You are on page 1of 57

‫ماستر قانون العقار والتعمير‬

‫وحدة‪ :‬النظام القانوني ألراضي الجموع‬


‫الفوج الخامس‬
‫عرض بعنوان‪:‬‬

‫تنظيم الجماعات الساللية‪ :‬جماعة‬


‫النواب ودورها في تدبير أمالك‬
‫الجماعات الساللية‬

‫تحت إشراف الدكتورة‪:‬‬


‫من إعداد الطلبة‪:‬‬
‫حليمة بنت المحجوب بن حقو‬
‫‪ ‬نور الدين الكتاني‬
‫‪ ‬سفيان خيزران‬
‫‪ ‬عبد الرحيم جيليدي‬

‫‪2222/2222‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكر هلل أوال وأخريا‬

‫نتقدم بأمسى آيات الشكر واالمتنان والتقدير واحملبة‬

‫إىل الذين محلوا أقدس رسالة يف احلياة‪ .‬إىل الذين‬

‫مهدوا لنا طريق العلم واملعرفة إىل الدكتورة الفاضلة‬

‫حليمة بنت احملجوب بن حفو‬

‫‪2‬‬
‫الئحة المختصرات‬

‫مرجع سابق‬ ‫مس‬


‫صفحة‬ ‫ص‬
‫سنة‬ ‫س‬
‫طبعة‬ ‫ط‬
‫جريدة رسمية‬ ‫ج‪.‬ر‬
‫قانون المسطرة المدنية‬ ‫قمم‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬
‫تعد أراضي الجماعات الساللية بقايا نظام عقاري يرجع إلى ما قبل اإلسالم‪ ،‬إذ‬
‫أن هذا النظام هو أصل الملكية اآلن‪ ،‬وحق الملكية هذا تطور عبر التاريخ وتطور‬
‫معه حق الملكية الجماعية لينسجم مع المناخ الحالي‪ ،‬ذلك أن العائلة كانت في‬
‫األصل صاحبة الملكية ثم انتقل هذا الحق إلى القبيلة التي ينتمي إليها الفرد‪ ،‬وقد‬
‫كانت األرض تستغل بكيفية جماعية من طرف أفراد القبيلة إما مؤقتا أو بصفة‬
‫نهائية تماشيا مع ظروف األمن وطبيعة االقتصاد المغلق‪ ،‬ونظام األراضي الساللية‬
‫كان متمركزا عند القبائل الرحل باعتباره يتالءم وظروف عيشهم وباعتبار‬
‫التصرف الجماعي كان يخضع لظروف البيئة والمناخ والعرف والعادات القبلية‪.‬‬

‫وقد أصبحت أراضي الجموع تحظى بأهمية كبرى ضمن النظام العقاري‬
‫المغربي‪ ،‬اعتبارا لحجم هذه األراضي‪ ،‬ولعدد السالليين والسالليات الذي يناهز ربع‬
‫ساكنة المغرب‪ ،‬تلك األهمية التي ترجمت في اهتمام صاحب الجاللة بهذا الملف‬
‫وإعطاء تعليماته للحكومة من أجل اتخاذ كل التدابير التشريعية والتنظيمية لتحيين‬
‫المنظومة القانونية لألراضي الساللية‪ ،‬وتثمينها‪ ،‬وحمايتها‪ ،‬وجعلها في صلب‬
‫مسلسل التنمية‪ ،‬حيث تشكل ثروة اقتصادية هامة ‪ ،‬وتقدر المساحة اإلجمالية لهذه‬
‫األراضي بحوالي ‪ 51‬مليون هكتار تمثل األراضي الرعوية نسبة تفوق ‪ 51‬في‬
‫المائة‪ ،‬تستغل بصفة جماعية من طرف ذوي الحقوق‪ ،‬بينما توظف أهم المساحات‬
‫‪1‬‬
‫المتبقية في النشاط الفالحي‪.‬‬
‫وكما هو معلوم فالجماعات الساللية تدير شؤونها تحت وصاية وزارة الداخلية‬
‫وبواسطة نواب يمثلونها ‪ ،‬يتم اختيارهم بإحدى الطرق المحددة قانونا‪ .‬ومن خالل‬
‫استقراء النظام القانوني لألراضي الساللية يتضح بأن هناك حضور قوي لهؤالء‬
‫النواب في كل المحطات وفي مختلف المناسبات بدءا بمنح صفة عضو في الجماعة‬
‫الساللية ألبناء الجماعة‪ ،‬ومرورا بتوزيع االنتفاع والعائدات عليهم‪ ،‬ثم بالبث في‬
‫المنازعات الحاصلة بينهم‪ .‬وإبداء الموافقة على كل العمليات المتعلقة بكراء أراضي‬
‫الجماعة الساللية‪ ،‬أو تقويتها‪ ،‬أو إبرام الشراكات بشأنها من أجل االستثمار‪ ،‬فنائب‬
‫الجماعة الساللية هو المحور األساسي في كل عملية تهم األراضي الساللية‪ ،‬وهو‬
‫‪1‬التقرير التركيبي حول واقع قطاع العقار بالمغرب بمناسبة اشغال المناظرة الوطنية حول السياسة العقارية للدولة ودورها في التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬دجنبر ‪ ،2112‬ص ‪8 :‬‬

‫‪4‬‬
‫ممثلها القانوني‪ ،‬لذلك خصه المشرع بنظام قانوني خاص يستحق البحث إلبراز‬
‫ماهيته والغوص في اإلشكاليات التي يثيرها أثناء تنزيله على أرض الواقع‪.‬‬

‫‪ ‬أهمية الموضوع‬
‫يكتسي الموضوع قيد الدراسة والتحليل أهمية على عدة مستويات‪:‬‬
‫األهمية القانونية‪ :‬تتجسد من خالل اهتمام المشرع بأراضي الجماعات الساللية‬
‫السيما الدور المنوط بجماعة النواب في هذا اإلطار‪ ،‬وذلك من خالل تخصيصه‬
‫حيزا مهما لمؤسسة النواب‪ ،‬من حيث كيفية اختيارهم والمهام التي يقومون بها‬
‫والواجبات الملقاة على عاتقهم‪ ،‬وذلك ضمن النصوص المؤطرة ألراضي الجماعات‬
‫الساللية وتدبير أمالكها‪.‬‬

‫األهمية االقتصادية واالجتماعية‪ :‬وتتجلى في الدور المهم الذي تقوم به جماعة‬


‫النواب في توزيع االنتفاع بأمالك الجماعة الساللية بين أعضاء هذه الجماعة ‪،‬‬
‫ومساهمتها في انجاز المشاريع التنموية لفائدة الجماعة الساللية والتي يتم تمويلها‬
‫من الموارد المالية لهذه الجماعة ‪،‬هذا فضال عن دورها في تتتبع إنجاز مشاريع‬
‫االستثمار من طرف المكترين أو المقتنين لعقارات الجماعات الساللية وتدبير‬
‫أمالكها‪.‬‬

‫‪ ‬اإلشكالية‬
‫يطرح الموضوع قيد الدراسة والتحليل إشكالية أساسية مفادها ‪ :‬أي دور لجماعة‬
‫النواب في تدبير أمالك الجماعات الساللية في ضوء النصوص القانونية المؤطرة‬
‫لها؟‬

‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية جملة من األسئلة يمكن اختزالها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬ما المقصود بجماعة النواب؟ وماهي طرق اختيار أعضائها؟‬


‫‪ -‬ماهي الواجبات الملقاة على عاتق جماعة النواب؟ وماهي سبل إنهاء مهامهم؟‬
‫‪ -‬ما هو دور جماعة النواب في تدبير أمالك الجماعات الساللية؟‬
‫‪ ‬المناهج المعتمدة‬
‫إن دراسة هذا الموضوع تقتضي من توظيف جملة من المناهج لعل أهمها‪ ،‬المنهج‬
‫الوصفي وذلك من خالل بسط النصوص القانونية المؤطرة لجماعة النواب ودورها‬
‫في تدبير أمالك الجماعات الساللية‪ ،‬إلى جانب المنهج التحليلي وذلك من خالل‬

‫‪2‬‬
‫تحليل هذه المقتضيات القانونية المنظمة لجماعة النواب من أجل الوقوف على حدود‬
‫المهام المنوطة بها‪.‬‬

‫‪ ‬خطة البحث‬
‫إجابة على اإلشكالية السابقة وإحاطة بالموضوع قيد الدراسة والتحليل ارتأينا تناوله‬
‫من خالل التقسيم التالي‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬األحكام العامة لمؤسسة جماعة النواب‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬دور جماعة النواب في تدبير أمالك الجماعات الساللية‬

‫‪6‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المبادئ العامة لمؤسسة جماعة النواب‬
‫سن المشرع المغربي مجموعة من النصوص القانونية والتنظيمية للحفاظ على‬
‫األراضي الساللية وضمان التدبير األمثل لها‪ ،‬باإلضافة إلى تحديده للهيئات التي‬
‫تسهر على حمايتها وتدبيرها‪ ،‬بحيث أسند بذلك مهمة حماية حقوق الجماعات‬
‫السال لية من الضياع وضمان تدبيرها إلى مجموعة من األفراد ينتمون إليها‪ ،‬يتم‬
‫تعينهم من طرف الجماعة الساللية نفسها‪.2‬‬

‫هذا‪ ،‬وبهدف توضيح وتوحيد الضوابط المتعلقة بتعريف جماعة النواب وشروط‬
‫انتقاء الشخص المؤهل لتدبير شأن الجماعات الساللية‪ ،‬وكذا تحديد طرق اختيار‬
‫نواب هذه الجماعة‪ ،‬باإلضافة إلى حاالت انتهاء وعزل النواب من مهامهم‪ ،‬ارتأينا‬
‫تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين اثنين‪ ،‬حيث سنتناول تعريف جماعة النواب وشروط‬
‫اختيار النائب في هذه الجماعة وكذا الطرق المتبعة الختيار النواب (المطلب‬
‫األول)‪ ،‬ثم بعد ذلك سنتطرق إلى حاالت انهاء وعزل النواب من مهامهم (المطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬جماعة النواب‬


‫سوف نعمل في هذا المطلب على تحديد المقصود بجماعة النواب كهيئة خول لها‬
‫المشرع صالحية تدبير الجماعات الساللية (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم نعرض لشروط‬
‫وطرق اختيار النواب (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف جماعة النواب‬

‫بالرجوع إلى الفصل الثاني من ظهير ‪ 72‬أبريل ‪ 51513‬كما ثم تعديله وتتميمه‬


‫وخصوصا الفقرة الثانية منه‪ ،‬نجدها قد اكتفت بالتنصيص على أن تمثيل الجماعات‬
‫الساللية يكون عن طريق أشخاص طبيعيين هم النواب ‪ ، 4‬يشكلون ما يعرف‬
‫بجماعة النواب‪ ،‬بحيث تم تخويلها سلطات واسعة في مجال تسيير الممتلكات‬
‫الجماعية واستغاللها وكذا صيانة حقوقها على المستوى القضائي إلى غيرها من‬
‫األمور التي تتطلب الحفاظ على استقرار هذه الجماعات والحد من المنازعات‬
‫المثارة‪.‬‬

‫‪ 2‬حسن صبطي‪ ،‬أراضي الجموع بين التنظيم والتدبير‪ ،‬بحث لنيل دبلوم المسلك العالي في التدبير اإلداري‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة‬
‫الفوج السادس ‪ ،2118 ،2116‬ص ‪22‬ـ‪.26‬‬
‫‪ 3‬الظهير الشريف الصادر بتاريخ ‪ 27‬أبريل ‪ ،2112‬بشأن تنظيم الوصاية اإلدارية على الجماعات وضبط شؤون األمالك الجماعية‬
‫وتفويتها‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 314‬الصادر بتاريخ ‪ 28‬أبريل ‪ ،1212‬ص ‪.372‬‬
‫‪ 4‬يطلق على نواب الجماعات الساللية تسميات من بينها‪ :‬جماعة النواب‪ ،‬جمعية المندوبين‪ ،‬المجلس النيابي‪ ،‬الهيئات النيابية‪ ،‬ممثلي‬
‫الجماعات‪ ،‬اللجنة النيابية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ونظرا للدور الذي تضطلع به جماعة النواب في حياة الجماعة الساللية وتقرير‬
‫مصير األراضي الجماعية‪ ،‬الشيء الذي ساهم في تخصيص تنظيمها بمقتضى فرع‬
‫كامل في إطار قانون رقم ‪5 77.52‬بشأن الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية‬
‫وتدبير أمالكها‪ ،‬وهو الفرع الثاني من الباب األول‪.‬‬
‫وحسب ما ورد في الفقرة الثانية من الفصل الثاني من ظهير ‪ 72‬أبريل ‪5151‬‬
‫فالنواب هم أشخاص من أفراد الجماعة يتم اختيارهم من طرف هذه األخيرة لتسيير‬
‫شؤون الجماعة وتدبير استغاللها ألراضيها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط وطرق اختيار النواب‬

‫نظرا ألهمية المهام التي تناط بنواب الجماعات‪ ،‬وتفاديا لطرق التعيين التي كان‬
‫فيه ا ألصحاب النفوذ التأثير الكبير على اختيار النواب واستمرار واليتهم لمدة طويلة‬
‫كانت تصل في بعض األحيان إلى حين وفاتهم‪ ،‬عملت سلطة الوصاية في إطار دليل‬
‫األراضي الجماعية بوضع ضوابط محددة لتحديد شروط وطرق اختيار النواب‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق سنتطرق لشروط اختيار النواب (أوال)‪ ،‬قبل عرض مسطرة‬
‫اختيار نواب الجماعة الساللية (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط اختيار نواب الجماعة الساللية‬

‫لقد عمدت سلطات الوصاية في إطار دليل نائب األراضي الجماعية‪ 6‬بوضع‬
‫ضوابط محددة لتحديد شروط اختيار النواب‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الدليل المذكور نجده احتفظ ببعض الشروط الواردة ضمن دليل‬
‫النائب لسنة ‪ ،7[7005‬وأضاف بعض الشروط األخرى‪ ،‬كما قام بالتخلي عن بعض‬
‫الشروط األخرى‪ ،‬وقد وردت هذه الشروط كالتالي‪:‬‬
‫ـ أن يكون النائب متمتع بحقوقه المدنية‪ ،‬هذا الشرط كان وارد ضمن دليل النائب‬
‫لسنة ‪ 7005‬وعبر عنه بانعدام السوابق العدلية‪ ،‬وغير محكوم عليه من أجل جرائم‬
‫عمدية‪ ،‬وبالتالي التمتع بكافة حقوقه المدنية‪.‬‬

‫‪ 5‬القانون رقم ‪ ،62.17‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.12.112‬بتاريخ ‪ 7‬ذي الحجة ‪ 2( 1441‬أغسطس ‪ ،)2112‬منشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،6817‬الصادرة بتاريخ ‪ 24‬ذو الحجة ‪ 26( 1441‬أغسطس ‪ ،)2112‬ص ‪ 2887‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 6‬وزارة الداخلية‪ ،‬مديرية الشؤون القروية‪ ،‬دليل نائب األراضي الجماعية‪ ،‬أبريل ‪.2121‬‬

‫‪ 7‬وزارة الداخلية‪ ،‬مديرية الشؤون القروية‪ ،‬دليل نائب األراضي الجماعية‪ ،‬مارس ‪.2118‬‬

‫‪8‬‬
‫ـ أال يقل سنه عن ثالثين سنة‪ ،‬هذا الشرط كان ضمن الشروط الواردة ضمن دليل‬
‫النائب لسنة ‪ 7005‬وقد احتفظ به دليل النائب لسنة ‪ ،7070‬غير أن دليل ‪7005‬‬
‫كان يحدد أجل أدنى في ثالثين سنة وأجل أقصى في ‪20‬سنة‪ ،‬غير أن دليل ‪7070‬‬
‫تخلى عن التحديد األقصى وترك المجال مفتوحا للنائب لالستمرار في النيابة رغم‬
‫تجاوز سن ‪ 20‬سنة‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى الواقع العملي نجد أن الشباب في بعض الجماعات النيابية‬
‫يرفضون االلتحاق بالمجالس النيابية لعدم إلمامهم بقواعد وأعراف الجماعة من‬
‫جهة‪ ،‬و لزهد التعويضات المادية الممنوحة لهم من جهة أخرى‪ ،‬وعليه يجب إعادة‬
‫النظر في هذا الشرط من خالل فتح آفاق لتكوين الشباب في مجال تسير المجالس‬
‫النيابية‪ ،‬وتسوية وضعيتهم المادية‪.‬‬

‫ـ أال يكون في نزاع مع الجماعة الساللية المعنية‪ ،‬هذا الشرط كان منصوصا عليه‬
‫ضمن الدليل السابق واحتفظ به الدليل الحالي‪.‬‬

‫ـ أال يكون منتخبا في جماعة ترابية‪ ،‬يعتبر هذا الشرط هو األخر من بين المستجدات‬
‫المهمة التي جاء بها دليل النائب لسنة ‪ ،7070‬وقد كانت سلطة الوصاية على‬
‫صواب لم اشترطت عدم الجمع بين عضوية المجلس الترابي و عضوية المجلس‬
‫ا لنيابي‪ ،‬لما لهذا الجمع من أثر سلبية على حسن سير المجلس النيابي‪ ،‬فقد يكون‬
‫نائبين ضمن المجلس النيابي وفي نفس الوقت لهما عضوية داخل المجلس الترابي‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى نقل بعض صرعات المجلس الترابي إلى الجماعة النيابية‪ ،‬خاصة إذا‬
‫كان أحد األطراف ضمن األغلبية واألخر ضمن المعارضة‪ ،‬فهذا الوضع سيؤثر‬
‫على سير أعمال المجلس النيابي‪.‬‬

‫ـ أن ال يكون النائب أميا ويحسن القراءة والكتابة باللغة العربية‪ ،‬هذا الشرط كان‬
‫واردا ضمن دليل النائب لسنة ‪ ،7005‬لكن سلطات الوصاية قامت بحذفه ضمن‬
‫دليل النائب لسنة ‪ ،7070‬ولم يفهم القصد من إزالة هذا الشرط والحال أنه شرط‬
‫مهم خاصة في ظل المنازعات التي تعرفها هذه االراضي وتقديم مطلب التحديد‬
‫االداري والتحفيظ العقاري‪ ،‬والتقاضي أمام القضاء والقيام بتحديد لوائح ذوي‬
‫الحقوق‪ ،...‬فكل هذه األمور تتطلب أن ال يكون النائب أميا وأن يحسن القراءة‬
‫والكتابة باللغة العربية على األقل‪.‬‬
‫ـ أن يكون النائب منتسبا للجماعة ومسجل ضمن الئحة ذوي الحقوق ومقيما بصفة‬
‫مستقرة بالجماعة‪ ،‬وهذه شروط بديهية فاإللمام بقضايا وأعراف الجماعة يقتضي‬

‫‪2‬‬
‫االنتساب لهذه الجماعة ومقيما فيها‪ ،‬والمالحظ ان سلطات الوصاية تخلت عن هذا‬
‫الشرط‪ ،‬والحال أنه شرط منطقي وضروري ألخذ العضوية ضمن المجلس النيابي‪.‬‬
‫ـ أن يكون مشهود له بالقدرة البدنية والفكرية‪ ،‬هذا شرط تم التخلي عنه ضمن دليل‬
‫نائب األراضي الساللية لسنة ‪ ،7070‬والحال أنه شرط ضروري خاصة ما يتعلق‬
‫بالقدرة الفكرية ألن أخذ العضوية داخل المجلس النيابي يتطلب مستوى علمي‬
‫ومعرفي عال للتمكن من التسيير وتمثيل ذوي الحقوق والجماعة أمام اإلدارة‬
‫والقضاء‪.‬‬

‫ـ أن يكون المرشح حسن الخلق والسيرة وعلى دراية بشؤون وأمالك وتقاليد‬
‫وأعراف الجماعة الساللية التي يريد تمثيلها وهذا شرط قديم جديد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مسطرة اختيار نواب الجماعة الساللية‬

‫لقد نص القانون رقم ‪ 77.52‬بشأن الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية‬


‫وتدبير أمالكها على المبادئ العامة المتعلقة باختيار نواب الجماعات الساللية في‬
‫المادتين ‪ 1‬و ‪.50‬‬

‫وهكذا نصت المادة ‪ 1‬على ما يلي‪ « :‬تختار الجماعة الساللية من بين أعضاءها‬
‫المتمتعين بحقوقهم المدنية‪ ،‬ذكورا وإناثا‪ ،‬نوابا عنها يكونون جماعة النواب من أجل‬
‫تمثيل الجماعة الساللية أمام المحاكم واإلدارات واألغيار والقيام بالتصرفات‬
‫القانونية التي تهم الجماعة‪ ،‬مع مراعاة أحكام الباب الخامس من هذا القانون»‪. .‬‬

‫أما المادة ‪ 50‬من نفس القانون فقد نصت على ما يلي‪ « :‬يتم اختيار نواب‬
‫الجماعات الساللية عن طريق االنتخاب‪ ،‬أو باتفاق أعضاء الجماعة الساللية‪ ،‬وذلك‬
‫لمدة ست (‪ )7‬سنوات قابلة للتجديد‪ .‬وفي حالة تعذر االختيار‪ ،‬يتم تعيين نواب‬
‫الجماعة بقرار العامل العمالة أو اإلقليم المعني» ‪.‬‬
‫وحيث إن هذه المادة أحالت على النص التنظيمي‪ ،‬مسطرة اختيار نواب الجماعة‬
‫الساللية وعددهم فإن المرسوم رقم ‪ 7.51.122‬الصادر بتاريخ ‪ 1‬يناير ‪7070‬‬
‫بتطبيق القانون رقم ‪ 77.52‬جاء وفصل في هذه النقط حيث خصص لها ‪ 50‬مواد‬
‫(المادة ‪ 7‬إلى المادة ‪ )51‬تناولت بشكل دقيق كيفية اختيار النواب ومجال تدخالتهم‬
‫والواجبات الملقاة على عاتقهم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫والختيار نواب الجماعة الساللية هناك ثالثة طرق‪:8‬‬
‫الطريقة األولى‪ :‬اختيار نواب الجماعة الساللية عن طريق االنتخاب‪:‬‬

