Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
2222/2222
1
الشكر هلل أوال وأخريا
2
الئحة المختصرات
3
مقدمة
تعد أراضي الجماعات الساللية بقايا نظام عقاري يرجع إلى ما قبل اإلسالم ،إذ
أن هذا النظام هو أصل الملكية اآلن ،وحق الملكية هذا تطور عبر التاريخ وتطور
معه حق الملكية الجماعية لينسجم مع المناخ الحالي ،ذلك أن العائلة كانت في
األصل صاحبة الملكية ثم انتقل هذا الحق إلى القبيلة التي ينتمي إليها الفرد ،وقد
كانت األرض تستغل بكيفية جماعية من طرف أفراد القبيلة إما مؤقتا أو بصفة
نهائية تماشيا مع ظروف األمن وطبيعة االقتصاد المغلق ،ونظام األراضي الساللية
كان متمركزا عند القبائل الرحل باعتباره يتالءم وظروف عيشهم وباعتبار
التصرف الجماعي كان يخضع لظروف البيئة والمناخ والعرف والعادات القبلية.
وقد أصبحت أراضي الجموع تحظى بأهمية كبرى ضمن النظام العقاري
المغربي ،اعتبارا لحجم هذه األراضي ،ولعدد السالليين والسالليات الذي يناهز ربع
ساكنة المغرب ،تلك األهمية التي ترجمت في اهتمام صاحب الجاللة بهذا الملف
وإعطاء تعليماته للحكومة من أجل اتخاذ كل التدابير التشريعية والتنظيمية لتحيين
المنظومة القانونية لألراضي الساللية ،وتثمينها ،وحمايتها ،وجعلها في صلب
مسلسل التنمية ،حيث تشكل ثروة اقتصادية هامة ،وتقدر المساحة اإلجمالية لهذه
األراضي بحوالي 51مليون هكتار تمثل األراضي الرعوية نسبة تفوق 51في
المائة ،تستغل بصفة جماعية من طرف ذوي الحقوق ،بينما توظف أهم المساحات
1
المتبقية في النشاط الفالحي.
وكما هو معلوم فالجماعات الساللية تدير شؤونها تحت وصاية وزارة الداخلية
وبواسطة نواب يمثلونها ،يتم اختيارهم بإحدى الطرق المحددة قانونا .ومن خالل
استقراء النظام القانوني لألراضي الساللية يتضح بأن هناك حضور قوي لهؤالء
النواب في كل المحطات وفي مختلف المناسبات بدءا بمنح صفة عضو في الجماعة
الساللية ألبناء الجماعة ،ومرورا بتوزيع االنتفاع والعائدات عليهم ،ثم بالبث في
المنازعات الحاصلة بينهم .وإبداء الموافقة على كل العمليات المتعلقة بكراء أراضي
الجماعة الساللية ،أو تقويتها ،أو إبرام الشراكات بشأنها من أجل االستثمار ،فنائب
الجماعة الساللية هو المحور األساسي في كل عملية تهم األراضي الساللية ،وهو
1التقرير التركيبي حول واقع قطاع العقار بالمغرب بمناسبة اشغال المناظرة الوطنية حول السياسة العقارية للدولة ودورها في التنمية
االقتصادية واالجتماعية ،الرباط ،دجنبر ،2112ص 8 :
4
ممثلها القانوني ،لذلك خصه المشرع بنظام قانوني خاص يستحق البحث إلبراز
ماهيته والغوص في اإلشكاليات التي يثيرها أثناء تنزيله على أرض الواقع.
أهمية الموضوع
يكتسي الموضوع قيد الدراسة والتحليل أهمية على عدة مستويات:
األهمية القانونية :تتجسد من خالل اهتمام المشرع بأراضي الجماعات الساللية
السيما الدور المنوط بجماعة النواب في هذا اإلطار ،وذلك من خالل تخصيصه
حيزا مهما لمؤسسة النواب ،من حيث كيفية اختيارهم والمهام التي يقومون بها
والواجبات الملقاة على عاتقهم ،وذلك ضمن النصوص المؤطرة ألراضي الجماعات
الساللية وتدبير أمالكها.
اإلشكالية
يطرح الموضوع قيد الدراسة والتحليل إشكالية أساسية مفادها :أي دور لجماعة
النواب في تدبير أمالك الجماعات الساللية في ضوء النصوص القانونية المؤطرة
لها؟
وتتفرع عن هذه اإلشكالية جملة من األسئلة يمكن اختزالها فيما يلي :
2
تحليل هذه المقتضيات القانونية المنظمة لجماعة النواب من أجل الوقوف على حدود
المهام المنوطة بها.
خطة البحث
إجابة على اإلشكالية السابقة وإحاطة بالموضوع قيد الدراسة والتحليل ارتأينا تناوله
من خالل التقسيم التالي:
المبحث األول :األحكام العامة لمؤسسة جماعة النواب
المبحث الثاني :دور جماعة النواب في تدبير أمالك الجماعات الساللية
6
المبحث األول :المبادئ العامة لمؤسسة جماعة النواب
سن المشرع المغربي مجموعة من النصوص القانونية والتنظيمية للحفاظ على
األراضي الساللية وضمان التدبير األمثل لها ،باإلضافة إلى تحديده للهيئات التي
تسهر على حمايتها وتدبيرها ،بحيث أسند بذلك مهمة حماية حقوق الجماعات
السال لية من الضياع وضمان تدبيرها إلى مجموعة من األفراد ينتمون إليها ،يتم
تعينهم من طرف الجماعة الساللية نفسها.2
هذا ،وبهدف توضيح وتوحيد الضوابط المتعلقة بتعريف جماعة النواب وشروط
انتقاء الشخص المؤهل لتدبير شأن الجماعات الساللية ،وكذا تحديد طرق اختيار
نواب هذه الجماعة ،باإلضافة إلى حاالت انتهاء وعزل النواب من مهامهم ،ارتأينا
تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين اثنين ،حيث سنتناول تعريف جماعة النواب وشروط
اختيار النائب في هذه الجماعة وكذا الطرق المتبعة الختيار النواب (المطلب
األول) ،ثم بعد ذلك سنتطرق إلى حاالت انهاء وعزل النواب من مهامهم (المطلب
الثاني).
2حسن صبطي ،أراضي الجموع بين التنظيم والتدبير ،بحث لنيل دبلوم المسلك العالي في التدبير اإلداري ،المدرسة الوطنية لإلدارة
الفوج السادس ،2118 ،2116ص 22ـ.26
3الظهير الشريف الصادر بتاريخ 27أبريل ،2112بشأن تنظيم الوصاية اإلدارية على الجماعات وضبط شؤون األمالك الجماعية
وتفويتها ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 314الصادر بتاريخ 28أبريل ،1212ص .372
4يطلق على نواب الجماعات الساللية تسميات من بينها :جماعة النواب ،جمعية المندوبين ،المجلس النيابي ،الهيئات النيابية ،ممثلي
الجماعات ،اللجنة النيابية.
7
ونظرا للدور الذي تضطلع به جماعة النواب في حياة الجماعة الساللية وتقرير
مصير األراضي الجماعية ،الشيء الذي ساهم في تخصيص تنظيمها بمقتضى فرع
كامل في إطار قانون رقم 5 77.52بشأن الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية
وتدبير أمالكها ،وهو الفرع الثاني من الباب األول.
وحسب ما ورد في الفقرة الثانية من الفصل الثاني من ظهير 72أبريل 5151
فالنواب هم أشخاص من أفراد الجماعة يتم اختيارهم من طرف هذه األخيرة لتسيير
شؤون الجماعة وتدبير استغاللها ألراضيها.
نظرا ألهمية المهام التي تناط بنواب الجماعات ،وتفاديا لطرق التعيين التي كان
فيه ا ألصحاب النفوذ التأثير الكبير على اختيار النواب واستمرار واليتهم لمدة طويلة
كانت تصل في بعض األحيان إلى حين وفاتهم ،عملت سلطة الوصاية في إطار دليل
األراضي الجماعية بوضع ضوابط محددة لتحديد شروط وطرق اختيار النواب.
ومن هذا المنطلق سنتطرق لشروط اختيار النواب (أوال) ،قبل عرض مسطرة
اختيار نواب الجماعة الساللية (ثانيا).
أوال :شروط اختيار نواب الجماعة الساللية
لقد عمدت سلطات الوصاية في إطار دليل نائب األراضي الجماعية 6بوضع
ضوابط محددة لتحديد شروط اختيار النواب.
وبالرجوع إلى الدليل المذكور نجده احتفظ ببعض الشروط الواردة ضمن دليل
النائب لسنة ،7[7005وأضاف بعض الشروط األخرى ،كما قام بالتخلي عن بعض
الشروط األخرى ،وقد وردت هذه الشروط كالتالي:
ـ أن يكون النائب متمتع بحقوقه المدنية ،هذا الشرط كان وارد ضمن دليل النائب
لسنة 7005وعبر عنه بانعدام السوابق العدلية ،وغير محكوم عليه من أجل جرائم
عمدية ،وبالتالي التمتع بكافة حقوقه المدنية.
5القانون رقم ،62.17الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.12.112بتاريخ 7ذي الحجة 2( 1441أغسطس ،)2112منشور
بالجريدة الرسمية عدد ،6817الصادرة بتاريخ 24ذو الحجة 26( 1441أغسطس ،)2112ص 2887وما بعدها.
6وزارة الداخلية ،مديرية الشؤون القروية ،دليل نائب األراضي الجماعية ،أبريل .2121
7وزارة الداخلية ،مديرية الشؤون القروية ،دليل نائب األراضي الجماعية ،مارس .2118
8
ـ أال يقل سنه عن ثالثين سنة ،هذا الشرط كان ضمن الشروط الواردة ضمن دليل
النائب لسنة 7005وقد احتفظ به دليل النائب لسنة ،7070غير أن دليل 7005
كان يحدد أجل أدنى في ثالثين سنة وأجل أقصى في 20سنة ،غير أن دليل 7070
تخلى عن التحديد األقصى وترك المجال مفتوحا للنائب لالستمرار في النيابة رغم
تجاوز سن 20سنة.
وبالرجوع إلى الواقع العملي نجد أن الشباب في بعض الجماعات النيابية
يرفضون االلتحاق بالمجالس النيابية لعدم إلمامهم بقواعد وأعراف الجماعة من
جهة ،و لزهد التعويضات المادية الممنوحة لهم من جهة أخرى ،وعليه يجب إعادة
النظر في هذا الشرط من خالل فتح آفاق لتكوين الشباب في مجال تسير المجالس
النيابية ،وتسوية وضعيتهم المادية.
ـ أال يكون في نزاع مع الجماعة الساللية المعنية ،هذا الشرط كان منصوصا عليه
ضمن الدليل السابق واحتفظ به الدليل الحالي.
ـ أال يكون منتخبا في جماعة ترابية ،يعتبر هذا الشرط هو األخر من بين المستجدات
المهمة التي جاء بها دليل النائب لسنة ،7070وقد كانت سلطة الوصاية على
صواب لم اشترطت عدم الجمع بين عضوية المجلس الترابي و عضوية المجلس
ا لنيابي ،لما لهذا الجمع من أثر سلبية على حسن سير المجلس النيابي ،فقد يكون
نائبين ضمن المجلس النيابي وفي نفس الوقت لهما عضوية داخل المجلس الترابي،
مما يؤدي إلى نقل بعض صرعات المجلس الترابي إلى الجماعة النيابية ،خاصة إذا
كان أحد األطراف ضمن األغلبية واألخر ضمن المعارضة ،فهذا الوضع سيؤثر
على سير أعمال المجلس النيابي.
ـ أن ال يكون النائب أميا ويحسن القراءة والكتابة باللغة العربية ،هذا الشرط كان
واردا ضمن دليل النائب لسنة ،7005لكن سلطات الوصاية قامت بحذفه ضمن
دليل النائب لسنة ،7070ولم يفهم القصد من إزالة هذا الشرط والحال أنه شرط
مهم خاصة في ظل المنازعات التي تعرفها هذه االراضي وتقديم مطلب التحديد
االداري والتحفيظ العقاري ،والتقاضي أمام القضاء والقيام بتحديد لوائح ذوي
الحقوق ،...فكل هذه األمور تتطلب أن ال يكون النائب أميا وأن يحسن القراءة
والكتابة باللغة العربية على األقل.
ـ أن يكون النائب منتسبا للجماعة ومسجل ضمن الئحة ذوي الحقوق ومقيما بصفة
مستقرة بالجماعة ،وهذه شروط بديهية فاإللمام بقضايا وأعراف الجماعة يقتضي
2
االنتساب لهذه الجماعة ومقيما فيها ،والمالحظ ان سلطات الوصاية تخلت عن هذا
الشرط ،والحال أنه شرط منطقي وضروري ألخذ العضوية ضمن المجلس النيابي.
ـ أن يكون مشهود له بالقدرة البدنية والفكرية ،هذا شرط تم التخلي عنه ضمن دليل
نائب األراضي الساللية لسنة ،7070والحال أنه شرط ضروري خاصة ما يتعلق
بالقدرة الفكرية ألن أخذ العضوية داخل المجلس النيابي يتطلب مستوى علمي
ومعرفي عال للتمكن من التسيير وتمثيل ذوي الحقوق والجماعة أمام اإلدارة
والقضاء.
ـ أن يكون المرشح حسن الخلق والسيرة وعلى دراية بشؤون وأمالك وتقاليد
وأعراف الجماعة الساللية التي يريد تمثيلها وهذا شرط قديم جديد.
ثانيا :مسطرة اختيار نواب الجماعة الساللية
وهكذا نصت المادة 1على ما يلي « :تختار الجماعة الساللية من بين أعضاءها
المتمتعين بحقوقهم المدنية ،ذكورا وإناثا ،نوابا عنها يكونون جماعة النواب من أجل
تمثيل الجماعة الساللية أمام المحاكم واإلدارات واألغيار والقيام بالتصرفات
القانونية التي تهم الجماعة ،مع مراعاة أحكام الباب الخامس من هذا القانون». .
أما المادة 50من نفس القانون فقد نصت على ما يلي « :يتم اختيار نواب
الجماعات الساللية عن طريق االنتخاب ،أو باتفاق أعضاء الجماعة الساللية ،وذلك
لمدة ست ( )7سنوات قابلة للتجديد .وفي حالة تعذر االختيار ،يتم تعيين نواب
الجماعة بقرار العامل العمالة أو اإلقليم المعني» .
