Professional Documents
Culture Documents
نموذج مشروع خطة بحث لما بعد الدكتوراه
نموذج مشروع خطة بحث لما بعد الدكتوراه
مشروع البحث
:ملخص المشروع
يكتسب العقار أهمية كبرى على المستوى السياسي واالقتصادي واالجتماعي ،فهو مورد رزق ومحل سكن
اإلنسان ،وهو األرضية األساسية إلقامة المشروعات المنتجة ،ويعد أداة لتحقيق اإلستقرار واألمن
اإلحتماعيين ،وتتميز البنية العقارية في المغرب بأنها مزدوجة في هيكلها ومتنوعة في طبيعتها حيث يعرف
المغرب ثنائية في نظامه العقاري بين العقار المحفظ والغير المحفظ ،إضافة إلى تنوع في األشكال والتقسيمات
داخل هذه الثنائية تتعايش فيه عدة أنماط بعضها مستند من الشريعة اإلسالمية كأراضي الوقف وبعضها من
تدخل المشرع مباشرة ،وبعضها اآلخر من األعراف والتقاليد كأراضي الجيش واألراضي الساللية وهذا
.األخير يمثل موضوع بحثنا
تعد أراضي الجماعات الساللية أو أراضي الجموع من األنظمة العقارية المعقدة من حيث نظامها القانوني،
وتتواجد هذه األراضي بمختلف الدول المغاربية ،وإن كان اسمها يختلف من دولة ألخرى ،فإذا كانت في
المغرب تعرف بأراضي الجماعات الساللية أو أراضي الجموع ،فإنها تعرف في جمهورية الحزائر بأراضي
.العروش ،وفي تونس باألراضي اإلشتراكية ،بينما في األردن باألراضي العشائرية
وتحتل أراضي الجماعات الساللية مكانة خاصة سواء على المستوى اإلقتصادي أو على المستوى االجتماعي,
ويرجع تنظيم أراضي الجماعات الساللية خاضعا لظهير 27أبريل ،1919الذي يعد بمثابة ميثاق لألراضي
الجماعية ،هذا الظهير الدي عمر لمدة قرن من الزمن رغم صدور بعض الظهائر األخرى المرتبطة بتنظيم
.الجماعات الساللية ،إال أنه ظلت هذه النصوص القانونية جامدة
ولتجاوز حالة الجمود التي كانت تعرفها هذه األراضي الجماعية من قبل اإلستعمار يجعلها قابلة للتفويت
الجهات محددة كاستثناء ،أصدر المشرع المغربي مجموعة من وهي وهي القوانين الجديدة ،أهمها قانون رقم
62.16والمتعلق بالوثائق اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير أمالكها ،والمصادر بتنفيذه الظهير
الشريف رقم 115.19.1بتاريخ 7ذي الحجة 1440الموافق ل 09غشت ،2019ليكرس التوجيهات
الملكية السامية التي تضمنتها الرسالة الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية حول السياسة العقارية
للدولة ،حيث دعا جاللته الملك محمد السادس إلى ترصيد مخرجات الحوار
الوطني حول أراضي الجماعات الساللية وإصالح نظام هذه األراضي وتأهيلها لتساهم بنصيبها في النهوض
.بالتنمية وجعلها آلية إلدماج ذوي الحقوق في الديوانية الوطنية
وفي نفس السياق جاء المرسوم رقم 2.19.973الصادر بتاريخ 9يناير 2020المتعلق بتطبيق أحكام القانون
.رقم 62.17ليفصل في كيفية تطبيق مواد وبنود هذا القانون الجديد
ولتدبير أراضي الجماعات الساللية كان البد لها من توفرها على على نائب أو نواب يتم اختيارهم وفق
.مقتضيات دليل النائب ويعتبر نواب الجماعات الممثلين الشرعيين والمخاطبين الرئيسيين لجماعتهم
كما يعتبر نائب الجماعة الساللية الممثل القانوني للجماعة التي ينوب عنها ،وبهذه الصفة يقوم بعدة مهام لها
ارتباط وثيق بشؤون الجماعة وبتدبير أمالكها ،ويتدخل في كل ما يتعلق بالعالقة بين أعضاء الجماعة الساللية