‫استنادا إلى المادة ‪ 5‬من المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 1‬يناير ‪ 7070‬يتم انتخاب نواب‬
‫الجماعة الساللية عن طريق االقتراع السري المباشر في دورة واحدة‪.‬‬
‫ويشارك في عملية االنتخاب جميع أعضاء الجماعة الساللية‪ ،‬ذكورا وإناثا المسجلين‬
‫في الئحة أعضاء الجماعة الساللية المعنية والتي تمت المصادقة عليها‪ ،‬مع ضرورة‬
‫اإلدالء ببطاقة التعريف الوطنية للشخص الذي يتقدم للتصويت‪.‬‬

‫وال يمكن ألي كان وتحت أية ذريعة أن يتحجج فيما بعد بعدم مشاركته في عملية‬
‫التصويت واختيار النواب أو المطالبة بإعادة العملية او بعزل النواب الفائزين‬
‫باالنتخاب‪.‬‬

‫ويعهد إلى السلطة المحلية اإلشراف على عملية االقتراع‪ ،‬كما يعهد إليها كذلك اتخاذ‬
‫جميع التدابير اإلدارية والعملية واللوجستية الالزمة إلنجاح عملية االنتخاب‪.‬‬

‫وتتمثل هذه التدابير في تخصيص مكتب أو أكثر‪ ،‬حسب الحاجة‪ ،‬في مقر القيادة‬
‫وتجهيزه بالوسائل الضرورية قصد استعماله كمكتب يوضع فيه صندوق التصويت‬
‫والمعزل والئحة المترشحين والمترشحات مع ضرورة إعداد السجالت الضرورية‬
‫لهاته الغاية‪.‬‬

‫ويتعين ايضا طبع عدد كافي من األوراق تحمل أسماء المترشحين والمترشحات‬
‫ووضعها في مكتب التصويت رهن إشارة المصوتين‪ ،‬إلى جانب كمية كافية من‬
‫الغالفات التي سيتم استعمالها لوضع األوراق الحاملة ألسماء المترشحين‪.‬‬
‫ويمكن للسلطة المحلية طلب تعزيزات أمنية من أجل السهر على استتباب األمن‬
‫والحرص على مرور العملية في ظروف عادية وسليمة وفي احترام تام للقانون‪.‬‬

‫وطبقا للمادة ‪ 1‬من المرسوم المذكور‪ ،‬فان عملية االقتراع وتقديم الترشيحات يتم‬
‫اإلعالن عنها وفق نموذج المرفق‪ ،‬يتم إعداده من طرف السلطة المحلية ويتم تعليقه‬
‫بمقر هذه السلطة المحلية لمدة ثالثين يوما قبل تاريخ إجراء االقتراع‪ ،‬ويجب أن‬
‫يتضمن هذا اإلعالن‪:‬‬

‫دليل نائب الجماعة الساللية ‪ ،‬مديرية الشؤون القروية‪ ،‬الكتابة العامة‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬ص ‪ 3‬و ‪ ،4‬السنة أبريل ‪.2121‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪11‬‬
‫– تاريخ و ساعة االقتراع‪ :‬إذ يتعين على السلطة المحلية المعنية تضمين اإلعالن‬
‫عن االقتراع‪ ،‬تاريخ إجراء هذه العملية واليوم المقابل له وكذا ساعة بدء العملية‬
‫وساعة انتهائها كما هي محددة في المادة ‪ 50‬من المرسوم التطبيقي‪.‬‬
‫‪ -‬مکان اجراء االقتراع‪ :‬يجب تحديد مكان االقتراع بدقة‪ ،‬كما يجب اتخاذ جميع‬
‫التدابير قصد توجيه المصوتين يوم االقتراع الى المكان المخصص لذلك‪.‬‬

‫– أجل تقديم الترشيحات‪ :‬يجب تضمين اإلعالن تاريخ بداية تقديم الترشيحات‬
‫وتاريخ نهايتها بشكل صريح‪ ،‬علما أن انتهاء تقديم هذه الترشيحات مقابل وصل‬
‫ويجب أن تكون قبل ‪ 50‬أيام من تاريخ إجراء عملية التصويت‪ ،‬وذلك حتى‬
‫تتمكن السلطة المحلية من دراسة هذه الترشيحات ومراقبة مدى صحتها‬
‫واستجابتها للشروط الواجب توفرها في كل مترشح طبقا للمادة ‪ 2‬من المرسوم‬
‫التطبيقي‪.‬‬
‫وبعد مراقبة صحة الترشيحات وحصر الئحة المترشحين والمترشحات‪ ،‬تشرف‬
‫السلطة المحلية على عملية تعليق هذه الالئحة‪ ،‬لمدة سبعة أيام قبل تاريخ االقتراع‪،‬‬
‫بمقر كل من هذه السلطة والعمالة أو اإلقليم المعني‪.‬‬
‫وبعد انتهاء هذه اإلجراءات تأتي عملية االقتراع‪ ،‬كما نصت عليها المادة ‪ 950‬من‬
‫المرسوم السالف الذكر‪.‬‬

‫ويتعين التقيد بمقتضيات هذه المادة حرفيا والسهر على احترام توقيت التصويت‬
‫بشكل صارم دون زيادة أو نقصان درء للطعون الممكن تقديمها في هذا الصدد‪.‬‬

‫كما تنص الفقرة الثانية من نفس المادة المذكورة أعاله على ما يلي‪ ” :‬يمكن لكل‬
‫مترشح أو مترشحة أن يعين ممثال عنه أو عنها في مكتب التصويت لتتبع عملية‬
‫االقتراع وفرز األصوات وإعالن النتائج المحصل عليها”‪.‬‬
‫وتعتبر هذه اإلجراءات من الضمانات التي منحها المشرع للمترشح قصد مراقبة‬
‫حسن سير العملية ونزاهة االقتراع‪.‬‬

‫وعند انتهاء العملية يتم إعداد محضر يتضمن الظروف التي مرت فيها عملية‬
‫االقتراع وفرز األصوات والنتائج المحصل عليها‪.‬‬

‫‪ 9‬تنص المادة ‪ 11‬من مرسوم رقم ‪ 2.12.273‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬يناير ‪ 2121‬المتعلق بتطبيق أحكام القانون رقم ‪ 62.17‬المتعلق‬
‫الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية و تدبير أمالكها على‪ ” :‬تنطلق عملية التصويت في الساعة الثامنة صباحا وتنتهي في‬
‫الساعة السابعة مساء‪ ،‬وتعين السلطة المحلية المختصة موظفا تابعا لها أو أكثر لتسيير مكتب أو مكاتب التصويت”‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ويوقع هذا المحضر من طرف الموظف أو الموظفين المكلفين بتسيير مكتب أو‬
‫مكاتب التصويت ومن طرف ممثلي المترشحين إذا حضروا عملية االقتراع‪،‬‬
‫وتؤشر السلطة المحلية المختصة على المحضر المعني‪.‬‬

‫وبعد فرز األصوات من طرف السلطة المحلية‪ ،‬بحضور ممثلي المترشحات‬


‫والمترشحين‪ ،‬وإذا تبين أن مترشحين أو أكثر قد حصلوا على عدد متساوي من‬
‫األصوات‪ ،‬فإنه يتم ترجيح المترشح األكبر سنا‪ .‬وفي حالة تطابق السن تجرى‬
‫القرعة بين المترشحين الفائزين المعنيين‪.‬‬

‫وبعد االنتهاء من هذه العملية‪ ،‬وطبقا ألحكام المادة ‪ 55‬من المرسوم المذكور آنفا‪،‬‬
‫يعلن بواسطة قرار العامل العمالة أو اإلقليم المعني‪ ،‬عن أسماء المترشحين‬
‫والمترشحات الذين تم انتخابهم‪ ،‬وذلك داخل أجل أقصاه سبعة أيام من تاريخ إجراء‬
‫االقتراع وفرز األصوات‪.‬‬

‫ويقوم قسم الشؤون القروية بإشهار القرار العاملي عن طريق تعليقه بمقر العمالة‪،‬‬
‫كما يحيل نسخة من نفس القرار‪ ،‬بمجرد صدوره‪ ،‬على السلطة المحلية قصد تعليقه‬
‫‪10‬‬
‫بمقرها‪ ،‬مع تمكين النائب الفائز بنسخة من القرار كذلك‪.‬‬
‫الطريقة الثانية‪ :‬اختيار نواب الجماعات الساللية بالتراضي‪.‬‬

‫تنفيذا ألحكام المادة ‪ 57‬من المرسوم الصادر في ‪ 1‬يناير ‪ 7070‬التي تنص على‬
‫أنه في حالة تراضي أعضاء الجماعة الساللية على اختيار نواب جماعتهم‪ ،‬ذكورا‬
‫أو إناثا‪ ،‬بالتوافق دون اللجوء إلى االنتخاب‪ ،‬يتم اإلشهاد على هذا التوافق بموجب‬
‫شهادة إدارية تسلمها السلطة المحلية المعنية‪.‬‬

‫وتستند السلطة المحلية في إصدار هذه الشهادة اإلدارية على محضر‪ ،‬او أية وثيقة‬
‫أخرى‪ ،‬تفيد اتفاق وتوافق أغلبية أعضاء الجماعة الساللية‪ ،‬المسجلين في الالئحة‬
‫القانونية على اختيار نائب عنهم مع إرفاق هذه الوثيقة بتوقيعات المعنيين باألمر‪.‬‬

‫كما يمكن االستناد على تصريحات أعضاء الجماعة الساللية أمام السلطة المحلية‬
‫والتي ج تدوينها في محضر مؤرخ وموقع من طرفهم يحمل توافقهم على تعيين أحد‬
‫أعضاء الجماعة‪ ،‬الذي تتوفر فيه الشروط الضرورية‪ ،‬نائبا عن جماعتهم‪.‬‬

‫للتفصيل أكتر ‪،‬راجع دليل نائب الجماعة الساللية‪ ،‬مديرية الشؤون القروية‪ ،‬الكتابة العامة‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬السنة أبريل ‪.2121‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪13‬‬
‫ويتعين على السلطة المحلية إعداد تقرير في هذا الموضوع يفيد أن الجماعة الساللية‬
‫اتفقت على اختيار نائب أو نوابا عنها بالتراضي‪ ،‬مرفوقا بنسخة من البطاقة الوطنية‬
‫للتعريف وشهادة حسن السيرة‪ ،‬أو نسخة من السجل العدلي للنائب أو النواب‪ ،‬وتحيل‬
‫الملف برمته على المصالح المختصة بالعمالة أو اإلقليم (قسم الشؤون القروية داخل‬
‫أجل ال يتعدى ‪ 2‬أيام من تاريخ التوصل باإلشهاد المذكور أعاله‪.‬‬
‫ويتم اإلعالن عن اسم أو أسماء النواب الذين تم اختيارهم بالتوافق بقرار العامل‬
‫العمالة أو اإلقليم المعني‪ ،‬داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ اإلشهاد على التوافق‪.‬‬

‫ويقوم قسم الشؤون القروية بإشهار القرار العاملي عن طريق تعليقه بمقر العمالة‪،‬‬
‫كما يحيل نسخة من نفس القرار بمجرد صدوره على السلطة المحلية قصد تعليقه‬
‫بمقرها‪ ،‬مع تمكين النائب أو النواب الذين تم اختيارهم للقيام بهذه المهمة بنسخة‬
‫مطابقة لألصل من القرار‪.‬‬
‫الطريقة الثالثة‪ :‬تعيين نواب الجماعات الساللية‪.‬‬

‫قد يحدث في بعض األحيان وألسباب قاهرة وخارجة عن اإلرادة‪ ،‬أن تكون‬
‫ا لشروط الضرورية التنظيم عملية انتخاب نائب أو نواب الجماعات الساللية غير‬
‫متوفرة وبالتالي لم يتمكن أعضاء الجماعة المقيدين في الالئحة من االتفاق بينهم‬
‫على اختيار نائب أو نوابا عنهم‪ ،‬وفي هذه الحالة وطبقا لمقتضيات المادة ‪ 52‬من‬
‫المرسوم المشار إليه‪ ،‬فإن عامل اإلقليم او العمالة يقوم بتعيين نائب أو نواب‬
‫الجماعة الساللية بواسطة قرار عاملي ‪ ،‬بناء على اقتراح السلطة المحلية‪ ،‬وذلك‬
‫لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد مرة واحدة حتى ال تبقى الجماعة الساللية بدون نائب‪،‬‬
‫وبالتالي تعطيل مصالحها ‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد تقوم السلطة المحلية بإعداد تقرير تبين فيه األسباب التي حالت دون‬
‫اختيار نائب عن الجماعة الساللية سواء عن طريق االنتخاب أو التوافق‪ ،‬وتقترح‬
‫تعيين أحد أعضاء الجماعة المتوفرة فيهم الشروط الضرورية كنائب عن هذه‬
‫الجماعة‪ ،‬وتحيله على العمالة أو اإلقليم (قسم الشؤون القروية )قصد الدراسة واتخاذ‬
‫االجراء المناسب‪.‬‬

‫وبمجرد التوصل‪ ،‬تقوم السلطة اإلقليمية بدراسة تقرير السلطة المحلية واالطالع‬
‫على ملف االشخاص المقترحين‪ ،‬وفي حالة الموافقة على االقتراح يتم تعيين نائب‬
‫الجماعة الساللية لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد مرة واحدة فقط بمقتضى قرار العامل‬
‫العمالة أو اإلقليم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ويقوم قسم الشؤون القروية بإشهار قرار تعيين النائب أو النواب عن طريق تعليقه‬
‫بمقر العمالة‪ ،‬كما يحيل نسخة من نفس القرار بمجرد صدوره على السلطة المحلية‬
‫قصد تعليقه بمقرها وتمكين النائب المعين بنسخة مطابقة لألصل منه‪.‬‬

‫وتعتبر مسطرة التعيين هذه استثنائية والهدف منها هو عدم تعطيل مصالح الجماعة‬
‫الساللية في حالة تعذر عملية االنتخاب أو التوافق‪ ،‬على أساس أن تقوم السلطة‬
‫المحلية بكل ما يلزم بمعية افراد الجماعة الساللية من أجل إعداد الظروف القانونية‬
‫المعمول بها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انتهاء مهام نائب الجماعة الساللية‬


‫تنت هي مهام النائب الجماعات ألسباب مختلفة‪ ،‬منها ما يترتب جراء إخالله بمهام‬
‫المناطة به‪ ،‬وذلك بارتكابه لألفعال التي تتنافى والمهام المحددة في المرسوم‬
‫التطبيقي للقانون رقم ‪ 62-17‬ودليل نائب الجماعة الساللية‪ ،‬فاإلضافة لتجريده من‬
‫صفته كنائب تترتب عليه جزاءات أخرى (الفقرة األولى)‪ ،‬وأسباب أخرى‪ 11‬كانتهاء‬
‫مدة واليته أو أسباب خارجة عن إرادته كحالة وفاته أو حالة العجز ‪(12‬الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حاالت إخالل النائب بمهامه ومسطرة تجريده‬

‫يرى البعض أن النائب لم يكن في ظل القانون السابق عرضة ألي جزاء يذكر بل‬
‫كان يشتغل تحت رحمة السلطة المحلية‪ ،‬التي لها الحق في تأديبه عن طريق العزل‪،‬‬
‫في حين أن األخطاء الفادحة ال يحاسب عنها إال وفقا للقواعد العامة‪ ،‬أما التقصير‬
‫والالمباالة‪ ،‬فكانت مسألة عادية‪ ،‬وهو األمر الذي كان ينعكس سلبا على مصالح‬
‫الجماعة الساللية‪ ،‬ولتجاوز هذه األزمة التي شكلت عائقا حقيقيا في حماية أمالك‬
‫الجماعات الساللية بين المشرع في التعديالت التشريعية األخيرة التصرفات التي‬

‫‪11‬‬
‫الت تنص عليها المادة ‪ 16‬من قانون رقم ‪ 62.17‬حيث جاء فيها " يتم إنهاء مهام نائب الجماعة‬ ‫الحاالت ي‬
‫المعت‪ ،‬يف الحاالت التالية‪ :‬ـ التجريد من صفة نائب ـ الحكم عليه بموجب‬
‫ي‬ ‫الساللية‪ ،‬بقرار معلل لعامل اإلقليم‬
‫الشء المقض به بعقوبة سالبة للحرية بسبب جناية أو جنحة مخلة ر‬
‫بالشف أو األمانة ـ‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫حكم اكتسب قوة ي‬
‫تنته مهام نائب الجماعة الساللية‬
‫ي‬ ‫عقل يحول دون قيامه بمهامه مثبت طبيا ـ كما‬‫بدن أو ي‬
‫اإلصابة بعجز ي‬
‫المعت"‪.‬‬
‫ي‬ ‫بوفاته‪ ،‬وبانتهاء مدة انتدابه‪ ،‬وبقبول استقالته من طرف عامل العمالة أو اإلقليم‬
‫الوطت حول‬ ‫اض الكيش‪ ":‬مساهمة يف أشغال الحوار‬ ‫‪12‬‬
‫ي‬ ‫محمد مومن‪" ،‬أمالك الجماعات الساللية وأر ي‬
‫اض الجماعية من اجل تنمية مستدامة" الرباط‪ 2114 ,‬ص‪21‬‬
‫اض الجماعية تحت شعار "االر ي‬
‫األر ي‬

‫‪12‬‬
‫تتعارض مع مهام نواب الجماعة الساللية (أوال) ورتب عليها عدة جزاءات‬
‫‪13‬‬

‫أبرزها عزل نائب الجماعة الساللية و الذي يتم فيه احترام مسطرة تجريد النائب‬
‫من صفته النيابية (ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬حاالت إخالل النائب بمهامه‬

‫على نواب الجماعة الساللية بالقيام بالمهام المنوطة بهم وتدبير وحماية أمالك‬
‫جماعتهم بكل إخالص وتفاني‪ ،‬وال يجوز لهم القيام بأي تصرف يتعارض مع‬
‫مهامهم‪ .‬وقد نص القانون رقم ‪ 77-52‬بشأن الوصاية اإلدارية على الجماعات‬
‫الساللية وتدبير أمالكها‪ 14‬على التصرفات التي تتعارض مع مهامهم وهي‪:15‬‬

‫‪ -1‬عدم القيام باإلجراءات الالزمة للحفاظ على أمالك الجماعات الساللية‬


‫لقد خول القانون المنظم للجماعات الساللية لمؤسسة النائب العديد من‬
‫االختصاصات‪ ،‬بهدف حماية األمالك الجماعية والمحافظة على حقوق األعضاء‬
‫وأهمها تتبع المساطر القضائية والنزاعات القضائية التي تكون الجماعة الساللية‬
‫طرفا فيها‪ ،‬وتقديم الطعون الضرورية في األحكام الصادرة ضدها داخل األجل‬
‫القانوني‪.16‬‬
‫فالجماعة الساللية يمكنها أن تلجأ إلى المساطر القضائية من أجل المحافظة على‬
‫حقوقها وحماية مصالحها طبقا للقوانين الجاري بها العمل‪ ،‬كما هو الحال خالل‬
‫عمليات تصفية الوضعية القانونية ألمالكها ‪ ،‬باإلضافة إلى النزاعات التي قد تنتج‬

‫وتدبي‬
‫ر‬ ‫‪ 13‬سعيد بعزيز‪" ،‬مستجدات القانون رقم ‪ 62-17‬بشأن الوصاية اإلدارية عل الجماعات الساللية‬
‫أمالكها" خالل ندوة بقاعة الندوات يف رحاب الكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بوجدة‪ ،‬ندوة‬
‫وطنية ف موضوع ”‪:‬أراض الجموع عل ضوء المستجدات ر‬
‫التشيعية وسؤال التنمية المستدامة‪ “.‬بتاري ــخ ‪7‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫دجني ‪2112‬‬
‫ر‬
‫‪ 14‬طبقا ألحكام المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 62.17‬المشار إليه فإنه يجب عل نواب الجماعة الساللية القيام‬
‫يتعي عليهم االمتناع عن أي ترصف يتعارض مع‬ ‫تدبي وحماية أمالك جماعتهم‪ .‬كما ر‬
‫بالمهام المنوطة بهم يف ر‬
‫مهامهم والسيما‪:‬‬

‫• عدم القيام باإلجراءات الالزمة للحفاظ عل أمالك الجماعات الساللية وتتبع المساطر القضائية المتعلقة‬
‫القانون‪،‬‬
‫ي‬ ‫بها وتقديم الطعون الرصورية يف األحكام الصادرة ضدها داخل األجل‬
‫•القيام‪ ،‬باسم الجماعة‪ ،‬بأفعال وترصفات ال تدخل يف اختصاصهم‪،‬‬
‫•اإلدالء بترصيحات أو تسليم وثائق من شانها اإلضار بمصالح جماعتهم الساللية‪،‬‬
‫قانون‪،‬‬
‫ي‬ ‫•استعمال أمالك الجماعة الساللية العقارية والمنقولة ألغراض شخصية بدون سند‬
‫اإلقليم أو عرقلة‬
‫ي‬ ‫مجلش الوصاية المركزي أو‬
‫ي‬ ‫•عدم االمتثال للمقررات الصادرة عن جماعة النواب أو‬
‫تنفيذها‪.‬‬
‫اض الجماعية" الطبعة األوىل‬ ‫التدبي وحماية األر ي‬
‫ر‬ ‫‪ 15‬محمد سويس‪ «،‬نائب الجماعة الساللية ودوره يف‬
‫‪ ،2121‬المطبعة والوراقة الوطنية" مراكش‬
‫‪ 16‬دليل نائب الجماعة الساللية‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬مديرية الشؤون القروية‪ ،‬أبريل ‪ ،2121‬ص‪28‬‬

‫‪16‬‬
‫عن عملية التدبير العادي لعقارات الجماعات الساللية كاألكرية والتفويتات‬
‫والشراكات‪ ،‬فضال عن قضايا نزاعات أخرى يمكن أن تثيرها الجماعات الساللية أو‬
‫يمكن أن تثار ضدها من طرف الغير‪ ،‬إال أنه ال يمكن للجماعة الساللية أن تلجأ‬
‫للمساطر القضائية لحماية حقوقها‪ ،‬وال تقبل دعواها إال عن طريق مؤسسة النائب‬
‫باعتبارها الممثل القانوني للجماعة‪.‬‬

