ - 5‬راجع املادة ‪ 03‬و املادة ‪ 09‬من القانون ‪.19/87‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫مهام موكله إليهم ‪ ،‬كاملزارع النموذجية _ مؤسسات التكوين و البحث _ معاهد التنمية ‪ ،‬و اليت ال يتضمنها‬
‫االمتياز ‪.‬‬

‫اثنيا ‪ :‬مدة العقد‬


‫تعد املادة يف عقد االمتياز الفالحي عنصرا جوهراي ‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ 476‬من القانون املدين أنه البد‬
‫من حتديد مدة اإلجيار ‪.‬‬

‫و نصت املادة ‪ 04‬من القانون ‪ 03/10‬على مدة عقد االمتياز و اليت تكون مقدرة كحد اقصى ب ـ ـ ـ ‪ 40 :‬سنة‬
‫قابلة للتجديد بناءا على طلب املستفيد و يف حالة و فاته تنتقل للورثة و يسري العقد من اتريخ نشره يف احملافظة‬
‫العقارية ‪.1‬‬

‫‪ -3‬دفرت الشروط عقد االمتياز الفالحي ‪:‬‬


‫يعرف على أنه وثيقة إدارية حتررها اإلدارة و اليت مبوجبها تطم الصفقات العمومية ‪ ،‬لتنفذ إدارهتا يف‬
‫االست الن و حتتوي على ثالث أنواع حمددة يف املادة ‪ 26‬من قانون الصفقات العمومية ‪ 2‬و هي ‪:‬‬

‫‪ -‬دفاتر البنود العام املطبقة على كل صفقات االش ان‪.‬‬


‫‪ -‬دفاتر التعليمات ا اصة‪.‬‬
‫‪ -‬دفاتر التعليمات املشرتكة اليت حتدد الرتتيبات التقنية ‪.‬‬

‫و من خالن ماسبق نستخلص ان دفرت الشروط هو جزء من العقد و لير منفصال ‪ ،‬حيث يتم امضائه بني‬
‫املست مر و الديوان الوطين لألراضي الفالحية ‪ ،‬لتستكمل اإلجراءات بعد ذلك و يتم حترير العقد و إمضائه من‬
‫طرف إدارة أمالا الدولة فقط دون املست مر ‪ ،‬الذي يكتفي إبمضاء دفرت الشروط فقط و عليه نقون أن دفرت‬
‫الشروط هو جزء ال جيزا عن عقد االمتياز ‪.‬‬

‫و عليه نقون أن دفرت الشروط هو مرحلة متهيدية إلجراءات حتويل حق االنتفاع الدائم إىل حق االمتياز‪ ،‬وهو ما‬
‫سنتطرق اليه يف الفرع األون و جزاء التخلف عن إجراءات التحويل يف الفرع ال اين ‪.‬‬

‫‪ - 1‬راجع املادة ‪ 06‬من امللحق ال الث من دفرت شروط االمتياز على االراضي الفالحية ‪.‬‬
‫‪- 2‬املرسوم الرائسي رقم ‪ 247/15‬املؤرخ يف ‪ 2005/09/16‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام ‪ ،‬ج ر رقم ‪.50:‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬اآلاثر املرتتبة عن عقد االمتياز الفالحي ابلنسبة للمستثمر صاحب االمتياز‬
‫على اعتبار أن عقد االمتياز من العقود امللزمة لل جانبني فهو يرتب آاثرا يف مواجهة أطرافه ‪ ،‬حيث يتحمل‬
‫كل منهما التزامات و يكتسب حقوق وفق ما جاء به القانون ‪ 03/10‬و هذا مايعرف آباثر عقد االمتياز‬

‫كما جند أن هذا القانون قد اعطى السلطة املاحنة من الصالحيات ملمارسة الرقابة ‪ ،‬فما هي ى ار عقد االمتياز‬
‫ابلنسبة ألطرافه ؟‬

‫أوال ‪ :‬آاثر ابلنسبة للمستثمر صاحب االمتياز‬

‫يتم ل اآلاثر اليت يرتبها عقد االمتياز يف مجلة احلقوق املكتسبة و االلتزامات اليت يتحملها ‪ ،‬لذا سنحاون‬
‫ابراز احلقوق و االلتزامات للمست مر صاحب االمتياز و حقوق الدولة ماحنة االمتياز‬

‫‪ -‬احلقوق اليت يكتسبها املستثمر صاحب االمتياز‬

‫منح القانون ‪ 03/10‬و كذا املرسوم التنفيذي ‪ 326/10‬حقوقا للمست مر الفالحي صاحب االمتياز ‪،‬‬
‫غري أنه قيدها بشروط و شكليات يرتتب على خمالفتها بطالن التصرفات نذكرها حسب ورودها يف املرسومني‬
‫املذكورين أعاله كما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬احلق االمتياز على األراضي الفالحية و االمالك السطحية املتصلة هبا ‪:‬‬

‫و هو أهم حق يرتتب عن عقد االمتياز ‪ ،‬من حيث مبوجبه حيق للمستفيد است الن األرض ومجيع األمالا‬
‫السطحية املتصلة هبا ‪.1‬‬

‫ب‪ -‬احلق يف تكوين مستثمرة الفالحية فردية ‪:‬‬

‫نصت املادة ‪ 11‬من قانون ‪ 03/10‬على جواز أن خيتار صاحب االمتياز تشكيل مست مرة فالحية فردية ‪ ،‬و‬
‫ذلك بتقداه طلبا لدى الديوان الوطين لألراضي الفالحية ‪.‬‬

‫‪ -2‬راجع املادة ‪ 04‬فقرة ‪ 01‬من القانون ‪.03/10‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫ج‪ -‬احلق يف ابرام عقود الشراكة ‪:‬‬

‫حيق للمستفيد أن يطم عقود مع اشخاص طبيعيني حاملني للجنسية اجلزائرية أو اشخاص معنية خاضعني‬
‫للقانون اجلزائري ‪ ،‬وجيب شهر عقد الشراكة ‪ ،‬حيث يقع على عاتق املوثق ابالغ الديوان الوطين لألراضي‬
‫الفالحية‪.1‬‬

‫د‪ -‬احلق يف االنضمام إىل مجعيات مهنية للفالحني ‪:‬‬

‫حيق للمستفيد من االنضمام جلمعية مهنية فالحية هبدف ترقية نشاطهم الفالحي و املهين ‪ ،2‬كما هلم احلق يف‬
‫إنشاء تعاونيات فالحية مبوجب عقد رمسي ‪.3‬‬

‫ه‪ -‬احلق يف طلب فسخ عقد االمتياز ‪:‬‬

‫حيق للمستفيد اهناء مدة االمتياز قبل انقضاء املدة (‪ 40‬سنة) مبعىن انسحابه من املست مرة الفالحية بناءا على‬
‫طلبه‪.‬‬

‫‪ -‬التزامات املستثمر صاحب االمتياز ‪:‬‬

‫إىل جانب احلقوق اليت يكتسبها املستفيد صاحب املست مرة ‪ ،‬فقد القى املشرع اجلزائري على عاتقه‬
‫جمموعة من االلتزامات مبوجب القانون ‪ 03/10‬وتتم ل فيما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬إلتزامه ابالعتناء ابألرض ‪:‬‬

‫جيب على املست مر الفالحي است الن األرض الفالحية على الوجه املمنوح و عدم حتويل األرضي عن طابعها‬
‫الفالحي‪ ،‬و ال اية من هذا االلتزام تفادي ترا و إمهان األراضي الفالحية ‪ ،‬و هذا ما يهدف لتحقيقه القانون‬
‫‪. 03/10‬‬

‫‪ -1‬راجع املادة ‪ 21‬من القانون ‪.03/10‬‬


‫‪ -2‬راجع املادة ‪ 50‬من القانون ‪ 16/08‬التعلق ابلتوجيه الفالحي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬راجع املادة ‪ 53‬من قانون ‪.16/08‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫ب‪ -‬إلتزامه ابكتتاب عقود التأمني ‪:‬‬

‫يلتزم املست مر ابكتتاب عقد اتمني لكل نشاطاته الفالحية ‪ ،‬ويتعلق األمر مبن حصلو على دعم أو مساعدة من‬
‫قبل الدولة ‪.‬‬

‫و يكون التامني‪ 1‬عن خماطر احلرائق _ هالا املاشية _ الفيضاانت ‪ ،‬حيث أنشات الدولة صندوق ضمان‬
‫الكوارث الزراعية مبوجب املادة ‪ 202‬من قانون ‪ 20/87‬املؤرخ يف ‪ 1987/12/23‬املتعلق بقانون املالية لسنة‬
‫‪.1988‬‬

‫ت‪ -‬إلتزامه بدفع االاتوة ‪:‬‬

‫دفع اإلاتوة يعتط أهم التزام يقع على عاتق صاحب االمتياز و ذلك بنص املادة ‪ 04‬فقرة ‪ 01‬من القانون‬
‫‪ ، 03/10‬وهي حق مايل للدولة يرتتب على ذمة اعضاء املست مرة و يتم حتديده ضمن قوانني املالية السنوية ‪ .‬و‬
‫تدفع اإلاتوة إىل صندوق مفتشية أمالا الدولة ‪ ،‬و ختص األراضي فقط دون األمالا السطحية ‪ ،‬و تكون حسب‬
‫املناطق ذات اإلمكانيات الفالحية و اصناف األراضي‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اآلاثر املرتتبة عن عقد اإلمتياز الفالحي ابلنسبة للدولة صاحبة اإلمتياز‬