وحيث إن هذه المادة أحالت على النص التنظيمي ،مسطرة اختيار نواب الجماعة
الساللية وعددهم فإن المرسوم رقم 7.51.122الصادر بتاريخ 1يناير 7070
بتطبيق القانون رقم 77.52جاء وفصل في هذه النقط حيث خصص لها 50مواد
(المادة 7إلى المادة )51تناولت بشكل دقيق كيفية اختيار النواب ومجال تدخالتهم
والواجبات الملقاة على عاتقهم.
11
والختيار نواب الجماعة الساللية هناك ثالثة طرق:8
الطريقة األولى :اختيار نواب الجماعة الساللية عن طريق االنتخاب:
استنادا إلى المادة 5من المرسوم الصادر بتاريخ 1يناير 7070يتم انتخاب نواب
الجماعة الساللية عن طريق االقتراع السري المباشر في دورة واحدة.
ويشارك في عملية االنتخاب جميع أعضاء الجماعة الساللية ،ذكورا وإناثا المسجلين
في الئحة أعضاء الجماعة الساللية المعنية والتي تمت المصادقة عليها ،مع ضرورة
اإلدالء ببطاقة التعريف الوطنية للشخص الذي يتقدم للتصويت.
وال يمكن ألي كان وتحت أية ذريعة أن يتحجج فيما بعد بعدم مشاركته في عملية
التصويت واختيار النواب أو المطالبة بإعادة العملية او بعزل النواب الفائزين
باالنتخاب.
ويعهد إلى السلطة المحلية اإلشراف على عملية االقتراع ،كما يعهد إليها كذلك اتخاذ
جميع التدابير اإلدارية والعملية واللوجستية الالزمة إلنجاح عملية االنتخاب.
وتتمثل هذه التدابير في تخصيص مكتب أو أكثر ،حسب الحاجة ،في مقر القيادة
وتجهيزه بالوسائل الضرورية قصد استعماله كمكتب يوضع فيه صندوق التصويت
والمعزل والئحة المترشحين والمترشحات مع ضرورة إعداد السجالت الضرورية
لهاته الغاية.
ويتعين ايضا طبع عدد كافي من األوراق تحمل أسماء المترشحين والمترشحات
ووضعها في مكتب التصويت رهن إشارة المصوتين ،إلى جانب كمية كافية من
الغالفات التي سيتم استعمالها لوضع األوراق الحاملة ألسماء المترشحين.
ويمكن للسلطة المحلية طلب تعزيزات أمنية من أجل السهر على استتباب األمن
والحرص على مرور العملية في ظروف عادية وسليمة وفي احترام تام للقانون.
وطبقا للمادة 1من المرسوم المذكور ،فان عملية االقتراع وتقديم الترشيحات يتم
اإلعالن عنها وفق نموذج المرفق ،يتم إعداده من طرف السلطة المحلية ويتم تعليقه
بمقر هذه السلطة المحلية لمدة ثالثين يوما قبل تاريخ إجراء االقتراع ،ويجب أن
يتضمن هذا اإلعالن:
دليل نائب الجماعة الساللية ،مديرية الشؤون القروية ،الكتابة العامة ،وزارة الداخلية ،ص 3و ،4السنة أبريل .2121 8
11
– تاريخ و ساعة االقتراع :إذ يتعين على السلطة المحلية المعنية تضمين اإلعالن
عن االقتراع ،تاريخ إجراء هذه العملية واليوم المقابل له وكذا ساعة بدء العملية
وساعة انتهائها كما هي محددة في المادة 50من المرسوم التطبيقي.
-مکان اجراء االقتراع :يجب تحديد مكان االقتراع بدقة ،كما يجب اتخاذ جميع
التدابير قصد توجيه المصوتين يوم االقتراع الى المكان المخصص لذلك.
– أجل تقديم الترشيحات :يجب تضمين اإلعالن تاريخ بداية تقديم الترشيحات
وتاريخ نهايتها بشكل صريح ،علما أن انتهاء تقديم هذه الترشيحات مقابل وصل
ويجب أن تكون قبل 50أيام من تاريخ إجراء عملية التصويت ،وذلك حتى
تتمكن السلطة المحلية من دراسة هذه الترشيحات ومراقبة مدى صحتها
واستجابتها للشروط الواجب توفرها في كل مترشح طبقا للمادة 2من المرسوم
التطبيقي.
وبعد مراقبة صحة الترشيحات وحصر الئحة المترشحين والمترشحات ،تشرف
السلطة المحلية على عملية تعليق هذه الالئحة ،لمدة سبعة أيام قبل تاريخ االقتراع،
بمقر كل من هذه السلطة والعمالة أو اإلقليم المعني.
وبعد انتهاء هذه اإلجراءات تأتي عملية االقتراع ،كما نصت عليها المادة 950من
المرسوم السالف الذكر.
ويتعين التقيد بمقتضيات هذه المادة حرفيا والسهر على احترام توقيت التصويت
بشكل صارم دون زيادة أو نقصان درء للطعون الممكن تقديمها في هذا الصدد.
كما تنص الفقرة الثانية من نفس المادة المذكورة أعاله على ما يلي ” :يمكن لكل
مترشح أو مترشحة أن يعين ممثال عنه أو عنها في مكتب التصويت لتتبع عملية
االقتراع وفرز األصوات وإعالن النتائج المحصل عليها”.
وتعتبر هذه اإلجراءات من الضمانات التي منحها المشرع للمترشح قصد مراقبة
حسن سير العملية ونزاهة االقتراع.
وعند انتهاء العملية يتم إعداد محضر يتضمن الظروف التي مرت فيها عملية
االقتراع وفرز األصوات والنتائج المحصل عليها.
9تنص المادة 11من مرسوم رقم 2.12.273الصادر بتاريخ 2يناير 2121المتعلق بتطبيق أحكام القانون رقم 62.17المتعلق
الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية و تدبير أمالكها على ” :تنطلق عملية التصويت في الساعة الثامنة صباحا وتنتهي في
الساعة السابعة مساء ،وتعين السلطة المحلية المختصة موظفا تابعا لها أو أكثر لتسيير مكتب أو مكاتب التصويت”.
12
ويوقع هذا المحضر من طرف الموظف أو الموظفين المكلفين بتسيير مكتب أو
مكاتب التصويت ومن طرف ممثلي المترشحين إذا حضروا عملية االقتراع،
وتؤشر السلطة المحلية المختصة على المحضر المعني.
وبعد االنتهاء من هذه العملية ،وطبقا ألحكام المادة 55من المرسوم المذكور آنفا،
يعلن بواسطة قرار العامل العمالة أو اإلقليم المعني ،عن أسماء المترشحين
والمترشحات الذين تم انتخابهم ،وذلك داخل أجل أقصاه سبعة أيام من تاريخ إجراء
االقتراع وفرز األصوات.
ويقوم قسم الشؤون القروية بإشهار القرار العاملي عن طريق تعليقه بمقر العمالة،
كما يحيل نسخة من نفس القرار ،بمجرد صدوره ،على السلطة المحلية قصد تعليقه
10
بمقرها ،مع تمكين النائب الفائز بنسخة من القرار كذلك.
الطريقة الثانية :اختيار نواب الجماعات الساللية بالتراضي.
تنفيذا ألحكام المادة 57من المرسوم الصادر في 1يناير 7070التي تنص على
أنه في حالة تراضي أعضاء الجماعة الساللية على اختيار نواب جماعتهم ،ذكورا
أو إناثا ،بالتوافق دون اللجوء إلى االنتخاب ،يتم اإلشهاد على هذا التوافق بموجب
شهادة إدارية تسلمها السلطة المحلية المعنية.
وتستند السلطة المحلية في إصدار هذه الشهادة اإلدارية على محضر ،او أية وثيقة
أخرى ،تفيد اتفاق وتوافق أغلبية أعضاء الجماعة الساللية ،المسجلين في الالئحة
القانونية على اختيار نائب عنهم مع إرفاق هذه الوثيقة بتوقيعات المعنيين باألمر.
كما يمكن االستناد على تصريحات أعضاء الجماعة الساللية أمام السلطة المحلية
والتي ج تدوينها في محضر مؤرخ وموقع من طرفهم يحمل توافقهم على تعيين أحد
أعضاء الجماعة ،الذي تتوفر فيه الشروط الضرورية ،نائبا عن جماعتهم.
للتفصيل أكتر ،راجع دليل نائب الجماعة الساللية ،مديرية الشؤون القروية ،الكتابة العامة ،وزارة الداخلية ،السنة أبريل .2121 10
13
ويتعين على السلطة المحلية إعداد تقرير في هذا الموضوع يفيد أن الجماعة الساللية
اتفقت على اختيار نائب أو نوابا عنها بالتراضي ،مرفوقا بنسخة من البطاقة الوطنية
للتعريف وشهادة حسن السيرة ،أو نسخة من السجل العدلي للنائب أو النواب ،وتحيل
الملف برمته على المصالح المختصة بالعمالة أو اإلقليم (قسم الشؤون القروية داخل
أجل ال يتعدى 2أيام من تاريخ التوصل باإلشهاد المذكور أعاله.
ويتم اإلعالن عن اسم أو أسماء النواب الذين تم اختيارهم بالتوافق بقرار العامل
العمالة أو اإلقليم المعني ،داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ اإلشهاد على التوافق.
ويقوم قسم الشؤون القروية بإشهار القرار العاملي عن طريق تعليقه بمقر العمالة،
كما يحيل نسخة من نفس القرار بمجرد صدوره على السلطة المحلية قصد تعليقه
بمقرها ،مع تمكين النائب أو النواب الذين تم اختيارهم للقيام بهذه المهمة بنسخة
مطابقة لألصل من القرار.
الطريقة الثالثة :تعيين نواب الجماعات الساللية.
قد يحدث في بعض األحيان وألسباب قاهرة وخارجة عن اإلرادة ،أن تكون
ا لشروط الضرورية التنظيم عملية انتخاب نائب أو نواب الجماعات الساللية غير
متوفرة وبالتالي لم يتمكن أعضاء الجماعة المقيدين في الالئحة من االتفاق بينهم
على اختيار نائب أو نوابا عنهم ،وفي هذه الحالة وطبقا لمقتضيات المادة 52من
المرسوم المشار إليه ،فإن عامل اإلقليم او العمالة يقوم بتعيين نائب أو نواب
الجماعة الساللية بواسطة قرار عاملي ،بناء على اقتراح السلطة المحلية ،وذلك
لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد مرة واحدة حتى ال تبقى الجماعة الساللية بدون نائب،
وبالتالي تعطيل مصالحها .
وفي هذا الصدد تقوم السلطة المحلية بإعداد تقرير تبين فيه األسباب التي حالت دون
اختيار نائب عن الجماعة الساللية سواء عن طريق االنتخاب أو التوافق ،وتقترح
تعيين أحد أعضاء الجماعة المتوفرة فيهم الشروط الضرورية كنائب عن هذه
الجماعة ،وتحيله على العمالة أو اإلقليم (قسم الشؤون القروية )قصد الدراسة واتخاذ
االجراء المناسب.
وبمجرد التوصل ،تقوم السلطة اإلقليمية بدراسة تقرير السلطة المحلية واالطالع
على ملف االشخاص المقترحين ،وفي حالة الموافقة على االقتراح يتم تعيين نائب
الجماعة الساللية لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد مرة واحدة فقط بمقتضى قرار العامل
العمالة أو اإلقليم.
14
ويقوم قسم الشؤون القروية بإشهار قرار تعيين النائب أو النواب عن طريق تعليقه
بمقر العمالة ،كما يحيل نسخة من نفس القرار بمجرد صدوره على السلطة المحلية
قصد تعليقه بمقرها وتمكين النائب المعين بنسخة مطابقة لألصل منه.
وتعتبر مسطرة التعيين هذه استثنائية والهدف منها هو عدم تعطيل مصالح الجماعة
الساللية في حالة تعذر عملية االنتخاب أو التوافق ،على أساس أن تقوم السلطة
المحلية بكل ما يلزم بمعية افراد الجماعة الساللية من أجل إعداد الظروف القانونية
المعمول بها.
يرى البعض أن النائب لم يكن في ظل القانون السابق عرضة ألي جزاء يذكر بل
كان يشتغل تحت رحمة السلطة المحلية ،التي لها الحق في تأديبه عن طريق العزل،
في حين أن األخطاء الفادحة ال يحاسب عنها إال وفقا للقواعد العامة ،أما التقصير
والالمباالة ،فكانت مسألة عادية ،وهو األمر الذي كان ينعكس سلبا على مصالح
الجماعة الساللية ،ولتجاوز هذه األزمة التي شكلت عائقا حقيقيا في حماية أمالك
الجماعات الساللية بين المشرع في التعديالت التشريعية األخيرة التصرفات التي
11
الت تنص عليها المادة 16من قانون رقم 62.17حيث جاء فيها " يتم إنهاء مهام نائب الجماعة الحاالت ي
المعت ،يف الحاالت التالية :ـ التجريد من صفة نائب ـ الحكم عليه بموجب
ي الساللية ،بقرار معلل لعامل اإلقليم
الشء المقض به بعقوبة سالبة للحرية بسبب جناية أو جنحة مخلة ر
بالشف أو األمانة ـ ر
ي حكم اكتسب قوة ي
تنته مهام نائب الجماعة الساللية
ي عقل يحول دون قيامه بمهامه مثبت طبيا ـ كمابدن أو ي
اإلصابة بعجز ي
المعت".
