You are on page 1of 116

‫الجامعة اللّبنانية‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية واإلدارية‬


‫العمادة‬
‫الرقابة اإلدارية والمالية القضائية‬
‫على عمل البلديات‬

‫تقرير حول أعمال التدريب في بلدية حارة حريك‬


‫في المدة الزمنية من‬
‫‪ 7112/1/72‬حتى ‪7112/8/11‬‬

‫أعد لنيل شهادة الماستر المهني في الحقوق – قسم القانون العام‬

‫إعداد الطالبة‬
‫نيفين قاسم طليس‬

‫لجنة المناقشة‬

‫رئيسا‬ ‫(األستاذ المشرف)‬ ‫الدكتور صالح محمد طليس‬


‫عضوا‬ ‫(أستاذ مساعد)‬ ‫الدكتور جان سليم العليه‬
‫عضوا‬ ‫الدكتور رجاء محمود الشريف (أستاذ مساعد)‬

‫‪7112-7118‬‬

‫‪2‬‬
‫الجامعة اللبنانية غير مسؤولة عن اآلراء‬
‫الواردة في هذه الرسالة وهي تعبر‬
‫عن رأي صاحبه فقط‬

‫‪3‬‬
‫اإلهداء‬

‫"الحمد اهلل" الذي بنعمته تتم "الصالحات" بعد مسيرة دراسية حملت في طياتها‬
‫الكثير من الصعوبات والمشقة والتعب أهدي تخرجي‪....‬‬

‫إليكما يا من أحمل اسمكما بكل افتخار‪...‬‬

‫إليكما يا قدوتي ونبراسي الذي ينير دربي‪...‬‬

‫يا من أُدين لك بحياتي أبي الحبيب‪....‬‬

‫ِ‬
‫إليك يا بسمة حياتي وقرة عيني أمي الحبيبة‪...‬‬

‫إلى رفيق دربي وسندي زوجي الحبيب‪....‬‬

‫إلى أخوتي وأخواتي نبضات قلبي‪...‬‬

‫إلى أرجوحة قلبي وثمرة عمري ابني‪....‬‬

‫‪4‬‬
‫الشكر‬
‫إلى من كانت معرفته مكسباً لي‪.....‬‬

‫ومن اتخذته مثاالً أحتذي به‪.....‬‬

‫إلى من خصص لي وقته دوماً رغم مشاغله‪....‬‬

‫إلى األب واألستاذ والدكتور صالح طليس‪....‬‬

‫إلى اللجنة المحترمة التي ساعدتني في هذا العمل من أشرافها ونصائحها‬

‫‪5‬‬
‫ملخص التصميم للرسالة‬

‫القسم األول‪ :‬قسم وصفي حول أعمال التدريب العملية‬

‫الفصل األول‪ :‬وصف المؤسسة محل التدريب‬

‫الفصل الثاني‪ :‬األعمال المنفذة خالل التدريب وتقييمها‬

‫القسم الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية المالية القضائية على عمل البلديات‬

‫فصل أول‪ :‬الرقابة اإلدارية والمالية على البلديات‬

‫مبحث أول‪ :‬الرقابة اإلدارية على البلديات‬

‫مبحث ٍ‬
‫ثان‪ :‬الرقابة المالية على البلديات‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬الرقابة القضائية على البلديات‬

‫مبحث أول‪ :‬رقابة القضاء اإلداري على البلديات‬

‫مبحث ثاني‪ :‬رقابة القضاء العدلي على البلديات‬

‫‪6‬‬
‫المقدمة‬

‫تطورت مهام ووظائف الدولة ومرت بعدة مراحل‪ ،‬بدأت بدولة الشرطي أو كما تسمى‬
‫الحارس لتصل حاليا" الى مرحلة دولة الخدمات‪ .‬ونظرا" لكثرة األعباء على الدولة الحديثة‬
‫وللتمكن من قيامها بمهامها وظائفها كان ال بد من اعتماد بعض اشكال الالمركزية التي‬
‫تمثلت بنوعين أساسيين المركزية مرفقية كالمؤسسات العامة والمركزية إقليمية كالبلديات‪.‬‬

‫البلدية هي إدارة محلية‪ ،‬تقوم ضمن نطاقها الجغرافي بممارسة الصالحيات التي يخولها‬
‫القانون‪ ،‬تنشأ بلدية في كل مدينة أو في كل قرية أو مجموعة من القرى‪ ،‬حيث تضع كل‬
‫بلدية نظاماً لموظفيها ومالكاً له‪ ،‬وكذلك نظاماً إلجرائها ولها أن تنشأ ما تحتاجه من‬
‫الوحدات اإلدارية والمالية والفنية‪ ،‬الشرطة والحرص واإلطفاء واإلسعاف‪ ،‬وتتولى و ازرة‬
‫الداخلية إعداد البلديات لتمكينها من اإلضطالع بمهامها‪ ،‬وتطبق بحق البلدية األصول‬
‫المتبعة في تنفيذ األحكام الصادرة بحق الدولة‪.‬‬

‫هذه الالمركزية التي وجدت أساسا" للمساهمة في تأمين الخدمات للمواطنين كانت‬
‫تهدف الى تخفيف األعباء على السلطة المركزية وتمكين الناس كمجموعات إقليمية كتأمين‬
‫مصالحها على قاعدة " أهل مكة أدرى بشعابها"‪ .‬ولتمكينها من القيام بمهامها أعطيت‬
‫البلديات نوعا" من اإلستقالل المالي واإلداري بشكل نسبي وغير مطلق من أجل الحفاظ على‬
‫وحدة الدولة ‪ .‬ومقابل هذا اإلستقالل النسبي وخوفا" من تعزيز الروح اإلنفصالية أو اإلنحراف‬
‫عن األهداف األساسية للبلديات وجد ما يسمى بالرقابة والتي تعني رقابة السلطة المركزية‬
‫على عمل السلطات الالمركزية‪.‬‬

‫فهذه الرقابة تعتبر مؤشر على مدى تقدم اإلدارة ومقياس للحس الديمقراطي فهي تظهر‬
‫لنا مدى تقدم المجتمع على الصعيد الديمقراطي‪ .‬لكن هذه الرقابة سيف ذو حدين فمن جهة‬
‫تضمن وترشد وتسهل قيام البلديات بدورها األساسي‪ ،‬لكنها من جهة ثانية قد تعيق مجال‬
‫عمل هذه البلديات ‪.‬‬

‫من هنا أهمية هذا الموضوع ألن فعالية وانتاجية هذه الرقابة تعطي صورة عن النظام‬
‫السياسي في أي بلد من البلدان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أما سبب إختياري لهذا الموضوع ينبع من اهتمامي كمواطنة بمعرفة كافة حقوقي‬
‫أدرس مادة الحقوق في معهد فني وتقني‪ ،‬حيث أشرح‬
‫وواجباتي اتجاه البلدية خاصة انني ّ‬
‫نظريا" مواضيع الرقابة اإلدارية والقضائية والمالية على عمل البلديات‪ .‬فرأيت من المناسب‬
‫أن أدرس عن الموضوع من خالل حالة عملية ألقارن بين ما أرى عمليا" وما قرأت نظريا"‪.‬‬

‫أهدف من خالل هذه الدراسة الى ابراز دور أجهزة الرقابة في توجيه وارشاد عمل اإلدارة‬
‫ومراقبة ادائها ومحاولة تحسين أساليب العمل في البلديات ‪ .‬كما سأسعى خالل بحثي هذا‬
‫الى كشف بعض المعوقات التي تسببها هذه الرقابة بعد أن أشرح الدور المطلوب من هذه‬
‫األجهزة على الصعيد اإلدارية والمالية والقانونية‪.‬‬

‫لذلك فإن إشكالية هذا البحث تدور حول ماهية الرقابة بكافة أشكالها على عمل البلديات‬
‫من الناحية النظرية وكيفية تنفيذها عمليا" في بلدية حارة حريك‪ ،‬وسنحاول اإلجابة على‬
‫التساؤالت التالية‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬هل تمكنت هذه الرقابة من القيام بالدور المطلوب منها؟‬

‫ثانياً‪ :‬ما هي إيجابيات وسلبيات هذه الرقابة؟‬

‫ولمعالجة هذه اإلشكالية سنعتمد المنهج الوصفي التحليلي عندما نقوم بشرح وتحليل‬
‫النصوص القانونية التي ترعى عمل أجهزة الرقابة على البلديات كما سنقوم باعتماد المنهج‬
‫اإلستقرائي عندما نحاول دراسة حاالت تطبيق هذه النصوص على أرض الواقع‪ ،‬وذلك أثناء‬
‫محاولتنا تحديد الثغرات في هذه الرقابة لنحاول إيجاد نظرية عامة للرقابة على عمل‬
‫البلديات‪ ،‬كما سنعتمد المنهج اإلستنباطي الستخراج بعض المقترحات لتفعيل هذه الرقابة‬
‫وتمكينها من تحقيق األهداف المرجوة‪.‬‬

‫وخالل تطبيقي لهذه المنهجية في الشق العلمي واجهت بعض الصعوبات التي تمثلت‬
‫في حذر بعض العاملين في البلديات من اعطاء معلومات عن عملهم وعن عمل أجهزة‬
‫الرقابة بشكل عام ألن العقلية السائدة في مجتمعاتنا العربية بشكل عام ال تزال تتمثل بالحذر‬
‫من الصراحة‪ ،‬والباطنية في العمل خوفا" من بطش السلطة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ولمعالجة هذا الموضوع ارتأيت‪ ،‬وعمال" بتوجيهات اإلدارة المعتمدة في كلية الحقوق‪ ،‬ان‬
‫اقسم البحث الى قسمين؛ القسم األول تناولت فيه مكان التدريب المتمثل في بلدية حارة حريك‬
‫ومكان تواجدها واألقسام والمكاتب التي تتألف منها والمقابالت التي أجريتها والندوات‬
‫واألنشطة التي شاركت فيها إضافة الى القوانين واألنظمة المتعلقة بعمل البلدية وما واجهته‬
‫من مشاكل وما تلقيته من تسهيالت وذلك بالمبحث األول‪.‬‬

‫أما في المبحث الثاني‪ :‬قمت بإستعراض األعمال التي نفذتها خالل فترة التدريب‬
‫والمهارات التي اكتسبتها خالل هذه الفترة واإليجابيات والسلبيات التي رافقت عملي التدريبي‪.‬‬

‫أما في القسم الثاني فقمت بدراسة الرقابة بكافة اشكالها حيث تناولت في الفصل األول‬
‫الرقابة اإلدارية والمالية على البلديات وخصصت الفصل الثاني للرقابة القضائية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫القسم األ ول ‪ :‬قسم وصفي حول أعمال التدريب العملية‬

‫تسعى المفاهيم الجديدة في االدارة الى إعطاء شكل جديد للمؤسسات يتميز بالصغر‬
‫والب ساطة وهياكل تنظيمية متطورة ‪ ،‬يغلب عليها الطابع التكنولوجي والمعلوماتي والخدماتي‬
‫المتطور‪ ،‬حيث تعتبر الالمركزية هي النظام الذي يقوم على اساس تقسيم وتوزيع سلطات‬
‫الوظيفة االدارية في الدولة بين االدارة المركزية من جهة وبين هيئات ووحدات ادارية مستقلة‬
‫ومتخصصة على اساس اقليمي جغرافي من ناحية أخرى‪ ،‬مع وجود رقابة وصائية ادارية‬
‫على هذه الوحدات والهيئات الالمركزية ‪ ,‬ومن بين هذه الوحدات الالمركزية واشدها تطبيقا‬
‫والين تعتبر من ابرز صورها هي‪ ،‬البلدية‪.‬‬

‫تحتل بلدية حارة حريك بوصفها مؤسسة عامة مكانة معينة في االهتمام بتقديم الخدمة‬
‫االنمائية لمجموع المواطنين مما دفع الباحثة الى اختيارها والتدريب فيها لدراسة العمل‬
‫الرقابي وكيفية تطبيقه‪.‬‬

‫الفصل االول ‪ :‬وصف المؤسسة محل التدريب‬

‫هي مؤسسة عامة تحمل اسم بلدية حارة حريك وهي جزء من الضاحية الجنوبية في‬
‫بيروت‪ ,‬لبنان‪ ،‬تقع شمال غرب مطار بيروت الدولي‪ ،‬وتعتبر حارة حريك من المناطق‬
‫الجميلة بعمرانها وشوارعها المميزة‪ ،‬وهي مثال للعيش المشترك بين المسلمين الشيعة‬
‫والمسحيين‪ .‬وترعى البلدية نشاطات انمائية وخدماتية لمجموع المواطنين اضافة الى نشاطات‬
‫ثقافية ورياضية وبيئية متنوعة ما يؤكد مستوى االهتمام الذي توليه البلدية لخدمة المواطنين ‪.‬‬
‫كونها مرفقا يتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واالداري‪ ،‬فهي بذلك تبتغي منفعة‬
‫المواطنين جميعهم وتلتزم بالواجبات المفروضة عليها التي تؤهلها القيام بمهامها المتخصصة‬
‫الالزمة لوجودها بهدف تحقيق الغاية من انشائها المتمثلة بتقديم الخدمة االنمائية لجميع‬
‫المواطنين دون تمييز بينهم ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المطلب األ ول ‪ :‬مكونات البلدية‬

‫البلدية هي دائرة حكومية تقوم بتطوير المدن والقرى المحيطة بها باإلضافة إلى تقديم‬
‫الخدمات العامة‪ ،‬إن بلدية حارة حريك تتمركز في مبنى واحد مؤلف من طابقين‪ ،‬في كل‬
‫طابق عدة غرف يتخللها مكتب الرئيس اوال ‪ ,‬ومكاتب الطاقم االداري المؤلف من عدد من‬
‫الموظفين مثال ‪:‬‬

‫‪-‬مكتب رئيس البلدية ‪ :‬فهو المسؤول االول وله صالحيات شاسعة من حيث تنفيذ المشاريع‬
‫والتوظيف وشراء السيارات الالزمة له ولموظفي البلدية والمعدات الثقيلة وبناء المباني‬
‫المملوكة للبلدية‪ ،‬ويستطيع ان يفوض صالحياته لنائبه او مساعده ‪.‬‬

‫‪ -‬مكتب للكاتب ‪ :‬الذي يختص بتسجيل محاضر الجلسات كمعامالت الناس كإفادة‬
‫محتويات وافادة عقار وهو من يقوم بإعداد مشاريع القرار ليتم التوقيع عليه من قبل اعضاء‬
‫المجلس البلدي ورئيس البلدية ‪.‬‬

‫‪ -‬مكتب أل مين الصندوق‪ :‬حيث يكمن دوره بتدقيق الحسابات ويقوم بعملية الصرف بناء‬
‫على امر الصرف سواء من المجلس البلدي او رئيس البلدية ‪.‬‬

‫‪ -‬مكتب لمحامي البلدية‪ :‬حيث يقوم بإسداء المشورة لمجلس البلدية بشان المسائل القانونية‬
‫التي تؤثر على المدنية ويجب ان يكون على دراية جيدة في قانون الوالية الذي ينظم انشاء‬
‫وتشغيل عمل البلدية باإلضافة الى حل المشاكل التي تواجه البلدية مع المواطنين الذين‬
‫يستنكفون عن دفع المستحقات من ضرائب ورسوم ومخالفات‪.‬‬

‫‪ -‬مكتب االشغال ‪ :‬الذي يتخلله عدة اقسام منها فنية والتي تكون مسؤولة عن تخطيط المدن‬
‫والمباني والمشاريع الحكومية واعطاء التراخيص الالزمة لذلك ‪ ,‬ومنها قسم يختص بالبيئة‬
‫التي يراسه عادة طبيب بيطري او مراقب صحي‪ .‬مهمة هذا القسم منح الموافقة على فتح‬
‫المحالت التجارية والخاصة ومتابعة نظافة المدينة ومراقبة االسواق والمحالت التي لها‬
‫عالقة بالصحة العامة وتحرير المخالفات للمخالفين من اصحاب المحالت التجارية ‪.‬‬

‫وقسم اخر لمراقبة االراضي والتعديات‪ ،‬وهو قسم مسؤول عن مراقبة األراضي‬
‫الحكومية البلدية ومنع التعدي عليها او البناء فيها دون صك ملكية أو رخصة بناء من‬

‫‪5‬‬
‫البلدية باإلضافة الى قسم الشؤون المالية وهو مسؤول عن المصروفات وااليرادات من‬
‫الميزانية التي خصصت للبلدية ويقوم بتامين المعدات الالزمة لألقسام االخرى في البلدية‪.‬‬

‫قسم شؤون الموظفين وهو مسؤول عن كل الموظفين من حيث رواتبهم واجازاتهم‬


‫وحقوقهم كما يتولى منصب مدير شؤون الموطنين في العادة مساعد رئيس البلدية‪.‬‬

‫تقوم البلدية بجميع االعمال المتعلقة بتنظيم منطقتها واصالحها وتجميلها على الصحة‬
‫والراحة والسالمة العامة ولها في سبيل ذلك اتخاذ كافة التدابير الالزمة ‪ ,‬وفق ما نص عليه‬
‫القانون‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نشا طات الباحثة ‪ /‬أ عمال التدريب‬

‫قمت تمهيدا لعميلة التدريب الميداني في المؤسسة العامة التي تحمل اسم بلدية حارة‬
‫ُ‬
‫حريك بتقديم طلب الى رئيس البلدية ادمون نعيم الذي اعطى موافقته عليه بتسمية المحامي‬
‫عباس الغول لإلشراف على التدريب‪ ،‬ثم احال المتدربة الى المحامي السابق ذكره لتسهيل‬
‫مهامها وتحقيق اهداف التدريب المنشودة لمعرفة دور االدارة الالمركزية في التنمية لجميع‬
‫المواطنين باإلضافة الى دور الرقابة االدارية والمالية والقضائية بعمل البلدية المذكورة‪ ،‬وما‬
‫يلحق ذلك من تعديل في سلوكهم نحو االفضل وبالتالي تحقيق نتائج فعالة انمائية خدماتية‬
‫خاصة وان ميدان العمل هو لمصلحة المواطن وراحته‪.‬‬

‫لتحقيق اهداف التدريب الميداني فقد قامت الباحثة على التعرف على اقسام البلدية‬
‫كقسم شؤون الموظفين وقسم االشغال وقسم الشؤون المالية واالدارية وقسم التدريب والتأهيل‬
‫المهني والتقني والفني والثقافي والبيئي ثم قامت بمراقبة كيفية اداء الموظفين ألعمالهم حسن‬
‫تتسنى لها الفرصة‪ ،‬كما حاولت بعد أخذ االذن والموافقة من رئيس البلدية من اجراء‬
‫مقابالت مع الموظفين المعنيين الذين ادلوا بمعلومات حول طبيعة عملهم وكيفية التحاقهم‬
‫بالعمل وتدريبهم قبل وبعد توظيفهم ‪.‬‬

‫قد سهل المحامي المشرف على التدريب حصولي على نسخة من المراسيم المنشئة‬
‫للبلدية وهيكليتها التي تحتوى على وحدة التدريب المستمر لتطوير عمل البلدية ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫باإلضافة الى مشاركتي ببعض الندوات والمحاضرات التي اضافت لي معلومات حول‬
‫طبيعة العمل البلدي وكيفية تطويره‪ ،‬قمت من خالل تدريبي العملي في بلدية حارة حريك‬
‫باإلضطالع على كيفية سير عمل البلدية وذلك خالل فترة تواجدي فيها‪ ،‬الحظت الكثير من‬
‫العوائق والمخالفات بالرغم من منعي من اإلضطالع على ملفات تتعلق بأمور مالية‬
‫وباألخص فيما يتعلق بالنفقات على المشاريع اإلنمائية والخدماتية‪ ،‬باإلضافة إلى أنني‬
‫الحظت تغيب واضح لدور الرقابة على أعمال اإلدارة‪ ،‬وسألت عن هذا الموضوع فكانت‬
‫عما إذا كان لرقابة ديوان المحاسبة أو‬ ‫ٍ‬
‫اإلجابة جداً متحفظة وغامضة‪ ،‬ولم آخذ جواب شاف ّ‬
‫فعال على أرض الواقع‪ .‬وطلبت اإلطالع على بعض أنواع‬
‫التفتيش المركزي أي دور ّ‬
‫الق اررات السابقة الصادرة عن التفتيش المركزي أو ديوان المحاسبة حيث تمت الموافقة على‬
‫طلبي فاطلعت على عدة ق اررات ومنها قرار صادر عن ديوان المحاسبة سندا للمادة ‪ 78‬من‬
‫قانون تنظيمه يتعلق موضوعه عن مصير الرسوم البلدي المحققة في حال شغور العقار ألي‬
‫سبب دون اعالم البلدية من قبل المالك او من يقوم مقامه ‪ ،‬و قرار صادر عن الهيئة العليا‬
‫للتأديب بصرف مهندس في مصلحة الهندسة في بلدية الحارة بسبب تقاضيه امواال بصورة‬
‫غير مشروعة و اعطاء ايصاالت موقعة بأسماء غير صحيحة‪ ،‬ما الحظته من خالل‬
‫مطالعتي للق اررات الصادرة عن الهيئات الرقابية انها ال تمس اشخاص ذو شأن بمعنى ‪ ,‬هي‬
‫ق اررات فقط تمس موظفين عاديين و ال تمس رؤساء بلديات او اعضاء ‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪:‬قسم وصفي حول اعمال التدريب‬

‫تمت اعمال التدريب في اقسام متعددة من البلدية وهي التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬دائرة الشؤون االدارية والمالية حيث تتم ادارة العمليات الداخلية المالية بما يتماشى‬
‫مع سياسات واهداف البلدية العامة‪ ،‬ووضع البرامج الخاصة بالموظفين واالشراف‬
‫على تنفيذها ‪.‬‬
‫‪ -‬مكتب االستقبال والدخول هو المسؤول عن اعطاء المعلومات للمواطنين ‪.‬‬
‫‪ -‬مكتب االشغال حيث يقوم من خالل المهام الموكلة اليه بتسجيل االستئجار وتنظيف‬
‫المجاري في الشارع ‪.‬ويمنع تسريب المياه من على الجسور باإلضافة الى رفع‬
‫ريغارات في الشوارع واعمال تزفيت الطرقات الخ ‪.........‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬قسم التدريب والتأهيل المهني والتقني حيث يفتتح دورات توعوية وارشادية لمساعدة‬
‫المواطنين لمعرفة حقوقهم وواجباتهم لتحسين وتطوير عمل البلدية ‪.‬‬
‫‪ -‬قسم النادي البيئي حيث يهدف الى ترشيد استهالك الطاقة والمياه في المدن والقرى‬
‫‪ -‬قسم المكاتب االجتماعية التي تهدف الى تنظيم االنشطة التفاعلية في المدارس‬
‫والمهنيات والمهرجانات ‪.‬‬
‫‪ -‬قسم مفرزة الشرطة التي تهدف الى ازالة التعديات على االمالك العامة والتي اضيف‬
‫الى عملها مؤخ ار تحديد تسعيرة المولدات ‪.‬‬
‫‪ -‬قسم التنمية المحلية حيث يفتح برامج وورش التوجه واالرشاد االسري والذي يقوم‬
‫بعملية دراسات واحصاءات عن احتياجات البلدة ومواردها ‪.‬‬
‫‪ -‬قسم شؤون الموظفين الذي يقوم باإلشراف على شؤون العاملين والموظفين والتزامهم‬
‫بالدوام المفروض والتواصل الدائم معهم ‪.‬‬
‫‪ -‬قسم التنظيفات المسؤول عن جميع عمليات التنظيف في البلدية‬

‫وقد كان معدل النشاط والتدريبي اربعة مساحات يوميا على مدى ثالثة ايام اسبوعياً‬
‫بدأت منذ ضمن ايام العطل الممنوحة للمدارس وخارج دوام عملي كمدرسة ‪,‬وقد قام‬
‫بالتدريب محامي البلدية الموكل من قبل الرئيس الذي ساهم في توجيه التدريب للحصول‬
‫على الهدف المنشود في االجابة على االسئلة التي اعتقدت انها ضرورية إلنجاز هذا‬
‫التقرير كما قام باالتصاالت الالزمة برؤساء االقسام لتسهيل مهمة التدريب لديهم من‬
‫خالل اجراء المقابالت ‪.‬‬

‫الفقر ة الثانية ‪ :‬المشاكل والتسهيالت‬


‫ان التطرق الى موضوع اختيار بلدية حارة حريك بوصفها مؤسسة عامة يكشف عن عدة‬
‫مشاكل ومعوقات في سير عملها‪ ,‬اذ تفقد معظم المؤسسات العامة مفاهيم تطبيق االتجاهات‬
‫الحديثة في االدارة وتوجيه االهتمام الكافي لها من خالل تفعيل اداء العاملين بتطبيق برامج‬
‫انمائية تؤهل البلدية الحتالل المكانة االولى من بين كافة بلديات لبنان ‪ ,‬اال ان االمر لم‬
‫يخلو من تقديم بعض التسهيالت الممنوحة من قبل افراد الطاقم العامل بتقديم المعلومات‬
‫التي تفيد هذا البحث ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المشاكل التي واجهت الباحثة‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬هناك عدد من المشاكل التي واجهت هذا العمل التدريبي وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم وجود مكتب خاص للمتدرب ‪.‬‬
‫‪ -‬انصباب جهود االدارة على تنفيذ مهام العمل المكتبي اليومي الروتيني مما يفسر‬
‫عدم التطوير وينعكس ذلك على دائرة شؤون الموظفين التي تهتم بتقديم الخدمات‬
‫على حساب التنمية والتدريب‪.‬‬
‫‪ -‬عدم السماح للباحثة باالطالع على معلومات تدين مكامن التقصير والخلل‬
‫بالمؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة توزيع االستمارة الخاصة بقياس رضا الموظفين بسبب عدم اقتناع رئيس‬
‫البلدية بفائدة االستطالع مما ادى الى نقص في المعلومات ‪.‬‬

‫التسهيالت‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬تم الحصول على نسخة من القوانين والمراسيم المعلقة بالبلديات بصورة حصرية ‪,‬‬
‫السيما قانون البلديات الصادر بالمرسوم االشتراعي رقم ‪ 88/117‬وتعديالته ‪,‬‬
‫والمرسوم ‪ 78/5555‬المتعلق بتحديد اصول المحاسبة في البلديات ‪ ,‬والمرسوم‬
‫االشتراعي رقم ‪ 111‬المتعلق بتنظيم االدارة العامة ‪ ,‬والمرسوم ‪ 111‬المتعلق‬
‫بالتنظيم االداري الخاص بالبلديات ‪.‬‬
‫باإلضافة الى الحصول على قوانين فيما خص الرقابة القضائية مثال المادة ‪ 55‬من قانون‬
‫البلديات وغيرها ‪............‬‬

‫كما سجلت الباحثة تسهيالت قدمها رئيس البلدية للقيام بالمقابالت االزمة للحصول على‬
‫المعلومات الضرورية إلتمام هذا البحث واعطائه صبغة الدقة‪ ،‬اضافة الى إتاحة الفرصة‬
‫امامها لحضور بعض الندوات والمحاضرات والمشاركة فيها مثال‪ :‬ندوات ثقافية وانمائية‬
‫بعنوان قوة التحفيز‪ ،‬الزواج المدني‪ ،‬الروبوت‪ ،‬االمن االنساني والدور البلدي في مواجهة‬
‫التحديات‪ ،‬القيم السياسية في العمل السياسي الخ ‪.........‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االعمال المنفذة خال ل التدريب وتقييمها‬

‫حاولت المتدربة بهدف الوصول الى نتائج سليمة وصحيحة القيام بعدة نشاطات‬
‫تخول اكتساب هذا البحث نسبة يعتد بها من الموضوعية والمصداقية ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬تقييم الباحثة للتدريب‬

‫تكتسي اعمال التدريب في البلدية ميزة خاصة بسبب تنوع االقسام وكثرة عدد المرتادين‬
‫من المواطنين اضافة الى تعدد االقسام وكثرها ‪ .‬وقد أتيحت للباحثة فرصة المشاركة بندوة‬
‫داخل البلدية تحت عنوان ‪ " :‬االمن االنساني والدور البلدي في مواجهة التحديات " حيث‬
‫حاضر في الندوة رئيس مجلس ادارة المؤسسات فاروق جبر الذي حث على دور البلدية‬
‫خالل االوضاع الصحية االقتصادية والثقافية واالجتماعية في ضخ العافية على هذه‬
‫المحاور وتنظيم الدورات التي تساهم في تسليح الشباب بمهنة تساعدهم في مواجهة الحية ‪.‬‬

‫كما نظمت البلدية محاضرة ثقافية بعنوان " قوة التحفيز " حيث تم التطرق الى‬
‫فكرة التحفيز على النجاح وعوامل التربية المؤثرة على التقدم واالبداع بإدارة المدرية سميحة‬
‫زين الدين ‪.‬‬

‫وأ تيح للباحثة ايضا المشاركة بندوة بعنوان " ادارة النفايات لبيئة سليمة " برعاية اتحاد‬
‫بلديات الضاحية وبالتعاون مع ائتالف ادارة النفايات حيث القى الدكتور خالد قباني خطاب‬
‫اكد على ان فرز النفايات من المصدر خشبة الخالص الزمة النفايات لكل لبنان وهو بحاجة‬
‫لتوعية من المنازل والنوادي والحركات الكشفية والمعالجة بحاجة لجهود الجميع من بلديات‬
‫ومنظمات ‪.‬‬

‫الفقرة االول ى ‪ :‬النتائج التي توصلت اليها الباحثة‬

‫تعتبر البلديات صورة مصغره عن الحكومة المركزية وتتشابه معها بأمور كثيرة‬
‫منها تحصيل الضرائب وتسجيل الواردات والنفقات ضمن موازنة تبين االموال المصروفة‬
‫وابواب صرفها ‪,‬ومنها دور الرقابة االدارية و المالية و القضائية ومدى تأثيرها على العمل‬
‫البلدي ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫يوجد الكثير من البلديات ال تعرف الموازنات وال تعرف من تحصيل الضريبة اال‬
‫القليل ‪ ،‬وذلك الن عملية التحصيل ال تخضع للقانون العام بل للعرف االجتماعي والثقافة‬
‫التي تقول بان اموال الدولة مباحة ويمكن عدم دفعها‪ ،‬فتأتي االزمات لتزيد من الضغوط‬
‫على البلديات مثال ازمة النفايات التي دخلت البلديات فيها كشريك في ايجاد الحل دون ان‬
‫تكون شريكا في سبب االزمة باإلضافة الى هالك عمل البلدية بسبب كثرة الرقابة ‪.‬‬

‫من هذا المنطق ارتأت الباحثة مشاكل ومعوقات تحول دون تطوير العمل البلدي‬
‫وهذه المشاكل هي‪:‬‬

‫‪ -1‬انقسامات ضمنية ( غير معلن عنها ) داخل المجالس البلدية وذلك بسبب هيمنة‬
‫احزاب طائفية على المجالس البلدية مما يعني تدخل كل حزب من هذه االحزاب‬
‫الطائفية في خصوصيات المجلس البلدي‬

‫( إدخال مفاهيم وعادات ال عالقة لها بمفهوم الدولة ) ‪.‬‬

‫وتبعا لذلك يصبح هناك نفو ار بين السلطة المحلية وبعض مكونات النسيج االجتماعي‬
‫من مواطنين ومؤسسات المجتمع المدني والتي ال تحمل بالضرورة تلك المفاهيم والعقائد ‪.‬‬

‫‪ -8‬وجود نقص في عدد الموظفين وهذا عائق اساسي امام عمل البلدية وما يزيد من‬
‫حدة هذه المشكلة عدم امكانية التوظيف وعدم امكانية تحديث المالك البلدي إلضافة‬
‫لحاجات جديدة ‪ ,‬والواضح ان الجسم البلدي يتضمن موظفين‬ ‫وظائف جديدة تلبية‬
‫قدماء بحاجة الى تدريب وتأهيل‪ ،‬باإلضافة الى غياب رقابة التفتش المركزي فيما‬
‫خص تعيين و اعداد وتدريب الموظفين‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود معاناة بموارد البلدية المالية كونها غير كافية وتأخير دائم في اقرار‬
‫موازنات البلدية حيث تعيق تنفيذ الخدمات والمشاريع االنمائية ‪ ,‬فالركود‬
‫االقتصادي يؤثر على عملية الجباية للرسوم المباشرة الذي ينعكس سلبا" على‬
‫قدرة المواطنين على دفع مستحقاتهم كما ينعكس على نشاط القطاعات‬
‫االقتصادية كقطاع البناء والفنادق والمحالت التجارية في النطاق البلدي ‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم توزيع اموال الصندوق البلدي بانتظام بالرغم من ان القانون ينص على‬
‫ضرورة توزيع هذه االموال من ايلول من كل سنة بموجب مرسوم ‪ ,‬كما ان‬

‫‪11‬‬
‫البلديات ال تعرف ما هي حصتها قبل الحصول عليها مما يعرقل صياغة موازنة‬
‫البلدية ‪ ,‬فهي بالتالي ال تستطيع اعداد الموازنة على نحو واقعي وتكون موازنتها‬
‫تقديرية بعيدة عن الواقع‪ ،‬الى جانب هذه العوامل فان اقدام الحكومات السابقة‬
‫على التصرف ب ‪ % 85‬من عائدات الصندوق البلدي المستقل وتحويلها الى‬
‫مجلس االنماء واالعمار لتمويل بعض المشاريع ادى ايضا الى تقليص واردات‬
‫البلديات‪ ،‬وعدم حصول البلديات على ‪ %11‬من فواتير الهاتف والكهرباء والمياه‬
‫ومن العوامل االخرى التي تعيق زيادة الموارد البلدية منع الفوائد على اموال‬
‫البلديات والغاء برائة الخدمة من بعض المعامالت‪.‬‬
‫‪ -5‬يعتبر معظم العاملين في البلدية ان الروتين االداري هو العائق الرئيسي امام‬
‫عملها وانه يدفعها احيانا" لاللتفاف حول القانون لتنفيذ اعمالها بسرعة ولتوفير‬
‫الدورة الطويلة التي تمر بها المعامالت‪.‬‬
‫‪ -1‬تعترض البلدية الكثير من تعددية الرقابات على العمل البلدي وخاصة رقابة‬
‫وزير الداخلية و المحافظ و القائمقام و ديوان المحاسبة‪ ،‬حيث ينبع هذا‬
‫االعتراض من كون المجلس البلدي هو هيئة منتخبة باإلضافة الى غياب‬
‫التنسيق بينها وبين المؤسسات الرسمية وخاصة الو ازرات فيما يتعلق بالمشاريع‬
‫المنفذة داخل النطاق البلدي‪.‬‬
‫‪ -8‬فقدان البلدية القدرة والرؤية لوضع مخطط توجيهي وهذه مسؤولية الدولة عن‬
‫وضع خطط شاملة لإلنماء المتوازن في كافة المناطق اللبنانية حيث تحدد من‬
‫خاللها الخصوصيات االقتصادية لكل منطقة ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المها رات التي اكتسبتها الباحثة ‪.‬‬

‫لقد اغنى التدريب مهارات الباحثة في عدة مجاالت ‪:‬‬


‫‪ -‬ربط النظري بالعملي وارض الواقع اضافة الى اغناء مخزون المعلومات عن سير‬
‫عمل البلدية والمعوقات التي تعيق عملها من خالل كثرة االطالع على الكتب‬
‫والدراسات المتخصصة في هذا المجال مما ولد فضوال لمعرفة كل جديد يتعلق به ‪.‬‬
‫‪ -‬مرونة التواصل والتعامل مع االخرين وتطوير القدرة على تفكير بعدة مفاهيم وربطها‬
‫وانماء القدرة على الدفاع عن االفكار البحثية بطريقة ال يصطدم مع االخرين ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬اكتشاف الثغرات المتعلقة بسير العمل البلدي وتحديد وتحليل اشكالية العالقة بين ما‬
‫ندرسه نظريا وما نجده على ارض الواقع ‪ ,‬ومستوى االداء وتعزيز مهارة عمل‬
‫البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على الربط بين مالءمة بعض المناصب الوظيفية وبين شاغلي هذه‬
‫المناصب‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على تحمل العديد من المهام الصعبة بشكل فعال ‪.‬‬
‫‪ -‬اكتشاف نقاط الضعف لدى الباحثة مما ساهم في تنمية الثقة بالذات وتقبل رئي‬
‫االخرين وعدم االصرار على تغيير مفاهيمهم ‪.‬‬
‫‪ -‬الجرأة في التحدث امام المجموعات والنقاش بالشأن العام ‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية القدرة على التفكير المنطقي والتعبير وتبسيط االفكار والتركيز على ما له‬
‫معنى وقيمة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تقييم التدريب‬

‫تواجه المؤسسات العامة في لبنان العديد من الصعوبات التي تقف عائقا" امام‬
‫مسيرتها نحو اصالح وعصرنة الخدمة العامة وفق التوجيهات الحديثة للعمل‬
‫اإلدراي‪ ،‬االمر الذي يلزمها اعادة النظر في طرق اداء العمل ‪ ,‬وتصميم هياكلها‬
‫التنظيمية حسب الوظائف االساسية والفرعية التي تؤديها مختلف االجهزة االدارية‬
‫والرقابية الخاصة بها في تجسيد مشاريع هيكلية حديقة اكثر مالءمة مع متطلبات‬
‫االنماء واحتياجات المواطنين ال بد من ضرورة ايجاد وسيلة إللزام المواطنين على‬
‫دفع المستحقات براءة الذمة ‪ ,‬وتقييم القاعدة الضريبية الحالية ومكننة قاعدة‬
‫معلومات للقاعدة الضريبية‪ ،‬باإلضافة الى تطوير طرق لتسهيل جباية الضرائب‬
‫البلدية ‪ ,‬وكف ايادي السياسيين عن التدخل بعمل البلدية والتقليل من كثرة الرقابة‬
‫لعرقلتها سرعة عمل البلدية ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬السلبيات التي رافقت التدريب‬

‫لكل عمل سلبياته وايجابياته اال ان اهم السلبيات التي شكلت عوائق هي ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الشعور باإلحباط نتيجة فقدان الروح االجتماعية وسط مجموعة جديدة خالف ما‬
‫تعودة المتدربة في حياتها التقليدية ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم معاملة المتدربة كموظفة مما ولد جوا من عدم الثقة‪ ،‬فالمتدربة كانت مرغمة‬
‫على االجابة عن استفسارات الموظفين الذين اجرت المقابالت معهم بهدف اضفاء‬
‫جو من الطمأنينة ‪.‬‬
‫‪ -‬االفتقار الى تبادل اآلراء واالفكار مع الموظفين بسب ضغط العمل ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ايجابيات التدريب الميداني في البلدية‬

‫ان فكرة التدريب في البلدية كانت جيدة ومثمرة لالستفادة من المفاهيم الجديدة إلدارة‬
‫البلدية ومحاولة تطويرها ومن ابرز االيجابيات ‪:‬‬
‫‪ -‬صهر المعارف الدراسية النظرية وتفاعلها مع واقع الحياة العملية مما يساهم في نقلة‬
‫نوعية من عالم النظريات الى بيئة الواقع العملي ‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة القصوى من الوقت حيث تخطت المتدربة االجزاء الغير ضرورية وركزت‬
‫على ما يحتاجه التدريب ‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل المعارف النظرية الى مهارات تمكن من حل بعض مشاكل االداء في البلدية‬
‫بما يتوافق مع قيم البلدية وثقافتها ‪.‬‬
‫‪ -‬اتاحة الفرصة لإلبداع وتطوير القدرات الذاتية للتكيف مع متغيرات جو التدريب من‬
‫خالل االنفتاح على بيئة عمل مغايرة لتلك التي اعتادتها المتدربة وهذا ما اتاح لها‬
‫توسيع ادراكتها إلدارة البلدية وتنمية مهارات مختلفة‪.‬‬
‫بعد ان تعرفنا الى الواقع االداري في بلدية حارة حريك‪ ،‬و كيفية قيامها بواجباتها في ظل‬
‫الرقابة التي تمارسها اجهزة السلطة المركزية عليها‪ ،‬ال بد لنا من التعرف على هذه الرقابة‬
‫بأشكالها الثالث في القسم التالي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫القسم الثاني ‪:‬الرقابة االدارية المالية القضائية على عمل البلديات‬

‫تمثل الرقابة احدى الوظائف االدارية الهامة بين وظائف االدارة التي تتمثل في التخطيط ‪،‬‬
‫التنظيم‪ ،‬التوظيف‪ ،‬التوجيه ‪ ،‬والرقابة‪ ،‬وتنطوي وظيفة الرقابة على تلك األنشطة واألعمال‬
‫التي تصمم خصيصاً للتأكد من أن الوقائع واالحداث تتماشى مع الخطط الموضوعة‪ ،‬ومن‬
‫ثم فهي تقيس االداء وتصحح االنحرافات السلبية وتؤكد تحقيق الخطط‪ ،‬اذن هي العين‬
‫الساهرة على بقية الوظائف االدارية‪.‬‬

‫بالرغم من ان المؤسسات العامة تتمتع باالستقالل المادي و االداري ‪,‬إال ان هذا االستقالل‬
‫ليس مطلقا"‪ ،‬وانما تخضع هذه المؤسسات الالمركزية الى رقابة االدارة المركزية التي تراقب‬
‫أعمالها‪ ،‬بهذا االستقالل يعطي للمؤسسة حق المباشرة في القيام بأعمالها‪ ،‬لكن هذه الممارسة‬
‫تبقى تحت عدة انواع من الرقابة تقسم الى ثالثة أنواع ‪.‬‬

‫النوع االول ‪:‬الرقابة االدارية‬

‫النوع الثاني ‪:‬الرقابة المالية‬

‫النوع الثالث ‪:‬الرقابة القضائية‬

‫ونحن سنتناول هذه الرقابات الثالث في فصلين ‪ ,‬فصل أول نتحدث فيه عن الرقابة االدارية‬
‫و المالية والفصل الثاني نتحدث فيه عن الرقابة القضائية ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل االول‪ :‬الرقابة االدارية و المالية على البلديات‬

‫للتأكد من تحقق األهداف التي نص عليها القانون‪ ،‬تمارس الرقابة اإلدارية والمالية على‬
‫كافة المؤسسات واإلدارات والهيئات‪.‬‬

‫والرقابة على البلديات كإحدى المؤسسات العامة أمر ضروري حتى نضمن احترام مبدأ‬
‫المشروعية مع ما يرافق ذلك من توجيهها والعمل على تطويرها واصالحها‪ ،‬بحيث تقابل‬
‫الالشرعية بإبطال العمل االداري غير الشرعي ‪,‬والن هذا العمل االداري يدور حول عنصرين‬
‫اساسيين هما االدارة والمال‪ ،‬لذا سنقسم الدراسة إلى مبحثين ‪:‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬الرقابة االدارية على البلديات‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة المالية على البلديات‬

‫‪16‬‬
‫المبحث األ ول ‪ :‬الرقابة االدارية على البلديات المبحث‬

‫تشكل البلديات احدى اشكال الالمركزية االدارية التي تسمح للشعب بالمشاركة بحكم‬
‫نفسه لكن هذه المشاركة الديمقراطية تنحصر في اطار اقليمي محدد ضمن حدود البلدية ‪.‬‬

‫وخوفا من سيادة روح االتكالية أو تولي شؤون البلديات من قبل اشخاص غير مؤهلين ‪،‬‬
‫كان ال بد من وجود نوع من الرقابة على هذه الممارسة الديمقراطية للتأكد من ممارسة‬
‫صالحياتها االدارية وعدم االنحراف عن مسارها الصحيح ‪.‬‬

‫لذا سنقوم في هذا الفصل بالتوقف عند ماهية الرقابة االدارية في مطلب اول‪ ،‬وعند أجهزة‬
‫الرقابة اإلدارية في مطلب ٍ‬
‫ثان‪ ،‬والى الوسائل التي تمارسها في مطلب ثالث ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الرقابة االدارية‬

‫تنطوي وظيفة الرقابة على تلك االنشطة واالعمال التي تصمم كي تجعل االحداث‬
‫تتماشى مع الخطط الموضوعة‪ ،‬ومن ثم فهي تقيس االداء وتصحح االنحرافات السلبية وتؤكد‬
‫تحقيق الخطط‪ ،‬لذلك فإن االختيار الحقيقي ألي قائد هو ما يحققه من نتائج ولكن من‬
‫الحتمي وجود بعض االخطاء وبعض الجهود الضائعة وما يترتب عن ذلك من انحرافات عن‬
‫االهداف المنشودة مما يستوجب وجود وظيفة الرقابة ‪.‬‬

‫الفقرة األول ‪ :‬مميزات وخصائص الرقابة االدارية‬

‫يقوم التنظيم االداري الالمركزي على اساس استقالل الهيئات الالمركزية ( االقليمية‬
‫والمرفقية ) عن السلطة المركزية‪ ،‬مع خضوع الهيئات المذكورة للرقابة االدارية من جانب‬
‫هذه السلطة‪ ،‬كمقابل لهذا االستقالل وهو االمر الذي يوجب التالزم الحتمي بين الالمركزية‬
‫والرقابة عليها كما يتوجب أن يكون التنظيم االداري الالمركزي نسبياً على النحو الذي تتمكن‬
‫معه السلطة المركزية من مراقبة مدى احترام القانون في مجال اعمال الهيئات المذكورة‪.1‬‬

