Professional Documents
Culture Documents
M 0070 2020
M 0070 2020
إعداد الطالبة
نيفين قاسم طليس
لجنة المناقشة
7112-7118
2
الجامعة اللبنانية غير مسؤولة عن اآلراء
الواردة في هذه الرسالة وهي تعبر
عن رأي صاحبه فقط
3
اإلهداء
"الحمد اهلل" الذي بنعمته تتم "الصالحات" بعد مسيرة دراسية حملت في طياتها
الكثير من الصعوبات والمشقة والتعب أهدي تخرجي....
ِ
إليك يا بسمة حياتي وقرة عيني أمي الحبيبة...
4
الشكر
إلى من كانت معرفته مكسباً لي.....
5
ملخص التصميم للرسالة
مبحث ٍ
ثان :الرقابة المالية على البلديات
6
المقدمة
تطورت مهام ووظائف الدولة ومرت بعدة مراحل ،بدأت بدولة الشرطي أو كما تسمى
الحارس لتصل حاليا" الى مرحلة دولة الخدمات .ونظرا" لكثرة األعباء على الدولة الحديثة
وللتمكن من قيامها بمهامها وظائفها كان ال بد من اعتماد بعض اشكال الالمركزية التي
تمثلت بنوعين أساسيين المركزية مرفقية كالمؤسسات العامة والمركزية إقليمية كالبلديات.
البلدية هي إدارة محلية ،تقوم ضمن نطاقها الجغرافي بممارسة الصالحيات التي يخولها
القانون ،تنشأ بلدية في كل مدينة أو في كل قرية أو مجموعة من القرى ،حيث تضع كل
بلدية نظاماً لموظفيها ومالكاً له ،وكذلك نظاماً إلجرائها ولها أن تنشأ ما تحتاجه من
الوحدات اإلدارية والمالية والفنية ،الشرطة والحرص واإلطفاء واإلسعاف ،وتتولى و ازرة
الداخلية إعداد البلديات لتمكينها من اإلضطالع بمهامها ،وتطبق بحق البلدية األصول
المتبعة في تنفيذ األحكام الصادرة بحق الدولة.
هذه الالمركزية التي وجدت أساسا" للمساهمة في تأمين الخدمات للمواطنين كانت
تهدف الى تخفيف األعباء على السلطة المركزية وتمكين الناس كمجموعات إقليمية كتأمين
مصالحها على قاعدة " أهل مكة أدرى بشعابها" .ولتمكينها من القيام بمهامها أعطيت
البلديات نوعا" من اإلستقالل المالي واإلداري بشكل نسبي وغير مطلق من أجل الحفاظ على
وحدة الدولة .ومقابل هذا اإلستقالل النسبي وخوفا" من تعزيز الروح اإلنفصالية أو اإلنحراف
عن األهداف األساسية للبلديات وجد ما يسمى بالرقابة والتي تعني رقابة السلطة المركزية
على عمل السلطات الالمركزية.
فهذه الرقابة تعتبر مؤشر على مدى تقدم اإلدارة ومقياس للحس الديمقراطي فهي تظهر
لنا مدى تقدم المجتمع على الصعيد الديمقراطي .لكن هذه الرقابة سيف ذو حدين فمن جهة
تضمن وترشد وتسهل قيام البلديات بدورها األساسي ،لكنها من جهة ثانية قد تعيق مجال
عمل هذه البلديات .
من هنا أهمية هذا الموضوع ألن فعالية وانتاجية هذه الرقابة تعطي صورة عن النظام
السياسي في أي بلد من البلدان.
1
أما سبب إختياري لهذا الموضوع ينبع من اهتمامي كمواطنة بمعرفة كافة حقوقي
أدرس مادة الحقوق في معهد فني وتقني ،حيث أشرح
وواجباتي اتجاه البلدية خاصة انني ّ
نظريا" مواضيع الرقابة اإلدارية والقضائية والمالية على عمل البلديات .فرأيت من المناسب
أن أدرس عن الموضوع من خالل حالة عملية ألقارن بين ما أرى عمليا" وما قرأت نظريا".
أهدف من خالل هذه الدراسة الى ابراز دور أجهزة الرقابة في توجيه وارشاد عمل اإلدارة
ومراقبة ادائها ومحاولة تحسين أساليب العمل في البلديات .كما سأسعى خالل بحثي هذا
الى كشف بعض المعوقات التي تسببها هذه الرقابة بعد أن أشرح الدور المطلوب من هذه
األجهزة على الصعيد اإلدارية والمالية والقانونية.
لذلك فإن إشكالية هذا البحث تدور حول ماهية الرقابة بكافة أشكالها على عمل البلديات
من الناحية النظرية وكيفية تنفيذها عمليا" في بلدية حارة حريك ،وسنحاول اإلجابة على
التساؤالت التالية:
ولمعالجة هذه اإلشكالية سنعتمد المنهج الوصفي التحليلي عندما نقوم بشرح وتحليل
النصوص القانونية التي ترعى عمل أجهزة الرقابة على البلديات كما سنقوم باعتماد المنهج
اإلستقرائي عندما نحاول دراسة حاالت تطبيق هذه النصوص على أرض الواقع ،وذلك أثناء
محاولتنا تحديد الثغرات في هذه الرقابة لنحاول إيجاد نظرية عامة للرقابة على عمل
البلديات ،كما سنعتمد المنهج اإلستنباطي الستخراج بعض المقترحات لتفعيل هذه الرقابة
وتمكينها من تحقيق األهداف المرجوة.
وخالل تطبيقي لهذه المنهجية في الشق العلمي واجهت بعض الصعوبات التي تمثلت
في حذر بعض العاملين في البلديات من اعطاء معلومات عن عملهم وعن عمل أجهزة
الرقابة بشكل عام ألن العقلية السائدة في مجتمعاتنا العربية بشكل عام ال تزال تتمثل بالحذر
من الصراحة ،والباطنية في العمل خوفا" من بطش السلطة.
2
ولمعالجة هذا الموضوع ارتأيت ،وعمال" بتوجيهات اإلدارة المعتمدة في كلية الحقوق ،ان
اقسم البحث الى قسمين؛ القسم األول تناولت فيه مكان التدريب المتمثل في بلدية حارة حريك
ومكان تواجدها واألقسام والمكاتب التي تتألف منها والمقابالت التي أجريتها والندوات
واألنشطة التي شاركت فيها إضافة الى القوانين واألنظمة المتعلقة بعمل البلدية وما واجهته
من مشاكل وما تلقيته من تسهيالت وذلك بالمبحث األول.
أما في المبحث الثاني :قمت بإستعراض األعمال التي نفذتها خالل فترة التدريب
والمهارات التي اكتسبتها خالل هذه الفترة واإليجابيات والسلبيات التي رافقت عملي التدريبي.
أما في القسم الثاني فقمت بدراسة الرقابة بكافة اشكالها حيث تناولت في الفصل األول
الرقابة اإلدارية والمالية على البلديات وخصصت الفصل الثاني للرقابة القضائية.
3
القسم األ ول :قسم وصفي حول أعمال التدريب العملية
تسعى المفاهيم الجديدة في االدارة الى إعطاء شكل جديد للمؤسسات يتميز بالصغر
والب ساطة وهياكل تنظيمية متطورة ،يغلب عليها الطابع التكنولوجي والمعلوماتي والخدماتي
المتطور ،حيث تعتبر الالمركزية هي النظام الذي يقوم على اساس تقسيم وتوزيع سلطات
الوظيفة االدارية في الدولة بين االدارة المركزية من جهة وبين هيئات ووحدات ادارية مستقلة
ومتخصصة على اساس اقليمي جغرافي من ناحية أخرى ،مع وجود رقابة وصائية ادارية
على هذه الوحدات والهيئات الالمركزية ,ومن بين هذه الوحدات الالمركزية واشدها تطبيقا
والين تعتبر من ابرز صورها هي ،البلدية.
تحتل بلدية حارة حريك بوصفها مؤسسة عامة مكانة معينة في االهتمام بتقديم الخدمة
االنمائية لمجموع المواطنين مما دفع الباحثة الى اختيارها والتدريب فيها لدراسة العمل
الرقابي وكيفية تطبيقه.
هي مؤسسة عامة تحمل اسم بلدية حارة حريك وهي جزء من الضاحية الجنوبية في
بيروت ,لبنان ،تقع شمال غرب مطار بيروت الدولي ،وتعتبر حارة حريك من المناطق
الجميلة بعمرانها وشوارعها المميزة ،وهي مثال للعيش المشترك بين المسلمين الشيعة
والمسحيين .وترعى البلدية نشاطات انمائية وخدماتية لمجموع المواطنين اضافة الى نشاطات
ثقافية ورياضية وبيئية متنوعة ما يؤكد مستوى االهتمام الذي توليه البلدية لخدمة المواطنين .
كونها مرفقا يتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واالداري ،فهي بذلك تبتغي منفعة
المواطنين جميعهم وتلتزم بالواجبات المفروضة عليها التي تؤهلها القيام بمهامها المتخصصة
الالزمة لوجودها بهدف تحقيق الغاية من انشائها المتمثلة بتقديم الخدمة االنمائية لجميع
المواطنين دون تمييز بينهم .
4
المطلب األ ول :مكونات البلدية
البلدية هي دائرة حكومية تقوم بتطوير المدن والقرى المحيطة بها باإلضافة إلى تقديم
الخدمات العامة ،إن بلدية حارة حريك تتمركز في مبنى واحد مؤلف من طابقين ،في كل
طابق عدة غرف يتخللها مكتب الرئيس اوال ,ومكاتب الطاقم االداري المؤلف من عدد من
الموظفين مثال :
-مكتب رئيس البلدية :فهو المسؤول االول وله صالحيات شاسعة من حيث تنفيذ المشاريع
والتوظيف وشراء السيارات الالزمة له ولموظفي البلدية والمعدات الثقيلة وبناء المباني
المملوكة للبلدية ،ويستطيع ان يفوض صالحياته لنائبه او مساعده .
-مكتب للكاتب :الذي يختص بتسجيل محاضر الجلسات كمعامالت الناس كإفادة
محتويات وافادة عقار وهو من يقوم بإعداد مشاريع القرار ليتم التوقيع عليه من قبل اعضاء
المجلس البلدي ورئيس البلدية .
-مكتب أل مين الصندوق :حيث يكمن دوره بتدقيق الحسابات ويقوم بعملية الصرف بناء
على امر الصرف سواء من المجلس البلدي او رئيس البلدية .
-مكتب لمحامي البلدية :حيث يقوم بإسداء المشورة لمجلس البلدية بشان المسائل القانونية
التي تؤثر على المدنية ويجب ان يكون على دراية جيدة في قانون الوالية الذي ينظم انشاء
وتشغيل عمل البلدية باإلضافة الى حل المشاكل التي تواجه البلدية مع المواطنين الذين
يستنكفون عن دفع المستحقات من ضرائب ورسوم ومخالفات.
-مكتب االشغال :الذي يتخلله عدة اقسام منها فنية والتي تكون مسؤولة عن تخطيط المدن
والمباني والمشاريع الحكومية واعطاء التراخيص الالزمة لذلك ,ومنها قسم يختص بالبيئة
التي يراسه عادة طبيب بيطري او مراقب صحي .مهمة هذا القسم منح الموافقة على فتح
المحالت التجارية والخاصة ومتابعة نظافة المدينة ومراقبة االسواق والمحالت التي لها
عالقة بالصحة العامة وتحرير المخالفات للمخالفين من اصحاب المحالت التجارية .
وقسم اخر لمراقبة االراضي والتعديات ،وهو قسم مسؤول عن مراقبة األراضي
الحكومية البلدية ومنع التعدي عليها او البناء فيها دون صك ملكية أو رخصة بناء من
5
البلدية باإلضافة الى قسم الشؤون المالية وهو مسؤول عن المصروفات وااليرادات من
الميزانية التي خصصت للبلدية ويقوم بتامين المعدات الالزمة لألقسام االخرى في البلدية.
تقوم البلدية بجميع االعمال المتعلقة بتنظيم منطقتها واصالحها وتجميلها على الصحة
والراحة والسالمة العامة ولها في سبيل ذلك اتخاذ كافة التدابير الالزمة ,وفق ما نص عليه
القانون.
قمت تمهيدا لعميلة التدريب الميداني في المؤسسة العامة التي تحمل اسم بلدية حارة
ُ
حريك بتقديم طلب الى رئيس البلدية ادمون نعيم الذي اعطى موافقته عليه بتسمية المحامي
عباس الغول لإلشراف على التدريب ،ثم احال المتدربة الى المحامي السابق ذكره لتسهيل
مهامها وتحقيق اهداف التدريب المنشودة لمعرفة دور االدارة الالمركزية في التنمية لجميع
المواطنين باإلضافة الى دور الرقابة االدارية والمالية والقضائية بعمل البلدية المذكورة ،وما
يلحق ذلك من تعديل في سلوكهم نحو االفضل وبالتالي تحقيق نتائج فعالة انمائية خدماتية
خاصة وان ميدان العمل هو لمصلحة المواطن وراحته.
لتحقيق اهداف التدريب الميداني فقد قامت الباحثة على التعرف على اقسام البلدية
كقسم شؤون الموظفين وقسم االشغال وقسم الشؤون المالية واالدارية وقسم التدريب والتأهيل
المهني والتقني والفني والثقافي والبيئي ثم قامت بمراقبة كيفية اداء الموظفين ألعمالهم حسن
تتسنى لها الفرصة ،كما حاولت بعد أخذ االذن والموافقة من رئيس البلدية من اجراء
مقابالت مع الموظفين المعنيين الذين ادلوا بمعلومات حول طبيعة عملهم وكيفية التحاقهم
بالعمل وتدريبهم قبل وبعد توظيفهم .
قد سهل المحامي المشرف على التدريب حصولي على نسخة من المراسيم المنشئة
للبلدية وهيكليتها التي تحتوى على وحدة التدريب المستمر لتطوير عمل البلدية .
6
باإلضافة الى مشاركتي ببعض الندوات والمحاضرات التي اضافت لي معلومات حول
طبيعة العمل البلدي وكيفية تطويره ،قمت من خالل تدريبي العملي في بلدية حارة حريك
باإلضطالع على كيفية سير عمل البلدية وذلك خالل فترة تواجدي فيها ،الحظت الكثير من
العوائق والمخالفات بالرغم من منعي من اإلضطالع على ملفات تتعلق بأمور مالية
وباألخص فيما يتعلق بالنفقات على المشاريع اإلنمائية والخدماتية ،باإلضافة إلى أنني
الحظت تغيب واضح لدور الرقابة على أعمال اإلدارة ،وسألت عن هذا الموضوع فكانت
عما إذا كان لرقابة ديوان المحاسبة أو ٍ
اإلجابة جداً متحفظة وغامضة ،ولم آخذ جواب شاف ّ
فعال على أرض الواقع .وطلبت اإلطالع على بعض أنواع
التفتيش المركزي أي دور ّ
الق اررات السابقة الصادرة عن التفتيش المركزي أو ديوان المحاسبة حيث تمت الموافقة على
طلبي فاطلعت على عدة ق اررات ومنها قرار صادر عن ديوان المحاسبة سندا للمادة 78من
قانون تنظيمه يتعلق موضوعه عن مصير الرسوم البلدي المحققة في حال شغور العقار ألي
سبب دون اعالم البلدية من قبل المالك او من يقوم مقامه ،و قرار صادر عن الهيئة العليا
للتأديب بصرف مهندس في مصلحة الهندسة في بلدية الحارة بسبب تقاضيه امواال بصورة
غير مشروعة و اعطاء ايصاالت موقعة بأسماء غير صحيحة ،ما الحظته من خالل
مطالعتي للق اررات الصادرة عن الهيئات الرقابية انها ال تمس اشخاص ذو شأن بمعنى ,هي
ق اررات فقط تمس موظفين عاديين و ال تمس رؤساء بلديات او اعضاء .
-دائرة الشؤون االدارية والمالية حيث تتم ادارة العمليات الداخلية المالية بما يتماشى
مع سياسات واهداف البلدية العامة ،ووضع البرامج الخاصة بالموظفين واالشراف
على تنفيذها .
-مكتب االستقبال والدخول هو المسؤول عن اعطاء المعلومات للمواطنين .
-مكتب االشغال حيث يقوم من خالل المهام الموكلة اليه بتسجيل االستئجار وتنظيف
المجاري في الشارع .ويمنع تسريب المياه من على الجسور باإلضافة الى رفع
ريغارات في الشوارع واعمال تزفيت الطرقات الخ .........
7
-قسم التدريب والتأهيل المهني والتقني حيث يفتتح دورات توعوية وارشادية لمساعدة
المواطنين لمعرفة حقوقهم وواجباتهم لتحسين وتطوير عمل البلدية .
-قسم النادي البيئي حيث يهدف الى ترشيد استهالك الطاقة والمياه في المدن والقرى
-قسم المكاتب االجتماعية التي تهدف الى تنظيم االنشطة التفاعلية في المدارس
والمهنيات والمهرجانات .
-قسم مفرزة الشرطة التي تهدف الى ازالة التعديات على االمالك العامة والتي اضيف
الى عملها مؤخ ار تحديد تسعيرة المولدات .
-قسم التنمية المحلية حيث يفتح برامج وورش التوجه واالرشاد االسري والذي يقوم
بعملية دراسات واحصاءات عن احتياجات البلدة ومواردها .
-قسم شؤون الموظفين الذي يقوم باإلشراف على شؤون العاملين والموظفين والتزامهم
بالدوام المفروض والتواصل الدائم معهم .
-قسم التنظيفات المسؤول عن جميع عمليات التنظيف في البلدية
وقد كان معدل النشاط والتدريبي اربعة مساحات يوميا على مدى ثالثة ايام اسبوعياً
بدأت منذ ضمن ايام العطل الممنوحة للمدارس وخارج دوام عملي كمدرسة ,وقد قام
بالتدريب محامي البلدية الموكل من قبل الرئيس الذي ساهم في توجيه التدريب للحصول
على الهدف المنشود في االجابة على االسئلة التي اعتقدت انها ضرورية إلنجاز هذا
التقرير كما قام باالتصاالت الالزمة برؤساء االقسام لتسهيل مهمة التدريب لديهم من
خالل اجراء المقابالت .
8
المشاكل التي واجهت الباحثة
-هناك عدد من المشاكل التي واجهت هذا العمل التدريبي وهي :
-عدم وجود مكتب خاص للمتدرب .
-انصباب جهود االدارة على تنفيذ مهام العمل المكتبي اليومي الروتيني مما يفسر
عدم التطوير وينعكس ذلك على دائرة شؤون الموظفين التي تهتم بتقديم الخدمات
على حساب التنمية والتدريب.
-عدم السماح للباحثة باالطالع على معلومات تدين مكامن التقصير والخلل
بالمؤسسة .
-صعوبة توزيع االستمارة الخاصة بقياس رضا الموظفين بسبب عدم اقتناع رئيس
البلدية بفائدة االستطالع مما ادى الى نقص في المعلومات .
التسهيالت
-تم الحصول على نسخة من القوانين والمراسيم المعلقة بالبلديات بصورة حصرية ,
السيما قانون البلديات الصادر بالمرسوم االشتراعي رقم 88/117وتعديالته ,
والمرسوم 78/5555المتعلق بتحديد اصول المحاسبة في البلديات ,والمرسوم
االشتراعي رقم 111المتعلق بتنظيم االدارة العامة ,والمرسوم 111المتعلق
بالتنظيم االداري الخاص بالبلديات .
باإلضافة الى الحصول على قوانين فيما خص الرقابة القضائية مثال المادة 55من قانون
البلديات وغيرها ............
كما سجلت الباحثة تسهيالت قدمها رئيس البلدية للقيام بالمقابالت االزمة للحصول على
المعلومات الضرورية إلتمام هذا البحث واعطائه صبغة الدقة ،اضافة الى إتاحة الفرصة
امامها لحضور بعض الندوات والمحاضرات والمشاركة فيها مثال :ندوات ثقافية وانمائية
بعنوان قوة التحفيز ،الزواج المدني ،الروبوت ،االمن االنساني والدور البلدي في مواجهة
التحديات ،القيم السياسية في العمل السياسي الخ .........
9
الفصل الثاني :االعمال المنفذة خال ل التدريب وتقييمها
حاولت المتدربة بهدف الوصول الى نتائج سليمة وصحيحة القيام بعدة نشاطات
تخول اكتساب هذا البحث نسبة يعتد بها من الموضوعية والمصداقية .
تكتسي اعمال التدريب في البلدية ميزة خاصة بسبب تنوع االقسام وكثرة عدد المرتادين
من المواطنين اضافة الى تعدد االقسام وكثرها .وقد أتيحت للباحثة فرصة المشاركة بندوة
داخل البلدية تحت عنوان " :االمن االنساني والدور البلدي في مواجهة التحديات " حيث
حاضر في الندوة رئيس مجلس ادارة المؤسسات فاروق جبر الذي حث على دور البلدية
خالل االوضاع الصحية االقتصادية والثقافية واالجتماعية في ضخ العافية على هذه
المحاور وتنظيم الدورات التي تساهم في تسليح الشباب بمهنة تساعدهم في مواجهة الحية .
كما نظمت البلدية محاضرة ثقافية بعنوان " قوة التحفيز " حيث تم التطرق الى
فكرة التحفيز على النجاح وعوامل التربية المؤثرة على التقدم واالبداع بإدارة المدرية سميحة
زين الدين .
وأ تيح للباحثة ايضا المشاركة بندوة بعنوان " ادارة النفايات لبيئة سليمة " برعاية اتحاد
بلديات الضاحية وبالتعاون مع ائتالف ادارة النفايات حيث القى الدكتور خالد قباني خطاب
اكد على ان فرز النفايات من المصدر خشبة الخالص الزمة النفايات لكل لبنان وهو بحاجة
لتوعية من المنازل والنوادي والحركات الكشفية والمعالجة بحاجة لجهود الجميع من بلديات
ومنظمات .
تعتبر البلديات صورة مصغره عن الحكومة المركزية وتتشابه معها بأمور كثيرة
منها تحصيل الضرائب وتسجيل الواردات والنفقات ضمن موازنة تبين االموال المصروفة
وابواب صرفها ,ومنها دور الرقابة االدارية و المالية و القضائية ومدى تأثيرها على العمل
البلدي .
10
يوجد الكثير من البلديات ال تعرف الموازنات وال تعرف من تحصيل الضريبة اال
القليل ،وذلك الن عملية التحصيل ال تخضع للقانون العام بل للعرف االجتماعي والثقافة
التي تقول بان اموال الدولة مباحة ويمكن عدم دفعها ،فتأتي االزمات لتزيد من الضغوط
على البلديات مثال ازمة النفايات التي دخلت البلديات فيها كشريك في ايجاد الحل دون ان
تكون شريكا في سبب االزمة باإلضافة الى هالك عمل البلدية بسبب كثرة الرقابة .
من هذا المنطق ارتأت الباحثة مشاكل ومعوقات تحول دون تطوير العمل البلدي
وهذه المشاكل هي:
-1انقسامات ضمنية ( غير معلن عنها ) داخل المجالس البلدية وذلك بسبب هيمنة
احزاب طائفية على المجالس البلدية مما يعني تدخل كل حزب من هذه االحزاب
الطائفية في خصوصيات المجلس البلدي
وتبعا لذلك يصبح هناك نفو ار بين السلطة المحلية وبعض مكونات النسيج االجتماعي
من مواطنين ومؤسسات المجتمع المدني والتي ال تحمل بالضرورة تلك المفاهيم والعقائد .
-8وجود نقص في عدد الموظفين وهذا عائق اساسي امام عمل البلدية وما يزيد من
حدة هذه المشكلة عدم امكانية التوظيف وعدم امكانية تحديث المالك البلدي إلضافة
لحاجات جديدة ,والواضح ان الجسم البلدي يتضمن موظفين وظائف جديدة تلبية
قدماء بحاجة الى تدريب وتأهيل ،باإلضافة الى غياب رقابة التفتش المركزي فيما
خص تعيين و اعداد وتدريب الموظفين.
-3وجود معاناة بموارد البلدية المالية كونها غير كافية وتأخير دائم في اقرار
موازنات البلدية حيث تعيق تنفيذ الخدمات والمشاريع االنمائية ,فالركود
االقتصادي يؤثر على عملية الجباية للرسوم المباشرة الذي ينعكس سلبا" على
قدرة المواطنين على دفع مستحقاتهم كما ينعكس على نشاط القطاعات
االقتصادية كقطاع البناء والفنادق والمحالت التجارية في النطاق البلدي .
-4عدم توزيع اموال الصندوق البلدي بانتظام بالرغم من ان القانون ينص على
ضرورة توزيع هذه االموال من ايلول من كل سنة بموجب مرسوم ,كما ان
11
البلديات ال تعرف ما هي حصتها قبل الحصول عليها مما يعرقل صياغة موازنة
البلدية ,فهي بالتالي ال تستطيع اعداد الموازنة على نحو واقعي وتكون موازنتها
تقديرية بعيدة عن الواقع ،الى جانب هذه العوامل فان اقدام الحكومات السابقة
على التصرف ب % 85من عائدات الصندوق البلدي المستقل وتحويلها الى
مجلس االنماء واالعمار لتمويل بعض المشاريع ادى ايضا الى تقليص واردات
البلديات ،وعدم حصول البلديات على %11من فواتير الهاتف والكهرباء والمياه
ومن العوامل االخرى التي تعيق زيادة الموارد البلدية منع الفوائد على اموال
البلديات والغاء برائة الخدمة من بعض المعامالت.
-5يعتبر معظم العاملين في البلدية ان الروتين االداري هو العائق الرئيسي امام
عملها وانه يدفعها احيانا" لاللتفاف حول القانون لتنفيذ اعمالها بسرعة ولتوفير
الدورة الطويلة التي تمر بها المعامالت.
-1تعترض البلدية الكثير من تعددية الرقابات على العمل البلدي وخاصة رقابة
وزير الداخلية و المحافظ و القائمقام و ديوان المحاسبة ،حيث ينبع هذا
االعتراض من كون المجلس البلدي هو هيئة منتخبة باإلضافة الى غياب
التنسيق بينها وبين المؤسسات الرسمية وخاصة الو ازرات فيما يتعلق بالمشاريع
المنفذة داخل النطاق البلدي.
-8فقدان البلدية القدرة والرؤية لوضع مخطط توجيهي وهذه مسؤولية الدولة عن
وضع خطط شاملة لإلنماء المتوازن في كافة المناطق اللبنانية حيث تحدد من
خاللها الخصوصيات االقتصادية لكل منطقة .
تواجه المؤسسات العامة في لبنان العديد من الصعوبات التي تقف عائقا" امام
مسيرتها نحو اصالح وعصرنة الخدمة العامة وفق التوجيهات الحديثة للعمل
اإلدراي ،االمر الذي يلزمها اعادة النظر في طرق اداء العمل ,وتصميم هياكلها
التنظيمية حسب الوظائف االساسية والفرعية التي تؤديها مختلف االجهزة االدارية
والرقابية الخاصة بها في تجسيد مشاريع هيكلية حديقة اكثر مالءمة مع متطلبات
االنماء واحتياجات المواطنين ال بد من ضرورة ايجاد وسيلة إللزام المواطنين على
دفع المستحقات براءة الذمة ,وتقييم القاعدة الضريبية الحالية ومكننة قاعدة
معلومات للقاعدة الضريبية ،باإلضافة الى تطوير طرق لتسهيل جباية الضرائب
البلدية ,وكف ايادي السياسيين عن التدخل بعمل البلدية والتقليل من كثرة الرقابة
لعرقلتها سرعة عمل البلدية .
13
الفقرة االولى :السلبيات التي رافقت التدريب
لكل عمل سلبياته وايجابياته اال ان اهم السلبيات التي شكلت عوائق هي ما يلي :
-الشعور باإلحباط نتيجة فقدان الروح االجتماعية وسط مجموعة جديدة خالف ما
تعودة المتدربة في حياتها التقليدية .
-عدم معاملة المتدربة كموظفة مما ولد جوا من عدم الثقة ،فالمتدربة كانت مرغمة
على االجابة عن استفسارات الموظفين الذين اجرت المقابالت معهم بهدف اضفاء
جو من الطمأنينة .
-االفتقار الى تبادل اآلراء واالفكار مع الموظفين بسب ضغط العمل .
ان فكرة التدريب في البلدية كانت جيدة ومثمرة لالستفادة من المفاهيم الجديدة إلدارة
البلدية ومحاولة تطويرها ومن ابرز االيجابيات :
-صهر المعارف الدراسية النظرية وتفاعلها مع واقع الحياة العملية مما يساهم في نقلة
نوعية من عالم النظريات الى بيئة الواقع العملي .
-االستفادة القصوى من الوقت حيث تخطت المتدربة االجزاء الغير ضرورية وركزت
على ما يحتاجه التدريب .
-تحويل المعارف النظرية الى مهارات تمكن من حل بعض مشاكل االداء في البلدية
بما يتوافق مع قيم البلدية وثقافتها .
-اتاحة الفرصة لإلبداع وتطوير القدرات الذاتية للتكيف مع متغيرات جو التدريب من
خالل االنفتاح على بيئة عمل مغايرة لتلك التي اعتادتها المتدربة وهذا ما اتاح لها
توسيع ادراكتها إلدارة البلدية وتنمية مهارات مختلفة.
بعد ان تعرفنا الى الواقع االداري في بلدية حارة حريك ،و كيفية قيامها بواجباتها في ظل
الرقابة التي تمارسها اجهزة السلطة المركزية عليها ،ال بد لنا من التعرف على هذه الرقابة
بأشكالها الثالث في القسم التالي.
14
القسم الثاني :الرقابة االدارية المالية القضائية على عمل البلديات
تمثل الرقابة احدى الوظائف االدارية الهامة بين وظائف االدارة التي تتمثل في التخطيط ،
التنظيم ،التوظيف ،التوجيه ،والرقابة ،وتنطوي وظيفة الرقابة على تلك األنشطة واألعمال
التي تصمم خصيصاً للتأكد من أن الوقائع واالحداث تتماشى مع الخطط الموضوعة ،ومن
ثم فهي تقيس االداء وتصحح االنحرافات السلبية وتؤكد تحقيق الخطط ،اذن هي العين
الساهرة على بقية الوظائف االدارية.
بالرغم من ان المؤسسات العامة تتمتع باالستقالل المادي و االداري ,إال ان هذا االستقالل
ليس مطلقا" ،وانما تخضع هذه المؤسسات الالمركزية الى رقابة االدارة المركزية التي تراقب
أعمالها ،بهذا االستقالل يعطي للمؤسسة حق المباشرة في القيام بأعمالها ،لكن هذه الممارسة
تبقى تحت عدة انواع من الرقابة تقسم الى ثالثة أنواع .
ونحن سنتناول هذه الرقابات الثالث في فصلين ,فصل أول نتحدث فيه عن الرقابة االدارية
و المالية والفصل الثاني نتحدث فيه عن الرقابة القضائية .
15
الفصل االول :الرقابة االدارية و المالية على البلديات
للتأكد من تحقق األهداف التي نص عليها القانون ،تمارس الرقابة اإلدارية والمالية على
كافة المؤسسات واإلدارات والهيئات.
والرقابة على البلديات كإحدى المؤسسات العامة أمر ضروري حتى نضمن احترام مبدأ
المشروعية مع ما يرافق ذلك من توجيهها والعمل على تطويرها واصالحها ،بحيث تقابل
الالشرعية بإبطال العمل االداري غير الشرعي ,والن هذا العمل االداري يدور حول عنصرين
اساسيين هما االدارة والمال ،لذا سنقسم الدراسة إلى مبحثين :
16
المبحث األ ول :الرقابة االدارية على البلديات المبحث
تشكل البلديات احدى اشكال الالمركزية االدارية التي تسمح للشعب بالمشاركة بحكم
نفسه لكن هذه المشاركة الديمقراطية تنحصر في اطار اقليمي محدد ضمن حدود البلدية .
وخوفا من سيادة روح االتكالية أو تولي شؤون البلديات من قبل اشخاص غير مؤهلين ،
كان ال بد من وجود نوع من الرقابة على هذه الممارسة الديمقراطية للتأكد من ممارسة
صالحياتها االدارية وعدم االنحراف عن مسارها الصحيح .
لذا سنقوم في هذا الفصل بالتوقف عند ماهية الرقابة االدارية في مطلب اول ،وعند أجهزة
الرقابة اإلدارية في مطلب ٍ
ثان ،والى الوسائل التي تمارسها في مطلب ثالث .
تنطوي وظيفة الرقابة على تلك االنشطة واالعمال التي تصمم كي تجعل االحداث
تتماشى مع الخطط الموضوعة ،ومن ثم فهي تقيس االداء وتصحح االنحرافات السلبية وتؤكد
تحقيق الخطط ،لذلك فإن االختيار الحقيقي ألي قائد هو ما يحققه من نتائج ولكن من
الحتمي وجود بعض االخطاء وبعض الجهود الضائعة وما يترتب عن ذلك من انحرافات عن
االهداف المنشودة مما يستوجب وجود وظيفة الرقابة .
