You are on page 1of 28

‫مجلة الدراسات القانونية‬

‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا‬


‫دراسة فقهية قانونية مقارنة‬
‫صحراوي غريب (‪)‬‬

‫تاريخ قبول المقال‪2019/07/13 :‬‬ ‫تاريخ إرسال المقال‪2019/06/25 :‬‬

‫ملـــــــ ّخــص‪:‬‬
‫ضمنت هذا المقال مقدمة صورت فيها حقيقة الملكية الشائعة‪ ،‬ثم تطرقت إلى مفهوم كل من الملكية والشيوع في‬
‫الفقه اإلسالمي والقانون المدني الجزائري‪ ،‬ثم انتهيت إلى تعريف المركب من الصفة والموصوف ( الملكية‬
‫الشائعة)‪ ،‬ثم بينت األحكام الفقهية والضوابط القانونية لكل ما يأتي‪:‬‬
‫الشريك منفردا في حصته الشائعة في الفقه اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالمي‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ح ـ ـ ـ ـ ــكم تصرف ّ‬
‫‪ 2‬ـ تص ـ ـ ـ ـ ــرف الشريك في جزء مفرز من المال الشائع في الفقه اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالمي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف الش ـ ـ ـ ـريك في كل المال الشـ ـ ـ ـ ـ ــائع في الفقه اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالمي‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ امت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيازات المالك على الشيوع في الق ـ ـ ـ ــانون الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدني الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزائري‪.‬‬

‫‪This article comprises an introduction showing the real meaning of communal property, followed‬‬
‫‪by the concept of both property and communism in the Islamic Fiqh and the Algerian Civil Code.‬‬
‫‪Subsequently, I ended up by defining “Communal Property” and elucidating the Islamic‬‬
‫‪jurisprudential terms and legal standards for each of the following cases:‬‬
‫‪1) When the partner proceeds in managing their part in the Communal Property on their own‬‬
‫‪2) When the partner proceeds in managing a designated amount of the Communal Money‬‬
‫‪3) When the partner proceeds in managing all of the Communal Money‬‬
‫‪4) The ownership’s advantages over Communism in the Algerian Civil Code‬‬

‫( ‪ )‬صحراوي غريب‪ -‬جامعة آكلي امحند( البويرة)‪ ،‬البريد اإللكتروني‪gherib2014@gmail.com :‬‬

‫‪42‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫مقــــدمة‪.‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬الحمد هلل الذي خلق ورزق‪ ،‬وعلم وألهم‪ ،‬وهدى للتي هي أقوم والصالة‬
‫والسالم على خير األنام‪ ،‬وعلى آله وصحبه الكرام‪ ،‬وعلى من اهتدى بهديه‪ ،‬واستن بسنته إلى يوم لقاء‬
‫الـ ـ ـ ـ ـواحد الع ـ ـ ـ ــالم‪ ،‬وبعـ ــد‪:‬‬
‫فإن الملكية الشائعة‪ ،‬من حيث تصوير مفهومها‪ ،‬وسط بين ملكيتين‪ ،‬هما الملكية المفرزة والملكية‬
‫ذراته في كل المال الشائع‪ ،‬لذا لم يحدد في‬‫فالنصيب الذي يملكه الشريك في الشيوع تفرقت ّ‬ ‫المشتركة‪ّ ،‬‬
‫جانب منه عل ى درجة التع ـ ــيين فملكيته لهذا النصيب هي م ــلكية معنوية‪ ،‬وهذا ما يميز الملكية الشائعة‬
‫عن الملكية المفرزة‪ ،‬إذ اإلفراز يحدد نصيبا مـ ـ ــاديا للشريك في الشيوع يستأثر به دون غيره‪.‬‬
‫كما أن المال الشائع ال يملكه الشركاء مجتمعين‪ ،‬بل لكل شريك فيه نسبة م ـ ــعينة تمثل حصته كأنه‬
‫استقل بها معنى‪ ،‬وهو ما يميز الملكية الشائعة عن الملكية المشتركة‪ ،‬والتي تعتبر الشركاء فيها كأنهم يد‬
‫واحدة على المال المشترك‪.‬‬
‫ويعتبر موضوع الملكية الشائعة من المواضيع الهامة والخـ ـ ـ ـ ــطيرة التي تفـرض وجودها في معامالت‬
‫الناس ال يومية‪ ،‬خصوصا فيما يتعلق بشيوع العقـ ــارات‪ ،‬والتي كان أهم أسباب نشوئها الميراث باإلضافة‬
‫إلى الوصية‪ ،‬وغيرهما من العقود‪ ،‬والتي هي محل نـزاع دائم ومستمر في عصرنا هذا وفي عصور‬
‫سبقت‪ ،‬في مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرنا هذا وغيره من األمص ـ ـ ـ ـ ــار‪.‬‬
‫وقد ازداد ت حدة الخالفات بين الشركاء في الشيوع سيما أعضاء األسـ ـ ـرة الواحدة حـول من له ألوية‬
‫اإلدارة والتصرف مما نتج عنه كثرة المظالم‪ ،‬فالفكاك األسري‪ ،‬فهدم أواص ــر القرابة خصوصا مع االرتفاع‬
‫العالمي المتزايد ألسعار العقارات بصفة عامة‪ ،‬واألراضي بصفة خاصة‪ ،‬والتي أصبحت أغلى مما يمثل‬
‫الثمنية ( الذهب )‪ ،‬مع هيمنة المادة وضعف الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوازع الديني‪ ،‬مما أدى بالعديد من أف ـراد المـ ـ ـ ـ ــجتمع‬
‫(الشــركاء في الشيوع) إلى الرغبة في تصفية ملكيتهم‪ ،‬وإفرازها قصـ ــد االستثمار فيها‪.‬‬
‫غير أن ذلك غير متاح في كل شيوع‪ ،‬إذ منه ماال يقبل القسمة أبدا‪ ،‬وهو ما يسمى بالشيوع الجبري‪،‬‬
‫أو القهري" وهو ما تعلق بجزء نسبي غير معين وال محدد على وجه دائم‪ ،‬فتكون كل ذرة من كل‬
‫نصيب سارية إلى كل جزء من أجزاء المال الشائع بصفة دائمة‪ ،‬إما لتعذر اإلفراز‪ ،‬أو لمناقضة‬
‫الغــــــــــــرض الذي أعد له المال "‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫وهو ما تعلق باألعيان المملوكة ملكية مشتركة‪ ،‬أو ما اصطلح عليه الفقهاء بشركة الملك‪ ،‬وكذا‬
‫المرافق التابعة لألمالك المفـرزة‪ ،‬أو ما يدرج ضمن الحقوق العينية باإلضافة للمرافق العامة التي تثبت‬
‫أحقيتها للجميع على سبيل اإلبــاحة‪.‬‬

‫وقد ذكر الفقهاء لذلك أمثلة كثيرة في فرعيات الفقه اإلسالمي منها‪ :1‬الحمام و البئر والقناة والبيت‬
‫الصغير‪ ،‬والثوب الواحد والجوهرة التي تحتاج إلى كسر في قسمتها وما يلحق بها أو يأخذ حكمها‪،‬‬
‫كالسفينة أو الم ـ ــركبة‪.‬‬

‫وكما يتعلق الشيوع بحق الملكية فيشمل رقبة األشياء‪ ،‬يتعلق كذلك بالحقوق العينية األخرى‬
‫كالمرافق المرتبطة باألعيان والتابعة لها‪ ،‬بل إن الشيوع اإلجباري يتأكد في المرافق التابعة لألمالك‪،‬‬
‫ألن الذي أعدت له هذه المرافق يقتضي بقاءها على الشيوع على وجه دائــم‪ ،‬وفــي فرعيات الفقه‬
‫اإلسالمي ما يؤكــد ذلك‪.‬‬
‫ورغم عناية فقهاء اإلسالم األقدمين بم ـ ـ ــسائل الشيوع وإدارته‪ ،‬وكذا إن ــهائه‪ ،‬إال أن عالجهم لهذا‬
‫الموضوع اقتضى أسلوبا جزال يوافق نمط المعامالت الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتي كانت في عصورهم‪ ،‬كما بقي الموضوع في‬
‫شكل فتاوى في جزئيات متفرقة‪ ،‬وفي أبواب فقهية شتى مجردة عن قواعدها الكلية وأصولها العامة التي‬
‫تتكيف وفقها تحت ضابط المقاصد‪ ،‬إال ما أشار إليه فقهاء األحناف في مجلة األحكام العدلية‪ ،‬وفقهاء‬
‫القانون المدني في باب المــلكية‪.‬‬
‫فهل يمكن إعادة دراسة هذا الموضوع دراسة مستجدة تربط الفروع باألصول‪ ،‬وتراعي في ذلك مقاصد‬
‫التشريع ؟ وكيف يمكن أن نتفادى المساوئ الناتجة عن البقاء على الشيوع ؟ وهل هناك ضوابط شرعية‬
‫ومنظومة قانونية تكفل التماسك االجتماعي والتنمية االقتصادية للملك المشاع مع كث ـرة األيدي المالكة‬
‫وسوء المشاركة ؟ وكون أغلب الملك المشاع لم يكن سببه اختياري‪ ،‬بل ف ـ ــرض على الشـ ـ ـ ـ ـ ــركاء فيه ممثال‬
‫في الميراث‪.‬‬

‫‪ -‬ابن عابدين – رد المحتار على الدر المختار ـ ج‪ 9‬ص‪ 434‬ـ الطبعة الثانية دار المع ـ ـ ـرفة ـ ـ بيـ ــروت لبنان ـ سنة ‪1432‬ه‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2011‬م‪.‬‬
‫‪ ،‬القاضي عبد الوهاب – المعونة ـ ج‪ 2‬ص‪ ،1286‬الطبعة األولى دار الفكر ـ بيروت لبنان ـ سنة ‪1419‬ه‪1999 ،‬م‪ .‬ـ النووي‬
‫– المجموع شرح المهذب ـ ج‪ 17‬ص‪ 203‬ـ ـ مطبعة التضامن األخوية بالحسين ـ مصر‪ ،‬ابن قدامة – المغني مع الشــرح الكبير‬
‫‪.‬ـ ج‪ 4‬ص‪ 292 ،291‬ـ ـ طبعة دار الكتب الع ـ ـ ـ ــلمية ـ ـ بيروت لبنان‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫لذا أبرزت في هذا المقال امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا مع ذكر األحــكام‬
‫والضوابط الشرعية والقانونية التي تنظم الشيوع وت ــديره‪ ،‬وقد بدأت المقال كمدخل له بمفهوم كل من الشيوع‬
‫والملكية في الفقه اإلسالمي والقانون المدني الجزائري‪ ،‬وقد كانت الدراسة مقارنة بين المدارس الفقهية من‬
‫جهة‪ ،‬وبين الفقه اإلسالمي والقانون المدني الجزائري من جهة أخرى لواقعية الموضوع ودعوة المقتضى‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الملكية الشائعة لغة واصطالحا عند فقهاء الشريعة والقــــانون‪.‬‬
‫وتطرقت فيه للتعريف اللغوي والمركب اإلضافي (االصطالحي) للملكية الشائعة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬كما‬
‫وقفت على تعريف فقهاء القانون المدني للمــلكية الشائعة‪.‬‬
‫أ ـ الملــكية لغة‪.‬‬
‫السلطان والعز والعظمة‪ ،‬كما يعني حيازة الشيء واالنفراد بالتصرف‬‫الملك عند علماء اللغة يعني ّ‬
‫فيه‪ ،‬أو القدرة على االستبـ ــداد به‪ ،‬وكل منهما يستلزم الثاني‪.‬‬
‫ويؤنث كالسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلطان‪ ،‬وملك هللا وم ـ ـ ـ ــلكوتة‬
‫ـ فهي من الفعل الثالثي ملك‪" ،‬والملك معروف‪ ،‬وهو يذكر ُ‬
‫سلطانه وعـ ـ ـ ــظمته "‪ ،2‬ولذلك يقال لفالن من الناس ملكوت الشيء‪ ،‬أي عزه وسلطانه‪ ،‬والملك ‪ :‬مثلثة أي‬
‫‪3‬‬

