Professional Documents
Culture Documents
أصول القانون المدني ومصادره
أصول القانون المدني ومصادره
✓ ✓
✓ ✓
✓ ✓
✓ ✓
1
الرومان
ي المغرن مر بمجموعة من المراحل إىل أن وصل اىل القانون ي المدن
ي إن القانون
فتقني ر كبي عىل القارة األوروبية بشكل ضيق ،وعىل العالم بكل واسع، تأثي ر
الذي كان له ر
الت تتعلق بتنظيم الروابط ربي األفراد شكل هاجسا لمختلف القواعد الجتماعية والقانونية ي
الت مضت ،فتطور العالقات الجتماعية وتطورها وتنوعها أظهر الحاجة إىل قواعد العصور ي
موحدة تنظم سلوك الفرد يف عالقته مع الخرين ،خاصة باب المعامالت المدنية لكونها
الشيعة والتشيعات من ربي هذه الديانات برزت لنا ر ر حظيت باهتمام من مختلف الديانات
الكبي يف ر والت كان لها الحظ ي تضء لنا الطريق يف غياب الجهل والظلم، اإلسالمية كمنارة ي
المسلمي اىل األندلس وترجمة كتب الفقه، ر الفرنس بعد دخول ي المدني تأثي عىل القانون ر
المغرن ومن أبرز اصول القانون المدن والمصادر الت استسق منها احكامه خاصه ر
بالتشي ع
ي ي ي
ر
التشي ع الذي تصدره السلطة التشيعية أو عن عرف درج عليه الناس يف تكمن مصادره ف ر
ي
المغرن قد استمد كل اسسه وركائزه من التجربة ي المدن
ي حياتهم ومعاملتهم ونرى أن القانون
التونسية.
شء ر
معي عىل ي العيت عىل أنه سلطة معينة يعطيها القانون لشخص ر ي فعرف الحق
شخصي دائن ومدين يخول الدائن بموجبها ر الشخض فهو رابطة ما ربي
ي معي ،أما الحقر
تمييا التميي بينهما ر شء أو القيام بعمل أو المتناع عن عمل ول يزال ر
ر مطالبة المدين بإعطاء ي
الشخض ي العيت للحق
ي المدن رغم محاولت تقريب الحق ي جوهريا يقوم عليه فقه القانون
الشيعة اإلسالمية تعد أحد فيبق كل منهما قائما محتفظا بأهميته .وكما سبق القول فإن ر
الت أثرت المالك باعتباره المنظومة الفقهية ي ي المدن وخصوصا المذهب ي أهم ركائز القانون
القواني ر المغرن قبل صدوري القواني الوضعية بالمغرب حيث أن القضاء ر يف مجموعة من
المالك» يف مختلف الشيعة «المذهب الوضعية ف فية الحماية كان يحتكم ويطبق ر
ي ي
الجوانب الحياة العملية.
المغرن روابط األحوال الشخصية وروابط ي المدن
ي ومن جهة أخرى يتناول القانون
الت تنقسم بدورها إىل القواعد القانونية المتعلقة بالحقوق الشخصية أو األحوال العينية ي
الشيعة العامة ظهي الليامات والعقود ،11913الذي يعتي بمثابة ر الليامات وينظمها ر
المدن ونجد يف المقابل القواعد المنظمة للحقوق العينية العقارية المنظمة ي للقانون
- 1ظهير االلتزامات والعقود الصادر في ظهير 9رمضان 1331الموافق لتاريخ 12أغسطس .1913
2
314.07 بمقتض مدونة الحقوق العينية قانون 239.08والقانون التحفيظ العقاري قانون
فه منظمة بمقتض القانون 4 70.03بمثابة مدونة أما روابط األحوال الشخصية األرسية ي
األرسة عوض مدونه األحوال الشخصية الملغاة.
تحظ هذه الدراسة بأهمية كيى خاصة أنها تكشف عن األصول التاريخية للقانون
لظهي الليامات
ر المغرن ،حيث نسلط الضوء عىل المصادر الوضعية والفقهية ي المدن
ي
الت أثرت يف صياغته ،وكذلك ر
والعقود ،وإظهار مختلف المحطات التشيعية واألوضاع ي
الت يشملها
المالك ومختلف األقسام يي تمكننا هذه الدراسة من إبراز العالقة القائمة ربي الفقه
المغرن من روابط العينية والشخصية ،وخاصة أننا اقترصنا عىل إبراز الجانبي المدن
ي القانون
المغرن فصله يف مدونة خاصة ،إل أننا حاولنا التطرق إليه مثلما األرسي رغم أن ر
المشع
ي
المشع من فصل فعلت األنظمة المقارنة وإعطاء لمحة ونظرة عامة عنه والجواب عن غاية ر
شخض أرسي.
ي الذمة المالية عن كل ما هو
المدن
ي إن الوقوف عىل المرجعيات األصولية والمصادر الوضعية لقواعد القانون
المالك" التشي ع ر
والشيعة اإلسالمية " المذهب المغرن ف هذا الموضوع ،يكتق بإبراز ر
ي ي ي ي
ظهي الليامات والعقود ،بالرغم من كون مصادر القاعدة
كمصادر أساسية ،باإلضافة إىل ر
الت ل يمكن إقصاء مكانتها يف قواعد
تستق أحكامها من العرف والفقه والقضاء ي
ي القانونية
المغرن بشكل عام.
ي المدن
ي القانون
- 2ظهير شريف رقم 178.11.1صادر في 25من ذي الحجة ،1432الموافق لتاريخ 22نوفمبر ،2011المتعلق بتنفيذ القانون رقم 39.08
المتعلق بمدونة الحقوق العينية ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 5889بتاريخ 27ذو الحجة 24(1432نوفمبر )2011ص .5587
- 3الظهير الشريف الصادر في 9رمضان 1331المتعلق بالتحفيظ العقاري الموافق لتاريخ 12أغسطس 1913والمعدل والمتمم بظهير شريف
رقم 1.11.177في 25ذي الحجة 22 – 1432نوفمبر 2011بمثابة قانون رقم ،14.07منشور في الجريدة الرسمية عدد ،5889ص.5575 :
- 4ظهير شريف رقم 1.04.22صادر في 12من ذي الحجة 3 (1424فبراير ) 2004بتنفيذ القانون رقم 70.03بمثابة مدونة األسرة ،منشور
بالجريدة الرسمية عدد 5184بتاريخ 14ذو الحجة 5 (1424فبراير )، 2004ص .4
3
الت تنظم العالقات ربي األفراد،المدن عىل مجموعة القواعد ي
ي تعبي القانون
يطلق ر
ً
نوعي من
ر باستثناء ما يتم تنظيم فرع آخر من فروع القانون الخاص .فهو يشمل عموما
العالقات القانونية ،األوىل تنظم عالقات الفرد بأرسته ويطلق عليها األحوال الشخصية
والثانية تنظم عالقات األفراد المالية ،فيدخل يف نطاق األحوال الشخصية المسائل المتعلقة
والمياث ،أما الثانية فتضم
ر باألهلية والولية والوصية والنسب وأحكام الزواج والطالق
الماىل للشخص.
ي المعامالت واألحوال العينية والمتعلقة بالنشاط
المدن باعتباره أحد فروع القانون
ي الت يحتلها القانون
وللحديث عن المكانة الخاصة ي
لثان).
الخاص ،ل بد من معالجة موضوعاته (المطلب األول) ونشأته (المطلب ا ي
باف الدول ،وذلك راجع لعدة األصل أن لكل دولة نظام وخصوصية تنفرد بها عن ي
السع إلرساء
ي الت تعمل به بهدفالقانون ي
ي وغيها ،...حت عىل المستوى عوامل تاريخية ر
مبدأ دولة الحق والقانون وإن اختلفت طرق عملها.
المدن من خاللي الت تضمنها القانون
ونحن بدورنا سنحاول تفصيل الموضوعات ي
الت ل يمكنها الستغناء عن هذا القانون ،بالرغم من اختالفها، دراسته يف النظم العالمية ي
كبي ،ول شك أن األنظمة المعمول بها يف دول فه تظل تنظم نفس الموضوعات إىل حد ر ي
ه األنجلوسكسونية ،يف مقابلها نجد الالتينية أو ما يسىم بالجرمانية أو الرومانية العالم ي
وأخيا ر
الشيعة اإلسالمية. ر والت تعمل بها معظم الدول،
ي
الت تنظم العالقات ربيالمدن هو مجموعة من القواعد الموضوعية ي ي وعليه ،فالقانون
األشخاص يف المجتمع ،باعتباره المرجع الوحيد عن عدم وجود نص خاص يتكفل به فرع
من فروعه ،فعندئذ يتم اللجوء إليه ،لكن هناك من لم يتبت هذا التعريف حيث نجد بعض
وبي ما هو منفصل عن الذمة المالية. الدول فصلت ربي كل ما هو مرتبط بالذمة المالية ر
األنجلوساكسون
ي الالتيت (أول) ،ثم المرور للنظام
ي سنحاول يف هذه الفقرة دراسة النظام
(ثانيا).
4
تجمع التقنينات المدنية les codes civilsللدول الالتينية ربي دفتيها عادة األحكام
الت تنشأ ربي مختلف األفراد ،وسواء ما يعرف منها بالحقوق المتعلقة بالعالقات المالية ي
الت تهتم بتنظيمالشخصية أو ما يعرف منها بالحقوق العينية ،باإلضافة إىل األحكام ي
بقواني األحوال الشخصية.ر والت يصطلح عىل تسميتها عادة العالقات األرسية ي
الرئيس يف ذلك أي يف تنظيم الحقوق المالية إىل جانب الحقوق األرسية
ي ولعل السبب
التشيعات وبخالف الوضع عندنا اتخذت العلمانية مذهبا ونهجا لها تميي هو أن تلك ر
دون ر
ر
ومبارسة عىل القواعد ففصلت مبكرا ربي الدين والدولة ،5حيث انعكس ذلك بصفة جلية
الت تنشأ ربي أفراد مجتمعاتها ،بل وانعكس ذلك بالخصوص الت تنظم العالقات يالقانونية ي
حت عىل مصادرها المادية بل وعىل مواقف قضائها كذلك ،6وكنتيجة حتمية لذلك
القواني المدنية األوروبية وخاصة ما
ر النفصال ،أي انفصال الدين عن الدولة ظهرت يف
الت تحكم بعض يتصل منها بمجال األحوال الشخصية مجموعة من القواعد القانونية ي
الشيعةاألوضاع أو تنظم بعض الحقوق الت ل تعيف بها الديانات السماوية عموما ،و ر
ي
السالمية عىل وجه الخصوص ،ومن ذلك مثال اباحة الدعارة كمظهر من مظاهر الحرية
النسانية ،7ومن المستجدات المتباينة عن تقاليدنا أن مواقعة الزوج لزوجته بدون رضاها
الجنان
ي يف فرنسا هو اغتصاب لها تطبق بشأنه أحكام الغتصاب المعروفة يف القانون
السالم لألرسة لتيز أوضاع
ي التخىل عن النموذج
ي الطبيع أنه عند
ي والمغرن 8ومن
ي الفرنس
ي
- 5فمثال ينص الفصل الثاني من الدستور الفرنسي الصادر في 4أكتوبر 1958على أن فرنسا تعد دولة الئكيه وديمقراطية واجتماعية وهي تسهر
على تحقيق المساواة أمام القانون دون تمييز في األصل أو العرق أو الدين ثم انها تحترم جميع المعتقدات
"La France est une république indivisible laïque démocratique et sociale elle assure l’égalité devant la loi de tous
"… les citoyens sans distinction d’origine elle respecte toutes les croyances
وعلى الرغم من ذلك فان المساواة التي يتحدث عنها الدستور الفرنسي لم تحترم قضائيا في قضية الحجاب انظر موقف ابتدائية باريس الصادر في
2يونيو 1991المتعلق بقضية الحجاب منشور بمجلة المحاكم المغربية العدد 66ص .237
وهو حكم أعادت التأكيد عليه محكمة النقض الفرنسية (الغرفة الكبرى) بالقرار الصادر عنها بتاريخ 10نوفمبر 2005مشار الى مراجعة بالنشرة
االخبارية المجلس األعلى العدد 17ص 26بعد صدور قانون 15مارس 2004الذي يحرم ارتداء الحجاب في المدارس الثانويات.
- 6وهكذا فقد جاء في قرار ل محكمة االستئناف بباريس أن النظام العام الفرنسي يمنع تطبيق القانون األجنبي ذي الطبيعة الدينية الذي ال يعترف
بحرية الزواج.
L’ordre public français s’oppose aux obstacles de nature religieuse qu’une loi étrangère ( loi marocaine ) établit
… à l’encontre de la liberté matrimoniale
Paris 9 janvier 1995 . D.1996 somm . 171 obs . Audit .
وتقتصر محكمة النقض الفرنسية لتكريس نفس الموقف أعاله باستعمال عبارة " تخالف المفهوم الفرنسي للنظام العام الدولي " ...
- 7ولمزيد من االيضاح حول المعاشرة الحرة واألطفال الطبيعيين بفرنسا انظر
- la semaine juridique " La condition juridique de la famille de fait en France "J. Rubellin _ Devichi
ولالطالع على جوانب من الموضوع :
محمد الشافعي :األسرة في فرنسا المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش .2001
- 8وعرف المشرع المغربي جريمة االغتصاب في الفصل 486من القانون الجنائي كما يلي:
" االغتصاب هو مواقعة رجل المرأة بدون رضاها ويعاقب عليه بالسجن من خمس سنوات الى عشر سنوات غير أنه إذا كان سن المجني عليها تقل
عن ثمان عشرة سنة أو كانت عاجزة أو معاقة أو معروفة بضعف قواها العقلية أو حامال فان الجاني يعاقب بالسجن من عشر الى عشرين سنة".
5
المغرن حيث نص يف مطلع الفصلي مماثلة لما يجري يف الغرب و هو ما تنبه اليه الدستور
ر
ه الخلية األساسيةع ي يىل " :األرسة القائمة عىل عالقة الزواج الش ي 32منه عىل ما ي
للمجتمع " ...و هو ما عيت عنه كذلك المادة 4من مدونة األرسة " الزواج هو ميثاق تراض
و ترابط ربي رجل و امرأة عىل وجه الدوام غايته الحصان و العفاف و انشاء أرسة مستقرة
الزوجي".9
ر برعاية
العالىم،
ي القانون
ي الت ينقسم إليها النظام
سون إحدى الفئات ي يعتي النظام األنجلوساك ي
إذ أن قواعده تعتمد بالدرجة األوىل عىل األعراف والتقاليد فضال عن الدور الذي تلعبه
مرجع
ي تقني مبادئه ضمن نظام الالتيت نجده يرجح ر
ي حي أن القانونالسوابق القضائية ،يف ر
أساسه األول هو القانون المكتوب ،فبالرغم من كون العوامل التاريخية والنشأة الذاتية10
تأثي عىل
األنجلوساكسون ،لكن لم يسبق وأن حصل ال ر
ي لت ساهمت يف تأسيس النظام ها ي ي
الت انصبت عىل الدول مبادئه وأسسه ،بل ظل شامخا يف وجه الستعمارات الالتينية ي
اإلنجليية.
ر
ومن المعلوم أن الوليات المتحدة األمريكية تبنت هذا النظام من إنجليا إذ تعد هذه
الحاىل تمردوا عىل األحكام
ي خية موطن ولدته ،لكننا نالحظ أن فقهاء ومنظري العرص األ ر
المدن ونظرياته تتضح بشكل واضح ،بسبب ي الكالسيكية ،وأخذت معالم التأثر بالمضمون
غي يتمي به القانون المكتوب من سهولة الرجوع إليه أو القياس عليه عكس القوا رني ر ما ر
الت يزخر بها القانون العام.11
المكتوبة ي
حقيق علينا أن نقول بعد كل ما فصلنا فيه أعاله ،أن زمرة مهمة من الدول آثرت ترجيح
المدن عىل الرغم من كل ما تزخر به نظريات ي الالتيت ونظرياته المتعلقة بالقانون
ي كفة النظام
األنكلوساكسون من وضوح وتناغم والتأقلم مع متطلبات العرص الجديد بفضل ي النظام
اع قواعد العدالة واإلنصاف الت تر ي
سلسلة من النظريات والمواقف الفقهية الحديثة ي
األمريكيي وتأثرهم
ر القانونيي
ر الكبي للمنظرين
ر بالدرجة األوىل وما تأن ذلك إل بالفضل
وأربعي ولية
ر الرومان ورغبتهم الحقة بعرصنة قواعده .وهو ما حذا بخمسة ي بأسس القانون
6
الت أرصت عىل اتباع
األنكلوساكسون باستثناء ولية ( لويزانيا) ي
ي أمريكية اتباع هذا النهج
نعت بذلك الحقوق الشخصيةالمدن ي
ي بمضامي قانونها
ر نهج الدول الالتينية فيما يتعلق
والعينية واألحوال الشخصية.
- 12هذا مع العلم أن بعض التشريعات المدنية العربية قد حاولت أن تظل وفية ألحكام الفقه االسالمي (العراقي مثال) وبعضها االخر حاول أن
يستفيد جزئيا من تلك األحكام كما هو األمر بالنسبة للقانون المدني المصري والتشريعات المدنية العربية األخرى التي سارت في نهجه.
- 13ينص الفصل األول من هذه االتفاقية على ما يلي :
7
المغرن ل يمكن أن يكون محال
ي الفصل 175منه كذلك عىل أن السالم كعقيدة للمجتمع
المدن نفسه تجعل من مبادئ ي للمراجعة باإلضافة اىل أن العديد من نصوص القانون
الشيعة السالمية نظاما عاما لها و تحيل عىل أحكامها يف العديد من المسائل ،14واذا كانت ر
بقواني الغرب يف هذا المجال فان
ر كثيا من الناحية الموضوعية عىل األقلقوانينا لم تتأثر ر
التأثي بات بارزا عىل مستوى العادات و التقاليد و األخالق داخل المجتمع علما بأن هذا ر
ايجان مس األرسة أحيانا يف أهم مقوماتها.
ي غي
األخي كان سلبيا ر
ر التأثي
ر
نستطيع التأكيد عىل أن " القانون المدن المغرن " وهو مصطلح لم يكرسه ر
المشع ي ي
ر مدونتي هما :ر
ظهي الليامات والعقود والتشي ع ر المغرن يف أي نص من نصوصه يتكون من
ي
المالك الذي يعتي مصدرا مكمال له ،بل وهناك نصوص
ي العقاري ،باإلضافة إىل أحكام الفقه
خاصة أخرى يمكن ربطها بالقانون المدن ومن ذلك مثال القواني الخاصة بالتوثيق15
ر ي
وبالحالة المدنية 16وبالملكية المشيكة.17
" ان جاللة السلطان و دولة الجمهورية الفرنسية قد اتفقا على تأسيس نظام جديد بالمغرب مشتمل على اصالحات االدارية و التعليمية و االقتصادية
و المالية و العسكرية وللمزيد من االيضاح حول البعد القانوني لمعاهدة الحماية عبد االاله فونقير العمل التشريعي بالمغرب أصوله التاريخية و
موجباته الدستورية دراسة تأصيلية و تطبيقية ) دكتورة دولة في القانون العام ( مطبعة المعارف الجديدة الرباط 2002ص 125 .وما بعدها " .
-14راجع مثال الفصول 357و 384و 870و 1092من ق.ل.ع
- 15فمثال فان القوانين المتعلقة بالتوثيق من مكمالت القانون المدني فمن المالحظ أن المشرع المغربي قد نظم الكتابة الرسمية و الكتابة العرفية
ضمن وسائل االثبات ،الفصول من 416الى 448من ق .ل .ع
-16و يعتبر القانون 37_99بخصوص الحالة المدنية و الذي دخل الى حيز التنفيذ بظهير 3أكتوبر 2002بدوره من مكونات القانون المدني.
-17القانون رقم 18_00المتعلق بنظام الملكية المشتركة للعقارات المبنية والذي دخل الى حيز التنفيذ بظهير 3أكتوبر 2002
8
القاض لسد الفراغ العالق ببعض فروع القانون الخاص األخرى كمدونة ي عامة يلتج اليها
القواني العقارية بل و القانون العام يف بعض األحيان (مثال
ر التجارة ومدونة الشغل ومختلف
الفصالن 79و 80من ق.ا.ع المتعلقان بالمسؤولية اإلدارية).
الفرنسيي
ر لك يطبق عىل وباعتبار أن قانون الليامات والعقود قد وضع باألساس ي
الت لها
واألجانب فانه قد تضمن العديد من الحكام الخاصة بالعالقات األرسية أي تلك ي
ارتباط وثيق بقانون األحوال الشخصية عموما ومن ذلك عىل سبيل المثال ما جاء يف الفقرة
األخية من الفصل 229من ق.ا.ع وقد نصت عىل أنه " :اذا رفض الورثة اليكة لم يجيوا ر
للدائني ال أن ر
يبارسوا ضد اليكة وف هذه الحالة ليس
ر عىل قبولها ول عىل تحمل ديونها ي
حقوقهم" .
تشيعا مدونا خاصا باألحوال الشخصية ل بالنسبة لم يعرف المغرب ف عهد الحماية ر
ي
للفرنسيي واألجانب حيث ساد آنذاك مبدأر المسلمي أو اليهود ول بالنسبة
ر للمغاربة
القواني ،يف هذا الصدد فالمغاربة المسلمون كانوا يخضعون فيما يخص تنظيم ر شخصية
المالك ،و خصوصا مي الشيخ خليل ي عالقاتهم األرسية اىل األحكام المدونة يف كتب الفقه
والشوح المرتبطة بهما ومختلف الكتب النوازل الفقهية مثل: وتحفة ابن عاصم الغرناط ر
ي
ان ،و يتقاضون ر
العلىم ونوازل المهدي الوز ي
ي يس ونوازلفتاوى ابن رشد والمعيار للونش ي
ع والمغاربة اليهود كانوا يخضعون لقانون األحوال الشخصية ر
بشأنها لدى القضاء الش ي
ظهي 22ماي 1918بشأن العيية ويتقاضون بشأنها لدى المحاكم الرسائيلية بالعتماد عىل ر
ائيىل ،أما الفرنسيون واألجانب األوروبيون و األمريكيون
تنظيم المحاكم العيية والتوثيق اإلرس ي
بالخصوص فقد كانوا يف هذا الصدد يخضعون لقوانينهم الوطنية لألحوال الشخصية تطبيقا
للفرنسيي
ر ظهي 12غشت 1913المتعلق بالوضعية المدنية ر للمقتضيات المضمنة يف
الدوىل الخاص
ي واألجانب بالمغرب والذي مازال يمثل واىل اليوم العمود الفقري للقانون
المغرن ،و كانوا يتقاضون بشان ذلك لدى القضاء المنبث بالمغرب اىل غاية صدور قانون ي
المغربة و التعريب و التوحيد سنة 1965و الذي ألع تلك المحاكم و عوضها باألخرى.
ولما وضع حد للحماية الفرنسية عىل المغرب سنة 1956عىل اثر اتفاقية اكس لبان
لك تسهر عىل Aix _ Les_Bainsتشكلت لجنة فقهية من بعض كبار العلماء المغاربة ي
وضع قانون لألرسة المغربية عىل غرار ما قامت به بعض الدول العربية األخرى وقد انطلقت
مشوع تم تهيئه من طرف وزارة العدل اشتمل يف البداية عىل 269فصال تلك اللجنة من ر
المغرن الظهائر الخمسة التية: وانطالقا من عمل تلك اللجنة أصدر ر
المشع
ي
9
ظهي 22نوني 1957بشأن الزواج وانحالل ميثاقه ر -1
ظهي 18دجني 1957بشأن الولدة ونتائجها -2ر
الشعيةظهي 25يناير 1958بشأن األهلية والنيابة ر ر -3
ظهي 20فياير 1958بشأن الوصية -4ر
المياث
ظهي 3أبريل 1958بشأن ر ر -5
ومن مجموع هذه الظهائر الخمسة تكونت مدونة األحوال الشخصية المغربية الملغاة
مشوع الت احتوت عىل 297فصال .ومن الخطاب الملك الذي قدم جاللة الملك من خالله ر
ي ي
مدونة األرسة أمام اليلمان يوم 10أكتوبر 2003ومما جاء يف هذا الخطاب" :وإذا كانت
مدونة 1957قد وضعت قبل تأسيس اليلمان وعدلت سنة 1993خالل فية دستورية
مشوع مدونة األرسة عىل اليلمان انتقالية بظهائر ررسيفة فان نظرنا السديد ارتأى أن يعرض ر
أمي
الشعية من اختصاص ر ألول مرة لما يتضمنه من اليامات مدنية علما بأن مقتضياته ر
المؤمني".
