You are on page 1of 32

‫جامعة عبد المالك السعدي‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة‬

‫ماستر تدبير الشأن العام المحلي‬


‫مادة‪ :‬منازعات الجماعات الترابية‬
‫موضوع العرض‪:‬‬

‫اإلطار القانوني لمنازعات الجماعات الترابية‬

‫تحت إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبات الباحثات ‪:‬‬

‫د‪ .‬نسرين بوخيزو‬ ‫خاولة بنهدي‬

‫بشرى بنعمتي‬
‫حفصة زقان‬

‫السنة الدراسية ‪2020/2019‬‬


‫المقدمة‬

‫لقد مر على تدخل المشرع المغربي إلرساء قواعد وأحكام الالمركزية اإلدارية‪ ،‬ما يفوق‬
‫األربعين سنة‪ ،‬أي منذ ‪ 1960‬تاريخ إصدار أول نص قانوني مجسد لمفهوم التنظيم‬
‫الالمركزي بالمغرب‪ ،‬إلى ظهير ‪ 1976‬بمثابة الميثاق الجماعي الذي اعتبر أنداك بمثابة‬
‫الثورة الحقيقية لالمركزية الترابية بالمملكة‪ ،‬والذي تم تعديله بموجب ظهير ‪ 3‬أكتوبر‬
‫‪ ،2002‬الذي رسخ الالمركزية الترابية ووسع ودقق من مهام واختصاصات المجلس‬
‫الجماعي‪ ،‬فمجال اختصاصاتها يهم مختلف المجاالت االقتصادية واالجتماعية‪ ...‬أي كل ما‬
‫‪1‬‬
‫يهم النهوض بالتنمية المحلية‪.‬‬
‫انطالقا من مبدأ المشروعية المكرس دستوريا فإن المشرع أخضع أعمال اإلدارة إلى رقابة‬
‫القضاء‪ ،‬و منه فان كل مواطن يشعر بأنه متضرر من التصرفات المادية أو القانونية‬
‫لإلدارة أن يلجأ إلى القضاء اإلداري لمقاضاتها بموجب دعوى قضائية متبعا في ذلك‬
‫إجراءات خاصة‪.‬‬
‫تتمتع الجماعات الترابية بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واإلداري استنادا ألحكام‬
‫الدستور وتحديدا للفقرة الثانية من الفصل ‪ 135‬منه‪ ،‬التي تعرف الجماعات الترابية بأنها‬
‫"أشخاص اعتبارية داخلة في حكم القانون العام"‪ ،‬وكذا استنادا ألحكام الميثاق الجماعي‬
‫الذي اعتبر الجماعات أشخاص معنوية عامة داخل في حكم القانون العام‪ ،‬إذا تتولى القيام‬
‫‪2‬‬
‫بمجموعة من االختصاصات عن طريق أشخاص طبيعيين‪.‬‬
‫لقد حظيت المنازعات القضائية للجماعات الترابية خالل السنين األخيرة بأهمية كبيرة من‬
‫لدن المصالح المختصة (وزارة الداخلية) نظرا لما لها من تأثير مباشر على تدبير الشأن‬
‫المحلي‪ .‬وقد تجسد هذا االهتمام في القوانين التنظيمية المنظمة للجماعات الترابية الدوريات‬
‫و المناشير‪ ،‬التي ما فتئت هذه الوزارة تصدرها من أجل تنوير وإرشاد الجماعات المحلية‬
‫وتحسيسها بأهمية تدبير هذا الميدان على الشكل المطلوب‪.‬‬
‫إن موضوع المنازعات القضائية للجماعات الترابية أصبح يحتل مكانة كبيرة ضمن‬
‫اهتمامات اإلدارة المركزية بسبب االرتفاع الكبير في عدد المنازعات القضائية التي تكون‬
‫فيها الجماعات الترابية طرفا فيها‪ ،‬سواء كانت مدعية أو مدعى عليها وبفعل ما يترتب عن‬
‫هذه المنازعات من انعكاسات سلبية على ميزانيتها وتدبير شؤونها المحلية بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد األعرج‪ ،‬قانون منازعات الجماعات المحلية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة‬
‫المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،2008 -58‬مطبعة دار النشر المغربية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 2‬محمد المجدوبي‪ ،‬منازعات أمالك الجماعات الترابية على ضوء اجتهادات القضاء‬
‫اإلداري المغربي‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2014‬مطبعة االمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫لقد سب ق لوزارة الداخلية أن أصدرت عدة دوريات ومناشير تحث الجماعات الترابية على‬
‫اتخاذ التدابير الكفيلة بضبط المنازعات القضائية وتدبيرها بشكل الذي يجنبها نزاعات‬
‫قضائية وما يترتب عنه من أحكام‪ ،‬غالبا ما تصدر ضدها‪.‬‬
‫عرفت منازعات الجماعات الترابية تطورا ملحوظا خالل السنوات األخيرة‪ ،‬سواء من حيث‬
‫العدد و المضمون‪ ،‬ومن حيث األحكام الصادرة ضد الجماعات الترابية‪.‬‬
‫فالجداول المتعلقة بالقضايا التي تعرفها الجماعات الترابية كمدعى عليها‪ ،‬و التي تم إعدادها‬
‫من طرف هذه األخيرة بناءا على طلب من المديرية العامة للجماعات الترابية‪ ،‬تكشف أن‬
‫عدد منازعاتها القضائية و اإلدارية‪ ،‬و األحكام الصادرة ضدها‪ ،‬وحاالت عدم التنفيذ‬
‫تتصاعد بشكل كبير ومستمر و تتمحور معظم الدعاوى حول دعاوى اإللغاء و دعاوى‬
‫التعويض هذه المنازعات اإلدارية تخلف تكاليف مالية باهظة تساهم في إثقال كاهل‬
‫الجماعات الترابية‪ .‬أمام هذه الوضعية‪ ،‬تدخلت وزارة الداخلية من خالل مجموعة من‬
‫الدوريات و المناشير‪ ،‬أهمها دورية عدد ‪ 182‬الصادرة بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪ 1991‬حول ضبط‬
‫المنازعات القضائية للجماعات الترابية‪ ،‬و إحداث مصلحة جماعية للمنازعات‪ ،‬غير أنه‬
‫بالرغم من إصرار السلطة الوصية على وضع حد لهذه الوضعية‪ ،‬الحظت تفاقم وضع‬
‫منازعات الجماعات الترابية‪ ،‬من خالل التقارير المرفوعة إليها من قبل هذه األخيرة‪ ،‬مما‬
‫اضطر معه المشرع إلى إحداث مساعد قضائي لتقديم المساعدة القانونية للجماعات الترابية‬
‫و مجموعاتها‪ ،‬و التدخل للدفاع عنها في جميع الدعاوى التي تكون فيها دائنة أو مدينة‪ ،‬إن‬
‫إحداث المساعد القضائي تعبير على أن منازعات الجماعات الترابية تحظى باهتمام لدى‬
‫سلطة الوصاية‪ ،‬التي دأبت على إصدار دوريات و مناشير لتحسيس الجماعات بضرورة‬
‫التقيد بالقوانين‪ ،‬والقواعد المنظمة للشأن المحلي‪ ،‬و اقتناعا بأن أهم األسباب التي تؤدي‬
‫لنشوء منازعات الجماعات الترابية ناجمة عن عدم ضبطها للمساطر القانونية‪ ،‬و يعد‬
‫منشور عدد ‪/331‬م‪.‬م‪.‬م بتاريخ ‪ 21‬يناير ‪ 1976‬حول الدعاوى القضائية المتعلقة بالعماالت‬
‫و األقاليم أول منشور تصدره وزارة الداخلية للفت انتباه العماالت و األقاليم لمنازعاتها و‬
‫محاولة تدبيرها‪ ،‬ثم الدورية الوزارية عدد ‪/128‬م‪.‬ج‪.‬م‪/‬ق‪.‬م‪.‬م‪ 03 /‬بتاريخ ‪22‬ماي ‪1991‬‬
‫حول ضبط المنازعات القضائية للجماعات المحلية و إحداث هيكلة مصلحة جماعية‬
‫للمنازعات‪ ،‬التي أنيطت لها مجموعة من االختصاصات المرتبطة بمنازعات الجماعة‪ ،‬و‬
‫كذلك دورية عدد ‪/125‬ق‪.‬م‪.‬م‪ 03 /‬بتاريخ ‪ 6‬نونبر‪ 1994‬حول االتفاقيات التي تبرمها‬
‫الجماعات المحلية قصد الدفاع عن حقوقها‪ ،‬ثم دورية عدد ‪/141‬ق‪.‬م‪.‬م‪ 03 /‬بتاريخ ‪14‬‬
‫أبريل ‪ 1995‬حول حل النزاعات التي تكون الجماعات المحلية طرفا فيها بالطرق الحبية‪ ،‬و‬
‫كان كذلك منشور للوزير األول عدد ‪ 4/2002‬بتاريخ ‪ 27‬مارس‪ 2002‬حول مقاضاة‬
‫الوزارات و الجماعات‪ ،‬و المؤسسات العمومية فيما بينها أمام المحاكم‪ ،‬كما أصدرت‬
‫وزارة الداخلية تقريرا حول المنازعات القضائية للجماعات المحلية ما بين سنة ‪1997‬و‬

‫‪2‬‬
‫‪ 2003‬الصادر سنة ‪ ،2005‬تلته دورية لوزير الداخلية عدد ‪/21‬ق‪.‬ت‪.‬م‪ 02/‬بتاريخ ‪7‬‬
‫مارس ‪ 2006‬حول ضبط المنازعات القضائية للجماعات المحلية و هيئاتها‪ .‬و دورية عدد‬
‫‪ D3885‬بتاريخ ‪ 26‬أبريل ‪ 2010‬حول تفعيل مقتضيات المادة ‪ 48‬من القانون ‪78.00‬‬
‫المتعلق بالميثاق الجماعي كما تم تغييره و تتميمه بالقانون رقم ‪ ،17.08‬بعد ذلك كان قرار‬
‫لوزير الداخلية رقم ‪ 03‬بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ 2009‬يتعلق بالمساعد القضائي للجماعات‬
‫المحلية تفعيال إلحداث المساعد القضائي بمقتضى القانون ‪.345.08‬‬

‫فإلى أي حد إذا استطاع المشرع تنظيم المنازعات الترابية ؟‬

‫لإلجابة عن هذه اإلشكالية ارتأينا أن نتناول الموضوع حسب التصميم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار القانوني لمنازعات الجماعات الترابية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار التنظيمي لمنازعات الجماعات الترابية‬

‫‪https://www.marocdroit.com 3‬‬
‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار القانوني لمنازعات الجماعات الترابية‬

‫شهد تنظيم الجماعات الترابية نقلة مع صدور دستور ‪ ،2011‬خصوصا في الباب التاسع‬
‫منه‪ ،‬بحيث أرسى المبادئ الكبرى التي يتأسس عليها التنظيم الالمركزي الترابي‪،‬‬
‫والذي يتمثل في مبدأ التدبير الحر ومبدأي التعاون والتضامن بين الجماعات الترابية‪ ،‬ومبدأ‬
‫مشاركة السكان في تدبير شؤونهم المحلية‪ ...‬ويعتبر دستور ‪ 2011‬المرجعية األساسية‬
‫للقوانين التنظيمية الثالثة المنظمة للجماعات الترابية التي أتت للعمل وفق المبادئ المتضمنة‬
‫في الدستور‪ ،‬فهل تم التنصيص على المن ازعات الترابية في الدستور؟ وكيف نظمت‬
‫القوانين التنظيمية للجماعات الترابية المنازعات الترابية؟‬

‫المطلب األول‪ :‬المنازعات الترابية من خالل دستور ‪2011‬‬


‫ينص الفصل ‪ 118‬من دستور ‪ 2011‬أن " كل قرار اتخذ في المجال اإلداري‪ ،‬سواء كان‬
‫‪4‬‬
‫تنظيميا أو فرديا‪ ،‬يمكن الطعن فيه أمام الهيئة القضائية اإلدارية المختصة‪.‬‬
‫إن هذا الفصل يكرس الرقابة القضائية على القرارات اإلدارية التنظيمية والفردية‪ ،‬و الرفع‬
‫من مكانة الهيئات القضائية اإلدارية‪.‬‬
‫ويمكن تبرير ورود المقتضى الدستوري المتمثل في الفصل ‪ 118‬داخل الباب التاسع‬
‫المخصص للمقتضيات الم تعلقة بالسلطة القضائية‪ ،‬بكونه اعترافا من المشرع بتميز القضاء‬
‫اإلداري ودوره المتفرد في حماية الحقوق والحريات داخل الجسم القضائي‪ ،‬لكونه المالذ‬
‫اآلمن للمواطنين من كل تعسف يمكن أن يصدر عن اإلدارة‪ ،‬وكاختيار نهجه المشرع‬
‫المغربي بتبني نموذج القضاء المتخصص منذ إنشاء المجلس األعلى سنة ‪ 1957‬من خالل‬
‫غرفته اإلدارية وإنشاء المحاكم اإلدارية سنة ‪ ،1993‬وكذا محاكم االستئناف اإلدارية سنة‬
‫‪5‬‬
‫‪.2006‬‬