‫فاستقالل الهيئات الالمركزية ال تعني مطلقاً انفصالها عن السلطة المركزية بل تبقى جزءاً‬
‫منها وامتداداً لها‪ ،‬لذلك ان السلطة المحلية يجب أن تبقى خاضعة لنوع من الرقابة تمارسها‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬بكري القباني‪ ،‬الرقابة االدارية ‪ ,‬مطبعة دار التأليف القاهرة ‪,‬ص ‪ 401‬ما يليها ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫السلطة المركزية بواسطة اجهزتها وممثليها في المناطق غير انه من الضروري تحقيقاً‬
‫لسالمة االدارة الذاتية ان ال تكون هذه الرقابة صارمة وضيقة‪. 2‬‬

‫بمعنى يجب ان تنحصر صالحيات السلطة التي تمارسها بمراقبة شرعية اعمال البلدية‬
‫دون مراقبة مدى مالئمتها للمصلحة العامة المحلية‪ ،‬خاصة عندما ال يتوسع النص في‬
‫اشتراط الرقابة المسبقة على اعمال البلدية‪ ،‬اذ ان المبدأ العام يجب ان يسمح للق اررات‬
‫االدارية االقليمية بإعطاء مفعولها فو اًر ‪.‬‬

‫بالمقابل فإن على البلديات ان تلتزم باحترام مبدأ المشروعية بالنسبة لجميع اعمالها‪ ،‬شأنها‬
‫شأن سائر السلطات العامة‪ ،‬وهو االمر الذي يوجب عليها احترام القانون بمعناه الواسع‬
‫ليشمل سائر القواعد القانونية أياً كان مصدرها وشكلها‪ ،‬ويوجب بالتالي وجود رقابة ادارية‬
‫على مدى احترام المشروعية من جانب البلدية اضافة الى الرقابة القضائية التي تشكل‬
‫الضمان االخير للمحافظة على شرعية ق اررات البلدية ‪.‬‬

‫والرقابة التي تمارسها السلطة المركزية على البلديات هي رقابة ادارية‪ ،‬كون االعمال الرقابية‬
‫تصدر عن جهة ادارية وتتم بموجب ق اررات ادارية ‪.‬‬

‫لكي تتمكن الرقابة االدارية من القيام بمهامها بشكل فاعل‪ ،‬ال بد من ان تتوفر في الرقابة‬
‫خصائص تمتاز بها وهي كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬المرونة ‪ :‬وهذا يعني أن تكون وسائل الرقابة االدارية وخطواتها واساليبها قابلة للتغيير‬
‫والتبديل والتطوير حسب ظروف العمل وما يط أر من مستجدات ‪,‬وهذا ما لم نجده في بلدية‬
‫حارة حريك ‪.‬‬

‫‪ -8‬المالءمة ‪ :‬وهذه خاصية مهمة في نجاح الرقابة االدارية حيث يشترط أن تتناسب الرقابة‬
‫مع طبيعة العمل المكلفة به من قبل كل بلدية والتي تؤدي الى اختالف في الخطط والبرامج‬
‫في ضوء ظروف البلدية واهدافها‪.‬‬

‫‪ -3‬الوضوح ‪ :‬وهي ان تمتاز الرقابة بالوسائل الواضحة التي تمنع من الوقوع في االزدواجية‬
‫مع االجهزة المشابهة في العمل‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬يوسف سعد هللا الخوري ‪ ،‬القانون اإلداري العام‪ ،‬المرافق العامة و حقوق االنسان المنشورات الحقوقية صادر ‪ , ,‬ج ‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪،‬الطبعة االولى ‪ ,‬ص ‪.69‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -4‬الدقة ‪ :‬يجب أن يكون الجهاز الرقابي في البلدية جهاز سريع في تحديد االخطاء قبل‬
‫حدوثها ألنه يساعد بشكل سريع على ايجاد الحلول بالشكل المناسب دون أن يعيق حركة‬
‫البلدية ‪.‬‬

‫‪ -5‬فعالة ‪ :‬تنطبق هذه الخصيصة على الجهاز الرقابي الذي يكون قائم بجميع اعماله من‬
‫اكتشاف الخطأ مع معالجته واالنحراف الى الصواب فيكون الجهاز الرقابي فعال يحقق الغاية‬
‫التي وضع من اجلها ‪,‬وهذه الفعالية لم تظهر بوضوح ‪.‬‬

‫‪ -‬وهذه الخصائص العامة التي يجب أن تتصل بها الرقابة االدارية على اعمال البلديات‬
‫تسعى أو تهدف الى التمكن من تحقيق اهداف الرقابة على اشكالها التي سنتناولها في الفقرة‬
‫الثانية‪:‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الهدف م ن الرقابة االدارية وأشكالها‬

‫تعتبر الوسائل التي تمتلكها السلطة المركزية لممارسة رقابتها االدارية سالحا ممنوحا‬
‫لها مقابل االستقالل الممنوح للبلدية‪ ،‬تعتمدها لتتمكن من مباشرة االشراف على البلديات بغية‬
‫التحقق من ان عملها يسير واالهداف المنوطة بها وفقاً للسياسة العامة للدولة ‪.‬‬

‫إن الالمركزية البلدية وشخصيتها المعنوية واستقاللها المالي واالداري ال يجعلها دولة‬
‫مستقلة عن الدولة‪ ،‬وال تخرجها عن رقابة سلطانها‪ ،‬فالرقابة هي مجموعة من الصالحيات‬
‫المحددة اعطاها المشرع لسلطة ادارية عليا لتمارسها على سلطة اخرى مركزية أو محلية‬
‫وتراقب اشخاصها واعمالها وحتى موظفيها في سبيل احترام تطبيق القوانين وحماية المصلحة‬
‫العليا ‪ .‬وابرز مبررات الرقابة االدارية وجود مصلحة مباشرة للدولة في ممارسة هذه الرقابة‬
‫على البلديات من اجل حماية المصلحة العامة من الناحية السياسية واالدارية والمالية‪ ،‬وذلك‬
‫لضمان حماية الوحدة المحلية من اية محاولة لتحويل هذه البلديات الى وحدات سياسية‬
‫(فيدرالية )‪. 3‬‬

‫ولهذا فإن الم ّشرع قرر وجود صور مختلفة من الرقابة لتحقيق االشراف على البلدية حيث‬
‫تتعدد االساليب المتبعة لممارستها ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬بكري القباني ‪ ،‬الرقابة االدارية ‪ ،‬مطبعة دار التأليف القاهرة‪ ،‬ص ‪ 409‬وما يليها‬
‫‪19‬‬
‫ويمكننا تقسيم صور الرقابة التي تمارس على البلديات على الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الرقابة السابقة والرقابة الالحقة ‪:‬‬

‫تعني الرقابة السابقة بأنها نوع من المشاركة الفعلية في اعمال البلدية من قبل السلطة‬
‫المختصة‪ ،‬كرقابة المراقب العام وديوان المحاسبة في البلديات الخاضعة لهما‪ ،‬وهي رقابة‬
‫مالية سابقة على تنفيذ الق اررات التي تتخذها البلدية‪ .4‬هذا النوع من الرقابة ينصب في غالب‬
‫االحيان على مالءمة االعمال المتخذة ‪ ,‬وهو ما سنتناوله في المبحث الثاني من هذا‬
‫الفصل‪.‬‬

‫أما الرقابة الالحقة فتهدف الى التأكد من ان البلدية لم تخرج من نشاطها عن االطار المحدد‬
‫لها في القانون‪ ،‬وهي تأتي بصورة الحقة لفحص أمور تمت ووقعت فعال‪ ،‬من اجل تقويمها‬
‫وتصحيح ما ارتكب منها خطأ‪ ،‬واقتراح الحلول المناسبة لذلك ‪.‬‬

‫‪ -2‬الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية ‪:‬‬

‫تباشر الرقابة الداخلية عن قرب‪ ،‬اي من داخل البلدية وتمكن القائمين بها من التعرف على‬
‫االخطاء والثغرات الحاصلة واحياناً قبل حصولها‪ ،‬وتهدف الى االطالع على اوضاع البلدية‬
‫وما يجري في داخلها وعلى المستندات والوثائق التي يستلزم عمل المراقب العام مثالً ‪ .‬أما‬
‫الرقابة الخارجية فتباشر من خارج البلدية وتتم بعيدا عن الجهاز الذي يدير البلدية ومن‬
‫التدخل المباشر في شؤونها بصورة تحفظ لها استقاللها وحريتها في التصرف والعمل وفقا‬
‫للغايات واالهداف المحددة لها في القانون‪ .‬والرقابة الخارجية على البلديات هي التي يمارسها‬
‫وزير الداخلية والمحافظ والقائمقام ومجلس الخدمة المدنية والتفتيش ‪.‬‬

‫‪ -3‬الرقابة المؤقتة والرقابة الدائمة ‪:‬‬

‫تظهر الرقابة المؤقتة أو العارضة عندما تقرر البلدية القيام بعمل ما‪ ،‬فتأتي إلجازته أو‬
‫لمراجعته كما يمكن أن يكون مسبقا قبل وضع القرار موضع التنفيذ بالموافقة أو بالرفض‪. 5‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬نظم هذه الرقابة الباب الثالث من المرسوم رقم تاريخ ‪ 4692/6/22‬المتعلق بتحديد اصول المحاسبة في البلديات وإتحاد‬
‫البلديات غير الخاضعة لقانون المحاسبة العمومية كذلك المرسوم‪ .‬اإلشتراعي رقم ‪ 92‬تاريخ ‪ 4691/6/49‬المتعلق بتنظيم ديوان‬
‫المحاسبة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬نصت المادة ‪ 57‬من المرسوم ‪ 92/7767‬على وجوب تعيين جهاز خاص في البلدية عندما تتولى تنفيذ االشغال باألمانة‬
‫مهمته تنفيذ هذه االشغال باألمانة‬
‫‪20‬‬
‫أما الرقابة الدائمة فيباشرها الجهاز المختص بالرقابة بصورة دائمة على اعمال البلدية‬
‫ضمن النطاق وفي االحوال والمواضيع التي يحددها قانون البلديات‪ ،‬وهي تأخذ صورة‬
‫استعمال سلطة االعتراض على تلك الق اررات ‪.‬‬

‫‪ -4‬الرقابة على االعمال والرقابة على االشخاص‬

‫الرقابة على االعمال هي التي تمارس على الق اررات الصادرة عن البلدية‪ ،‬وهذه الق اررات‬
‫ليست كلها خاضعة للتصديق من قبل السلطات المختصة انما محددة حص اًر‪ ،‬وقد جاءت‬
‫المادة ‪ ٤٥‬من قانون البلديات بهذه القاعدة حيث اعتبرت ان ق اررات المجلس البلدي نافذة‬
‫بحد ذاتها باستثناء الق اررات التي اخضعها هذا المرسوم االشتراعي صراحة لتصديق سلطة‬
‫الرقابة االدارية بحيث تصبح نافذة من تاريخ تصديقها‪.6‬‬

‫اما الرقابة على االشخاص فتعطي للسلطة المختصة الحق في عزلهم او كف ايديهم مؤقتا‬
‫او نهائيا او تأديبهم او اقالتهم أو رفع الحصانة عنهم ومالحقتهم امام القضاء‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ - 5‬الرقابة القانونية والرقابة االستنسابية‬

‫يتميز قانون البلديات اللبنانية بأنه يمزج بين ‪:‬‬

‫الرقابة القانونية التي تكون فيها السلطة االدارية المعنية ملزمة بقياس الق اررات التي تجري‬
‫الرقابة عليها مع معايير موضوعية تتضمنها القوانين واالنظمة وبين الرقابة االستنسابية التي‬
‫ال تستند فيها السلطة االدارية المعنية الى معيار سوى ما تراه استنسابيا مالئما أم ال في‬
‫القرار المعروض على رقابتها‪.‬‬

‫لكن في الحالتين سواء اكانت الرقابة قانونية او استنسابية فإن هذه الرقابة ليست مطلقة لكنها‬
‫خاضعة لحدود وضوابط فما هي هذه الحدود ؟ ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬إن صالحية الوصاية تنحصر بتصديق او عدم تصديق قرارات المجلس البلدي التي اخضعها المرسوم اإلشتراعي رقم‬
‫‪ 4655/449‬صراحة وتحديداً للتصديق‪.‬‬
‫‪ -‬هيئة التشريع واالستشارات‪ ،‬رقم ‪ 99/4192‬تاريخ ‪ ( 4699/2/44‬الرئيس منصور والقاضي بريدي) ‪ ،‬طالب الرأي ‪ :‬محافظ‬
‫مدينة بيروت بالوكالة – صادر وبريدي‪ ،‬مجموعة إجتهادات هيئة التشريع واإلستشارات في وزارة العدل‪ ،‬المنشورات الحقوقية‬
‫صادر‪ ،‬مجلد ‪ 7‬ص ‪.7212‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬من محاضرة االستاذ غسان مخيبر في المركز الثقافي الفرنسي في بيروت بتاريخ ‪ 66/40/42‬بعنوان ‪ :‬البلديات والسلطة‬
‫المركزية ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬حدود الرقابة االدارية ‪:‬‬

‫ان الرقابة االدارية هي الصلة بين السلطة المركزية والهيئات المحلية التي تتمتع بشخصية‬
‫معنوية مستقلة عن شخصية الدولة‪ ،‬وللرقابة االدارية مرتكزات قانونية ومبدئية‪ ،‬وال يجوز ان‬
‫تطلق حرية التحرك للهيئات المحلية من دون تحديد‪ ،‬ما يستتبع محاذير على عدة اصعدة‬
‫منها سياسية واجتماعية وعمرانية وغيرها‪ ،‬وبالمقابل ال يجوز تقييد حرية التحرك تقييدا شديدا‬
‫فتنتفي الغاية من الالمركزية‪ ،‬لهذا فإن وضع الحدود المالئمة للرقابة االدارية عملية دقيقة‬
‫تتصل بسياسة الدولة وبدرجة وعي المجتمعات المحلية وانصهارها في المجتمع الوطني‪.8‬‬

‫ان الهدف من الرقابة ضمان احترام المشروعية‪ ،‬وحماية المصلحة العامة من جانب الهيئات‬
‫الالمركزية وفقا لما تقرره النصوص التشريعية فالرقابة على المشروعية تعتبر رقابة على‬
‫السلطة المقيدة للبلدية على عكس رقابة المالءمة بوصفها رقابة على السلطة التقديرية‪ ،‬التي‬
‫تؤدي ممارستها الى المساس باستقالل البلدية‪ .‬لذلك على المشرع احترماً لهذا االستقالل‬
‫حصر الرقابة بقدر المستطاع برقابة المشروعية مع تضييق نطاق رقابة المالءمة‪ .‬وذلك‬
‫على عكس الرقابة الرئاسية التي ينبغي أن تقوم دائما على اساس االنصراف الى رقابة‬
‫المشروعية ورقابة المالءمة بوجه عام ‪.‬‬

‫وال يجوز أن تكون للجهة الرقابية سلطة عامة في مواجهة البلديات اذ ان نطاق واساليب هذه‬
‫الرقابة تختلف تبعا لحجم البلديات نظ ار الختالف النصوص المتعلقة بتنظيم الرقابة االدارية‬
‫على كل جهة من هذه الجهات على حدة ‪.‬‬

‫لذلك فإن عمل الرقابة يرتبط بأمور من شأنها أن تمنع مخالفة الق اررات البلدية للقوانين‬
‫واالنظمة‪ ،‬ولمبادئ الشرعية‪ ،‬ولألحكام القضائية ولالتفاقات العامة والخاصة ولمصلحة البالد‬
‫العليا ‪.‬‬

‫ويعبر عن هذا المنع برفض التصديق على تلك االعمال والق اررات من هنا نص قانون‬
‫البلديات على االعمال والق اررات التي تخضع الى تصديق سلطة الرقابة لتكون نافذة‪ ،‬كما‬
‫حدد نوع وقيمة كل قرار والمرجع الصالح لتصديقه ‪,‬بحيث تنحصر سلطة الرقابة إما‬
‫بالموافقة أو بعدم الموافقة على القرار وال يدخل في هذه السلطة صالحية اجراء أو تعديل أو‬

‫‪8‬‬
‫‪-‬خطار شبلي ‪ ،‬دراسات مالية واقتصادية وصفحات من حياته ‪ ,‬المنشورات الحقوقية صادر ‪,‬سنة ‪, 4661‬ص ‪59‬‬
‫‪22‬‬
‫الغاء على هذه الق اررات انسجاماً مع مبدأ الالمركزية التي يقوم عليها كيان المجالس الحالية‬
‫ألن حق التعديل يؤدي الى احالل سلطة الرقابة محل البلدية في اتخاذ الق اررات مما يخالف‬
‫احكام القانون الذي تحفظ للبلديات بكامل سلطتها في التقرير باألمور العائدة لها أي تجاوز‬
‫‪9‬‬
‫لهذه القاعدة يجعل من الرقابة الجارية من قبل السلطة المركزية المذكورة عمالً اداريا مشوباً‬
‫يعيب االنحراف في استعمال السلطة ومستوجباً االبطال ‪.‬‬

‫وتتم الرقابة االدارية على مقررات المجلس البلدي بعد أن يرسل رئيس البلدية الق اررات‬
‫المتخذة وفقا لألصول الى سلطة الرقابة المختصة مباشرة خالل ثمانية أيام من تاريخ‬
‫صدورها على أن يبلغ نسخة عنها الى المراجع التسلسلية‪. 10‬‬

‫ولرئيس البلدية أن يخاطب مباشرة وزير الداخلية على اعتبار انه رئيس للسلطة التنفيذية وال‬
‫يخضع لقانون الموظفين وبالتالي ال يتقيد الموظف العام بقاعدة التسلسل االداري‪.11‬‬

‫وبإمكان رئيس البلدية أن يتصل مباشرة بإدارة عامة أو اي مرجع دون القيد بتسلسل معين‬
‫خاصة في الشؤون البلدية العادية فاستنادا لالستقالل الذي تتمتع به البلدية والوارد في المادة‬
‫االولى من قانون البلديات‪ ،‬فإن الشؤون العادية هي جميع االعمال المرتبطة بصالحياته‬
‫التنفيذية واما األعمال غير العادية فهي التي ترتبط بالتنظيم العام للبلدة وبالمقررات التي قد‬
‫ينتج عنها أثر يخرج عن نطاق البلدية المعينة والذي ال بد لهرم السلطات أن تطلع عليه في‬
‫سبيل أخذ العلم به أو االعتراض عليه لئال يمس أو يخالف النظم العامة االخرى أو سياسة‬
‫الدولة العليا‪. 12‬‬

‫وينطبق حق المخاطبة هذا على كافة البلديات باستثناء بلدية بيروت ألن المحافظ هو من‬
‫يتولى أعمال السلطة التنفيذية بموجب المادة ‪ 18‬من قانون البلديات وصالحياته ليست‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬شزل رقم تاريخ ‪ 79/4/20‬المجموعة اإلدارية سنة ‪ 4679‬ص ‪.11‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 79‬من قانون البلديات ‪ ،‬للتأكيد يوسف سعدهللا الخوري‪ ،‬القانون اإلداري العام الجزء األول تنظيم إداري‪ ،‬اعمال‬
‫وعقود إدارية ‪ 4661‬ص ‪. 490‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 56‬من قانون البلديات‪ ،‬فقه جوزيف كرم آلية الرقابة على البلديات الحياة النيابية ‪ 4661‬المجلد الحادي عشر ص‬
‫‪. 17‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬اميل الحايك‪ ،‬اصول المعامالت البلدية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪,‬سنة ‪ ،4661‬ص‪.49‬‬
‫‪23‬‬
‫مفوضة اليه من الحكومة وانما مستمدة من القانون مباشرة‪ ،‬وال يخضع لتصديق سلطة‬
‫عينها القانون على وجه الحصر‪.13‬‬
‫الوصاية باستثناء احوال ّ‬

‫على الرغم من ان البلدية غير ملزمة بإحالة الق اررات النافذة بحد ذاتها الى سلطة الرقابة حتى‬
‫على سبيل العلم‪ ،‬إن الواقع المعمول به هو أن جميع ق اررات البلدية تحال الى سلطة الرقابة‬
‫بحيث تقوم هذه االخيرة بالتصديق عليها أو بوضع عبارة نافذة بحسب الصالحية‪ ،‬مما يجعل‬
‫الناظر الى هذا الموضوع يستغرب هذه الهيمنة االدارية وهذه الثقافة القانونية الضعيفة لدى‬
‫معظم البلديات ولدى بعض اطراف سلطة الرقابة ولعل الواقع السيء هو الذي دفع بوزير‬
‫الداخلية والبلديات الى اصدار تعميم الطلب فيه من البلديات ذكر النص القانوني الذي‬
‫يخضع له قرار البلدية أو المعامالت التي تحال الى الو ازرة تصويباً للعمل االداري وهذه‬
‫المبادرة لقيت استحساناً لدى كافة البلديات‪. 14‬‬

‫وجاء تعميم وزير الداخلية كونه احد االجهزة التي تمارس الرقابة االدارية على عمل البلديات‬
‫وضمن هذه االجهزة االدارية التي سنتحدث عنها في المبحث التالي‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اجهزة الرقابة ‪:‬‬

‫الرقابة على البلديات أمر ضروري حتى تضمن احترام مبدأ الشرعية مع ما يرافق ذلك من‬
‫توجيهها والعمل على تطويرها واصالحها‪ ،‬بحيث تقابل الالشرعية بإبطال العمل االداري غير‬
‫الشرعي‪ ،‬وهذا االبطال يجب أن يكون صاد اًر عن سلطة عامة ‪ .‬انطالقاً من هذا المبدأ‬
‫تمارس الدولة بواسطة اجهزة معينة تابعة لها وتعتبر جزء من هيكليتها وتنظيمها االداري‪،‬‬
‫رقابتها على البلديات بحيث تبقى هي االدارة العليا التي يعود اليها أمر يتعلق بتنظيم البالد ‪.‬‬

‫‪ -‬شورى دولة رقم ‪ 111‬تاريخ ‪ ( 1112/11/11‬الرئيس عيد والمستشران سرحان وغزال ) دعوى منصور ‪ /‬الدولة العدل‬ ‫‪13‬‬

‫‪ 1112‬عددا ‪111‬‬

‫‪ - 14‬ان صالحية سلطة الوصاية تنحصر بتصديق أو عدم تصديق قرارات المجلس البلدي التي اخضعها المرسوم االشتراعي‬
‫رقم ‪ 1211/112‬صراحة وتحديدا للتصديق ‪.‬‬

‫‪ -‬هيئة التشريع واالستشارات رقم ‪ 22/1821‬تاريخ ‪ ( 1222/1/11‬الرئيس منصور والقاضي بريدي ) طالب الرأي ‪ :‬محافظ‬
‫مدينة بيروت بالوكالة ‪ -‬صادر وبريدي ‪ ،‬مجموعة اجتهادات هيئة التشريع واالستشارات في وزارة العدل ‪ ،‬المنشورات الحقوقية‬
‫صادر ‪ ،‬مجلة ‪ 1‬ص ‪. 1181‬‬

‫‪24‬‬
‫وأبرز هذه األجهزة هي ‪ :‬سلطة الوصاية ومجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي وهذا ما‬
‫سنتداوله في هذا المبحث ‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬سلطة الوصاية‬

‫إن سلطة الوصاية مناطة بمجلس الوزراء الذي يضع السياسة العامة للبالد في جميع‬
‫المجاالت ويسهر على تطبيقها وفقاً للقوانين‪ ،‬فقد نص قانون البلديات في العديد من مواده‬
‫على صالحيات مختلفة لمجلس الوزراء يتوالها كحكم بين البلدية وبعض االدارات العامة أو‬
‫كجهاز رقابة يمارس صالحياته عن طريق اصدار مراسيم ينظم بها البلدية واجهزتها‬
‫واعمالها ‪.‬‬

‫ودور مجلس الوزراء الرقابي مختلف عن الدور الذي تمارسه اجهزة الرقابة االخرى‪ ،‬فهو قد‬
‫يلعب دوره مبدئياً دون أن يكون هناك عمل أو مخالفة قامت بها البلدية‪ ،‬بمعنى أن رقابته قد‬
‫تكون سابقة على اجراء العمل أو على تنفيذه‪ ،‬كما يمكن أن تكون الحقة له‪.‬‬

‫ودوره بهذه الصفحة يأخذ بشكل الرقابة التنظيمية عن طريق اصدار مراسيم تهدف الى‬
‫تنظيم العمل البلدي ورسم خطاه القانونية فضالً عن دوره كحكم لحل النزاعات أو لمحاسبة‬
‫البلدية عن طريق حلها نتيجة مخالفات هامة متكررة ترتب بسببها اضرار اكيدة ‪.‬‬

‫فمجلس الوزراء هو الجهاز االداري المركزي األعلى في الدولة يمارس صالحياته بموجب‬
‫مراسيم يصدرها ( اشتراعية ‪ -‬تنظيمية ‪ -‬تطبيقية ) وهذه المراسيم تعلو ق اررات المجلس‬
‫البلدي وق اررات رئيس البلدية حتى التنظيمية منها‪ .‬وهذا الواقع من شأنه أن يصوب عمل‬
‫البلديات ويحقق بالتالي ارتباطا اكيداً وثابتاً وتبعية وفق الحدود التي ترسمها القوانين بين‬
‫البلدية ومجلس الوزراء ضمن هيكلية االدارة بشكلها العام االجمالي ‪.‬‬

‫ويعهد المشرع عادة بمهمة الرقابة االدارية الى اعضاء السلطة المركزية القائمة في‬
‫العاصمة‪ ،‬ويكون ذلك غالبا بالنسبة للتعرفات الهامة الصادرة عن الجهات الالمركزية‪ ،‬وان‬
‫كان ذلك قد يؤدي الى شيء من البطء في انجاز عملية الرقابة بسبب التعقيدات المكتبية‬
‫واالدارية من جانب االجهزة المركزية‪ .‬كما قد يعهد المشرع بمهمته الرقابية على الهيئات‬
‫الالمركزية االقليمية الى ممثلي السلطة المركزية في االقاليم‪ ،‬مما يضمن انجاز العمل‬

‫‪25‬‬
‫الرقابي على وجه السرعة‪ ،‬ويتم ذلك بالنسبة للتصرفات الالمركزية ذات االهمية المتوسطة أو‬
‫القليلة‪ ،15‬وهذا االمر لمسناه في بلدية حارة حريك مما يبطئ عمل البلدية‪.‬‬

‫وقد حددت المادة ‪ 51‬من قانون البلديات السلطات التي تمارس الرقابة االدارية على ق اررات‬
‫المجلس البلدي‪ 16‬وهي ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬القائمقام‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬المحافظ‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬وزير الداخلية‬

‫وتمارس الرقابة االدارية على ق اررات مجلس البلدية بيروت من قبل وزير الداخلية فقط‬
‫باعتبار أن المادة ‪ 18‬من القانون جعلت من محافظ بيروت رئيسا للسلطة التنفيذية في‬
‫المجلس البلدي‪ ، 20‬والقاعدة التي اتت بها هذه المادة تنطلق من مبدأ عدم جواز الجمع بين‬
‫سلطتي التقرير والتنفيذ وذلك بمنع تجميع السلطات في يد واحدة ‪.‬‬

‫ومخالفة هذه القاعدة في اتخاذ الق اررات االدارية من شأنه جعل الق اررات معيوبة وقابلة‬
‫لألبطال أمام المراجع المختصة طبقا للقواعد العامة ألبطال الق اررات االدارية‪ ،‬ومنها وجوب‬
‫الطعن بها واستردادها ضمن مهلة معينة ال سيما عندما تكون قد اكتسبت حقوقا للغير‪. 21‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬بكري القباني‪ ،‬الرقابة االدارية ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص‪ 95‬وما يليها‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬يعود لديوان المحاسبة البت في اية زيارة في االشغال االضافية اذا تجاوزت قيمتها ‪ 47‬بالمية من قيمة العقد االساسية ( من‬
‫قرار مجلس الوزراء رقم ‪ 47‬تاريخ ‪. 2004/4/1‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬حُددت صالحياته بالمواد ‪ 21‬و ‪ 10‬و ‪12‬و‪17‬و‪15‬و‪16‬و‪90‬و‪94‬و‪97‬و‪ 417‬من قانون البلديات‪ ،‬وبالمادتين ‪ 401‬و‪401‬‬
‫من المرسوم رقم ‪ 92/7767‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬وبموجب المادة ‪ 15‬من المرسوم االشتراعي رقم ‪ 449‬تاريخ ‪ 76/9/42‬ينسق القائمقام العمل بين دوار الصحة العامة‬
‫والوحدات الصحية التابعة للبلديات‪ .‬كما يعود له بمقتضى المادة ‪ 19‬من المرسوم ذاته تعيين نواطير الحقول الخاصة والعامة‪،‬‬
‫بناء على اقتراحات المجالس البلدية او المجالس اإلختيارية‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد القائمقام النيابة العامة ويعمل تحت إشرافها في إجراء وظائف الضابطة العدلية في حدود إختصاصه المنصوص عليه‬
‫في القانون الخاص به‪.‬‬
‫(المادة ‪ 19‬من قانون أصول لمحاكمات الجزائية الجديد)‪.‬‬
‫‪ -‬على رئيس البلدية في حال وقوع جنية أو جنحة أثناء إنعقاد جلسة المجلس البلدي ان ينظم محضراً بالواقع ويرسله بال إبطاء‬
‫إلى القضاء الصالح ويبلغ القائمقام نسخة عن المحضر‪ ( .‬المادة ‪ 15‬من قانون البلديات) ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬للمحافظ ذات الصالحيات التي للقائمقام ضمن حدود إختصاصه اإلقليمي وقددت صالحياته بالمواد ‪ 21‬و ‪ 21‬و‪ 26‬و‪ 10‬و‬
‫‪14‬و‪ 12‬و‪ 17‬و‪ 16‬و‪ 94‬و‪ 444‬و‪ 441‬من قانون البلديات وغيرها‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬حُددت صالحياته بالمواد ‪ 22‬و ‪ 21‬و‪ 75‬و‪ 92‬ز‪ 91‬و‪ 62‬و‪ 401‬و‪ 407‬و‪ 409‬من قانون البلديات وبالمادة ‪ 66‬من‬
‫المرسوم ‪ 92/7767‬وغيرها‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪( -‬إجتهاد) شورى الدولة ‪ ،‬رقم ‪ 152‬تاريخ ‪ ( 2002/2/27‬الرئيس قباني والمستشاران غندور ونصر)‪ ،‬دعوى جرجس ‪/‬‬
‫بلدية بصاليم – م‪.‬ق‪.‬إ ‪ 2007‬عدد‪ 45‬مجلد ‪ 4‬ص ‪.166‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬هيئة التشريع واإلستشارات في وزارة العدل‪ ،‬رقم ‪ 106‬تاريخ ‪ 4661/9/9‬طالب الرأي‪ :‬وزارة الداخلية‪ ،‬مجموعة اآلراء‬
‫اإلستشارية ‪ ،‬مجلد ‪ 7‬ج ‪ 4‬ملك بلدي خاص ‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪26‬‬
‫وهكذا فإن المشرع اعطى الرقابة على البلديات الى ممثلي السلطة المركزية في االقاليم‬
‫(قائمقام ‪ -‬محافظ ) في بعض االمور‪ ،‬كما اعطى هذا الدور الى الوزير في امور اخرى‬
‫اكثر اهمية وهي ليست صالحية مالية كما للقائمقام والمحافظ انما صالحياته ترتكز على‬
‫المبادئ العامة‪ ،‬بحيث ان كل قرار يتعلق بمبدأ عام يخضع لرقابة الوزير‪ ،‬اضافة الى هذه‬
‫الصالحيات المباشرة للوزير‪ ،‬فإنه يمارس صالحيات غير مباشرة تتجلى بحقه في اقتراح ما‬
‫يراه مناسباً تمهيدا إلصدار مراسيم معينة لتنظيم عمل البلدية أو عمل المجلس البلدي‪ ،‬وهكذا‬
‫فإن البلدية ليست حرة باختيار المرجع الرسمي لتصديق على ق اررتها واعمالها فتحديد هذا‬
‫المرجع يعود أل حكام القانون الذي تخضع له وهو يتعلق باالنتظام العام وال يمكن االتفاق‬
‫على مخالفته‪.22‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مجلس الخدمة المدنية ‪:‬‬

‫تشمل صالحيات مجلس الخدمة المدنية جميع االدارات والمؤسسات العامة وموظفيها‬
‫والبلديات الكبرى والبلديات التي تخضعها الحكومة لرقابته بمرسوم في مجلس الوزراء‬
‫باستثناء القضاء والجيش‪. ....23‬‬

‫وقد جاء النص في قانون البلديات متوافقا مع مضمون نظام مجلس الخدمة المدنية اذ حدد‬
‫‪24‬‬
‫بوضوح البلديات الكبرى أن تخضع بلديات مراكز المحافظات لرقابة مجلس الخدمة المدنية‬
‫‪ ،‬وتبقى خاضعة لرقابته تلك التي سبق واخضعت له بمرسوم أي مثل صدور القانون المالي‬
‫وتحدد البلديات األخرى التي تخضع له بمرسوم يتخذ في مجلس بناء على إقتراح وزير‬
‫الداخلية‪.25‬‬

‫والرقابة التي يمارسها مجلس الخدمة المدنية ليست رقابة على اعضاء المجلس البلدي أو‬
‫على رئيسه انما على وجه الخصوص بعض االعمال التي تقوم بها البلدية والتي لها عالقة‬
‫على االخص بالموظفين لديها ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬تمييز مدني ‪ ،‬قرار نهائي ‪ ،‬غرفة ثانية ‪ ،‬سنة ‪ ،4695‬باز سنة ‪ ،4695‬ص ‪242‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬المادة االولى من مرسوم انشاء المجلس‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬إن بلديات مراكز المحافظات هي ‪ :‬بلدية بيروت‪ ،‬بلدية طرابلس‪ ،‬بلدية بعبدا‪ ،‬بلدية زحلة ‪ ،‬بلدية صيدا‪ ،‬بلدية النبطية‪،‬‬
‫يضاف ايها بلدية برج حمود وبلدية ميناء طرابلس ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 90‬من قانون البلديات ‪ ،‬قوانين لبنان ‪ ،‬مجلد‪ 2‬مجلس الخدمة المدنية ‪ ،‬او كتاب رقم ‪ ،25‬المنشورات الحقوقية‬
‫صادر‬
‫‪27‬‬
‫فقد التزمت القوانين النافذة البلديات الخاضعة لصالحيات مجلس الخدمة بضرورة حصر‬
‫اعتمادها في طلب الموافقة أو الرأي أو االستشارة أو االستطالع بهذا المجلس وحده فيما‬
‫يتعلق بأنظمة وشؤون الموظفين لديها سواء كانوا دائمين أو مؤمنتين أو أجراء أو مستخدمين‬
‫أو متعاقدين ‪.‬‬

‫كما يساهم في المباريات واالمتحانات التي تجريها البلدية لتعيين موظفين جدد واستشارة‬
‫مجلس الخدمة المدنية هي من االصول الجوهرية وملزمة ينبغي استطالع رأيه تحت طائلة‬
‫ابطال القرار‪ .‬كما ان موافقته المسبقة هي من االصول الجوهرية التي تعرض القرار المتخذ‬
‫بصورة مخالفة لها ألبطال طالما لم يجري سحبه ضمن مهلة الشهرين ‪.‬‬

‫إن انظمة البلديات الخاضعة لرقابة مجلس الخدمة المدنية تعطيه صالحيات عديدة يمارسها‬
‫من خالل هيئة المجلس أو ادارة الموظفين أو ادارة االبحاث والتوجيه ‪.‬‬

‫‪ -1‬اختصاص هيئة مجلس الخدمة المدنية ‪:‬‬

‫نص قانون الموظفين بشأن المتعاقدين على أن كل دائرة ترغب في استخدام موظفين مؤقتين‬
‫أن تضع بيانا بالعدد وبالراتب واالسباب الموجبة الى احداثها‪ ،‬وبمشروع النظام الذي يجب‬
‫أن تخضع له ووجوب عرض هذه المستندات على مجلس الخدمة فتدرسها ادارة االبحاث‬
‫والتوجيه‪ ،‬وتبدي رأيها فيها مستعينة عند الحاجة بإدارة التفتيش المركزي ألجراء التحقيق‬
‫وبيان الحاجة الحقيقية لذلك‪ ،‬وتتخذ هيئة مجلس الخدمة المدنية القرار المناسب بالموافقة أو‬
‫بالرفض ويكون قرارها ملزماً وواجب التنفيذ‪ .26‬إذ يحق للبلديات التعاقد مع اشخاص ممن‬
‫تتوفر فيهم الشروط العامة للوظيفة البلدية‪ ،‬على أن تخضع العقود التي تجريها لموافقة‬
‫مجلس الخدمة البلدية ووزير الداخلية ‪.‬‬

‫‪ -2‬اختصاص ادارة االبحاث والتوجيه ‪:‬‬

‫تتولى ادارة االبحاث والتوجيه ارشاد االدارات العامة الوسائل الكفيلة برفع مستوى االدارة‬
‫وزيادة فعاليتها وتمكينها من القيام بمسؤوليتها على خير وجه‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 51‬من المرسوم رقم ‪ 442‬تاريخ ‪ ( .4676/9/42‬قانون الموظفين) ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫لذلك يحق لمن تنتدبه ادارة االبحاث والتوجيه من المراقبين أو غيرهم من الموظفين‬
‫المختصين التابعين لها‪ ،‬ان يزور جميع االدارات والمؤسسات العامة والبلديات المشمولة‬
‫بصالحية مجلس الخدمة المدنية‪ ،‬وان يطلع على نظامها ووثائقها ويدرس اساليب العمل فيها‬
‫وعلى جميع هذه االدارات والمؤسسات والبلديات ان تسهل مهمته وتقدم اليه جميع المعلومات‬
‫التي يحتاج اليها‪.‬‬

‫ويعود إلدارة االبحاث والتوجيه اعداد موظفين جدد للوظائف التي تتطلب معارف ومؤهالت‬
‫خاصة في فروع االدارة العامة وتدريب الموظفين الموجودين في الخدمة الفعلية‪ ،‬باإلضافة‬
‫الى انه ا تقدم دراسات فنية الى االدارة المختصة مرفقة باقتراحات عملية لتحسين االوضاع‬
‫التي تتناولها الدراسة ‪.‬‬

‫‪ -‬ويالحظ مما تقدم ان رقابة مجلس الخدمة المدنية تتمثل بثالث خطوات أو مراحل رئيسية‬
‫هي‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد معدالت الرقابة أو وضع معدالت االداء‪ ،‬اي كمية ونوعية ووقت العمل المطلوب‬
‫ادائه ‪.‬‬

‫‪ -8‬قياس االداء أو تقييم االعمال المنجزة ‪.‬‬

‫‪ -3‬تصحيح االنحرافات أو االختالفات ما بين ما تم وما يجب أن يتم ‪.‬‬

‫ولكن ما الحظناه مع االسف في بلدية حارة حريك هو التهرب من رقابة مجلس الخدمة‬
‫المدنية بشتى الوسائل وخاصة بالوظائف االدارية في البلديات ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬التفتيش المركزي‬

‫يهدف التفتيش بصورة عامة الى التأكد من تحقيق الغاية التي انشئت االدارة من اجلها‬
‫والوقوف الى مدى انجاز االعمال وسالمتها وقانونيتها وكشف مواطن الخطأ فيها وتحديد‬
‫المسؤولين عنها ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -‬أنشىء عام ‪ 4676‬وأتبع لرئاسة مجلس الوزراء‪ ،‬وهو يتألف من ‪ :‬الهيئة – الديوان – ادارة التفتيش المركزي – ادارة‬
‫االبحاث ( سبق بحث صالحياتها تحت المبحث المتعلق برقابة مجلس الخدمة المدنية‪ ،‬الفقرة الثانية ‪ ،‬نظراً لتشابه األحكام) إدارة‬
‫المناقصات ( المادة األولى من المرسوم رقم ‪ 2190‬تاريخ ‪ 76/44/6‬تنظيم التفتيش المركزي (‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫ومن مراجعة المرسوم ‪ 8411‬تاريخ ‪ 1555-11-5‬الذي ينظم التفتيش المركزي يتبين لنا‬
‫ان اجهزة ادارة التفتيش تراقب سير العمل في اإلدارة اللبنانية من كيفية قيام الموظفين‬
‫بأعمالهم ومدى تقيدهم بواجباتهم المسلكية وال سيما بالدوام ومدى انطباق أعمالهم على‬
‫القوانين واألنظمة وغيرها من األمور اإلدارية ومن األمور الهندسية واألمور التربوية‬
‫والصحية واإلجتماعية والزراعية حيث خصص لكل منها مفتشية ‪,‬كما أنشأ هذا المرسوم‬
‫المفتشية العامة المالية التي تتولى وتراقب كيفية تنفيذ القوانين واألنظمة المالية وكيفية حفظ‬
‫األموال العمومية وضبط حساباتها ‪.‬‬

‫وابرز جهاز تفتيش في لبنان هو التفتيش المركزي الذي يشمل صالحياته جميع االدارات‬
‫والمؤسسات العامة والمصالح المستقلة والبلديات وجميع العاملين فيها االدارات بصفة دائمة‬
‫أو مؤقتة‪ .‬وكل من يتناول راتبا أو اج ار من صناديقها وذلك ضمن حدود سلم العقوبات‬
‫المنصوص عليها في القوانين واالنظمة الخاصة التي يخضعون لها‪ .‬يتولى التفتيش المركزي‬
‫مراقبة وتفتيش البلديات والموظفين التابعين لها فيما يتعلق بكيفية قيامها بالمهام والواجبات‬
‫والمسؤوليات المترتبة عليها وذلك بغية توجيههم نحو الطريق السليم بإعطائهم االوامر‬
‫والتعليمات الالزمة ‪ ،‬اتخاذ كافة التدابير اآليلة الى حسن سير العمل وانتظامه‪. 28‬‬

‫ويعود لهيئة التفتيش اصدار التوصيات الالزمة للبلديات إلزالة التعدي عن االمالك العامة‪،‬‬
‫وازالة المخالفات الحاصلة على االبنية عن طريق توصية وزير الداخلية والبلديات ‪.‬‬

‫نلفت النظر هنا إلى أن قانون البلديات الحالي رقم ‪ 88/177‬قد أخرج بالمادة ‪ 135‬منه‬
‫اعمال السلطتين التقريرية والتنفيذية من رقابة التفتيش المركزي بإعتبارها هيئات محلية‬
‫منتخبة‪ . 29‬لكن الرقابة تبقى على موظفي البلديات كسائر موظفي اإلدارات العامة‪.‬‬

‫يتمتع التفتيش بجميع الصالحيات الالزمة الالزمة إلجراء التفتيش الذي يقوم به وهو ال‬
‫‪30‬‬
‫‪ .‬على المفتشين‬ ‫يتلقى اية تعليمات أو توجيهات في شأن سير هذا التفتيش اال من رؤسائه‬

‫‪ -28‬ان شىء عام ‪ 9191‬واتبع رئاسة مجلس الوزراء وهو يتألف من ‪ :‬الهيئة الديوان ‪ -‬ادارة التفتيش المركزي ‪ -‬ادارة االبحاث‬
‫( سبق بحث صالحيتها تحت المبحث المتعلق برقابة مجلس الخدمة المدنية الفقرة الثانية نظرا لتشابه االحكام ‪ -‬ادارة المناقصات (‬
‫المادة االولى من المرسوم رقم ‪ 0642‬تاريخ ‪ 9191/99/1‬تنظيم التفتيش المركزي ) ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -‬مريس نخلة ‪,‬الوسيط في شرح قانون البلديات ‪ ،‬منشورات الحلبي ‪,‬بيروت ‪,‬سنة ‪ ,4669‬ص ‪.904‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 7‬من مرسوم اصول التفتيش‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫ان ال يعطوا اي امر او توجيه ألي موظف في االدارة‪ ،31‬حيث توجه الدعوات الى الموظفين‬
‫واالفراد بالطرق االدارية ويباشر المفتش استجوابهم ثم ينظم محض ار بذلك ويطلب اليه توقيعه‬
‫فإذا امتنع اشير الى ذلك في المحظر ‪.‬‬

‫وللمفتشين العاميين والمفتشين لدى هيئة التفتيش المركزي ان يطلعوا على جميع المستندات‬
‫والسجالت والقيود واالوراق التي يتولون التفتيش بها ويأخذوا صو اًر عنها‪ ،‬ولهم أن يطرحوا‬
‫االسئلة على الموظفين ويدعون من يرون ضرورة دعوته منهم الستماع شهادته وكل من‬
‫يعرقل عمل التفتيش يكون قد ارتكب مخالفة تأديبية‪.‬‬