ي بوفاته ،وبانتهاء مدة انتدابه ،وبقبول استقالته من طرف عامل العمالة أو اإلقليم
الوطت حول اض الكيش ":مساهمة يف أشغال الحوار 12
ي محمد مومن" ،أمالك الجماعات الساللية وأر ي
اض الجماعية من اجل تنمية مستدامة" الرباط 2114 ,ص21
اض الجماعية تحت شعار "االر ي
األر ي
12
تتعارض مع مهام نواب الجماعة الساللية (أوال) ورتب عليها عدة جزاءات
13
أبرزها عزل نائب الجماعة الساللية و الذي يتم فيه احترام مسطرة تجريد النائب
من صفته النيابية (ثانيا)
على نواب الجماعة الساللية بالقيام بالمهام المنوطة بهم وتدبير وحماية أمالك
جماعتهم بكل إخالص وتفاني ،وال يجوز لهم القيام بأي تصرف يتعارض مع
مهامهم .وقد نص القانون رقم 77-52بشأن الوصاية اإلدارية على الجماعات
الساللية وتدبير أمالكها 14على التصرفات التي تتعارض مع مهامهم وهي:15
وتدبي
ر 13سعيد بعزيز" ،مستجدات القانون رقم 62-17بشأن الوصاية اإلدارية عل الجماعات الساللية
أمالكها" خالل ندوة بقاعة الندوات يف رحاب الكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بوجدة ،ندوة
وطنية ف موضوع ”:أراض الجموع عل ضوء المستجدات ر
التشيعية وسؤال التنمية المستدامة “.بتاري ــخ 7 ي ي
دجني 2112
ر
14طبقا ألحكام المادة 12من القانون رقم 62.17المشار إليه فإنه يجب عل نواب الجماعة الساللية القيام
يتعي عليهم االمتناع عن أي ترصف يتعارض مع تدبي وحماية أمالك جماعتهم .كما ر
بالمهام المنوطة بهم يف ر
مهامهم والسيما:
• عدم القيام باإلجراءات الالزمة للحفاظ عل أمالك الجماعات الساللية وتتبع المساطر القضائية المتعلقة
القانون،
ي بها وتقديم الطعون الرصورية يف األحكام الصادرة ضدها داخل األجل
•القيام ،باسم الجماعة ،بأفعال وترصفات ال تدخل يف اختصاصهم،
•اإلدالء بترصيحات أو تسليم وثائق من شانها اإلضار بمصالح جماعتهم الساللية،
قانون،
ي •استعمال أمالك الجماعة الساللية العقارية والمنقولة ألغراض شخصية بدون سند
اإلقليم أو عرقلة
ي مجلش الوصاية المركزي أو
ي •عدم االمتثال للمقررات الصادرة عن جماعة النواب أو
تنفيذها.
اض الجماعية" الطبعة األوىل التدبي وحماية األر ي
ر 15محمد سويس «،نائب الجماعة الساللية ودوره يف
،2121المطبعة والوراقة الوطنية" مراكش
16دليل نائب الجماعة الساللية ،وزارة الداخلية ،مديرية الشؤون القروية ،أبريل ،2121ص28
16
عن عملية التدبير العادي لعقارات الجماعات الساللية كاألكرية والتفويتات
والشراكات ،فضال عن قضايا نزاعات أخرى يمكن أن تثيرها الجماعات الساللية أو
يمكن أن تثار ضدها من طرف الغير ،إال أنه ال يمكن للجماعة الساللية أن تلجأ
للمساطر القضائية لحماية حقوقها ،وال تقبل دعواها إال عن طريق مؤسسة النائب
باعتبارها الممثل القانوني للجماعة.
ويتجلى دور نواب الجماعة الساللية بهذا الخصوص في القيام بما يلي:
التبليغ لدى السلطة المحلية عن جميع المخالفات التي تشهدها األراضي
الجماعية (الترامي البيوعات غير القانونية التنازالت وغيرها من التصرفات
المنافية للقانون.
طلب اإلذن بالتقاضي لمباشرة ومتابعة القضايا النزاعية.
استشارة محاموا الوصاية بشأن تكييف الدعاوى المراد مباشرتها والتنسيق
مع السلطة المحلية بشأن ذلك تفاديا لضياع الجهود في إقامة دعاوي غير
سليمة من الناحية القانونية.
طلب تعيين محامي للدفاع عن الجماعة الساللية أمام القضاء مع ضرورة
التنسيق معه.
إخبار السلطة المحلية أو مصالح العمالة فورا بأي استدعاء أو إشعار تتوصل
به.
حضور الجلسات المقررة من طرف المحكمة بتنسيق مع مصالح الوصاية
على الصعيد اإلقليمي والمحلي ومع المحامي المكلف بالدفاع عن الجماعة
الساللية المعنية.
ربط االتصال المستمر بالمحامي المعين للدفاع عن الجماعة الساللية
والتنسيق معه في الملفات التي ينوب فيها على الجماعة المعنية ،واإلجراءات
المتخذة أو التي يجب اتخاذها في كل مرحلة من مراحل الدعوى.
تزويد المحامي المذكور بكافة الوثائق والمعطيات المتعلقة بالنزاع وفي أية
مرحلة من مراحل الدعوى.
الحرص على حضور المعاينات القضائية والخبرات وجلسات البحث بمكتب
القاضي أو المستشار المقرر ،بتنسيق مع مصالح الوصاية ومع المحامي
المكلف بالدفاع عن الجماعة.
تعبئة أكبر عدد ممكن من األعضاء للحضور والتواجد في عين المكان أثناء
المعاينة القضائية أو الخبرة ،لبيان أوجه التصرف في العقار موضوع النزاع
عن طريق الرعي أو الحرث وإثبات حيازة وتصرف الجماعة الساللية
وبالتالي تأكيد الصبغة الجماعية للعقار.
الحرص على تسلم الحكم المبلغ للجماعة الساللية والتوقيع على شهادة
التسليم بعد التأكد مع عون التبليغ من تاريخ التسليم الذي يجب أن يكون هو
التاريخ الذي وقع فيه التسليم فعال.
17
عند التبليغ باألحكام سواء كانت في صالح الجماعة الساللية أو ضدها ،يتعين
إخبار السلطة المحلية فورا وتمكين المحامي من هذه األحكام مقابل وصل
التسليم 17والتنسيق معه إلى حين تقديم االستئناف أو طعن أخر داخل اآلجال
القانونية.
في حالة انصرام اآلجال القانونية دون تقديم اجل الطعن من طرف المحكوم
ضده ،فإنه يجب التنسيق مع المحامي من أجل الحصول على شهادة عدم
الطعن من كتابة الضبط لدى المحكمة مصدرة الحكم ،قصد مباشرة إجراءات
التنفيذ.18
فعدم قيام النائب بهذه اإلجراءات القضائية الالزمة وتتبع المنازعات والمساطر
القضائية يعتبر سببا كافيا لتجريد النائب من مهامه النيابية.
فالمهام المخولة لنائب الجماعة الساللية محددة ومحكمة بنصوص قانونية ،كما أن
الوزارة الوصية أصدرت العديد من الدالئل والدوريات التي تساعد مؤسسة النائب
على ممارسة هذه المهام وفق ما هو محدد في القوانين المنظمة للجماعات الساللية،
لذلك فقيام النائب بتصرفات ال تدخل في اختصاصاته ومخالفة لما هو مسطر في
النصوص القانونية ،كقيامه بكراء أرض جماعية بصفة مباشرة دون إتباع المسطرة
المقررة في هذا الشأن ،أو التنازل عن التعرضات المقدمة من طرف الجماعة
الساللية دون إذن الوصي على الجماعات الساللية ،يجعله معرض للتجريد من
صفته كنائب عن الجماعة الساللية مع إمكانية متابعته قضائيا إذا كانت التصرفات
التي قام بها ترقى إلى جريمة معاقب عليها في المواد 26و 21و 27من القانون
رقم .77-52
17دليل نائب الجماعة الساللية ،وزارة الداخلية ،مديرية الشؤون القروية ،أبريل ،2121ص21
18دليل نائب الجماعة الساللية ،وزارة الداخلية ،مديرية الشؤون القروية ،أبريل ،2121ص 23-24
18
فبالرغم من أن المشرع أسند لمؤسسة النائب العديد من المهام المرتبطة بتدبير
األمالك الجماعية وحماية مصالحها ،وتمثيلها إال أن هذا التمثيل ليس على إطالقه،
خصوصا عندما يتعلق األمر بتصرفات قد تمس بمصالح الجماعة الساللية.19
فمن المهام التي أسندها القانون لنواب الجماعة الساللية نجد مهمة السهر على
دراسة الطلبات الخاصة بتقديم الشهادة اإلدارية التي تنفي الصبغة الجماعية عن
العقارات موضوع تلك الطلبات والمقدمة إلى اللجنة المحلية المكونة من السلطة
المحلية ونائب أو نواب الجماعة الساللية.20
وتعتبر مسطرة منح الشهادة اإلدارية التي تنفي الصبغة الجماعية على العقارات
إحدى اإلشكاالت التي حظيت باهتمام وانشغال مصالح الوصاية الهدف منها مواجهة
بعض األشخاص الذين يلجؤون إلى طرق ملتوية من أجل القيام بعمليات تحفيظ
عقارات قد تكون جماعية ،مما يضيع معها حقوق بعض الجماعات الساللية.21
وهنا ال بد من التأكد على أن دور النائب الجماعي في تسليم الشهادات اإلدارية التي
تنفي الصبغة الجماعية على العقارات يتمثل في دراسة محتويات الملف داخل اللجنة
المعنية بذلك ،ومعاينة العقار موضوع الطلب مع التأكد من مطابقته للتصميم
الميداني المنجز لهذا الغرض ،باإلضافة إلى المشاركة في محضر المعاينة ،واإلدالء
بتصريح كتابي من لدن نائب أو نواب الجماعة الساللية المعنية حول موقفهم
بخصوص طبيعة هذا العقار أو ما إذا كان يكتسي صبغة جماعية من عدمه.
فالحالة التي يصرح فيها النائب بأن عقار المملوك للجماعة الساللية ال يكتسب
الصبغة الجماعية ،يكون قد أضر بمصالح جماعته ،وذلك إما بسبب تواطؤه أو
نتيجة عدم علمه وهو األمر الذي تصدى له قضاء محكمة النقض إذ جاء في أحد
قراراتها 22على أنه ال يمكن االكتفاء بما ورد في تصريح :نائب الجماعة الساللية
للقول بأن العقار ال يكتسب صبغة جماعية ،وإنما يتعين على المحكمة إجراء تحقيق
اض الجماعات الساللية"، تدبي المنازعات أر يبحمان" ،دور سلطات الوصاية والسلطة القضائية يف ر ي 19إبراهيم
اض الجموع عل ضوء مقال منشور بمجلة فضاء المعرفة القانونية ،العدد الرابع-يونيو ،2121تحت عنوان أر ي
التشيعية والسؤال التنمية المستدامة ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط 2121ص21 المستجدات ر
تنف الصبغة
الت ي دجني 2112المتعلق بتسليم الشواهد اإلدارية ي ر 20الدورية رقم 21الصادرة بتاري ــخ 17
الجماعية عل العقارات ،وزارة الداخلية الكتابة العامة ،مديرية الشؤون القروية.
21الدورية رقم 14الصادرة بتاري ــخ 27رفياير 2113بخصوص تفعيل الدورية المشيكة عدد 21المتعلقة
تنف الصبغة الجماعية عل العقارات ،وزارة الداخلية الكتابة العامة ،مديرية الت ي بتسليم الشواهد اإلدارية ي
الشؤون القروية.
22القرار عدد 282الصادر يف 12ماي 2113منشور بدليل الياعات القضائية الذي أعدته مديرية الشؤون
دجني 2116ص 111وما يليها
ر القروية بوزارة الداخلية
12
في الدعوى طبقا للفصل 62من ظهير التحفيظ العقاري وذلك بالوقوف على عين
المكان واالستماع للجوار وأفراد الجماعة ومعاينة طبيعة العقار وبيان ما إذا سبق
استغالله بشكل جماعي أم ال وهو ما لم تقم به المحكمة فجاء قرارها فاسد التعليل
وهو بمثابة انعدامه ومعرضا للنقض.
فإذا قام نائب الجماعة الساللية بتسليم شواهد ووثائق تنفي الصبغة الجماعية على
عقار جماعي خالفا لحقيقة الوضع المادي للعقار ،فإن ذلك يشكل إخالال بااللتزامات
الملقاة على عاتقه بموجب المادة 57من القانون رقم 77-52تجعله بذلك تحت
طائلة العقوبات الجنائية المنصوص عليها في هذا القانون من أجل ردع مثل هذه
التصرفات التي انتشرت في العديد من الجماعات الساللية ،حيث رتبت المادة 27
التي تنص على أنه دون اإلخالل بالعقوبات األشد المنصوص عليها في القوانين
الجاري بها العمل ،يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من 50000
درهم إلى 500000درهم:
كل من قام أو شارك بأية صفة في إعداد وثائق تتعلق بالتفويت أو التنازل
عن عقار أو باالنتفاع بعقار مملوك لجماعة ساللية خالفا للمقتضيات
القانونية الجاري بها العمل.
كل من قام أو شارك في إعداد وثائق تنفي الصبغة الجماعية عن عقار تابع
لجماعة ساللية خرقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل.
ففي حالة ارتكاب أحد األفعال المنصوص عليها في هذه المادة من طرف نائب
الجماعة الساللية يتم سلوك المسطرة المقررة لتجريده من صفته كنائب باإلضافة
إلى ذلك يجب إحالة الملف من قبل عامل العمالة أو اإلقليم على النيابة العامة
المختصة لمباشرة المسطرة القانونية والقضائية المناسبة مع إخبار السلطة المركزية
بالموضوع قصد التتبع.
فبما أن صياغة المادة 2القانون رقم 77-52جاءت عامة إذ أوجبت على أعضاء
الجماعة الساللية عدم الترامي على أمالك الجماعة الساللية أو استغاللها دون إذن
من جماعة النواب ،فإن هذا المقتضى بالرغم من أنه يتعلق بأعضاء الجماعة
21
الساللية ،فإنه يسري كذلك حتى على نائب الجماعة الساللية لذلك يجب على نائب
الجماعة الساللية باعتباره عضوا من أعضاء الجماعة عدم االعتداء على أموال
الجماعة الساللية منقولة كانت أو عقارية تحت طائلة تجريده من صفته كنائب.
وإذا انصب االعتداء على عقار للجماعة الساللية من طرف النائب ،فباإلضافة إلى
تجريده من صفة نائب الجماعة الساللية ،يتم إحالة الملف من قبل عامل العمالة أو
اإلقليم على النيابة العامة المختصة ،من أجل متابعته بالجرائم المنسوبة إليه وفق
المادة 21من القانون رقم 77-52التي نصت على أنه «دون اإلخالل بالعقوبات
األشد المنصوص في القوانين الجاري بها العمل يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى
سنة وغرامة من 1000درهم إلى 70000درهم أو بإحدى العقوبتين مع إرجاع
الحالة إلى ما كانت عليه ،كل من اعتدى أو احتل بدون موجب عقارا تابعا للجماعة
الساللية».