‫ِ ‪4‬‬
‫اسم منه‬
‫بفتح الميم وضمها وكسرها‪ ،‬احتواء الشيء والقدرة على االستبداد به‪ ،‬وقيل الملك بكسر الميم ٌ‬
‫كافر وكّفار ‪ ،‬وتأتي"لفظة الملك"‪ 5‬بكسر الالّم وتخفف‪ ،‬والجمع منها‬ ‫والفاعل مالك‪ ،‬والجمع مالّك‪ ،‬مثل ِ‬
‫ُ‬
‫بضم الم ـ ـ ـ ـ ــيم‪.‬‬
‫ملوك مثل فلس فلوس‪ ،‬واالسم الملك ّ‬
‫أن الملك لغة يعني معنيين فـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهو‪:‬‬
‫مما سبق ّ‬
‫يتضح ّ‬
‫لك بفتح الميم وكس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالّم‪.‬‬
‫السلطان والعز والعظمة‪ ،‬واالسم منه َم ٌ‬
‫‪ 1‬ــ ّ‬
‫‪ 2‬ــ وهو حيازة الشيء‪ ،‬واالنفراد بالتصرف فيه‪ ،‬أو القدرة على االستب ـ ــداد به واالسـ ـ ــم منه َم ـ ــالك‪.‬‬
‫الملك واستبد به‪ ،‬وال بد‬ ‫ــ وكل معنى من المعنيين يستلزم الثاني‪ ،‬فال يطلق الملك إال على من حاز ُ‬
‫لكل ملك من مالك يحوزه وينفرد باالستبداد به استغالال‪ ،‬واستعماال‪ ،‬وتص ـ ـرفا‪.‬‬
‫ين ‪. " ٤‬‬
‫‪7‬‬ ‫ين "‪ ،6‬و" َٰملِ ِك يوۡ ِم ِ‬
‫ٱلد ِ‬ ‫ولذلك جاء في حـقه تعالى أنه‪ ":‬ملِ ِك يوۡ ِم ِ‬
‫ٱلد ِ‬
‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬

‫ـ أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور اإلفريقي – لسان العرب ج‪ 6‬ص ‪ 92‬الطبعة األولى دار صادر سنة‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 1997‬م‪.‬‬
‫ـ ابن منظور ـ المرجع السابق ـ ج‪ 6‬ص ‪.92‬‬ ‫‪3‬‬

‫ـ ابن منظور ـ المرجع السابق ـ ج‪ 6‬ص ‪.92‬‬ ‫‪4‬‬

‫ـ مجمع اللغة العربية – المعجم الوجيز ـ ص‪950‬ـ طبعة و ازرة التربية والتعليم ‪1411‬هـ ‪1991 /‬م‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫ـ س ـ ـ ـ ـ ــورة الفاتحة ـ آية رقم ‪.04‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪45‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫يها َوإَِل َينا‬


‫َرض َو َمن َعَل َ‬ ‫جل وعال في ذلك‪ِ ":‬إَّنا َن ُ‬
‫حن َن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـر ُث ٱأل َ‬ ‫ومالك مأخوذة من الملك كما قال المولى ّ‬
‫اس ‪ ،9"٢‬وملك مأخوذ من الملك كما‬ ‫اس ‪َ ١‬ملِ ِك َّ‬
‫ٱلن ِ‬ ‫ٱلن ِ‬ ‫َعوُذ ِب َر ِّب َّ‬ ‫ون‪ ، "٤٠‬وقال تعالى‪ُ ":‬قل أ ُ‬
‫‪8‬‬
‫ـرج ُع َ‬
‫ُيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ار ‪ ، "١٦‬وقال‪ " :‬ٱلملك ي ِ ٍ‬ ‫ٱلوا ِح ِد ٱلَق َّه ِ‬ ‫قال تعـ ـ ــالى‪ّ ":‬لِم ِن ٱلملك ٱلي ِ ِ‬
‫وما‬
‫ان َي ً‬ ‫َّحم ِن َوَك َ‬
‫ٱلح ُّق للر َ‬
‫ومئذ َ‬ ‫وم َّّلِل َ‬
‫‪10‬‬
‫ُ ُ َ َ‬ ‫ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ٱلدي ِن ‪ " ٤‬وق أر آخرون‪ ":‬ملك "‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عَلى َ ِ‬
‫ين َعسي ار ‪ . " ٢٦‬لهذا ق أر بعض الق ـ ـ ـ ـ ـ ّـراء‪ََٰ " :‬ملك َيو ِم ّ‬ ‫ٱلكف ِر َ‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬
‫َ‬
‫السبع‪.‬‬
‫وكـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالهما صحيح متواتر في ّ‬
‫ب ــ المــــلكية اصـطالحا‪.‬‬
‫ينبغي الوقوف عند تعاريف الفقهاء القدامى‪ ،‬وما أجمعت عليه كلمة الفقهاء المع ــاصرين لكي نصل إلى‬
‫تعريف جامع مانع للملكية في االصطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالح‪.‬‬
‫‪1‬ــ الملك اصطالحا في المدارس الفقهية‪.‬‬
‫عرف الفقهاء الملكية باعتبار وصفها بتعريفات متقاربة‪.‬‬ ‫ـ ّ‬
‫عرفها األحناف بأنها‪ ":‬قــــدرة يثبتها الشارع ابتداء على التصرف إال لمانع "‪ 14‬فالمـ ــلك عند األحناف‬
‫ــ ّ‬
‫حق يحتاج إلى اعتبار شرعي‪ ،‬فإن انتفى هذا االعتبار انتفى الملك‪ ،‬وقد احترز صاحب التعريف‬
‫بقوله‪":‬ابتداء على التصرف" ليخرج تصرف الوصي أو الوكيل أو القاضي‪ ،‬فهؤالء يتصرفون النتفاع‬
‫الم ــالكين ال ألنفسهم‪ ،‬وفـي قوله‪" :‬إال لمانع" احتراز ثاني مــفاده أن حق الملكية وإن كان له اعتبا ار من‬
‫الشرع غير أنه قد يمنع من هذا الحق مانع متعلق أساسا بصاحب الحق‪ ،‬وذلك كالحجر والصغر‬
‫والج ـ ــنون‪.‬‬

‫‪7‬ـ س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة الفات ـ ــحة ـ آية رقم ‪.04‬‬


‫‪1‬ـ سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة مريم ـ آية رقم ‪.40‬‬
‫ـ س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة الناس – آية رقم ‪.1،2‬‬ ‫‪9‬‬

‫ـ س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة غافر – آية رقم ‪.16‬‬ ‫‪10‬‬

‫ـ سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة الفرقان – آية رقم ‪.26‬‬ ‫‪11‬‬

‫ـ أبو الفدا إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي – تفسير القرآن العظيم ـ ج‪1‬ص ‪ 103‬الطبعة األولى ـ دار ابن حزم‬ ‫‪12‬‬

‫– بيروت لبنان سنة ‪1423‬هـ ‪2002 /‬م ‪.‬‬


‫ـ سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة الفاتحة ـ آية رقم ‪04‬‬ ‫‪13‬‬

‫ـ د‪.‬جمال خليل النشار – تصرف الشريك في المال الشائع ص‪ 21‬ـ طبعة دار الجامعة الجديدة ـ اإلسكندرية ـ سنة ‪2000‬م‪،‬‬ ‫‪14‬‬

‫د‪.‬أحمد فالح عبد البخيت ـ الملكية الشائعة في الفقه اإلسالمي والقانون – دارسة مقارنة ـ ص ‪ – 83‬طبعة دار الجامعة الجديدة‬
‫اإلسكندرية سنة ‪2012‬م‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫مقدر في العين‪ ،‬أو في المنفعة يقتضي تمكين‬


‫ــ وعرفه المالكية بقولهم‪":‬هو حكم شرعي‪ ،‬أو وصف ّ‬
‫من ُيضاف إليه من االنتفاع بالمملوك‪ ,‬ومن المعاوضة عنه"‪.15‬‬
‫وعرفه الشــافعية بتعريف يقترب من تعريف المالكية إلى أحد التطابق‪ ،‬فقال ـ ـوا‪":‬هـو حكم شرعي يقدر‬
‫ــ ّ‬
‫في عين أو منفعة‪ ،‬يقتضي تمكن من ينسب إليه من انتفاعه والعوض عنه من حــيث هــو كذلك "‪.16‬‬
‫حكم شرعي لكونه ثمرة أسباب شرعية يقدر في العين أو المنفعة‪ ،‬وذلك عند ت ـ ـ ــحقق األسباب‬ ‫فالملك‬
‫‪17‬‬

‫أن المنافع تملك كما تملك األعيان‪ ،‬وفـ ـ ــي التعريفين" يقتضي‬
‫المفيدة للملك‪ ،‬كما أن التعريف يشير إلى ّ‬
‫انتفاعه" احتراز عن تص ـ ـ ـ ـ ــرف القضاة واألوصياء وذلك ألن تصرفهم النتفاع المالكين ال النتفاع أنفسهم‪،‬‬
‫وفي قولهما‪" :‬والعوض عنه" يخ ـ ـ ــرج اإلباحات والمرافق العامة كاالختصاص بالمساجد والربط‪ ،‬ومقاعد‬
‫األسواق فال ملك فيها مع إمــكان التصرف وفي قولهما‪":‬من حيث هو كذلك" إشارة إلى تخلف الحكم مع‬
‫وجود االعتبار الشــرعي‪ ،‬بسبب وجـود المانع كالحجر والجنون والصغر‪.‬‬
‫وعرفه الحنابلة بقولهم‪ ":‬هو القدرة الشرعية على التصـــرف في الرقبة بمنزلة القدرة الحسية "‪ ،18‬فهو‬ ‫ــ ّ‬
‫اختصاص بالشيء يمنع الغير منه ويم ّكن صاحبه من التصرف فيه ابتداء إال لمـ ـ ـ ـ ـ ــانع شرعي‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ تعريف الملكية عند الفقهاء المعاصرين‪.‬‬
‫التقت تعاريف الفقهاء المعاصرين للملكية عند قولهم‪ ":‬هو اختصاص بالشيء يمنع الغير منه‪ ،‬ويمكن‬
‫صاحبه من التصرف فيه ابتداء إال لمانع شرعي"‪ ،19‬وهو ما التقت عنده مضامين التعاريف السابقة‪،‬‬
‫فإذا ما ملك الشخص ماال بسبب من األسباب المشروعة اختص به‪ ،‬ح ـ ــيث يم ّكنه هذا االختصاص من‬
‫االنتفاع بملكه تصرفا واستغالال واستثمارا‪ ،‬إال إذا وجد مانع شرعي يمنع من ذلك كالجنون والعته‬
‫أن اختصاصه به يمنع الغير من االنتفاع به أو التصرف فيه‪ ،‬إال إذا وجد سند‬ ‫الصغر‪ ،‬كما ّ‬
‫والسفه‪ ،‬و ّ‬
‫شرعي يبيح له ذلك كالوالية والوصاية والوكالة‪.‬‬