‫‪ -‬حقوق الدولة ماحنة االمتياز‬


‫نصت املادة ‪ 5‬من القانون ‪ 14/08‬املؤرخ يف ‪ 3 2008 07/20‬على أن األمالا الوطنية تست ل و‬
‫تستصلح‪ ،‬حبكم طبيعتها و غرضها او استعماهلا لتحقيق األهداف املسطرة هلا‪ ،‬إما من قبل هيثات الدولة و‬
‫اجلماعات العمومية املالكة‪ ،‬و أما مبوجب أشخاص معنويني من أشخاص القانون العام‪ ،‬و من خالن هذه املادة‬
‫يتبني أن ادارة أمالا الدولة و كذا الديوان الوطين لألراضي الفالحية قد أصبحوا مبفهوم نص هذه املادة مم لني‬
‫للدولة يف ملكية الرقبة و حق رقا بة االست الن و تسيري هذه األمالا سواء من جانب اإلداري يف حترير العقود أو‬
‫مراقبة عملية االست الن األم ل هلذه األراضي ‪ ،‬غلى جانب احلقوق املمنوحة للمست مر صاحب االمتياز ابعتباره‬
‫صاحب مان عقاري فإن الدولة مالكة الرقابة هلا حق الشفعة يف حالة التنازن ‪.‬‬

‫‪ - 1‬راجع املادة ‪ 02‬من االمر ‪ 07/95‬املؤرخ يف ‪ 1995/ 01/ 25:‬املتضمن التأمينات ‪ ،‬ج ر رقم ‪.13‬‬
‫‪- 2‬راجع املادة ‪ 41‬من قانون املالية لسنة ‪ 2010‬و التعليمة ‪ 5006‬بتاريخ ‪.2014/05/13‬‬
‫‪- 3‬القانون ‪ 14/08‬املؤرخ يف ‪ 2008/08/20‬املعدن و املتمم للقانون ‪ 30/90‬املتضمن قانون األمالا الوطنية ‪ ،‬اجلريدة الرمسية الصادرة يف‬
‫‪ ،2008/08/03‬عدد ‪.10‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬تطبيق عقد اإلمتياز يف جمال النقل اجلوي (الطريان املدين )‬
‫يعتط جمان الطريان املدين من اجملاالت اليت حاولت اجلزائر حتريرها ‪ ،‬ب رض تقدمي أفضل ا دمات للمواطنني‬
‫و تلبية احتياجات اجلمهور ‪ ،‬لذلك تدخل املشرع اجلزائري لتنظيم قطاع النقل اجلوي مباشرة بعد االستقالن و‬
‫ذلك بصدور أون قانون ينظم الطريان املدين سنة ‪ 1964‬و هو القانون رقم ‪ 166/64‬املتعلق اب دمات اجلوية‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تنظيم عقد اإلمتياز يف جمال قطاع الطريان املدين‬


‫متاشيا مع التحوالت اجلديدة اليت عرفتها اجلزائر يف إطار حماولتها إلصالح املرافق العامة و حتسني مرفق‬
‫النقل اجلوي لتقدمي أفضل ا دمات ‪ ،1‬صدر القانون ‪ 06/98‬الذي حيدد القواعد العامة للطريان املدين‪ ، 2‬و‬
‫الذي نظم ثالثة أنواع من نشاطات املرفق النقل اجلوي و تتم ل يف ‪:‬‬

‫‪ -1‬البناء الطرياين و الرقابة التقنية و صيانة الطائرات‬


‫من خالن املادة ‪ 335‬و املادة ‪ 437‬من قانون ‪ 06/98‬الذي حيدد القواعد العامة للطريان املدين ‪ ،‬يتضح‬
‫أن نشاطات البناء و الرقابة التقنية و صيانة الطائرات حمتكرة من طرف الدولة و يرجع هذا إىل أسباب سيادية ‪،‬‬
‫لكون املطار من املنشآت و اهلياكل القاعدية للدولة اليت تعط بواسطتها على سيادهتا ‪ ،‬و ألسباب أمنية نتيجة‬
‫استهداف قطاع الطريان اجلوي يف ذلك الوقت من طرف املنظمات اإلرهابية يف معظم مناطق العامل مبا فيها‬
‫اجلزائر‪.‬‬

‫‪ -2‬نشاطات املطارات و احملطات اجلوية و حمطات الطوافات‬


‫حسب مضمون املادة ‪ 8‬من قانون رقم ‪ ، 06/98‬جند أن كل النشاطات املتعلقة و احملطات و كيفية‬
‫است الهلا من اختصاص الدولة ‪ ،‬كما اكن فقط لألشخاص الطبيعيني من جنسية جزائرية أو االعتبارين ا اضعني‬
‫للقانون اجلزائري االستفادة من امتياز إنشاء أو است الن حمطة جوية أو مطار أو حمطة طوافات‪.‬‬

‫‪ - 1‬موسى عتيقة‪ :‬االمتيا ز كوسيلة لتسيري املرفق العام يف إطار التحوالت اجلديدة يف اجلزائر مع دراسة جتربة اجلزائر يف جمان الطريان املدين ‪،‬أعمان‬
‫امللتقى الوطين "التسيري املفوض للمرافق العامة من طرف أشخاص القانون ا اص "كلية احلقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عبد الرمحان ‪ ،‬جباية ‪ ،‬يومي‬
‫‪ 28 – 27‬افريل ‪ ، 2011‬ص ‪.121‬‬
‫‪- 2‬قانون رقم ‪ ، 06/98‬مؤرخ يف ‪ 27‬جوان ‪ ، 1998‬حيدد القواعد العامة املتعلقة ابلطريان املدين ‪ ،‬ج ر ج جعدد ‪ ، 48‬املعدن و املتمم ابلقانون‬
‫رقم ‪ ، 05/2000‬املؤرخ يف ‪ 06‬ديسمط ‪ ،2000‬املعدن و املتمم ابألمر رقم ‪ 10/03‬مؤرخ يف ‪ 13‬أوت ‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪. 48‬‬
‫‪ - 3‬تنص املادة ‪ 35‬فقرة ‪ 2‬من قانون رقم ‪ ، 06/68‬مرجع سابق ‪ ،‬على ما يلي ‪" :‬تضمن الدولة بناء و صيانة الطائرات و جيب عليها أن تتأكد ابن‬
‫استخدام الطائرة املبنية على إقليمها و‪/‬او املقيدة يف سجل ترقيم الطريان التابع هلا ‪ ،‬جيري يف ظروف إست الن تقنية حيددها صانع الطائرة و مطابقة‬
‫للمقايير للمالحة "‪.‬‬
‫‪ - 4‬تنص املادة ‪ 37‬من نفر القانون على ما يلي ‪ ":‬ختضع كل الطائرات للرقابة التقنية للدولة "‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫أما املادة ‪ 41‬فقرة أوىل من القانون ‪ 06/98‬السالف الذكر فتنص على أن السلطة املكلفة ابلطريان املدين هي‬
‫املختصة مبنح االمتياز يف هذا النوع من النشاط ‪.1‬‬

‫‪ -3‬نشاط اخلدمة اجلوية و االمتياز‬


‫مت تنظيم االمتياز يف هذا النشاط يف العديد من النصوص القانونية‪ ،‬و على رأسها القانون ‪06/98‬‬
‫السالف الذكر‪ ،‬إذا اعتط هذا األخري مبوجب املادة ‪ 115‬منه ‪ ،‬أن نشاط النقل اجلوي لألشخاص و البضائع‬
‫ملكية عامة‪ ،‬و هذا يعين أنه يشكل مرفقا عاما‪ ،‬و نصت على إمكانية منح االمتياز يف هذا النشاط‪ ،‬و حتديد‬
‫املواضيع اليت اكن أن تكون حمل االمتياز ‪ ،‬كما نصت على أن منح االمتياز يكون من اختصاص السلطة املكلفة‬
‫ابلطريان املدين يف شكل امتياز عام حلق االست الن و امتياز خاص الست الن خط جوي معني ‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬إتفاقيات إمتياز مع شركات الطريان‬


‫قامت السلطة املكلفة ابلطريان مبنح االمتياز است الن خدمات النقل اجلوي مبوجب اتفاقيات لعدة شركات‬
‫و هي‪:‬‬

‫‪ -1‬اتفاقية االمتياز مع شركة اخلليفة الطريان‬


‫مت منح امتياز لشركة ا ليفة لطريان عن طريق الرتاضي حبيث مل ختضع منح هذه االمتياز ملبادئ الشفافية و‬
‫املنافسة‪ ،‬و مت توقيع على اتفاقية امتياز النقل اجلوي و دفرت شروطها مع " شركة ا ليفة للطريان " بتاريخ ‪01‬‬
‫جويلية ‪ ،2001‬و مبوجب هذه االتفاقية تكون هذه األخرية مسؤولة على إدارة االست الن و ضمانه وفقا ما هو‬
‫منصوص يف املرسوم التنفيذي ‪ 43/2000‬و كذا املرسوم التنفيذي ‪.337/2000‬‬