23دليل نائب الجماعة الساللية ،وزارة الداخلية ،مديرية الشؤون القروية ،أبريل ،2121ص2
غي
جنح عدد 2238/2112ر
ي 24حكم المحكمة االبتدائية بصفرو عدد 1221بتاري ــخ 31ماي 2116يف ملف
منشور
21
المقررات الصادرة عنها أو المقررات الصادرة عن مجلس الوصاية المركزي أو
المقررات الصادرة عن مجلس الوصاية اإلقليمي.25
وتعتبر القرارات األنفة الذكر قابلة للتنفيذ بمجرد صدورها وتبليغها بصفة رسمية
إلى األطراف المعنية ،وال يمكن إيقاف تنفيذها إال بواسطة حكم استعجالي يقضي
بإيقاف التنفيذ صادر عن المحكمة المختصة بناء على طلب أحد األطراف .ومن
أجل تسهيل هذه المهمة فإن جماعة النواب في حاجة إلى دعم ومساعدة السلطة
المحلية ،وبالتالي يتعين على السلطة المحلية تتبع جميع عمليات التنفيذ الموكولة إلى
جماعات النواب ومدها بالمساعدة والعمل على استعمال القوة العمومية أثناء التنفيذ
إذا كان ذلك ضروريا ،تفاديا لطول مدة التنفيذ أو عرقلتها من أي كان.
وفي حالة عرقلة عملية التنفيذ وعدم االمتثال لألوامر الصادرة في هذا الشأن فإن
السلطة المحلية بصفتها الضبطية ،تقوم بتحرير محضر في هذا الشأن ،26وتحيله
باستعجال على النيابة العامة قصد متابعة الفاعلين بجريمة العصيان المنصوص
عليها وعلى عقوبتها في الفصل 205من القانون الجنائي ، 27وعرقلة التنفيذ
المنصوص عليها وعلى عقوبتها في المادة 26من القانون رقم ،77.52باإلضافة
إلى الجرائم األخرى إن وجدت .28وبناء على ما سبق رتبت المادة 52من القانون
رقم 62-17جزاءات هامة في حالة قيام نائب الجماعات الساللية بأحد األفعال
المشار إليها في المادة 57من نفس القانون إذ في هذه الحالة توجه إليه السلطة
المحلية إنذار بوضع حد للمخالفة داخل اجل تحدده له ،على أال يتعدى هذا األجل
عشرة أيام ،وقد تم تحديد الشكلية التي يتم تحرير هذا اإلنذار وفقا لنموذج المحدد في
دليل نائب الجماعات الساللية.
وإذا لم يمتثل المعني باألمر إلى اإلنذار الموجه إليه ،يتعين على السلطة المحلية
المعنية إعداد تقرير في الموضوع يتضمن الفعل الذي تم اقترافه واإلنذار الموجه
25لالطالع عل النموذج أنظر الصفحة 32من دليل نائب الجماعة الساللية ،وزارة الداخلية ،مديرية الشؤون
القروية ،أبريل 2121
26لالطالع عل النموذج أنظر الصفحة 41من دليل نائب الجماعة الساللية أبريل 2121.
المغرن عل أنه كل من قاوم تنفيذ أشغال أمرت بها السلطة العامة ري الجنان
ي 27ينص الفصل 318من القانون
مائت درهم وال تتجاوز ربــع مبلغ
ي أو ضحت بها يعاقب بالحبس من شهر إىل سنة أشهر وبغرامة ال تقل عن
التعويضات .أما األشخاص الذين يتعرضون عل تنفيذ هذه األشغال بواسطة التجمهر أو التهديد أو العنف
سنتي وبالغرامة المشار إليها يف الفقرة السالفة».
ر فإنهم يعاقبون بالحبس من ثالثة أشهر إىل
28دليل نائب الجماعة الساللية ،وزارة الداخلية ،مديرية الشؤون القروية ،أبريل ،2121ص8
22
إلى المعني باألمر وعدم امتثاله لإلنذار الموجه إليه مع اقتراح تجريده من صفته
كنائب.
« في حالة قيام نائب من نواب الجماعة الساللية بأحد األفعال المنصوص عليها في
المادة 57أعاله ،توجه إليه السلطة المحلية إنذارا كتابيا بوضع حد للمخالفة داخل
أجل تحدده له.
إذا لم يمتثل المعني باألمر الموجه إليه يمكن تجريده من صفته كنائب بقرار معلل
من عامل العمالة أو اإلقليم ،بعد استشارة مجلس الوصاية اإلقليمي ،دون اإلخالل
بالمتابعات التي يمكن مباشرتها ضده»
وتأسيسا على ذلك ،يتعين على الجهات المختصة ،احترام المسطرة القانونية لتجريد
نائب الجماعة الساللية على الشكل التالي:
23
حيث يتعين على السلطة المحلية توجيه إندار كتابي للنائب المعني باألمر ،متى تبت
لها إخالل هذا األخير بإحدى االلتزامات القانونية المفروضة عليه بموجب المادة
57من القانون رقم 77.52أو قيامه بإحدى األفعال التي تضر بمصالح وحقوق
الجماعة الساللية التي يمثلها وذلك من أجل حثه على وضع حد للمخالفة المرتكبة
من طرفه وتدارك الوضع داخل أجل يحدده له هذا األخير أخذا بعين االعتبار
لطبيعة المخالفة المرتكبة والمدة المعقولة لوضع حد لها.
ومما تجدر اإلشارة إليه أن صياغة المادة 56من القانون رقم 77.52تفضي إلى
أن استشارة مجلس الوصاية اإلقليمي من طرف عامل العمالة أو اإلقليم المعني،
تبقى غايتها إبداء الراي وهي غير ملزمة وليس من شأنها بأي حال من األحوال أن
تحول دون اتخاذ عامل العمالة أو اإلقليم لقراره بتجريد النائب المخالف من صفته،
والذي يبقى قرار سليما من الناحية الشكلية.31
30انظر المادة 13من القانون .62-17يف نفس السياق القرار الوزيري الصادر بتاري ــخ 22يناير 1221المنشور
بالجريدة الرسمية عدد 416بتاري ــخ 22جمادى األوىل عام 1221الموافق ل 8رفياير ،1221ص 142
المشع وخالفا لما هو منصوص عليه يف المادة 14من القانون رقم ،62.17أقرن صحة وسالمة 31الحظ أن ر
التعمي متوقفا عل رأي الوكالة الحرصية ،الذي يكون ملزما يف هذا الحالة ،ومما
ر ان يف مادة
قرار المجلس الي ر ي
يل:
المعتي بمثابة قانون المتعلق بإحداث الوكاالت الحرصية ما ي
ر الظهي
ر جاء يف المادة 3من
24
وهنا ،يتعين فقط على السلطة المحلية ،أن تحرص أشد الحرص على احترام
المسطرة المقررة قانونا لتجريد النائب من صفته والتقيد بالضوابط المقررة في
المادة 56أعاله ،وذلك حتى ال يكون القرار العاملي الصادر ترتيبا على ذلك
معرضا لإللغاء ومن تم إعادة المسطرة من جديد مع يترتب عنه من هدر للزمان
وضياع الحقوق ومصالح الجماعة الساللية.
وفي هذا الصدد ،نقرأ في تعليل حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بأكادير 32قضى
بإلغاء قرار عاملي لعيب في مسطرة العزل ما يلي:
وحيث ال دليل في الملف على قيام السلطة المحلية في مواجهة الطاعن بأي إجراء
سابق على صدور القرار المطعون فيه ،في إطار مسطرة العزل ،كما أوصت بذلك
اللجنة في محضر اجتماعها بتاريخ 01/05/7051بخصوص وضعية الطاعن،
طبقا لما جاء التنصيص عليه في دليل نائب األراضي الجماعية ،ذلك أنه كان على
الجهة المطعون ضدها قبل إصدارها قرار عزل الطاعن من مهام نائب أراضي
الجموع التقييد بالمساطر المحددة في الدليل المذكور مرحلة ،وبالتراتبية الواردة
فيه ،وذلك بالقيام بتوجيه إنذار أو توبيخ إلى النائب عند عدم تبرير المخالفة لحمل
النائب على العدول على تصرفاته وتصيح سيرته ،وفي حالة عدم امتثاله يشرع في
سلوك مسطرة العزل في حقه ،كما ليس بالملف ما يثبت أنه رفض االمتثال حتى
يمكن للمطعون ضده إصدار قرار عزله.
وحيث إنه واعتبارا لما ذكر أعاله وأمام عدم تقيد الجهة مصدرة القرار المطعون
فيه بمقتضيات دليل نائب الجماعة الساللية ،يكون القرار المذكور متسما بالتجاوز
في استعمال السلطة لعيبي السبب ومخالفة القانون على حالته مع اإلبقاء على حق
اإلدارة في إعادة إصدار قرار جديد في الموضوع على النحو السليم طبقا للقانون»
22
وفي نفس السياق ،البد من التأكيد على أن تجريد النائب من صفته هاته ،ال يحول
دون متابعته جنائيا بشأن األفعال التي يرتكبها ضدا على مصالح وحقوق الجماعة
الساللية التي يمثلها والمنصوص عليها في المادتين 26و 27من نفس القانون.33
أما في حالة تحقق إحدى األسباب أو الحاالت األخرى المنصوص عليها في المادة
56من القانون رقم 77.52في حق نائب أو نواب الجماعة الساللية ،فإن عامل
العمالة أو اإلقليم يصدر في حق النائب المعني قرار معلال بإنهاء مهامه النيابية
دونما حاجة إلى استشارة مجلس الوصاية اإلقليمي وذلك من منطلق أن تلك األسباب
ال صلة لها بالمهام المسندة إلى النائب كما هي مفصلة في المادة 57أعاله ،وهو في
منأى عن سلوك أي مسطرة معينة في حق النائب.
وترتيبا على ذلك ،فإن إنهاء مهام النائب ألي سبب كان ال يمكن أن يتم بمبادرة
أعضاء الجماعة الساللية ،وإنما يبقى لهم الحق فقط في تبليغ السلطة المحلية عن كل
إخالل أو مخالفة يرتكبها النائب من شأنها اإلضرار بمصالح الجماعة الساللية التي
يمثلها ،على أن تتولى هذه األخيرة سلوك المسطرة القانونية في حقه.
ومما تجدر اإلشارة إليه ،أن اللجوء إلى القضاء اإلداري للطعن في قرار التجريد
من المهام الصادر في حق نائب الجماعة الساللية ،ال يوقف إجراءات اختيار نائب
جديد محله وف ق نفس المسطرة السابقة الذكر ،طالما أن المشرع لم يرتب أي جزاء
موقف عن الطعن .إال أن ما يثير التساؤل هنا هو مادام اللجوء إلى المحكمة للطعن
في قرار التجريد من المهام ال يوقف إجراءات أو اختيار نائب جديد فما العمل في
الحالة التي تقضي فيها المحكمة لفائدة النائب الذي تم تجريده من صفته ،فهل يتم
عزل النائب الذي تم تعيينه مكانه بالمقابل أم يبقى قائما بمهام نائب إلى جانبه طيلة
المدة المتبقية؟.34
نعتقد أنه ولتجاوز هذا اإلشكال يستحسن اإلبقاء عليهما معا إلى حين انتهاء مدة
الوالية ،بحيث بهذه الكيفية سيتم رد االعتبار للنائب الذي تمت تبرئته من طرف
القضاء من جهة ،ومن جهة أخرى تقديم المساعدة للنائب الذي تم تعويضه به أو
النواب اآلخرين في حالة تعددهم ما لم يترتب عن ذلك تجاوز للحد األقصى لعدد
نواب الجماعة الساللية المسموح به قانونا ،ففي هذه الحالة يتعين تدخل عامل االقليم
33انظر يف نفس السياق القرار الوزاري الصادر بتاري ــخ 22يناير ،1221المنشور بالجريدة الرسمية عدد 416
بتاري ــخ 22جمادى األوىل عام 1221الموافق ل 8رفياير ،1221ص .142
اض الجماعية الساللية ربي الواقع واألفاق ،رسالة يف لنيل ديبلوم الماسي يف
صغيي ،األر ي
ر 34محمد العايش
قانون العقود والعقار ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بوجده ،جامعة محمد األول ،السنة
الجامعية .2112-2118
26
أو العما لة والمعني واختيار أحد النائبين لتمثيل الجماعة الساللية قياسا على حالة
تعذر اختباره باالنتخاب أو التوافق.
من خالل كل ما سبق يتضح أن ما تضمنته المقتضيات الجديد بشأن مؤسسة نائب
الجماعة الساللية ،وذلك بوضع مسطرة مدققة تحدد طرق تعيينه وأسباب إنهاء مدة
واليته ،واختصاصاته وطريقة عمله في احترام تام لألعراف العادات والتقاليد
المحلية السائدة ،من شأنه ال محالة المساهمة الفعلية في التجسيد الفعلي لمجمل
التصورات المتعلقة باالستثمار في الرصيد العقاري الجماعي والنهوض بالعالم
القروي وذلك بتشجيع االستثمار على هذا الرصيد العقاري وجعله يساهم في خلق
الثروة من جهة ،وحماية األمالك الجماعية كموروث وطني من االندثار من جهة
أخرى .
يقوم عامل العمالة أو اإلقليم بتجريد النائب المخالف بقرار معلل بعد استشارة مجلس
الوصاية اإلقليمي وفق المسطرة التي تم التطرق إليها سابقا.
27
يمثلها بما في ذلك األفعال المنصوص عليها في المادة 57من القانون رقم 77-52
المذكورة أعاله.35
فبعد صدور الحكم ضد النائب بحكم نهائي بسبب جناية أو جنحة مخلة بالشرف
واآلداب العامة وحسن السلوك أو األمانة واالستقامة وهنا البد من اإلشارة إلى انه
يجب التمييز بين األحكام التي تصدر ضده بصفة شخصية وبين األحكام التي يكون
فيها طرفا بصفته النيابية.
فاإلصابة بعجز بدني أو عقلي تجعل النائب غير قادر على القيام بالمهام المسندة إليه
المتعلقة بتدبير األمالك الجماعية وحماية مصالح الجماعة ،وهو األمر الذي قد
ينعكس سلبا على الجماعة الساللية ،لذلك كان من الضروري تدخل السلطة المحلية
إلثبات هذا العجز حتى يتسنى لها سلك مسطرة إنهاء مهام النائب المعني.