‫ويتجلى دور نواب الجماعة الساللية بهذا الخصوص في القيام بما يلي‪:‬‬

‫التبليغ لدى السلطة المحلية عن جميع المخالفات التي تشهدها األراضي‬ ‫‪‬‬
‫الجماعية (الترامي البيوعات غير القانونية التنازالت وغيرها من التصرفات‬
‫المنافية للقانون‪.‬‬
‫طلب اإلذن بالتقاضي لمباشرة ومتابعة القضايا النزاعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استشارة محاموا الوصاية بشأن تكييف الدعاوى المراد مباشرتها والتنسيق‬ ‫‪‬‬
‫مع السلطة المحلية بشأن ذلك تفاديا لضياع الجهود في إقامة دعاوي غير‬
‫سليمة من الناحية القانونية‪.‬‬
‫طلب تعيين محامي للدفاع عن الجماعة الساللية أمام القضاء مع ضرورة‬ ‫‪‬‬
‫التنسيق معه‪.‬‬
‫إخبار السلطة المحلية أو مصالح العمالة فورا بأي استدعاء أو إشعار تتوصل‬ ‫‪‬‬
‫به‪.‬‬
‫حضور الجلسات المقررة من طرف المحكمة بتنسيق مع مصالح الوصاية‬ ‫‪‬‬
‫على الصعيد اإلقليمي والمحلي ومع المحامي المكلف بالدفاع عن الجماعة‬
‫الساللية المعنية‪.‬‬
‫ربط االتصال المستمر بالمحامي المعين للدفاع عن الجماعة الساللية‬ ‫‪‬‬
‫والتنسيق معه في الملفات التي ينوب فيها على الجماعة المعنية‪ ،‬واإلجراءات‬
‫المتخذة أو التي يجب اتخاذها في كل مرحلة من مراحل الدعوى‪.‬‬
‫تزويد المحامي المذكور بكافة الوثائق والمعطيات المتعلقة بالنزاع وفي أية‬ ‫‪‬‬
‫مرحلة من مراحل الدعوى‪.‬‬
‫الحرص على حضور المعاينات القضائية والخبرات وجلسات البحث بمكتب‬ ‫‪‬‬
‫القاضي أو المستشار المقرر‪ ،‬بتنسيق مع مصالح الوصاية ومع المحامي‬
‫المكلف بالدفاع عن الجماعة‪.‬‬
‫تعبئة أكبر عدد ممكن من األعضاء للحضور والتواجد في عين المكان أثناء‬ ‫‪‬‬
‫المعاينة القضائية أو الخبرة‪ ،‬لبيان أوجه التصرف في العقار موضوع النزاع‬
‫عن طريق الرعي أو الحرث وإثبات حيازة وتصرف الجماعة الساللية‬
‫وبالتالي تأكيد الصبغة الجماعية للعقار‪.‬‬
‫الحرص على تسلم الحكم المبلغ للجماعة الساللية والتوقيع على شهادة‬ ‫‪‬‬
‫التسليم بعد التأكد مع عون التبليغ من تاريخ التسليم الذي يجب أن يكون هو‬
‫التاريخ الذي وقع فيه التسليم فعال‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ ‬عند التبليغ باألحكام سواء كانت في صالح الجماعة الساللية أو ضدها‪ ،‬يتعين‬
‫إخبار السلطة المحلية فورا وتمكين المحامي من هذه األحكام مقابل وصل‬
‫التسليم‪ 17‬والتنسيق معه إلى حين تقديم االستئناف أو طعن أخر داخل اآلجال‬
‫القانونية‪.‬‬
‫‪ ‬في حالة انصرام اآلجال القانونية دون تقديم اجل الطعن من طرف المحكوم‬
‫ضده‪ ،‬فإنه يجب التنسيق مع المحامي من أجل الحصول على شهادة عدم‬
‫الطعن من كتابة الضبط لدى المحكمة مصدرة الحكم‪ ،‬قصد مباشرة إجراءات‬
‫التنفيذ‪.18‬‬
‫فعدم قيام النائب بهذه اإلجراءات القضائية الالزمة وتتبع المنازعات والمساطر‬
‫القضائية يعتبر سببا كافيا لتجريد النائب من مهامه النيابية‪.‬‬

‫‪ -7‬القيام باسم الجماعة بأفعال وتصرفات ال تدخل في اختصاصه‪.‬‬


‫لقد خص المشرع مؤسسة نائب الجماعة الساللية بمهام كثيرة ومتنوعة سواء‬
‫القانون رقم ‪ 77-52‬بشأن الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وكذا المرسوم‬
‫التطبيقي المتعلق به‪ ،‬أو في القانون رقم ‪ 72-52‬المتعلق بالتحديد اإلداري‬
‫األراضي الجماعات الساللية‪ ،‬والقانون رقم ‪ 76-52‬المتعلق باألراضي الجماعية‬
‫الواقعة داخل دوائر الري‪ ،‬فهذه القوانين حددت بدقة االختصاصات التي يمارسها‬
‫النائب‪ ،‬لذلك وجب عليه التقيد بهذه االختصاصات وعدم تجاوزها بالقيام بأفعال‬
‫وتصرفات ليست من اختصاصه تحت طائلة تجريده من مهمته النيابة‪.‬‬

‫فالمهام المخولة لنائب الجماعة الساللية محددة ومحكمة بنصوص قانونية‪ ،‬كما أن‬
‫الوزارة الوصية أصدرت العديد من الدالئل والدوريات التي تساعد مؤسسة النائب‬
‫على ممارسة هذه المهام وفق ما هو محدد في القوانين المنظمة للجماعات الساللية‪،‬‬
‫لذلك فقيام النائب بتصرفات ال تدخل في اختصاصاته ومخالفة لما هو مسطر في‬
‫النصوص القانونية‪ ،‬كقيامه بكراء أرض جماعية بصفة مباشرة دون إتباع المسطرة‬
‫المقررة في هذا الشأن‪ ،‬أو التنازل عن التعرضات المقدمة من طرف الجماعة‬
‫الساللية دون إذن الوصي على الجماعات الساللية‪ ،‬يجعله معرض للتجريد من‬
‫صفته كنائب عن الجماعة الساللية مع إمكانية متابعته قضائيا إذا كانت التصرفات‬
‫التي قام بها ترقى إلى جريمة معاقب عليها في المواد ‪ 26‬و ‪ 21‬و ‪ 27‬من القانون‬
‫رقم ‪.77-52‬‬

‫‪ -3‬اإلدالء بتصريحات أو تسليم وثائق من شأنها اإلضرار بمصالح الجماعة‬

‫‪ 17‬دليل نائب الجماعة الساللية‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬مديرية الشؤون القروية‪ ،‬أبريل ‪ ،2121‬ص‪21‬‬
‫‪ 18‬دليل نائب الجماعة الساللية‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬مديرية الشؤون القروية‪ ،‬أبريل ‪ ،2121‬ص ‪23-24‬‬

‫‪18‬‬
‫فبالرغم من أن المشرع أسند لمؤسسة النائب العديد من المهام المرتبطة بتدبير‬
‫األمالك الجماعية وحماية مصالحها‪ ،‬وتمثيلها إال أن هذا التمثيل ليس على إطالقه‪،‬‬
‫خصوصا عندما يتعلق األمر بتصرفات قد تمس بمصالح الجماعة الساللية‪.19‬‬

‫فمن المهام التي أسندها القانون لنواب الجماعة الساللية نجد مهمة السهر على‬
‫دراسة الطلبات الخاصة بتقديم الشهادة اإلدارية التي تنفي الصبغة الجماعية عن‬
‫العقارات موضوع تلك الطلبات والمقدمة إلى اللجنة المحلية المكونة من السلطة‬
‫المحلية ونائب أو نواب الجماعة الساللية‪.20‬‬

‫وتعتبر مسطرة منح الشهادة اإلدارية التي تنفي الصبغة الجماعية على العقارات‬
‫إحدى اإلشكاالت التي حظيت باهتمام وانشغال مصالح الوصاية الهدف منها مواجهة‬
‫بعض األشخاص الذين يلجؤون إلى طرق ملتوية من أجل القيام بعمليات تحفيظ‬
‫عقارات قد تكون جماعية‪ ،‬مما يضيع معها حقوق بعض الجماعات الساللية‪.21‬‬

‫وهنا ال بد من التأكد على أن دور النائب الجماعي في تسليم الشهادات اإلدارية التي‬
‫تنفي الصبغة الجماعية على العقارات يتمثل في دراسة محتويات الملف داخل اللجنة‬
‫المعنية بذلك‪ ،‬ومعاينة العقار موضوع الطلب مع التأكد من مطابقته للتصميم‬
‫الميداني المنجز لهذا الغرض‪ ،‬باإلضافة إلى المشاركة في محضر المعاينة‪ ،‬واإلدالء‬
‫بتصريح كتابي من لدن نائب أو نواب الجماعة الساللية المعنية حول موقفهم‬
‫بخصوص طبيعة هذا العقار أو ما إذا كان يكتسي صبغة جماعية من عدمه‪.‬‬

‫فالحالة التي يصرح فيها النائب بأن عقار المملوك للجماعة الساللية ال يكتسب‬
‫الصبغة الجماعية‪ ،‬يكون قد أضر بمصالح جماعته‪ ،‬وذلك إما بسبب تواطؤه أو‬
‫نتيجة عدم علمه وهو األمر الذي تصدى له قضاء محكمة النقض إذ جاء في أحد‬
‫قراراتها‪ 22‬على أنه ال يمكن االكتفاء بما ورد في تصريح ‪ :‬نائب الجماعة الساللية‬
‫للقول بأن العقار ال يكتسب صبغة جماعية‪ ،‬وإنما يتعين على المحكمة إجراء تحقيق‬
‫اض الجماعات الساللية"‪،‬‬ ‫تدبي المنازعات أر ي‬‫بحمان‪" ،‬دور سلطات الوصاية والسلطة القضائية يف ر‬ ‫ي‬ ‫‪ 19‬إبراهيم‬
‫اض الجموع عل ضوء‬ ‫مقال منشور بمجلة فضاء المعرفة القانونية‪ ،‬العدد الرابع‪-‬يونيو ‪ ،2121‬تحت عنوان أر ي‬
‫التشيعية والسؤال التنمية المستدامة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط ‪ 2121‬ص‪21‬‬ ‫المستجدات ر‬
‫تنف الصبغة‬
‫الت ي‬ ‫دجني ‪ 2112‬المتعلق بتسليم الشواهد اإلدارية ي‬ ‫ر‬ ‫‪ 20‬الدورية رقم ‪ 21‬الصادرة بتاري ــخ ‪17‬‬
‫الجماعية عل العقارات‪ ،‬وزارة الداخلية الكتابة العامة‪ ،‬مديرية الشؤون القروية‪.‬‬
‫‪ 21‬الدورية رقم ‪ 14‬الصادرة بتاري ــخ ‪ 27‬رفياير ‪ 2113‬بخصوص تفعيل الدورية المشيكة عدد ‪ 21‬المتعلقة‬
‫تنف الصبغة الجماعية عل العقارات‪ ،‬وزارة الداخلية الكتابة العامة‪ ،‬مديرية‬ ‫الت ي‬ ‫بتسليم الشواهد اإلدارية ي‬
‫الشؤون القروية‪.‬‬

‫‪ 22‬القرار عدد ‪ 282‬الصادر يف ‪ 12‬ماي ‪ 2113‬منشور بدليل الياعات القضائية الذي أعدته مديرية الشؤون‬
‫دجني ‪ 2116‬ص‪ 111‬وما يليها‬
‫ر‬ ‫القروية بوزارة الداخلية‬

‫‪12‬‬
‫في الدعوى طبقا للفصل ‪ 62‬من ظهير التحفيظ العقاري وذلك بالوقوف على عين‬
‫المكان واالستماع للجوار وأفراد الجماعة ومعاينة طبيعة العقار وبيان ما إذا سبق‬
‫استغالله بشكل جماعي أم ال وهو ما لم تقم به المحكمة فجاء قرارها فاسد التعليل‬
‫وهو بمثابة انعدامه ومعرضا للنقض‪.‬‬
‫فإذا قام نائب الجماعة الساللية بتسليم شواهد ووثائق تنفي الصبغة الجماعية على‬
‫عقار جماعي خالفا لحقيقة الوضع المادي للعقار‪ ،‬فإن ذلك يشكل إخالال بااللتزامات‬
‫الملقاة على عاتقه بموجب المادة ‪ 57‬من القانون رقم ‪ 77-52‬تجعله بذلك تحت‬
‫طائلة العقوبات الجنائية المنصوص عليها في هذا القانون من أجل ردع مثل هذه‬
‫التصرفات التي انتشرت في العديد من الجماعات الساللية‪ ،‬حيث رتبت المادة ‪27‬‬
‫التي تنص على أنه دون اإلخالل بالعقوبات األشد المنصوص عليها في القوانين‬
‫الجاري بها العمل‪ ،‬يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من ‪50000‬‬
‫درهم إلى ‪ 500000‬درهم‪:‬‬

‫‪ ‬كل من قام أو شارك بأية صفة في إعداد وثائق تتعلق بالتفويت أو التنازل‬
‫عن عقار أو باالنتفاع بعقار مملوك لجماعة ساللية خالفا للمقتضيات‬
‫القانونية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫‪ ‬كل من قام أو شارك في إعداد وثائق تنفي الصبغة الجماعية عن عقار تابع‬
‫لجماعة ساللية خرقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫ففي حالة ارتكاب أحد األفعال المنصوص عليها في هذه المادة من طرف نائب‬
‫الجماعة الساللية يتم سلوك المسطرة المقررة لتجريده من صفته كنائب باإلضافة‬
‫إلى ذلك يجب إحالة الملف من قبل عامل العمالة أو اإلقليم على النيابة العامة‬
‫المختصة لمباشرة المسطرة القانونية والقضائية المناسبة مع إخبار السلطة المركزية‬
‫بالموضوع قصد التتبع‪.‬‬

‫‪ -6‬استعمال أمالك الجماعة الساللية ألغراض شخصية بدون سند قانوني‬


‫طبقا للمادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 77-52‬يجب على أعضاء الجماعة الساللية‬
‫ا لمحافظة على أمالك جماعتهم وعدم القيام بأي تصرف يضر بها‪ ،‬والسيما الترامي‬
‫على أمالك الجماعة الساللية أو على نصيب عضو من أعضائها في االنتفاع من‬
‫تلك األمالك أو استغاللها دون إذن من جماعة النواب المعنية‪.‬‬

‫فبما أن صياغة المادة ‪ 2‬القانون رقم ‪ 77-52‬جاءت عامة إذ أوجبت على أعضاء‬
‫الجماعة الساللية عدم الترامي على أمالك الجماعة الساللية أو استغاللها دون إذن‬
‫من جماعة النواب‪ ،‬فإن هذا المقتضى بالرغم من أنه يتعلق بأعضاء الجماعة‬

‫‪21‬‬
‫الساللية‪ ،‬فإنه يسري كذلك حتى على نائب الجماعة الساللية لذلك يجب على نائب‬
‫الجماعة الساللية باعتباره عضوا من أعضاء الجماعة عدم االعتداء على أموال‬
‫الجماعة الساللية منقولة كانت أو عقارية تحت طائلة تجريده من صفته كنائب‪.‬‬

‫وإذا انصب االعتداء على عقار للجماعة الساللية من طرف النائب‪ ،‬فباإلضافة إلى‬
‫تجريده من صفة نائب الجماعة الساللية‪ ،‬يتم إحالة الملف من قبل عامل العمالة أو‬
‫اإلقليم على النيابة العامة المختصة‪ ،‬من أجل متابعته بالجرائم المنسوبة إليه وفق‬
‫المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 77-52‬التي نصت على أنه «دون اإلخالل بالعقوبات‬
‫األشد المنصوص في القوانين الجاري بها العمل يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى‬
‫سنة وغرامة من ‪ 1000‬درهم إلى ‪ 70000‬درهم أو بإحدى العقوبتين مع إرجاع‬
‫الحالة إلى ما كانت عليه‪ ،‬كل من اعتدى أو احتل بدون موجب عقارا تابعا للجماعة‬
‫الساللية‪».‬‬

‫‪ -5‬عدم االمتثال للمقررات الصادرة عن جماعة النواب أو مجلسي الوصاية‬


‫المركزي أو اإلقليمي أو عرقلة تنفيذها‬
‫إن عدم االمتثال للمقررات الصادرة عن جماعة النواب أو عن مجلس الوصاية‬
‫المركزي أو اإلقليمي يعد من التصرفات المنافية للقانون والمعرقلة للتنفيذ ويعاقب‬
‫عليها إداريا وقضائيا ‪ ،‬فعلى المتضرر مباشرة المساطر اإلدارية والقانونية‬
‫والقضائية الالزمة من قبيل الطعن أمام مجلس الوصاية أو اللجوء إلى المحاكم‬
‫المختصة‪ ،‬بدل اللجوء إلى العرقلة أو ارتكاب أي فعل أو تصرف مادي يفيد عرقلة‬
‫التنفيذ‪ ،23‬كما أن عدم االمتثال لمقرر مجلس الوصاية الصادر بتأييد مقرر جماعة‬
‫النواب‪ ،‬بعد تنفيذه قد يجعل الشخص متابع بجنحة انتزاع عقار من حيازة الغير‪،‬‬
‫وهذا ما ذهبت إليه المحكمة االبتدائية بصفرو في حكمها‪ 24‬لما قضت بإدانة المدعية‬
‫ومن معها بشهرين حبسا موقوفة التنفيذ وغرامة قدرها ‪ 100‬درهم وبأدائها للمدعي‬
‫تعويضا قدره ‪ 7000‬درهم‪ ،‬مع إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه‪ .‬واستنادا إلى‬
‫مقتضيات المادة ‪ 55‬من القانون رقم ‪ 77.52‬فإن جماعة النواب تختص بتنفيذ‬

‫‪ 23‬دليل نائب الجماعة الساللية‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬مديرية الشؤون القروية‪ ،‬أبريل ‪ ،2121‬ص‪2‬‬
‫غي‬
‫جنح عدد ‪ 2238/2112‬ر‬
‫ي‬ ‫‪ 24‬حكم المحكمة االبتدائية بصفرو عدد ‪ 1221‬بتاري ــخ ‪ 31‬ماي ‪ 2116‬يف ملف‬
‫منشور‬

‫‪21‬‬
‫المقررات الصادرة عنها أو المقررات الصادرة عن مجلس الوصاية المركزي أو‬
‫المقررات الصادرة عن مجلس الوصاية اإلقليمي‪.25‬‬
‫وتعتبر القرارات األنفة الذكر قابلة للتنفيذ بمجرد صدورها وتبليغها بصفة رسمية‬
‫إلى األطراف المعنية‪ ،‬وال يمكن إيقاف تنفيذها إال بواسطة حكم استعجالي يقضي‬
‫بإيقاف التنفيذ صادر عن المحكمة المختصة بناء على طلب أحد األطراف‪ .‬ومن‬
‫أجل تسهيل هذه المهمة فإن جماعة النواب في حاجة إلى دعم ومساعدة السلطة‬
‫المحلية‪ ،‬وبالتالي يتعين على السلطة المحلية تتبع جميع عمليات التنفيذ الموكولة إلى‬
‫جماعات النواب ومدها بالمساعدة والعمل على استعمال القوة العمومية أثناء التنفيذ‬
‫إذا كان ذلك ضروريا‪ ،‬تفاديا لطول مدة التنفيذ أو عرقلتها من أي كان‪.‬‬

‫وفي حالة عرقلة عملية التنفيذ وعدم االمتثال لألوامر الصادرة في هذا الشأن فإن‬
‫السلطة المحلية بصفتها الضبطية‪ ،‬تقوم بتحرير محضر في هذا الشأن‪ ،26‬وتحيله‬
‫باستعجال على النيابة العامة قصد متابعة الفاعلين بجريمة العصيان المنصوص‬
‫عليها وعلى عقوبتها في الفصل ‪ 205‬من القانون الجنائي‪ ، 27‬وعرقلة التنفيذ‬
‫المنصوص عليها وعلى عقوبتها في المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ ،77.52‬باإلضافة‬
‫إلى الجرائم األخرى إن وجدت‪ .28‬وبناء على ما سبق رتبت المادة ‪ 52‬من القانون‬
‫رقم ‪ 62-17‬جزاءات هامة في حالة قيام نائب الجماعات الساللية بأحد األفعال‬
‫المشار إليها في المادة ‪ 57‬من نفس القانون إذ في هذه الحالة توجه إليه السلطة‬
‫المحلية إنذار بوضع حد للمخالفة داخل اجل تحدده له‪ ،‬على أال يتعدى هذا األجل‬
‫عشرة أيام‪ ،‬وقد تم تحديد الشكلية التي يتم تحرير هذا اإلنذار وفقا لنموذج المحدد في‬
‫دليل نائب الجماعات الساللية‪.‬‬

‫وإذا لم يمتثل المعني باألمر إلى اإلنذار الموجه إليه‪ ،‬يتعين على السلطة المحلية‬
‫المعنية إعداد تقرير في الموضوع يتضمن الفعل الذي تم اقترافه واإلنذار الموجه‬

‫‪ 25‬لالطالع عل النموذج أنظر الصفحة ‪ 32‬من دليل نائب الجماعة الساللية‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬مديرية الشؤون‬
‫القروية‪ ،‬أبريل ‪2121‬‬
‫‪ 26‬لالطالع عل النموذج أنظر الصفحة ‪ 41‬من دليل نائب الجماعة الساللية أبريل ‪2121.‬‬
‫المغرن عل أنه كل من قاوم تنفيذ أشغال أمرت بها السلطة العامة‬ ‫ري‬ ‫الجنان‬
‫ي‬ ‫‪ 27‬ينص الفصل ‪ 318‬من القانون‬
‫مائت درهم وال تتجاوز ربــع مبلغ‬
‫ي‬ ‫أو ضحت بها يعاقب بالحبس من شهر إىل سنة أشهر وبغرامة ال تقل عن‬
‫التعويضات‪ .‬أما األشخاص الذين يتعرضون عل تنفيذ هذه األشغال بواسطة التجمهر أو التهديد أو العنف‬
‫سنتي وبالغرامة المشار إليها يف الفقرة السالفة»‪.‬‬
‫ر‬ ‫فإنهم يعاقبون بالحبس من ثالثة أشهر إىل‬
‫‪ 28‬دليل نائب الجماعة الساللية‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬مديرية الشؤون القروية‪ ،‬أبريل ‪ ،2121‬ص‪8‬‬