يقوم التنظيم االداري الالمركزي على اساس استقالل الهيئات الالمركزية ( االقليمية
والمرفقية ) عن السلطة المركزية ،مع خضوع الهيئات المذكورة للرقابة االدارية من جانب
هذه السلطة ،كمقابل لهذا االستقالل وهو االمر الذي يوجب التالزم الحتمي بين الالمركزية
والرقابة عليها كما يتوجب أن يكون التنظيم االداري الالمركزي نسبياً على النحو الذي تتمكن
معه السلطة المركزية من مراقبة مدى احترام القانون في مجال اعمال الهيئات المذكورة.1
فاستقالل الهيئات الالمركزية ال تعني مطلقاً انفصالها عن السلطة المركزية بل تبقى جزءاً
منها وامتداداً لها ،لذلك ان السلطة المحلية يجب أن تبقى خاضعة لنوع من الرقابة تمارسها
1
-د .بكري القباني ،الرقابة االدارية ,مطبعة دار التأليف القاهرة ,ص 401ما يليها .
17
السلطة المركزية بواسطة اجهزتها وممثليها في المناطق غير انه من الضروري تحقيقاً
لسالمة االدارة الذاتية ان ال تكون هذه الرقابة صارمة وضيقة. 2
بمعنى يجب ان تنحصر صالحيات السلطة التي تمارسها بمراقبة شرعية اعمال البلدية
دون مراقبة مدى مالئمتها للمصلحة العامة المحلية ،خاصة عندما ال يتوسع النص في
اشتراط الرقابة المسبقة على اعمال البلدية ،اذ ان المبدأ العام يجب ان يسمح للق اررات
االدارية االقليمية بإعطاء مفعولها فو اًر .
بالمقابل فإن على البلديات ان تلتزم باحترام مبدأ المشروعية بالنسبة لجميع اعمالها ،شأنها
شأن سائر السلطات العامة ،وهو االمر الذي يوجب عليها احترام القانون بمعناه الواسع
ليشمل سائر القواعد القانونية أياً كان مصدرها وشكلها ،ويوجب بالتالي وجود رقابة ادارية
على مدى احترام المشروعية من جانب البلدية اضافة الى الرقابة القضائية التي تشكل
الضمان االخير للمحافظة على شرعية ق اررات البلدية .
والرقابة التي تمارسها السلطة المركزية على البلديات هي رقابة ادارية ،كون االعمال الرقابية
تصدر عن جهة ادارية وتتم بموجب ق اررات ادارية .
لكي تتمكن الرقابة االدارية من القيام بمهامها بشكل فاعل ،ال بد من ان تتوفر في الرقابة
خصائص تمتاز بها وهي كالتالي :
-1المرونة :وهذا يعني أن تكون وسائل الرقابة االدارية وخطواتها واساليبها قابلة للتغيير
والتبديل والتطوير حسب ظروف العمل وما يط أر من مستجدات ,وهذا ما لم نجده في بلدية
حارة حريك .
-8المالءمة :وهذه خاصية مهمة في نجاح الرقابة االدارية حيث يشترط أن تتناسب الرقابة
مع طبيعة العمل المكلفة به من قبل كل بلدية والتي تؤدي الى اختالف في الخطط والبرامج
في ضوء ظروف البلدية واهدافها.
-3الوضوح :وهي ان تمتاز الرقابة بالوسائل الواضحة التي تمنع من الوقوع في االزدواجية
مع االجهزة المشابهة في العمل.
-د .يوسف سعد هللا الخوري ،القانون اإلداري العام ،المرافق العامة و حقوق االنسان المنشورات الحقوقية صادر , ,ج 4
2
،الطبعة االولى ,ص .69
18
-4الدقة :يجب أن يكون الجهاز الرقابي في البلدية جهاز سريع في تحديد االخطاء قبل
حدوثها ألنه يساعد بشكل سريع على ايجاد الحلول بالشكل المناسب دون أن يعيق حركة
البلدية .
-5فعالة :تنطبق هذه الخصيصة على الجهاز الرقابي الذي يكون قائم بجميع اعماله من
اكتشاف الخطأ مع معالجته واالنحراف الى الصواب فيكون الجهاز الرقابي فعال يحقق الغاية
التي وضع من اجلها ,وهذه الفعالية لم تظهر بوضوح .
-وهذه الخصائص العامة التي يجب أن تتصل بها الرقابة االدارية على اعمال البلديات
تسعى أو تهدف الى التمكن من تحقيق اهداف الرقابة على اشكالها التي سنتناولها في الفقرة
الثانية:
تعتبر الوسائل التي تمتلكها السلطة المركزية لممارسة رقابتها االدارية سالحا ممنوحا
لها مقابل االستقالل الممنوح للبلدية ،تعتمدها لتتمكن من مباشرة االشراف على البلديات بغية
التحقق من ان عملها يسير واالهداف المنوطة بها وفقاً للسياسة العامة للدولة .
إن الالمركزية البلدية وشخصيتها المعنوية واستقاللها المالي واالداري ال يجعلها دولة
مستقلة عن الدولة ،وال تخرجها عن رقابة سلطانها ،فالرقابة هي مجموعة من الصالحيات
المحددة اعطاها المشرع لسلطة ادارية عليا لتمارسها على سلطة اخرى مركزية أو محلية
وتراقب اشخاصها واعمالها وحتى موظفيها في سبيل احترام تطبيق القوانين وحماية المصلحة
العليا .وابرز مبررات الرقابة االدارية وجود مصلحة مباشرة للدولة في ممارسة هذه الرقابة
على البلديات من اجل حماية المصلحة العامة من الناحية السياسية واالدارية والمالية ،وذلك
لضمان حماية الوحدة المحلية من اية محاولة لتحويل هذه البلديات الى وحدات سياسية
(فيدرالية ). 3
ولهذا فإن الم ّشرع قرر وجود صور مختلفة من الرقابة لتحقيق االشراف على البلدية حيث
تتعدد االساليب المتبعة لممارستها .
3
-د .بكري القباني ،الرقابة االدارية ،مطبعة دار التأليف القاهرة ،ص 409وما يليها
19
ويمكننا تقسيم صور الرقابة التي تمارس على البلديات على الشكل التالي :
تعني الرقابة السابقة بأنها نوع من المشاركة الفعلية في اعمال البلدية من قبل السلطة
المختصة ،كرقابة المراقب العام وديوان المحاسبة في البلديات الخاضعة لهما ،وهي رقابة
مالية سابقة على تنفيذ الق اررات التي تتخذها البلدية .4هذا النوع من الرقابة ينصب في غالب
االحيان على مالءمة االعمال المتخذة ,وهو ما سنتناوله في المبحث الثاني من هذا
الفصل.
أما الرقابة الالحقة فتهدف الى التأكد من ان البلدية لم تخرج من نشاطها عن االطار المحدد
لها في القانون ،وهي تأتي بصورة الحقة لفحص أمور تمت ووقعت فعال ،من اجل تقويمها
وتصحيح ما ارتكب منها خطأ ،واقتراح الحلول المناسبة لذلك .
تباشر الرقابة الداخلية عن قرب ،اي من داخل البلدية وتمكن القائمين بها من التعرف على
االخطاء والثغرات الحاصلة واحياناً قبل حصولها ،وتهدف الى االطالع على اوضاع البلدية
وما يجري في داخلها وعلى المستندات والوثائق التي يستلزم عمل المراقب العام مثالً .أما
الرقابة الخارجية فتباشر من خارج البلدية وتتم بعيدا عن الجهاز الذي يدير البلدية ومن
التدخل المباشر في شؤونها بصورة تحفظ لها استقاللها وحريتها في التصرف والعمل وفقا
للغايات واالهداف المحددة لها في القانون .والرقابة الخارجية على البلديات هي التي يمارسها
وزير الداخلية والمحافظ والقائمقام ومجلس الخدمة المدنية والتفتيش .
تظهر الرقابة المؤقتة أو العارضة عندما تقرر البلدية القيام بعمل ما ،فتأتي إلجازته أو
لمراجعته كما يمكن أن يكون مسبقا قبل وضع القرار موضع التنفيذ بالموافقة أو بالرفض. 5
4
-نظم هذه الرقابة الباب الثالث من المرسوم رقم تاريخ 4692/6/22المتعلق بتحديد اصول المحاسبة في البلديات وإتحاد
البلديات غير الخاضعة لقانون المحاسبة العمومية كذلك المرسوم .اإلشتراعي رقم 92تاريخ 4691/6/49المتعلق بتنظيم ديوان
المحاسبة.
5
-نصت المادة 57من المرسوم 92/7767على وجوب تعيين جهاز خاص في البلدية عندما تتولى تنفيذ االشغال باألمانة
مهمته تنفيذ هذه االشغال باألمانة
20
أما الرقابة الدائمة فيباشرها الجهاز المختص بالرقابة بصورة دائمة على اعمال البلدية
ضمن النطاق وفي االحوال والمواضيع التي يحددها قانون البلديات ،وهي تأخذ صورة
استعمال سلطة االعتراض على تلك الق اررات .
الرقابة على االعمال هي التي تمارس على الق اررات الصادرة عن البلدية ،وهذه الق اررات
ليست كلها خاضعة للتصديق من قبل السلطات المختصة انما محددة حص اًر ،وقد جاءت
المادة ٤٥من قانون البلديات بهذه القاعدة حيث اعتبرت ان ق اررات المجلس البلدي نافذة
بحد ذاتها باستثناء الق اررات التي اخضعها هذا المرسوم االشتراعي صراحة لتصديق سلطة
الرقابة االدارية بحيث تصبح نافذة من تاريخ تصديقها.6
اما الرقابة على االشخاص فتعطي للسلطة المختصة الحق في عزلهم او كف ايديهم مؤقتا
او نهائيا او تأديبهم او اقالتهم أو رفع الحصانة عنهم ومالحقتهم امام القضاء.
7
- 5الرقابة القانونية والرقابة االستنسابية
الرقابة القانونية التي تكون فيها السلطة االدارية المعنية ملزمة بقياس الق اررات التي تجري
الرقابة عليها مع معايير موضوعية تتضمنها القوانين واالنظمة وبين الرقابة االستنسابية التي
ال تستند فيها السلطة االدارية المعنية الى معيار سوى ما تراه استنسابيا مالئما أم ال في
القرار المعروض على رقابتها.
لكن في الحالتين سواء اكانت الرقابة قانونية او استنسابية فإن هذه الرقابة ليست مطلقة لكنها
خاضعة لحدود وضوابط فما هي هذه الحدود ؟ .
6
-إن صالحية الوصاية تنحصر بتصديق او عدم تصديق قرارات المجلس البلدي التي اخضعها المرسوم اإلشتراعي رقم
4655/449صراحة وتحديداً للتصديق.
-هيئة التشريع واالستشارات ،رقم 99/4192تاريخ ( 4699/2/44الرئيس منصور والقاضي بريدي) ،طالب الرأي :محافظ
مدينة بيروت بالوكالة – صادر وبريدي ،مجموعة إجتهادات هيئة التشريع واإلستشارات في وزارة العدل ،المنشورات الحقوقية
صادر ،مجلد 7ص .7212
7
-من محاضرة االستاذ غسان مخيبر في المركز الثقافي الفرنسي في بيروت بتاريخ 66/40/42بعنوان :البلديات والسلطة
المركزية .
21
الفقرة الثالثة :حدود الرقابة االدارية :
ان الرقابة االدارية هي الصلة بين السلطة المركزية والهيئات المحلية التي تتمتع بشخصية
معنوية مستقلة عن شخصية الدولة ،وللرقابة االدارية مرتكزات قانونية ومبدئية ،وال يجوز ان
تطلق حرية التحرك للهيئات المحلية من دون تحديد ،ما يستتبع محاذير على عدة اصعدة
منها سياسية واجتماعية وعمرانية وغيرها ،وبالمقابل ال يجوز تقييد حرية التحرك تقييدا شديدا
فتنتفي الغاية من الالمركزية ،لهذا فإن وضع الحدود المالئمة للرقابة االدارية عملية دقيقة
تتصل بسياسة الدولة وبدرجة وعي المجتمعات المحلية وانصهارها في المجتمع الوطني.8
ان الهدف من الرقابة ضمان احترام المشروعية ،وحماية المصلحة العامة من جانب الهيئات
الالمركزية وفقا لما تقرره النصوص التشريعية فالرقابة على المشروعية تعتبر رقابة على
السلطة المقيدة للبلدية على عكس رقابة المالءمة بوصفها رقابة على السلطة التقديرية ،التي
تؤدي ممارستها الى المساس باستقالل البلدية .لذلك على المشرع احترماً لهذا االستقالل
حصر الرقابة بقدر المستطاع برقابة المشروعية مع تضييق نطاق رقابة المالءمة .وذلك
على عكس الرقابة الرئاسية التي ينبغي أن تقوم دائما على اساس االنصراف الى رقابة
المشروعية ورقابة المالءمة بوجه عام .
وال يجوز أن تكون للجهة الرقابية سلطة عامة في مواجهة البلديات اذ ان نطاق واساليب هذه
الرقابة تختلف تبعا لحجم البلديات نظ ار الختالف النصوص المتعلقة بتنظيم الرقابة االدارية
على كل جهة من هذه الجهات على حدة .
لذلك فإن عمل الرقابة يرتبط بأمور من شأنها أن تمنع مخالفة الق اررات البلدية للقوانين
واالنظمة ،ولمبادئ الشرعية ،ولألحكام القضائية ولالتفاقات العامة والخاصة ولمصلحة البالد
العليا .
ويعبر عن هذا المنع برفض التصديق على تلك االعمال والق اررات من هنا نص قانون
البلديات على االعمال والق اررات التي تخضع الى تصديق سلطة الرقابة لتكون نافذة ،كما
حدد نوع وقيمة كل قرار والمرجع الصالح لتصديقه ,بحيث تنحصر سلطة الرقابة إما
بالموافقة أو بعدم الموافقة على القرار وال يدخل في هذه السلطة صالحية اجراء أو تعديل أو
8
-خطار شبلي ،دراسات مالية واقتصادية وصفحات من حياته ,المنشورات الحقوقية صادر ,سنة , 4661ص 59
22
الغاء على هذه الق اررات انسجاماً مع مبدأ الالمركزية التي يقوم عليها كيان المجالس الحالية
ألن حق التعديل يؤدي الى احالل سلطة الرقابة محل البلدية في اتخاذ الق اررات مما يخالف
احكام القانون الذي تحفظ للبلديات بكامل سلطتها في التقرير باألمور العائدة لها أي تجاوز
9
لهذه القاعدة يجعل من الرقابة الجارية من قبل السلطة المركزية المذكورة عمالً اداريا مشوباً
يعيب االنحراف في استعمال السلطة ومستوجباً االبطال .
وتتم الرقابة االدارية على مقررات المجلس البلدي بعد أن يرسل رئيس البلدية الق اررات
المتخذة وفقا لألصول الى سلطة الرقابة المختصة مباشرة خالل ثمانية أيام من تاريخ
صدورها على أن يبلغ نسخة عنها الى المراجع التسلسلية. 10
ولرئيس البلدية أن يخاطب مباشرة وزير الداخلية على اعتبار انه رئيس للسلطة التنفيذية وال
يخضع لقانون الموظفين وبالتالي ال يتقيد الموظف العام بقاعدة التسلسل االداري.11
وبإمكان رئيس البلدية أن يتصل مباشرة بإدارة عامة أو اي مرجع دون القيد بتسلسل معين
خاصة في الشؤون البلدية العادية فاستنادا لالستقالل الذي تتمتع به البلدية والوارد في المادة
االولى من قانون البلديات ،فإن الشؤون العادية هي جميع االعمال المرتبطة بصالحياته
التنفيذية واما األعمال غير العادية فهي التي ترتبط بالتنظيم العام للبلدة وبالمقررات التي قد
ينتج عنها أثر يخرج عن نطاق البلدية المعينة والذي ال بد لهرم السلطات أن تطلع عليه في
سبيل أخذ العلم به أو االعتراض عليه لئال يمس أو يخالف النظم العامة االخرى أو سياسة
الدولة العليا. 12
وينطبق حق المخاطبة هذا على كافة البلديات باستثناء بلدية بيروت ألن المحافظ هو من
يتولى أعمال السلطة التنفيذية بموجب المادة 18من قانون البلديات وصالحياته ليست
9
-شزل رقم تاريخ 79/4/20المجموعة اإلدارية سنة 4679ص .11
10
-المادة 79من قانون البلديات ،للتأكيد يوسف سعدهللا الخوري ،القانون اإلداري العام الجزء األول تنظيم إداري ،اعمال
وعقود إدارية 4661ص . 490
11
-المادة 56من قانون البلديات ،فقه جوزيف كرم آلية الرقابة على البلديات الحياة النيابية 4661المجلد الحادي عشر ص
. 17
12
-اميل الحايك ،اصول المعامالت البلدية ،الطبعة الثانية ,سنة ،4661ص.49
23
مفوضة اليه من الحكومة وانما مستمدة من القانون مباشرة ،وال يخضع لتصديق سلطة
عينها القانون على وجه الحصر.13
الوصاية باستثناء احوال ّ
على الرغم من ان البلدية غير ملزمة بإحالة الق اررات النافذة بحد ذاتها الى سلطة الرقابة حتى
على سبيل العلم ،إن الواقع المعمول به هو أن جميع ق اررات البلدية تحال الى سلطة الرقابة
بحيث تقوم هذه االخيرة بالتصديق عليها أو بوضع عبارة نافذة بحسب الصالحية ،مما يجعل
الناظر الى هذا الموضوع يستغرب هذه الهيمنة االدارية وهذه الثقافة القانونية الضعيفة لدى
معظم البلديات ولدى بعض اطراف سلطة الرقابة ولعل الواقع السيء هو الذي دفع بوزير
الداخلية والبلديات الى اصدار تعميم الطلب فيه من البلديات ذكر النص القانوني الذي
يخضع له قرار البلدية أو المعامالت التي تحال الى الو ازرة تصويباً للعمل االداري وهذه
المبادرة لقيت استحساناً لدى كافة البلديات. 14
وجاء تعميم وزير الداخلية كونه احد االجهزة التي تمارس الرقابة االدارية على عمل البلديات
وضمن هذه االجهزة االدارية التي سنتحدث عنها في المبحث التالي.
الرقابة على البلديات أمر ضروري حتى تضمن احترام مبدأ الشرعية مع ما يرافق ذلك من
توجيهها والعمل على تطويرها واصالحها ،بحيث تقابل الالشرعية بإبطال العمل االداري غير
الشرعي ،وهذا االبطال يجب أن يكون صاد اًر عن سلطة عامة .انطالقاً من هذا المبدأ
تمارس الدولة بواسطة اجهزة معينة تابعة لها وتعتبر جزء من هيكليتها وتنظيمها االداري،
رقابتها على البلديات بحيث تبقى هي االدارة العليا التي يعود اليها أمر يتعلق بتنظيم البالد .
-شورى دولة رقم 111تاريخ ( 1112/11/11الرئيس عيد والمستشران سرحان وغزال ) دعوى منصور /الدولة العدل 13
1112عددا 111
- 14ان صالحية سلطة الوصاية تنحصر بتصديق أو عدم تصديق قرارات المجلس البلدي التي اخضعها المرسوم االشتراعي
رقم 1211/112صراحة وتحديدا للتصديق .
-هيئة التشريع واالستشارات رقم 22/1821تاريخ ( 1222/1/11الرئيس منصور والقاضي بريدي ) طالب الرأي :محافظ
مدينة بيروت بالوكالة -صادر وبريدي ،مجموعة اجتهادات هيئة التشريع واالستشارات في وزارة العدل ،المنشورات الحقوقية
صادر ،مجلة 1ص . 1181
24
وأبرز هذه األجهزة هي :سلطة الوصاية ومجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي وهذا ما
سنتداوله في هذا المبحث .
إن سلطة الوصاية مناطة بمجلس الوزراء الذي يضع السياسة العامة للبالد في جميع
المجاالت ويسهر على تطبيقها وفقاً للقوانين ،فقد نص قانون البلديات في العديد من مواده
على صالحيات مختلفة لمجلس الوزراء يتوالها كحكم بين البلدية وبعض االدارات العامة أو
كجهاز رقابة يمارس صالحياته عن طريق اصدار مراسيم ينظم بها البلدية واجهزتها
واعمالها .
ودور مجلس الوزراء الرقابي مختلف عن الدور الذي تمارسه اجهزة الرقابة االخرى ،فهو قد
يلعب دوره مبدئياً دون أن يكون هناك عمل أو مخالفة قامت بها البلدية ،بمعنى أن رقابته قد
تكون سابقة على اجراء العمل أو على تنفيذه ،كما يمكن أن تكون الحقة له.
ودوره بهذه الصفحة يأخذ بشكل الرقابة التنظيمية عن طريق اصدار مراسيم تهدف الى
تنظيم العمل البلدي ورسم خطاه القانونية فضالً عن دوره كحكم لحل النزاعات أو لمحاسبة
البلدية عن طريق حلها نتيجة مخالفات هامة متكررة ترتب بسببها اضرار اكيدة .
فمجلس الوزراء هو الجهاز االداري المركزي األعلى في الدولة يمارس صالحياته بموجب
مراسيم يصدرها ( اشتراعية -تنظيمية -تطبيقية ) وهذه المراسيم تعلو ق اررات المجلس
البلدي وق اررات رئيس البلدية حتى التنظيمية منها .وهذا الواقع من شأنه أن يصوب عمل
البلديات ويحقق بالتالي ارتباطا اكيداً وثابتاً وتبعية وفق الحدود التي ترسمها القوانين بين
البلدية ومجلس الوزراء ضمن هيكلية االدارة بشكلها العام االجمالي .
ويعهد المشرع عادة بمهمة الرقابة االدارية الى اعضاء السلطة المركزية القائمة في
العاصمة ،ويكون ذلك غالبا بالنسبة للتعرفات الهامة الصادرة عن الجهات الالمركزية ،وان
كان ذلك قد يؤدي الى شيء من البطء في انجاز عملية الرقابة بسبب التعقيدات المكتبية
واالدارية من جانب االجهزة المركزية .كما قد يعهد المشرع بمهمته الرقابية على الهيئات
الالمركزية االقليمية الى ممثلي السلطة المركزية في االقاليم ،مما يضمن انجاز العمل
25
الرقابي على وجه السرعة ،ويتم ذلك بالنسبة للتصرفات الالمركزية ذات االهمية المتوسطة أو
القليلة ،15وهذا االمر لمسناه في بلدية حارة حريك مما يبطئ عمل البلدية.
وقد حددت المادة 51من قانون البلديات السلطات التي تمارس الرقابة االدارية على ق اررات
المجلس البلدي 16وهي :
17
-القائمقام
18
-المحافظ
19
-وزير الداخلية
وتمارس الرقابة االدارية على ق اررات مجلس البلدية بيروت من قبل وزير الداخلية فقط
باعتبار أن المادة 18من القانون جعلت من محافظ بيروت رئيسا للسلطة التنفيذية في
المجلس البلدي ، 20والقاعدة التي اتت بها هذه المادة تنطلق من مبدأ عدم جواز الجمع بين
سلطتي التقرير والتنفيذ وذلك بمنع تجميع السلطات في يد واحدة .
ومخالفة هذه القاعدة في اتخاذ الق اررات االدارية من شأنه جعل الق اررات معيوبة وقابلة
لألبطال أمام المراجع المختصة طبقا للقواعد العامة ألبطال الق اررات االدارية ،ومنها وجوب
الطعن بها واستردادها ضمن مهلة معينة ال سيما عندما تكون قد اكتسبت حقوقا للغير. 21
15
-د .بكري القباني ،الرقابة االدارية ,مرجع سابق ,ص 95وما يليها.
16
-يعود لديوان المحاسبة البت في اية زيارة في االشغال االضافية اذا تجاوزت قيمتها 47بالمية من قيمة العقد االساسية ( من
قرار مجلس الوزراء رقم 47تاريخ . 2004/4/1
17
-حُددت صالحياته بالمواد 21و 10و 12و17و15و16و90و94و97و 417من قانون البلديات ،وبالمادتين 401و401
من المرسوم رقم 92/7767وغيرها.
-وبموجب المادة 15من المرسوم االشتراعي رقم 449تاريخ 76/9/42ينسق القائمقام العمل بين دوار الصحة العامة
والوحدات الصحية التابعة للبلديات .كما يعود له بمقتضى المادة 19من المرسوم ذاته تعيين نواطير الحقول الخاصة والعامة،
بناء على اقتراحات المجالس البلدية او المجالس اإلختيارية.
-يساعد القائمقام النيابة العامة ويعمل تحت إشرافها في إجراء وظائف الضابطة العدلية في حدود إختصاصه المنصوص عليه
في القانون الخاص به.
(المادة 19من قانون أصول لمحاكمات الجزائية الجديد).
-على رئيس البلدية في حال وقوع جنية أو جنحة أثناء إنعقاد جلسة المجلس البلدي ان ينظم محضراً بالواقع ويرسله بال إبطاء
إلى القضاء الصالح ويبلغ القائمقام نسخة عن المحضر ( .المادة 15من قانون البلديات) .
18
-للمحافظ ذات الصالحيات التي للقائمقام ضمن حدود إختصاصه اإلقليمي وقددت صالحياته بالمواد 21و 21و 26و 10و
14و 12و 17و 16و 94و 444و 441من قانون البلديات وغيرها.
19
-حُددت صالحياته بالمواد 22و 21و 75و 92ز 91و 62و 401و 407و 409من قانون البلديات وبالمادة 66من
المرسوم 92/7767وغيرها.
20
( -إجتهاد) شورى الدولة ،رقم 152تاريخ ( 2002/2/27الرئيس قباني والمستشاران غندور ونصر) ،دعوى جرجس /
بلدية بصاليم – م.ق.إ 2007عدد 45مجلد 4ص .166
21
-هيئة التشريع واإلستشارات في وزارة العدل ،رقم 106تاريخ 4661/9/9طالب الرأي :وزارة الداخلية ،مجموعة اآلراء
اإلستشارية ،مجلد 7ج 4ملك بلدي خاص ،ص .9
26
وهكذا فإن المشرع اعطى الرقابة على البلديات الى ممثلي السلطة المركزية في االقاليم
(قائمقام -محافظ ) في بعض االمور ،كما اعطى هذا الدور الى الوزير في امور اخرى
اكثر اهمية وهي ليست صالحية مالية كما للقائمقام والمحافظ انما صالحياته ترتكز على
المبادئ العامة ،بحيث ان كل قرار يتعلق بمبدأ عام يخضع لرقابة الوزير ،اضافة الى هذه
الصالحيات المباشرة للوزير ،فإنه يمارس صالحيات غير مباشرة تتجلى بحقه في اقتراح ما
يراه مناسباً تمهيدا إلصدار مراسيم معينة لتنظيم عمل البلدية أو عمل المجلس البلدي ،وهكذا
فإن البلدية ليست حرة باختيار المرجع الرسمي لتصديق على ق اررتها واعمالها فتحديد هذا
المرجع يعود أل حكام القانون الذي تخضع له وهو يتعلق باالنتظام العام وال يمكن االتفاق
على مخالفته.22
تشمل صالحيات مجلس الخدمة المدنية جميع االدارات والمؤسسات العامة وموظفيها
والبلديات الكبرى والبلديات التي تخضعها الحكومة لرقابته بمرسوم في مجلس الوزراء
باستثناء القضاء والجيش. ....23
وقد جاء النص في قانون البلديات متوافقا مع مضمون نظام مجلس الخدمة المدنية اذ حدد
24
بوضوح البلديات الكبرى أن تخضع بلديات مراكز المحافظات لرقابة مجلس الخدمة المدنية
،وتبقى خاضعة لرقابته تلك التي سبق واخضعت له بمرسوم أي مثل صدور القانون المالي
وتحدد البلديات األخرى التي تخضع له بمرسوم يتخذ في مجلس بناء على إقتراح وزير
الداخلية.25
والرقابة التي يمارسها مجلس الخدمة المدنية ليست رقابة على اعضاء المجلس البلدي أو
على رئيسه انما على وجه الخصوص بعض االعمال التي تقوم بها البلدية والتي لها عالقة
على االخص بالموظفين لديها .
22
-تمييز مدني ،قرار نهائي ،غرفة ثانية ،سنة ،4695باز سنة ،4695ص 242
23
-المادة االولى من مرسوم انشاء المجلس
24
-إن بلديات مراكز المحافظات هي :بلدية بيروت ،بلدية طرابلس ،بلدية بعبدا ،بلدية زحلة ،بلدية صيدا ،بلدية النبطية،
يضاف ايها بلدية برج حمود وبلدية ميناء طرابلس .
25
-المادة 90من قانون البلديات ،قوانين لبنان ،مجلد 2مجلس الخدمة المدنية ،او كتاب رقم ،25المنشورات الحقوقية
صادر
27
فقد التزمت القوانين النافذة البلديات الخاضعة لصالحيات مجلس الخدمة بضرورة حصر
اعتمادها في طلب الموافقة أو الرأي أو االستشارة أو االستطالع بهذا المجلس وحده فيما
يتعلق بأنظمة وشؤون الموظفين لديها سواء كانوا دائمين أو مؤمنتين أو أجراء أو مستخدمين
أو متعاقدين .
كما يساهم في المباريات واالمتحانات التي تجريها البلدية لتعيين موظفين جدد واستشارة
مجلس الخدمة المدنية هي من االصول الجوهرية وملزمة ينبغي استطالع رأيه تحت طائلة
ابطال القرار .كما ان موافقته المسبقة هي من االصول الجوهرية التي تعرض القرار المتخذ
بصورة مخالفة لها ألبطال طالما لم يجري سحبه ضمن مهلة الشهرين .
إن انظمة البلديات الخاضعة لرقابة مجلس الخدمة المدنية تعطيه صالحيات عديدة يمارسها
من خالل هيئة المجلس أو ادارة الموظفين أو ادارة االبحاث والتوجيه .
نص قانون الموظفين بشأن المتعاقدين على أن كل دائرة ترغب في استخدام موظفين مؤقتين
أن تضع بيانا بالعدد وبالراتب واالسباب الموجبة الى احداثها ،وبمشروع النظام الذي يجب
أن تخضع له ووجوب عرض هذه المستندات على مجلس الخدمة فتدرسها ادارة االبحاث
والتوجيه ،وتبدي رأيها فيها مستعينة عند الحاجة بإدارة التفتيش المركزي ألجراء التحقيق
وبيان الحاجة الحقيقية لذلك ،وتتخذ هيئة مجلس الخدمة المدنية القرار المناسب بالموافقة أو
بالرفض ويكون قرارها ملزماً وواجب التنفيذ .26إذ يحق للبلديات التعاقد مع اشخاص ممن
تتوفر فيهم الشروط العامة للوظيفة البلدية ،على أن تخضع العقود التي تجريها لموافقة
مجلس الخدمة البلدية ووزير الداخلية .
تتولى ادارة االبحاث والتوجيه ارشاد االدارات العامة الوسائل الكفيلة برفع مستوى االدارة
وزيادة فعاليتها وتمكينها من القيام بمسؤوليتها على خير وجه.
26
-المادة 51من المرسوم رقم 442تاريخ ( .4676/9/42قانون الموظفين) .
28
لذلك يحق لمن تنتدبه ادارة االبحاث والتوجيه من المراقبين أو غيرهم من الموظفين
المختصين التابعين لها ،ان يزور جميع االدارات والمؤسسات العامة والبلديات المشمولة
بصالحية مجلس الخدمة المدنية ،وان يطلع على نظامها ووثائقها ويدرس اساليب العمل فيها
وعلى جميع هذه االدارات والمؤسسات والبلديات ان تسهل مهمته وتقدم اليه جميع المعلومات
التي يحتاج اليها.
ويعود إلدارة االبحاث والتوجيه اعداد موظفين جدد للوظائف التي تتطلب معارف ومؤهالت
خاصة في فروع االدارة العامة وتدريب الموظفين الموجودين في الخدمة الفعلية ،باإلضافة
الى انه ا تقدم دراسات فنية الى االدارة المختصة مرفقة باقتراحات عملية لتحسين االوضاع
التي تتناولها الدراسة .
-ويالحظ مما تقدم ان رقابة مجلس الخدمة المدنية تتمثل بثالث خطوات أو مراحل رئيسية
هي:
-1تحديد معدالت الرقابة أو وضع معدالت االداء ،اي كمية ونوعية ووقت العمل المطلوب
ادائه .
ولكن ما الحظناه مع االسف في بلدية حارة حريك هو التهرب من رقابة مجلس الخدمة
المدنية بشتى الوسائل وخاصة بالوظائف االدارية في البلديات .
27
الفقرة الثالثة :التفتيش المركزي
يهدف التفتيش بصورة عامة الى التأكد من تحقيق الغاية التي انشئت االدارة من اجلها
والوقوف الى مدى انجاز االعمال وسالمتها وقانونيتها وكشف مواطن الخطأ فيها وتحديد
المسؤولين عنها .
27
-أنشىء عام 4676وأتبع لرئاسة مجلس الوزراء ،وهو يتألف من :الهيئة – الديوان – ادارة التفتيش المركزي – ادارة
االبحاث ( سبق بحث صالحياتها تحت المبحث المتعلق برقابة مجلس الخدمة المدنية ،الفقرة الثانية ،نظراً لتشابه األحكام) إدارة
المناقصات ( المادة األولى من المرسوم رقم 2190تاريخ 76/44/6تنظيم التفتيش المركزي (.