وهنا البد من التنبيه إلى أن المشرع لم يشترط الصحة البدنية والعقلية في الشخص
الذي يتقدم بترشحه لشغل مهمة نائب الجماعة الساللية أو في الشخص الذي يتم
اقتراحه من طرف السلطة المحلية على عامل العمالة أو اإلقليم من أجل تعيينه
كنائب عن الجماعة الساللية في الحالة التي يتعذر فيها إجراء عملية االنتخاب أو
االختيار بالتراضي ،لكنه جعل اإلصابة بعجز بدني أو عقلي من حاالت تجريد
النائب من مهامه النيابية في حالة إصابته بهذا العجز أثناء ممارسة مهامه النيابية،
وهذا خطأ أو سهو وقع فيه المشرع ووجب تداركه في المناسبات التشريعية القادمة،
ألنه من غير المنطقي أن ال يشترط في الشخص المترشح لشغل مهمة النائب
ضرورة توافره على القدرة البدنية والعقلية وفي المقابل إذا أصيب النائب بهذا
العجز يتم تجريده من مهامها.
28
ويجدر التنبيه هنا إلى أنه يشترط لكيال تتعسف السلطة العامة في استخدام هذا الحق،
التأكد من خالل تقرير طبي ،أن المرض أو اإلصابة التي اصيب بها نائب الجماعة
الساللية على درجة من الخطورة أو الجسامة التي تمنعه من القيام بالمهام المسندة
اليه على الوجه المطلوب.
بعد انتهاء مدة انتداب نائب الجماعة الساللية ،فإنه يترتب عن ذلك بالنتيجة انتهاء
مهامه بقوة القانون ،37ويتعين في هذه الحالة على للسلطة المحلية المعنية دعوة
أعضاء الجماعة الساللية ،الختيار من يخلفه ،وتنبيه النائب المنتهية واليته إلرجاع
الختم والبطاقة المسلمة إليه إلى مصالح العمالة.38
بالرجوع للمادة 50من قانون القانون رقم 77.52بشأن الوصاية اإلدارية على
الجماعات الساللية حدد مدة انتداب نائب أو نواب الجماعة الساللية وذلك ضمانا
لفعالية ونجاعة مؤسسة النائب في أداء المهام المنوطة بها ،حدد المشرع مدة معينة
لممارسة تلك المهام إعماال منه لمبدأ التداول بين أعضاء الجماعة الساللية في تدبير
شؤون الجماعة الساللية.
22
اإلثبات المعتبرة شرعا ،سيما رسم الوفاة المستخرجة من سجالت الحالة المدنية
التي يتم مسكها من طرف ضباط الحالة المدنية.
يتعين على السلطة المحلية في الحالة وفاة نائب الجماعة الساللية ،إخبار عامل
العمالة أو اإلقليم المعني وتقترح سلوك اإلجراءات الالزمة الختيار نائب آخر
لتعويضه ،كما تقوم بنفس اإلجراء في حالة انتهاء مدة انتداب النائب حيث يتعين
عليها إما اقتراح تجديد مهام النائب لمدة أخرى إذا كانت قابلة للتجديد أو إنهائها مع
تعليل اقتراحها.
وترتيبا على ذلك ،فإنه يترتب عن وفاة نائب الجماعة الساللية المثبتة قانونا انتهاء
مهامه بقوة ،القانون ويتعين في هذه الحالة على للسلطة المحلية المعنية دعوة
أعضاء الجماعة الساللية ،الختيار من يخلفه خاصة متى كان النائب المتوفى هو
ال وحيد الممثل الشرعي للجماعة أو ترتب عن ذلك أن أصبح عدد النواب بعد وفاته
مخالفا للنصاب المقرر قانونا.
يمكن لنائب نائب الجماعة الساللية الذي يرغب في االستقالة من مهامه أن يقدم
طلبا بهذا الشأن إلى السلطة المحلية يتضمن األسباب التي تبرر هذه االستقالة .وتقوم
السلطة المحلية داخل أجل 2أيام من تاريخ التوصل بطلب االستقالة بإحالة هذا
الطلب ،مع إبداء رأيها في الموضوع ،على عامل العمالة أو اإلقليم المعني قصد
اتخاذ القرار المناسب إما بقبول االستقالة أو برفضها ،ويتعين إخبار النائب بذلك عن
طريق السلطة المحلية داخل أجل 20يوما من تاريخ تقديم طلب االستقالة .وفي
حالة تشبث النائب باالستقالة وعدم رغبته في االستمرار في مهامه فإنه يتعين
اإلعالن عن استقالة النائب واإلعداد لمسطرة اختيار نائب جديد وفق الكيفية
المنصوص عليها في المرسوم التطبيقي للقانون رقم .62-17
فإذا كان المشرع قد خول لنائب الجماعة الساللية الحق في وضع حد للمهام
االنتدابية التي يقوم بها في تمثيل الجماعة الساللية والدفاع عن حقوقها وحماية
ممتلكاتها ،فإنه في المقابل وحماية منه لمصالح الجماعات الساللية وتفاديا لما قد
يترتب عن استقالته المفاجئة من ضياع لحقوقها ،أوقف تلك االستقالة على موافقة
عامل العمالة أو اإلقليم المعني عليها.
31
ولعل حكمة المشرع من ذلك هو تمكين السلطة العاملية من رقابة جدية ومشروعية
األسباب المبررة لطلب االستقالة من جهة ومن جهة أخرى الحفاظ على السير
العادي لشؤون ومصالح الجماعة في انتظار اختيار من يعوض هذا النائب المستقيل.
وترتيبا على ذلك فإن نائب الجماعة الساللية الذي تقدم بطلب استقالته الى عامل
العمالة أو اإلقليم المعني ،يبقى ملزما قانونا بأداء كافة المهام المسندة إليه قانونا ،إلى
حين الموافقة على استقالته بالقبول ،وفي حالة رفضها ،فإنه يبقى مجبرا على أداء
مهامه إلى حين انتهاء مهامه أو تحقيق إحدى األسباب األخرى الموجبة إلنهاء
مهامه ،اعتبارا لكون االستقالة ال تنتج أثارها القانونية إال بعد قبولها.41
المبحث الثاني :دور جماعة النواب في تدبير وحماية أمالك الجماعات الساللية
إن المهام الموكولة إلى الجماعة النيابية متعددة وكثيرة ،بعضها يستمد شرعيته
من القانون رقم 77.52وظهير 71يوليوز 5171كما وقع تعديله وتتميمه
بموجب القانون 76.52وأخيرا القانون 72.52المتعلق بالتحديد اإلداري ألراضي
الجماعات الساللية ،والبعض اآلخر من بعض المقتضيات التنظيمية الصادرة عن
سلطة الوصاية ،فيما يبقى جزء مهم يجد مرجعيته في األعراف والعادات السائدة
محليا.
وباستقراء المستجدات التشريعية ،يتضح بجالء أن األشخاص الذين يقع
اختيارهم لتمثيل الجماعات الساللية يضطلعون بعدة مهام واختصاصات ،تتنوع بين
اختصاصات ذات طابع إداري لحاجيات الجماعة الساللية من توزيع لالنتفاع
بأراضي هذه الجماعة بين أعضائها ذكورا وإناثا ،وإجراء بعض التصرفات بشأنها
كالتفويت والكراء ،وإعداد وتحيين لوائح أعضاء الجماعة ( المطلب األول) ،
وأخرى ذات طابع حمائي ،تتجسد أساسا في الفصل في المنازعات بين أفراد
الجماعة المذكورة حول أحقية ونطاق االنتفاع باألراضي الجماعية ،وتصفية
الوضعية القانونية لهذه األراضي ( المطلب الثاني) .
31
المطلب األول :دور جماعة النواب في إدارة الجماعات الساللية
يعتبر نائب الجماعة الساللية الممثل القانوني للجماعة التي ينوب عنها ،وبهذه
الصفة يقوم بعدة مهام لها ارتباط وثيق بشؤون الجماعة وبتدبير أمالكها ،وبذلك
يتدخل في جميع المعامالت والتصرفات التي ترد على أمالك الجماعة
الساللية(الفقرة األولى) ،وفي كل ما يتعلق بالعالقة بين أعضاء الجماعة الساللية
وعالقة هؤالء بمصالح الوصاية (الفقرة الثانية)
الفقرة األولى :دور جماعة النواب في تدبير التصرفات الواردة على األراضي
الساللية
نظرا للغموض الذي كان يطبع اختصاصات نواب الجماعات الساللية نتيجة
عدم التحديد الدقيق لذلك في ظهير 5151/6/72كما تم تعديله وتتميمه ،فإنه تم
تدارك ذلك بتحديدها في إطار دليل نائب األراضي الجماعية المؤرخ في أبريل
، 7070وتنوعت هذه االختصاصات ،فمنها ما يتعلق بتوزيع االنتفاع بين أعضاء
الجماعات الساللية والتمليك (أوال) ،ومنها ما يتعلق بإبرام بعض العقود كالكراء
والتفويت (ثانيا).
أوال :دور جماعة النواب في توزيع االنتفاع بين أعضاء الجماعات الساللية
والتمليك
وهكذا تولت مقتضيات المادة 57من المرسوم التطبيقي تنظيم كيفية توزيع
االنتفاع بأراضي ا لجماعات الساللية ،ذلك أنه في حالة وجود عقار فالحي قابل
للتوزيع على وجه االنتفاع على عضو واحد أو أكثر من أعضاء الجماعة الساللية،
ذكورا وإناثا ،تقوم السلطة المحلية بتنسيق مع جماعة النواب المعنية ،بتعليق إعالن
32
بمقرها يتضمن المعطيات الضرورية عن هذا العقار ،مع تحديد أجل ال يقل عن
ثالثين يوما لتقديم طلبات االستفادة من االنتفاع لدى السلطة المحلية مقابل وصل.
ومن أجل ضمان انتفاع كافة أعضاء الجماعة الساللية ،ذكورا وإناثا على قدم
المساواة من األراضي الجماعية الفالحية ،وعدم تركيزها وحصرها في يد فئة
خاصة من ذوي االمكانات المالية دون غيرها ،فقد اشترط المشرع في الفقرة الثانية
من المادة 57من المرسوم التطبيقي ألحكام القانون رقم 77.52لتقديم طلب
االستفادة من االنتفاع باألراض الجماعية موضوع التوزيع مجموعة من الشروط تم
تعدادها كما يلي:
أوال :أال يكون المعني باألمر قد استفاد من قبل من حصة جماعية أو قطعة أرضية
ملك الدولة طبقا لمقتضيات الظهير الشريف رقم 5.27.722بتاريخ 77من ذي
القعدة 71 5217دجنبر 5127بمثابة قانون يتعلق بمنح بعض الفالحين أراضي
فالحية أو قابلة للفالحة من ملك الدولة الخاص.
42
ثانيا :أن يلتزم المعني باألمر بممارسة الفالحة بصفة مستمرة ومباشرة.
وعند دراسة الطلبات المودعة من طرف أعضاء الجماعة الساللية لالستفادة من
العقار الساللي موضوع التوزيع ،تقوم جماعة النواب بالبت في الطلبات موضوع
االنتفاع باتخاذ مقرر بشأن ذلك ،واختيار الشخص أو االشخاص الذين تتوفر فيهم
الشروط الالزمة لالستفادة من االنتفاع من بين أعضاء الجماعة الساللية ذكورا
كانوا أم وإناثا.
تقوم السلطة المحلية داخل أجل سبعة أيام من تاريخ صدور مقررات جماعة النواب
تبليغ ها إلى المعنيين باألمر بإحدى طرق التبليغ القانونية ،المنظمة في إطار
43
الفصول 22و 25و 21من ق .م .م.
42وقد أُثير التساؤل أثناء مناقشة مشروع القانون 62.17أمام البرلمان بشأن البند الثاني من الفقرة الثانية الذي ينص على أنه " يلتزم
المعني باألمر بممارسة الفالحة بصفة مستمرة ومباشرة ".عما إذا كان المقصود به عدم إمكانية تفويض هذا الحق لغير أعضاء
الجماعة الساللية؟ حيث أكد وزير الداخلية على أن مشروع القانون جاء ليواكب العرف السائد حاليا لدى الجماعات الساللية ،موضحا
أن العرف هو أساس تدبير هذه األراضي ،وال يمكن القطع معه والخضوع للنصوص التشريعية فقط ،وهو يختلف من جماعة ساللية
إلى أخرى .وهو يؤكد على أن تحديد ضوابط االنتفاع يبقى خاضعا لألعراف المحلية لكل قبيلة.
تقرير لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسية المدنية حول مشروع قانون رقم 62.17بشأن الوصاية اإلدارية على
الجماعات الساللية وتدبير أمالكها دورة أبريل 2112السنة التشريعية الثالثة 2112-2118الوالية التشريعية العاشرة .2121-2116
إن اإلعمال الحرفي للنص ،سيترتب عنه ال محال ،إقصاء النساء السالليات من االنتفاع تحت مبررا االستغالل المباشر ،سيما إذا
أخذن بعين االعتبار أن عادات وأعراف وتقاليد بعض المناطق بالعالم القروي تمنع اشتغال النساء في المجال الفالحي ،بل ومنها من
تعتبره أمرا مهينا للنساء ومدموما على خالف الوضع في مناطق أخرى ،هذا من جهة ومن جهة أخرى ،قد يتعذر حتى على كبار
السن من الذكور أعضاء الجماعة الساللية أنفسهم استغالل القطع األرضية المسلمة إليهم من أجل االنتفاع بها بشكل مباشر ،لوجود
مانع موضوعي أو ذاتي كعدم القدرة البدنية على االستغالل المباشر وهو مسوغ معقول إلعمال العرف في هذا السياق وذلك في
الحدود التي ال تتعارض النصوص القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل.
33
يمكن الطعن في هذه المقررات من طرف أعضاء الجماعة الساللية مباشرة
داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ التبليغ بواسطة طلبات تودع لدى السلطة المحلية
مقابل وصل ،وذلك في حالة رفض طلباتهم أو إسنادها لغيرهم ممن ال تتوفر فيهم
الشروط القانونية الالزمة لالنتفاع .كما يمكن للسلطة المحلية من جهتها أن تطعن
في المقررات المذكورة داخل نفس األجل .تتم إحالة طلبات الطعن داخل أجل سبعة
أيام من تاريخ انتهاء أجل الطعن على مجلس الوصاية اإلقليمي قصد البت فيها
بواسطة مقررات يصدرها داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ التوصل ،يتم تبليغ
مقررات مجلس الوصاية اإلقليمي من طرف السلطة المحلية بإحدى طرق التبليغ
القانونية إلى الطاعنين المعنيين باألمر داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ
صدورها ،وذلك استنادا إلى مقتضيات المادة 55من المرسوم التطبيقي.