‫‪ _ 4‬ظهير شريف رقم ‪ ، 1.11.91‬صادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 1432‬موافق ل ‪ 29‬يوليو‬


‫‪ ، 2011‬بتنفيذ نص الدستور‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 28‬شعبان ‪ 30(1432‬يوليو ‪ .)2011‬الفصل ‪118‬‬

‫‪ 5‬جمال العزوزي‪ ،‬المنازعات اإلدارية على ضوء أهم االجتهادات القضائية‪ ،‬منشورات‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ ،‬سلسلة فقه القضاء اإلداري‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،4/3‬الجزء الثاني ‪،2016‬‬
‫مطبعة أمنية‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪4‬‬
‫وقد استخدم المشرع الدستوري اصطالح كل قرار اتخذ في المجال اإلداري للتعبير عن‬
‫الحيز الذي يشمله القرار القابل للطعن‪ ،‬عوض أن يستخدم اصطالح كل قرار إداري كما‬
‫‪6‬‬
‫ورد في المادة ‪ 23‬من قانون ‪ 41.90‬المتعلق بإحداث المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أن المشرع الدستوري قد ساوى بين القرار اإلداري الفردي والقرار اإلداري‬
‫التنظيمي من حيث تكريس الرقابة من طرف الهيئات القضائية اإلدارية‪.‬‬
‫ولمحاولة استنتاج األهداف التي توخاها المشرع من خالل هذا الفصل فإنه يجب النظر إليه‬
‫في ظل المقتضيات األخرى التي زخر بها دستور ‪ ،2011‬والتي وردت بالباب السابع‬
‫المتعلق بالسلطة القضائية‪ ،‬كتكريس المسؤولية اإلدارية للدولة عن الخطأ القضائي ألول‬
‫مرة من خالل الفصل ‪ ، 122‬والنص من خالل الفصل ‪ 126‬على كون األحكام القضائية‬
‫ملزمة للجميع‪ ،‬وعلى السلطات العمومية واجب تقديم المساعدة أثناء المحاكمة إذا صدر‬
‫‪7‬‬
‫إليها األمر بذل ك‪ ،‬والمساعدة على تنفيذ األحكام‪.‬‬
‫ولمحاولة اإلحاطة بالموضوع سنحاول تسليط الضوء على بعض النقط التي تطرق لها‬
‫الفصل ‪ ، 118‬للوقوف على مضمونها ومحاولة معرفة القواعد الجديدة التي يمكن أن يؤسس‬
‫لها هذا المقتضى الدستوري‪ ،‬فهناك رغبة في توسيع مجال دعوى اإللغاء‪ ،‬إذ بالرجوع‬
‫للفصل ‪ 118‬من دستور ‪ ،2011‬نجد المشرع يستخدم اصطالح كل قرار اتخذ في المجال‬
‫اإلداري‪ ،‬وهو اصطالح يختلف عن عبارات مختلف النصوص القانونية السابقة التي‬
‫تضمنت الرقابة على القرار اإلداري‪ ،‬وهي أربعة نصوص أساسية‪:‬‬
‫‪ - 1‬الفصل ‪ 1‬من ظهير ‪ 27‬شتنبر ‪ 1957‬المؤسس للمجلس األعلى الذي جاء فيه "يختص‬
‫المجلس األعلى في الطعون الرامية إلى اإللغاء من أجل الشطط في استعمال السلطة ضد‬
‫‪8‬‬
‫القرارات الصادرة عن السلطات اإلدارية"‪.‬‬
‫‪ -2‬الفصل ‪ 353‬من قانون المسطرة المدنية والذي جاء فيه "يبت المجلس األعلى مالم‬
‫يصدر نص صريح بخالف ذلك‪ ،‬في الطعون الرامية إلى إلغاء المقررات الصادرة عن‬
‫السلطات اإلدارية للشطط في استعمال السلطة"‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 20‬من قانون ‪ 41.90‬المنشئ بموجبه المحاكم اإلدارية والذي جاء فيه‪" ،‬كل‬
‫قرار إداري صدر من جهة غير مختصة أو لعيب في شكله أو النحراف في السلطة أو‬

‫‪ 6‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬


‫‪ 7‬الفصل ‪ 126‬من دستور المملكة المغربية ‪.2011‬‬
‫‪ 8‬الفصل ‪ 1‬من ظهير ‪ 1.57.223‬الصادر في ‪ 27‬شتنبر ‪ 1959‬المؤسس للمجلس‬
‫األعلى‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫النعدام التعليل أو لمخالفة القانون‪ ،‬يشكل تجاوزا في استعمال السلطة‪ ،‬يحق للمتضرر‬
‫‪9‬‬
‫الطعن فيه أمام الجهة القضائية اإلدارية المختصة"‪.‬‬
‫‪ -4‬الفصل ‪ 118‬من دستور ‪ 2011‬والذي جاء فيه "كل قرار اتخذ في المجال اإلداري‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫سواء كان تنظيميا أو فرديا‪ ،‬يمكن الطعن فيه أمام الهيئة القضائية اإلدارية المختصة"‪.‬‬
‫بمالحظة الفصل ‪ 1‬من ظهير ‪ 27‬شتنبر ‪ 1957‬المؤسس للمجلس األعلى وكذا الفصل‬
‫‪ 353‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬نجدهما يستخدمان عبارة القرارات الصادرة عن‬
‫السلطات اإلدارية‪ ،‬أي التأكيد على كون القرار موضوع الطعن يجب أن ينبثق عن سلطة‬
‫إدارية تتمتع بام تيازات السلطة العامة‪ ،‬وهو تركيز واضح على المعيار الشكلي أو العضوي‬
‫في تحديد القرار هل يدخل في زمرة القرارات اإلدارية أم ال‪ ،‬فكونه ينبع من سلطة إدارية‬
‫هو شرط أساسي ليتمتع القرار بالصبغة اإلدارية‪ ،‬غير أن المجلس األعلى تنبه ألهمية‬
‫اعتماد المعيار الموضوعي في تحديد القرار اإلداري‪ ،‬وذلك حتى يتمكن من النظر في‬
‫النزاعات المرتبطة بالمرفق العام‪ ،‬والتي يتعلق موضوع الخالف فيها بامتيازات السلطة‬
‫العامة المخولة للخواص‪ ،‬وذلك من خالل قبوله لدعوى إلغاء موجهة ضد مقرر عقوبة‬
‫صادر ضد أحد الحكام عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬وهي هيئة تابعة للقانون‬
‫الخاص فوضت إليها مهمة تسيير مرفق عمومي وامتيازات السلطة العامة الالزمة‬
‫إلنجازها‪ ،‬وذلك من خالل القرار الشهير‪ ،‬سعد ابن الحاج الصايغ ضد الجامعة المغربية‬
‫لكرة القدم‪ ،‬المؤرخ في ‪ 31‬أكتوبر ‪ ،1991‬قرار رقم ‪.310‬‬
‫وعند مالحظة المادة ‪ 20‬من قانون ‪ 41.90‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‪ ،‬نجد المشرع قد‬
‫استخدم تعبير كل قرار إداري دون ذكر مفهوم السلطة اإلدارية‪ ،‬وكأن المشرع يفسح‬
‫المجال للمعيار الموضوعي بالتركيز على مضمون القرار عوض الجهة مصدرة القرار‪،‬‬
‫وقد استجاب القضاء اإلداري سريعا لهذا التوجه الجديد ‪ ،‬ففي حكم إلدارية مراكش رقم ‪45‬‬
‫بتاريخ ‪ 2005/4/5‬في ملف أحمد الهاري ضد المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين‪ ،‬حيث‬
‫قبلت المحكمة الطعن في قرار المنظمة وذهبت في تعليلها "إن المعيار الحقيقي للقرار‬
‫اإلداري االنفرادي هو معيار السلطة العامة وفكرة السلطة‪ ،‬سواء كان هذا القرار صادرا‬
‫‪11‬‬
‫عن سلطة إدارية أم عن سلطة غير إدارية"‪.‬‬
‫وبالنسبة للفصل ‪ 118‬من دستور ‪ 2011‬فهو يبدو أكثر توسعا من المادة ‪ 20‬من قانون‬
‫‪ ، 41.90‬لكونه لم يستخدم عبارة كل قرار إداري وإنما استعمل تعبير كل قرار اتخذ في‬

‫‪ 9‬ظهيـر شريف رقم ‪ ،1.91.225‬الصادر في ‪ 22‬من ربيع األول ‪ 1414‬موافق ل ‪ 10‬سبتمبر ‪ 1993‬بتنفيذ القانون رقم ‪41.90‬‬
‫المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية‪ ،‬صادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4227‬بتاريخ ‪ ،1993/11/03‬المادة ‪.20‬‬

‫‪ 10‬المادة ‪ 118‬من دستورالمملكة المغربية ‪.2011‬‬


‫‪ 11‬جمال العزوزي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪69‬‬
‫‪6‬‬
‫المجال اإلداري‪ ،‬كما شمل القرارات التنظيمية والفردية‪ ،‬وهو بذلك يكرس انهيار المعيار‬
‫الشكلي وفق نص دستوري أعلى‪ ،‬ويزيد من أهمية المعيار الموضوعي الذي يركز على‬
‫طبيعة القرار في ذاته لتحديد نوعه‪ ،‬عوض التركيز على الجهة التي صدر عنها القرار‪،‬‬
‫وهذا المعنى له ما يبرره حاليا لكون اإلدارة لم تعد المصدر الوحيد للقرارات اإلدارية‪،‬‬
‫وأصبحنا نتحدث عن القرارات اإلدارية الصادرة عن أشخاص القانون الخاص‪.‬‬
‫والواقع أن القضاء اإلداري من خالل ديناميته المعهودة واجتهاداته الخالقة قد كرس هذا‬
‫المبدأ من قبل ‪ .‬لكن المشرع الدستوري أراد تحقيق نوع من االنسجام بين مقتضياته المتعلقة‬
‫برقابة القضاء اإلداري‪ ،‬حيث تم توسيع مجال دعوى المسؤولية اإلدارية لتشمل األخطاء‬
‫القضائية من خالل الفصل ‪ 122‬من دستور ‪ ،2011‬لذلك كان الزما تعزيز مجال دعوى‬
‫‪12‬‬
‫اإللغاء من خالل الفصل ‪.118‬‬
‫استنادا للقسم الرابع المتعلق بالمنازعات من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق‬
‫بالجهات‪ ،‬نجد المادة ‪ 237‬تنص على أن الرئيس يمثل الجهة لدى المحاكم ويسهر على‬
‫‪13‬‬
‫الدفاع عن مصالحها أمام القضاء‪ ،‬إذ يتابع جميع مراحل الدعوى‪.‬‬
‫وفي الباب الثالث المتعلق بالمراقبة اإلدارية نجد أنه في المادة ‪ 112‬من القانون التنظيمي‬
‫المتعلق بالجهات‪ ،‬أن والي الجهة يمارس المراقبة اإلدارية على شرعية قرارات رئيس‬
‫المجلس ومقررات مجلس الجهة‪ ،‬وأن كل نزاع في هذا الشأن تبت فيه المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫وهو ما يؤكده الفصل ‪ 145‬من الدستور‪ ،‬إذ يؤكد على أن والة الجهات وعمال العماالت‬
‫واألقاليم يمثلون السلطة المركزية في الجماعات الترابية ويمارسون المراقبة اإلدارية‪،‬‬
‫ويعملون على تنسيق أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية ويسهرون على حسن‬
‫‪14‬‬
‫سيرها‪.‬‬
‫وعلى اعتبار أن الهيئات المحلية تتمتع بأهلية كاملة بصفتها أشخاص اعتبارية‪ ،‬فإنه ال‬
‫يجوز أن يستمر مفهوم الوصاية في الوقت الذي يسعى فيه المغرب إلى المركزية متطورة‬
‫ومتقدمة‪ ،‬وبالتالي فقد انتقلنا من ممارسة الوصاية إلى المراقبة اإلدارية التي يمارسها ممثلوا‬
‫السلطة المركزية‪ ،‬الممثلون في والة الجهات وعمال العماالت واألقاليم‪ ،‬والتي تسعى‬

‫‪ 12‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪66‬‬


‫‪ 13‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 1436‬موافق ل ‪ 7‬يوليوز‬
‫‪ 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 6380‬الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 1436‬موافق ‪ 23‬يوليوز ‪ ، 2015‬المادة ‪.237‬‬
‫‪ 14‬الفصل‪ 145‬من دستور المملكة المغربية ‪.2011‬‬