29
ومن مراجعة المرسوم 8411تاريخ 1555-11-5الذي ينظم التفتيش المركزي يتبين لنا
ان اجهزة ادارة التفتيش تراقب سير العمل في اإلدارة اللبنانية من كيفية قيام الموظفين
بأعمالهم ومدى تقيدهم بواجباتهم المسلكية وال سيما بالدوام ومدى انطباق أعمالهم على
القوانين واألنظمة وغيرها من األمور اإلدارية ومن األمور الهندسية واألمور التربوية
والصحية واإلجتماعية والزراعية حيث خصص لكل منها مفتشية ,كما أنشأ هذا المرسوم
المفتشية العامة المالية التي تتولى وتراقب كيفية تنفيذ القوانين واألنظمة المالية وكيفية حفظ
األموال العمومية وضبط حساباتها .
وابرز جهاز تفتيش في لبنان هو التفتيش المركزي الذي يشمل صالحياته جميع االدارات
والمؤسسات العامة والمصالح المستقلة والبلديات وجميع العاملين فيها االدارات بصفة دائمة
أو مؤقتة .وكل من يتناول راتبا أو اج ار من صناديقها وذلك ضمن حدود سلم العقوبات
المنصوص عليها في القوانين واالنظمة الخاصة التي يخضعون لها .يتولى التفتيش المركزي
مراقبة وتفتيش البلديات والموظفين التابعين لها فيما يتعلق بكيفية قيامها بالمهام والواجبات
والمسؤوليات المترتبة عليها وذلك بغية توجيههم نحو الطريق السليم بإعطائهم االوامر
والتعليمات الالزمة ،اتخاذ كافة التدابير اآليلة الى حسن سير العمل وانتظامه. 28
ويعود لهيئة التفتيش اصدار التوصيات الالزمة للبلديات إلزالة التعدي عن االمالك العامة،
وازالة المخالفات الحاصلة على االبنية عن طريق توصية وزير الداخلية والبلديات .
نلفت النظر هنا إلى أن قانون البلديات الحالي رقم 88/177قد أخرج بالمادة 135منه
اعمال السلطتين التقريرية والتنفيذية من رقابة التفتيش المركزي بإعتبارها هيئات محلية
منتخبة . 29لكن الرقابة تبقى على موظفي البلديات كسائر موظفي اإلدارات العامة.
يتمتع التفتيش بجميع الصالحيات الالزمة الالزمة إلجراء التفتيش الذي يقوم به وهو ال
30
.على المفتشين يتلقى اية تعليمات أو توجيهات في شأن سير هذا التفتيش اال من رؤسائه
-28ان شىء عام 9191واتبع رئاسة مجلس الوزراء وهو يتألف من :الهيئة الديوان -ادارة التفتيش المركزي -ادارة االبحاث
( سبق بحث صالحيتها تحت المبحث المتعلق برقابة مجلس الخدمة المدنية الفقرة الثانية نظرا لتشابه االحكام -ادارة المناقصات (
المادة االولى من المرسوم رقم 0642تاريخ 9191/99/1تنظيم التفتيش المركزي ) .
29
-مريس نخلة ,الوسيط في شرح قانون البلديات ،منشورات الحلبي ,بيروت ,سنة ,4669ص .904
30
-المادة 7من مرسوم اصول التفتيش.
30
ان ال يعطوا اي امر او توجيه ألي موظف في االدارة ،31حيث توجه الدعوات الى الموظفين
واالفراد بالطرق االدارية ويباشر المفتش استجوابهم ثم ينظم محض ار بذلك ويطلب اليه توقيعه
فإذا امتنع اشير الى ذلك في المحظر .
وللمفتشين العاميين والمفتشين لدى هيئة التفتيش المركزي ان يطلعوا على جميع المستندات
والسجالت والقيود واالوراق التي يتولون التفتيش بها ويأخذوا صو اًر عنها ،ولهم أن يطرحوا
االسئلة على الموظفين ويدعون من يرون ضرورة دعوته منهم الستماع شهادته وكل من
يعرقل عمل التفتيش يكون قد ارتكب مخالفة تأديبية.
كما يتم تفتيش بلديات عدة في مختلف المناطق حيث يجري تعداد صناديقها واالطالع على
اعمال الجباية فيها ،وتدقيق نفقاتها والتحقيق في التجاوزات الحاصلة فيها واتخاذ كافة
التدابير الالزمة بحق المخالفين.
يلزم المفتشين بالمحافظة على سرية التحقيق وال يجوز ان يطلعوا على سيرته ونتائجه اال الى
الوزراء المختصين.
اما سائر االجهزة التابعة للتفتيش المركزي فكل منها يعمل ضمن اختصاصه شامال البلديات
جميعا سواء كان التفتيش االداري الذي ينظر من النواحي االدارية او الهندسي للناحية الفنية
او الصحي للناحية الصحية ،اما التفتيش المالي فيدقق ويراقب كيفية تنفيذ القوانين واالنظمة
المالية وكيفية حفظ االموال البلدية وضبط حساباتها وسير عمل الموظفين الذين يتدخلون
بتنفيذ الموازنة وادارة اموال البلدية ومعاقبة الموظفين المخالفين واحالتهم الى المجلس التأديبي
العام 32او على القضاء وتقدير المستحقين منهم.
ينظم المفتش تقري ار تمهيديا في النقاط الهامة ويرفعه فو ار الى رئيس التفتيش المركزي بواسطة
المفتش العام بعرضه بصورة مستعجلة على هيئة التفتيش ،واذا ظهر له ان ثمة مخالفة
تشكل جرما جزائيا حق له اقتراح مالحقة الموظف المسؤول امام القضاء بدون انتظار نهاية
التفتيش على ان تراعي في هذه الحالة االصول المتعلقة بحق الدفاع.33
31
-المادة 45من مرسوم إنشاء التفتيش المركزي.
- 32المادتان 11و 12من مرسوم تنظيم التفتيش المركزي
31
وهذه احدى الوسائل التي تستعملها اجهزة الرقابة االدارية التي سنتناولها في المبحث التالي :
تنصرف وسائل الرقابة االدارية في الغالب الى اعمال الهيئات الالمركزية اكثر من انصرافها
الى االعضاء او الى تنفيذ االعمال ،كما يالحظ ان تلك الوسائل المختلفة تتفق من حيث
الهدف على ضمان احترام المشروعية والمصلحة العامة بالنسبة ألعضاء واعمال الهيئات
الالمركزية ،وان كانت الوسائل المذكورة تختلف فيما بينها من حيث االسلوب واالثار ووقت
الحصول ،كما تختلف من حيث مدى ال ّشدة وهو االمر الذي يقدره المشرع في كل دولة عند
تحديد سلطات الرقابة االدارية على الهيئات الالمركزية ،ويقسم اغلب الفقهاء القانون االداري
وسائل و طرق استعمال الرقابة االدارية الى وسائل تتعلق بأعضاء الهيئات الالمركزية،
واخرى تتعلق ببعض اعمالها هذا باإلضافة الى وسائل الرقابة على تنفيذ هذه االعمال وهذا
ما سنتكلم تباعا عنهم في المطالب التالية.
تعني الرقابة االدارية على المجلس البلدي اي على االشخاص تلك التي تمارسها السلطة
المركزية على البلدية كجهاز اداري ،وعلى االعضاء الذين يمثلونه اي بصفتهم التمثيلية
والشخصية وذلك وفقا لمقتضيات كل قضية على حده ،وهذه الرقابة تشمل نطاقات معينة
قانونيا ووسائل محددة تتناول بعض او كل االعمال الصادرة عن البلدية.
تظهر رقابة السلطة المركزية على البلديات في انها هي التي تنشئ البلدية وتلغيها ،وفق
سلطة استنسابية ،يخضع امر ممارستها لتوفر شروط معينة حددها القانون في حالة االنشاء
34
-المادة 2من قانون البلديات.
-شورى دولة رقم 910تاريخ ( ،2009/9/46الرئيس غانم والمستشاران عبدو الجميل) دعوى بلدية المروج /وزارة
الداخلية -العدل 2006عدد 4ص .445
32
ولزوال هذه الشروط في حالة االلغاء .35باإلضافة الى ان السلطة المركزية هي التي تحدد
نطاق البلدية ،فالق اررات التي تتناول تحديد النطاق البلدي أو تعديله هي ق اررات تصدر عن
وزير الداخلية او مراسيم ،حيث يمكن للسلطة تعديلها أو سحبها في اي وقت خاصة في حال
ظهور عيوب فيها دون أن يكون لألفراد حق االدعاء بحقوق مكتسبة ازاءها. 36
اما بالنسبة النتخاب اعضائها فال يجوز تعيين اعضاء المجالس البلدية من جانب االدارة
المركزية ،وذلك على اساس االستقالل الذي تتمتع به مما يوجب انتخاب االعضاء الذين
يقومون على تمثيل البلدية وادارتها .وهكذا فإن دور السلطة المركزية يتجلى في افساح
المجال للمواطنين في اختيار ممثليهم ،فتلعب هذه السلطة الدور البارز في تنظيم القوائم
االنتخابية ،وانشاء لجان القيد وتحديد مهامها ،كما تقوم بتعيين موعد اإلنتخابات وبدعوة
الهيئات الناخب ة ،وتحديد موعد الترشيح ،وتتلقى الطلبات من المرشحين وتبت فيها بالقبول أو
بالرفض ،ثم انها تجري االنتخابات وتعلن نتائجها.
تُعتبر سلطة حل المجلس البلدي التي تمارسها السلطة المركزية من اهم مظاهر الرقابة
االدارية على البلديات ،مما يستوجب عدم قيام هذه السلطة باستعمال هذا النوع من الرقابة،
اال اذا سمح لها القانون بذلك وبنصوص صريمة ويتم الحل عادة ألسباب عامة وحكمية
وذلك من اجل ضمان الحفاظ على الغرض الذي انشئت البلدية من اجله ،مما يوجب بحسب
االصل تقليل قرار الحل.
-لم ينص قانون البلديات صراحة على طريقة إلغاء البلدية ،ولكن عمالً بالقواعد العامة ،فإنه بإمكان سلطة اإلنشاء ممارسة
35
حقها بإللغاء عند زوال الشروط التي يجب توافرها إلنشاء البلدية.
-إن وزير الداخلية غير م ّخول قانونا ً بضم أو سلخ جزء من نطاق بلدية ما ،أيا ً كان وضع هذا الجزء القانوني ،وأيا كان
36
الغرض من السلخ إلجرائه من نطاق بلدية سبق تحديده أو ضمّه لنطاق بلدية أخرى ،ألن هذا األمر يستوجب صدور مرسوم به
عمالً بما يستفاد من مجمل أحكام قوانين البلدية السابقة والحالية التي اعتبرت أن عمليات تعديل النطاق البلدي ذات أبعاد تستدعي
صدورها بمرسوم ( .ش .ل .رقم 457تاريخ ،91/6/49م.ق.إ .عدد 4سنة 4697ص .)415
33
االصل هو قيام رئيس البلدية بدعوة المجلس البلدي لالجتماع مرة في الشهر على االقل،
وكلما دعت الحاجة الى ذلك ،وعلى الرئيس ان يعين دعوته مواضيع االجتماع .37ويتم ذلك
من غير تدخل من السلطة االدارية مراعاة لمبدا استقالل البلدية ،اال ان القانون قد يخول
سلطة الرقابة الحق في الطلب الى رئيس البلدية دعوة المجلس البلدي لالنعقاد بصورة
استثنائية وذلك منعاً للتراخي من قبل الرئيس في الحاالت الطارئة او العاجلة. 38
يتمتع عضو المجلس البلدي المنتخب بحصانة ضد عزله أو توقيفه عن ممارسة مهامه طيلة
مدة والية المجلس .اال ان هذه القاعدة ليست مطلقة فقد أعطى قانون البلديات لسلطة الرقابة
االدارية صالحية تتمثل في ايقاف العضو المنتخب عن ممارسة مهامه بصورة مؤقتة أو
نهائية أو اعتباره مستقيالً وذلك وفق شروط واصول يجب مراعاتها ،كفقدان اهلية العضو أو
اإلقالة ،أو لعدم حضور الجلسات ،أو حالة السفر ،أو عدم دعوته لالجتماع .
والرقابة التي تمارسها السلطة المركزية على اعمال البلديات ليست مطلقة ،انما هي مقيدة
ومحصورة في نطاق معين ال يصح ان تتجاوزه ،واال كانت محالً للطعن من قبل البلدية .
ومعنى القول بأن الرقابة االدارية على اعمال البلديات مقيدة ،هو ان االدارة المركزية
صاحبة الحق في الرقابة ،ملزمة باتخاذ موقف من القرار المعروض عليها وعندها ليس لها
اال ان تختار اما بالموافقة على العمل موضوع القرار أو رفض العمل موضوع القرار أو
37
-المادة 12من قاون البلديات
-شورى الدولة رقم 91تاريخ ( 4661/44/1الرئيس فياض والمستشاران كنعان وابو رجيلي ) دعوى مزهر /بلدية عالية – م
.ق 4667 .عدد 9ص 19
38
د .بكري القباني ،الرقابة االدارية ,مرجع سابق ,ص 412
34
ٍ
حينئذ تستطيع البلدية التمسك بالتصرف الذي صدر السكوت عن البت بالموافقة أو بالرفض،
عنها رغم اعتراض سلطة الرقابة عليه واقناعها عن اق ارره بصورة صريحة وخطية وال يكون
للبلدية سوى الطعن امام القضاء بقرار الرفض اذا قدرت انه مخالف للقانون او ينطوي على
انحراف في استعمال السلطة ،كما لها ان تعيد استصدار القرار من جديد متجنبة االسباب
الى ادت الى عدم تصديقه في المرة االولى .
كذلك يجوز لسلطة الرقابة ان تحل محل البلدية في مباشرة اختصاصاتها المقررة لها في
حاالت استثنائية حددها القانون ،وفيما عدا تلك الحاالت يكون التصرف بداءة من حق
البلدية في نطاق اختصاصاتها ،كما يحق لسلطة الرقابة أن ترجىء مؤقتا تنفيذ قرار اتخذته
تقدرها .وهكذا تظهر الرقابة على مقررات المجلس البلدي من خالل
البلدية ألسباب امنية ّ
االمور التالية :
يمكن تعريف التصديق الرقابي بأنه االجراء الذي يجوز لجهة الرقابة بمقتضى سلطاتها
االستثنائية المحددة قانوناً ،بأن عمال معنيا صاد ار عن جهة ادارية ال مركزية يمكن ان
يوضع موضع التنفيذ على اساس انه ال يخالف اية قاعدة قانونية ،وال يمس المصلحة
العامة ،وهو يعتبر المرحلة االخيرة من عملية الرقابة قبل وضع القرار موضع التنفيذ العملي.
ولهذا يخضع الم ّشرع بعض االعمال البلدية لرقابة التصديق الالحق عليها بسبب اهمية هذه
االعمال ،سواء من الناحية المالية أو العقارية أو التنظيمية أو غيرها .
فالق اررات التي تحتاج الى تصديق معددة على سبيل الحصر ال المثال ،ألن البلدية في
االصل ادارة محلية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واالداري كما نصت على
ذلك المادة االولى من قانون البلديات ،ثم ان المادة 54اعتبرت ان كل الق اررات البلدية نافذة
39
باستثناء ما اخضعه قانون البلديات للتصديق. بحد ذاتها
انطالقا مما تقدم تعتبر ق اررات المجلس البلدي نافذة بحاالت ثالث هي :
39
-إميل الحايك ،اصول المعامالت البلدية ،طبعة ثانية ,سنة ، 4661ص .15
35
-8بعد تصديقها صراحة اذا كانت خاضعة لرقابة ادارية
-3بعد اعتبارها مصدقة ضمناً عند توفر شروط المادة 13من قانون البلديات. 40
المراد بالحلول هو قيام سلطة الرقابة بمقتضى سلطاتها االستثنائية المحددة قانوناً ،مقام
البلدية لتنفيذ بعض التزاماتها القانونية ،التي لم تقم بها بقصد أو لعجز أو اهمال ،لذلك يتم
الحلول من اجل احترام المشروعية وحماية المصلحة العامة .
41
بقولها " :اذا تمنع المجلس وقد عبرت عن هذا المفهوم المادة 135من قانون البلديات
البلدي أو رئيسه القيام بعمل من االعمال التي توجبها القوانين واالنظمة ،للقائمقام ان يوجه
الى المجلس البلدي أو رئيسه ام ار خطيا بوجوب التنفيذ خالل مهلة تعين في هذا االمر
الخطي ،فاذا انقضت المهلة دون التنفيذ حق القائمقام بعد موافقة المحافظ أن يقوم بنفسه
بذلك موجب قرار معلل ،ويخضع لتصديق سلطة الرقابة االدارية عند االقتضاء ،ويعتبر
عندها صاد اًر عن الرئيس أو عن المجلس البلدي وينفذ على مسؤولية كل منهما. 42
المبدأ انه ال يجوز لسلطة الرقابة االدارية مباشرة سلطة الحلول اال اذا توافر شرطان اساسيان
أوالً :أن تكون البلدية قد رفضت القيام بالعمل الذي تلتزم به قانوناً أو ان تكون قد اهملت
القيام به ،وثانياً ان تقوم سلطة الرقابة بتوجيه أمر خطي الى البلدية بتنفيذ الت ازماتها القانونية.
وينتج عن سلطة الحلول عدم مسؤولية البلدية عن االخطاء الشخصية أو اذا اتسم قيامها
بهذه الرقابة بعدم المشروعية ،أو اذا ارتكب خطأ جسيم عند ممارسة هذه الرقابة ويبقى
للسلطة المحلية في هذا المجال الطعن في قرار سلطة الوصاية لتجاوز هذه السلطة .
تقوم فكرة االرجاء على اساس صدور قرار عن البلدية ،مع قيام سلطة الرقابة االدارية بإرجاء
تنفيذه لمدة معينة وذلك في حدود السلطات االستثنائية المعطاة لها قانوناً ،هذه السلطة
40
-شورى دولة رقم 116تاريخ 2002/2/42الرئيس قباني المستشاران نصر وبوزوين دعوى عيسى بلدية طرابلس م .ق.ا
2007عدد 45مجلد 4ص 119
41
-شورى الدولة رقم 421تاريخ 4699/7/2لرئيس سعدهللا الخوري والمستشاران فياض وااليوبي
دعوى بلدية بيروت /الدولة م .ق .إ 4664/4660عدد 7ص 206
42
-هيئة التشريع االستشارات رقم /466ر 4656/تاريخ 4690/2/2رئيس شدياق القاضي كرم الرأي األشغال العامة والنقل
وبريدي مجموعة اجتهاد بيئة التشريع واالستشارات في وزارة العدل منشورات الحقوقية صادر مجلد ص 7005
36
تساعد جهة الرقابة االدارية على تالفي االضرار التي قد تنشأ عن التنفيذ المعجل لهذه
الق اررات ،كما انه يمكن لهذه الجهة من الحصول على الوقت الالزم لبحث اجراء االلغاء عند
اللزوم .
يحق للقائمقام وللمحافظ أو لوزير الداخلية في اي وقت شاء وألسباب تتعلق باألمن أن
ُيرجىء مؤقتا تنفيذ قرار مجلس بلدي ،ويجب ان يتم ذلك بموجب ق ارر معلل يقبل الطعن
أمام مجلس شورى الدولة. 43
ونشير اخي اًر الى ان ايقاف الق اررات الالمركزية تعتبر من جانب جهة الرقابة االدارية في حد
ذاته ،إج ارءاً رقابيا مؤقتا وهو االمر الذي ال يتصور معه قيام ضرر ينشأ مباشرة عن اتخاذ
هذا االجراء ،مما يدعو الى القول بأن قرار االيقاف ال يرتب مسؤولية جهة الرقابة االدارية
بصفة عامة ،اال اذا ارتكب هذه الجهة اخطاء ،توجب في حد ذاتها مسؤوليتها وذلك بمناسبة
اصدار قرار االيقاف .44ولكن هذه الطرق و الوسائل للرقابة لها مبرراتها واسبابها فهي مقابل
مساعدة ادارية تقدمها اجهزة الرقابة وهو ما سنتناوله في الفقرة الثانية.
ال تقف مهمة الرقابة االدارية على البلديات عند مجرد الرقابة على اعضائها واعمالها ،لكنها
تمتد الى مجال تنفيذ هذه االعمال ،ذلك انه وان كانت البلديات تتمتع بسلطة التقرير الذاتية
مشمولة بالرقابة االدارية ،اال ان تنفيذ ما يصدر من ق اررات يحتاج في الغالب الى تدخل من
جانب السلطات المركزية المختصة لمعاونة البلدية على اتمام هذا التنفيذ من الناحية العملية،
وهو االمر الذي يجعل من هذا التنفيذ من الناحية العملية بالغة االهمية ،بالرغم من كونها
رقابة غير مباشرة أو رقابة خفية كما يقول البعض. 45
فأشخاص القانون العام يؤلفون وحدة ادارية متكاملة ،تحكمهم قواعد مشتركة في كثير من
المجاالت ،وهم بحاجة الى استم اررية التعامل مع بعضهم لتبادل المعلومات والخدمات
والقدرات ،وكل هذا يستدعي التعاون المتبادل .
43
-المادة 97من قانون البلديات
44
-د .بكري القباني ,الرقابة االدارية ,مرجع سابق ,ص .249
45
-د .بكري القباني ,الرقابة االدارية ,مرجع سابق ,ص 495وما يليها.
37
وهذا التعاون موجود بمظاهر مختلفة ،وتتمثل هذه المعاونة في قيام السلطة المركزية 46بإمداد
البلديات ببعض عمالها مع تزويدها احيانا ببعض االموال الالزمة ،فضال عن قيام السلطة
المركزية بمباشرة االجراءات الكفيلة بوضع بعض الق اررات البلدية موضع التنفيذ ،وهو االمر
الذي يجعل للسلطة المركزية في النهاية رقابة ادارية ،تتم بفضل ما تقدمه للبلديات من
وسائل عمل تتمثل في :االعمال واالموال االجراءات .
بالنسبة للعمال ،فإنه يوجد لدى اغلب البلديات عمال يمثلون السلطة المركزية وبخاصة داخل
االجهزة التنفيذية التابعة للبلدية كالمراقب المالي ،وهو االمر الذي يجعل للمثل السلطة
المركزية صفة االزدواجية الوظيفية وذلك لكونه عامال مركزيا وال مركزيا وفي وقت معاً. 47
أما بالنسبة ألموال التنفيذ ،فإنه من الطبيعي القول أن تنفيذ الق اررات يحتاج الى الموارد
المالية التي تمكن هذه البلديات من اجراء التنفيذ ،ولما كانت القروض المالية ،وتلقي الموارد
الضريبية ،والتبرعات االهلية واالعانات الحكومية من اهم مصادر هذه الموارد ،فإن البلديات
تلجأ الى السلطة المركزية لمعاونتها في الحصول على الموارد المذكورة وهو االمر الذي
يسمح للسلطة المركزية بمباشرة رقابتها بالنسبة لتمويل عملية تنفيذ ق اررات البلدية. 48
كما ان تنفيذ ق ار ارت البلدية قد يحتاج الى القيام بإجراءات معينة من جانب السلطة المركزية،
ومنها على سبيل المثال اجراءات نزع الملكية العقارية للمنفعة العامة لصالح البلدية ،مما
يجعل السلطة المركزية رقابة على البلديات لهذه الناحية أو اسقاط الملك البلدي العام الى
ملك بلدي خاص أو بيع امالك البلدية ....
يتبين مما تقدم ان الدولة هي التي تقدم في مجمل الحاالت ،على مد يد العون ووضع
عناصرها البشرية والمالية وسائر امكانياتها في تصرف اشخاص القانون العام ،االمر الذي
يعتبر شكال من اشكال المساعدة أو المساهمة ووسيلة الرقابة في آن. 49
46
-د .يوسف سعد هللا الخوري ،القانون اإلدراي العام ،مرجع سابق ,ص .25
47
-أبرز مثال لإلزدواجية الوظيفية هو محافظ مدينة بيروت الذي هو موظف إداري مركزي تابع للدولة ،وهو في الوقت ذاته
رئيس للسلطة التنفيذية في بلدية بيروت أي أنه بهذه الصفة موظف ال مركزي وكذلك يسري المثال على المحافظين والقائمقامين
عندما يكلفّون القيام بأعمال البلديات المنحلة.
48
99 -من قانون العقوبات
49
-د .يوسف سعد هللا الخوري ،القانون اإلداري العام ,مرجع سابق ,ص . 10
38
مما جعلنا نستنتج ان الرقابة االدارية هي رقابة ضرورية ومساعدة احيانا" ,و ان كانت
احيانا" اخرى تعيق عمل البلديات ،هذا على صعيد الرقابة االدارية فما هو الحال على
صعيد الرقابة المالية .
تعتبر اموال البلديات امواالً عامة وفق ما نصت عليه المادة الثانية من قانون المحاسبة
العمومية .50لذلك ان الرقابة المالية تختلف عن الرقابة االدارية من حيث االجهزة التي
تمارس كل منها ومن حيث طبيعة العمل والهدف الكامن وراء ٍ
كل منها .
فالطابع المالي هو الذي يحدد معالم الرقابة التي تمارسها اجهزة الرقابة المالية على البلدية
من حيث التنظيم ومجال الممارسة ،من هنا سنتناول في المباحث الثالثة دور اجهزة الرقابة
المالية على البلديات .
50
-المرسوم رقم 41696تاريخ . 4691/42/10
39
51
المطلب االول :رقابة ديوان المحاسبة
ان ديوان المحاسبة كجهاز اعلى للرقابة المالية في الدولة ،هو محكمة ادارية تتولى القضاء
المالي ،مهمته السهر على االموال العمومية واالموال المودعة في الخزينة ،وذلك بمراقبة
استعمال هذه االموال وفقاً لم نصت عليه القوانين واالنظمة المرعية االجراء ،والفصل في
صحة وقانونية معاملتها وحساباتها ومحاكمة المسؤولين عن مخالفة القوانين واالنظمة
52
.وبهذه الصفة يمارس الديوان دوره الرقابي بشكل مستقل ولكن بتعاون وثيق المتعلقة بها
مع السلطات العليا في الدولة كمجلس النواب ومجلس الوزراء. 53
لديوان المحاسبة اذا من خالل سهره على االموال العمومية وظيفتان وظيفة ادارية ووظيفة
قضائية وهذا سوف نتطرق اليه بالتفصيل تباعاً .
يمارس ديوان المحاسبة من خالل وظيفته االدارية رقابة مالية مسبقة ومؤخرة على تنفيذ
الموازنة في البلديات التي اخضعها القانون لرقابته وذلك بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء
بناء على اقتراح رئيس مجلس الوزراء.54
51
-أنشىء عام 4676ونظم بالمرسوم ااالشتراعي رقم 449تاريخ 67/9/42الذي الغى بموجب المرسوم االشتراعي رقم
92تاريخ 91/6/49ثم اعيد العمل بالمواد من 1الى 41ضمنا بموجب المرسوم االشتراعي رقم 97/7تاريخ 4697/1/21
المعدلة بموجب القانون رقم 412تاريخ 4662/1/41يرتبط ديوان المحاسبة اداريا برئيس مجلس الوزراء ومركزه بيروت .
52
-يعود لديوان المحاسبة البت في اية زيارة في االشغال االضافية اذا تجاوزت قيمتها 47بالمية من قيمة العقد االساسية ( من
قرار مجلس الوزراء رقم 47تاريخ . 2004/4/1
53
-نصت المادة 95من الدستور اللبناني على ان حسابات االدارة المالية النهائية لكل سنة يجب أن تعرض على المجلس (
المجلس النيابي ) ليوافق عليها قبل نشر موازنة السنة الثانية التي تلي تلك السنة وسيوضح قانون خاص لتشكيل ديوان المحاسبة
.
-تخضع 11بلدية حاليا لهذه الرقابة وقد صدرت عدة مراسيم تخضع بعض البلديات واتحاد البلديات لرقابة ديوان المحاسبة 54
وهي :
-المرسوم رقم 1218تاريخ 28/11/11اخضاع اتحاد البلديات الفيحاء ألحكام قانون المحاسبة العمومية وسلطة مراقب عام
ورقابة ديوان المحاسبة .
-المرسوم رقم 1121تاريخ 1221/1/12اخضاع بعض اتحاد البلديات لسلطة مراقب عام ولرقابة ديوان المحاسبة وألحكام
قانون المحاسبة العمومية .
-المرسوم رقم 1812تاريخ 1221/1/1اخضاع بعض البلديات ألحكام قانون المحاسبة العمومية ولرقابة ديوان المحاسبة
والرقابة المالية .
40
55
النبذة االولى :رقابة الديوان المسبقة
الغاية من رقابة الديوان االدارية المسبقة هي التثبت من صحة المعامالت وانطباقها على
الموازنة واحكام القوانين واالنظمة ،وتتمثل برقابة على تنفيذ الموازنة والتقارير التي ينظمها
عن نتائج هذه الرقابة ،وبإبداء الرأي في االمور المالية .فالمعامالت الخاضعة للرقابة
السابقة هي ،في ما خص الواردات ،معامالت تلزيم االيرادات وبيع العقارات عندما تفوق
قيمة الواحدة خمسة ماليين ليرة لبنانية وهي أيضاً في ما خص النفقات :
صفقات اللوازم واالشغال والخدمات واالتفاقات الرضائية بما فيها عقود االيجار ومعامالت
شراء العقارات ومعامالت المنح والمساعدات والمساهمات وتخضع للرقابة االدارية المسبقة
المصالحات على دعاوي أو خالفات اذا كان موضوع النزاع يفوق خمسة عشر مليون ليرة
لبنانية. 56
كي تصبح المعاملة منطبقة على الموازنة واحكام القوانين واالنظمة فإنه يدرس المعامالت،
ويتخذ بشأنها احدى التدابير التالية :
-1الموافقة عليها اذا وجدها منطبقة على الموازنة واحكام القانون .
-8الطلب من الجهة المعنية ايفاد مندوب عنها الستيضاحه عما يشوب المعاملة من
اخطاء أو نواقص في حال وجودها ،ويوضح له كيفية تصحيح المعاملة واستكمال مستنداتها.
وعندما يتم تقديم االيضاحات والمستندات المطلوبة يقوم الديوان بدراستها مجدداً ويتخذ بشأنها
القرار المناسب وهذا القرار قد يكون :
55
-ارتفعت االصوات مؤخرا تطالب بإلغاء الرقابة المسبقة لديوان المحاسبة ولمراقب عقد النفقات كما حصل في مجلس
الوزراء المنعقدة بتاريخ 2000/42/41حيث وافق على مشروع تعديل بعض احكام قانون المحاسبة العمومية لهذه الجهة بقراره
رقم 11كما حصل على اقتراع قانون البلديات الجديد المحال من وزارة الداخلية والبلديات على مجلس الوزراء ثم على المجلس
النيابي ( المادة 99منه ) وذلك تحت ذرائع وحجج واهية ال يسلم منها حجة أو ذريعة حتى وضعت على طاولة التشريح هذا
وان من الملفت للنظر هو ان رقابة ديوان المحاسبة ورقابة مراقب عقد النفقات لم تلغ وانما استبدلت بنظام رقابة اخرى في
الوقت الذي لم يقل فيه احد بعدم ضرورة وجدوى المسبقة .
56
-المادة 19من المرسوم 91/92تنظيم ديوان المحاسبة
41
-الموافقة الكاملة أو الجزئية أو المشروطة أو المقرونة بتوصيات مع االحتفاظ بحق ابداء
المالحظات في نطاق الرقابة المؤخرة. 57
يتخذ الديوان ق ارره في المعاملة خالل عشرة ايام من تاريخ ايداعها ويعطي الديوان خمسة ايام
اضافية اذا دعت الحاجة الى طلب مستندات ،واذا لم يتخذ الديوان ق ارره ضمن هذه المهل
حق لإل دارة أن تسترد المعاملة وتصرف النظر عن رأيه .ولكن لوحظ عدم تقيد الديوان
بالمهلة المحددة وبدال" من االيام تتأخر بعض المعامالت الى أسابيع ،وتجدر االشارة الى ان
مدة الثالثين يوما المحددة العتبار القرار مصدقا عليه ضمنا اذا لم تتخذ سلطة الرقابة
االدارية المختصة قرارها بشأنه ،تسري من تاريخ ابالغ قرار الديوان بالموافقة الى سلطة
الرقابة االدارية. 59
يمكن اعادة النظر في ق اررات الديوان ضمن نطاق رقابته االدارية المسبقة بناء على طلب
من رئيسه أو من النيابة العامة لديه أو من االدارة المختصة ،واذا جاء قرار الديوان بالموافقة
فيما خص الواردات مخالفاً رأي البلدية أو فيما خص النفقات مخالفاً رأي مراقب عقد النفقات
بقرر الديوان اال اذا وافق وزير الداخلية والبلديات فيما خص
فعلى هذه المراجع التقيد ا
الواردات أو وزير المالية فيما خص النفقات على عرض المعاملة على مجلس الوزراء .