‫كما يتم تفتيش بلديات عدة في مختلف المناطق حيث يجري تعداد صناديقها واالطالع على‬
‫اعمال الجباية فيها‪ ،‬وتدقيق نفقاتها والتحقيق في التجاوزات الحاصلة فيها واتخاذ كافة‬
‫التدابير الالزمة بحق المخالفين‪.‬‬

‫يلزم المفتشين بالمحافظة على سرية التحقيق وال يجوز ان يطلعوا على سيرته ونتائجه اال الى‬
‫الوزراء المختصين‪.‬‬

‫اما سائر االجهزة التابعة للتفتيش المركزي فكل منها يعمل ضمن اختصاصه شامال البلديات‬
‫جميعا سواء كان التفتيش االداري الذي ينظر من النواحي االدارية او الهندسي للناحية الفنية‬
‫او الصحي للناحية الصحية‪ ،‬اما التفتيش المالي فيدقق ويراقب كيفية تنفيذ القوانين واالنظمة‬
‫المالية وكيفية حفظ االموال البلدية وضبط حساباتها وسير عمل الموظفين الذين يتدخلون‬
‫بتنفيذ الموازنة وادارة اموال البلدية ومعاقبة الموظفين المخالفين واحالتهم الى المجلس التأديبي‬
‫العام‪ 32‬او على القضاء وتقدير المستحقين منهم‪.‬‬

‫ينظم المفتش تقري ار تمهيديا في النقاط الهامة ويرفعه فو ار الى رئيس التفتيش المركزي بواسطة‬
‫المفتش العام بعرضه بصورة مستعجلة على هيئة التفتيش‪ ،‬واذا ظهر له ان ثمة مخالفة‬
‫تشكل جرما جزائيا حق له اقتراح مالحقة الموظف المسؤول امام القضاء بدون انتظار نهاية‬
‫التفتيش على ان تراعي في هذه الحالة االصول المتعلقة بحق الدفاع‪.33‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 45‬من مرسوم إنشاء التفتيش المركزي‪.‬‬
‫‪ - 32‬المادتان ‪ 11‬و ‪ 12‬من مرسوم تنظيم التفتيش المركزي‬

‫‪ - 33‬المادة ‪ 11‬من مرسوم اصول التفتيش‬

‫‪31‬‬
‫وهذه احدى الوسائل التي تستعملها اجهزة الرقابة االدارية التي سنتناولها في المبحث التالي ‪:‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬طرق و اشكال الرقابة االدارية‬

‫تنصرف وسائل الرقابة االدارية في الغالب الى اعمال الهيئات الالمركزية اكثر من انصرافها‬
‫الى االعضاء او الى تنفيذ االعمال‪ ،‬كما يالحظ ان تلك الوسائل المختلفة تتفق من حيث‬
‫الهدف على ضمان احترام المشروعية والمصلحة العامة بالنسبة ألعضاء واعمال الهيئات‬
‫الالمركزية‪ ،‬وان كانت الوسائل المذكورة تختلف فيما بينها من حيث االسلوب واالثار ووقت‬
‫الحصول‪ ،‬كما تختلف من حيث مدى ال ّشدة وهو االمر الذي يقدره المشرع في كل دولة عند‬
‫تحديد سلطات الرقابة االدارية على الهيئات الالمركزية‪ ،‬ويقسم اغلب الفقهاء القانون االداري‬
‫وسائل و طرق استعمال الرقابة االدارية الى وسائل تتعلق بأعضاء الهيئات الالمركزية‪،‬‬
‫واخرى تتعلق ببعض اعمالها هذا باإلضافة الى وسائل الرقابة على تنفيذ هذه االعمال وهذا‬
‫ما سنتكلم تباعا عنهم في المطالب التالية‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪:‬طرق الرقاب ة االدارية على المجلس البلدي‬

‫تعني الرقابة االدارية على المجلس البلدي اي على االشخاص تلك التي تمارسها السلطة‬
‫المركزية على البلدية كجهاز اداري‪ ،‬وعلى االعضاء الذين يمثلونه اي بصفتهم التمثيلية‬
‫والشخصية وذلك وفقا لمقتضيات كل قضية على حده‪ ،‬وهذه الرقابة تشمل نطاقات معينة‬
‫قانونيا ووسائل محددة تتناول بعض او كل االعمال الصادرة عن البلدية‪.‬‬

‫تمارس هذه الرقابة في الطرق التالية‪:‬‬

‫النبذة االولى ‪:‬الرقابة عن طريق انشاء البلدية واج راءات انتخاب‬


‫اعضائها‪.34‬‬

‫تظهر رقابة السلطة المركزية على البلديات في انها هي التي تنشئ البلدية وتلغيها‪ ،‬وفق‬
‫سلطة استنسابية‪ ،‬يخضع امر ممارستها لتوفر شروط معينة حددها القانون في حالة االنشاء‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 2‬من قانون البلديات‪.‬‬
‫‪ -‬شورى دولة رقم ‪ 910‬تاريخ ‪ ( ،2009/9/46‬الرئيس غانم والمستشاران عبدو الجميل) دعوى بلدية المروج ‪ /‬وزارة‬
‫الداخلية‪ -‬العدل ‪ 2006‬عدد ‪ 4‬ص ‪.445‬‬
‫‪32‬‬
‫ولزوال هذه الشروط في حالة االلغاء‪ .35‬باإلضافة الى ان السلطة المركزية هي التي تحدد‬
‫نطاق البلدية‪ ،‬فالق اررات التي تتناول تحديد النطاق البلدي أو تعديله هي ق اررات تصدر عن‬
‫وزير الداخلية او مراسيم‪ ،‬حيث يمكن للسلطة تعديلها أو سحبها في اي وقت خاصة في حال‬
‫ظهور عيوب فيها دون أن يكون لألفراد حق االدعاء بحقوق مكتسبة ازاءها‪. 36‬‬

‫اما بالنسبة النتخاب اعضائها فال يجوز تعيين اعضاء المجالس البلدية من جانب االدارة‬
‫المركزية‪ ،‬وذلك على اساس االستقالل الذي تتمتع به مما يوجب انتخاب االعضاء الذين‬
‫يقومون على تمثيل البلدية وادارتها‪ .‬وهكذا فإن دور السلطة المركزية يتجلى في افساح‬
‫المجال للمواطنين في اختيار ممثليهم‪ ،‬فتلعب هذه السلطة الدور البارز في تنظيم القوائم‬
‫االنتخابية‪ ،‬وانشاء لجان القيد وتحديد مهامها‪ ،‬كما تقوم بتعيين موعد اإلنتخابات وبدعوة‬
‫الهيئات الناخب ة‪ ،‬وتحديد موعد الترشيح‪ ،‬وتتلقى الطلبات من المرشحين وتبت فيها بالقبول أو‬
‫بالرفض‪ ،‬ثم انها تجري االنتخابات وتعلن نتائجها‪.‬‬

‫الن بذة الثانية ‪ :‬الرقابة عن طريق حل المجلس البلدي‬

‫تُعتبر سلطة حل المجلس البلدي التي تمارسها السلطة المركزية من اهم مظاهر الرقابة‬
‫االدارية على البلديات‪ ،‬مما يستوجب عدم قيام هذه السلطة باستعمال هذا النوع من الرقابة‪،‬‬
‫اال اذا سمح لها القانون بذلك وبنصوص صريمة ويتم الحل عادة ألسباب عامة وحكمية‬
‫وذلك من اجل ضمان الحفاظ على الغرض الذي انشئت البلدية من اجله‪ ،‬مما يوجب بحسب‬
‫االصل تقليل قرار الحل‪.‬‬

‫النبذة الثالثة ‪ :‬الرقابة عن طريق طلب االجتماع وحضور‬


‫الجلسات‬

‫‪ -‬لم ينص قانون البلديات صراحة على طريقة إلغاء البلدية‪ ،‬ولكن عمالً بالقواعد العامة‪ ،‬فإنه بإمكان سلطة اإلنشاء ممارسة‬
‫‪35‬‬

‫حقها بإللغاء عند زوال الشروط التي يجب توافرها إلنشاء البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬إن وزير الداخلية غير م ّخول قانونا ً بضم أو سلخ جزء من نطاق بلدية ما ‪ ،‬أيا ً كان وضع هذا الجزء القانوني‪ ،‬وأيا كان‬
‫‪36‬‬

‫الغرض من السلخ إلجرائه من نطاق بلدية سبق تحديده أو ضمّه لنطاق بلدية أخرى‪ ،‬ألن هذا األمر يستوجب صدور مرسوم به‬
‫عمالً بما يستفاد من مجمل أحكام قوانين البلدية السابقة والحالية التي اعتبرت أن عمليات تعديل النطاق البلدي ذات أبعاد تستدعي‬
‫صدورها بمرسوم‪ ( .‬ش‪ .‬ل‪ .‬رقم ‪ 457‬تاريخ ‪ ،91/6/49‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 4‬سنة ‪ 4697‬ص ‪.)415‬‬
‫‪33‬‬
‫االصل هو قيام رئيس البلدية بدعوة المجلس البلدي لالجتماع مرة في الشهر على االقل‪،‬‬
‫وكلما دعت الحاجة الى ذلك‪ ،‬وعلى الرئيس ان يعين دعوته مواضيع االجتماع‪ .37‬ويتم ذلك‬
‫من غير تدخل من السلطة االدارية مراعاة لمبدا استقالل البلدية ‪ ،‬اال ان القانون قد يخول‬
‫سلطة الرقابة الحق في الطلب الى رئيس البلدية دعوة المجلس البلدي لالنعقاد بصورة‬
‫استثنائية وذلك منعاً للتراخي من قبل الرئيس في الحاالت الطارئة او العاجلة‪. 38‬‬

‫النبذة ال رابعة ‪ :‬الرقابة عن طريق التوقف عن العمل نهائيا‬

‫يتمتع عضو المجلس البلدي المنتخب بحصانة ضد عزله أو توقيفه عن ممارسة مهامه طيلة‬
‫مدة والية المجلس‪ .‬اال ان هذه القاعدة ليست مطلقة فقد أعطى قانون البلديات لسلطة الرقابة‬
‫االدارية صالحية تتمثل في ايقاف العضو المنتخب عن ممارسة مهامه بصورة مؤقتة أو‬
‫نهائية أو اعتباره مستقيالً وذلك وفق شروط واصول يجب مراعاتها‪ ،‬كفقدان اهلية العضو أو‬
‫اإلقالة‪ ،‬أو لعدم حضور الجلسات‪ ،‬أو حالة السفر‪ ،‬أو عدم دعوته لالجتماع ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الرقابة االدارية على مقررات المجلس البلدي‬

‫المشرع هي ادارة مستقلة في مباشرة اختصاصاتها المخولة لها في‬


‫ّ‬ ‫البلديات كما عرفها‬
‫مواجهة االدارة المركزية‪ ،‬اي انها ترتبط بالجهاز المركزي بعالقة التبعية االدارية التدريجية‪،‬‬
‫ومن ثم ال تخضع له خضوعا رئاسيا على نحو ما هو معروف في النظام المركزي ‪.‬‬

‫والرقابة التي تمارسها السلطة المركزية على اعمال البلديات ليست مطلقة‪ ،‬انما هي مقيدة‬
‫ومحصورة في نطاق معين ال يصح ان تتجاوزه‪ ،‬واال كانت محالً للطعن من قبل البلدية ‪.‬‬

‫ومعنى القول بأن الرقابة االدارية على اعمال البلديات مقيدة‪ ،‬هو ان االدارة المركزية‬
‫صاحبة الحق في الرقابة‪ ،‬ملزمة باتخاذ موقف من القرار المعروض عليها وعندها ليس لها‬
‫اال ان تختار اما بالموافقة على العمل موضوع القرار أو رفض العمل موضوع القرار أو‬

‫‪37‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 12‬من قاون البلديات‬
‫‪ -‬شورى الدولة رقم ‪ 91‬تاريخ ‪ ( 4661/44/1‬الرئيس فياض والمستشاران كنعان وابو رجيلي ) دعوى مزهر‪ /‬بلدية عالية – م‬
‫‪ .‬ق‪ 4667 .‬عدد ‪ 9‬ص ‪19‬‬
‫‪38‬‬
‫د‪ .‬بكري القباني ‪ ،‬الرقابة االدارية ‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪412‬‬
‫‪34‬‬
‫ٍ‬
‫حينئذ تستطيع البلدية التمسك بالتصرف الذي صدر‬ ‫السكوت عن البت بالموافقة أو بالرفض‪،‬‬
‫عنها رغم اعتراض سلطة الرقابة عليه واقناعها عن اق ارره بصورة صريحة وخطية وال يكون‬
‫للبلدية سوى الطعن امام القضاء بقرار الرفض اذا قدرت انه مخالف للقانون او ينطوي على‬
‫انحراف في استعمال السلطة‪ ،‬كما لها ان تعيد استصدار القرار من جديد متجنبة االسباب‬
‫الى ادت الى عدم تصديقه في المرة االولى ‪.‬‬

‫كذلك يجوز لسلطة الرقابة ان تحل محل البلدية في مباشرة اختصاصاتها المقررة لها في‬
‫حاالت استثنائية حددها القانون‪ ،‬وفيما عدا تلك الحاالت يكون التصرف بداءة من حق‬
‫البلدية في نطاق اختصاصاتها‪ ،‬كما يحق لسلطة الرقابة أن ترجىء مؤقتا تنفيذ قرار اتخذته‬
‫تقدرها ‪ .‬وهكذا تظهر الرقابة على مقررات المجلس البلدي من خالل‬
‫البلدية ألسباب امنية ّ‬
‫االمور التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬الرقابة عن طريق سلطة الموافقة ‪ -‬التصديق‬

‫يمكن تعريف التصديق الرقابي بأنه االجراء الذي يجوز لجهة الرقابة بمقتضى سلطاتها‬
‫االستثنائية المحددة قانوناً‪ ،‬بأن عمال معنيا صاد ار عن جهة ادارية ال مركزية يمكن ان‬
‫يوضع موضع التنفيذ على اساس انه ال يخالف اية قاعدة قانونية‪ ،‬وال يمس المصلحة‬
‫العامة‪ ،‬وهو يعتبر المرحلة االخيرة من عملية الرقابة قبل وضع القرار موضع التنفيذ العملي‪.‬‬

‫ولهذا يخضع الم ّشرع بعض االعمال البلدية لرقابة التصديق الالحق عليها بسبب اهمية هذه‬
‫االعمال‪ ،‬سواء من الناحية المالية أو العقارية أو التنظيمية أو غيرها ‪.‬‬

‫فالق اررات التي تحتاج الى تصديق معددة على سبيل الحصر ال المثال‪ ،‬ألن البلدية في‬
‫االصل ادارة محلية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واالداري كما نصت على‬
‫ذلك المادة االولى من قانون البلديات‪ ،‬ثم ان المادة ‪ 54‬اعتبرت ان كل الق اررات البلدية نافذة‬
‫‪39‬‬
‫باستثناء ما اخضعه قانون البلديات للتصديق‪.‬‬ ‫بحد ذاتها‬

‫انطالقا مما تقدم تعتبر ق اررات المجلس البلدي نافذة بحاالت ثالث هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬بحد ذاتها اذا لم تكن خاضعة لرقابة ادارية‬

‫‪39‬‬
‫‪ -‬إميل الحايك ‪ ،‬اصول المعامالت البلدية‪ ،‬طبعة ثانية ‪,‬سنة ‪ ، 4661‬ص ‪.15‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ -8‬بعد تصديقها صراحة اذا كانت خاضعة لرقابة ادارية‬

‫‪ -3‬بعد اعتبارها مصدقة ضمناً عند توفر شروط المادة ‪ 13‬من قانون البلديات‪. 40‬‬

‫‪ -8‬الرقابة عن طريق ممارسة سلطة الحلول ‪:‬‬

‫المراد بالحلول هو قيام سلطة الرقابة بمقتضى سلطاتها االستثنائية المحددة قانوناً‪ ،‬مقام‬
‫البلدية لتنفيذ بعض التزاماتها القانونية‪ ،‬التي لم تقم بها بقصد أو لعجز أو اهمال‪ ،‬لذلك يتم‬
‫الحلول من اجل احترام المشروعية وحماية المصلحة العامة ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫بقولها ‪" :‬اذا تمنع المجلس‬ ‫وقد عبرت عن هذا المفهوم المادة ‪ 135‬من قانون البلديات‬
‫البلدي أو رئيسه القيام بعمل من االعمال التي توجبها القوانين واالنظمة‪ ،‬للقائمقام ان يوجه‬
‫الى المجلس البلدي أو رئيسه ام ار خطيا بوجوب التنفيذ خالل مهلة تعين في هذا االمر‬
‫الخطي‪ ،‬فاذا انقضت المهلة دون التنفيذ حق القائمقام بعد موافقة المحافظ أن يقوم بنفسه‬
‫بذلك موجب قرار معلل‪ ،‬ويخضع لتصديق سلطة الرقابة االدارية عند االقتضاء‪ ،‬ويعتبر‬
‫عندها صاد اًر عن الرئيس أو عن المجلس البلدي وينفذ على مسؤولية كل منهما‪. 42‬‬

‫المبدأ انه ال يجوز لسلطة الرقابة االدارية مباشرة سلطة الحلول اال اذا توافر شرطان اساسيان‬
‫أوالً ‪ :‬أن تكون البلدية قد رفضت القيام بالعمل الذي تلتزم به قانوناً أو ان تكون قد اهملت‬
‫القيام به‪ ،‬وثانياً ان تقوم سلطة الرقابة بتوجيه أمر خطي الى البلدية بتنفيذ الت ازماتها القانونية‪.‬‬

‫وينتج عن سلطة الحلول عدم مسؤولية البلدية عن االخطاء الشخصية أو اذا اتسم قيامها‬
‫بهذه الرقابة بعدم المشروعية‪ ،‬أو اذا ارتكب خطأ جسيم عند ممارسة هذه الرقابة ويبقى‬
‫للسلطة المحلية في هذا المجال الطعن في قرار سلطة الوصاية لتجاوز هذه السلطة ‪.‬‬

‫‪ -3‬الرقابة عن طريق سلطة االرجاء ‪:‬‬

‫تقوم فكرة االرجاء على اساس صدور قرار عن البلدية‪ ،‬مع قيام سلطة الرقابة االدارية بإرجاء‬
‫تنفيذه لمدة معينة وذلك في حدود السلطات االستثنائية المعطاة لها قانوناً‪ ،‬هذه السلطة‬

‫‪40‬‬
‫‪ -‬شورى دولة رقم ‪ 116‬تاريخ ‪ 2002/2/42‬الرئيس قباني المستشاران نصر وبوزوين دعوى عيسى بلدية طرابلس م‪ .‬ق‪.‬ا‬
‫‪ 2007‬عدد ‪ 45‬مجلد ‪ 4‬ص ‪119‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ -‬شورى الدولة رقم ‪ 421‬تاريخ ‪ 4699/7/2‬لرئيس سعدهللا الخوري والمستشاران فياض وااليوبي‬
‫دعوى بلدية بيروت ‪ /‬الدولة م‪ .‬ق‪ .‬إ ‪4664/4660‬عدد ‪ 7‬ص ‪206‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ -‬هيئة التشريع االستشارات رقم ‪/466‬ر‪ 4656/‬تاريخ ‪ 4690/2/2‬رئيس شدياق القاضي كرم الرأي األشغال العامة والنقل‬
‫وبريدي مجموعة اجتهاد بيئة التشريع واالستشارات في وزارة العدل منشورات الحقوقية صادر مجلد ص ‪7005‬‬
‫‪36‬‬
‫تساعد جهة الرقابة االدارية على تالفي االضرار التي قد تنشأ عن التنفيذ المعجل لهذه‬
‫الق اررات‪ ،‬كما انه يمكن لهذه الجهة من الحصول على الوقت الالزم لبحث اجراء االلغاء عند‬
‫اللزوم ‪.‬‬

‫يحق للقائمقام وللمحافظ أو لوزير الداخلية في اي وقت شاء وألسباب تتعلق باألمن أن‬
‫ُيرجىء مؤقتا تنفيذ قرار مجلس بلدي‪ ،‬ويجب ان يتم ذلك بموجب ق ارر معلل يقبل الطعن‬
‫أمام مجلس شورى الدولة‪. 43‬‬

‫ونشير اخي اًر الى ان ايقاف الق اررات الالمركزية تعتبر من جانب جهة الرقابة االدارية في حد‬
‫ذاته‪ ،‬إج ارءاً رقابيا مؤقتا وهو االمر الذي ال يتصور معه قيام ضرر ينشأ مباشرة عن اتخاذ‬
‫هذا االجراء‪ ،‬مما يدعو الى القول بأن قرار االيقاف ال يرتب مسؤولية جهة الرقابة االدارية‬
‫بصفة عامة‪ ،‬اال اذا ارتكب هذه الجهة اخطاء‪ ،‬توجب في حد ذاتها مسؤوليتها وذلك بمناسبة‬
‫اصدار قرار االيقاف‪ .44‬ولكن هذه الطرق و الوسائل للرقابة لها مبرراتها واسبابها فهي مقابل‬
‫مساعدة ادارية تقدمها اجهزة الرقابة وهو ما سنتناوله في الفقرة الثانية‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬مبررات الرقابة االدارية على التنفيذ‬

‫ال تقف مهمة الرقابة االدارية على البلديات عند مجرد الرقابة على اعضائها واعمالها‪ ،‬لكنها‬
‫تمتد الى مجال تنفيذ هذه االعمال‪ ،‬ذلك انه وان كانت البلديات تتمتع بسلطة التقرير الذاتية‬
‫مشمولة بالرقابة االدارية ‪ ،‬اال ان تنفيذ ما يصدر من ق اررات يحتاج في الغالب الى تدخل من‬
‫جانب السلطات المركزية المختصة لمعاونة البلدية على اتمام هذا التنفيذ من الناحية العملية‪،‬‬
‫وهو االمر الذي يجعل من هذا التنفيذ من الناحية العملية بالغة االهمية‪ ،‬بالرغم من كونها‬
‫رقابة غير مباشرة أو رقابة خفية كما يقول البعض‪. 45‬‬

‫فأشخاص القانون العام يؤلفون وحدة ادارية متكاملة‪ ،‬تحكمهم قواعد مشتركة في كثير من‬
‫المجاالت‪ ،‬وهم بحاجة الى استم اررية التعامل مع بعضهم لتبادل المعلومات والخدمات‬
‫والقدرات‪ ،‬وكل هذا يستدعي التعاون المتبادل ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 97‬من قانون البلديات‬
‫‪44‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬بكري القباني ‪ ,‬الرقابة االدارية ‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.249‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬بكري القباني‪ ,‬الرقابة االدارية ‪,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪ 495‬وما يليها‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫وهذا التعاون موجود بمظاهر مختلفة‪ ،‬وتتمثل هذه المعاونة في قيام السلطة المركزية‪ 46‬بإمداد‬
‫البلديات ببعض عمالها مع تزويدها احيانا ببعض االموال الالزمة‪ ،‬فضال عن قيام السلطة‬
‫المركزية بمباشرة االجراءات الكفيلة بوضع بعض الق اررات البلدية موضع التنفيذ‪ ،‬وهو االمر‬
‫الذي يجعل للسلطة المركزية في النهاية رقابة ادارية‪ ،‬تتم بفضل ما تقدمه للبلديات من‬
‫وسائل عمل تتمثل في ‪ :‬االعمال واالموال االجراءات ‪.‬‬

‫بالنسبة للعمال‪ ،‬فإنه يوجد لدى اغلب البلديات عمال يمثلون السلطة المركزية وبخاصة داخل‬
‫االجهزة التنفيذية التابعة للبلدية كالمراقب المالي‪ ،‬وهو االمر الذي يجعل للمثل السلطة‬
‫المركزية صفة االزدواجية الوظيفية وذلك لكونه عامال مركزيا وال مركزيا وفي وقت معاً‪. 47‬‬

‫أما بالنسبة ألموال التنفيذ‪ ،‬فإنه من الطبيعي القول أن تنفيذ الق اررات يحتاج الى الموارد‬
‫المالية التي تمكن هذه البلديات من اجراء التنفيذ‪ ،‬ولما كانت القروض المالية‪ ،‬وتلقي الموارد‬
‫الضريبية‪ ،‬والتبرعات االهلية واالعانات الحكومية من اهم مصادر هذه الموارد‪ ،‬فإن البلديات‬
‫تلجأ الى السلطة المركزية لمعاونتها في الحصول على الموارد المذكورة وهو االمر الذي‬
‫يسمح للسلطة المركزية بمباشرة رقابتها بالنسبة لتمويل عملية تنفيذ ق اررات البلدية‪. 48‬‬

‫كما ان تنفيذ ق ار ارت البلدية قد يحتاج الى القيام بإجراءات معينة من جانب السلطة المركزية‪،‬‬
‫ومنها على سبيل المثال اجراءات نزع الملكية العقارية للمنفعة العامة لصالح البلدية‪ ،‬مما‬
‫يجعل السلطة المركزية رقابة على البلديات لهذه الناحية أو اسقاط الملك البلدي العام الى‬
‫ملك بلدي خاص أو بيع امالك البلدية ‪....‬‬

‫يتبين مما تقدم ان الدولة هي التي تقدم في مجمل الحاالت‪ ،‬على مد يد العون ووضع‬
‫عناصرها البشرية والمالية وسائر امكانياتها في تصرف اشخاص القانون العام‪ ،‬االمر الذي‬
‫يعتبر شكال من اشكال المساعدة أو المساهمة ووسيلة الرقابة في آن‪. 49‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬يوسف سعد هللا الخوري‪ ،‬القانون اإلدراي العام ‪ ،‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.25‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ -‬أبرز مثال لإلزدواجية الوظيفية هو محافظ مدينة بيروت الذي هو موظف إداري مركزي تابع للدولة‪ ،‬وهو في الوقت ذاته‬
‫رئيس للسلطة التنفيذية في بلدية بيروت أي أنه بهذه الصفة موظف ال مركزي وكذلك يسري المثال على المحافظين والقائمقامين‬
‫عندما يكلفّون القيام بأعمال البلديات المنحلة‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫‪ 99 -‬من قانون العقوبات‬
‫‪49‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬يوسف سعد هللا الخوري‪ ،‬القانون اإلداري العام‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪. 10‬‬
‫‪38‬‬
‫مما جعلنا نستنتج ان الرقابة االدارية هي رقابة ضرورية ومساعدة احيانا"‪ ,‬و ان كانت‬
‫احيانا" اخرى تعيق عمل البلديات‪ ،‬هذا على صعيد الرقابة االدارية فما هو الحال على‬
‫صعيد الرقابة المالية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة المالية على البلديات‬

‫تعتبر اموال البلديات امواالً عامة وفق ما نصت عليه المادة الثانية من قانون المحاسبة‬
‫العمومية‪ .50‬لذلك ان الرقابة المالية تختلف عن الرقابة االدارية من حيث االجهزة التي‬
‫تمارس كل منها ومن حيث طبيعة العمل والهدف الكامن وراء ٍ‬
‫كل منها ‪.‬‬

‫فالطابع المالي هو الذي يحدد معالم الرقابة التي تمارسها اجهزة الرقابة المالية على البلدية‬
‫من حيث التنظيم ومجال الممارسة‪ ،‬من هنا سنتناول في المباحث الثالثة دور اجهزة الرقابة‬
‫المالية على البلديات ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬رقابة ديوان المحاسبة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬رقابة المراقب المالي العام‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬لجان االعتراضات على الرسوم والعالوات البلدية ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 41696‬تاريخ ‪. 4691/42/10‬‬
‫‪39‬‬
‫‪51‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬رقابة ديوان المحاسبة‬

‫ان ديوان المحاسبة كجهاز اعلى للرقابة المالية في الدولة‪ ،‬هو محكمة ادارية تتولى القضاء‬
‫المالي‪ ،‬مهمته السهر على االموال العمومية واالموال المودعة في الخزينة‪ ،‬وذلك بمراقبة‬
‫استعمال هذه االموال وفقاً لم نصت عليه القوانين واالنظمة المرعية االجراء‪ ،‬والفصل في‬
‫صحة وقانونية معاملتها وحساباتها ومحاكمة المسؤولين عن مخالفة القوانين واالنظمة‬
‫‪52‬‬
‫‪ .‬وبهذه الصفة يمارس الديوان دوره الرقابي بشكل مستقل ولكن بتعاون وثيق‬ ‫المتعلقة بها‬
‫مع السلطات العليا في الدولة كمجلس النواب ومجلس الوزراء‪. 53‬‬

‫لديوان المحاسبة اذا من خالل سهره على االموال العمومية وظيفتان وظيفة ادارية ووظيفة‬
‫قضائية وهذا سوف نتطرق اليه بالتفصيل تباعاً ‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬رقابة الديوان االدارية‬

‫يمارس ديوان المحاسبة من خالل وظيفته االدارية رقابة مالية مسبقة ومؤخرة على تنفيذ‬
‫الموازنة في البلديات التي اخضعها القانون لرقابته وذلك بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء‬
‫بناء على اقتراح رئيس مجلس الوزراء‪.54‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -‬أنشىء عام ‪ 4676‬ونظم بالمرسوم ااالشتراعي رقم ‪ 449‬تاريخ ‪ 67/9/42‬الذي الغى بموجب المرسوم االشتراعي رقم‬
‫‪ 92‬تاريخ ‪ 91/6/49‬ثم اعيد العمل بالمواد من ‪ 1‬الى ‪ 41‬ضمنا بموجب المرسوم االشتراعي رقم ‪ 97/7‬تاريخ ‪4697/1/21‬‬
‫المعدلة بموجب القانون رقم ‪ 412‬تاريخ ‪ 4662/1/41‬يرتبط ديوان المحاسبة اداريا برئيس مجلس الوزراء ومركزه بيروت ‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ -‬يعود لديوان المحاسبة البت في اية زيارة في االشغال االضافية اذا تجاوزت قيمتها ‪ 47‬بالمية من قيمة العقد االساسية ( من‬
‫قرار مجلس الوزراء رقم ‪ 47‬تاريخ ‪. 2004/4/1‬‬
‫‪53‬‬
‫‪ -‬نصت المادة ‪ 95‬من الدستور اللبناني على ان حسابات االدارة المالية النهائية لكل سنة يجب أن تعرض على المجلس (‬
‫المجلس النيابي ) ليوافق عليها قبل نشر موازنة السنة الثانية التي تلي تلك السنة وسيوضح قانون خاص لتشكيل ديوان المحاسبة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬تخضع ‪ 11‬بلدية حاليا لهذه الرقابة وقد صدرت عدة مراسيم تخضع بعض البلديات واتحاد البلديات لرقابة ديوان المحاسبة‬ ‫‪54‬‬

‫وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 1218‬تاريخ ‪ 28/11/11‬اخضاع اتحاد البلديات الفيحاء ألحكام قانون المحاسبة العمومية وسلطة مراقب عام‬
‫ورقابة ديوان المحاسبة ‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 1121‬تاريخ ‪ 1221/1/12‬اخضاع بعض اتحاد البلديات لسلطة مراقب عام ولرقابة ديوان المحاسبة وألحكام‬
‫قانون المحاسبة العمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 1812‬تاريخ ‪ 1221/1/1‬اخضاع بعض البلديات ألحكام قانون المحاسبة العمومية ولرقابة ديوان المحاسبة‬
‫والرقابة المالية ‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫‪55‬‬
‫النبذة االولى ‪ :‬رقابة الديوان المسبقة‬

‫الغاية من رقابة الديوان االدارية المسبقة هي التثبت من صحة المعامالت وانطباقها على‬
‫الموازنة واحكام القوانين واالنظمة‪ ،‬وتتمثل برقابة على تنفيذ الموازنة والتقارير التي ينظمها‬
‫عن نتائج هذه الرقابة‪ ،‬وبإبداء الرأي في االمور المالية ‪ .‬فالمعامالت الخاضعة للرقابة‬
‫السابقة هي‪ ،‬في ما خص الواردات‪ ،‬معامالت تلزيم االيرادات وبيع العقارات عندما تفوق‬
‫قيمة الواحدة خمسة ماليين ليرة لبنانية وهي أيضاً في ما خص النفقات ‪:‬‬

‫صفقات اللوازم واالشغال والخدمات واالتفاقات الرضائية بما فيها عقود االيجار ومعامالت‬
‫شراء العقارات ومعامالت المنح والمساعدات والمساهمات وتخضع للرقابة االدارية المسبقة‬
‫المصالحات على دعاوي أو خالفات اذا كان موضوع النزاع يفوق خمسة عشر مليون ليرة‬
‫لبنانية‪. 56‬‬

‫كي تصبح المعاملة منطبقة على الموازنة واحكام القوانين واالنظمة فإنه يدرس المعامالت‪،‬‬
‫ويتخذ بشأنها احدى التدابير التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬الموافقة عليها اذا وجدها منطبقة على الموازنة واحكام القانون ‪.‬‬

‫‪ -8‬الطلب من الجهة المعنية ايفاد مندوب عنها الستيضاحه عما يشوب المعاملة من‬
‫اخطاء أو نواقص في حال وجودها‪ ،‬ويوضح له كيفية تصحيح المعاملة واستكمال مستنداتها‪.‬‬

‫‪ -3‬توجيه مذكرة الى االدارة بطلب معلومات أو مستندات ‪.‬‬

‫وعندما يتم تقديم االيضاحات والمستندات المطلوبة يقوم الديوان بدراستها مجدداً ويتخذ بشأنها‬
‫القرار المناسب وهذا القرار قد يكون ‪:‬‬

‫‪ -‬اعالن عدم الصالحية ‪.‬‬

‫‪ -‬اعادة المعاملة الى مصدرها إلستكمالها‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -‬ارتفعت االصوات مؤخرا تطالب بإلغاء الرقابة المسبقة لديوان المحاسبة ولمراقب عقد النفقات كما حصل في مجلس‬
‫الوزراء المنعقدة بتاريخ ‪ 2000/42/41‬حيث وافق على مشروع تعديل بعض احكام قانون المحاسبة العمومية لهذه الجهة بقراره‬
‫رقم ‪ 11‬كما حصل على اقتراع قانون البلديات الجديد المحال من وزارة الداخلية والبلديات على مجلس الوزراء ثم على المجلس‬
‫النيابي ( المادة ‪ 99‬منه ) وذلك تحت ذرائع وحجج واهية ال يسلم منها حجة أو ذريعة حتى وضعت على طاولة التشريح هذا‬
‫وان من الملفت للنظر هو ان رقابة ديوان المحاسبة ورقابة مراقب عقد النفقات لم تلغ وانما استبدلت بنظام رقابة اخرى في‬
‫الوقت الذي لم يقل فيه احد بعدم ضرورة وجدوى المسبقة ‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 19‬من المرسوم ‪ 91/92‬تنظيم ديوان المحاسبة‬
‫‪41‬‬
‫‪ -‬الموافقة الكاملة أو الجزئية أو المشروطة أو المقرونة بتوصيات مع االحتفاظ بحق ابداء‬
‫المالحظات في نطاق الرقابة المؤخرة‪. 57‬‬

‫‪ -‬عدم الموافقة‪. 58‬‬

‫يتخذ الديوان ق ارره في المعاملة خالل عشرة ايام من تاريخ ايداعها ويعطي الديوان خمسة ايام‬
‫اضافية اذا دعت الحاجة الى طلب مستندات‪ ،‬واذا لم يتخذ الديوان ق ارره ضمن هذه المهل‬
‫حق لإل دارة أن تسترد المعاملة وتصرف النظر عن رأيه ‪.‬ولكن لوحظ عدم تقيد الديوان‬
‫بالمهلة المحددة وبدال" من االيام تتأخر بعض المعامالت الى أسابيع‪ ،‬وتجدر االشارة الى ان‬
‫مدة الثالثين يوما المحددة العتبار القرار مصدقا عليه ضمنا اذا لم تتخذ سلطة الرقابة‬
‫االدارية المختصة قرارها بشأنه‪ ،‬تسري من تاريخ ابالغ قرار الديوان بالموافقة الى سلطة‬
‫الرقابة االدارية‪. 59‬‬

‫يمكن اعادة النظر في ق اررات الديوان ضمن نطاق رقابته االدارية المسبقة بناء على طلب‬
‫من رئيسه أو من النيابة العامة لديه أو من االدارة المختصة‪ ،‬واذا جاء قرار الديوان بالموافقة‬
‫فيما خص الواردات مخالفاً رأي البلدية أو فيما خص النفقات مخالفاً رأي مراقب عقد النفقات‬
‫بقرر الديوان اال اذا وافق وزير الداخلية والبلديات فيما خص‬
‫فعلى هذه المراجع التقيد ا‬
‫الواردات أو وزير المالية فيما خص النفقات على عرض المعاملة على مجلس الوزراء ‪.‬‬

‫واذا جاء رأي الديوان مخالفا المشروع المعروض‪ ،‬كان للبلدية أن تعرض الخالف على‬
‫مجلس الوزراء ‪ .‬يبت مجلس المعامالت التي تعرض عليه بق اررات معللة بعد االستماع الى‬
‫رئيس الديوان‪ ،‬وعند مخالفته رأي وزير المالية أو قرار يقوم ق ارره مقام تأشيرة الديوان أو‬
‫تأشيرة مراقب عقد النفقات ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ -‬عرفت المادة ‪ 94‬من قانون الموجبات والعقود والشرط بأنه "عارض مستقبل غير مؤكد يتعلق عليه تولد الموجب أو‬
‫سقوطه ويكون له مفعول رجعي اال اذا تحصل العكس من مشيئة الفرقين أو من ماهية الموجب " ‪ .‬فالشرط اذا هو اجراء‬
‫تقتضيه االحكام القانونية ويتوجب على البلدية استكماله لتصبح المعاملة منطبقة على القانون وان عدم التقيدية يجعل موافقة‬
‫الديوان بحكم الملغاة كما ان وضع المعاملة موضع التنفيذ دون التقيد بالشروط التي يتضمنها القرار يشكل مخالفة تستوجب‬
‫مالحقة المسؤول عنها عمالً بأحكام المادة ‪ 90‬من قانون تنظيم الديوان ‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 10‬من قانون تنظيم ديوان المحاسبة‬
‫‪ 38 - 59‬من قانون البلديات‬
‫شورى دولة رقم ‪ 882‬تاريخ ‪ 1111/1/11‬الرئيس قباني والمستشاران نصر وبو زين دعوى عيسى ‪ /‬البلدية طرابلس‪-‬م ‪.‬ق إ‬
‫‪ 1111‬عدد ‪ 11‬مجلد ‪ 1‬ص ‪883‬‬

‫‪42‬‬
‫النبذة الثانية ‪ :‬رقابة الديوان المؤخرة ‪.‬‬

‫يمارس ديوان المحاسبة رقابته المالية بصورة مؤخرة عن طريق تقدير المعامالت المالية‬
‫ونتائجها العامة من حيث عقدها الى حين االنتهاء من تنفيذها وقيدها في الحساب‪ ،‬وتبرز‬
‫الرقابة المؤخرة في التقرير السنوي الذي يبين فيه نتائج رقابته‪ ،‬وفي التقارير الخاصة التي‬
‫يضعها في مواضيع معينة ويبلغ نسخاً عن التقرير الى البلدية المختصة الخاضعة له لتقديم‬
‫اجوبتها خالل مهلة شهر‪ .‬على ما ورد فيه من مواضيع تتعلق بها‪. 60‬‬

‫وتهدف الرقابة المؤخرة بوجه عام الى تقييم النشاط المالي للبلدية الخاضعة للديوان‪ ،‬كما‬
‫تشكل بطبيعتها وجها من وجوه الرقابة على االداء وتتناول الرقابة االدارية المؤخرة على‬
‫الحسابات ‪:‬‬

‫‪ -1‬حسابات المال المعطى للمؤسسات والجمعيات وسائر الهيئات والشركات التي للبلديات‬
‫أو المؤسسات العامة التابعة لها عالقة مالية عن طريق المساهمة أو المساعدة أو التسليف‪،‬‬
‫كلما تجاوزت قيمة العملية منها مبلغ خمسة وعشرون مليون ليرة خالل السنة المالية ‪.‬‬

‫فإذا تحقق الديوان من ان اعطاء المساهمة وانفاقها قد جرياً وفقاً لألصول اصدر تقري اًر‬
‫خاصاً ضمنه موافقته‪ ،‬وفي حال تبين للديوان بنتيجة رقابته وجود مالحظات‪ ،‬يلفت نظر‬
‫االدارة اليها ويقرن موافقته على ابراء الذمة بالتوصيات الالزمة بشأن هذه المالحظات‪ .‬أما‬
‫اذا تبين له ان جزء من النفقات يخرج عن الغاية المحددة له السيما فيما يتعلق بشراء‬
‫القيم عن هذا الجزء من‬ ‫االصول الثابتة‪ ،‬فإنه يقضي بعدم الموافقة على ابراء ذمة‬
‫المساهمة‪. 61‬‬

‫‪ -8‬البيانات الفصلية والسنوية التي ترد الى ديوان المحاسبة من البلدية مباشرة‪ ،‬فهذه‬
‫البيانات ترسلها‪ ،‬بالنسبة الى الواردات‪ ،‬كل المراجع المختصة بإبرام جداول التكليف واصدار‬
‫أوامر القبض أو اوامر التحصيل‪ ،‬وهي تتضمن المبالغ المحققة والمبالغ الملغاة أو المنزلة‬
‫خالل الفصل أو السنة المختصة‪ .‬وترفق نسخ مصدقة عنها فيقارن الديوان بين االرقام‬
‫الواردة في البيانات االجمالية وبين تلك الواردة في هذه النسخ‪ ،‬وال يتولى الديوان في هذه‬
‫المرحلة التدقيق في صحة التحقق ‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 17‬وما يليها من تنظيم الديوان وحبيش ص ‪. 422‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ -‬تقرير ديوان المحاسبة عن عامي ‪ 4666‬و ‪ 2000‬ج عدد ‪ .72‬تاريخ ‪ 2004/40/21‬ص ‪.1591‬‬
‫‪43‬‬
‫أما بالنسبة الى النفقات فهذه البيانات الفصلية السنوية يرسلها المحاسبون االداريون‪ ،‬ويتولى‬
‫الديوان مقارنة االعتمادات االساسية الواردة في البيانات مع تلك المفتوحة في الموازنة وال‬
‫يتولى الديوان في هذه المرحلة التدقيق في صحة العقد والتصفية والصرف ‪.‬‬

‫نشير الى ان ديوان المحاسبة في رقابته على الحسابات‪ ،‬سواء القضائية و االدارية‪ ،‬ينطلق‬
‫من بيانات يفترض ان ترسلها اليه البلديات الخاضعة لرقابته‪ ،‬كما له ان يقرر اجراء التدقيق‬
‫المحلي اذا رأى ذلك ضرورياً ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫وللبلديات الخاضعة لرقابة ديوان المحاسبة أن تطلب رأي الديوان في المواضيع المالية‬
‫‪.‬لتفسير النصوص المالية التي تثير مصاعب معينة اثناء التطبيق الذي قد ال يحيط المشترع‬
‫بكافة جوانبه ويكون لهذا الرأي الصفة االستشارية ‪ ،‬اذ ان البلدية غير ملزمة بطلب الرأي‪،‬‬
‫وغير ملزمة بنتيجته‪ ،‬وال يقبل الطعن لدى مجلس شورى الدولة ألنه غير ملزم وغير نافذ‪.63‬‬
‫ولكن في الواقع فإننا لم نجد فعالية لهذه الرقابة الحالية على عمل البلديات ‪ ,‬و لم نجد اي‬
‫طلب لرأي استشاري من قبل بلدية حارة حريك لديوان المحاسبة ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬رقابة الديوان الق ضائية‬

‫إن ديوان المحاسبة يمارس من خالل وظيفته القضائية ‪ ،‬الرقابة على الحسابات والتي تعتبر‬
‫احدى المهام االساسية‪ ،‬باإلضافة الى توليه الرقابة على اعمال الموظفين وعلى نصوص‬
‫تعيينهم ومحاكمة المسؤولين عن مخالفة القوانين واالنظمة وفقاً للقواعد القانونية المرعية‬
‫االجراء ‪.‬‬

‫وألن الديوان مهمته األساسية هي السهر على األموال العمومية واألموال المودعة في الخزينة‬
‫وفقا" للمادة األولى من المرسوم اإلشتراعي رقم ‪ 78‬تاريخ ‪ 11‬أيلول سنة ‪ 1573‬فقد ارتأينا‬
‫دراسة دوره الرقابي ضمن إطار الرقابة المالية بالرغم من إعتباره محكمة إدارية تتولى‬
‫القضاء المالي ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 95‬من قانون تنظيم الديوان‬
‫‪63‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬في ‪ 44‬حزيران ‪ ، 4669‬غانم المجموعة االدارية سنة ‪ 4669‬ص ‪.491‬‬
‫‪44‬‬
‫النبذة االولى ‪ :‬الرقابة على الحسابات‬