‫‪7‬‬
‫لتصحيح الوضعية القانونية غير السليمة بعد إساءة الجماعات الترابية الستعمال‬
‫االختصاصات المقررة لها‪.‬‬
‫وبالتالي فالرقابة اإلدارية موزعة بين جهاز اإلدارة ممثلة في عامل العمالة أو اإلقليم وجهاز‬
‫القضاء اإلداري‪ ،‬فهناك تنامي ملحوظ لمجاالت تدخل هذا األخير في حياة المجالس‬
‫الجماعية‪ ،‬بحيث إذا كان عامل العمالة أو اإلقليم يمارس طبقا ألحكام المادة ‪ 115‬من‬
‫القانون التنظيمي ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬مهام المراقبة اإلدارية على شرعية‬
‫قرارات رئيس المجلس ومقررات مجلس الجماعة‪ ،‬فإن كل نزاع في هذا الشأن تبت فيه‬
‫‪15‬‬
‫المحكمة اإلدارية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المنازعات الترابية من خالل القوانين التنظيمية‬


‫بالرجوع للقوانين التنظيمية الثالث المنظمة للجماعات الترابية تم التطرق للمنازعات‬
‫الترابية في القسم السابع من القانون التنظيمي المنظم للجهات وللجماعات والقسم السادس‬
‫من القانون المنظم للعماالت واألقاليم‪ ،‬ويمكن أن نستشف من أهم المقتضيات التي أتى بها‬
‫الباب المتعلق بالمنازعات‪ ،‬أن رئيس الجماعة الترابية يمثلها أمام المحاكم ويتعين عليه‬
‫السهر على الدفاع عن مصالحها أمام القضاء‪ ،‬وهو من يقيم جميع الدعاوى ويتابع مراحلها‬
‫سواء المتعلقة بالحيازة أو األعمال التحفظية أو الموقفة لسقوط الحق ويدافع عن التعرضات‬
‫المقدمة ضد اللوائح الموضوعة لتحصيل الديون المستحقة‪ ،‬كما يقدم كل طلب لدى القضاء‬
‫االستعجالي ويتتبع القضية عند استئناف األوامر الصادرة عن قاضي المستعجالت‬
‫واستئناف هذه األوامر وجميع مراحل الدعوى‪.‬‬
‫وال يتم قبول الدعاوى ضد الجماعات الترابية فيما دعوى تجاوز السلطة ضد الجهة أو‬
‫الجماعة أو العمالة واإل قليم أو ضد قرارات جهازها التنفيذي إال إذا كان المدعي قد اخبر‬
‫رئيس ال جماعة الترابية ووجه إما لوالي الجهة بالنسبة للجهات او عامل العمالة أو اإلقليم‬
‫بالنسب للجماعات و العماالت و األقاليم مذكرة تتضمن موضوع شكايته ويستثنى من ذلك‬
‫دعاوى الحيازة والدعاوى المرفوعة أمام القضاء االستعجالي‪ ،‬ويجب اطالع أعضاء‬
‫المجلس من قبل الرئيس بالدعاوى القضائية التي تم رفعها خالل الدورة العادية أو‬
‫‪16‬‬
‫االستثنائية الموالية لتاريخ إقامتها‪.‬‬

‫‪http://www.bladionline.com 15‬‬

‫‪ 16‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 1436‬موافق ل ‪ 7‬يوليوز ‪ 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 1436‬موافق ‪ 23‬يوليوز ‪ 2015‬من‬
‫المادة ‪ 237‬إلى المادة ‪.242‬‬

‫ظهير شريف رقم ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪) 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق‬
‫بالجماعات‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ )2015‬من المادة ‪ 263‬إلى المادة ‪.268‬‬

‫‪8‬‬
‫بالنسبة للدعاوى التي تتعلق بأداء دين أو بتعويض ال يمكن قبولها من لدن المحاكم المختصة‬
‫تحت طائلة عدم القبول‪ ،‬إال بعد إحالة األمر على والي الجهة بالنسبة للجهات وعامل العمالة‬
‫أو اإلقليم بالنسبة للجماعات أو العماالت واألقاليم‪ ،‬الذي يدرس الشكاية في أجل أقصاه‬
‫ثالثون يوما ابتداء من تاريخ تسليم الوصل‪ ،‬فاذا لم يتوصل المشتكي على رد في اآلجال‬
‫المذكورة أو لم يقبل المشتكي هذا الرد‪ ،‬أمكنه رفع شكايته إلى السلطة الحكومية المكلفة‬
‫ب الداخلية التي تدرسها داخل أجل أقصاه ثالثون يوما ابتداء من تاريخ توصلها بالشكاية‪ ،‬أو‬
‫رفع الدعوى مباشرة أمام المحاكم المختصة‪.‬‬

‫وبالرجوع للقوانين المعمول قبل صدور القوانين التنظيمية المنظمة للجماعات الترابية‪ ،‬نجد‬
‫أن من كان يمثل الجهات أمام المحاكم حسب المادة ‪ 56‬من القانون ‪ ،47.96‬هو عامل‬
‫العمالة أو اإلقليم مركز الجهة وال يجوز له ما لم يرد خالف ذلك في نص تشريعي‪ ،‬أن يقيم‬
‫دعوى قضائية إال بعد موافقة المجلس‪ ،‬غير أنه يجوز له دون قرار من المجلس أن يدافع أو‬
‫يطلب االستئناف في دعوى أو يتابع هذا االستئناف أو يقيم جميع الدعاوى المتعلقة بالحيازة‬
‫أو يدافع عنها أو يقوم بجميع األعمال التحفظية أو الموقفة لسقوط الحق ويدافع عن‬
‫التعرضات المقدمة ضد اللوائح الموضوعة لتحصيل الديون المستحقة للجهة‪ ،‬كما يجوز له‬
‫تقديم كل طلب لدى القضاء المستعجل وتتبع القضية عند استئناف األحكام التي يصدرها‬
‫قاضي المستعجالت واستئناف هذه األحكام‪ ،‬ال يمكن تحت طائلة البطالن إقامة أي دعوة‬
‫غير دعاوى الحيازة والدعاوى المرفوعة إلى القضاء المستعجل على جهة من الجهات إال‬
‫إذا كان المدعي قد وجه من قبل إلى وزير الداخلية أو إلى السلطة التي فوض إليها ذلك‬
‫مذكرة تتضمن موضو ع وأسباب شكايته‪ ،‬ويسلم للمدعي وصل بذلك‪ ،‬ال يمكن رفع الدعوى‬
‫لدى المحاكم إال بعد مضي شهرين على تاريخ الوصل بصرف النظر عن األعمال‬
‫التحفظية‪ ،‬يترتب على تقديم مذكرة المدعى وقف كل تقادم أو سقوط حق إذا رفعت بعده‬
‫دعوى في أجل ثالثة أشهر‪.17‬‬

‫أما بالنسبة للجماعات وحسب المادة ‪ 48‬من الميثاق الجماعي ‪ 78.00‬المعدلة بالمادة‬
‫األولى من القانون ‪ 17.08‬فإن من يمثل الجماعة لدى المحاكم هو رئيس الجماعة ما عدا‬
‫إذا كانت القضية تهمه بصفة شخصية أو بصفته وكيال عن غيره أو شريكا أو مساهما أو‬
‫تهم زوجه أو أصوله أو فروعه المباشرين‪ ،‬وال يجوز له أن يقيم دعوى قضائية إال بمقرر‬
‫مطابق للمجلس‪ ،‬غير أنه يجوز له‪ ،‬دون إذن مسبق من المجلس‪ ،‬أن يدافع أو يطلب‬
‫االستئناف في دعوى أو يتابع هذا االستئناف‪ ،‬أو يقيم جميع الدعاوى المتعلقة بالحيازة‪ ،‬أو‬
‫يدافع عنها‪ ،‬أو يقوم بجميع األعمال التحفظية أو الموقفة لسقوط الحق‪ ،‬ويدافع عن‬

‫ظهير شريف رقم ‪ 1.15.84‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪) 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق‬
‫بالعماالت واألقاليم‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ )2015‬من المادة ‪ 207‬إلى المادة‬
‫‪.210‬‬

‫‪17‬ظهير شريف رقم ‪ 1.97.84‬صادر في ‪ 23‬من ذي القعدة ‪ 1417‬موافق ‪ 2‬أبريل ‪ 1997‬بتنفيذ القانون‬
‫رقم ‪ 47.96‬المتعلق بتنظيم الجهات‪ ،‬الصادر الجريدة الرسمية عدد ‪ 4470‬بتاريخ ‪.1997 /04/03‬‬

‫‪9‬‬
‫التعرضات المقدمة ضد اللوائح الموضوعة لتحصيل الديون المستحقة للجماعة‪ ،‬كما يجوز‬
‫له تقديم كل طلب لدى القضاء المستعجل‪ ،‬وتتبع القضية عند استئناف األوامر الصادرة عن‬
‫قاضي المستعجالت واستئناف هذه األوامر‪.‬‬

‫يطلع الرئيس وجوبا المجلس بكل الدعاوى القضائية التي تم رفعها دون إذن مسبق ‪ ،‬خالل‬
‫الدورة العادية أو االستثنائية التي تلي مباشرة تاريخ إقامتها‪.‬‬

‫ال يمكن‪ ،‬تحت طائلة عدم القبول من لدن المحاكم المختصة‪ ،‬رفع دعوى الشطط في‬
‫استعمال السلطة‪ ،‬غير دعاوى الحيازة أو الدعاوى المرفوعة لدى القضاء المستعجل‪ ،‬ضد‬
‫الجماعة أو ضد قرارات جهازها التنفيذي إال إذا كان المدعي قد أخبر من قبل الجماعة‬
‫ووجه إلى الوالي أو عامل العمالة أو اإلقليم التابعة له الجماعة مذكرة تتضمن موضوع‬
‫وأسباب شكايته‪ ،‬وتسلم هذه السلطة للمدعي فورا وصال بذلك‪..‬‬

‫إذا كانت الشكاية تتعلق بمطالبة الجماعة بأداء دين أو تعويض ‪ ،‬ال يمكن رفع أي دعوى‪،‬‬
‫تحت طائلة عدم القبول من لدن المحاكم المختصة‪ ،‬إال بعد إحالة األمر مسبقا إلى الوالي أو‬
‫العامل الذي يبت في الشكاية في أجل أقصاه ثالثون يوما ابتداء من تاريخ تسليم الوصل‪ ،‬إذا‬
‫لم يتوصل المشتكي برد على شكايته في اآلجال المذكورة أو إذا لم يقبل المشتكي هذا الرد‪،‬‬
‫يمكنه رفع شكايته إلى وزير الداخلية الذي يبت فيها داخل أجل أقصاه ثالثون يوما ابتداء من‬
‫تاريخ توصله بالشكاية‪ ،‬أو رفع الدعوى مباشرة أمام المحاكم المختصة‪..‬‬

‫يترتب على تقديم مذكرة المدعي وقف كل تقادم أو سقوط حق إذا رفعت بعده دعوى في‬
‫‪18‬‬
‫أجل ثالثة أشهر‪.‬‬

‫أما بالنسبة للعماالت واألقاليم فحسب المادة ‪ 41‬من قانون ‪ 79.00‬فإن رئيس العمالة أو‬
‫اإلقليم هو من يمثل العماالت واالقاليم لدى المحاكم‪ ،‬وال يـجوز له أن يقيم دعوى قضائية إال‬
‫‪19‬‬
‫بمقرر مطابق للمجلس‪.‬‬
‫كما تم إحداث بقرار لوزير الداخلية وكيل قضائي للجماعات الترابية تحت طائلة عدم‬
‫القبول‪ ،‬يتولى تقديم المساعدة القانونية للجماعات الترابية وهيئاتها ومجموعات الجماعات‬
‫الترابية ‪ ،‬ويؤهل للترافع أمام المحكمة المحال إليها األمر‪ ،‬ويكون في جميع الدعاوى التي‬
‫تستهدف الجماعات الترابية بأداء دين أو تعويض‪ ،‬ويخول له بناء على ذلك إمكانية مباشرة‬
‫الدفاع عن الجماعة الترابية في مختلف مراحل الدعوى‪ ،‬كما يؤهل الوكيل القضائي‬