‫‪ -2‬اتفاقية االمتياز مع شركة انتينيا للطريان‬


‫أبرمت بنفر اإلجراءات اليت أبرمت االتفاقية السالفة الذكر ‪ ،‬و يف نفر التاريخ ‪ ،‬و مت حتديد مدهتا ب‬
‫‪ 10‬سنوات مبقابل دفع حقوق االمتياز املقدر ب ‪ 585000‬دج ‪ ،‬حبيث استفادت هذه الشركة من امتياز عام‬
‫است الن ا طوط الداخلية و امتياز است الن ‪ 21‬خطا دويل حنو أورواب ن و كون شركة انتينيا اتبعة جملموعة‬
‫الشركات " ا ليفة " فإن هذه االتفاقية مل خيتلف مصريها عن مصري االتفاقية السابقة ‪ ،‬و مت منح االمتياز مبوجب‬

‫‪ - 1‬انظر املادة ‪ 41‬من قانون ‪ ، 06/98‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 41/02‬يتضمن املصادقة على اتفاقية است الن خدمات النقل اجلوي املمنوحة لشركة‬
‫الطريان " أنتينيا لطريان " و كذا دفرت الشروط املوافق هلا ‪.1‬‬

‫‪ -3‬اتفاقية االمتياز مع شركة ايكواير الدولية‬


‫أبرمت كذلك هذه االتفاقية بنفر اإلجراءات اليت أبرمت االتفاقيتني السالفتني الذكر ‪ ،‬و يف نفر التاريخ‬
‫‪ ،‬و مت حتديد مدهتا ب‪ 10‬سنوات مبقابل ‪ 18‬خطا دويل (‪ 16‬حنو أورواب و ‪ 2‬حنو الشرق األوسط ) ‪ ،‬و مت منح‬
‫االمتياز مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 41/02‬يتضمن املصادقة على اتفاقية امتياز است الن خدمات النقل اجلوي‬
‫املمنوحة لشركة الطريان " ايكواير الدولية و كذا دفرت الشروط املرافق هلا ‪.2‬‬

‫و جتدر اإلشارة أن هذه الشركات ختضع است الهلا لقواعد است الن ا دمات اجلوية للنقل العمومي و فقا‬
‫للنصوص القانونية السالفة الذكر و اليت مت تنظيمها يف بنود هذه االتفاقيات و دفاتر شروطها و تتميز ساحة‬
‫ا دمات اجلوية إبحتكار شركة ا طوط اجلوية اجلزائرية للخدمات اجلوية للنقل العمومي ‪،‬و هذا منذ االستقالن‪،‬‬
‫رغم أن القانون مل انع وجود مؤسسات خاصة تقوم ابلنقل العمومي اجلوي لكن يف اجملان العملي هناا احتكار‬
‫من طرف مؤسسة واحدة و هي شركة ا طوط اجلوية اجلزائرية ‪.‬‬

‫املبحث الثاين املنازعات املتعلقة بعقد اإلمتياز يف نطاق إستغالل األمالك الوطنية اخلاصة للدولة‬

‫املطلب االول ‪ :‬املنازعات الناشئة عن عقد اإلمتياز‬


‫إن املنازعات الناجتة عن عقد االمتياز هي منازعات انجتة عن العقد يف حد ذاته ‪ ،‬وهي تلك الواقعة بني‬
‫مانح االمتياز و امللتزم (الفرع االون ) و أخرى انجتة عن استعمان املرفق العام حمل االمتياز و تتم ل يف ‪:‬‬

‫‪ -‬املنازعات بني امللتزم و املنتفعني (الفرع ال اين )‪.‬‬


‫‪ -‬املنازعات بني مانح االمتياز و املنتفعني (الفرع ال الث)‪.‬‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفبذي رقم ‪ ،41/02‬مؤرخ يف ‪ 14‬يناير ‪ ، 2002‬يتضمن املصادقة على اتفاقية امتياز است الن خدمات النقل اجلوي املمنوحة لشركة‬
‫الطريان" أنتينيا للطريان " و كذا دفرت الشروط املوافق هلا ‪ ،‬ج ر ج ج ‪ ،‬عدد ‪ ، 04‬صادر يف ‪ 16‬يناير ‪.2002‬‬
‫‪-2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ، 41/02‬مؤرخ يف ‪ 14‬يناير ‪ ، 2002‬يتضمن املصادقة على اتفاقية امتياز است الن خدمات النقل اجلوي املمنوحة لشركة‬
‫الطريان " أنتينيا للطريان " و كذا دفرت الشروط املوافق هلا ‪ ،‬ج ر ج ج ‪ ،‬عدد ‪ ، 04‬صادر يف ‪ 16‬يناير ‪.2002‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫الفرع االول ‪ :‬املنازعات الناشئة بني مانح االمتياز و امللتزم‬


‫إن حتديد نوع املنازعات القائمة بني اإلدارة ماحنة و االمتياز و امللتزم يطرح إشكالني ‪:‬‬

‫األون‪ :‬تكون يف حتديد اجلهة القضائية املختصة ابلنظر فيها ‪.‬‬

‫ال اين ‪ :‬حتديد نوع الدعاوى الناشثة عن عقد االمتياز ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬حتديد اجلهة القضائية املختصة‬


‫إن حتديد اجلهة القضائية املختصة يف اجلزائر يعتمد على املعيار العضوي ‪ ،‬و هذا طبقا لنص املادة ‪800‬‬
‫من القانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية اليت جتعل املنازعات اليت تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو املؤسسة‬
‫عمومية ذات طابع إداري طرفا فيها من اختصاص احملاكم اإلدارية‪.‬‬

‫و يف ذات املعىن اعرتف جملر الدولة يف قراره الصادر بتاريخ ‪ 2004/03/09‬ال رفة ال ال ة ‪ ،‬امللف رقم‬
‫‪ ، 11950‬قضية شركة نقل املسافرين ضد رئير بلدية وهران ابختصاص القضاء اإلداري ابلنظر يف الدعاوى‬
‫الناجتة عن عقد االمتياز ‪.1‬‬

‫"فبالنسبة للمنازعات اليت تنشا بني اإلدارة ماحنة االمتياز و امللتزم ‪ ،‬فإهنا من اختصاص ال رف اإلدارية ‪...‬و ذلك‬
‫لكوهنا تتعلق بعقد إداري "‬

‫فإذا كان القضاء اإلداري خمتص بنظر الدعاوى الناشثة عن عقد االمتياز ‪ ،‬فما نوع هذه الدعاوى ؟‪.‬‬

‫اثنيا ‪ :‬حتديد نوع الدعاوى يف عقد االمتياز‬


‫ابلرجوع دائما بقانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية يف املادة ‪ 801‬و عند حتديده لإلجراءات و األحكام مل‬
‫ينص إال تلك املتعلقة ابلقرارات اإلدارية و مل حيدد اإلجراءات ا اصة ابلعقود اإلدارية ‪.‬‬

‫إن أهم نوعني من أنواع الدعاوى حسب أحكامه هي دعوى اإلل اء‪ ،‬و دعوى القضاء الكامل ن وابلرجوع إىل‬
‫عقد االمتياز ن و يف حالة اختاذ السلطة ماحنة االمتياز بعض القرارات كتعديل بعض الشروط أو فسخ العقد ‪ ،‬ال‬
‫اكن للملتزم أن يطعن ضد هذه القرارات ابإلل اء الهنا من قبيل األعمان الداخلية لتنفيذ العقد‪ ،‬و ليست أعماال‬
‫منفصلة عنه‪ ،‬فهي سلطات مقررة لإلدارة مبوجب العقد سواء كان ذلك صراحة أو ضمنيا‪ ،‬و ابلتايل ال الك‬
‫امللتزم يف مواجه و هذه القرارات إال دعوى القضاء الكامل اليت تسمح له ابلتعويض‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر يف هذا الشأن جملة جملر الدولة ‪ ،‬العدد ‪ ، 05‬سنة ‪ ، 2004‬ص ‪.212‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬املنازعات الناشئة بني امللتزم و املنتفعني‬


‫إن املنازعات الناشثة بني امللتزم و املنتفعني من خدمات املرفق هي من اختصاص القضاء العادي ‪ ،‬ذلك‬
‫أن العقود املطمة بني الطرفني هي عقود خاصة و ليست إدارية النتفاء شرط وجود شخص عام كطرف فيها ‪،‬‬
‫وعليه طبقا للمعيار العضوي املعتمد ‪ ،‬فإن املنازعات القائمة خيتص القضاء العادي ابلفصل فيها‪ ،‬حىت و ان‬
‫كانت العالقة اليت تربط بني امللتزم و املنتفعني تعتمد مباشرة على دفرت الشروط‬

‫و هذه األموان اليت تبقى ملكا للملتزم ‪ ،‬هي ابلضرورة أموان مملوكة للملتزم سواء يف بداية عقد االمتياز ‪ ،‬أو أثناء‬
‫تنفيذ العقد ‪ ،‬و مع ذلك يالحظ أنه إذا كانت األموان اليت تبقى مملوكة له إال أن لير كل مان مملك للملتزم يظل‬
‫مملوكا بعد انتهاء عقد االمتياز ‪ ،‬فقد يؤون املان مبقابل إىل الدولة بنما كان مملوكا للملتزم أثناء العقد حيث يطلق‬
‫على هذه األموان "الدومني ا اص للملتزم "‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التسوايت القضائية و الودية ملنازعات عقد اإلمتياز‬


‫جتسيدا ملبدأ املش روعية يلزم خضوع كل عمل إداري لرقابة قضائية مبا يعين أن كل التصرفات أو النشطات‬
‫اليت تقوم هبا اإلدارة جيب أن تكون يف إطار القانون و يف إطار ذلك جيب على الدولة من أجل ضمان و حتقيق‬
‫مبدأ املشروعية جيب االستناد على جمموعة من األسر التالية ‪.‬‬