‫‪22‬‬
‫إلى المعني باألمر وعدم امتثاله لإلنذار الموجه إليه مع اقتراح تجريده من صفته‬
‫كنائب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مسطرة تجريد النائب من صفته النيابية‬


‫عليها في يرتبط تجريد نائب الجماعة الساللية بمخالفته للواجبات المنصوص القانون‬
‫رقم ‪ 77.52‬بشأن الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير أمالكها أو‬
‫مرسومه التطبيقي وغيرهما من المقتضيات التنظيمية الصادرة عن سلطة الوصاية‬
‫ذات الصلة بمهامه‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬يتعرض النائب للمساءلة التأديبية والتجريد من صفته النيابية إذا أخل أو أهمل‬
‫القيام بإحدى االلتزامات المنصوص عليها في المادة ‪ 57‬من القانون السالف ذكره‬
‫أو قام بأحد التصرفات التي تضر أو من شأنها اإلضرار بمصالح وحقوق الجماعة‬
‫الساللية التي يمثلها‪.‬‬
‫وسعيا من المشرع في تحقيق ضمانات المحاكمة التأديبية العادلة‪ ،‬أو وجب بمقتضى‬
‫من القانون رقم ‪ 77.52‬على الجهة المختصة (عامل العمالة) احترام المسطرة‬
‫المنصوص عليها في هذا اإلطار‪ ،29‬حيث نصت المادة ‪ 52‬على ما يلي‪:‬‬

‫« في حالة قيام نائب من نواب الجماعة الساللية بأحد األفعال المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 57‬أعاله‪ ،‬توجه إليه السلطة المحلية إنذارا كتابيا بوضع حد للمخالفة داخل‬
‫أجل تحدده له‪.‬‬
‫إذا لم يمتثل المعني باألمر الموجه إليه يمكن تجريده من صفته كنائب بقرار معلل‬
‫من عامل العمالة أو اإلقليم‪ ،‬بعد استشارة مجلس الوصاية اإلقليمي‪ ،‬دون اإلخالل‬
‫بالمتابعات التي يمكن مباشرتها ضده»‬

‫وتأسيسا على ذلك‪ ،‬يتعين على الجهات المختصة‪ ،‬احترام المسطرة القانونية لتجريد‬
‫نائب الجماعة الساللية على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ -5‬توجيه اندار كتابي لنائب الجماعة‬

‫ظهي ‪2112/8/2‬‬ ‫‪29‬‬


‫اض الجماعات الساللية يف المنظومة العقارية المغربية” (وفق ر‬
‫رافع عبد الوهاب‪“ ،‬أر ي‬
‫ومرسوم ‪ ،)2121/1/2‬مطبعة الوراقة الوطنية – مراكش‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 2121‬ص ‪42‬‬

‫‪23‬‬
‫حيث يتعين على السلطة المحلية توجيه إندار كتابي للنائب المعني باألمر‪ ،‬متى تبت‬
‫لها إخالل هذا األخير بإحدى االلتزامات القانونية المفروضة عليه بموجب المادة‬
‫‪ 57‬من القانون رقم ‪ 77.52‬أو قيامه بإحدى األفعال التي تضر بمصالح وحقوق‬
‫الجماعة الساللية التي يمثلها وذلك من أجل حثه على وضع حد للمخالفة المرتكبة‬
‫من طرفه وتدارك الوضع داخل أجل يحدده له هذا األخير أخذا بعين االعتبار‬
‫لطبيعة المخالفة المرتكبة والمدة المعقولة لوضع حد لها‪.‬‬

‫‪ -2‬سلوك مسطرة التجريد‬


‫في حالة عدم امتثال النائب المعني باألمر لإلنذار الكتابي الموجه إليه أو عدم‬
‫تقديمه تفسيرا مقنعا للفعل المرتكب من طرفه إلى السلطة المحلية‪ ،‬أو عدم عدوله‬
‫عن التصرفات الصادرة عنه‪ ،‬فإنه يشرع في سلوك مسطرة التجريد من صفة‬
‫النائب في حقه من طرف هذه األخيرة‪ ،‬وذلك بإنجاز تقرير مفصل عن األسباب‬
‫الحقيقية والفعلية بتحديد طبيعة االختالالت المنسوبة إلى النائب المعني والمثبتة في‬
‫حقه والمؤدية إلى التجريد من هذه الصفة‪.‬‬

‫‪ -3‬إحالة الملف على قسم الشؤون القروية‬


‫بعد إحالة الملف على قسم الشؤون القروية بالعمالة رفقة الوثائق المرفقة به‪ ،‬يتولى‬
‫عامل العمالة أو اإلقليم المعني دراسة الملف واستشارة مجلس الوصاية اإلقليمي‬
‫بشأن قرار تجريد النائب المخالف من صفته‪.‬‬

‫‪ -4‬صدور قرار التجريد‬


‫بعد استشارة مجلس الوصاية اإلقليمي‪ ،‬يتولى عامل العمالة أو اإلقليم إصدار قرارا‬
‫معلال بتجريد النائب المعني باألمر من صفته النيابة هاته‪.30‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه أن صياغة المادة ‪ 56‬من القانون رقم ‪ 77.52‬تفضي إلى‬
‫أن استشارة مجلس الوصاية اإلقليمي من طرف عامل العمالة أو اإلقليم المعني‪،‬‬
‫تبقى غايتها إبداء الراي وهي غير ملزمة وليس من شأنها بأي حال من األحوال أن‬
‫تحول دون اتخاذ عامل العمالة أو اإلقليم لقراره بتجريد النائب المخالف من صفته‪،‬‬
‫والذي يبقى قرار سليما من الناحية الشكلية‪.31‬‬

‫‪ 30‬انظر المادة ‪ 13‬من القانون ‪ .62-17‬يف نفس السياق القرار الوزيري الصادر بتاري ــخ ‪ 22‬يناير ‪ 1221‬المنشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 416‬بتاري ــخ ‪ 22‬جمادى األوىل عام ‪ 1221‬الموافق ل ‪ 8‬رفياير ‪ ،1221‬ص ‪142‬‬
‫المشع وخالفا لما هو منصوص عليه يف المادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ ،62.17‬أقرن صحة وسالمة‬ ‫‪ 31‬الحظ أن ر‬
‫التعمي متوقفا عل رأي الوكالة الحرصية‪ ،‬الذي يكون ملزما يف هذا الحالة‪ ،‬ومما‬
‫ر‬ ‫ان يف مادة‬
‫قرار المجلس الي ر ي‬
‫يل‪:‬‬
‫المعتي بمثابة قانون المتعلق بإحداث الوكاالت الحرصية ما ي‬
‫ر‬ ‫الظهي‬
‫ر‬ ‫جاء يف المادة ‪ 3‬من‬

‫‪24‬‬
‫وهنا‪ ،‬يتعين فقط على السلطة المحلية‪ ،‬أن تحرص أشد الحرص على احترام‬
‫المسطرة المقررة قانونا لتجريد النائب من صفته والتقيد بالضوابط المقررة في‬
‫المادة ‪ 56‬أعاله‪ ،‬وذلك حتى ال يكون القرار العاملي الصادر ترتيبا على ذلك‬
‫معرضا لإللغاء ومن تم إعادة المسطرة من جديد مع يترتب عنه من هدر للزمان‬
‫وضياع الحقوق ومصالح الجماعة الساللية‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬نقرأ في تعليل حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بأكادير‪ 32‬قضى‬
‫بإلغاء قرار عاملي لعيب في مسطرة العزل ما يلي‪:‬‬

‫وحيث ال دليل في الملف على قيام السلطة المحلية في مواجهة الطاعن بأي إجراء‬
‫سابق على صدور القرار المطعون فيه‪ ،‬في إطار مسطرة العزل‪ ،‬كما أوصت بذلك‬
‫اللجنة في محضر اجتماعها بتاريخ ‪ 01/05/7051‬بخصوص وضعية الطاعن‪،‬‬
‫طبقا لما جاء التنصيص عليه في دليل نائب األراضي الجماعية‪ ،‬ذلك أنه كان على‬
‫الجهة المطعون ضدها قبل إصدارها قرار عزل الطاعن من مهام نائب أراضي‬
‫الجموع التقييد بالمساطر المحددة في الدليل المذكور مرحلة ‪ ،‬وبالتراتبية الواردة‬
‫فيه‪ ،‬وذلك بالقيام بتوجيه إنذار أو توبيخ إلى النائب عند عدم تبرير المخالفة لحمل‬
‫النائب على العدول على تصرفاته وتصيح سيرته‪ ،‬وفي حالة عدم امتثاله يشرع في‬
‫سلوك مسطرة العزل في حقه‪ ،‬كما ليس بالملف ما يثبت أنه رفض االمتثال حتى‬
‫يمكن للمطعون ضده إصدار قرار عزله‪.‬‬
‫وحيث إنه واعتبارا لما ذكر أعاله وأمام عدم تقيد الجهة مصدرة القرار المطعون‬
‫فيه بمقتضيات دليل نائب الجماعة الساللية‪ ،‬يكون القرار المذكور متسما بالتجاوز‬
‫في استعمال السلطة لعيبي السبب ومخالفة القانون على حالته مع اإلبقاء على حق‬
‫اإلدارة في إعادة إصدار قرار جديد في الموضوع على النحو السليم طبقا للقانون»‬

‫تتوىل الوكالة الحرصية يف نطاق اختصاصها ‪.......‬‬


‫اض وإقامة المجموعات السكنية‬
‫‪ -‬إبداء الرأي يف جميع المشاريـ ــع المتعلقة بتقسيم وتجزئة األر ي‬
‫والمبان د اخل اجل أقصاه شهر ابتداء من توجيه تلك المشاري ــع إليها من قبل الجهات المختصة‪،‬‬
‫ي‬
‫ويكون الرأي الذي تبديه يف يف ذلك ملزما‪» ....‬‬
‫دجني ‪ ،1223‬منشور‬
‫ر‬ ‫ظهي رشيف رقم ‪ 1.23.21‬صادر يف ‪ 22‬من ربيع األول ‪ 1414‬الموافق ل ‪11‬‬ ‫ر‬ ‫‪-‬‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4221‬بتاري ــخ ‪ ،1223 /12 /12‬ص ‪1624‬‬
‫‪ 32‬حكم المحكمة اإلدارية بأكادير عدد ‪ 267‬الصادر بتاري ــخ ‪ 22‬مارس ‪ 2121‬يف الملف اإلداري عدد ‪/2677‬‬
‫غي منشور‬‫‪ ،2112 /7111‬ر‬

‫‪22‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬البد من التأكيد على أن تجريد النائب من صفته هاته‪ ،‬ال يحول‬
‫دون متابعته جنائيا بشأن األفعال التي يرتكبها ضدا على مصالح وحقوق الجماعة‬
‫الساللية التي يمثلها والمنصوص عليها في المادتين ‪ 26‬و‪ 27‬من نفس القانون‪.33‬‬

‫أما في حالة تحقق إحدى األسباب أو الحاالت األخرى المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 56‬من القانون رقم ‪ 77.52‬في حق نائب أو نواب الجماعة الساللية‪ ،‬فإن عامل‬
‫العمالة أو اإلقليم يصدر في حق النائب المعني قرار معلال بإنهاء مهامه النيابية‬
‫دونما حاجة إلى استشارة مجلس الوصاية اإلقليمي وذلك من منطلق أن تلك األسباب‬
‫ال صلة لها بالمهام المسندة إلى النائب كما هي مفصلة في المادة ‪ 57‬أعاله‪ ،‬وهو في‬
‫منأى عن سلوك أي مسطرة معينة في حق النائب‪.‬‬

‫وترتيبا على ذلك‪ ،‬فإن إنهاء مهام النائب ألي سبب كان ال يمكن أن يتم بمبادرة‬
‫أعضاء الجماعة الساللية‪ ،‬وإنما يبقى لهم الحق فقط في تبليغ السلطة المحلية عن كل‬
‫إخالل أو مخالفة يرتكبها النائب من شأنها اإلضرار بمصالح الجماعة الساللية التي‬
‫يمثلها‪ ،‬على أن تتولى هذه األخيرة سلوك المسطرة القانونية في حقه‪.‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه‪ ،‬أن اللجوء إلى القضاء اإلداري للطعن في قرار التجريد‬
‫من المهام الصادر في حق نائب الجماعة الساللية‪ ،‬ال يوقف إجراءات اختيار نائب‬
‫جديد محله وف ق نفس المسطرة السابقة الذكر‪ ،‬طالما أن المشرع لم يرتب أي جزاء‬
‫موقف عن الطعن‪ .‬إال أن ما يثير التساؤل هنا هو مادام اللجوء إلى المحكمة للطعن‬
‫في قرار التجريد من المهام ال يوقف إجراءات أو اختيار نائب جديد فما العمل في‬
‫الحالة التي تقضي فيها المحكمة لفائدة النائب الذي تم تجريده من صفته‪ ،‬فهل يتم‬
‫عزل النائب الذي تم تعيينه مكانه بالمقابل أم يبقى قائما بمهام نائب إلى جانبه طيلة‬
‫المدة المتبقية؟‪.34‬‬
‫نعتقد أنه ولتجاوز هذا اإلشكال يستحسن اإلبقاء عليهما معا إلى حين انتهاء مدة‬
‫الوالية‪ ،‬بحيث بهذه الكيفية سيتم رد االعتبار للنائب الذي تمت تبرئته من طرف‬
‫القضاء من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى تقديم المساعدة للنائب الذي تم تعويضه به أو‬
‫النواب اآلخرين في حالة تعددهم ما لم يترتب عن ذلك تجاوز للحد األقصى لعدد‬
‫نواب الجماعة الساللية المسموح به قانونا‪ ،‬ففي هذه الحالة يتعين تدخل عامل االقليم‬
‫‪ 33‬انظر يف نفس السياق القرار الوزاري الصادر بتاري ــخ ‪ 22‬يناير ‪ ،1221‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪416‬‬
‫بتاري ــخ ‪ 22‬جمادى األوىل عام ‪ 1221‬الموافق ل ‪ 8‬رفياير ‪ ،1221‬ص ‪.142‬‬
‫اض الجماعية الساللية ربي الواقع واألفاق‪ ،‬رسالة يف لنيل ديبلوم الماسي يف‬
‫صغيي‪ ،‬األر ي‬
‫ر‬ ‫‪ 34‬محمد العايش‬
‫قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بوجده‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2112-2118‬‬

‫‪26‬‬
‫أو العما لة والمعني واختيار أحد النائبين لتمثيل الجماعة الساللية قياسا على حالة‬
‫تعذر اختباره باالنتخاب أو التوافق‪.‬‬
‫من خالل كل ما سبق يتضح أن ما تضمنته المقتضيات الجديد بشأن مؤسسة نائب‬
‫الجماعة الساللية‪ ،‬وذلك بوضع مسطرة مدققة تحدد طرق تعيينه وأسباب إنهاء مدة‬
‫واليته‪ ،‬واختصاصاته وطريقة عمله في احترام تام لألعراف العادات والتقاليد‬
‫المحلية السائدة‪ ،‬من شأنه ال محالة المساهمة الفعلية في التجسيد الفعلي لمجمل‬
‫التصورات المتعلقة باالستثمار في الرصيد العقاري الجماعي والنهوض بالعالم‬
‫القروي وذلك بتشجيع االستثمار على هذا الرصيد العقاري وجعله يساهم في خلق‬
‫الثروة من جهة‪ ،‬وحماية األمالك الجماعية كموروث وطني من االندثار من جهة‬
‫أخرى ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حاالت إنهاء مهام نائب الجماعات الساللية‬


‫بمجرد انتخابه أو اختياره أو تعيينه يتولى نائب الجماعة الساللية مزاولة مهامه وفق‬
‫المقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل في شأن تدبير أمالك الجماعات‬
‫الساللية‪ ،‬وال يمكن عزل النائب أو تجريده من صفته إال وفق في القوانين وفي‬
‫الحاالت الحصرية الواردة بهذا القانون‪.‬‬
‫وهكذا نصت المادة ‪ 56‬من القانون رقم ‪ 77.52‬بشأن الوصاية اإلدارية على‬
‫الجماعات الساللية وتد بير أمالكها على أنه يتم إنهاء مهام النائب‪ ،‬بقرار معلل لعامل‬
‫العمالة أو اإلقليم المعني في الحاالت التالية‪:‬‬

‫يقوم عامل العمالة أو اإلقليم بتجريد النائب المخالف بقرار معلل بعد استشارة مجلس‬
‫الوصاية اإلقليمي وفق المسطرة التي تم التطرق إليها سابقا‪.‬‬

‫‪-‬الحالة األولى‪ :‬التجريد من صفة نائب‬


‫ويقصد بالتجريد إنهاء مهام النائب من طرف عامل العمالة أو اإلقليم في حالة قيام‬
‫هذا النائب بأفعال مخالفة للقانون وبتصرفات تضر بحسن تدبير شؤون الجماعة التي‬

‫‪27‬‬
‫يمثلها بما في ذلك األفعال المنصوص عليها في المادة ‪ 57‬من القانون رقم ‪77-52‬‬
‫المذكورة أعاله‪.35‬‬

‫‪-‬الحالة الثانية‪ :‬ارتكاب جنحة أو جناية مخلة بالشرف واآلداب العامة‬

‫فبعد صدور الحكم ضد النائب بحكم نهائي بسبب جناية أو جنحة مخلة بالشرف‬
‫واآلداب العامة وحسن السلوك أو األمانة واالستقامة وهنا البد من اإلشارة إلى انه‬
‫يجب التمييز بين األحكام التي تصدر ضده بصفة شخصية وبين األحكام التي يكون‬
‫فيها طرفا بصفته النيابية‪.‬‬

‫‪-‬الحالة الثالثة‪ :‬إصابة النائب بعجز‬


‫اإلصابة بعجز بدني أو عقلي يحول دون قيامه بمهامه‪ ،‬مثبت طبيا‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يتعين على السلطة المحلية أن تطلب من النائب المشكوك في صحته البدنية‬
‫الخضوع لفحص طبي يجرى له في مؤسسة استشفائية عمومية إلثبات ذلك‪.36‬‬

‫فاإلصابة بعجز بدني أو عقلي تجعل النائب غير قادر على القيام بالمهام المسندة إليه‬
‫المتعلقة بتدبير األمالك الجماعية وحماية مصالح الجماعة‪ ،‬وهو األمر الذي قد‬
‫ينعكس سلبا على الجماعة الساللية‪ ،‬لذلك كان من الضروري تدخل السلطة المحلية‬
‫إلثبات هذا العجز حتى يتسنى لها سلك مسطرة إنهاء مهام النائب المعني‪.‬‬

‫وهنا البد من التنبيه إلى أن المشرع لم يشترط الصحة البدنية والعقلية في الشخص‬
‫الذي يتقدم بترشحه لشغل مهمة نائب الجماعة الساللية أو في الشخص الذي يتم‬
‫اقتراحه من طرف السلطة المحلية على عامل العمالة أو اإلقليم من أجل تعيينه‬
‫كنائب عن الجماعة الساللية في الحالة التي يتعذر فيها إجراء عملية االنتخاب أو‬
‫االختيار بالتراضي‪ ،‬لكنه جعل اإلصابة بعجز بدني أو عقلي من حاالت تجريد‬
‫النائب من مهامه النيابية في حالة إصابته بهذا العجز أثناء ممارسة مهامه النيابية‪،‬‬
‫وهذا خطأ أو سهو وقع فيه المشرع ووجب تداركه في المناسبات التشريعية القادمة‪،‬‬
‫ألنه من غير المنطقي أن ال يشترط في الشخص المترشح لشغل مهمة النائب‬
‫ضرورة توافره على القدرة البدنية والعقلية وفي المقابل إذا أصيب النائب بهذا‬
‫العجز يتم تجريده من مهامها‪.‬‬

‫ظهي ‪2112/8/2‬‬ ‫‪35‬‬


‫اض الجماعات الساللية يف المنظومة العقارية المغربية” (وفق ر‬ ‫رافع عبد الوهاب‪“ ،‬أر ي‬
‫ومرسوم ‪ ،)2121/1/2‬م‪،‬س ص ‪42‬‬
‫‪ 36‬دليل نائب الجماعة الساللية‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬مديرية الشؤون القروية‪ ،‬أبريل ‪ ،2121‬ص ‪31‬‬

‫‪28‬‬
‫ويجدر التنبيه هنا إلى أنه يشترط لكيال تتعسف السلطة العامة في استخدام هذا الحق‪،‬‬
‫التأكد من خالل تقرير طبي‪ ،‬أن المرض أو اإلصابة التي اصيب بها نائب الجماعة‬
‫الساللية على درجة من الخطورة أو الجسامة التي تمنعه من القيام بالمهام المسندة‬
‫اليه على الوجه المطلوب‪.‬‬

‫الحالة الرابعة‪:‬انتهاء مدة انتداب نائب الجماعة الساللية‬

‫بعد انتهاء مدة انتداب نائب الجماعة الساللية‪ ،‬فإنه يترتب عن ذلك بالنتيجة انتهاء‬
‫مهامه بقوة القانون‪ ،37‬ويتعين في هذه الحالة على للسلطة المحلية المعنية دعوة‬
‫أعضاء الجماعة الساللية‪ ،‬الختيار من يخلفه‪ ،‬وتنبيه النائب المنتهية واليته إلرجاع‬
‫الختم والبطاقة المسلمة إليه إلى مصالح العمالة‪.38‬‬
‫بالرجوع للمادة ‪ 50‬من قانون القانون رقم ‪ 77.52‬بشأن الوصاية اإلدارية على‬
‫الجماعات الساللية حدد مدة انتداب نائب أو نواب الجماعة الساللية وذلك ضمانا‬
‫لفعالية ونجاعة مؤسسة النائب في أداء المهام المنوطة بها‪ ،‬حدد المشرع مدة معينة‬
‫لممارسة تلك المهام إعماال منه لمبدأ التداول بين أعضاء الجماعة الساللية في تدبير‬
‫شؤون الجماعة الساللية‪.‬‬