‫‪ 18‬ظهير شريف رقم ‪ 297-02-1‬صادر في ‪ 25‬من رجب ‪ 1423‬موافق ل‪ 3‬أكتوبر‬


‫‪ 2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 78-00‬المتعلق بالميثاق الجماعي‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 5058‬بتاريخ ‪ 2002/11/21‬الصفحة ‪.3468‬‬
‫‪ 19‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.269‬صادر في ‪ 25‬من رجب ‪3(1423‬أكتوبر‬
‫‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 79.00‬المتعلق بتنظيم العماالت واألقاليم الصادر في الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 5058‬بتاريخ ‪.2002/11/21‬‬
‫‪10‬‬
‫للجماعات الترابية للنياب ة عنها في جميع الدعاوى بتكليف منها‪ ،‬ويمكن أن تكون خدماته‬
‫‪20‬‬
‫موضوع اتفاقيات بينه وبين الجماعات الترابية وهيئاتها ومجوعاتها‪.‬‬
‫حاالت اللجوء إلى القضاء اإلداري والقضاء اإلستعجالي بالنسبة للجماعات الترابية )الجهة‬
‫نموذجا)‬
‫انطالقا من مقتضيات الفصلين ‪ 149‬و‪ 152‬من ق‪.‬م‪.‬م فإن القواعد الموضوعية النعقاد‬
‫اختصاص القضاء المستعجل تنحصر في توافر شرط االستعجال في المنازعات المطروحة‬
‫عليه‪ ،‬والشرط الثاني هو أن يكون المطلوب إجراء وقتيا ال فصال في أصل الحق‪ ،‬وهو ما‬
‫يسمى بشرط عدم المساس بجوهر النزاع‪.‬‬
‫وتعتبر هاته القواعد الموضوعية قواعد مشتركة بين القضاء المستعجل سواء أمام المحاكم‬
‫العادية أو المحاكم اإلدارية‪ ،‬وذلك إن المادة ‪ 7‬من قانون ‪ 41.90‬المنشئ للمحاكم اإلدارية‬
‫قد أحالت على مقتضيات الفصلين ‪ 149‬و‪ 152‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬وذلك حينما نصت على انه‬
‫تطبق "أمام المحاكم اإلدارية القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ما لم ينص القانون‬
‫‪21‬‬
‫على خالق ذلك‪.‬‬
‫وهذه أهم حاالت اللجوء إلى القضاء اإلداري عامة والقضاء االستعجالي خاصة حسب‬
‫القانون التنظيمي ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪:‬‬
‫➢ في حالة انقطاع أو امتناع الرئيس عن ممارسة مهامه بدون مبرر‪ ،‬قام والي الجهة‬
‫بإعذاره الستئناف مهامه داخل أجل سبعة أيام من أيام‪ ،‬ويبتدئ هذا األجل من تاريخ‬
‫توصل المعني باألمر باإلعذار‪ ،‬إذا تخلف الرئيس أو رفض ذلك بعد انقضاء هذا‬
‫األجل‪ ،‬أحالت السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية األمر إلى القضاء االستعجالي‬
‫بالمحكمة اإلدارية‪ ،‬للبت في وجود حالة االنقطاع أو االمتناع داخل أجل ‪ 48‬ساعة‬
‫من إحالة القضية إليه‪ ،‬يتم البت بواسطة حكم قضائي نهائي وعند االقتضاء بدون‬
‫استدعاء األطراف‪ ،‬إذا أقر القضاء االستعجالي وجود حالة االنقطاع أو االمتناع يحل‬
‫‪22‬‬
‫المكتب‪.‬‬
‫➢ في حالة تداول رئيس المجلس أو رئيس اللجنة لنقاط ال تدخل في نطاق صالحياتهم‬
‫وغير مدرجة في جدول األعمال‪ ،‬يتعرض والي الجهة على كل نقطة مدرجة في‬
‫جدول األعمال ال تدخل في اختصاصات الجهة أو صالحيات المجلس‪ ،‬ويبلغ‬
‫تعرضه معلال إلى رئيس مجلس الجهة داخل األجل المشار إليه في المادة ‪ 42‬من‬

‫‪ 20‬المادة ‪ 242‬من القانون التنظيمي ‪ 111.14‬والمادة ‪ 212‬من القانون التنظيمي‬


‫‪ 112.14‬والمادة ‪ 268‬من القانون التنظيمي ‪.113.14‬‬
‫‪ 21‬مصطفى بونجة‪ ،‬خصوصية القضاء االستعجالي في المادة اإلدارية‪ ،‬منشورات مجلة‬
‫العلوم القانونية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،4/3‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 22‬المادة ‪ 23‬القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫القانون المنظم للجهات‪ ،‬وعند االقتضاء يحيل الوالي تعرضه إلى القضاء‬
‫االستعجالي بالمحكمة اإلدارية للبت فيه داخل أجل ‪ 48‬ساعة ابتداء من تاريخ‬
‫التوصل به‪ ،‬يتم البت بواسطة حكم قضائي نهائي وعند االقتضاء بدون استدعاء‬
‫األطراف‪.‬‬
‫ال يتداول مجلس الجهة‪ ،‬تحت طائلة البطالن‪ ،‬في النقط التي كانت موضوع تعرض تم‬
‫تبليغه إلى رئيس المجلس من قبل والي الجهة وإحالته إلى القضاء االستعجالي بالمحكمة‬
‫اإلدارية ولم يتم بعد البت فيها‪.23‬‬
‫➢ في حالة التجريد من صفة العضوية في المجلس‪ ،‬للعضو المنتخب بمجلس الجهة‬
‫الذي تخلى خالل مدة االنتداب عن االنتماء للحزب السياسي الذي ترشح باسمه‪،‬‬
‫بحي ث يقدم طلب التجريد لدى كتابة الضبط بالمحكمة اإلدارية من قبل رئيس المجلس‬
‫أو الحزب السياسي الذي ترشح المعني باألمر باسمه‪ ،‬وتبت المحكمة اإلدارية في‬
‫‪24‬‬
‫الطلب داخل أجل شهر من تاريخ تسجيل طلب التجريد لدى كتابة الضبط بها‪.‬‬
‫وفي هذا الشأن‪ ،‬جاء في قرار لمحكمة النقض رقم ‪ 1/37‬المؤرخ في‬
‫‪ 2018/01/18‬ملف إداري رقم ‪ ،2017/1/4/3291‬أن المطلوب رئيس جماعة‬
‫أوالد يحيى‪ ،‬تقدم بمقال أمام المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬عرض فيه أن الطالبة هند‬
‫كنانة فازت بعضوية مجلس الجماعة المذكورة في االنتخابات باسم حزب األصالة‬
‫والمعاصرة‪ ،‬وبهذه الصفة شاركت في انتخاب الرئيس غير أنها وجهت استقالتها من‬
‫الحزب المذكور‪ ،‬وكذا من جميع هياته التنظيمية الوطنية والجهوية واإلقليمية‬
‫والمحلية التي كانت عضوا فيها إلى المنسق الجهوي لجهة درعة تافياللت‪ ،‬وتقدمت‬
‫لالنتخابات التشريعية باسم حزب التقدم واالشتراكية‪ ،‬ملتمسا اعتبارا لذلك وتطبيقا‬
‫لمقتضيات الفصل ‪ 51‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬الحكم بتجريدها من صفة‬
‫العضوية بمجلس الجماعة الترابية ألوالد يحيى لكراير وبتحميلها الصائر ‪.‬‬
‫وعليه قضت محكمة النقض بنقض القرار المطعون فيه وبإحالة القضية على نفس المحكمة‬
‫للبت فيها من جديد طبقا للقانون وعلى المطلوب بالصائر ‪.‬‬

‫➢ في حالة ارتكاب رئيس المجلس أفعاال مخالفة للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪،‬‬
‫قامت السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية بمراسلته قصد اإلدالء بإيضاحات كتابية‬
‫حول األفعال المنسوبة إليه‪ ،‬داخل أجل ال يتعدى عشرة (‪ )10‬أيام ابتداء من تاريخ‬
‫التوصل‪ ،‬يجوز للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية أو لوالي الجهة‪ ،‬بعد التوصل‬
‫باإليضاحات الكتابية‪ ،‬أو عند عدم اإلدالء بها بعد انصرام األجل المحدد‪ ،‬إحالة األمر‬
‫إلى المحكمة اإلدارية وذلك لطلب عزل عضو المجلس المعني باألمر من مجلس‬

‫‪ 23‬المادة ‪ ،44‬نفس المرجع‪.‬‬


‫‪ 24‬المادة ‪ ،54‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫الجهة أو عزل الرئيس أو نوابه من عضوية المكتب أو المجلس‪ ،‬وتبت المحكمة في‬
‫الطلب داخل أجل ال يتعدى شهرا من تاريخ توصلها باإلحالة‪.‬‬
‫وفي حالة االستعجال‪ ،‬يمكن إحالة األمر إلى القضاء أالستعجالي بالمحكمة اإلدارية الذي‬
‫‪25‬‬
‫يبت فيه داخل أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ توصله بالطلب‪.‬‬
‫يترتب على إحالة األمر إلى المحكمة اإلدارية توقيف المعني باألمر عن ممارسة مهامه إلى‬
‫حين البت في طلب العزل‪ ،‬ال تحول إحالة األمر إلى المحكمة اإلدارية دون المتابعات‬
‫‪26‬‬
‫القضائية‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬
‫➢ في حالة ربط عضو من أعضاء مجلس الجهة مصالح خاصة مع الجهة أو مع‬
‫مجموعات الجهات أو مع مجموعات الجماعات الترابية التي تكون الجهة عضوا‬
‫فيها‪ ،‬أو مع الهيئات أو مع المؤسسات العمومية أو مع شركات التنمية التابعة لها‪ ،‬أو‬
‫أن يبرم معها أعماال أو عقودا للكراء أو االقتناء أو التبادل‪ ،‬أو كل معاملة أخرى تهم‬
‫أمالك الجهة‪ ،‬أو أن يبرم معها صفقات األشغال أو التوريدات أو الخدمات‪ ،‬أو عقودا‬
‫لالمتياز أو الوكالة أو أي عقد يتعلق بطرق تدبير المرافق العمومية للجهة‪ ،‬أو أن‬
‫يمارس بصفة عامة كل نشاط قد يؤدي إلى تنازع المصالح‪ ،‬سواء كان ذلك بصفة‬
‫شخصية أو بصفته مساهما أو وكيال عن غيره أو لفائدة زوجه أو أصوله أو فروعه‪،‬‬
‫باإلضافة لعقود الشركات وتمويل مشاريع الجمعيات التي هو عضو فيها‪ ،‬أو ثبتت‬
‫مسؤوليته في استغالل التسريبات المخلة بالمنافسة النزيهة‪ ،‬أو استغالل مواقع النفوذ‬
‫واالمتياز أو ارتكب مخالفة ذات طابع مالي تلحق ضررا بمصالح الجهة‪ ،‬تطبق في‬
‫‪27‬‬
‫هذه الحاالت مقتضيات المادة ‪.67‬‬
‫➢ في حالة رفض المجلس القيام باألعمال المنوطة به أو رفض التداول واتخاذ المقرر‬
‫المتعلق بالميزانية أو بتدبير المرافق العمومية التابعة للجهة‪ ،‬أو إذا وقع اختالل في‬
‫سير مجلس الجهة من شأنه تهديد سيرها الطبيعي‪ ،‬تعين على الرئيس أن يتقدم بطلب‬
‫إلى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‪ ،‬عن طريق والي الجهة‪ ،‬لتوجيه إعذار إلى‬
‫المجلس للقيام بالمتعين‪ ،‬وإذا رفض المجلس القيام بذلك‪ ،‬أو إذا استمر االختالل بعد‬
‫مرور شهر ابتداء من تاريخ توجيه اإلعذار‪ ،‬أمكن للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‬
‫‪28‬‬
‫إحالة األمر إلى المحكمة اإلدارية من أجل حل المجلس‪.‬‬
‫باألعمال المنوطة به وترتب عن ذلك إخالل‬ ‫➢ في حالة امتناع الرئيس عن القيام‬
‫المحكمة حالة االمتناع من عدمه عن طريق‬ ‫بالسير العادي لمصالح الجهة تقر‬
‫الحكومية المكلفة بالداخلية األمر إلى القضاء‬ ‫القضاء أالستعجالي‪ ،‬تحيل السلطة‬
‫أجل التصريح من أجل البت في وجود حالة‬ ‫أالستعجالي بالمحكمة اإلدارية من‬