وإذا كان المشرع قد حدد مسطرة مدققة لتوزيع االنتفاع بين أعضاء
الجماعات الساللية متى تعلق األمر بعقار فالحي مملوك لهذه األخيرة ،فإنه
وبالمقابل ترك المجال مفتوحا ً إلعمال األعراف والعادات المحلية لكل جماعة
ساللية في توزيع االنتفاع بأراضي الجماعة بين أعضائها من أجل السكن شريطة
موافقة مجلس الوصاية اإلقليمي 44على عملية التوزيع وأن تتم هذه العملية في
مراعاة تامة للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل ،وخاصة في مجال
التعمير.
وتجدر اإلشارة إلى أنه في حالة وفاة المستفيد من االنتفاع ذكرا كان أم أنثى
تؤول القطعة األرضية موضوع االنتفاع إلى أبنائه وبناته وزوجه أو زوجته .
43تنص الفقرة الثانية من المادة 17من المرسوم التطبيقي على أنه تقوم السلطة المحلية داخل أجل سبعة أيام من تاريخ صدور
مقررات جماعة النواب بتبليغها إلى المعنيين باألمر بإحدى طرق التبليغ القانونية.
نظم المشرع المغربي القواعد العامة للتبليغ في الفصول 37و 38و 32من قانون المسطرة المدنية ،وإذا تعلق األمر بالتبليغ إلى
القيم ،فإن ذلك يتم في إطار مقتضيات الفصل 441من نفس القانون ،مع العلم أن هناك مقتضيات خاصة أخرى إما داخل قانون
المسطرة المدنية نفسه من قبيل الحالة المنصوص عليها في الفصل 21أو في نصوص .خاصة وهي متعددة.
44تنص الفقرة األخيرة من المادة 33من من المرسوم التطبيقي على ما يلي :الموافقة على استعمال عقار تابع للجماعة الساللية من
طرف أحد أعضاء هذه الجماعة لبناء سكن شخصي ،مع مراعاة النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل.
34
الزوجات األجانب عن الجماعة طالما توفرت فيهم شرط اإلقامة الفعلية بالجماعة
الساللية.
عالوة على ذلك فإن حق االنتفاع المخول ألعضاء الجماعة الساللية في االنتفاع
بأراضي هذه األخيرة واستغاللها بشكل مباشر ومستمر ،يختلف عن حق االنتفاع
المنظم في إطار المادة 21وما يليها م ح .ع في عدة فروض تتجلى فيما يلي :
إن حق االنتفاع باعتباره حقا عينيا يخول للمنتفع استعمال عقار على ملك
الغير واستغالله وينقضي لزوما بموت المنتفع ،استنادا لمقتضيات الفصل 21من
م .ح .ع ،فهو يجيز للمنتفع الحق في المطالبة بتأسيس رسم عقاري له عمال بأحكام
الفصل العاشر من ظهير التحفيظ العقاري ،45على خالف حق االنتفاع في نظام
أراضي الجماعات الساللية الذي ال يعتبر حقا عينيا بالمفهوم الواسع وإنما يشكل من
حيث طبيعته القانونية الصحيحة حق منفعة " يسقط بصفة نهائية بأسباب متعددة
منها ،حالة وفاة المستفيد من االنتفاع وعدم وجود من يخلفه من الورثة المحددين
حصرا ،أو بصورة مؤقتة وبصدور مقرر من جماعة النواب بحرمان عضو
الجماعة الساللية من االنتفاع ،أو فقدان عضو الجماعة الساللية ألحد معايير
االنتفاع المنصوص عليها في المادة األولى من المرسوم التطبيقي ،كما أن حق
االنتفاع هذا ال يخول للمنتفع إمكانية المطالبة بتأسيس رسم عقاري له.
إضافة إلى ذلك فإن حق االنتفاع المقرر في إطار م .ح .ع ،ينقضي بموت المنتفع،
أو انصرام المدة المحددة له ،وال ينتقل عن طريق اإلرث ،خالفا لحق االنتفاع في
ظل نظام أراضي الجماعات الساللية ،فهو يكتسي صبغة الدوام متى تحققت
موجبات ذلك ،إذ أنه وفي حالة وفاة المستفيد من حق االنتفاع فإن حصته تنتقل إلى
زوجته أو زوجه وأوالده الذكور واالناث.
وما يجب اإلشارة إليه هنا أن المشرع حسم الجدل كذلك ،ولو بشكل غير مباشر
بشأن تحديده لطبيعة حق االنتفاع المقرر لفائدة أعضاء الجماعة الساللية من زاوية
قواعد اإلرث وذلك باعتباره حقا ارثيا ذو طبيعة خاصة ،ال يخضع للقواعد العامة
32
ال مقررة في ميدان االرث ،من منطلق أن االحتكام إلى هذه القواعد سيترتب عنه
ضياع الحق المكتسب للنساء السالليات في المساواة وتوسيع دائرة المنتفعين منه.
ومنه ،يمكن القول إن حق االنتفاع في ظل نظام أراضي الجماعات الساللية،
يكتسي حصانة خاصة ،بحيث ال يمكن تفويته من طرف المنتفع وال يمكن الحجز
عليه أو اكتسابه بالتقادم من طرف األغيار .بل إن المشرع اعتبر بموجب ذات
القانون رقم 77.52التنازل عن حق االنتفاع بعقار الجماعة الساللية بأي شكل من
أشكال التنازل خالفا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل جريمة يعاقب عليها
بعقوبات سالبة للحرية وغرامات مالية.
ومن أجل ضمان شفافية عمل نائب الجماعة الساللية ،أجاز المشرع لسلطة
الوصاية بمبادرة منها أو بناء على طلب من عامل العمالة أو اإلقليم ،القيام بافتحاص
عمل جماعات النواب أو القيام بمراقبة أعمالها في قضايا محددة46 ،من قبيل معايير
توزيع االنتفاع أو إجراء البحوث الميدانية للتأكد من طبيعة العقارات التي تكون
موضوع طلبات شواهد إدارية بنفي الصبغة الجماعية.
36
ثانيا :دور جماعة النواب في كراء تفويت أمالك الجماعات الساللية
يضطلع نواب الجماعة الساللية بأدوار هامة في مجال تثمين أمالك الجماعات
ال ساللية وذلك ،حينما يتعلق األمر بالمعامالت العقارية ،التي تكون تلك األمالك
محور لها وخاصة ما يتعلق منها بالتفويتات واألكرية والمبادالت والشراكات وكذا
المشاريع الفالحية واالقتصادية.
وبالتالي فإن النائب مدعو أكثر من أي وقت مضى إلى التعامل بشكل ايجابي
مع ملفات االستثمار ودراستها بكل تجرد وحياد على أساس تحقيق التنمية للجماعة،
واالبتعاد عن كل ما من شأنه أن يمس بالنزاهة والشفافية في التعامل مع هذه
الملفات.
ولذلك ،يعتبر نائب الجماعة الساللية عضوا في اللجنة اإلقليمية ،المشرفة على
عمليات كراء العقارات المملوكة للجماعات الساللية ،متى تعلق األمر بعقود األكرية
المبرمة عن طريق طلبات العروض على أساس دفتر تحمالت تضعه سلطة
الوصاية.
كما يشارك في فحص وتقييم العروض التي يتقدم بها المتزايدون الراغبون في
كراء تلك األمالك ،من أجل إنجاز مشاريع االستثمار ،وتوقيع المحضر المنجز
لهذه الغاية إلى جانب باقي أعضاء اللجنة ،كما يقوم بتتبع إنجاز مشاريع االستثمار
من طرف المكترين عن طريق طلبات العروض أو بالمراضاة ،وذلك للتحقق من
تنفيذ المكتري للشروط المضمنة في العقد ودفتر التحمالت ،وخاصة اآلجال المحددة
لإلنجاز التام للمشروع ،واقتراح منح المكتري شهادة رفع اليد وإرجاعه الضمانة
البنكية المتعلقة بإنجاز المشروع متى تبت إنجازه 48أو اقتراح تطبيق الجزاءات
القانونية في حقه في حالة العكس.
ولضمان إبرام عقود الكراء بالشفافية التامة ،يشارك نائب أو نواب الجماعة الساللية
في تحديد مدة الكراء والوجيبة الكرائية المناسبة ،ونسبة الزيادة فيها وآجال
مراجعتها دوريا متى تعلق األمر بعقود كراء أمالك الجماعات الساللية التي يتم
إبرامها بالمراضاة على أساس دفتر تحمالت من أجل إنجاز مشاريع االستثمار.
48المادة 32من المرسوم التطبيقي رقم 2.12.273بتطبيق أحكام القانون رقم 62.17
37
وفيما يتعلق بالمشاريع المنجزة فوق أمالك الجماعات الساللية قبل دخول
المرسوم التطبيقي حيز التطبيق ،أجازت المادة 20من المرسوم التطبيقي تطبيق
أحكام القانون 77.52بصفة استثنائية ،متى تبين نجاعة وفعالية ومردودية
المشروع المنجز من طرف الغير ،وتسوية وضعية القطع األرضية المملوكة
للجماعات الساللية والمقامة عليها مشاريع منجزة قبل تاريخ نشر المرسوم التطبيقي
49
حيز التنفيذ ،وذلك عن طريق كرائها بالمراضاة.
49تنص الفقرة األخيرة المادة 31من المرسوم التطبيقي رقم 2.12.273بتطبيق أحكام القانون رقم 62.17على أنه :يمكن ،عند
االقتضاء ،تسوية وضعية القطع األرضية المقامة عليها مشاريع منجزة قبل تاريخ نشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية ،عن طريق
كرائها بالمراضاة.
50لقد وسع المشرع دائرة المستفيدين من عملية تفويت العقارات المملوكة للجماعات الساللية وخاصة تلك المشمولة بوثائق التعمير أو
العقارات الواقعة داخل المجاالت الحضرية والشبه الحضرية ،فبعدما كانت هذه اإلمكانية في ظل ظهير 27أبريل 1212محصورة
في الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية والجماعات الساللية ،جاء القانون رقم 62.17لينص في المادتين 21و 21على
إمكانية تفويت هذه العقارات إلى الفاعلين االقتصاديين الخواص إلى جانب الفاعلين العموميين.
وقد تناول المرسوم رقم 2.12.273الصادر بتاريخ 2يناير 2121المتعلق بتطبيق القانون رقم 2.17المشار إليه ،كيفية تطبيق
المادتين 21و 21من القانون رقم ،62.17وذلك من خالل التطرق بالتفصيل الى المسطرة الواجب تطبيقها المواد من 33إلى ()43
38
تطبيق الجزاءات القانونية ،بسلوك مسطرة فسخ عقد التفويت في حقه مع استخالص
51
مبلغ الضمانة البنكية ،في حالة عدم وفائه بالتزامه
إضافة إلى ذلك فقد أجاز المشرع تفويت عقارات الجماعات الساللية كذلك
بالمراضاة ،على أساس دفتر تحمالت من أجل إنجاز مشاريع االستثمار في الميدان
الصناعي أو التجاري أو السياحي أو السكني أو الصحي أو التربوي أو الخدماتي
لفائدة الفاعلين العموميين أو الخواص ،إلى جانب إمكانية إجراء المبادالت العقارية
52
وإبرام اتفاقيات الشراكة بشأن هذه األمالك .
الفقرة الثانية :دور جماعة النواب في إعداد وتحيين الئحة أعضاء الجماعة
الساللية ،وتنفيذ المقررات الصادرة شأنها
يعتبر نائب الجماعة الساللية طبقا لما ينص عليه القانون رقم 77.52بشأن
الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير أمالكها ،ومرسومه التطبيقي ،من
أهم المتدخلين والمرتكزات التي ينبني عليها نظام تدبير وتسيير أمالك الجماعات
الساللية ،والى جانب االختصاصات السالفة الدكر ،فهو يتولى إعداد وتحيين لوائح
أعضاء الجماعة الساللية (أوال) ،وتنفيذ مقررات الهيئات اإلدارية المتعلقة بها
(ثانيا)
أوال :دور جماعة النواب في إعداد وتحيين الئحة أعضاء الجماعة الساللية
من المهام الرئيسية الملقاة على عاتق نواب الجماعة الساللية إعداد وحصر
الئحة أعضاء الجماعة التي يمثلونها ،ذكورا وإناثا وذلك وفق المسطرة المحددة في
هذا الشأن ووفق الشروط المنصوص عليها في المرسوم التطبيقي ،ونظرا ألهمية
إعداد أو تحيين الئحة أعضاء الجماعة الساللية على اعتبار أن هذه الالئحة تعتبر
المدخل األساسي الكتساب صفة العضوية بالجماعة ،فإنه من الضروري جرد جميع
مراحل مسطرة اإلعداد أو التحيين التي يجب التقيد بها في هذا الشأن.
استنادا إلى المادة األولى من المرسوم التطبيقي ،فإنه يتم إعداد وتحيين لوائح
أعضاء الجماعات الساللية ،ذكورا وإناثا ،داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ الدعوة
التي يوجهها كتابيا عامل العمالة أو اإلقليم المعني إلى جماعات النواب ،تحت
51المادة 34من المرسوم التطبيقي رقم 2.12.273بتطبيق أحكام القانون رقم .62.17
52المادة 32من المرسوم التطبيقي رقم 2.12.273بتطبيق أحكام القانون رقم .62.17
32
إشراف السلطة المحلية ،كما حددت ذات المادة المعايير الموحدة الواجب التوفر
عليها الكتساب صفة عضو في الجماعة الساللية ،والمتمثلة في االنتساب للجماعة
الساللية المعنية ،بلوغ سن الرشد القانونية ،واإلقامة بالجماعة الساللية.
أما إذا تعذر لسبب من األسباب إعداد أو تحيين الالئحة المعنية داخل األجل المحدد
أي ثالثة أشهر ( ) 2أشهر ،جاز تمديد هذا األجل بصفة استثنائية لمدة شهر واحد،
بقرار لعامل العمالة أو اإلقليم المعني بناء على تقرير مفصل يتم إعداده من طرف
السلطة المحلية ذات الصلة يبين األسباب التي حالت دون إعداد أو تعيين الالئحة
داخل األجل.
غير أن اللوائح التي سبق إعدادها والمصادقة عليها تبقى سارية المفعول.