‫ـ شهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس الصنهاجي المصري المعروف بالقـ ـرافي ـ الفروق ـ ج‪ 03‬ص‪1009‬ـ الطبعة‬ ‫‪15‬‬

‫األولى دار السالم ـ القاهرة ـ سنة ‪1421‬هـ‪2001 ,‬م‪.‬‬


‫ـ جالل الدين السيوطي – األشباه والنظائر ـ ص ‪401‬ـ الطبعة األولى مؤسسة المختار ـ القاهرة ـ سنة ‪1428‬هـ ‪2008‬م‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫ـ المرجع نفسه ـ ص ‪.402-401‬‬ ‫‪17‬‬

‫الحراني الدمشقي الحنبلي ـ الفتاوى الكبرى ـ ج‪ 3‬ص‪347‬ـ طبعة مؤسسة الحلبي–‬


‫ـ أبو العبّاس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية ّ‬
‫‪18‬‬

‫القاهرة سنة ‪1329‬هـ‪.‬‬


‫ـ د‪ .‬وهبة الزحيلي ـ الفقه اإلسالمي وأدلته ج‪ 4‬ص‪ ،57‬ج‪ 5‬ص‪ 489‬ـ طبعة دار الفكر دمشق – سوريا ‪ ،‬الطبعة الثالثة ـ‬ ‫‪19‬‬

‫سنة ‪1409‬هـ ‪ 1989 /‬م ‪ ،‬د‪.‬أحمد فالح عبد البخيت – مرجع سابق ـ ص ‪.84‬‬

‫‪47‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫غير أنّ تصرف الولي أو الوصي أو الوكيل لم يثبت له ابتداء‪ ،‬وإنما بطريق النيابة الشــرعية عن‬
‫غيره‪ ،‬ولذلك جاء االحتراز في التعريف بقولهم‪ ":‬ويم ّكن صاحبه من التصرف فيه ابــتداء"‪.‬‬
‫ت ــ تعريف الشيوع في اللغة‪.‬‬
‫من المعاني التي أطلقها الفقهاء على الشيوع الشركة‪ ،‬فإذا قيل‪ :‬هذان الشريكان متشايعان في دار‬
‫أو أرض‪ ،‬كانا شـ ـ ـ ـ ـريكين فيها‪ ،‬وهو ما يقتضي كون نصيب كل منهما غير مفرز‪ ،‬وال مقســــــــــــوم‪.‬‬
‫من الفعل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاع‪ ،‬يقال شاع الشيب شيعا وشياعا‪ ،‬وشي ـ ـ ـ ـ ــعانا وشيوعا‪ ،‬وشيوعة‪،‬‬ ‫‪20‬‬
‫والشيـــــــــوع لغة‬
‫وتفرق‪ ،‬وشاع فيه الشيب‪ ،‬والمصدر ما تقـ ـ ـ ـ ـ ــدم‪.‬‬ ‫ومشيعة ظ ـ ـ ــهر ّ‬
‫الدار‪ ،‬فاتّصل‬
‫الدار ومشاع فيها ‪ ..‬أي إذا كان في جميع ّ‬ ‫ويقال نصيب فـ ـ ـ ــالن شائع في جميع هذه ّ‬
‫كل جزء منه بكل ج ــزء منها‪ ،‬وس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهم شائع أي غير مـ ـ ــقسوم‪.‬‬
‫ـ وفي القاموس المحيط‪ : 21‬سهم شـ ـ ـ ـ ــائع وشاع ومشاع غير مقسوم‪ ،‬فالشيوع لغة ي ـ ـ ـ ــدل على معنيين‬
‫األول منها الثاني‪ ،‬فهو كل متفرق غير معزول وهو ما يقتضي كونه غــــير مـقسوم‪.‬‬ ‫يقتضي المعنى ّ‬
‫ـ ومن المعنى األول‪ُ :‬يقال أشعت الم ـ ـ ـ ـ ــال بين القوم‪ ،‬والقدر في الحي إذا فرقته فيهم ولم يفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرز‪ ،‬وفي‬
‫هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قيل‪ :‬أشـــــيعا مشر‪ 22‬القدر حولنا وأي زمــــان ِقدرنا لم تمـــــشر؟‬
‫ـ ومن المعنى الثاني‪ :‬تقول العرب أشاعت‪ 23‬الناقة‪ ،‬أي إذا أرسلت بولها إرساال مت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــصال غ ـ ـ ـ ـ ــير‬
‫مـ ـ ـ ــتقطع‪.‬‬
‫ومن معـ ــاني الشيوع الشركة‪ ،24‬فيقال‪ :‬هما متشايعان‪ ،‬ومشتـاعان في دار أو أرض إذا كانا شـريكين‬
‫فيها‪ ،‬وهـم شيعاء فيها‪ ،‬وكل واحد منهم شيع لصاحبه‪ ،‬أي شريك له‪ .‬غير أن الشيوع في ج ـ ـ ـ ـ ــوهره‬
‫يختلف عن الش ـ ـ ــركة‪ ،‬فالشركة المالك فيها جماعة يس ـ ــاهم كل فرد فيها بنصيب من المال بقصد تحقيق‬
‫إذن تعتبر ملكية واحدة لعدة‬ ‫‪25‬‬
‫غرض مشترك يع ـ ـ ــجز كل واحـد منهم عن تحقيقه منفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردا‪ ،‬فالشـركة‬

‫ـ ابن منطور – مرجع سابق ـ ج‪ 3‬ص ‪.503‬‬ ‫‪20‬‬

‫ـ مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد بن ابراهيم الفيروز آبادي الشيرازي الشافعي – القاموس المحيط ـ ص‪754‬ـ الطبعة‬ ‫‪21‬‬

‫الثانية ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت لبنان ـ سنة ‪1428‬هـ‪2007 /‬م‬


‫ـ التمشر والتمشير القسمة‪ ،‬ومشر الشيء قسمه وفرقه‪ ،‬وخص بعضهم به اللحم‪ .‬انظرـ ابن منظورـ مرجع سابق ـ‬ ‫‪22‬‬

‫ج‪04‬ص‪.20‬‬
‫ـ المرجع نفسه ـ ج‪ 3‬ص‪.503‬‬ ‫‪23‬‬

‫ـ المرجع نفسه ـ ج‪ 3‬ص ‪.503‬‬ ‫‪24‬‬

‫ـ أحمد فالح عبد البخيت – مرجع سابق ـ ص ‪.13‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪48‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫شركاء مجتمعين ال يملك كل منهم إال مـ ـ ـ ــجرد حق شخصي ال عيني في استغالل الشيء والحصول على‬
‫الربح الناشئ عنه‪ ،‬وال يمتلك الشريك حقه العيني إال بعد قسمة المال المشترك نتيجة تص ـ ــفية الش ــركة‪،‬‬
‫ذرة من‬
‫وهو ما يختلف اختالفا جذريا ع ــن الملكية الشائعة التي يملك كل شريك فيها حقه العيني في كل ّ‬
‫ذراتها ملكا يخوله امتيازات االستـ ـ ــغالل واالستــعمال والتص ــرف‪.‬‬
‫ث ــ تعريف الشيوع اصطـــــــالحا‪.‬‬
‫تعرض الفقهاء القدامى لتعريف الشيوع عند تحديدهم لشـروط الشفعة‪ ،‬فـمن شروطها أن يبقى العقار‬
‫ـ ّ‬
‫على صفة الشيوع‪ ،‬أي شائعا غير مقسوم ‪ ،‬وهو ما ذكره النص النبوي بصـ ـراحة ففي حديث جابر (رضي‬
‫هللا عنه)‪ " :‬قضـــــى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بالشفعة فيما لم يــقسم فإذا وقعت الحدود‪،‬‬
‫الدواني‪":‬‬
‫وقد تقاربت عبارات جمهور الفقهاء في هذا الباب‪ ،‬فــفي الفـ ـواكه ّ‬
‫‪26‬‬
‫وصرفت الطرق فال شفعة"‬
‫وإنما الشفعة في المشاع‪ ،‬وهو غير المتميز على حده"‪ ،27‬وفي المغني البن قدامة قوله‪" :‬فال تثبت إال‬
‫بشروط أربعة أحدهما‪ :‬أن يكون المــلك مشاعا غــير مــقسوم"‪ ،28‬كما تعرض الفقه اإلسالمي لتعريف‬
‫الرهن‪ ،30‬وذلك عند‬
‫الشيوع في باب القسمة ‪ ،‬فال تقع القسمة إال لم ـ ـ ــال شائع وكذا في أبواب الهبة و ّ‬
‫‪29‬‬

‫تناول الفقهاء لحكم رهـ ـ ـ ــن المشاع وه ـ ـ ـ ـ ـ ــبته أو حكم التصرف في المال المشاع بالمصطلح العصري‪،‬‬
‫أن التعاريف التي ذكرت مـ ــقترنة باألبواب السابقة هي أقرب ما تكون إلى التعاريف اللغوية والتي‬
‫غير ّ‬
‫حددت صفات الملك المشاع كونه غير مــقسـ ـ ـ ـ ــوم‪ ،‬وغير متميز‪ ،‬وأدق تعريف للشيوع هو ما ذكره‬

‫ـ ابن حجر العسقالني ـ فتح الباري شرح صحيح البخاري ـ قوله كتاب الشفعة بسم هللا ـ ج‪ 04‬ص‪436‬ـ طبعة دار المعرفة ـ‬ ‫‪26‬‬