‫‪ 25‬المادة ‪،64‬نفس المرجع‬


‫‪ 26‬المادة ‪ ،67‬نفس المرجع‬
‫‪ 27‬المادة ‪ ،68‬نفس المرجع‬
‫‪ 28‬المادة ‪ ،76‬نفس المرجع‬
‫‪13‬‬
‫االمتناع‪ ،‬يبت القضاء أالستعجالي داخل أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ تسجيل طلب‬
‫اإلحالة بكتابة الضبط بهذه المحكمة‪ ،‬ويتم البت المشار إليه في الفقرة السابقة بواسطة‬
‫حكم قضائي نهائي وعند االقتضاء بدون استدعاء األطراف‪ ،‬إذا أقر الحكم القضائي‬
‫حالة االمتناع‪ ،‬جاز للوالي الحلول محل الرئيس للقيام باألعمال التي امتنع هذا‬
‫‪29‬‬
‫األخير عن القيام بها‪.‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 66‬من نفس القانون على أن القضاء وحده من يختص بعزل أعضاء‬
‫المجلس وبالتصريح ببطالن مداوالت مجلس الجهة وكذا إيقاف تنفيذ المقررات والقرارات‬
‫التي قد تشوبها عيوب قانونية كما يختص القضاء اإلداري وحده في حل المجلس الجهوي‪،‬‬
‫فيما تنص المادة ‪ 75‬بأنه يختص القضاء في حل المجلس اذا كانت مصالح الجهة مهددة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار التنظيمي لمنازعات الجماعات الترابية‪.‬‬


‫نظرا الزدياد تدخل السلطات العمومية العمومية في جميع مناحي وجوانب الحياة‬
‫العامة‪ ،‬وما ينجم عنه من ازدياد للمشاكل والمنازعات اإلدارية‪ ،‬فإن وضع قواعد‬
‫قضائية للفصل في تلك المنازعات وفضها بالطرق المالئمة واإلجراءات‬
‫المناسبة‪ ،‬يشكل اكبر الضمانات وأفضل الوسائل إلقامة دولة الحق والقانون‪ ،‬التي‬
‫‪30‬‬
‫تكفل المصلحة العامة وتحمي حقوق األفراد وحرياتهم‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬قانون ‪ 41.90‬المحدث للمحاكم اإلدارية‬

‫أوال‪ :‬االختصاص النوعي‬


‫تختص المحاكم اإلدارية في المادة ‪ 8‬بالنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق النصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالمعاشات ومنح الوفاة المستحقة للعاملين في مرافق الدولة‬

‫‪ 29‬المادة ‪ ،79‬نفس المرجع‬


‫‪ 30‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬وجيز في المنازعات اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2005‬مطبعة دار‬
‫العلوم‪ ،‬عنابة‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪14‬‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العامة وموظفي إدارة مجلس النواب وموظفي إدارة مجلس‬
‫المستشارين‪ 31‬وعن تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة باالنتخابات والضرائب‬
‫ونزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬وبالبت في الدعاوى المتعلقة بتحصيل الديون المستحقة‬
‫للخزينة العامة والنزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للموظفين والعاملين في مرافق الدولة‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العامة وموظفي إدارة مجلس النواب وموظفي مجلس‬
‫‪32‬‬
‫المستشارين‪.‬‬
‫تختص المحاكم اإلدارية‪ ،‬مع مراعاة أحكام المادتين ‪ 9‬و‪ 11‬من هذا القانون‪ ،‬بالبت ابتدائيا‬
‫في طلبات إلغاء قرارات السلطات اإلدارية بسبب تجاوز السلطة وفي النزاعات المتعلقة‬
‫بالعقود اإلدارية ودعاوي التعويض عن األضرار التي تسببها أعمال ونشاطات أشخاص‬
‫القانون العام‪ ،‬ماعدا األضرار التي تسببها في الطريق العام مركبات أيا كان نوعها يملكها‬
‫شخص من أشخاص القانون العام‪.‬‬
‫وتختص المحاكم اإلدارية كذلك بالنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق النصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالمعاشات ومنح الوفاة المستحقة للعاملين في مرافق الدولة‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العامة وموظفي إدارة مجلس النواب وموظفي إدارة مجلس‬
‫المستشارين وعن تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة باالنتخابات والضرائب‬
‫ونزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬وبالبت في الدعاوي المتعلقة بتحصيل الديون المستحقة‪.‬‬
‫للخزينة العامة والنزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للموظفين والعاملين في مرافق الدولة‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العامة وموظفي إدارة مجلس النواب وموظفي مجلس‬
‫المستشارين‪ ،‬وذلك كله وفق الشروط المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬طعون تتعلق باالنتخابات‬


‫تختص المحاكم اإلدارية في المادة ‪ 26‬بالنظر في الطعون المنصوص عليها في‪:‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.59.161‬بتاريخ فاتح سبتمبر ‪ 1959‬المتعلق بانتخاب مجالس‬
‫الجماعات الحضرية والقروية‪ ،‬بالنظر في النزاعات الناشئة بمناسبة انتخاب ممثلي‬

‫‪ 31‬المادة ‪ 8‬بموجب القانون رقم ‪ 54.99‬بتاريخ ‪ 25‬أغسطس ‪ 1999‬الصادر بتنفيذه‬


‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.99.199‬بتاريخ ‪ 13‬من جمادى األولى ‪ 25( 1420‬اغسطس‬
‫‪ ،)1999‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4726‬بتاريخ ‪ 5‬جمادى اآلخرة ‪ 16( 1420‬سبتمبر‬
‫‪.‬‬
‫‪ ،)1999‬ص ‪2283‬‬
‫‪ 32‬المادة ‪ 8‬بموجب القانون رقم ‪ 68.00‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.00.329‬بتاريخ ‪ 27‬شعبان ‪(1421‬‬
‫‪ 14‬نوفمبر ‪ ،)2000‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4858‬بتاريخ ‪ 24‬رمضان ‪ 21( 1421‬ديسمبر ‪ ،)2000‬ص ‪.3412‬‬

‫‪15‬‬
‫الموظفين في اللجان اإلدارية الثنائية التمثيل المنصوص عليها في الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.58.008‬بتاريخ ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬المعتبر بمثابة النظام األساسي العام للوظيفة‬
‫‪33‬‬
‫العمومية وفي األنظمة األساسية الخاصة بموظفي الجماعات الحضرية والقروية‪.‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.63.273‬بتاريخ ‪ 22‬من ربيع اآلخر ‪ 12( 1383‬سبتمبر‬
‫‪ ) 1963‬المتعلق بتنظيم العماالت واألقاليم ومجالسها‪ ،‬وتحل نتيجة لذلك عبارة "المحكمة‬
‫اإلدارية" وعبارة "رئيس المحكمة اإلدارية" محل عبارة "المحكمة االبتدائية" وعبارة‬
‫"رئيس المحكمة االبتدائية" في الفصول ‪ 10‬و‪ 21‬و‪ 22‬و‪ 27‬و‪ 28‬و‪ 29‬و‪ 30‬من الظهير‬
‫الشريف المذكور‪.‬‬
‫بالنظر في النزاعات الناشئة بمناسبة انتخاب ممثلي الموظفين في اللجان اإلدارية الثنائية‬
‫التمثيل المنصوص عليها في الظهير الشريف رقم ‪ 1.58.008‬بتاريخ ‪ 4‬شعبان ‪1377‬‬
‫(‪ 24‬فبراير ‪ )1958‬المعتبر بمثابة النظام األساسي العام للوظيفة العمومية وفي األنظمة‬
‫األساسية الخاصة بموظفي الجماعات الحضرية والقروية والعاملين في المؤسسات‬
‫‪34‬‬
‫العامة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬فيما يتعلق بالضرائب وتحصيل الديون‬


‫تنص المادة ‪ 35‬تختص المحكمة اإلدارية الواقع في دائرة اختصاصها مقر لجنة العمالة أو‬
‫اإلقليم بالنظر في الطعون المتعلقة بقرارت هذه اللجنة المحدثة بالمادة ‪ 14‬من القانون رقم‬
‫‪ 30.89‬المتعلق بالضرائب المستحقة للجماعات المحلية وهيئاتها‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 1.89.187‬بتاريخ ‪ 21‬من ربيع اآلخر ‪ 21( 1410‬نوفمبر‪.)1989‬‬
‫المادة ‪ :32‬يراد بالمحكمة المختصة لتطبيق المادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 30.89‬المتعلق‬
‫‪35‬‬
‫بالضرائب المستحقة للجماعات المحلية وهيئاتها‪.‬‬

‫‪ 33‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.59.161‬بتاريخ فاتح سبتمبر ‪ 1959‬المتعلق بانتخاب مجالس‬


‫الجماعات الحضرية والقروية‪.‬‬
‫‪ 34‬مرسوم رقم ‪ 2.77.738‬بتاريخ ‪ 13‬شوال ‪ 27( 1397‬شتنبر ‪ )1977‬بمثابة النظام‬
‫األساسي لموظفي الجماعات‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3387‬بتاريخ ‪ 14‬شوال‬
‫‪ 28( 1397‬شتنبر ‪ ،)1977‬ص ‪ ،2728‬كما تم تتميمه وتغييره‪.‬‬
‫‪ 35‬القانون رقم ‪ 30.89‬المتعلق بالضرائب المستحقة للجماعات المحلية وهيئاتها بموجب‬
‫المادة ‪ 176‬من القانون رقم ‪ 47.06‬المتعلق بجبايات الجماعات المحلية‪ ،‬الصادر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.07.195‬بتاريخ ‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30( 1428‬نوفمبر ‪،)2007‬‬
‫‪16‬‬
‫رابعا‪ :‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت‬
‫المادة ‪ :37‬ينقل إلى المحاكم اإلدارية اختصاص المحاكم االبتدائية فيما يتعلق بتلقي وثائق‬
‫إجراءات نزع الملكية من أجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت المنصوص عليها في‬
‫القانون رقم ‪ 7.81‬المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة وباالحتالل المؤقت‪ ،‬وكذلك‬
‫‪36‬‬
‫فيما يخص النظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق القانون المذكور‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬القضاء االستعجالي‬
‫القضاء االستعجالي قضاء استثنائي‪ ،‬خصه المشرع بإجراءات استثنائية ليست هي‬
‫اإلجراءات التي يطبقها قضاء الموضوع‪ ،‬وذلك تحقيقا للهدف المتوخى من وظيفة هذا‬
‫‪37‬‬
‫الصنف من القضاء‪.‬‬
‫ويتميز القضاء االستعجالي عن قضاء الموضوع بمجموعة من الخصائص تتمثل في‬
‫إمكانية إصدار األوامر االستعجالية بالسرعة المناسبة‪ ،‬االستغناء عن اجراءات المسطرة‬
‫الكتابية‪ ،‬و األوامر االستعجالية مشمولة بالنفاذ المعجل بقوة القانون و عدم قابليتها للطعن‬
‫بالتعرض أو الطعن بإعادة النظر‪.‬‬
‫إن المشرع المغربي قد أجاز لقاضي األمور المستعجلة البت في أيام األعياد وغيرها من‬
‫العطل‪ ،‬في حالة االستعجال القصوى‪ ،‬وحتى قبل تقييد الملف بسجالت كتابة الضبط‪ ،‬سواء‬
‫أكان متواجدا في مقر المحكمة أو لبيته‪.‬‬
‫وأيضا فالمشرع لم يحدد ميعادا لحضور الخصوم في القضايا االستعجالية‪ ،‬خالفا لما فعل‬
‫في مسطرة التقاضي أمام محكمة الموضوع‪ ،‬إذ ترك األمر موكوال للسلطة التقديرية لقاضي‬
‫المستعجالت‪.‬‬
‫وبالنظر للسرعة التي تطبع اإلجراءات في القضايا االستعجالية‪ ،‬فقد سمح المشرع لقاضي‬
‫المستعجالت بأن يصرف النظر عن استدعاء الخصم في حالة االستعجال القصوى‪ ،‬وليس‬

‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5583‬بتاريخ ‪ 22‬ذو القعدة ‪ 3( 1428‬ديسمبر ‪ ،)2007‬ص‬


‫‪.3734‬‬
‫‪ 36‬القانون رقم ‪ 7.81‬المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة وباالحتالل المؤقت‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 3685‬بتاريخ ‪ 3‬رمضان ‪ 15( 1403‬يونيه ‪ ،)1983‬ص ‪،980‬‬
‫كما تم تغييره وتتميمه‪.‬‬
‫‪ 37‬محمد منقار بنيس‪ ،‬القضاء االستعجالي‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،1998 ،‬ص‬
‫‪.15‬‬
‫‪17‬‬
‫في ذلك أي مساس بحقوق الدفاع ألن األوامر االستعجالية تتصف بالوقتية وعدم المساس‬
‫بجوهر الحق‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المسطرة الكتابية رغم أهميتها في حماية حقوق الدفاع‪ ،‬فإن بطء هذه‬
‫الم سطرة يتنافى مع طبيعة القضاء المستعجل والسرعة المتوخاة من اللجوء إليه الستصدار‬
‫أوامر وقتية‪ ،‬لذلك تخلى عنها المشرع المغربي في القضايا التي خول البت فيها لقاض‬
‫‪38‬‬
‫منفرد‪ ،‬وعلى الخصوص في التقاضي أمام قاضي األمور المستعجلة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دوريات وزارية ومناشير‬