‫تشكل الرقابة على الحسابات احدى المهام االساسية لديوان المحاسبة باالستناد الى قانون‬
‫تنظيمه الذي اناط به‪ ،‬كمحكمة ادارية تتولى القضاء المالي‪ ،‬مراقبة استعمال االموال‬
‫العمومية واالموال المودعة في الخزينة والفصل في صحة وقانونية معامالتها وحساباتها ‪.‬‬

‫وقد حددت المادة ‪ 51‬من قانون تنظيم الديوان الغاية من الرقابة على الحسابات‪ ،‬وهي البت‬
‫في صحة المحتسبين‪ ،‬واي شخص يتدخل في قبض االموال العمومية واالموال المودعة في‬
‫الخزينة أو في دفعها دون أن تكون له الصفة القانونية ‪.‬‬

‫كما حددت المادة ‪ 58‬نطاق الرقابة على الحسابات فيما يتعلق بواردات الموازنة ونفقاتها‬
‫ومقبوضاتها ومدفوعاتها والمواد من حين استالمها الى حفظها وتسليمها وصحة تنظيم بيانات‬
‫الجردة المتعلقة بها‪ ،‬بحث تشمل الرقابة صحة المستندات التي تم التحصيل أو الدفع‬
‫بموجبها‪ ،‬وانطباق المعاملة على القوانين واالنظمة المرعية االجراء ‪.‬‬

‫وقد ترك القانون لفريق التدقيق اختيار االجراءات العملية للقيام بالرقابة على الحسابات في‬
‫حدود الغاية والنطاق المحددين في المادتين المذكورتين ‪.‬‬

‫والصالحية القضائية التي يمارسها ديوان المحاسبة هي صالحية استثنائية خاصة يجب‬
‫تطبيقها حص ار على ما شرعت له وفقا لما نص عليه القانون‪ ،‬وال يجوز تطبيقها على سبيل‬
‫القياس‪. 64‬‬

‫النبذة الثانية ‪ :‬الرقابة على اعمال الموظفين وعلى نصوص‬


‫تعيينهم‬

‫ان ديوان المحاسبة هيئة قضائية ادارية ‪,‬مهمتها السهر على ادارة االموال العمومية ‪,‬و ذلك‬
‫بمراقبة استعمالها بالفصل في صحة حساباتها وقانونية معامالتها ‪,‬وبمحاكمة الموظفين عن‬
‫مخالفة القوانين واالنظمة المتعلقة بها ‪.‬‬

‫‪ - 64‬ش‪.‬ل رقم ‪ 111‬تاريخ ‪ 1228/11/12‬م ‪ .‬ق إ عدد ‪ 1‬سنة ‪ 1221‬ص ‪ ، 883‬رقم ‪ 81‬تاريخ ‪ 1222/11/11‬م ‪ .‬ق إ‬
‫عدد ‪ 3‬سنة ‪ 28/21‬ص ‪21‬‬

‫‪45‬‬
‫أوال ‪ :‬فئة الموظفين الخاضعين لرقابة الديوان‬

‫حددت المادة ‪ 55‬من قانون تنظيم ديوان المحاسبة نطاق الرقابة القضائية على الموظفين‪،‬‬
‫فنصت على انها تشمل اعمال كل من يقوم بإدارة استعمال االموال العمومية واالموال‬
‫المودعة في الخزينة‪ ،‬وكل من يقوم بعمليات القبض والدفع لحساب الخزينة أو لصالحها أو‬
‫يمسك حساباتها‪ ،‬وكل من يتدخل فيها دون أن تكون له الصفة القانونية أو يساهم في هذه‬
‫االعمال والعمليات ويعتبر في حكم الموظف لتطبيق احكام هذه الرقابة‪ ،‬كل شخص عهد‬
‫اليه تولي ادارة االموال العمومية سواء اكان ذلك بالتعيين أو باالنتخاب أو بالتعاقد‪. 65‬‬

‫فالموظفون المعنيون هم الذين يوليهم القانون من جهة تصريف الشؤون المتعلقة باألموال‬
‫وجه العموم وهذه الفئة من االموال العمومية تتألف من‬ ‫التي تُجبى وتصرف على‬
‫المعامالت الخاصة بواردات الموازنة ونفقاتها‪ ،‬وبمقتضيات الخزينة وكل ما يتعلق بالحسابات‬
‫العائدة لهذه المعامالت وانطباقها على القانون‪ ،‬ومن جهة ثانية تصريف الشؤون المتعلقة‬
‫باألموال المخصصة الستعمال العموم اذا كانت منقولة او غير منقولة‪ ،‬وهذه الفئة تختص‬
‫بالمواد وباألمالك العامة‪ .‬ويعتبر من ادارة االموال العمومية ويخضع لرقابة الديوان كل عمل‬
‫يدخل في احدى الفئات المذكورة اعاله ‪ ،‬وايضا كل من يعقد نفقة أو يصرفها او يدفعها أو‬
‫يقبضها دون مسوغ شرعي اذ تعتبر ككسب واقعي وبصورة عامة وبصورة عامة كل من له‬
‫عالقة بصرف أو بقبض االموال العمومية أو دفعها أو انفاقها وكل موظف يقوم باألعمال‬
‫المذكورة اعاله ولو كان موظفا اداريا صرفا يخضع بعمله للرقابة القضائية لديوان‬
‫المحاسبة‪.66‬‬

‫اذ ان ما يرتكبه هؤالء من مخالفات مهما كان تأثيرها على هذه االموال ال تقع تحت طائلة‬
‫الرقابة القضائية التي يخضع لها الذين يتولون ادارة االموال المذكورة وانما تخضع للمالحقة‬
‫االدارية والتأديبية والقضائية العادية بحسب نوعها ووصفها‪.67‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ -‬ان انتساب بلدية بيروت الى منظمة المدن العربية ومن شأنه أن يرتب دينا نتيجة لالشتركات التي ستتحقق في وقت الحق‬
‫ويقتضي عرضه على تأشيرة مراقب عقد النفقات وديوان المحاسبة دون المعامالت التنفيذية الالحقة له كدفع االشتراك وبما انه‬
‫يترتب عقدا للنفقة حسب مفهوم المادة ‪ 77‬من قانون المحاسبة العمومية وبالتالي يقتضي الكف عن المالحقة النتفاء المخالفة (‬
‫ديوان المحاسبة ‪ ،‬قرار رقم ‪ / 499‬ر‪.‬ق نهائي تاريخ ‪ 2004/9/49‬موظفين ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 9‬تاريخ ‪ 2001/4/27‬ص ‪171‬‬
‫‪ - 66‬ش‪.‬ل رقم ‪ 122‬تاريخ ‪ ، 1232/1/18‬م ‪ .‬ق إ عدد ‪ 11‬سنة ‪ 21‬ص ‪ 121 ، 388‬ورقم ‪ 88‬و ‪ 81‬تاريخ‬
‫‪ 1222/11/11‬م ‪ .‬ق إ عدد ‪ 3‬سنة ‪ 28/21‬ص ‪ 21 ، 21‬ورقم ‪ 1‬تاريخ ‪ 1221/1/11‬م ‪ .‬ق إ عدد ‪ 3‬سنة ‪ 28/21‬ص ‪112‬‬
‫‪67‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل رقم ‪ 200‬تاريخ ‪ - 91/40/49‬م ‪ .‬ق إ عدد ‪ 4‬سنة ‪ 97‬ص ‪119‬‬
‫‪46‬‬
‫ويمارس ديوان المحاسبة ايضا بمقتضى المادة ‪ ٦٨‬من قانون تنظيمية رقابة قضائية على‬
‫نصوص‬
‫تعيين الموظفين او المستخدمين لدى البلديات الخاضعة للرقابة‪.‬‬

‫ثانيا" ‪ :‬أنوا ع الق را رات التي يتخذها الديوان‬

‫يعتمد الديوان حسب قانون تنظيمه ‪ ،‬في اطار ممارسة الرقابة القضائية طريقة القرار‬
‫المزدوج الذي يتم على مرحلتين‪:‬‬

‫‪ -‬المرحلة االولى ‪ :‬اصدار ق اررات مؤقتة‪ ،‬يتخذها في حال وجود مآخذ على الحساب‬
‫موضوع التدقيق‪ ،‬ويبلغ القرار المؤقت المتضمن المآخذ السنوية للحساب على المحتسب والى‬
‫رئيسه المباشر‪ ،‬ويعطى مهلة ال تقل عن ثالثين يوما من تاريخ ابالغه القرار لتبرير هذه‬
‫المآخذ المنسوبة الى حسابه‪.68‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ :‬اصدار ق اررات نهائية‪ ،‬فبعد ورود دفاع الموظف المعني او انقضاء المهلة‬
‫المحددة له لبيان رده على المآخذ الواردة في القرار المؤقت‪ ،‬يتخذ الديوان ق ار اًر نهائياً بشأن‬
‫الحساب نتيجة إل عادة درسه في ضوء الرد المقدم او في الحالة المعروضة عند تقديم الرد‬
‫كما يتخذ الديوان ق ار اًر نهائيا بشأن المحاسب بإبراء ذمة المحتسب اذا تبين له براءته‪. 69‬‬

‫وق اررات ديوان المحاسبة النهائية‪ ،‬تصدر بالدرجة االخيرة عن سلطة ذات صفة قضائية‪،‬‬
‫ونقضها يرتب على الديوان ان يتقيد بقرار مجلس شورى الدولة‪ ،‬وهذه الق اررات تعامل معاملة‬
‫االحكام القضائية وليس معاملة الق اررات االدارية‪ ،‬كون القرار النهائي حاز حجية االمر‬
‫المقضي‪.‬‬

‫ثالثا" ‪ :‬طبيعة المالحقات والعقوبات في الديوان ‪:‬‬

‫ترتكز المخالفات المالية‪ ،‬او النظر فيها‪ ،‬على مقياس مادي اي على ارتكاب الفعل المادي‬
‫المالي من قبل الموظف بعقد ذمته او بتصنيفها أو يعرفها او يدفعها او بقبضها دون مسوغ‬
‫‪68‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 54‬من قانون تنظيم الديوان‪ ،‬يستفاد من نص الفقرة الثانية من المادة ‪ 99‬من المرسوم رقم ‪ 76/449‬المتعلق بديوان‬
‫المحاسبة ان المشترع حدد الحد االدنى لمهلة تقديم الدفاع وترك للديوان بناء لسلطته االستنسابية حق تحديد هذه المهلة وفق‬
‫مقتضيات كل قضية تأمينا لحق الدفاع بما يزيد عن الحد االدنى المذكور واعتبر مهلة الثالثين يوما من االنتظام العام يؤدي‬
‫اغفالها من قبل الديوان الى نقص قراراته المحددة في القرار المؤقت أن يتذرع بأنه لم يعط المهلة الكافية لتأمين حق الدفاع‬
‫ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 4‬تاريخ ‪ 4660/4/44‬م ‪ .‬ق ‪ .‬إ عدد ‪ 9‬سنة ‪ 4661/4662‬ص ‪. 407‬‬
‫‪69‬‬
‫‪ -‬لمزيد من المعلومات حول القرار النهائي للديوان يراجع ‪ :‬علي مرجه ايوب ‪ -‬النظام التأديبي العام ‪ ،‬ضمانات حقوق‬
‫وتدابير رادعة ‪ ،‬المنشورات الحقوقية صادرة ‪ ،‬طبعة اولى سنة ‪ 2004‬ص ‪ 175‬وما يليها‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫شرعي‪ ،‬ودون اي اعتبار للنية المرافقة له‪ ،‬غير ان ذلك ال يمنع الديوان من التحقق من تلك‬
‫النية عند فرض العقوبات‪.70‬‬

‫وقد حددت المادتان ‪ ٨٦‬و ‪ ٨٦‬من قانون تنظيم الديوان‪ ،‬المخالفات التي يمكن ان يرتكبها‬
‫الموظفون وتعرضهم للمالحقة امام الديوان والغرامات التي يمكن ان يحكم بها‪ ،‬اضافة الى‬
‫االلتزامات المدنية والعقوبات الجزائية والمسلكية التي يمكن ان تقضي بها المراجع المختصة‪.‬‬

‫وتختلف المالحقة التأديبية بحق الموظف الذي اخل بواجباته الوظيفية عن المالحقة أمام‬
‫ديوان المحاسبة‪ ،‬فقد نص القانون طرحه على انه المالحقة التأديبية يمكن احالة المخالف‬
‫امام ديوان المحاسبة لتغريمه مالياً‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬رقابة الم راقب المالي العام‬

‫بعد تنامي وانتشار ظاهرة الفساد المالي الذي ادى الى تبديد ونهب االموال العمومية‪ ،‬كان ال‬
‫بد من وضع اجهزة متخصصة في الرقابة المالية‪ ،‬ومن ابرز هذه االجهزة المراقب العام‪،‬‬
‫وهذا ما سنتطرق اليه في هذا المبحث من خالل التعريف بالمراقب العام والسلطة التي‬
‫يملكها والنتائج التي تترتب على األعمال التي يقوم بها‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬التعريف بالم راقب المالي العام‬
‫‪72‬‬
‫يعين بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء‬ ‫المراقب العام هو موظف من موظفي مالكات الدولة‬
‫‪73‬‬
‫ويمكن في حال عدم توفر‬ ‫بناء على اقتراح وزير الداخلية‪ ،‬وتنتهي خدماته بالطريقة ذاتها‪،‬‬
‫العدد الالزم من المراقبين العاميين الذين تتوفر فيهم الشروط المحددة في المادة ‪ 51‬من‬

‫‪70‬‬
‫‪ -‬ش‪ .‬م‪ .‬رقم ‪ 2‬تاريخ ‪ ،60 /4/44‬م‪ .‬ق‪ .‬إ‪ .‬عدد ‪ 9‬سنة ‪ 61/62‬ص ‪ .406‬إن مهلة تميز قرارات ديوان المحاسبة هي‬
‫شهران من تاريخ تبلغها‪ ،‬وبالتالي تر ّد المراجعة بعد إنصرام هذه المهلة القانونية‪ ( .‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 11‬تاريخ ‪ 6/42/4‬م‪ .‬ق إ عدد‬
‫‪ 9‬سنة ‪ 61/62‬ص ‪.)64‬‬
‫‪71‬‬
‫‪ -‬الغيت وظيفة المراقب العام وستبدل بالـ ‪ audit‬المنصوص عنه في المادة ‪ 99‬من مشروع قانون البلديات الجديد مهمته‬
‫ضبط العمل المحاسبي وتدقيق محاسبة البلديات التي يفوق قطع حسابها السنوي على مئة مليون ليرة لبنانية وذلك الفتقاد بعض‬
‫البلديات الى اشخاص مختصين في هذا المجال‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪ -‬هو موظف من الفئة الثالثة ‪ -‬تابع لوزارة الداخلية والبلديات ‪.‬‬
‫‪ - 73‬اخضعت االعمال المالية في العديد من البلديات واتحاد البلديات لسلطة مراقب مالي وذلك بموجب مراسيم كانت تصدر‬
‫تباعا لهذه الغاية وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 8111‬تاريخ ‪ 1221/1/8‬إلخضاع االعمال المالية في بعض اتحادات البلديات الى سلطة مراقب مالي يسمى‬
‫المراقب العام ‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 311‬تاريخ ‪ 1228/1/12‬اخضاع بعض البلديات لسلطة مراقب مالي ‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 1812‬تاريخ ‪ 1221/1/1‬اخضاع بعض البلديات ألحكام قانون المحاسبة العمومية ولرقابة ديوان المحاسبة‬
‫والرقابة المالية ‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫قانون البلديات‪ ،‬التعاقد وفقاً لألصول المرعية االجراء مع اشخاص من خارج المالك من‬
‫‪74‬‬
‫حملة االجازة في الحقوق او العلوم السياسية او ادارة االعمال او ما يعادل كالً منها‪.‬‬

‫يرتبط المراقب العام اداريا بو ازرة الداخلية طيلة مدة قيامه بهذه الوظيفة‪ ،‬ويمكن ان تتناول‬
‫سلطة اكثر من بلدية او اتحاد‪ .75‬وقد الحق المراقبون العاديون وفق التنظيم الجديد لو ازرة‬
‫الداخلية بمصلحة شؤون المحافظات والمجالس المحلية‪ ،‬وهم يتولون مهام الرقابة على‬
‫االعمال المالية في بلدية بيروت وسائر البلديات واتحادات البلديات التي تحدد بمرسوم يتخذ‬
‫في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الداخلية‪ ،‬ويدققون في تلك االعمال لجهة مدى‬
‫انطالقها على القوانين واالنظمة‪ ،‬ويمارسون بصورة خاصة الرقابة على المعامالت المالية‬
‫وك يفية جباية وانفاق االموال البلدية يجري توزيعهم بقرار من وزير الداخلية والبلديات‪ ،‬ويؤمن‬
‫رئيس المصلحة االشراف على اعمالهم والتنسيق فيما بينهم يعاونه جهاز المراقبة الملحق به‬
‫‪76‬‬
‫‪.‬‬ ‫لهذه الغاية‬

‫وفيما خال الصالحيات والتعويضات المقررة للمراقب العام‪ ،‬ال يجوز اناطته في البلدية او‬
‫االتحاد بأية مهمة وال تكليفه القيام بأي عمل وال تقاضي أي تعويض او مكافأة‪ ،‬اال انه‬
‫يستفيد من المنافع والخدمات التي تعطى للموظفين في مالكه االصلي اي كان نوعها‪ ،‬وتدفع‬
‫له باإلضافة الى رواتبه ومخصصاته من موازنة البلدية او االتحاد‪ ،‬ويوزع الراتب الشهري‬
‫االساسي للمراقب العام بالتساوي على البلديات واتحاد البلديات التي يمارس الرقابة المالية‬
‫على أعمالها‪. 77‬‬

‫وهذا االمر يخالف مبدأ جواز تقاضي الموظف الذي يتولى المراقبة اي تعويض من الجهاز‬
‫الذي يتولى مراقبته‪ ،‬االمر الذي ينعكس سلبا على اعمال المراقبين وعلى االموال العامة ‪.‬‬
‫وبالرغم من ذلك تدارك المشترع امر التعويضات والمكافآت‪ ،‬والقيام بأعمال خارج مهام‬
‫المراقب العام وذلك منعا للتجاوز‪ .‬ويالحظ المدقق في هذه القضايا ان للمراقب العام اهمية‬
‫كبرى في الدوائر التي يشرف على نفقاتها‪ ،‬ولو كان االمر مطلقاً من هذه القيود ألصبح‬
‫التجاوز قريب المنال‪ ،‬اذ كيف تضبط اعمال المراقب وهو يوافق على تعويضات ومكافآت‬
‫‪74‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 26‬من المرسوم رقم ‪ 1092‬تاريخ ‪ 41‬تشرين االول ‪ 2000‬تنظيم وزارة الداخلية ( ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 70‬ص ‪. ) 121‬‬
‫‪75‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 67‬من قانون البلديات والمادة ‪ 407‬من المرسوم ‪ ( 92/7767‬تحديد اصول المحاسبة في البلديات واتحاد البلديات‬
‫غير الخاضعة لقانون المحاسبة العمومية ) ‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 26‬من تنظيم وزارة الداخلية‬
‫‪-77‬‬
‫‪ -‬المادة الثانية من المرسوم رقم ‪ 4451‬تاريخ ‪ ( .4666/6/2‬تسوية أوضاع المراقبين العامين في البلديات وتجديد تعينهم ‪.‬‬
‫معّدل بالمرسوم رقم ‪ 2179‬تاريخ ‪.2000/2/41‬‬
‫‪49‬‬
‫لآلخرين أو اعمال اضافية ويحرم نفسه منها ؟ لذلك فقد جاء النص حكيما ومن حيث المبدأ‬
‫توقفت ازاءه االطماع‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬سلطة الم راقب المالي العام‬

‫أُخضعت لسلطة المراقب العام البلديات التي سبق وأخضعت ألحكام قانون المحاسبة‬
‫العمومية أو لرقابة ديوان المحاسبة‪ .‬والبلديات التي زادت واردتها الفعلية على المليون ليرة‬
‫لبنانية بموجب الحساب القطعي‪ ،‬وذلك اعتبا ار من اول السنة التالية للسنة التي أمر فيها‬
‫الحساب القطعي الذي اظهر زيادة الواردات الفعلية على المليون ليرة‪ ،‬على ان تعين هذه‬
‫ويعين المراقب العام لبلدية واحدة أو اكثر‪ ،‬ويرتبط‬
‫البلديات بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء‪ّ .‬‬
‫ادارياً بوزارة الداخلية‪. 78‬‬

‫وعملية فإن مهمة المراقب العام‪ ،‬وهو مراقب عقد النفقات‪ ،‬تتجلى في رقابته على البلديات‬
‫واتحاد البلديات باألمور األتية‪:‬‬
‫ارت‬
‫‪ - 1‬ابداء الرأي في مختلف االعمال المالية‪ ،‬عندما يطلب منه ذلك‪ ،‬كمشاريع القر ا‬
‫واالتفاقيات المختلفة‪ ،‬ال سيما في مشروع الموازنة‪ ،‬وفي مشاريع االعتمادات االضافية التي‬
‫يتوجب عرضها عليه بعد اعدادها وقبل اقرارها من المراجع المختصة‪ ،‬وغيرها من المعامالت‬
‫التي لها نتائج مالية على الموازنة‪ ،‬بحيث يتوجب على رئيس السلطة التنفيذية في البلدية أن‬
‫يحول مشروع الموازنة او مشروع فتح االعتماد على المراقب العام ليبدي رأيه فيه مقرونا‬
‫بمطالعته‪ ،‬قبل احالته على المجلس البلدي‪ .‬اال ان رأي المراقب في هذه الحاالت ليس له اي‬
‫‪79‬‬
‫صفة الزامية‪ ،‬بل هو مجرد بيان توضيحي‪.‬‬

‫‪- 8‬ممارسة رقابته على الواردات‪ ،‬بحيث يبدي رايه في التعديالت التي تط أر على عمليات‬
‫طرح الرسوم البلدية‪ ،‬وفي صحة اجراء المعامالت التكليف واالعتراض عليها‪ ،‬وفي صحة‬
‫التحصيل وفي توريد المبالغ المحصلة وفقا للقوانين النافذة‪.80‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 407‬من المرسوم رقم ‪ . 92/7767‬يالحظ ان هذه المادة جاءت تكراراً للمادة ‪ 67‬من قانون البلديات مع دخولها في‬
‫‪78‬‬

‫تفاصيل مالية أدق ‪ – .‬قوانين لبنان مجلد ‪ 5‬ص ‪ ،5205‬المنشورات الحقوقية صادر‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫‪ -‬موريس نخلة ‪ ,‬الوسيط في شرح قانون البلديات ‪ ,‬موجع سابق ‪,‬ص ‪. 991‬‬
‫‪ 80‬استنادا الى المادة ‪ 111‬من المرسوم رقم ‪ 21/1121‬والمادة ‪ 3‬من قانون البناء يكون النظر في رخص االسكان داخال ضمن‬
‫اختصاص المراقب البلدي العا م ألن هذه الرخص تدخل ضمن االعمال المالية من حيث المبدأ وألنها تشكل ابرء ورد النص‬
‫‪50‬‬
‫‪ - 3‬االطالع على كافة الوثائق والسجالت التي تستلزم مهامه ضرورة االطالع عليها‬
‫دونما حاجة الى موافقة مسبقة من احد‪.‬‬

‫‪ -4‬مراقبة حسن سير العمل فيما خص تنفيذ الموازنة وادارة اموال البلدية‪ ،‬ويرفع الى و ازرة‬
‫الداخلية االقتراحات التي من شأنها تحسين سير العمل‪ ،‬وعلى المراقب العام ان يشارك في‬
‫التحقيقات التي تترتب عليها نتائج مالية‪.‬‬

‫‪ -5‬مسك محاسبة ادارية لضبط حسابات الموازنة‪ ،‬هي محاسبة النفقات المعقودة وارصدة‬
‫واعتمادات الموازنة‪ ،‬فكل معاملة تؤول الى عقد نفقة‪ ،‬يجب ان تقترن فيها توقيعها‪ ،‬بتأشير‬
‫المراقب العام او مخالفة القواعد المتعلقة بادارة االموال العمومية او ارتكاب خطأ او تقصير‬
‫أو اهمال من شأنه ايقاع ضرر مادي باالموال العمومية او باالموال المودعة في الخزينة‪.81‬‬

‫‪ -1‬الرقابة على قطع حساب الموازنة‪ ،‬بحيث يتولى تدقيق حساب موازنة البلدية لجهة‬
‫اقترانه بموافقة المجلس البلدي وتوقيعه على المرجع المختص في البلدية كما يراقب صحة‬
‫الحسابات رقمياً وحسابياً ومطابقتها للقيود‪ ،‬وصحة حسابات الواردات والنفقات ومطابقتها‬
‫للقيود الخاصة بها‪.‬‬

‫‪ -8‬التأشير على معامالت عقود النفقات لجهة توفر االعتمادات وصحة التنسيب‬
‫وتخصيص االعتمادات لنوع النفقة ذاتها‪ ،‬وانطباق المعاملة على القوانين واالنظمة‪ ،‬ويرفض‬
‫التأشير في الحاالت المعاكسة‪.‬‬

‫فالمراقب العام في البلدية يراقب قانونية المعاملة وفقا ألحكام المادة ‪ 15‬من قانون المحاسبة‬
‫العمومية‪ .‬أما استنساب النفقة وتقدير مالءمتها‪ ،‬وان كان من صالحية المرجع النفقة الصالح‬
‫لعقدها‪ ،‬فإن هذه السلطة االستنسابية تصبح خاضعة للرقابة عندما تخرق السلطة القاعدة‬
‫القانونية وتتجاوز صالحيتها‪ ،‬كما يحصل ذلك عند تفسير القانون بطريقة غير صحيحة‪.‬‬

‫صريحا على رقابته من كافة النواحي تكليفا وتحصيال وتوريدا ( ديوان المحاسبة ‪ ،‬الرأي رقم ‪ 1‬تاريخ ‪ ، 1111/1/11‬طالب‬
‫الرأي ‪ :‬بلدية بيت مري ‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 3‬تاريخ ‪ . 1118/1/11‬ص ‪. )838‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 90‬من قانون تنظيم المحاسبة‬
‫‪51‬‬
‫وان عقد نفقات ال تترتب على البلدية يعتبر تجاو از لصالحية السلطة التي تتمتع بالمالءمة‪،‬‬
‫وهو يقع بالتالي تحت الرقابة‪. 82‬‬

‫‪ -7‬ضبط المخالفات والمخالفات المالية المقصودة هي من نوع ‪:‬‬

‫عقد نفقة خالفاً لألصول أو عقد نفقة دون الحصول على تأشير مراقب عقد النفقات‪ ،‬أو‬
‫اهمال عرض المعامالت على رقابة ديوان المحاسبة المسبقة‪ ،‬أو وضع معاملة موضع‬
‫التنفيذ لم تعرض على هذه الرقابة ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬النتائج المترتبة على االعمال التي يقوم بها المراقب العام ‪:‬‬

‫يرفع المراقب العام تقري اًر الى المدعي العام لدى ديوان المحاسبة بشأن كل مخالفة مالية تقع‬
‫من قانون تنظيم ديوان المحاسبة مرفقا بالمستندات‬ ‫تحت طائلة المادتين ‪ 11‬أو ‪11‬‬
‫الثبوتية‪ ،‬واال اعتبر مسؤوالً عن التنفيذ ويبلغ نسخة عن هذا التقرير الى كل من و ازرة‬
‫الداخلية والمجلس البلدي المختص‪.83‬‬

‫يضع المراقب العام‪ ،‬نتائج هذه الرقابة تقارير دورية كل ثالثة اشهر عن نتائج رقابته على‬
‫كل بلدية يراقبها‪ ،‬يرفعها الى و ازرة الداخلية ويبلغ نسخة عنها الى البلدية المختصة‪ .‬كما‬
‫يضع تقري اًر سنوياً يتضمن مالحظاته التي يستخلصها من رقابته على اعمال الدورة المالية‬
‫المنتهية بيرفق بالحساب القطعي اثناء دراسته والتدقيق فيه ‪ .‬يتبين مما تقدم ان دور المراقب‬
‫العام في البلديات يماثل أو يوازي لناحية النفقات دور مراقب عقد النفقات في االدارات‬
‫العامة‪.‬‬

‫وهذا الدور مأخوذ في نص المرسوم رقم ‪ 484‬تاريخ ‪ 1514/11/13‬المتعلق بتحديد أصول‬


‫مراقبة عقد النفقات في االدارات العامة السيما المادة التاسعة منه‪ ،‬علماً بأن وزير الداخلية‬
‫هو بمثابة المراقب المركزي لعقد النفقات في البلديات‪ ،‬كوزير المالية بالنسبة الى االدارات‬
‫العامة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ -‬دوان المحاسبة‪ ،‬قرار رقم ‪/42‬ر‪ .‬ف نهائي‪ ،‬تاريخ ‪ ( . 2000/4/42‬التقرير السنويلديوان المحاسبة عن اعمال الديوان‬
‫عن عامي ‪ 4666‬و ‪ ،2000‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 72‬ص ‪. )1901‬‬
‫‪83‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 440‬من المرسوم رقم ‪94/7767‬‬
‫‪52‬‬
‫اال انه بالرغم من اهمية هذا الدور المناط به تبين ان جهاز المراقبين العاملين لدى البلديات‬
‫يعاني من نقص كبير‪ ،‬فعددهم ال يتجاوز الثمانية‪ ،84‬في حين أن عدد البلديات الخاضعة‬
‫لسلطة مراقب عام يبلغ حوالي خمسة وسبعون بلدية وثمانية اتحادات بلديات‪ ،‬وقد نتج عن‬
‫ذلك أن المراقب العام الواحد يتولى الرقابة احياناً على اكثر من عشر بلديات دفعة واحدة‪،‬‬
‫مما يحمل على التساؤل عن امكانية قيام هؤالء المراقبين بالرقابة الجدية والفاعلة‪ ،‬وهو االمر‬
‫شبه المستحيل‪ .‬اضافة الى ذلك فإن هؤالء‪ ،‬كما قدمنا يتقاضون رواتبهم أو االتحادات التي‬
‫يمارسون رقابتهم عليها مما يخالف مبدأ عدم جواز تقاضي الموظف الذي يتولى المراقبة اي‬
‫تعويض من الجهاز الذي يتولى مراقبته‪ ،‬كما يؤثر على االستقاللية في ممارسة رقابتهم‪،‬‬
‫ولهذا فإن الوضع الحالي للمراقبين العامين لدى البلديات يجعل الرقابة المالية التي يمارسونها‬
‫توخاها المشترع اصالً من فرضها‪.‬‬
‫غير فعالة في معظم االحيان‪ ،‬وال يحقق الغاية التي ّ‬

‫ولهذا فقد قام ديوان المحاسبة‪ ،‬بوضع اقتراح لمشروع قانون يتضمن اصول محاسبة واحدة‬
‫لكافة البلديات‪ ،‬الحظ فيه امور لم تكن مدرجة في االنظمة الحالية التي ترعى اصول‬
‫المحاسبة في البلديات‪ ،‬ومنها تحديد المهام المناطة بالمراقب العام ال سيما لناحية تدقيق‬
‫الواردات بعد أن كان النص في المرسوم ‪ 78/5555‬غامضاً بالنسبة للواردات‪ ،‬فقيام هؤالء‬
‫المراقبين العاميين بدورهم من الضرورة بمكان ألنه يسهّل ويمكن ديوان المحاسبة من اجراء‬
‫رقابتة‪ ،‬لذا ال بد من زيادة عددهم‪ ،‬ورفع كفاءتهم وتأهيلهم وتمكين ديوان المحاسبة من‬
‫ممارسة رقابة فاعله عليهم ومحاسبتهم عند االقتضاء‪.85‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬لجان االعت راضا ت على الرسوم والعال وات البلدية‬

‫إجازة القانون لكل بلدية ضمن نطاقها أن تفرض الرسوم البلدية المختلفة في سبيل أداء‬
‫الخدمات للمواطنين ومن خالل هذا المبحث سوف نتطرق الى الصالحية التي تتمتع بها‬
‫البلدية بفرض هذه الرسوم والغرامات‪ ،‬والى ماهية لجان االعتراضات وحدود صالحيتها ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 2046‬تاريخ ‪ ، 62/4/6‬ثم المرسوم رقم ‪ 4451‬تاريخ ‪ ( 4666/6/2‬تسوية اوضاع المراقبين العامين في‬
‫البلديات واتحاد البلديات وجديد تعينهم)‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ -‬التقرير السنوي لديوان المحاسبة عن اعمال ‪ 4666‬و‪ ( .200‬ج‪.‬ر عدد ‪ 72‬تاريخ ‪ 2004/40/21‬ص ‪ 1606‬وص‬
‫‪.1647‬‬
‫‪53‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬صالحيات البلدية في فرض الرسوم والغ رامات ‪:‬‬

‫تعمل البلدية على تحصيل الواردات وذلك بسبب انعكاسها المباشر في عملية االنفاق التي‬
‫تعكس توجيهات وقدرات البلدية االنمائية والخدماتية‪ ،‬حيث تتولى وحدة التحصيل جباية‬
‫الرسوم المفروضة وقبض االموال التي تستوفيها البلدية بطريقة مباشرة‪ ،‬يوجد غاية في فرض‬
‫رسوم البلدية وطبيعة الغرامة المتفرعة عن الرسم البلدي وهذا ما سنعالجه ‪.‬‬

‫النبذة االولى ‪ :‬الغاية من فرض الرسوم البلدية ‪:‬‬

‫تفرض الرسوم البلدية اصال في سبيل اداء الخدمات المختلفة للمواطنين‪ ،‬ويناقش فرضها عند‬
‫درس مشروع القانون المتعلق بها‪ ،‬ولكن استيفاؤها ليس مشروطا بإداء الخدمات فعلياً بصورة‬
‫عامة أم خاصة‪.‬‬

‫واذا كان المشرع قد اعطى المجلس البلدي حق تحديد مقدار كل رسم ضمن نطاق حدوده‬
‫القصوى والدنيا المعينة في القانون‪ ،‬غير أن هذا الحق االستنسابي ليس حقاً تعسفياً بل يجب‬
‫أن يراعي مبدأ المساواة بين المكلفين أمام االعباء العامة‪ ،‬آخذا بعين االعتبار مقدار الرسم‬
‫المفروض في كل وضع من االوضاع‪ ،‬ال أن يفرض الرسم على جميع المكلفين بصرف‬
‫النظر عن أهمية وطبيعة استثمارهم‪.‬‬

‫فضالً عن ان تحديد الرسم هذا يخضع لمراقبة القاضي الضريبي للتأكد من صفته ومطابقته‬
‫للواقع والقانون‪ .86‬لذلك يمكننا القول ان الرسوم تفرض في االصل على الجميع بصورة شاملة‬
‫في الحاالت المماثلة ما لم يستثني منها حالة معينة بنص صريح‪ ،‬خاصة وان فكرة التكافل‬
‫االجتماعي تفرض ان يساهم الجميع في النفقات العامة التي تعود بالخير على الكافة‪. 87‬‬

‫‪ - 86‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 183‬تاريخ ‪ 22/11/3‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 8‬سنة ‪ 22/21‬ص ‪ - 121‬ورقم ‪ 81‬تاريخ ‪ 21/1/81‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 1‬سنة‬
‫‪ 23‬ص ‪. 82‬‬
‫‪ -‬يعود لمجلس شورى الدولة تحقيق انطباق التخمين الذي تجربه البلدية استنادا الى المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 22/31‬على الواقع‬
‫بسائر الطرق ‪ ،‬طالما أنه يستفاد م ن نص هذه المادة ان هذا التخمين هو الطريقة الوحيدة الحصرية لتحديد القيمة التأجيرية وانه ال‬
‫يلزم الهيئة القضائية التي تفصل في النزاعات على رسوم المؤسسة على هذه القيمة ( ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 11‬تاريخ ‪ ، 1223/8/1‬م‪.‬ق‪.‬إ‪.‬‬
‫عدد ‪ 8‬سنة ‪ 22 / 21‬ص ‪. ) 23‬‬
‫‪ - 87‬ش ‪ .‬ل رقم ‪ 112‬تاريخ ‪ ، 1211/11/81‬المجموعة االدارية سنة ‪ 1211‬ص ‪. 12‬‬
‫‪54‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ ،‬كما ال يجوز‬ ‫وال يجوز لرئيس البلدية أن يخضع للرسم البلدي صنفا مستثنى منه قانوناً‬
‫له اعفاء احد من الرسوم في الوقت الذي لم ينص فيه القانون على ذلك‪.89‬‬

‫فكل اعفاء من ضريبة أو رسم يجب أن يفسر بصورة حصرية كونه استثناء لقوانين‬
‫ولتنظيمات ضريبية تتعلق بالنظام العام‪ ،‬وال يمكن أن يزاد اعفاء استحساناً‪ .‬واذا اتضح ان‬
‫لهذا االعفاء مبرر يكون مناقشته في معرض التشريع ال في معرض القضاء ‪.90‬‬

‫وعندما تقوم البلدية بفرض الرسوم على المطارح الخاضعة لها أن تأخذ بأصول معينة‬
‫لفرضها‪ ،‬ومن المسلم به ان المجلس البلدي‪ ،‬واحيانا رئيس البلدية بالنسبة لبعض العالوات‬
‫والغرامات هو الذي يحدد معدالت الرسوم البلدية في الحدود المعينة في القانون‪ ،‬ورقابة لجنة‬
‫االعتراضات تنصب ليس على قرار المجلس البلدي المتخذ بشأن الرسوم وشروط اتخاذه‪،‬‬
‫انما على ما تضمنه لجهة مقدار الرسوم ومطارحها‪ ،‬ألن قرار المجلس البلدي خاضع بدوره‬
‫لرقابة سلطة الوصايا االدارية للتصديق عليه‪. 91‬‬

‫النبذة الثانية ‪ :‬طبيعة الغ رامة المتفرعة عن ا لرسم البلدي‬

‫ان الغرامة التي تفرض احيانا تكون متفرعة عن الرسم‪ ،‬وهي من ذات الطبيعة القانونية له‬
‫ألنها ليست سوى زيادة على الرسم ومبنية عليه‪ ،‬فال يمكن بالتالي فرضها بمعزل عن فرضه‪،‬‬
‫كما انه ال يمكن بحث عدم توجبها اذا امتنع بحث عدم توجبه وهي تجبى بموجب تكليف‪.‬‬

‫ويعطي القانون الغرامة تارة وصف عقاب الجرم الجزائي صراحة‪ ،‬وطو ار ال يحتوي النص‬
‫مثل هذه الصراحة‪ .92‬اال ان الغرامة المفروضة تبقى تدبي ار من غايته تغريم سلوك المكلف‪.‬‬
‫ولتلك التدابير طابع قانوني مختلط أو مزدوج يختلف كل اإلختالف عن العقوبة المفروضة‬

‫‪ - 88‬ش ‪ .‬ل رقم ‪ 113/12‬تاريخ ‪ 1282/3/12‬النشرة القضائية سنة ‪ 1231‬ص ‪. 122‬‬


‫‪ - 89‬ش ‪ .‬ل رقم ‪ 112‬تاريخ ‪ 28 /1/11‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 1‬سنة ‪ 21‬ص ‪881‬‬
‫‪ -‬نصت المادة ‪ 831‬من قانون العقوبات معطوفة على المادة ‪ 811‬منه على ان كل موظف اكره شخصا من االشخاص أو حمله‬
‫على اداء أو الوعد باداء ما يعرف انه غير واجب عليه أو يزيد عما يجب عليه من الضرائب أو الرسوم وما سوى ذلك من العوائد‬
‫يعاقب بالحبس سنة على االقل وبغرامة ادناها ضعفا قيمة الردود كما نصت المادة ‪ 831‬من القانون ذاته على أن يعاقب بالعقوبة‬
‫نفسها كل موظف يمنح اعفاء من الضرائب والرسوم والغرامات وسواها من غير أن يجيز القانون ذلك ‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫‪ -‬ش ‪ .‬ل رقم ‪ 9‬تاريخ ‪ 99/4/9‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 1‬سنة ‪ 99/95‬ص ‪ - 41‬ورقم ‪ 70‬تاريخ ‪ 99/1/40‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 1‬سنة‬
‫‪ 99/95‬ص ‪. 91‬‬
‫‪ - 91‬المادة ‪ 31‬من قانون البلديات ‪ - .‬فوزي حبيش ‪ ،‬االدارة العامة والتنظيم االداري ‪ ، 1221‬ص ‪812‬‬
‫‪ - 92‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 111‬تاريخ ‪ 1223/1/1‬م‪.‬ق‪.‬أ‪.‬عدد ‪ 8‬سنة ‪ 22/21‬ص ‪ - 181‬ورقم ‪ 113‬تاريخ ‪ 1221/1/1‬م‪.‬ق‪.‬أ‪11 .‬‬
‫سنة ‪ 21‬ص ‪ - 121‬ورقم ‪ 11‬و ‪ 12‬تاريخ ‪ 22/11/1‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 3‬سنة ‪ 28 / 21‬ص ‪ 11‬و ‪.13‬‬

‫‪55‬‬
‫بموجب القانون الجزائي او عن التعويضات المدنية‪ .‬فالطابع القانوني للغرامات يشبه‬
‫العقوبات االدارية ألن الغرامات الضريبية هي في الواقع سلطة معطاة للدوائر المالية‬
‫المختصة لزيادة الضريبة على المكلف‪ ،‬وال يمكن أن تماثل أو تشابه هذه الغرامات الضريبية‬
‫من الدوائر المالية تلك التي يلفظها القاضي الجزائي بل إن إمكانية الدوائر المختصة بزيادة‬
‫العبء الضريبي يفسر من الناحية القانونية كيفية خاصة لوعاء الضريبة ونسبتها وتحصيلها‪،‬‬
‫ويعود للجنة االعتراضات بحث االعتراض الوارد عليها‪.‬‬

‫وتتمتع البلدية بمركز موضوعي عندما تطالب بالضرائب والرسوم وما يترتب عليها من‬

‫غرامات‪ ،‬بمعنى انه يحق لها استيفاء ديونها الممتازة بصرف النظر عن وضعية الديون مليئاً‬
‫كان أم مفلساً ومهما طرأت من تغيرات على أهليته ‪.93‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬ماهية لجان االعت راضات وواقعها‬

‫ان لجنة االعتراضات على الرسوم والعالوات البلدية هي لجنة ادارية ذات صفة قضائية‬
‫تصدر ق اررات لها قوة القضية المحكمة‪ ،‬وتعمل على تطبيق العدالة واالنصاف وفقاً لألحكام‬
‫القانونية الضرائبية‪ ،‬فال يمكنها اعتبار تكليف مطعون فيه مخالفاً لمبدأ المساواة امام‬
‫المكلفين‪ ،‬ومخالفاً بالتالي للعدالة واالنصاف عندما يكون هذا التكليف صاد اًر وفق االصول‬
‫ومطابقاً لأل حكام القانونية والتنظيمية المرعية عند صدوره‪ ،‬اذ انه عند وجود تضارب بين‬
‫مبدأ الشرعية ومبدأ المساواة أو مبدأ العدالة واالنصاف فال يؤخذ بعين االعتبار للتطبيق اال‬
‫مبدأ الشرعية‪.94‬‬

‫وقد أنشئت لجان االعتراض على الرسوم والعالوات البلدية في مختلف المحافظات وبلغ‬
‫عددها سبع هيئات‪ .95‬اال انه بتاريخ ‪ 31‬ايار ‪ 8111‬صدر القانون رقم ‪ 888‬قاضيا بتعديل‬
‫بعض مواد نظام مجلس شورى الدولة‪ ،‬حيث لحظ انشاء محاكم ادارية على رأسها محكمة‬
‫عليا هي مجلس شورى الدولة ومركزه بيروت وقد اعطيت هذه المحاكم االدارية بمقتضى‬
‫المادة ‪ 11‬من النظام صالحيات عديدة من بينها صالحية النظر في قضايا الضرائب‬

‫‪93‬‬
‫‪ -‬محكمة التميز المدنية‪ ،‬الغرفة الثالثة االضافية‪ ،‬قرار نقض‪ ،‬رقم ‪ 1‬تاريخ ‪ ،92/44/21‬مجموعة اجتهادات شاهين حاتم‬
‫والنقيب شكيب قرطباوي ‪ ،‬ج ‪ 456‬ص ‪.)416‬‬
‫‪94‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 1‬تاريخ ‪ ،96/4/7‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 9‬سنة ‪ 61/62‬ص ‪.12‬‬
‫‪95‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 2641‬تاريخ ‪ 6‬أيار ‪ 2000‬منشور في الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 24‬تاريخ ‪ ،2000/7/49‬ومعدّل بالمرسوم‬
‫رقم ‪ 997‬تاريخ ‪ ،2004/44/7‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 79‬تاريخ ‪.2004/44/9‬‬
‫‪56‬‬
‫والرسوم المباشرة وغير المباشرة خالفا ألي نص آخر عام أو خاص كما الغت المادة ‪18‬‬
‫جميع لجان االعتراضات على الضرائب المباشرة وغير المباشرة وعلى الرسوم االميرية‬
‫والبلدية المنشأة بموجب مختلف قوانين الضرائب والرسوم‪ ،‬واحالت جميع االعتراضات العالقة‬
‫امام هذه اللجان بالطريقة االدارية الى المحاكم االدارية وفق صالحيتها االقليمية خالل شهر‬
‫من تاريخ نفاذ هذا القانون‪.‬‬