‫بيروت ـ سنة ‪1379‬هـ‪ ،‬أبو بكر أحمد بن علي البيهقي ـ السنن الكبرى ـ باب الشفعة فيما لم يقسم ـ ج‪ 06‬ص‪102‬ـ الطبعة‬
‫األولى ـ مجلس دائرة المعارف النظامية ـ الهند ـ سنة ‪ 1344‬هـ‪ ،‬أبو داود السجستاني ـ سنن أبي داود ـ باب في الشفعة ـ ج‪09‬‬
‫ص‪ 390‬ـ طبعة دار الكتاب العربي ـ بيروت لبنان‪ ،‬ابن ماجة القزويني ـ سنن ابن ماجة ـ باب إذا وقعت الحدود فال شفعة ـ ج‪07‬‬
‫ص‪ 373‬ـ طبعة دار الفكر بيروت‪ ،‬محمد بن حبان البستي ـ صحيح ابن حبان ـ باب ذكر خبر ثاني ـ ج‪ 11‬ص‪592‬ـ الطبعة‬
‫الثانية ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ سنة ‪1414‬هـ ‪ 1992‬م‪ ،‬أبو عبد هللا الشيباني ـ مسند أحمد بن حنبل ـ باب مسند جابر بن‬
‫عبد هللا (رضي هللا عنه)ـ ‪03‬ص‪296‬ـ طبعة مؤسسة قرطبة ـ القاهرة‪.‬‬
‫ـ أحمد بن غنيم النفراوي – الفواكه الدواني ـ ج‪ 2‬ص ‪151‬ـ طبعة دار الفكر بيروت ـ سنة ‪ 1415‬هـ ‪1995‬م‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫ـ موفق الدين ابن قدامة المقدسي – المغني ـ ج‪ 7‬ص ‪436‬ـ الطبعة الرابعة دار عالم الكتب الرياض ـ سنة ‪ 1419‬هـ‬ ‫‪28‬‬

‫‪1999‬م‪.‬‬
‫ـ النووي – روضة الطالبين وعمدة المفتين ـ ج‪ 11‬ص ‪204‬ـ الطبعة الثالثة – المكتب اإلسالمي بيروت ـ سنة ‪1412‬هـ‬ ‫‪29‬‬

‫‪1991‬م‪.‬‬
‫ـ النووي – مرجع سابق ـ ج‪ 4‬ص ‪ ،38،39‬ابن قدامة المقدسي مرجع سابق ـ ج‪ 8‬ص ‪.248-247‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪49‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫السهم الساّري إلى كل جزء من‬


‫األحناف في مجلة األحكام العدلية وهو قولهم‪" :‬النصيب المـــشاع هو‪ّ :‬‬
‫أجزاء المال المشترك"‪ .31‬فالملكية الشائعة إذا ه ــي‪ :‬ما تعلق كل نصيب منها بجزء نسبي غير معين وال‬
‫معزول‪ ،‬فتكون كل ذرة من نصيب أحد الش ـ ـ ــركاء المشتاعين مشتركة بين ذرات أنصباء الشركاء كلهم‪.‬‬
‫ج ــ التعريف اإلضافي أو العلمي للملكية الشائعة‪.‬‬
‫يعتبر تعريف األحناف السابق هو التعريف التي التقت عليه كلمة الــفقهاء المـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعاصرين في تعريفهم‬
‫للملكية الشائعة بقولهم‪ " :‬هي ما تعلق بجزء نسبي غير معين "‪ ،32‬أو هي‪ ":‬ما كان نصيب كل شريك‬
‫فيها منتشر في جميع أجزاء الشيء المملوك "‪ ،33‬فالملكية الشائعة ال يعد المشتاع فيها مالكا للمال كله‬
‫أو مالكا لجزء م ـ ــفرز منها‪ ،‬وإنما كل شـريك يملك حصة شائعة يزاحم فيها الشركاء المشتاعين‪ ،‬وتمتّع‬
‫الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريك بملكيته ال يتعدى ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدود حصته‪.‬‬
‫ومن خـالل التعريف السابق ندرك أن مرجع الشيوع في الملك يعود أساسا إلى تعدد الم ـ ـ ـ ــالك في ذات‬
‫الملك‪ ،‬وهي حالة استثنائية ال أصلية ‪ ،‬فاألص ـ ــل أن ينفرد كل مالك بملكية مفـ ـ ـ ـ ــرزة يتمتع بثمـ ـ ـ ـ ـ ــارها‬
‫استغالال واستعماال وتصرفا‪.‬‬
‫ح ــ تعريف الملكية الشائعة في القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫جاء فيها‪":‬إذا‬ ‫أشار المقنن المدني إلى تصوير الشيوع في المادة (‪ )713‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫مــلك اثنان أو أكثر شيئا‪ ،‬وكانت حصة كل منهم فيه غير مـقررة فهم شركاء على الشيــوع‪ ،‬وتعتبر‬
‫الحصص متساوية إذا لم يقم دليل على غير ذلك "‪.34‬‬
‫فالملكية الشائعة في القانون المدني هي التي لم يحدد نصيب كل شريك فيها‪ ،‬فهو غير مــــعين وال‬
‫‪35‬‬
‫معزول‪ ،‬وهو ما عبر عنه المقنن الجزائري بغير المقرر في المادة السابقة‪ ،‬فالشــيوع إذن هــو تزاحم‬
‫ملكيات المشتاعين على الشيء الواحد وهي م ــلكية تـخول سلطات االستعمال واالستغالل والتصرف ألكثر‬
‫من شخص على ذات الملك دون إفراز أو تحديد جزء‪ ،‬أو عزل نصيب من هذا الشيء المملوك لكل‬
‫مالك على حـ ــدة‪ ،‬وال يشتــرط في الملكية الشائعة أن تتساوي أنصباء المشتاعين وحصصهم‪ ،‬بل يـ ــحدد‬

‫ـ سليم رستم باز ـ شرح المجلة ـ ج‪01‬ص‪58‬ـ الطبعة األولى ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ سنة ‪2010‬م‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫ـ د‪.‬أحمد فالح عبد البخيث – مرجع سابق ـ ص ‪.127‬‬ ‫‪32‬‬

‫ـ د‪.‬وهبة الزحيلي – مرجع سابق ـ ج‪ 5‬ص ‪.656‬‬ ‫‪33‬‬

‫ـ مولود ديدان – القانون المدني ـ حسب آخر تعديل له ـ ص‪137‬ـ طبعة دار النجاح للكتاب سنة ‪2006‬م‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫ـ أحمد خالدي ـ القسمة بين الشريعة والقانون المدني الجزائري ـ ص‪ 19‬طبعة دار هومة ـ سنة ‪2008‬م‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪50‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫نصيب كل شريك في الشيوع حسب السند‪ ،‬أو السبب الذي م ّكن من ملكية هذا النصيب لصاحبه‪،‬‬
‫وتختلف‪ 36‬أسباب اكتساب الملكية الشائعة حسب السند القانوني الذي استنـ ـ ــدت عليه سواء أكان تصرفا‬
‫قانونيا كالعقد أو الوصية‪ ،‬أو واقعة قانونية كالميراث والحيازة واالتصال‪ ،‬وعلى هذا قال المقنن‬
‫الجزائري‪ ":‬وتعتبر الحصص متساوية إذا لم يقم دليل على غير ذلك "‪ ،37‬وجعل تساوي األنصباء في‬
‫الملكية الشائعة أصـال‪ ،‬واالس ــتثناء ما استثناه ال ّـدليل‪ ،‬وهو كـالم يحتاج إلى مسـ ــتند قانوني‪.‬‬
‫ومن خالل المادة (‪ )714‬والتي مفادها أن‪ ":‬كل شريك في الشيوع يملك حصته ملكا تاما‪ ،‬وله أن‬
‫يتصرف فيها وأن يستولي على ثمارها‪ ،‬وأن يستعملها بحيث ال يلحق الضرر بحقوق ســــــــــــــــائــر‬
‫الشـــــركاء"‪.38‬‬
‫ثانيا‪ :‬امتيازات المالك على الشيوع ودوران الحكم في التصرف بين األصالة والوكالة‪.‬‬
‫تناولت في هذا المبحث أحكام تصرف الشريك في المال المشاع في حدود حصته‪ ،‬وكذا حكم تصرفه‬
‫في جزء مفرز عن الملكية الشائعة‪ ،‬ثم بينت أحكام تصرفه المنصب على كل المال المشاع‪ ،‬في مقابلة‬
‫بقية الشركاء والمتصرف إليه‪ ،‬وقد كانت الـدراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي والقانون المدني الج ـ ـ ـزائري‪.‬‬
‫الشريك منفردا في حصته الشائعة‪.‬‬
‫أ ــ حــكم تصرف ّ‬
‫تعتبر ملكية المالك على الشيوع ملكية تامة للشيء محل ملكيته‪ ،‬فله أن يتصرف منفردا في حدود‬
‫حصته‪ ،‬غير أن ممارسته منفردا بسلطاته في االستعمال واالستغالل والتصرف مرهونة بعدم اإلضرار‬
‫بحقوق سائر شركائه في أنصبتهم حيث ينتهي حقه عند بداية حقوقهم‪ ،‬والمتصرف في هذه الحالة بين‬
‫يقيد تصرفه‪ ،‬فيقدم‬
‫تعارض المقتضى والمانع ‪ ،‬فمقتضى الملكية يطلق له يد التصرف‪ ،‬ومانع الشيوع ّ‬
‫‪39‬‬

‫المانع على المقتضـى‪ ،‬فتبقى صحة تصرفه في ح ـ ـ ــدود ملكيته وهو ما اجتمعت عليها كلمة الفقهاء إال‬
‫في استثناءات خاص ــة سيـ ــأتي ذكرها‪.‬‬
‫‪ 1‬ــ حـــــق التصرف‪.‬‬

‫ـ د‪ .‬أحمد فالح عبد البخيث ـ مرجع سابق ـ ص ‪.128‬‬ ‫‪36‬‬

‫ـ المادة ( ‪ )713‬من القانون المدني الجزائري ـ انظر مولود ديدان ـ مرجع سابق ـ ص ‪.137‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪ –37‬المرجع نفسه ـ ص ‪.137‬‬


‫ـ القاعدة الفقهية‪ " :‬إذا تعارض المانع والمقتضى يقدم المانع "‪ ،‬انظر الشيخ أحمد بن محمد الزرقا ـ شرح القواعد الفقهية ـ‬ ‫‪39‬‬

‫ج‪ 01‬ص‪ .244‬الموسوعة الشاملة ـ ـ اإلصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار الثالث‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫ونقصد به نقل المالك لنصيبه في الشيوع بعوض أو بغير عوض‪ ،‬فإذا كان تصرف الشريك في‬
‫حدود حقه اعتبر تصرفه صحيحا فيما بين طرفيه نافذا في مواجهة سائر الش ـ ــركاء‪ ،‬وهو ما نطقت به‬
‫كلمة الفقه ــاء‪.‬‬
‫ــ جاء في تبيين الحقائق‪ ":‬بيع المشاع يجوز من شريكه‪ ،‬ومن غير شريكه باإلجماع‪ ،‬سواء كان مما‬
‫إلى‬ ‫يحتمل القسمة كاألرض والدار‪ ،‬أو مما ال يحتمل القسمة كالعبد والحمام "‪ ،40‬فذهب األحناف‬
‫‪41‬‬