ر
والقضان
ي الفقه
ي تعيي لجنة علمية يسودها الطابع لقد سبقت الشارة اىل أنه تم ر
مشوع أوىل لقانون جديد ينظم العالقات األرسية داخل المملكة وبعد انتهاء لصياغة ر
األوىل اللجنة العلمية من عملها عرض جاللة الملك ألهم المستجدات الت جاء بها ر
المشع
ي ي
عارس اكتوبر 2003بمناسبة افتتاح الدورة اليلمانية الخريفية موضحا ف الجمعة ر
ي
والت يمكن ردها اىل ثالثة أساسية ر
الت تم الرتكاز عليها ي المرجعيات والثوابت الشعية ي
وه: ي
-الليام بمبدأ عدم تحريم ما أحله هللا ول تحليل ما حرمه
ر
والمعارسة بالمعروف -األخذ بمقاصد السالم من تكريم النسان والعدل والمساواة
المالك والجتهاد لوضع مدونة عرصية لألرسة منسجمة مع تعاليم ي وبوحدة المذهب
الشيعة السالمية ر
-عدم اعتبار المدونة قانونا للمرأة وحدها بل مدونة لألرسة أبا وأما وأطفال والحرص عىل
حماية حقوق الطفال وصيانة كرامة الرجل
األوىل عىل مجلس وزاري انعقد خصيصا له يوم 12دجني 2003 وقد عرض ر
المشوع
ي
المشوع عىل اليلمان بغرفتيه حيث تمت المصادقة عليه باإلجماع بعد ادخال وأخيا عرض ر ر
تغييات طفيفة عليه ل تمس الجوهر غالبا بالقانون رقم 70_03الذي صدر بتنفيذه ر
ظهي ر
ررسيف بتاري خ 3فياير 2004وتم نشه بالجريدة الرسمية الصادرة يف 5فياير 2004حيث
ر
حي التنفيذ و تتضمن المدونة الجديدة أرب ع مئة مادة. دخل اىل ر
10
يقتض منا الوقوف
ي المدن منذ أول شعلة ليوزه،
ي إن الوقوف عند دراسة تطور القانون
المدن الحديث من جهة ،ثم نعرج لالطالع عىل نشأة مدونة األحوال ي عند نشأة القانون
التاليتي:
ر الفقرتي
ر الشخصية من جهة أخرى .وهذا ما سنتعرف عليه يف
المدن
ي الت واكبت ميالد القانون
تقتض دراسة النشأة الحديث عن الظروف التاريخية ي
ي
ظهي الليامات والعقود (ثانيا).
ر الدلمي التطرق (أول) ،ثم
كان احتالل 18فرنسا للجزائر عام 1830إيذانا ببداية النهاية لستقالل المغرب ،فقد
بدأت بوادر األزمة يف العالقات المغربية الفرنسية خالل عهد السلطان عبد الرحمان
( )1822-1859عىل الرغم من محاولته إقامة عالقة طيبة مع فرنسا ومنحها حق الدولة
أهاىل تلمسان ر
األكي رعاية يف عام ،1825وكانت بداية التوتر يف هذه العالقات عندما طالب ي
الفرنس ،وبعد جدال وفتاوى ،حت ل يصطدم ي بالنضمام إىل المغرب ،هربا من الحتالل
لألخي.
ر العثمان ،ألن الجزائر كانت تابعة
ي سلطان المغرب بالسلطان
وعي عليها ابن عمه سليمان واليا. فقبل السلطان عبد الرحمان بيعة أهل تلمسان ،ر
الفرنسيي
ر العثمانيي وحلفاءهم من القبائل رفضوا النضمام إىل المغرب ،كما أن احتالل
ر لكن
وهران قد ضاعف من حرج موقف سلطان المغرب ،إذ أنذر الفرنسيون المغرب بعدم
التدخل يف شؤون الجزائر ،مما جعل السلطان عبد الرحمان يضطر إىل سحب قواته من
تلمسان،19لكن األزمة عادت من جديد ،عندما دعم السلطان عبد الرحمان حركة جهاد ر
األمي
اض المغربية حيث األخي إىل األر ي
ر عبد القادر الجزائري ضد فرنسا ،خاصة بعد أن لجا هذا
الفرنس
ي تابع حركة المقاومة ،وكان المغاربة يساعدونه ،فما كان من بيجو Bugeaudالقائد
يف الجزائر إل أن أرسل إنذارا لحاكم وجدة ،طالبا منه طرد عبد القادر الجزائري ،وتشي ح
غي أنه لم ينتظر الرد ،فأرسل القوات الفرنسية المغرن المرابط عىل الحدود ،ر
ي الجيش
لحتالل وجدة.
- 18فادية عبد العزيز القطعاني ،الحركة الوطنية،1937_1912المجلة الجامعية ،عدد /16المجلد األول ،فبراير .2014
-عالل الفاسي ،الحركات االستقاللية في المغرب العربي ،دار الطباعة المغربية ،طنجة .1948
-مصطفى بوشعراء االستيطان والحماية بالمغرب ()1894_1863المطبعة الملكية ،الرباط .1984
-عبد الهادي النازي الحماية الفرنسية على المغرب ،بدءها-نهايتها حسب إفادات معاصرة ،دار الرشاد الحديثة ،الدار البيضاء،
-العلوي موالي الطيب ،تاريخ المغرب السياسي في العهد الفرنسي ،إعداد ومراجعة العلوي أحمد ،منشورات الزاوية ،الدار البيضاء ،الطبعة األولى
.2009
-عالل الخديمي ،المغرب في مواجهة التحديات الخارجية()1947_1851إفريقيا الشرق ،المغرب2006 ،عياش جرمان ودراسات في تاريخ
المغرب ،مطبعة النجاح الجديدة ،الرباط .1986
- 19امحمد مالكي ،الحركات الوطنية واالستعمار في المغرب العربي ،مركز دراسات الوحدة العربية -بيروت ،الطبعة الثانية ،1994ص.102:
11
أدى تطور األوضاع العسكرية يف المنطقة إىل نشوب معركة ربي القوات الفرنسية
المغرن عند وادي
ي والقوات المغربية بقيادة السلطان عبد الرحمان ،انتهت بهزيمة الجيش
إيسىل ،غرب وجدة يف 14غشت .1844 ي
إيسىل نقطة محورية يف تاري خ المغرب ،فبسببها دخل المغرب يف ي لقد مثلت هزيمة
نفق التنازلت ،وهذا ما حدث عندما وقع صدام ربي المغاربة واإلسبان يف مدينة سبتة عام
,1859ما لبث أن تطور إىل حرب ،بعد أن رفض السلطان محمد بن عبد الرحمان طلب
رئيس الحكومة اإلسبانية المارشال أودونيل O`Donnellمعاقبة المغاربة الذين ثاروا ضد
اإلسبان ،وطلب توسيع حدود سبتة المحتلة ،وإعادة رفع الراية اإلسبانية فيها ،هزم اإلسبان
الطرفي يف 26أبريل
ر المغرن واحتلوا مدينة تطوان ،وتم عقد معاهدة صلح ربي ي الجيش
،1860كانت بنودها بالكامل لصالح إسبانيا ،مما اضطر المغرب لالقياض من إنجليا لدفع
الغرامة المستحقة لصالح إسبانيا.
يف السياق ذاته عقد عام 1880مؤتمر مدريد ضم 15دولة ،لبحث مسألة المتيازات
الت كان الغرض منها تحطيم المغرب ،وترسيخ مواقع القوى األوروبية فيها ،وتمديد نطاق ي
20
الت ساهمت يف المؤتمر . المتيازات إىل الدول األخرى ،ي
وقد تجىل تفوق فرنسا يف هذا المضمار عندما استطاعت الحصول عىل امتيازات
تجارية ثنائية مع المغرب عام ،1892ومن موقع التفوق هذا بدأت الدبلوماسية الفرنسية
تنفيذ مخططها ،فتهيأت إلجراء تسويات تأكدت بإبرام عدة اتفاقات ،أهمها ربي سنة 1901
و .211904
الدوىل يف مدينة الجزيرة الخرصاء اإلسبانية عىل البحر
ي يف 16يناير 1906عقد المؤتمر
اض المغرب والمساواة القتصادية المتوسط ،وقد ناقش المؤتمر سيادة السلطان ووحدة أر ي
للدول الممثلة يف المغرب ،إضافة إىل قضايا أخرى ،وكان المالحظ عىل جلسات المؤتمر بروز
الرصاعات واألطماع ربي الدول المشاركة ،مما حوله إىل ساحة لمناورات القوى الستعمارية
األوروبية ،انترصت فيها فرنسا وحليفاتها .22هكذا جاءت قرارات مؤتمر الجزيرة مخيبة لمال
- 20وهي ألمانيا والسويد والنرويج والدنمارك والبرتغال ،وفي سنة 1881انضمت روسيا ،وحصلت على االمتيازات نفسها.
" - 21مع كل من إيطاليا وبريطانيا وإسبانيا ،أما ألمانيا فقد ظلت فرنسا في توتر معها إلى سنة ،1911بسبب حالة التقارب بينها والمغرب ،إذ أفسحت
هذه األخيرة لها المجال لتوسيع نشاطها التجاري ،وعقد معاهدة سنة ،1890تسمح بانتشار نشاط المؤسسات التجارية األلمانية في معظم أنحاء
المغرب ،وخاصة الجنوب المغربي ،وسرعان ما احتلت التجارة األلمانية الموقع الثاني بعد بريطانيا" أفا عمر ،التجارة المغربية في القرن التاسع
غير ،البنيات والتحوالت ،1912_1830مكتبة دار األمان ،الرباط ،2006ص.34:
- 22جمال هاشم الذويب ،التطورات السياسية الداخلية في المغرب األقصى ،مركز جهاد اللبيبين للدراسات التاريخية ،طرابلس ،2003ص.145:
12
المغرب ،الذي كان الخارس الوحيد فيها ،فعىل الرغم من اعياف المؤتمر بسيادة السلطان
واستقالل بالده ،إل أنه كرس عمليا ر
ورسعيا النفوذ والوصاية الفرنسية عىل البالد.23
وقد أدت هذه التفاقيات 24وما صاحبها من اضطرابات إىل فرض الحماية عىل المغرب
الت وقعها السلطان مولي حفيظ يف 30مارس 1912بفاس ووزير بموجب اإلتفاقية ي
الفرنس .Regnault
ي الخارجية
ضمنت معاهدة الحماية Protectorat -لفرنسا حق إقامة نظام جديد لإلصالحات
اإلدارية والقضائية والقتصادية والمالية والعسكرية ،كما كفلت المعاهدة لفرنسا حق
الخارىح ،وأن ينوب عن فرنسا يف المغرب مقيم عام وقائد عسكري ،وضمن هذا ي التمثيل
ليوط Lyautey -مقيما عاما يف المغرب (.)1925_1912 ي اإلطار عينت فرنسا الجيال
وف 25
المغرن ،يي المؤسسان
ي شكلت الحماية تقنية نجحت يف النفاذ إىل عمق المشهد
عقالن
ي ليوط عبارة عن بناء
ي إعطاء الخطاب الستعماري ررسعيته ،فقد كانت الحماية عند
المحىل ،وصون األطر التقليدية بهدف الدفع بالمجتمع إىل ي يهدف إىل حفظ بت المجتمع
المؤسسان ربي السلطة الكولونيالية والمخزنية ،فنتج عن
ي التطور ،وهو ما أدى إىل التصادم
المغرن مفاهيم جديدة ذات طابع دو يىل.
ي السياش
ي ذلك أن برزت يف المشهد
نظيهالمغرن مع ر المدن الكبي ربي القانون
التشي ع ،فقد برز وجه الشبه ر أما بخصوص ر
ي ي
الفرنس .لكن اإلصالحات بعدها طالت هذا الجانب بشكل تراع فيه خصوصية المجتمع ي
المغرن وتاريخه.
ي
يف سنة ،1913رأت سلطات الحماية المتمثلة يف المقيم العام ،رصورة وضع نظام
وقضان متكامل ،26يضمن لسلطة الحماية التحكم يف البالد ،ولهذه الغاية قام المقيم
ي قانون
ي
- 23كانت أزمة أكادير ردا عمليا من قبل األلمان على عدم التزام فرنسا بميثاق مؤتمر الجزيرة ،1906وتنفيذ مقتضياته بتكافؤ بين القوى األوروبية
األساسية يومئذ ،ولهذا أسرعت ألمانيا بإرسال الطراد الحربي "بانتر" إلى أكادير ،التي تقع على الساحل المغربي المواجه للمحيط األطلسي ،بحجة
حماية رعاياها وحماية مصالحها التجاري ة ،و لتفادي نقد الدول لها أبلغت ألمانيا الدول المعنية بذلك ،وبأنها ستسحبه عندما تنتهي األزمة ،وكان
تصرف ألمانيا في حقيقة األمر يهدف إلى الضغط على فرنسا ،لتعوضها في أماكن أخرى ،بعد أن صعب عليها البقاء في المغرب ،في ظل الوجود
الفرنسي ،في هذه األثناء لم تكن ا لدول األوروبية راغبة في الحرب ،وفي الوقت نفسه كانت فرنسا مستعدة للتسوية .ولذلك وبعد مساومات استعمارية
بين الدولتين تم االتفاق في 4نونبر ، 1911على تنازل فرنسا من جزء من الكونغو الفرنسي أللمانيا ،وضمان المصالح االقتصادية األلمانية في
المغرب ،نظير اعتراف ألمان يا بنفوذ فرنسا وحدها في المغرب ،وأال تعرقل عمل فرنسا لو أخذت على عاتقها حماية المغرب.
- 24انتهى التنافس اإلمبريالي في شأن المغرب بانفراد فرنسا به بعد توقيعها مجموعة من التسويات االستعمارية ،إذ توصلت إلى خالفاتها مع
بريطانيا التي نافستها أيضا في فلسطين و سوريا و لبنان ،باتفاق ودي وقع في 8أبريل 1904واعترف لبريطانيا بصالحية حماية األمن في مصر
مقابل السماح لفرنسا بإطالق يدها في المغرب ،كما أسفرت أزمة أكادير عن توقيع اتفاقية مع ألمانيا تنازلت بموجبها هذه األخيرة عن المغرب مقابل
احتالل حوض الكونغو وفي سنة 1912وقعت فرنسا عقد الحماية ،بشأن هذه اإلتفاقية.
- 25كانت سياسة استمالة القبائل والمخزن والتوغل االقتصادي في المغرب منهجية اتبعها الفرنسيون في احتاللهم المغرب ،لهذا جرت مأسسة البحث
العلمي بشأن المغرب.
- 26وذلك طبقا لما جاء في معاهدة الحماية (معاهدة فاس) السيما الفقرة األولى من المادة 1التي جاء فيها ما يلي:
13
الفرنسيي لندري( )Landryبمهمة وضع مشاري ع ر ليوط بتكليف أحد القضاة ي العام
وف 19 تمهيدية ترفع إىل الحكومة الفرنسية وإىل سلطان المغرب من أجل المصادقة عليها ،ي
ليوط إىل وزير الشؤون الخارجية Pichonتقريرا ليعرض ي مارس ،1913وجه المقيم العام
عليه النصوص القانونية المنجزة ويطلب منه إنشاء لجنة من فقهاء القانون( une
تهتء
)commission de jurisconsulteو الخياء حت يقوموا بدراستها و تنقيحها و ر ي
قضان المتوىح ،27وبالفعل تم تشكيل هذه اللجنة برئاسةL. Ronault ي إنجاز التنظيم ال
المحنكي.28
ر وعضوية مجموعة من رجال القانون
الت كانت وهكذا عرف المغرب عام 1913صدور مجموعة من النصوص القانونية ي
الشيفة ،ومن ربي هذه التشيع للحماية الفرنسية باإليالة ر
تهدف باألساس إىل وضع اإلطار ر
ي
الت كلفت بوضع مدونات النصوص نجد قانون اإلليامات والعقود ،الذي أوكلت اللجنة ي
( 1913لجنة رونو)29مهمة مراجعته إىل لجنة فرعية تتكون من:
* :Stéphane Bergeالذي تقلد عدة مناصب قضائية حيث كان مستشارا بمحكمة
الستئناف بباريس ثم رئيسا أول بمحكمة الستئناف بالرباط قبل أن يلتحق بمحكمة النفض
والتونس:
ي المدن والتجاري
ي الت كلفت بإعداد القانونالفرنسية ،وكان عضوا باللجنة ي
: George Teissierأستاذ بالمدرسة الحرة للعلوم السياسية
:Albert de la pradelleأستاذ بكلية الحقوق بباريس
الت كان يجب أن تكون طويلة وشاقة نظرا لطبيعة وأهمية التحضيية ي
ر غي أن األعمال
ر
المهمة الموكولة إىل أعضاء هذه اللجنة الفرعية ،لم تدم يف الواقع إل بضعة أسابيع ،وترجع
واضع قانون اإلليامات والعقود فضلوا الستفادة من التجربة التونسية ي هذه الشعة إىل أن
ر
المشوع السابقة ،وأن يجعلوا من المجلة التونسية لإلليامات والعقود لسنة 1906
التمهيدي للمدونة المغربية.
"Le gouvernement de la République Française et sa Majesté la sultan sont d'accord pour instituer au Maroc un
nouveau régime comportant les réformes administratives, judiciaires, scolaires, économiques, financières et
" militaires que la Gouvernement française jugera utile d'introduire sur le territoire marocain
S.Berge, La justice française au Maroc,organisation et pratique judiciaires, préf L. Renault, Paris éd. Leroux, - 27
.p1 et 7
- 28هذه اللجنة المنعقدة بمقر وزارة الشؤون الخارجية بباريس ما بين 7ماي إلى 25يونيو كانت تتألف باإلضافة إلى رئيسها السيد Louis Renault
من 13عضوا .انظر أسماء أعضاء هذه اللجنة وصفاتهم ،في التقرير المرفوع إلى رئيس الجمهورية الفرنسية حول التنظيم القضائي للحماية الفرنسية
بالمغرب من طرف وزير الشؤون الخارجية ( )S. Pichonوزير العدل ( )A. Ratierالفرنسيين .ج ر عدد 44صادرة بتاريخ 12شتنبر ،1913
ص.1:
- 29ن قصد هنا بالخصوص التنظيم القضائي وقانون المسطرة الجنائية وقانون القضاء المحلف في المادة الجنائية والمسطرة المدنية وقانون
المصاريف القضائية في المواد المدنية واإلدارية والجنائية والتوثيقية وقانون المساعدة القضائية والوضعية المدنية
للفرنسيين واألجانب والقانو ن التجاري والتحفيظ العقاري وطبعا قانون اإللتزامات والعقود .صدرت هذه القوانين بعد مصادقة السلطان موالي
يوسف عليها بظهير صادر بتاريخ 12غشت ،1913وتم نشرها بعد تأشيرة المقيم العام ليوتي في 30غشت.
14
اضع قانون
األساش بالنسبة لو ي
ي وهكذا فقد شكلت التجربة التونسية المرجع
وف هذا اإلطار يقول ..." : L. Renaultوعىل الخصوص لقد المغرن ،ي
ي اإلليامات والعقود
الت تعتي تجربة جد مناسبة ،مادام أن األمر يتعلق كثيا من التجربة التونسية ،ي استفدنا ر
الت سبق أن ر
السء الذي مكننا من تجنب العديد من األخطاء ي بحماية تقع عىل بلد مسلم ،ي
وقعنا فيها".30
الكبي الذي لعبه D. Santillanaيف
ولعل هذا القتباس من المجلة التونسية ،والدور ر
الرئيس ،إن
ي األخي عن حق بأنه الصانع
ر األخية ،هو الذي جعل الفقه31يعتي هذا ر وضع هذه
نسختي
ر الحقيق لقانون اإلليامات والعقود ،إذ نجد أنفسنا بالفعل أمام
ي لم نقل الواضع
تونسية ومغربية من مدونة .Santillana
ومع ذلك ،فإنه ل يجب أن يفهم من هذا ،أن المدونة المغربية ليست إل مجرد نقل
للمدونة التونسية ،بل إن أعضاء اللجنة قاموا بمالءمة تلك النصوص ،وتتمثل هذه المالءمة
باألساس يف حذف بعض النصوص المتعلقة بتنظيم النشاط التجاري (حيث كان هناك نص
التهتء والوضع يف المغرب) ،وثم أيضا حذف النصوص المتعلقة بالعقود تجاري عىل وشك ر ي
بالتونسيي (مثل النزال ،القردال ،الكولو ،النصبة الخماسية،
ر الت اعتيت بأنها خاصة ي
الت تنص عىل بعض المبادئ العامة المساقاة ،المغارسة ،القراض)...وأيضا النصوص ي
واضع قانون اإلليامات
ي (ويتعلق األمر بالمواد 532إىل 563من المدونة التونسية) كما أن
الت حصلت منذ وضع التغييات و التطورات ي
ر بعي العتبار المغرن حاولوا األخذ ر
ي والعقود
المدونة التونسية ،وبالخصوص يف مجال المسؤولية المدنية ال يت تعرف فيه المدونة
القواني األخرى خاصة من
ر التونسية نوعا من التأخر ،ولذلك عملوا عىل األخذ من بعض
ألمانيا و سويشا.
تأثر القانون المدن المغرن بالقواني المدنية األوروبية32
ي ي
- 30انظر التقديم الذي قدم به األستاذ L. Renaultلكتاب S. Bergeالمعنون ب La justice française au Maroc, organisation et
.pratique judiciaires, préf L. Renault, Paris, éd Leroux 1917, p:21
- 31انظر بهذا الصدد على الخصوص:
.O. Azziman, Droit civil, Droit des obligations :le contrat, éd, le fennec 1995 ,p:29
- 32مجلة القانون واالقتصاد ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا -كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس -سنة ،1989العدد الخامس،
ص.76 – 71 :
15
الت عرفتها ل بد له من
إن كل مواكب لصدور مدونة األحوال الشخصية والتعديالت ي
المشع المغرن المستمرة ف سبيل بناء مدونة عرصية بروح ر
الشيعة التسليم بمحاولت ر
ي ي
اإلسالمية ومطبوعة بنكهة الليامات الدولية .وحقيق علينا القول أن النتقادات البناءة كان
المشع لسلسلة من المقتضيات ألجل عرصنتها ،ولم يتأن ذلك لها بالغ األثر ف تعديل نظرة ر
ي
إل بفضل الرعاية والقيادة السامية لصاحب الجاللة الملك محمد السادس لورش اإلصالح،
الت تعرفها وضعية المرأة من تحسن جوانب أخرى داخل التغييات الجوهرية ي ر مع استغالل
مسي ين
مشوع خطة العمل الوطنية إلدماج المرأة يف التنمية فضال عىل ر المجتمع من بينها ر
والثان ضدها ألجل
ي منفصلي األول مع الخطة
ر اتجاهي
ر الرباط و الدار البيضاء اللتان أفرزتا
األخي لجاللة الملك محمد السادس.33 ر ذلك كان التحكيم
حت يوضع حد للتصدع الفكري الذي عرفته الساحة المغربية بخصوص الخطة
الوطنية إلدماج المرأة يف التنمية أعلن ملك البالد محمد السادس عن تشكيل لجنة استشارية
ملكية من أجل إصالح مدونة األحوال الشخصية وذلك يوم 5مارس .200134
والمتفان ألعضاء هذه اللجنة ،كيف ل وقد سهر
ي ول بد لنا من التسليم بالعمل الجاد
الملك عىل أن تضم الحذاق من الفقهاء والعلماء ممن لهم إلمام ر
بالشيعة اإلسالمية والفقه
وقضاء األحوال الشخصية ،دون أن نتجاوز المشاركة القيمة للنسوة يف خضم هذه
المناقشات تجسيدا لمبدأ المناصفة ،وارتكزت جل مداولتهم عل .مراعاة الوسطية
وغي
جتماع وتضامن أفراد األرسة ومراعاة التقاليد ر
ي والعتدال وتحري مقاصد اإلصالح ال
ذلك.
16
مشوع مدونة سنتي ،تم وضع ر الت دام عملها ألزيد من
ر وتتويجا ألعمال هذه اللجنة ي
األرسة بعد سلسلة من جلسات الجتماع والحوار مع جمعيات نسائية ومهنية ومنظمات
حقوقية وأحزاب سياسية بغية ضمان مصداقية أكي لهذه التعديالت ،ثم تم العتماد عىل
الجماع ربي أعضاء اللجنة لتمرير ما اتفق عليه من مقتضيات أما ما وقع فيه اختالف فيتم
ملك.