‫‪ -‬خضوع الدولة للقانون ‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ الفصل بني السلطات ‪.‬‬

‫‪ -‬خضوع اإلدارة للقانون و للرقابة القضائية ‪.‬‬

‫و ابعتبار أ ن عقد االمتياز يضم يف احد اطرافه شخص من أشخاص القانون العام و معظم األعمان اليت‬
‫تصدر منه أعمان إدارية هتدف لتحقيق النفع العام ما جيعلها متمتعة ابمتيازات السلطة العامة حيث تكون‬
‫يف مركز أقوى من امللتزم معها فلذلك و نتيجة هلذه السلطات اكن أن تقوم بتصرف غري مشروع من شانه‬
‫خوق حدود مبدأ املشروعية ما ينتج عنه ترتيب منازعة إدارية ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬هناية عقد اإلمتياز‬


‫و ينتهي عقد االمتياز هناية طبيعية ابنتهاء مدته شانه شان سائر العقود اإلدارية و قد ينتهي هناية مبتسرة‬
‫قبل حلون األجل احملدد له ‪ ،‬و بذلك نتطرق إىل طبيعة هنايته يف املطلب األون وهنايته املسبقة يف املطلب ال اين ‪،‬‬
‫و نتعرف من خالن املطلب األخري على نتائج هناية عقد االمتياز ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬النهاية الطبيعية لعقد االمتياز‬


‫و تتم ل يف طريقة واحدة و منطقية و هي هناية احملددة يف العقد ‪ ،‬حيث أن االمتياز عقد غري مؤبد فهو‬
‫أبي حان من األحوان ال يعتط تنازن من اإلدارة عن املرفق العام ‪ ،‬و بنهاية املدة املتفق عليها بني امللتزم و مانح‬
‫االمتياز تتوقف و تنتهي مجيع التزامات و حقوق الطرفني فال اكن هلما متديد مدة االمتياز اليت اتفقا عليها لكن‬
‫اكن هلما جتديد العقد‪.‬‬

‫و بعد التجديد حيافظ العقد على نوعه فيبقى عقد امتياز ‪ ،‬لكن يف حالة جتديده فان اإلدارة إذا ارادت أن يبقى‬
‫املرفق مسريا من قبل ا واص فإهنا ستلجأ حتما إىل طريقة أخرى وهي التأجري ‪ ،‬ذلك أن املنشآت الالزمة لتأجري‬
‫املرفق موجودة ‪ ،‬و هذا ما أكدته التعليمة ‪ 842/3‬بقوهلا‬

‫) " و على هذا األساس فقد حيدث أن تكون منشآت املرفق العام الضرورية الست الله قائمة أثناء إبرام العقد ‪...‬‬
‫و اليت تكون قد أقيمت من طرف ملتزم سابق مل جيدد عقد امتيازه أو فسخه ‪ ،‬أو إهنا أقيمت من طرف‬
‫اجلماعات احمللية نفسها و يف اإلطار فان است الن املرفق العام ال يكون حمل امتياز و إمنا حمل أتجري ‪("1‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬النهاية املسبقة لعقد االمتياز‬


‫قد ينتهي عقد االمتياز كما هو شأن ابلنسبة إىل سائر العقود اإلدارية قبل املدة احملددة لنفاذه و لكن‬
‫عقد االمتياز ينفرد دون سائر العقود اإلدارية ‪ ،‬خباصيتني أساسيتني تقوم عليهما األحكام املنظمة هلذا املوضوع‬
‫و مها ‪:‬‬

‫‪ -‬صلة العقد الوثيقة ابملرفق العام ‪ ،‬و اليت تزيد من فرص هناية العقد قبل ميعاده احملدد‪.‬‬
‫‪ -‬جسامة املبالغ اليت يستلزمها إعداد املرفق اليت تستوجب محاية امللتزم ‪.‬‬

‫‪ -1‬الصفحة ‪ 10‬من التعليمة ‪.842/3‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫و ترجع هذه النهاية املسبقة ألسباب متعددة و خمتلفة ‪ ،‬منها ما يعود إلرادة االدارة املنفردة كحالة اسرتدادها‬
‫للمرفق ‪ ،‬أو إسقاطها لاللتزام ‪ ،‬و منها ما يعود إلرادة امللتزم ‪ ،‬أو ألسباب أخرى متعددة يرتتب عنها فسخ عقد‬
‫االمتياز ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬إسقاط االمتياز‬


‫هو فسخ العقد من قبل اإلدارة إبرادهتا املنفردة كعقوبة للملتزم نتيجة إخالله اجلسيم بشروط و أحكام عقد‬
‫االمتياز‬

‫يؤدي صدور القرار إبسقاط االمتياز _ كعقوبة إلخالن امللتزم ابلتزاماته إخالال جسيما _ إىل انتهاء االمتياز هناية‬
‫مبتسرة ‪ ،‬و قبل انقضاء مدة العقد ‪.‬‬

‫اثنيا ‪ :‬اسرتداد املرفق‬


‫و هو عبارة إهناء اإلدارة لعقد االمتياز قبل هنايته الطبيعية دون خطا من جانب امللتزم ‪ ،‬و لكن مقابل‬
‫تعويضه تعويضا عادال ‪.‬‬

‫و االسرتداد هنا عبارة عن فسخ لعقد االمتياز ابإلرادة املنفردة لإلدارة دون إخالن من صاحب االمتياز ‪ ،‬و لكن‬
‫لدواعي حتقيق املصلحة العامة و احلفاظ عليها ‪.‬‬

‫و االسرتداد قد يكون منصوص عليه يف العقد وقد يكون مبوجب االتفاق بني األطراف املتعاقدة ‪ ،‬كما اكن‬
‫لل دارة ماحنة االمتياز ‪ ،‬اسرتداد االمتياز إبرادهتا املنفردة و دون رضى صاحب االمتياز مىت اقتضت ضرورات املرفق‬
‫العمومي ذلك ‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬فسخ االمتياز‬


‫ينتهي عقد االمتياز هناية است نائية قبل انقضاء مدة العقد بسبب فسخ العقد ‪ ،‬نظرا لتوفر إحدى حاالت‬
‫الفسخ املنصوص عليها يف دفرت الشروط فإذا كان الفسخ يضع هناية مسبقة للعقد ‪ ،‬فال يقتضي دوما كقاعدة‬
‫عامة ارتكاب امللتزم طا جسيم ‪ ،‬لذا ال يعتط فسخ العقد عقوبة تفرض على امللتزم إلخالله اباللتزامات املفروضة‬
‫عليه و يتحقق فسخ العقد االمتياز يف احلاالت التالية ’ الفسخ االتفاقي و هو الذي يتم ابتفاق الطرفني قبل هناية‬
‫املدة الطبيعية لالمتياز و هو يتم عن تراضي كامل بني اإلدارة و امللتزم‪ ،‬و مبقتضاه يتوىل الطرفان تقدير التعويض‬
‫الذي يناله امللتزم و كيفية دفعه ‪ ،‬و تلجا اإلدارة عادة إىل هذه الطريقة إذا قدرت صعوبة االلتجاء إىل طريق‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫االسرتداد ‪ .‬الفسخ حبكم القانون من أوضح األم لة هلذه الطريق حالة القوة القاهرة و حالة وفاة امللتزم ‪ .‬الفسخ‬
‫القضائي و أيخذ صورتني الفسخ القضائي بطلب من امللتزم و الفسخ القضائي بطلب من اإلدارة ماحنة االمتياز ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬نتائج هناية عقد االمتياز‬


‫إن النتيجة االوىل لنهاية االمتياز هي توقف أاثر العقد حيث تنتهي كل من التزامات و احلقوق امللتزم و‬
‫مانح االمتياز‪.‬‬

‫إال أن اإلشكان يطرح ابلنسبة ملصري األمالا املستعملة يف اإلدارة املرفق حمل االمتياز حيث يستعمل امللتزم يف‬
‫سبيل أعداد و انتشاء املرفق أنواع خمتلفة من االموان بعضها من قبيل العقارات و بعضها من املنقوالت ‪ ،‬و بعض‬
‫هذه األموان قد تكون مملوكة للسلطة ماحنة تضمني عقد االمتياز من تلك الشروط ال انع اإلدارة من اللجوء‬
‫السرتداد املرفق قبل هناية املدة لكونه حق تستأثر به لير ابستطاعتها (اإلدارة ) التنازن عليها أو تقيد حريتها يف‬
‫استعماهلا ‪.‬‬

‫حيث يتم االسرتداد بقرار إداري ابلرغم من وجود نص يقضي حبق اإلدارة يف اللجوء إليه إذا م ل هذا النص‬
‫كاشف و لير مقرر حلق جديد ‪.1‬‬

‫نتائج هناية عقد االمتياز‬

‫يستعمل امللتزم جمموعة خمتلفة من األموان يف سبيل إعداد و تسيري املرفق العام موضوع عقد االمتياز منها ما هو‬
‫من قبيل العقارات (كاملباين ‪ )...‬و منها ما هو منقون (كالسيارات ‪ )..‬بعضها مملوكة له و بعضها اآلخر تسلمه‬
‫اإلدارة ( كوضع أجزاء من الدومني العام الالزمة لالست الن حتت تصرفه )‪.‬‬