‫أمام الوضعية والتحوالت التي عرفتها منازعات الجماعات الترابية ‪ ،‬تدخلت وزارة الداخلية‬
‫من خالل مجموعة من الدوريات و المناشير والقرارات‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬
‫الف‬
‫➢ قرار وزير الداخلية يتعلق بالمساعد القضائي للجماعات المحلية رقم ‪ 03‬بتاريخ ‪13‬‬
‫مارس ‪ 2009‬الذي أتى بناءعلى قانون الميثاق الجماعي ‪ 78.00‬وبناء على‬
‫قانون ‪ 45.08‬المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية‪ .‬نص على أن مهام المساعد‬
‫القضائي في الجماعات المحلية‪ ،‬إلى مدير الشؤون القانونية والدراسات والتوثيق‬
‫والتعاون بالمديرية العامة للجماعات المحلية‪،‬وتناط له باإلضافة لالختصاصات‬
‫المخولة له بموجب مرسوم ‪ 2.97.176‬في شأن اختصاصات وتنظيم وزارة‬
‫الداخلية‪ ،‬مهام تقديم المساعدة القانونية للجماعات المحلية ومجموعتها والدفاع أمام‬
‫المحاكم عن مصالح الجماعة‪ ،‬التي تفوض له القضاياالتي تكون فيها مطالبة‬
‫بدين‪،‬وذلك وفق االتفاقيات التي يمكن أن تبرم في هذا االطار بين وزير الداخلية‬
‫والجماعات المحلية ومجموعتها‪ ،‬وتقوم مصلحة المنازعات التابعة لقسم المجالس‬
‫المحلية بمديرية الشؤون والدراسات والتوثيق والتعاون بمهمة كتابة المساعد القضائي‬
‫وتتبع القضايا التي تعرض عليه‪.‬‬
‫وتجب اإلشارة هنا على أنه قبل صدور القوانين التنظيمية وباستقراء الميثاقين‬
‫الجماعيين لكل من سنتين ‪( 1976‬ميثاق ‪ 30‬شتنبر‪ ) 1976‬وميثاق سنة‬
‫‪(2000‬ميثاق رقم ‪ ) 78.00‬كما تم تتميمه وتعديله سنة ‪ ، 2009‬ال نجد ما ينص‬
‫على مؤسسة من هذا القبيل‪ ،‬باستثناء اإلشارة إليه باسم مؤسسة المساعد القضائي‬
‫للجماعات المحلية‪ ،‬في إطار القانون المالي ‪ 45.08‬في المادة ‪ 38‬منه والتي نصت‬
‫على ما يلي " يحدث تحت سلطة وزير الداخلية ‪ ،‬مساعد قضائي للجماعات المحلية‬
‫يملف بتقديم المساعدة القانونية للجماعات المحلية ومجموعاتها ‪ ،‬ويؤهل المساعد‬
‫القضائي في هذا الصدد‪ ،‬للتصرف لحساب الجماعات المحلية ومجموعاتها كمدعي‬
‫عليه عندما تفوضه في الدعاوي التي يكون الهدف منها التصريح باستحقاق ديون‬
‫على تلك الجماعات ومجموعاتها‪.‬‬

‫‪ 38‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.17_16‬‬


‫‪18‬‬
‫كما تم التنصيص على ضرورة إدخال المساعد القضائي في الدعوى تحت طائلة عدم‬
‫قبول المقال كلما أقيمت دعوى بغرض التصريح باستحقاق ديون جماعة محلية أو‬
‫‪39‬‬
‫مجموعاتها‪.‬‬
‫➢ دورية وزير الداخلية رقم ‪ 21/‬ق ت م ‪ 2/‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪ ،2006‬موجهة إلى‬
‫السادة والة وعمال العماالت واألقاليم وعمال المقاطعات بالمملكة‪ ،‬حول ضبط‬
‫المنازعات القضائية للجماعات المحلية وهيئاتها‪.‬‬
‫تم التأكيد في هذه الدورية‪ ،‬على مجموعة من التدابير الواجب اتخاذها‪ ،‬لتفادي‬
‫نزاعات الجماعات الترابية‪ ،‬وتفادي إشكالية تنفيذ االحكام عن طريق حل‬
‫المنازعات بالطرق الحبية‪ ،‬لكون المنازعات تكلف الجماعات المحلية أعباء ماليةهي‬
‫أمس الحاجة إليها وإقتناء العقارات بالتراضي‪ ،‬ألن أغلب النزاعات تتعلق بمنازعات‬
‫عقارية ناتجة عن إقدام اإلدارة المحلية إما على نزعملكية العقارات وفق المسطرة‬
‫المعمول بها‪،‬أو بالترامي مباشرة على احتاللها دون اللجوء إلى مسطرة نزع‬
‫الملكية‪ ،‬كذلك من األسباب الرئيسية التي تؤدي إلى منازعات الجماعات الترابية‪،‬‬
‫هي األخطاء الجسيمة التي يرتكبونها المسؤولين المحليين‪ ،‬إما بالتهاون أو التقصير‬
‫أو تجاهل القواعد القانونية وال تنظيمية‪،‬التي تؤدي إلى تكليف خزينة الجماعات‬
‫المحلية أموالباهظة‪ ،‬يمكن أن تخل بالميزانية المحلية‪ ،‬وتعرقل سير المرافق العامة‪،‬‬
‫لذلك وجب تنبيه هؤالء المسؤولين باألضرار التي يمكن أن تلحق بالجماعات‬
‫المحلية‪ ،‬بسبب أخطائهم وسيحاسبون عليها وفق الفصلين ‪ 79‬و ‪ 80‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود‪ ،‬كذلك تطرقت الدورية إلشكالية تنفيذ األحكام القضائيةبحيث لم‬
‫تعد المحاكم المغربية تأخذ بمبدأ عدم جواز الحجز على األموال العمومية وبالتالي‬
‫يجب إيجاد الوسائل القانونية والمادية الالزمة لتنفيذ هذه االحكام عن طريق برمجة‬
‫االعتمادات الالزمة بال ميزانية الجماعية من أجل أداء ما بذمتها من ديون حفاظا على‬
‫‪40‬‬
‫مصلحتها ومصلحة المتقاضين واحتراما للمشروعية وقدسية القضاء‪.‬‬
‫➢ دورية وزير الداخلية رقم ‪ 120/‬م م م بتاريخ ‪ 9‬أغسطس ‪ 2000‬موجهة إلى السادة‬
‫والة وعمال عماالت وأقاليم المملكة حول التذكير بضررة تنفيذ االحكام والقرارات‬
‫القضائية تم التأكيد في هذا عل أن سلطة الوصاية المركزية ستتعامل مع المبالغ‬
‫المالية التي تحكم بها المحاكم برسم تعويضات لفائدة المتقاضين ضد الجماعات‬

‫‪ 39‬قرار وزير الداخلية يتعلق بالمساعد القضائي للجماعات المحلية رقم ‪ 03‬بتاريخ ‪13‬‬
‫مارس ‪ 2009‬الذي أتى بناءعلى قانون الميثاق الجماعي ‪ 78.00‬وبناء على قانون ‪45.08‬‬
‫المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪ 40‬دورية وزير الداخلية رقم ‪21/‬ق ت م ‪2/‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪ ،2006‬موجهة إلى السادة‬
‫والة وعمال العماالت واألقاليم وعمال المقاطعات بالمملكة‪ ،‬حول ضبط المنازعات القضائية‬
‫للجماعات المحلية وهيئاتها‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫المحلية بمثابة ن فقات إجبارية وإدراجها إن اقتضى الحال بميزانيات الجماعات المعنية‬
‫‪41‬‬
‫في حالة رفضها أداء المبالغ المذكورة ألصحابها‪.‬‬

‫➢ منشور الوزير األولرقم ‪ 1/2008‬بتاريخ ‪ 4‬فبراير ‪ 2008‬موجه إلى السيد وزير‬


‫الدولة والوزراء وكتاب الدولة والمندوبين السامين‪،‬حول تنفيذ األحكام والقرارات‬
‫القضائية النهائية‪.‬‬
‫تم التأكيد فيه على أن إصدار األوامرمن قبل المحاكم بحجز ما للمدين لدى‬
‫المحاسبين العموميين‪ ،‬الذين يتعين تنفيذها تحت طائلة تحملهم غرامات تهديدية‪ ،‬التي‬
‫تطبق على كل تأخير‪،‬فتفاديا لهذا يجب على الجماعات المحلية إلى جانب باقي‬
‫السلطات العمومية أن تدفع األموال المستحقة‪ ،‬وذلك في حدود االعتمادات التي تتوفر‬
‫عليها الجماعات المحلية‪ ،‬مع فتح االعتمادات الكفيلة بتغطية المبالغ المتبقية وذلك‬
‫‪42‬‬
‫بتخصيص فقرة من ميزانية الجماعة المحلية‪.‬‬
‫➢ منشور الوزير األول عدد‪98 37/‬بتاريخ ‪ 31‬غشت ‪1998‬موجه إلى السيد وزير‬
‫الدولة والسادة الوزراء وكتاب الدولة حول تنفيذ األحكام والقرارات النهائية‪.‬‬
‫اعتبر هذا المنشورأن االمتناع عن تنفيذ حكم أصبح نهائيا واكتسب قوة الشيء‬
‫المقضي به‪ ،‬يعتبر في مفهوم القانون الجنائي تحقيرا ألمر قضائي‪ ،‬ومايترتب عن‬
‫ذلك من جزاءات قانونية‪،‬وأكد المنشور على وجوب تنفيذ األوامر واألحكام‬
‫والقرارات القضائية الصادرة في مواجهة إدارةالدولة والمؤسسات العمومية‬
‫والجماعات الترابية‪.‬‬

‫➢ منشور الوزير األول عدد ‪ 4/2002‬بتاريخ ‪27‬مارس ‪2002‬موجه إلى السيدة‬


‫الوزيرة والسادة الوزراء وكتاب الدولة‪ ،‬حول مقاضاة الوزارات والجماعات المحلية‬
‫فيما بينها أمام القانون‪.‬‬
‫بحيث اعتبر الوزير األول في هذا المنشور أن اللجوء إلى المحاكم كلما كان هناك‬
‫نزاع داخل الوزارات أو الجماعات المحلية أو المؤسسات العمومية‪ ،‬من شأنه أن‬
‫يمس بتماسك وحدة األجهزة التابعة للسلطة التنفيذية‪،‬وأكد على ضرورة اللجوء قدر‬
‫المستطاع للتفاوض والتوافق للوصول إلى حلول رضائية‪،‬وفي حالة عدم نجاح هذا‬
‫المسعى يرفع األمر للوزير األول للقيام بدور الحكم والفصل النهائي في النزاع‪،‬‬
‫وفي حالة وقوع نزاع بين اإلدارات‪ ،‬يجب على رؤساء الجماعات المحلية الذين‬

‫‪ 41‬دورية وزير الداخلية رقم ‪ 120/‬م م م بتاريخ ‪ 9‬أغسطس‪ 2000‬موجهة إلى السادة والة‬
‫وعمال عماالت وأقاليم المملكة حول التذكير بضررة تنفيذ األحكام والقرارات القضائية‪.‬‬
‫‪ 42‬منشور الوزير األول رقم ‪ 1/2008‬بتاريخ ‪ 4‬فبراير ‪ 2008‬موجه إلى السيد وزير‬
‫الدولة والوزراء وكتاب الدولة والمندوبين السامين‪،‬حول تنفيذ األحكام والقرارات القضائية‬
‫النهائية‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫يشرفون عليها‪ ،‬وفي حالة عدم الوصول لحل توافقي‪ ،‬أن يرفعواألمر إلى الوزارة‬
‫‪43‬‬
‫الوصية للقيام بدور الوساطة والتحكيم‪.‬‬

‫كل المناشير والدوريات والقرارات المتعلقة بمنازعات الجماعات التراببة‪ ،‬تؤكد على مبدأ‬
‫سيادة القانون‪ ،‬وضرورة اإللتزام بقرارات القضاء‪ ،‬ومراعاة األحكام القضائية النهائية‪ ،‬التي‬
‫اكتسبت قوة الشيء المقضي به‪ ،‬سواء صدرت ضد الدولة أو الجماعات الترابية‬
‫أوالمؤسسات العمومية‪ ،‬غير أن المتابعة المنتظمة لتطور القضايا المرفوعة ضد الجماعات‬
‫المحلية‪ ،‬ولمدى تنفيذ مقتضيات الدوريات والمناشير الصادرة بهذا الشأن‪ ،‬أظهرت أن هذا‬
‫القطاع‪ ،‬وعلى أهميته لم يح ظ بعد بالعناية واالهتمام الكافيين من لدن المصالح المحلية‬
‫المختصة ‪ ،‬فقد تبين من خالل دراسة القضايا التي عرفتها الجماعة المحلية كمدعى عليها أن‬
‫عدد المنازعات القضائية واألحكام الصادرة ضدها وحاالت عدم تنفيذ هذه األحكام قد‬
‫تصاعد بشكل كبير نتيجة لعدد من الثغرات واالختالالت القانونية والمسطرية التي شابت‬
‫عملها أثناء تدبيرها لهذا القطاع‪ ،‬فضال عن تسجيل تهاون وعدم اهتمام من جانبها طيلة مدة‬
‫سريان الدعاوى أمام القضاء‪.‬‬