الملك يف إطار تحكيم ي
ي الحسم فيه من قبل الديوان
ول يسعنا القول يف هذا الخصوص إل ننوه بالدور الفعال للتوجيهات الملكية كونها
بالتأطي والمراقبة إنما امتد دورها إىل حدود اتخاذ القرارات الحاسمة والفصل يف
ر لم تكتف
كل ما اختلف فيه.
ثم ألق جاللته خطابا ساميا يوم الجمعة 10أكتوبر 2003وذلك بمناسبة افتتاح
مشوع مدونة الدورة اليلمانية الخريفية والذي تضمن تقديم وعرض أهم مستجدات ر
أجمعي ول يجب أن ينظر
ر األرسة ،عىل أساس أن هذه اإلصالحات كانت مكاسب للمغاربة
عىل أنها انتصار لفئة .عىل أخرى تجسيدا اإلرادة العامة لألمة.
مشوع مدونة األرسة تم عرضه بعدئذ من طرف بعد مصادقة المجلس الوزاري عىل ر
والت وافقت عليه باإلجماع مع والتشي ع وحقوق اإلنسانر وزير العدل عىل لجنة العدل
ي
تغييات شكلية جد بسيطة بتاري خ 14يناير .200435 ر
وبعد إحالة تقرير اللجنة السابق اإليماء إليها أعاله ،عىل مجلس النواب تم المصادقة
عليه من لدن مجلس النواب والمستشارين عىل حد سواء وعىل إثر ذلك استقبل جاللة
مشوع القانونالملك ف الثالث من فياير لسنة 2014رئيس مجلس اليلمان وسلماه ر
ي ي ي
ر ر
الظهي الشيف رقم 22-04-1يف 2004لينش ر 70.03المتعلق بمدونة األرسة وصدر بذلك
بالجريدة الرسمية عدد 5184الصادرة بتاري خ 2004/02/5صفحة 418ودخل ر
حي
التطبيق ابتداء من صبيحة ذلك اليوم.
السء الذي نستنتج منه أن ر
المشع كان تواقا إلخراج هذا القانون إىل الوجود حرصا ر
ي
عىل مصالح األرسة المغربية بجميع مكوناتها ووعيا بأهميتها القصوى والمركزية يف النسق
جتماع لدولة الحق والقانون.
ي ال
17
الت تنظمالمدن باعتباره أصل القانون الخاص بأنه مجموعة القواعد ي ي يعرف القانون
وبالتاىل
ي العالقات ربي الشخاص عدا ما يندرج منها ضمن فرع أخر من فروع القانون الخاص،
المدن له أهمية بالغة باعتباره قانونا مشيكا ينظم كافة العالقات ربي الفراد.
ي فالقانون
كثي من دول العالم كفرنسا مثال واسع بحيث يشمل المدن يف ر
ي والمالحظ أن القانون
نوعي من العالقات القانونية ،عالقات الفرد بأرسته او ما يسىم ب " الحوال الشخصية" ر
بغيه من الفراد من حيث المال ويسىم ب " الحوال العينية" ،أما مضمون وعالقات الفرد ر
المدن يف المغرب فهو يتضمن فقط الحوال العينية بينما تخضع الحوال الشخصية ي القانون
المالك .
ي ألحكام مدونة الرسة وما يكملها من مقتضيات الفقه
مطلبي ،المطلب الول ر المدن من خالل
ي وعليه سنتناول دراسة مصادر القانون
الثان سنخصصه لدراسة مصادر سندرس فيه مصادر قانون الليامات والعقود ،أما المطلب ي
مدن يف مجموعة من دول العالم. الثان للقانون ال ي
مدونة الرسة باعتبارها الشق ي
ظهي الليامات والعقود بتاري خ 12غشت 1913كانت كما هو معلوم أنه قبل صدور ر
الشيعة السالمية والعراف ،ال ان كل المعامالت والترصفات تخضع ف جملتها ألحكام ر
ي
هذه الحكام لم تكن مدونة بطريقة عرصية ولم تكن موحدة مما أثار اختالفا يف الراء ربي
الفقهاء والقضاة يف بعض المسائل مما جعل سلطات الحماية الفرنسية آنذاك تعمل عىل
تجميع وتدوين أحكام المعامالت يف مدونة سميت بقانون الليامات و العقود مستندة يف
التشي ع والقضاء (الفقرةذلك عىل مجموعة من المصادر والمراجع منها ما هو مستمد من ر
الوىل) ومنها ما هو مستمد من ر
الشيعة السالمية من الكتاب و السنة(الفقرة الثانية).
قواني اوربية
ر المغرن من
ي كثي من أحكام قانون الليامات والعقود
فقد تم اقتباس ر
الفرنس الذي صدر يف طبعته الوىل سنة 1804تحت تسمية " ي دن
أبرزها القانون الم ي
18
للفرنسيي" لتصدر طبعته الثانية سنة 1807تحت مسىم " قانون ر المدن
ي القانون
نابليون ".
القواني المدونة
ر المغرن من
ي وبذلك فقد استفاد واضعوا قانون الليامات والعقود
وف هذا السياق يمكن استحضار بعض فصول قانون الليامات الفرنس ،ي
ي سابقا يف القانون
الفرنس.
ي المدن
ي المغرن مع بيان أسانيدها يف القانون ي والعقود
وعليه نجد مثال:
الت تم تنظيم احكامها يف الفصول من 39اىل 56من قانون الليامات -عيوب الرض ي
المغرن ومن بينها نجد الفصل 41منه الذي ينص عىل أنه " يخول الغلط ي والعقود
ه السبب الدافع اىل البطال إذا وقع ف ذات ر
السء او يف نوعه أو يف صفة فيه كانت ي ي ي
الرض ".
الفرنس وبالضبط يف الفصل
ي المدن
ي فهذا الفصل يجد سنده أو مرجعه يف القانون
السءر
1110الذي أشار اىل أنه ل يكون الغلط سببا لبطالن التفاقات ال إذا وقع عىل جوهر ي
بالذات يشكل موضوع التفاق.
بالتعبي عن الرادة نجد الفصل 38من قانون الليامات والعقود ر -كذلك فيما يتعلق
المغرن ينص عىل أن " يسوغ استنتاج الرض أو القرار من السكوت إذا كان الشخص ي
الذي يحصل الترصف يف حقوقه حارصا او اعلم بحصوله عىل وجه سليم ولم يعيض
مشوع يير سكوته "ويعود مصدر هذا الفصل اىل غي ان يكون هناك سبب ر عليه من ر
الفرنس يف الفصل 1338منه. ي المدن
ي القانون
المغرن ان " حسن النية يفيض ي -كذلك ورد يف الصل 477من قانون الليامات و العقود
دائما مادام لم يثبت العكس "
الفرنس الذي جاء فيه
ي المدن
ي فيجد هذا الفصل سنده يف الفصل 1134من القانون
قانون مقام القانون بالنسبة لمن أبرموها ويجب أن يتم ي أن " التفاقات الميمة بشكل
تنفيذها بحسن نية".
المغرن
ي كذلك يعتي هذا الفصل مصدرا للفصل 230من قانون الليامات والعقود
الذي ينص عىل قاعدة العقد ررسيعة المتعاقدين حيث ينص عىل أن" :الليامات التعاقدية
المنشأة عىل وجه صحيح تقوم مقام القانون بالنسبة اىل منشئيها."...
الت تم تنظيم أحكامها يف الفصول من 1092اىل 1097من نجد ايضا عقود الغرر ي
المغرن حيث ورد يف الفصل 1092منه أن" كل اليام سببه دين ي قانون الليامات والعقود
المقامرة او المراهنة يكون باطال بقوة القانون" ،فهذا النص مصدره الفصل 1965من
الفرنس الذي نص عىل أنه ' ل يخول القانون حق الدعاء يف شأن دين ي المدن
ي القانون
الت ل يسعنا اإلحاطة بها جميعها . غي ذلك من المثلة ي المقامرة أو ألداء مقابل المراهنة' اىل ر
19
الفرنس وقانون الليامات
ي المدن
ي كبي ربي القانون
وبالتاىل يالحظ أن هناك تشابه ر
ي
المغرن مع وجود بعض الختالفات.
ي والعقود
الت ر
فقد اقتبس قانون الليامات والعقود مبارسة من مجلة الليامات والعقود التونسية ي
السالم ومختلف القواعد
ي والت تجنح نحو التوفيق ربي احكام الفقه وضعت سنة 1906ي
وبالتاىل فقد
ي الرومان،
ي القواني الوربية آنذاك وبعض مبادئ القانونر المضمنة يف بعض
المغرن أساسه من التجربة التونسية ،فاعتيت المجلة ي استمد قانون الليامات والعقود
كبيالمغرن بحيث يوجد تشابه ر
ي التونسية المرجعية الساسية لقانون الليامات و العقود
كثية ،منها عىل مستوى أركان العقد حيث جاء يف الفصل 2 بينهما عىل مستوى مقتضيات ر
تعمي الذمة
من المجلة التونسية لقانون الليامات و العقود ان أركان العقد الذي ييتب عليه ر
ه الهلية و الرض و المحل و السبب .وهو نفس المقتض الذي نص عليه قانون الليامات ي
المغرن يف الفصل 2منه ،كذلك نجد الفصل 19من قانون الليامات والعقود ي والعقود
الطرفي عىل العنارص الساسية لالليام ر المغرن اشار اىل انه " :ل يتم التفاق ال بي ي
اض ي
الت يعتيها الطرفان أساسية."... ر ر
باف الشوط المشوعة الخرى ي وعىل ي
وبذلك فهذا الفصل يجد اساسه يف الفصل 23من المجلة التونسية لقانون الليامات
اض المتعاقدين عىل اركان العقد وعىل والعقود حيث ورد فيه انه " :ل يتم التفاق ال بي ي
الت الت جعلها المتعاقدان كركن له "...اىل ر ر
غي ذلك من المقتضيات ي بقية الشوط المباحة ي
اقتبست من المجلة التونسية لقانون الليامات والعقود وتعتي صورة طبق الصل لهذه
الخية.
ر
36د.محمد عرفان الخطيب ،حقيقة الدور المصادر االجتهاد القضائي في القانون المدني الواقعية القانونية دراسة مقارنة بين المدرستين الفرنسية
والعربية .
20
القاض جهده يف استنباط األحكامي القضان يمكن تعريفه عىل أنه بذل ي والجتهاد
ً
القضان يقصد به غالبا الرأي
ي القانونية من مصادرها الرسمية .عىل أن مصطلح الجتهاد
يقض به .وعىل هذا يقال اجتهادات ي القاض يف مسألة قانونية والذي ي الذي يتوصل إليه
يف أحكامها.37 الت أخذت بها هذه المحاكم المحاكم بمعت الراء
ي ً
القضان أيضا اسم القضاء .وكلمة القضاء تفيد يف أحد معانيها " ي ويطلق عىل الجتهاد
الت تستخلص من استقرار أحكام المحاكم عىل اتباعها والحكم مجموعة المبادئ القانونية ي
بها ".38
القاض ل يكون دائما يف حاجة اىل أن يجتهد يف كل ي ومما يستوجب التأكيد عيه ،أن
متنازعي
ر شخصي
ر حكم يصدره ،ذلك أن وظيفته األساسية تتجىل يف الحكم بالعدل ربي
كثي من القضايا عىل مجرد تطبيق نصوص وبالتاىل فإن عمله يقترص يف ر ي طبقا للقانون،
غي أنه مت عرضت أمامه قضية ل وجود لقاعدة قانونية خاصة التشي ع الرصيحة الواضحة .ر ر
تنظمها ،فهنا يتدخل القضاء لمعالجة الشكالت القانونية من خالل خلق قواعد جديدة
وذلك بتخصيص القواعد العامة لتتالءم مع وقائع الياع.
القضان ،ستكون عديمة األثر إذا لم يتم تعميمه ربي ي ول شك يف أن أهمية الجتهاد
نشه بمختلف الوسائل المتاحة حت والمختصي بدرجة أوىل ،ثم العمل عىل ر ر الممارسي
ر
القضان
ي يمكن تقريبه إىل أكي قدر ممكن من األشخاص ،وتبعا لذلك فإن تعميم الجتهاد
عىل هذا المنوال يسهم يف ترسيخ قيام العدالة ألنه يمكن من إدراك اتجاه القضاء ويدفع
الناس إىل مراعاة ذلك التجاه يف تعامالتهم والستدلل بها يف خصوماتهم.
وعليه ،تعد وظيفة خلق القواعد القانونية جزءا من وظيفة القضاء ،39ذلك أن
المدن وصعوبة إحاطة نصوصه بما سيحدث من وقائع ونوازل تجعله محدودية ر
التشي ع
ي
ه المدن يكمله ويبعث الروح فيه ،وهذه يي يف حاجة دائمة لمصدر آخر من مصادر القانون
سيورة الزمن ،لذلك يرى أحد وظيفة القضاء ،ألنه يحتك بالواقع ويتفاعل بشعة مع ر
الماض يطبقها حرفيا عىل
ي للقاض ليست إرثا من ي الفقهاء أن القاعدة القانونية بالنسبة
القاض بعث الحياة فيها لتستمر يف المستقبل عن طريق ما ي ه آلية يتوىل الحارص ،وإنما ي
اإلنشان.
ي القضان
ي بالتفسي
ر يسىم
http://bayanealyaoume.press.ma/%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B0%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89- 37
%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9
%87%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D8%A8%D9%8A/.html
: 38دة لطيفة بنخير -د.الحسن الجماعي ،كتاب مدخل الى العلوم القانونية ،مطبعة سبارطيل طنجة ،طبعة ،2019ص .79:
- 39د .الحالبي اكتاني ،كتاب "مدى مساهمة السلطة القضائية في خلق القاعدة القانونية" ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلون القانونية
واالقتصادية و االجتماعية ،الرباط أكدال ،طبعة 1984ص. 8 :
21
القضان باعتباره مصدر من ي الت يطرحها الجتهاد وف نفس السياق ،فاإلشكالية ي ي
المدن يتجىل يف مدى امكانية تصنيفه وادراجه ضمن المصادر الرسمية ،أم ي مصادر القانون
التفسيية والحتياطية للقانون؟ ر أنه ل يغدو أن يكون سوى من ربي المصادر
القانون،
ي القضان يشكل مصدرا يغذي النظام ي فهناك من الفقهاء من اعتي أن الجتهاد
القضان يرتبط بحياة القانون ،ولذلك يبق التشي ع يرتبط بالقانون ،فالجتهاد فإذا كان ر
ي
والحقيق.
ي الج المتحرك القانون الذي تصنعه المحاكم هو القانون ي
تقنني بعض القواعد ر القضان يف
ي ومن النماذج العملية الدالة عىل دور الجتهاد
التفاف حيث لم يكن قانون الشط الشط الجزان تحت تسمية ر القانونية ،مراجعة ر
ي ي
المغرن يتمسك الشط ،وظل القضاء الليامات والعقود يتضمن أحكاما تنظم مراجعة هذا ر
ي
بمبدأ حرية التعاقد المنصوص عليها يف الفصل 230من قانون الليامات والعقود إىل غاية
صدور قرار محكمة النقض المؤرخ يف ،1991/04/10قض بتأييد قرار محكمة الستئناف
ان ،وأنزله إىل مبلغ مناسب لتحقيق الغاية منه دون إرصار بالمتعاقد ر
الذي عدل الشط الجز ي
ان يف ر
الطرفي كان قد قض بتحديد الشط الجز ي ر الملزم بدفعه ،رغم أن العقد الرابط ربي
ذعية شهرية قدرها %10من القيمة اإلجمالية مقابل بناء العقار ،يف عدم إنجاز أشغال البناء ر
داخل األجل المتفق عليه ،بحيث عطلت محكمة النقض يف هذه النازلة قاعدة العقد ررسيعة
المشع المتعاقدين لفائدة العدالة( ،)33وتحقيق التوازن العقدي .وهو الجتهاد الذي سايره ر
التفاف، ان تحت تسمية التعويض ر
ي بتاري خ 11غشت ،1995عندما قي أحكام الشط الجز ي
القضان كمصدري وسمح بمراجعة هذا التعويض( ،)34عىل نحو يؤكد أن استقاللية الجتهاد
كثي من األحيان يضبط انعدام التوازن الذي قد تتضمنه قاعدة مبارس للقانون ،تجعله يف ر ر
القاض العادل بحكمه ما ي قانونية معينة ،وهو ما عي عنه "جوستاف لوبون" بقوله" :يعدل
كان جائرا ف القانون"40.
ي
ر
الفضان بوصفه مصدرا مبارسا للقاعدة يتمي بها الجتهاد الت ر
ي هذه الستقاللية ي
التشيعات تساير الواقع ،وتعيف به ضمن المصادر القانونية ،ه ما جعلت مجموعة من ر
ي
الرسمية للقانون كما هو الشأن بالنسبة للقانون المد ين السويشي ،الصادر بتاري خ
ر
يع يمكن تطبيقه، والت نص يف المادة األوىل عىل أنه ":إذا لم يوجد نص تش ي 1907/12/10ي
الت كان سيضعها هو لو أنه القاض بمقتض العرف ،فإذا لم يوجد ،فبمقتض القواعد ي ي حكم
بارس عمل ر
المشع". ر
- 40د.محمد عبد النباوي ،مقال تحت عنوان " تعميم االجتهاد القضائي – مسامة في خدمة العدالة " ،منشور بمجلة سلسلة االجتهاد القضائي ،العدد
الثاني ،طبعى ماي ."2011
22
وتفسيي
ر تطبيق
ي وف المقابل هناك من الفقهاء من اعتي أحكام القضاء لها طابع
ي
تفسي
ر القاض يف
ي استثنان يسيشد به
ي تفسيي
ر للقانون ،فالقضاء -بحسب األصل هو مصدر
ينس قواعدالجزء الغامض من النصوص القانونية ،وبالتاىل فهو – بحسب األصل دائما .ل ر
ي
يكتق بالبحث عن يشع بلقانونية جديدة ،ألن القاض ،ف غياب نصوص قانونية ،ل ر
ي ي ي
ر
الحلول القانونية يف مصادر القانون األخرى كالعرف ومبادئ الشيعة اإلسالمية ،وقواعد
القانون الذي سيطبقه ،ول
ي لك يتوصل إىل الحل
الطبيع وقواعد العدالة ،ي
ي الدين ،والقانون
لغيه ،فهو ل يكون منشئا للقاعدةيكون للحكم الصادر عنه يف هذه الحالة قوة ملزمة ر
القانونية بل مقرر لوجودها41.
23
ً ً
كبيا يف تطور القانون يف العرص الحديث .ونتكلم بإيجاز عن أثر الديانة السالمية تلعب دورا ر
المدن.
ي الدين اإلسال يم يف القانون
ً ً
لم يكن اإلسالم دينا فحسب بل كان دينا ودولة ،فقد جاء بدين جديد وكتاب كريم
تضمن تنظيم جديد للمجتمع مشتمال عىل مبادئ خلقية وفلسفية وقانونية جديدة .هذه
ً ً
العرن سواء من الوجهة الخلقية ي خطيا يف المجتمع ر النظم والمبادئ أحدثت انقالبا
الت
والجتماعية أم من الوجهة القانونية ،وكان من نتيجة ذلك أن ألغيت التقاليد والعادات ي
ر
تتماش الت
تتناف مع مبادئ القران مثل بيوع الغرر والربا وصور الزواج ،واستبقيت التقاليد ي
الت جاء بها السالم ،مثل بعض صور البيوع مع المبادئ الفلسفية والخلقية والقانونية ي
والقصاص والدية ،واستحدثت قواعد ونظم جديدة ،لم يكن للعرب عهد بها من قبل ،نتيجة
سياش للحكم. للتطور الذي حدث بالمجتمع ،مثل توريث اإلناث ونظام الخالفة كنظام
يً
قواني
ر تأثيه بالغا يف
وهكذا فالقران قد عرض لتنظيم شؤون الدنيا والدين ،وهذا ما جعل ر
كل بلد انضوى تحت لوائه.
وبالحديث عن المعامالت كمجال منظم بمقتض قانون الليامات والعقود ،نجد أن
ع يف آيات قرآنية .وسنعمل خالل هذه الفقرة عىل ر
جل أحكام هذا القانون تجد دليلها الش ي
تسليط الضوء عىل أبرز القواعد المستسقاة من الكتاب الكريم ،وكذا أوجه الختالف
ع. ر
القانون والحكم الش ي ي والتشابه ربي النص
الوفاء ✓
َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ ْ َ ْ ُ ْ ْ ُ ُ
ود) ،كما ورد ين آمنوا أوف َوا ِبالع ِ
ق قال تعاىل يف الية األوىل من سورة المائدة (يا أيها ال ِذ
َ َ َ ْ َ َ ْ ُُ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ َ ْ َّ َ َ َ ُّ ْ َ َ َ ُ ُ
يدها وقد جعلتم اَّلل ِإذا عاهدتم وَل تنقضوا األيمان بعد تو ِك ِ يف أية اخرى ﴿﴾91وأوفوا ِبعه ِد ِ
ُ َّ َ َ َ ْ ُ ْ َ ا َّ َّ َ َ
اَّلل َي ْعل ُم َما َت ْف َعلون 42
َ
اَّلل عليكم ك ِفيًل ۚ ِإن
للمؤمني ،اذ أمرهم بالوفاء بالعقود ألن أهل ر ه نداء من هللا جل وعال فهذه اليات ي
يقتض أن يوفوا بعهودهم وعقودهم وأن ل يخونوا. ي اليمان هم أهل المتثال ،وايمانهم
الوضع هو مبدأ القوة الملزمة للعقد ،فالعاقدين ي ومقابل هذه القاعدة يف القانون
تلزمهم كل الثار الميتبة عىل العقد الذي ارتضوه بكل حرية وارادة ودون تدخل من أحد43.
-د.أحمد الجباري ،محاضرات في النظرية العامة لاللتزام ،مطبعة سبارطيل طنجة،الطبعة الثالثة ،2022ص.54 : 43
24
توثيق العقود ✓
وكما هو معلوم فقانون الليامات والعقود جاء لينظم العالقات المالية ربي
الطرفي .وتعد البينة أو الثبات ر الت تولد اليامات وحقوق متبادلة يف ذمة كال األشخاص ،ي
ه األداة الرصورية الت اعتمد عليها األفراد يف صيانة حقوقهم ،كما أنها ي ه الوسيلة العملية ي ي
القاض يف التحقق من الوقائع القانونية .ذلك أن ادعاء وجود حق محل ي الت يعول عليها ي
القاض
ي نزاع من جانب أحد األشخاص أمام القضاء ان لم يصطحب بتقديم الدليل عليه اىل
فان هذا األخي لن يكون ملزما بل انه ل يستطيع أن يسلم بصدق هذا الدعاء44.
ر
ان أقرها القانون يف الفصل 404من قلع ،نجد الحجة ومن ربي وسائل الثبات ي
َ ُّ َ َّ َ َ ُ ْ َ َ َ َ ُ َ ْ َ ََ
الكتابية ،وهو ما يجد دللته يف الية القرآنية( :يا أيها ال ِذين آمنوا ِإذا تداينتم ِبدي ٍن ِإىل أج ٍل
وه) .وهذا هو المبدأ العام الذي يريد هللا سبحانه تقريره .فالكتابة أمر مفروض ُّم َس ىىم َف ْاك ُت ُب ُ
غي ميوك لالختيار يف حالة الدين إىل أجل .ليكون ذلك أحفظ لمقدارها ،وميقاتها، بالنص ،ر
ً ً
واضبط للشاهد فيها ،وتوثيقا له وحفظا.
ب ب ْال َع ْدل) .وهذا تعيي للشخص الذي يقوم بكتابة الدينَ ،
فهو (و ْل َي ْك ُتب َّب ْي َن ُك ْم َكات ٌ
َ .