‫وبمقتضى المادة ‪ 34‬من النظام اعاله يحدد بقرار من وزير العدل بعد موافقة مكتب مجلس‬
‫شورى الدولة تاريخ مباشرة محاكم الدرجة االولى العمل وعددها ومراكزها وعدد قضاة كل‬
‫غرفة ‪ .‬ولكن وزير العدل لم يصدر ق ارره بهذا الشأن‪ ،‬ما يحتم وفق احكام المادة ‪ 34‬يبقى‬
‫معموالً بالنصوص التشريعية والتنظيمية القديمة ريثما تتمكن السلطة التنفيذية في وضع‬
‫النص التشريعي الجديد موضع التنفيذ ‪.‬‬

‫هذا فضال عن ان مبدأ استم اررية سير المرافق العامة يفرض ان تستمر لجان االعتراضات‬
‫على الضرائب والرسوم االميرية والبلدية بالعمل وفق االحكام التي ترعاها‪ ،‬وذلك الى حين‬
‫وضع النصوص المتعلقة بالمحاكم االدارية التي ستحل محل هذه اللجان موضع التنفيذ‬
‫الفعلي‪ ،‬وذلك منعاً الي فراغ تشريعي من شأنه أن يؤدي الى عرقلة حسن سير العدالة‬
‫واحقاق الحق‪.96‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬حدود صالحيات لجنة االعت راضات‬

‫عندما يعطي القانون الحق لكل مكلف أن يعترض على الرسوم والعالوات‪ ،‬يكون قد أولى‬
‫لجنة االعتراضات صالحية مطلقة بداية للنظر بكل ما يتعلق بالرسم والغرامة ‪ .‬وقد حدد‬
‫قانون الرسوم البلدية االصول الواجب اتباعها لالعتراض على الرسوم بحيث تبحث في‬
‫االعتراض من قبل المكلفين بالصورة البدائية‪ ،‬لجان مؤلفة لهذه الغاية‪ ،‬وتستأنف ق ارراتها عند‬
‫االقتضاء لدى مجلس شورى الدولة‪.97‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ -‬عندما يوجد فراغ قانوني‪ ،‬تطبّق األحكام التنظيمية والقانونية القديمة إلى ان تصدر أحكام تطبيقية أو قانونية جديدة للقانون‬
‫الجديد‪ .‬بمعنى أن تظل النصوص التطبيقية معموالً بها وسارية المفعول في كل ما ال يتعارض والنصوص التشريعية الجديدة‪،‬‬
‫وذلك ريثما تصدر النصوص التطبيقية الجديدة‪ .‬وهكذا فإن األحكام القانونية القديمة تبقى واجبة التطبيق لغاية إقتران النظام‬
‫الجد يد باألسس والتدابير الالزمة لوضعية موضع التنفيذ‪ ،‬وإنه ليس على اإلدارة في مطلق األحوال أن تطبق األسس الجديدة التي‬
‫لم ينص عليها القانون أو التي لم يصدر بشأنها مراسيم تطبيقية‪( .‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 921‬تاريخ ‪ ،65/5/6‬م‪ .‬ق‪ .‬إ‪ .‬عدد ‪ 42‬سنة ‪69‬‬
‫ص ‪ 971‬ورقم ‪ 77‬تاريخ ‪ ،99/1/7‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 1‬سنة ‪ 99‬ص ‪.)99‬‬
‫‪97‬‬
‫‪ -‬نصت المادة ‪ 90‬من نظام مجلس شورى المعدّلة بالقانون رقم ‪ 225‬تاريخ ‪ 2000/7/14‬على أن‪" :‬مجلس شورى الدولة‬
‫هو المرجع اإلستئنافي لجميع األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية والمرجع اإلستئنافي أو التمييزي في القضايا اإلدارية التي‬
‫‪57‬‬
‫اذاً إن ما يعود الى اللجنة المؤلفة للنظر في االعتراضات على الرسوم البلدية‪ ،‬هو بحث‬
‫الرسم ذاته والبت في قانونية فرضه اصالً وأسسه ومقداره‪ ،‬فلها صالحية مطلقة‪ ،‬بداية للنظر‬
‫بكل ما يتعلق بالرسوم والغرامات متوافقة مع الواقع ومع القانون أم ال‪ ،‬ويدخل في هذه المهمة‬
‫التطرق الى وعاء الضريبة اذا اقتضى األمر‪.98‬‬

‫وال يمكن للجنة أن تضع يدها أو يحال اليها اعتراض للبت به أو الفصل في قانونية تكليف‬
‫ما اال اذا كان يوجد في االساس تكليف منازع بشأنه‪.99‬‬

‫وال يوجد في قانون الرسوم البلدية نصوص قانونية تجيز للجنة أن تعيد النظر بق ارراتها‬
‫وتفصل بذات النزاع بعد ان تكون قد فصلت بالتكاليف المنازع بشأنها ورفعت يدها عنها ألن‬
‫في ذلك مخالفة لقوة القضية المحكمة‪ .‬وان المشترع اوجد طريقة وحيدة للطعن في ق اررات‬
‫‪100‬‬
‫بسبب مخالفة القانون‪ .‬وتحدد مهلة تقديم‬ ‫اللجنة وهي استئنافها امام مجلس شورى الدولة‬
‫الطعن بشهر واحد اعتبا ار من تاريخ ابالغ المكلف أو البلدية القرار‪ .101‬حيث يمكن الطعن‬
‫باألحكام الصادرة بالدرجة االخيرة عن الهيئات االدارية ذات الصفة القضائية عن طريق‬
‫التمييز واذا لم ينص القانون على ذلك‪ .‬وان الطعن امام مجلس شورى الدولة في هذه‬
‫الق اررات هو بصورة شاملة طلب نقض‪ ،102‬ما لم يبين القانون صراحة انه استئناف اما بذكر‬
‫الإلستئناف صراحة‪ ،‬واما ببيان القواعد التي يجب مراعاتها اذا كانت تماثل قواعد‬
‫االستئناف‪.‬‬

‫عيّن لها القانون محكمة خاصة ومحكمة من الدرجة األولى واألخيرة لبعض القضايا"‪( .‬منشور في الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪21‬‬
‫تاريخ ‪.)2000/9/2‬‬
‫‪ -‬إن نصوص قانون المحاسبة العمومية‪ ،‬المطبق على الرسوم بإعتبارها من األموال العمومية‪ ،‬أنشأت أجهزة للنظر في المرحلة‬
‫األولى من التقاضي في الرسوم والضرائب‪ ،‬سواء أكانت هذه األجهزة مؤلفة أم ال وجعلت مجلس شورى الدولة مرجعا ً للنظر‬
‫في المرحلة الثانية من التقاضي في الضرائب والرسوم‪( .‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 45‬تاريخ ‪ ،99/2/1‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 1‬سنة ‪ 99 / 95‬ص‬
‫‪.)29‬‬
‫‪98‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 491‬تاريخ ‪ ،97/1/44‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 2‬سنة ‪ 99‬ص ‪ 471‬ورقم ‪ 211‬تاريخ ‪ ،97/40/10‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 2‬سنة ‪99‬‬
‫ص ‪ – 215‬ورقم ‪ 414‬تاريخ ‪ ،99/9/2‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 7‬سنة ‪ 64/60‬ص ‪.221‬‬
‫‪99‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 419‬تاريخ ‪ ،91/5/1‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 4‬سنة ‪ 4697‬ص ‪ – 409‬ورقم ‪ 7‬تاريخ ‪ ،99/4/9‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 1‬سنة‬
‫‪ 99/95‬ص ‪ -5‬ورقم ‪ 96‬تاريخ ‪ ،61/2/21‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 5‬سنة ‪ 61‬ص ‪ – 454‬ورقم ‪ 254‬تاريخ ‪ ،91/44/41‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪4‬‬
‫سنة ‪ 97‬ص ‪.210‬‬
‫‪100‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 419‬تاريخ ‪ ،4691/5/1‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 4‬سنة ‪ 4697‬ص ‪ – 409‬ورقم ‪ 64‬تاريخ ‪ ،91/9/46‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪4‬‬
‫سنة ‪ 97‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -‬إن الكتاب المرسل بالبريد المضمون والمبلغ إلى المستدعية جوابا ً على إرسال حوالة بريدية بقيمة الرسوم المتوجبة عن‬
‫‪101‬‬

‫ً‬
‫رخصة بناء تعتبر المستدعية أنها حصلت عليها ضمنا"‪ .‬إن هذا الكتاب تتوفر فيه شروط القرار النافذ والضار ويخضع لمهل‬
‫الطعن بالقرارات اإلدارية‪( .‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 429‬تاريخ ‪ ،99/5/26‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 1‬سنة ‪ 99/95‬ص ‪.)495‬‬
‫‪102‬‬
‫‪ -‬راجع المادتين ‪ 441‬و‪ 445‬من نظام مجلس شورى الدولة‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫ومن مبنى المنازعات القضائية التي ال يجوز تقدم استئناف تبعي بشأنها وال طلبات مقابلة‬
‫تلك التي تتعلق بالنزاع الضريبي‪ ،‬ألن هذه النزاعات ال تتوافق مع فكرة المراجعة التبعية‬
‫لطبيعة الصالحيات التي تمارسها المحاكم للنظر بهذه القضايا ‪.‬‬

‫وانه ال يمكن للقاضي االداري أن يفصل بصحة طلب مقابل اال اذا كان صالحاً للنظر به‪،‬‬
‫فمجلس شورى الدولة هو مرجع استئنافي للقضايا الضريبية‪.103‬‬

‫اال انه استئناساً بالقواعد المقررة في قانون اصول المحاكمات المدنية التي ال تتعارض مع‬
‫المبادىء العامة التي ترعى اصول المحاكمات االدارية‪ ،‬واستلهاماً لقواعد العدالة واالنصاف‬
‫التي تملي تمكين المستأنف عليه من ممارسة حقه في االستئناف خارج المهلة بعد أن مارس‬
‫خصمه هذا الحق‪ُ ،‬يقبل االستئناف التبعي أمام مجلس شورى الدولة‪ ،‬من حيث المبدأ مع‬
‫مراعاة شروط محددة واستثناءات مقررة حص ًار‪.104‬‬

‫في الخاتمة نرى اسوة بأجهزة الرقابة المحلية والدولية ان دور اجهزة الرقابة المالية ال يقتصر‬
‫على مجرد مراقبة قانونية او نظامية المعامالت والجلسات المالية أو بمحاكمة المسؤولين عن‬
‫مخالفة القوانين بل ان دور االجهزة الرقابية دور المرشد أو الموجه للبلديات الخاضعة للرقابة‬
‫وليس فقط بحكم النص القانوني بل بحكم الخبرة واالختصاص في هذا المجال والرقابة‬
‫االدارية لمختلف وجوهها ال تكفي دوما لوحدها لتحقيق االشراف على البلديات وتصحيح‬
‫انحرافاتها وخاصة ان هناك اعماال قد تقوم بها البلدية دون ان تكون خاضعة لرقابة السلطة‬
‫المركزية لهذا كان من الضروري ان توجد رقابة خارجية الحقة للنشاط االداري يقوم بها‬
‫القضاء حيث تعتبر اهم واقوى صور الرقابة من حيث المحافظة على مبدأ الشرعية عند‬
‫انجاز العمل االداري وهي الرقابة القضائية على عمل البلديات وهذا ما سنتطرق اليه في‬
‫الفصل الثاني ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 219‬تاريخ ‪ ،61/7/46‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 5‬سنة ‪ 61‬ص ‪.124‬‬
‫‪104‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 141‬تاريخ ‪ ،61/1/26‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 9‬سنة ‪ 67‬ص ‪.191‬‬
‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة القضائية على البلديات‬

‫الرقابة القضائية‪ ،‬هي تلك السلطات والصالحيات الممنوحة للمحاكم العدلية أو‬
‫اإلدارية‪ ،‬استنادا الى نصوص القانون والتي يكون بموجبها لهذه المحاكم سلطة الفصل فيها‬
‫واصدار أحكام في المسائل التي تكون اإلدارة طرفاً فيها بما يكفل حقوق وحريات الخصوم ‪.‬‬

‫وقد يتم اسناد الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة الى القضاء العادي الذي يكون له حق‬
‫الفصل في المنازعات اإلدارية التي تثور بين اإلدارة وبين االفراد‪ ،‬فضال عن حقه بالفصل‬
‫في المنازعات التي تثور بين األفراد وبعضهم البعض‪ ،‬وقد يعهد بها الى قضاء متخصص‬
‫في المنازعات اإلدارية وهو يتمثل بالقضاء اإلداري الذي يستقل وحده بنظر المنازعات‬
‫اإلدارية التي تنشأ بين الجهات اإلدارية وبين االفراد ‪ .‬من هنا سنقسم الدراسة إلى مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األ ول ‪ :‬رقابة القضاء اإلداري على البلديات‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬رقابة القضاء العدلي على البلديات‬

‫‪60‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬رقابة القضاء اإلداري على البلديات‬

‫المقصود برقابة القضاء اإلداري أن يتحقق القضاء من مدى مشروعية أعمال اإلدارة‬
‫في مطابقتها أو عدم مطابقتها للقانون بمعناه الواسع‪ ،‬إذ ال يمكن للرقابة اإلدارية أن تعنى‬
‫بالغرض المرجو من ضمان سيادة مبدأ المشروعية ألن مرجع القرار قد يرفض االعتراف‬
‫بالخطأ‪ ،‬وقد يجاريه رئيسه ولهذا فإن رقابة اإلدارة في كيفية ممارسة نشاطاتها يجب أن يعهد‬
‫بها الى القضاء اإلداري ‪ ،‬انطالقا من هذا التعريف سوف نعالج اختصاص وصالحيات‬
‫القضاء اإلداري وايضا ابرز المواضيع التي يختص بها هذا القضاء ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬االختصاص الوظيفي للقضاء اإلداري في رقابته‬


‫(‪)105‬‬
‫على البلديات‬

‫ينتمي القضاء اإلداري المستقل عن القضاء العدلي الى الجسم القضائي فهو جزء من‬
‫السلطة القضائية‪ ،‬وهو منفصل عن السلطة االجرائية ويتمثل هذا القضاء بالمحاكم اإلدارية‬
‫‪106‬‬
‫‪.‬‬ ‫وبمجلس شورى الدولة‬

‫ومراجعة القضاء اإلداري ليست مقصورة على االفراد في مواجهة البلدية‪ ،‬بل يمكن أن تقدم‬
‫المراجعة من قبل البلدية في مواجهة االفراد أو الدولة ال سيما في اطار مسؤولية هذه االخيرة‬
‫عن أعمال السلطة الرقابية المفروضة عليها‪ ،‬كما أن المراجعة يمكن أن تقدم من الدولة في‬
‫مواجهة البلدية ألبطال قرار صادر عن هذه االخيرة‪ ،‬أو إللزامها بالتعويض عن ضرر ما ‪.‬‬

‫ومن خالل المباحث التالية سنحاول إلقاء الضوء على حدود صالحيات القضاء اإلداري‬
‫وخصائصه واختصاص القضاء اإلداري عند عدم وجود مراجعة موازية ‪.‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬صالحيات القضاء اإلداري وخصائص الم راجعة أمامه‬

‫يختص القضاء اإلداري بالفصل في كل المنازعات ذات الطبيعة اإلدارية‪ ،‬اي التي‬
‫تكون اإلدارة العامة مبدئياً طرفاً فيها حيث يعتبر ذات االختصاص العام بين محاكم مجلس‬

‫(‪ - )105‬نشأ القضاء اإلداري في لبنان في عهد االنتداب بموجب القرار رقم ‪ 2999‬الصادر عن حاكم لبنان الكبير‬
‫بتاريخ ‪ 9‬ايلول ‪ 4621‬الذي احدث بموجبه مجلس شورى الدولة وحدد فيه صالحياته ‪.‬‬
‫‪ - 106‬حددت صالحياتها المادة ‪ 90‬وما يليها من نظام مجلس شورى الدولة المعدل ‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫الدولة‪ ،‬وتختص بالطعون االستثنافية المقدمة عن األحكام الصادرة من المحاكم اإلدارية ‪.‬‬
‫وللقضاء اإلداري حدود في صالحياته وخصائصه عند عدم وجود مراجعة موازية وهذا ما‬
‫سنعالجه ‪.‬‬

‫النبذة األولى‪ :‬حدود صالحية القضاء اإلداري‪....‬‬

‫إن انتماء مجلس شورى الدولة الى القضاء يحدد سقف صالحياته‪ ،‬فهو ال يملك رقابة على‬
‫النصوص الدستورية كما ال يملك رقابة على القوانين العادية‪ ،‬ان لجهة دستوريتها أو لجهة‬
‫مدى مالئمتها‪ ،‬وان كان يمكن أن يساهم في اعداد مشاريع القوانين‪ .‬فإنه ال يملك التدخل‬
‫‪107‬‬
‫‪.‬‬ ‫في أعمال السلطة التشريعية إذ إن البرلمان هو سيد نفسه‪ ،‬والمبدأ هو فصل السلطات‬
‫ويحول مبدأ فصل السلطات دون تدخل مجلس الشورى في عالقات الحكومة بمجلس النواب‪،‬‬
‫وفي عالقات الدولة الخارجية أو في األعمال الحربية ‪.‬‬

‫كذلك يحول المبدأ اعاله دون تدخل القضاء في شؤون اإلدارة‪ ،‬وهذا المبدأ مستقر‪ ،‬بحيث ال‬
‫يملك مجلس الشورى توجيه األوامر والتعليمات الى اإلدارة أو مراقبة مدى مالئمة أعمالها‬
‫الصحيحة للمصلحة العامة‪ ،‬اال ان رقابة مدى المالئمة يمكن أن تتم في الظروف‬
‫االستثنائية‪ ،‬بل يمكن أن تتحول الى رقابة لمدى ضرورة العمل اإلداري ‪.‬‬

‫ويقضي مبدأ استقالل القضاء اإلداري عن القضاء العدلي بضرورة التمييز‪ ،‬بصورة‬
‫واضحة‪ ،‬بين صالحيات كل من القضائين‪ ،‬علماً بأن مسألة الصالحية تتعلق باإلنتظام‬
‫‪108‬‬
‫‪.‬‬ ‫العام‬

‫من هنا فإنه ال يجوز لمجلس شورى الدولة النظر في ق اررات وأحكام القضاء العدلي كافة‬
‫إلرتباطها بسير المرفق القضائي العدلي‪ ،‬ويكون خارجاً وبالتالي عن صالحية طلبات وقف‬
‫‪109‬‬
‫‪.‬‬ ‫تنفيذ قرار أو حكم عدلي‬

‫‪ - 107‬لمزيد من المعلومات حول عدم سلطة القضاء بالرقابة على دستورية القوانين يراجع ‪:‬‬
‫فايز االيعالي قواعد االجراءات الجزائية ‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب طرابلس سنة ‪ ، 1228‬ص ‪ 11‬وما يليها‬
‫‪ - 108‬مها نجا ‪ ،‬القانون االداري العام ‪,‬دار الشمال للطباعة والنشر و التوزيع ‪,‬طبعة اولى ‪ ,‬سنة‪ ,4660‬ص ‪ 401‬وما‬
‫يليها ‪ ( .‬لمزيد من المعلومات حول استقالل القضاء يراجع ‪ :‬كتاب استقالل القضاء ‪ ،‬االسباب الموجبة ‪ ،‬التعديالت‬
‫المقترحة ‪ ،‬القاضي ارز لبنان ‪ ،‬الطبعة األولى سنة ‪. 2004‬‬
‫‪62‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اختصاص القضاء اإلداري عند عدم م راجعة موازنة‬

‫وتنحصر صالحية القضاء اإلداري بالقضايا الناشئة عن نشاط اإلدارة العامة‪ ،‬في المسائل‬
‫المتعلقة بالمرافق العامة وليس في كل عمل يصدر عن اإلدارة‪ ،‬وفي نطاق المرافق العامة‬
‫ينحصر اختصاصه في المسائل التي هي خارجة عن صالحية القضاء العدلي‪ ،‬إن لصفة‬
‫المرفق العام‪ ،‬وان لصفة النزاع القائم‪ .‬يضاف الى ما تقدم مبدأ الفرع يتبع األصل الذي‬
‫يؤدي‪ ،‬في بعض األحيان الى الحد من صالحية القضاء اإلداري‪ ،‬هذا وان للقانون أن يغير‬
‫‪110‬‬
‫‪.‬‬ ‫مجرى االختصاص‬

‫وتمتاز المراجعة أمام القضاء اإلداري بما ال تمتاز به المراجعات أمام سائر الجهات‬
‫القضائية األخرى‪ ،‬وذلك بأن المحاكم اإلدارية هي المحاكم العادية للقضايا اإلدارية‪ ،‬أما‬
‫مجلس شورى الدولة فهو المرجع االستئنافي لجميع األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية‬
‫والمرجع االستئنافي أو التمييزي في القضايا اإلدارية التي عين لها القانون محكمة خاصة‪،‬‬
‫ومحكمة الدرجة االولى واالخيرة لبعض القضايا‪ ،‬اضافة الى ذلك فإن مجلس الشورى يشكل‬
‫مرجعا استشاريا إن بصورة اختيارية أو بصورة الزامية كما في مشاريع النصوص‬
‫‪111‬‬
‫‪.‬‬ ‫التنظيمية‬

‫تنظر المحاكم اإلدارية في الدرجة األولى على األخص بصورة عادية‪ ،‬في اثناء ممارستها‬
‫رقابتها على البلديات‪ ،‬في طلبات التعويض عن االضرار التي تقع بسبب االشغال العامة‪،‬‬
‫أو تنفيذ المصالح العامة وفي القضايا اإلدارية المتعلقة بعقود‪ ،‬أو صفقات‪ ،‬أو التزامات‪ ،‬أو‬
‫إمتيازات ادارية اجرتها االدارات العامة لتأمين سير المصالح العامة‪ ،‬وفي قضايا الموظفين‪،‬‬
‫والقضايا المتعلقة بأشغال االمالك العامة‪ ،112‬والقضايا التي ترجع فيها اإلدارة على الموظفين‬
‫في حال ارتكابهم خطأ كان سبباً للحكم عليها‪.‬‬

‫‪ - 109‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 414‬تاريخ ‪ ، 95/40/29‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 1‬سنة ‪ 96‬ص ‪ ( 211‬لمزيد من المعلومات حول ارتباط‬
‫مسألة الصالحية باالنتظام العام يراجع ‪ .‬الحجار ‪ ،‬ج ‪ 4‬ص ‪ 192‬وما يليها ‪.‬‬
‫‪ - 110‬من المقرر علما واجتهادا ان القضاء اإلداري ‪ ،‬دون القضاء العادي ‪ ،‬هو صاحب االختصاص للنظر في‬
‫مسؤولية الشخص المعنوي العام وبجميع المنازعات الناشئة عن تنظيم وسير المرافق العامة التابعة للدولة واالدارات‬
‫العامة المتفرعة عنها والبلديات ‪.‬‬
‫‪ - 111‬المادة ‪ 90‬من قانون تنظيم مجلس شورى الدولة المعدل‬
‫‪ - 112‬حددت المادة ‪ 1‬من القرار رقم ‪ 27/411‬االمالك العامة بانها وطنية أو بلدية ‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫كما تنظر في قضايا الضرائب والرسوم المباشرة وغير المباشرة خالفا ألي نص عام أو‬
‫خاص ‪.‬‬

‫كذلك‪ ،‬تنظر المحاكم اإلدارية في طلبات االبطال بسبب تجاوز حد السلطة للق اررات ذات‬
‫الصفة اإلدارية‪ ،‬كما تنظر في النزاعات المتعلقة بقانونية انتخابات المجالس البلدية‪ ،‬وفي‬
‫النزاعات المتعلقة بتأديب الموظفين‪.‬‬

‫‪ -‬أما مجلس شورى الدولة فإنه ينظر في الدرجة األولى واالخيرة في طلبات االبطال بسبب‬
‫تجاوز حد السلطة ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬ابرز المواضيع التي يختص بها القضاء اإلداري‬

‫ينظر القضاء االداري في كافة المنازعات التي تحصل بين االدارة من جهة واالفراد من جهة‬
‫أخرى التي تشمل ق اررات إدارية صريحة او ضمنية تؤدي الى اإلضرار بمصلحة االفراد‪ ,‬كما‬
‫ينظر بطلبات التعويض عن هذه االضرار على أنواعها‪.‬‬

‫النبذة االولى ‪ :‬الطعن بالم راسيم‬

‫يفرض القانون البلدي لدى إعطاء الترخيص بالبناء عن كل متر مربع من البناء المنوي‬
‫اقامته او اضافته أيا" كانت وجهة استعماله رسم نسبي بحيث ‪:‬‬

‫‪ -1‬تكون البلدية مسؤولة عن مراقبة تنفيذ قوانين البناء ضمن نطاقها‪ ،‬وعن تنفيذ األحكام‬
‫المتعلقة بالتراخيص المعطاة خالفا له‪ ،‬ويكون بالتالي للمتضرر من عدم ممارستها‬

‫لسلطاتها بهذا الصدد‪ ،‬حق مقاضاتها أمام مجلس الشورى الذي ال يكون معنياً‬
‫بمحاكمة األعمال المخالفة المادية‪.‬‬

‫‪ -8‬إن القضاء اإلداري هو الجهة القضائية الصالحة للنظر في طلب ابطال رخصة‬
‫البناء لتجاور حد السلطة بما هي عمل اداري قد ينطوي على مخالفة القوانين‪،‬‬
‫والقضاء العدلي هو تلك الجهة المختصة للنظر بتجاوز صاحب الرخصة الحدود‬

‫‪64‬‬
‫المرسومة فيها حيث ال تكون هذه الرخصة بحد ذاتها كعمل اداري موضوع‬
‫‪113‬‬
‫مناقشة‬

‫‪ -3‬ن قرار الترخيص بإنشاء معمل هو قرار اداري غير تنظيمي منشئ للحقوق‪ ،‬ويجوز‬
‫الرجوع عنه طالما باإلمكان الطعن به امام القاضي اإلداري‪.114‬‬

‫النبذة الثانية ‪ :‬التعويض عن الضرر ‪:‬‬

‫يعود لمجلس شورى الدولة صالحية الفصل في طلب التعويض عن الضرر الالحق باألفراد‬
‫هو من جراء تنفيذ المصلحة العامة‪ .‬وينظر المجلس في النزاع سواء أكان متصال بتنفيذ أو‬
‫سوء التنفيذ‪ ،‬أو عدم تنفيذ البلدية مرسوما باالستمالك أبطل لتجاوز حد السلطة‪ .‬كما ويعود‬
‫له ايضاً أمر النظر في طلبات التعويض عن االضرار الالحقة باألفراد من جراء االشغال‬
‫العامة‪ ،‬ويشمل ذلك كل ضرر يتصل باألشغال العامة أو المنشئات العامة‪ ،‬كما يعود له أمر‬
‫ترتيب مسؤولية البلدية الناتجة عن الخطأ في تنظيم المرفق العام أو في سيره أو عن أخطاء‬
‫الخدمة‪.‬‬

‫النبذة الثالثة ‪ :‬األشغال العامة واألعمال اإلدارية ‪:‬‬

‫تمارس البلديات بعض االعمال االدارية المتعلقة بإجراء االشغال العامة في نطاق عملها‬
‫البلدي ‪ ،‬وفد ينتج عن هذه االشغال العامة واالعمال االدارية نزاعات تخضع لرقابة مجلس‬
‫شورى الدولة وفقا" للشروط التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا ثبت من قيود الدوائر العقارية أن العقار الذي تشغله شركة دخل ضمن االمالك‬
‫العامة بموجب قرار أمين السجل العقاري‪ ،‬فإن النظر بالمنازعات الناشئة عن هذا االشغال‬
‫‪115‬‬
‫‪.‬‬ ‫يدخل في صالحية مجلس شورى الدولة‬

‫‪ - 113‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 812‬تاريخ ‪ 21/8/12‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 2‬سنة ‪ 23‬ص ‪881‬‬


‫‪ - 114‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 294‬تاريخ ‪ 69/4/44‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 40‬سنة ‪ 65‬ص ‪11‬‬
‫‪ - 115‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 161‬تاريخ ‪ 67 /1/1‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 6‬سنة ‪ 69‬ص ‪115‬‬
‫‪65‬‬
‫‪ -8‬إن تقدير مسؤولية البلدية بنتيجة اهمالها صيانة الطريق أو عدم قيامها باالصالحات‬
‫الفنية الالزمة مما سبب دخول المياه الى منزل المستدعي والحاق الضرر به يدخل‬
‫‪.‬‬ ‫‪116‬‬
‫قانونا بصالحية القضاء اإلداري‬

‫النبذة ال رابعة ‪ :‬المصلحة العامة ‪:‬‬

‫إن مجلس شورى الدولة هو صاحب الصالحية للنظر في المراجعة التي ترمي الى التعويض‬
‫‪117‬‬
‫‪.‬‬ ‫عن اضرار ناجمة عن تنفيذ مصلحة عامة بالبلدية‬

‫فالمحاكم اإلدارية هي التي تنظر في الخالفات التي تنشأ عن األعمال القانونية وممارسة‬
‫السلطة العامة واألفعال المادية التي يكون بها تعلق بالمصالح العامة‪ ،‬والتي ال تكون مماثلة‬
‫لألعمال التي يجريها األفراد بعضهم مع بعض كالخالفات الناشئة عن عقود البيع واالجارة‬
‫‪118‬‬
‫وغيرها التي تتناول امالك البلدية الخاصة‬

‫النبذة الخامسة ‪ :‬مسؤولية الموظف ‪:‬‬

‫تتحمل البلديات المسؤولية عن اعمال موظفيهم وذلك تحت رقابة مجلس الشورى وضمن‬
‫شروط معينة ‪:‬‬
‫‪ -1‬ان ترمي المراجعة الى الحكم بمسؤولية اإلدارة عن أعمال موظفيها لدى تنفيذهم‬
‫المصالح العامة‪ ،‬بصرف النظر عن تحقق شروط هذه المسؤولية‪ ،‬مما يقتضي معه الحكم‬
‫‪119‬‬
‫‪.‬‬ ‫بصالحية هذا المجلس النظر في مراجعة االبطال ضد قرار رفض طلب االسترداد‬
‫‪ -8‬ان النزاع الناشئ بين البلدية والمرتبطين بها حول ماهية االرتباط واستحقاق االجر هو‬
‫من اختصاص مجلس شورى الدولة ‪.120‬‬
‫‪ -3‬ان الخالفات المدنية والمواضيع الجزائية العالقة بين االفراد تخرج من دائرة صالحية‬
‫‪121‬‬
‫‪.‬‬ ‫القضاء اإلداري‬

‫‪ - 116‬ش‪.‬ل رقم ‪ 60‬تاريخ ‪ 95/7/41‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 1‬سنة ‪ 96‬ص ‪471‬‬


‫‪ - 117‬ش‪.‬ل رقم ‪ 415‬تاريخ ‪ 95/42/41‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 1‬سنة ‪ 96‬ص ‪257‬‬
‫‪ - 118‬تميز مدني رقم ‪ 11‬تاريخ ‪ 4675/1/21‬النشرة القضائية سنة ‪ 4675‬ص ‪124‬‬
‫‪ - 119‬ش‪.‬ل رقم ‪ 57‬تاريخ ‪ 65/9/42‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 42‬سنة ‪ 69‬ص ‪902‬‬
‫‪ - 120‬ش‪.‬ل رقم ‪ 219‬تاريخ ‪ 67/4/21‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 6‬سنة ‪ 69‬ص ‪294‬‬
‫‪ - 121‬ش‪.‬ل رقم ‪ 181‬تاريخ ‪ 21/11/13‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 8‬سنة ‪ 22‬ص ‪188‬‬
‫‪66‬‬
‫‪ -4‬ان اختصاص مجلس شورى الدولة يشمل المنازعات المرفوعة من العاملين لدى‬
‫‪122‬‬
‫‪.‬‬ ‫الدولة مهما كانت طبيعة ارتباطهم‪ ،‬وبصرف النظر عن قانونية هذا االرتباط‬

‫النبذة السادسة ‪ :‬الض رائب والرسوم ‪:‬‬

‫‪ -‬إن الموضوع الذي يدور على تقرير أن الضريبة المطالب بها قد سقطت بمرور الزمن‬
‫‪123‬‬
‫‪.‬‬ ‫وانت كانت تترتب وفق أحكام القانون‪ ،‬يدخل ضمن اطار اختصاص مجلس الشورى‬

‫النبذة السابعة ‪ :‬التخصيص‬

‫المعد لها‪ ،‬فإذا كان األمر يتعلق بتخصيص اداري‬


‫ّ‬ ‫يخضع التخصيص بحسب الغاية‬
‫لمصلحة عامة فهو يخضع للقضاء اإلداري‪ ،‬أما اذا كان التخصيص قد اجري لخدمة ليست‬
‫عامة فهو يخضع للقضاء العادي‪ ،‬الذي يكون صالحا للنظر بطلب التعويض المسبب عن‬
‫رفع التخصيص‪.124‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬طرق التنازع أمام القضاء اإلداري‬

‫ال يستطيع القاضي أن ينطق في مواجهة اإلدارة بكل أنواع األحكام التي يصدرها القضاء‬
‫عادة في مواجهة األفراد‪ ،‬واذا استثنينا سلطة القاضي بالحكم بإلغاء الق اررات اإلدارية غير‬
‫المشروعة ‪ ،‬فإنه ال ينطق في مواجهة اإلدارة اال باألحكام التي تتضمن الزامها بدفع مبالغ‬
‫مالية على سبيل التعويض أو ألسباب أخرى‪ ،‬من اجل ذلك فإننا نجد أن الدعاوي التي ترفع‬
‫على اإلدارة إما أن تكون دعاوى الغاء أو دعاوى تعويض ‪.‬‬

‫من هنا يشتمل التنازع اإلداري‪ ،‬وفق نظام مجلس شورى الدولة‪ ،‬على ثالثة انواع من‬
‫المراجعات هي ‪ :‬مراجعة االبطال ‪ ،‬مراجعة القضاء الشامل ‪ ،‬مراجعة التفسير ‪ ،‬وهذا ما‬
‫سنحاول القاء الضوء عليه من خالل هذا المطلب ‪.‬‬

‫‪ - 122‬ش‪.‬ل رقم ‪ 429‬تاريخ ‪ 99/5/41‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 1‬سنة ‪ 99/95‬ص ‪494‬‬


‫‪ - 123‬ش‪.‬ل رقم ‪ 61‬تاريخ ‪ 97/42/41‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 2‬سنة ‪ 99‬ص ‪99‬‬
‫‪124‬‬
‫‪ -‬موريس ‪l‬نخلة ‪ ،‬الوسيط في شرح قانون البلديات ‪,‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ,‬ص ‪ ،117‬رقم ‪.11‬‬
‫‪67‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬الرقابة عن طريق قضاء االبطال‪.‬‬

‫دعوى االبطال هي مراجعة قضائية‪ ،‬تقدم أمام مجلس شورى الدولة ‪ .‬وقد عبرت المادة ‪115‬‬
‫من نظام المجلس عن هذا المفهوم بقولها " ال يمكن تقديم طلب االبطال بسبب تجاوز حد‬
‫السلطة اال ضد ق اررات ادارية محضة لها قوة التنفيذ ومن شأنها الحاق الضرر‪ ،‬وال يجوز في‬
‫اي حال قبول المراجعة بما يتعلق بأعمال لها صفة تشريعية أو عدلية " ‪.‬‬

‫يتوجه بدعوى الى القاضي المختص‬


‫فللفرد الذي يتضرر من قرار اداري مخالف للقانون أو ّ‬
‫يطلب منه الغاء القرار اإلداري المعيب‪ ،125‬فإذا اتضح للقضاء وسالمة الدعوى فإنه يحكم‬
‫‪126‬‬
‫‪.‬‬ ‫باإللغاء‬

‫الهدف من مراجعة اإلبطال إنشاء أوضاع قانونية جديدة‪ ،‬أو تعديل أو أو إلغاء أوضاع‬
‫قانونية سابقة‪ ،‬والقرار اإلداري القابل للطعن هو القرار النهائي النافذ الصادر عن السلطة‬
‫‪127‬‬
‫‪.‬‬ ‫اإلدارية المختصة والذي يلحق ضر اًر‬

‫النزاع في قضاء االبطال ليس نزاعا بين فرقاء متخاصمين‪ ،‬بل هو نزاع يتناول المراكز‬
‫القانونية الموضوعية‪ ،‬وال يملك القاضي اإلداري بشأنه سوى صالحية ابطال القرار المطعون‬
‫فيه أو اإلبقاء عليه دون أن يحل محل اإلدارة‪ ،‬ودون النظر الى الوقائع وحقوق ذوي العالقة‬
‫التعرض لتقدير العمل اإلداري‪ ،‬أو التطرق إلى النتائج المترتبة عليه‪،128‬‬
‫ّ‬ ‫المتعلقة به‪ ،‬أو‬
‫‪129‬‬
‫‪.‬‬ ‫وتندمج دعوى االبطال بدعوى تجاوز حد السلطة اذ إن هذه االخيرة تعني الالشرعية‬

‫يشترط في عدم الدعوى أن يكون اهال للخصومة‪ ،‬فهي ليست دعوى شعبية وليست مفتوحة‬
‫ألي شخص‪ ،‬بل يشترط أن يكون الشخص هو صاحب المصلحة والمصلحة يجب أن تكون‬

‫‪ - 125‬ال يجوز الطعن أمام مجلس شورى الدولة اال ضد الق اررات اإلدارية النهائية‪ ،‬اي الق اررات النافذة والضارة‬
‫الصادرة عن السلطة المختصة‪ ،‬باتخاذها والتي من شأنها أن تلحق ضر اًر مباش ار بالمستدعي‪ ،‬أي تمس بصورة مباشرة‬
‫واكيدة وضعية قانونية له‪ ،‬أو حقا شخصياً يعود إليه ( ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 82‬تاريخ ‪ ، 28‬م‪.‬ق‪ .‬إ ‪ .‬عدد ‪ 2‬سنة ‪ 23‬ص‬
‫‪. ) 11‬‬
‫‪ - 126‬تكون الق اررات اإلدارية المبنية على وقائع مادية مغلوطة مخالفة للقانون وبالتالي مستوجبة االبطال (ش‪.‬ل‪ .‬رقم‬
‫‪ 118‬تاريخ ‪ ، 22/3/2‬م‪.‬ق‪ .‬إ ‪ .‬عدد ‪ 21/21‬سنة ‪ 23‬ص ‪. ) 138‬‬
‫‪ - 127‬ش‪.‬ل‪ .‬في ‪ ، 1212/8/11‬غنطوس ‪ ،‬المجموعة اإلدارية سنة ‪ 12121‬ص ‪. 118‬‬
‫‪ - 128‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 465‬تاريخ ‪ 92/9/47‬المجموعة اإلدارية سنة ‪ 4692‬ص ‪. 210‬‬
‫‪ - 129‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 112‬تاريخ ‪ ، 51/9/41‬انطوان بارود ‪ ،‬ق اررات مجلس شورى الدولة ‪ ،‬ج‪ 2‬ص ‪ 991‬وما يليها ‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫شخصية مباشرة ومشروعة‪ ،‬وال يشترط لتوفر المصلحة في مراجعة االبطال أن يكون صاحب‬
‫المصلحة صاحب حق في المراجعة‪ ،‬بل يكفي أن يكون لصاحب العالقة مركز قانوني قد‬
‫مس به القرار المطعون فيه‪ .‬وال تقبل دعوى االبطال اذا كان صاحب المصلحة يملك‬
‫امكانية التقدم بمراجعة موازية اي أن يملك التقدم بمراجعة قضائية تؤدي بنتائجها بالنسبة اليه‬
‫الى نفس نتائج مراجعة االبطال ‪.‬‬

‫يوجد اسباب تؤدي الى ابطال األعمال اإلدارية‪ ،‬والتي تبنى عليها مراجعة االبطال‪ ،‬وهذه‬
‫االسباب حددتها المادة ‪ 117‬من نظام مجلس شورى الدولة صراحة‪ ،‬بحيث حتمت على هذا‬
‫المجلس ابطال القرار اإلداري المشوب بأحداها ‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫) أي عندما يكون‬ ‫‪ -1‬اذا كانت صادرة عن سلطة غير صالحة ( عيب عدم الصالحية‬
‫التدبير اإلداري المتخذ غير داخل في نطاق صالحيات السلطة اإلدارية التي اتخذته بل من‬
‫اختصاص سلطة مغايرة وبعبارة أخرى‪ ،‬إن عيب عدم الصالحية يتمثل في طرق قواعد‬
‫الصالحية ‪.‬‬

‫‪ -8‬اذا اتُخذت خالفاً للمعامالت الجوهرية المنصوص عنها في القوانين واالنظمة‪( ،‬عيب‬
‫مخالفة المعامالت الجوهرية)‪ .‬يقع عيب مخالفة المعامالت الجوهرية حين تتخذ اإلدارة قرارها‬
‫خالفاً لإلجراءات الشكلية الجوهرية التي يفرضها القانون لصدور القرار اإلداري‪ ،‬أو اذا كانت‬
‫اإلدارة قد خالفت األصول الجوهرية في اتخاذها للعمل اإلداري ‪.‬‬

‫‪ -3‬اذا اتخذت خالفاً للقوانين واالنظمة أو خالفاً للقضية المحكمة (عيب مخالفة القانون‬
‫‪131‬‬
‫) يبطل القضاء اإلداري القرار اإلداري المخالف للقانون‪،‬‬ ‫واالنظمة أو القضية المحكمة‬
‫اال أن عيب مخالفة القانون اال ان عيب مخالفة القانون ال يتعلق بالنظام العام وبالتالي فإن‬
‫القاضي ال يملك اثارة هذا العيب من تلقاء نفسه‪.‬‬

‫ويقع عيب مخالفة القانون حين يكون موضوع القرار مخالفاً للقانون‪ ،‬وايضا حين تكون‬
‫‪132‬‬
‫‪.‬‬ ‫األسباب القانونية للقرار معيبة بسبب مخالفة موضوع القرار للقانون‬

‫‪ - 130‬د‪.‬يوسف سعد هللا الخوري ‪,‬القانون اإلداري العام ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪ 429‬وما يليها ‪.‬‬
‫‪ - 131‬د‪.‬مهاب نجا ‪ ،‬القانون االداري العام ‪ ,‬مرجع سابق ص ‪490‬‬
‫‪ - 132‬د‪ .‬خالد خضر الخير‪ ,‬المبادئ العامة في القضاء االداري ‪ ,‬ص ‪. 426‬‬
‫‪69‬‬
‫‪ -4‬اذا اتخذت الغاية التي من اجلها خول القانون السلطة المختصة حق اتخاذها‪( ،‬عيب‬
‫تح وير السلطة)‪ .‬ورقابة القاضي اإلداري هنا تنصب على النوايا‪ ،‬وهي رقابة ذاتي بخالف‬
‫رقابة القاضي على السبب‪ ،‬اي على الوقائع في رقابة موضوعية‪ ،‬ومن المتفق عليه أن‬
‫اإلدارة تستهدف في نشاطها المصلحة العامة ومن الطبيعي أن يتحقق القاضي اإلداري من‬
‫‪133‬‬
‫‪.‬‬ ‫تحقيق هذه المصلحة‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة عن طريق قضاء التعويض الشامل‬

‫ان قضايا التعويض هي القضايا اإلدارية العادية‪ ،‬التي يقدمها من له مصلحة من االفراد‪،‬‬
‫أمام القضاء اإلداري‪ ،‬بهدف المطالبة بتعويض اذا ما اصابه ضرر نتيجة أعمال اإلدارة وما‬
‫تقوم به من نشاطات بواسطة مؤسساتها وم ارفقها العامة‪ ،‬وللقاضي فيها سلطات عاملة‬
‫ويحكم للمتضرر بالتعويضات المناسبة عن االضرار الناتجة عن العمل موضوع النزاع ‪.134‬‬

‫باإلضافة لهذا‪ ،‬المتضرر من قيام وممارسة اإلدارة لنشاطها‪ ،‬أن يطالب بحقوقه مع اإلدارة‬
‫اذا ابرم معها عقود‪ ،‬وللقاضي اإلداري في هذا المجال سلطات واسعة يستطيع أن يلجأ الى‬
‫ممارستها‪ ،‬وله اعادة الحال الى ما كانت عليه كما له الحكم بإعادة الحق الى اصحابه‬
‫وسلطة التعديل‪.‬‬