‫‪ 43‬البوابة الوطنية للجماعات الترابية‬


‫‪ http://www.pncl.gov.ma/EspaceJuridique/Pages/‬نزاعات‪-‬الجماعات‪-‬‬
‫المحلية‬

‫‪21‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫عرفت منازعات الجماعات الترابية تطورا ملحوظا خالل السنوات األخيرة‪ ،‬سواء من حيث‬
‫العدد والمضمون‪ ،‬ومن حيث األحكام الصادرة ضد الجماعات الترابية‪.‬‬
‫فالجداول المتعلقة بالقضايا التي تعرفها الجماعات الترابية كمدعى عليها‪ ،‬والتي تم‬
‫إعدادها من طرف هذه األخيرة بناءا على طلب من المديرية العامة للجماعات الترابية‪،‬‬
‫تكشف أن عدد منازعاتها القضائية واإلدارية‪ ،‬واألحكام الصادرة ضدها‪ ،‬وحاالت عدم‬
‫التنفيذ تتصاعد بشكل كبير ومستمر وتتمحور معظم الدعاوى حول دعاوى اإللغاء ودعاوى‬
‫التعويض‪.‬‬
‫هذه المنازعات اإلدارية تخلف تكاليف مالية باهظة تساهم في إثقال كاهل الجماعات‬
‫الترابية‪.‬‬

‫ملحق‬

‫‪22‬‬
‫القــرار رقــــم ‪1/37‬‬
‫‪2018/01/18‬‬ ‫الـمـؤرخ فـ‬ ‫المملـكـة المغـربيـة‬
‫ـلـف إداري‬ ‫ــــــــــــــ‬
‫رقــــــــــــــــــــــــم ‪2017/1/4/3291‬‬
‫الحمد هلل وحده‬

‫هنة كنانة‬
‫ضة‬ ‫باسـم جاللــة الملــك وطبقا للقانون‬
‫رئيس الجماهة الاراتية اوالد يحيى‬

‫إن الغرفة اإلدارية (القسم األول) بمحكمة النقض فـ جلسـا ا النلنيـة المننقـة تاـاري‪:‬‬
‫‪ 2018/01/18‬أصةرت القرار اآلت نصه‬

‫تـيــن هنة كنانة‪ ،‬الساكنة بسكاور ‪ M‬فيال رقم ‪ 84‬فونا اكادير‪.‬‬


‫ت ي ــة أكــادير والمقبــول للاراف ـ‬ ‫ينــوع هن ـ ا األســاا طاهــا هبــة المــننم المحــا‬
‫أ ام حكمة النقض‪.‬‬
‫الطالبة‬

‫وبـيـن رئيس الجماهة الاراتية أوالد لكراير رشية القادري همالة زاكور ‪.‬‬
‫المطلوع‬

‫‪23‬‬
‫‪ 2017/07/18‬مااط فااتط ال ل ا ة المااورخ ة أى ا ه‬ ‫بن ا ع ى اام الما ا ف المتاااخ ب ا‬
‫ىااط‬ ‫ف ا ال اتمااإ ىلاام ئاااا الا ا ات ىااد ‪ 775‬الص ا‬ ‫بخاس ا ة ئ ه ا اذس ا ا ى ااد الماان‬
‫قا ا ا ا ا ‪:‬‬ ‫‪ 2017/05/10‬ا ا ا ا ااإ الم ا ا ا ا ا‬ ‫ب ااااا‬ ‫محكم ا ا ا ااة ا سا ا ا ا ا ن ط اإل ا ا ا ا ااة ما ا ا ا ا ات‬
‫‪.2017/7212/648‬‬
‫وبن ع ى م اذو اق اذختى المدلم ب اإ الم ‪.‬‬
‫وبن ع ى م ق ئخن المس تة المدئية المؤ خ اإ ‪ 28‬ش ن ت ‪.1974‬‬
‫اإ ‪.2017/09/14‬‬ ‫وبن ع ى م اذمت ل خ إ واإلب غ الص‬
‫وبنا ا ا ا ع ى ا ا ا اام اإلىا ا ا ا ة ب يا ا ا اايط الاتا ا ا ااية اا ا ا ااإ ال سا ا ا ااة ال نيا ا ا ااة المن اا ا ا اادة ب ا ا ا ا‬
‫‪.2018/01/18‬‬
‫وبن ع ى م المن اة ى م ال تايط ومط ينخب ىن م وىدة حتخ ‪.‬‬
‫الماا اات السا اايد المص ا ا لم الا اادح ئإ ات ا اته اا ااإ ا ااوه ال سا ااة‬ ‫وب ا ااد ا ا وة المس ر ا ا‬
‫ت المح مإ ال ة السيد س بق الرتق وي‪.‬‬ ‫ىلم مس ن‬ ‫وا س م‬
‫وبنة المةاولة طبقا للقانون‬
‫ىلم متاج ااه أىا ه‪ ،‬أن‬ ‫حيث يؤخو مط وث هق الم ‪ ،‬ومط الا ات الم خن ايه المر‬
‫ا ا يت ب ا ا‬ ‫ال م ا ااخب ها اايأ جم ىا ااة أو قحيا اام اا اادة ما ا ا ف أم ا ا ة المحكما ااة اإل ا ا ااة‬
‫‪ 2016/11/03‬ىااتف ايااه أن ال ل ااة نااد رن ئااة ا ا لت تااخ ة م ااأ ال م ىااة المااورخ ة‬
‫‪ 2015/09/04‬س ا ا حا ااةب اذما ا لة والم م ا اتة لا ااداهتة‬ ‫اا ااإ ا ئ خ ا ا ت الم ا اتاة ب ا ا‬
‫اااإ‬ ‫ا ئ خ بية ق ‪ 11‬لداهتة ل هحااة اإلفا اية المخصصااة ل نسا ع‪ ،‬وب ااوه الصاالة شا ر‬
‫مااط الحااةب المااورخ ورااوا‬ ‫اسا ا ل‬ ‫‪ 2016/09/09‬وج‬ ‫ائ خ ب التهيأ غيت أئ ب‬
‫ىتاخا اي ا ىلاام‬ ‫مط جميع يآ ه ال نظيمية الخفنيااة وال خ ااة واإلق يميااة والمح يااة ال ااإ ر ئا‬
‫ل ئ خ ت ال راات ية‬ ‫‪ 2016/10/07‬ادم‬ ‫المنسق ال خي ل ة ىة اي ل ‪ ،‬وب‬
‫ياا ا لما ت ااي ت اللصا ا ‪ 51‬م ااط‬ ‫سا ا ح ااةب ال ا اادة وا شا ا ات ية‪ ،‬م مسا ا اى ا ا ا ل ااولف و‬
‫الا ا ئخن ق ا ‪ 113/14‬الحك ا ب ت ااد مااط ماالة ال تااخ ة م ااأ ال م ىااة ال تابيااة ذو‬
‫المحكم ااة ب ت ااد‬ ‫قحي اام لي اتي اات وب حمي ا ا الصا ا هت‪ ،‬وب ااد ال ا اخاب و ما ا ة اإلجا اتاعات قتا ا‬
‫الصا هت‪،‬‬ ‫ند رن ئة مط ىتخ ة م أ جم ىة أو قحيم ليتايت مع حمي‬ ‫المدىم ى ي‬

‫‪24‬‬
‫ال ااإ أيد ااه ما تاام الا ا ات‬ ‫حك ا اس ا ئل ه ال ل ااة أم ا ة محكمااة ا س ا ن ط اإل ا ااة م ا ات‬
‫الم خن ايه لناا‪.‬‬
‫ف الوسيلة الوحية للطنن‬
‫حيااث يااط ال ل ااة الا ا ات الم ااخن ايااه بناص ا ن ال ي ا الم اخالي ئ دامااه‪ ،‬الااف أن‬
‫خ ي ا ى ااط ائ م ه ا ا السي س ااإ لح ااةب اذم ا لة والم م اتة م ااط‬ ‫المحكم ااة مص ااد ه اس ر اال‬
‫سا ال ااادة وا شا ات ية‪ ،‬ون‬ ‫خ ف م صق مدلم ه مااط فااتط الم ااخب قليااد أئ ا تشااح‬
‫أحك ة اللص ‪ 417‬مااط قا ئخن‬ ‫ت أن الم صق المورخ ليأ ح ة ر بية ذئه قخ ل‬ ‫أن‬
‫ا ل اةم ا ا ت وال اا ااخ ‪ ،‬ا ا ااخ لا اايأ بخثياا ااة سا اامية أو ىتايا ااة و م اتس ا ا ت و بتقي ا ا ت و ا ا ا ت‬
‫ااخ م اات و قااة حما م مخىااة‬ ‫ل تايط أو قخاه ل سمساتة و مااورتات أو ااخا يت ما خلااة‪ ،‬با‬
‫مط الم ي ت ومخ ذشخ ص ون أن يخن م ة ىااط ج ااة مخ صااة أو مصا قة ى ي ا‬
‫ى ا و تاامين أي م يا ت شا ع‪،‬‬ ‫ااإ وثا هق قمكااط ذي را ن أن قاااخة‬ ‫‪ ،‬وإئم‬ ‫مط ق‬
‫س ا ال ا اادة‬ ‫ور ا ن ى ي ا أن ن ااو الم ااخب ا ن ي اادلإ م ا قلي ااد س ا خر إلج اتاعات ال تش ا‬
‫بااولف‬ ‫وا ش ات ية‪ ،‬وحصخل ى م ةرية مط وا الحةب وأن حاااق مااط ااوه الخقا هع وختقا‬
‫ما تااي ت اللصا ‪ 440‬مااط قا ئخن ا ل اةما ت وال اااخ ‪ ،‬اتا ىااط أن ما أ لاام ااه الم ااخب‬
‫ىااط ائ م ه ا السي سااإ مااط ىدمااه‪،‬‬ ‫ر ن ق م ات ى اام حديااد ما ىاا خ ا‬ ‫خصخص اس ا ل‬
‫ا لا خف أو الااتاا رما أئ ا لا يا ال ا‬ ‫محااد‬ ‫خ مة وأن ا س ا لة ل ا تن ي مخقا‬
‫اي مط فتط اللت ال ااخي والااف سا خا المسا فت اإل ا ااة وال نظيميااة اااإ الااف‪ ،‬وىتفا‬
‫ل ناا‪.‬‬ ‫ق ات‬
‫حيااث ما تاام الما ة ‪ 63‬مااط النظا ة اذس سااإ لحااةب اذم ا لة والم ماتة ا ئااه لي ا‬
‫منختط أو منختفة أن قادة اس ا ل ه مط الحةب م م ش ع‪ ،‬و ط أن ي الف بخاس ة س لة‬
‫و خجااه ىلاام اذماايط ال ااخي الااوي ين سااط ىلي ا حةبي ا الااوي يخج ا‬ ‫ث ب ااة المخفااخ وال ا‬
‫المك ط الليد الإ اإ ف ااط ا سا ا لة اخا أجا‬ ‫بدون خيت ىلم اذميط ال ة ل حةب‪ ،‬و‬
‫اخا ا اذجا ا الم ااورخ ق ااخ ل سا ا ا لة‪ ،‬وأن‬ ‫اات ى اادة ال ا ا‬ ‫ال خما ا ‪ ،‬و‬ ‫شا ا ت م ااط ا ا‬
‫ى يه لا ياادف ما قليااد‬ ‫ىليه ىلم أئه ‪" :‬وحيث ل ط ر ن المس ئ‬ ‫المحكمة اس ندت ايم ائ‬
‫‪ 2016/8/12‬ىلاام المنسااق اإلق يمااإ لحااةب‬ ‫ب ا المس ا ئلة ب ا‬ ‫أن ا س ا ا لة ال ااإ ااادم‬
‫صاالة ئ هيااة و ج ااة اي ا‬ ‫اذم لة والم متة ب اة خ ة وال إ أ دت اي أئ ا ااادة اسا ا ل‬