‫‪ ‬حالة اختيار عن طريق االنتخاب أو بالتوافق‪:‬‬


‫‪39‬‬
‫حدد المدة في ست (‪ )7‬سنوات قابلة لتجديد مرة واحدة‬

‫‪ ‬حالة تعيين نواب من طرف عامل العمالة أو اإلقليم لتعذر اختياره‪:‬‬


‫فأن مدة انتداب نواب الجماعة الساللية في هذه الحالة تكون محددة في سنة (‪)5‬‬
‫واحدة قابلة للتجديد مرة واحدة‪.40‬‬

‫‪-‬الحالة الخامسة‪ :‬وفاة نائب الجماعة الساللية‬


‫الوفاة واقعة مادية تضع حد للمهام النيابية التي يقوم بها نائب الجماعة الساللية في‬
‫الدفاع عن حقوق ومصالح هذه األخيرة وحماية ممتلكاتها‪ ،‬وهي تثبت بكافة الوسائل‬
‫(التدبي والمنازعات)»‪ ،‬مطلعة النجاح الجديدة ‪ 2116‬ص ‪31‬‬ ‫اض الجماعات الساللية‬ ‫‪37‬‬
‫ر‬ ‫سعيد زياد‪" ،‬أر ي‬
‫القانون الجديد ألمالك الجماعات الساللية" الطبعة الثانية ‪2121‬‬
‫ي‬ ‫الساخ‪ " ،‬النظام‬
‫ي‬ ‫‪ 38‬أحمد بن عبد السالم‬
‫مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط ص ‪122‬‬
‫‪ 39‬المادة ‪ 11‬من قانون ‪62-17‬‬
‫‪ 40‬المادة ‪ 8‬من القانون ‪62-17‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلثبات المعتبرة شرعا‪ ،‬سيما رسم الوفاة المستخرجة من سجالت الحالة المدنية‬
‫التي يتم مسكها من طرف ضباط الحالة المدنية‪.‬‬
‫يتعين على السلطة المحلية في الحالة وفاة نائب الجماعة الساللية‪ ،‬إخبار عامل‬
‫العمالة أو اإلقليم المعني وتقترح سلوك اإلجراءات الالزمة الختيار نائب آخر‬
‫لتعويضه‪ ،‬كما تقوم بنفس اإلجراء في حالة انتهاء مدة انتداب النائب حيث يتعين‬
‫عليها إما اقتراح تجديد مهام النائب لمدة أخرى إذا كانت قابلة للتجديد أو إنهائها مع‬
‫تعليل اقتراحها‪.‬‬

‫وترتيبا على ذلك‪ ،‬فإنه يترتب عن وفاة نائب الجماعة الساللية المثبتة قانونا انتهاء‬
‫مهامه بقوة‪ ،‬القانون ويتعين في هذه الحالة على للسلطة المحلية المعنية دعوة‬
‫أعضاء الجماعة الساللية‪ ،‬الختيار من يخلفه خاصة متى كان النائب المتوفى هو‬
‫ال وحيد الممثل الشرعي للجماعة أو ترتب عن ذلك أن أصبح عدد النواب بعد وفاته‬
‫مخالفا للنصاب المقرر قانونا‪.‬‬

‫‪-‬الحالة السادسة ‪ :‬استقالة نائب الجماعة الساللية‬

‫يمكن لنائب نائب الجماعة الساللية الذي يرغب في االستقالة من مهامه أن يقدم‬
‫طلبا بهذا الشأن إلى السلطة المحلية يتضمن األسباب التي تبرر هذه االستقالة‪ .‬وتقوم‬
‫السلطة المحلية داخل أجل ‪ 2‬أيام من تاريخ التوصل بطلب االستقالة بإحالة هذا‬
‫الطلب‪ ،‬مع إبداء رأيها في الموضوع‪ ،‬على عامل العمالة أو اإلقليم المعني قصد‬
‫اتخاذ القرار المناسب إما بقبول االستقالة أو برفضها‪ ،‬ويتعين إخبار النائب بذلك عن‬
‫طريق السلطة المحلية داخل أجل ‪ 20‬يوما من تاريخ تقديم طلب االستقالة‪ .‬وفي‬
‫حالة تشبث النائب باالستقالة وعدم رغبته في االستمرار في مهامه فإنه يتعين‬
‫اإلعالن عن استقالة النائب واإلعداد لمسطرة اختيار نائب جديد وفق الكيفية‬
‫المنصوص عليها في المرسوم التطبيقي للقانون رقم ‪.62-17‬‬

‫فإذا كان المشرع قد خول لنائب الجماعة الساللية الحق في وضع حد للمهام‬
‫االنتدابية التي يقوم بها في تمثيل الجماعة الساللية والدفاع عن حقوقها وحماية‬
‫ممتلكاتها‪ ،‬فإنه في المقابل وحماية منه لمصالح الجماعات الساللية وتفاديا لما قد‬
‫يترتب عن استقالته المفاجئة من ضياع لحقوقها‪ ،‬أوقف تلك االستقالة على موافقة‬
‫عامل العمالة أو اإلقليم المعني عليها‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ولعل حكمة المشرع من ذلك هو تمكين السلطة العاملية من رقابة جدية ومشروعية‬
‫األسباب المبررة لطلب االستقالة من جهة ومن جهة أخرى الحفاظ على السير‬
‫العادي لشؤون ومصالح الجماعة في انتظار اختيار من يعوض هذا النائب المستقيل‪.‬‬

‫وترتيبا على ذلك فإن نائب الجماعة الساللية الذي تقدم بطلب استقالته الى عامل‬
‫العمالة أو اإلقليم المعني‪ ،‬يبقى ملزما قانونا بأداء كافة المهام المسندة إليه قانونا‪ ،‬إلى‬
‫حين الموافقة على استقالته بالقبول‪ ،‬وفي حالة رفضها‪ ،‬فإنه يبقى مجبرا على أداء‬
‫مهامه إلى حين انتهاء مهامه أو تحقيق إحدى األسباب األخرى الموجبة إلنهاء‬
‫مهامه‪ ،‬اعتبارا لكون االستقالة ال تنتج أثارها القانونية إال بعد قبولها‪.41‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور جماعة النواب في تدبير وحماية أمالك الجماعات الساللية‬

‫إن المهام الموكولة إلى الجماعة النيابية متعددة وكثيرة‪ ،‬بعضها يستمد شرعيته‬
‫من القانون رقم ‪ 77.52‬وظهير ‪ 71‬يوليوز ‪ 5171‬كما وقع تعديله وتتميمه‬
‫بموجب القانون ‪ 76.52‬وأخيرا القانون ‪ 72.52‬المتعلق بالتحديد اإلداري ألراضي‬
‫الجماعات الساللية‪ ،‬والبعض اآلخر من بعض المقتضيات التنظيمية الصادرة عن‬
‫سلطة الوصاية‪ ،‬فيما يبقى جزء مهم يجد مرجعيته في األعراف والعادات السائدة‬
‫محليا‪.‬‬
‫وباستقراء المستجدات التشريعية‪ ،‬يتضح بجالء أن األشخاص الذين يقع‬
‫اختيارهم لتمثيل الجماعات الساللية يضطلعون بعدة مهام واختصاصات‪ ،‬تتنوع بين‬
‫اختصاصات ذات طابع إداري لحاجيات الجماعة الساللية من توزيع لالنتفاع‬
‫بأراضي هذه الجماعة بين أعضائها ذكورا وإناثا ‪،‬وإجراء بعض التصرفات بشأنها‬
‫كالتفويت والكراء ‪،‬وإعداد وتحيين لوائح أعضاء الجماعة ( المطلب األول) ‪،‬‬
‫وأخرى ذات طابع حمائي ‪ ،‬تتجسد أساسا في الفصل في المنازعات بين أفراد‬
‫الجماعة المذكورة حول أحقية ونطاق االنتفاع باألراضي الجماعية ‪ ،‬وتصفية‬
‫الوضعية القانونية لهذه األراضي ( المطلب الثاني) ‪.‬‬

‫القانون الجديد ألمالك الجماعات الساللية" م‪،‬س ص ‪126‬‬


‫ي‬ ‫الساخ‪" ،‬النظام‬
‫ي‬ ‫‪ 41‬أحمد بن عبد السالم‬

‫‪31‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬دور جماعة النواب في إدارة الجماعات الساللية‬
‫يعتبر نائب الجماعة الساللية الممثل القانوني للجماعة التي ينوب عنها‪ ،‬وبهذه‬
‫الصفة يقوم بعدة مهام لها ارتباط وثيق بشؤون الجماعة وبتدبير أمالكها‪ ،‬وبذلك‬
‫يتدخل في جميع المعامالت والتصرفات التي ترد على أمالك الجماعة‬
‫الساللية(الفقرة األولى) ‪ ،‬وفي كل ما يتعلق بالعالقة بين أعضاء الجماعة الساللية‬
‫وعالقة هؤالء بمصالح الوصاية (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬دور جماعة النواب في تدبير التصرفات الواردة على األراضي‬
‫الساللية‬

‫نظرا للغموض الذي كان يطبع اختصاصات نواب الجماعات الساللية نتيجة‬
‫عدم التحديد الدقيق لذلك في ظهير ‪ 5151/6/72‬كما تم تعديله وتتميمه‪ ،‬فإنه تم‬
‫تدارك ذلك بتحديدها في إطار دليل نائب األراضي الجماعية المؤرخ في أبريل‬
‫‪، 7070‬وتنوعت هذه االختصاصات‪ ،‬فمنها ما يتعلق بتوزيع االنتفاع بين أعضاء‬
‫الجماعات الساللية والتمليك (أوال) ‪ ،‬ومنها ما يتعلق بإبرام بعض العقود كالكراء‬
‫والتفويت (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬دور جماعة النواب في توزيع االنتفاع بين أعضاء الجماعات الساللية‬
‫والتمليك‬

‫‪ -1‬توزيع االنتفاع بين أعضاء الجماعات الساللية‬


‫من المهام األساسية الملقاة على عاتق نواب الجماعات الساللية ‪ ،‬توزيع‬
‫االنتفاع بأراضي الجماعات الساللية بين األعضاء المنتمين لها ذكورا وإناثا وفق‬
‫الشروط والكيفيات المحددة في المادة ‪ 57‬من الرسوم التطبيقي واألعراف السائدة‬
‫فيها والتي ال تتعارض مع النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل في‬
‫هذا اإلطار‪.‬‬

‫وهكذا تولت مقتضيات المادة ‪ 57‬من المرسوم التطبيقي تنظيم كيفية توزيع‬
‫االنتفاع بأراضي ا لجماعات الساللية‪ ،‬ذلك أنه في حالة وجود عقار فالحي قابل‬
‫للتوزيع على وجه االنتفاع على عضو واحد أو أكثر من أعضاء الجماعة الساللية‪،‬‬
‫ذكورا وإناثا‪ ،‬تقوم السلطة المحلية بتنسيق مع جماعة النواب المعنية‪ ،‬بتعليق إعالن‬

‫‪32‬‬
‫بمقرها يتضمن المعطيات الضرورية عن هذا العقار‪ ،‬مع تحديد أجل ال يقل عن‬
‫ثالثين يوما لتقديم طلبات االستفادة من االنتفاع لدى السلطة المحلية مقابل وصل‪.‬‬
‫ومن أجل ضمان انتفاع كافة أعضاء الجماعة الساللية‪ ،‬ذكورا وإناثا على قدم‬
‫المساواة من األراضي الجماعية الفالحية‪ ،‬وعدم تركيزها وحصرها في يد فئة‬
‫خاصة من ذوي االمكانات المالية دون غيرها ‪ ،‬فقد اشترط المشرع في الفقرة الثانية‬
‫من المادة ‪ 57‬من المرسوم التطبيقي ألحكام القانون رقم ‪ 77.52‬لتقديم طلب‬
‫االستفادة من االنتفاع باألراض الجماعية موضوع التوزيع مجموعة من الشروط تم‬
‫تعدادها كما يلي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬أال يكون المعني باألمر قد استفاد من قبل من حصة جماعية أو قطعة أرضية‬
‫ملك الدولة طبقا لمقتضيات الظهير الشريف رقم ‪ 5.27.722‬بتاريخ ‪ 77‬من ذي‬
‫القعدة ‪ 71 5217‬دجنبر ‪ 5127‬بمثابة قانون يتعلق بمنح بعض الفالحين أراضي‬
‫فالحية أو قابلة للفالحة من ملك الدولة الخاص‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن يلتزم المعني باألمر بممارسة الفالحة بصفة مستمرة ومباشرة‪.‬‬

‫وعند دراسة الطلبات المودعة من طرف أعضاء الجماعة الساللية لالستفادة من‬
‫العقار الساللي موضوع التوزيع‪ ،‬تقوم جماعة النواب بالبت في الطلبات موضوع‬
‫االنتفاع باتخاذ مقرر بشأن ذلك‪ ،‬واختيار الشخص أو االشخاص الذين تتوفر فيهم‬
‫الشروط الالزمة لالستفادة من االنتفاع من بين أعضاء الجماعة الساللية ذكورا‬
‫كانوا أم وإناثا‪.‬‬
‫تقوم السلطة المحلية داخل أجل سبعة أيام من تاريخ صدور مقررات جماعة النواب‬
‫تبليغ ها إلى المعنيين باألمر بإحدى طرق التبليغ القانونية‪ ،‬المنظمة في إطار‬
‫‪43‬‬
‫الفصول ‪ 22‬و‪ 25‬و‪ 21‬من ق‪ .‬م‪ .‬م‪.‬‬

‫‪42‬وقد أُثير التساؤل أثناء مناقشة مشروع القانون ‪ 62.17‬أمام البرلمان بشأن البند الثاني من الفقرة الثانية الذي ينص على أنه " يلتزم‬
‫المعني باألمر بممارسة الفالحة بصفة مستمرة ومباشرة‪ ".‬عما إذا كان المقصود به عدم إمكانية تفويض هذا الحق لغير أعضاء‬
‫الجماعة الساللية؟ حيث أكد وزير الداخلية على أن مشروع القانون جاء ليواكب العرف السائد حاليا لدى الجماعات الساللية‪ ،‬موضحا‬
‫أن العرف هو أساس تدبير هذه األراضي‪ ،‬وال يمكن القطع معه والخضوع للنصوص التشريعية فقط‪ ،‬وهو يختلف من جماعة ساللية‬
‫إلى أخرى ‪ .‬وهو يؤكد على أن تحديد ضوابط االنتفاع يبقى خاضعا لألعراف المحلية لكل قبيلة‪.‬‬
‫تقرير لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسية المدنية حول مشروع قانون رقم ‪ 62.17‬بشأن الوصاية اإلدارية على‬
‫الجماعات الساللية وتدبير أمالكها دورة أبريل ‪ 2112‬السنة التشريعية الثالثة ‪ 2112-2118‬الوالية التشريعية العاشرة ‪.2121-2116‬‬
‫إن اإلعمال الحرفي للنص‪ ،‬سيترتب عنه ال محال‪ ،‬إقصاء النساء السالليات من االنتفاع تحت مبررا االستغالل المباشر ‪ ،‬سيما إذا‬
‫أخذن بعين االعتبار أن عادات وأعراف وتقاليد بعض المناطق بالعالم القروي تمنع اشتغال النساء في المجال الفالحي‪ ،‬بل ومنها من‬
‫تعتبره أمرا مهينا للنساء ومدموما على خالف الوضع في مناطق أخرى‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة أخرى‪ ،‬قد يتعذر حتى على كبار‬
‫السن من الذكور أعضاء الجماعة الساللية أنفسهم استغالل القطع األرضية المسلمة إليهم من أجل االنتفاع بها بشكل مباشر‪ ،‬لوجود‬
‫مانع موضوعي أو ذاتي كعدم القدرة البدنية على االستغالل المباشر وهو مسوغ معقول إلعمال العرف في هذا السياق وذلك في‬
‫الحدود التي ال تتعارض النصوص القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫يمكن الطعن في هذه المقررات من طرف أعضاء الجماعة الساللية مباشرة‬
‫داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ التبليغ بواسطة طلبات تودع لدى السلطة المحلية‬
‫مقابل وصل‪ ،‬وذلك في حالة رفض طلباتهم أو إسنادها لغيرهم ممن ال تتوفر فيهم‬
‫الشروط القانونية الالزمة لالنتفاع ‪ .‬كما يمكن للسلطة المحلية من جهتها أن تطعن‬
‫في المقررات المذكورة داخل نفس األجل‪ .‬تتم إحالة طلبات الطعن داخل أجل سبعة‬
‫أيام من تاريخ انتهاء أجل الطعن على مجلس الوصاية اإلقليمي قصد البت فيها‬
‫بواسطة مقررات يصدرها داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ التوصل‪ ،‬يتم تبليغ‬
‫مقررات مجلس الوصاية اإلقليمي من طرف السلطة المحلية بإحدى طرق التبليغ‬
‫القانونية إلى الطاعنين المعنيين باألمر داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ‬
‫صدورها‪ ،‬وذلك استنادا إلى مقتضيات المادة ‪ 55‬من المرسوم التطبيقي‪.‬‬
‫وإذا كان المشرع قد حدد مسطرة مدققة لتوزيع االنتفاع بين أعضاء‬
‫الجماعات الساللية متى تعلق األمر بعقار فالحي مملوك لهذه األخيرة‪ ،‬فإنه‬
‫وبالمقابل ترك المجال مفتوحا ً إلعمال األعراف والعادات المحلية لكل جماعة‬
‫ساللية في توزيع االنتفاع بأراضي الجماعة بين أعضائها من أجل السكن شريطة‬
‫موافقة مجلس الوصاية اإلقليمي‪ 44‬على عملية التوزيع وأن تتم هذه العملية في‬
‫مراعاة تامة للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬وخاصة في مجال‬
‫التعمير‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه في حالة وفاة المستفيد من االنتفاع ذكرا كان أم أنثى‬
‫تؤول القطعة األرضية موضوع االنتفاع إلى أبنائه وبناته وزوجه أو زوجته ‪.‬‬

‫وإذا لم يخلف المستفيد من االنتفاع أحدا من األشخاص المذكورين تسترجع الجماعة‬


‫الساللية القطعة أو القطع المعنية‪ ،‬قصد توزيعها من جديد على وجه االنتفاع أو‬
‫االحتفاظ بها لتعبئتها لالستثمار‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن المشرع قد حسم الجدل الذي ظل قائما لمدة طويلة حول‬
‫أحقية النساء في االستفادة من متروك والدهم أو والدتهم المتوفاة وكذا األزواج أو‬

‫‪43‬تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 17‬من المرسوم التطبيقي على أنه تقوم السلطة المحلية داخل أجل سبعة أيام من تاريخ صدور‬
‫مقررات جماعة النواب بتبليغها إلى المعنيين باألمر بإحدى طرق التبليغ القانونية‪.‬‬
‫نظم المشرع المغربي القواعد العامة للتبليغ في الفصول ‪ 37‬و ‪ 38‬و ‪ 32‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬وإذا تعلق األمر بالتبليغ إلى‬
‫القيم‪ ،‬فإن ذلك يتم في إطار مقتضيات الفصل ‪ 441‬من نفس القانون‪ ،‬مع العلم أن هناك مقتضيات خاصة أخرى إما داخل قانون‬
‫المسطرة المدنية نفسه من قبيل الحالة المنصوص عليها في الفصل ‪ 21‬أو في نصوص ‪ .‬خاصة وهي متعددة‪.‬‬
‫‪44‬تنص الفقرة األخيرة من المادة ‪ 33‬من من المرسوم التطبيقي على ما يلي‪ :‬الموافقة على استعمال عقار تابع للجماعة الساللية من‬
‫طرف أحد أعضاء هذه الجماعة لبناء سكن شخصي‪ ،‬مع مراعاة النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الزوجات األجانب عن الجماعة طالما توفرت فيهم شرط اإلقامة الفعلية بالجماعة‬
‫الساللية‪.‬‬
‫عالوة على ذلك فإن حق االنتفاع المخول ألعضاء الجماعة الساللية في االنتفاع‬
‫بأراضي هذه األخيرة واستغاللها بشكل مباشر ومستمر‪ ،‬يختلف عن حق االنتفاع‬
‫المنظم في إطار المادة ‪ 21‬وما يليها م ح‪ .‬ع في عدة فروض تتجلى فيما يلي ‪:‬‬

‫إن حق االنتفاع باعتباره حقا عينيا يخول للمنتفع استعمال عقار على ملك‬
‫الغير واستغالله وينقضي لزوما بموت المنتفع ‪ ،‬استنادا لمقتضيات الفصل ‪ 21‬من‬
‫م‪ .‬ح‪ .‬ع‪ ،‬فهو يجيز للمنتفع الحق في المطالبة بتأسيس رسم عقاري له عمال بأحكام‬
‫الفصل العاشر من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،45‬على خالف حق االنتفاع في نظام‬
‫أراضي الجماعات الساللية الذي ال يعتبر حقا عينيا بالمفهوم الواسع وإنما يشكل من‬
‫حيث طبيعته القانونية الصحيحة حق منفعة " يسقط بصفة نهائية بأسباب متعددة‬
‫منها‪ ،‬حالة وفاة المستفيد من االنتفاع وعدم وجود من يخلفه من الورثة المحددين‬
‫حصرا‪ ،‬أو بصورة مؤقتة وبصدور مقرر من جماعة النواب بحرمان عضو‬
‫الجماعة الساللية من االنتفاع‪ ،‬أو فقدان عضو الجماعة الساللية ألحد معايير‬
‫االنتفاع المنصوص عليها في المادة األولى من المرسوم التطبيقي‪ ،‬كما أن حق‬
‫االنتفاع هذا ال يخول للمنتفع إمكانية المطالبة بتأسيس رسم عقاري له‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك فإن حق االنتفاع المقرر في إطار م‪ .‬ح‪ .‬ع‪ ،‬ينقضي بموت المنتفع‪،‬‬
‫أو انصرام المدة المحددة له‪ ،‬وال ينتقل عن طريق اإلرث‪ ،‬خالفا لحق االنتفاع في‬
‫ظل نظام أراضي الجماعات الساللية‪ ،‬فهو يكتسي صبغة الدوام متى تحققت‬
‫موجبات ذلك‪ ،‬إذ أنه وفي حالة وفاة المستفيد من حق االنتفاع فإن حصته تنتقل إلى‬
‫زوجته أو زوجه وأوالده الذكور واالناث‪.‬‬
‫وما يجب اإلشارة إليه هنا أن المشرع حسم الجدل كذلك‪ ،‬ولو بشكل غير مباشر‬
‫بشأن تحديده لطبيعة حق االنتفاع المقرر لفائدة أعضاء الجماعة الساللية من زاوية‬
‫قواعد اإلرث وذلك باعتباره حقا ارثيا ذو طبيعة خاصة‪ ،‬ال يخضع للقواعد العامة‬