‫جواز بيع الشريك لحصته في الشيوع ولو كان مما ال ينقسم‪ ،‬مع ما في ذلك من إدخال الضرر على‬
‫الشريك‪ ،‬وذلك بإدخال ش ـ ـ ـريك أجنبي عليه‪.‬‬
‫ــ وذهب إلى القول السابق اإلمام مالك (رحمه هللا)‪ ،‬حيث جاء في المدونة الكـبرى‪ .." :‬سألت مالكا عن‬
‫الرجلين يتكاريان الدار‪ ،‬فيريد أحدهما أن يكري نصيبه ألصاحبه الشفعة؟ فقال‪ :‬ال‪ ،‬وقد أجاز مالك في‬
‫هذه المسألة كراء نصف الدار غير مقسومة وأرى في الدابة والعبد أن الكراء جائز من قبل أن البيع في‬
‫نصف العبد ونصف الدابة جائز "‪ .42‬والعبد وال ـ ـ ّـدابة مما ال يقبل القسمة‪.‬‬
‫ــ وذهب الشافعة إلى جواز رهن المشاع سواء رهنه من شريكه أو أجنبي‪ ،‬قبل القسمة أو لم يقبلها‪،‬‬
‫الضرر على الشريك إن‬
‫وسواء أكان الباقي من المشاع للراهن أم لغيره‪ ،‬وال يخفى ما في ذلك من إدخال ّ‬
‫كان الباقي من المشاع لغير الراهن وقد قاس الشافعية صحة رهن المشاع على صحة بيعه‪ ،‬جاء في‬
‫روضة الطالبين‪" :‬ولو رهن نصيبه من بيت من دار بإذن شريكه صح‪ ،‬وبغير إذنه وجهان أصحهما‬
‫عند اإلمام صـــحته‪ ،‬كما يصـــح بيعه "‪.43‬‬
‫من الحنابلة إلى احتمال عدم صحة رهن الشريك في الشيوع لحصته إذا كان المشاع‬ ‫‪44‬‬
‫ــ وذهب القاضي‬
‫مما يقبل القسمة‪ ،‬و ذلك خشية أن يقسم الشريكان فيحصل الرهن في حصة شريكه‪ ،‬والصحيح في‬

‫ـ فخر الدين الزيلعي ـ تبــيين الحقائق شرح كنز الدقائق ـ ج ‪ 5‬ص ‪126‬ـ طبعة دار المعرفة ـ بيروت‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫ـ استث ـ ــنى األحـ ـ ـ ـ ـ ــناف عقد الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرهن ‪ ،‬والهبة واإلجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫ـ مالك بن أنس ـ المدونة الكبرى ـ ـ رواية اإلمام سحنون بن سعيد التنوخي على اإلمام عبد الرحمن بن القاسم ـ ج ‪4‬‬ ‫‪42‬‬

‫ص‪ 1911‬ـ الطبعة األولى دار الفكر ـ بيروت ـ سنة‪1419‬ه‪1998 ،‬م‪.‬‬


‫ـ الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــووي – مرجع سابق ـ ج‪ 4‬ص ‪.38‬‬ ‫‪43‬‬

‫ـ هو أبو عبد هللا بن ماكوال‪ ،‬كان رجال جليل القدر عالي األمر ظاهر الصالح يحضره شيوخ المذهب مثل ابن الفقاعي‪ ،‬وابن‬ ‫‪44‬‬

‫الغفاري‪ ،‬أبي طالب ابن البقال‪ ,‬وكان يقضي بين عسكر بغداد لما كان له في نفوسهم من الدين‪ ،‬وال يبرم األحكام بينهم إال على‬
‫مذهب إمامنا‪ ،‬توفي سنة ‪ 437‬هـ‪ ،‬ودفن في مقبرة اإلمام أحمد ـ انظر ـ أبو الحسين محمد بن محمد بن أبي يعلى ـ طبقات‬
‫الحنابلة ـ ج‪ 02‬ص‪188‬ـ طبعة دار المعرفة ـ بيروت لبنان ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫المذهب الحنبلي جواز ذلك قياسا على صحة بيعه مطلقا‪ ،‬والبيع أقوى من الرهن‪ ،‬قال في المغني‪.. ":‬ولنا‬
‫أنه يصح بيعه فصح رهنه كغيره‪ ،‬وما ذكره ال يصح ــ أي القاضي ــ ألن الراهن ممنوع من التصرف في‬
‫الرهن مما يضر بالمرتهن‪ ،‬فيمنع من القسمة المضـــــــــــــــــــرة كما يمنع بيعه "‪.45‬‬
‫ـ والذي اتفقت عليه كلمة الفقهاء هو الذي تشهد له األصول العامة والقواعد الفقهية‪ ،‬وما ذكر من‬
‫احتماالت لبعض الفقهاء ال يرقى لمعارضة األص ـ ــل ألن‪:‬‬
‫الضرر على الشريك في الشيوع بإدخال شريك أجنبي عليه إذا كان المال مما ال يقبل القسمة‬
‫ـــ إدخال ّ‬
‫يعارضه ضرر أقوى‪ ،‬وهو منع الشريك اآلخر من التصرف في ملكه فيختار "أهون الضررين" ‪ ،‬كما‬
‫‪46‬‬

‫للشريك األول أن يتخّلص من ضرر الشريك األجنبي باستعمال الشفعة حالة البيع‪.‬‬
‫الرهن في نصيب الشريك اآلخر إذا كان المال مما يقبل القسمة‪ ،‬فإن ذلك‬
‫ـــ ما ذكر من احتمال وقوع ّ‬
‫مدفوع بكون ّ‬
‫الراهن ممنوع من التصرف في الرهن مما يضر بالمرتهن ابتداء‪ ،‬فيمنع من القسمة كما هو‬
‫محل الراهن في الشيوع إلى غاية قبض ماله‪ ،‬فال بأس بتبعض اليد‬‫ّ‬ ‫ويحل المرتهن‬
‫ّ‬ ‫ممنوع من البيع‪،‬‬
‫بحـ ـ ــكم الـشرع‪ ،‬كما ال بأس به الستفاء الراهن المــنافع " ‪.‬‬
‫‪47‬‬

‫‪ 2‬ــ حق االستعمال واالستغالل‪.‬‬


‫يحق لكل شريك في الشيوع أن يستغل جميع المرافق المشتركة المتعلقة بنصيبه من حق االستطراق‬
‫والمسيل والمجرى والمطالت‪ ،‬وإنما تمتلك األعيان لمنافعها‪ ،‬وال قيمة لها بدونها‪ ،‬كما يحق لكل شريك أن‬
‫ينتفع بحصته في الشيوع بكل أنواع االنتفاع ما لم يلحق ضر ار بالمال المشاع أو الشركاء فيه‪ ،‬يقول الشيخ‬
‫أحمد أبو الفتوح‪ ":‬ينتفع الشركاء باألعيان المشتركة بنسبة أنصبائهم فيها‪ ،‬فيجوز لكل شريك أن يسكن‬
‫في الدار المشتركة بقدر حصته‪ ،‬ويزرع من األرض بهذا القدر‪ ،‬وكما يجوز له أن ينتفع بنفسه يجوز‬
‫له أن يمّلك المنفعة لغيره بعوض أو بغير عوض‪ ،‬بشـــــــــرط أال يكون في شيء من ذلك ضرر لبـــقية‬
‫الشــــــــــــركاء "‪.48‬‬
‫وألجل منع ضرر االستعمال واالستغالل قسم الفقهاء هذه المنافع إلى قســــــمين‪:49‬‬

‫ـ ابن ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدامة المقدسي ـ مرجع سابق ج‪ 6‬ص‪456‬‬ ‫‪45‬‬

‫ـ قاعدة " يختار أهون الشرين " قاعدة جزئية تندرج تحت القاعدة األساسية " ال ضرر و ال ضرار" ـ انظر محمد الزرقا –‬ ‫‪46‬‬

‫مـ ـ ــرجع سابق ـ ج‪ 1‬ص‪.226‬‬


‫ـ النووي ـ م ـ ـ ــرجع سابق ـ ج‪ 4‬ص‪.39‬‬ ‫‪47‬‬

‫ـ أحمد فالح عبد البخيت – مرجع سابق ـ ص‪ 139‬بالهـ ـ ــامش‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫– المـ ـ ـ ـ ـ ــرجع نفسه ـ ص‪.140 ،139‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪53‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫ـــ األعمال التي يستطيع الشريك في الملك الشائع أن يباشرها منفردا‪ ،‬وهي التي تكون في نطاق ما أعد‬
‫له المال الشائع بحيث يستطيع الشركاء جميعا في الوقت ذاته أن يباشروها كل على انفراد‪ ،‬وذلك‬
‫كالطريق المشترك في حق التطرق وهـ ـ ـواء الطريق النافذ أو غير النافذ في حق المطل‪ ،‬والمسيل في‬
‫صرف الماء الزائد‪ ،‬فاالنتفاع للشركاء في هذه الحالة يصح مطلقا ما لم يترتب عليه ضرر فاحش‪.‬‬
‫ـــ منافع االستعمال التي ال تقبل المشاركة على الوضع السابق من االستقالل واالنفراد ألن مباشرتها‬
‫تستلزم االستئثار بالعين المشتركة جميعا‪ ،‬أو بجزء منها‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يجوز ألي شريك فيها أن‬
‫يقوم بها منفردا‪ ،‬وذلك كأن يبني دا ار أو يحدث غراسا في األرض المشتـ ـ ـ ـ ــركة‪ ،‬وقد ذهب‬
‫األحناف‪ 50‬استثناء من هذا المبدأ العام إلى جواز انتفاع الشريك في الشي ــوع بالعين المشتركة كلها‪ ،‬إذا‬
‫تقيد هذا االنتفاع بالشروط التـ ـ ــالية‪:‬‬
‫ـــ أال يلحق هذا االنتفاع ض ـ ـ ـ ـ ــر ار بالعين المشتركة‪.‬‬
‫ـــ أن يكون الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريك اآلخر غائبا‪.‬‬
‫ـــ أال يكـ ـ ـ ــون الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريك يت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيما‪.‬‬
‫وقد اتفقت آراء الفقهاء‪51‬في مجملها في مسألتي االستعمال واالستغالل بالعين المشتركة على البيان‬
‫السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابق‪.‬‬
‫ب ــ تصرف الشريك في جزء مفرز من المال الشائع في الفقه اإلســــــالمي‪.‬‬
‫اختلفت كلمة الفقهاء في تصرف الشريك في الشيوع في جزء مفرز من المال الشائع فمنهم من أبطل‬
‫الضرر الالحق بالشريك حالة القسمة‪ ،‬لكونه سبق إلى جزء من المال الشائع وفرض أحقيته‬
‫تصرفه نتيجة ّ‬
‫صحح تصرفه إذا كان في حدود نصيبه‪ ،‬ولو كان على جزء مفرز منه‪،‬‬ ‫عليه دون شركائه‪ ،‬ومنهم من ّ‬
‫فإذا ما وقع الشيء المتصرف فيه بعد القسمة في نصيب شريكه تلزمه قيمته لكونه حصل له بدله‪.‬‬
‫إلى أنه ال يجوز للشريك في المال الشائع أن يتصرف في جزء مفرز منه‪ ،‬فلو باع‬ ‫‪52‬‬
‫‪ 1‬ــ فذهب األحناف‬
‫أحد الشركاء جزءا معينا من دار مشتركة فإنه ال يجوز‪ ،‬ويحق للشريك اآلخر إبطال البيع‪ ،‬ولو تصرف‬