‫والواقع ان مجلس الدولة الذي ربط في أحكامه بين دعوى القضاء الشامل وقضاء االبطال‬
‫لتجاوز حد السلطة‪ ،‬وذلك عن طريق استحصال المتضرر على قرار سابق من اإلدارة‪ ،‬اذ‬
‫لكل من يدعي ان اإلدارة قد الحقت به ضر اًر أن يتوجه بمطالبه عبر مذكرة الى اإلدارة‪،‬‬
‫لالستحصال على قرار منها ضمني‪ ،‬أو صريح تعارضه فيه مطالبيه ليتسنى له فيما بعد‬
‫التقدم تلى مجلس الدولة بمراجعته‪ ،‬ويطلب الغائه أوالً‪ ،‬ثم النظر بطلباته واجابته اذا كانت‬
‫‪135‬‬
‫‪.‬‬ ‫مشروعة ومحقة‬

‫‪ - 133‬د‪ .‬نزيه طبارة ‪ ،‬مبادى القانون اإلداري ‪ ،‬مطابع المكمل ‪ ,‬الطبعة الثانية ‪ ,‬سنة ‪, 2004‬ص ‪. 104‬‬
‫‪134‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محسن خليل‪ ،‬القضاء اإلداري اللبناني‪ ،‬و رقابته العمال االدارة‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬دار النهضة العربية‬
‫للطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪,‬سنة ‪ ،4695\4699‬ص‪. 192‬‬
‫‪135‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬خالد الخير‪ ،‬المبادىء العامة في القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪479‬‬
‫‪70‬‬
‫وتأسيساً على ذلك اعتبرت دعوى القضاء الشامل أو دعوى التعويض من الدعاوى‬
‫الشخصية وفقاً لتقسيم الدعاوى اإلدارية الى شخصية وعينية‪ ،‬وهذه الدعوى يتوجب لقيامها‬
‫حق معتدي عليه‪ ،‬من جانب اإلدارة‪ ،‬وانزل ضر ار بحق الجهة المدعية‪.‬‬

‫وال بد لقبول دعوى التعويض من ان تتوافر عدد من الشروط‪ ،‬تتعلق بضرورة وجود قرار‬
‫سابق صادر عن اإلدارة من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية بالشخص الذي يقوم بالدعوى والذي يجب‬
‫ان تتوفر فيه المصلحة‪ ،‬وكذلك التقيد بالمهل التي يجب ان تقام ضمنها المراجعة وهي‬
‫شهران والتي تبدأ من تاريخ التبليغ أو الحصول على القرار السابق من اإلدارة‪.‬‬

‫هذا النوع من الرقابة يقضي بالحكم على اإلدارة بالتعويض على االفراد الذين تعرضوا‬
‫لضرر ما بفعل عمل الموظفين‪ ،‬أو من جراء اخالل اإلدارة بموجبات المرفق العام‪ ،‬من‬
‫ناحية تنظيمية او سيره أو قيامها بأعمال غير محقة ومخالفة للقانون‪ ،136‬فينظر عندها‬
‫مجلس الشورى في النزاع سواء كان االمر متصالً بالتنفيذ أو سوء التنفيذ ‪ ،‬كأن تنفذ اإلدارة‬
‫مرسوماً باالستمالك أبطل لتجاوز حد السلطة‪.‬‬

‫وتُسأل اإلدارة أيضاً عن خطأ المتعهد ‪ ،‬ويمكن للمتضرر أن يقيم الدعوى مباشرة ضد اإلدارة‬
‫التي يمكنها أن تعود على المتعهد بما حكم عليها به نتيجة لخطأه استناداً الى الرابطة‬
‫التعاقدية بينهما‪.‬‬

‫ويعود لمجلس الشورى النظر في طلبات التعويض عن االضرار الالحقة باالفراد من جراء‬
‫االشغال العامة‪ ،‬او تنفيذ المصالح العامة ‪ ،‬ويشمل ذلك كل ضرر يتصل باالشغال العامة‪،‬‬
‫او تنفيذ المصالح العامة‪ ،‬وينظر كذلك في القضايا اإلدارية المتعلقة بعقود أو صفقات او‬
‫التزامات او إمتيازات أجرتها اإلدارة لتأمين سير المصالح العامة‪ ،‬وفي قضايا رواتب‬
‫الموظفين وتعويضاتهم وترقياتهم‪.‬‬

‫‪ -‬ش‪.‬ل رقم ‪ 402‬تاريخ ‪ 99/7/7‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 1‬سنة ‪ 64/60‬ص ‪. 492‬‬


‫‪136‬‬

‫‪ -‬ال يمكن الحكم بالتعويض اال عن الضرر االكيد والثابت حصوله وال مجال للمطالبة بالتعويض عن االضرار‬
‫المرتقبة في حال عدم تدعيم حائط الطريق العام ‪ (.‬ش‪.‬ل رقم ‪ 111‬تاريخ ‪ 21/8/81‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 8‬سنة ‪ 22‬ص‬
‫‪.). 112‬‬

‫‪ -‬ان الضرر الذي يعوض عنه هو الضرر الحالي والمستقبلي شرط أن يكون اكيدا‪ ،‬ويرد طلب التعويض إذا جاء‬
‫مج ار عن اي اثبات‪( .‬ش‪.‬ل رقم ‪ 118‬تاريخ ‪ 22/3/2‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 1‬سنة ‪ 21/21‬ص ‪). 138‬‬

‫‪71‬‬
‫يؤدي الحكم في القضاء الشامل الى تعديل مفعول القرار اإلداري النافذ الصريح او الضمني‬
‫م وضوع الدعوى والى تحديد عناصر القرار اإلداري الجديد الذي يجب على السلطة اإلدارية‬
‫اتخاذه أعماالً لمفاعيل الحكم‪ .‬كذلك‪ ،‬فإن الحكم يعين الحق الشخصي للمدعي‪ ،‬اي انه يلزم‬
‫ويقدر قيمتها‪.‬‬
‫شخص الحق العام بموجبات مالية معينة ويقيم هذه الموجبات ّ‬

‫سبي فقوة القضية المحكمة في دعوى القضاء الشامل هي‬ ‫ومفعول الحكم هو مفعول ن ّ‬
‫نسبية‪ ،‬وتتحقق في حال توفر وحدة الفرقاء ووحدة الموضوع ووحدة السبب‪ ،‬وهذا االمر‬
‫طبيعي طالما ان الدعوى تتناول المراكز القانونية الذاتية ‪.‬‬

‫اال ان اثر الحكم يمتد الى الجميع‪ ،‬وهذا بديهي في النزاعات المتعلقة بالطعن بنتائج‬
‫انتخابات المجالس اإلدارية كالمجالس البلدية‪.‬‬

‫الفقرة الثالث ‪ :‬الرقابة عن طريق قضاء التفسير وتقدير صحة‬


‫األعمال اإلدارية‪.‬‬

‫يقتصر عمل القاضي االداري في هذه الرقابة على مجرد تحديد وتفسير المدلول‬
‫الصحيح للقرار اإلداري اذا كان غامضاً دون أن يتعدى ذلك الى اصدار حكم باإلبطال أو‬
‫بالتعويض‪ .‬وذلك ألن المبادئ الثابتة تقضي بأن القاضي يقضي وال يفتي‪ ،‬يصدر أحكاماً وال‬
‫‪137‬‬
‫‪.‬‬ ‫يعطي استشارات‬

‫ومعنى ذلك ان مجلس الشورى هو الذي يقوم بتفسير األعمال اإلدارية اي تحديد ماهيتها‬
‫وتحديد المفاعيل التي يؤديها القرار اإلداري المطلوب تفسيره ومدى ارتباط هذه المفاعيل‬
‫باألحكام القانونية التي يستند اليها هذا القرار وتقدير صحة هذه األعمال ‪.‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 15‬فقرة ‪ 4‬من نظام مجلس الشورى على ما يلي ‪:‬‬

‫ال ينظر مجلس شورى الدولة في الدرجة االولى واالخيرة في طلبات التفسير أو تقدير صحة‬
‫هذه األعمال اإلدارية التي هي من صالحية المجلس‪ .‬على العدلية أن ترجئ بت الدعاوى‬

‫‪137‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 697‬تاريخ ‪ ،92/44/24‬اإلرسالية األميركية في بيروت‪ ،‬المجموعة افرادية سنة ‪ ،4691‬ص ‪ -61‬ورقم‬
‫‪ 4095‬تاريخ ‪ ،92/42/7‬المجموعة اإلدارية سنة ‪ 91‬ص ‪.61‬‬
‫‪72‬‬
‫التي تعرض عليها اذا استلزم حل هذه الدعاوى تفسير أو تقدير صحة عمل اداري يخرج‬
‫النظر به عن صالحيتها ‪.‬‬

‫يعرض الفريق االكثر عجلة المسألة على مجلس شورى الدولة فيعطى المجلس رأيا ملزما‬
‫‪138‬‬
‫"‪.‬‬ ‫للمحاكم العدلية في القضية التي اعطى الرأي من اجلها‬

‫وعليه ال يكون للقضاء العدلي أن يفسر األعمال اإلدارية‪ ،‬فإذا أراد هذا القضاء معرفة‬
‫المعنى الحقيقي لعمل اداري غامض ومبهم وفيه التباس‪ ،‬وجب أن يعلن انه ازاء مسألة‬
‫مستأخرة أو معترضة ويتوقف عن متابعة النظر بالدعوى ويدعو الفريق االكثر عجلة الى‬
‫مراجعة القضاء اإلداري لكي يعمد الى تفسير هذا العمل اإلداري الغامض ‪.‬‬

‫ومن حيث المبدأ‪ ،‬إن طلبات التفسير المباشرة لألعمال اإلدارية ال تقبل من االفراد أمام‬

‫القضاء اإلداري‪ ،‬وال يمكن التسليم لألطراف في الدعوى القيام بما هو منوط قانوناً‬
‫‪139‬‬
‫‪.‬‬ ‫بالمحكمة‬

‫وعليه يكون مجلس شورى الدولة غير صالح لتفسر قرار بلدي على أثر تقديم طلب التفسير‬
‫‪140‬‬
‫‪.‬‬ ‫من المستدعي مباشرة‬

‫ولكن يجوز في حاالت معينة تقديم مراجعة التفسير المباشر‪ ،‬بحيث تكون مراجعة استثنائية‬
‫تقدم مباشرة أمام القضاء اإلداري دون أن تكون هناك هناك دعوى عالقة أمام محكمة عدلية‪،‬‬
‫ويطلب فيها تفسير العمل اإلداري دون تقدير صحته‪ ،‬باعتبار أن تقدير صحة العمل اإلداري‬
‫يعني البث بشرعيته أو بعدم شرعيته وهذا االمر عائد لقضاء االبطال‪.141‬‬

‫فمراجعة التفسير المباشر تقبل من كل شخص له مصلحة شرط أن يكون بسبب خالف‬
‫‪142‬‬
‫‪.‬‬ ‫ناشئ وحال‪ ،‬حتى وان لم يكن فريقا أساسيا أو متدخالً في النزاع المحكمة العدلية‬

‫‪138‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مي زين القيسي‪ ،‬القانون اإلداري العام‪ -‬منشورات الحلبي‪ -‬ص ‪271‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل رقم ‪ 414‬تاريخ ‪ 95/407/29‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 1‬سنة ‪ 64/60‬ص ‪. 211‬‬
‫‪139‬‬

‫‪ -‬ش‪.‬ل رقم ‪ 9‬تاريخ ‪ 96/4/21‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 9‬سنة ‪ 61/62‬ص ‪. 79‬‬


‫‪140‬‬

‫‪ -‬الخوري ‪ ،‬القانون اإلداري العام ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ,‬ج‪ ، 2‬ص ‪ 499‬وما يليها ‪.‬‬
‫‪141‬‬

‫‪ -‬يكون للشخص الثالث مصلحة اكيدة للتدخل في مراجعة التفسير كونه شريكاً في ملكية العقار موضوع النزاع األساسي‪،‬‬
‫‪142‬‬

‫فضال عن انه اتخذ صفة االدعاء الشخصي في الدعوى الجزائية‪( .‬ش‪.‬ل رقم ‪ 440‬تاريخ ‪ 62/1/49‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 9‬سنة ‪64/60‬‬
‫ص ‪. )141‬‬
‫‪73‬‬
‫ومن جملة الشروط الواجب توافرها لقبول طلب التفسير أن يكون العمل اداري أو الحكم‬
‫المطلوب تفسيره غامضاً وملتبساً بحيث ال يمكن الوقوف على حقيقة المقصود منه‪ ،‬ويرفض‬
‫‪143‬‬
‫‪.‬‬ ‫طلب التفسير إذا كان النص واضحاً وخالياً من أي غموض أو التباس‬

‫وال يوجد في مراجعة التفسير أي شرط يتعلق بالمهلة التي يتوجب خاللها عرض األمر على‬
‫مجلس الشورى‪ ،‬ضمن مميزات هذه الدعوى بالذات هي امكانية اقامتها خارج أية مهلة ما‬
‫دام الخالف قائماً‪ ،‬ألنها وليدة المنازعات التي تنشأ عن معاني واهداف الق اررات اإلدارية ‪.‬‬

‫واذا كان من المهم خضوع االعمال االدارية التي تمارسها البلديات و المؤسسات العامة‬
‫لمجلس شورى الدولة فإن االهم من ذلك يكمن في تنفيذ احكام هذا المجلس‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تنفيذ أحكام القضاء اإلداري ‪:‬‬

‫تنفيذ األحكام بصفة عامة هي الغاية من اصدارها‪ ،‬حيث أن القصد من استصدار الحكم‬
‫اعادة الحق الى نصابه وهذا لن يتحقق على أرض الواقع سوى بتنفيذ الحكم ‪ ،‬حيث أن هذا‬
‫التنفيذ هو آلية اكتساب الحكم لقيمته العملية ‪.‬‬

‫من المعلوم قانوناً أن القضاء‪ ،‬ال سيما اإلداري منه ال يمكنه التدخل في شؤون السلطة‬

‫اإلدارية واجبارها على القيام بأعمال حتى تلك التي تدخل في اختصاصها‪ ،‬وذلك عمالً‬
‫بمبدأ فصل السلطات‪ ،‬فكل ما يمكن للقاضي أن يفعل هو الحكم بالتعويض عن الضرر‬
‫الحاصل من جراء أعمال اإلدارة‪ ،‬أو الحكم بإلغاء العمل اإلداري موضوع المراجعة ‪.‬‬

‫وبالمقابل ال يمكن للسلطة اإلدارية أن تتجاهل تنفيذ قرار قضائي مبرم اصبح صالحاً للتنفيذ‪،‬‬
‫فاإلدارة ملزمة بتنفيذ أحكام القضاء وهذا اإللتزام يرتد الى مبدأ القضية المحكمة‪ .144‬فطريق‬
‫التنفيذ الجبري ال يمكن أن يتخذ في مواجهة اإلدارة بقصد الزامها بتنفيذ الحكم الصادر‪،‬‬
‫ويظهر ذلك من خلو الصيغة التنفيذية ألحكام القضاء اإلداري من مسألة التنفيذ الجبري على‬
‫اإلدارة ‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 419‬تاريخ ‪ ، 65/42/1‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 41‬سنة ‪ 66‬ص ‪-497‬ورقم ‪ 500‬تاريخ ‪ ،65/9/40‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪42‬‬
‫سنة ‪ 69‬ص ‪ -759‬ورقم ‪ 440‬تاريخ ‪ ،62/1/49‬م‪.‬ق‪.‬إ‪ .‬عدد ‪ 61/62 9‬ص ‪.141‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل في ‪ 4692/44/46‬المحامي فؤاد هواري المجموعة االدرية سنة ‪ 4692‬ص ‪ 214‬وما يليها‬
‫‪144‬‬

‫‪74‬‬
‫وبين مبدأ عدم جواز تدخل القاضي في شؤون السلطة اإلدارية‪ ،‬ومبدأ الموجب الملقى على‬
‫عاتق اإلدارة بالتنفيذ‪ ،‬واصطدام هذا المبدأ بعدم امكانية حجز اموالها كوسيلة لضمان إحترام‬
‫األحكام الصادرة بحقها‪ ،‬تظهر معوقات عملية في مدى الزام اإلدارة على التنفيذ ‪.‬‬

‫وبناء على ذلك سنحاول القاء الضوء على ‪:‬‬

‫‪ -1‬مختلف حاالت عدم تنفيذ اإلدارة للق اررات القضائية‪.‬‬

‫‪ -8‬اآلثار المترتبة على تلكؤ اإلدارة في تنفيذ أحكام القضاء‪.‬‬

‫‪ -3‬االساليب التي تقود الى تنفيذ ق اررات القضاء ‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬مختلف حاالت عدم تنفيذ اإلدارة للق را رات القضائية‪.‬‬

‫يجب التفريق بين ثالث سالسل من الحاالت ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬عدم تنفيذ االجتهاد وعدم تنفيذ قرار القضاء ‪.‬‬

‫ال يتعلق عدم تنفيذ االجتهاد برفض اإلدارة التسليم بقرار ما صدر ضدها‪ ،‬وانما نحل ناتج‬
‫بصورة أعم‪ ،‬عن اجتهاد وارد في حكم مبدئي وعن تعاقب أحكام تضع مبدأ ‪.‬‬

‫وقد يحصل أن ترفض اإلدارة‪ ،‬مع انها تنفذ قرار القضاء الصادر في نزاع معين فتحترم هكذا‬
‫حجية الشيء المحكوم فيه‪ ،‬تطبيق حل هذا القرار في قضايا أخرى لها ذات الخاصيات وانما‬
‫لم يكتسب القرار المتعلق بها حجية الشيء المحكوم فيه ‪.‬‬

‫وال ترتكب اإلدارة‪ ،‬في نظرية البحث ‪ ،‬خطأ ألنها‪ ،‬في آن واحد ال تتنكر بحصر المعنى‬
‫ٍ‬
‫متقاض‪،‬‬ ‫بقرار قضائي‪ ،‬وألنه اذا ابتعدت عن االجتهاد‪ ،‬ال شيء يمنعها‪ ،‬كما بالنسبة الى اي‬
‫من أن تتوفى في مناسبة أخرى‪ ،‬تغيي اًر في االجتهاد‪.‬‬

‫على أن موقف اإلدارة قد يكون عن سوء نية فتمتنع‪ ،‬مع علمها بصالبة االجتهاد وثباته عن‬
‫االخذ به ألنها تخالفه وتريد اظهار استيائها أو تثبيط عزيمة اخصامها ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ويستطيع مجلس الدولة‪ ،‬في هذه الحالة ببيان الطابع الحقيقي لالجتهاد كمصدر للقانون‪ ،‬أن‬
‫يدين اإلدارة بسبب الخطأ الذي ارتبته في انتهاك قاعدة قانونية وضعها االجتهاد‪ .‬وتنضم هذه‬
‫العقوبة الى احدى العقوبات التي يمكن أن تشجب عدم تنفيذ قرار قضائي‪.‬‬

‫ونحن في هذه الفرضية الثانية‪ ،‬أمام حكم أو قرار محدد تماماً يبت بنزاع معين وفقرته‬
‫الحكمية يجب أن تنفذه اإلدارة رأساً ‪.‬‬

‫ويشكل اقناعها انتهاكاً لحجية الشيء المحكوم فيه ورفضاً للخضوع للصيغة التنفيذية التي‬
‫يتضمنها قرار القضاء ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬عدم تنفيذ اإلدارة ق اررات القضاء الصادرة ضد الغير والصادرة‬


‫ضدها هي نفسها‬

‫قد يتعلق عدم تنفيذ اإلدارة الق اررات القضائية‪ ،‬في أول األمر‪ ،‬بالق اررات الصادرة ضد‬
‫الغير‪ ،‬وبصورة ادق ضد اشخاص خاصين ( طبيعيين أو عاميين )‪ .‬وقد تلتزم اإلدارة‪ ،‬حتى‬
‫ولو لم تكن فريقاً في النزاع‪ ،‬باإلسهام في تنفيذ الق ارر الصادر‪ :‬تأمرها الصيغة التنفيذية التي‬
‫يقترن بها القرار بتقديم مساعدتها‪ " ،‬للمتقاضي ‪ .....‬الحق في االعتماد على القوة العامة‬
‫لتنفيذ السند الذي اعطى اياه"‪ ،‬وترتكب اإلدارة خطأ برفض تقديم مساعدتها‪ ،‬اال أن تسوغ‬
‫ظروف خاصة رفضها‪ ،‬مما يعطي صاحب العالقة الحق في التعويض على أساس مبدأ‬
‫المساواة أمام االعباء العامة ‪.‬‬

‫ويترجم عدم تنفيذ اإلدارة في الحالتين‪ ،‬بإدانتها بدفع مبلغاً من العملة مما يقود الى مسألة‬
‫عدم تنفيذ ق اررات قضائية صادرها ضدها‪.‬‬

‫انها مسألة أخرى تظهر أن اإلدارة معنية مباشرة‪ ،‬فقد كانت فريقا‪ ،‬في النزاع الذي ادى الى‬
‫القرار‪ ،‬وقد خسرت بشكل رئيسي إما بإبطال العمل الذي قامت به واما بإدانتها بدفع مبلغ من‬
‫العملة‪ .‬وال تثير تنفيذ قرار القضاء الصعوبات نفسها في كل من الحالتين‪ ،‬فعدم التنفيذ ال‬
‫‪145‬‬
‫‪.‬‬ ‫يعاقب بالطريقة ذاتها‬

‫‪145‬‬
‫‪ -‬جورج فوديل ‪ ،‬القانون اإلداري – الجزء الثاني ص ‪259‬‬
‫‪76‬‬
‫ثالثاً ‪:‬عدم تنفيذ ق اررات االجهزة القضائية اإلدارية والعدلية ‪.‬‬

‫عندما يجري الكالم على عدم تنفيذ اإلدارة ق اررات القضاء يتجه التفكير بشكل أساسي‬
‫الى ق اررات االجهزة القضائية اإلدارية طالما أن هذه االجهزة القضائية اإلدارية هي في اغلب‬
‫االحيان‪ ،‬صاحبة الصالحية تجاهها‪ .‬ولكنها ليست صاحبة الصالحية حص اًر‪ ،‬بإمكان‬
‫االجهزة القضائية العدلية أيضاً الحكم بإبطال بعض أعمال اإلدارة ( أو االعتراف ببطالنها )‬
‫أو ادانتها بالتعويض‪ .‬وصعوبات تنفيذ القرار ليست اقل (قد تكون اكبر) مما هي الحال‬
‫بالنسبة الى قرار اتخذته االجهزة القضائية اإلدارية ‪.‬‬
‫يقتضي اذا ايجاد حلول لجعل اإلدارة تراعي موجب تنفيذ الشيء المحكوم فيه من قبل‬
‫القاضي العدلي والقاضي االدارب على حد سواء‪.146‬‬
‫ان العقبات امام تنفيذ ق اررات القضاء الصادرة ضدها تعود الى سببين غياب اعطاء اإلدارة‬
‫االوامر وغياب طرق التنفيذ ضدها‪.‬‬

‫وفي الحالتين سواء كان السبب عدم اعطاء اإلدارة االوامر لتنفيذ الحكم او عدم توفر طرق‬
‫تنفيذ ضدها فتبقى هي المسؤولة وتترتب عليها االثار التالية ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬اآلثار المرتبة على تلكؤ اإلدارة في تنفيذ أحكام‬


‫‪147‬‬
‫‪.‬‬ ‫القضاء‬

‫يعتمد االجتهاد اإلداري مسؤولية تجاه المواطنين عندما تتقاعس عن تنفيذ األحكام‬
‫الصادرة لمصلحتهم التي اودعت دوائر التنفيذ حسب األصول‪ ،‬وبالتالي فإنه من حق‬
‫المتقاضي أن يطالبها بتعويض اذا ما تجاوزت التأخير مدة معقولة‪ ،‬واذا ما نتج له ضرر من‬
‫جراء عدم التنفيذ‪.148‬‬

‫‪146‬‬
‫‪ -‬جورج فوديل ‪ ،‬القانون اإلداري – الجزء الثاني ص ‪255‬‬
‫‪ -‬نصت المادة ‪ 401‬من قانون البلديات على انه ‪ " :‬تطبق بحق البلديات األصول المتبعة في تنفيذ األحكام الصادرة بحق‬
‫‪147‬‬

‫الدولة " ‪.‬‬


‫‪ -‬ش‪.‬ل رقم ‪ 277‬تاريخ ‪ 67/4/21‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 6‬سنة ‪ 69‬ص ‪. 251‬‬
‫‪148‬‬

‫‪ -‬ان عدم ايداع التعويض المقرر أو دفعه من قبل البلدية يثير مسألة تقاعس هذه االخيرة أو احجامها عن تنفيذ قرار‬
‫قضائي وبالتالي يثير مسؤولية اإلدارة عن ذلك وال عالقة لموقف البلدية هذا من أمر حماية الملكية الفردية ( تميز‬
‫مدني ‪ ،‬قرار اعدادي ‪ ،‬غرفة ثالثة ‪ ،‬رقم ‪ 13‬تاريخ ‪ ، 11/8/11‬باز سنة ‪ ، 11‬ص ‪ - 182‬بذات المعنى ‪ :‬تميز‬
‫مدني ‪ ،‬غرفة ثالثة ‪ ،‬رقم ‪ 18‬تاريخ ‪ 11/8/11‬حاتم ج ‪ ، 112‬ص ‪ 11‬رقم ‪ 8‬مع التعليق ) ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ولكن في نطاق مسؤولية الدولة عند عدم تنفيذها لألحكام القضائية‪ ،‬ليس كل تأخير في تنفيذ‬
‫األحكام ُيعتبر سبباً للمسؤولية سواء على أساس الخطأ أو المخاطر‪ .‬إنما يجب ان يكون‬
‫التأخير غير عادي ويتجاوز المألوف‪ ،‬فإذا كانت المدة التي تأخرت فيها اإلدارة معقولة‬
‫ويتطلبها السير العادي لألمور فإن لمجلس شورى الدولة رفض الحكم بالتعويض‪.‬‬

‫وينتج عن ذلك انه يقع على عاتق من يطالب بالتعويض عن عدم تنفيذ األحكام القضائية‬
‫إثبات خطأ اإلدارة في امتناعها عن تنفيذ هذه األحكام‪ ،‬أو تأخيرها مدة تفوق المدة المعقولة‪،‬‬
‫‪149‬‬
‫‪.‬‬ ‫أو على األقل اثبات قيام الرابطة السببية بين عدم تنفيذ األحكام والضرر الحاصل‬

‫وما يقضي به القضاء اإلداري يجب االخذ به بصورة نهائية باعتباره غير قابل إلعادة‬
‫النظر‪ ،‬وأحكامه القضائية ال تقع تحت رقابة وتقدير اإلدارة‪ ،‬وعلى السلطات اإلدارية أن تتقيد‬
‫بالحاالت القانونية كما وصفتها هذه األحكام‪ ،150‬كما على الشخص المعنوي من القانون‬
‫العام أن ينفّذ في مهلة معقولة األحكام المبرمة الصادرة عن مجلس شورى الدولة تحت طائلة‬
‫المسؤولية‪ ،‬واذا تأخر عن التنفيذ من دون سبب يمكن بناء على طلب المتضرر الحكم‬
‫‪151‬‬
‫‪.‬‬ ‫بإلزامه دفع غرامة اكراهية يقدرها المجلس وتبقى سارية لغاية تنفيذ الحكم‬

‫ولكن ما هو الحل اذا تلكأت اإلدارة في تنفيذ الحكم أو لم تكترث به‪ ،‬أو اقتنعت صراحة عن‬
‫التنفيذ وفي الوقت ذاته ليس هناك من وسيلة اكراه إللزامها بالتنفيذ ؟‬

‫يختلف الحل‪ ،‬في هذه الحالة باختالف الحكم الصادر في مواجهة اإلدارة هل هو حكم بدفع‬
‫مبلغ من المال او حكم بإلغاء قرار اداري ؟ هذا مع االشارة الى ان قوة القضية المحكمة‬
‫تختلف حسب نوع الق اررات القضائية ال سيما تلك التي تتعلق بالمرجعات لتجاوز حد السلطة‪،‬‬
‫الن لهذه القضايا ميزة خاصة عندما يقضي القرار القضائي ّبرد المراجعة أو بإبطال العمل‬
‫اإلداري‪ ،‬فالق اررات المتعلقة بالقضاء الشامل او تلك التي ترد مراجعة االبطال لها قوة القضية‬

‫‪ -‬ش‪.‬ل رقم ‪ 54‬تاريخ ‪ 99/1/21‬دعوى سعود علي سالم ورفاقه ‪ /‬الدولة ‪ .‬عن مجموعة حمورابي الممكنة قسم االجتهادات‬
‫‪149‬‬

‫‪ ،‬المفاتيح ا لثانوية ‪ :‬تنفيذ حكم قضائي ‪ ،‬تقاعس الدولة عن التنفيذ ‪ ،‬مسؤولية الدولة ‪ ،‬اثبات خطأ اإلدارة ‪.‬‬
‫‪ -‬هيئة التشريع واالستشارات في و ازرة العدل رقم ‪ 4979‬تاريخ ‪ 67/42/42‬طالب الرأي ‪ :‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية ‪،‬‬
‫‪150‬‬

‫مجموعة اآلراء االستشارية ‪ ،‬مجلد ج‪ 4‬موظف ص ‪. ) 15‬‬


‫‪ -151‬المادة ‪ 28‬من نظام مجلس الشورى‬

‫‪ -‬د‪ .‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل ‪ ,‬وقف تنفيذ القرار اإلداري في أحكام القضاء اإلداري‪ ,‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪،‬‬
‫بيروت سنة ‪1111‬‬

‫‪78‬‬
‫النسبية‪ ،‬أما الق اررات التي تقضي بإبطال األعمال اإلدارية فلها قوة القضية المطلقة ويكون‬
‫‪152‬‬
‫‪.‬‬ ‫لها مفعول تجاه الجميع‪ ،‬اي تجاه االشخاص الذين يكونون فرقاء أو ممثلين في المراجع‬

‫بالنسبة ألحكام التعويض أو بصفة عامة دفع مبالغ مالية يمكن اإللتجاء للقضاء لطلب‬
‫الحكم على اإلدارة بتعويض الضرر الناجم عن عدم التنفيذ‪ ،‬ولكن هذا العالج ال يحل‬
‫االشكال‪ ،‬اذ يمكن أن تمتنع اإلدارة عن عدم تنفيذ الحكم مجدداً‪ ،‬وبهذه الحالة على المستفيد‬
‫من قوة القضية المحكمة أن يأخذ المبادرة وان يطلب من اإلدارة أن تتخذ اإلجراءات الالزمة‬
‫للتنفيذ‪ ،‬وهذا العمل من شأنه أن يوقف مرور الزمن الرباعي من جهة‪ ،‬وان يؤدي من جهة‬
‫ثانية الى اظهار الطابع المخطئ المتناع اإلدارة عن التنفيذ والخطأ الذي يقع على عاتقها‪،‬‬
‫ولتنفيذ القرار القضائي المبرم يجب ربط النزاع مع اإلدارة والطعن بعد ذلك في قرار الرفض‬
‫‪153‬‬
‫‪.‬‬ ‫الضمني أو الصريح ضمن المهلة القانونية‬

‫أما بالنسبة ألحكام االلغاء ‪ :‬فتبدو المسألة اكثر تعقيداً وصعوبة‪ ،‬فالقاضي ال يستطيع‬
‫الحلول محل اإلدارة إلصالح الوضع المشكو منه واتخاذ القرار السليم تنفيذاً لحكم االلغاء ‪.‬‬

‫ومن المسلم به‪ ،‬ان امتناع اإلدارة عن تنفيذ ما قضى به الحكم بحسب نية‪ ،‬او كان التنفيذ‬
‫ناقصاً او غير ٍ‬
‫كاف أو ال يتفق مع مضمون الحكم فإنه يعتبر في ذاته مخالفة لمبدأ القضية‬
‫المحكمة‪ ،‬ومن ثم فإنه يعتبر سبباً لدعوى الغاء جديدة بقصد الغاء قرار اإلدارة باالمتناع عن‬
‫تنفيذ حكم القضاء‪ ،‬أو المطالبة بالتعويض عن الضرر الالحق بالمحكوم له من جراء تنفيذ‬
‫الحكم على الوجه المذكور‪ ،‬علماً بأن القاضي يمنح اإلدارة عادة‪ ،‬مهلة كافية للتنفيذ حتى اذا‬
‫انقضت المهلة اعلن مسؤوليتها والزامها بالتعويض‪ .‬ولكن حكم االلغاء الجديد او حكم‬
‫التعويض قد يتعرض لذات المشكلة عندما تمتنع اإلدارة عن تنفيذه‪ ،‬ومن ثم فإن المدعي يبدأ‬
‫بالدوران في حلقة مفرغة مثلما هي عليه الحال بالنسبة ألحكام التعويض‪.‬‬

‫‪ -‬على القاضي اثارة قوة القضية المحكمة عفوا عندما تكون مطلقة ‪ .‬أما اذا كان للحكم قوة القضية النسبية فال اثارة هذا‬
‫‪152‬‬

‫الدفع عفوا لعدم تعلقه باالنتظام العام ‪( .‬ش‪.‬ل رقم ‪ 421‬تاريخ ‪ 62/1/9‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 9‬سنة ‪ 61/62‬ص ‪ - 111‬بذات المعنى‬
‫‪ :‬ش‪.‬ل رقم ‪ 45‬تاريخ ‪ 64/1/42‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 9‬سنة ‪ 61/62‬ص ‪. 499‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل رقم ‪ 652‬تاريخ ‪ 69/5/1‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 40‬سنة ‪ 65‬ص ‪ - 590‬رقم ‪ 699‬تاريخ ‪ 69/5/6‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 40‬سنة‬
‫‪153‬‬

‫‪ 65‬ص ‪ - 595‬رقم ‪ 215‬تاريخ ‪ 65/2/7‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 42‬سنة ‪ 69‬ص ‪. 295‬‬


‫‪79‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬الوسائل الممكنة ال ل زام اإلدارة على تنفيذ أحكام‬
‫القضاء ‪.‬‬

‫ان امتناع اإلدارة عن تنفيذ حكم االلغاء يؤدي الى قيام مسؤولياتها عن الضرر الناجم عن‬
‫موقفها‪ ،‬هذا وان مخالفتها الصارخة لقوة القضية المحكمة نتيجة اصرارها على موقف صدور‬
‫حكم القضاء بإلغائه يجعلها في حالة غضب أو اعتداء مادي ولعل الوسيلة الناجحة‪ ،‬لحل‬
‫االشكال الناجم عن امتناع اإلدارة عن تنفيذ الحكم‪ ،‬في اثارة المسؤولية الشخصية لرجل‬
‫اإلدارة المتسبب بعدم التنفيذ والذي يمكن اتهامه بسوء النية في هذه الحالة‪ .‬وهذا ما حسمته‬
‫المادة ‪ ٣٩‬من نظام مجلس شورى الدولة عندما رتبت المسؤولية الشخصية للموظف الذي‬
‫يستعمل سلطته أو نفوذه مباشرة أو غير مباشرة ليعيق أو يؤخر تنفيذ القرار القضائي الصادر‬
‫عن مجلس الشورى‪ ،‬بحيث ّيغرم أمام ديوان المحاسبة بما ال يقل عن راتب ثالثة اشهر وال‬
‫يزيد عن راتب ستة أشهر‪.‬‬

‫حد‬
‫يالحظ أن موقف اإلدارة إزاء األحكام الصادرة ضدها بإلغاء ق ارراتها قد ال يتوقف عن ّ‬
‫رفض تنفيذها او االهمال في التنفيذ‪ ،‬إنما قد تسلك اإلدارة سبيالً آخر موداه اتخاذ قرار جديد‬
‫يشل اثر القضية المحكمة‪ ،‬وقد تلجأ الى ما هو اعنف وأخطر من ذلك كأن تعمل على‬
‫الحصول على تصحيح تشريعي لإلجراء الذي صدر الحكم بإلغائه‪.‬‬

‫وما ُيقال بالنسبة لألحكام الصادرة عن القضاء اإلداري‪ُ ،‬يقال ايضاً في األحكام الصادرة عن‬
‫القضاء العدلي رغم عدم جواز إلغاء الحجز على األموال العائدة للدولة وسائر االشخاص‬
‫‪154‬‬
‫‪.‬‬ ‫المعنويين ذوي الصفة العامة‬

‫ال بد من االشارة اخي اًر الى انه اذا كانت مخالفة مبدأ القضية المحكمة تحتوي على خطأ‬
‫جسيم يحقق مسؤولية اإلدارة‪ ،‬فإنه في بعض الحاالت يتعذر تنفيذ بعض األحكام القضائية‪.‬‬
‫ويرجع ذلك الى اعتبارات تتعلق بالصالح العام تفوق في أهميتها خطورة االمتناع عن تنفيذ‬
‫هذه األحكام‪ .‬ورغم ان اإلدارة لم ترتكب هذا الخطأ بعدم تنفيذها األحكام القضائية‪ ،‬اال انه‬

‫‪ - 154‬اذا كان الحكم صاد اًر لصالح المدعي ضد اإلدارة‪ ،‬فإن القانون ال يخوله التنفيذ الجبري في وجهها نظ ار ألن‬
‫أموال الدولة واالدارات والمصالح العامة غير قابلة للحجز‪ ،‬هذا باإلضافة الى ان الدولة تعتبر "مدنياً شريفاً" يقوم بتنفيذ‬
‫التزاماته بصورة طبيعية بدون تهرب أو سوء نية‪ ( .‬ادوار عيد ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪ ، 112‬رقم ‪. ) 181‬‬

‫‪80‬‬
‫يقع عليها عبء تعويض الفرد الذي وقع عليه الضرر االستثنائي نتيجة عدم قيامها بتنفيذ‬
‫الحكم القضائي الصادر لصالحه ‪.‬‬

‫لقد تأكد هذا المنحى في جملة أحكام أصدرها مجلس شورى الدولة الفرنسي في عدة قضايا‬
‫شهيرة‪ ،‬سلك مجلس شورى الدولة اللبناني مسلكة فيها‪ ،‬عندما أعلن ان مخالفة القضية‬
‫المحكمة وعدم تنفيذ اإلدارة لألحكام القضائية‪ ،‬يحتوي على خطأ جسيم من مقتضاه تحقيق‬
‫المسؤولية‪ ،‬وأجاز في حاالت محددة والعتبارات تتعلق بالنظام واألمن عدم تنفيذ األحكام مع‬
‫ضرورة التعويض على أساس المخاطر‪.‬‬

‫فالقضاء بعد ان كان يستند الى نظرية الخطأ مع اشتراط كون خطأ اإلدارة هذا جسيماً‪،‬‬
‫اصبح يميل الى نظرية المخاطر وبصورة خاصة الى مبدأ المساواة في تحمل االعباء العامة‬
‫وابرز تطبيق لهذا الجتهاد هو التعويض الذي يقرره القضاء في حال امتناع اإلدارة عن‬
‫تأمين تنفيذ األحكام القضائية ألسباب تتعلق باألمن والنظام العامين‪.155‬‬

‫‪155‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬في ‪ 45‬تموز ‪ ،4691‬المجموعة اإلدراية سنة ‪ ،4691‬ص ‪ ( .440‬لمزيد من المعلومات حول نظرية المخاطر‬
‫ومبدأ المساواة امام أعباء العامة يراجع‪ :‬الخوري القانون اإلداري العام ‪ ، ،‬ص ‪ 126‬وما يليها)‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬رقابة القضاء العدلي على البلديات‬

‫ُيقصد بالرقابة القضائية‪ ،‬تلك التي تمارسها المحاكم على أعمال البلديات بهدف حماية‬
‫الحقوق والحريات من التعسف‪ .‬فسلطة المحاكم تشكل قوة احتياطية يلجأ اليها إلحباط ما‬
‫تقوم به اإلدارة من أعمال ونشاطات تؤدي الى إغتصاب للسلطة‪ ،‬أو سوء تطبيق لها أو‬
‫للعدالة أو عندما يلحق بالمواطن ضرر ما‪.‬‬

‫فالرقابة اإلدارية بمختلف وجوهها ال تكفي دوماً لوحدها‪ ،‬لتحقيق اإلشراف على البلديات‬
‫وتصحيح إنحرافاتها‪ ،‬لهذا كان من الالزم ان توجد رقابة خارجية الحقة للنشاط اإلداري يقوم‬
‫بها القضاء‪ ،‬بحيث تعتبر أفضل وأهم وأقوى صور الرقابة من حيث المحافظة على مبدأ‬
‫الشرعية‪.‬‬

‫وهذا ما سنتطرق اليه في المطالب الثالثة‪:‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬ممي زات وأهمية الرقابة القضائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نطاق الرقابة القضائية‪.‬‬

‫االختصاص الوظيفي للقضاء العدلي في رقابته‬ ‫المطلب الثالث ‪:‬‬


‫على البلديات ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مميزات واهمية الرقابة القضائية‪.‬‬

‫تتمتع اإلدارة أمام القضاء بعدة إمتيازات مختلفة تجعلها في وضع أفضل من الفرد‬
‫العادي وترجع هذه اإلمتيازات الى مبدأ استقالل اإلدارة في مواجهة القاضي‪ ،‬ولكن هذا‬
‫االستقالل ليس مطلقاً وال يعني حصان اإلدارة ذلك انه في نظام الدولة القانونية تكون القاعدة‬
‫االولى فيها هي خضوع اإلدارة للقانون وللقاضي‪ .‬وتتعلق هذه المزايا باألحكام التي يمكن أن‬
‫تصدر في مواجهة اإلدارة وكيفية تنفيذها‪.156‬‬

‫سنتناول في هذه الفقرة الى أهمية الرقابة القضائية وابى اوجه التباين والتشابه بين الرقابة‬
‫القضائية والرقابة اإلدارية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أهمية الرقابة القضائية‬

‫تشكل الرقابة القضائية الضمان الفعال لجميع األشخاص الطبيعيين أو معنويين‪ ،‬إذ يلجؤون‬
‫‪157‬‬
‫‪.‬‬ ‫الى القضاء عندما تتعرض حقوقهم للخطر أو إلثبات أمر أنكر وجوده أو للدفاع عنه‬
‫خاصة عندما تكون الجهة المعتدية ادارة تجاوزت حدود وظيفتها‪ ،‬وتعسفت بإستخدام سلطتها‬
‫فخرجت على نطاق مبدأ الشرعية في ق ارراتها أو أفعالها سواء بصورة قصدية أم غير‬
‫قصدية‪ ،‬بحيث تكون قد اعتدت على حقوق األفراد أو حرياتهم أو أموالهم وألحقت بها أض ار اًر‬
‫مختلفة ‪.‬‬

‫وتبدو أهمية الرقابة القضائية عندما تقوم البلدية‪ ،‬أبان ممارسة أعمالها اإلدارية‪ ،‬بتنفيذ‬
‫القوانين بحيث تصدر ق اررات ينقصها حياد القواعد العامة التي تسمو على اإلعتبارات‬
‫الفردية‪ .‬أو عند إحتكاكها بالجمهور بحيث تتأثر أحيانا في عملها باإلعتبارات الشخصية‬
‫المختلفة فتنحرف عن دائرة الصالح العام‪ ،‬أو عندما تمارس اإلمتيازات التي منحها إياها‬

‫‪156‬‬
‫‪ -‬لإلدارة عدة إمتيازات امام القضاء ومنها اإلمتياز الذي يتعلق برفع الدعاوى‪ :‬فهي غير ملزمة – كقاعدة عامة‪ -‬برفع‬
‫دعاوى على األفراد إلقتضاء حقوقها ‪ ،‬إنما لها ما يسمى بإمتياز القرار السابق‪ ،‬إذ تقرر بذاتها ما تدّعيه من حق ‪ ،‬ثم تلجأ إلى‬
‫التنفيذ المباشر لقرارها‪ ،‬وعلى من يعترض على تصرف اإلدارة ان يلجأ إلى القضاء‪ ،‬وتكون اإلدارة عندئذ في دور المدعي‬
‫عليه‪ ،‬وهذا الوضع يعفيها من عبء ال شك أنه تقبل‪ (.‬ليله‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬ص ‪ ،919‬الحاشية)‪.‬‬
‫‪ - 157‬تكون الدعوى مباحة لكل من له مصلحة قانونية قائمة أو لمن يهدف منها الى تثبيت حق أنكر وجوده أو االحتياط لدفع‬
‫ضرر محدق أو مستقبل أو االستيثاق من حق يخشى زوال دليله عند النزاع فيه وذلك باستثناء الحاالت التي يحصر فيها القانون‬
‫بأشخاص يحدد صفتهم حق تقديم طلب أو رخصة أو الدفاع عن مصلحة معينة ( المادة ‪ 1‬من قانون اصول المحاكمات المدنية ) ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫القانون يهدد بممارستها حقوق األفراد وحرياتهم‪ ،‬وربما تلجأ اإلدارة الى ممارسة امتيازاتها‬
‫لمحاباة البعض أو لمحاربتهم وفي الحالتين إضرار بالمصلحة العامة ‪.‬‬