وعالقة هؤالء بمصالح الوصاية ،وكذا في جميع المعامالت والتصرفات التي ترد على أمالك الجماعة
.والمساطر المتعلقة بالحفاظ على هذه األمالك وتصفية وضعيتها القانونية
وقد خصصت المنظومة القانونية الجديدة المتعلقة بالجماعات الساللية وتدبير أمالكها ،وخاصة القانون رقم
62.17بشأن الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير أمالكها ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم
1.19.115بتاريخ 9غشت ،2019والمرسوم التطبيقي المتعلق به رقم 2.19.973الصادر بتاريخ 9
يناير ،2020حيزا هاما لمؤسسة النائب ولجماعة النواب ،من حيث كيفية اختيار النواب والمهام التي يقومون
.بها والواجبات التي يتحملونها وكيفية انتهاء مهامهم
2
:اإلشكالية
إلى أي حد استطاع القانون 62.17والمتعلق بالوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير
أمالكها والمرسوم رقم 2.19.973المتعلق بتطبيق أحكام Yالقانون رقم 62.17من تحديد المسؤولية
القانونية للنائب الساللي في أراضي الجموع ؟
:األهداف
موضوع تدبير أمالك الجماعات الساللية وتحديد المسؤولية القانونية للنائب الساللي في أراضي الجموع من
.المواضيع األكثر راهنية وذلك من منطلق دوره في تحقيق مسلسل التنمية المستدامة
وال شك أن التوظيف التنموي للعمليات العقارية المرتبطة باالراضي الساللية هو الذي يجعلنا نجتمع اليوم
للبحث عن مدى استجابة المنظومة القانونية المنظمة لها لمطلب اإلدماج واالندماج ،ولسؤال المصاحبة
.والتصفية ،ولمنطق توحيد الضوابط اإلدارية والقضائية لتدبير المنازعات الجماعية
وبدون شك أن عدم استيعاب المنظومة القانونية لألراضي الساللية للتطورات االقتصادية وللمطالب الحقوقية
التي عرفتها المملكة المغربية ،والنتظارات ذوي الحقوق للحفاظ على الفضاء الساللي والسلم االجتماعي،
جعل المشرع المغربي يسن القانون رقم 62.17المتعلق بالوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير
.امالكها
:أهمية الموضوع
إن اختيارنا لموضوع المسؤولية القانونية للنائب الساللي في أراضي الجموع هو تناول لموضوع هام وشائك
:ينبع من عدة أساباب
.كثرة المشاكل التي تثيرها هذه األراضي أمام المحاكم بمختلف أنواعها
3
:المنهجية
وفي سبيل تحقيق الغرض من هذه الدراسة البد من ٕاتباع مناهج بحثية حتى يتصف هذا البحث بالعلمي ٔاو
:باألحرى القانوني وكل ذلك باعتماد على الخطة التالية
سنحاول في هذا الباب اإلحاطة بشكل عام ودقيق بأمالك الجماعات الساللية في مجموعة من الفصول والتي
سنعرض فيها أيضا النزاعات التي تعترض هذه األمالك وبالخصوص تلك القضائية والغير قضائية ,إضافة
لطرق استغالل هذه األراضي وكيفية حمايتها بشكل قانوني من خالل القانون 62.17والمتعلق بالوصاية
اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير أمالكها والمرسوم رقم 2.19.973المتعلق بتطبيق أحكام القانون
.رقم 62.17
في هذا الباب الثاني سنقوم بتحديد الهيئات المكلفة بتدبير أمالك الجماعات الساللية ومن يمثلها وكيف يتم
اختيارهم والمسؤولية المنوطة بهم واختصاصاتهم ,وكيفية تتبع الحالة الراهنة لتمثيلية نواب الجماعات الساللية
.وتحديد ذوي الحقوف وصفاتهم ومعايير منح هذه الصفة
:المصادر والمراجع
4