‫‪45‬ينص الفصل ‪ 11‬من القانون ‪ 14.17‬على أنه ‪:‬‬


‫"ال يجوز تقديم مطلب التحفيظ إال ممن يأتي ذكرهم‪:‬‬
‫‪ -1‬المالك؛‬
‫‪ -2‬الشريك في الملك مع االحتفاظ بحق الشفعة لشركائه‪ ،‬وذلك عندما تتوفر فيهم الشروط الالزمة لألخذ بها؛‬
‫‪ -3‬المتمتع بأحد الحقوق العينية اآلتية‪ :‬حق االنتفاع‪ ،‬حق السطحية‪ ،‬الكراء الطويل األمد‪ ،‬الزينة‪ ،‬الهواء والتعلية‪ ،‬والحبس؛‬
‫‪ -4‬المتمتع بارتفاقات عقارية بعد موافقة صاحب الملك‪.‬‬
‫والكل مع مراعاة المقتضيات المتعلقة بالتحفيظ اإلجباري‪" .‬‬

‫‪32‬‬
‫ال مقررة في ميدان االرث‪ ،‬من منطلق أن االحتكام إلى هذه القواعد سيترتب عنه‬
‫ضياع الحق المكتسب للنساء السالليات في المساواة وتوسيع دائرة المنتفعين منه‪.‬‬
‫ومنه‪ ،‬يمكن القول إن حق االنتفاع في ظل نظام أراضي الجماعات الساللية‪،‬‬
‫يكتسي حصانة خاصة‪ ،‬بحيث ال يمكن تفويته من طرف المنتفع وال يمكن الحجز‬
‫عليه أو اكتسابه بالتقادم من طرف األغيار‪ .‬بل إن المشرع اعتبر بموجب ذات‬
‫القانون رقم ‪ 77.52‬التنازل عن حق االنتفاع بعقار الجماعة الساللية بأي شكل من‬
‫أشكال التنازل خالفا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل جريمة يعاقب عليها‬
‫بعقوبات سالبة للحرية وغرامات مالية‪.‬‬

‫ومن أجل ضمان شفافية عمل نائب الجماعة الساللية‪ ،‬أجاز المشرع لسلطة‬
‫الوصاية بمبادرة منها أو بناء على طلب من عامل العمالة أو اإلقليم‪ ،‬القيام بافتحاص‬
‫عمل جماعات النواب أو القيام بمراقبة أعمالها في قضايا محددة‪46 ،‬من قبيل معايير‬
‫توزيع االنتفاع أو إجراء البحوث الميدانية للتأكد من طبيعة العقارات التي تكون‬
‫موضوع طلبات شواهد إدارية بنفي الصبغة الجماعية‪.‬‬

‫‪- 2‬دور جماعة النواب في تمليك األراضي الساللية‬


‫لقد حددت المادة ‪ 70‬وما يليها من المرسوم التطبيقي رقم ‪ 7.51.122‬مسطرة‬
‫تمليك األراضي الفالحية المملوكة للجماعات الساللية لفائدة أعضائها‪ ،‬وتتولى‬
‫اللجنة دراسة طلبات التمليك التي يتقدم بها أعضاء الجماعات الساللية وحصر‬
‫الملفات المقبولة وهوية األشخاص المؤهلين للتملك‪ ،‬ويتيعن لزوما ان تضم هذه‬
‫اللجنة من بين أعضائها نائب أو نواب الجماعة الساللية المعنية‪.‬‬
‫وإضافة إلى ذلك‪ ،‬يتولى نائب أو نواب الجماعة الساللية إلى جانب باقي أعضاء‬
‫اللجنة اإلقليمية المعنية بعملية التمليك‪ ،‬معاينة مدى إنجاز عضو الجماعة الساللية‬
‫المستفيد من التمليك للمشروع الفالحي الذي التزم به‪ ،‬واقتراح منحه شهادة رفع اليد‬
‫في حالة إنجاز المشروع‪ ،‬أو تطبيق الجزاءات القانونية وفسخ عقد التمليك في حالة‬
‫‪47‬‬
‫عدم انجاز المشروع أو إتمامه‬

‫‪46‬المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪.62.17‬‬


‫‪47‬تنص المادة ‪ 24‬من المرسوم التطبيقي ‪ 2.12.273‬بتطبيق أحكام القانون ‪ 62.17‬على أنه" تتولى سلطة الوصاية إبرام عقود‬
‫التمليك مع المستفيدين‪.‬‬
‫تودع العقود المذكورة‪ ،‬مرفقة بدفاتر التحمالت وبالملفات التقنية بالمحافظة على األمالك العقارية قصد تقييدها بالسجالت العقارية‬
‫يتولى المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬بناء على الملف المقدم إليه تأسيس رسم عقاري في اسم المستفيد من التمليك‪ ،‬مع تضمينه‬
‫الشروط الواردة في دفتر التحمالت‪.‬‬
‫يتحمل المستفيدون من التمليك جميع مصاريف تحرير العقد وتسجيله وتقييده بالمحافظة العقارية‪".‬‬

‫‪36‬‬
‫ثانيا‪ :‬دور جماعة النواب في كراء تفويت أمالك الجماعات الساللية‬

‫‪-1‬إبرام عقود الكراء‬

‫يضطلع نواب الجماعة الساللية بأدوار هامة في مجال تثمين أمالك الجماعات‬
‫ال ساللية وذلك‪ ،‬حينما يتعلق األمر بالمعامالت العقارية‪ ،‬التي تكون تلك األمالك‬
‫محور لها وخاصة ما يتعلق منها بالتفويتات واألكرية والمبادالت والشراكات وكذا‬
‫المشاريع الفالحية واالقتصادية‪.‬‬
‫وبالتالي فإن النائب مدعو أكثر من أي وقت مضى إلى التعامل بشكل ايجابي‬
‫مع ملفات االستثمار ودراستها بكل تجرد وحياد على أساس تحقيق التنمية للجماعة‪،‬‬
‫واالبتعاد عن كل ما من شأنه أن يمس بالنزاهة والشفافية في التعامل مع هذه‬
‫الملفات‪.‬‬

‫ولذلك‪ ،‬يعتبر نائب الجماعة الساللية عضوا في اللجنة اإلقليمية‪ ،‬المشرفة على‬
‫عمليات كراء العقارات المملوكة للجماعات الساللية‪ ،‬متى تعلق األمر بعقود األكرية‬
‫المبرمة عن طريق طلبات العروض على أساس دفتر تحمالت تضعه سلطة‬
‫الوصاية‪.‬‬

‫كما يشارك في فحص وتقييم العروض التي يتقدم بها المتزايدون الراغبون في‬
‫كراء تلك األمالك ‪ ،‬من أجل إنجاز مشاريع االستثمار‪ ،‬وتوقيع المحضر المنجز‬
‫لهذه الغاية إلى جانب باقي أعضاء اللجنة‪ ،‬كما يقوم بتتبع إنجاز مشاريع االستثمار‬
‫من طرف المكترين عن طريق طلبات العروض أو بالمراضاة‪ ،‬وذلك للتحقق من‬
‫تنفيذ المكتري للشروط المضمنة في العقد ودفتر التحمالت‪ ،‬وخاصة اآلجال المحددة‬
‫لإلنجاز التام للمشروع‪ ،‬واقتراح منح المكتري شهادة رفع اليد وإرجاعه الضمانة‬
‫البنكية المتعلقة بإنجاز المشروع متى تبت إنجازه‪ 48‬أو اقتراح تطبيق الجزاءات‬
‫القانونية في حقه في حالة العكس‪.‬‬

‫ولضمان إبرام عقود الكراء بالشفافية التامة‪ ،‬يشارك نائب أو نواب الجماعة الساللية‬
‫في تحديد مدة الكراء والوجيبة الكرائية المناسبة‪ ،‬ونسبة الزيادة فيها وآجال‬
‫مراجعتها دوريا متى تعلق األمر بعقود كراء أمالك الجماعات الساللية التي يتم‬
‫إبرامها بالمراضاة على أساس دفتر تحمالت من أجل إنجاز مشاريع االستثمار‪.‬‬

‫‪48‬المادة ‪ 32‬من المرسوم التطبيقي رقم ‪ 2.12.273‬بتطبيق أحكام القانون رقم ‪62.17‬‬

‫‪37‬‬
‫وفيما يتعلق بالمشاريع المنجزة فوق أمالك الجماعات الساللية قبل دخول‬
‫المرسوم التطبيقي حيز التطبيق‪ ،‬أجازت المادة ‪ 20‬من المرسوم التطبيقي تطبيق‬
‫أحكام القانون ‪ 77.52‬بصفة استثنائية‪ ،‬متى تبين نجاعة وفعالية ومردودية‬
‫المشروع المنجز من طرف الغير‪ ،‬وتسوية وضعية القطع األرضية المملوكة‬
‫للجماعات الساللية والمقامة عليها مشاريع منجزة قبل تاريخ نشر المرسوم التطبيقي‬
‫‪49‬‬
‫حيز التنفيذ‪ ،‬وذلك عن طريق كرائها بالمراضاة‪.‬‬

‫‪- 2‬تفويت عقارات الجماعات الساللية‬

‫لقد وسع المشرع من دائرة المستفيدين من عملية تفويت العقارات المملوكة‬


‫للجماعات الساللية‪ ،‬وخاصة تلك المشمولة بوثائق التعمير أو العقارات الواقعة داخل‬
‫المجاالت الحضرية وشبه الحضرية‪ ،‬فبعدما كانت هذه اإلمكانية في ظل ظهير ‪72‬‬
‫أبريل ‪ 5151‬محصورة في الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية‬
‫والجماعات الساللية‪ ،‬جاء القانون رقم ‪ 77.52‬لينص في المادتين ‪ 70‬و‪ 75‬على‬
‫إمكانية تفويت هذه العقارات إلى الفاعلين االقتصاديين الخواص إلى جانب الفاعلين‬
‫العموميين‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬فإن عمليات تفويت أراضي الجماعات الساللية من أجل االستثمار‪،50‬‬


‫ال تتم إال بموافقة ومشاركة نواب الجماعة الساللية المالكة وذلك من خالل دراسة‬
‫وفحص طلبات العروض التي يتقدم بها المستثمرين العموميين أو الخواص وفتح‬
‫األظرفة وتقييمها على أساس دفتر تحمالت وتوقيع محضر الموافقة على التفويت‪.‬‬
‫وتتولى اللجنة اإلقليمية بعضوية نائب الجماعة الساللية‪ ،‬تتبع إنجاز مشاريع‬
‫االستثمار وتنفيذ الشروط الواردة في عقد ودفتر التحمالت من طرف المستثمرين‪،‬‬
‫ومتى الحظت هذه األخيرة من خالل معاينتها للعقار المعني إنجاز المقتني لكامل‬
‫المشروع الملتزم به‪ ،‬تقترح منحه شهادة رفع اليد وإرجاعه الضمانة البنكية‪ ،‬أو‬

‫‪49‬تنص الفقرة األخيرة المادة ‪ 31‬من المرسوم التطبيقي رقم ‪ 2.12.273‬بتطبيق أحكام القانون رقم ‪ 62.17‬على أنه‪ :‬يمكن‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬تسوية وضعية القطع األرضية المقامة عليها مشاريع منجزة قبل تاريخ نشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية‪ ،‬عن طريق‬
‫كرائها بالمراضاة‪.‬‬
‫‪50‬لقد وسع المشرع دائرة المستفيدين من عملية تفويت العقارات المملوكة للجماعات الساللية وخاصة تلك المشمولة بوثائق التعمير أو‬
‫العقارات الواقعة داخل المجاالت الحضرية والشبه الحضرية‪ ،‬فبعدما كانت هذه اإلمكانية في ظل ظهير ‪ 27‬أبريل ‪ 1212‬محصورة‬
‫في الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية والجماعات الساللية‪ ،‬جاء القانون رقم ‪ 62.17‬لينص في المادتين ‪ 21‬و‪ 21‬على‬
‫إمكانية تفويت هذه العقارات إلى الفاعلين االقتصاديين الخواص إلى جانب الفاعلين العموميين‪.‬‬

‫وقد تناول المرسوم رقم ‪ 2.12.273‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬يناير ‪ 2121‬المتعلق بتطبيق القانون رقم ‪ 2.17‬المشار إليه‪ ،‬كيفية تطبيق‬
‫المادتين ‪ 21‬و‪ 21‬من القانون رقم ‪ ،62.17‬وذلك من خالل التطرق بالتفصيل الى المسطرة الواجب تطبيقها المواد من ‪ 33‬إلى (‪)43‬‬

‫‪38‬‬
‫تطبيق الجزاءات القانونية‪ ،‬بسلوك مسطرة فسخ عقد التفويت في حقه مع استخالص‬
‫‪51‬‬
‫مبلغ الضمانة البنكية‪ ،‬في حالة عدم وفائه بالتزامه‬
‫إضافة إلى ذلك فقد أجاز المشرع تفويت عقارات الجماعات الساللية كذلك‬
‫بالمراضاة‪ ،‬على أساس دفتر تحمالت من أجل إنجاز مشاريع االستثمار في الميدان‬
‫الصناعي أو التجاري أو السياحي أو السكني أو الصحي أو التربوي أو الخدماتي‬
‫لفائدة الفاعلين العموميين أو الخواص‪ ،‬إلى جانب إمكانية إجراء المبادالت العقارية‬
‫‪52‬‬
‫وإبرام اتفاقيات الشراكة بشأن هذه األمالك ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬دور جماعة النواب في إعداد وتحيين الئحة أعضاء الجماعة‬
‫الساللية ‪ ،‬وتنفيذ المقررات الصادرة شأنها‬
‫يعتبر نائب الجماعة الساللية طبقا لما ينص عليه القانون رقم ‪ 77.52‬بشأن‬
‫الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير أمالكها‪ ،‬ومرسومه التطبيقي‪ ،‬من‬
‫أهم المتدخلين والمرتكزات التي ينبني عليها نظام تدبير وتسيير أمالك الجماعات‬
‫الساللية‪ ،‬والى جانب االختصاصات السالفة الدكر‪ ،‬فهو يتولى إعداد وتحيين لوائح‬
‫أعضاء الجماعة الساللية (أوال)‪ ،‬وتنفيذ مقررات الهيئات اإلدارية المتعلقة بها‬
‫(ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬دور جماعة النواب في إعداد وتحيين الئحة أعضاء الجماعة الساللية‬
‫من المهام الرئيسية الملقاة على عاتق نواب الجماعة الساللية إعداد وحصر‬
‫الئحة أعضاء الجماعة التي يمثلونها‪ ،‬ذكورا وإناثا وذلك وفق المسطرة المحددة في‬
‫هذا الشأن ووفق الشروط المنصوص عليها في المرسوم التطبيقي‪ ،‬ونظرا ألهمية‬
‫إعداد أو تحيين الئحة أعضاء الجماعة الساللية على اعتبار أن هذه الالئحة تعتبر‬
‫المدخل األساسي الكتساب صفة العضوية بالجماعة‪ ،‬فإنه من الضروري جرد جميع‬
‫مراحل مسطرة اإلعداد أو التحيين التي يجب التقيد بها في هذا الشأن‪.‬‬

‫‪-1‬كيفية إعداد أو تحيين الئحة أعضاء الجماعة الساللية‪:‬‬

‫استنادا إلى المادة األولى من المرسوم التطبيقي‪ ،‬فإنه يتم إعداد وتحيين لوائح‬
‫أعضاء الجماعات الساللية‪ ،‬ذكورا وإناثا‪ ،‬داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ الدعوة‬
‫التي يوجهها كتابيا عامل العمالة أو اإلقليم المعني إلى جماعات النواب‪ ،‬تحت‬

‫‪51‬المادة ‪ 34‬من المرسوم التطبيقي رقم ‪ 2.12.273‬بتطبيق أحكام القانون رقم ‪.62.17‬‬
‫‪ 52‬المادة ‪ 32‬من المرسوم التطبيقي رقم ‪ 2.12.273‬بتطبيق أحكام القانون رقم ‪.62.17‬‬

‫‪32‬‬
‫إشراف السلطة المحلية‪ ،‬كما حددت ذات المادة المعايير الموحدة الواجب التوفر‬
‫عليها الكتساب صفة عضو في الجماعة الساللية‪ ،‬والمتمثلة في االنتساب للجماعة‬
‫الساللية المعنية‪ ،‬بلوغ سن الرشد القانونية‪ ،‬واإلقامة بالجماعة الساللية‪.‬‬

‫أما إذا تعذر لسبب من األسباب إعداد أو تحيين الالئحة المعنية داخل األجل المحدد‬
‫أي ثالثة أشهر (‪ ) 2‬أشهر‪ ،‬جاز تمديد هذا األجل بصفة استثنائية لمدة شهر واحد‪،‬‬
‫بقرار لعامل العمالة أو اإلقليم المعني بناء على تقرير مفصل يتم إعداده من طرف‬
‫السلطة المحلية ذات الصلة يبين األسباب التي حالت دون إعداد أو تعيين الالئحة‬
‫داخل األجل‪.‬‬

‫غير أن اللوائح التي سبق إعدادها والمصادقة عليها تبقى سارية المفعول‪.‬‬
‫ويتم تحيين الالئحة المشار إليها كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬وفي جميع األحوال‬
‫كل خمس سنوات‪.53‬‬

‫هذا وطبقا لمقتضيات المادة األولى من المرسوم التطبيقي‪ ،‬ويقوم السادة الوالة‬
‫وعمال العماالت واألقاليم بتوجيه مراسالت تحت إشراف السلطات المحلية المعنية‪،‬‬
‫إلى جماعات النواب التي تمثل الجماعات الساللية الكائنة على صعيد كل إقليم من‬
‫أجل الشروع في إعداد أو تحيين لوائح أعضاء هذه الجماعات‪ ،‬وذلك داخل أجل‬
‫ثالثة أشهر من تاريخ التوصل بمراسلة السادة الوالة والعمال‪.‬‬
‫وتستثنى من هذه العملية الجماعات الساللية المتوفرة على لوائح سبقت‬
‫المصادقة عليها أو التي هي في طور المصادقة عليها من طرف مجلس الوصاية‪،‬‬
‫شريطة ان تكون هذه اللوائح قد احترمت‪ ،‬أثناء إعدادها كل المعايير والمراحل‬
‫واإلجراءات الضرورية‪.‬‬

‫وفي حالة ما إذا تعذر إعداد اللوائح المعنية داخل األجل المحدد قانونا أي ‪ 2‬أشهر‬
‫من تاريخ التوصل برسالة السادة الوالة والعمال‪ ،‬جاز للسلطة المحلية ذات الصلة‬

‫‪53‬واعتبارا ألهمية هذا الموضوع فقد أفردت له مصالح وزارة الداخلية مديرية الشؤون القروية‬
‫دورية خاصة ومفصلة هي الدورية الوزارية رقم ‪ 2716‬بتاريخ ‪ 26‬فبراير ‪ 2121‬التي نسخت‬
‫وعوضت الدورية رقم ‪ 21‬بتاريخ ‪ 14‬مايو ‪ ،2117‬وقد تناولت هذه الدورية الوزارية الجديدة‬
‫وبالتفصيل كل الجوانب المتعلقة بإعداد أو تحيين لوائح أعضاء الجماعات الساللية‪ ،‬وبالتالي‬
‫يرجى الرجوع اليها كلما دعت إلى الضرورة ذلك‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫تقديم طلب معلل لعامل العمالة أو اإلقليم لطلب تمديد هذا األجل لمدة شهر إضافي‬
‫واحد‪ ،‬طبقا للمادة األولى من المرسوم المذكور آنفا‪.‬‬
‫وانسجاما مع هذه األحكام‪ ،‬فانه ال يجوز تحت أية ذريعة‪ ،‬تجاوز اآلجال المحددة‬
‫قانونا إلعداد لوائح أعضاء الجماعات الساللية أو تحيينها‪.‬‬

‫وبعد االنتهاء من إعداد الالئحة المشار إليها‪ ،‬تقوم جماعة النواب بإحالتها‪،‬‬
‫داخل أجل ثمانية أيام الموالية النتهاء األجل المحدد إلعدادها إلى السلطة المحلية‬
‫المعنية‪ ،‬وفور توصلها بالالئحة تتولى السلطة المحلية إشهار هذه الالئحة عن طريق‬
‫تعليقها بمقرها لمدة شهرين موازاة مع اإلعالن عن هذا التعليق بكافة الطرق‬
‫المناسبة كاإلخبار والمناداة في األسواق‪ ،‬كما تقوم بإعداد شهادة تشهد بوقوع هذا‬
‫اإلشهار‪.‬‬