ويتم تحيين الالئحة المشار إليها كلما دعت الضرورة إلى ذلك ،وفي جميع األحوال
كل خمس سنوات.53
هذا وطبقا لمقتضيات المادة األولى من المرسوم التطبيقي ،ويقوم السادة الوالة
وعمال العماالت واألقاليم بتوجيه مراسالت تحت إشراف السلطات المحلية المعنية،
إلى جماعات النواب التي تمثل الجماعات الساللية الكائنة على صعيد كل إقليم من
أجل الشروع في إعداد أو تحيين لوائح أعضاء هذه الجماعات ،وذلك داخل أجل
ثالثة أشهر من تاريخ التوصل بمراسلة السادة الوالة والعمال.
وتستثنى من هذه العملية الجماعات الساللية المتوفرة على لوائح سبقت
المصادقة عليها أو التي هي في طور المصادقة عليها من طرف مجلس الوصاية،
شريطة ان تكون هذه اللوائح قد احترمت ،أثناء إعدادها كل المعايير والمراحل
واإلجراءات الضرورية.
وفي حالة ما إذا تعذر إعداد اللوائح المعنية داخل األجل المحدد قانونا أي 2أشهر
من تاريخ التوصل برسالة السادة الوالة والعمال ،جاز للسلطة المحلية ذات الصلة
53واعتبارا ألهمية هذا الموضوع فقد أفردت له مصالح وزارة الداخلية مديرية الشؤون القروية
دورية خاصة ومفصلة هي الدورية الوزارية رقم 2716بتاريخ 26فبراير 2121التي نسخت
وعوضت الدورية رقم 21بتاريخ 14مايو ،2117وقد تناولت هذه الدورية الوزارية الجديدة
وبالتفصيل كل الجوانب المتعلقة بإعداد أو تحيين لوائح أعضاء الجماعات الساللية ،وبالتالي
يرجى الرجوع اليها كلما دعت إلى الضرورة ذلك.
41
تقديم طلب معلل لعامل العمالة أو اإلقليم لطلب تمديد هذا األجل لمدة شهر إضافي
واحد ،طبقا للمادة األولى من المرسوم المذكور آنفا.
وانسجاما مع هذه األحكام ،فانه ال يجوز تحت أية ذريعة ،تجاوز اآلجال المحددة
قانونا إلعداد لوائح أعضاء الجماعات الساللية أو تحيينها.
وبعد االنتهاء من إعداد الالئحة المشار إليها ،تقوم جماعة النواب بإحالتها،
داخل أجل ثمانية أيام الموالية النتهاء األجل المحدد إلعدادها إلى السلطة المحلية
المعنية ،وفور توصلها بالالئحة تتولى السلطة المحلية إشهار هذه الالئحة عن طريق
تعليقها بمقرها لمدة شهرين موازاة مع اإلعالن عن هذا التعليق بكافة الطرق
المناسبة كاإلخبار والمناداة في األسواق ،كما تقوم بإعداد شهادة تشهد بوقوع هذا
اإلشهار.
استنادا إلى مقتضيات المرسوم والدورية المشار إليهما أعاله فإن لوائح
أعضاء الجماعات الساللية تقبل الطعن كمرحلة أولى أمام جماعة النواب التي قامت
بإعدادها ،ثم أمام مجلس الوصاية اإلقليمي كمرحلة ثانية.
وعليه ،وخالل أجل شهرين المنصوص عليه في الفقرة األخيرة من المادة الثانية من
المرسوم التطبيقي ،يمكن لكل ذي مصلحة تقديم طعن في الالئحة التي تعنيه إما
بسبب إغفال إدراج اسمه أو بسبب إدراج أسماء أشخاص ال يتوفرون على صفة
عضو في الجماعة الساللية أو ألي سبب وجيه آخر ،ويقدم هذا الطعن أمام السلطة
المحلية.
وإذا انصرم األجل المذكور دون تسجيل أي طعن تقوم السلطة المحلية بإعداد شهادة
عدم الطعن وفق النموذج المعد من طرف سلطة الوصاية لهذا الغرض.
أما إذا تم تقديم أي طعن فإنه يودع كتابيا ومقابل وصل مختوم ومؤرخ لدى السلطة
المحلية المعنية ،مع ضرورة إرفاقه بكافة الوثائق التي يستند عليها الطاعن تبريرا
لطعنه.
وتقوم السلطة المحلية داخل أجل سبعة أيام من تاريخ انتهاء أجل تقديم الطعون
بإحالة هذه الطعون إلى جماعة النواب المعنية قصد البت فيها بواسطة مقررات
فردية معللة داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ التوصل.
41
وبعد البت في الطعون ،تقوم جماعة النواب بإحالة المقررات الصادرة عنها ،سواء
بقبول الطعن أو برفضه ،داخل أجل سبعة أيام من تاريخ إصدارها إلى السلطة
المحلية .كما تقوم جماعة النواب بتحيين الئحة أعضاء الجماعة الساللية حسب نتائج
الطعون المقدمة لديها وتوجيهها بدورها إلى السلطة المحلية.
ومن جهتها تتولى السلطة المحلية تبليغ مقررات جماعة النواب إلى المعنيين باألمر
(أي الطاعنين) بإحدى طرق التبليغ القانونية ،وذلك داخل أجل سبعة أيام من تاريخ
توصلها بها.
هذا وتنص المادة 6من المرسوم المشار إليه أعاله على ما يلي ":يمكن
للمعنيين باألمر الطعن أمام مجلس الوصاية اإلقليمي في مقررات جماعة النواب،
وذلك داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ توصلهم بها.
وبمجرد توصله بالملف المحال عليه ،يقوم مجلس الوصاية اإلقليمي بدراسته
والتأكد من التطبيق السليم لمسطرة إعداد لوائح أعضاء الجماعات الساللية أو
تحيينها ،وإذا الحظ المجلس وجود خلل في تطبيق هذه المسطرة يعيد الملف إلى
السلطة المحلية المعنية قصد إصالحه أو إعادة مسطرة إعداد الالئحة.
أما إذا تبين للمجلس بأن مسطرة وضع الالئحة أو تحيينها كانت سليمة إال أنه
تم تقديم طعون ضد مقررات جماعة النواب فإن مجلس الوصاية اإلقليمي يقوم
42
بدراسة هذه الطعون ،والبت فيها وتحيين الالئحة النهائية حسب نتائج دراسته
للطعن.
أوال :دور جماعة النواب في تنفيذ مقررات الهيئات اإلدارية المكلفة التدبير
استنادا الى مقتضيات المادة 55من القانون رقم 77.52 ،فإن جماعة النواب
تختص بتنفيذ المقررات الصادرة عنها أو المقررات الصادرة عن مجلس الوصاية
المركزي أو المقررات الصادرة عن مجلس الوصاية اإلقليمي ،كل في نطاق
اختصاصه النوعي المنصوص عليه في المادتين 27و 22من نفس القانون ،وذلك
داخل أجل 2أيام من انتهاء أجل الطعن مع تحرير محضر في الموضوع وفق
نموذج معد من طرف سلطة الوصاية لهذه الغاية.54
وتعتبر القرارات اآلنفة الذكر قابلة للتنفيذ بمجرد صدورها وتبليغها بصفة
رسمية الى األطراف المعنية ،وال يمكن إيقاف تنفيذها اال بواسطة حكم استعجالي
يقضي بإيقاف التنفيذ صادر عن المحكمة المختصة بناءا على طلب أحد األطراف
(إذا تعلق األمر بتنفيذ مقررات قضائية).
ومن أجل تسهيل هذه المهمة فإن جماعة النواب في حاجة إلى دعم ومساعدة
السلطة المحلية ، 55وبالتالي يتعين على هذه السلطة تتبع جميع عمليات التنفيذ
54الدورية رقم " 4282حول تدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات الساللية" ،بتاريخ 14مارس ،2121وزارة الداخلية،
الكتابة العامة ،مديرية الشؤون القروية غير منشورة
55ونفس السياق ورد في الفقرة األولى من المادة 12من المرسوم التطبيقي رقم 2.12.273بتطبيق أحكام القانون رقم ، 62.17على
أنه:
"تقوم السلطة المحلية بتنسيق مع مصالح العمالة أو اإلقليم بدعم ومواكبة جماعات النواب ،عن طريق التأطير التكوين ،ومساعدتها،
في حدود اإلمكانيات المتاحة ،على القيام بمهامها ،كما تقوم بتتبع وتقييم عمل النواب في كافة مجاالت تدخلهم".
43
الموكولة إلى جماعات النواب ومدها بالمساعدة والعمل على استعمال القوة العمومية
أثناء التنفيذ إذا كان ذلك ضروريا تفاديا لطول مدة التنفيذ أو عرقلتها من أي كان.
وفي حالة عرقلة عملية التنفيذ وعدم االمتثال لألوامر الصادرة في هذا الشأن فإن
السلطة المحلية بصفتها الضبطية ،تقوم بتحرير محضر في هذا الشأن وفق نموذج
معد من طرف سلطات الوصاية في هذا الشأن ،وتحيله باستعجال على النيابة العامة
قصد متابعة الفاعلين بجريمة العصيان المنصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصل
205من القانون الجنائي ،56وعرقلة التنفيذ المنصوص عليها وعلى عقوبتها في
المادة 26من القانون رقم 5777.52باإلضافة إلى الجرائم األخرى إن وجدت.
الفقرة األولى :دور مؤسسة النائب في تدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات
الساللية
56ينص الفصل 318من القانون الجنائي على ما يلي ":كل من قاوم تنفيذ أشغال أمرت بها السلطة العامة أو صرحت بها يعاقب
بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر وبغرامة ال تقل عن مائتي درهم وال تتجاوز ربع مبلغ التعويضات.
أما األشخاص الذين يعترضون على تنفيذ هذه األشغال بواسطة التجمهر أو التهديد أو العنف فإنهم يعاقبون بالحبس من ثالثة أشهر إلى
سنتين وبالغرامة المشار إليها في الفقرة السالفة".
57تنص المادة 34من القانون رقم 62.17على ما يلي :دون اإلخالل بالعقوبات األشد المنصوص عليها في القوانين الجاري بها
العمل يعاقب بالحبس ثالثة أشهر إلى ستة أشهر وغرامة من 2.111درهم إلى 12.111درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين ،كل عضو
في الجماعة الساللية قام بعرقلة تنفيذ المقررات الصادرة عن جماعة النواب أو مجلسي الوصاية اإلقليمي والمركزي.
58حميد اليسفي :األراضي الساللية ما بين إكراهات اإلصالح القانوني والواقع المحلي» ،مقال منشور بمجلة البوغاز للدراسات
القانونية والقضائية ،مكتبة دار السالم ،طبعة ،2112ص27 :
44
وقد كان التعديل التشريعي الذي لحق المنظومة القانونية للجماعات الساللية
وصدور القانون رقم .77-52مناسبة لتدارك القصور التشريعي الذي كان يشوب
ظهير ،72/06/5151إال أنه لم يتم تحديد اختصاصات مؤسسة نائب الجماعة
الساللية للبث في المنازعات بشأن األراضي الجماعية بالدقة المطلوبة ،كما جاء هذا
القانون بمستجد عام يتعلق بإحداث مجلس الوصاية اإلقليمي ،الذي أصبح يختص
بموجب المادة 22من نفس القانون بالبث في الطعون المرفوعة ضد مقررات
جماعة النواب وكذا النزعات بين أعضاء الجماعات الساللية ،وتفصيال لذلك أعدت
الوزارة الوصية الدورية عدد 6151حول موضوع تدبير النزاعات بين أعضاء
الجماعة الساللية ،التي حددت مسطرة بث مؤسسة نائب الجماعة الساللية في
المنازعات بين األعضاء (أوال ) كما بينت نطاق اختصاص مؤسسة النائب للبث في
هذه المنازعات (ثانيا).
وعليه فإنه عندما يتعلق األمر بالمنازعات التي يرجع اختصاص البت فيها إلى
جماعة النواب ،فعلى أعضاء الجماعة الساللية إبداع شكاياتهم وجوبا لدى السلطة
المحلية مقابل وصل ،ويتعين على السلطة المحلية تسجيلها وإحالتها على جماعة
النواب المعنية داخل أجل 2أيام.
وبمجرد توصلها بالشكاية واالطالع عليها تقوم جماعة النواب بمحاولة الصلح
بين األطراف المتنازعة مع االستماع إلى هؤالء األطراف وإجراء البحث في عين
المكان إن كان ضروريا ،وذلك بهدف الوصول إلى تسوية رضائية للنزاع داخل
أجل ل يوم ،كما يتعين على الجماعة النيابية أن تقوم بتدوين كل المساعي
والمحاوالت والمعاينات واإلقرارات بمحضر رسمي.
59دورية رقم 4282حول تدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات الساللية بتاريخ 14مارس ،2121وزارة الداخلية
الكتابة العامة ،مديرية الشؤون القروية ،غير منشورة.
42
وفي حالة تسوية النزاع وموافقة جميع األطراف المتنازعة على إبرام الصلح بينهم
داخل األجل المحدد في 20يوم ،فإنه يجب تحرير محضر موقع من طرف المعنيين
باألمر ونواب الجماعة الساللية وذلك داخل أجل 2أيام من تاريخ وقوع الصلح ،مع
توجيه نسخة من المحضر المعني إلى كل من السلطة المحلية والسلطة اإلقليمية.
أما في حالة ما إذا تعذر إيجاد تسوية رضائية وحبية بين األطراف المتنازعة ،فإن
جماعة النواب تقوم بدراسة النزاع المطروح امامها واالستماع إلى األطراف المعنية
والشهود إن وجدوا ،والجوار ،وإلى كل شخص يمكن أن يفيد ،ثم تتولى البت
والفصل في النزاع بواسطة مقرر معلل داخل أجل 20يوما ابتداء من تاريخ عدم
نجاح محاولة الصلح المشار اليها أنفا.60
وبمجرد اتخاذ جماعة النواب لهذا المقرر تقوم السلطة المحلية بتبليغه إلى أطراف
النزاع مقابل وصل بالتسليم ،وذلك داخل أجل 50أيام من تاريخ إصدار المقرر.
60دورية رقم 4282حول تدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات الساللية ،بتاريخ 14مارس ،2121وزارة الداخلية ،ص 8-7:
46
هي المؤهلة للبث في النزاع القائم بين الطرفين وتقرير أحقيتهما في التصرف
61
واالستغالل "
وإلى جانب ذلك ،تبت جماعة النواب في النزاعات المثارة بين أعضاء الجماعة
الساللية بخصوص توزيع المدخرا ت 62المتحصل من التصرفات التي تجريها
مؤسسة النائب على أمالك الجماعات الساللية كالكراء والتفويت الشراكة أو أية
منفعة أخرى من منافع الجماعات الساللية كبيع الغلل.