ِ ر ِ ِ ِ
َ َ (كات ٌ َ
الطرفي هو ر وليس أحد وليس أحد المتعاقدين ،وحكمة استدعاء شخص ثالث ب)، ِ
َ َ
الطرفير ألحد
ِ ميل
ٍ دون بالعدل
ِ يكتب لالحتياط والحيدة المطلقة ،وهذا الكاتب مأمور أن
وف نفس السياق ،ونجد أن الفصل 417قد نض بنود العقد .ي
أو إدخال زيادة أو نقصان عىل ِ
الكتان ينتج من ورقة رسمية أو عرفية"... ي عىل أن ":الدليل
الت يتلقاها الموظفون العموميون الذين ر
ه ي مي ربي الورقة الرسمية و ي فالمشع هنا ر
لهم صالحية التوثيق يف مكان تحرير العقد ،ذلك يف الشكل الذي يحدده القانون ،45و هو
الت ل تصلح لتكون وبي الورقة العرفية أي الورقة ي ما يتطابق مع مضمون الية أعاله ،ر
رسمية ،بسبب عدم اختصاص أو عدم أهلية الموظف ،أو بسبب عيب يف الشكل ،لكن
تصلح لعتبارها محررا عرفيا إذا كان موقعا عليها من األطراف الذين يلزم رضاهم لصحة
الورقة.46
أميي ل تكون لها و تجدر الشارة اىل أن المحررات المتضمنة لليامات أشخاص ر
ناقضي قيمة ال اذا تلقاها موثقون أو موظفون عموميون مأذون لهم بذلك ، 47أما بخصوص
األهلية كالسفيه و المعتوه و القارص و المحجور عليهم فهؤلء ل ينفذ الترصف يف مالهم ال
- 44د.ادريس العلوي العبدالوي ،كتاب أصول القانون الجزء األول ،طبعة ،1974ص .447
- 45راجع الفصل 418ق ل ع.
- 46راجع الفصل 423ق ل ع.
- 47راجع الفصل 427ق ل ع.
25
َ ْ ُّ َّ ََْ ُْ ْ ْ
ب َول ُي ْم ِل ِل ال ِذي َعل ْي ِه ال َحق بإذن وليهم ،وهو ما ورد يف نفس الية حيث قال تعاىل( :فليكت
َ َ ً َ َ
ان َّالذي َع َل ْيه ْال َح ُّق َسفيها أ ْو ضعيفا أ ْو ال َي ْس َتط ُ
ً َ َ ّ َ َ َّ ُ َ َ َ ْ َ ْ ْ ُ َ ْ َّ
يع ِ ِ ِ ِ ِ س ِمنه ش ْيئا فإن ك َول َيت ِق اَّلل ربه وال يبخ
َّ َ ُ َّ ُ َ َ ْ ُ ْ ْ َ ُّ ُ ْ َ ْ
يمىل عىل ي الذي هو الحق عليه الذي المدين أن ومفادها . ل) د أن ي ِمل هو فليم ِلل و ِليه ِبالع
ورسطه ،وأجله ،مخافة أن يقع الغي عليه لو أمىل الدائن، الكاتب اعيافه بالدين ،ومقداره ،ر
َّ
ألن المدين يف موقف ضعيف قد ل يملك معه إعالن المعارضة رغبة منه يف إتمام الصفقة
ً ً ُ
صغيا أو ر تدبي أمره ،أو لحاجته إليها فيقع عليه الغي .فإن كان المدين سفيها ل يحسن ر
وىل أمره لسبب من األسباب المختلفة فليمل ي ٍ لعاهة أو
ٍ ضعيف العقل ،أو ل يستطيع أن يم ِل
ينته الكالم عن الكتابة من جميع نواحيها فينتقل الشارع إىل نقطة القيم عليه بالعدل ،وهنا ِّ
ي
وه الشهادة. أخرى يف العقد ي
الشهادة ✓
ََ َّ ْ َ ُ َ َ ُ َ ْ َ ِّ َ ُ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َْ
ي ف َر ُج ٌل َو ْام َرأت ِانيقول تعاىل (واستش ِهدوا ش ِهيدي ِن من رج ِالك ْم فإن لم يكونا رجل ِر
َ َّ َ ْ َ ْ َ َ ُّ َ َ َ َ َّ ْ ْ َ ُ َ َ ُ َ ِّ َ ْ َ ُ َ ُ ْ
ِممن ترضون ِمن الشهداء أن ت ِضل إحداهما فتذكر ِإحداهما األخرى) ،ولعل الغاية من
ه زيادة التوثقة.الشهاد ي
المغرن قد نظم شهادة الشهود يف الفرع الثالث من القسم السابع من و ر
المشع
ي
الكتاب األول من ق ل ع ،فاعتيها وسيلة من وسائل اثبات الليامات يلتج اليها األطراف
المشع يف الفصل –443و خروجا عن المتعاقدة إلثبات الياءة من تلك الليامات ،لكن ر
غيها من الت جاءت بها الية– لم يجز الثبات بشهادة الشهود يف التفاقات و ر القاعدة ي
الت يفقد فيها الخصم األفعال القانونية ال يت تتجاوز قيمتها 10 000درهم سوى يف الحالة ي
فجان
ي الكتان لليام له أو للتحليل من اليام عليه ،نتيجة حادث ي المحرر الذي يتضمن الدليل
كتان إلثبات الليام كالحالة أو قوة قاهرة أو رسقة ،أو إذا تعذر عىل الدائن الحصول عىل دليل ي
الت يراد فيها إثبات الت تكون فيها الليامات ناشئة عن شبه العقود وعن الجرائم والحالة ي ي
وقوع غلط مادي يف كتابة الحجة أو حالة الوقائع المكونة لإلكراه أو الصورية أو الحتيال أو
الت لم القانون وكذلك األمر ربي التجار فيما يخص الصفقات ي ي الت تعيب الفعل التدليس ي
تجر العادة بتطلب الدليل الكتان إلثباتها48 .
ي
ال يعاقب شخص بذنب غيه ✓
غيه مهما كان
تقتض أل يؤخذ أحد بذنب ر
ي فإن العدالة اإللهية والحكمة اإلسالمية
قربه منه.
26
ٌ ْ ُْ َ َّ َ َ َ ْ ُ ُ ُّ َ ْ
س ِإَل َعل ْي َها َول ت ِز ُر َو ِاز َرة ِوز َر أخ َرى {األنعام:
وجل :ول ت َك ِسب كل ن ٌ ٍ
ف فقد قال هللا عز
ْ َ َّ َ ْ ْ َ ُ
س ِب َما ك َس َبت َر ِهينة] {المدثر }38:وقال تعاىلَ :لها َما ك َس َبت ٍ ف ن [ك ُّ
ل }164وقال تعاىل:
َْ َ ْ َ ََ َ
الت تدل عىل هذا المعت. الكثية ي ر غي ذلك من اليات وعل ْيها َما اكت َسبت {البقرة }286 :إىل ر
الت سار عليها قانون الليامات والعقود بمقتض الفصل 78 وه نفس القاعدة ي ي
الذي ينص عىل أن كل شخص مسؤول عن الرصر المعنوي أو المادي الدي أحدثه ،ل بفعله
ر
المبارس يف ذلك فقط ولكن بخطئه أيضا ،وذلك عندما يثبت أن هدا الخطأ هو السبب
الرصر ،وكل ررسط مخالف لدلك يكون عديم األثر .ومفاد هدا الفصل أن الشخص ل يسأل
غيهغيه ،ال أنه يجوز -وكاستثناء -أن يتحمل الشخص مسؤولية رصر ر عن أفعال وأخطاء ر
ما دام أن هذا الغي هو ف عهدته49.
ي ر
حالة الضورة ✓
غيه ،وأنهمن ربي ا ورد من اليات واألحاديث دال عىل أن للمضطر حكما يخالف ر
لغيه ،ومن ذلك: يباح له ما ل يباح ر
َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ
قول هللا تعاىل{ :ف َم ِن اضط َّر غ ر َي ب ٍاغ ول ع ٍاد فال ِإث َم عل ْيه}.50
ْ ُ ُ َ َ ُ ّ َُ َ َْ َ
{وقد ف َّص َل لك ْم َما َح َّر َم َعل ْيك ْم ِإال َما اضط ِر ْرت ْم ِإل ْي ِه{51. وقوله سبحانه:
المغرن خصص الفرع المشع ولهذه القاعدة تطبيقات ف القانون المدن ،حيث نجد ر
ي ي ي
الثان من القسم الرابع من الكتاب األول من قانون الليامات والعقود لتنظيم حالة الرصورة ي
المدن.
ي تنق المسؤولية يف المجال الت ي والقوة القاهرة اذ اعتيها من األسباب ي
المغرن فقد حرصت عىل ي عندما وضعت سلطات الحماية قانون الليامات والعقود
المالك خاصة، الشيعة السالمية عامة والفقه ان ل تتعارض أحكام هذا القانون مع أحكام ر
ي
ظهي الليامات والعقود نجد مرجعها وسندها وبذلك عند استقراء مجموعة من نصوص ر
يف أحاديث نبوية ،ومن ذلك نجد مثال قاعدة "العقد ررسيعة المتعاقدين " المنصوص عليها
الكثي
ر وه قاعدة نظامية أصبحت راسخة يف ظهي الليامات والعقود ي يف الفصل 230من ر
من النظم القانونية يف مختلف دول العالم.
فالعقد بالنسبة لعاقديه يعد بمثابة النظام الخاص بهما منشأه التفاق بينهما ،وقد
اوضح عز وجل أثر ومدى إلزامه طرفيه بقوله تعاىل" يا أيها الذين أمنوا أوفوا بالعقود "
وحديث الرسول 'صىل هللا عليه وسلم " المسلمون عند ررسوطهم" .ومعت أن العقد ررسيعة
الناش من النظام ول الناش من العقد يعادل ف قوته الليام ر المتعاقدين ان يكون الليام ر
ي
- 49الفصل 85ق ل ع.
- 50اآلية 173من سورة البقرة .
- 51االية 119من سورة األنعام.
27
يجوز للفرد أن يتحلل من كليهما ،وتقوم هذه القاعدة عىل أسس أخالقية واقتصادية
وتاريخية وحضارية تتمثل يف اعالء مبدأ سلطان الرادة اي أن الفرد ل يلزم ال بما اراد وإذا
وه تقوك ثانيا عىل أساس احيام العهد (أن العهد ر
شء ،ي اراد ان يلزم فال يحول دون ذلك ي
كان مسؤول) كما تقوم عىل وجود استقرار المعامالت52.
يعظ
ي رض هللا عنهما ان رسول هللا "صىل هللا عليه وسلم" قال" :لو وعن ابن عباس ي
واليمي عىل منر المدع
ي الناس بدعواهم لدع رجال أموال قوم ودماءهم لكن البينة عىل
أنكر" .وبذلك يعتي هذا الحديث مرجعا لقاعدة الثبات المنصوص عليها يف الفصل 399
وه تعتي قاعدة أساسية يف تحديد من يقع عليه عبء الثبات ظهي الليامات والعقود ،ي من ر
اليمي بعد ان يعجز الطرف الول يف الدعوى من القيام ر وتبي الطرف الذي يتحمل عبء ر
يكق إذا لم تكن يبي هذا الحديث ان مجرد ادعاء الحق عىل الخصم ل ي وبالتاىل ر
ي بما كلف به،
كثية لبيان و اظهار تبي صحة هذه الدعوى .و هناك أمور ر هذه الدعوى مصحوبة ببينة ر
صحة الدعوى منها شهادة الشهود و القرائن و كذلك اقرار المدع عليه الذي يعتي من اقوى
وسائل الثبات ،فاذا افتقرت هذه الخصومة اىل بينة تدل عىل الحق او لم تكتمل الدلة عىل
النت (صىل هللا عليه وسلم) يف هذا القاض اىل المدع عليه وقد سماه ي ي صحتها توجه
الحديث "المنكر" و هو من ينكر الحق الذي يطالبه به خصمه و ينكر صحة هذه الدعوى،
القاض من المدع عليه ان يحلف عىل عدم صدق هذه الدعوى. ي فيطلب
باليمي هو ان الشخص إذا ر المدع بالبينة والمدع عليه ي ويعود سبب اختصاص
يدع امرا خفيا يخالف ظاهر الحال لذلك يحتاج اىل أن يساند دعواه غيه امرا فإنه ي ادع عىل ر
ببينة ظاهرة قوية تؤيد صحة دعواه ،بينما يتمسك المنكر بظاهر المر.
النت 'صىل هللا عليه وسلم' قال " رفع القلم عن رض هللا عنه عن ي عىل ي وقد ورد عن ي
ثالثة :
الصت حت يحتلم وعن المجنون حت يعقل " ي عن النائم حت يستيقظ وعن
الت
فق هذا الحديث دليل عىل ان الصغر والجنون من أسباب فقد الهلية ي وبذلك ي
وبالتاىل ل يؤخذون
ي يتعذر معها عىل هؤلء القيام بإبرام الترصفات القانونية وتحمل الياماتها
وبالتاىل يعتي هذا الحديث النبوي أساس أو سند ي مكلفي.
ر غي ما داموا يف هذه الحالة ألنهم ر
القانون حت يشط بلوغ الشخص لسن الرشد ظهي الليامات والعقود الذي ر الهلية يف ر
ي
والصغي فاقدين
ر يتمكن من ممارسة الترصفات والقانونية ونفاذها ويعتي كل من المجنون
28
ع يحول محلهم يف ممارسة تلك ر
لألهلية وناقصوها ومن ثم لبد من وجود نائب رس ي
الترصفات.
أن سعيد الخذري قال رسول هللا صىل هللا عليه وسلم" :انما البيع عن تراض ". وعن ي
ظهي الليامات والعقود وف هذا الحديث ارساء لرضائية العقود المنصوص عليها يف ر ي
اض عاقديه أحدهما بالبيع حيث ينص الفصل 488منه عىل "انه يكون البيع تاما بمجرد تر ي
ورسوط العقد الخرى" ،وبذلك فان عقد البيع بالشاء وباتفاقهما عىل المبيع والثمن ر والخر ر
اض ربي البائع
يكق حصول الي ي ي شكىل لنعقاده بل ي اىل أي اجراء كمبدأ عام ل يحتاج ي
والمشيي عىل المبيع والثمن.
رض هللا عنه قال: كذلك ورد عن حكيم بن حزام ي
يسألت من البيع ما ليس عندي فأبيعه منه ثم أبتاعه ي يأتيت الرجل
ي قلت يا رسول هللا
له من السوق ،فقال "صىل هللا عليه وسلم" "ل تبع ما ليس عندك".
حي العقد و ان يكون و بذلك فمن ررسوط صحة عقد البيع ان يكون المبيع موجودا ر
ظهي
لغي البائع ،و هو ما تم النص عليه يف فصول ر يف ملك البائع و ل يجوز بيع ما هو مملوك ر
الغي يقع
الليامات و العقود من ذلك نجد الفصل 485منه الذي ينص عىل أن " بيع ملك ر
صحيحا :
_اذا اقره المالك
ر
السء
_اذا كسب البائع فيما بعد ملكية ي
وإذا رفض المالك القرار كان للمشيي أن يطلب فسخ البيع .وزيادة عىل ذلك يليم
للغي .ول يجوز اطالقا
سء مملوكا ر ر
البائع بالتعويض ،إذا كان المشيي يجهل عند البيع ان ال ي
للغي.
السء مملوكا ر ر
للبائع ان يتمسك ببطالن البيع بحجة ان ي
الغي ويشيط ان يكون المبيع يف ملك تقض بعدم جواز بيع ملك ر ي وعىل هذا فان القاعدة
البائع.
ه مدى ظهي الليامات والعقود يالت طرحتها مسألة وضع ر من الشكالت الهامة ي
األورون من جهة ثانية ،وقد
ي رنس والقانون
السالم من جهة ،وبالقانون الف ي
ي عالقته بالفقه
كبيا ،يمكن جمعه يف أرب ع اتجاهات:
عرف الجواب عن هذا الشكال تضاربا ر
السالم
ي ظهي الليامات والعقود هو توفيق ربي الفقه
فق نظر بعض ،فان ر ي -1
الفرنس خاصة .و تجد هذه األطروحة أصلها يف تقرير S.Bergeالذي جاء فيه :
ي والقانون
29
التشيعات المدنية التشيعية هو أنها توفق ( )concilieربي مختلف ر «خاصية هذه الوثيقة ر
اإلسالم».
ي األوربية مع القانون
اإلسالم
ي ظهي الليامات والعقود هو من الفقه وف نظر البعض الخر ،فإن ر ي -2
اإلسالم كثيا بالفقه الفرنس الذي تأثر ر بارسة أو عي القانون م ر
ي ي
ظهي الليامات والعقود ،وإن كانت قواعده قد اقتبست وف رأي آخر ،فإن ر ي -3
الت هيمنت عىل وه الفكرة ي القواني األوربية ،إل أنه ليس يف ذلك ما يتناف مع اإلسالم ،ي ر من
ظهي الليامات والعقود. الت قدم بها ر
التقارير ي
كبي من التشي ع سيتم تلقيه بارتياح روف هذا اإلطار يقول ذ ) S.Bergeبأن هذا ر
ي
كبي من قوانينهم طرف الكل بالمغرب ،حيث سيجد فيه األوربيون قواعد مستوحاة إىل حد ر
الديت ول ي ضميهم ر المسلمي لن يجدوا فيه ما يخالف ر الوطنية...ومن جانبهم ،فإن
الت شكلت األرضية لهذا العمل تمت مراجعتها من عاداتهم ،ما دام أن النصوص التونسية ي
طرف لجنة مكونة من خمسة أساتذة من جامع الزيتونة بتونس وخمسة أعضاء من المحاكم
الشيعة اإلسالمية. الشعية ورصحوا بأنها ل تتضمن ما يتعارض مع ر ر
الفرنس
ي ظهي الليامات والعقود منبثق عن القانون وذهب اتجاه رابع إىل أن ر -4
اإلسالم.
ي ول عالقة له بالفقه
«ف الحقيقة ويأخذ بهذا التجاه بالخصوص ذ .عمر عزيمان الذي يقول يف هذا اإلطار ي
القواني
ر ظهي الليامات والعقود يحمل بصمات يجب وضع األمور يف نصابها ،من األكيد أن ر
العشين) ،ولكن الجرمانية الت عرفت ازدهارا ف بداية القرن (وهو هنا يقصد بداية القرن ر
ي ي
الشكىل، ي التأثي كان باألساس عىل مستوى الشكل والمنهجية ،وعىل مستوى اليتيب ر هذا
الفرنس.
ي وليس عىل مستوى المضمون الذي يبق لصيقا بالقانون
ظهي الليامات والعقود ،بعض القواعد بل وبعض ومن األكيد أيضا أننا نجد يف ر
اإلسالم يبق هنا أيضا تأثي الفقه
اإلسالم ،ولكن ر مبارسة من الفقه المؤسسات المستمدة ر
ي ي
ظهي الليامات والعقود يكرس يف العمق مفهوما رضائيا وإراديا للعقد الذي سطحيا ،ذلك أن ر
اإلسالم ،ويرتبط (أي ظ.ل.ع) بالذاتية ي الت تسيطر عىل الفقه يقطع مع الموضوعية ي
الفرنس». ي السائدة يف القانون
وهذا هو الموقف الذي تبناه أيضا ذ احمد ادريوش حيث يقول «....إنما هو (أي ظ
القواني الت اقتبست من ل ع) اقتباس ر
ر الفرنس بعد تكملته ببعض األحكام ي ي مبارس للقانون
األوربية.
وهذه حقيقة تكشف عنها الدراسة المقارنة المنهجية ،وتنطق بها رصاحة مختلف
التقارير المتعلق به...أما بالنسبة لمصادره ،فإن ظ ل ع ،وإن كان قد تضمن بعض الحلول
30
قواني العائلة ر اإلسالم ،فقد ظل وفيا ألسلوب الصياغة المتبع يف ي يقض بها الفقه ي الت
ي
الفرنس».
ي الرومانية الجرمانية ،وباألخص يف القانون
الت وف نفس التجاه يقول ذ عبد اللطيف هداية هللا « :وصفوة القول إن النصوص ي ي
المغرن الذي ي تضمنتها مجلة الليامات والعقود التونسية ومعها قانون الليامات والعقود
المدن
ي القواني األوربية ،وخاصة القانونر ه نصوص مأخوذة يف أغلبها من خرج من رحمها ،ي
اإلسالم حت ل تتعارض مع هذه ي الفرنس ،وتمت مراجعتها فقط يف ضوء أحكام الفقه ي
ومنطق ،إذ ل يستساغ أن تضع فرنسا قانونا ليطبق أمام محاكمها طبيع شء ر
ي ي األخية ،وهذا ي ر
اإلسالم».
ي األوروبيي وتكون أحكامه مأخوذة بداية من الفقه ر وغيهم من الفرنسيي رر عىل
اإلسالم قدي وهو الرأي األقرب إىل الصواب يف نظرنا ،ألنه إذا كان األخذ من الفقه
واضع ظ ل ع ،لرصورة ل يمكن تجاهلها وغض الطرف عنها نظرا ي فرض نفسه بالفعل عىل
لعتبارات سياسية تاريخية واجتماعية ،فإن هذه المدونة ليست يف حقيقتها إل اقتباسا
الصطناع والمفتعل الفرنس ؛ ألنه وبغض النظر عن مظاهر البحث مبارسا من القانون ر
ي ي
الت نجدها يف تقارير وضع المدونة، وقواني الدول األوربية ي ر اإلسالم
ي عن التوفيق ربي الفقه
الفرنس، ر
المبارس من القانون ه اقتباسها
ي األخية (المدونة) ي ر فإن الخاصية األساسية لهذه
تشيعات بعض الدول األوربية. وبصفة ثانوية من ر
بل إن D.Santillanaيؤكد بنفسه هذه الحقيقة ،إذ يقول يف تقريره « :لقد تتبعت
التونسيي ولكنها لم تيدد يف ر اللجنة عموما فقه المدرسة المالكية الذي هو مذهب أغلبية
الت تتالءم فيها قواعد هذا المذهب مع النظام الحنق ،يف كل الحالت ي ي األخذ من المذهب
األورن».
ي العام للمدونة ومع مبادئ القانون
واضع المدونة ،هو أن يبق النظام العام لهذه ي ويظهر جليا من هذا ،أن هاجس
الت يجب أن تحظ باألولوية ،وأن إدخال القواني األوربية ي
ر األخية ،نتاجا تركيبيا لمبادئ ر
ر
اإلسالم يف هذه المدونة يرجع بالساس إىل اعتبارات شكلية أكي منه يف الموضوع، الفقه
ي
حي يقول « :وقد حرصت اللجنة عىل وهو ما سيكرسه D. Santillanaبوضوح فيما بعد ،ر
عدم مخاطبة العرب إل بنفس اللغة ،وبرصي ح العبارة بأفواه فقهائهم»
الت ل تتعارض يف اإلسالم إل بتلك ي
ي « ...عىل أل يتم الحتفاظ من ربي قواعد الفقه
األورن». المدن والتجاري شء مع المفاهيم القانونية الحديثة للقانون ر
ي ي ي
ظهي واضع ر ي وهذه العتبارات القوية -يف نظرنا -ل تيك أي مجال للشك حول نوايا
الليامات والعقود .وكيفما كان الحال ،فإن الظاهر من كل هذه الراء ،أن هناك شبه إجماع
اإلسالم"
ي ظهي الليام ات والعق ود قد أخ ذوا بعض مقتض ي ات ه من الفق ه واضع ر ي عىل أن
31
وخالصة القول ،فصدور قانون الليامات والعقود شكل تحول جذريا وقطيعة مع
اإلسالم خاصة
ي القانون الذي كان سائدا قبل الحماية ،والذي كان يعتمد الفقه
ي النظام
المدن ،حيث أفرزت الظرفية
ي أساش للقانون
ي المالك ومجموعة األعراف المحلية كمصدري
الت عرفها المغرب يف هذه الفية توجها جديدا يعتمد المرجعية الوضعية أساسا لكل ي
الت قامت سلطات الحماية بفرضها وتكريسها) ،وهو ما شكل يف نظرنا ر
التشيعات الجديدة ي
المغرن الحديث.