‫ـ علي الخفيف – الملكية في الشريعة اإلسالمية مع مقارنتها بالقوانين الوضعية ـ ص ‪208‬ـ الطبعة الثانية ـ دار النهضة‬ ‫‪50‬‬

‫العربية للطباعة والنشر ـ بيروت ستة ‪.1990‬‬


‫ـ ابن عابدين ـ حاشية ابن عابدين (رد المحتار على الدر المختار) ـ ج‪ 4‬ص‪ 375‬ـ الطبعة الثانية دار المعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرفة ـ ـ‬ ‫‪51‬‬

‫بي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروت لبنان ـ سنة ‪1432‬ه‪2011 ،‬م‪ ،‬ابن فرحون ـ تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج األحكام ـ ـ ـ ج‪2‬ص‪ 263‬ـ‬
‫الطبعة األولى ـ المكتبة العصرية صيدا بيروت ـ سنة ‪1432‬ه‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ،‬النووي ـ مرجع سابق ـ ج‪ 4‬ص‪ ،214 ،207‬ابن قدامة المقدسي – مرجع سابق ـ ج‪ 7‬ص‪ 22‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫الشريك في نصيبه كله من بيت معين فال يجوز أيضا عند األحناف‪ ،‬ألن التصرف في هذا الجزء‬
‫المفرز‪ ،‬ولو كان في حدود نصيب الشريك المتصرف هو تصرف في جزء تتزاحم عليه حقوق الشركاء‬
‫فال يصح‪ ،‬قال في مجلة األحكام العدلية‪":‬ليس ألحد من الشريكين التصــــــــــــــــــــرف في المـــــــــــــــشترك‬
‫إال بإذن اآلخــــــــــر‪ ،‬فليس ألحــــــــدهما بيع المــــــشترك وال إجـارته وال إعــــــــــارته‪ ،‬وال زيـــــــــــــــــادة البناء‬
‫عليه "‪.53‬‬
‫‪ 2‬ــ وفي المذهب المالكي من تصرف في العـ ـ ــرصة أو الطريق خاصة دون البيوت‪ ،‬فإما أن يأخذ‬
‫الشركاء بالشفعة السترجاع ما تصرف فيه الشريك ببيع أو صلح‪ ،‬وإما أن يبطلوا تصرفه‪ ،‬قال في‬
‫البهجة‪ ":‬فإن باع أحدهما حصة من الساحة بعد قسم البيوت كان لشريكه أن يرد بيعه إذا بقي البائع‬
‫يتصرف إل ى البيوت كما كان‪ ،‬ألن في ذلك ضرر‪ ،‬وإن كان قد أسقط تصرفه من الساحة‪ ،‬وتصرف إلى‬
‫بيوته من دار أخرى فإن كان بيعه من أهل الدار جاز ولبقية شركائه الشفعة على أحد قولين في‬
‫وجوب الشفعة فيما لم ينقسم‪ ،‬وإن كان بيعه من غير أهل الدار فلهم األخذ بالشفعة‪ ،‬أو فســخ بيعه‬
‫"‪ ،54‬فإبطال تصرفه يعود إلى قطع الضرر‪ ،‬وذلك بإدخال شريك أجنبي عليهم‪ ،‬وكذا زيادة االستطراق‬
‫بدخول األجنبي مع بقاء استطراقه‪ ،‬كما يعود إلى كون التابع ال يصح بيعه أو جعله بدال لصلح إال تبعا‬
‫لمتبوعة‪ ،‬فاالست ـ ـ ـ ـ ـط ـ ـراق ال يحق إال لمن امتلك سببه وه ـ ـ ـ ــو ال بيوت‪ ،‬وإن اعتبرت الط ـ ـ ـ ـ ـريق أو العـ ـ ـ ــرصة‬
‫جزءا معينا من م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال شائع‪.‬‬
‫صحح الفقهاء صحة تصرف الشريك في الشيوع في حدود نصيبه‪ ،‬ولو‬ ‫‪ 3‬ــ أما في الفقه الشافعي فقد ّ‬
‫انصب تصرفه على معين مفرز من مال شائع‪ ،‬قال في نهاية المحتاج‪ .. ":‬فعلم صحة رهن نصيبه من‬
‫بيت معين من دار مشتركة من غير إذن شــــــــــــــــــريكه‪ ،‬كما يجوز بيعه‪ ،‬فلو اقتسمــــــــــوها‪ ،‬فخرج‬
‫تصرفه‬
‫ّ‬ ‫وصحح الشافعية‬
‫ّ‬ ‫المـــــــــــــــــرهون لشــــريكه لزمه قيمته رهنا ألنه حصـــــــــــــل على بدله"‪،55‬‬
‫إلمكانية رفع الضرر عن الشريك حالة القسمة إذا ما وقع الجزء المرهون "المتصــــــرف فيه" في نصيبه‪،‬‬
‫بأن يت ـ ـ ـ ـ ـ ـرتب على شريكه بدله لحص ـ ـ ـ ــوله عـ ـ ـ ـ ـ ــليه بعد الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــسمة‪.‬‬

‫ـ أسعد محمد الصاغرجي ـ مرجع سابق ـ ج‪ 2‬ص‪ ،67 ،66‬أحمد عبد البخيت – مرجع سابق ـ ص‪.185‬‬ ‫‪52‬‬

‫ـ المادة (‪ )1075‬ـ انظر ـ سليم رستم باز ـ مرجع سابق ـ ج‪ 01‬ص‪.478 ,477‬‬ ‫‪53‬‬

‫ـ ابن عاص ــم األندلسي ـ البهجة في شرح التحفة على األرجوزة المسماة بتحفة الحكام ـ ـ ج‪ 2‬ص‪ 199‬ـ الطبعة األولى ـ‬ ‫‪54‬‬

‫المكتبة العصرية صيدا بيروت ـ سنة ‪1425‬ه‪2005 ،‬م‪.‬‬


‫ـ شمس الدين بن أحمد الرملي ـ نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج ـ ج‪ 3‬ص‪ 239‬ـ ـ طبعة مطبعة مصـ ـ ـ ــطفى الحلبي مصر ـ‬ ‫‪55‬‬

‫سنة ‪1967‬م‪ ،‬النووي ـ مرجع سابق ـ ج‪ 4‬ص‪.38‬‬

‫‪55‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫األول عند الحنابلة‪ ،‬وهو‬


‫‪ 4‬ــ واختلفت كلمة الحنابلة في هذه الجزئية إلى راجح ومرجوح‪ ،‬فالرأي ّ‬
‫‪56‬‬

‫الراجح عندهم أنه يجوز لل ـ ـ ّـشريك أن يتصرف في نصيبه كله من بيت معين ما دام تصرفه لم يتجاوز‬
‫ح ـ ـ ـ ــدود نصيبه‪.‬‬
‫أما الرأي الثاني‪ ،‬وهو الذي قال به القاضي من الحنابلة‪ ،‬بأن تصرفه هذا ال يجوز الحتمال أن يقسم‬
‫الشريكان المال الشائع بينهما فيحصل التصرف في حصة ش ـريكه‪ ،‬وقد علل لرأيه قائال‪ ":‬لــو صح‬
‫لتعين نصيبه في ذلك الجزء‪ ،‬فإذا تمت القسمة كان‬
‫تصرف الشريك في جزء مفرز من المال الشائع ّ‬
‫ذلك ضر ار على الشريك‪ ،‬إذ ال سبيل إلى جمع نصيب الشريك فيه والحال هذه ألن نصفه للمشتري‪ ،‬وال‬
‫جمع نصيب البائع لفوات ذلك ببيعه النصف وإذا سلم األصل من ذلك انتفى ذلك وسهل طريق‬
‫القســـــمة "‪.57‬‬
‫وقد أبطل الحنابلة هذا االحتمال الذي ذكره القاضي‪ ،‬ألن الشريك في الشيوع ممنوع من التصرف الذي‬
‫المضرة‪ ،‬كما يمنع من البيع إن كان فيه ضر ار بالشركاء‪ ،‬ومن لهم‬
‫ّ‬ ‫يضر بشركائه فيمنع من القسمة‬
‫حقوق تتعلق بنصيبه كالمرتهن مثال‪.‬‬
‫‪ 5‬ــ القول الراجح‪ :‬بعد عرض آراء فقهاء المذاهب في هذه الجزئية تبين لي أن ما ذهب إليه السادة‬
‫الشافعية‪ ،‬والراجح عند الحنابلة هو األرجح‪ ،‬فتصرف الشريك في حدود نصيبه ولو انصب على جزء‬
‫مفرز هو الذي تؤيده مميزات الملكية وثمراتها غير أن الملكية الشائعة تفرض على الشريك مراعاة حقوق‬
‫تصرفه في هذا الجزء‬
‫ّ‬ ‫الشركاء‪ ،‬فيقطع ضرره ويلزم بجبر النقص الداخل على أنصبتهم‪ ،‬كما ال يصح‬
‫المفرز من المال الشائع إذا كان من التوابع‪ 58‬كالمرافق بالنسبة لألعيان‪ ،‬فال يصح التصرف فيها إال‬
‫تبعا‪ ،‬ألنه ال قيمة لألعيان بدون منافعها‪ ،‬وبها كانت محال لالمتنان‪ ،‬وهو الذي ذكره المالكية في النص‬
‫السابق من إبطال التصرف قطعا للضـ ـ ـ ـ ــرر‪.‬‬
‫ت ــ تصرف الشريك في كل المال الشائع‬
‫لل ـ ـ ـ ـ ــوقوف على معرفة حكم التصـ ـ ّـرف الص ـ ـ ـ ـ ــادر من الش ـ ـريك‪ ،‬والمتعـ ـ ـ ـّلق بجميع المـ ـ ــال المشاع وقف‬
‫الفقهاء على حكم كل عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالقة تربط المتصـ ــرف بباقي األطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراف‪.‬‬

‫ـ ابن قدامة المقدسي ـ مرجع سابق ـ ج‪ 6‬ص‪.456‬‬ ‫‪56‬‬

‫– المرجع نفسه ـ ج‪ 6‬ص‪.456‬‬ ‫‪57‬‬

‫ـ القاعدة الفقهية التي تضبط ذلك هي قول الفقهاء ‪ " :‬التابع ال يفرد بالحكم "‪ :‬أي دون متبوعه ـ عبد الكريم زيدان – الوجيز‬ ‫‪58‬‬

‫في شرح القواعد الفقهية ـ ص‪111‬ـ الطبعة األولى ـ مؤسسة الرسالة ـ سنة ‪1424‬هـ ‪2003 ،‬م‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫‪ 1‬ــ عـــــالقة المتـــــــــــــــــصرف ببـــــــــــــــــاقي الشركاء‪.‬‬