‫لكن اإلشكان الذي يطرح يتم ل ابلنسبة ملصري األموان و األمالا املستعملة يف تسيري املرفق حمل االمتياز حيث‬
‫أن امللتزم يف عقد االمتياز يف سبيل است الله و إعداده يستعمل جمموعة من األموان املختلفة سواء عقارات أو‬
‫منقوالت و بعض هذه األموان تكون ملك لإلدارة املاحنة لالمتياز كان تقوم اإلدارة بوضع حتت تصرف امللتزم‬
‫أجزاء معينة لالست الن ‪.‬‬

‫و لإلجابة على هذا اإلشكان اكن تقسيم هذه األمالا و تصنيفها إىل ثالث أنواع و هي ‪ :‬أمالا لإلرجاع ‪،‬‬
‫أمالا لالسرتداد ‪ ،‬أمالا خاصة‪.‬‬

‫‪ -1‬أكلي نعيمة‪:‬مرجع سابق ص ‪. 154 153‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫أوال ‪ :‬أمالك لإلرجاع (‪(biens de retour‬‬

‫هي جمموعة األمالا املستعملة حلسن سري املرفق و است الله حيث انه ابنتهاء عقد االمتياز اكن لإلدارة‬
‫اسرتجاعها إن ما رأت أن هذه األمالا ال اكن فصلها عن املرفق ‪.1‬‬

‫حيث تعتط هذه األموان جزء ال يتجزأ من االست الن و احلكمة من عدم انتقاهلا ( األموان ) إىل امللتزم مستمدة‬
‫من ضرورات حسن استمرار املرفق ‪.2‬‬

‫و قد تكون األموان اليت تؤون إىل اإلدارة املتعاقدة عقارية م ل األراضي و املصانع و التجهيزات العقارية و توابعها‪،‬‬
‫و قد تكون منقولة ‪ ،‬طاملا أهنا خمصصة للمرفق من ذلك األجهزة ‪ appareil‬و األدوات ‪ materiel‬و غري‬
‫ذلك من األموان املنقولة ‪.‬‬

‫لكن ما جيب التمييز و اإلشارة إليه ان رجوع هذه األمالا للسلطة املاحنة االمتياز يكون بطريقة جمانية يف حالة‬
‫هناية االمتياز بطريقة طبيعية أي ال وجود لتعويض العتبار أن امللتزم مع اإلدارة قد استويف حقوقه ابلكامل من‬
‫خالن اسرتجاعه ما مت دفعه يف تسيري املرفق ‪ ،‬أما يف حالة هناية عقد االمتياز هناية غري طبيعية ‪ .‬ما مل تكن النهاية‬
‫إبسقاط االلتزام فإنه يتم دفع تعويض للملتزم ‪ ،‬ذلك لكن هذا األخري أجل ابلتزاماته التعاقدية م ل ارتكابه طأ‬
‫جسيم ‪.‬‬

‫األمالك االسرتداد )‪( biens de reprise‬‬

‫هي تلك األموان املخصصة لالمتياز غري أمالا اإلرجاع و املستخدمة يف إطار املرفق موضوع االمتياز و‬
‫اليت يعود لصاحب االمتياز طيلة مدة االمتياز ‪.‬‬

‫لذلك اكن للدولة أن تسرتد هذه األمالا إن ما أرادت ذلك يف مقابل ذلك تلتزم بتعويض لصاحب االمتياز‬
‫حيث جند يف هذه اإلطار نص املادة ‪ 1/43‬من الفقرة ‪ 1‬من القرار الوزاري املشرتا املؤرخ يف ‪ 18‬نوفمط‬
‫‪ 1998‬و احملدد لدفرت الشروط النموذجي ملنح امتياز است الن ا دمات العمومية للتزويد ابملاء الشرب ‪3‬على‬

‫‪1‬‬
‫‪- ZOUAIMIA Rachid . op. p 100‬‬
‫‪ - 2‬حممد حممد عبد اللطيف‪ :‬تفويض املرفق العام ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ . 2002 ،‬ص ‪.236‬‬

‫‪ - 3‬قرار وزاري مشرتا مؤرخ يف ‪ 18‬نوفمط ‪ ، 1998‬و احملدد لدفرت الشروط النموذج ملنح امتياز است الن ا دمات العمومية لتزويد مباء الشرب ‪ ،‬ج‬
‫ر عدد ‪ ، 21‬مؤرخ يف ‪ 12‬أفريل ‪. 1998‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫أنه " اكن للسلطة ماحنة لالمتياز أن تسرتد مقابل تعويض األمالا االزمة لالست الن اليت موهلا كليا أو جزئيا‬
‫صاحب االمتياز و اليت ال تشكل جزءا أصليا من االمتياز " ‪.‬‬

‫األمالك اخلاصة )‪(biens propres‬‬

‫تتجسد األمالا ا اصة يف جمموعة األموان اليت تبقى ملكيتها للملتزم و اليت تكون خارج عن األمالا‬
‫امللزمة و املتصلة حبسن املرفق‪ ،‬حيث تكون للملتزم منذ البداية مستقلة عن املرفق ‪.‬‬

‫وانطالقام ن فكرة األموان اليت تشكل جزءا ال يتجزأ من املرفق نستخلص أنه ما يبقى من غري ذلك فهوملك‬
‫للملتزم ‪.1‬‬

‫‪ -2‬الفسخ حبكم القانون ‪ :‬من أوضح األم لة هلذه الطريق حالة القوة القاهرة و حالة وفاة امللتزم ‪.‬‬
‫‪ )1‬حالة القوة القاهرة ‪:‬‬
‫حيقق الفسخ حبكم القانون يف حالة القوة القاهرة إذا توافرت شروطها بطبيعة احلان و هي حسب املادة‬
‫‪ 12‬من خمتلف الظواهر الطبيعية االست نائية اليت ال اكن توقعها و ال مقاومتها و ال الت لب عليها و جتعل تنفيذ‬
‫ا دمة أو األش ان مستحيلة و خارجة عن نطاق إدارة صاحب االمتياز ‪.‬‬

‫و إبستحالة تنفيذ العقد فان اهلدف من إبرامه خيتفي و ابلتايل ينتهي العقد و حترر القوة القاهرة األطراف من‬
‫التزاماهتم التعاقدية ‪ ،‬ويعفى امللتزم من كل مسؤولية تعاقدية إزاء مانح االمتياز ‪.2‬‬

‫و يف هذه احلالة يتعني على اإلدارة ماحنة االمتياز نتيجة الفسخ‪ ،‬دفع تعويض مستحقا بعنوان‪ ،‬القيمة املضافة اليت‬
‫أتى هبا امللتزم على املرفق حمل االمتياز ‪.‬‬
‫‪ )2‬حالة وفاة امللتزم ‪:‬‬

‫يف األصل و انطالقا من نص املادة ‪ 108‬من القانون املدين اجلزائري ‪ ،‬فان أاثر العقد تنصرف إىل‬
‫املتعاقدين و ا لف العام و منهم الورثة ‪ ،‬و ابلتايل فان وفاة احد املتعاقدين ال تعين انتهاء أاثر العقد ‪ ،‬لكن‬
‫نفر هذه املادة و ضعت شرطا لذلك و هو كما نصت عليه ‪ " :‬ما مل يتبني من طبيعة التعامل أو نص القانون‬
‫إن هذا األثر ال ينصرف إىل ا لف العام "‬

‫‪ - 1‬أكلي نعيمة‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.158‬‬


‫‪ - 2‬املرسوم ‪ ، 308/96‬املتعلق ابمتياز الطرق السريعة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬املادة ‪ 12‬فقرة ‪.02‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫و ما نستنتجه من نص املادة إن طبيعة التعامل قد متنع انتقان أاثر العقد إىل ا لف العام‪ ،‬و يدخل يف إطار‬

‫‪1‬‬
‫طبيعة التعامل أن يكون شخص املتعاقد حمل اعتبار‪ .‬و ابلتايل فان وفاة املتعاقد تؤدي إىل انقضاء العقد‬

‫و إذا عدان إىل عقد االمتياز ‪ ،‬جند أن شخصية امللتزم هلا أمهية كبرية يف العقد إذا انه عقد ذو طابع شخصي و‬
‫تطبيقا للقاعدة العامة فان وفاة امللتزم تؤدي إىل انقضاء عقد االمتياز هذا من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى و‬
‫انطالقا من عقد االمتياز يف حد ذاته و الذي يلتزم امللتزم مبوجبه على التنفيذ شخصيا ‪ ،‬فان وفاة امللتزم ستحون‬
‫حتما و تنفيذ هذا االلتزام و ابلتايل يؤدي ذلك إىل هناية االمتياز ‪ ،‬إال يف حالة ما إذا وجد نص يؤكد خالف‬
‫ذلك ضمن دفرت الشروط ابلنص على إمكانية مواصلة الورثة ابست الن املرفق العام ‪.2‬‬

‫و هذا ما أشارت إليه صراحة املادة ‪ 10‬من القرار الوزاري املشرتا‪ ،‬املؤرخ يف ‪ 13‬سبتمط ‪ ، 1997‬احملدد‬
‫إلجراءات احلصون على امتياز است الن مياه احلمامات املعدنية ألغراض عالجية حيث تنص على انه " ال‬
‫اكن للورثة مواصلة است الن االمتياز يف حالة وفاة صاحب االمتياز "‪.‬‬