ي المدن
ي نقطة البداية (النطالق) وشهادة ميالد القانون
لم تعد مدونة األرسة مدونة فقهية رصفة انم ا قد استعانت ب العديد من القواعد
الوضعية دون المساس بالثوابت ر
الشعية و من ذلك أن اإلثباث يف إطارها لم يعد مقترصا
الشعية وحدها ،وإنما عىل وسائل اإلثبات كلها موضوعة جديدة مستقاة عىل البينة ر
الجنان ،مع انفتاح واسع عىل
ي المدن أو
ي الوضع سواء يف شقه
ي باألساس من القانون
الت تهم حقوق المرأة وحقوق الطفل عىل وجه التحديد. التفاقيات الدولية ،ي
وباإلضافة إىل كل ما سبق ،هناك مقتضيات جديدة ،ل تيرها إل المصلحة األنية
للمجتمع ومن ذلك المادة 49والمادة 156من مدونة األرسة (القانون )70.03
صدرت مدونة األرسة 53يف 3فياير 2004بتنفيذ القانون رقم70.03والذي يتضمن يف
والثان لإلنحالل ميثاق الزوجية وأتاره والثالث
ي حيثياثه سبع كتب الذي خصص األول لزواج،
المغرن يف الكتاب الرابع لألهلية والنيابة الذي خصصه الولدة ونتائجها وأشار ر
المشع
ي
المياث
األخي الذي يتضمن ر ر الشعية والكتاب الخامس ،مخصص إىل الوصية والكتاب قبل ر
األخي إنتقالية وختامية.
ر والكتاب
- 53ظهير شريف رقم 1.04.22صادر في 12من ذي الحجة 3( 1424فبراير )2004بتنفيدذ لقانون رقم 70.03بمتابة مدونة األسرة.
32
وكذلك القانون 41.10المتعلق بتحديد ررسوط ومساطر اإلستفادة ،من صندوق
العائىل.54
ي التكافل
وجاء هذا القانون مقسم إىل ثالث أبواب رئيسية والذي يتمثل الباب األول يف الفئات
مشع إجراءات اإلستفادة المستفيدة من الصندوق ،وكذلك الباب الثان الذي حدد فيه ال ر
ي
واألخي الذي يتضمن اسيجاع المخصصات المالية من الملزمر من الصندوق ،والباب الثالث
بالنفقة.
الت سعت إىل تطوير قانون األرسة ،ويتجىل هذا يعتي الدستور الدع امة األساسية ي
التطور يف المساواة ربي الزوج والزوجة داخل األرسة.
✓
ومحكومي اإلمتثال
ر حاكمي
ر تعبي عن إرادة األمة ،ويجب عىل الكل
يعد الدستور أسىم ر
غيتشيعية أدن منه أن تخالف قواعده ،وإل كانت ر ألحكامه ،كما أنه ل يمكن لنصوص ر
دستورية.
يىل:
تنص الفقرة األوىل من الفصل 19من دستور المملكة المغربية عىل ما ي
" يتمتع الرجل والمرأة ،عىل قدم المساواة ،بالحقوق والحريات المدنية والسياسية
وف
والقتصادية والجتماعية والثقافية والبيئية ،الواردة يف هذا الباب من الدستور ،ي
مقتضياته األخرى ،وكذا يف التفاقيات والمواثيق الدولية ،كما صادق عليها المغرب ،وكل
ذلك يف نطاق أحكام الدستور وثوابت المملكة وقوانينها".
هل تنسجم مدونة األرسة مع هذا المقتض الدستوري؟
الن بیانه.
إن هذا الجدل الذي عمر لعقود قد وضعت له مدونة األرسة حدا بالشكل ي
✓
الت كانت وراء إعادة النظر يف مدونة األحوال الشخصية، لعل ،من أبرز األهداف ي
محاولة الوصول إىل مساواة فعلية وقانونية ربي الزوج والزوجة أساسا ،وقد تمت ترجمة هذا
يىل:
والت عرفت مؤسسة الزواج كما ي
التوجه من خالل المادة الرابعة من مدونة األرسة ي
ع ربي رجل وامرأة عىل وجه الدوام ،غايته اإلحصان ر
" الزواج ميثاق تراض وترابط رس ي
الزوجيي".55
ر والعفاف ،وإنشاء أرسة مستقرة برعاية
وتستفاد هذه المساواة كذلك من المقتضيات المضمنة بالمادة المتعلقة بالحقوق
الزوجي ومن أحكام طلب التطليق بسبب الشقاق ،ومن أحكام الوصية ر المتبادلة ربي
- 54ظهير الشريف رقم 1 .10. 191صادر في 7محرم 13( 1432ديسمبر )2010بتنفيذ القانون رقم 41.10المتعلق بتحديد شروط ومساطر
اإلستفادة من صندوق التكافل العائلي.
- 55المادة 19بخصوص أهلية الزواج
المادة 51بخصوص الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين
33
الواجبة ،ومن المقتضيات المضمنة يف المادة 400المتعلقة بالجتهاد يف مجال العالقات
الت تحكمها مدونة األرسة.
ي
وهكذا ،فعدم دستورية مدونة األحوال الشخصية الذي كانت تنادي به بعض الجهات
الحقوقية المنارصة لحقوق المرأة ،لم تعد مطروحة بإلحاح مطلقا أمام مدونة األرسة.56
وقد يكون اإلشكال ف التطبيق ،وهذه مسألة تخص القضاء ل النصوص ر
التشيعية. ي
الت تتمسك بعدم دستورية بعض ورغم كل هذا التحول فهناك العديد من الجهات ي
قواعد اإلرث.
✓
الت تجعل يف حالت ر
العلمان غالبا القاعدة الشعية ي
ي تهاجم بعض الجهات ذات التوجه
وه قطعية 57
المياث ،فتجعل تلك القاعدة -ي األنثيي يف ر
ر مخصوصة أن للذكر مثل حظ
غي دستورية لتعارضها مع مبدأ المساواة المكرس بعدة نصوص الثبوت والدللة – قاعدة ر
دستورية .نرد عىل هؤلء فنقول:
الشع ترث فيها المرأة مثل ما يرثه الرجل ،58بل هناك حالت ترث هناك حالت ف ر
ي ر
وه حالت ل تتم إثارتها يف هذا المجال. 59
فيها أكي منه ،ي
تنص العديد من المقتضيات الدستورية عىل أن اإلسالم دين الدولة ،فقد جاء مثال يف
تصدير الدستور أن :
اإلسالم ،مكان الصدارة فيها».
ي تتمي بتبوإ الدين
«الهوية المغربية ر
ونقرأ يف الفقرة 3من المادة األوىل منه أنه:
اإلسالم السمح ".
ي "تستند األمة يف حياتها العامة عىل ثوابت جامعة تتمثل يف الدين
وجاء يف المادة الثالثة منه أن " :اإلسالم دين الدولة".
واإلسالم ككل ل يتجزأ ،ل يمكن أن نأخذ – حسب هوانا – ببعضه وتكفر ببعض ،وهذه
قاعدة ل تتعارض مطلقا مع الدستور وإنما تنسجم معه انسجاما كليا.
ولعل ،مما يعزز وجهة النظر هذه أن الدستور نفسه قد منع منعا كليا أن يكون الدين
اإلسالم محال للمراجعة (الفصل )175من دستور المملكة لسنة .2011 ي
- 56راجع مثال البالغ الصحفي لمنظمة إتحاد العمل النسائي ورسالتها الموجهة إلى منظمات حقوق اإلنسان بالمغرب ( ،الرباط 7مارس .)1992
راجع كتاب" ،إصالح قانون األسرة حصيلة خمسين سنة من النقاش".مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء ،2002،ص 100،وما بعدها.
- 57اآلية 11من سورة النساء.
اآلية األخيرة من سورة النساء (الكاللة).
- 58وهذا مثال هو موقف الشريعة بشأن ميراث اإلخوة ألم.جاء في الذكر الحكيم ؛«{وإن كان رجل يرث كاللة أو إمرأة وله أخ أوأخت فلكل واحد
منهما السدس فإن كانوا أكتر من ذلك فهم شركاء في ثلث}»
_اآلية 12من سورة النساء.
_راجع في هذا الصدد المادة 356من مدونة األسرة
- 59ومن ذلك مثال أن من مات عن بنت وبنت ٱبن وٱبن أخ شقيق،فالبنت ترث النصف وبنت اإلبن ترث السدس ،ومابقي وهو التلث يرثه األخ
الشقيق تعصيبا.
34
السء المعروف المألوف المستحسن .60وللفظ معان متعددة ر
يقصد بالعرف يف اللغة ي
وه تختلف باختالف تركيبها وموقعها يف سياق الكالم.61 تحوم حول هذا المعت العام ،ي
ومن الناحية الصطالحية الفقهية الرصفة ،فالعرف كقاعدة هو ما استقر يف النفوس
من جهة العقول وتلقته الطباع السليمة بالقبول.62
عمىل
ي فعىل أو
قوىل وعرف ي وهو ينقسم إىل عرف ي
اإلسالم" .ومن المالحظ ومن المجمع عليه فقها أن العرف مصدر من مصادر ر
التشي ع
ي
الكثي من اجتهاداته عىل العرف ومن ذلك: ر أن اإلمام مالك ،قد بت
إذا تنازع الزوجان يف قبض الصداق بعد الدخول أن القول قول الزوج مع أن األصل
القاض إسماعيل :هذه كانت عادتهم بالمدينة ،أن الرجل ل يدخل بامرأته ي عدم القبض ،قال
حت تقبض جميع صداقها ،واليوم عادتنا عىل خالف ذلك ،فالقول قول المرأة مع يمينها
ألجل اختالف العوائد».
عىل حرام أو خلية أو برية أوومنها ما وقع يف المدونة :إذا قال الرجل لمرأته ،أنت ي
وهبتك إىل أهلك ،يلزمه الطالق الثالث يف المدخول بها ول تنفعه النية أنه أراد أقل من
ثالث ،ثم يذكر أن اإلمام مالك ،إنما أفت بلزوم طالق الثالث يف هذه األلفاظ ألنه يف زمنه
ه :إزالةكان قد نقلها العرف عما وضعت إليه من اإلخبار عن أنها حرام إىل ثالثة أمور ي
العصمة ،والعدد الثالث ،واإلنشاء ألن ألفاظ الطالق إذا لم تكن إنشاء أو يراد بها اإلنشاء ل
تزيل عصمته البتة.
العرن يف هذا الصدد:
ي ابن
كالشط حسبما بيناه يف أصول الفقه من أن العرف والعادة وما جرى به العرف ،فهو ر
الشيعة يقض به يف األحكام.63 أصل من أصول ر
35
المغرن قد أحال فيما ل يوجد بشأنه نص يف مدونة األرسة عىل ر
المشع ورغم أن
ي
الكثي من النصوص الخاصة عىل األعراف ر مذهب اإلمام مالك ،فإنه قد أحال كذلك يف
المحلية ،مع العلم أن العرف ،معتمد يف ذلك المذهب عىل نطاق واسع عىل ما سبق بيانه.
المغرن إىل العرف بالخصوص يف المواد 5و 189و 205من مدونة المشعوقد رجع ر
ي
البديه أن العرف
ي األرسة ،مع استعماله أحيانا لمصطلح المعتاد ،كما فعل يف المادة ،34ومن
ل يعمل به يف هذا المجال مت خالف قاعدة ررسعية ،ومن ذلك ما قرر المجلس األعىل من
القضان".
ي أن" :العرف الذي يحرم المرأة من اإلرث ل يعمل به عىل المستوى
وف أحكام القضاء ،فإن العرف، وبخالف العمل الذي يجد مصدره يف فتوى العلماء ي
مبارسة بعد استقراره كعادة تستمر لمدة طويلة ،وتحتاج من هو قانون ينبثق من المجتمع ر
لك تستقر كعرف ملزم. ثمة لعنرص معنوي ي
ان :
يقول المهدي الوز ي
" العرف هو العادة ،والعمل هو حكم القضاة بالقول وتواطؤهم عليه ".64
كثيا ما يقف يف وجه تطبيق العرف الشعية به .ر غي أن المجلس األعىل ،وخاصة الغرفة ر ر
الشعية ،جاء يف أحد قراراته: لصالح القواعد ر
وه فاصلة وواضحة ويجب " إن المحكمة أعرضت عن مقتضيات الفقه يف الموضوع ي
الحتكام إليها ول يجوز استبعادها مع العادات".
ه صادرة عن هيئة األمم نشي إىل أن أغلب هذه المواثيق والمعاهدات الدولية ي و ر
العالىم لحقوق اإلنسان الصادر عن الجمعية العمومية لألمم ي المتحدة ،ومن ذلك اإلعالن
الدوىل للحقوق المدنية والسياسية 66الصادر عن ي المتحدة يف 10دجني ،651948والعهد
الجمعية العمومية لألمم المتحدة يف 16دجني ،1966والتفاقية الدولية المتعلقة بالقضاء
التميي ضد المرأة 67الصادرة عن ذات المرجع سنة ،1979وكلها اتفاقيات ر عىل جميع أشكال
ونشها بالجريدة الرسمية. دولية صادق عليها المغرب ر
ا
ه أن األحكام المضمنة يف المواثيق القاعدة المسلم بها قانونا .فقها وقضاء .ي
والمعاهدات الدولية المصادق عليها بكيفية صحيحة والمنشورة بالجريدة الرسمية ،ترجع
بأن هذا الحكم قد حاز قوة الشيء المقضي به ،ألنه صدر عن محكمة معترف بها قانونا في وقتها.
- 64تحفة أكياس الناس بشرخ عمليات فاس ،طبعة دورية ،فاس ،الجزء األول ،ص .5
- 65وتحتوي على ديباجة و 30مادة وقد صادقت عليها المملكة بدون تحفظ.
- 66نشرت بالجريدة الرسمية بمقتضى الظهير الشريف رقم 1-79 -186بتاريخ 8نوفمبر 1979وتحتوي
على 53مادة.
- 67صادق عليها المغرب بمقتضى الظهير الشريف ،الصادر في 12يوليوز 1985وتحتوي على 30مادة
ضم المغرب إلى هذه االتفاقية في 21يونيو 1993ونشرت ،بظهير 26دجنبر 2000وبه مقدمة تحتوي على اِن َ
عدة تحفظات التي نسخت مدونة األسرة بعضها بكيفية ضمنية.
36
الت تم التحفظ
الداخىل ،باستثناء تلك ي
ي العمىل عىل األحكام المضمنة يف القانون
ي يف التطبيق
بشأنها.68
األخية من
ر ولقد أخذ الدستور الجديد ضمنيا بهذه القاعدة ،فنص يف الفقرة ما قبل
يىل:
تصدير دستور 29يوليوز 2011عىل ما ي
وقواني
ر وف نطاق أحكام الدستور، "جعل التفاقيات الدولية ،كما صادق عليها المغرب ،ي
التشيعات الوطنية ،والعملنشها ،عىل ر المملكة ،وهويتها الوطنية الراسخة ،تسمو ،فور ر
عىل مالءمة هذه الت رشيعات ،مع ما تتطلبه تلك المصادقة".
الداخىل أن تحيم المشع اشيط لسمو التفاقية الدولية عىل القانونومن المالحظ أن ر
ي
الهوية الوطنية الراسخة المتمثلة أساسا يف ديانته اإلسالمية.
صادقت المملكة المغربية عىل العديد من المواثيق الدولية الجماعية المتعلقة بحقوق
ه من حيث جوهرها عبارة عن قواعد خاصة والت تتضمن ربي طياتها مقتضيات ي اإلنسان ي
تتصل بقانون األرسة عموما ،وحقوق المرأة والطفل عىل وجه الخصوص.
-المثال األول:
العالىم لحقوق اإلنسان الصادر عن هيئة األمم المتحدة
ي تنص المادة 16من اإلعالن
يىل:
يف 10دجني 1948عىل ما ي
" للرجل والمرأة مت أدركا سن البلوغ حق اليوج وتأسيس أرسة دون أي قيد بسبب
العرق أو الجنسية أو الدين ،وهما يتساويان يف الحقوق لدى اليوج وخالل قيام الزواج ولدى
انحالله".
العالىم لحقوق اإلنسان ،فيما
ي وعليه ،فإذا كانت مدونة األرسة قد استجابت الميثاق
الزوجي ،عىل ما سبق بيانه.
ر يتعلق بالمساواة ربي
الشيعة اإلسالمية بخصوص عنرص الدين، فه لم تستجب إىل إزالة القيد الذي تضعه ر
ي
بغي الكتابية وليس
حيث نصت المادة 39من مدونة األرسة عىل أنه ليس للمسلم أن ييوج ر
- 68التحفظات les reservesوسيلة قد تلجأ إليها الدولة بغية استبعاد األثر القانوني أو تعديله لعدد من
األحكام الواردة في معاهدة دولية في مواجهتها ،وذلك عند توقيعها وتصديقها أو قبولها لهذه المعاهدة.
د .خليل الموسي ،التحفظات على أحكام المعاهدات الدولية لحقوق اإلنسان ،بحث منشور بمجلة الحقوق
الكويتية ،العدد الثالث السنة ،26صفحة 345 .وما بعدها.
37
غي قابل لإلزالة وييتب عىل خرقه بطالن عقد بغي المسلم ،وهو قيد ر للمسلمة أن تيوج ر
الزواج (راجع المادة 57من مدونة األرسة)69
38
د -نفس الحقوق والمسؤوليات كوالدة...
ه_ نفس الحقوق يف أن تقرر بحرية وشهور من المسؤولية عدد أطفالها والفية ربي
إنجاب طفل وآخر...
و -نفس الحقوق والمسؤوليات فيما يتعلق بالولية والقوامة والوصاية عىل األطفال
وتبنيهم."...
وقد تحفظت الحكومة المغربية عىل هذه المادة ،72وخصوصا ما يتعلق منها بتساوي
الرجل والمرأة يف الحقوق والمسؤوليات أثناء الزواج وعند فسخه .وذلك لكون مساواة من
الزوجي حقوقا ومسؤوليات الت تضمن لكل من ر
ر هذا القبيل تعتي منافية للشيعة اإلسالمية ي
يف إطار من التوازن والتكامل ،وذلك حفاظا عىل الرباط المقدس للزواج.
اعتت اإلسالم باألرسة عناية فائقة وأولها ما تستحق من الهتمام ويتجىل ذلك يف
الت تنظم هذه الناحية اليات القرآنية العديدة ،واألحاديث النبوية ر
الكثية العدد ي
ر الشيفة
الحيوية من الحياة اإلنسانية ومن تلك اليات واألحاديث أقام فقهاء اإلسالم من مختلف
المذاهب نظاما دقيقا لألرسة يقوم عىل أساس العدل والمساواة ربي الرجل والمرأة.
إن من آيات هللا الكيى ونعمه العظىم أن خلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها
وجعل بيننا مودة ورحمة .و عىل كلمة هللا تعاىل و ررسعه تقوم األرسة بالرباط المقدس الوثيق
الزوجي تتوطد الصالت، ر المؤمني ،و يف البيت الذي قام ليجمع ر الذي رضيه هللا لعباده
صالت البدن و الروح ،و صالت النفس بالنفس ،وصالت السكن و القرار و صالت المودة و
َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ُ ِّ ْ َ ُ ُ ْ َ ْ َ ً ِّ َ ُ ُ َ
اجا لت ْسكنوا ِإل ْي َها َو َج َع َل الرحمة 73لقوله الحق تعاىل ﴿ و ِمن آي ِات ِه أن خلق لكم من أنف ِسكم أزو
َ َ َّ َ َ َٰ َ َ َ ِّ َ َ ْ َ ُ َّ َ َّ ا َ َ ْ َ ا َّ
ات لق ْو ٍم َيتفك ُرون. ﴾74 بينكم مودة ورحمة ۚ ِإن ِ يف ذ ِلك لي ٍ
البشي وامتداده، وألجل تكوين هذه األرسة و قيامها بدورها ف المحافظة عىل النوع ر
ي
الشعية لتكوينها ،وجعله من سنة ررسع هللا عز و جل الزواج و الذي يعتي األداة الوحيدة و ر
دينه ومنهاج ررسيعته ،فجمع به ربي األرحام المنقطعة واألنساب المتفرقة ،ويقول جلت
َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ٓ َ رَ ً َ َ ُ َ َّ ُ
شا ف َج َعلهۥ ن َس ًبا َو ِص ْه ًرا ۗ َوكان َرُّبك ق ِد ًيرا ﴾ 75واعتي هللا قدرته َوه َو﴿ ٱل ِذى خلق ِمن ٱلما ِء ب
َ َْ َ َْ َ َْ ُ َ
ف تأ ُخذون ُهۥ َوق ْد أف َضَٰ الزوجي مصداقا لقوله تعاىل ﴿ وكي ر تعاىل الزواج ميثاقا غليظا ربي
39
َ ً َ ً َ ْ ُ ُ ْ َ َٰ َ ْ ٍۢ َ َ ْ َ ُ
ض َوأخذن ِمنكم ِّميث َٰ قا غ ِليظا ،﴾ 76يربط ربي الرجل و المرأة عىل وجه الدوام بعضكم ِإىل بع ٍ
و قائما عىل أساس المودة و التساكن ،و ذلك يف إطار احيام الحقوق و الليام بالواجبات من
الزوجي يقول عز ر بالمعارسة الحسنة فيما ربي ر أجل تحقيق التماسك ،و يأمر هللا عز و جل
ُ َ ْ ً َ َ ْ َ َ َّ ُ ْ َ َ َ َ َ ُُْ ُ وه َّن ب ْال َم ْ َ َ :ر ُ ُ
يهس أن تك َرهوا شيئا ويجعل اَّلل ِف ِ وه َّن ف َع َ َٰ وف ۚ ف ِإن ك ِرهتم ِ ر ُ ع ِ ارسمن قائل ﴿ وع ِ
العىل القدير إنما يدخل يف إطار اليابط عليه يؤكد الذي العظيم الرباط هذا و ﴾، يا77 َخ رْ ًيا َك ِث ر ً
ي
78 ٌ َ ْ ُ َّ َ ٌ َ ُ ْ َ َ ْ ُ
و اليامج العظيم قال سبحانه و تعاىل ﴿ هن ِلباس لكم وأنتم ِلباس ﴾
وقد أتت مدونة األرسة بمجموع القواعد الجوهرية المستمدة من روح ررسيعتنا السمحة
و من خاللها ن ربي ما ي يىل :
الت تمس بكرامة وإنسانية المرأة ،وجعل ر
أ -تبت المشع صياغة حديثة بدل المفاهيم ي
الزوجي .وذلك باعتبار النساء شقائق للرجال يف األحكام، ر مسؤولية األرسة تحت رعاية
مصداقا لقول جدي المصطق عليه السالم و كما يروى " ،ل يكرمهن إل كريم و ل يهينهن
إل لئيم " .
ب -جعل الولية حقا للمرأة الرشيدة ،تمارسه حسب اختيارها ومصلحتها ،اعتمادا عىل
بغي من ارتضته بالمعروف تفاسي الية الكريمة ،القاضية بعدم إجبار المرأة عىل الزواج ر ر أحد
َ ْ ْ َ
ْ َْ ُ ْ َ َ َ ْ َ
﴿ َفًل ت ْعضلوه َّن أن َي ْ َ َ َ ُ ََّ ُ ُ ُ َ َ
وف ﴾ 79و للمرأة بمحض نكحن أز َٰو جهن ِإذا ت َ َٰرضوا بينهم ِبٱلمع ُر ِ ِ
إرادتها أن تفوض ذلك ألبيها أو أحد أقارب ها.