كما تضطلع جماعة النواب بمهمة الفصل في النزاعات المتعلقة بحق االنتماء إلى
الجماعة الساللية ،وذلك باالستناد إلى المعايير المحددة قانونا وبناء على األعراف
السائدة ،وهو األمر الذي أكدته محكمة النقض في قرار لها ،جاء فيه "حيث ليس
من اختصاص وزير الداخلية وال السلطة المحلية البت في تلك النزاعات بين من
يدعي للجماعة الساللية المالكة لألرض مادام المشرع قد أناط هذا االختصاص
بغيرها ،فإن المقرر المطعون فيه قد صدر عمن ال يملك حق إصداره وبالتالي لحقه
63
عيب عدم االختصاص".
عالوة على ذلك ،فقد أوجب المشرع على أعضاء الجماعات الساللية
المحافظة على مصالح وحقوق الجماعة التي ينتمون إليها ،وحتى يتسنى لهم ذلك،
يتعين على نائب الجماعة الساللية ،تأطير أعضاء الجماعة الساللية ،وذلك
بتذكيرهم بواجباتهم و الجزاءات المدنية والزجرية التي يمكن أن تترتب نتيجة
اإلخالل بهذه الواجبات.
ففي الحالة التي يرتكب فيها عضو من أعضاء الجماعة الساللية أحد األفعال
المنصوص عليها في المادة 2من القانون رقم 6477-52أو أفعال أخرى لها نفس
درجة الخطورة التي تكتسبها األفعال الواردة في هذه المادة توجه إليه السلطة
61قرار محكمة النقض عدد 1447بتاريخ ،3/4/2112ملف مدني عدد ،1221/1/4/2111أشار إليه سعيد زياد في مؤلفه أراضي
الجماعات الساللية التدبير والمنازعة ،منشورات مجلة الحقوق " 2116سلسلة الدراسة واألبحاث" ،مطبعة النجاح الجديدة ،ص46 :
62
63قرار رقم 228الصادر بتاريخ ،21/12/66أورده عبد الوهاب رافع ،في مؤلفه أراضي الجموع بين التنظيم والوصاية ،المطبعة
والوراقة الوطنية ،مراكش ،1222 ،ص.83 :
64تنص المادة 8من القانون رقم 62.17على أنه " :يجب على أعضاء الجماعة الساللية المحافظة على أمالك جماعتهم وعدم القيام
بأي
تصرف يضر بها والسيما:
-منع أو عرقلة عمليات التحديد اإلداري والتحفيظ العقاري المتعلقة بأمالك الجماعات الساللية،
-الترامي على أمالك الجماعة الساللية أو على نصيب عضو من أعضائها في االنتفاع من تلك األمالك ،أو استغاللها دون إذن من
جماعة النواب المعنية
-عدم االمتثال لمقررات جماعة النواب أو للمقررات الصادرة عن مجلسي الوصاية المركزي واإلقليمي المشار إليهما في المادتين 32
و 33من هذا القانون ،أو عرقلة تنفيذها؛
-عرقلة تنفيذ عقود الكراء أو عقود التفويت أو الشراكة أو المبادلة المنصبة على أمالك الجماعة الساللية ،والتي تم إبرامها بطريقة
قانونية".
47
المحلية بمبادرة منها أو بطلب من جماعة النواب ،إنذارا كتابيا بوضع حدا للمخالفة
داخل أجل تحدده.
إذا لم يمتثل المعني باألمر لإلنذار الموجه إليه تقوم جماعة النواب ،بمبادرة منها أو
بطلب من السلطة المحلية ،باستدعائه واالستماع إليه وتصدر عند االقتضاء ،مقررا
معلال بحرمانه ،لمدة أقصاها سنة واحدة من االنتفاع بأراضي الجماعة الساللية التي
ينتمي إليها ،دون اإلخالل بالمتابعات التي يمكن مباشرتها ضده .وفي حالة تماديه أو
في حالة العود ،تصدر جماعة النواب مقررا بحرمانه لمدة خمس سنوات من
االنتفاع من أراضي الجماعة الساللية .يمكن استئناف المقرر المتخذ من طرف
جماعة النواب أمام مجلس الوصاية اإلقليمي داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ
تبليغه.
يوقف االستئناف تنفيذ المقرر المطعون فيه إلى حين بت مجلس الوصاية اإلقليمي
65
في الملف داخل أجل أقصاه ثالثين يوما.
الفقرة الثانية :دور جماعة النواب في تصفية الوضعية القانونية ألمالك الجماعات
الساللية
لتدبير أنجع ألمالك الجماعات الساللية ،ارتأت سلطة الوصاية العمل على
تطهير هذه الممتلكات وحمايتها من أي منازعة أو مطالبة بحق لم يتم اإلقرار به
بطريقة قان ونية ،وبتثبيت الوضعية المادية لهذه العقارات ومنحها حجية تامة تكسبها
مناعة مطلقة ضد أي تقادم مكسب أو مسقط ،بهدف توفير مناخ مالئم لدمج أمثل
لهذه األراضي في مسلسل التنمية االقتصادية واالجتماعية للبالد.
وفي هذا اإلطار ،أبرمت الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري
والخرائطية اتفاقية مع وزارة الداخلية في شهر مارس 7052من أجل حماية
الرصيد العقاري للجماعات الساللية وتصفية وضعيته القانونية عير مسطرتين
وهما :مسطرة التحديد اإلداري المنظمة بموجب القانون رقم 66 72.52المتعلق
بالتحديد اإلداري ألمالك الجماعات الساللية (أوال ) ،ومسطرة التحفيظ العقاري
المنصوص عليها بمقتضى ظهير 57غشت 5152كما وقع تغييره وتتميمه
48
بمقتضى القانون رقم ( 6756.02ثانيا) وتلعب مؤسسة النائب دورا مهما في هذا
اإلطار باعتباره ممثل عن أعضاء الجماعة الساللية.
وعلى ضوء مقتضيات القانون والدورية الوزارية المشار إليهما أعاله ،يمكن تحديد
دور نائب الجماعة الساللية في القيام بتقديم طلب إجراء التحديد اإلداري وفق
النموذج المعد لهذا الغرض والمرفق بالدورية الوزارية رقم 5511المشار إليها،
والمشاركة في أشغال لجنة التحديد برئاسة السلطة المحلية بصفته عضوا في اللجنة
وممثال للجهة المالكة (طالبة التحديد) ،وذلك من خالل القيام بمعية السلطة المحلية،
وعند االقتضاء بمساعدة مهندس مساح طبوغرافي ،بمعاينة العقار المراد تحديده من
أجل ضبط موقعه وحدوده ومساحته التقريبية ومشتمالته ،والمشاركة عند االقتضاء
في توفير األنصاب وباقي لوازم التحديد في عين المكان بتنسيق مع السلطة المحلية،
وحضور أشغال إعداد التصميم األولي للعقار المراد تحديده بتنسيق مع السلطة
المحلية بحضور المهندس الطبوغرافي.
يمكن لسلطة الوصاية بمبادرة منها أو بطلب من الجماعة الساللية المعنية ،أن
تباشر مسطرة التحفيظ العقاري باسم هذه الجماعة الساللية.
67القانون رقم 14.17الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ،1.11.177الصادر بتاريخ 22ذي الحجة 22( 1432نونبر،)2111
المغير والمتمم بمقتضاه الظهير الشريف الصادر في 2رمضان 1331الموافق ل 12غشت 1213بشأن التحفيظ العقاري ،ج .ر
عدد ،2228بتاريخ 27ذي الحجة 1432الموافق ل 24نوفمبر .2111
68الدورية الوزارية رقم 1122بتاريخ 31يناير 2121
42
يؤسس الرسم العقاري في اسم الجماعة الساللية المعنية".
وبذلك يتجلى دور نائب الجماعة الساللية في إطار عملية التحفيظ العقاري في
البحث عن كل عقار غير محفظ تتوفر فيه قرينة دالة على صبغته الجماعية قصد
إخضاعه لعملية التحفيظ العقاري ،ومن تم تقديم طلب التحفيظ وفق النموذج المعد
لهذا الغرض ،وحضور األشغال الطبوغرافية المتعلقة بإنجاز التصميم األولي للعقار
المراد تحفيظه ،سيما عملية التحديد التي تجريها مصلحة المسح العقاري بشأن
مطلب تحفيظ الجماعة الساللية المالكة ،والمساهمة في توفير األنصاب وجميع
لوازم التحديد ،والحرص على أن يشمل التحديد كافة أجزاء العقار المراد تحفيظه،
باإلضافة إلى تعبئة الشهود لإلدالء بشهادتهم لفائدة الجماعة الساللية في حالة وجود
نزاع قضائي في إطار مسطرة التحفيظ العقاري.
21
خاتمة
تأسيسا على ما سبق يمكن القول إن جماعة النواب تقوم بدور جوهري في تدبير
وإدارة أمالك الجماعات الساللية ،ويتأتى ذلك من خالل االختصاصات المهمة
المنوطة بها ،والتي كرسها القانون 77.52المتعلق بالوصاية اإلدارية على
الجماعات الساللية وتدبير أمالكها ،و المرسوم التطبيقي الصادر بشأنه ،والذي
أزال الغموض الذي كان يطرحه ظهير 5151الملغى ،وسد الفراغ التشريعي الذي
كانت تطرحه المنازعات المتعلقة باألراضي الساللية ،كما أنه أجاز تمليك األراضي
الجماعية البورية كما انتهى إلى ذلك صاحب الجاللة في خطابة الملقي بمناسبة
افتتاح الدورة التشريعية للسنة الماضية ،وذلك اسوة باألراضي الجماعية الواقعة
داخل دوائر الري .إلى جانب تكريس مبدأ المساواة بين الجنسين في حق االنتفاع
باألراضي الساللية .كما أجاز القانون 77.52السالف الذكر ٌمكنة تفويت األراضي
الساللية الى الخواص والعوام ،بعدما كانت هذه اإلمكانية في ظل ظهير 72أبريل
5151محصورة في الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية.
إال أن ما يؤخذ على جماعة النواب ،هو ضعف المستوى التكويني والثقافي لهم،
وهو األمر الذي ينعكس سلبا على إجراء بعض التصرفات ذات الصلة بتدبير أمالك
الجماعات الساللية ،والمتعلقة بإنجاز المشاريع التنموية لفائدة الجماعات الساللية
والتي يتم تمويلها من الموارد المالية لهذه الجماعات ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى
فإن انعدام توفر أعضاء جماعة النواب على حد أدنى من التكوين القانوني ،يؤدي
إلى عدم مواكبتهم لمختلف المستجدات القانونية في مجال تدبير أمالك الجماعات
الساللية.
21
الئحة المراجع
الكتب:
محمد مومن" ،أمالك الجماعات الساللية وأراضي الكيش" :مساهمة في •
أشغال الحوار الوطني حول األراضي الجماعية تحت شعار "االراضي الجماعية
من اجل تنمية مستدامة" الرباط7056 ,
محمد سويس« ،نائب الجماعة الساللية ودوره في التدبير وحماية األراضي •
الجماعية" الطبعة األولى ،7075المطبعة والوراقة الوطنية" مراكش
أحمد بن عبد السالم الساخي " ،النظام القانوني الجديد ألمالك الجماعات •
الساللية" الطبعة الثانية 7075مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط
محمد العايش صغيري ،األراضي الجماعية الساللية بين الواقع واألفاق، •
رسالة في لنيل ديبلوم الماستر في قانون العقود والعقار ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية بوجده ،جامعة محمد األول ،السنة الجامعية -7005
.7001
22
المجالت:
حميد اليسفي :األراضي الساللية ما بين إكراهات اإلصالح القانوني والواقع •
المحلي» ،مقال منشور بمجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية ،مكتبة دار
السالم ،طبعة 7051
ندوات ومحاضرات:
سعيد بعزيز" ،مستجدات القانون رقم 52-77بشأن الوصاية اإلدارية على •
الجماعات الساللية وتدبير أمالكها" خالل ندوة بقاعة الندوات في رحاب الكلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بوجدة ،ندوة وطنية في موضوع ”:أراضي
الجموع على ضوء المستجدات التشريعية وسؤال التنمية المستدامة“ .بتاريخ 2
دجنبر 7051
الدوريات:
دورية رقم 6151حول تدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات الساللية •
بتاريخ 06مارس ،7070وزارة الداخلية
23
الدورية رقم 10الصادرة بتاريخ 52دجنبر 7057المتعلق بتسليم الشواهد •
اإلدارية التي تنفي الصبغة الجماعية على العقارات ،وزارة الداخلية الكتابة العامة،
مديرية الشؤون القروية.
تقارير:
التقرير التركيبي حول واقع قطاع العقار بالمغرب بمناسبة اشغال المناظرة •
الوطنية حول السياسة العقارية للدولة ودورها في التنمية االقتصادية واالجتماعية،
الرباط ،دجنبر 7051
القوانين:
القانون رقم ،77.52الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 5.51.551 •
بتاريخ 2ذي الحجة 1( 5660أغسطس ،)7051منشور بالجريدة الرسمية عدد
،7502الصادرة بتاريخ 76ذو الحجة 77( 5660أغسطس ،)7051ص
1552وما بعدها.
24
التحفيظ العقاري ،ج .ر عدد ،1115بتاريخ 72ذي الحجة 5627الموافق ل 76
نوفمبر .7055
22
الفهرس:
مقدمة 4 ............................................................................................................
الفقرة األولى :حاالت إخالل النائب بمهامه ومسطرة تجريده 51 .......................................
المبحث الثاني :دور جماعة النواب في تدبير وحماية أمالك الجماعات الساللية 25 ...............
الفقرة األولى :دور جماعة النواب في تدبير التصرفات الواردة على األراضي الساللية 22 .....
الفقرة الثانية :دور جماعة النواب في إعداد وتحيين الئحة أعضاء الجماعة الساللية ،وتنفيذ
المقررات الصادرة شأنها 23 ..................................................................................
الفقرة األولى :دور مؤسسة النائب في تدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات الساللية 44 .....
الفقرة الثانية :دور جماعة النواب في تصفية الوضعية القانونية ألمالك الجماعات الساللية 48
26
الئحة المراجع12 ................................................................................................
27