‫والقضاء ليس فقط سالحاً لحماية األفراد من مزاجية وتعسف اإلدارة‪ ،‬ولكنه بالتأكيد أيضا‬
‫وداخل اإلدارة ذاتها‪ ،‬حامي الطرف الضعيف في مواجهة الطرف القوي كما هو الحال بين‬
‫البلدية والدولة‪ ،‬أو أقله هو في مطلق األحوال الحكم في النزاعات بين أشخاص القانون العام‬
‫‪158‬‬
‫‪.‬‬ ‫كافة‬

‫وتعتبر الرقابة القضائية أهم صور الرقابة في الدولة‪ ،‬ذلك أن القضاء هو الجهة المؤهلة‬
‫لحماية مبدأ الشرعية والحفاظ عليه‪ ،‬إذا ما توافرت الضمانات الضرورية التي تكفل له‬
‫اإلستقالل في أداء وظيفته بحيث يتمكن من القيام بعمله الرقابي على أكمل وجه ‪.‬‬

‫كما تعتبر الرقابة ال قضائية أهم أنواع الرقابة‪ ،‬ألن القضاء الذي يمارسها يتميز عن اإلدارة‬
‫بتوافر الخبرة القانونية والحيدة واالستقالل في أداء وظيفته المتعلقة بالمنازعات بين أي‬
‫شخص عام أو خاص ‪ -‬طبيعي أو معنوي ‪ -‬وبين البلدية وبين أي من هؤالء األشخاص‬
‫‪159‬‬
‫‪.‬‬ ‫ومنهم الدولة‬

‫وهكذا فإن حقوق األفراد وحرياتهم ال تكفل بصورة جدية إال في ظل الرقابة القضائية‪ ،‬إذ هي‬
‫الرقابة الفعالة على أعمال اإلدارة‪ .‬كما ان هذه الرقابة تؤدي‪ ،‬باعتبارها في يد جهة بعيدة عن‬
‫اإلدارة الى حرص هذه االخيرة على القيام بأعمالها في حدود مبدأ الشرعية حتى ال تتعرض‬
‫للطعن فيها باإللغاء أو طلب التعويض عنها‪ ،‬وحتى ال يكشف القضاء إنحرافها ويظهرها في‬
‫‪160‬‬
‫‪.‬‬ ‫وضع غير سليم يتنافى مع أهداف وظيفتها‬

‫فدولة القانون الحقيقية هي تلك التي توجد فيها رقابة قضائية على أعمالها اإلدارية يسلم‬
‫بنتيجتها الصحيح من هذه األعمال ويرذل غير الصحيح‪ ،161‬ففي الدولة الديمقراطية الحديثة‬
‫ال يجوز ألي سلطة أن تتصرف أو أن تعمل اال في ظل القانون ووفقاً ألحكامه من هنا فقط‬
‫تستمد شرعيتها وقوتها‪ ،‬وعلى هذا األساس بني مبدأ الشرعية‪.‬‬
‫‪158‬‬
‫‪ -‬الخوري‪ ،‬القانون اإلداري العام‪ ،‬ج‪ ، 4‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪.11‬‬
‫‪159‬‬
‫‪ -‬نصت المادة األولى من قانون اصول المحاكمات المدنية على أن‪ " :‬القضاء سلطة مستقلة تجاه السلطات األخرى في‬
‫تحقيق الدعاوى والحكم فيها‪ ،‬ال يح ّد من إستقاللها أي قيد ال ينص عليه الدستور‪.‬‬
‫‪160‬‬
‫‪-‬د‪ .‬محمد كامل ليله‪ ،‬الرقابة على اعمال االدارة ‪ ,‬الرقابة القضائية ‪ ,‬دراسة مقارنة ‪,‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر ‪,‬‬
‫الكتاب الثاني ‪ ،‬سنة ‪ , 4699\4695‬ص ‪.459‬‬
‫‪161‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬امين عاطف صليبا‪ ،‬دور القضاء الدستوري في إرساء دولة القانون ‪,‬المؤسسة الحديثة للكتاب ‪,‬سنة ‪, 2002‬ص ‪.17‬‬
‫‪84‬‬
‫وهذا يعني حتماً فرض قيود على اإلدارة وضبط تحركها ضمن قواعد وأصول تتنافى مع‬
‫رغبتها في عدم رؤية أي حاجز يعترض سير عملها أياً تكن النواقص والعيوب التي تشوبها‪،‬‬
‫بإعتبار ان إدارة الشأن العام‪ ،‬بحسب المفهوم الكالسيكي للسلطة العامة ال يمكن حصرها‬
‫وتقنينها في دائرة أو حدود معينة‪ ،‬من هنا قيل ‪" :‬يستحيل على اإلدارة أن تقوم بما أوكل‬
‫اليها اذا كان يتوجب عليها اإللتزام بأحكام القوانين ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬أوجه التباين والتشابه بين الرق ابة القضائية‬


‫والرقابة اإلدارية‬

‫يختلف المفهوم القانوني للرقابة القضائية عن مفهوم الرقابة اإلدارية‪ ،‬ويتضح ذلك مما يأتي‪:‬‬

‫ٍ‬
‫قاض أو جهاز قضائي بينما يمارس الرقابة اإلدارية جهاز‬ ‫‪ -1‬يمارس الرقابة القضائية‬
‫‪162‬‬
‫‪.‬‬ ‫اداري أو سلطة ادارية‪ ،‬وهاتان السلطتان مستقلتان عن بعضهما البعض‬

‫يحرك الرقابة القضائية مراجعة قضائية عمالً بمبدأ أساسي يقول أنه يستميل على‬
‫‪ّ -8‬‬
‫المحكمة أن تتحرك تلقائياً‪ ،‬بينما يمكن إذ للسلطة اإلدارية أن تتحرك تلقائياً‪ ،‬الى جانب‬
‫‪163‬‬
‫‪.‬‬ ‫إمكانية تحركها نتيجة لمراجعة ادارية‬

‫‪ -3‬تتم الرقابة القضائية باتباع اجراءات ومواعيد محددة‪ ،‬ذلك بعكس الرقابة اإلدارية اذ ال‬
‫‪164‬‬
‫‪.‬‬ ‫تحتاج الى إجراءات أو مواعيد بخصوص التظلمات التي ترفع اليها‬

‫يلزم القاضي بفصل الدعوى المعروضة عليه فال يمكن إهمالها او إلتزام الصمت‬ ‫‪-4‬‬
‫‪165‬‬
‫‪ ،‬بينما يمكن لسلطة الرقابة اإلدارية أن توافق‬ ‫حيالها واال اعتبر مستكنفا عن احقاق الحق‬
‫أو تمتنع عن الموافقة على الق اررات البلدية‪ ،‬كما يمكنها االمتناع عن نظر الملف المكمل‬
‫‪166‬‬
‫‪.‬‬ ‫إليها وهو ما تعتبر في الغالب موافقة ضمنية‬

‫‪162‬‬
‫‪ -‬الفقرة هاء من مقدمة الدستور اللبناني ‪.‬‬
‫‪163‬‬
‫‪ -‬هناك حالة استثنائية وحيدة يمكن فيها للمحكمة أن تتحرك تلقائيا دون أي ادعاء وهذه الحالة تتعلق باالفالس وقد نصت عليها‬
‫المادة ‪ 614‬من قانون التجارة البرية الصادرة بالمرسوم االشتراعي رقم ‪ 426‬تاريخ ‪ 9160/90/06‬حيث تقول ‪ " :‬وللمحكمة أن‬
‫تأمر باتخاذ التدابير االحتياطية الالزمة لصيانة حقوق الدائنين بناء على طلب النيابة العامة أو عفوا من تلقاء نفسها وللمحكمة عند‬
‫االقتضاء أن تعلن االفالس من تلقاء نفسها أيضا ً ‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫‪ -‬لكي ينتج التظلم اإلداري أثره في قطع مهلة مرور الزمن على الطعن القضائي‪ ،‬يجب أن يتم تقديمه خالل المدة المحدودة‬
‫لتقديم هذا الطعن‪ ،‬وهي شهران بحسب المادة ‪ 41‬من نظام مجلس شورى الدولة ‪.‬‬
‫‪165‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 6‬من قانون اصول المحاكمات المدنية ‪.‬‬
‫‪ - 166‬المادة ‪ 44‬من قانون البلديات‬
‫‪85‬‬
‫‪ -5‬ليس للقضاء أن يحل محل اإلدارة التي أجرى رقابته على أعمالها وأن يتخذ عنها ق اررات‬
‫يفرض عليه القانون اتخاذها‪ ،‬بينما يمكن لسلطة الرقابة اإلدارية أن تحل محل البلدية إذا‬
‫‪167‬‬
‫‪.‬‬ ‫تمنعت عن القيام بعمل من األعمال التي توجبها القوانين واألنظمة‬

‫‪ -1‬إن الرقابة القضائية ليست محددة سلفاً في القانون أو محصورة بموضوع أو مبالغ‬
‫معينة‪ ،‬أما الرقابة اإلدارية فال يمكن ممارستها ما لم ينص القانون عليها مسبقاً ويرسم‬
‫حدودها واألصول الواجب إتباعها ومن هنا يمكن القول بأنه ال رقابة دون نص وال رقابة أبعد‬
‫من النص‪.‬‬

‫‪ -8‬تنتهي الرقابة القضائية بحكم يتمتع بقوة القضية المحكمة ويكون لهذا الحكم حجية‬
‫مطلقة اتجاه الكافة‪ ،‬أما الق اررات اإلدارية الصادرة نتيجة الرقابة فال يكون لها تلك القوة ويبقى‬
‫لصاحب المصلحة أن يراجع القضاء ويطالب بإبطال العمل اإلداري ‪.‬‬

‫‪ -7‬يرفع القاضي يده عن الدعوى بمجرد اصدار حكمه النهائي في الموضوع‪ ،‬بحيث ال‬
‫يمكن مراجعته ألي سبب كان‪ ،168‬أما في الرقابة اإلدارية فإنه بإمكان البلدية أن تتوجه الى‬
‫سلطة الرقابة طالبة الرجوع عن قرارها بعد الموافقة ‪.‬‬

‫‪ -5‬يلزم حكم القضاء البلدية المحكوم عليها بالتنفيذ وفق األصول القانونية‪ ،‬أما قرار سلطة‬
‫الرقابة اإلدارية فهو غير ملزم للبلدية لتنفيذه‪ ،‬إذ بإمكانها إيقاف تنفيذ قرارها الذي خضع‬
‫للتصديق‪ ،‬أو تعديله‪ ،‬أو استبداله بقرار‪ ،‬آخر شرط اخضاع التعديل أو االستبدال للرقابة فيما‬
‫لو كان خاضعاً لها اصالً ‪.‬‬

‫واذا كانت الغاية من الرقابة القضائية هي التأكد من إنطباق العمل اإلداري أو عدم إنطباقه‬
‫على مصادره الشرعية‪ ،‬أي مراقبة قانونية األعمال اإلدارية دون التطرق الى عنصر‬
‫المالءمة‪ .‬فدور القاضي يقتصر على الفعل في الدعوى وفقاً للحقيقة‪ ،‬وأحكامه تنحصر‬
‫بالنظر بشرعية الق اررات التي تتخذها البلدية فيثبتها أو يبطلها‪ ،‬وهنا تلتقي الرقابة القضائية‬
‫مع الرقابة اإلدارية التي ال يمكن أن تتناول رقابة عنصر المالئمة‪ ،‬كما أن دورها ينحصر‬

‫‪ -‬شورى دولة ‪ ،‬رقم ‪ 401‬تاريخ ‪ ( 0220/0/90‬الرئيس قباني والمستشاران نصر وبو زين ) دعوى عيسى ‪ /‬بلدية طرابلس ‪-‬‬
‫م‪.‬ق‪.‬إ ‪ 0229‬عدد ‪ 91‬مجلد ‪ 9‬ص ‪. 644‬‬
‫‪167‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 949‬من قانون البلديات ‪ ،‬شورى الدولة ‪ ،‬رقم ‪ 904‬تاريخ ‪ ( 9111/9/04‬الرئيس سعد هللا الخوري والمستشاران‬
‫فياض وااليوبي ) دعوى بلدية بيروت ‪ /‬الدولة ‪ -‬م‪.‬ق‪.‬إ ‪ 9119/9112‬عدد ‪ 9‬من ‪. 021‬‬
‫‪168‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 771‬من قانون أصول المحاكمات المدنية‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫بالتصديق على الق اررات البلدية ‪ .‬وهكذا يتضح أن طريقتين المراجعة اإلدارية والقضائية‬
‫تختلفان أساساً وفي العمق‪ .‬إال أنهما تكمالّن بعضهما البعض ويمكن القول بأن الرقابتين‬
‫وجدتا لتصويب أعمال البلديات وتفعيل دورها‪ ،‬علماً بأن الرقابة اإلدارية تعتبر األساس‬
‫لتطوير العمل البلدي واجتناب وصول المنازعات الناتجة عن أعمال البلدية الى أيدي‬
‫القضاء ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نطاق الرقابة القضائية‬

‫لقد واكب مفهوم الدولة عبر العصور ضرورة مسايرة تنظيم العالقات اإلنسانية وضبطها‬
‫بقواعد تحتاج الى معايير يحكمها مبدأ المشروعية الذي يترتب التسليم به‪ ،‬خضوع أعمال‬
‫وتصرفات اإلدارة لرقابة القضاء ‪.‬‬

‫وعليه فموضوع الرقابة القضائية على مشروعية الق اررات اإلدارية اكتسب أهمية بالغة في‬
‫التشريع اللبناني‪ ،‬فسن المشرع اللبناني قواعد قانونية مختلفة وهذا لتمكين المواطن من اللجوء‬
‫الى القضاء والذي هو من أولويات الحريات العامة‪ ،‬فال يكفي أن تتحقق سيادة القانون عن‬
‫تنظيم السلطات وتحديد العالقات في ما بينها‪ ،‬وانما يتوجب أن تتوافر الضمانات الالزمة‬
‫إلحترام اإلختصاصات المنوطة بها وحتى يمكن توقيع الجزاء الالزم في حالة مخالفة اإلدارة‬
‫للقانون ‪.‬‬

‫هذا ما سنعالجه من خالل القاء الضوء‪:‬‬

‫‪ -‬على الرقابة على المشروعية ‪.‬‬

‫‪ -‬الرقابة على عنصر المالءمة‪.‬‬

‫‪ -‬دور القاضي في عملية اإلثبات وتكوين قناعته‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬الرقابة على المشروعية ‪.‬‬

‫أعم وأشمل وهو مبدأ‬


‫تفرغ عن مبدأ ّ‬
‫يحكم الدولة مبدأ ذو اهمية خاصة وهو مبدأ المشروعية ّ‬
‫سيادة القانون ‪ .‬فمبدأ المشروعية ُيعتبر بمثابة األساس القانوني الذي تقوم عليه الدولة وبقية‬

‫‪87‬‬
‫السلطات من سلطة قضائية أو تشريعية‪ ،‬فهو بهذا ُيمثل القاعدة التي يرتكز عليها عمل هذه‬
‫السلطات بإحترام القانون فهو مهم ليس فقط لحرية األفراد وحفظ حقوقهم‪ ،‬وانما لمشروعية‬
‫السلطة نفسها ‪.‬‬

‫فالدولة نجدها تلتزم بالقانون وتخضع له‪ ،‬حيث أن أعمال هيئاتها العامة وق ارراتها النهائية ال‬
‫تكون صحيحة وال نافذة اال اذا اصدرت بناءاً على القانون وطبقاً له‪ ،‬بل واحياناً أخرى‬
‫بالتطبيق الصحيح بحيث إذا صدرت على غير ذلك تكون غير مشروعة ويكون حق طلب‬
‫إلغائها ووقف تنفيذها فضالً عن حق طلب تعويض االضرار التي تسببها‪.169‬‬

‫فالمشرع يحرص دائماً على فرض القيود والحدود على سلطات اإلدارة لكي يحقق‬
‫ّ‬ ‫ولهذا‬
‫التوازن بين إمتيازات اإلدارة وسلطاتها وبين حقوق وحريات األفراد‪ ،‬لذا وجب وجود نظام‬
‫قانوني رقابي على أعمال اإلدارة يضمن تحقيق مبدأ المشروعية ويعمل على تمكين‬
‫المؤسسات من إحترام مبدأ وسيادة القانون ‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫‪ ،‬بمعنى أن القاضي حيث ُيطلب منه التدخل لحسم‬ ‫فالرقابة القضائية هي رقابة مشروعية‬
‫بناء على الدعوى التي ترفع اليه‪ ،‬فإنه يعمل على تطبيق‬
‫النزاع الناشب بين األفراد‪ ،‬واإلدارة ً‬
‫أحكام القانون بمعناه العام على النزاع المطروح أمامه ‪.‬‬

‫لذلك فإنه يبحث التصرف اإلداري مسار النزاع من حيث مطابقته أو عدم مطابقته لمبدأ‬
‫المشروعية‪ ،‬فالرقابة القضائية محصورة في دائرة مبدأ الشرعية وتهدف الى المحافظة على‬
‫سالمة ذلك المبدأ في العمل لحماية حقوق االفراد وحرياتهم ‪.‬‬

‫وال يستطيع القضاء أن يحل محل السلطة اإلدارية الصالحة في مباشرة اختصاصاتها‬
‫ليستنتج من هذه األوضاع النتائج القانونية التي تترتب عليها‪ ،‬ويتخذ ما تقتضيه من مقررات‪،‬‬
‫وال أن يتدخل لتحديد االتجاهات العامة ورسم السياسة التي تسير اإلدارة عليها‪ ،‬وتوجيه‬
‫األوامر اليها إلجراء عمل أو االمتناع عن إجراء عمل أو اتخاذ قرار‪ ،‬ذلك عمالً بقاعدة‬
‫‪171‬‬
‫‪.‬‬ ‫الفصل بين الوظيفة القضائية والوظيفة اإلدارية‬

‫‪169‬‬
‫‪ -‬الجرف طعيمة‪ ،‬مبدأ المشروعية وضوابط خضوع اإلدارة العامة للقانون ‪ 1‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‘ ‪ ،469‬ص ‪.1‬‬
‫‪170‬‬
‫‪ -‬ان رقابة المشروعية تعني أن الرقابة تنصب على مدى شرعية القرار أو العمل اإلداري المتخذ وتناغمه مع القوانين‬
‫واالنظمة النافذة التي تعلوه مرتبة في سلم مصادر الشرعية ‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد كامل ليلة – االرقابة على اعمال االدارة ‪,‬لكتاب الثاني – مرجع سابق ‪,‬ص ‪. 161‬‬
‫‪88‬‬
‫وال يجوز للقضاء‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬أن يحكم على اإلدارة بغرامة تهديدية ليكرهها على تنفيذ‬
‫األمر أو النهي الموجه اليها‪ ،‬إذ يجب أن تظل لإلدارة حريتها الكاملة في إتخاذ ما تراه من‬
‫ق اررات بمقتضى وظيفتها اإلدارية وتكون تلك الق اررات خاضعة فقط لرقابة المحكمة قضائيا‬
‫اذا وضعت مخالفة للقانون ‪.‬‬

‫وال يمكن للقضاء أيضا حجز أموال البلدية كما هي الحال مثالً بالنسبة لألشخاص الطبيعيين‬
‫ألن اموال البلدية هي اموال عامة‪ .172‬وذلك ضماناً إلستم اررية سير المرافق العامة التي‬
‫تنتظمها البلديات بانتظام واطراد‪ ،‬فأي خلل يعرض مصالح االفراد للضرر ويلحق لهم األذى‪،‬‬
‫كما ُي ّعرض في الوقت ذاته النظام العام لإلضراب فاإلستمرار هو اذا في الحقيقة روح أو‬
‫جوهر المرفق العام ولو لم يوجد نص بشأنه‪ ،‬وهذا ما استقر عليه االجتهاد منذ سنوات‬
‫‪173‬‬
‫‪.‬‬ ‫طوال‬

‫وهكذا فإن حدود صالحيات القاضي تقتصر على إعالن األوضاع القانونية التي تشكل فقط‬
‫يبت بها‪ ،‬فينظر في شرعية الق اررات أو األعمال فيثبتها أو يبطلها‪،‬‬
‫موضوع الدعوى التي ّ‬
‫بمعنى أنه يقضي بمشروعية العمل أو ببطالنه والغائه بسبب عدم مشروعيته ‪ ،‬كذلك يقضي‬
‫بالتعويض عن االضرار التي تنشأ عنه‪ ،‬وهذا الوضع يكون بالنسبة ألعمال اإلدارة القانونية‪.‬‬
‫معين‪ ،‬ويحيل‬
‫اال انه يعود لمجلس شورى الدولة أن ُيبطل القرار الظني برفض القيام بعمل ّ‬
‫‪174‬‬
‫‪.‬‬ ‫المستدعي على اإلدارة لكي ترجع عن موقفها السلبي وتبت بطلبه‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الرقابة على عنصر المال ئمة‬

‫ال تمتد هذه الرقابة التي يمارسها القضاء الى نطاق السلطة التقديرية طالما استهدفت‬
‫اإلدارة عند ممارستها تحقيق المصلحة العامة‪ .‬فليس من حق القضاء التدخل لبحث التصرف‬
‫اإلداري من حيث المالئمة‪ ،‬ألن مالئمة التصرف أو عدم مالئمته مسألة متروكة لتقدير‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد كامل ليلة ‪ ،‬الرقابة على اعمال االدارة ‪ ,‬الكتاب الثاني مرجع سابق ‪ -‬ص ‪ - 919‬المادة الثانية من قانون‬
‫‪172‬‬

‫المحاسبة العمومية الصادر بالمرسوم رقم ‪ 41696‬تاريخ ‪. 4691/42/10‬‬


‫‪ -‬لمزيد من المعلومات حول المبادىء األساسية الناظمة لسير المرافق العامة يراجع ‪ :‬المغريب ‪ -‬المدخل الى القانون اإلداري‬
‫‪173‬‬

‫الخاص ‪ -‬ج‪ - 4‬ص ‪ 71‬وما يليها ‪.‬‬


‫‪ -174‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 81‬تاريخ ‪ - 22/8/1‬م‪.‬ق‪ .‬إ عدد ‪ 1‬سنة ‪ 21/21‬ص ‪ - 12‬رقم ‪ 22‬تاريخ ‪- 28/11/18‬‬
‫م‪.‬ق‪ .‬إ عدد ‪ 2‬سنة ‪ 23‬ص ‪ - 28‬رقم ‪ 811‬تاريخ ‪ 21/8/12‬م‪.‬ق‪ .‬إ عدد ‪ 2‬سنة ‪ 23‬ص ‪. 811‬‬
‫‪89‬‬
‫اإلدارة ولها مطلق الحرية في هذا المجال‪ ،‬بشرط أن تحافظ على الغاية العامة من كل صور‬
‫‪175‬‬
‫‪.‬‬ ‫النشاط اإلداري التي تنحصر في العمل على تحقيق النفع العام‬

‫واذا كان مبدئياً ال يحق لمجلس شورى الدولة تقدير مالئمة التدابير المطعون فيها عن‬
‫طريق النقض أو عن طريق االبطال لتجاوز االبطال لتجاوز حد السلطة‪ ،‬غير انه على‬
‫القاضي‪ ،‬في معرض مراقبته شرعية التدابير اإلدارية المشكو منها‪ ،‬أن يتحقق من مادية أو‬
‫صحة الوقائع التي بررت هذه التدابير‪ ،‬ومن ثم في حال ثبوت هذه الوقائع إعطائها الوصف‬
‫القانوني لمعرفة ما اذا كانت تبرر تطبيق العقوبات المنصوص عليها في القانون‪.176‬‬

‫لكن القضاء اإلداري الفرنسي أجاز لنفسه مراقبة تقدير اإلدارة واستنسابها للقرار الصادر عنها‬
‫‪177‬‬
‫‪.‬‬ ‫في مجال أعمال الشرطة البلدية المحلية خاصة فيما يتعلق بالحريات العامة‬

‫وقد سار مجلس شورى الدولة في لبنان على خطى زميله الفرنسي في هذا المجال‪ ،‬فهو‬
‫يقرر من حيث المبدأ أن رقابته يجب أن تقتصر على الوقائع المادية والوصف القانوني‬
‫‪178‬‬
‫‪.‬‬ ‫المعطى لها دون عنصر المالئمة‬

‫لكن استثناء من هذا المبدأ‪ ،‬نراه يتطرق احيانا الى عنصر المالئمة عندما تقضي الضرورة‬
‫بذلك‪ ،‬ال سيما اذا كانت سلطة اإلدارة مقيدة ففي حال الحريات العامة‪ ،‬التي كفلها الدستور‪،‬‬
‫نراه يقرر بأن رقابته ال تقتصر على صحة الوقائع والوصف المعطى لها‪ ،‬بل انها تشمل‬
‫ايضاً تقدير العمل اإلداري بالنسبة الى خطورة الوقائع وفي ضوء ظروف الزمان‪ .‬والمكان‬
‫بخالف الحريات األخرى التي ليس لها االهمية ذاتها والتي تقتصر الرقابة بصددها على‬
‫صحة الوقائع فقط ‪.179‬‬

‫‪175‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد كامل ليله ‪ ,‬الرقابة على اعمال االدارة الرقابة االدارية ‪ ,‬دراسة مقارنة ‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪. 499‬‬
‫‪ - 176‬ان التحقق من مادية وصحة الوقائع التي بررت اتخاذ التدبير المشكو منه يطبق في جميع االحوال حتى اذا‬
‫كانت اإلدارة معفاة من تقليل ق ارراتها وفي معرض ممارسة الحكومة سلطتها االستنسابية ألنه اذا كانت اإلدارة حرة ان‬
‫تتخذ التدبير الذي تراه مناسبا لمواجهة ظروف معينة اال انه يجب عند ممارسة تلك السلطة أن يرتكز قرارها على‬
‫وقائع صحيحة وثابتة ( ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 81‬تاريخ ‪ 21/8/11‬م‪.‬ق‪ .‬إ عدد ‪ 11‬سنة ‪ 22‬ص ‪. 813‬‬

‫‪ -‬ش‪.‬ف‪ 4611/7/46 .‬ينجمان ‪ ،‬المجموعة الفرنسية سنة ‪ - 4611‬ص ‪ 714‬الخوري ‪ -‬القانون اإلداري العام ‪ -‬ج‪- 2‬‬
‫‪177‬‬

‫ص ‪ 491‬وما يليها ‪.‬‬


‫‪ -‬ال يجوز للقاضي فرض وجهة نظر فنية على اإلدارة في موضوع التخطيط ( ش‪.‬ل‪ .‬تاريخ ‪ - 4692/44/14‬نجيم ‪-‬‬
‫‪178‬‬

‫المجموعة اإلدارية سنة ‪ - 4691‬ص ‪.) 41‬‬


‫‪ -‬الخوري ‪ -‬القانون اإلداري العام ‪ -‬ج‪ - 2‬ص ‪. 499‬‬
‫‪179‬‬

‫‪90‬‬
‫أما اذا كان تصرف البلدية فعالً مادياً اخطأت في القيام به وترتّب على هذا الخطأ ضرر‬
‫ألحد االفراد‪ ،‬فإن رقابة القضاء هذا تتمثل في الحكم على البلدية بتعويض الضرر الذي نشأ‬
‫‪180‬‬
‫‪.‬‬ ‫عن فعلها‪ ،‬إذا ال يتصور في هذه الحالة الحكم بإلغاء الفعل المادي‬

‫وهكذا فممارسة الوظيفة اإلدارية ال تكون اال لإلدارة‪ ،‬وليس للقضاء اال مراقبة تصرفاتها‬
‫وهي تمارس شؤون وظيفتها‪ ،‬وهذه الرقابة مقصورة على الناحية القانونية للتصرفات اإلدارية‬
‫بحيث ال يصح أن تتجاوز هذا النطاق‪ ،‬ذلك إن مهمة القضاء هنا هي الفصل في المنازعات‬
‫اإلدارية‪ ،‬واجراء حكم القانون عليها دون أن يكون له شأن بالوظيفة اإلدارية‪.181‬‬

‫من هنا‪ ،‬ال يجوز أن تؤدي هذه القيود المذكورة في الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة الى‬
‫التقليل من اهمية الدور الذي يؤديه القضاء في سبيل تحقيق العدالة‪ ،‬فتصدي المواطن الفرد‬
‫لشخص القانون العام وحصوله بقوة القانون على حقوقه منه‪ ،‬يعتبران عامل إطمئنان كبير‬
‫في المجتمع الذي يتوق ألن يرقى الى افضل درجات النظام والقانون والمؤسسات ‪.‬‬

‫الفقرة الثالث ‪ :‬دور القاضي في عملية اال ثبات وتكوين قناعته‬

‫ان حق اللجوء الى القضاء هو ضمانة كفلتها كافة الدساتير والمواثيق الدولية وطريق حماية‬
‫الحقوق وتحقيق العدالة وحل النزاعات وضمان استقرار المعامالت‪ ،‬وال بد أن يكون للجهة‬
‫المسؤولة عن تحقيق كل ذلك دور يمنحها إياه القانون ومما ال شك فيه أن للقاضي دور‬
‫بارز في كل ذلك ‪.‬‬

‫ومسألة اإلثبات من أهم المسائل في كافة مراحل المحاكمة ال بل تكاد تكون جوهرها‪ ،‬ذلك‬
‫وبناء على ذلك يتصدى‬
‫ً‬ ‫ان الحق موضوع التقاضي يتجرد من قيمته اذا لم يقم الدليل عليه‪،‬‬
‫القاضي بإق ارره صحة ومادية الوقائع للوسائل وبالتخصيص لإلثبات‪ ،‬ويعتبر ان اإلثبات ينجم‬
‫عن المستندات المضمونة الى الملف ويمكن نقله من عاتق المستدعي الى عاتق اإلدارة‪.‬‬
‫وللقاضي أن يطلب من الفرقاء تقديم بعض الوثائق والمستندات ال سيما الملف الموجود‬

‫‪ -‬يمكن ادانة اإلدارة من قبل القاضي اإلداري باصالح الضرر المادي الذي سببته للملتزم قبالً في حال تمديد مدة االشغال‬
‫‪180‬‬

‫المنسوبة الى صاحب المنشأ ( ش‪.‬ق في ‪ - 4699/40/49‬العمل القضائي ‪ -‬داللوز التحليلي ‪ - 4696‬ج‪ - 2‬ص ‪. 446‬‬
‫‪181‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد كامل ليله‪ ،‬الرقابة على اعمال االدارة ‪ ,‬الرقابة القضائية ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 454‬‬
‫‪91‬‬
‫بحوزة اإلدارة‪ ،‬اذ ان األصول اإلدارية تتسم بالطابع االستقصائي وهو ان لم يفرض على‬
‫اإلدارة المختصة ابراز جميع المستندات التي من شأنها أن تثبت قناعته ‪.‬‬

‫وباألحرى االسباب الواقعية‪ ،‬القانونية لقرارها‪ ،‬غير انه ُيلزمها إثبات حقيقة الوقائع التي‬
‫استندت اليها أو على األقل تقديم بدء االثبات‪ ،‬أو ان مستندات الملف يؤدي صحة الوقائع‬
‫المزعومة ‪.‬‬

‫والقاضي هو المرجع الصالح للبت بعناصر االثبات المقدمة أمامه ما لم يوجد نص تشريعي‬
‫مخالف يعطي تلك الصالحية الى مرجع قضائي آخر‪.‬‬

‫يقدر بحرية الظروف‬


‫ووفق القواعد التي ترعى أصول المحاكمات اإلدارية يحق للقاضي أن ّ‬
‫التي تثبت قناعته‪ .‬ولذا يلجأ في الواقع الى مجمل كال المعطيات خاصة لكل نزاع لتكوين‬
‫قناعته الشخصية‪ ،‬ومن بين هذه المعطيات تلك التي تتعلق بأسباب واقعية وحسن ادارة التي‬
‫تكون بالتالي قناعة راسخة لديه ويفرض تبني حل معين دون سواه ‪.‬‬

‫تضمنت األحكام القانونية نصوصاً صريحة تخالف المبادئ العامة للقانون‪ ،‬يلجأ‬
‫ّ‬ ‫واذا‬
‫القاضي في هذه الحال الى التقليل بقدر االمكان من مدى اهمية هذه النصوص تأميناً لتفوق‬
‫المبدأ العام على األحكام القانونية‪ ،‬بإعتبار ان تلك النصوص تتضمن أحكاماً إستثنائية يجب‬
‫تطبيقها بصورة حصرية وضيقة‪.182‬‬

‫على اي حال يعود للقاضي وصف المراجعة‪ ،‬وذلك لتطبيق األصول والقواعد العائدة لكل‬
‫نوع من التدابير اذا كان عمالً تأديبياً أم إدارياً باإلرتكاز الى البحث عن نية اإلدارة من خالل‬
‫النصوص القانونية التي استند اليها القرار المطعون فيه‪ ،‬وعلى المسلمات أو المعطيات‬
‫الواقعية‪ ،‬وعلى جسامة التدبير وفق معطيات القضية واخي اًر على مقياس جوهري هو التحليل‬
‫القانوني لألسباب التي ادت الى اتخاذ القرار المشكو منه‪ ،‬علماً ان عملية البحث عن نية‬
‫اإلدارة من خالل النصوص التشريعية وجسامة التدبير ال تصبح حاسمة اال اذا ثبت وايدت‬
‫‪183‬‬
‫‪.‬‬ ‫بالمقياس األساسي‬

‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 17‬تاريخ ‪ ، 67/44/6‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 40‬سنة ‪ 65‬ص ‪99‬‬


‫‪182‬‬

‫‪183‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 116‬تاريخ ‪ ،61/9/25‬م‪.‬ق‪ .‬إ‪ .‬عدد ‪ 9‬سنة ‪ 67‬ص ‪ ( .196‬لمزيد من المعلومات عن قواعد اإلثبات يراجع‪:‬‬
‫المادة ‪ 414‬وما يليها من قانون أصول المحاكمات المدنية)‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫رقابته‬ ‫المطلب الثالث ‪:‬االختصاص الوظيفي للقضاء العدلي في‬
‫‪184‬‬
‫على البلديات‬

‫المقصود باالختصاص الوظيفي هو االختصاص الذي بمقتضاه تتعين جهة القضاء‬


‫المختص بنظر الدعوى‪ ،185‬واالختصاص الوظيفي للقضاء العدلي‪ ،‬هو اإلختصاص‬
‫القضائي للمحاكم العدلية الجزائية وغير الجزائية في رقابتها على البلديات‪ ،‬فالمبدأ العام هو‬
‫ان كل نزاع ناشئ عن تطبيق فروع القانون الخاص يدخل ضمن االختصاص الوظيفي لهذه‬
‫المحاكم ما لم يوجد نص ينزع االختصاص من هذه المحاكم‪ ،‬ويعطيه الى جهة قضائية‬
‫أخرى وهذا ما سوف نحاول معالجته في المطالب الثالثة ‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬الحرية الفردية‬

‫من المبادىء الراهنة التي ما انفك ُيعلنها مجلس شورى الدولة ومحكمة حل الخالفات‪ ،‬هو‬
‫ان حماية الحرية الفردية تدخل ضمن إختصاص القضاء العدلي‪ ،‬بحيث يعود للمحاكم‬
‫الجزائية المختصة النظر في حجز حرية االشخاص خالفاً للقانون وهو ما يشكل نوعاً من‬
‫‪186‬‬
‫‪.‬‬ ‫أنواع الغلبة‬

‫فإختصاص المحاكم العدلية في المسائل المتعلقة بالتعدي على الحرية أو على الملكية‬
‫الفردية مقرر بعضه بنصوص قانونية‪ ،‬وبعضه باالجتهاد‪ ،‬ووحدها هذه المحاكم يدخل ضمن‬
‫اختصاصها‪ ،‬مراجعة التعويض عن األضرار الناجمة عن التعدي على حرية األفراد‪،187‬‬
‫حتى ولو كانت هذه الدعاوى مقامة على البلدية‪ .‬اال انه ال يجوز للقضاء العدلي فصل‬
‫المراجعات المتعلقة بشرعية العمل اإلداري‪ ،‬أو بتفسير الق اررات اإلدارية التي تظل من‬
‫صالحية القضاء اإلداري‪.‬‬

‫‪ُ -‬نظم القضاء العدلي بالمرسوم اإلشتراعي رقم ‪ 470‬تاريخ ‪ 49‬ايلول ‪ ( 4691‬قانون القضاء العدلي)‪.‬‬
‫‪184‬‬
‫‪185‬‬
‫‪ -‬نظمت المادة ‪ 52‬وما يليها من قانون اصول المحاكمات المدنية إختصاص المحاكم فحددته بأربعة أنواع‪ :‬اإلختصاص‬
‫الدولي‪ -‬اإلختصاص الوظيفي – اإلختصاص النوعي‪ -‬اإلختصاص المكاني‪.‬‬
‫‪ -186‬جان باز ‪ ،‬الوسيط في القانون االداري اللبناني ‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪ - 138‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 181‬تاريخ‬
‫‪ ،18/1/11‬قاطرجي ‪ /‬الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 217‬تاريخ ‪ 57/1/45‬المجموعة اإلدارية سنة ‪ - 57‬ش‪.‬ل‪ .‬تاريخ ‪ 4694/40/49‬المجموعة اإلدارية سنة‬
‫‪187‬‬

‫‪ ، 4694‬ص ‪.241‬‬
‫‪93‬‬
‫لكن هذا المبدأ الذي يجعل من المحاكم العدلية حارسة الحرية والملكية الفردية ويؤدي‬
‫بالتالي الى تعزيز صالحيتها‪ ،‬يجب أن ال يؤدي في الوقت ذاته الى اضمحالل مبدأ آخر‬
‫أساسي هو مبدأ فصل السلطة اإلدارية عن السلطة العدلية‪ ،‬ومن اجل إيجاد التوازن بين‬
‫هذين المبدأين أقر االجتهاد أن صالحية المحاكم العدلية تنحصر في حالتين ‪:‬‬

‫‪188‬‬
‫‪.‬‬ ‫هما ‪ :‬حالة اإلستيالء وحالة التعدي‬

‫‪189‬‬
‫النبذة األولى ‪ :‬االستيالء‬

‫يعني االستيالء وضع يد البلدية على العقار‪ ،‬خالفاً للقانون مؤقتاً أو نهائياً‪ ،‬دون أن أن‬
‫يسبق ذلك معالة إستمالك أو أوامر إدارية وفقاً لألصول‪ ،190‬وبهذه الحالة ‪ -‬نختص القضاء‬
‫العدلي وحده وحده بشكل حصري‪ ،‬بالنظر بأعمال اإلستيالء التي ترتكبها البلدية ضد الملكية‬
‫الفردية‪ ،‬حيث يمكن الطعن به حسب القوانين نتيجة االضرار التي تتسبب بها ‪.‬‬

‫ويشترط لربط اختصاص القضاء العدلي أن يتوفر في عمل البلدية الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ُ -‬‬

‫أ‪ -‬أن يتم نزع يد المالك عن ملكه‪.191‬‬

‫‪192‬‬
‫‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أن تكون الملكية غير منقولة‬

‫ج‪ -‬أن يكون نزع اليد مخالفاً للقانون‪.193‬‬

‫د‪ -‬اال يوجد نص تشريعي يعطي الصالحية للقضاء اإلداري‪.194‬‬

‫‪ -‬شفيق حاتم ‪ ،‬القانون االداري‪ ,‬االهلية للنشر و التوزيع ‪ ,‬بيروت ‪,‬سنة ‪ , 4656‬ص ‪221‬‬
‫‪188‬‬

‫‪ -‬لمزيد من المعلومات حول نظرية االستيالء يراجع ‪ :‬كتاب القضاء اإلداري ‪ ،‬د‪ .‬حافظ ‪ ،‬طبعة ثالثة ‪ ،‬سنة ‪ 4699‬ص‬
‫‪189‬‬

‫‪ 225‬وما يليها ‪.‬‬


‫‪ -‬ال مجال للقول بوجود جرم جزائي وتطبيق المواد ‪ 517‬حتى ‪ 519‬من قانون العقوبات عندما تقوم البلدية باالعتداء على‬
‫‪190‬‬

‫عقار ( من اجل التوسع في مفهوم جرائم اغتصاب العقار يراجع كتاب جرائم اغتصاب العقار للقاضي فؤاد ضاهر ‪ ،‬المؤسسة‬
‫الحديثة للكتاب سنة ‪. ). 2000‬‬
‫‪ -‬جان باز ‪ ،‬الوسيط في القانون اللبناني ‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.495‬‬
‫‪191‬‬

‫‪ -‬ال يطبق االستيالء على نزع اليد عن عقار فحسب بل ايضا على الحالة التي تضع فيها اإلدارة يدها على حق عيني كحق‬
‫‪192‬‬

‫االرتفاق ( باز ‪ ،‬ص ‪. ) 499‬‬


‫‪ -‬ان مخالفة القانون في االستيالء شرط أساس ي لجعل الصالحية عدلية فإذا كان االستيالء منطبقا على القانون فإن القضاء‬
‫‪193‬‬

‫اإلداري يستعيد صالحيته ما لم ينص القانون على عكس ذلك ( باز ص ‪. ) 496‬‬
‫‪-‬جان باز ‪ ،‬الوسيط في القانون االداري اللبناني ‪,‬مرجع سابق ص ‪ 499‬وما يليها ‪.‬‬
‫‪194‬‬

‫‪94‬‬
‫فإذا توفرت هذه الشروط مجتمعة‪ ،‬كان القضاء العدلي هو المرجع الصالح للبت في أي نزاع‬
‫ناتج عن ذلك ‪ ،‬غير ان هذا القضاء مخول لتقدير جميع عناصر التعويض فقط ‪ ،‬في حين‬
‫أن تقدير شرعية العمل اإلداري الذي نتج عنه اإلستيالء يبقى من إختصاص القضاء‬
‫اصر المدعي على انه مخالف له‪،‬‬
‫اإلداري‪ .‬فإذا إدعت البلدية ان االستالء موافق للقانون و ّ‬
‫وذلك اثناء النظر بالدعوى ‪ ،‬فإنه ينبغي عندئذ على القضاء العدلي استثمار البث في‬
‫الدعوى وتكليف المدعي مراجعة القضاء اإلداري لبت قانونية أو عدم قانونية االستيالء‪ ،‬هذا‬
‫مع اإلشارة إال انه يمكن نزع صالحية القضاء العدلي بوجود نص تشريعي مخالف يعطي‬
‫‪195‬‬
‫‪.‬‬ ‫الصالحية للقضاء اإلداري‬

‫النبذة الثانية ‪ :‬التعدي أو العمل التعسفي الذي ترتكبه اإلدارة حيال‬


‫الملكية الفردية والحركات األساسية األف راد ‪:‬‬

‫ي ّشكل تعدياً أو عمالً تعسفياً كل اعتداء على الملكية الفردية منقولة كانت أم أم غير منقولة‬
‫وعلى احدى الحريات األساسية ( الحرية الفردية ‪ -‬حرمة المنزل ‪ ،196)....‬وهذا ما يميز‬
‫التعدي عن اإلستيالء فبينما هذا األخير ال يطبق اال في الملكية العقارية غير المقول يطبق‬
‫ال تعدي في الملكية المنقولة وفي الحريات العامة على حد سواء‪ ،‬واذا كانت شروط التعدي‬
‫غير متوفرة‪ ،‬فإن وضع اليد على المنقول يشكل خطأ من قبل اإلدارة يعرض مسؤوليتها‬
‫للتعويض‪ ،‬وفي هذه الحالة تصبح الدعوى من صالحية القضاء اإلداري ‪.‬‬

‫ويخضع التعدي ونتائجه إلعتبارات متعددة‪ ،‬منها نية اإلدارة والظروف التي أحاطت بها ‪،‬‬
‫ويجب في هذه الحالة التمييز بين التعدي وعدم قانونية العمل اإلداري‪.‬‬

‫فإذا كان ٍ‬
‫تعد ُيشترط فيه توفر عدم قانونية العمل‪ ،‬فالعكس ليس صحيحاً وال يعتبر كل عمل‬
‫غير قانوني تعديا واذا اجتمع االستيالء مع التعدي في قضية واحدة فإن الغلبة هي للتعدي‬
‫‪197‬‬
‫‪.‬‬ ‫وقواعده يجب تطبيقها‬

‫‪ -‬ان صالحية القضاء اإلداري في الظروف االستثنائية تتمدد لتشمل مراقبة جميع أعمال اإلدارة ولتتناول مدى مالءمتها بل‬
‫‪195‬‬

‫ومدى ضرورتها ( نجا ‪ ،‬القانون اإلداري العام ‪ ،‬عن رقابة القضاء في ظل الظروف االستثنائية يرجى مراجعة ما تقدم بهذا‬
‫الشأن‪ ,‬ص ‪. ) 411‬‬
‫‪ -‬ال يعتبر تعديا االعتداءات على حقوق فردية أخرى كاالعتداء على نشاط الفرد المهني ( باز ‪ ،‬ص ‪. )457‬‬
‫‪196‬‬