ج -فيما يخص التعدد ،الليام بمقاصد اإلسالم السمحة يف الحرص عىل العدل ،الذي
َ ْ ْ ُ َ َّ َ ُ
بتوفيه ،يف قوله تعاىل ﴿ ف ِإن ِخفت ْم أَل ت ْع ِدلوا ر جعل الحق سبحانه يقيد إمكان التعدد
َ ا َ
ف َو ِاحدة﴾80
َ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ِّ
ي الن َس ِاء َول ْو و حيث إنه تعاىل نق هذا العدل بقوله ﴿ ولن تست ِطيعوا أن تع ِدلوا ب ر
ُ
َح َر ْصت ْم﴾ 81
المتمية ،باليخيص بزواج ر فقد جعله شبه ممتنع ررسعا ،كما تشبعنا بحكمة اإلسالم
القاض ،بدل ي الرجل بامرأة ثانية ،بصفة ررسعية لرصورات قاهرة و ضوابط صارمة ،وبإذن من
ع ،يف حالة منع التعدد بصفة قطعية . اللجوء للتعدد الفعىل ر ر
غي الش ي ي
40
د -فيما يخص العدة فقد جعلت مدونة األرسة عدة المتوف عنها زوجها أربعة أشهر و
اجا َي َ َيَّب ْص َن ب َأ ُنفسهنَّ ون َأ ْز َو ً
َ َّ َ ُ َ َ َّ ْ َ ْ ُ ْ َ َ َ ُ َ
عشة أيام كاملة ،إعمال لقوله تعاىل ﴿ وال ِذين يتوفون ِمنكم ويذر ر
ِ َ ِِ
لت األ ْح َ َُْ ُ شا82 َأ ْرَب َع َة َأ ْش ُهر َو َع رْ ً
ال ِ م وأو ﴿ تعاىل لقوله لحملها وضعها بعد الحامل عدة و ﴾ َ ُ َ ٍ
َ َ ْ
وه ثالث أطهار كاملة أو ثالثة أشهر ي أ َجل ُه َّن أن يضعن حملهن ﴾ 83ثم عدة المرأة المطلقة
َّ ُ ْ َ َ ْ َ
َْ ُ ْ َ َّ َ ُ َ
الت يئست من الحيض لقوله الحق ﴿ َوال ُمطلقات َي َيَّب ْص َن ِبأنف ِس ِه َّن ي لمن لم تحض أصال او
ْ َ ُ َ َ َّ ُ َ َ ُ ُ الث َة ُق ُروءَ ﴿ ﴾ 84والالن َيئ ْس َن م َن ال َ
ْ َ َ
يض ِم ْن ِن َس ِائك ْم ِإ ِن ْارت ْبت ْم ف ِعدت ُه َّن ثالثة أش ُه ٍر ِ ِ ح م ِ ِي ِ ٍ ث
ْ َ
الالن ل ْم َي ِحض َن ﴾ . و ِي
َ
الت تم الستشهاد بها تعتي يف مجموعها دستورا وقاعدة عامة عىل األهمية فكل اليات ي
ينس أرسة تنمو يف أحضانه وتيسخ والعناية الفائقة الت تحظ بها مؤسسة الزواج ،باعتباره ر
ي
ر
قواعدها يف ضالله المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشيفة.
41
لقاض الموضوع باستقاء بعض األحكام المغرن قد سمح وباإلضافة إىل أن ر
المشع
ي ي
المالك ،كما فعل مثال يف الفصل 91من مدونة األحوال الشخصية ر
مبارسة من أحكام الفقه
ي
نق النسب ،86فإنه قد قيد اجتهاده عند غموض ر
الملغاة بالنسبة للوسائل المعتمدة رسعا يف ي
تقضي والت
ي النص أو نقصانه أو انعدامه من خالل الفصول 82و 172و 216و ،297
جميعها بالرجوع إىل الراجح أو إىل المشهور أو إىل ما جرى به العمل من فقه اإلمام مالك.87
المغرن يف هذا الصدد أنه رجع إىل المذاهب غي أن ما يؤاخذ عىل مسلك ر
المشع ر
ي
كثية ،ثم قرر يف النهاية القتصار
السنية األربعة باإلضافة إىل المذهب الظاهري يف حالت ر
فيما لم يوجد بشأنه نص عىل الراجح أو المشهور أو ما جرى به العمل من مذهب اإلمام
الت حلت المالك يف مدونة األرسة ي
ي مالك يف مدونة األحوال الشخصية الملغاة وعىل المذهب
محلها ،وهذا يعتي من قبيل التناقض إذ هو يأخذ قاعدة من مذهب ويحيل يف جزئياتها عىل
غي المذهب الذي أخذت منه ،مع العلم أن المادة 400من مدونة األرسة قد صيغت بكيفية ر
تسمح عموما باحيام مركز كل مذهب عىل حدة.
رض هللا والرجوع إىل الراجح أو المشهور أو ما جرى به العمل من مذهب اإلمام مالك ي
قاض عنه وفقا للنصوص ر
التشيعية األربعة المشار إليها أعاله ،مسألة قانونية يجب عىل
ي
الت 88
قاض الموضوع ،مع العياف بصعوبة المسألة ي ي النقض أن يراقب إعمالها من طرف
والت كبيا ،وتتطلب توحيدا عىل مستوى المراجع الفقهية المعتمدة ،ي تتطلب تخصصا فقهيا ر
قد تتضمن أحيانا بعض الفروق والختالفات.
42
ه خليط من المذاهب الفقهية ،مثلها يف ذلك مثل مدونة رغم أن مدونة األرسة ي
المالك المشع العتماد يف هذا الصدد عىل المذهب األحوال الشخصية الملغاة ،فقد قرر ر
ي
تكميىل لها.
ي وحده كمصدر
الت قررها إمام المذهب مراعيا المالك مختلف األحكام الجتهادية ي ي يقصد بالمذهب
يف ذلك أصول معلومة وأخرى مخصوصة.89
كي ويندرج ف إطار المذهب المالك كذلك ما سار عليه أصحاب مالك وتالمذته وهم ر
ي ي
ناهجي يف اجتهادهم أصول مذهبه ،وإن خالفوه يف بعض الفروع المبنية عىل ر من بعده،
تلك األصول أو خالفوا بعضهم البعض ،أحيانا .
أكي األئمة إعمال للفتوى .وقد ترتب عىل ذلك أنه قد نقلت عنه ويعد اإلمام مالك من ر
أقوال متباينة إما بسبب ضعف يف النقل ،أو ألن اإلمام هو نفسه قد تراجع عن موقف سابق،
وإما بسبب اختالف الرواة وقوة أو ضعف استيعابهم ألقواله ،بل اختالف أمكنتهم وأزمنتهم،
الت أفت بشأنها اإلمام الت تجمع مختلف النوازل ي وإىل جانب هذا وذاك ،تعددت المراجع ي
وف مقدمة هذه المراجع المدونة الكيى برواية سحنون عن عبد الرحمن ابن القاسم، مالك ،ي
القرطت ،والموازية لبن المواز.90
ي للعتت
ي والواضحة لبن حبيب ،والعتبية
الصحان واإلجماع، ي لمالك أدلة الكتاب والسنة وعمل أهل المدينة وفتوى ي وللمذهب ا
المالك
ي ه القياس والستحسان والستصحاب وسد الذرائع 91وللمذهب وله أدلة عقلية ي
كية النقول والروايات والجتهادات مع تباينها يف العديد من أدلته الخاصة به والت فرضتها ر
ي
وف وف الراجح ي األحيان ،وتتمثل هذه األدلة يف المتفق عليه والقول المساوي لمقابله ،ي
المالك بمراعاة الخالف .والذي نريد أن ننبه ي المشهور وفيما جرى به العمل .ويأخذ المذهب
يقتض ي المالك لعتماده بشأن تكملة ما سكتت عنه مدونة األرسة، ي إليه أن الرجوع إىل الفقه
اإللمام الكامل بأدلة المذهب من عامة وخاصة.
الت تمثل أدوات المجتهد ل يكون هناك رجوع إىل ذلك وبدون اإللمام بتلك األدلة ي
العشوان والجهالة الجهالء .لذلك يجب العتناء بهذا الجانب ي المذهب ،وإنما هو الخبط
العاىل للقضاء. ي تهء القضاة الذين سيلتحقون بمحاكم األرسة يف إطار تكوينهم بالمعهد أثناء ي
يىل باختصار شديد وبكيفية مبسطة عند األدلة الخاصة للمذهب ونتوقف فيما ي
المالك ،من خالل المصطلحات المعتمدة فيه: ي
- 89بوشعيب الناصري ،قراءة في المادة 400من مدونة األسرة ،م .المناهج ،العدد ، 7_8ص 41
- 90الحجوي ،الفكر السامي ،م،س ،الجزء الثاني ،ص 456
- 91محمد الفاضل بن عاشور ،المحاضرات المغربيات ،الدار التونسية للنشر ، 1974ص 75و ما بعدها
43
-
غيهم من المذاهب ألخرى عىل المالك ،دون ر
ي يراد بالمتفق عليه اتفاق فقهاء المذهب
حكم ما ،ومن ثمة فهو يخالف اإلجماع كمصدر ر
للشيعة اإلسالمية من هذه الناحية.92
غيه ،وإن
وهكذا ،فمت كان هناك رأي متفق عليه يف المذهب ،ما صح الحياد عنه إىل ر
كثيا بشأن من أورده ،مخافة الوقوع يف الخطأ.
كان يجب التحري ر
-
قد تستوي األقوال المتعارضة داخل المذهب من حيث دليلها ومن حيث قائلوها ،ول
يظهر يف بداية األمر موجب للرجحان فيما بينها .
وصورة القول المساوي لمقابله أن ل يوجد يف المسألة رجحان وتختلف األقوال فيها.
قولي مشهورين أو أن يكون كل اجحي أو ر قولي ر ر ويتصور القول المساوي لمقابله ،إما يف ر
رضي يف الحكم ،كأن ينص أحدهما عىل القولي متعا ر ر القولي راجحا ومشهورا ،ويكون كال ر من
الوجوب ،والخر عىل الندب أو أحدهما بالحلية والخر بالحرمة.93
فقد قيل يف موقف أول إنهما يتساقطان معا ،وقيل يف موقف ثان يقض بأحدهما،
القاض يختار أيهما شاء
ي القاض ،وقيل يف موقف ثالث إن ي المفت أو
ي وخاصة مت ترجح لدى
بشط أن يبتعد عن الهوى ،تطبيقا لقول هللا تعاىل: ر
ٓ َ َ ٓ َ َ َّ ُ َ َ َ ْ ُ َ
ٱَّلل َوَل ت َّت ِب ْع أ ْه َوا َء ُه ْم ﴾. 94 َ
ٱحكم َب ْين ُهم ِبما أنزل ﴿ َوأ ِن
و هكذا تبق مسألة خالفية يف المذهب .
-
ه الكتاب والسنة واإلجماع والقياس وعمل أهل
المالك ي
ي األدلة النقلية يف المذهب
الصحان واإلجماع ومراعاة الخالف.95
ي المدينة وفتوى
المالك ،ومفاده إعمال المجتهد لدليل
ي إن مراعاة الخالف أصل من أصول المذهب
خصمه – أي المجتهد المخالف له -يف لزم مدلوله الذي أعمل يف عكسه لدليل آخر.96
- 92ذلك أن اإلجماع هو مصدر عام بالنسبة لجميع المذاهب الفقهية ،هو مقدم على المتفق عليه ،حتى داخل المذهب المالكي.
ويقصد باالجماع ":اتفاق مجتهدي أمة محمد صلى هللا عليه وسلم بعد وفاته في عصر من المصور على حكم شرعي اجتهادي" .انظر كتاب أحوال
الفقه
- 93عبد المجيد الكتاني ،مبدأ تقديم ما جرى به العمل على المشهور في الفقه المالكي ،مقال منشور بمجلة العرائض العدد األول (يناير 2006
ص . 57
- 94سورة المائدة اآلية 51
- 95إلى جان ب هذه األدلة النقلية توجد أدلة أخرى توصف بالعقلية يأخذ بها المذهب المالكي و هي القياس و االستحسان و االستصحاب ،وسد
الذرائع ،و المصلحة المرسلة و العرف .
- 96محمد رياض مرجع سابق ،ص 401وما بعدها .
44
الدليلي حكمه .ومن
ر وحسب جانب من الفقه ،إن مراعاة الخالف هو إعطاء كل واحد من
أمثلته إعمال اإلمام مالك دليل خصمه القائل بعدم فسخ نكاح الشغار يف لزم مدلوله الذي
هو ثبوت هذا النكاح بعد الدخول.97
رض هللا عنها،
المالك عىل ما روته السيدة عائشة يي ويستند هذا األصل يف المذهب
حيث قالت:
أن وقاص وسعد بن زمعة يف غالم ،فقال سعد :هذا يا رسول هللا "اختصم سعد بن ي
إىل أنه ابنه ،انظر إىل شبهه ...وقال عبد بن زمعة :هذا ي
أىح أن وقاص عهد ي أىح عتبة بن ي
بن ي
أن من وليدته .فنظر رسول هللا صىل هللا عليه وسلم إىل شبهه، يا رسول هللا ولد عىل فراش ي
واحتجت منه يا
ي فرأی شبها بينا بعتبة ،فقال :هو لك يا عبد ،الولد للفراش وللعاهر الحجر،
سودة بنت زمعة ،قالت فلم ير سودة قط".98
حكمي :حكم الفراش فألحق الولد ر لقد راع رسول هللا صىل هللا عليه وسلم هنا
ه سودة بنت زمعة الت ي
بصاحبه الذي هو زمعة ،وحكم الشبه ،فأمر بنت صاحب الفراش ي
بالحتجاب من الولد".99
ومن تطبيقات مراعاة الخالف أن اإلمام مالك ،رغم قوله بفساد النكاح الميم بدون
اع يف ذلك الخالف عندما ينظر فيما ييتب بعد وقوعه من مفسدة ،ومن ثمة قرر وىل ،ير ي
ي
100
أنه مت دخل بها ،فلها المهر بما استحل من فرجها وإن حملت فالحمل يلحق بالزوج .
ومن تطبيقات مراعاة الخالف كذلك النكاح يف حالة اإلحرام ،فهو نكاح فاسد يف
المالك ويفسخ مطلقا بعد الدخول وبعده لقول صىل هللا عليه وسلم: ي المذهب
" ل ينكح المحرم ول ينكح ول يخطب ".
ينش الحرمة ،ول يثبت فيه توارث ربي ومقتض ذلك أنه يفسخ بدون طالق ،ول ر
الزوج ري ،ول عدة فيه وإنما فيه الستياء .إل أن فقهاء المذهب راعوا فيه خالف األحناف
القائلي بتصحيحه فرتبوا عليه بعض آثار الصحة ،فقالوا :إنه يفسخ بطالق ،ويثبت فيه ر
الزوجي ،وفيه العدة ،ر
وينش الحرمة مراعاة لموقف الحنفية . ر التوارث ربي
وه باختصار: ر
ويشيط المالكية رسوطا لألخذ بمراعاة الخالف ،ي
- 97نكاح الشغار هو أن يقول الرجل اآلخر زوجني ابنتك أو أختك أو أزوجك ابنتي أو أختي وال صداق بيننا۔ وقد اختلف الفقهاء بشأن أثر هذا
الشرط على صحة العقد بعد الوقوع ،أي هل يفسد النكاح أم ال يفسد؟ قال فقهاء األحناف إن العقد صحيح والشرط باطل ويلزم مهر المثل ألن هذا
النكاح مؤبد أدخل عليه شرط فاسد.
والشرط الفاسد ال يبطل العقد وإنما يلغى .
وقال فقهاء المالكية إن العقد فاسد يجب فسخه قبل الدخول وبعده ولو ولدت ،وذلك اعتمادا على حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " :ال شغار
في اإلسالم( " ،رواه مسلم عن ابن عمر).
- 98رواه البخاري و مسلم في الصحيحين عن ابن شهاب الزهري عن عروة .
- 99أحمد السباعي الرجراجي ،منازل السالك إلى مذهب اإلمام مالك
- 100إن الزواج بدون ولي فاسد عند اإلمام مالك ،صحيح عند اإلمام ابن حنيفة متى كانت الزوجة تامة الرشد .
45
-أن تكون المسألة محل النظر مختلفا فيها ألن المسائل المتفق عليها ل
غي دليلها.
اع فيها ر
ير ي
اع الخالف مجتهد يف المذهب إذ المقلد ل نصيب له يف ذلك. -أن ير ي
-أن ل تؤدي مراعاة الخالف إىل الخروج عن المذهب كلية.
-أن ل يؤدي مراعاة الخالف إىل صورة تخالف إجماع المذاهب .أن يكون الدليل
اع قويا ل ضعيفا.101المر ي
يرى جانب من الفقه أن الراجح -ويقابله القول الضعيف هو الحكم الذي قوى الدليل
تقض بأن
ي الت
عىل أنه رأي اإلمام مالك ،أو أنه المتأخر من أقواله أخذا بالقاعدة األصولية ي
غي أن األمر قد يتجاوز يلع المتقدم منها عند التعارض فيما بينهما ،ر
المتأخر من األحكام ي
الشيعة اإلسالمية عموما ،102حيث يصبح ذلك عندما يكون الراجح ما له دليل قوي ف ر
ي
غيه من المذاهب. الحكم مفروضا ررسعا عىل المذهب وعىل ر
ويكاد يجمع الفقه المهتم عىل أن الراجح من ربي أقوال الفقهاء هو الذي ينسب إىل
رض هللا عنهما فيما يغلب اإلمام ابن القاسم .وقول ابن القاسم هو روايته عن اإلمام مالك ي
عشين سنة كاملة بحيث لم يكن عىل الظن ،وبيان ذلك أن ابن القاسم قد لزم مالكا مدة ر
توف إل لعذر قاهر ،وقد كان عالما بالناسخ والمنسوخ من أقواله ،إضافة إىل أنه
يفارقه حت ي
المالك إىل عموم الناس ،103من خالل إمالئه للمدونة عىل
ي هو الذي نقل حقيقة المذهب
سحنون.
ولعل رجحان أقوال اإلمام ابن القاسم هو الذي دفع الولة باألندلس المسلمة إذا ما
ولوا رجال شؤون القضاء أن يشيطوا عليه يف سجل تعيينه أل يخرج عن أقوال ابن القاسم،
بالقيوان يف تونس.
القاض سحنون ر ي وقد أثر نفس الموقف عن
- 101انظر حول هذه الشروط عبد المجيد الكتاني ،م،س ،بنفس الموضع .
- 102فحسب جانب من الفقه ،إن "ضبط الراجح وتحديد معناه داخل المذهب يكاد أن يكون من األلفاظ المشتركة.
وذلك أن تعريفه بما قوي دليله ،روعي فيه األخذ بقول له دليل أقوى من أدلة المذهب وهو يتوقف على النظر في
تلك األدلة والترجيح بينها من المفتي والقاضي اللذين البد أن تتوفر فيهما شروط االجتهاد داخل المذهب .كما يصدق الراجح بما ترجح من األقوال
والروايات من اإلمام مالك ،وفي دائرة المذهب .وفي جميع األحوال يرجع في معنى الراجع إلى قوة الدليل".
-رياض ،أصول الفتوى والقضاء في المذهب المالكي ،م س ،ص .474
- 103برهان الدين إبراهيم ابن فرحون ،تبصرة ال حكام في أصول األقضية و مناهج األحكام ،المطبعة العامرة الشرفية بمصر 1301 ،هجرية ،
الجزء األول ص 47و . 43
46
ويرى بعض الفقه أن الرأي الراجح من ربي أقوال اإلمام مالك هو القول المضمن
بالمدونة الكيى ،وهو رأي ل يختلف من الناحية الجوهرية عن الرأي المنوه به أعاله ،وإنما
ه عبارة عن أقوال اإلمام مالك وفتاويه يقويه ويعضده ،مت علمنا يقينا أن المدونة الكيى ي
القيوان بتونس حيث والت أمالها اإلمام ابن القاسم عىل سحنون بمرص ،والذي رجع بها إىل ر
ي
انتشت وداع صيتها يف كل من المغرب األقض وبالد األندلس.ر
المالك ،ليس بالمسألة
ي ويبق أن مسألة تحديد الراجح من ربي أقوال فقهاء المذهب
الهينة نظرا لختالفهم يف اليجيح بصدد بعض المسائل الخالفية ،باإلضافة إىل أن هناك من
الفقهاء من يجعل الراجح مرادفا للمشهور ،عىل ما سنوضحه يف الفقرة الموالية.
47
األخي هو ما قصده واضعوا مدونة األحوال الشخصية الملغاة عىل ما يتضح من اليكيبة ر
اللفظية لنص الفصول 82و 172و 216و 297من نفس المدونة.
وأما بخصوص التسوية ربي الراجح والمشهور ،فهو ما عليه المتأخرون من فقهاء
ان عىل سبيل المثال:المذهب ،يقول المهدي الوز ي
" إننا نطلق القول المشهور عىل الراجع والراجح عىل المشهور ول نعتي هذا الفرق
غي فرق ربي قوة دليله
أصال والقول إذا كان معتمدا يف المذهب يسىم بالراجح والمشهور من ر
ر
وكية قائله. "105 ...
وهذا الختالف يف حد المشهور ما هو إل انعكاس لختالف المدارس الفقهية ،المالكية
يف رؤيتها إىل مفهوم المشهور وتعيينه وما هو المعتي فيه.
تطلق عبارة ما جرى به العمل من مذهب اإلمام مالك غالبا عىل الجتهادات القضائية
الت خالفت الراجح أو المشهور يف المذهب لظروف ما اقتضت ذلك ،كدرء مفسدة والفقهية ي
أو جلب مصلحة .وقد التبس مفهوم ما جرى به العمل عىل ر
كثي من الناس قديما وحديثا،
مما جعل بعض الفقهاء ينبه عىل ما يجب اعتباره رليتفع هذا اللبس.106
المهتمي بأن «ما جرى به العمل من مذهب اإلمام مالك» يجد سنده ر يرى أغلب
المالك ،ويتعلق األمر هنا بعمل
ي الت ينفرد بها المذهب وأصله يف أصل من األصول المهمة ي
أهل المدينة الذي انبثق عنه فيما بعد عمل أهل قرطبة باألندلس المسلمة ،ثم عمل أهل
فاس ،فمراكش ،فسوس بالمغرب.
المالك ليس مرادفا لعمل
ي ورغم ذلك ،فإن ما جرى به العمل عند متأخري المذهب
مبت عىل المشاهدة والمالحظةأهل المدينة لختالف مفهوم كل منهما ،فعمل أهل المدينة ي
المستمرة ألمور حصلت منذ عهد الرسول ﷺ إىل زمن اإلمام مالك ،يف مكان مخصوص هو
المبت أساسا عىل أقوال ضعيفة تعززت بأسس ي المدينة المنورة ،بخالف ما جرى به العمل
معتية يف المذهب. 107
وألهمية ما جرى به العمل ،اهتم به العلماء وألفوا فيه رنيا ونظما.
التجت المشهور
ي عىل بن قاسم بن محمد ومن أشهر من نظم أهم مسائله :اإلمام ي
(ف لميته المشهورة بالمية الزقاق) وأبو زيد عبد الرحمن بالزقاق المتوف سنة 912ه .ي
لفاش)
ي الفاش المتوف سنة 1096م ( يف نظمه المسىم العمل ا ي القاش بن الشيخ عبد القادر
ي
- 105رسالة في اثبات استحباب السدل ،الطبعة األولى 1996 ،ص . 470
- 106عبد المجيد الكتاني ،مرجع سابق ص . 56
- 107محمد رياض ،م،س ص . 515
48
السجلماش المتوف سنة
ي الفيالىل
ي الجالىل
ي أن القاسم بن محمد بن عبد والشيخ محمد بن ي
(ف نظمه المسىم العمل المطلق). 1214ه ي
السجلماش بالعمل المطلق لكون ناظمها لم ي أن القاسم وسميت منظومة محمد بن ي
بشط المكان ،بل ضمنها ماجرى به العمل يف مجموع بلدان شمال إفريقيا يتقيد فيها ر
الفاش
ي اإلسالم ،بينما اقترص أبو زيد
ي (األندلس والمغرب وتونس) وهو ما يسىم الن بالغرب
وه تابعة لعمل األندلس ،ولذلك سميت منظومته يف نظمه عىل ما جرى به العمل بفاس ،ي
الفاش ،أما اإلمام الزقاوي فقد تناول يف منظومته عددا هاما من قواعد الفقه ي بالعمل
الت جرى بها العمل ر
واإلجراءات الشعية ،وقواعد التوثيق ،كما تناول فيها بعض المسائل ي
غي المشهور. 108 بفاس عىل ر
ه التية: ر
ويتوقف ما جرى به العمل عىل تحقق رسوط أربعة ي
الشيعة اإلسالمية -أن يكون العمل صادرا عن علماء بأحكام ر
الفقه المحض ،فقد اشيط فيه ي فألن األصل فيما جرى به العمل قائم عىل الجتهاد
الفقهاء أن يكون صادرا عن أئمة تتوفر فيهم درجة الجتهاد ،وإل وجب عدم اللتفات إليه،
ه صفة المقلد عن الفقهاء. ر
السء ل يعطيه ،وهذه ي ما دام أن فاقد ي
المتديني والمشهود لحمر يف المسائل الفقهية ر -أن يثبت بشهادة العدول
غي شك ،فإذا وقع الشك ومفاد ذلك أن ينقل عمل العلماء بالضعيف نقال صحيحا من ر
هل عمل العلماء بمقابل المشهور أم ل ،فإنه يجب العمل بالمشهور.
ع ،ومن ثمة وجب إثباتها بنقل ر
فالمسألة عبارة عن قضية نقلية انبت عليها حكم رس ي
صحيح ل يشوبه أي شك.