واذا جاء رأي الديوان مخالفا المشروع المعروض ،كان للبلدية أن تعرض الخالف على
مجلس الوزراء .يبت مجلس المعامالت التي تعرض عليه بق اررات معللة بعد االستماع الى
رئيس الديوان ،وعند مخالفته رأي وزير المالية أو قرار يقوم ق ارره مقام تأشيرة الديوان أو
تأشيرة مراقب عقد النفقات .
57
-عرفت المادة 94من قانون الموجبات والعقود والشرط بأنه "عارض مستقبل غير مؤكد يتعلق عليه تولد الموجب أو
سقوطه ويكون له مفعول رجعي اال اذا تحصل العكس من مشيئة الفرقين أو من ماهية الموجب " .فالشرط اذا هو اجراء
تقتضيه االحكام القانونية ويتوجب على البلدية استكماله لتصبح المعاملة منطبقة على القانون وان عدم التقيدية يجعل موافقة
الديوان بحكم الملغاة كما ان وضع المعاملة موضع التنفيذ دون التقيد بالشروط التي يتضمنها القرار يشكل مخالفة تستوجب
مالحقة المسؤول عنها عمالً بأحكام المادة 90من قانون تنظيم الديوان .
58
-المادة 10من قانون تنظيم ديوان المحاسبة
38 - 59من قانون البلديات
شورى دولة رقم 882تاريخ 1111/1/11الرئيس قباني والمستشاران نصر وبو زين دعوى عيسى /البلدية طرابلس-م .ق إ
1111عدد 11مجلد 1ص 883
42
النبذة الثانية :رقابة الديوان المؤخرة .
يمارس ديوان المحاسبة رقابته المالية بصورة مؤخرة عن طريق تقدير المعامالت المالية
ونتائجها العامة من حيث عقدها الى حين االنتهاء من تنفيذها وقيدها في الحساب ،وتبرز
الرقابة المؤخرة في التقرير السنوي الذي يبين فيه نتائج رقابته ،وفي التقارير الخاصة التي
يضعها في مواضيع معينة ويبلغ نسخاً عن التقرير الى البلدية المختصة الخاضعة له لتقديم
اجوبتها خالل مهلة شهر .على ما ورد فيه من مواضيع تتعلق بها. 60
وتهدف الرقابة المؤخرة بوجه عام الى تقييم النشاط المالي للبلدية الخاضعة للديوان ،كما
تشكل بطبيعتها وجها من وجوه الرقابة على االداء وتتناول الرقابة االدارية المؤخرة على
الحسابات :
-1حسابات المال المعطى للمؤسسات والجمعيات وسائر الهيئات والشركات التي للبلديات
أو المؤسسات العامة التابعة لها عالقة مالية عن طريق المساهمة أو المساعدة أو التسليف،
كلما تجاوزت قيمة العملية منها مبلغ خمسة وعشرون مليون ليرة خالل السنة المالية .
فإذا تحقق الديوان من ان اعطاء المساهمة وانفاقها قد جرياً وفقاً لألصول اصدر تقري اًر
خاصاً ضمنه موافقته ،وفي حال تبين للديوان بنتيجة رقابته وجود مالحظات ،يلفت نظر
االدارة اليها ويقرن موافقته على ابراء الذمة بالتوصيات الالزمة بشأن هذه المالحظات .أما
اذا تبين له ان جزء من النفقات يخرج عن الغاية المحددة له السيما فيما يتعلق بشراء
القيم عن هذا الجزء من االصول الثابتة ،فإنه يقضي بعدم الموافقة على ابراء ذمة
المساهمة. 61
-8البيانات الفصلية والسنوية التي ترد الى ديوان المحاسبة من البلدية مباشرة ،فهذه
البيانات ترسلها ،بالنسبة الى الواردات ،كل المراجع المختصة بإبرام جداول التكليف واصدار
أوامر القبض أو اوامر التحصيل ،وهي تتضمن المبالغ المحققة والمبالغ الملغاة أو المنزلة
خالل الفصل أو السنة المختصة .وترفق نسخ مصدقة عنها فيقارن الديوان بين االرقام
الواردة في البيانات االجمالية وبين تلك الواردة في هذه النسخ ،وال يتولى الديوان في هذه
المرحلة التدقيق في صحة التحقق .
60
-المادة 17وما يليها من تنظيم الديوان وحبيش ص . 422
61
-تقرير ديوان المحاسبة عن عامي 4666و 2000ج عدد .72تاريخ 2004/40/21ص .1591
43
أما بالنسبة الى النفقات فهذه البيانات الفصلية السنوية يرسلها المحاسبون االداريون ،ويتولى
الديوان مقارنة االعتمادات االساسية الواردة في البيانات مع تلك المفتوحة في الموازنة وال
يتولى الديوان في هذه المرحلة التدقيق في صحة العقد والتصفية والصرف .
نشير الى ان ديوان المحاسبة في رقابته على الحسابات ،سواء القضائية و االدارية ،ينطلق
من بيانات يفترض ان ترسلها اليه البلديات الخاضعة لرقابته ،كما له ان يقرر اجراء التدقيق
المحلي اذا رأى ذلك ضرورياً .
62
وللبلديات الخاضعة لرقابة ديوان المحاسبة أن تطلب رأي الديوان في المواضيع المالية
.لتفسير النصوص المالية التي تثير مصاعب معينة اثناء التطبيق الذي قد ال يحيط المشترع
بكافة جوانبه ويكون لهذا الرأي الصفة االستشارية ،اذ ان البلدية غير ملزمة بطلب الرأي،
وغير ملزمة بنتيجته ،وال يقبل الطعن لدى مجلس شورى الدولة ألنه غير ملزم وغير نافذ.63
ولكن في الواقع فإننا لم نجد فعالية لهذه الرقابة الحالية على عمل البلديات ,و لم نجد اي
طلب لرأي استشاري من قبل بلدية حارة حريك لديوان المحاسبة .
إن ديوان المحاسبة يمارس من خالل وظيفته القضائية ،الرقابة على الحسابات والتي تعتبر
احدى المهام االساسية ،باإلضافة الى توليه الرقابة على اعمال الموظفين وعلى نصوص
تعيينهم ومحاكمة المسؤولين عن مخالفة القوانين واالنظمة وفقاً للقواعد القانونية المرعية
االجراء .
وألن الديوان مهمته األساسية هي السهر على األموال العمومية واألموال المودعة في الخزينة
وفقا" للمادة األولى من المرسوم اإلشتراعي رقم 78تاريخ 11أيلول سنة 1573فقد ارتأينا
دراسة دوره الرقابي ضمن إطار الرقابة المالية بالرغم من إعتباره محكمة إدارية تتولى
القضاء المالي .
62
-المادة 95من قانون تنظيم الديوان
63
-ش.ل .في 44حزيران ، 4669غانم المجموعة االدارية سنة 4669ص .491
44
النبذة االولى :الرقابة على الحسابات
تشكل الرقابة على الحسابات احدى المهام االساسية لديوان المحاسبة باالستناد الى قانون
تنظيمه الذي اناط به ،كمحكمة ادارية تتولى القضاء المالي ،مراقبة استعمال االموال
العمومية واالموال المودعة في الخزينة والفصل في صحة وقانونية معامالتها وحساباتها .
وقد حددت المادة 51من قانون تنظيم الديوان الغاية من الرقابة على الحسابات ،وهي البت
في صحة المحتسبين ،واي شخص يتدخل في قبض االموال العمومية واالموال المودعة في
الخزينة أو في دفعها دون أن تكون له الصفة القانونية .
كما حددت المادة 58نطاق الرقابة على الحسابات فيما يتعلق بواردات الموازنة ونفقاتها
ومقبوضاتها ومدفوعاتها والمواد من حين استالمها الى حفظها وتسليمها وصحة تنظيم بيانات
الجردة المتعلقة بها ،بحث تشمل الرقابة صحة المستندات التي تم التحصيل أو الدفع
بموجبها ،وانطباق المعاملة على القوانين واالنظمة المرعية االجراء .
وقد ترك القانون لفريق التدقيق اختيار االجراءات العملية للقيام بالرقابة على الحسابات في
حدود الغاية والنطاق المحددين في المادتين المذكورتين .
والصالحية القضائية التي يمارسها ديوان المحاسبة هي صالحية استثنائية خاصة يجب
تطبيقها حص ار على ما شرعت له وفقا لما نص عليه القانون ،وال يجوز تطبيقها على سبيل
القياس. 64
ان ديوان المحاسبة هيئة قضائية ادارية ,مهمتها السهر على ادارة االموال العمومية ,و ذلك
بمراقبة استعمالها بالفصل في صحة حساباتها وقانونية معامالتها ,وبمحاكمة الموظفين عن
مخالفة القوانين واالنظمة المتعلقة بها .
- 64ش.ل رقم 111تاريخ 1228/11/12م .ق إ عدد 1سنة 1221ص ، 883رقم 81تاريخ 1222/11/11م .ق إ
عدد 3سنة 28/21ص 21
45
أوال :فئة الموظفين الخاضعين لرقابة الديوان
حددت المادة 55من قانون تنظيم ديوان المحاسبة نطاق الرقابة القضائية على الموظفين،
فنصت على انها تشمل اعمال كل من يقوم بإدارة استعمال االموال العمومية واالموال
المودعة في الخزينة ،وكل من يقوم بعمليات القبض والدفع لحساب الخزينة أو لصالحها أو
يمسك حساباتها ،وكل من يتدخل فيها دون أن تكون له الصفة القانونية أو يساهم في هذه
االعمال والعمليات ويعتبر في حكم الموظف لتطبيق احكام هذه الرقابة ،كل شخص عهد
اليه تولي ادارة االموال العمومية سواء اكان ذلك بالتعيين أو باالنتخاب أو بالتعاقد. 65
فالموظفون المعنيون هم الذين يوليهم القانون من جهة تصريف الشؤون المتعلقة باألموال
وجه العموم وهذه الفئة من االموال العمومية تتألف من التي تُجبى وتصرف على
المعامالت الخاصة بواردات الموازنة ونفقاتها ،وبمقتضيات الخزينة وكل ما يتعلق بالحسابات
العائدة لهذه المعامالت وانطباقها على القانون ،ومن جهة ثانية تصريف الشؤون المتعلقة
باألموال المخصصة الستعمال العموم اذا كانت منقولة او غير منقولة ،وهذه الفئة تختص
بالمواد وباألمالك العامة .ويعتبر من ادارة االموال العمومية ويخضع لرقابة الديوان كل عمل
يدخل في احدى الفئات المذكورة اعاله ،وايضا كل من يعقد نفقة أو يصرفها او يدفعها أو
يقبضها دون مسوغ شرعي اذ تعتبر ككسب واقعي وبصورة عامة وبصورة عامة كل من له
عالقة بصرف أو بقبض االموال العمومية أو دفعها أو انفاقها وكل موظف يقوم باألعمال
المذكورة اعاله ولو كان موظفا اداريا صرفا يخضع بعمله للرقابة القضائية لديوان
المحاسبة.66
اذ ان ما يرتكبه هؤالء من مخالفات مهما كان تأثيرها على هذه االموال ال تقع تحت طائلة
الرقابة القضائية التي يخضع لها الذين يتولون ادارة االموال المذكورة وانما تخضع للمالحقة
االدارية والتأديبية والقضائية العادية بحسب نوعها ووصفها.67
65
-ان انتساب بلدية بيروت الى منظمة المدن العربية ومن شأنه أن يرتب دينا نتيجة لالشتركات التي ستتحقق في وقت الحق
ويقتضي عرضه على تأشيرة مراقب عقد النفقات وديوان المحاسبة دون المعامالت التنفيذية الالحقة له كدفع االشتراك وبما انه
يترتب عقدا للنفقة حسب مفهوم المادة 77من قانون المحاسبة العمومية وبالتالي يقتضي الكف عن المالحقة النتفاء المخالفة (
ديوان المحاسبة ،قرار رقم / 499ر.ق نهائي تاريخ 2004/9/49موظفين ج.ر .عدد 9تاريخ 2001/4/27ص 171
- 66ش.ل رقم 122تاريخ ، 1232/1/18م .ق إ عدد 11سنة 21ص 121 ، 388ورقم 88و 81تاريخ
1222/11/11م .ق إ عدد 3سنة 28/21ص 21 ، 21ورقم 1تاريخ 1221/1/11م .ق إ عدد 3سنة 28/21ص 112
67
-ش.ل رقم 200تاريخ - 91/40/49م .ق إ عدد 4سنة 97ص 119
46
ويمارس ديوان المحاسبة ايضا بمقتضى المادة ٦٨من قانون تنظيمية رقابة قضائية على
نصوص
تعيين الموظفين او المستخدمين لدى البلديات الخاضعة للرقابة.
يعتمد الديوان حسب قانون تنظيمه ،في اطار ممارسة الرقابة القضائية طريقة القرار
المزدوج الذي يتم على مرحلتين:
-المرحلة االولى :اصدار ق اررات مؤقتة ،يتخذها في حال وجود مآخذ على الحساب
موضوع التدقيق ،ويبلغ القرار المؤقت المتضمن المآخذ السنوية للحساب على المحتسب والى
رئيسه المباشر ،ويعطى مهلة ال تقل عن ثالثين يوما من تاريخ ابالغه القرار لتبرير هذه
المآخذ المنسوبة الى حسابه.68
المرحلة الثانية :اصدار ق اررات نهائية ،فبعد ورود دفاع الموظف المعني او انقضاء المهلة
المحددة له لبيان رده على المآخذ الواردة في القرار المؤقت ،يتخذ الديوان ق ار اًر نهائياً بشأن
الحساب نتيجة إل عادة درسه في ضوء الرد المقدم او في الحالة المعروضة عند تقديم الرد
كما يتخذ الديوان ق ار اًر نهائيا بشأن المحاسب بإبراء ذمة المحتسب اذا تبين له براءته. 69
وق اررات ديوان المحاسبة النهائية ،تصدر بالدرجة االخيرة عن سلطة ذات صفة قضائية،
ونقضها يرتب على الديوان ان يتقيد بقرار مجلس شورى الدولة ،وهذه الق اررات تعامل معاملة
االحكام القضائية وليس معاملة الق اررات االدارية ،كون القرار النهائي حاز حجية االمر
المقضي.
ترتكز المخالفات المالية ،او النظر فيها ،على مقياس مادي اي على ارتكاب الفعل المادي
المالي من قبل الموظف بعقد ذمته او بتصنيفها أو يعرفها او يدفعها او بقبضها دون مسوغ
68
-المادة 54من قانون تنظيم الديوان ،يستفاد من نص الفقرة الثانية من المادة 99من المرسوم رقم 76/449المتعلق بديوان
المحاسبة ان المشترع حدد الحد االدنى لمهلة تقديم الدفاع وترك للديوان بناء لسلطته االستنسابية حق تحديد هذه المهلة وفق
مقتضيات كل قضية تأمينا لحق الدفاع بما يزيد عن الحد االدنى المذكور واعتبر مهلة الثالثين يوما من االنتظام العام يؤدي
اغفالها من قبل الديوان الى نقص قراراته المحددة في القرار المؤقت أن يتذرع بأنه لم يعط المهلة الكافية لتأمين حق الدفاع
ش.ل .رقم 4تاريخ 4660/4/44م .ق .إ عدد 9سنة 4661/4662ص . 407
69
-لمزيد من المعلومات حول القرار النهائي للديوان يراجع :علي مرجه ايوب -النظام التأديبي العام ،ضمانات حقوق
وتدابير رادعة ،المنشورات الحقوقية صادرة ،طبعة اولى سنة 2004ص 175وما يليها.
47
شرعي ،ودون اي اعتبار للنية المرافقة له ،غير ان ذلك ال يمنع الديوان من التحقق من تلك
النية عند فرض العقوبات.70
وقد حددت المادتان ٨٦و ٨٦من قانون تنظيم الديوان ،المخالفات التي يمكن ان يرتكبها
الموظفون وتعرضهم للمالحقة امام الديوان والغرامات التي يمكن ان يحكم بها ،اضافة الى
االلتزامات المدنية والعقوبات الجزائية والمسلكية التي يمكن ان تقضي بها المراجع المختصة.
وتختلف المالحقة التأديبية بحق الموظف الذي اخل بواجباته الوظيفية عن المالحقة أمام
ديوان المحاسبة ،فقد نص القانون طرحه على انه المالحقة التأديبية يمكن احالة المخالف
امام ديوان المحاسبة لتغريمه مالياً.
بعد تنامي وانتشار ظاهرة الفساد المالي الذي ادى الى تبديد ونهب االموال العمومية ،كان ال
بد من وضع اجهزة متخصصة في الرقابة المالية ،ومن ابرز هذه االجهزة المراقب العام،
وهذا ما سنتطرق اليه في هذا المبحث من خالل التعريف بالمراقب العام والسلطة التي
يملكها والنتائج التي تترتب على األعمال التي يقوم بها.
71
الفقرة األولى :التعريف بالم راقب المالي العام
72
يعين بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء المراقب العام هو موظف من موظفي مالكات الدولة
73
ويمكن في حال عدم توفر بناء على اقتراح وزير الداخلية ،وتنتهي خدماته بالطريقة ذاتها،
العدد الالزم من المراقبين العاميين الذين تتوفر فيهم الشروط المحددة في المادة 51من
70
-ش .م .رقم 2تاريخ ،60 /4/44م .ق .إ .عدد 9سنة 61/62ص .406إن مهلة تميز قرارات ديوان المحاسبة هي
شهران من تاريخ تبلغها ،وبالتالي تر ّد المراجعة بعد إنصرام هذه المهلة القانونية ( .ش.ل .رقم 11تاريخ 6/42/4م .ق إ عدد
9سنة 61/62ص .)64
71
-الغيت وظيفة المراقب العام وستبدل بالـ auditالمنصوص عنه في المادة 99من مشروع قانون البلديات الجديد مهمته
ضبط العمل المحاسبي وتدقيق محاسبة البلديات التي يفوق قطع حسابها السنوي على مئة مليون ليرة لبنانية وذلك الفتقاد بعض
البلديات الى اشخاص مختصين في هذا المجال.
72
-هو موظف من الفئة الثالثة -تابع لوزارة الداخلية والبلديات .
- 73اخضعت االعمال المالية في العديد من البلديات واتحاد البلديات لسلطة مراقب مالي وذلك بموجب مراسيم كانت تصدر
تباعا لهذه الغاية وهي :
-المرسوم رقم 8111تاريخ 1221/1/8إلخضاع االعمال المالية في بعض اتحادات البلديات الى سلطة مراقب مالي يسمى
المراقب العام .
-المرسوم رقم 311تاريخ 1228/1/12اخضاع بعض البلديات لسلطة مراقب مالي .
-المرسوم رقم 1812تاريخ 1221/1/1اخضاع بعض البلديات ألحكام قانون المحاسبة العمومية ولرقابة ديوان المحاسبة
والرقابة المالية .
48
قانون البلديات ،التعاقد وفقاً لألصول المرعية االجراء مع اشخاص من خارج المالك من
74
حملة االجازة في الحقوق او العلوم السياسية او ادارة االعمال او ما يعادل كالً منها.
يرتبط المراقب العام اداريا بو ازرة الداخلية طيلة مدة قيامه بهذه الوظيفة ،ويمكن ان تتناول
سلطة اكثر من بلدية او اتحاد .75وقد الحق المراقبون العاديون وفق التنظيم الجديد لو ازرة
الداخلية بمصلحة شؤون المحافظات والمجالس المحلية ،وهم يتولون مهام الرقابة على
االعمال المالية في بلدية بيروت وسائر البلديات واتحادات البلديات التي تحدد بمرسوم يتخذ
في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الداخلية ،ويدققون في تلك االعمال لجهة مدى
انطالقها على القوانين واالنظمة ،ويمارسون بصورة خاصة الرقابة على المعامالت المالية
وك يفية جباية وانفاق االموال البلدية يجري توزيعهم بقرار من وزير الداخلية والبلديات ،ويؤمن
رئيس المصلحة االشراف على اعمالهم والتنسيق فيما بينهم يعاونه جهاز المراقبة الملحق به
76
. لهذه الغاية
وفيما خال الصالحيات والتعويضات المقررة للمراقب العام ،ال يجوز اناطته في البلدية او
االتحاد بأية مهمة وال تكليفه القيام بأي عمل وال تقاضي أي تعويض او مكافأة ،اال انه
يستفيد من المنافع والخدمات التي تعطى للموظفين في مالكه االصلي اي كان نوعها ،وتدفع
له باإلضافة الى رواتبه ومخصصاته من موازنة البلدية او االتحاد ،ويوزع الراتب الشهري
االساسي للمراقب العام بالتساوي على البلديات واتحاد البلديات التي يمارس الرقابة المالية
على أعمالها. 77
وهذا االمر يخالف مبدأ جواز تقاضي الموظف الذي يتولى المراقبة اي تعويض من الجهاز
الذي يتولى مراقبته ،االمر الذي ينعكس سلبا على اعمال المراقبين وعلى االموال العامة .
وبالرغم من ذلك تدارك المشترع امر التعويضات والمكافآت ،والقيام بأعمال خارج مهام
المراقب العام وذلك منعا للتجاوز .ويالحظ المدقق في هذه القضايا ان للمراقب العام اهمية
كبرى في الدوائر التي يشرف على نفقاتها ،ولو كان االمر مطلقاً من هذه القيود ألصبح
التجاوز قريب المنال ،اذ كيف تضبط اعمال المراقب وهو يوافق على تعويضات ومكافآت
74
-المادة 26من المرسوم رقم 1092تاريخ 41تشرين االول 2000تنظيم وزارة الداخلية ( ج.ر .عدد 70ص . ) 121
75
-المادة 67من قانون البلديات والمادة 407من المرسوم ( 92/7767تحديد اصول المحاسبة في البلديات واتحاد البلديات
غير الخاضعة لقانون المحاسبة العمومية ) .
76
-المادة 26من تنظيم وزارة الداخلية
-77
-المادة الثانية من المرسوم رقم 4451تاريخ ( .4666/6/2تسوية أوضاع المراقبين العامين في البلديات وتجديد تعينهم .
معّدل بالمرسوم رقم 2179تاريخ .2000/2/41
49
لآلخرين أو اعمال اضافية ويحرم نفسه منها ؟ لذلك فقد جاء النص حكيما ومن حيث المبدأ
توقفت ازاءه االطماع.
أُخضعت لسلطة المراقب العام البلديات التي سبق وأخضعت ألحكام قانون المحاسبة
العمومية أو لرقابة ديوان المحاسبة .والبلديات التي زادت واردتها الفعلية على المليون ليرة
لبنانية بموجب الحساب القطعي ،وذلك اعتبا ار من اول السنة التالية للسنة التي أمر فيها
الحساب القطعي الذي اظهر زيادة الواردات الفعلية على المليون ليرة ،على ان تعين هذه
ويعين المراقب العام لبلدية واحدة أو اكثر ،ويرتبط
البلديات بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراءّ .
ادارياً بوزارة الداخلية. 78
وعملية فإن مهمة المراقب العام ،وهو مراقب عقد النفقات ،تتجلى في رقابته على البلديات
واتحاد البلديات باألمور األتية:
ارت
- 1ابداء الرأي في مختلف االعمال المالية ،عندما يطلب منه ذلك ،كمشاريع القر ا
واالتفاقيات المختلفة ،ال سيما في مشروع الموازنة ،وفي مشاريع االعتمادات االضافية التي
يتوجب عرضها عليه بعد اعدادها وقبل اقرارها من المراجع المختصة ،وغيرها من المعامالت
التي لها نتائج مالية على الموازنة ،بحيث يتوجب على رئيس السلطة التنفيذية في البلدية أن
يحول مشروع الموازنة او مشروع فتح االعتماد على المراقب العام ليبدي رأيه فيه مقرونا
بمطالعته ،قبل احالته على المجلس البلدي .اال ان رأي المراقب في هذه الحاالت ليس له اي
79
صفة الزامية ،بل هو مجرد بيان توضيحي.
- 8ممارسة رقابته على الواردات ،بحيث يبدي رايه في التعديالت التي تط أر على عمليات
طرح الرسوم البلدية ،وفي صحة اجراء المعامالت التكليف واالعتراض عليها ،وفي صحة
التحصيل وفي توريد المبالغ المحصلة وفقا للقوانين النافذة.80
-المادة 407من المرسوم رقم . 92/7767يالحظ ان هذه المادة جاءت تكراراً للمادة 67من قانون البلديات مع دخولها في
78
تفاصيل مالية أدق – .قوانين لبنان مجلد 5ص ،5205المنشورات الحقوقية صادر.
79
-موريس نخلة ,الوسيط في شرح قانون البلديات ,موجع سابق ,ص . 991
80استنادا الى المادة 111من المرسوم رقم 21/1121والمادة 3من قانون البناء يكون النظر في رخص االسكان داخال ضمن
اختصاص المراقب البلدي العا م ألن هذه الرخص تدخل ضمن االعمال المالية من حيث المبدأ وألنها تشكل ابرء ورد النص
50
- 3االطالع على كافة الوثائق والسجالت التي تستلزم مهامه ضرورة االطالع عليها
دونما حاجة الى موافقة مسبقة من احد.
-4مراقبة حسن سير العمل فيما خص تنفيذ الموازنة وادارة اموال البلدية ،ويرفع الى و ازرة
الداخلية االقتراحات التي من شأنها تحسين سير العمل ،وعلى المراقب العام ان يشارك في
التحقيقات التي تترتب عليها نتائج مالية.
-5مسك محاسبة ادارية لضبط حسابات الموازنة ،هي محاسبة النفقات المعقودة وارصدة
واعتمادات الموازنة ،فكل معاملة تؤول الى عقد نفقة ،يجب ان تقترن فيها توقيعها ،بتأشير
المراقب العام او مخالفة القواعد المتعلقة بادارة االموال العمومية او ارتكاب خطأ او تقصير
أو اهمال من شأنه ايقاع ضرر مادي باالموال العمومية او باالموال المودعة في الخزينة.81
-1الرقابة على قطع حساب الموازنة ،بحيث يتولى تدقيق حساب موازنة البلدية لجهة
اقترانه بموافقة المجلس البلدي وتوقيعه على المرجع المختص في البلدية كما يراقب صحة
الحسابات رقمياً وحسابياً ومطابقتها للقيود ،وصحة حسابات الواردات والنفقات ومطابقتها
للقيود الخاصة بها.
-8التأشير على معامالت عقود النفقات لجهة توفر االعتمادات وصحة التنسيب
وتخصيص االعتمادات لنوع النفقة ذاتها ،وانطباق المعاملة على القوانين واالنظمة ،ويرفض
التأشير في الحاالت المعاكسة.
فالمراقب العام في البلدية يراقب قانونية المعاملة وفقا ألحكام المادة 15من قانون المحاسبة
العمومية .أما استنساب النفقة وتقدير مالءمتها ،وان كان من صالحية المرجع النفقة الصالح
لعقدها ،فإن هذه السلطة االستنسابية تصبح خاضعة للرقابة عندما تخرق السلطة القاعدة
القانونية وتتجاوز صالحيتها ،كما يحصل ذلك عند تفسير القانون بطريقة غير صحيحة.
صريحا على رقابته من كافة النواحي تكليفا وتحصيال وتوريدا ( ديوان المحاسبة ،الرأي رقم 1تاريخ ، 1111/1/11طالب
الرأي :بلدية بيت مري ،ج.ر .عدد 3تاريخ . 1118/1/11ص . )838
81
-المادة 90من قانون تنظيم المحاسبة
51
وان عقد نفقات ال تترتب على البلدية يعتبر تجاو از لصالحية السلطة التي تتمتع بالمالءمة،
وهو يقع بالتالي تحت الرقابة. 82
عقد نفقة خالفاً لألصول أو عقد نفقة دون الحصول على تأشير مراقب عقد النفقات ،أو
اهمال عرض المعامالت على رقابة ديوان المحاسبة المسبقة ،أو وضع معاملة موضع
التنفيذ لم تعرض على هذه الرقابة .
الفقرة الثالثة :النتائج المترتبة على االعمال التي يقوم بها المراقب العام :
يرفع المراقب العام تقري اًر الى المدعي العام لدى ديوان المحاسبة بشأن كل مخالفة مالية تقع
من قانون تنظيم ديوان المحاسبة مرفقا بالمستندات تحت طائلة المادتين 11أو 11
الثبوتية ،واال اعتبر مسؤوالً عن التنفيذ ويبلغ نسخة عن هذا التقرير الى كل من و ازرة
الداخلية والمجلس البلدي المختص.83
يضع المراقب العام ،نتائج هذه الرقابة تقارير دورية كل ثالثة اشهر عن نتائج رقابته على
كل بلدية يراقبها ،يرفعها الى و ازرة الداخلية ويبلغ نسخة عنها الى البلدية المختصة .كما
يضع تقري اًر سنوياً يتضمن مالحظاته التي يستخلصها من رقابته على اعمال الدورة المالية
المنتهية بيرفق بالحساب القطعي اثناء دراسته والتدقيق فيه .يتبين مما تقدم ان دور المراقب
العام في البلديات يماثل أو يوازي لناحية النفقات دور مراقب عقد النفقات في االدارات
العامة.
82
-دوان المحاسبة ،قرار رقم /42ر .ف نهائي ،تاريخ ( . 2000/4/42التقرير السنويلديوان المحاسبة عن اعمال الديوان
عن عامي 4666و ،2000ج.ر .عدد 72ص . )1901
83
-المادة 440من المرسوم رقم 94/7767
52
اال انه بالرغم من اهمية هذا الدور المناط به تبين ان جهاز المراقبين العاملين لدى البلديات
يعاني من نقص كبير ،فعددهم ال يتجاوز الثمانية ،84في حين أن عدد البلديات الخاضعة
لسلطة مراقب عام يبلغ حوالي خمسة وسبعون بلدية وثمانية اتحادات بلديات ،وقد نتج عن
ذلك أن المراقب العام الواحد يتولى الرقابة احياناً على اكثر من عشر بلديات دفعة واحدة،
مما يحمل على التساؤل عن امكانية قيام هؤالء المراقبين بالرقابة الجدية والفاعلة ،وهو االمر
شبه المستحيل .اضافة الى ذلك فإن هؤالء ،كما قدمنا يتقاضون رواتبهم أو االتحادات التي
يمارسون رقابتهم عليها مما يخالف مبدأ عدم جواز تقاضي الموظف الذي يتولى المراقبة اي
تعويض من الجهاز الذي يتولى مراقبته ،كما يؤثر على االستقاللية في ممارسة رقابتهم،
ولهذا فإن الوضع الحالي للمراقبين العامين لدى البلديات يجعل الرقابة المالية التي يمارسونها
توخاها المشترع اصالً من فرضها.
غير فعالة في معظم االحيان ،وال يحقق الغاية التي ّ
ولهذا فقد قام ديوان المحاسبة ،بوضع اقتراح لمشروع قانون يتضمن اصول محاسبة واحدة
لكافة البلديات ،الحظ فيه امور لم تكن مدرجة في االنظمة الحالية التي ترعى اصول
المحاسبة في البلديات ،ومنها تحديد المهام المناطة بالمراقب العام ال سيما لناحية تدقيق
الواردات بعد أن كان النص في المرسوم 78/5555غامضاً بالنسبة للواردات ،فقيام هؤالء
المراقبين العاميين بدورهم من الضرورة بمكان ألنه يسهّل ويمكن ديوان المحاسبة من اجراء
رقابتة ،لذا ال بد من زيادة عددهم ،ورفع كفاءتهم وتأهيلهم وتمكين ديوان المحاسبة من
ممارسة رقابة فاعله عليهم ومحاسبتهم عند االقتضاء.85
المطلب الثالث :لجان االعت راضا ت على الرسوم والعال وات البلدية
إجازة القانون لكل بلدية ضمن نطاقها أن تفرض الرسوم البلدية المختلفة في سبيل أداء
الخدمات للمواطنين ومن خالل هذا المبحث سوف نتطرق الى الصالحية التي تتمتع بها
البلدية بفرض هذه الرسوم والغرامات ،والى ماهية لجان االعتراضات وحدود صالحيتها .
84
-المرسوم رقم 2046تاريخ ، 62/4/6ثم المرسوم رقم 4451تاريخ ( 4666/6/2تسوية اوضاع المراقبين العامين في
البلديات واتحاد البلديات وجديد تعينهم).
85
-التقرير السنوي لديوان المحاسبة عن اعمال 4666و ( .200ج.ر عدد 72تاريخ 2004/40/21ص 1606وص
.1647
53
الفقرة األولى :صالحيات البلدية في فرض الرسوم والغ رامات :
تعمل البلدية على تحصيل الواردات وذلك بسبب انعكاسها المباشر في عملية االنفاق التي
تعكس توجيهات وقدرات البلدية االنمائية والخدماتية ،حيث تتولى وحدة التحصيل جباية
الرسوم المفروضة وقبض االموال التي تستوفيها البلدية بطريقة مباشرة ،يوجد غاية في فرض
رسوم البلدية وطبيعة الغرامة المتفرعة عن الرسم البلدي وهذا ما سنعالجه .