‫يصح إال في حدود حصته‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إذ صدر تص ــرف الشريك بغير إذن باقي الشركاء فإن تصرفه الغ‪ ،‬وال‬
‫وذلك ألن حق الغير محافظ عليه شرعا وهو ما أكدته القواعد الفقهية‪ ،59‬فملك الغير محترم ال يجوز‬
‫انت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهاك ح ــرمته بالتصرف فيه بال إذن مالكه‪ ،‬وهو ما أجمعت عليه كلمة الفق ـ ـ ـ ـ ـ ــهاء‪.‬‬
‫أو دكانا وسعه ذلك ـ‬ ‫‪60‬‬
‫ــ قال في اإليضاح ‪ ":‬من أحدث في طريق العامة كنيفا أو ميزابا أو جرصنا‬
‫جاز له ــ إن لم يضر الناس‪ ،‬وفي غير نافذ ال يسعه بال إذن الشــــركاء "‪ .61‬فالطريق العام هو من‬
‫المرافق العامة التي تثبت للجميع عن طريق اإلباحة على سبيل الشركة‪ ،‬فيحق لكل من يقع عقاره بجانبه‬
‫أن يرتفق به بكل أوجه االرتفاقات ما لم يضر بالعامة‪ ،‬بخالف الطريق الخاص ـ غير النافذ ـ فهو ملك‬
‫ألهله‪ ،‬فال يصح ألي منهم أن يتصرف فيه إال بإذنهم لتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزاحم ح ــقوقهم عليه‪.‬‬
‫ــ وهو عين ما ذهب إليه فقهاء السادة المالكية‪ ،‬جاء في التبصرة‪ ":‬إذا كان الطريق غير نافذ فليس ألحد‬
‫فتح باب فيها إال عن رضا من أهل الزقاق‪ ،‬وهــي ـ كالعرصة المشتركة ـ وبه القضاء وعليه العمل"‪،62‬‬
‫ففتح الباب يقتضي زيادة االستطراق‪ ،‬وفي ذلك ما ال يخفى من اإلضرار ببقية الشركاء‪ ،‬فمنع الشريك من‬
‫هذا التصرف ابتداء ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطعا للضرر الناتج عن تص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرفه‪.‬‬
‫منعا لتصرف الشريك في المال المشترك إال بإذن أهله‪،‬‬ ‫‪64‬‬
‫والحنابلة‬ ‫‪63‬‬
‫ــ وهو الذي قال به فقهاء الشافعية‬
‫وقد ذكروا ذلك في أحكام الطريق غير الناقد‪ ،‬والحائط المشترك‪ ،‬واألنهار الخاصة المملوكة لمجموعة من‬
‫األشخاص‪ ،‬والتي ترتّب لهم عليها حق الشرب وحق الشفة‪ ،‬وكل ذلك مقيد بقول الفقهاء حق الغير محافظ‬
‫عليه شرعا لآليات واألحاديث الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواردة في هذا الباب ومن ذلك‪.‬‬

‫ـ نص القاعدة ‪ " :‬ال يجوز ألحد أن يتصرف في ملك الغير بال إذنه " ـ انظر ـ عبد الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريم زيدان ـ المرجع‬ ‫‪59‬‬

‫نف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــسه ـ ص‪.160‬‬


‫ـ الكنيف‪ :‬هو الميراح‪ ،‬والميزاب‪ :‬مجرى الماء‪ ،‬و الجرصن‪ :‬هو الممر على العلو‪ ,‬وهو مثل الرف‪ ,‬وقيل هو الذي يعمل قدام‬ ‫‪60‬‬

‫الطافة لتوضع عليه كيزان‪ ,‬وقيل هو جذع يخرج من الحائط ليبنى عليه‪ .‬ـ أنظر شمس الدين أحمد بن سليمان بن كمال باشا‬
‫الحنفي – اإليضاح في شرح االصطالح في الفقه الحنفي ـ ج‪ 2‬ص ‪457‬ـ الطبعة األولى ـ دار الكتب العلمية – بيروت ـ سنة‬
‫‪1428‬هـ ‪2007 ,‬م‪.‬‬
‫ـ المرجع نفسه ـ ج‪ 2‬ص ‪457،458‬‬ ‫‪61‬‬

‫ـ ابن فرحون – مرجع سابق ـ ج‪ 2‬ص ‪.263‬‬ ‫‪62‬‬

‫ـ النووي – مرجع سابق ـ ج‪4‬ص‪ ،214 ،207‬و ـ ج‪ 5‬ص‪.307‬‬ ‫‪63‬‬

‫ـ ابن قدامة المقدسي ـ مرجع سابق ـ ج‪ 7‬ص ‪.49‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪57‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫اس ِب ِ‬ ‫َمو ِل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٱلح َّكا ِم لِ َت ُ‬ ‫أكلُٓوْا أَموَل ُكم ب َين ُكم ِب ِ ِ‬
‫ٱإلث ِم‬ ‫ٱلن ِ‬ ‫أكلُوْا َف ِريقا ّمن أ َ‬ ‫ٱلبطل َوتُدلُوْا ِب َهٓا ِإَلى ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ـ قوله تعالى‪َ ":‬وَال َت ُ‬
‫ون ‪.65" ١٨‬‬ ‫َوأَنتُم تَعَل ُم َ‬
‫ون َس ِعي ار ‪. " ١٠‬‬ ‫ون ِفي ُب ُ‬ ‫َّ ِ‬
‫طوِن ِهم َنا ار َو َسَيصَل َ‬ ‫لما ِإَّن َما َي ُ‬
‫أكُل َ‬ ‫ظً‬ ‫ٱلي َت َمى ُ‬ ‫ون أ َ‬
‫َمو َل َ‬ ‫أكُل َ‬ ‫ـ وقوله تعالى‪ِ ":‬إ َّن ٱلذ َ‬
‫ين َي ُ‬
‫‪66‬‬

‫ـون ِت َج َرةً َعن َت َراض‬ ‫ٱلب ِط ِل ِإ َّٓ‬


‫ال أَن َت ُكـ َ‬ ‫موَل ُكم َب َين ُكم ِب َ‬
‫أكلُٓوْا أَ َ‬
‫امُنوْا َال َت ُ‬
‫ين َء َ‬
‫ـ ومنها قوله تعالى‪ٓ ":‬يأَي َّ ِ‬
‫ُّها ٱلذ َ‬ ‫َ َ‬
‫ان ِب ُكم َر ِحيما ‪ ،67" ٢٩‬وكل اآليات التي تحرم انتهاك أم ـ ـ ـ ـ ـوال الناس‪ ،‬أو‬ ‫َنف َس ُكـم ِإ َّن َ َ َ‬
‫ك‬ ‫ٱّلِل‬
‫َّ‬ ‫ِّمن ُـكم َوَال َت ُقتُلـ ٓـوْا أ ُ‬
‫التصرف فيها بغير إذن‪ ،‬وهي كثيرة في الـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقرآن الكريم‪.‬‬
‫ومن األحاديث الثابتة عن رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم) في هــــذا الباب‪.‬‬
‫ــ قوله (صلى هللا عليه وسلم)‪ " :‬ال يحل المرئ من مال أخيه إال ما أعطاه عن طيب نفــــــــــــس منه " ‪.‬‬
‫‪68‬‬

‫واألحاديث في هذا الباب‬ ‫ـ وقوله (صلى هللا عليه وسلم)‪ .." :‬إن دماءكم وأموالكم عليكم حـــــرام "‪.69‬‬
‫كثيرة لكون حفظ المال مقصدا من مقاصد التشريع الكبرى تشهد لذلك ظواهر النصوص واألقيسة‪ ،‬ألن‬
‫القياس يقتضي أن ال يتصرف متصرف في ملك الغير إال برضاه‪ ،‬فحق الملكية يعطي المالك هذا‬
‫وتصرف الشريك ال يصح إال في حدود حصته‪ ،‬وذلك مما خوله‬ ‫ّ‬ ‫االمتياز‪ ،‬والناس مسلطون على أمالكهم‬
‫له حق الملكية‪ ،‬وللشركاء استرجاع نصيبه عن طريق الشفعة إذا كان الم ـ ـ ـ ـ ــال الش ـ ـ ـ ــائع عقا ار قطعا‬
‫لضرر المش ـ ـ ـ ــاركة‪ ،‬أو كان مم ـ ــا ال يمكن قسمته قال في البهجة‪ ..":‬أن تكون دار مثال أو عبد بين‬
‫رجلين فأكث ر‪ ،‬فيعمد أحدهم إلى ذلك الملك ويبيع جميعه بغير إذنهم‪ ،‬فيثبت الخيار لشركائه بين أن‬
‫يكمــــــلوا البيع‪ ،‬أو يضموا ألنفسهم ويدفعوا للبائع مناب حـــــــــــــصته من الثمن "‪.70‬‬

‫ـ س ــورة البقرة – آية رقم ‪.188‬‬ ‫‪65‬‬

‫ـ ســورة النساء – آية رقم ‪.10‬‬ ‫‪66‬‬

‫ـ ســورة النساء – آية رقم ‪.29‬‬ ‫‪67‬‬

‫ـ البيهقي ـ السنن الكبرى ـ باب ما ال يملك أحد بالجناية ـ ج‪ 06‬ص‪ ،96‬السيوطي ـ الجامع الكبير ـ باب حرف الالم ـ ج‪01‬‬ ‫‪68‬‬

‫ص‪19219‬ـ مصدر الكتاب ـ موقع ملتقى أهل الحديث ‪ , www.ahlalhaldeeth‬قال الهيثمي‪ :‬رواه أحمد وابنه من زياداته‬
‫أيضا‪ ،‬والطبراني في الكبير واألوسط‪ ،‬ورجال أحمد ثقات‪ ،‬جمال الدين الزيلعي ـ نصب الراية ألحاديث الهداية ـ كتاب الغصب ـ‬
‫الريان بيروت ودار القبلة للثقافة اإلسالمية ـ سنة ‪1418‬هـ‪1997 ،‬م‪ ،‬قال‪ :‬إسناده جيد‪،‬‬ ‫ج‪ 04‬ص‪169‬ـ الطبعة األولى ـ مؤسسة ّ‬
‫أخرج نحوه عن أنس بإسنادين في األول مجاهيل وف ــي الثاني علي ابن زيد بن ج ـ ـ ـ ــدعان‪.‬‬
‫ـ محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري ـ صحيح ابن خزيمة ـ باب صفة الخطبة يوم عرفة ـ ج‪ 04‬ص‪250‬ـ قال األعظمي‪:‬‬ ‫‪69‬‬