الشع وإن كان شاذا قواني رر -أن يكون العمل جاريا عىل
فقه ،يقوم يف أساسه عىل اختيار قول ضعيف ي إن ما جرى به العمل عبارة عن اجتهاد
من عالم أو قاض أو مفت مؤهل لذلك ،ألنه وحده القادر عىل مقابلة القول الضعيف أو
- 108محمد القدوري ،موسوعة قواعد اللغة والتوثيق ،مستخرجة من حادي الرفاق إلى فهم المية الزقاق ،مطبعة النجاح الجديدة ،2004 ،من،
114و . 115
واختلفوا في الكيفية التي يثبت بها ذلك:
فقد ذهب جانب منهم إلى أن جريان العمل يثبت بقول عالم واحد موثوق به ،ألنه من باب الخبر الذي يكفي فيه خبر الواحد ،بينما ذهب البعض إلى
أنه البد إلثباته من أكثر من عالم ،بل ذهب ميارة الفاسي إلى أنه إنما يصح ويثبت بشهادة العدول المتشبتين في المسائل ممن لهم معرفة في الجملة.
ذهب إلى الرأي األول أبو العباس الماللي ،إذ قدر أن العمل يثبت بنص وارد عن فقيه موثوق بكالمه ،وتبعه في ذلك المهدي الوزاني ،والشريف
العلمي .
وذهب إلى الرأي الثاني السجلماسي الذي يرى أن العمل لكي يصح البد من اتفاق ثالثة فقهاء أو قضاة ،وهو رأي الرموني والتسولي كذلك...
أشار إلى هذه األقوال وإلى مراجعها محمد بن عبد الكريم الجيدي ،م.س .ص.354 .
ولمزيد من التوسع ينظر:
.عبد المجيد الكتاني ،مبدأ تقديم ما جرى به العمل على المشهور ،م.س .ص . 67
49
غيه ،يقول الت يقوى بها ذلك القول مقارنة مع ر الشاذ بالراجح أو المشهور ،والنظر إىل األدلة ي
األغالىل يف هذا الصدد:
ي
من بعد ضعف قادم وينجح بيان ما به الضعيف يرجح
وضعفه يف غاية الظه ور حت يقوم عىل المشهور
-معرفة السبب
ومعرفة السبب مما يساعد عىل إدراك سبب مخالفة العمل للمشهور ،حت إذا زال
ذلك السبب عاد الحكم لألصل .109وغالبا ما يتمسك يف هذه األحوال بالمصلحة وبالعرف
المالك
ي تغي األحكام يف بعض األحوال والظروف ،110مع العلم أن الفقه اللذين قد يفرضان ر
اع المصالح ،بل وقد قيل إنه فقه مصالح.111 فقه ير ي
✓ صور لما جري به العمل يف مجال األحوال الشخصية
تطرق الفقيه عمر بن عبد الكريم الجيدي رحمة هللا عليه يف أطروحته الرائعة
المالك» إىل العديد من النماذج لما استقر عليه العملي حول« :العرف والعمل يف المذهب
يىل بعضا مما يتصل منها بكتابنا يف مسائل تتصل عموما باألحوال الشخصية ،نورد فيما ي
هذا:
-العتداد باألشهر عوض األقراء
الت تحيض يجب أن تعتد بثالثة قروء مصداقا األصل أن المرأة المطلقة المدخول بها ي
لقوله تعاىل " :والمطلقات ييبصن بأنفسهن ثالثة قروء".
المالك ،112والمرأة المطلقة مصدقة من الناحية ي والقرء هو الطهر لدى فقهاء المذهب
الشعية يف ادعاء انقضاء أو عدم انقضاء عدتها ،ما لم يتضح كذبها ،عىل ما قرره فقهاء ر
المذهب ،وقد جرى العمل يف المغرب واألندلس يف هذه المسألة بالعتداد باألشهر عوض
تنقض عدتها إل بعد انقضاءي والت تحيض ،ل األقراء ،ومعت ذلك أن المطلقة رجعيا أو بائنا ي
- 109أحمد الهاللي السجلماسي ،نور البصر في شرح خطبة المختصر .طبعة حجرية ،م( ،131 .رياض ،م.س.من .)517
-عبد المجيد الكتاني ،مبدأ تقديم ما جرى به العمل على المشهور ،المرجع السابق ،ص66 ،
50
العرن هذا العمل بقول ه " :عادة النساء
ي ثالثة أشهر كاملة عىل طالقها ،ويير أبو بكر بن
عندنا أن تحيض المرأة مرة يف الشهر .وقد رقت األديان فال تصدق يف أقل من ثالثة أشهر ".
ع ر ر
خي من الحكم الش ي ع المستمد من العادة المستقرة ر ومعت ذلك أن الحكم الش ي
الديت لدى أغلبية
ي المتوقف عىل إقرار المطلقة بانقضاء عدتها ،يف وقت ضعف فيه الوازع
النساء ،وهو ما لم تأخذ به مدونة األحوال الشخصية الملغاة عىل ما يتضح من الفصل 73
والت رجعتالت حلت محلها عىل ما يتضح من المادة 136منها ،ي منها ول مدونة األرسة ي
آن وقننت حكمه ،دون اللتفات إىل ما جرى به العمل يف هذا الصدد. إىل النص القر ي
تجهي الشوار
ر -
تجهي األب ابنته لزوجها قبلر الفقه
ي وف الصطالح الشوار يف اللغة أثاث البيت ،ي
الزفاف ،أو ما تحمله الزوجة لزوجها عند البناء.
وقد استقر العمل بمدينة فاس عىل أن الرجل ميسور الحال يشور ابنته بقدر ما أعطاه
الزوج من الصداق ،بأن يضيف له مثله ،بحيث لو أعطاه الزوج ألفا وجب عىل األب أن
ألفي.
ليصي المبلغ يف النهاية ر
ر يضيف ألفا أخرى إليها
والشوار عندهم لزم حت بالنسبة لليتيمة ،إذ جاء يف كتاب النوازل الكيى للمهدي
ان. الوز ي
" وسئل ابن الحاج عن اليتيمة إذا تزوجت وكان لها عقار ولم يكن لما مال تتشور بها
المتقدمي
ر وحك عن ابن عتاب ،عن أبيه أن الشيوخ ي فأجاب بأن العقار يباع وتشور بثمنه،
اتفقوا عىل ذلك." 113
المالك عىل وجه
ي اإلسالم عموما والفقه
ي هذا القول يخالف ما استقر عليه الفقه
الخصوص من عدم إلزام الزوجة أو أبيها بجهاز ما ،ألن الصداق يف نظر بعضهم عوض عن
الملع والمادة 29من
ي البضع ، 114وهو مخالف للفصل 18من مدونة الحوال الشخصية
غي ملزمة عوضه 115
وه ر الت تجعل الصداق ملكا خالصا للزوجة ي مدونة األرسة الحالية ،ي
شء. ر
بأي ي
- 113الجزء الثالث ،م ،س ،ص . 526
وراجع كذلك مجموعة من الفتاوى في نفس االتجاه ،مشار إليها في كتاب لصاحبه:
-الشيخ عيسى بن علي الحسني العلمي ،كتاب ا لنوازل ،الجزء األول ،صادر عن وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية،
مطبعة فضالة 180 ، ،،1983 ،وما بعدها.
ورغم ذلك ،فإن الشوار يبقى ملكا للزوجة وال تنتقل ملكيته أبدا إلى الزوج.
راجع في هذا الصدد ،تحفة ابن عامهم الفرناطي ،وخاصة الفصل المعنون كاآلتي:
"فصل االختالف في الشوار المورد ببيت البناء" .
راجع لمزيد من اإليضاح شراح التحقة.
- 114الجيدي ،م،س ص 432و ما بعدها .
- 115تنص المادة 29من مدونة األسرة على ما يلي :
<< الصداق ملك للمرأة تتصرف فيه كيف شاءت ،وال حق للزوج في أن يطالبها بأثاث أو غيره ،مقابل الصداق الذي أصدقها إياه>> .
51
ويظهر من فتاوى ابن رشد الجد أن هذه عادة سادت يف بعض المناطق األندلسية
كمدينة شلب مثال.
-الخلع باإلنفاق عىل الولد بعد مدة الرضاع
الخلع يف المذهب عموما هو حصول الزوجة عىل الطالق بعوض تؤديه للزوج أو تنازلها
عن حق لها يف ذمته
المالك أن الخلع مقابل اإلرضاع جائز ،وأن اإلنفاق عىل الولد بعد ي المشهور يف المذهب
غي ملزم للمطلقة ررسعا.الحولي من حياته ر ر
المالك عىل صحة التفاق الميم ربي الزوج ي ولقد جرى العمل لدى متأخري المذهب
الحولي 116أي
ر يقض بأن الطالق يكون مقابل اإلنفاق عىل الولد إىل ما بعد ي وزوجته والذي
يشي صاحب الزقاقية يف لميته : سنتي من عمره وإىل ذلك ر ر بعد
بخلع عىل الحولي 117 و الخلع باإلنفاق فيها بزائد
ر
وطبقا للمادة 119من مدونة األرسة ،تخالع المطلقة الرشيدة بالتنازل عن حقوق
ر
يع مطلقا أبنائها إن كانت مورسة ،ويمتنع عليها ذلك إن كانت معشة .وقد جاء النص التش ي
المشع هنا قد اعتمد عىل فقه العمليات. بغيها ،مما يسمح لنا بالقول إن ر غي مقيد بمدة أو ر ر
اليمي إىل الطالقر -رصف
المالك بالمغرب لزوم طلقةي إن مما جرى به العمل كذلك لدى متأخري فقهاء المذهب
الت سبق له أن دخل بها منه بكل حنثه. باليمي عىل طالق زوجته ير رجعية واحدة للحالف
اليمي بالزوجة،
باليمي ر
ر " وإنما لزمه ذلك ألن العرف الجاري عند الناس أنهم يقصدون
يمي باهلل ،ألنهاويرصفونه إىل الطالق ،ولول هذا العرف ما وجب عليه عند حنثه إل كفارة ر
الشعية .واعتي الفقهاء هذا الطالق رجعيا ،ألنه هو األصل يف طالق المدخول بها اليمي ر
ر
وبه تحمل ماهية الطالق"...
فق سوس ،فإن الطلقة تكون بائنة. وبخالف هذا العمل الذي استقر بفاس ،ي
- 116ميارة الفاسي ،شرح ميارة الفاسي على تحفة ابن عاصم ،دار الفكر ،ص .224
وقد طبقت محكمة االستئناف بالدار البيضاء هذه القاعدة من خالل قرارها الصادر في 20يونيو .1990منشور
بمجلة المحاكم المغربية ،العددان 64و .65وما بعدها.
و نشير في هذا الصدد إلى أن الرأيين معا يوجدان في المذهب .فقد جاء مثال في الجامع ألحكام القرآن للعالمة
القرطبي.
"...ولو اختلعت منه برضاع ابنها حولين جاز .وفي خلعها بنفقتها على االبن بعد الحولين مدة معلومة قوالن؛
أحدهما يجوز ،وهو قول المخزومي ،واختاره سحنون ،والثاني ال يجوز ،رواه ابن القاسم عن مالك ،وإن شرطه
الزوج فهو باطل موضوع عن الزوجة...".
-أبو عبد هللا محمد بن أحمد األنصاري القرطبي ،الجامع ألحكام القرآن ،نشر دار الكتاب العربي للطباعة والنشر
بالقاهرة ،الجزء الثالث ،1967 ،ص . 142
- 117وفي نفس االتجاه ،جاء في تحفة تحفة ابن عاصم
بعد الرضاع بجواز العمل و الخلع باإلنفاق معدود األجل
انظر بخصوص الشرح ميارة الفاسي ،م،س ص 224
52
الجشتيىم:
ي يقول
عن فقهاء سوسنا قد اتصل وطلقة بائنة ب ه العمل
باليمي أو الحرام ل يقع به
ر وف مدونة األرسة ،وطبقا للمادة 91منها ،فإن الحلف ي
طالق مطلقا.
-ترك اللعان
تقض بأن الحمل أو الولد المزداد قاعدة الولد للفراش ،ومت تحققت ررسوطها ر
الشعية
ي
عىل فراش الزوجية يلحق بالزوج ،ول يمكن نفيه عنه إل عن طريق اللعان ،والذي يتأرجح
اليمي والشهادة.118
ر عموما ربي
واللعان ثابت بكتاب هللا 119وبسنة رسوله ، 120والظاهر أن الهدف من اللعان درء الحد
ونق النسب عنه .ذلك عن الزوج الذي يتهم زوجته بالزنا دون أن يستطيع إثبات ما يدعيه ي
صورتي ل ثالث لهما:ر أن دعوى اللعان قد تتخذ
تزن.
يدع الزوج يف دعواه أنه رأى زوجته ي ي دعوى رؤية الزنا ،أي أن -1
يدع أن الحمل الموجود يف بطنها ليس منه. ي نق الحمل ،أي أن دعوى ي -2
ومما جرى به العمل رفض دعوى اللعان من الزوج ،قيل مطلقا سواء أكان الزوج عدل
أم فاسقا ،وقيل إن كان فاسقا ليس إل. 121
المالك أن الفاسق يف هذا الصدد ،كالعدل يف صحة اللتعان مت ي والمشهور يف المذهب
الشعية.122 تحققت ررسوطه ر
المغرن أخذت مدونة األحوال الشخصية الملغاة باللعان ،وأن القضاء ي وف القانوني
المغرن درج عىل سماع الدعاوى المتعلقة به ،كما أن مدونة األرسة قد أخذت به عىل ما ي
123
غي . نق النسب ل ريتضح من المادة 153منها يف مجال دعاوى ي
- 118راجع مثال:
-عالء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني (الحنفي) :بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ،المجلد الخامس ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان،
،2003ص 26و. 27
- 119اآليات 10و 9و 8و 7و 6من سورة النور .
- 120ما رواه أبو داوود عن ابن العباس من حديث رسول هللا صلى هللا عليه و سلم بخصوص هالل بن أمية الذي قذف زوجته بشربك بن سمحاء
- 121ومما تجب مالحظته أن المشرع قد سبق له أن أخذ باللعان صراحة من خالل مقتضيات الفصل 25من مدونة األحوال الشخصية الملغاة.
- 122الجيدي ،م س ،ص .444
- 123وقد سكتت مدونة األسرة من مسألة تحريم الزوجة على زوجها بسبب اللعان خالفا لما كان يقضي به الفصل 25من مدونة األحوال الشخصية
الملغاة.
53
فيهم كلهم ررسط العدالة المطلوبة ررسعا يف الشاهد ،وإنما يحصل بها العام عىل سبيل
التواتر ،وحسب البعض ،فقد سميت باللفيف لجتماع من يصلح فيها ومن ل يصلح
للشهادة ،وكأنهم قد لف بعضهم إىل بعض. 124
ولم يتفق الفقهاء عىل تاري خ بداية العمل باللفيف ،وإن كان اإلجماع منعقدا عىل أنها
ظهرت باألندلس أول قبل أن تنتقل منه إىل المغرب ،حيث تبناها قضاته وفقهاؤه.
عش رج ال كيفما اتفق من وصورة اللفيف عند الفقهاء " أن يأن المشهود له باثت ر
ي ي
اجتماع أو افياق -إىل عدل منتصب للشهادة فيؤدون شهادتهم عنده ،فيكتب رسم
اإلسيعاء عىل حسب شهادتهم ،ويضع أسماءهم عقب تاريخه ،ث م يكتب رسما آخ ر أسفل
الثان"125 .
الرسم نفسه ثم يضع ع دلن إمضاءهما يف أسفل الرسم ي
وقد تضاربت مواقف الفقهاء بشأن شهادة اللفيف ،فمنهم من رفضها رفضا قاطعا
الشعية ،وإن كان أغلبهم قد قبلها للرصورة ،تماما كشهادة بدعوى أنها مخالفة للقواعد ر
الصبيان بعضهم عىل بعض وشهادة النساء ،فيما بينهن إن لم يكن من بينهم رجال.126
الحاىل.
ي النظي قبل أن تستقر عىل وضعها
ر ولقد تطورت شهادة اللفيف تطورا منقطع
فق بعض الفيات لم يعمل بشهادة اللفيف ،إل يف حقل األموال وحده قبل أن تنتقل إىل ي
غي المالية األخرى.
غيه من المجالت ر ر
عش نفرا. غي منضبط ،استقر ف نهاية المطاف عىل اثت ر وبعدما كان عدد اللفيف ر
ي ي
غي المحفظة (إثبات الحيازة وف الوقت الراهن ،فإن اإلثبات يف مجال العقارات ر ي
وف مجال األحوال الشخصية (إثبات الوفاة والفقد والولدة والزواج واستمرارها مثال) ي
القضان عىل أنه قد ل يتم إل بواسطة ي والطالق واإلرصار بالزوجة مثال) قد استقر العرف
اللفيف.
المشع يف مدون ة األحوال الشخصية الملغاة مصطلح اللفيف مكتفيا ولم يستعمل ر
المغرن ،غالبا ر
المشع وف مدونة األرسة فقد استعمل 127 ر
ي بمصطلح البينة الشعية ،ي
54
مصطلحات مدنية حديثة ،من قبيل وسائل اإلثبات أو البينة أو الخية القضائية ،ربما حت
قانون. ع وما هو ر
ي ل يكون هنالك فصل تام ربي ما هو رس ي
-تعارض الراجح والمشهور وما جرى به العمل
إذا تعارض الراجح مع المشهور أو تعارض اإلثنان أو أحدهما مع ما جرى به العمل ،ما
هو الحكم األوىل بالتطبيق؟ يقول أحد الفقهاء المغاربة األجالء:
وبي الراجح مع أن ر
" الراجح هو ما قوي دليله والمشهور هو ما كي قائله ،فالفرق بينه ر
غي نظركال منهما له قوة عىل ما يقابله هو أن الراجح نشأت قوته من الدليل نفسه من ر
للقائل به والمشهور نشأت قوته من القائل بد فإن اجتمع يف قول سبب الرجحان والشهرة
ازداد قوة وإل كق أحدهما فإن تعارضا بأن كان يف المسألة قولن أحدهما راجح والخر
مشهور قدم الراجح .والعمل هو القول الذي حكم به قضاة العدل ،فإن تعارض المشهور
وف ذلك قلت: 128والراجح مع العمل قدم عليهما ي
الجاري به العمل لدى الفقهاء ساهمت في إيجاده الضرورات العملية ،وهو عمل يدلي في تاريخه إلى فقهاء فاس الذين اعتمدوه إلى جانب اللفيف.
يقول أبو الشتاء:
في كل ما يجري بدون زائد وستة منه كمثل الشاهد
والشهادة بالمثلية ترجح على شهادة اللفيف في حالة تعارضهما ،كما أن شهادة العدول ترجح عليهما معا.
ولمزيد من اإليضاح حول هذا الموضوع ،انظر:
-نافع غزيل ،م.س .
- 128أبو الشتاء الغازي الشهير بالصلهاجي.
كتاب مواهب الخالق على شرح الشيخ التاودي األمية الرقاق ،1955 ،مطبعة األمنية بالرباط ،ص 132وما يليها من الجزء األول والصفحة
265وما يليها من الجزء الثاني.
55
القاض تقديم المشهور عىل ما جرى به العمل وتقديم القول الراجح ي الت يستفاد منها أن عىل ي
اإلثني معا.
ر عىل
غيه ،ومن المشع قد وضع ترتيبا ،وهذا اليتيب ،أوىل بالتباع من ر فمن جهة أوىل ،فإن ر
جهة ثانية ،فالمدونة نفسها ،قد أخذت بالراجح عوض ما جرى به العمل ،ومن ذلك
لنق النسب عوض تعطيله ،ومن جهة العتداد باألقراء عوض األشهر واألخذ باللعان كسبب ي
وبالتاىل الشعية يقتض منا اتباع اليتيب الذي وضعه ر
المشع، ثالثة ،فإن الرجوع إىل األصول ر
ي ي
األخي عىل ما جرى به العمل. ر تقديم الراجح عىل المشهور وتقديم هذا
الشعية بالمجلس األعىل قد اتبعت الرأي المعاكس، وعىل الرغم من ذلك ،فإن الغرفة ر
جاء يف أحد قراراتها:
" وحيث إن الحكم المطعون فيه استند عىل ما جرى به العمل من مذهب اإلمام مالك
كثية منها ما لصاحب العمل المطلق يف مسألة القيام بالغي واستدل عىل ذلك بنصوص ر
الفاش وما جرى به العمل من مذهب اإلمام مالك ،مقدم عىل المشهور والراجح لقول ي
السجلماش:
ي أن القاسم صاحب العمل المطلق محمد بن ي
غي مهجور
وما به العمل دون المشهور مقدم يف األخذ ر
مما كان معه الحكم المطعون فيه لم يخرق قاعدة وجوب القضاء بالراجح أو المشهور
أو ما جرى به العمل و إنما طبقت تطبيقا صحيحا. " 129
الشعية بالمجلس األعىل بالعتماد عىل تقريرات صاحب العمل و ما تبنته الغرفة ر
الصنهاىح بقوله :
ي الفاش هو ما أكده العالمة بوشت ي
و قدم العمل حيثما جرى عىل سواه مطلقا بالمراء
ع للمجلس ر
القضان الش ي
ي األخي ،هو أن هذا الجتهاد ر غي أنه ما يجب التنبيه إليه يف ر
وه من ثمة ل تدخل يف مجال األحوال الشخصية، األعىل يتعلق بعالقة مالية تتصل بالغي ،ي
قضان يتصل بالموضوع.ي وقد رأرسنا إليه من أجل الستئناس به ،يف غياب اجتهاد
ر
المعارسة الجتهاد الذي يراع فيه تحقيق قيم اإلسالم يف العدل و المساواة و -3
بالمعروف :
- 129قرار شرعي عدد 61صادر بتاريخ 16يناير 1982في الملف الشرعي تحت عدد ( 58101قرار غير منشور).
ول مزيد من اإليضاح حول مفهوم الراجح والمشهور وما جرى به العمل لدى الفقه المالكي ،وحول الصعوبة التي
تطرح أمام الممارس للتمييز بين هذه المصطلحات ،وخاصة في حالة تعدد أقوال الفقهاء ،وأخيرا ألخذ نظرة عامة
عن مواقف القضاء المغربي ،وعلى رأسه المجلس األعلى من المسألة ،انظر:
-محمد الكشبور ،الوسيط في قانون األحوال الشخصية ،م.س .م 13 .وما بعدها.
-محمد البشيري ،مناقشة المطالب النسائية الهادفة إلى تغيير مدونة األحوال الشخصية ،أطروحة لنيل دكتوراه
الدولة في القانون الخاص ،لوقشت بكلية الحقوق بالدار البيضاء سنة ،1995الجزء األول ،ص 329وما يليها.
56
تنص المادة 400من مدونة األرسة عىل أنه يف غياب النص الواجب التطبيق يف مدونة
المالك " والجتهاد الذي يراع األرسة ،يجب الرجوع ر
مبارسة إىل المذهب
ي
ر
والمعارسة بالمعروف". فيه تحقيق قيم اإلسالم يف العدل والمساواة
يىل:
ونستنتج من قراءة جد متأنية لمقتضيات المادة 400من مدونة األرسة ما ي
معايي خاصة ر ل يمكن أبدأ الرجوع إىل الفقه المالك والجتهاد الذي جعل له ر
المشع ي
الت تكون فيها المسألة موضوع النظر أمام القضاء قد حسمت بنص يف مدونة يف الحالة ي
األرسة.
السنتي
ر وهكذا ،مثال فقد جاء يف قرار لمحكمة الستئناف بالجديدة أن الطفل خالل
وبالتاىل فإن مقابل السكت ل يجب له إل بعد دخوله ي األوليتي من عمره يسكن يف حجر أمه،
ر
الت جاءت 130
يف السنة الثالثة من عمره ،حيادا عن مقتضيات المادة 168من مدونة األرسة ي
الت تثبت لها حضانة بنتها تسقط مطلقة .وجاء يف قرار للمجلس األعىل أن المطلقة ي
حضانتها تلقائيا بزواجها من رجل آخر وألب المحضونة أن يأخذ بنته دون مراجعة القضاء،
مع العلم أن ثبوت الحضانة وإسقاطها ل تتم ،إل بحكم يصدر عن القضاء ،ل بالعتماد عىل
والت ،ل تنسجم مطلقا مع النظام الدستوري ي الت صاغها الشيخ خليل نظرية الظفر ي
الحاىل السائد يف المملكة المغربية. 131
ي والقضان
ي
الت كرستها ل يمكن أبد اعتماد آراء وأقوال فقهية تتعارض ومبادئ العدل والمساواة ي
الشيفة والمرأة تمي المرأة ر
الت ر 132
مدونة األرسة ،ومن ذلك األحكام المتعلقة بالرقيق ،وتلك ي
_ 130حكمة االستئناف بالجديدة ،قرار 18يناير ،2005منشور بمجلة الملف ،العدد السادس ،ص 286وما بعدها.