تفرض الرسوم البلدية اصال في سبيل اداء الخدمات المختلفة للمواطنين ،ويناقش فرضها عند
درس مشروع القانون المتعلق بها ،ولكن استيفاؤها ليس مشروطا بإداء الخدمات فعلياً بصورة
عامة أم خاصة.
واذا كان المشرع قد اعطى المجلس البلدي حق تحديد مقدار كل رسم ضمن نطاق حدوده
القصوى والدنيا المعينة في القانون ،غير أن هذا الحق االستنسابي ليس حقاً تعسفياً بل يجب
أن يراعي مبدأ المساواة بين المكلفين أمام االعباء العامة ،آخذا بعين االعتبار مقدار الرسم
المفروض في كل وضع من االوضاع ،ال أن يفرض الرسم على جميع المكلفين بصرف
النظر عن أهمية وطبيعة استثمارهم.
فضالً عن ان تحديد الرسم هذا يخضع لمراقبة القاضي الضريبي للتأكد من صفته ومطابقته
للواقع والقانون .86لذلك يمكننا القول ان الرسوم تفرض في االصل على الجميع بصورة شاملة
في الحاالت المماثلة ما لم يستثني منها حالة معينة بنص صريح ،خاصة وان فكرة التكافل
االجتماعي تفرض ان يساهم الجميع في النفقات العامة التي تعود بالخير على الكافة. 87
- 86ش.ل .رقم 183تاريخ 22/11/3م.ق.إ .عدد 8سنة 22/21ص - 121ورقم 81تاريخ 21/1/81م.ق.إ .عدد 1سنة
23ص . 82
-يعود لمجلس شورى الدولة تحقيق انطباق التخمين الذي تجربه البلدية استنادا الى المادة 1من القانون رقم 22/31على الواقع
بسائر الطرق ،طالما أنه يستفاد م ن نص هذه المادة ان هذا التخمين هو الطريقة الوحيدة الحصرية لتحديد القيمة التأجيرية وانه ال
يلزم الهيئة القضائية التي تفصل في النزاعات على رسوم المؤسسة على هذه القيمة ( ش.ل .رقم 11تاريخ ، 1223/8/1م.ق.إ.
عدد 8سنة 22 / 21ص . ) 23
- 87ش .ل رقم 112تاريخ ، 1211/11/81المجموعة االدارية سنة 1211ص . 12
54
88
،كما ال يجوز وال يجوز لرئيس البلدية أن يخضع للرسم البلدي صنفا مستثنى منه قانوناً
له اعفاء احد من الرسوم في الوقت الذي لم ينص فيه القانون على ذلك.89
فكل اعفاء من ضريبة أو رسم يجب أن يفسر بصورة حصرية كونه استثناء لقوانين
ولتنظيمات ضريبية تتعلق بالنظام العام ،وال يمكن أن يزاد اعفاء استحساناً .واذا اتضح ان
لهذا االعفاء مبرر يكون مناقشته في معرض التشريع ال في معرض القضاء .90
وعندما تقوم البلدية بفرض الرسوم على المطارح الخاضعة لها أن تأخذ بأصول معينة
لفرضها ،ومن المسلم به ان المجلس البلدي ،واحيانا رئيس البلدية بالنسبة لبعض العالوات
والغرامات هو الذي يحدد معدالت الرسوم البلدية في الحدود المعينة في القانون ،ورقابة لجنة
االعتراضات تنصب ليس على قرار المجلس البلدي المتخذ بشأن الرسوم وشروط اتخاذه،
انما على ما تضمنه لجهة مقدار الرسوم ومطارحها ،ألن قرار المجلس البلدي خاضع بدوره
لرقابة سلطة الوصايا االدارية للتصديق عليه. 91
ان الغرامة التي تفرض احيانا تكون متفرعة عن الرسم ،وهي من ذات الطبيعة القانونية له
ألنها ليست سوى زيادة على الرسم ومبنية عليه ،فال يمكن بالتالي فرضها بمعزل عن فرضه،
كما انه ال يمكن بحث عدم توجبها اذا امتنع بحث عدم توجبه وهي تجبى بموجب تكليف.
ويعطي القانون الغرامة تارة وصف عقاب الجرم الجزائي صراحة ،وطو ار ال يحتوي النص
مثل هذه الصراحة .92اال ان الغرامة المفروضة تبقى تدبي ار من غايته تغريم سلوك المكلف.
ولتلك التدابير طابع قانوني مختلط أو مزدوج يختلف كل اإلختالف عن العقوبة المفروضة
55
بموجب القانون الجزائي او عن التعويضات المدنية .فالطابع القانوني للغرامات يشبه
العقوبات االدارية ألن الغرامات الضريبية هي في الواقع سلطة معطاة للدوائر المالية
المختصة لزيادة الضريبة على المكلف ،وال يمكن أن تماثل أو تشابه هذه الغرامات الضريبية
من الدوائر المالية تلك التي يلفظها القاضي الجزائي بل إن إمكانية الدوائر المختصة بزيادة
العبء الضريبي يفسر من الناحية القانونية كيفية خاصة لوعاء الضريبة ونسبتها وتحصيلها،
ويعود للجنة االعتراضات بحث االعتراض الوارد عليها.
وتتمتع البلدية بمركز موضوعي عندما تطالب بالضرائب والرسوم وما يترتب عليها من
غرامات ،بمعنى انه يحق لها استيفاء ديونها الممتازة بصرف النظر عن وضعية الديون مليئاً
كان أم مفلساً ومهما طرأت من تغيرات على أهليته .93
ان لجنة االعتراضات على الرسوم والعالوات البلدية هي لجنة ادارية ذات صفة قضائية
تصدر ق اررات لها قوة القضية المحكمة ،وتعمل على تطبيق العدالة واالنصاف وفقاً لألحكام
القانونية الضرائبية ،فال يمكنها اعتبار تكليف مطعون فيه مخالفاً لمبدأ المساواة امام
المكلفين ،ومخالفاً بالتالي للعدالة واالنصاف عندما يكون هذا التكليف صاد اًر وفق االصول
ومطابقاً لأل حكام القانونية والتنظيمية المرعية عند صدوره ،اذ انه عند وجود تضارب بين
مبدأ الشرعية ومبدأ المساواة أو مبدأ العدالة واالنصاف فال يؤخذ بعين االعتبار للتطبيق اال
مبدأ الشرعية.94
وقد أنشئت لجان االعتراض على الرسوم والعالوات البلدية في مختلف المحافظات وبلغ
عددها سبع هيئات .95اال انه بتاريخ 31ايار 8111صدر القانون رقم 888قاضيا بتعديل
بعض مواد نظام مجلس شورى الدولة ،حيث لحظ انشاء محاكم ادارية على رأسها محكمة
عليا هي مجلس شورى الدولة ومركزه بيروت وقد اعطيت هذه المحاكم االدارية بمقتضى
المادة 11من النظام صالحيات عديدة من بينها صالحية النظر في قضايا الضرائب
93
-محكمة التميز المدنية ،الغرفة الثالثة االضافية ،قرار نقض ،رقم 1تاريخ ،92/44/21مجموعة اجتهادات شاهين حاتم
والنقيب شكيب قرطباوي ،ج 456ص .)416
94
-ش.ل .رقم 1تاريخ ،96/4/7م.ق.إ .عدد 9سنة 61/62ص .12
95
-المرسوم رقم 2641تاريخ 6أيار 2000منشور في الجريدة الرسمية ،عدد 24تاريخ ،2000/7/49ومعدّل بالمرسوم
رقم 997تاريخ ،2004/44/7ج.ر .عدد 79تاريخ .2004/44/9
56
والرسوم المباشرة وغير المباشرة خالفا ألي نص آخر عام أو خاص كما الغت المادة 18
جميع لجان االعتراضات على الضرائب المباشرة وغير المباشرة وعلى الرسوم االميرية
والبلدية المنشأة بموجب مختلف قوانين الضرائب والرسوم ،واحالت جميع االعتراضات العالقة
امام هذه اللجان بالطريقة االدارية الى المحاكم االدارية وفق صالحيتها االقليمية خالل شهر
من تاريخ نفاذ هذا القانون.
وبمقتضى المادة 34من النظام اعاله يحدد بقرار من وزير العدل بعد موافقة مكتب مجلس
شورى الدولة تاريخ مباشرة محاكم الدرجة االولى العمل وعددها ومراكزها وعدد قضاة كل
غرفة .ولكن وزير العدل لم يصدر ق ارره بهذا الشأن ،ما يحتم وفق احكام المادة 34يبقى
معموالً بالنصوص التشريعية والتنظيمية القديمة ريثما تتمكن السلطة التنفيذية في وضع
النص التشريعي الجديد موضع التنفيذ .
هذا فضال عن ان مبدأ استم اررية سير المرافق العامة يفرض ان تستمر لجان االعتراضات
على الضرائب والرسوم االميرية والبلدية بالعمل وفق االحكام التي ترعاها ،وذلك الى حين
وضع النصوص المتعلقة بالمحاكم االدارية التي ستحل محل هذه اللجان موضع التنفيذ
الفعلي ،وذلك منعاً الي فراغ تشريعي من شأنه أن يؤدي الى عرقلة حسن سير العدالة
واحقاق الحق.96
عندما يعطي القانون الحق لكل مكلف أن يعترض على الرسوم والعالوات ،يكون قد أولى
لجنة االعتراضات صالحية مطلقة بداية للنظر بكل ما يتعلق بالرسم والغرامة .وقد حدد
قانون الرسوم البلدية االصول الواجب اتباعها لالعتراض على الرسوم بحيث تبحث في
االعتراض من قبل المكلفين بالصورة البدائية ،لجان مؤلفة لهذه الغاية ،وتستأنف ق ارراتها عند
االقتضاء لدى مجلس شورى الدولة.97
96
-عندما يوجد فراغ قانوني ،تطبّق األحكام التنظيمية والقانونية القديمة إلى ان تصدر أحكام تطبيقية أو قانونية جديدة للقانون
الجديد .بمعنى أن تظل النصوص التطبيقية معموالً بها وسارية المفعول في كل ما ال يتعارض والنصوص التشريعية الجديدة،
وذلك ريثما تصدر النصوص التطبيقية الجديدة .وهكذا فإن األحكام القانونية القديمة تبقى واجبة التطبيق لغاية إقتران النظام
الجد يد باألسس والتدابير الالزمة لوضعية موضع التنفيذ ،وإنه ليس على اإلدارة في مطلق األحوال أن تطبق األسس الجديدة التي
لم ينص عليها القانون أو التي لم يصدر بشأنها مراسيم تطبيقية( .ش.ل .رقم 921تاريخ ،65/5/6م .ق .إ .عدد 42سنة 69
ص 971ورقم 77تاريخ ،99/1/7م.ق.إ .عدد 1سنة 99ص .)99
97
-نصت المادة 90من نظام مجلس شورى المعدّلة بالقانون رقم 225تاريخ 2000/7/14على أن" :مجلس شورى الدولة
هو المرجع اإلستئنافي لجميع األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية والمرجع اإلستئنافي أو التمييزي في القضايا اإلدارية التي
57
اذاً إن ما يعود الى اللجنة المؤلفة للنظر في االعتراضات على الرسوم البلدية ،هو بحث
الرسم ذاته والبت في قانونية فرضه اصالً وأسسه ومقداره ،فلها صالحية مطلقة ،بداية للنظر
بكل ما يتعلق بالرسوم والغرامات متوافقة مع الواقع ومع القانون أم ال ،ويدخل في هذه المهمة
التطرق الى وعاء الضريبة اذا اقتضى األمر.98
وال يمكن للجنة أن تضع يدها أو يحال اليها اعتراض للبت به أو الفصل في قانونية تكليف
ما اال اذا كان يوجد في االساس تكليف منازع بشأنه.99
وال يوجد في قانون الرسوم البلدية نصوص قانونية تجيز للجنة أن تعيد النظر بق ارراتها
وتفصل بذات النزاع بعد ان تكون قد فصلت بالتكاليف المنازع بشأنها ورفعت يدها عنها ألن
في ذلك مخالفة لقوة القضية المحكمة .وان المشترع اوجد طريقة وحيدة للطعن في ق اررات
100
بسبب مخالفة القانون .وتحدد مهلة تقديم اللجنة وهي استئنافها امام مجلس شورى الدولة
الطعن بشهر واحد اعتبا ار من تاريخ ابالغ المكلف أو البلدية القرار .101حيث يمكن الطعن
باألحكام الصادرة بالدرجة االخيرة عن الهيئات االدارية ذات الصفة القضائية عن طريق
التمييز واذا لم ينص القانون على ذلك .وان الطعن امام مجلس شورى الدولة في هذه
الق اررات هو بصورة شاملة طلب نقض ،102ما لم يبين القانون صراحة انه استئناف اما بذكر
الإلستئناف صراحة ،واما ببيان القواعد التي يجب مراعاتها اذا كانت تماثل قواعد
االستئناف.
عيّن لها القانون محكمة خاصة ومحكمة من الدرجة األولى واألخيرة لبعض القضايا"( .منشور في الجريدة الرسمية ،عدد 21
تاريخ .)2000/9/2
-إن نصوص قانون المحاسبة العمومية ،المطبق على الرسوم بإعتبارها من األموال العمومية ،أنشأت أجهزة للنظر في المرحلة
األولى من التقاضي في الرسوم والضرائب ،سواء أكانت هذه األجهزة مؤلفة أم ال وجعلت مجلس شورى الدولة مرجعا ً للنظر
في المرحلة الثانية من التقاضي في الضرائب والرسوم( .ش.ل .رقم 45تاريخ ،99/2/1م.ق.إ .عدد 1سنة 99 / 95ص
.)29
98
-ش.ل .رقم 491تاريخ ،97/1/44م.ق.إ .عدد 2سنة 99ص 471ورقم 211تاريخ ،97/40/10م.ق.إ .عدد 2سنة 99
ص – 215ورقم 414تاريخ ،99/9/2م.ق.إ .عدد 7سنة 64/60ص .221
99
-ش.ل .رقم 419تاريخ ،91/5/1م.ق.إ .عدد 4سنة 4697ص – 409ورقم 7تاريخ ،99/4/9م.ق.إ .عدد 1سنة
99/95ص -5ورقم 96تاريخ ،61/2/21م.ق.إ .عدد 5سنة 61ص – 454ورقم 254تاريخ ،91/44/41م.ق.إ .عدد 4
سنة 97ص .210
100
-ش.ل .رقم 419تاريخ ،4691/5/1م.ق.إ .عدد 4سنة 4697ص – 409ورقم 64تاريخ ،91/9/46م.ق.إ .عدد 4
سنة 97ص .96
-إن الكتاب المرسل بالبريد المضمون والمبلغ إلى المستدعية جوابا ً على إرسال حوالة بريدية بقيمة الرسوم المتوجبة عن
101
ً
رخصة بناء تعتبر المستدعية أنها حصلت عليها ضمنا" .إن هذا الكتاب تتوفر فيه شروط القرار النافذ والضار ويخضع لمهل
الطعن بالقرارات اإلدارية( .ش.ل .رقم 429تاريخ ،99/5/26م.ق.إ .عدد 1سنة 99/95ص .)495
102
-راجع المادتين 441و 445من نظام مجلس شورى الدولة.
58
ومن مبنى المنازعات القضائية التي ال يجوز تقدم استئناف تبعي بشأنها وال طلبات مقابلة
تلك التي تتعلق بالنزاع الضريبي ،ألن هذه النزاعات ال تتوافق مع فكرة المراجعة التبعية
لطبيعة الصالحيات التي تمارسها المحاكم للنظر بهذه القضايا .
وانه ال يمكن للقاضي االداري أن يفصل بصحة طلب مقابل اال اذا كان صالحاً للنظر به،
فمجلس شورى الدولة هو مرجع استئنافي للقضايا الضريبية.103
اال انه استئناساً بالقواعد المقررة في قانون اصول المحاكمات المدنية التي ال تتعارض مع
المبادىء العامة التي ترعى اصول المحاكمات االدارية ،واستلهاماً لقواعد العدالة واالنصاف
التي تملي تمكين المستأنف عليه من ممارسة حقه في االستئناف خارج المهلة بعد أن مارس
خصمه هذا الحقُ ،يقبل االستئناف التبعي أمام مجلس شورى الدولة ،من حيث المبدأ مع
مراعاة شروط محددة واستثناءات مقررة حص ًار.104
في الخاتمة نرى اسوة بأجهزة الرقابة المحلية والدولية ان دور اجهزة الرقابة المالية ال يقتصر
على مجرد مراقبة قانونية او نظامية المعامالت والجلسات المالية أو بمحاكمة المسؤولين عن
مخالفة القوانين بل ان دور االجهزة الرقابية دور المرشد أو الموجه للبلديات الخاضعة للرقابة
وليس فقط بحكم النص القانوني بل بحكم الخبرة واالختصاص في هذا المجال والرقابة
االدارية لمختلف وجوهها ال تكفي دوما لوحدها لتحقيق االشراف على البلديات وتصحيح
انحرافاتها وخاصة ان هناك اعماال قد تقوم بها البلدية دون ان تكون خاضعة لرقابة السلطة
المركزية لهذا كان من الضروري ان توجد رقابة خارجية الحقة للنشاط االداري يقوم بها
القضاء حيث تعتبر اهم واقوى صور الرقابة من حيث المحافظة على مبدأ الشرعية عند
انجاز العمل االداري وهي الرقابة القضائية على عمل البلديات وهذا ما سنتطرق اليه في
الفصل الثاني .
103
-ش.ل .رقم 219تاريخ ،61/7/46م.ق.إ .عدد 5سنة 61ص .124
104
-ش.ل .رقم 141تاريخ ،61/1/26م.ق.إ .عدد 9سنة 67ص .191
59
الفصل الثاني :الرقابة القضائية على البلديات
الرقابة القضائية ،هي تلك السلطات والصالحيات الممنوحة للمحاكم العدلية أو
اإلدارية ،استنادا الى نصوص القانون والتي يكون بموجبها لهذه المحاكم سلطة الفصل فيها
واصدار أحكام في المسائل التي تكون اإلدارة طرفاً فيها بما يكفل حقوق وحريات الخصوم .
وقد يتم اسناد الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة الى القضاء العادي الذي يكون له حق
الفصل في المنازعات اإلدارية التي تثور بين اإلدارة وبين االفراد ،فضال عن حقه بالفصل
في المنازعات التي تثور بين األفراد وبعضهم البعض ،وقد يعهد بها الى قضاء متخصص
في المنازعات اإلدارية وهو يتمثل بالقضاء اإلداري الذي يستقل وحده بنظر المنازعات
اإلدارية التي تنشأ بين الجهات اإلدارية وبين االفراد .من هنا سنقسم الدراسة إلى مبحثين:
60
المبحث األول :رقابة القضاء اإلداري على البلديات
المقصود برقابة القضاء اإلداري أن يتحقق القضاء من مدى مشروعية أعمال اإلدارة
في مطابقتها أو عدم مطابقتها للقانون بمعناه الواسع ،إذ ال يمكن للرقابة اإلدارية أن تعنى
بالغرض المرجو من ضمان سيادة مبدأ المشروعية ألن مرجع القرار قد يرفض االعتراف
بالخطأ ،وقد يجاريه رئيسه ولهذا فإن رقابة اإلدارة في كيفية ممارسة نشاطاتها يجب أن يعهد
بها الى القضاء اإلداري ،انطالقا من هذا التعريف سوف نعالج اختصاص وصالحيات
القضاء اإلداري وايضا ابرز المواضيع التي يختص بها هذا القضاء .
ينتمي القضاء اإلداري المستقل عن القضاء العدلي الى الجسم القضائي فهو جزء من
السلطة القضائية ،وهو منفصل عن السلطة االجرائية ويتمثل هذا القضاء بالمحاكم اإلدارية
106
. وبمجلس شورى الدولة
ومراجعة القضاء اإلداري ليست مقصورة على االفراد في مواجهة البلدية ،بل يمكن أن تقدم
المراجعة من قبل البلدية في مواجهة االفراد أو الدولة ال سيما في اطار مسؤولية هذه االخيرة
عن أعمال السلطة الرقابية المفروضة عليها ،كما أن المراجعة يمكن أن تقدم من الدولة في
مواجهة البلدية ألبطال قرار صادر عن هذه االخيرة ،أو إللزامها بالتعويض عن ضرر ما .
ومن خالل المباحث التالية سنحاول إلقاء الضوء على حدود صالحيات القضاء اإلداري
وخصائصه واختصاص القضاء اإلداري عند عدم وجود مراجعة موازية .
يختص القضاء اإلداري بالفصل في كل المنازعات ذات الطبيعة اإلدارية ،اي التي
تكون اإلدارة العامة مبدئياً طرفاً فيها حيث يعتبر ذات االختصاص العام بين محاكم مجلس
( - )105نشأ القضاء اإلداري في لبنان في عهد االنتداب بموجب القرار رقم 2999الصادر عن حاكم لبنان الكبير
بتاريخ 9ايلول 4621الذي احدث بموجبه مجلس شورى الدولة وحدد فيه صالحياته .
- 106حددت صالحياتها المادة 90وما يليها من نظام مجلس شورى الدولة المعدل .
61
الدولة ،وتختص بالطعون االستثنافية المقدمة عن األحكام الصادرة من المحاكم اإلدارية .
وللقضاء اإلداري حدود في صالحياته وخصائصه عند عدم وجود مراجعة موازية وهذا ما
سنعالجه .
إن انتماء مجلس شورى الدولة الى القضاء يحدد سقف صالحياته ،فهو ال يملك رقابة على
النصوص الدستورية كما ال يملك رقابة على القوانين العادية ،ان لجهة دستوريتها أو لجهة
مدى مالئمتها ،وان كان يمكن أن يساهم في اعداد مشاريع القوانين .فإنه ال يملك التدخل
107
. في أعمال السلطة التشريعية إذ إن البرلمان هو سيد نفسه ،والمبدأ هو فصل السلطات
ويحول مبدأ فصل السلطات دون تدخل مجلس الشورى في عالقات الحكومة بمجلس النواب،
وفي عالقات الدولة الخارجية أو في األعمال الحربية .
كذلك يحول المبدأ اعاله دون تدخل القضاء في شؤون اإلدارة ،وهذا المبدأ مستقر ،بحيث ال
يملك مجلس الشورى توجيه األوامر والتعليمات الى اإلدارة أو مراقبة مدى مالئمة أعمالها
الصحيحة للمصلحة العامة ،اال ان رقابة مدى المالئمة يمكن أن تتم في الظروف
االستثنائية ،بل يمكن أن تتحول الى رقابة لمدى ضرورة العمل اإلداري .
ويقضي مبدأ استقالل القضاء اإلداري عن القضاء العدلي بضرورة التمييز ،بصورة
واضحة ،بين صالحيات كل من القضائين ،علماً بأن مسألة الصالحية تتعلق باإلنتظام
108
. العام
من هنا فإنه ال يجوز لمجلس شورى الدولة النظر في ق اررات وأحكام القضاء العدلي كافة
إلرتباطها بسير المرفق القضائي العدلي ،ويكون خارجاً وبالتالي عن صالحية طلبات وقف
109
. تنفيذ قرار أو حكم عدلي
- 107لمزيد من المعلومات حول عدم سلطة القضاء بالرقابة على دستورية القوانين يراجع :
فايز االيعالي قواعد االجراءات الجزائية ،المؤسسة الحديثة للكتاب طرابلس سنة ، 1228ص 11وما يليها
- 108مها نجا ،القانون االداري العام ,دار الشمال للطباعة والنشر و التوزيع ,طبعة اولى ,سنة ,4660ص 401وما
يليها ( .لمزيد من المعلومات حول استقالل القضاء يراجع :كتاب استقالل القضاء ،االسباب الموجبة ،التعديالت
المقترحة ،القاضي ارز لبنان ،الطبعة األولى سنة . 2004
62
الفقرة الثانية :اختصاص القضاء اإلداري عند عدم م راجعة موازنة
وتنحصر صالحية القضاء اإلداري بالقضايا الناشئة عن نشاط اإلدارة العامة ،في المسائل
المتعلقة بالمرافق العامة وليس في كل عمل يصدر عن اإلدارة ،وفي نطاق المرافق العامة
ينحصر اختصاصه في المسائل التي هي خارجة عن صالحية القضاء العدلي ،إن لصفة
المرفق العام ،وان لصفة النزاع القائم .يضاف الى ما تقدم مبدأ الفرع يتبع األصل الذي
يؤدي ،في بعض األحيان الى الحد من صالحية القضاء اإلداري ،هذا وان للقانون أن يغير
110
. مجرى االختصاص
وتمتاز المراجعة أمام القضاء اإلداري بما ال تمتاز به المراجعات أمام سائر الجهات
القضائية األخرى ،وذلك بأن المحاكم اإلدارية هي المحاكم العادية للقضايا اإلدارية ،أما
مجلس شورى الدولة فهو المرجع االستئنافي لجميع األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية
والمرجع االستئنافي أو التمييزي في القضايا اإلدارية التي عين لها القانون محكمة خاصة،
ومحكمة الدرجة االولى واالخيرة لبعض القضايا ،اضافة الى ذلك فإن مجلس الشورى يشكل
مرجعا استشاريا إن بصورة اختيارية أو بصورة الزامية كما في مشاريع النصوص
111
. التنظيمية
تنظر المحاكم اإلدارية في الدرجة األولى على األخص بصورة عادية ،في اثناء ممارستها
رقابتها على البلديات ،في طلبات التعويض عن االضرار التي تقع بسبب االشغال العامة،
أو تنفيذ المصالح العامة وفي القضايا اإلدارية المتعلقة بعقود ،أو صفقات ،أو التزامات ،أو
إمتيازات ادارية اجرتها االدارات العامة لتأمين سير المصالح العامة ،وفي قضايا الموظفين،
والقضايا المتعلقة بأشغال االمالك العامة ،112والقضايا التي ترجع فيها اإلدارة على الموظفين
في حال ارتكابهم خطأ كان سبباً للحكم عليها.
- 109ش.ل .رقم 414تاريخ ، 95/40/29م.ق.إ عدد 1سنة 96ص ( 211لمزيد من المعلومات حول ارتباط
مسألة الصالحية باالنتظام العام يراجع .الحجار ،ج 4ص 192وما يليها .
- 110من المقرر علما واجتهادا ان القضاء اإلداري ،دون القضاء العادي ،هو صاحب االختصاص للنظر في
مسؤولية الشخص المعنوي العام وبجميع المنازعات الناشئة عن تنظيم وسير المرافق العامة التابعة للدولة واالدارات
العامة المتفرعة عنها والبلديات .
- 111المادة 90من قانون تنظيم مجلس شورى الدولة المعدل
- 112حددت المادة 1من القرار رقم 27/411االمالك العامة بانها وطنية أو بلدية .
63
كما تنظر في قضايا الضرائب والرسوم المباشرة وغير المباشرة خالفا ألي نص عام أو
خاص .
كذلك ،تنظر المحاكم اإلدارية في طلبات االبطال بسبب تجاوز حد السلطة للق اررات ذات
الصفة اإلدارية ،كما تنظر في النزاعات المتعلقة بقانونية انتخابات المجالس البلدية ،وفي
النزاعات المتعلقة بتأديب الموظفين.
-أما مجلس شورى الدولة فإنه ينظر في الدرجة األولى واالخيرة في طلبات االبطال بسبب
تجاوز حد السلطة .
ينظر القضاء االداري في كافة المنازعات التي تحصل بين االدارة من جهة واالفراد من جهة
أخرى التي تشمل ق اررات إدارية صريحة او ضمنية تؤدي الى اإلضرار بمصلحة االفراد ,كما
ينظر بطلبات التعويض عن هذه االضرار على أنواعها.
يفرض القانون البلدي لدى إعطاء الترخيص بالبناء عن كل متر مربع من البناء المنوي
اقامته او اضافته أيا" كانت وجهة استعماله رسم نسبي بحيث :
-1تكون البلدية مسؤولة عن مراقبة تنفيذ قوانين البناء ضمن نطاقها ،وعن تنفيذ األحكام
المتعلقة بالتراخيص المعطاة خالفا له ،ويكون بالتالي للمتضرر من عدم ممارستها
لسلطاتها بهذا الصدد ،حق مقاضاتها أمام مجلس الشورى الذي ال يكون معنياً
بمحاكمة األعمال المخالفة المادية.
-8إن القضاء اإلداري هو الجهة القضائية الصالحة للنظر في طلب ابطال رخصة
البناء لتجاور حد السلطة بما هي عمل اداري قد ينطوي على مخالفة القوانين،
والقضاء العدلي هو تلك الجهة المختصة للنظر بتجاوز صاحب الرخصة الحدود
64
المرسومة فيها حيث ال تكون هذه الرخصة بحد ذاتها كعمل اداري موضوع
113
مناقشة
-3ن قرار الترخيص بإنشاء معمل هو قرار اداري غير تنظيمي منشئ للحقوق ،ويجوز
الرجوع عنه طالما باإلمكان الطعن به امام القاضي اإلداري.114
يعود لمجلس شورى الدولة صالحية الفصل في طلب التعويض عن الضرر الالحق باألفراد
هو من جراء تنفيذ المصلحة العامة .وينظر المجلس في النزاع سواء أكان متصال بتنفيذ أو
سوء التنفيذ ،أو عدم تنفيذ البلدية مرسوما باالستمالك أبطل لتجاوز حد السلطة .كما ويعود
له ايضاً أمر النظر في طلبات التعويض عن االضرار الالحقة باألفراد من جراء االشغال
العامة ،ويشمل ذلك كل ضرر يتصل باألشغال العامة أو المنشئات العامة ،كما يعود له أمر
ترتيب مسؤولية البلدية الناتجة عن الخطأ في تنظيم المرفق العام أو في سيره أو عن أخطاء
الخدمة.
تمارس البلديات بعض االعمال االدارية المتعلقة بإجراء االشغال العامة في نطاق عملها
البلدي ،وفد ينتج عن هذه االشغال العامة واالعمال االدارية نزاعات تخضع لرقابة مجلس
شورى الدولة وفقا" للشروط التالية :
-1إذا ثبت من قيود الدوائر العقارية أن العقار الذي تشغله شركة دخل ضمن االمالك
العامة بموجب قرار أمين السجل العقاري ،فإن النظر بالمنازعات الناشئة عن هذا االشغال
115
. يدخل في صالحية مجلس شورى الدولة
إن مجلس شورى الدولة هو صاحب الصالحية للنظر في المراجعة التي ترمي الى التعويض
117
. عن اضرار ناجمة عن تنفيذ مصلحة عامة بالبلدية
فالمحاكم اإلدارية هي التي تنظر في الخالفات التي تنشأ عن األعمال القانونية وممارسة
السلطة العامة واألفعال المادية التي يكون بها تعلق بالمصالح العامة ،والتي ال تكون مماثلة
لألعمال التي يجريها األفراد بعضهم مع بعض كالخالفات الناشئة عن عقود البيع واالجارة
118
وغيرها التي تتناول امالك البلدية الخاصة
تتحمل البلديات المسؤولية عن اعمال موظفيهم وذلك تحت رقابة مجلس الشورى وضمن
شروط معينة :
-1ان ترمي المراجعة الى الحكم بمسؤولية اإلدارة عن أعمال موظفيها لدى تنفيذهم
المصالح العامة ،بصرف النظر عن تحقق شروط هذه المسؤولية ،مما يقتضي معه الحكم
119
. بصالحية هذا المجلس النظر في مراجعة االبطال ضد قرار رفض طلب االسترداد
-8ان النزاع الناشئ بين البلدية والمرتبطين بها حول ماهية االرتباط واستحقاق االجر هو
من اختصاص مجلس شورى الدولة .120
-3ان الخالفات المدنية والمواضيع الجزائية العالقة بين االفراد تخرج من دائرة صالحية
121
. القضاء اإلداري
-إن الموضوع الذي يدور على تقرير أن الضريبة المطالب بها قد سقطت بمرور الزمن
123
. وانت كانت تترتب وفق أحكام القانون ،يدخل ضمن اطار اختصاص مجلس الشورى
ال يستطيع القاضي أن ينطق في مواجهة اإلدارة بكل أنواع األحكام التي يصدرها القضاء
عادة في مواجهة األفراد ،واذا استثنينا سلطة القاضي بالحكم بإلغاء الق اررات اإلدارية غير
المشروعة ،فإنه ال ينطق في مواجهة اإلدارة اال باألحكام التي تتضمن الزامها بدفع مبالغ
مالية على سبيل التعويض أو ألسباب أخرى ،من اجل ذلك فإننا نجد أن الدعاوي التي ترفع
على اإلدارة إما أن تكون دعاوى الغاء أو دعاوى تعويض .
من هنا يشتمل التنازع اإلداري ،وفق نظام مجلس شورى الدولة ،على ثالثة انواع من
المراجعات هي :مراجعة االبطال ،مراجعة القضاء الشامل ،مراجعة التفسير ،وهذا ما
سنحاول القاء الضوء عليه من خالل هذا المطلب .
دعوى االبطال هي مراجعة قضائية ،تقدم أمام مجلس شورى الدولة .وقد عبرت المادة 115
من نظام المجلس عن هذا المفهوم بقولها " ال يمكن تقديم طلب االبطال بسبب تجاوز حد
السلطة اال ضد ق اررات ادارية محضة لها قوة التنفيذ ومن شأنها الحاق الضرر ،وال يجوز في
اي حال قبول المراجعة بما يتعلق بأعمال لها صفة تشريعية أو عدلية " .