‫و ينتج عن ذلك أن الوفاة ليست دائما سببا يف هناية االمتياز و خيرج بذلك االمتياز عن القاعدة العامة‪.‬‬

‫‪ -3‬الفسخ القضائي ‪ :‬و أيخذ صورتني ‪:‬‬


‫أ‪ -‬الفسخ القضائي بطلب من امللتزم ‪:‬‬

‫و حيدث يف حالتني‬

‫حالة إخالن اإلدارة ماحنة االمتياز ابلتزاماهتا التعاقدية ‪ ،‬م ل عدم حتقيقها للمزااي اليت التزمت هبا جتاه امللتزم‪ ،‬و‬
‫هذا تطبيقا للقاعدة العامة للعقود اليت تسمح ألحد الطرفني املتعاقدين بطلب فسخ العقد الرابطة القانونية بينهما‬
‫يف حالة إخالن الطرف األخر ابلتزاماته ‪.‬‬

‫و يف حالة حدوث اضطرار للملتزم بسبب است الن اإلدارة ماحنة االمتياز حبقها يف التعديل و قد نصت التعليمة‬
‫‪ 842/3.94‬الصفحة ‪ 07‬على ذلك إذا جاء فيها ‪:‬‬

‫" غري انه أصاب امللتزم ضررا بسبب هذه التعديالت كإخالن التوان املايل للعقد ‪ ،‬جيوز له أن يطلب التعويض أو‬

‫‪ - 1‬راضية بن مبارا ‪ :‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 79‬‬


‫‪ -2‬راضية بن مبارا ‪ :‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 101‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫الفسخ " ‪.1‬‬

‫فإذا حتقق إحدى احلالتني متكن امللتزم من طلب فسخ عقد االمتياز من اجلهة القضائية املختصة اليت تقدر حجم‬
‫األضرار الالحقة ابمللتزم و تقرر التعويض املناسب ‪.2‬‬

‫ب‪ -‬الفسخ القضائي بطلب من اإلدارة ماحنة االمتياز ‪:‬‬

‫حيث يرتتب على كل تقصري من امللتزم اباللتزامات اليت تضمنها دفرت الشروط فسخ عقد االمتياز ‪ ،‬مببادرة‬
‫من اإلدارة ‪ ،‬و ذلك بعد أن تستويف كل اإلجراءات القانونية املتم لة أساسا يف توجيه االعذار لصاحب االمتياز ‪،‬‬
‫ز إخطارها ابملخالفات املنسوبة اليه و الطلب منه إزالة األسباب و املسببات املؤدية لفسخ االمتياز ‪.‬‬

‫و ال خيون هذا النوع من الفسخ القضائي لإلمتياز أي حق يف التعويض للملتزم عن األضرار أو ا سائر اليت‬
‫‪3‬‬
‫تكبدها نتيجة هذا الفسخ‬

‫‪ - 1‬التعليمة رقم ‪ ، 842/3.94‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.07‬‬


‫‪ :- 2‬صابري منان ‪ :‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ - 3‬صابري منال ‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.103- 102‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالك الوطنية‬

‫خالصة الفصل الثاين ‪:‬‬

‫خالصة الفصل ال اين أنه من خالن تطرقنا إىل تطبيقات عقد اإلمتياز يف تسيري األمالا الوطنية ا اصة للدولة‬
‫حيث تكمن األمهية يف كيفية و أجنع الطرق الست الن إتفاقيات عقد اإلمتياز وعليه جيب على الدولة تشريع‬
‫قوانني أك ر جتاواب مع الواقع اإلقتصادي ألجل جلب و تشجيع االست مارات و إعطاء ضماانت كافية للمتعاملني‬
‫اإلقتصاديني و املست مرين حتت مبدأ املعاملة املنصفة و العادلة‬

‫‪57‬‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخـ ـ ـ ـ ـ ــات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫خـــــــــــــــاتــــــــمـــــــة ‪:‬‬

‫منذ االستقالن عرف عقد االمتياز عدة تشريعات نتيجة التحوالت السياسية واالقتصادية اليت عرفتها‬
‫اجلزائر ‪ ،‬ونظرا ملكانته كوسيلة من وسائل اإل دارة يف تسيري االمالا الوطنية ا اصة حيث يعتط كطريقة است نائية‬
‫جلأت اليها الدولة الست الن بعض املصاحل العمومية وتشجع فكرة إنشاء مؤسسات تشاركيه هتدف اىل املسامهة يف‬
‫القطاع االقتصادي الوطين من خالن الشراكة مع القطاع ا اص هبدف تقدمي خدمة للمواطن وعائد مايل زينة‬
‫الدولة ‪ ،‬لكن من خالن دراستنا للموضوع يتضح قصور املشرع اجلزائري يف وضع نطاق شامل لإلملام ابلتشريع‬
‫القانوين يف تطبيقه على أرض الواقع و اكن ابراز أهم العيوب والنقائص كما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬عدم وجود آليات مراقبة من طرف الدولة على امللتزم مما ينعكر سلبا على سوء ا دمة املقدمة للمنتفعني ‪.‬‬

‫‪ -‬الاكن تعميم وتطبيق عقد االمتياز على بعض القطاعات احليوية للدولة نتيجة مساسها مباشرة بسيادة‬
‫الدولة ‪.‬‬

‫‪ -‬فشل جتسيد عقد االمتياز يف بعض اجملاالت املهمة و املرتبطة ابملواطن مباشرة مما اضطر إىل مراجعة بعض‬
‫القوانني و إعادة دور الدولة كمالك مباشر لبعض القطاعات ‪.‬‬

‫لكن الاكن إنكار أن هناا إجيابيات للقوانني املنظمة إنعكست على سري املرفق العام بعد حترره من هيمنة‬
‫الدولـ ـ ـة و حت ـ ـ ـوهلـ ـ ـ ـ ـا يف لعب دور احلارس و املراقب ‪.‬‬

‫‪ -‬التوصيات واحللول ‪:‬‬

‫من خالن النقاط السابقة اكن ذكر مجلة من احللون و املقرتحات قد تساعد على حتسني هذا النوع من‬
‫أساليب التسيري ‪:‬‬

‫‪ -‬وض ــع قانون خاص حيكم عقد االمتياز وحيدد املبادئ العامة واألسر األساسية اليت خيضع هلا ‪.‬‬

‫‪ -‬تــحديد طرق منح االم ـ ـت ـ ـيــاز لتفادي التالعبات وضمان من ـ ـ ـ ـ ــافسـ ـ ــة وشـ ـفـ ـ ـ ـ ـ ــافـ ـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪.‬‬

‫‪ -‬يــجب أن يضبط هدا القانون امل ـ ـراف ـ ـ ـ ــق اليت ت ـ ـ ـ ـكـ ــون قابلة ألن تكون م ـ ـ ـ ـ ـحـ ــل االم ـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاز‪.‬‬

‫‪ -‬تـ ــشجيع ا واص ومنح ام ـ ـت ـ ـيـ ــازات هلم بـ ـح ـ ــا عن خوصـ ـص ــة الـمرافق ال ــعام ــة و الـ ـت ـ ـ ــسيـ ـيــر الـ ـف ـعــان والـ ـزي ــادة‬
‫يف مردودية هده املرافق ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪ -‬التخـ ـ ـفـ ـيــف من أوجـ ــه ال ــرقــابــة اليت متارسها اجلهة االدارية على صاحب االم ـ ـتـ ـيــاز حىت يطــمثن ا واص إلبرامه‬
‫وابل ــتايل ضـ ـمـ ــان حسن سـ ـي ــر ال ـمـرافـ ــق العـ ـ ـ ـ ـ ــامة وتوف ـ ـ ـي ــر خ ـ ـ ـ ــدمـ ــاتـ ــه ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫قائمة املصادر و املراجع‬

‫قــائـمـة الـمصـادر والـمراجـع‬


‫‪ -1‬المراجع باللغة العربية‬

‫أوال ‪ :‬النصوص القانونية‬

‫أ‪ .‬النصوص التشريعية‬

‫‪ .1‬القانون رقم ‪ 17/83‬املؤرخ يف ‪ 16‬يوليو سنة ‪ 1983‬املتضمن قانون املياه‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،30‬‬
‫سنة ‪.1983‬‬
‫‪ .2‬األمر رقم ‪ 75-58‬املؤرخ يف سبتمط ‪ ، 1975‬املتضمن القانون املدين‪ ،‬املعدن و املتمم‪ ،‬املؤرخة يف ‪26‬‬
‫سبتمط‪ - .‬القانون رقم ‪ 17/83‬املؤرخ يف ‪ 16‬يوليو سنة ‪ 1983‬املتضمن قانون املياه‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،30‬سنة ‪.1983‬‬
‫‪ .3‬األمر ‪ 58/75‬املؤرخ يف ‪ 1975/9/26‬املتضمن القانون املدين اجلزائري ‪ ،‬ج ر ‪ ،‬عدد ‪ ، 78‬املؤرخة‬
‫‪.1975/9/30‬‬
‫‪ .4‬قانون رقم ‪ ، 06/98‬مؤرخ يف ‪ 27‬جوان ‪ ، 1998‬حيدد القواعد العامة املتعلقة ابلطريان املدين ‪ ،‬ج ر‬
‫ج جعدد ‪ ، 48‬املعدن و املتمم ابلقانون رقم ‪ ، 05/2000‬املؤرخ يف ‪ 06‬ديسمط ‪ ،2000‬املعدن و‬
‫املتمم ابألمر رقم ‪ 10/03‬مؤرخ يف ‪ 13‬أوت ‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪. 48‬‬
‫‪ .5‬القانون رقم ‪ 12/05‬املؤرخ يف‪ 04‬يوليو سنة ‪ 2005‬املتضمن قانون املياه‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،60‬‬
‫سنة ‪ ،2005‬ص‪.12‬‬
‫‪ .6‬القانون رقم ‪ 14/08‬املؤرخ يف ‪ 20‬جويلية سنة ‪ 2008‬املعدن و املتمم للقانون ‪ 30-90‬املؤرخ يف‬
‫‪ 01‬ديسمط ‪ 199‬يتضمن قانون األمالا الوطنية‪ ،‬اجلريدة الرمسية ‪ ،‬العدد ‪ 44‬املؤرخة يف ‪ 03‬أوت‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.19-10‬‬
‫‪ .7‬القانون ‪ ،03/10‬حيدد كيفيات است الن األراضي الفالحية التابعة ألمالا ا اصة للدولة ‪.‬‬
‫‪ .8‬القانون رقم ‪ ،01/13‬يعدن و يتمم القانون رقم ‪ ،07/05‬يتعلق ابحملروقات ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫قائمة املصادر و املراجع‬