‫‪-2‬الطعن في الئحة أعضاء الجماعة الساللية‪:‬‬

‫استنادا إلى مقتضيات المرسوم والدورية المشار إليهما أعاله فإن لوائح‬
‫أعضاء الجماعات الساللية تقبل الطعن كمرحلة أولى أمام جماعة النواب التي قامت‬
‫بإعدادها‪ ،‬ثم أمام مجلس الوصاية اإلقليمي كمرحلة ثانية‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬وخالل أجل شهرين المنصوص عليه في الفقرة األخيرة من المادة الثانية من‬
‫المرسوم التطبيقي ‪ ،‬يمكن لكل ذي مصلحة تقديم طعن في الالئحة التي تعنيه إما‬
‫بسبب إغفال إدراج اسمه أو بسبب إدراج أسماء أشخاص ال يتوفرون على صفة‬
‫عضو في الجماعة الساللية أو ألي سبب وجيه آخر‪ ،‬ويقدم هذا الطعن أمام السلطة‬
‫المحلية‪.‬‬

‫وإذا انصرم األجل المذكور دون تسجيل أي طعن تقوم السلطة المحلية بإعداد شهادة‬
‫عدم الطعن وفق النموذج المعد من طرف سلطة الوصاية لهذا الغرض‪.‬‬

‫أما إذا تم تقديم أي طعن فإنه يودع كتابيا ومقابل وصل مختوم ومؤرخ لدى السلطة‬
‫المحلية المعنية‪ ،‬مع ضرورة إرفاقه بكافة الوثائق التي يستند عليها الطاعن تبريرا‬
‫لطعنه‪.‬‬
‫وتقوم السلطة المحلية داخل أجل سبعة أيام من تاريخ انتهاء أجل تقديم الطعون‬
‫بإحالة هذه الطعون إلى جماعة النواب المعنية قصد البت فيها بواسطة مقررات‬
‫فردية معللة داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ التوصل‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫وبعد البت في الطعون‪ ،‬تقوم جماعة النواب بإحالة المقررات الصادرة عنها‪ ،‬سواء‬
‫بقبول الطعن أو برفضه‪ ،‬داخل أجل سبعة أيام من تاريخ إصدارها إلى السلطة‬
‫المحلية‪ .‬كما تقوم جماعة النواب بتحيين الئحة أعضاء الجماعة الساللية حسب نتائج‬
‫الطعون المقدمة لديها وتوجيهها بدورها إلى السلطة المحلية‪.‬‬
‫ومن جهتها تتولى السلطة المحلية تبليغ مقررات جماعة النواب إلى المعنيين باألمر‬
‫(أي الطاعنين) بإحدى طرق التبليغ القانونية‪ ،‬وذلك داخل أجل سبعة أيام من تاريخ‬
‫توصلها بها‪.‬‬

‫هذا وتنص المادة ‪ 6‬من المرسوم المشار إليه أعاله على ما يلي‪ ":‬يمكن‬
‫للمعنيين باألمر الطعن أمام مجلس الوصاية اإلقليمي في مقررات جماعة النواب‪،‬‬
‫وذلك داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ توصلهم بها‪.‬‬

‫يقدم الطعن عن طريق السلطة المحلية المعنية مقابل وصل‪".‬‬

‫ويقصد بالمعنيين باألمر حسب ما ورد في المادة المذكورة أعاله األشخاص‬


‫الذين سبق لهم الطعن في الالئحة المعدة من طرف جماعة النواب وفق المسطرة‬
‫المحددة وتم رفض طلباتهم‪ ،‬أما األشخاص الذين لم يسبق لهم الطعن في الالئحة‬
‫أمام جماعة النواب فإنه ال يمكن قبول طعنهم أمام مجلس الوصاية اإلقليمي‪.‬‬

‫ويجب أن يودع الطعن مع الوثائق المرفقة به كتابيا لدى السلطة المحلية‬


‫المعنية‪ ،‬مقابل وصل مختوم ومؤرخ‪ ،‬وإذا لم يقدم أي طعن داخل األجل المحدد فإن‬
‫السلطة المحلية تقوم بإعداد شهادة عدم الطعن في مقررات جماعة النواب وتحيل‬
‫الملف المتضمن لالئحة أعضاء الجماعة الساللية على مجلس الوصاية اإلقليمي‬
‫للبت فيه داخل أجل أقصاه خمسة عشر يوما من تاريخ انصرام أجل الطعن المشار‬
‫إليه أعاله والمحدد في خمسة عشر يوما‪.‬‬

‫وبمجرد توصله بالملف المحال عليه‪ ،‬يقوم مجلس الوصاية اإلقليمي بدراسته‬
‫والتأكد من التطبيق السليم لمسطرة إعداد لوائح أعضاء الجماعات الساللية أو‬
‫تحيينها‪ ،‬وإذا الحظ المجلس وجود خلل في تطبيق هذه المسطرة يعيد الملف إلى‬
‫السلطة المحلية المعنية قصد إصالحه أو إعادة مسطرة إعداد الالئحة‪.‬‬
‫أما إذا تبين للمجلس بأن مسطرة وضع الالئحة أو تحيينها كانت سليمة إال أنه‬
‫تم تقديم طعون ضد مقررات جماعة النواب فإن مجلس الوصاية اإلقليمي يقوم‬

‫‪42‬‬
‫بدراسة هذه الطعون‪ ،‬والبت فيها وتحيين الالئحة النهائية حسب نتائج دراسته‬
‫للطعن‪.‬‬

‫‪- 3‬المصادقة على الئحة أعضاء الجماعات الساللية‪:‬‬

‫بعد البت في الطعون المقدمة ضد مقررات جماعة النواب أو في حالة عدم‬


‫وجود هذه المطعون‪ ،‬وبعد تحيين الالئحة‪ ،‬يقوم مجلس الوصاية اإلقليمي بالمصادقة‬
‫عليها بموجب مقرر يتخذه في الموضوع‪.‬‬
‫وبعد المصادقة على الالئحة يقوم عامل العمالة أو اإلقليم المعني بتبليغ المقرر‬
‫الصادر عن مجلس الوصاية اإلقليمي مرفقا بالالئحة المصادق عليها إلى جماعة‬
‫النواب المعنية‪ ،‬تحت إشراف السلطة المحلية‪ ،‬التي تحتفظ بنسخة من المقرر‬
‫والالئحة وتحرص على أن يتم العمل بهذه الالئحة كمرجع وحيد بالنسبة ألعضاء‬
‫الجماعة الساللية المعنية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬دور جماعة النواب في تنفيذ مقررات الهيئات اإلدارية المكلفة التدبير‬
‫استنادا الى مقتضيات المادة ‪ 55‬من القانون رقم‪ 77.52 ،‬فإن جماعة النواب‬
‫تختص بتنفيذ المقررات الصادرة عنها أو المقررات الصادرة عن مجلس الوصاية‬
‫المركزي أو المقررات الصادرة عن مجلس الوصاية اإلقليمي‪ ،‬كل في نطاق‬
‫اختصاصه النوعي المنصوص عليه في المادتين ‪ 27‬و‪ 22‬من نفس القانون‪ ،‬وذلك‬
‫داخل أجل ‪ 2‬أيام من انتهاء أجل الطعن مع تحرير محضر في الموضوع وفق‬
‫نموذج معد من طرف سلطة الوصاية لهذه الغاية‪.54‬‬

‫وتعتبر القرارات اآلنفة الذكر قابلة للتنفيذ بمجرد صدورها وتبليغها بصفة‬
‫رسمية الى األطراف المعنية‪ ،‬وال يمكن إيقاف تنفيذها اال بواسطة حكم استعجالي‬
‫يقضي بإيقاف التنفيذ صادر عن المحكمة المختصة بناءا على طلب أحد األطراف‬
‫(إذا تعلق األمر بتنفيذ مقررات قضائية)‪.‬‬

‫ومن أجل تسهيل هذه المهمة فإن جماعة النواب في حاجة إلى دعم ومساعدة‬
‫السلطة المحلية‪ ، 55‬وبالتالي يتعين على هذه السلطة تتبع جميع عمليات التنفيذ‬

‫‪54‬الدورية رقم ‪ " 4282‬حول تدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات الساللية" ‪ ،‬بتاريخ ‪ 14‬مارس ‪ ،2121‬وزارة الداخلية‪،‬‬
‫الكتابة العامة‪ ،‬مديرية الشؤون القروية غير منشورة‬
‫‪55‬ونفس السياق ورد في الفقرة األولى من المادة ‪ 12‬من المرسوم التطبيقي رقم ‪ 2.12.273‬بتطبيق أحكام القانون رقم ‪، 62.17‬على‬
‫أنه‪:‬‬
‫"تقوم السلطة المحلية بتنسيق مع مصالح العمالة أو اإلقليم بدعم ومواكبة جماعات النواب‪ ،‬عن طريق التأطير التكوين‪ ،‬ومساعدتها‪،‬‬
‫في حدود اإلمكانيات المتاحة‪ ،‬على القيام بمهامها‪ ،‬كما تقوم بتتبع وتقييم عمل النواب في كافة مجاالت تدخلهم‪".‬‬

‫‪43‬‬
‫الموكولة إلى جماعات النواب ومدها بالمساعدة والعمل على استعمال القوة العمومية‬
‫أثناء التنفيذ إذا كان ذلك ضروريا تفاديا لطول مدة التنفيذ أو عرقلتها من أي كان‪.‬‬
‫وفي حالة عرقلة عملية التنفيذ وعدم االمتثال لألوامر الصادرة في هذا الشأن فإن‬
‫السلطة المحلية بصفتها الضبطية‪ ،‬تقوم بتحرير محضر في هذا الشأن وفق نموذج‬
‫معد من طرف سلطات الوصاية في هذا الشأن‪ ،‬وتحيله باستعجال على النيابة العامة‬
‫قصد متابعة الفاعلين بجريمة العصيان المنصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصل‬
‫‪ 205‬من القانون الجنائي‪ ،56‬وعرقلة التنفيذ المنصوص عليها وعلى عقوبتها في‬
‫المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ 5777.52‬باإلضافة إلى الجرائم األخرى إن وجدت‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور جماعة النواب في حماية الجماعات الساللية‬


‫إذا كان نائب الجماعة الساللية يقوم بدور أساسي في إدارة أمالك هذه األخيرة‪،‬‬
‫فإنه يقوم إلى جانب ذلك بدور ال يقل أهمية عما سبق‪ ،‬ويتجلى في حماية أمالك‬
‫الجماعات الساللية من خالل فض المنازعات بين أعضائها (الفقرة األولى)‪،‬‬
‫وتصفية الوضعية القانونية لهذه األمالك (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬دور مؤسسة النائب في تدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات‬
‫الساللية‬

‫إلى جانب الدور اإلداري‪ ،‬المتجسد في تدبير أمالك الجماعات الساللية‬


‫تضطلع مؤسسة النائب بصالحية شبه قضائية‪ ،‬تجعل منها محكمة عرفية ابتدائية‬
‫‪ ،58‬تختص بالبت في النزاعات الناشئة بين أعضاء الجماعة الساللية ‪ ،‬وتعتبر هذه‬
‫النزاعات المثارة بين أعضاء الجماعات الساللية سواء بخصوص مسألة االنتفاع‬
‫بحصة أو بعقار جماعي‪ ،‬أو بخصوص حق االنتماء إلى هذه الجماعة الساللية أو‬
‫تلك‪ ،‬أو بخصوص توزيع المدخرات المالية أو أية منفعة أخرى من منافع الجماعات‬
‫الساللية من المشاكل التي استأثرت وما تزال تستأثر باهتمام مديرية الشؤون‬
‫القروية بوزارة الداخلية من خالل هيئات التدبير والتحكم المتاحة قانونا‪.‬‬

‫‪56‬ينص الفصل ‪ 318‬من القانون الجنائي على ما يلي‪ ":‬كل من قاوم تنفيذ أشغال أمرت بها السلطة العامة أو صرحت بها يعاقب‬
‫بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر وبغرامة ال تقل عن مائتي درهم وال تتجاوز ربع مبلغ التعويضات‪.‬‬
‫أما األشخاص الذين يعترضون على تنفيذ هذه األشغال بواسطة التجمهر أو التهديد أو العنف فإنهم يعاقبون بالحبس من ثالثة أشهر إلى‬
‫سنتين وبالغرامة المشار إليها في الفقرة السالفة‪".‬‬
‫‪57‬تنص المادة ‪ 34‬من القانون رقم ‪ 62.17‬على ما يلي‪ :‬دون اإلخالل بالعقوبات األشد المنصوص عليها في القوانين الجاري بها‬
‫العمل يعاقب بالحبس ثالثة أشهر إلى ستة أشهر وغرامة من ‪ 2.111‬درهم إلى ‪ 12.111‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬كل عضو‬
‫في الجماعة الساللية قام بعرقلة تنفيذ المقررات الصادرة عن جماعة النواب أو مجلسي الوصاية اإلقليمي والمركزي‪.‬‬
‫‪58‬حميد اليسفي‪ :‬األراضي الساللية ما بين إكراهات اإلصالح القانوني والواقع المحلي»‪ ،‬مقال منشور بمجلة البوغاز للدراسات‬
‫القانونية والقضائية‪ ،‬مكتبة دار السالم‪ ،‬طبعة ‪ ،2112‬ص‪27 :‬‬

‫‪44‬‬
‫وقد كان التعديل التشريعي الذي لحق المنظومة القانونية للجماعات الساللية‬
‫وصدور القانون رقم ‪ .77-52‬مناسبة لتدارك القصور التشريعي الذي كان يشوب‬
‫ظهير ‪ ،72/06/5151‬إال أنه لم يتم تحديد اختصاصات مؤسسة نائب الجماعة‬
‫الساللية للبث في المنازعات بشأن األراضي الجماعية بالدقة المطلوبة‪ ،‬كما جاء هذا‬
‫القانون بمستجد عام يتعلق بإحداث مجلس الوصاية اإلقليمي‪ ،‬الذي أصبح يختص‬
‫بموجب المادة ‪ 22‬من نفس القانون بالبث في الطعون المرفوعة ضد مقررات‬
‫جماعة النواب وكذا النزعات بين أعضاء الجماعات الساللية‪ ،‬وتفصيال لذلك أعدت‬
‫الوزارة الوصية الدورية عدد ‪ 6151‬حول موضوع تدبير النزاعات بين أعضاء‬
‫الجماعة الساللية‪ ،‬التي حددت مسطرة بث مؤسسة نائب الجماعة الساللية في‬
‫المنازعات بين األعضاء (أوال ) كما بينت نطاق اختصاص مؤسسة النائب للبث في‬
‫هذه المنازعات (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مسطرة الفصل في المنازعات بين أعضاء الجماعات الساللية‬


‫واستنادا إلى مقتضيات القانون رقم ‪ 77.52‬وكذا المرسوم التطبيقي والدورية‬
‫الوزارية الصادرة عن سلطة الوصاية تحت عدد ‪ ،615159‬فإن جماعة النواب‬
‫تختص كذلك بالفصل في النزاعات التي قد تنشأ بين أعضاء جماعة ساللية واحدة‬
‫سواء برسم توزيع االنتفاع أو قسمة االستغالل أو االنتماء أو كل نزاع آخر يهم‬
‫أعضاء الجماعات الساللية أو يهم العقارات التي تشكل فضاء عيشهم‪ ،‬وذلك وفق‬
‫الكيفيات المحددة في الدورية الوزارية السالفة الذكر التي تولت تحديد مسطرة البث‬
‫في هذه المنازعات‪.‬‬

‫وعليه فإنه عندما يتعلق األمر بالمنازعات التي يرجع اختصاص البت فيها إلى‬
‫جماعة النواب‪ ،‬فعلى أعضاء الجماعة الساللية إبداع شكاياتهم وجوبا لدى السلطة‬
‫المحلية مقابل وصل‪ ،‬ويتعين على السلطة المحلية تسجيلها وإحالتها على جماعة‬
‫النواب المعنية داخل أجل ‪ 2‬أيام‪.‬‬

‫وبمجرد توصلها بالشكاية واالطالع عليها تقوم جماعة النواب بمحاولة الصلح‬
‫بين األطراف المتنازعة مع االستماع إلى هؤالء األطراف وإجراء البحث في عين‬
‫المكان إن كان ضروريا‪ ،‬وذلك بهدف الوصول إلى تسوية رضائية للنزاع داخل‬
‫أجل ل يوم‪ ،‬كما يتعين على الجماعة النيابية أن تقوم بتدوين كل المساعي‬
‫والمحاوالت والمعاينات واإلقرارات بمحضر رسمي‪.‬‬

‫‪59‬دورية رقم ‪ 4282‬حول تدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات الساللية بتاريخ ‪ 14‬مارس ‪ ،2121‬وزارة الداخلية‬
‫الكتابة العامة‪ ،‬مديرية الشؤون القروية‪ ،‬غير منشورة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫وفي حالة تسوية النزاع وموافقة جميع األطراف المتنازعة على إبرام الصلح بينهم‬
‫داخل األجل المحدد في ‪ 20‬يوم‪ ،‬فإنه يجب تحرير محضر موقع من طرف المعنيين‬
‫باألمر ونواب الجماعة الساللية وذلك داخل أجل ‪ 2‬أيام من تاريخ وقوع الصلح‪ ،‬مع‬
‫توجيه نسخة من المحضر المعني إلى كل من السلطة المحلية والسلطة اإلقليمية‪.‬‬
‫أما في حالة ما إذا تعذر إيجاد تسوية رضائية وحبية بين األطراف المتنازعة‪ ،‬فإن‬
‫جماعة النواب تقوم بدراسة النزاع المطروح امامها واالستماع إلى األطراف المعنية‬
‫والشهود إن وجدوا‪ ،‬والجوار‪ ،‬وإلى كل شخص يمكن أن يفيد‪ ،‬ثم تتولى البت‬
‫والفصل في النزاع بواسطة مقرر معلل داخل أجل ‪ 20‬يوما ابتداء من تاريخ عدم‬
‫نجاح محاولة الصلح المشار اليها أنفا‪.60‬‬

‫وبمجرد اتخاذ جماعة النواب لهذا المقرر تقوم السلطة المحلية بتبليغه إلى أطراف‬
‫النزاع مقابل وصل بالتسليم‪ ،‬وذلك داخل أجل ‪ 50‬أيام من تاريخ إصدار المقرر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نطاق اختصاص جماعة النواب للبت في المنازعات‬


‫بالرجوع إلى القانون رقم ‪ 77-52‬نجده قد أغفل التنصيص على بعض‬
‫الن زاعات التي يرجع اختصاص البت فيها لمؤسسة نائب الجماعة الساللية‪ ،‬إال أن‬
‫الوزارة الوصية على الجماعات الساللية تداركت األمر‪ ،‬وحددت اختصاص‬
‫مؤسسة النائب في المنازعات بين أعضاء الجماعة الساللية بموجب الدورية رقم‬
‫‪ 6151‬المتعلقة بتدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات الساللية‪.‬‬

‫وبذلك تختص جماعة النواب بالبت في النزاعات المثارة بمناسبة توزيع‬


‫االنتفاع حول من له الحق في هذا االنتفاع ‪ ،‬وهذا ما أكدته محكمة النقض في أحد‬
‫قراراتها الذي جاء فيه " ولكن حيث أن كل من الطرفين يدعي أنه هو الذي يحوز‬
‫المدعى فيه بصفة شرعية وكل منهما يدلي بحجة إلثبات هذه الحيازة وهو ما عللت‬
‫به المحكمة مصدرة القرار المطعون فيه عن صواب‪ ،‬بأن المحكمة تبث لها أن‬
‫األمر يتعلق بأرض جماعية وأن الطرفين ينتميان إلى نفس الجماعة‪ ،‬وأن كل منهما‬
‫قد أدلى بوثائق تقيد حيازته واستغالله ألراضي جماعية ولذا فإن جمعية المندوبين‬

‫‪60‬دورية رقم ‪ 4282‬حول تدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات الساللية‪ ،‬بتاريخ ‪ 14‬مارس ‪ ،2121‬وزارة الداخلية‪ ،‬ص ‪8-7:‬‬

‫‪46‬‬
‫هي المؤهلة للبث في النزاع القائم بين الطرفين وتقرير أحقيتهما في التصرف‬
‫‪61‬‬
‫واالستغالل "‬
‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬تبت جماعة النواب في النزاعات المثارة بين أعضاء الجماعة‬
‫الساللية بخصوص توزيع المدخرا ت‪ 62‬المتحصل من التصرفات التي تجريها‬
‫مؤسسة النائب على أمالك الجماعات الساللية كالكراء والتفويت الشراكة أو أية‬
‫منفعة أخرى من منافع الجماعات الساللية كبيع الغلل‪.‬‬

‫كما تضطلع جماعة النواب بمهمة الفصل في النزاعات المتعلقة بحق االنتماء إلى‬
‫الجماعة الساللية‪ ،‬وذلك باالستناد إلى المعايير المحددة قانونا وبناء على األعراف‬
‫السائدة‪ ،‬وهو األمر الذي أكدته محكمة النقض في قرار لها‪ ،‬جاء فيه "حيث ليس‬
‫من اختصاص وزير الداخلية وال السلطة المحلية البت في تلك النزاعات بين من‬
‫يدعي للجماعة الساللية المالكة لألرض مادام المشرع قد أناط هذا االختصاص‬
‫بغيرها‪ ،‬فإن المقرر المطعون فيه قد صدر عمن ال يملك حق إصداره وبالتالي لحقه‬
‫‪63‬‬
‫عيب عدم االختصاص‪".‬‬

‫عالوة على ذلك ‪ ،‬فقد أوجب المشرع على أعضاء الجماعات الساللية‬
‫المحافظة على مصالح وحقوق الجماعة التي ينتمون إليها‪ ،‬وحتى يتسنى لهم ذلك‪،‬‬
‫يتعين على نائب الجماعة الساللية‪ ،‬تأطير أعضاء الجماعة الساللية ‪ ،‬وذلك‬
‫بتذكيرهم بواجباتهم و الجزاءات المدنية والزجرية التي يمكن أن تترتب نتيجة‬
‫اإلخالل بهذه الواجبات‪.‬‬
‫ففي الحالة التي يرتكب فيها عضو من أعضاء الجماعة الساللية أحد األفعال‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 6477-52‬أو أفعال أخرى لها نفس‬
‫درجة الخطورة التي تكتسبها األفعال الواردة في هذه المادة توجه إليه السلطة‬