الهدف من مراجعة اإلبطال إنشاء أوضاع قانونية جديدة ،أو تعديل أو أو إلغاء أوضاع
قانونية سابقة ،والقرار اإلداري القابل للطعن هو القرار النهائي النافذ الصادر عن السلطة
127
. اإلدارية المختصة والذي يلحق ضر اًر
النزاع في قضاء االبطال ليس نزاعا بين فرقاء متخاصمين ،بل هو نزاع يتناول المراكز
القانونية الموضوعية ،وال يملك القاضي اإلداري بشأنه سوى صالحية ابطال القرار المطعون
فيه أو اإلبقاء عليه دون أن يحل محل اإلدارة ،ودون النظر الى الوقائع وحقوق ذوي العالقة
التعرض لتقدير العمل اإلداري ،أو التطرق إلى النتائج المترتبة عليه،128
ّ المتعلقة به ،أو
129
. وتندمج دعوى االبطال بدعوى تجاوز حد السلطة اذ إن هذه االخيرة تعني الالشرعية
يشترط في عدم الدعوى أن يكون اهال للخصومة ،فهي ليست دعوى شعبية وليست مفتوحة
ألي شخص ،بل يشترط أن يكون الشخص هو صاحب المصلحة والمصلحة يجب أن تكون
- 125ال يجوز الطعن أمام مجلس شورى الدولة اال ضد الق اررات اإلدارية النهائية ،اي الق اررات النافذة والضارة
الصادرة عن السلطة المختصة ،باتخاذها والتي من شأنها أن تلحق ضر اًر مباش ار بالمستدعي ،أي تمس بصورة مباشرة
واكيدة وضعية قانونية له ،أو حقا شخصياً يعود إليه ( ش.ل .رقم 82تاريخ ، 28م.ق .إ .عدد 2سنة 23ص
. ) 11
- 126تكون الق اررات اإلدارية المبنية على وقائع مادية مغلوطة مخالفة للقانون وبالتالي مستوجبة االبطال (ش.ل .رقم
118تاريخ ، 22/3/2م.ق .إ .عدد 21/21سنة 23ص . ) 138
- 127ش.ل .في ، 1212/8/11غنطوس ،المجموعة اإلدارية سنة 12121ص . 118
- 128ش.ل .رقم 465تاريخ 92/9/47المجموعة اإلدارية سنة 4692ص . 210
- 129ش.ل .رقم 112تاريخ ، 51/9/41انطوان بارود ،ق اررات مجلس شورى الدولة ،ج 2ص 991وما يليها .
68
شخصية مباشرة ومشروعة ،وال يشترط لتوفر المصلحة في مراجعة االبطال أن يكون صاحب
المصلحة صاحب حق في المراجعة ،بل يكفي أن يكون لصاحب العالقة مركز قانوني قد
مس به القرار المطعون فيه .وال تقبل دعوى االبطال اذا كان صاحب المصلحة يملك
امكانية التقدم بمراجعة موازية اي أن يملك التقدم بمراجعة قضائية تؤدي بنتائجها بالنسبة اليه
الى نفس نتائج مراجعة االبطال .
يوجد اسباب تؤدي الى ابطال األعمال اإلدارية ،والتي تبنى عليها مراجعة االبطال ،وهذه
االسباب حددتها المادة 117من نظام مجلس شورى الدولة صراحة ،بحيث حتمت على هذا
المجلس ابطال القرار اإلداري المشوب بأحداها .
130
) أي عندما يكون -1اذا كانت صادرة عن سلطة غير صالحة ( عيب عدم الصالحية
التدبير اإلداري المتخذ غير داخل في نطاق صالحيات السلطة اإلدارية التي اتخذته بل من
اختصاص سلطة مغايرة وبعبارة أخرى ،إن عيب عدم الصالحية يتمثل في طرق قواعد
الصالحية .
-8اذا اتُخذت خالفاً للمعامالت الجوهرية المنصوص عنها في القوانين واالنظمة( ،عيب
مخالفة المعامالت الجوهرية) .يقع عيب مخالفة المعامالت الجوهرية حين تتخذ اإلدارة قرارها
خالفاً لإلجراءات الشكلية الجوهرية التي يفرضها القانون لصدور القرار اإلداري ،أو اذا كانت
اإلدارة قد خالفت األصول الجوهرية في اتخاذها للعمل اإلداري .
-3اذا اتخذت خالفاً للقوانين واالنظمة أو خالفاً للقضية المحكمة (عيب مخالفة القانون
131
) يبطل القضاء اإلداري القرار اإلداري المخالف للقانون، واالنظمة أو القضية المحكمة
اال أن عيب مخالفة القانون اال ان عيب مخالفة القانون ال يتعلق بالنظام العام وبالتالي فإن
القاضي ال يملك اثارة هذا العيب من تلقاء نفسه.
ويقع عيب مخالفة القانون حين يكون موضوع القرار مخالفاً للقانون ،وايضا حين تكون
132
. األسباب القانونية للقرار معيبة بسبب مخالفة موضوع القرار للقانون
- 130د.يوسف سعد هللا الخوري ,القانون اإلداري العام ،مرجع سابق ,ص 429وما يليها .
- 131د.مهاب نجا ،القانون االداري العام ,مرجع سابق ص 490
- 132د .خالد خضر الخير ,المبادئ العامة في القضاء االداري ,ص . 426
69
-4اذا اتخذت الغاية التي من اجلها خول القانون السلطة المختصة حق اتخاذها( ،عيب
تح وير السلطة) .ورقابة القاضي اإلداري هنا تنصب على النوايا ،وهي رقابة ذاتي بخالف
رقابة القاضي على السبب ،اي على الوقائع في رقابة موضوعية ،ومن المتفق عليه أن
اإلدارة تستهدف في نشاطها المصلحة العامة ومن الطبيعي أن يتحقق القاضي اإلداري من
133
. تحقيق هذه المصلحة
ان قضايا التعويض هي القضايا اإلدارية العادية ،التي يقدمها من له مصلحة من االفراد،
أمام القضاء اإلداري ،بهدف المطالبة بتعويض اذا ما اصابه ضرر نتيجة أعمال اإلدارة وما
تقوم به من نشاطات بواسطة مؤسساتها وم ارفقها العامة ،وللقاضي فيها سلطات عاملة
ويحكم للمتضرر بالتعويضات المناسبة عن االضرار الناتجة عن العمل موضوع النزاع .134
باإلضافة لهذا ،المتضرر من قيام وممارسة اإلدارة لنشاطها ،أن يطالب بحقوقه مع اإلدارة
اذا ابرم معها عقود ،وللقاضي اإلداري في هذا المجال سلطات واسعة يستطيع أن يلجأ الى
ممارستها ،وله اعادة الحال الى ما كانت عليه كما له الحكم بإعادة الحق الى اصحابه
وسلطة التعديل.
والواقع ان مجلس الدولة الذي ربط في أحكامه بين دعوى القضاء الشامل وقضاء االبطال
لتجاوز حد السلطة ،وذلك عن طريق استحصال المتضرر على قرار سابق من اإلدارة ،اذ
لكل من يدعي ان اإلدارة قد الحقت به ضر اًر أن يتوجه بمطالبه عبر مذكرة الى اإلدارة،
لالستحصال على قرار منها ضمني ،أو صريح تعارضه فيه مطالبيه ليتسنى له فيما بعد
التقدم تلى مجلس الدولة بمراجعته ،ويطلب الغائه أوالً ،ثم النظر بطلباته واجابته اذا كانت
135
. مشروعة ومحقة
- 133د .نزيه طبارة ،مبادى القانون اإلداري ،مطابع المكمل ,الطبعة الثانية ,سنة , 2004ص . 104
134
-د .محسن خليل ،القضاء اإلداري اللبناني ،و رقابته العمال االدارة ،دراسة مقارنة ،الجزء الثاني ،دار النهضة العربية
للطباعة والنشر ،بيروت ,سنة ،4695\4699ص. 192
135
-د .خالد الخير ،المبادىء العامة في القضاء اإلداري ،مرجع سابق ،ص 479
70
وتأسيساً على ذلك اعتبرت دعوى القضاء الشامل أو دعوى التعويض من الدعاوى
الشخصية وفقاً لتقسيم الدعاوى اإلدارية الى شخصية وعينية ،وهذه الدعوى يتوجب لقيامها
حق معتدي عليه ،من جانب اإلدارة ،وانزل ضر ار بحق الجهة المدعية.
وال بد لقبول دعوى التعويض من ان تتوافر عدد من الشروط ،تتعلق بضرورة وجود قرار
سابق صادر عن اإلدارة من جهة ،ومن جهة ثانية بالشخص الذي يقوم بالدعوى والذي يجب
ان تتوفر فيه المصلحة ،وكذلك التقيد بالمهل التي يجب ان تقام ضمنها المراجعة وهي
شهران والتي تبدأ من تاريخ التبليغ أو الحصول على القرار السابق من اإلدارة.
هذا النوع من الرقابة يقضي بالحكم على اإلدارة بالتعويض على االفراد الذين تعرضوا
لضرر ما بفعل عمل الموظفين ،أو من جراء اخالل اإلدارة بموجبات المرفق العام ،من
ناحية تنظيمية او سيره أو قيامها بأعمال غير محقة ومخالفة للقانون ،136فينظر عندها
مجلس الشورى في النزاع سواء كان االمر متصالً بالتنفيذ أو سوء التنفيذ ،كأن تنفذ اإلدارة
مرسوماً باالستمالك أبطل لتجاوز حد السلطة.
وتُسأل اإلدارة أيضاً عن خطأ المتعهد ،ويمكن للمتضرر أن يقيم الدعوى مباشرة ضد اإلدارة
التي يمكنها أن تعود على المتعهد بما حكم عليها به نتيجة لخطأه استناداً الى الرابطة
التعاقدية بينهما.
ويعود لمجلس الشورى النظر في طلبات التعويض عن االضرار الالحقة باالفراد من جراء
االشغال العامة ،او تنفيذ المصالح العامة ،ويشمل ذلك كل ضرر يتصل باالشغال العامة،
او تنفيذ المصالح العامة ،وينظر كذلك في القضايا اإلدارية المتعلقة بعقود أو صفقات او
التزامات او إمتيازات أجرتها اإلدارة لتأمين سير المصالح العامة ،وفي قضايا رواتب
الموظفين وتعويضاتهم وترقياتهم.
-ال يمكن الحكم بالتعويض اال عن الضرر االكيد والثابت حصوله وال مجال للمطالبة بالتعويض عن االضرار
المرتقبة في حال عدم تدعيم حائط الطريق العام (.ش.ل رقم 111تاريخ 21/8/81م.ق.إ عدد 8سنة 22ص
.). 112
-ان الضرر الذي يعوض عنه هو الضرر الحالي والمستقبلي شرط أن يكون اكيدا ،ويرد طلب التعويض إذا جاء
مج ار عن اي اثبات( .ش.ل رقم 118تاريخ 22/3/2م.ق.إ عدد 1سنة 21/21ص ). 138
71
يؤدي الحكم في القضاء الشامل الى تعديل مفعول القرار اإلداري النافذ الصريح او الضمني
م وضوع الدعوى والى تحديد عناصر القرار اإلداري الجديد الذي يجب على السلطة اإلدارية
اتخاذه أعماالً لمفاعيل الحكم .كذلك ،فإن الحكم يعين الحق الشخصي للمدعي ،اي انه يلزم
ويقدر قيمتها.
شخص الحق العام بموجبات مالية معينة ويقيم هذه الموجبات ّ
سبي فقوة القضية المحكمة في دعوى القضاء الشامل هي ومفعول الحكم هو مفعول ن ّ
نسبية ،وتتحقق في حال توفر وحدة الفرقاء ووحدة الموضوع ووحدة السبب ،وهذا االمر
طبيعي طالما ان الدعوى تتناول المراكز القانونية الذاتية .
اال ان اثر الحكم يمتد الى الجميع ،وهذا بديهي في النزاعات المتعلقة بالطعن بنتائج
انتخابات المجالس اإلدارية كالمجالس البلدية.
يقتصر عمل القاضي االداري في هذه الرقابة على مجرد تحديد وتفسير المدلول
الصحيح للقرار اإلداري اذا كان غامضاً دون أن يتعدى ذلك الى اصدار حكم باإلبطال أو
بالتعويض .وذلك ألن المبادئ الثابتة تقضي بأن القاضي يقضي وال يفتي ،يصدر أحكاماً وال
137
. يعطي استشارات
ومعنى ذلك ان مجلس الشورى هو الذي يقوم بتفسير األعمال اإلدارية اي تحديد ماهيتها
وتحديد المفاعيل التي يؤديها القرار اإلداري المطلوب تفسيره ومدى ارتباط هذه المفاعيل
باألحكام القانونية التي يستند اليها هذا القرار وتقدير صحة هذه األعمال .
وقد نصت المادة 15فقرة 4من نظام مجلس الشورى على ما يلي :
ال ينظر مجلس شورى الدولة في الدرجة االولى واالخيرة في طلبات التفسير أو تقدير صحة
هذه األعمال اإلدارية التي هي من صالحية المجلس .على العدلية أن ترجئ بت الدعاوى
137
-ش.ل .رقم 697تاريخ ،92/44/24اإلرسالية األميركية في بيروت ،المجموعة افرادية سنة ،4691ص -61ورقم
4095تاريخ ،92/42/7المجموعة اإلدارية سنة 91ص .61
72
التي تعرض عليها اذا استلزم حل هذه الدعاوى تفسير أو تقدير صحة عمل اداري يخرج
النظر به عن صالحيتها .
يعرض الفريق االكثر عجلة المسألة على مجلس شورى الدولة فيعطى المجلس رأيا ملزما
138
". للمحاكم العدلية في القضية التي اعطى الرأي من اجلها
وعليه ال يكون للقضاء العدلي أن يفسر األعمال اإلدارية ،فإذا أراد هذا القضاء معرفة
المعنى الحقيقي لعمل اداري غامض ومبهم وفيه التباس ،وجب أن يعلن انه ازاء مسألة
مستأخرة أو معترضة ويتوقف عن متابعة النظر بالدعوى ويدعو الفريق االكثر عجلة الى
مراجعة القضاء اإلداري لكي يعمد الى تفسير هذا العمل اإلداري الغامض .
ومن حيث المبدأ ،إن طلبات التفسير المباشرة لألعمال اإلدارية ال تقبل من االفراد أمام
القضاء اإلداري ،وال يمكن التسليم لألطراف في الدعوى القيام بما هو منوط قانوناً
139
. بالمحكمة
وعليه يكون مجلس شورى الدولة غير صالح لتفسر قرار بلدي على أثر تقديم طلب التفسير
140
. من المستدعي مباشرة
ولكن يجوز في حاالت معينة تقديم مراجعة التفسير المباشر ،بحيث تكون مراجعة استثنائية
تقدم مباشرة أمام القضاء اإلداري دون أن تكون هناك هناك دعوى عالقة أمام محكمة عدلية،
ويطلب فيها تفسير العمل اإلداري دون تقدير صحته ،باعتبار أن تقدير صحة العمل اإلداري
يعني البث بشرعيته أو بعدم شرعيته وهذا االمر عائد لقضاء االبطال.141
فمراجعة التفسير المباشر تقبل من كل شخص له مصلحة شرط أن يكون بسبب خالف
142
. ناشئ وحال ،حتى وان لم يكن فريقا أساسيا أو متدخالً في النزاع المحكمة العدلية
138
-د .مي زين القيسي ،القانون اإلداري العام -منشورات الحلبي -ص 271
-ش.ل رقم 414تاريخ 95/407/29م.ق.إ عدد 1سنة 64/60ص . 211
139
-الخوري ،القانون اإلداري العام ،مرجع سابق ,ج ، 2ص 499وما يليها .
141
-يكون للشخص الثالث مصلحة اكيدة للتدخل في مراجعة التفسير كونه شريكاً في ملكية العقار موضوع النزاع األساسي،
142
فضال عن انه اتخذ صفة االدعاء الشخصي في الدعوى الجزائية( .ش.ل رقم 440تاريخ 62/1/49م.ق.إ عدد 9سنة 64/60
ص . )141
73
ومن جملة الشروط الواجب توافرها لقبول طلب التفسير أن يكون العمل اداري أو الحكم
المطلوب تفسيره غامضاً وملتبساً بحيث ال يمكن الوقوف على حقيقة المقصود منه ،ويرفض
143
. طلب التفسير إذا كان النص واضحاً وخالياً من أي غموض أو التباس
وال يوجد في مراجعة التفسير أي شرط يتعلق بالمهلة التي يتوجب خاللها عرض األمر على
مجلس الشورى ،ضمن مميزات هذه الدعوى بالذات هي امكانية اقامتها خارج أية مهلة ما
دام الخالف قائماً ،ألنها وليدة المنازعات التي تنشأ عن معاني واهداف الق اررات اإلدارية .
واذا كان من المهم خضوع االعمال االدارية التي تمارسها البلديات و المؤسسات العامة
لمجلس شورى الدولة فإن االهم من ذلك يكمن في تنفيذ احكام هذا المجلس
تنفيذ األحكام بصفة عامة هي الغاية من اصدارها ،حيث أن القصد من استصدار الحكم
اعادة الحق الى نصابه وهذا لن يتحقق على أرض الواقع سوى بتنفيذ الحكم ،حيث أن هذا
التنفيذ هو آلية اكتساب الحكم لقيمته العملية .
من المعلوم قانوناً أن القضاء ،ال سيما اإلداري منه ال يمكنه التدخل في شؤون السلطة
اإلدارية واجبارها على القيام بأعمال حتى تلك التي تدخل في اختصاصها ،وذلك عمالً
بمبدأ فصل السلطات ،فكل ما يمكن للقاضي أن يفعل هو الحكم بالتعويض عن الضرر
الحاصل من جراء أعمال اإلدارة ،أو الحكم بإلغاء العمل اإلداري موضوع المراجعة .
وبالمقابل ال يمكن للسلطة اإلدارية أن تتجاهل تنفيذ قرار قضائي مبرم اصبح صالحاً للتنفيذ،
فاإلدارة ملزمة بتنفيذ أحكام القضاء وهذا اإللتزام يرتد الى مبدأ القضية المحكمة .144فطريق
التنفيذ الجبري ال يمكن أن يتخذ في مواجهة اإلدارة بقصد الزامها بتنفيذ الحكم الصادر،
ويظهر ذلك من خلو الصيغة التنفيذية ألحكام القضاء اإلداري من مسألة التنفيذ الجبري على
اإلدارة .
143
-ش.ل .رقم 419تاريخ ، 65/42/1م.ق.إ .عدد 41سنة 66ص -497ورقم 500تاريخ ،65/9/40م.ق.إ .عدد 42
سنة 69ص -759ورقم 440تاريخ ،62/1/49م.ق.إ .عدد 61/62 9ص .141
-ش.ل في 4692/44/46المحامي فؤاد هواري المجموعة االدرية سنة 4692ص 214وما يليها
144
74
وبين مبدأ عدم جواز تدخل القاضي في شؤون السلطة اإلدارية ،ومبدأ الموجب الملقى على
عاتق اإلدارة بالتنفيذ ،واصطدام هذا المبدأ بعدم امكانية حجز اموالها كوسيلة لضمان إحترام
األحكام الصادرة بحقها ،تظهر معوقات عملية في مدى الزام اإلدارة على التنفيذ .
الفقرة االولى :مختلف حاالت عدم تنفيذ اإلدارة للق را رات القضائية.
ال يتعلق عدم تنفيذ االجتهاد برفض اإلدارة التسليم بقرار ما صدر ضدها ،وانما نحل ناتج
بصورة أعم ،عن اجتهاد وارد في حكم مبدئي وعن تعاقب أحكام تضع مبدأ .
وقد يحصل أن ترفض اإلدارة ،مع انها تنفذ قرار القضاء الصادر في نزاع معين فتحترم هكذا
حجية الشيء المحكوم فيه ،تطبيق حل هذا القرار في قضايا أخرى لها ذات الخاصيات وانما
لم يكتسب القرار المتعلق بها حجية الشيء المحكوم فيه .
وال ترتكب اإلدارة ،في نظرية البحث ،خطأ ألنها ،في آن واحد ال تتنكر بحصر المعنى
ٍ
متقاض، بقرار قضائي ،وألنه اذا ابتعدت عن االجتهاد ،ال شيء يمنعها ،كما بالنسبة الى اي
من أن تتوفى في مناسبة أخرى ،تغيي اًر في االجتهاد.
على أن موقف اإلدارة قد يكون عن سوء نية فتمتنع ،مع علمها بصالبة االجتهاد وثباته عن
االخذ به ألنها تخالفه وتريد اظهار استيائها أو تثبيط عزيمة اخصامها .
75
ويستطيع مجلس الدولة ،في هذه الحالة ببيان الطابع الحقيقي لالجتهاد كمصدر للقانون ،أن
يدين اإلدارة بسبب الخطأ الذي ارتبته في انتهاك قاعدة قانونية وضعها االجتهاد .وتنضم هذه
العقوبة الى احدى العقوبات التي يمكن أن تشجب عدم تنفيذ قرار قضائي.
ونحن في هذه الفرضية الثانية ،أمام حكم أو قرار محدد تماماً يبت بنزاع معين وفقرته
الحكمية يجب أن تنفذه اإلدارة رأساً .
ويشكل اقناعها انتهاكاً لحجية الشيء المحكوم فيه ورفضاً للخضوع للصيغة التنفيذية التي
يتضمنها قرار القضاء .
قد يتعلق عدم تنفيذ اإلدارة الق اررات القضائية ،في أول األمر ،بالق اررات الصادرة ضد
الغير ،وبصورة ادق ضد اشخاص خاصين ( طبيعيين أو عاميين ) .وقد تلتزم اإلدارة ،حتى
ولو لم تكن فريقاً في النزاع ،باإلسهام في تنفيذ الق ارر الصادر :تأمرها الصيغة التنفيذية التي
يقترن بها القرار بتقديم مساعدتها " ،للمتقاضي .....الحق في االعتماد على القوة العامة
لتنفيذ السند الذي اعطى اياه" ،وترتكب اإلدارة خطأ برفض تقديم مساعدتها ،اال أن تسوغ
ظروف خاصة رفضها ،مما يعطي صاحب العالقة الحق في التعويض على أساس مبدأ
المساواة أمام االعباء العامة .
ويترجم عدم تنفيذ اإلدارة في الحالتين ،بإدانتها بدفع مبلغاً من العملة مما يقود الى مسألة
عدم تنفيذ ق اررات قضائية صادرها ضدها.
انها مسألة أخرى تظهر أن اإلدارة معنية مباشرة ،فقد كانت فريقا ،في النزاع الذي ادى الى
القرار ،وقد خسرت بشكل رئيسي إما بإبطال العمل الذي قامت به واما بإدانتها بدفع مبلغ من
العملة .وال تثير تنفيذ قرار القضاء الصعوبات نفسها في كل من الحالتين ،فعدم التنفيذ ال
145
. يعاقب بالطريقة ذاتها
145
-جورج فوديل ،القانون اإلداري – الجزء الثاني ص 259
76
ثالثاً :عدم تنفيذ ق اررات االجهزة القضائية اإلدارية والعدلية .
عندما يجري الكالم على عدم تنفيذ اإلدارة ق اررات القضاء يتجه التفكير بشكل أساسي
الى ق اررات االجهزة القضائية اإلدارية طالما أن هذه االجهزة القضائية اإلدارية هي في اغلب
االحيان ،صاحبة الصالحية تجاهها .ولكنها ليست صاحبة الصالحية حص اًر ،بإمكان
االجهزة القضائية العدلية أيضاً الحكم بإبطال بعض أعمال اإلدارة ( أو االعتراف ببطالنها )
أو ادانتها بالتعويض .وصعوبات تنفيذ القرار ليست اقل (قد تكون اكبر) مما هي الحال
بالنسبة الى قرار اتخذته االجهزة القضائية اإلدارية .
يقتضي اذا ايجاد حلول لجعل اإلدارة تراعي موجب تنفيذ الشيء المحكوم فيه من قبل
القاضي العدلي والقاضي االدارب على حد سواء.146
ان العقبات امام تنفيذ ق اررات القضاء الصادرة ضدها تعود الى سببين غياب اعطاء اإلدارة
االوامر وغياب طرق التنفيذ ضدها.
وفي الحالتين سواء كان السبب عدم اعطاء اإلدارة االوامر لتنفيذ الحكم او عدم توفر طرق
تنفيذ ضدها فتبقى هي المسؤولة وتترتب عليها االثار التالية .
يعتمد االجتهاد اإلداري مسؤولية تجاه المواطنين عندما تتقاعس عن تنفيذ األحكام
الصادرة لمصلحتهم التي اودعت دوائر التنفيذ حسب األصول ،وبالتالي فإنه من حق
المتقاضي أن يطالبها بتعويض اذا ما تجاوزت التأخير مدة معقولة ،واذا ما نتج له ضرر من
جراء عدم التنفيذ.148
146
-جورج فوديل ،القانون اإلداري – الجزء الثاني ص 255
-نصت المادة 401من قانون البلديات على انه " :تطبق بحق البلديات األصول المتبعة في تنفيذ األحكام الصادرة بحق
147
-ان عدم ايداع التعويض المقرر أو دفعه من قبل البلدية يثير مسألة تقاعس هذه االخيرة أو احجامها عن تنفيذ قرار
قضائي وبالتالي يثير مسؤولية اإلدارة عن ذلك وال عالقة لموقف البلدية هذا من أمر حماية الملكية الفردية ( تميز
مدني ،قرار اعدادي ،غرفة ثالثة ،رقم 13تاريخ ، 11/8/11باز سنة ، 11ص - 182بذات المعنى :تميز
مدني ،غرفة ثالثة ،رقم 18تاريخ 11/8/11حاتم ج ، 112ص 11رقم 8مع التعليق ) .
77
ولكن في نطاق مسؤولية الدولة عند عدم تنفيذها لألحكام القضائية ،ليس كل تأخير في تنفيذ
األحكام ُيعتبر سبباً للمسؤولية سواء على أساس الخطأ أو المخاطر .إنما يجب ان يكون
التأخير غير عادي ويتجاوز المألوف ،فإذا كانت المدة التي تأخرت فيها اإلدارة معقولة
ويتطلبها السير العادي لألمور فإن لمجلس شورى الدولة رفض الحكم بالتعويض.
وينتج عن ذلك انه يقع على عاتق من يطالب بالتعويض عن عدم تنفيذ األحكام القضائية
إثبات خطأ اإلدارة في امتناعها عن تنفيذ هذه األحكام ،أو تأخيرها مدة تفوق المدة المعقولة،
149
. أو على األقل اثبات قيام الرابطة السببية بين عدم تنفيذ األحكام والضرر الحاصل
وما يقضي به القضاء اإلداري يجب االخذ به بصورة نهائية باعتباره غير قابل إلعادة
النظر ،وأحكامه القضائية ال تقع تحت رقابة وتقدير اإلدارة ،وعلى السلطات اإلدارية أن تتقيد
بالحاالت القانونية كما وصفتها هذه األحكام ،150كما على الشخص المعنوي من القانون
العام أن ينفّذ في مهلة معقولة األحكام المبرمة الصادرة عن مجلس شورى الدولة تحت طائلة
المسؤولية ،واذا تأخر عن التنفيذ من دون سبب يمكن بناء على طلب المتضرر الحكم
151
. بإلزامه دفع غرامة اكراهية يقدرها المجلس وتبقى سارية لغاية تنفيذ الحكم
ولكن ما هو الحل اذا تلكأت اإلدارة في تنفيذ الحكم أو لم تكترث به ،أو اقتنعت صراحة عن
التنفيذ وفي الوقت ذاته ليس هناك من وسيلة اكراه إللزامها بالتنفيذ ؟
يختلف الحل ،في هذه الحالة باختالف الحكم الصادر في مواجهة اإلدارة هل هو حكم بدفع
مبلغ من المال او حكم بإلغاء قرار اداري ؟ هذا مع االشارة الى ان قوة القضية المحكمة
تختلف حسب نوع الق اررات القضائية ال سيما تلك التي تتعلق بالمرجعات لتجاوز حد السلطة،
الن لهذه القضايا ميزة خاصة عندما يقضي القرار القضائي ّبرد المراجعة أو بإبطال العمل
اإلداري ،فالق اررات المتعلقة بالقضاء الشامل او تلك التي ترد مراجعة االبطال لها قوة القضية
-ش.ل رقم 54تاريخ 99/1/21دعوى سعود علي سالم ورفاقه /الدولة .عن مجموعة حمورابي الممكنة قسم االجتهادات
149
،المفاتيح ا لثانوية :تنفيذ حكم قضائي ،تقاعس الدولة عن التنفيذ ،مسؤولية الدولة ،اثبات خطأ اإلدارة .
-هيئة التشريع واالستشارات في و ازرة العدل رقم 4979تاريخ 67/42/42طالب الرأي :و ازرة الشؤون البلدية والقروية ،
150
-د .عبد الغني بسيوني عبد اهلل ,وقف تنفيذ القرار اإلداري في أحكام القضاء اإلداري ,منشورات الحلبي الحقوقية ،
بيروت سنة 1111
78
النسبية ،أما الق اررات التي تقضي بإبطال األعمال اإلدارية فلها قوة القضية المطلقة ويكون
152
. لها مفعول تجاه الجميع ،اي تجاه االشخاص الذين يكونون فرقاء أو ممثلين في المراجع
بالنسبة ألحكام التعويض أو بصفة عامة دفع مبالغ مالية يمكن اإللتجاء للقضاء لطلب
الحكم على اإلدارة بتعويض الضرر الناجم عن عدم التنفيذ ،ولكن هذا العالج ال يحل
االشكال ،اذ يمكن أن تمتنع اإلدارة عن عدم تنفيذ الحكم مجدداً ،وبهذه الحالة على المستفيد
من قوة القضية المحكمة أن يأخذ المبادرة وان يطلب من اإلدارة أن تتخذ اإلجراءات الالزمة
للتنفيذ ،وهذا العمل من شأنه أن يوقف مرور الزمن الرباعي من جهة ،وان يؤدي من جهة
ثانية الى اظهار الطابع المخطئ المتناع اإلدارة عن التنفيذ والخطأ الذي يقع على عاتقها،
ولتنفيذ القرار القضائي المبرم يجب ربط النزاع مع اإلدارة والطعن بعد ذلك في قرار الرفض
153
. الضمني أو الصريح ضمن المهلة القانونية
أما بالنسبة ألحكام االلغاء :فتبدو المسألة اكثر تعقيداً وصعوبة ،فالقاضي ال يستطيع
الحلول محل اإلدارة إلصالح الوضع المشكو منه واتخاذ القرار السليم تنفيذاً لحكم االلغاء .
ومن المسلم به ،ان امتناع اإلدارة عن تنفيذ ما قضى به الحكم بحسب نية ،او كان التنفيذ
ناقصاً او غير ٍ
كاف أو ال يتفق مع مضمون الحكم فإنه يعتبر في ذاته مخالفة لمبدأ القضية
المحكمة ،ومن ثم فإنه يعتبر سبباً لدعوى الغاء جديدة بقصد الغاء قرار اإلدارة باالمتناع عن
تنفيذ حكم القضاء ،أو المطالبة بالتعويض عن الضرر الالحق بالمحكوم له من جراء تنفيذ
الحكم على الوجه المذكور ،علماً بأن القاضي يمنح اإلدارة عادة ،مهلة كافية للتنفيذ حتى اذا
انقضت المهلة اعلن مسؤوليتها والزامها بالتعويض .ولكن حكم االلغاء الجديد او حكم
التعويض قد يتعرض لذات المشكلة عندما تمتنع اإلدارة عن تنفيذه ،ومن ثم فإن المدعي يبدأ
بالدوران في حلقة مفرغة مثلما هي عليه الحال بالنسبة ألحكام التعويض.
-على القاضي اثارة قوة القضية المحكمة عفوا عندما تكون مطلقة .أما اذا كان للحكم قوة القضية النسبية فال اثارة هذا
152
الدفع عفوا لعدم تعلقه باالنتظام العام ( .ش.ل رقم 421تاريخ 62/1/9م.ق.إ عدد 9سنة 61/62ص - 111بذات المعنى
:ش.ل رقم 45تاريخ 64/1/42م.ق.إ عدد 9سنة 61/62ص . 499
-ش.ل رقم 652تاريخ 69/5/1م.ق.إ عدد 40سنة 65ص - 590رقم 699تاريخ 69/5/6م.ق.إ عدد 40سنة
153
ان امتناع اإلدارة عن تنفيذ حكم االلغاء يؤدي الى قيام مسؤولياتها عن الضرر الناجم عن
موقفها ،هذا وان مخالفتها الصارخة لقوة القضية المحكمة نتيجة اصرارها على موقف صدور
حكم القضاء بإلغائه يجعلها في حالة غضب أو اعتداء مادي ولعل الوسيلة الناجحة ،لحل
االشكال الناجم عن امتناع اإلدارة عن تنفيذ الحكم ،في اثارة المسؤولية الشخصية لرجل
اإلدارة المتسبب بعدم التنفيذ والذي يمكن اتهامه بسوء النية في هذه الحالة .وهذا ما حسمته
المادة ٣٩من نظام مجلس شورى الدولة عندما رتبت المسؤولية الشخصية للموظف الذي
يستعمل سلطته أو نفوذه مباشرة أو غير مباشرة ليعيق أو يؤخر تنفيذ القرار القضائي الصادر
عن مجلس الشورى ،بحيث ّيغرم أمام ديوان المحاسبة بما ال يقل عن راتب ثالثة اشهر وال
يزيد عن راتب ستة أشهر.