‫ب‪ .‬النصوص التنظيمية‬


‫‪ .9‬املادة ‪ 06‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 371/92‬مؤرخ يف ‪ ، 1992 /10/14‬حيدد القواعد املطبقة‬
‫على تسيري العقارات املخصصة لوزارة الدفاع الوطين ‪ ( ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج) العدد ‪ ، 74‬لسنة ‪.1992‬‬
‫‪ .10‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 41/94‬املؤرخ يف ‪ 29‬جانفي سنة ‪ 1994‬املتضمن تعريف مياه احلمامات‬
‫املعدنية و تنظيم محياهتا و استعماهلا و است الهلا‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 07‬ص ‪.08‬‬
‫‪ .11‬املادة ‪ 23‬من املرسوم رقم ‪ ، 08/94‬مؤرخ يف ‪ 26‬ماي ‪، 1994‬املتضمن قانون املايل التكميلي لسنة‬
‫‪(، 1994‬ج ‪.‬ر‪.‬ج) العدد ‪ ، 33‬لسنة ‪.1994‬‬
‫‪ .12‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 322/94‬املؤرخ يف‪ 17‬اكتوبر سنة ‪ 1994‬يتعلق مبنح امتيازاراضي االمالا‬
‫الوطنية الواقعةيف املناطق خاصة يف اطارترقية االست مار‪،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪،67‬ص ‪.26-25‬‬
‫‪ .13‬املادة ‪ 02‬من االمر‪ 07/95‬املؤرخ يف‪ 1995/01/25‬املتضمن التأمينات ‪ ،‬اجلريدة الرمسية رقم ‪.13‬‬
‫‪ .14‬قرار وزاري مشرتا مؤرخ يف ‪ 18‬نوفمط ‪ ، 1998‬و احملدد لدفرت الشروط النموذج ملنح امتياز است الن‬
‫ا دمات العمومية لتزويد مباء الشرب ‪ ،‬ج ر عدد ‪ ، 21‬مؤرخ يف ‪ 12‬أفريل ‪. 1998‬‬
‫‪ .15‬مرسوم تنفبذي رقم ‪ ،41/02‬مؤرخ يف ‪ 14‬يناير ‪ ، 2002‬يتضمن املصادقة على اتفاقية امتياز‬
‫است الن خدمات النقل اجلوي املمنوحة لشركة الطريان" أنتينيا للطريان " و كذا دفرت الشروط املوافق هلا‬
‫‪ ،‬ج ر ج ج ‪ ،‬عدد ‪ ، 04‬صادر يف ‪ 16‬يناير ‪. 2002‬‬
‫‪ .16‬املرسوم الرائسي رقم ‪ 247/05‬املؤرخ يف ‪ 2005/09/16‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية و‬
‫تفويضات املرفق العام ‪ ،‬ج ر رقم ‪. 50:‬‬
‫‪ .17‬املادة ‪ 4‬من القانون ‪ 30/90‬املعدن و املتمم مبوجب القانون ‪ 14/08‬املؤرخ يف ‪ 20‬يوليو ‪، 2008‬‬
‫املتضمن قانون األمالا الوطنية ‪ ،‬اجلريدة الرمسية ‪ ،‬عدد ‪ ، 44‬لسنة ‪. 2008‬‬
‫‪ .18‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 121-07‬املؤرخ يف ‪ 23‬افريل ‪ 2007‬مبوجب دفرت الشروط املطبقة على منح‬
‫االمتياز‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 27‬املؤرخ يف ‪ 25‬افريل‪ ، 2007،‬ص‪ ،12‬امللحق االون‪.‬‬
‫‪ .19‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 452-09‬املؤرخ يف ‪02‬ماي سنة ‪ 2009‬حيدد شروط و كيفيات منح االمتياز‬
‫على االراضي التابعة لألمالا ا اصة للدولة املوجهة إلجناز املشاريع است مارية ‪،‬اجلريدة الرمسيةالعدد‪.27‬‬
‫‪ .20‬املادة ‪ 03‬من املرسوم التنفيذي ‪، 326/10‬تنص على أن اثبات اجلنسية اجلزائرية املطالب هبا يكون‬
‫فقط إبرفاق نسخة من بطاقة التعريف الوطنية ‪ ،‬مبعىن أنه اليهم إن كانت أصلية أو مكتسبة ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫قائمة املصادر و املراجع‬

‫ثــانــيا‪ :‬الك ــتب‬


‫‪ .21‬سليمان حممد الطماوي ‪ :‬األساس العامة للعقود اإلدايرية‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،1999‬مصر‪.‬‬
‫‪ .22‬عمار بوضياف ‪ :‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬احملمدية –‬
‫اجلزائر‪.‬‬
‫‪ .23‬عبد الرزاق السنهوري ‪ :‬الوسيط يف شرح القانون املدين‪ ،‬اجلزء السابع‪ ،‬اجمللد األون‪ ،‬منشأة املعارف‬
‫اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬
‫‪ .24‬كراة فردي ‪ :‬الظام القانوين لعقد االمتياز يف إطار االست مار ‪ ،‬جملة العلوم االنسانية ‪ ،‬جامعة‬
‫قسنطينة ‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 2016 ،‬ص‪. 109‬‬

‫‪ .25‬أمحد سالمة بدر ‪ :‬العقود اإلدارية و عقود البوت ‪ ،BOT‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪.2003‬‬
‫‪ .26‬عمار بوضياف ‪ :‬عقد االمتياز و دوره يف تطوير العالقة بني اإلدارة احمللية و القطاع ا اص‪ ،‬األكاداية‬
‫املفتوحة لكلية احلقوق و العلوم السياسية قسم الدراسات العليا‪.‬‬
‫‪ .27‬وضاح حممود احلمود ‪ :‬عقود البناء و التش يل و نقل امللكية ()‪ :‬حقوق اإلدارة املتعاقدة و إلتزاماهتا‪،‬‬
‫دار ال قافة للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ .28‬حمي الدين القيسي‪ :‬اإلطار القانوين لعقود الشراكة بني القطاعني العم و ا اص (‪ )PPP‬و التحكيم‬
‫يف منازعاهتا منشورات املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬مصر‪ ،2011 ،‬ص‪.199‬‬
‫‪ .29‬محاده عبد الرزاق محاده ‪ :‬النظام القانوين لعقد إمتياز املرفق العام‪ ،‬دراسة يف ظل القانون رقم ‪ 67‬لسنة‬
‫‪ 2010‬بشأن تنظيم مشاركة القطاع ا اص يف املشروعات البنية األساسية و املرافق العامة و الئحة‬
‫التنفذية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2012‬‬
‫‪ .30‬أمحد سالمة بدر ‪ :‬العقود اإلداية و عقد البوت ‪ ،B.O.T‬مكتبة دار النهضة العربية‪ ،‬مصر ‪.2003‬‬
‫‪ .31‬مصطفى أبو زيد ‪ :‬القانون اإلداري‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة ‪.1993‬‬
‫‪ .32‬وليد حيدر جابر ‪ :‬التفويض يف إدارة و إست مار املرافق العامة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات احلليب‪،‬‬
‫احلقوقية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .33‬حممود خلف اجلبوري‪ :‬العقود األدارية ‪ ،‬م كتبة ال قافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬الطبعة ال ال ة ‪ ،‬األردن ‪،‬‬
‫‪. 1998‬‬
‫‪ .34‬اندية ضريفي ‪ :‬تسيري املرفق العام والتحوالت اجلديدة ‪ ،‬دار بلقير ‪ ،‬اجلزائر ‪. 2010 ،‬‬

‫‪62‬‬
‫قائمة املصادر و املراجع‬

‫‪ .35‬انصر لباد ‪ :‬الوجيز يف القانون االداري ‪ ،‬دار اجملدد ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪2010،‬‬
‫‪.36‬أعمر حيياوي ‪ :‬نظرية املان العام ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الطبعة ‪. 2005 ،‬‬
‫‪ .37‬منان صابري ‪ :‬النظام القانوين لعقد االمتياز يف التشريع اجلزائري ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف احلقوق‬
‫ختصص قانون اداري ‪ ،‬جامعة حممد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬سنة ‪. 2011‬‬
‫‪ .38‬راضية بن مبارا ‪ :‬التعليق على التعلمية رقم ‪ 824/3.94‬املتعلقة ابمتياز العمومية احمللية و أتخريها ‪.‬‬