‫‪61‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 1447‬بتاريخ ‪ ،3/4/2112‬ملف مدني عدد ‪ ،1221/1/4/2111‬أشار إليه سعيد زياد في مؤلفه أراضي‬
‫الجماعات الساللية التدبير والمنازعة‪ ،‬منشورات مجلة الحقوق ‪ " 2116‬سلسلة الدراسة واألبحاث"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬ص‪46 :‬‬
‫‪62‬‬

‫‪63‬قرار رقم ‪ 228‬الصادر بتاريخ ‪ ،21/12/66‬أورده عبد الوهاب رافع‪ ،‬في مؤلفه أراضي الجموع بين التنظيم والوصاية‪ ،‬المطبعة‬
‫والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،1222 ،‬ص‪.83 :‬‬
‫‪64‬تنص المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 62.17‬على أنه‪ " :‬يجب على أعضاء الجماعة الساللية المحافظة على أمالك جماعتهم وعدم القيام‬
‫بأي‬
‫تصرف يضر بها والسيما‪:‬‬
‫‪ -‬منع أو عرقلة عمليات التحديد اإلداري والتحفيظ العقاري المتعلقة بأمالك الجماعات الساللية‪،‬‬
‫‪ -‬الترامي على أمالك الجماعة الساللية أو على نصيب عضو من أعضائها في االنتفاع من تلك األمالك‪ ،‬أو استغاللها دون إذن من‬
‫جماعة النواب المعنية‬
‫‪ -‬عدم االمتثال لمقررات جماعة النواب أو للمقررات الصادرة عن مجلسي الوصاية المركزي واإلقليمي المشار إليهما في المادتين ‪32‬‬
‫و‪ 33‬من هذا القانون‪ ،‬أو عرقلة تنفيذها؛‬
‫‪ -‬عرقلة تنفيذ عقود الكراء أو عقود التفويت أو الشراكة أو المبادلة المنصبة على أمالك الجماعة الساللية‪ ،‬والتي تم إبرامها بطريقة‬
‫قانونية‪".‬‬

‫‪47‬‬
‫المحلية بمبادرة منها أو بطلب من جماعة النواب‪ ،‬إنذارا كتابيا بوضع حدا للمخالفة‬
‫داخل أجل تحدده‪.‬‬
‫إذا لم يمتثل المعني باألمر لإلنذار الموجه إليه تقوم جماعة النواب‪ ،‬بمبادرة منها أو‬
‫بطلب من السلطة المحلية‪ ،‬باستدعائه واالستماع إليه وتصدر عند االقتضاء‪ ،‬مقررا‬
‫معلال بحرمانه‪ ،‬لمدة أقصاها سنة واحدة من االنتفاع بأراضي الجماعة الساللية التي‬
‫ينتمي إليها‪ ،‬دون اإلخالل بالمتابعات التي يمكن مباشرتها ضده‪ .‬وفي حالة تماديه أو‬
‫في حالة العود‪ ،‬تصدر جماعة النواب مقررا بحرمانه لمدة خمس سنوات من‬
‫االنتفاع من أراضي الجماعة الساللية‪ .‬يمكن استئناف المقرر المتخذ من طرف‬
‫جماعة النواب أمام مجلس الوصاية اإلقليمي داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ‬
‫تبليغه‪.‬‬

‫يوقف االستئناف تنفيذ المقرر المطعون فيه إلى حين بت مجلس الوصاية اإلقليمي‬
‫‪65‬‬
‫في الملف داخل أجل أقصاه ثالثين يوما‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دور جماعة النواب في تصفية الوضعية القانونية ألمالك الجماعات‬
‫الساللية‬

‫لتدبير أنجع ألمالك الجماعات الساللية‪ ،‬ارتأت سلطة الوصاية العمل على‬
‫تطهير هذه الممتلكات وحمايتها من أي منازعة أو مطالبة بحق لم يتم اإلقرار به‬
‫بطريقة قان ونية‪ ،‬وبتثبيت الوضعية المادية لهذه العقارات ومنحها حجية تامة تكسبها‬
‫مناعة مطلقة ضد أي تقادم مكسب أو مسقط‪ ،‬بهدف توفير مناخ مالئم لدمج أمثل‬
‫لهذه األراضي في مسلسل التنمية االقتصادية واالجتماعية للبالد‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أبرمت الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري‬
‫والخرائطية اتفاقية مع وزارة الداخلية في شهر مارس ‪ 7052‬من أجل حماية‬
‫الرصيد العقاري للجماعات الساللية وتصفية وضعيته القانونية عير مسطرتين‬
‫وهما‪ :‬مسطرة التحديد اإلداري المنظمة بموجب القانون رقم ‪ 66 72.52‬المتعلق‬
‫بالتحديد اإلداري ألمالك الجماعات الساللية (أوال ) ‪ ،‬ومسطرة التحفيظ العقاري‬
‫المنصوص عليها بمقتضى ظهير ‪ 57‬غشت ‪ 5152‬كما وقع تغييره وتتميمه‬

‫‪65‬المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪.62.17‬‬


‫‪66‬القانون رقم ‪ 63.17‬المتعلق بالتحديد اإلداري ألراضي الجماعات الساللية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪، 1.12.116‬‬
‫الصادر بتاريخ بتاريخ ‪ 7‬دي الحجة ‪1441‬الموافق ل‪ 2‬غشت ‪ ، 2112‬ج‪ .‬ر الرسمية عدد ‪ 6817‬بتاريخ ‪ 26‬أغسطس ‪2112‬‬

‫‪48‬‬
‫بمقتضى القانون رقم ‪( 6756.02‬ثانيا) وتلعب مؤسسة النائب دورا مهما في هذا‬
‫اإلطار باعتباره ممثل عن أعضاء الجماعة الساللية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مسطرة التحديد اإلداري‬

‫تخضع مسطرة التحديد اإلداري ألراضي الجماعات الساللة لمقتضيات القانون‬


‫رقم ‪ 63.17‬ومن أجل توضيح كيفية تطبيق مقتضيات هذا القانون تم إصدار‬
‫الدورية الوزارية رقم ‪ 685511‬التي تناولت بإسهاب مختلف الجوانب القانونية‬
‫واإلدارية والتقنية المرتبطة بعمليات التحديد اإلداري‪.‬‬

‫وعلى ضوء مقتضيات القانون والدورية الوزارية المشار إليهما أعاله‪ ،‬يمكن تحديد‬
‫دور نائب الجماعة الساللية في القيام بتقديم طلب إجراء التحديد اإلداري وفق‬
‫النموذج المعد لهذا الغرض والمرفق بالدورية الوزارية رقم ‪ 5511‬المشار إليها‪،‬‬
‫والمشاركة في أشغال لجنة التحديد برئاسة السلطة المحلية بصفته عضوا في اللجنة‬
‫وممثال للجهة المالكة (طالبة التحديد)‪ ،‬وذلك من خالل القيام بمعية السلطة المحلية‪،‬‬
‫وعند االقتضاء بمساعدة مهندس مساح طبوغرافي‪ ،‬بمعاينة العقار المراد تحديده من‬
‫أجل ضبط موقعه وحدوده ومساحته التقريبية ومشتمالته‪ ،‬والمشاركة عند االقتضاء‬
‫في توفير األنصاب وباقي لوازم التحديد في عين المكان بتنسيق مع السلطة المحلية‪،‬‬
‫وحضور أشغال إعداد التصميم األولي للعقار المراد تحديده بتنسيق مع السلطة‬
‫المحلية بحضور المهندس الطبوغرافي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التحفيظ العقاري‬


‫استنادا إلى المادة ‪ 55‬من القانون رقم ‪ 77.52‬فإنه "يمكن للجماعة الساللية‬
‫بعد إذن سلطة الوصاية‪ ،‬أن تطلب تحفيظ أمالكها العقارية وتتبع جميع مراحل‬
‫مسطرة التحفيظ العقاري بواسطة جماعة النواب كما يمكنها أن تتعرض على‬
‫مطالب التحفيظ التي يتقدم بها الغير‪ ،‬إال أن رفع هذا التعرض كليا أو جزئيا‪ ،‬ال‬
‫يمكن أن يتم إال بإذن من مجلس الوصاية المركزي‪.‬‬

‫يمكن لسلطة الوصاية بمبادرة منها أو بطلب من الجماعة الساللية المعنية‪ ،‬أن‬
‫تباشر مسطرة التحفيظ العقاري باسم هذه الجماعة الساللية‪.‬‬

‫‪67‬القانون رقم ‪ 14.17‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ ،1.11.177‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬ذي الحجة ‪22( 1432‬نونبر‪،)2111‬‬
‫المغير والمتمم بمقتضاه الظهير الشريف الصادر في ‪ 2‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ل ‪ 12‬غشت ‪ 1213‬بشأن التحفيظ العقاري‪ ،‬ج‪ .‬ر‬
‫عدد ‪ ،2228‬بتاريخ ‪ 27‬ذي الحجة ‪ 1432‬الموافق ل ‪ 24‬نوفمبر ‪.2111‬‬
‫‪68‬الدورية الوزارية رقم ‪ 1122‬بتاريخ ‪ 31‬يناير ‪2121‬‬

‫‪42‬‬
‫يؤسس الرسم العقاري في اسم الجماعة الساللية المعنية‪".‬‬
‫وبذلك يتجلى دور نائب الجماعة الساللية في إطار عملية التحفيظ العقاري في‬
‫البحث عن كل عقار غير محفظ تتوفر فيه قرينة دالة على صبغته الجماعية قصد‬
‫إخضاعه لعملية التحفيظ العقاري‪ ،‬ومن تم تقديم طلب التحفيظ وفق النموذج المعد‬
‫لهذا الغرض‪ ،‬وحضور األشغال الطبوغرافية المتعلقة بإنجاز التصميم األولي للعقار‬
‫المراد تحفيظه ‪ ،‬سيما عملية التحديد التي تجريها مصلحة المسح العقاري بشأن‬
‫مطلب تحفيظ الجماعة الساللية المالكة‪ ،‬والمساهمة في توفير األنصاب وجميع‬
‫لوازم التحديد‪ ،‬والحرص على أن يشمل التحديد كافة أجزاء العقار المراد تحفيظه‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تعبئة الشهود لإلدالء بشهادتهم لفائدة الجماعة الساللية في حالة وجود‬
‫نزاع قضائي في إطار مسطرة التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫كما يتولى نائب الجماعة الساللية تقديم التعرضات الضرورية ضد مطالب‬


‫التحفيظ المودعة من طرف الغير‪ ،‬إذا ما تأكد انها أدمجت أجزاء من عقارات‬
‫مملوكة للجماعة الساللية‪ ،‬وإبالغ السلطة المحلية بكل محاولة لتحفيظ أجزاء من‬
‫عقارات مملوكة للجماعات الساللية من طرف الغير‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫خاتمة‬
‫تأسيسا على ما سبق يمكن القول إن جماعة النواب تقوم بدور جوهري في تدبير‬
‫وإدارة أمالك الجماعات الساللية ‪ ،‬ويتأتى ذلك من خالل االختصاصات المهمة‬
‫المنوطة بها‪ ،‬والتي كرسها القانون ‪ 77.52‬المتعلق بالوصاية اإلدارية على‬
‫الجماعات الساللية وتدبير أمالكها ‪ ،‬و المرسوم التطبيقي الصادر بشأنه ‪ ،‬والذي‬
‫أزال الغموض الذي كان يطرحه ظهير ‪ 5151‬الملغى‪ ،‬وسد الفراغ التشريعي الذي‬
‫كانت تطرحه المنازعات المتعلقة باألراضي الساللية‪ ،‬كما أنه أجاز تمليك األراضي‬
‫الجماعية البورية كما انتهى إلى ذلك صاحب الجاللة في خطابة الملقي بمناسبة‬
‫افتتاح الدورة التشريعية للسنة الماضية‪ ،‬وذلك اسوة باألراضي الجماعية الواقعة‬
‫داخل دوائر الري‪ .‬إلى جانب تكريس مبدأ المساواة بين الجنسين في حق االنتفاع‬
‫باألراضي الساللية‪ .‬كما أجاز القانون ‪ 77.52‬السالف الذكر ٌمكنة تفويت األراضي‬
‫الساللية الى الخواص والعوام‪ ،‬بعدما كانت هذه اإلمكانية في ظل ظهير ‪ 72‬أبريل‬
‫‪ 5151‬محصورة في الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية‪.‬‬
‫إال أن ما يؤخذ على جماعة النواب‪ ،‬هو ضعف المستوى التكويني والثقافي لهم‪،‬‬
‫وهو األمر الذي ينعكس سلبا على إجراء بعض التصرفات ذات الصلة بتدبير أمالك‬
‫الجماعات الساللية ‪ ،‬والمتعلقة بإنجاز المشاريع التنموية لفائدة الجماعات الساللية‬
‫والتي يتم تمويلها من الموارد المالية لهذه الجماعات‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫فإن انعدام توفر أعضاء جماعة النواب على حد أدنى من التكوين القانوني‪ ،‬يؤدي‬
‫إلى عدم مواكبتهم لمختلف المستجدات القانونية في مجال تدبير أمالك الجماعات‬
‫الساللية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫‪ ‬الكتب‪:‬‬
‫محمد مومن‪" ،‬أمالك الجماعات الساللية وأراضي الكيش‪" :‬مساهمة في‬ ‫•‬
‫أشغال الحوار الوطني حول األراضي الجماعية تحت شعار "االراضي الجماعية‬
‫من اجل تنمية مستدامة" الرباط‪7056 ,‬‬

‫محمد سويس‪« ،‬نائب الجماعة الساللية ودوره في التدبير وحماية األراضي‬ ‫•‬
‫الجماعية" الطبعة األولى ‪ ،7075‬المطبعة والوراقة الوطنية" مراكش‬

‫رافع عبد الوهاب‪“ ،‬أراضي الجماعات الساللية في المنظومة العقارية‬ ‫•‬


‫المغربية” (وفق ظهير ‪ 7051/5/1‬ومرسوم ‪ ،)7070/5/1‬مطبعة الوراقة الوطنية‬
‫مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪7070‬‬

‫سعيد زياد‪" ،‬أراضي الجماعات الساللية (التدبير والمنازعات)»‪ ،‬مطلعة‬ ‫•‬


‫النجاح الجديدة ‪7057‬‬

‫أحمد بن عبد السالم الساخي‪ " ،‬النظام القانوني الجديد ألمالك الجماعات‬ ‫•‬
‫الساللية" الطبعة الثانية ‪ 7075‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‬

‫‪ ‬الرسائل واألطاريح ‪:‬‬


‫حسن صبطي‪ ،‬أراضي الجموع بين التنظيم والتدبير‪ ،‬بحث لنيل دبلوم‬ ‫•‬
‫المسلك العالي في التدبير اإلداري‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة الفوج السادس ‪،7007‬‬
‫‪7005‬‬

‫محمد العايش صغيري‪ ،‬األراضي الجماعية الساللية بين الواقع واألفاق‪،‬‬ ‫•‬
‫رسالة في لنيل ديبلوم الماستر في قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية بوجده‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬السنة الجامعية ‪-7005‬‬
‫‪.7001‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ ‬المجالت‪:‬‬
‫حميد اليسفي‪ :‬األراضي الساللية ما بين إكراهات اإلصالح القانوني والواقع‬ ‫•‬
‫المحلي»‪ ،‬مقال منشور بمجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‪ ،‬مكتبة دار‬
‫السالم‪ ،‬طبعة ‪7051‬‬

‫إبراهيم بحماني‪" ،‬دور سلطات الوصاية والسلطة القضائية في تدبير‬ ‫•‬


‫المنازعات أراضي الجماعات الساللية"‪ ،‬مقال منشور بمجلة فضاء المعرفة‬
‫القانونية‪ ،‬العدد الرابع‪-‬يونيو ‪ ،7070‬تحت عنوان أراضي الجموع على ضوء‬
‫المستجدات التشريعية والسؤال التنمية المستدامة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‬
‫‪7070‬‬

‫‪ ‬ندوات ومحاضرات‪:‬‬
‫سعيد بعزيز‪" ،‬مستجدات القانون رقم ‪ 52-77‬بشأن الوصاية اإلدارية على‬ ‫•‬
‫الجماعات الساللية وتدبير أمالكها" خالل ندوة بقاعة الندوات في رحاب الكلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بوجدة‪ ،‬ندوة وطنية في موضوع‪ ”:‬أراضي‬
‫الجموع على ضوء المستجدات التشريعية وسؤال التنمية المستدامة“‪ .‬بتاريخ ‪2‬‬
‫دجنبر ‪7051‬‬

‫‪ ‬الدوريات‪:‬‬

‫الدورية الوزارية رقم ‪ 5511‬بتاريخ ‪ 25‬يناير ‪7070‬‬ ‫•‬


‫دورية رقم ‪ 6151‬حول تدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات الساللية‪،‬‬ ‫•‬
‫بتاريخ ‪ 06‬مارس ‪ ،7070‬وزارة الداخلية‪،‬‬

‫دورية رقم ‪ 6151‬حول تدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات الساللية‬ ‫•‬
‫بتاريخ ‪ 06‬مارس ‪ ،7070‬وزارة الداخلية‬

‫الدورية الوزارية رقم ‪ 7257‬بتاريخ ‪ 77‬فبراير ‪ 7070‬التي نسخت‬ ‫•‬


‫وعوضت الدورية رقم ‪ 15‬بتاريخ ‪ 56‬مايو ‪7002‬‬
‫الدورية رقم ‪ " 6151‬حول تدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات‬ ‫•‬
‫الساللية"‪ ،‬بتاريخ ‪ 06‬مارس ‪ ،7070‬وزارة الداخلية‬

‫‪23‬‬
‫الدورية رقم ‪ 10‬الصادرة بتاريخ ‪ 52‬دجنبر ‪ 7057‬المتعلق بتسليم الشواهد‬ ‫•‬
‫اإلدارية التي تنفي الصبغة الجماعية على العقارات‪ ،‬وزارة الداخلية الكتابة العامة‪،‬‬
‫مديرية الشؤون القروية‪.‬‬

‫الدورية رقم ‪ 56‬الصادرة بتاريخ ‪ 72‬فبراير ‪ 7052‬بخصوص تفعيل‬ ‫•‬


‫الدورية المشتركة عدد ‪ 10‬المتعلقة بتسليم الشواهد اإلدارية التي تنفي الصبغة‬
‫الجماعية على العقارات‪ ،‬وزارة الداخلية الكتابة العامة‪ ،‬مديرية الشؤون القروية‪.‬‬

‫‪ ‬تقارير‪:‬‬
‫التقرير التركيبي حول واقع قطاع العقار بالمغرب بمناسبة اشغال المناظرة‬ ‫•‬
‫الوطنية حول السياسة العقارية للدولة ودورها في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬دجنبر ‪7051‬‬

‫‪ ‬القوانين‪:‬‬
‫القانون رقم ‪ ،77.52‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪5.51.551‬‬ ‫•‬
‫بتاريخ ‪ 2‬ذي الحجة ‪ 1( 5660‬أغسطس ‪ ،)7051‬منشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ ،7502‬الصادرة بتاريخ ‪ 76‬ذو الحجة ‪ 77( 5660‬أغسطس ‪ ،)7051‬ص‬
‫‪ 1552‬وما بعدها‪.‬‬

‫ظهير شريف رقم ‪ 5.12.15‬صادر في ‪ 77‬من ربيع األول ‪ 5656‬الموافق‬ ‫•‬


‫ل ‪ 50‬دجنبر ‪ ،5112‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6770‬بتاريخ ‪/01 /51‬‬
‫‪ ،5112‬ص ‪5776‬‬
‫القانون رقم ‪ 72.52‬المتعلق بالتحديد اإلداري ألراضي الجماعات الساللية‬ ‫•‬
‫الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ ، 5.51.557‬الصادر بتاريخ بتاريخ ‪ 2‬دي‬
‫الحجة ‪5660‬الموافق ل‪ 1‬غشت ‪ ، 7051‬ج‪ .‬ر الرسمية عدد ‪ 7502‬بتاريخ ‪77‬‬
‫أغسطس ‪7051‬‬
‫القانون رقم ‪ 56.02‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪،5.55.522‬‬ ‫•‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 71‬ذي الحجة ‪77( 5627‬نونبر‪ ،)7055‬المغير والمتمم بمقتضاه‬
‫الظهير الشريف الصادر في ‪ 1‬رمضان ‪ 5225‬الموافق ل ‪ 57‬غشت ‪ 5152‬بشأن‬

‫‪24‬‬
‫التحفيظ العقاري‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،1115‬بتاريخ ‪ 72‬ذي الحجة ‪ 5627‬الموافق ل ‪76‬‬
‫نوفمبر ‪.7055‬‬

‫‪22‬‬
‫الفهرس‪:‬‬
‫مقدمة ‪4 ............................................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المبادئ العامة لمؤسسة جماعة النواب‪7 ................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬جماعة النواب ‪7 ...............................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف جماعة النواب‪7 ......................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط وطرق اختيار النواب‪8 ..............................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انتهاء مهام نائب الجماعة الساللية ‪51 ..................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حاالت إخالل النائب بمهامه ومسطرة تجريده ‪51 .......................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حاالت إنهاء مهام نائب الجماعات الساللية‪27 ..........................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور جماعة النواب في تدبير وحماية أمالك الجماعات الساللية ‪25 ...............‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬دور جماعة النواب في إدارة الجماعات الساللية‪22 .................................‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬دور جماعة النواب في تدبير التصرفات الواردة على األراضي الساللية ‪22 .....‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬دور جماعة النواب في إعداد وتحيين الئحة أعضاء الجماعة الساللية ‪ ،‬وتنفيذ‬
‫المقررات الصادرة شأنها ‪23 ..................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬دور جماعة النواب في حماية الجماعات الساللية‪44 ................................‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬دور مؤسسة النائب في تدبير النزاعات بين أعضاء الجماعات الساللية ‪44 .....‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬دور جماعة النواب في تصفية الوضعية القانونية ألمالك الجماعات الساللية ‪48‬‬

‫الخاتمة ‪15 ........................................................................................................‬‬

‫‪26‬‬
‫الئحة المراجع‪12 ................................................................................................‬‬

‫‪27‬‬

You might also like