حد
يالحظ أن موقف اإلدارة إزاء األحكام الصادرة ضدها بإلغاء ق ارراتها قد ال يتوقف عن ّ
رفض تنفيذها او االهمال في التنفيذ ،إنما قد تسلك اإلدارة سبيالً آخر موداه اتخاذ قرار جديد
يشل اثر القضية المحكمة ،وقد تلجأ الى ما هو اعنف وأخطر من ذلك كأن تعمل على
الحصول على تصحيح تشريعي لإلجراء الذي صدر الحكم بإلغائه.
وما ُيقال بالنسبة لألحكام الصادرة عن القضاء اإلداريُ ،يقال ايضاً في األحكام الصادرة عن
القضاء العدلي رغم عدم جواز إلغاء الحجز على األموال العائدة للدولة وسائر االشخاص
154
. المعنويين ذوي الصفة العامة
ال بد من االشارة اخي اًر الى انه اذا كانت مخالفة مبدأ القضية المحكمة تحتوي على خطأ
جسيم يحقق مسؤولية اإلدارة ،فإنه في بعض الحاالت يتعذر تنفيذ بعض األحكام القضائية.
ويرجع ذلك الى اعتبارات تتعلق بالصالح العام تفوق في أهميتها خطورة االمتناع عن تنفيذ
هذه األحكام .ورغم ان اإلدارة لم ترتكب هذا الخطأ بعدم تنفيذها األحكام القضائية ،اال انه
- 154اذا كان الحكم صاد اًر لصالح المدعي ضد اإلدارة ،فإن القانون ال يخوله التنفيذ الجبري في وجهها نظ ار ألن
أموال الدولة واالدارات والمصالح العامة غير قابلة للحجز ،هذا باإلضافة الى ان الدولة تعتبر "مدنياً شريفاً" يقوم بتنفيذ
التزاماته بصورة طبيعية بدون تهرب أو سوء نية ( .ادوار عيد ،القضاء اإلداري ،ج ، 1ص ، 112رقم . ) 181
80
يقع عليها عبء تعويض الفرد الذي وقع عليه الضرر االستثنائي نتيجة عدم قيامها بتنفيذ
الحكم القضائي الصادر لصالحه .
لقد تأكد هذا المنحى في جملة أحكام أصدرها مجلس شورى الدولة الفرنسي في عدة قضايا
شهيرة ،سلك مجلس شورى الدولة اللبناني مسلكة فيها ،عندما أعلن ان مخالفة القضية
المحكمة وعدم تنفيذ اإلدارة لألحكام القضائية ،يحتوي على خطأ جسيم من مقتضاه تحقيق
المسؤولية ،وأجاز في حاالت محددة والعتبارات تتعلق بالنظام واألمن عدم تنفيذ األحكام مع
ضرورة التعويض على أساس المخاطر.
فالقضاء بعد ان كان يستند الى نظرية الخطأ مع اشتراط كون خطأ اإلدارة هذا جسيماً،
اصبح يميل الى نظرية المخاطر وبصورة خاصة الى مبدأ المساواة في تحمل االعباء العامة
وابرز تطبيق لهذا الجتهاد هو التعويض الذي يقرره القضاء في حال امتناع اإلدارة عن
تأمين تنفيذ األحكام القضائية ألسباب تتعلق باألمن والنظام العامين.155
155
-ش.ل .في 45تموز ،4691المجموعة اإلدراية سنة ،4691ص ( .440لمزيد من المعلومات حول نظرية المخاطر
ومبدأ المساواة امام أعباء العامة يراجع :الخوري القانون اإلداري العام ، ،ص 126وما يليها).
81
المبحث الثاني :رقابة القضاء العدلي على البلديات
ُيقصد بالرقابة القضائية ،تلك التي تمارسها المحاكم على أعمال البلديات بهدف حماية
الحقوق والحريات من التعسف .فسلطة المحاكم تشكل قوة احتياطية يلجأ اليها إلحباط ما
تقوم به اإلدارة من أعمال ونشاطات تؤدي الى إغتصاب للسلطة ،أو سوء تطبيق لها أو
للعدالة أو عندما يلحق بالمواطن ضرر ما.
فالرقابة اإلدارية بمختلف وجوهها ال تكفي دوماً لوحدها ،لتحقيق اإلشراف على البلديات
وتصحيح إنحرافاتها ،لهذا كان من الالزم ان توجد رقابة خارجية الحقة للنشاط اإلداري يقوم
بها القضاء ،بحيث تعتبر أفضل وأهم وأقوى صور الرقابة من حيث المحافظة على مبدأ
الشرعية.
82
المطلب األول :مميزات واهمية الرقابة القضائية.
تتمتع اإلدارة أمام القضاء بعدة إمتيازات مختلفة تجعلها في وضع أفضل من الفرد
العادي وترجع هذه اإلمتيازات الى مبدأ استقالل اإلدارة في مواجهة القاضي ،ولكن هذا
االستقالل ليس مطلقاً وال يعني حصان اإلدارة ذلك انه في نظام الدولة القانونية تكون القاعدة
االولى فيها هي خضوع اإلدارة للقانون وللقاضي .وتتعلق هذه المزايا باألحكام التي يمكن أن
تصدر في مواجهة اإلدارة وكيفية تنفيذها.156
سنتناول في هذه الفقرة الى أهمية الرقابة القضائية وابى اوجه التباين والتشابه بين الرقابة
القضائية والرقابة اإلدارية.
تشكل الرقابة القضائية الضمان الفعال لجميع األشخاص الطبيعيين أو معنويين ،إذ يلجؤون
157
. الى القضاء عندما تتعرض حقوقهم للخطر أو إلثبات أمر أنكر وجوده أو للدفاع عنه
خاصة عندما تكون الجهة المعتدية ادارة تجاوزت حدود وظيفتها ،وتعسفت بإستخدام سلطتها
فخرجت على نطاق مبدأ الشرعية في ق ارراتها أو أفعالها سواء بصورة قصدية أم غير
قصدية ،بحيث تكون قد اعتدت على حقوق األفراد أو حرياتهم أو أموالهم وألحقت بها أض ار اًر
مختلفة .
وتبدو أهمية الرقابة القضائية عندما تقوم البلدية ،أبان ممارسة أعمالها اإلدارية ،بتنفيذ
القوانين بحيث تصدر ق اررات ينقصها حياد القواعد العامة التي تسمو على اإلعتبارات
الفردية .أو عند إحتكاكها بالجمهور بحيث تتأثر أحيانا في عملها باإلعتبارات الشخصية
المختلفة فتنحرف عن دائرة الصالح العام ،أو عندما تمارس اإلمتيازات التي منحها إياها
156
-لإلدارة عدة إمتيازات امام القضاء ومنها اإلمتياز الذي يتعلق برفع الدعاوى :فهي غير ملزمة – كقاعدة عامة -برفع
دعاوى على األفراد إلقتضاء حقوقها ،إنما لها ما يسمى بإمتياز القرار السابق ،إذ تقرر بذاتها ما تدّعيه من حق ،ثم تلجأ إلى
التنفيذ المباشر لقرارها ،وعلى من يعترض على تصرف اإلدارة ان يلجأ إلى القضاء ،وتكون اإلدارة عندئذ في دور المدعي
عليه ،وهذا الوضع يعفيها من عبء ال شك أنه تقبل (.ليله ،الكتاب الثاني ،ص ،919الحاشية).
- 157تكون الدعوى مباحة لكل من له مصلحة قانونية قائمة أو لمن يهدف منها الى تثبيت حق أنكر وجوده أو االحتياط لدفع
ضرر محدق أو مستقبل أو االستيثاق من حق يخشى زوال دليله عند النزاع فيه وذلك باستثناء الحاالت التي يحصر فيها القانون
بأشخاص يحدد صفتهم حق تقديم طلب أو رخصة أو الدفاع عن مصلحة معينة ( المادة 1من قانون اصول المحاكمات المدنية ) .
83
القانون يهدد بممارستها حقوق األفراد وحرياتهم ،وربما تلجأ اإلدارة الى ممارسة امتيازاتها
لمحاباة البعض أو لمحاربتهم وفي الحالتين إضرار بالمصلحة العامة .
والقضاء ليس فقط سالحاً لحماية األفراد من مزاجية وتعسف اإلدارة ،ولكنه بالتأكيد أيضا
وداخل اإلدارة ذاتها ،حامي الطرف الضعيف في مواجهة الطرف القوي كما هو الحال بين
البلدية والدولة ،أو أقله هو في مطلق األحوال الحكم في النزاعات بين أشخاص القانون العام
158
. كافة
وتعتبر الرقابة القضائية أهم صور الرقابة في الدولة ،ذلك أن القضاء هو الجهة المؤهلة
لحماية مبدأ الشرعية والحفاظ عليه ،إذا ما توافرت الضمانات الضرورية التي تكفل له
اإلستقالل في أداء وظيفته بحيث يتمكن من القيام بعمله الرقابي على أكمل وجه .
كما تعتبر الرقابة ال قضائية أهم أنواع الرقابة ،ألن القضاء الذي يمارسها يتميز عن اإلدارة
بتوافر الخبرة القانونية والحيدة واالستقالل في أداء وظيفته المتعلقة بالمنازعات بين أي
شخص عام أو خاص -طبيعي أو معنوي -وبين البلدية وبين أي من هؤالء األشخاص
159
. ومنهم الدولة
وهكذا فإن حقوق األفراد وحرياتهم ال تكفل بصورة جدية إال في ظل الرقابة القضائية ،إذ هي
الرقابة الفعالة على أعمال اإلدارة .كما ان هذه الرقابة تؤدي ،باعتبارها في يد جهة بعيدة عن
اإلدارة الى حرص هذه االخيرة على القيام بأعمالها في حدود مبدأ الشرعية حتى ال تتعرض
للطعن فيها باإللغاء أو طلب التعويض عنها ،وحتى ال يكشف القضاء إنحرافها ويظهرها في
160
. وضع غير سليم يتنافى مع أهداف وظيفتها
فدولة القانون الحقيقية هي تلك التي توجد فيها رقابة قضائية على أعمالها اإلدارية يسلم
بنتيجتها الصحيح من هذه األعمال ويرذل غير الصحيح ،161ففي الدولة الديمقراطية الحديثة
ال يجوز ألي سلطة أن تتصرف أو أن تعمل اال في ظل القانون ووفقاً ألحكامه من هنا فقط
تستمد شرعيتها وقوتها ،وعلى هذا األساس بني مبدأ الشرعية.
158
-الخوري ،القانون اإلداري العام ،ج ، 4مرجع سابق ,ص .11
159
-نصت المادة األولى من قانون اصول المحاكمات المدنية على أن " :القضاء سلطة مستقلة تجاه السلطات األخرى في
تحقيق الدعاوى والحكم فيها ،ال يح ّد من إستقاللها أي قيد ال ينص عليه الدستور.
160
-د .محمد كامل ليله ،الرقابة على اعمال االدارة ,الرقابة القضائية ,دراسة مقارنة ,دار النهضة العربية للطباعة والنشر ,
الكتاب الثاني ،سنة , 4699\4695ص .459
161
-د .امين عاطف صليبا ،دور القضاء الدستوري في إرساء دولة القانون ,المؤسسة الحديثة للكتاب ,سنة , 2002ص .17
84
وهذا يعني حتماً فرض قيود على اإلدارة وضبط تحركها ضمن قواعد وأصول تتنافى مع
رغبتها في عدم رؤية أي حاجز يعترض سير عملها أياً تكن النواقص والعيوب التي تشوبها،
بإعتبار ان إدارة الشأن العام ،بحسب المفهوم الكالسيكي للسلطة العامة ال يمكن حصرها
وتقنينها في دائرة أو حدود معينة ،من هنا قيل " :يستحيل على اإلدارة أن تقوم بما أوكل
اليها اذا كان يتوجب عليها اإللتزام بأحكام القوانين .
يختلف المفهوم القانوني للرقابة القضائية عن مفهوم الرقابة اإلدارية ،ويتضح ذلك مما يأتي:
ٍ
قاض أو جهاز قضائي بينما يمارس الرقابة اإلدارية جهاز -1يمارس الرقابة القضائية
162
. اداري أو سلطة ادارية ،وهاتان السلطتان مستقلتان عن بعضهما البعض
يحرك الرقابة القضائية مراجعة قضائية عمالً بمبدأ أساسي يقول أنه يستميل على
ّ -8
المحكمة أن تتحرك تلقائياً ،بينما يمكن إذ للسلطة اإلدارية أن تتحرك تلقائياً ،الى جانب
163
. إمكانية تحركها نتيجة لمراجعة ادارية
-3تتم الرقابة القضائية باتباع اجراءات ومواعيد محددة ،ذلك بعكس الرقابة اإلدارية اذ ال
164
. تحتاج الى إجراءات أو مواعيد بخصوص التظلمات التي ترفع اليها
يلزم القاضي بفصل الدعوى المعروضة عليه فال يمكن إهمالها او إلتزام الصمت -4
165
،بينما يمكن لسلطة الرقابة اإلدارية أن توافق حيالها واال اعتبر مستكنفا عن احقاق الحق
أو تمتنع عن الموافقة على الق اررات البلدية ،كما يمكنها االمتناع عن نظر الملف المكمل
166
. إليها وهو ما تعتبر في الغالب موافقة ضمنية
162
-الفقرة هاء من مقدمة الدستور اللبناني .
163
-هناك حالة استثنائية وحيدة يمكن فيها للمحكمة أن تتحرك تلقائيا دون أي ادعاء وهذه الحالة تتعلق باالفالس وقد نصت عليها
المادة 614من قانون التجارة البرية الصادرة بالمرسوم االشتراعي رقم 426تاريخ 9160/90/06حيث تقول " :وللمحكمة أن
تأمر باتخاذ التدابير االحتياطية الالزمة لصيانة حقوق الدائنين بناء على طلب النيابة العامة أو عفوا من تلقاء نفسها وللمحكمة عند
االقتضاء أن تعلن االفالس من تلقاء نفسها أيضا ً .
164
-لكي ينتج التظلم اإلداري أثره في قطع مهلة مرور الزمن على الطعن القضائي ،يجب أن يتم تقديمه خالل المدة المحدودة
لتقديم هذا الطعن ،وهي شهران بحسب المادة 41من نظام مجلس شورى الدولة .
165
-المادة 6من قانون اصول المحاكمات المدنية .
- 166المادة 44من قانون البلديات
85
-5ليس للقضاء أن يحل محل اإلدارة التي أجرى رقابته على أعمالها وأن يتخذ عنها ق اررات
يفرض عليه القانون اتخاذها ،بينما يمكن لسلطة الرقابة اإلدارية أن تحل محل البلدية إذا
167
. تمنعت عن القيام بعمل من األعمال التي توجبها القوانين واألنظمة
-1إن الرقابة القضائية ليست محددة سلفاً في القانون أو محصورة بموضوع أو مبالغ
معينة ،أما الرقابة اإلدارية فال يمكن ممارستها ما لم ينص القانون عليها مسبقاً ويرسم
حدودها واألصول الواجب إتباعها ومن هنا يمكن القول بأنه ال رقابة دون نص وال رقابة أبعد
من النص.
-8تنتهي الرقابة القضائية بحكم يتمتع بقوة القضية المحكمة ويكون لهذا الحكم حجية
مطلقة اتجاه الكافة ،أما الق اررات اإلدارية الصادرة نتيجة الرقابة فال يكون لها تلك القوة ويبقى
لصاحب المصلحة أن يراجع القضاء ويطالب بإبطال العمل اإلداري .
-7يرفع القاضي يده عن الدعوى بمجرد اصدار حكمه النهائي في الموضوع ،بحيث ال
يمكن مراجعته ألي سبب كان ،168أما في الرقابة اإلدارية فإنه بإمكان البلدية أن تتوجه الى
سلطة الرقابة طالبة الرجوع عن قرارها بعد الموافقة .
-5يلزم حكم القضاء البلدية المحكوم عليها بالتنفيذ وفق األصول القانونية ،أما قرار سلطة
الرقابة اإلدارية فهو غير ملزم للبلدية لتنفيذه ،إذ بإمكانها إيقاف تنفيذ قرارها الذي خضع
للتصديق ،أو تعديله ،أو استبداله بقرار ،آخر شرط اخضاع التعديل أو االستبدال للرقابة فيما
لو كان خاضعاً لها اصالً .
واذا كانت الغاية من الرقابة القضائية هي التأكد من إنطباق العمل اإلداري أو عدم إنطباقه
على مصادره الشرعية ،أي مراقبة قانونية األعمال اإلدارية دون التطرق الى عنصر
المالءمة .فدور القاضي يقتصر على الفعل في الدعوى وفقاً للحقيقة ،وأحكامه تنحصر
بالنظر بشرعية الق اررات التي تتخذها البلدية فيثبتها أو يبطلها ،وهنا تلتقي الرقابة القضائية
مع الرقابة اإلدارية التي ال يمكن أن تتناول رقابة عنصر المالئمة ،كما أن دورها ينحصر
-شورى دولة ،رقم 401تاريخ ( 0220/0/90الرئيس قباني والمستشاران نصر وبو زين ) دعوى عيسى /بلدية طرابلس -
م.ق.إ 0229عدد 91مجلد 9ص . 644
167
-المادة 949من قانون البلديات ،شورى الدولة ،رقم 904تاريخ ( 9111/9/04الرئيس سعد هللا الخوري والمستشاران
فياض وااليوبي ) دعوى بلدية بيروت /الدولة -م.ق.إ 9119/9112عدد 9من . 021
168
-المادة 771من قانون أصول المحاكمات المدنية.
86
بالتصديق على الق اررات البلدية .وهكذا يتضح أن طريقتين المراجعة اإلدارية والقضائية
تختلفان أساساً وفي العمق .إال أنهما تكمالّن بعضهما البعض ويمكن القول بأن الرقابتين
وجدتا لتصويب أعمال البلديات وتفعيل دورها ،علماً بأن الرقابة اإلدارية تعتبر األساس
لتطوير العمل البلدي واجتناب وصول المنازعات الناتجة عن أعمال البلدية الى أيدي
القضاء .
لقد واكب مفهوم الدولة عبر العصور ضرورة مسايرة تنظيم العالقات اإلنسانية وضبطها
بقواعد تحتاج الى معايير يحكمها مبدأ المشروعية الذي يترتب التسليم به ،خضوع أعمال
وتصرفات اإلدارة لرقابة القضاء .
وعليه فموضوع الرقابة القضائية على مشروعية الق اررات اإلدارية اكتسب أهمية بالغة في
التشريع اللبناني ،فسن المشرع اللبناني قواعد قانونية مختلفة وهذا لتمكين المواطن من اللجوء
الى القضاء والذي هو من أولويات الحريات العامة ،فال يكفي أن تتحقق سيادة القانون عن
تنظيم السلطات وتحديد العالقات في ما بينها ،وانما يتوجب أن تتوافر الضمانات الالزمة
إلحترام اإلختصاصات المنوطة بها وحتى يمكن توقيع الجزاء الالزم في حالة مخالفة اإلدارة
للقانون .
87
السلطات من سلطة قضائية أو تشريعية ،فهو بهذا ُيمثل القاعدة التي يرتكز عليها عمل هذه
السلطات بإحترام القانون فهو مهم ليس فقط لحرية األفراد وحفظ حقوقهم ،وانما لمشروعية
السلطة نفسها .
فالدولة نجدها تلتزم بالقانون وتخضع له ،حيث أن أعمال هيئاتها العامة وق ارراتها النهائية ال
تكون صحيحة وال نافذة اال اذا اصدرت بناءاً على القانون وطبقاً له ،بل واحياناً أخرى
بالتطبيق الصحيح بحيث إذا صدرت على غير ذلك تكون غير مشروعة ويكون حق طلب
إلغائها ووقف تنفيذها فضالً عن حق طلب تعويض االضرار التي تسببها.169
فالمشرع يحرص دائماً على فرض القيود والحدود على سلطات اإلدارة لكي يحقق
ّ ولهذا
التوازن بين إمتيازات اإلدارة وسلطاتها وبين حقوق وحريات األفراد ،لذا وجب وجود نظام
قانوني رقابي على أعمال اإلدارة يضمن تحقيق مبدأ المشروعية ويعمل على تمكين
المؤسسات من إحترام مبدأ وسيادة القانون .
170
،بمعنى أن القاضي حيث ُيطلب منه التدخل لحسم فالرقابة القضائية هي رقابة مشروعية
بناء على الدعوى التي ترفع اليه ،فإنه يعمل على تطبيق
النزاع الناشب بين األفراد ،واإلدارة ً
أحكام القانون بمعناه العام على النزاع المطروح أمامه .
لذلك فإنه يبحث التصرف اإلداري مسار النزاع من حيث مطابقته أو عدم مطابقته لمبدأ
المشروعية ،فالرقابة القضائية محصورة في دائرة مبدأ الشرعية وتهدف الى المحافظة على
سالمة ذلك المبدأ في العمل لحماية حقوق االفراد وحرياتهم .
وال يستطيع القضاء أن يحل محل السلطة اإلدارية الصالحة في مباشرة اختصاصاتها
ليستنتج من هذه األوضاع النتائج القانونية التي تترتب عليها ،ويتخذ ما تقتضيه من مقررات،
وال أن يتدخل لتحديد االتجاهات العامة ورسم السياسة التي تسير اإلدارة عليها ،وتوجيه
األوامر اليها إلجراء عمل أو االمتناع عن إجراء عمل أو اتخاذ قرار ،ذلك عمالً بقاعدة
171
. الفصل بين الوظيفة القضائية والوظيفة اإلدارية
169
-الجرف طعيمة ،مبدأ المشروعية وضوابط خضوع اإلدارة العامة للقانون 1القاهرة ،دار النهضة العربية‘ ،469ص .1
170
-ان رقابة المشروعية تعني أن الرقابة تنصب على مدى شرعية القرار أو العمل اإلداري المتخذ وتناغمه مع القوانين
واالنظمة النافذة التي تعلوه مرتبة في سلم مصادر الشرعية .
171
-د .محمد كامل ليلة – االرقابة على اعمال االدارة ,لكتاب الثاني – مرجع سابق ,ص . 161
88
وال يجوز للقضاء ،بصفة عامة ،أن يحكم على اإلدارة بغرامة تهديدية ليكرهها على تنفيذ
األمر أو النهي الموجه اليها ،إذ يجب أن تظل لإلدارة حريتها الكاملة في إتخاذ ما تراه من
ق اررات بمقتضى وظيفتها اإلدارية وتكون تلك الق اررات خاضعة فقط لرقابة المحكمة قضائيا
اذا وضعت مخالفة للقانون .
وال يمكن للقضاء أيضا حجز أموال البلدية كما هي الحال مثالً بالنسبة لألشخاص الطبيعيين
ألن اموال البلدية هي اموال عامة .172وذلك ضماناً إلستم اررية سير المرافق العامة التي
تنتظمها البلديات بانتظام واطراد ،فأي خلل يعرض مصالح االفراد للضرر ويلحق لهم األذى،
كما ُي ّعرض في الوقت ذاته النظام العام لإلضراب فاإلستمرار هو اذا في الحقيقة روح أو
جوهر المرفق العام ولو لم يوجد نص بشأنه ،وهذا ما استقر عليه االجتهاد منذ سنوات
173
. طوال
وهكذا فإن حدود صالحيات القاضي تقتصر على إعالن األوضاع القانونية التي تشكل فقط
يبت بها ،فينظر في شرعية الق اررات أو األعمال فيثبتها أو يبطلها،
موضوع الدعوى التي ّ
بمعنى أنه يقضي بمشروعية العمل أو ببطالنه والغائه بسبب عدم مشروعيته ،كذلك يقضي
بالتعويض عن االضرار التي تنشأ عنه ،وهذا الوضع يكون بالنسبة ألعمال اإلدارة القانونية.
معين ،ويحيل
اال انه يعود لمجلس شورى الدولة أن ُيبطل القرار الظني برفض القيام بعمل ّ
174
. المستدعي على اإلدارة لكي ترجع عن موقفها السلبي وتبت بطلبه
ال تمتد هذه الرقابة التي يمارسها القضاء الى نطاق السلطة التقديرية طالما استهدفت
اإلدارة عند ممارستها تحقيق المصلحة العامة .فليس من حق القضاء التدخل لبحث التصرف
اإلداري من حيث المالئمة ،ألن مالئمة التصرف أو عدم مالئمته مسألة متروكة لتقدير
-د .محمد كامل ليلة ،الرقابة على اعمال االدارة ,الكتاب الثاني مرجع سابق -ص - 919المادة الثانية من قانون
172
واذا كان مبدئياً ال يحق لمجلس شورى الدولة تقدير مالئمة التدابير المطعون فيها عن
طريق النقض أو عن طريق االبطال لتجاوز االبطال لتجاوز حد السلطة ،غير انه على
القاضي ،في معرض مراقبته شرعية التدابير اإلدارية المشكو منها ،أن يتحقق من مادية أو
صحة الوقائع التي بررت هذه التدابير ،ومن ثم في حال ثبوت هذه الوقائع إعطائها الوصف
القانوني لمعرفة ما اذا كانت تبرر تطبيق العقوبات المنصوص عليها في القانون.176
لكن القضاء اإلداري الفرنسي أجاز لنفسه مراقبة تقدير اإلدارة واستنسابها للقرار الصادر عنها
177
. في مجال أعمال الشرطة البلدية المحلية خاصة فيما يتعلق بالحريات العامة
وقد سار مجلس شورى الدولة في لبنان على خطى زميله الفرنسي في هذا المجال ،فهو
يقرر من حيث المبدأ أن رقابته يجب أن تقتصر على الوقائع المادية والوصف القانوني
178
. المعطى لها دون عنصر المالئمة
لكن استثناء من هذا المبدأ ،نراه يتطرق احيانا الى عنصر المالئمة عندما تقضي الضرورة
بذلك ،ال سيما اذا كانت سلطة اإلدارة مقيدة ففي حال الحريات العامة ،التي كفلها الدستور،
نراه يقرر بأن رقابته ال تقتصر على صحة الوقائع والوصف المعطى لها ،بل انها تشمل
ايضاً تقدير العمل اإلداري بالنسبة الى خطورة الوقائع وفي ضوء ظروف الزمان .والمكان
بخالف الحريات األخرى التي ليس لها االهمية ذاتها والتي تقتصر الرقابة بصددها على
صحة الوقائع فقط .179
175
-د .محمد كامل ليله ,الرقابة على اعمال االدارة الرقابة االدارية ,دراسة مقارنة ,مرجع سابق ,ص . 499
- 176ان التحقق من مادية وصحة الوقائع التي بررت اتخاذ التدبير المشكو منه يطبق في جميع االحوال حتى اذا
كانت اإلدارة معفاة من تقليل ق ارراتها وفي معرض ممارسة الحكومة سلطتها االستنسابية ألنه اذا كانت اإلدارة حرة ان
تتخذ التدبير الذي تراه مناسبا لمواجهة ظروف معينة اال انه يجب عند ممارسة تلك السلطة أن يرتكز قرارها على
وقائع صحيحة وثابتة ( ش.ل .رقم 81تاريخ 21/8/11م.ق .إ عدد 11سنة 22ص . 813
-ش.ف 4611/7/46 .ينجمان ،المجموعة الفرنسية سنة - 4611ص 714الخوري -القانون اإلداري العام -ج- 2
177
90
أما اذا كان تصرف البلدية فعالً مادياً اخطأت في القيام به وترتّب على هذا الخطأ ضرر
ألحد االفراد ،فإن رقابة القضاء هذا تتمثل في الحكم على البلدية بتعويض الضرر الذي نشأ
180
. عن فعلها ،إذا ال يتصور في هذه الحالة الحكم بإلغاء الفعل المادي
وهكذا فممارسة الوظيفة اإلدارية ال تكون اال لإلدارة ،وليس للقضاء اال مراقبة تصرفاتها
وهي تمارس شؤون وظيفتها ،وهذه الرقابة مقصورة على الناحية القانونية للتصرفات اإلدارية
بحيث ال يصح أن تتجاوز هذا النطاق ،ذلك إن مهمة القضاء هنا هي الفصل في المنازعات
اإلدارية ،واجراء حكم القانون عليها دون أن يكون له شأن بالوظيفة اإلدارية.181
من هنا ،ال يجوز أن تؤدي هذه القيود المذكورة في الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة الى
التقليل من اهمية الدور الذي يؤديه القضاء في سبيل تحقيق العدالة ،فتصدي المواطن الفرد
لشخص القانون العام وحصوله بقوة القانون على حقوقه منه ،يعتبران عامل إطمئنان كبير
في المجتمع الذي يتوق ألن يرقى الى افضل درجات النظام والقانون والمؤسسات .
ان حق اللجوء الى القضاء هو ضمانة كفلتها كافة الدساتير والمواثيق الدولية وطريق حماية
الحقوق وتحقيق العدالة وحل النزاعات وضمان استقرار المعامالت ،وال بد أن يكون للجهة
المسؤولة عن تحقيق كل ذلك دور يمنحها إياه القانون ومما ال شك فيه أن للقاضي دور
بارز في كل ذلك .
ومسألة اإلثبات من أهم المسائل في كافة مراحل المحاكمة ال بل تكاد تكون جوهرها ،ذلك
وبناء على ذلك يتصدى
ً ان الحق موضوع التقاضي يتجرد من قيمته اذا لم يقم الدليل عليه،
القاضي بإق ارره صحة ومادية الوقائع للوسائل وبالتخصيص لإلثبات ،ويعتبر ان اإلثبات ينجم
عن المستندات المضمونة الى الملف ويمكن نقله من عاتق المستدعي الى عاتق اإلدارة.
وللقاضي أن يطلب من الفرقاء تقديم بعض الوثائق والمستندات ال سيما الملف الموجود
-يمكن ادانة اإلدارة من قبل القاضي اإلداري باصالح الضرر المادي الذي سببته للملتزم قبالً في حال تمديد مدة االشغال
180
المنسوبة الى صاحب المنشأ ( ش.ق في - 4699/40/49العمل القضائي -داللوز التحليلي - 4696ج - 2ص . 446
181
-د .محمد كامل ليله ،الرقابة على اعمال االدارة ,الرقابة القضائية ,مرجع سابق ،ص. 454
91
بحوزة اإلدارة ،اذ ان األصول اإلدارية تتسم بالطابع االستقصائي وهو ان لم يفرض على
اإلدارة المختصة ابراز جميع المستندات التي من شأنها أن تثبت قناعته .
وباألحرى االسباب الواقعية ،القانونية لقرارها ،غير انه ُيلزمها إثبات حقيقة الوقائع التي
استندت اليها أو على األقل تقديم بدء االثبات ،أو ان مستندات الملف يؤدي صحة الوقائع
المزعومة .
والقاضي هو المرجع الصالح للبت بعناصر االثبات المقدمة أمامه ما لم يوجد نص تشريعي
مخالف يعطي تلك الصالحية الى مرجع قضائي آخر.
تضمنت األحكام القانونية نصوصاً صريحة تخالف المبادئ العامة للقانون ،يلجأ
ّ واذا
القاضي في هذه الحال الى التقليل بقدر االمكان من مدى اهمية هذه النصوص تأميناً لتفوق
المبدأ العام على األحكام القانونية ،بإعتبار ان تلك النصوص تتضمن أحكاماً إستثنائية يجب
تطبيقها بصورة حصرية وضيقة.182
على اي حال يعود للقاضي وصف المراجعة ،وذلك لتطبيق األصول والقواعد العائدة لكل
نوع من التدابير اذا كان عمالً تأديبياً أم إدارياً باإلرتكاز الى البحث عن نية اإلدارة من خالل
النصوص القانونية التي استند اليها القرار المطعون فيه ،وعلى المسلمات أو المعطيات
الواقعية ،وعلى جسامة التدبير وفق معطيات القضية واخي اًر على مقياس جوهري هو التحليل
القانوني لألسباب التي ادت الى اتخاذ القرار المشكو منه ،علماً ان عملية البحث عن نية
اإلدارة من خالل النصوص التشريعية وجسامة التدبير ال تصبح حاسمة اال اذا ثبت وايدت
183
. بالمقياس األساسي
183
-ش.ل .رقم 116تاريخ ،61/9/25م.ق .إ .عدد 9سنة 67ص ( .196لمزيد من المعلومات عن قواعد اإلثبات يراجع:
المادة 414وما يليها من قانون أصول المحاكمات المدنية).