‫ثـ ـ ـ ـ ــالـ ـ ــثا ‪ :‬األطروحات والرسائل اجلامعية‬

‫‪ .39‬نزان بوهايل ‪ :‬اجلزائري للمياه مرفق عام‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجسرت يف القانون‪ ،‬ختصص الدولة و‬
‫املؤسسات العمومية‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة يوسف بن خدة‪ ،‬اجلزائر‪. 2009 ،‬‬

‫‪ .40‬أمساء بن بركان و زهرة حرفوش ‪ :‬تفويض املرافق العامة احمللية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف احلقوق‪،‬‬
‫فرع القانون العام‪ ،‬كلية احلقوق و العلوم سياسية‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مرية‪ ،‬جباية‪. 2011 ،‬‬
‫‪ .41‬أمحد البهجي عصام ‪ :‬عقود البوت ‪ B.O.T‬الطريق لبناء الدولة (دراسة حتليلية للتنظيم القانوين و‬
‫التعاقدي ملشروعات البنية األساسية املمولة عن طريق القطاع ا اص أبسلوب البناء و التملك و‬
‫التش يل و نقل امللكية)‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬األزرايطة‪.2008 ،‬‬
‫‪ .42‬أمحد حميو ‪( :‬ترمجة حممد صاصيال )‪ ،‬حماضرات يف املؤسسات اإلدارية‪ ،‬الطبعة ال ال ة‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.1985‬‬
‫‪ .43‬اندية ضريفي ‪ :‬املرفق العام بني ضمان املصلحة العامة و هدف املردودية حالة عقود اإلمتياز‪ ،‬األطروحة‬
‫دكتواره يف القانون‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كلية احلقوق بن عكنون‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ،1‬بن يوسف بن خدة‪،‬‬
‫سنة ‪. 2012‬‬

‫‪62‬‬
‫قائمة املصادر و املراجع‬

‫رابـ ـ ـ ـعــا‪ :‬اجملالت واملنشورات العلمية‬


‫‪ .44‬كراة شايب ابشا ‪ :‬عقد اإلمتياز و دوره كآلية الست الن العقار املوجه لإلست مار الصناعي يف اجلزائر‪،‬‬
‫اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية اإلقتصادية و السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،01‬اجلزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ .45‬سوهيلة فوانس ‪ :‬عقود تفويض املرفق العام دراسة مقارنة بني التشريع اجلزائري و الفرنسي‪ ،‬اجمللة‬
‫األكادمية للبحث القانوين‪ ،‬كلية احلقوق و العلوم السياسة‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مرية‪ ،‬جباية‪ ،‬عدد ‪،02‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ .46‬حمي الدين القيسي ‪ :‬اإلطار القانوين لعقود الشراكة بني القطاعني العم و ا اص (‪ )PPP‬و التحكيم‬
‫يف منازعاهتا منشورات املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬مصر‪. 2011 ،‬‬
‫‪ .47‬رحيمة منديل ‪ :‬ماهية عقد البوت ‪ BOT‬بني اإلدارة ا اصة للمرافق العامة اإلقتصادية و خوصصتها‪،‬‬
‫اجمللة األكاداية للبحث القانوين‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مرية‪ ،‬عدد ‪. 2010 ،02‬‬

‫‪64‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬

‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬
‫إهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء‬

‫مقدمة ‪ ................................................................................................‬أ‬

‫الفصل األون‪ :‬ماهية عقد اإلمتيار و طبيعته القانونية يف التشريع اجلزائري ‪5...................................‬‬

‫املبحث األون ‪ :‬مفهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم عقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اإلمـ ــتي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاز‪6.....................................................‬‬

‫اإلمتياز ‪6 .......................................................................................................‬‬ ‫املطلب األون‪ :‬تعريف عقد‬


‫اإلمتياز ‪6 ...........................................................................................‬‬ ‫الفرع األون ‪ :‬التعريف الفقهي لعقد‬
‫االمتياز ‪7 ...........................................................................................‬‬ ‫الفرع ال اين‪ :‬التعريف القضائي لعقد‬
‫الفرع ال الث ‪ :‬التعريف القانوين لعقد اإلمتياز ‪8......................................................‬‬

‫املشاهبة ‪10 ................................................‬‬ ‫املطلب ال اين‪ :‬خصائص و أركان عقد اإلمتياز ومتييزه عن العقود‬
‫اإلمتياز ‪10 ....................................................................................................‬‬ ‫الفرع األون‪ :‬خصائص عقد‬
‫االمتياز ‪11 ...........................................................................................................‬‬ ‫الفرع ال اين‪ :‬أركان عقد‬
‫الفرع ال الث ‪ :‬متييز عقد اإلمتياز عن غريه من العقود املشاهبة له‪13...................................‬‬

‫املبحث ال اين ‪ :‬الطبيعة القانونية و آليات تكوين عقد اإلمتياز ومتييزه عن العقود املشاهبة له‪21…………..‬‬

‫اإلمتياز ‪22 ...............................................................‬‬ ‫املطلب األون ‪ :‬الطبيعة القانونية و آليات تكوين عقد‬
‫اإلمتياز ‪22 .........................................................................................‬‬ ‫الفرع األون ‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد‬
‫اإلمتياز ‪22 ..................................................................................................‬‬ ‫الفرع ال اين ‪ :‬إختيار صاحب‬
‫االمتياز ‪24 ...........................................................................................................‬‬ ‫الفرع ال الث‪ :‬ابرام عقد‬
‫اصة‪29 .........................................................................‬‬ ‫املطلب ال الث ‪ :‬مفهوم و إدارة األمالا الوطنية ا‬
‫اصة ‪29 .....................................................‬‬ ‫الف ـ ــرع األون ‪ :‬تعريف وخصائص و مكوانت األمالا الوطنية ا‬
‫والعامة‪33.............................................‬‬ ‫الفرع ال اين‪ :‬التمييز بني األمالا الوطنيةا اصة‬
‫‪33 ..................................................................‬‬ ‫الفرع ال الث ‪ :‬إدارة و إست الن األمالا الوطنية ا اصة‬

‫‪65‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬

‫الفصل ال اين‪:‬نطاق تطبيق واستخدام عقد االمتياز يف تسيري األمالا الوطنية ا اصة وتسوية النزاعات الناشثة عنه‬

‫املبحث األون ‪:‬منادج واست الن منح حق االمتياز يف تسيري األمالا الوطنية ا اصة للدولة ‪39 ....................‬‬

‫املطلب األون ‪ :‬تطبيق عقد االمتياز يف اجملان الفالحي‪39...........................................‬‬

‫الفالحي ‪39 ............................................................................‬‬ ‫الفرع األون ‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد االمتياز‬


‫االمتياز ‪42 .........................‬‬ ‫الفرع ال اين ‪ :‬اآلاثر املرتتبة عن عقد االمتياز الفالحي ابلنسبة للمست مر صاحب‬
‫اإلمتياز ‪44 ..............................‬‬ ‫الفرع ال الث‪ :‬اآلاثر املرتتبة عن عقد اإلمتياز الفالحي ابلنسبة للدولة صاحبة‬
‫املطلب ال اين ‪ :‬تطبيق عقد اإلمتياز يف جمان النقل اجلوي (الطريان املدين )‪45..........................‬‬

‫الفرع األون ‪ :‬تنظيم عقد اإلمتياز يف جمان قطاع الطريان املدين‪45.....................................‬‬

‫الطريان ‪46 ...................................................................................‬‬ ‫الفرع ال اين‪ :‬إتفاقيات إمتياز مع شركات‬


‫املبحث ال اين املنازعات املتعلقة بعقد اإلمتياز يف نطاق إست الن األمالا الوطنية ا اصة للدولة ‪47 .............‬‬

‫املطلب االون ‪ :‬املنازعات الناشثة عن عقد اإلمتياز‪47...............................................‬‬

‫امللتزم ‪48 .....................................................................‬‬ ‫الفرع االون ‪ :‬املنازعات الناشثة بني مانح االمتياز و‬
‫املنتفعني ‪49 ..................................................................‬‬ ‫الفرع ال اين ‪ :‬املنازعات الناشثة بني مانح االمتياز و‬
‫اإلمتياز ‪49 ...........................................................‬‬ ‫الفرع ال الث‪ :‬التسوايت القضائية و الودية ملنازعات عقد‬
‫املطلب ال اين ‪ :‬هناية عقد اإلمتياز‪50..............................................................‬‬

‫االمتياز ‪50 ...........................................................................................‬‬ ‫الفرع األون ‪ :‬النهاية الطبيعية لعقد‬


‫االمتياز ‪50 ..............................................................................................‬‬ ‫الفرع ال اين‪ :‬النهاية املسبقة لعقد‬
‫االمتياز‪52 ..................................................................................................‬‬ ‫الفرع ال الث ‪:‬نتائج هناية عقد‬
‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخـ ـ ـ ـ ـ ــات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪59 .............................................................................‬‬

‫قــائـمـة الـمصـادر والـمراجـع ‪60 ..............................................................................‬‬


‫الـــــــــــــــمــــــــــــــال حـــــــــــــــــق‪........................................................................................................‬‬

‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‪65........................................................................................‬‬

‫‪66‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬

‫‪67‬‬

You might also like