‫‪25‬‬
‫م ااط الح ااةب الم ااورخ وم ااط جمي ااع يآ ااه ال نظ يمي ااة الخفني ااة وال خ ااة واإلق يمي ااة ال ااإ ر ئا ا‬
‫اي ا مااط لاادن الحااةب الم نااإ ا ذمت واا ا ل ج اتاعات المنصااخص‬ ‫ىتااخة اي ا قااد ا ال ا‬
‫أن الساايدة نااد‬ ‫ى اام وثا هق الم ا‬ ‫ى ي ا اااإ ئظ مااه الااداخ إ ا ئااه ي اايط مااط خا ف ا ف ا‬
‫‪ 7‬أ ااخبت ‪ 2016‬س ا حااةب ال ااادة‬ ‫ل ئ خ ا ت ال راات ية الم اتاة ب ا‬ ‫ن ئااة قااد تشااح‬
‫مط هحة ال تشي بتسا الااداهتة ا ئ خ بيااة المح يااة ب اة ااخ ة والماادلم‬ ‫وا ش ات ية حسط الث ب‬
‫خقي ا و راايت ىلاام‬ ‫‪ 217/1/30‬وال ااإ حما‬ ‫لألم ب ا‬ ‫ا‬ ‫صخ ة مص ق ى م م‬
‫ىااط ىئ م ه ا السي سااإ الس ا بق‪،‬‬ ‫رخري ااة ل ااف ال هحااة‪ ،‬و ااخ م ا ق اات م ااه قااد خ ا‬ ‫ماال‬
‫ب ت د مط ىتخ ة م أ جم ىااة أو‬ ‫يخن محكمة الد جة اذولم حينم قت‬ ‫ومط‬
‫الصخاب‪ "...‬اإ حيط أث ت المسا ئلة أم م ا‬ ‫قحيم ليتايت اس ن ا ىلم وه ال ة قد م ا‬
‫س حةب ال ادة‬ ‫كخن الم صق الم مد ى يه مط فتط المحكمة اإل ا ة الوي قليد تشح‬
‫ياان ا لااي‬ ‫وا شا ات ية ل اااخف ب خ ي ا ىااط ائ م ه ا السي سااإ لحااةب اذما لة والم ماتة‬
‫ى ا ه م اات م صااق‬ ‫ا ا ل ئ خ ا ت ال راات ية س ا الحااةب المااورخ‬ ‫ى اام أئ ا تشااح‬
‫ما ت ااي ت اللص ا ‪ 417‬م ااط ق ا ئخن ا ل اةم ا ت وال ا ااخ ا ااخ ل اايأ بخثيا ااة س اامية أو‬ ‫قخ ا ل‬
‫ا ااخ م ا اات و قا ااة م مخىا ااة ما ااط الم ي ا ا ت وما ااخ‬ ‫ىتايا ااة و م اتس ا ا ت وبتقي ا ا ت‪ ،...‬ب ا ا‬
‫ذشخ ص ون أن يخن م ة ىااط ج ااة مخ صااة أو مصا ق ى ي ا مااط ق ا ‪ ،‬وب ل ا لإ‬
‫ق اات ح ااة ر بيااة ى اام م ا فاامط ااه مااط م خم ا ت ور ا ن ى ااإ المحكمااة أن حاااق مااط‬
‫ت لي‬ ‫ك وس ه ال حايق المخخلة ل ق ئخئ ال إ‬ ‫اي‬ ‫ئظ مية ا س ا لة ال إ ئ لى‬
‫ىمك ئية ال تاجع ىن وا ة اإ ر حاايط ف لما لا‬ ‫ق ف ى م ال خ إ ىط ال تخ ة م ام‬
‫ىااط ال ا ل اإل ا ي ل حااةب الااوي ل ا ي خااو ر ا ئ مخقل ا س اخاع‬ ‫ا ااتن ا ا ات ماات م ا‬
‫ون أن‬ ‫لا خف أو التاا‪ ،‬والمحكمة مصد ة الا ات الم خن ايه لم أيدت الحكا المسا ئ‬
‫ااه أس س ا‬ ‫ا لم ا قتا‬ ‫حاااق مااط ئظ ميااة ا سا ا لة المن ا ل اي ا مااط فااتط ال ل ااة لا‬
‫ئ قص ال ي المخالي ئ دامه وىتف ه ل ناا‪.‬‬ ‫محيح مط الا ئخن وج ع ق ات‬

‫لـ ـذه األسـبـاع‬


‫محكمة الناا بناا الا ات الم خن ايه وب ح لة الاتية ى م ئلااأ المحكمااة‬ ‫قت‬
‫اي مط جديد ف ا ل ا ئخن وى م الم خب لص هت‪.‬‬ ‫ل‬

‫‪26‬‬
‫الم ااورخ أىا ا ه ا ى ااة‬ ‫وب ااه م ااد الاا ا ات و ااإ ا ااإ ال س ااة ال ني ااة المن ا اادة ل ا‬
‫ال ي ااة الح مااة م تر ااة مااط هاايأ ال تاااة‬ ‫ال س ا ت ال قااة محكمااة الااناا لتب ا ط‪ ،‬ور ئ ا‬
‫أى إ والمس ر ط الس ا ة ‪ :‬المص لم الدح ئإ‬ ‫اإل ا ة (الاس اذوف) السيد ى د الم يد‬
‫مااات ا‪ ،‬احمااد ينيااة‪ ،‬ى ااد ال ا ق ايياات‪ ،‬ئ قااة ل خسااإ وبمحتاات المح ا مإ ال ا ة الساايد س ا بق‬
‫الرتق وي‪ ،‬وبمس ىدة ر ة الت ط السيدة ئليسة الحتاق‪.‬‬
‫كاتبــــــــــــــة‬ ‫المساشار المقرر‬ ‫رئيس الغرفة‬
‫الضبط‬

‫‪27‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫كتب‪:‬‬
‫_جمال العزوزي‪ ،‬المنازعات اإلدارية على ضوء أهم االجتهادات القضائية‪ ،‬منشورات‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ ،‬سلسلة فقه القضاء اإلداري‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،4/3‬مطبعة أمنية‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني ‪.2016‬‬
‫_محمد األعرج‪ ،‬قانون منازعات الجماعات المحلية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة‬
‫المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،2008 -58‬مطبعة دار النشر المغربية‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫_محمد الصغير بعلي‪ ،‬وجيز في المنازعات اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2005‬مطبعة دار‬
‫العلوم‪ ،‬عنابة‪.‬‬
‫_محمد المجدوبي‪ ،‬منازعات أمالك الجماعات الترابية على ضوء اجتهادات القضاء‬
‫اإلداري المغربي‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2014‬مطبعة االمنية‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫_محمد منقار بنيس‪ ،‬القضاء االستعجالي‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪.1998 ،‬‬
‫_مصطفى بونجة‪ ،‬خصوصية القضاء االستعجالي في المادة اإلدارية‪ ،‬منشورات مجلة‬
‫العلوم القانونية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،4/3‬مطبعة أمنية‪ ،‬الجزء الثاني ‪.2016‬‬

‫النصوص القانونية‪:‬‬
‫_ ظهير شريف رقم ‪ 1.11.91‬صادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 29( 1432‬يوليو ‪)2011‬‬
‫بتنفيذ نص الدستور الجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪30(1432‬‬
‫يوليو ‪.)2011‬‬
‫_ ظهير شريف رقم ‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪)2015‬‬
‫بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪6380‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪.)2015‬‬

‫‪28‬‬
‫_ ظهير شريف رقم ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪)2015‬‬
‫بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪6380‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪.)2015‬‬
‫_ ظهير شريف رقم ‪ 1.15.84‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪)2015‬‬
‫بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪ .‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 6380‬الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪.)2015‬‬
‫_ظهيـر شريف رقم ‪ 1.91.225‬صادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4227‬بتاريخ‬
‫‪ ،1993/11/03‬الصادر في ‪ 22‬من ربيع األول ‪ 10( 1414‬سبتمبر ‪)1993‬بتنفيذ القانون‬
‫رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫_ظهير شريف رقم ‪ 1.97.84‬صادر في ‪ 23‬من ذي القعدة ‪ 2( 1417‬أبريل ‪)1997‬‬


‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 47.96‬المتعلق بتنظيم الجهات الصادر بتاريخ ‪1997 /04/03‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 4470‬الصفحة ‪.556‬‬
‫_ ظهير شريف رقم ‪ 297-02-1‬صادر في ‪ 25‬من رجب ‪ 213( 1423‬أكتوبر ‪)2002‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 78-00‬المتعلق بالميثاق الجماعي‪.‬‬
‫_ ظهير شريف رقم ‪ 1.02.269‬صادر في ‪ 25‬من رجب ‪3(1423‬أكتوبر‬
‫‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 79.00‬المتعلق بتنظيم العماالت واألقاليم الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 5058‬بتاريخ ‪.2002/11/21‬‬
‫_القانون رقم ‪ 7.81‬المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة وباالحتالل المؤقت‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 3685‬بتاريخ ‪ 3‬رمضان ‪ 15( 1403‬يونيه ‪ ،)1983‬ص ‪ ،980‬كما تم‬
‫تغييره وتتميمه‪.‬‬

‫_ مرسوم رقم ‪ 2.77.738‬بتاريخ ‪ 13‬شوال ‪ 27( 1397‬شتنبر ‪ )1977‬بمثابة النظام‬


‫األساسي لموظفي الجماعات‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3387‬بتاريخ ‪ 14‬شوال ‪28( 1397‬‬
‫شتنبر ‪ ،)1977‬ص ‪ ،2728‬كما تم تتميمه وتغييره‪.‬‬

‫مناشير ودوريات‪:‬‬

‫_قرار وزير الداخلية يتعلق بالمساعد القضائي للجماعات المحلية رقم ‪ 03‬بتاريخ ‪13‬‬
‫مارس ‪ 2009‬الذي أتى بناءعلى قانون الميثاق الجماعي ‪ 78.00‬وبناء على قانون ‪45.08‬‬
‫المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية‪.‬‬
‫_ منشور الوزير األول رقم ‪ 1/2008‬بتاريخ ‪ 4‬فبراير ‪ 2008‬موجه إلى السيد وزير‬
‫الدولة والوزراء وكتاب الدولة والمندوبين السامين‪،‬حول تنفيذ األحكام والقرارات القضائية‬
‫النهائية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫_ دورية وزير الداخلية رقم ‪21/‬ق ت م ‪2/‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪ ،2006‬موجهة إلى السادة‬
‫والة وعمال العماالت واألقاليم وعمال المقاطعات بالمملكة‪ ،‬حول ضبط المنازعات القضائية‬
‫للجماعات المحلية وهيئاتها‪.‬‬
‫_ دورية وزير الداخلية رقم ‪ 120/‬م م م بتاريخ ‪ 9‬أغسطس‪ 2000‬موجهة إلى السادة والة‬
‫وعمال عماالت وأقاليم المملكة حول التذكير بضررة تنفيذ األحكام والقرارات القضائية‪.‬‬
‫_منشور الوزير األول عدد ‪ 4/2002‬بتاريخ ‪27‬مارس ‪2002‬موجه إلى السيدة الوزيرة‬
‫والسادة الوزراء وكتاب الدولة‪ ،‬حول مقاضاة الوزارات والجماعات المحلية فيما بينها أمام‬
‫القانون‪.‬‬
‫_منشور الوزير األول عدد‪98 37/‬بتاريخ ‪ 31‬غشت ‪1998‬موجه إلى السيد وزير‬
‫الدولة والسادة الوزراء وكتاب الدولة حول تنفيذ األحكام والقرارات النهائية‪.‬‬
‫_ قرار وزير الداخلية يتعلق بالمساعد القضائي للجماعات المحلية رقم ‪ 03‬بتاريخ ‪13‬‬
‫مارس ‪2009‬‬

‫مواقع االكترونية‪:‬‬

‫‪ http://www.pncl.gov.ma/EspaceJuridique/Pages/‬نزاعات‪-‬الجماعات‪-‬‬
‫المحلية البوابة الوطنية للجماعات الترابية‬
‫‪http://www.bladionline.com‬‬

‫‪https://www.marocdroit.com‬‬

‫الفهرس‬

‫المقدمة ‪1 ..............................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار القانوني لمنازعات الجماعات الترابية ‪4...............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المنازعات الترابية من خالل دستور ‪4 ..................... 2011‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المنازعات الترابية من خالل القوانين التنظيمية‪8 ..........................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار التنظيمي لمنازعات الجماعات الترابية‪14........................... .‬‬
‫المطلب األول‪ :‬قانون ‪ 41.90‬المحدث للمحاكم اإلدارية ‪14 ..............................‬‬

‫‪30‬‬
‫أوال‪:‬االختصاص النوعي ‪14.....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬طعون تتعلق باالنتخابات ‪15...............................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الضرائب وتحصيل الديون ‪16.............................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬نزع الملكية من أجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت ‪16..............................‬‬
‫خامسا‪ :‬القضاء االستعجالي ‪16..................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دوريات وزارية ومناشير ‪17 .............................................‬‬

‫الخاتمة‪22....................................................................................:‬‬
‫الئحة المراجيع ‪23 ...................................................................................‬‬

‫‪31‬‬

You might also like