92
رقابته المطلب الثالث :االختصاص الوظيفي للقضاء العدلي في
184
على البلديات
من المبادىء الراهنة التي ما انفك ُيعلنها مجلس شورى الدولة ومحكمة حل الخالفات ،هو
ان حماية الحرية الفردية تدخل ضمن إختصاص القضاء العدلي ،بحيث يعود للمحاكم
الجزائية المختصة النظر في حجز حرية االشخاص خالفاً للقانون وهو ما يشكل نوعاً من
186
. أنواع الغلبة
فإختصاص المحاكم العدلية في المسائل المتعلقة بالتعدي على الحرية أو على الملكية
الفردية مقرر بعضه بنصوص قانونية ،وبعضه باالجتهاد ،ووحدها هذه المحاكم يدخل ضمن
اختصاصها ،مراجعة التعويض عن األضرار الناجمة عن التعدي على حرية األفراد،187
حتى ولو كانت هذه الدعاوى مقامة على البلدية .اال انه ال يجوز للقضاء العدلي فصل
المراجعات المتعلقة بشرعية العمل اإلداري ،أو بتفسير الق اررات اإلدارية التي تظل من
صالحية القضاء اإلداري.
ُ -نظم القضاء العدلي بالمرسوم اإلشتراعي رقم 470تاريخ 49ايلول ( 4691قانون القضاء العدلي).
184
185
-نظمت المادة 52وما يليها من قانون اصول المحاكمات المدنية إختصاص المحاكم فحددته بأربعة أنواع :اإلختصاص
الدولي -اإلختصاص الوظيفي – اإلختصاص النوعي -اإلختصاص المكاني.
-186جان باز ،الوسيط في القانون االداري اللبناني ,مرجع سابق ,ص - 138ش.ل .رقم 181تاريخ
،18/1/11قاطرجي /الدولة .
-ش.ل .رقم 217تاريخ 57/1/45المجموعة اإلدارية سنة - 57ش.ل .تاريخ 4694/40/49المجموعة اإلدارية سنة
187
، 4694ص .241
93
لكن هذا المبدأ الذي يجعل من المحاكم العدلية حارسة الحرية والملكية الفردية ويؤدي
بالتالي الى تعزيز صالحيتها ،يجب أن ال يؤدي في الوقت ذاته الى اضمحالل مبدأ آخر
أساسي هو مبدأ فصل السلطة اإلدارية عن السلطة العدلية ،ومن اجل إيجاد التوازن بين
هذين المبدأين أقر االجتهاد أن صالحية المحاكم العدلية تنحصر في حالتين :
188
. هما :حالة اإلستيالء وحالة التعدي
189
النبذة األولى :االستيالء
يعني االستيالء وضع يد البلدية على العقار ،خالفاً للقانون مؤقتاً أو نهائياً ،دون أن أن
يسبق ذلك معالة إستمالك أو أوامر إدارية وفقاً لألصول ،190وبهذه الحالة -نختص القضاء
العدلي وحده وحده بشكل حصري ،بالنظر بأعمال اإلستيالء التي ترتكبها البلدية ضد الملكية
الفردية ،حيث يمكن الطعن به حسب القوانين نتيجة االضرار التي تتسبب بها .
ويشترط لربط اختصاص القضاء العدلي أن يتوفر في عمل البلدية الشروط التالية :
ُ -
192
. ب -أن تكون الملكية غير منقولة
-شفيق حاتم ،القانون االداري ,االهلية للنشر و التوزيع ,بيروت ,سنة , 4656ص 221
188
-لمزيد من المعلومات حول نظرية االستيالء يراجع :كتاب القضاء اإلداري ،د .حافظ ،طبعة ثالثة ،سنة 4699ص
189
عقار ( من اجل التوسع في مفهوم جرائم اغتصاب العقار يراجع كتاب جرائم اغتصاب العقار للقاضي فؤاد ضاهر ،المؤسسة
الحديثة للكتاب سنة . ). 2000
-جان باز ،الوسيط في القانون اللبناني ,مرجع سابق ,ص .495
191
-ال يطبق االستيالء على نزع اليد عن عقار فحسب بل ايضا على الحالة التي تضع فيها اإلدارة يدها على حق عيني كحق
192
اإلداري يستعيد صالحيته ما لم ينص القانون على عكس ذلك ( باز ص . ) 496
-جان باز ،الوسيط في القانون االداري اللبناني ,مرجع سابق ص 499وما يليها .
194
94
فإذا توفرت هذه الشروط مجتمعة ،كان القضاء العدلي هو المرجع الصالح للبت في أي نزاع
ناتج عن ذلك ،غير ان هذا القضاء مخول لتقدير جميع عناصر التعويض فقط ،في حين
أن تقدير شرعية العمل اإلداري الذي نتج عنه اإلستيالء يبقى من إختصاص القضاء
اصر المدعي على انه مخالف له،
اإلداري .فإذا إدعت البلدية ان االستالء موافق للقانون و ّ
وذلك اثناء النظر بالدعوى ،فإنه ينبغي عندئذ على القضاء العدلي استثمار البث في
الدعوى وتكليف المدعي مراجعة القضاء اإلداري لبت قانونية أو عدم قانونية االستيالء ،هذا
مع اإلشارة إال انه يمكن نزع صالحية القضاء العدلي بوجود نص تشريعي مخالف يعطي
195
. الصالحية للقضاء اإلداري
ي ّشكل تعدياً أو عمالً تعسفياً كل اعتداء على الملكية الفردية منقولة كانت أم أم غير منقولة
وعلى احدى الحريات األساسية ( الحرية الفردية -حرمة المنزل ،196)....وهذا ما يميز
التعدي عن اإلستيالء فبينما هذا األخير ال يطبق اال في الملكية العقارية غير المقول يطبق
ال تعدي في الملكية المنقولة وفي الحريات العامة على حد سواء ،واذا كانت شروط التعدي
غير متوفرة ،فإن وضع اليد على المنقول يشكل خطأ من قبل اإلدارة يعرض مسؤوليتها
للتعويض ،وفي هذه الحالة تصبح الدعوى من صالحية القضاء اإلداري .
ويخضع التعدي ونتائجه إلعتبارات متعددة ،منها نية اإلدارة والظروف التي أحاطت بها ،
ويجب في هذه الحالة التمييز بين التعدي وعدم قانونية العمل اإلداري.
فإذا كان ٍ
تعد ُيشترط فيه توفر عدم قانونية العمل ،فالعكس ليس صحيحاً وال يعتبر كل عمل
غير قانوني تعديا واذا اجتمع االستيالء مع التعدي في قضية واحدة فإن الغلبة هي للتعدي
197
. وقواعده يجب تطبيقها
-ان صالحية القضاء اإلداري في الظروف االستثنائية تتمدد لتشمل مراقبة جميع أعمال اإلدارة ولتتناول مدى مالءمتها بل
195
ومدى ضرورتها ( نجا ،القانون اإلداري العام ،عن رقابة القضاء في ظل الظروف االستثنائية يرجى مراجعة ما تقدم بهذا
الشأن ,ص . ) 411
-ال يعتبر تعديا االعتداءات على حقوق فردية أخرى كاالعتداء على نشاط الفرد المهني ( باز ،ص . )457
196
95
-وقد رأت محكمة التمييز المدنية ان التعدي من قبل اإلدارة يكون في حالتين :
الحالة االولى :عندما تقوم اإلدارة بأعمال مادية تؤلف مسا" خطي ار بالحرية الشخصية أو
بالملكية الفردية بوضع اليد عليها وتفتقر بآن واحد الى اربطة قانونية أو نظامية تشدها
198
. اليها
الحالة الثانية :عندما تقوم اإلدارة بتنفيذ الق اررات اإلدارية بشكل مخالف لألصول .
وبذلك يعود أو النظر بالتعويض عن االضرار الالحقة بالملكية العقارية الفردية نتيجة أعمال
اإلدارة الى المحاكم العدلية حامية هذه الملكية مع االضرار الناتجة عن التعدي ،واإلستيالء،
واإلستمالك غير المباشر واإلستمالك ألجل المنفعة العامة ،199ولكن هذه الصالحية للمحاكم
العدلية ليست شاملة ومطلقة بل هي محصورة في نطاق التعدي أو اإلستيالء أو في حال
200
. وجود نص قانوني يوليها الصالحية
القانون الخاص هو مجموع القواعد القانونية التي تنظم العالقات التي تنشأ بين االشخاص ,
بحيث يحدد الحقوق و الواجبات القانونية لكال الطرفين .
يمكن للعقد أن يأخذ الصفة اإلدارية أو المدنية بتحديد مباشر من القانون حيث نصت المادة
11من نظام مجلس شورى الدولة انه " يعود لمجلس شورى النظر على االخص في
القضايا اإلدارية المتعلقة بعقود أو صفقات أو التزامات أو إمتيازات ادارية اجرتها االدارات
العامة أو الدوائر اإلدارية في المجلس النيابي لتأمين سير المصالح العامة " .
وحتى يكون العقد إداريا يشترط أن يكون أحد طرفيه شخصاً من اشخاص الحق العام وان
يكون موضوعه أو هدفه تأمين مصلحة عامة وأن يتضمن بنوداً خارقة غير مألوفة في
-تمييز مدني تاريخ ، 4696/44/44النشرة القضائية سنة ، 4654ص - 110ش.ل تاريخ 4676/44/49المجموعة
198
-محكمة الدرجة االولى في بيروت رقم 1تاريخ 4691/44/47العدل سنة ، 99عدد ، 1ص 191
200
96
القانون المدني ،201أو اذ كان متعلقاً بمرفق عام ،مما يرفع صفة العقد اإلداري عن العقود
التي تعود للملك الخاص ،202فالطابع الخارجي للعقد ال يكفي العتباره ادارياً كأن يكون قد
انجز بصورة مناقصة أو تلزيم .203
والعقد الشفهي هو وجوباً عقد مدني كذلك العقد الجاري أمام الكاتب العدل أو الذي له شكل
العقود الخاصة .204فمن الناحية المادية المجردة يكون العقد ادارياً عندما يهدف الى اشراك
المتعاقد في تنفيذ مرفق عام اداري أو تجاري أو صناعي ( كهربا ،مياه ).... ،كما في
205
.وما عدا ذلك اعطاء إمتياز لمرفق عام أو تأجير الرسوم البلدية أو صفقة اشغال عامة
فإن اإلدارة تبقى حرة أن تقف في جانب القانون اإلداري أو القانون الخاص ويكون العقد
إداريا أم ال وفقاً لما يتضمن ،مبدئياً ،من شروط خارقة .إستناداً لما تقدم ،يعتبر القانون
واإلجتهاد اللبنانيين ان العقود اإلدارية هي إما عقود ادارية تخضع للقانون العام .وبالتالي
يعود النظر بها للقضاء اإلداري ،أو هي عقود مدنية تخضع للقانون الخاص ويعود النظر
206
. بها الى القضاء العادي
-ش.ل رقم 167تاريخ 65/1/22م.ق .إ عدد 42سنة 69ص -112تاريخ 4691/1/29المجموعة اإلدارية سنة
201
4691ص 412
-ش.ل.في 14ايار سنة 4690المجموعة اإلدارية سنة ، 4690ص . 452
202
-تميز لبناني في 29شباط سنة 4619المجموعة المختلطة كلمة اختصاص قضائي عدد . 49
203
- 204محكمة استئناف بيروت في 1كانون الثاني سنة ، 1211النشرة القضائية سنة 1211ص . 131
-س.ل .في 45نيسان 4611المجموعة المختلطة ،الجزء اإلداري ص . 79
205
نصت المادة 10من القانون رقم 165تاريخ ( 2001/42/10الموازنة العامة والموازنات الملحقة لعام )2001على انه يمكن
للبلديات أن تقرر تلزيم جباية الرسوم على القيمة التأجيرية ورسوم صيانة المجارير واالرصفة ورسم الذبيحة تحت شروط التلزيم
بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الداخلية والبلديات ( ج.ر .عدد 9تاريخ
-المادة 94من نظام مجلس شورى الدولة -ش.ل .في 49حزيران سنة 4671النشرة القضائية سنة 4671ص . 559
206
97
ادارية ،فتدخل في االختصاص العدلي جميع األعمال التي تُعتبر من أعمال اإلدارة الخاصة
209 208 207
، ،وكعقود المقاسمة .وكبيع فضلة عقار كعقود ايجار االمالك الخاصة للبلدية
فإذا ابرمت اإلدارة عقد مع احد األفراد دون ان ينطوي على اي بند خارج عن المألوف فإن
هذا العقد يعتبر من عقود القانون الخاص وتدخل النزاعات الناتجة عنه ضمن اختصاص
القضاء العدلي .
وهكذا فقد اعتبر اإلجتهادان العدلي واإلداري ان عقود البيع التي تجري على أمالك الدولة
والبلديات الخاصة يعود النظر بها ،ال الى المحاكم اإلدارية ،بل الى المحاكم العدلية ،ألن
هذه العقود ال تنطوي على ممارسة اإلدارة للسلطة العامة بل تنزل فيها اإلدارة منزلة االفراد
العاديين ،وان هذه القاعدة تبقى مرعية بقطع النظر عن الشكل والصيغة الذين تتخذهما هذه
العقود ،أي سواء نظمت بالشكل اإلداري ،أو على أساس دفتر الشروط ،أو احتوت على
حقوق خاصة احتفظت بها اإلدارة ذاتها .
ومن أبرز نتائج تطبيق القانون الخاص على عقد البيع الجاري بالصيغة التي تقدم ذكرها،
هو ان البلدية إذا شاءت فسخ العقد يجب أن تستحصل على قرار من المحاكم العدلية
بفسخه طالما ان العقد هو خاص وليس ادارياً ،ثم إن البلدية تعفى من مراجعة المحاكم
لطلب الفسخ إذا انطوى العقد على شرط خاص فاسخ حكمي ينص صراحة على فسخه
حكماً بدون تدخل القضاء في حال تحققه .210
-ان الخالفات المتعلقة بملك اإلدارة الخاصة هي من صالحية القضاء العدلي ( ش.ل .رقم 49تاريخ 95/4/26م ،م.ق.إ
207
69/1/22م.ق.إ عدد 41سنة 66ص 17وراجع ايضا :آميل الحايك ،اصول المعامالت البلدية ،سنة 4669ص 209
وما يليها .
-تميز مدني ،ق اررات نهائية ،الفرقة الثالثة ،سنة ، 4695قرار رقم 15تاريخ ، 4695/7/6باز سنة ، 4695ص 294
209
تميز مدني ،غرفة اولى ،رقم 19تاريخ ، 95/7/44المجموعة اإلدارية سنة ، 95ص . 94
- 210هيئة التشريع واإلستشارات في وزارة العدل ،رقم 812تاريخ ،1228/2/2طالب الرأي :وزارة الداخلية،
مجموعة اآلراء اإلستشارية ،مجلد 1ج 1ملك بلدي خاص ص -3ويراجع :قرار مجلس شورى الدولة ،رقم 12
تاريخ 1281/1/12المنشور في مجموعة قرارات مجلس شورى الدولة ،ج 8ص -23وقرار محكمة التمييز ،
رقم 88تاريخ 1211/1/18المنشور في مجموعة باز ،ص .18
98
الفقرة الثالثة :النظر في المسائل الفرعية في اطار دعوى اصلية ينظر فيها القضاء
اإلداري .
ال يستطيع القضاء اإلداري النظر في المسألة الفرعية التي تدخل في اختصاص القضاء
العدلي ،فمبدأ الفرع يتبع األصل ال ُيعمل به في هذه الحالة .بحيث انه يترتب دائماً ،على
هذا القضاء أن يتوقف عن السير في الدعوى االصلية الى أن يبت القضاء العدلي بالمسألة
الفرعية ،وبعبارة أخرى ان جميع المسائل الفرعية التي هي من صالحية المحاكم العدلية
والتي تثار أمام المحاكم اإلدارية تعتبر مسألة مستأخرة لدى هذه المحاكم وال يجوز فصلها اال
من المحاكم العدلية .
وليس االمر دائماً كذلك ،فمسائل التفسير وتقدير صحة األعمال اإلدارية التي تثار أمام
المحاكم العدلية ،تنظر بها هذه المحاكم تارة باعتبارها مسألة مسبقة ،وتارة تتوقف عن النظر
بالدعوى االصلية الى ان يبت القضاء اإلداري بهذه المسائل ،اي انها تُعتبر تارة مستأخرة.
وتارة غير مستأخرة فالمبدأ هو ان القضاء العدلي ال يملك حق تقدير شرعية القرار اإلداري
التنظيمي أو الفردي ،أو حق تفسيره اال اذا كان واضحاً ،بحيث ال يثير التفسير اية صعوبة
211
. جدية
ولكي تكون هناك مسألة تستوجب الفصل قبل الدعوى االصلية من قبل قضاء آخر يجب
توفر شرطين هما :
الشرط الثاني :أن يكون فصل المسألة ضرورياً وحاسما للحكم بأساس الدعوى ،فإذا كان
فصلها غير مرتبط بفصل المسألة المثارة فال مبرر للتوقف عن رؤيتها .212وال يمكن وضع
-211لمزيد من المعلومات حول اختصاص القضاء العادي بنظر المسائل االولية -المستأخرة يراجع :
القضاء اإلداري د .حافظ ص 181وما يليها -والقانون اإلداري ،شفيق حاتم ،ص 111وما يليها -وباز ص
111وما يليها .
99
قواعد عامة بهذا الشأن ،وبالتالي فإن تقدير ذلك يعود الى القاضي الناظر بالدعوى
األساسية.
الثانية :هي أن القاضي اإلداري الذي يتوقف عن رؤية الدعوى مقّيد بقرار محكمة االحالة،
وهي هنا المحكمة العدلية ،ويمكنه متابعة النظر في الدعوى اذا كان قرار هذه المحكمة قد
صدر بالدرجة االخيرة ،أو اذا لم يعد قابال لإلستئناف ،فإنها ال تحول دون متابعة النظر في
الدعوى .
-واذا لم تفصل محكمة االحالة -العدلية -المسألة التي اوجبت التوقف عن السير
بالدعوى ألن احداً من الفريقين لم يعرضها عليها ،أو ألنها لم يفصلها ألي سبب ،فال يحق
في هذه الحالة للقاضي اإلداري أن يفصلها عنها بل يستنتج من ذلك ان الفريق الذي اثار
المسألة لم ُيثبت صحة السبب أو الدفع الذي أدلى به ،ويفصل الدعوى بحالتها الحاضرة.214
-ومحكمة اإلحالة ملزمة بفصل المسألة المعروضة عليها ،وال يحق لها أن تفصل اال هذه
المسألة كما وردت في قرار القاضي اإلداري ،وال يحق للقاضي أن يطلب فصل المسألة من
محكمة اإلحالة بل على الفريقين أو احدهما ،ويكون االكثر عجلة أن يطلب منها ذلك،
بحيث يقدم طلب التفسير بناء على قرار احالة تصدره المحكمة التي تطلب التفسير .
وال يجوز لمحكمة االحالة البحث فيما اذا كان قاضي األساس قد أخطأ في التوقف عن
متابعة الدعوى أم ال ،فإذا توقف مجلس الشورى خطأ عن فصل دعوى معروضة عليه ريثما
يصار الى فصل هذه المسألة أخرى أمام القضاء العدلي ،وكان بإمكان المجلس فصل هذه
المساءلة ،فإن المحكمة العدلية ملزمة باجراء التفسير الالزم ما لم يتعارض ذلك مع
إختصاصها فتعلن عندها عدم صالحيتها .
214
-جان باز ،الوسيط في القانون االداري اللبناني ,مرجع سابق ,ص .246
100
-كما ال يجوز للفريقين أو ألحدهما أن يطلب من محكمة االحالة فصل مسائل غير التي
مقيدة بقرار محكمة األساس فال يحق لها فصل
عينتها محكمة األساس في قرارها ،فهي ّ
مقدم المراجعة يمكنه أن يضمنها وجهة نظره في النقطة المثارة كما
أمور لم ترد فيه ،اإلذن ّ
يمكنه ان يدعم وجهة نظر بكل ما من شأنه أن يغلّبها .
على أن ذلك ال يمنع احد المتقاضيين من سلوك طريق أخرى ومن اقامة دعوى مستقلة أمام
محكمة االحالة لفصل نقاط لم ترد في قرار محكمة األساس وكيف لمحكمة االحالة أن
215
. تصحح السؤال المطروح عليها
215
-جان باز ،الوسيط في القانون االداري اللبناني ,مرجع سابق ,ص 222وما يليها.
101
الخاتمة
استعرضنا في هذه الدراسة آليات العمل الرقابي الذي تمارسه السلطة المركزية على بلدية
حارة حريك ،حيث كشفنا عن ابرز المشاكل التي تعانيه البلدية بسبب هذه الرقابة ,كما تعرفنا
الى اشكال هذه الرقابة الثالثة االدارية و المالية و القضائية و اآلراء الفقهية حول هذه
الرقابات.
تناولنا في هذا البحث في القسم الثاني بعد ان قمنا بتناول كيفية تطبيق و ممارسة هذه
الرقابة في بلدية حارة حريك ،و بعد ان تحدثنا عن مكان وهيكلية ومكاتب البلدية وشرحنا
لعملية التدريب ،تمكنا من تحديد االشكاالت التي تخلقها هذه الرقابة ,بعد ان تعرفنا الى
سلبيات و إيجابيات هذا التدريب ومن ابرز النتائج التي توصلنا اليها:
اوال" :عدم تمكين البلدية من تحصيل الضرائب التي ينص عليها القانون .
رابعا" :النقص في عدد الموظفين وعدم توفر الثقافة االدارية لهؤالء اذا وجدوا .
خامسا :تعدد الرقابات على عمل البلديات ,حيث تعيق عمل البلدية احيانا" وخاصة في
الرقابة المسبقة
ان الواقع الذي يقتضي التسليم به هو ان الدولة تمر حاليا" بأزمات عديدة وفي مقدمتها
ا الزمة االقتصادية التي ربما تطول لسنوات ,وهذا االمر من شأنه االنعكاس سلبا" على
االنماء المتوازن للمناطق الذي يعتبر ركنا" من أركان الدولة واستقرار النظام وفق ما نصت
عليه الفقرة "ز" من مقدمة الدستور اللبناني ,وهذا يعني ان على البلديات دورا" صعبا" للغاية
يقتضي عليها القيام به تغطية لما تقصر عنه الدولة أقله ضمن الحدود الدنيا للخدمات .
102
من هنا يقتضي معالجة ملف البلديات بالسرعة القصوى ال سيما في ظل قصور الدولة
واجهزتها عن تحقيق متطلبات العصر في حدودها الدنيا بشكل يسمح للمواطن بعيش كريم .
أوالً :العمل على معالجة الشأن المالي ,من خالل ايجاد حلول مالئمة لمعالجة النقص في
موارد البلدية ,بوضع تنظيم جديد للصندوق البلدي المستقل يلحظ وجوب اعداد موازنة خاصة
به ,و وضع استراتيجية متطورة في الجباية وتحصيل الرسوم والضرائب من المواطنين .
ثانيا" :العمل على اختيار موظفين اداريين بواسطة مجلس الخدمة المدنية وفقا" لمعايير
محددة بدال" من اعتماد المحسوبيات والخدمات السياسية .
ثالثا" :تعزيز الشفافية في العمل البلدي لتمكين المواطنين من االطالع على كافة الموارد
والنفقات ولمعرفة كيفية التصرف بها ,و لتمكينهم من مساءلة السياسات العامة في بلدتهم .
رابعا" :انشاء و ازرة خاصة بالبلديات و اعادة درس الحجم الجغرافي و الديموغرافي للبلدية عن
طريق ضم بلديات صغرى مجاورة لبعضها ,بما يشكل وحدات إقليمية اوسع ذات موارد
اكبر.
خامسا" :معالجة وضع التشابك في الصالحيات بين البلدية و االدارات العامة و تحديد هذه
الصالحيات بشكل أدق منعا" للخالف و النزاعات التي تؤدي الى شلل العمل البلدي .
سادسا" :تسهيل و توضيح الرقابات لتصبح اسرع و اكثر اقتصادية غير مكلفة .
سابعا" :التخفيف من عدد الرقابات ،بحيث تكون محدودة ،الن رقابة واحدة فاعلة خير من
اجهزة متعددة تتشابك فتؤدي الى تباطئ في سير العمل البلدي ،مع التشدد في الرقابة
االدارية الالحقة دون المسبقة مما يسرع في عمل البلديات و يخفف من هدر المال العام.
ثامنا" :زيادة وتفعيل عدد المراقبين الماليين لتمكينهم بالقيام بواجباتهم الرقابية و التوجيهية
في عمل البلديات المالي .
103
نضع هذه االقتراحات أمام المعنيين لعل وعسى أن يأخذوا ببعضها لتتمكن تجربة الالمركزية
االدارية من النجاح اسوة بالدول المتقدمة ،فينمو الوطن مع نمو البلديات و يزدهر مع
ازدهارها.
الم راجع
الجرف ،طعمة ,مبدأ المشروعية و ضوابط خضوع الدولة ,مكتبة القاهرة الحديثة , -
سنة . 1554
-الحايك ,إميل ,اصول المعامالت البلدية ,دون دار نشر ,طبعة ثانية ,بيروت
.1554,
-الخوري ,يوسف سعد اهلل ,القانون االداري العام ,تنظيم اداري ,اعمال و عقود
ادارية ,الجزء االول ,الطبعة الثانية ,سنة . 1557
الخير ,خالد ,المبادئ العامة في القضاء اإلداري . -
-القباني ,بكري ,الرقابة االدارية ,مطبعة دار التأليف القاهرة
اإليعالي ,فايز ,قواعد اإلجراءات الجزاءية ,المؤسسة الحديثة للكتاب طرابلس, -
سنة .1554
باز ,جان ,الوسيط في القانون االداري اللبناني ,سنة . 1581 -
-حافظ ,محمود محمد ,القضاء اإلداري ,الطبعة الثالثة ,القاهرة ,سنة . 1511
-خليل ,محسن ,مبادئ القانون االداري ,القضاء االداري اللبناني و رقابته العمال
االدارة ,دراسة مقارنة ,الجزء الثاني ,دار النهضة العربية للطباعة و النشر ,
بيروت ,سنة .1518\1511
-شبلي ,خطار ,دراسات مالية و اقتصادية وصفحات من حياته ,المنشورات
الحقوقية صادر ,سنة .1554
-صليبا ,العميد الدكتور امين عاطف ,دور القضاء الدستوري في ارساء دولة القانون
,المؤسسة الحديثة للكتاب ,سنة . 8118
104
عبداهلل ,عبد الغنى بسيوني ،وقف تنفيذ القرار اإلداري في أحكام القضاء اإلداري -
,منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،الطبعة الثانية ،سنة . 8111
-فوديل ,جورج ,القانون اإلداري ,الجزء الثاني.
-قباني ،خالد ،الالمركزية االدارية ومسألة تطبيقها في لبنان ،منشورات بحر المتوسط
و منشورات عويدات ,باريس و بيروت ,سنة . 1571
-نجا ,مهاب ,القانون اإلداري العام ,دار الشمال للطباعة والنشر و التوزيع ,طبعة
اولى ،سنة .1551
المصادر
ثانيا" :القوانين:
-قانون البلديات المرسوم اإلشتراعي رقم 117الصادر في /31حزيران .1588/
-قانون أصول المحاكمات المدنية المرسوم اإلشتراعي رقم 51تاريخ .1573/5/11
-قانون الموجبات والعقود المرسوم اإلشتراعي رقم 5تاريخ .1538/3/5
-قانون العقوبات المرسوم اإلشتراعي رقم 341تاريخ .1543/3/1
ثالثا" المراسيم:
-المرسوم رقم 1485تاريخ 1551/8/5إخضاع بعض البلديات ألحكام قانون
المحاسبة العمومية ولرقابة ديوان المحاسبة والرقابة المالية .
-المرسوم 3811تاريخ 1571/8/3إلخضاع األعمال المالية في بعض إتحادات
البلديات الى سلطة مراقب مالي يسمى المراقب العام .
105
-المرسوم 8115تاريخ , 1558/1/5والمرسوم رقم 1184تاريخ ( 1555/5/8
تسوية أوضاع المراقبين العامين في البلديات واتحاد البلديات وكيفية تعينهم .
-المرسوم 8513تاريخ /5أيار 8111/المنشور في الجريدة الرسمية عدد 81تاريخ
, 8111/5/17ومعدل بالمرسوم رقم 115تاريخ ,8111/11/5ج .ر.عدد 51
تاريخ . 8111/11/7
107
فهرس
القسم األول :قسم وصفي حول أعمال التدريب العملية 1 ............................... ................................
الفصل الثاني :االعمال المنفذة خالل التدريب وتقييمها 40 ............................. ................................
الفقرة االولى :النتائج التي توصلت اليها الباحثة 40 .................................... ................................
الفقرة الثانية :المهارات التي اكتسبتها الباحثة 42 ..................................... ................................ .
القسم الثاني :الرقابة االدارية المالية القضائية على عمل البلديات 47 .......................................
الفصل االول :الرقابة االدارية و المالية على البلديات 49 ................................ ................................
المبحث األول :الرقابة االدارية على البلديات المبحث 45 ............................... ................................
الفقرة الثالثة :حدود الرقابة االدارية 22 ................ ................................ ................................ :
الفقرة االولى :طرق الرقابة االدارية على المجلس البلدي 12 ........................... ................................
النبذة االولى :الرقابة عن طريق انشاء البلدية واجراءات انتخاب اعضائها 12 .........................................
النبذة الثالثة :الرقابة عن طريق طلب االجتماع وحضور الجلسات 11 ................. ................................
النبذة الرابعة :الرقابة عن طريق التوقف عن العمل نهائيا 11 .......................... ................................
الفقرة الثانية :الرقابة االدارية على مقررات المجلس البلدي 11 ......................... ................................
الفقرة الثالثة :مبررات الرقابة االدارية على التنفيذ 15 ................................... ................................
النبذة الثانية :رقابة الديوان المؤخرة 11 ................ ................................ ................................ .
النبذة الثانية :الرقابة على اعمال الموظفين وعلى نصوص تعيينهم 17 ................ ................................
ثانيا" :أنواع الق اررات التي يتخذها الديوان 15 ............ ................................ ................................
المطلب الثاني :رقابة المراقب المالي العام 19 ........... ................................ ................................
الفقرة الثانية :سلطة المراقب المالي العام 70 ............ ................................ ................................
المطلب الثالث :لجان االعتراضات على الرسوم والعال وات البلدية 71 ................... ................................
الفقرة األولى :صالحيات البلدية في فرض الرسوم والغرامات 71 ...................... ................................ :
النبذة االولى :الغاية من فرض الرسوم البلدية 71 ..................................... ................................ :
النبذة الثانية :طبيعة الغرامة المتفرعة عن الرسم البلدي 77 ............................ ................................
109
الفقرة الثانية :حدود صالحيات لجنة االعتراضات 75 .................................... ................................
المبحث األول :رقابة القضاء اإلداري على البلديات 94 .................................. ................................
المطلب األول :االختصاص الوظيفي للقضاء اإلداري في رقابته على البلديات 94 .....................................
الفقرة االولى :صالحيات القضاء اإلداري وخصائص المراجعة أمامه 94 ................. ................................
الفقرة الثانية :اختصاص القضاء اإلداري عند عدم مراجعة موازنة 91 ................... ................................
الفقرة الثالثة :ابرز المواضيع التي يختص بها القضاء اإلداري 91 ...................... ................................
النبذة الثالثة :األشغال العامة واألعمال اإلدارية 97 .................................. ................................ :
المطلب الثاني :طرق التنازع أمام القضاء اإلداري 95 ................................... ................................
الفقرة الثانية :الرقابة عن طريق قضاء التعويض الشامل 50 ............................ ................................
الفقرة الثالث :الرقابة عن طريق قضاء التفسير وتقدير صحة األعمال اإلدارية52 ................................... .
المطلب الثالث :تنفيذ أحكام القضاء اإلداري 51 ....................................... ................................ :
الفقرة االولى :مختلف حاالت عدم تنفيذ اإلدارة للق اررات القضائية57 .................. ................................ .
الفقرة الثانية :اآلثار المرتبة على تلكؤ اإلدارة في تنفيذ أحكام القضاء 55 ............. ................................
الفقرة الثالثة :الوسائل الممكنة اللزام اإلدارة على تنفيذ أحكام القضاء 90 ........... ................................ .
المبحث الثاني :رقابة القضاء العدلي على البلديات 92 ................................. ................................
المطلب الثالث :االختصاص الوظيفي للقضاء العدلي في رقابته على البلديات92 .................................. .
110
الفقرة الثانية :أوجه التباين والتشابه بين الرقابة القضائية والرقابة اإلدارية 97 ........................................
الفقرة االولى :الرقابة على المشروعية 95 ............. ................................ ................................ .
الفقرة الثالث :دور القاضي في عملية االثبات وتكوين قناعته 64 ...................... ................................
المطلب الثالث :االختصاص الوظيفي للقضاء العدلي في رقابته على البلديات 61 .....................................
النبذة الثانية :التعدي أو العمل التعسفي الذي ترتكبه اإلدارة حيال الملكية الفردية والحركات األساسية األفراد 67 ...
النبذة الثانية :القضاء الصالح للنظر بالعقود المجراة من قبل البلدية 65 ............... ................................
111