‫‪ -‬موريس نخلة ‪ ،‬الوسيط في شرح قانون البلديات ‪,‬مرجع سابق ص ‪. 927‬‬


‫‪197‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ -‬وقد رأت محكمة التمييز المدنية ان التعدي من قبل اإلدارة يكون في حالتين ‪:‬‬

‫الحالة االولى ‪ :‬عندما تقوم اإلدارة بأعمال مادية تؤلف مسا" خطي ار بالحرية الشخصية أو‬
‫بالملكية الفردية بوضع اليد عليها وتفتقر بآن واحد الى اربطة قانونية أو نظامية تشدها‬
‫‪198‬‬
‫‪.‬‬ ‫اليها‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬عندما تقوم اإلدارة بتنفيذ الق اررات اإلدارية بشكل مخالف لألصول ‪.‬‬

‫وبذلك يعود أو النظر بالتعويض عن االضرار الالحقة بالملكية العقارية الفردية نتيجة أعمال‬
‫اإلدارة الى المحاكم العدلية حامية هذه الملكية مع االضرار الناتجة عن التعدي‪ ،‬واإلستيالء‪،‬‬
‫واإلستمالك غير المباشر واإلستمالك ألجل المنفعة العامة‪ ،199‬ولكن هذه الصالحية للمحاكم‬
‫العدلية ليست شاملة ومطلقة بل هي محصورة في نطاق التعدي أو اإلستيالء أو في حال‬
‫‪200‬‬
‫‪.‬‬ ‫وجود نص قانوني يوليها الصالحية‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬عقود القان ون الخاص‬

‫القانون الخاص هو مجموع القواعد القانونية التي تنظم العالقات التي تنشأ بين االشخاص ‪,‬‬
‫بحيث يحدد الحقوق و الواجبات القانونية لكال الطرفين ‪.‬‬

‫النبذة األولى ‪ :‬معيار العقد اإلداري‬

‫يمكن للعقد أن يأخذ الصفة اإلدارية أو المدنية بتحديد مباشر من القانون حيث نصت المادة‬
‫‪ 11‬من نظام مجلس شورى الدولة انه " يعود لمجلس شورى النظر على االخص في‬
‫القضايا اإلدارية المتعلقة بعقود أو صفقات أو التزامات أو إمتيازات ادارية اجرتها االدارات‬
‫العامة أو الدوائر اإلدارية في المجلس النيابي لتأمين سير المصالح العامة " ‪.‬‬

‫وحتى يكون العقد إداريا يشترط أن يكون أحد طرفيه شخصاً من اشخاص الحق العام وان‬
‫يكون موضوعه أو هدفه تأمين مصلحة عامة وأن يتضمن بنوداً خارقة غير مألوفة في‬

‫‪ -‬تمييز مدني تاريخ ‪ ، 4696/44/44‬النشرة القضائية سنة ‪ ، 4654‬ص ‪ - 110‬ش‪.‬ل تاريخ ‪ 4676/44/49‬المجموعة‬
‫‪198‬‬

‫اإلدارية سنة ‪ 4690‬ص ‪40‬‬


‫‪ -‬تميز لبناني ‪ ،‬الغرفة االولى ‪ ،‬تاريخ ‪ ، 4699/9/41‬المصنف ص ‪429‬‬
‫‪199‬‬

‫‪ -‬محكمة الدرجة االولى في بيروت رقم ‪ 1‬تاريخ ‪ 4691/44/47‬العدل سنة ‪ ، 99‬عدد ‪ ، 1‬ص ‪191‬‬
‫‪200‬‬

‫‪96‬‬
‫القانون المدني‪ ،201‬أو اذ كان متعلقاً بمرفق عام‪ ،‬مما يرفع صفة العقد اإلداري عن العقود‬
‫التي تعود للملك الخاص‪ ،202‬فالطابع الخارجي للعقد ال يكفي العتباره ادارياً كأن يكون قد‬
‫انجز بصورة مناقصة أو تلزيم ‪.203‬‬

‫والعقد الشفهي هو وجوباً عقد مدني كذلك العقد الجاري أمام الكاتب العدل أو الذي له شكل‬
‫العقود الخاصة‪ .204‬فمن الناحية المادية المجردة يكون العقد ادارياً عندما يهدف الى اشراك‬
‫المتعاقد في تنفيذ مرفق عام اداري أو تجاري أو صناعي ( كهربا ‪ ،‬مياه ‪ ).... ،‬كما في‬
‫‪205‬‬
‫‪ .‬وما عدا ذلك‬ ‫اعطاء إمتياز لمرفق عام أو تأجير الرسوم البلدية أو صفقة اشغال عامة‬
‫فإن اإلدارة تبقى حرة أن تقف في جانب القانون اإلداري أو القانون الخاص ويكون العقد‬
‫إداريا أم ال وفقاً لما يتضمن‪ ،‬مبدئياً‪ ،‬من شروط خارقة ‪.‬إستناداً لما تقدم‪ ،‬يعتبر القانون‬
‫واإلجتهاد اللبنانيين ان العقود اإلدارية هي إما عقود ادارية تخضع للقانون العام‪ .‬وبالتالي‬
‫يعود النظر بها للقضاء اإلداري‪ ،‬أو هي عقود مدنية تخضع للقانون الخاص ويعود النظر‬
‫‪206‬‬
‫‪.‬‬ ‫بها الى القضاء العادي‬

‫النبذة الثانية ‪ :‬القضاء الصالح للنظر بالعقود المج راة من قبل‬


‫البلدية‬

‫مرة تتصرف فيها كاألفراد‪،‬‬


‫تخضع البلدية في نشاطها الختصاص القضاء العدلي في كل ّ‬
‫اي دون تستعمل إمتيازات السلطة العامة‪ ،‬بحيث ال تكون طبيعة العمل البلدي او العالقة‬

‫‪ -‬ش‪.‬ل رقم ‪ 167‬تاريخ ‪ 65/1/22‬م‪.‬ق ‪.‬إ عدد ‪ 42‬سنة ‪ 69‬ص ‪ -112‬تاريخ ‪ 4691/1/29‬المجموعة اإلدارية سنة‬
‫‪201‬‬

‫‪ 4691‬ص ‪412‬‬
‫‪ -‬ش‪.‬ل‪.‬في ‪ 14‬ايار سنة ‪ 4690‬المجموعة اإلدارية سنة ‪ ، 4690‬ص ‪. 452‬‬
‫‪202‬‬

‫‪ -‬تميز لبناني في ‪ 29‬شباط سنة ‪ 4619‬المجموعة المختلطة كلمة اختصاص قضائي عدد ‪. 49‬‬
‫‪203‬‬

‫‪ - 204‬محكمة استئناف بيروت في ‪ 1‬كانون الثاني سنة ‪ ، 1211‬النشرة القضائية سنة ‪ 1211‬ص ‪. 131‬‬
‫‪ -‬س‪.‬ل‪ .‬في ‪ 45‬نيسان ‪ 4611‬المجموعة المختلطة ‪ ،‬الجزء اإلداري ص ‪. 79‬‬
‫‪205‬‬

‫نصت المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 165‬تاريخ ‪ ( 2001/42/10‬الموازنة العامة والموازنات الملحقة لعام ‪ )2001‬على انه يمكن‬
‫للبلديات أن تقرر تلزيم جباية الرسوم على القيمة التأجيرية ورسوم صيانة المجارير واالرصفة ورسم الذبيحة تحت شروط التلزيم‬
‫بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الداخلية والبلديات ( ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 9‬تاريخ‬
‫‪ -‬المادة ‪ 94‬من نظام مجلس شورى الدولة ‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬في ‪ 49‬حزيران سنة ‪ 4671‬النشرة القضائية سنة ‪ 4671‬ص ‪. 559‬‬
‫‪206‬‬

‫‪97‬‬
‫ادارية‪ ،‬فتدخل في االختصاص العدلي جميع األعمال التي تُعتبر من أعمال اإلدارة الخاصة‬
‫‪209‬‬ ‫‪208‬‬ ‫‪207‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬وكعقود المقاسمة‬ ‫‪ .‬وكبيع فضلة عقار‬ ‫كعقود ايجار االمالك الخاصة للبلدية‬
‫فإذا ابرمت اإلدارة عقد مع احد األفراد دون ان ينطوي على اي بند خارج عن المألوف فإن‬
‫هذا العقد يعتبر من عقود القانون الخاص وتدخل النزاعات الناتجة عنه ضمن اختصاص‬
‫القضاء العدلي ‪.‬‬

‫وهكذا فقد اعتبر اإلجتهادان العدلي واإلداري ان عقود البيع التي تجري على أمالك الدولة‬
‫والبلديات الخاصة يعود النظر بها‪ ،‬ال الى المحاكم اإلدارية‪ ،‬بل الى المحاكم العدلية‪ ،‬ألن‬
‫هذه العقود ال تنطوي على ممارسة اإلدارة للسلطة العامة بل تنزل فيها اإلدارة منزلة االفراد‬
‫العاديين‪ ،‬وان هذه القاعدة تبقى مرعية بقطع النظر عن الشكل والصيغة الذين تتخذهما هذه‬
‫العقود‪ ،‬أي سواء نظمت بالشكل اإلداري‪ ،‬أو على أساس دفتر الشروط‪ ،‬أو احتوت على‬
‫حقوق خاصة احتفظت بها اإلدارة ذاتها ‪.‬‬

‫ومن أبرز نتائج تطبيق القانون الخاص على عقد البيع الجاري بالصيغة التي تقدم ذكرها‪،‬‬
‫هو ان البلدية إذا شاءت فسخ العقد يجب أن تستحصل على قرار من المحاكم العدلية‬
‫بفسخه طالما ان العقد هو خاص وليس ادارياً ‪ ،‬ثم إن البلدية تعفى من مراجعة المحاكم‬
‫لطلب الفسخ إذا انطوى العقد على شرط خاص فاسخ حكمي ينص صراحة على فسخه‬
‫حكماً بدون تدخل القضاء في حال تحققه ‪.210‬‬

‫‪ -‬ان الخالفات المتعلقة بملك اإلدارة الخاصة هي من صالحية القضاء العدلي ( ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 49‬تاريخ ‪ 95/4/26‬م ‪ ،‬م‪.‬ق‪.‬إ‬
‫‪207‬‬

‫عدد ‪ 1‬سنة ‪ 96‬ص ‪. )21‬‬


‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 961‬تاريخ ‪ ، 65/9/6‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 42‬سنة ‪ 69‬ص ‪ - 754‬بذات المعنى ‪ :‬ش‪.‬ل رقم ‪ 155‬تاريخ‬
‫‪208‬‬

‫‪ 69/1/22‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 41‬سنة ‪ 66‬ص ‪ 17‬وراجع ايضا ‪ :‬آميل الحايك ‪ ،‬اصول المعامالت البلدية ‪ ،‬سنة ‪ 4669‬ص ‪209‬‬
‫وما يليها ‪.‬‬
‫‪ -‬تميز مدني ‪ ،‬ق اررات نهائية ‪ ،‬الفرقة الثالثة ‪ ،‬سنة ‪ ، 4695‬قرار رقم ‪ 15‬تاريخ ‪ ، 4695/7/6‬باز سنة ‪ ، 4695‬ص ‪294‬‬
‫‪209‬‬

‫تميز مدني ‪ ،‬غرفة اولى ‪ ،‬رقم ‪ 19‬تاريخ ‪ ، 95/7/44‬المجموعة اإلدارية سنة ‪ ، 95‬ص ‪. 94‬‬
‫‪ - 210‬هيئة التشريع واإلستشارات في وزارة العدل‪ ،‬رقم ‪ 812‬تاريخ ‪ ،1228/2/2‬طالب الرأي ‪ :‬وزارة الداخلية‪،‬‬
‫مجموعة اآلراء اإلستشارية‪ ،‬مجلد ‪ 1‬ج ‪ 1‬ملك بلدي خاص ص ‪ -3‬ويراجع‪ :‬قرار مجلس شورى الدولة‪ ،‬رقم ‪12‬‬
‫تاريخ ‪ 1281/1/12‬المنشور في مجموعة قرارات مجلس شورى الدولة ‪ ،‬ج ‪ 8‬ص ‪ -23‬وقرار محكمة التمييز ‪،‬‬
‫رقم ‪ 88‬تاريخ ‪ 1211/1/18‬المنشور في مجموعة باز‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪98‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬النظر في المسائل الفرعية في اطار دعوى اصلية ينظر فيها القضاء‬
‫اإلداري ‪.‬‬

‫ال يستطيع القضاء اإلداري النظر في المسألة الفرعية التي تدخل في اختصاص القضاء‬
‫العدلي‪ ،‬فمبدأ الفرع يتبع األصل ال ُيعمل به في هذه الحالة‪ .‬بحيث انه يترتب دائماً‪ ،‬على‬
‫هذا القضاء أن يتوقف عن السير في الدعوى االصلية الى أن يبت القضاء العدلي بالمسألة‬
‫الفرعية‪ ،‬وبعبارة أخرى ان جميع المسائل الفرعية التي هي من صالحية المحاكم العدلية‬
‫والتي تثار أمام المحاكم اإلدارية تعتبر مسألة مستأخرة لدى هذه المحاكم وال يجوز فصلها اال‬
‫من المحاكم العدلية ‪.‬‬

‫وليس االمر دائماً كذلك‪ ،‬فمسائل التفسير وتقدير صحة األعمال اإلدارية التي تثار أمام‬
‫المحاكم العدلية‪ ،‬تنظر بها هذه المحاكم تارة باعتبارها مسألة مسبقة‪ ،‬وتارة تتوقف عن النظر‬
‫بالدعوى االصلية الى ان يبت القضاء اإلداري بهذه المسائل‪ ،‬اي انها تُعتبر تارة مستأخرة‪.‬‬
‫وتارة غير مستأخرة فالمبدأ هو ان القضاء العدلي ال يملك حق تقدير شرعية القرار اإلداري‬
‫التنظيمي أو الفردي‪ ،‬أو حق تفسيره اال اذا كان واضحاً‪ ،‬بحيث ال يثير التفسير اية صعوبة‬
‫‪211‬‬
‫‪.‬‬ ‫جدية‬

‫ولكي تكون هناك مسألة تستوجب الفصل قبل الدعوى االصلية من قبل قضاء آخر يجب‬
‫توفر شرطين هما ‪:‬‬

‫جدية آثارها أحد المتقاضين أو المحكمة عفواً‬


‫الشرط األول ‪ :‬أن يكون في المسألة صعوبة ّ‬
‫من شأنها إيجاد التباس‪ ،‬أي ينبغي أن يكون الخالف على تفسير النص جديا كي ال يفسح‬
‫المجال الساءة التقاضي وتأخير فصل الدعاوى ‪.‬‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يكون فصل المسألة ضرورياً وحاسما للحكم بأساس الدعوى‪ ،‬فإذا كان‬
‫فصلها غير مرتبط بفصل المسألة المثارة فال مبرر للتوقف عن رؤيتها‪ .212‬وال يمكن وضع‬

‫‪ -211‬لمزيد من المعلومات حول اختصاص القضاء العادي بنظر المسائل االولية ‪ -‬المستأخرة يراجع ‪:‬‬
‫القضاء اإلداري د‪ .‬حافظ ص ‪ 181‬وما يليها ‪ -‬والقانون اإلداري ‪ ،‬شفيق حاتم ‪ ،‬ص ‪ 111‬وما يليها ‪ -‬وباز ص‬
‫‪ 111‬وما يليها ‪.‬‬

‫‪ -‬جان باز ‪ ،‬الوسيط في القانون االداري اللبناني ‪,‬مرجع سابق ص ‪. 241‬‬


‫‪212‬‬

‫‪99‬‬
‫قواعد عامة بهذا الشأن‪ ،‬وبالتالي فإن تقدير ذلك يعود الى القاضي الناظر بالدعوى‬
‫األساسية‪.‬‬

‫‪ -‬ولقرار القاضي اإلداري بالتوقف عن فصل الدعوى نتيجتان ‪:‬‬

‫بقرره فال يحق له الرجوع عنه بحجة أن المسألة‬


‫االولى ‪ :‬هي أن القاضي يصبح مقيداً ا‬
‫واضح‪ ،‬أو انها تدخل ضمن صالحيته‪ ،‬ولكن بوسعه أن ُيعير هذه المسألة االهمية التي‬
‫توهمها في بادىء األمر‪.213‬‬

‫الثانية ‪ :‬هي أن القاضي اإلداري الذي يتوقف عن رؤية الدعوى مقّيد بقرار محكمة االحالة‪،‬‬
‫وهي هنا المحكمة العدلية ‪ ،‬ويمكنه متابعة النظر في الدعوى اذا كان قرار هذه المحكمة قد‬
‫صدر بالدرجة االخيرة‪ ،‬أو اذا لم يعد قابال لإلستئناف ‪ ،‬فإنها ال تحول دون متابعة النظر في‬
‫الدعوى ‪.‬‬

‫‪ -‬واذا لم تفصل محكمة االحالة ‪ -‬العدلية ‪ -‬المسألة التي اوجبت التوقف عن السير‬
‫بالدعوى ألن احداً من الفريقين لم يعرضها عليها‪ ،‬أو ألنها لم يفصلها ألي سبب‪ ،‬فال يحق‬
‫في هذه الحالة للقاضي اإلداري أن يفصلها عنها بل يستنتج من ذلك ان الفريق الذي اثار‬
‫المسألة لم ُيثبت صحة السبب أو الدفع الذي أدلى به‪ ،‬ويفصل الدعوى بحالتها الحاضرة‪.214‬‬

‫‪ -‬ومحكمة اإلحالة ملزمة بفصل المسألة المعروضة عليها‪ ،‬وال يحق لها أن تفصل اال هذه‬
‫المسألة كما وردت في قرار القاضي اإلداري‪ ،‬وال يحق للقاضي أن يطلب فصل المسألة من‬
‫محكمة اإلحالة بل على الفريقين أو احدهما ‪ ،‬ويكون االكثر عجلة أن يطلب منها ذلك‪،‬‬
‫بحيث يقدم طلب التفسير بناء على قرار احالة تصدره المحكمة التي تطلب التفسير ‪.‬‬

‫وال يجوز لمحكمة االحالة البحث فيما اذا كان قاضي األساس قد أخطأ في التوقف عن‬
‫متابعة الدعوى أم ال‪ ،‬فإذا توقف مجلس الشورى خطأ عن فصل دعوى معروضة عليه ريثما‬
‫يصار الى فصل هذه المسألة أخرى أمام القضاء العدلي‪ ،‬وكان بإمكان المجلس فصل هذه‬
‫المساءلة‪ ،‬فإن المحكمة العدلية ملزمة باجراء التفسير الالزم ما لم يتعارض ذلك مع‬
‫إختصاصها فتعلن عندها عدم صالحيتها ‪.‬‬

‫‪ -‬ش‪.‬ل‪ .‬رقم ‪ 999‬تاريخ ‪ ، 61/9/40‬م‪.‬ق‪.‬إ عدد ‪ 9‬سنة ‪ 67‬ص ‪761‬‬


‫‪213‬‬

‫‪214‬‬
‫‪ -‬جان باز ‪ ،‬الوسيط في القانون االداري اللبناني ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪.246‬‬
‫‪100‬‬
‫‪ -‬كما ال يجوز للفريقين أو ألحدهما أن يطلب من محكمة االحالة فصل مسائل غير التي‬
‫مقيدة بقرار محكمة األساس فال يحق لها فصل‬
‫عينتها محكمة األساس في قرارها ‪ ،‬فهي ّ‬
‫مقدم المراجعة يمكنه أن يضمنها وجهة نظره في النقطة المثارة كما‬
‫أمور لم ترد فيه‪ ،‬اإلذن ّ‬
‫يمكنه ان يدعم وجهة نظر بكل ما من شأنه أن يغلّبها ‪.‬‬

‫على أن ذلك ال يمنع احد المتقاضيين من سلوك طريق أخرى ومن اقامة دعوى مستقلة أمام‬
‫محكمة االحالة لفصل نقاط لم ترد في قرار محكمة األساس وكيف لمحكمة االحالة أن‬
‫‪215‬‬
‫‪.‬‬ ‫تصحح السؤال المطروح عليها‬

‫‪215‬‬
‫‪ -‬جان باز ‪ ،‬الوسيط في القانون االداري اللبناني ‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪ 222‬وما يليها‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫الخاتمة‬

‫استعرضنا في هذه الدراسة آليات العمل الرقابي الذي تمارسه السلطة المركزية على بلدية‬
‫حارة حريك‪ ،‬حيث كشفنا عن ابرز المشاكل التي تعانيه البلدية بسبب هذه الرقابة ‪,‬كما تعرفنا‬
‫الى اشكال هذه الرقابة الثالثة االدارية و المالية و القضائية و اآلراء الفقهية حول هذه‬
‫الرقابات‪.‬‬

‫تناولنا في هذا البحث في القسم الثاني بعد ان قمنا بتناول كيفية تطبيق و ممارسة هذه‬
‫الرقابة في بلدية حارة حريك‪ ،‬و بعد ان تحدثنا عن مكان وهيكلية ومكاتب البلدية وشرحنا‬
‫لعملية التدريب‪ ،‬تمكنا من تحديد االشكاالت التي تخلقها هذه الرقابة ‪ ,‬بعد ان تعرفنا الى‬
‫سلبيات و إيجابيات هذا التدريب ومن ابرز النتائج التي توصلنا اليها‪:‬‬

‫اوال" ‪ :‬عدم تمكين البلدية من تحصيل الضرائب التي ينص عليها القانون ‪.‬‬

‫ثانيا"‪ :‬تدخل القوة الحزبية و المحسوبيات في العمل البلدي ‪.‬‬

‫ثالثا"‪ :‬النقص في موارد البلدية المالية ‪.‬‬

‫رابعا"‪ :‬النقص في عدد الموظفين وعدم توفر الثقافة االدارية لهؤالء اذا وجدوا ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬تعدد الرقابات على عمل البلديات ‪,‬حيث تعيق عمل البلدية احيانا" وخاصة في‬
‫الرقابة المسبقة‬

‫سادسا"‪ :‬عدم الكشف عن موازنة البلدية بشفافية و مصداقية ‪.‬‬

‫سابعا"‪ :‬غياب موظفين مبدعين وخالقين ذو اختصاص إداري و انمائي ‪.‬‬

‫ان الواقع الذي يقتضي التسليم به هو ان الدولة تمر حاليا" بأزمات عديدة وفي مقدمتها‬
‫ا الزمة االقتصادية التي ربما تطول لسنوات ‪,‬وهذا االمر من شأنه االنعكاس سلبا" على‬
‫االنماء المتوازن للمناطق الذي يعتبر ركنا" من أركان الدولة واستقرار النظام وفق ما نصت‬
‫عليه الفقرة "ز" من مقدمة الدستور اللبناني ‪,‬وهذا يعني ان على البلديات دورا" صعبا" للغاية‬
‫يقتضي عليها القيام به تغطية لما تقصر عنه الدولة أقله ضمن الحدود الدنيا للخدمات ‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫من هنا يقتضي معالجة ملف البلديات بالسرعة القصوى ال سيما في ظل قصور الدولة‬
‫واجهزتها عن تحقيق متطلبات العصر في حدودها الدنيا بشكل يسمح للمواطن بعيش كريم ‪.‬‬

‫ويقتضي ان تقوم هذه المعالجة من خالل االقتراحات التالية ‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬العمل على معالجة الشأن المالي ‪,‬من خالل ايجاد حلول مالئمة لمعالجة النقص في‬
‫موارد البلدية ‪,‬بوضع تنظيم جديد للصندوق البلدي المستقل يلحظ وجوب اعداد موازنة خاصة‬
‫به ‪ ,‬و وضع استراتيجية متطورة في الجباية وتحصيل الرسوم والضرائب من المواطنين ‪.‬‬

‫ثانيا" ‪ :‬العمل على اختيار موظفين اداريين بواسطة مجلس الخدمة المدنية وفقا" لمعايير‬
‫محددة بدال" من اعتماد المحسوبيات والخدمات السياسية ‪.‬‬

‫ثالثا" ‪ :‬تعزيز الشفافية في العمل البلدي لتمكين المواطنين من االطالع على كافة الموارد‬
‫والنفقات ولمعرفة كيفية التصرف بها ‪ ,‬و لتمكينهم من مساءلة السياسات العامة في بلدتهم ‪.‬‬

‫رابعا"‪ :‬انشاء و ازرة خاصة بالبلديات و اعادة درس الحجم الجغرافي و الديموغرافي للبلدية عن‬
‫طريق ضم بلديات صغرى مجاورة لبعضها ‪ ,‬بما يشكل وحدات إقليمية اوسع ذات موارد‬
‫اكبر‪.‬‬

‫خامسا" ‪ :‬معالجة وضع التشابك في الصالحيات بين البلدية و االدارات العامة و تحديد هذه‬
‫الصالحيات بشكل أدق منعا" للخالف و النزاعات التي تؤدي الى شلل العمل البلدي ‪.‬‬

‫سادسا" ‪ :‬تسهيل و توضيح الرقابات لتصبح اسرع و اكثر اقتصادية غير مكلفة ‪.‬‬

‫سابعا" ‪ :‬التخفيف من عدد الرقابات‪ ،‬بحيث تكون محدودة‪ ،‬الن رقابة واحدة فاعلة خير من‬
‫اجهزة متعددة تتشابك فتؤدي الى تباطئ في سير العمل البلدي‪ ،‬مع التشدد في الرقابة‬
‫االدارية الالحقة دون المسبقة مما يسرع في عمل البلديات و يخفف من هدر المال العام‪.‬‬

‫ثامنا" ‪ :‬زيادة وتفعيل عدد المراقبين الماليين لتمكينهم بالقيام بواجباتهم الرقابية و التوجيهية‬
‫في عمل البلديات المالي ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫نضع هذه االقتراحات أمام المعنيين لعل وعسى أن يأخذوا ببعضها لتتمكن تجربة الالمركزية‬
‫االدارية من النجاح اسوة بالدول المتقدمة‪ ،‬فينمو الوطن مع نمو البلديات و يزدهر مع‬
‫ازدهارها‪.‬‬

‫الم راجع‬

‫أوال"‪ :‬الكتب بالعربي ‪:‬‬

‫الجرف‪ ،‬طعمة ‪ ,‬مبدأ المشروعية و ضوابط خضوع الدولة ‪ ,‬مكتبة القاهرة الحديثة ‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫سنة ‪. 1554‬‬
‫‪ -‬الحايك ‪,‬إميل ‪ ,‬اصول المعامالت البلدية ‪ ,‬دون دار نشر ‪ ,‬طبعة ثانية ‪ ,‬بيروت‬
‫‪.1554,‬‬
‫‪ -‬الخوري ‪ ,‬يوسف سعد اهلل ‪ ,‬القانون االداري العام ‪ ,‬تنظيم اداري ‪,‬اعمال و عقود‬
‫ادارية ‪ ,‬الجزء االول ‪ ,‬الطبعة الثانية ‪ ,‬سنة ‪. 1557‬‬
‫الخير‪ ,‬خالد ‪ ,‬المبادئ العامة في القضاء اإلداري ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬القباني‪ ,‬بكري ‪,‬الرقابة االدارية ‪,‬مطبعة دار التأليف القاهرة‬
‫اإليعالي ‪,‬فايز ‪ ,‬قواعد اإلجراءات الجزاءية ‪ ,‬المؤسسة الحديثة للكتاب طرابلس‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫سنة ‪.1554‬‬
‫باز ‪ ,‬جان ‪,‬الوسيط في القانون االداري اللبناني ‪,‬سنة ‪. 1581‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬حافظ ‪ ,‬محمود محمد ‪ ,‬القضاء اإلداري‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬سنة ‪. 1511‬‬
‫‪ -‬خليل ‪ ,‬محسن ‪ ,‬مبادئ القانون االداري ‪ ,‬القضاء االداري اللبناني و رقابته العمال‬
‫االدارة ‪ ,‬دراسة مقارنة ‪ ,‬الجزء الثاني ‪ ,‬دار النهضة العربية للطباعة و النشر ‪,‬‬
‫بيروت ‪ ,‬سنة ‪.1518\1511‬‬
‫‪ -‬شبلي ‪ ,‬خطار ‪ ,‬دراسات مالية و اقتصادية وصفحات من حياته ‪ ,‬المنشورات‬
‫الحقوقية صادر ‪ ,‬سنة ‪.1554‬‬
‫‪ -‬صليبا‪ ,‬العميد الدكتور امين عاطف ‪,‬دور القضاء الدستوري في ارساء دولة القانون‬
‫‪ ,‬المؤسسة الحديثة للكتاب ‪ ,‬سنة ‪. 8118‬‬

‫‪104‬‬
‫عبداهلل ‪ ,‬عبد الغنى بسيوني‪ ،‬وقف تنفيذ القرار اإلداري في أحكام القضاء اإلداري‬ ‫‪-‬‬
‫‪,‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سنة ‪. 8111‬‬
‫‪ -‬فوديل ‪ ,‬جورج ‪,‬القانون اإلداري ‪,‬الجزء الثاني‪.‬‬
‫‪ -‬قباني‪ ،‬خالد‪ ،‬الالمركزية االدارية ومسألة تطبيقها في لبنان‪ ،‬منشورات بحر المتوسط‬
‫و منشورات عويدات ‪,‬باريس و بيروت ‪ ,‬سنة ‪. 1571‬‬
‫‪ -‬نجا ‪ ,‬مهاب ‪ ,‬القانون اإلداري العام ‪,‬دار الشمال للطباعة والنشر و التوزيع ‪ ,‬طبعة‬
‫اولى‪ ،‬سنة ‪.1551‬‬

‫ثانيا" ‪ :‬الكتب باألجنبي ‪:‬‬


‫‪j. c : pouvoir municipal et pouvoir tutelle en droit libanais ,these de doctorat,‬‬
‫‪Beyrouth 1965.‬‬

‫المصادر‬

‫اوال" ‪ :‬محاضرات ‪:‬‬


‫الثقافي الفرنسي في بيروت‪ ,‬بتاريخ‬ ‫‪ -‬االستاذ غسان مخيبر في المركز‬
‫‪ ,1555/11/18‬بعنوان البلديات والسلطة المركزية ‪.‬‬

‫ثانيا"‪ :‬القوانين‪:‬‬
‫‪ -‬قانون البلديات المرسوم اإلشتراعي رقم ‪ 117‬الصادر في ‪ /31‬حزيران ‪.1588/‬‬
‫‪ -‬قانون أصول المحاكمات المدنية المرسوم اإلشتراعي رقم ‪ 51‬تاريخ ‪.1573/5/11‬‬
‫‪ -‬قانون الموجبات والعقود المرسوم اإلشتراعي رقم ‪ 5‬تاريخ ‪.1538/3/5‬‬
‫‪ -‬قانون العقوبات المرسوم اإلشتراعي رقم ‪ 341‬تاريخ ‪.1543/3/1‬‬

‫ثالثا" المراسيم‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 1485‬تاريخ ‪ 1551/8/5‬إخضاع بعض البلديات ألحكام قانون‬
‫المحاسبة العمومية ولرقابة ديوان المحاسبة والرقابة المالية ‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم ‪3811‬تاريخ ‪ 1571/8/3‬إلخضاع األعمال المالية في بعض إتحادات‬
‫البلديات الى سلطة مراقب مالي يسمى المراقب العام ‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ -‬المرسوم ‪ 8115‬تاريخ ‪ , 1558/1/5‬والمرسوم رقم ‪ 1184‬تاريخ ‪( 1555/5/8‬‬
‫تسوية أوضاع المراقبين العامين في البلديات واتحاد البلديات وكيفية تعينهم ‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم ‪ 8513‬تاريخ ‪ /5‬أيار‪ 8111/‬المنشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 81‬تاريخ‬
‫‪ , 8111/5/17‬ومعدل بالمرسوم رقم ‪ 115‬تاريخ ‪ ,8111/11/5‬ج ‪ .‬ر‪.‬عدد ‪51‬‬
‫تاريخ ‪. 8111/11/7‬‬

‫رابعا"‪ :‬الق اررات‬


‫‪ -‬شورى دولة رقم ‪ 118‬تاريخ ‪ ( 8117/11/11‬الرئيس عيد والمستشاران سرحان‬
‫وغزال ) دعوى منصور ‪ /‬الدولة العدل ‪ 8115‬عدد‪. 185‬‬
‫‪ -‬شورى الدولة رقم ‪ 183‬تاريخ ‪( 1577/5/8‬الرئيس سعد سعداهلل خوري والمستشاران‬
‫فيضان واأليوبي )‪ ,‬دعوى بلدية بيروت‪ /‬الدولة م ‪ .‬ق ‪ .‬إ ‪ 1551/1551‬عدد ‪5‬‬
‫ص ‪. 815‬‬
‫‪ -‬شورى الدولة رقم ‪ 141‬تاريخ ‪ (, 8117/1/15‬الرئيس غانم والمستشاران عبدو‬
‫والجميل )‪ ,‬دعوى بلدية المروج‪ /‬و ازرة الداخلية – العدل ‪ 8115‬عدد ‪ 1‬ص ‪. 118‬‬
‫‪ -‬شورى الدولة رقم ‪ 14‬تاريخ ‪ ( 1553/11/4‬الرئيس فياض والمستشاران كنعان وأبو‬
‫رجيلي ) دعوى مزهر ‪/‬بلدية عالية – م‪ .‬ق‪ 1555 .‬عدد ‪ 7‬ص ‪. 41‬‬
‫‪ -‬شورى الدولة رقم ‪ 335‬تاريخ ‪( 8118/8/18‬الرئيس قباني والمستشاران نصر‬
‫وبوزوين ) دعوى عيسى ‪ /‬بلدية طرابلس م‪ .‬ق‪ .‬إ ‪ 8115‬عدد ‪ 18‬مجلد ‪ 1‬ص‬
‫‪. 431‬‬
‫خامسا"‪ :‬آراء إستشارية‬
‫‪ -‬هيئة التشريع واإلستشارات رقم ‪ 77/ 1378‬تاريخ ‪ ( 1577/8/11‬الرئيس منصور‬
‫والقاضي بريدي ) طالب الرأي ‪ :‬محافظ مدينة بيروت بالوكالة – صادر وبريدي ‪,‬‬
‫مجموعة اجتهادات هيئة التشريع واإلستشارات في و ازرة العدل ‪ ,‬المنشورات الحقوقية‬
‫صادر‪ ,‬مجلة ‪ 5‬ص ‪.5838‬‬
‫‪ -‬هيئة التشريع واإلستشارات رقم ‪ /155‬ر‪ 1585/‬تاريخ ‪( 1571/8/8‬الرئيس شدياق‬
‫القاضي كرم ) طالب الرأي ‪ :‬األشغال العامة والنقل وبريدي مجموعة اجتهاد بيئة‬
‫التشريع واإلستشارات في و ازرة العدل منشورات الحقوقية صادر مجلد ‪ 1‬ص‬
‫‪.5118‬‬
‫‪106‬‬
‫‪ -‬هيئة التشريع واإلستشارات في و ازرة العدل ‪ ,‬رقم ‪ 315‬تاريخ ‪ , 1553/7/7‬طالب‬
‫الرأي ‪ :‬و ازرة الداخلية ‪ ,‬مجموعة اآلراء اإلستشارية ‪ ,‬مجلد ‪ 5‬ج ‪ 1‬ملك بلدي خاص‬
‫ص‪ – 1‬ويراجع ‪ :‬قرار مجلس شورى الدولة رقم ‪ 17‬تاريخ ‪ 1538/5/15‬المنشور‬
‫في مجموعة ق اررات مجلس شورى الدولة ‪ ,‬ج ‪ 4‬ص ‪ – 51‬وقرار محكمة التمييز ‪,‬‬
‫رقم ‪ 34‬تاريخ ‪ 1558/8/84‬المنشور في مجموعة باز ‪ ,‬ص‪.83‬‬

‫‪107‬‬
‫فهرس‬

‫اإلهداء ‪1 ..................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الشكر ‪7 ...................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫ملخص التصميم للرسالة ‪9 ................................. ................................ ................................‬‬

‫المقدمة ‪4 .................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫القسم األول ‪ :‬قسم وصفي حول أعمال التدريب العملية ‪1 ............................... ................................‬‬

‫الفصل االول‪ :‬وصف المؤسسة محل التدريب ‪1 ........... ................................ ................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مكونات البلدية ‪7 .......................... ................................ ................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نشاطات الباحثة ‪ /‬أعمال التدريب ‪9 ..................................... ................................‬‬

‫الفقرة االولى ‪:‬قسم وصفي حول اعمال التدريب ‪5 ......................................... ................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المشاكل والتسهيالت ‪9 .................... ................................ ................................‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬االعمال المنفذة خالل التدريب وتقييمها ‪40 ............................. ................................‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬تقييم الباحثة للتدريب ‪40 ................. ................................ ................................‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬النتائج التي توصلت اليها الباحثة ‪40 .................................... ................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المهارات التي اكتسبتها الباحثة ‪42 ..................................... ................................ .‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تقييم التدريب ‪41 ......................... ................................ ................................‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬السلبيات التي رافقت التدريب ‪41 .......................................... ................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ايجابيات التدريب الميداني في البلدية ‪41 ................................. ................................‬‬

‫القسم الثاني ‪:‬الرقابة االدارية المالية القضائية على عمل البلديات ‪47 .......................................‬‬

‫الفصل االول‪ :‬الرقابة االدارية و المالية على البلديات ‪49 ................................ ................................‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬الرقابة االدارية على البلديات ‪49 ........................................ ................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة المالية على البلديات ‪49 ......................................... ................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الرقابة االدارية على البلديات المبحث ‪45 ............................... ................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الرقابة االدارية ‪45 ................. ................................ ................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الهدف من الرقابة االدارية وأشكالها ‪46 .................................. ................................‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬حدود الرقابة االدارية ‪22 ................ ................................ ................................ :‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اجهزة الرقابة ‪21 ....................... ................................ ................................ :‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬سلطة الوصاية ‪27 ......................... ................................ ................................‬‬


‫‪108‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مجلس الخدمة المدنية ‪25 ............... ................................ ................................ :‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪:‬التفتيش المركزي ‪26 ........................ ................................ ................................‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬طرق و اشكال الرقابة االدارية ‪12 ...................................... ................................‬‬

‫الفقرة االولى ‪:‬طرق الرقابة االدارية على المجلس البلدي ‪12 ........................... ................................‬‬

‫النبذة االولى ‪:‬الرقابة عن طريق انشاء البلدية واجراءات انتخاب اعضائها ‪12 .........................................‬‬

‫النبذة الثانية ‪ :‬الرقابة عن طريق حل المجلس البلدي ‪11 ................................ ................................‬‬

‫النبذة الثالثة ‪ :‬الرقابة عن طريق طلب االجتماع وحضور الجلسات ‪11 ................. ................................‬‬

‫النبذة الرابعة ‪ :‬الرقابة عن طريق التوقف عن العمل نهائيا ‪11 .......................... ................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الرقابة االدارية على مقررات المجلس البلدي ‪11 ......................... ................................‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬مبررات الرقابة االدارية على التنفيذ ‪15 ................................... ................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة المالية على البلديات ‪16 ......................................... ................................‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬رقابة ديوان المحاسبة ‪10 ................ ................................ ................................‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬رقابة الديوان االدارية ‪10 .................. ................................ ................................‬‬

‫النبذة االولى ‪ :‬رقابة الديوان المسبقة ‪14 ................ ................................ ................................‬‬

‫النبذة الثانية ‪ :‬رقابة الديوان المؤخرة ‪11 ................ ................................ ................................ .‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬رقابة الديوان القضائية ‪11 ................. ................................ ................................‬‬

‫النبذة االولى ‪ :‬الرقابة على الحسابات ‪17 ................. ................................ ................................‬‬

‫النبذة الثانية ‪ :‬الرقابة على اعمال الموظفين وعلى نصوص تعيينهم ‪17 ................ ................................‬‬

‫أوال ‪ :‬فئة الموظفين الخاضعين لرقابة الديوان ‪19 ......................................... ................................‬‬

‫ثانيا" ‪ :‬أنواع الق اررات التي يتخذها الديوان ‪15 ............ ................................ ................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬رقابة المراقب المالي العام ‪19 ........... ................................ ................................‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬التعريف بالمراقب المالي العام ‪19 ......................................... ................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬سلطة المراقب المالي العام ‪70 ............ ................................ ................................‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬لجان االعتراضات على الرسوم والعال وات البلدية ‪71 ................... ................................‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬صالحيات البلدية في فرض الرسوم والغرامات ‪71 ...................... ................................ :‬‬

‫النبذة االولى ‪ :‬الغاية من فرض الرسوم البلدية ‪71 ..................................... ................................ :‬‬

‫النبذة الثانية ‪ :‬طبيعة الغرامة المتفرعة عن الرسم البلدي ‪77 ............................ ................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬ماهية لجان االعتراضات وواقعها ‪79 .................................... ................................‬‬

‫‪109‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬حدود صالحيات لجنة االعتراضات ‪75 .................................... ................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة القضائية على البلديات ‪90 ........................................ ................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬رقابة القضاء اإلداري على البلديات ‪94 .................................. ................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬االختصاص الوظيفي للقضاء اإلداري في رقابته على البلديات ‪94 .....................................‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬صالحيات القضاء اإلداري وخصائص المراجعة أمامه ‪94 ................. ................................‬‬

‫النبذة األولى‪ :‬حدود صالحية القضاء اإلداري‪92 ..................................... ................................ ....‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اختصاص القضاء اإلداري عند عدم مراجعة موازنة ‪91 ................... ................................‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬ابرز المواضيع التي يختص بها القضاء اإلداري ‪91 ...................... ................................‬‬

‫النبذة االولى ‪ :‬الطعن بالمراسيم ‪91 ........................ ................................ ................................‬‬

‫النبذة الثانية ‪ :‬التعويض عن الضرر ‪97 ................ ................................ ................................ :‬‬

‫النبذة الثالثة ‪ :‬األشغال العامة واألعمال اإلدارية ‪97 .................................. ................................ :‬‬

‫النبذة الرابعة ‪ :‬المصلحة العامة ‪99 ..................... ................................ ................................ :‬‬

‫النبذة الخامسة ‪ :‬مسؤولية الموظف ‪99 ................. ................................ ................................ :‬‬

‫النبذة السادسة ‪ :‬الضرائب والرسوم ‪95 .................. ................................ ................................ :‬‬

‫النبذة السابعة ‪ :‬التخصيص ‪95 ............................ ................................ ................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬طرق التنازع أمام القضاء اإلداري ‪95 ................................... ................................‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬الرقابة عن طريق قضاء االبطال‪99 ..................................... ................................ .‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة عن طريق قضاء التعويض الشامل ‪50 ............................ ................................‬‬

‫الفقرة الثالث ‪ :‬الرقابة عن طريق قضاء التفسير وتقدير صحة األعمال اإلدارية‪52 ................................... .‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تنفيذ أحكام القضاء اإلداري ‪51 ....................................... ................................ :‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬مختلف حاالت عدم تنفيذ اإلدارة للق اررات القضائية‪57 .................. ................................ .‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬اآلثار المرتبة على تلكؤ اإلدارة في تنفيذ أحكام القضاء ‪55 ............. ................................‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬الوسائل الممكنة اللزام اإلدارة على تنفيذ أحكام القضاء ‪90 ........... ................................ .‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬رقابة القضاء العدلي على البلديات ‪92 ................................. ................................‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬مميزات وأهمية الرقابة القضائية‪92 .................................... ................................ .‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نطاق الرقابة القضائية‪92 .............. ................................ ................................ .‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬االختصاص الوظيفي للقضاء العدلي في رقابته على البلديات‪92 .................................. .‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أهمية الرقابة القضائية ‪91 .................. ................................ ................................‬‬

‫‪110‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬أوجه التباين والتشابه بين الرقابة القضائية والرقابة اإلدارية ‪97 ........................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نطاق الرقابة القضائية ‪95 ............... ................................ ................................‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬الرقابة على المشروعية ‪95 ............. ................................ ................................ .‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الرقابة على عنصر المالئمة ‪96 .......................................... ................................‬‬

‫الفقرة الثالث ‪ :‬دور القاضي في عملية االثبات وتكوين قناعته ‪64 ...................... ................................‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬االختصاص الوظيفي للقضاء العدلي في رقابته على البلديات ‪61 .....................................‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬الحرية الفردية ‪61 .......................... ................................ ................................‬‬

‫النبذة األولى ‪ :‬االستيالء ‪61 ............................... ................................ ................................‬‬

‫النبذة الثانية ‪ :‬التعدي أو العمل التعسفي الذي ترتكبه اإلدارة حيال الملكية الفردية والحركات األساسية األفراد ‪67 ...‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬عقود القانون الخاص ‪69 .................. ................................ ................................‬‬

‫النبذة األولى ‪ :‬معيار العقد اإلداري ‪69 .................... ................................ ................................‬‬

‫النبذة الثانية ‪ :‬القضاء الصالح للنظر بالعقود المجراة من قبل البلدية ‪65 ............... ................................‬‬

‫الخاتمة ‪402 ................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫المراجع ‪401 ................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫المصادر ‪407 ............... ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪111‬‬

You might also like