وقد اعتمدت هذه المحكمة على قول المتحف:
على أبيه والرضاع ما القضى وليس الرضيع سكنى بالقضا
غير أن هذا الموقف الفقهي ،ال يمكن تطبيقه لوجود نص في المدونة أوجب السكنى على األب دون تمييز ،إذ جاء في مطلعها :
"تعتبر تكاليف سكنى المحضون مستقلة في تقديرها عن النفقة وأجرة الحضانة وغيرهما".....
وانظر من أجل التوسع حول الموضوع:
-عبد المجيد الكتاني ،تعليق على قرار محكمة االستئناف الصادر في 18يناير ،2005منشور بمجلة الملفه العدد ،7ص 217وما بعدها.
- 131جاء في هذا القرار:
"....إن المطلوبة لما تزوجت بأجنبي ،فإنها تكون قد أسقطت حقها في الحضانة طبقا للفصل 105من مدونة األحوال الشخصية الذي ينص على أن
زواج الحا ضنة بغير قريب محرم من المحضون أو وصي عليه يسقط حضانتها ومن ثم فإن األب لما بادر إلى أخذ المحضونة ،فإنه يكون قد
استعمل حقه قبل مرور السنة التي نص عليها الفصل 106من مدونة األحوال الشخصية الذي يقول :إن سكوت من له الحق في الحضانة مدة سنة
بعد علمه بالدخول يسقط حضانته ،ولو كان قد توصل إلى حقه بدون دعوى ألن األصل أن من قدر على شيء فله أخذه كما يقول الشيخ خليل ،من
قدر على شيء فله أخذه إن يكن غير عقوبة وأمن فتنة ورذيلة ،وهذه المسألة تعرف عند الفقهاء بمسألة الظفر ،بمعنى أن اإلنسان إذا كان له حق
عند غيره وقدر على أخذ ه ،فإنه يجوز له أخذ ذلك منه وهذا ما قام به الطاعن عندما أخذ حقه قبل مرور سنة باعتبار أن المطلوبة قد أسقطت حقها
باختيارها " .....
-قرار صادر عن المجلس األعلى -الغرفة الشرعية -بتاريخ 28يوليوز ،2004منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى ،العدد ،62مي 123 .وما
بعدها.
فهذا القرار ،وإن نشأت وقائعه في إطار قانون األحوال الشخصية الملغي ،فهو قد صدر بعد دخول مدونة األسرة إلى حيز التنفيذ التي جعلت
الحضانة مسألة تتم تحت إشراف القضاء الذي يتولى دائما المصلحة الفضلى للمحضون.
ثم إن هذا القرار ،وقد سمح لشخص بأن يأخذ حقه بيده ،يكون قد هدم دور السلطة القضائية في المجتمع ،بل ودور الدولة ككل.
- 132ومن المالحظ أن المجلس األعلى يرجع بين الفينة واألخرى إلى أحكام فقهية تتعلق بالرقيق ،انظر مثال:
57
التميي ل
ر تمي ربي األبيض واألسود ،مع ترتيب آثار قانونية عىل ذلك الت ر
الدنيئة ،وتلك ي
يقبلها منطق العرص اليوم بأي وجه من الوجوه.
فالفقه ،وخاصة عندما يبتعد عن كتاب هللا وسنة رسوله ،ويعتمد مجرد ،العرف
مغمضتي.
ر بعيني
ر والمصلحة يجب أن يتعقل ل أن ينقل نقال
المالك يف المادة 400من مدونة المشع بالعبارات المضافة إىل الفقه ماذا يقصد ر
ي
األرسة؟
المالك،
ي القاض وهو يجتهد يف إطار الفقه
ي إن تحليل العبارات أعاله يدفعنا إىل القول إن
اع قيم اإلسالم من خالل البحث عن: عليه أن ير ي
الزوجي دون
ر والعدل قيمة معنوية تفيد النصاف ،أي إعطاء كل ذي حق حقه من
زيادة أو نقصان.
والعدل يف اللغة ضد الظلم والجور . 133وهو من الواجبات اإللهية بدليل قوله تعاىل:
الحست.
ي (إن هللا يأمر بالعدل واإلحسان) ،والعادل من صفات هللا
للشاطت:
ي جاء يف كتاب الموافقات
الشعية ،وبدونه تفوت المصالح أو تختل . "134 "العدل أساس تطبيق المقاصد ر
عىل أن العبارة أعاله إذا كانت موجهة لقضاء األرسة ،فمن المفروض فيه _ أي القضاء
_ أن يكون كذلك ،و ال ما استحق تلك الصفة.135
-قرار المجلس األعلى صادر بتاريخ 31أكتوبر ،1967منشور ضمن قرارات المجلس األعلى ،غرفة األحوال الشخصية والميراث-1962 ،
،1995من.7 .
- 133يقال عدل في أمره عدال وععدلة ومعدلة ومعدلة :استقام.
عدل في حكمه :حكم بالعدل.
عدل عدالة وعدولة ؛ كان عدال۔
اعتدل و استقام.
ومن ذلك :العدل االنصاف ،وهو ضد الجور.
ـ سعدي أبوجيب ،القاموس الفقهي لغة واصطالحا دار الفكر بدمشق ،سوريا ،ص 243و.244
159 -جزء من اآلية 90من سورة النحل.
وباإلضافة إلى ذلك ،فإن العدالة شرط أساسي في تولية القضاء عند الفقهاء ،جاء في تحفة ابن عاصم الغىرناطي :
لـه ليـابـة عـن اإلمـام منفذ بالـشـرع لألحـكـام
وشرطة التكليف والعدالة واستحسنت في حقه الجزالة
- 134م.س ،.المجلد الثالث ،ص.9 .
- 135انظر في هذا الصدد مثال الباب الذي خصصه ابن فرحون للموضوع تحت عنوان " في فضل القضاء والترغيب في القيام فيه بالعدل" ...
-م .س .الجزء األول من ،8وما بعدها.
58
وه نهج تبنته مدونة األرسة انطالقا من قول والمساواة مظهر من مظاهر العدالة ،ي
رسول هللا ﷺ " :إنما النساء شقائق الرجال "136يف األحكام وانطالقا من العديد من
الت تهم العالقة ربي األزواج .137
الت صادق عليها المغرب و ي التفاقيات الدولية ي
المشع قد تبت قاعدة المساواة ربي الرجال والنساء عموما واألزواج ومن المالحظ أن ر
عىل وجه الخصوص ،عىل ما يتضح أول من المادة 4وثانيا من المادة 400أي يف بداية
قطع
ي وف آخرها ،باإلضافة إىل العديد من التطبيقات ما لم يكن هنالك نص مدونة األرسة ،ي
يقض بخالف ذلك ،كما هو الحال بالنسبة للنفقة الواجبة عىل الزوج وبالنسبة لبعض أحكام ي
األنثيي.
ر الت تجعل للذكر مثل حظ المياث ير
المشع بعيدا يف هذا الصدد عندما جعل هذه المساواة قاعدة دستورية تهم وقد ذهب ر
جميع مظاهر الحياة داخل الدولة. 138
ر
المعارسة بالمعروف -
ع تم النص عليه وبصيغة ر
وه أساس رس ي وه أساس حياة زوجية ناجحة ومستقرة ،ي ي
139
الوجوب أكي من مرة يف كتاب هللا تعاىل ،وجعلته مدونة األرسة من أبرز الحقوق ر
الزوجي (المادة .)51
ر والواجبات المتبادلة ربي
تقتض من ضمن ما تقتضيه تبادل الحيام والمودة والرحمة ر
والمعارسة بالمعروف
ي
والحفاظ عىل مصلحة األرسة والبتعاد عن كل قول أو فعل ل يصدر إل عن لئيم ،وقد اعتيت
ر
المعارسة بالمعروف أثرا لعقد الزواج. المادة 51من مدونة األرسة
ر
والمعارسة المشع عن تحقيق مراعاة قيم اإلسالم يف العدل والمساواة وقد تحدث ر
ع عموما ر
والمعروف ،ومعناه أن هذه العنارص يجب البحث عن مدلولها يف اإلطار الش ي
المالك عىل وجه الخصوص ،ومن ثمة فإن إعمالها يخضع لرقابة محكمة النقض".140 ي والفقه
- 136رواه أبو داود والترمذي والدارمي وأحمد بن خليل.
- 137ومن ذلك مثال المادة 16من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الصادر عن هيئة األمم المتحدة سنة 1948والمادة 16من اتفاقية القضاء على
جميع أشكال التمييز ضد المرأة والصادرة عن هيئة األمم المتحدة سنة .1979
- 138ينص الفصل 19من الدستور:
"يتمتع الرجل والمرأة ،على قدم المساواة ،بالحقوق والحريات المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية ،الواردة في هذا الباب
من الدستور ،وفي مقتضياته األخرى وكذا في االتفاقيات والمواثيق الدولية ،كما صادق عليهما المغرب ،وكل ذلك في نطاق أحكام الدستور وثوابت
المملكة وقوانينها"..
والمقصود بثوابت المملكة المشار إليها في الفصل 19عقيدتها اإلسالمية.
- 139يقول هللا تعالى في كتابه العزيز ( :وعاشروهن بالمعروف ) ،اآلية 19من سورة النساء.
يقول القرطبي بصدد شرح هذه اآلية:
"وعاشروهن بالمعروف" ،أي على ما أمر هللا به من حسن المعاشرة ،والخطاب للجميع ،إذ لكل أحد عشرة ،زوجا كان أو وليا ،ولكن المراد بهذا
األمر في األغلب األزواج وهو مثل قوله تعالى ( :فإمساك بمعروف.)....
-مختصر تفسير القرطبي ،المجلد األول ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،2001 ،ص.478 ،
- 140وانظر لمزيد من اإليضاح دول االجتهاد في إطار مدونة األسرة انطالقا من أحكام الشريعة اإلسالمية
59
الشعية والوضعية من خالل عملية الرصد الشاملة لألصول التاريخية والمصادر ر
والتحليىل وكذا المقارن فقد خلصنا
ي التاريج
ي المغرن اعتمادا عىل المنهج
ي المدن
ي للقانون
حي النفاذ سنة 1913أنه قد حافظ عىل ظهي الليامات والعقود الذي دخل ر فيما يخص ر
الباحثي إىل المرجعية
ر ثباته واستقراره حيث عمر ألزيد من مئة سنة ،ودون ذلك حسب احد
الت استندت عليها نصوصه ل إىل المرجعية الفرنسية كما اوهمنا بذلك نابليون المالكية ي
المالك بقدر
ي الفرنس لم يقض عىل الفقهي بونابارت ليتضح حسب هذا الرأي أن المستعمر
يعت بالمناسبة أن بضاعتنا قد ردت إلينا ،إل أن ما خدمه دون استشعار منه ،لذلك وهو ما ي
الرومان والحسم يف هذه المسألة صعب ألنها ذات ي هناك اتجاها آخر ينسبها اىل القانون
الفرنس
ي طبيعة جدلية يستوجب القطع فيها النظر يف النصوص الفرنسية وتعليق الفقه
السالم أو
ي ونق نسبته اىل الفقه الرومان ي
ي وبي القانون
عليها مع إيجاد أوجه التشابه بينها ر
العكس وهو عمل مضن يستوجب مجهودات جبارة ما يجعلنا نقف موقف الحياد وعدم
النتصار ألي اتجاه مع التأكيد يف الن نفسه عىل جودة النص الذي استمدت منه أحكام
ظهي الليامات والعقود. ر
رن ر ر
ومن جهة ثانية فعىل مستوى اليسانة التشيعية العقارية فيحسب للمشع المغ ي
الت اتسم بها المجال العقاري من خالل جعله من مدونة الحقوق العينية إلغاؤه لالزدواجية ي
ظهي 2يونيو 1915 وغي المحفظة معتمدا يف صياغتها عىل ر مطبقة عىل العقارات المحفظة ر
المالك لكن المفارقة الغريبة
ي كبية من أحكام الفقه ظهي 1913إىل جانب نسبة ر الملع وكذا ر
مثيا بذلك حسب أنه يف الن نفسه جعل من هذا الفقه مصدرا احتياطيا ثانيا لهذه المدونة ر
الت نصت يف الفصل الثالث نظرنا جدل واسعا حول مدى موافقته لنص الوثيقة الدستورية ي
منها عىل أن اإلسالم دين الدولة ونسجل عىل أنه رغم المجهودات المبذولة من طرف
تشي ع عقاري موحد فقد لزالت سمة التعدد تفرض نفسها وبقوة المشع المغرن إلرساء ر ر
ي
اض الجيش إىل اض مخزنية وأر ي المغرن من أمالك خاصة وأر ي ي بحكم تنوع الرصيد العقاري
لقواني ومساطر خاصة بها ما يولد لدينا ر الت يخضع كل منها اض المتعددة ي غي ذلك من األر ي ر
القانون فكما يقول الفرنسيون« Trop de loi كبيا ينعكس سلبا عىل األمن تشيعيا ر تضخما ر
ي
.»tue la loi
-د .إدريس حمادي ،البعد المقاصدي وإصالح مدونة األسرة ،إفريقيا الشرق ،الدار البيضاء ،2005 ،ص 29 .وما
بعدها .
60
لثمان
ي الت امتدت
أما فيما يخص الصيغة الحالية لمدونة األرسة للقانون رقم 70.03ي
الوضع وكذا السالم من جهة والقانون الشععشة سنة فقد شابها طابع التخبط ربي رر
ي ي
المغرن ر
يتماش والواقع قانون مبادئ النصاف والمساواة األمر الذي حال دون تييل نص
ي ي
الذي يفرض كل يوم تحديات واشكالت جديدة ل تجيب عنها مدونة األرسة.
61
ظهي 9رمضان 12- 1331غشت -1913بمثابة الليامات والعقود. ر -
ظهي رسيف رقم 178.11.1صادر يف 25من ذي الحجة ،1432الموافق لتاري خ 22نوفمي ر ر -
،2011المتعلق بتنفيذ القانون رقم 39.08المتعلق بمدونة الحقوق العينية ،منشور بالجريدة
الرسمية عدد 5889بتاري خ 27ذو الحجة 24(1432نوفمي )2011ص .5587
الشيف الصادر يف 9رمضان 1331المتعلق بالتحفيظ العقاري الموافق لتاري خ 12 الظهي ر ر -
بظهي رسيف رقم 1.11.177يف 25ذي الحجة – 1432 ر ر أغسطس 1913والمعدل والمتمم
22نوفمي 2011بمثابة قانون رقم ،14.07منشور يف الجريدة الرسمية عدد ،5889ص:
.5575
ظهي رسيف رقم 1.04.22صادر يف 12من ذي الحجة 3( 1424فياير )2004بتنفيذ ر ر -
القانون رقم 70.03بمثابة مدونة األرسة ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 5184بتاري خ 14ذو
الحجة 5(1424فياير )، 2004ص .4
الوجي يف الحقوق العينية العقارية – حق المليكة ،مطبعة ر الدكتور عبد الخالق أحمدون، -
اسبارطيل طنجة ،طبعة .2018
محمد الكشبور ،الواضح يف ررسح مدونة األرسة ،مطبعة النجاح-الطبعة الثالثة .2015 -
الدكتور عبد الخالق أحمدون ،التحفيظ العقاري بالمغرب مقتضياته القانونية وإشكالته -
العملية ،طبعة 2010طنجة.
القضان
ي المغرن – سلسلة القانون والعمل
ي القضان
ي بفقي ،مدونة األرسة والعمل ر محمد -
المغربيي ،العدد 1مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،الطبعة األوىل .2006 ر
الوجي يف النظرية العامة لالليام" المصادر-الثبات-الثار- ر عبد الزاق احمد السنهوري، -
األوصاف -اإلنتقال-اإلنقضاء" ،تنقيح المستشار أحمد مدحت المراع رئ يس محكمة النقض
التشي ع والقضاء والفقه ، 2004منشأة ر
النارس األسبق ،طبعة تحتوي عىل اخر المستجدات ف ر
ي
المعارف باإلسكندرية ،جالل حزى ر
ورسكاه.
المدن ،الجزء 1المصدر اإلرادي للليامات ،الطبعة األوىل .2006 ي الصاف ،القانون
ي عبد الحق -
أحمد الجباري ،محارصات يف النظرية العامة لالليام ،مطبعة سبارطيل طنجة،الطبعة الثالثة -
.2022
ادريس العلوي العبدلوي ،كتاب أصول القانون الجزء األول ،طبعة .1974 -
لسان العرب لبن منظور. -
الشافع ،األرسة يف فرنسا ،المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش .2001 ي محمد -
الجماع ،كتاب مدخل اىل العلوم القانونية ،مطبعة سبارطيل طنجة، ي بنخي -الحسن ر لطيفة -
طبعة .2019
ر
محمد الكشبور ،الواضح يف رسح مدونة األرسة الطبعة الثالثة .1436-2015 -
عبد اإلله المحبوب ،المنهاج يف ررسح مدونة األرسة. -
أحمد الوجدي ،محارصات يف مدونة األرسة ،الجزء األول الطبعة األوىل. -
التسوىل ،البهجة ررسح التحفة ،دار الفكر ،ربيوت ،لبنان ،الجزء األول.
ي عىل بن عبد السالم ي -
62
يس المعيار المعرب ،والجامع المغرب عن فتاوى أهل ر
يحت الونش ي أبو العباس أحمد بن ر -
إفريقية واألندلس والمغرب ،طبع وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،ربيوت ،1981 ،الجزء
.12
برهان الدين إبراهيم ابن فرحون ،تبرصة الحكام يف أصول األقضية ومناهج األحكام ،المطبعة -
الشفية بمرص 1301 ،هجرية ،الجزء األول. العامرة ر
اىح ،منازل السالك إىل مذهب اإلمام مالك. السباع الرجر ي
ي أحمد -
المالك.
ي رياض ،أصول الفتوى والقضاء يف المذهب -
اكتان" ،مدى مساهمة السلطة القضائية يف خلق القاعدة القانونية" ،جامعة محمد ي الحال ين -
الخامس ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،الرباط أكدال ،طبعة .1984
اللبيبي
ر جمال هاشم الذويب ،التطورات السياسية الداخلية يف المغرب األقض ،مركز جهاد -
للدراسات التاريخية ،طرابلس.2003
الشق،عالل الخديىم ،المغرب ف مواجهة التحديات الخارجية ( )1947_1851إفريقيا ر -
ي ي
المغرب .2006
عياش جرمان ودراسات يف تاري خ المغرب ،مطبعة النجاح الجديدة ،الرباط .1986 -
الفرنس ،إعداد ومراجعة العلوي
ي السياش يف العهد
ي العلوي مولي الطيب ،تاري خ المغرب -
أحمد ،منشورات الزاوية ،الدار البيضاء ،الطبعة األوىل .2009
عبد الهادي النازي الحماية الفرنسية عىل المغرب ،بدءها-نهايتها حسب إفادات معارصة ،دار -
الرشاد الحديثة ،الدار البيضاء.
مصطق بوشعراء ،الستيطان والحماية بالمغرب ( )1894_1863المطبعة الملكية ،الرباط -
.1984
العرن ،دار الطباعة المغربية ،طنجة .1948
ي الفاش ،الحركات الستقاللية يف المغرب ي عالل -
العرن ،مركز دراسات الوحدة العربية
ي مالك ،الحركات الوطنية والستعمار يف المغرب ي امحمد -
ربيوت ،الطبعة الثانية .1994
القطعان ،الحركة الوطنية،1937_1912المجلة الجامعية ،عدد /16المجلد ي فادية عبد العزيز -
األول ،فياير .2014
مجلة القانون والقتصاد ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا -كلية العلوم القانونية والقتصادية -
والجتماعية فاس -سنة ،1989العدد الخامس.
المدن الواقعية
ي القضان يف القانون
ي محمد عرفان الخطيب ،حقيقة الدور المصادر الجتهاد -
المدرستي الفرنسية والعربية.
ر القانونية دراسة مقارنة ربي
القضان – مساهمة يف خدمة ي محمد عبد النباوي ،مقال تحت عنوان " تعميم الجتهاد -
الثان ،طبعة ماي .2011
القضان ،العدد ي
ي العدالة" ،منشور بمجلة سلسلة الجتهاد
الموش ،التحفظات عىل أحكام المعاهدات الدولية لحقوق اإلنسان ،بحث منشور ي خليل -
بمجلة الحقوق الكويتية ،العدد الثالث.
بوشعيب النارصي ،قراءة يف المادة 400من مدونة األرسة ،مجلة المناهج ،العدد .7_8 -
63
المالك ،مقال منشور
ي الكتان ،مبدأ تقديم ما جرى به العمل عىل المشهور يف الفقه
ي عبد المجيد -
بمجلة العرائض العدد األول يناير .2006
ر
محمد الفاضل بن عاشور ،المحارصات المغربيات ،الدار التونسية للنش .1974 -
عبد المجيد غميجة ،موقف المجلس األعىل من ثنائية القانون والفقه يف مسائل األحوال -
الشخصية ،أطروحة كلية الحقوق أكدال الرباط.2000 ،
محمد الكشبور ،رقابة المجلس األعىل عىل محاكم الموضوع يف المواد المدنية ،أطروحة لنيل -
دكتوراه الدولة ،يف القانون الخاص ،نوقشت بكلية الحقوق بالدار البيضاء سنة ،1986الجزء
األول،النجاح الجديدة بالدار البيضاء ،سنة .2001
/https://www.ejcl.org/did-roman-civil-law-influence-the-united-states -
64
مق دمة2.....................................................................................................................
المدن ومراحل نشأته4.............................................................. ي المبحث األول :أهمية القانون
المدن يف النظم القانونية4...................................................ي المطلب األول :موضوعات القانون
واألنجلوساكسون4..................................
ي الالتيت
ي المدن يف النظام
ي الفقرة األوىل :مضمون القانون
الالتيت5.....................................................................
ي مدن يف النظام أول :مضمون القانون ال ي
كسون6.........................................................
ي ثانيا :مضمون القانون المد ين يف النظام األنجلوسا
المدن يف الدول العربية وخصوصية المملكة المغربية7....................... ي الفقرة الثانية :مضمون القانون
المدن يف الدول العربية7...................................................................... ي أول :مضمون القانون
المغرن 8.............................................................................
ي المدن
ي ثانيا :خصوصية القانون
المدن11................................................................................. ي الثان :نشأة القانون المطلب ي
المغرن الحديث11............................................................. ي المدن
ي الفقرة األوىل :نشأة القانون
ظهي الليامات والعقود11............................................ الت واكبة ميالد ر أول :الظروف التاريخية ي
ظهي الليامات والعقود13................................................................................ ثانيا :ميالد ر
الفقرة الثانية :تطور مدونة األحوال الشخصية16....................................................................
أول :الدور الريادي للقيادة الملكية يف اإلصالح الشامل لمدونة األحوال الشخصية16........................
مشوع مدونة األرسة أمام اليلمان وصدورها17............................................ ثانيا :المصادقة عىل ر
المدن18..............................................................................
ي الثان :مصادر القانون المبحث ي
ظهي الليامات والعقود18.................................................................. المطلب األول :مصادر ر
التشيعية والقضائية18...................................................................... الفقرة األوىل :المصادر ر
التشيعية18............................................................................................... أول :المصادر ر
ثانيا :المصادر القضائية20...............................................................................................
الشعية23..................................................................................... الفقرة الثانية :المصادر ر
ظهي الليامات والعقود24.............................. أول :دور الكتاب والنصوص النبوية يف إسناد قواعد ر
اإلسالم29........................................................
ي ظهي الليامات والعقود بالفقه ثانيا :مدى تأثر ر
الثان :مصادر مدونة األرسة32................................................................................ المطلب ي
ر
الفقرة األوىل :المصادر التشيعية32....................................................................................
الوطت32................................................................................................... أول :ر
التشي ع
ي
ثانيا :التفاقيات الدولية 37..............................................................................................
الشعية39..................................................................................... الفقرة الثانية :المصادر ر
أول :الكتاب39.............................................................................................................
ثانيا :الجتهاد 46..........................................................................................................
خاتمة61....................................................................................................................
لئحة المراجع الم عتمدة62.............................................................................................
الفهرس65..................................................................................................................
65