‫إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــناده حسن لغيره‬


‫األلباني ـ إرواء الغليل ـ كتاب الغصب ـ ج‪ 05‬ص‪350‬ـ قال األلباني‪ :‬صحيح رواه مسـ ـ ـ ـ ـ ــلم‪.‬‬
‫ـ ابن عاصم األندلسي ـ مرجع سابق ـ ج‪ 2‬ص‪.251‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪58‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫فمن حق الشركاء أن يتموا البيع‪ ،‬أو أن يبطلوه فيما يتعلق بحصصهم كونهم مسلطون على أنص ــبتهم في‬
‫هذا الم ـ ـ ــال‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ االستثناء من األصل العام‪.‬‬
‫قد يحصل االستثناء من األصل العام الذي يمنع تصرف الشريك في الملك المشاع كله لتعلق حق الغير‬
‫تصرفه في حاالت خاصة يفرضها مقتضى التصـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرف‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫به‪ ،‬فيصح ّ‬
‫ــ إذا تعدى ضرر المال الشائع مالكي الشيوع وجب إزالة الضرر‪ ،‬وهو من فعل الواجب المترتب على‬
‫الشركاء‪ ،‬فإذا ما أقدم أحد الشركاء على هدم الحائط المشترك‪ ،‬أو السقف الذي بينهما نظر‪ ،‬فإن خيف‬
‫سقوطه ووجب هدمه فال شيء على الشريك الذي أقدم على هذا التصرف لكونه فعل الواجب وأزال‬
‫علــــــــى المـــــــانع لق ـ ـ ـ ـ ّـوِته‪.‬‬ ‫‪71‬‬
‫الضرر‪ ،‬وفي هذه الحالة يقدم المقتضى‬
‫ــ أن تدعو الحاجة‪72‬إلى التصرف في المال المشاع ويتعذر استئذان الشريك لغيبته وانقطاع أخباره‪ ،‬وكذا‬
‫مشقة انتظاره باإلضافة إلى الخشية على فساد المال المشاع أو نقصان ثمنه‪ ،‬ومـــــــــــــن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫ــ ما ل و سكن أحد الشريكين العقار المشترك في غيبة شريكه‪ ،‬فإن تصرفه جائز وللشريك الغائب أن‬
‫يسكن بعد عودته نظير ما سكن شريكه‪ ،‬ألن االضطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرار ال يبطل حق الغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــير‪.73‬‬
‫ــ تجويزهم ألحد الشريكين تعمير المشترك بدون إذن الشريك‪ ،‬وبدون إذن القاضي‪ ،‬ورجوعه بقيمة البناء‬
‫عند ضرورة القسمة‪ ،‬مع امتنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاع الجبر على العمارة‪.‬‬
‫ــ لو استعمل أحد الشريكين في الكرم ثماره وباعها حين غيبة شريكه فعمله جائز‪ ،‬وإذا حضر الشـ ـ ـريك‬
‫فهـ ـ ـ ـ ــو مختار بين أن يجيز البيع ويأخـ ـ ـ ـ ــذ الثـ ـ ـ ـ ـ ـمن‪ ،‬أو أن يضمــن حصته‪.‬‬
‫ــ أما إن كان تصرف الشريك‪74‬برضا باقي الشركاء فيكون حالتها أص ــال ووكيال‪ ،‬وال يحتاج إلى عقد‬
‫الباقي‪ ،‬واشترط الفقهاء أن يفصل ما على كل واحد بالت ـ ـ ـ ـ ـ ـراضي‪.‬‬
‫ــ دفعا لضرر الم ـ ـ ـ ـ ـ ــالك بتفويت الـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـربح‪ ،‬وضرر المشتري بتـحريم ما قبضوه بهذه العقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود‪.‬‬

‫ـ نص القاعدة الفقهية‪ ":‬إذا تعارض المانع والمقتضى يقدم المانع " انظر د‪ .‬زيدان ـ مرجع سابق ـ ص‪.108‬‬ ‫‪71‬‬

‫ـ محمد قدري باشا ـ مرجع سابق ـ ج‪ 3‬ص‪ 1131‬وما بعدها‪ ،‬الشيرازي ـ المهذب مع تكملة المجموع ـ ـ ج‪ 14‬ص‪ 73‬ـ‬ ‫‪72‬‬

‫مطبعة اإلم ـ ـ ـ ــام ـ مصر‪.‬‬


‫ـ عبد الكريم زيدان ـ مرجع سابق ـ ص‪.81‬‬ ‫‪73‬‬

‫ـ ابن عابدين ـ مرجع سابق ـ ج‪11‬ص ‪ ،452‬محمد قدري باشا‪ -‬مرجع سابق ـ ج‪ 3‬ص‪ ،1127‬الشيرازي ـ مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرجع‬ ‫‪74‬‬

‫س ـ ـ ـ ـ ـ ــابق ـ ج‪14‬ص‪.30‬‬

‫‪59‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫‪ 3‬ــ عــــــــالقة المتصرف بالمتصرف إليه‪.‬‬


‫الش ـ ـ ـ ــيوع‪.‬‬
‫وفي هذه الح ـ ـ ـ ـ ــالة يجب التفريق بين علم المتصـرف إليه وجـ ـ ــهله بحـ ـ ـ ــالة ّ‬
‫أن المتصرف يملك العين المتصرف فيها على الشيوع فإنه ال يجوز له‬ ‫‪75‬‬
‫ـــ فإذا كان المتصرف إليه يعلم‬
‫المطالبة باإلبطال لكونه على بصيرة من أمره أثناء تصرفه فتقع عليه التزامات التصرف‪ ،‬وال يثبت له‬
‫الخيار لتقصيره‪.‬‬
‫حالة الشيوع‪ ،‬فأقدم على هذا التصرف معتقدا أن المتصرف يملك‬ ‫‪76‬‬
‫ـــ أما إذا كان المتص ــرف إليه يجهل‬
‫المال المتصرف فيه ملكية مفرزة فتبين له خالف ذلك‪ ،‬فإن له في هذه الحالة الخيار ـ خيار النقض ـ بين‬
‫اإلمساك أو الرد‪ ،‬وذلك لكون الش ـ ـ ـ ــركة تؤدي إلى تفريق الصفقة‪ ،‬وهو عيب يؤدي غالبا إلى النقص في‬
‫ثمن المتصرف فيه‪ ،‬فحق للمتصرف إليه أال يرتضيه للض ـ ـ ـ ـ ـ ــرر الالح ـ ـ ـ ـ ــق به‪.‬‬
‫فإنه ال خيار له ألنه تصرف فيما يزيد عن نصيبه‪ ،‬وليس من حقه ذلك‪ ،‬فهو من رضي‬ ‫‪77‬‬
‫أما المتصرف‬
‫ب ـ ـ ــزوال ملكه عما يجوز بيعه بقسطه‪ ،‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ــال ض ـ ـ ـ ـ ــرر يلحقه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬امتيازات المالك على الشيوع في القانون المدني‪.‬‬
‫يصح للشريك في الشيوع أن يتصرف منفردا في حصته الشائعة‪ ،‬ذلك ألنه يملك هذه الحصة ملكا‬
‫تاما‪ ،‬ومن مقتضى امتيازات الملكية أن يم ّكن من التصرف فيها‪ ،‬سواء بنقل ملكيتها بعوض أو بغير‬
‫عــوض‪ ،‬أو بإنشاء حقـ ـ ــوق عينية أخ ـ ــرى كحق ـ ـ ـ ــوق االرتفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاق‪.‬‬
‫أ ــ نقل ملـكية الحصة الشــــــــــــائعة‪.78‬‬
‫يقع التصرف من الشريك في حدود نصيبه من الشيوع صحيحا فيما بين طرفيه‪ ،‬كما يعد نافذا في‬
‫مواجهة باقي الشركاء‪ ،‬وقد يكون هذا التصرف بيعا‪ ،‬أو صلحا‪ ،‬أو هبة أو حصة في شركة‪ ،‬ومن اآلثار‬
‫المترتبة على هذا التصرف أن يحل المتصرف إليه محل المتصــرف‪ ،‬فيصبح مالكا للحصة الشائعة‪،‬‬
‫وشـ ـ ـريكا في الشيوع‪.‬‬

‫ـ محمد قدري باشا ـ مرجع سابق ـ ج‪ 3‬ص‪ ،1124‬الشربيني ـ مغني المحتـ ـ ـ ــاج إلى معـ ـ ـ ــرفة ألفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاظ المنهـ ـ ـ ــاج ـ ــج‪2‬‬ ‫‪75‬‬

‫ص‪ 40‬ـ طبعة مص ـ ـ ــطفى الحلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبي مصر‪ ،‬جمال خليل النشار ـ مرجع سابق ـ ص‪.209‬‬
‫ـ محمد ق ـ ـ ـ ــدري باشا ـ مرجع س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابق ـ ج‪ 3‬ص‪ ،1124‬الش ـ ـربيني ـ مرجع سابق ـ ج‪ 2‬ص‪ ،40‬جمال خليل النشـ ـ ـ ـ ـ ــار ـ‬ ‫‪76‬‬

‫م ـ ــرجع سـ ـ ـ ـ ــابق ـ ص‪.209‬‬


‫ـ انظر أحمد عبد البخيت ـ مرجع سابق ـ ص‪.194‬‬ ‫‪77‬‬

‫ـ محمد لبيب شنب ـ الوجيز في الحقوق العينية األصلية ـ ص‪ 325‬ـ الطبعة الثانية ـ وحدة توزيع الكتاب الجامعي ـ عين‬ ‫‪78‬‬

‫شمس مصر ـ سنة ‪1999‬م‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫جاء في المادة (‪ )714‬من القانون المدني الجزائري‪ ":‬كل شريك في الشيوع يملك حصته ملكا تاما‪ ،‬وله‬
‫أن يتصرف فيها‪ ..‬بحيث ال يلحق الضرر بحقوق سائر الشركاء "‪ .79‬فصحة تصرفه نابع من مميزات‬
‫ملكيته‪ ،‬غير أن صحة تصرفه مرهونة بالحفاظ على حقوق المشتاعين‪ ،‬وهو ما يلـ ـ ــزم به القانون‪.‬‬
‫ب ــ إنشاء حق عيني على الحصة الشائعة‪.80‬‬
‫قد يكون موضوع التصرف إنشاء حق عيني آخر على هذه الحصة‪ ،‬كحق انتفاع أو حق الرهن‪ ،‬فإذا‬
‫تضمن هذا التصرف حق انتفاع اقتضى نفاذ هذا التصرف في مواجهة الشركاء‪ ،‬فيترتب على ذلك نيابة‬
‫المتصرف إليه للمتصـ ـ ـ ــرف في كل ما يتعلق باإلدارة العادية للمال الشائع‪ ،‬بما في ذلك قسمة المال‬
‫الشائع قسمة منافع (المهايأة)‪ ،‬فهو الشريك في الش ـ ــيوع الم ـ ـ ـ ــعتبر رأيه فيما يتع ـ ـ ـ ـ ـ ــلق بإدارته‪.‬‬
‫و يستثنى مما سبق كل سلطات التصرف واإلدارة غير المعتادة‪ ،‬وكذا القسمة النهائية للمال‬
‫الشائع‪ ،‬فتبقى بيد المتصرف لكونه المالك األصلي لل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرقبة‪ ،‬فحق االنتفاع حق مؤقت ينتهي بانتهاء‬
‫أج ـ ـ ـ ــله‪ ،‬أو وفاة المنتفع‪.‬‬
‫وفي حالة رهن الحصة الش ـ ـ ــائعة وافتقار الراهن‪ ،‬أو عدم وفائه بسداد الدين المضمون بهذا الرهن‬
‫حق للدائن المرتهن أن ينفذ على الحصة تنفيذا جبريا‪ ،‬أما إن كان الرهن حـيازيا فيكفي أن يتوصل بأن‬
‫ال يبقى في حيازة الـ ـ ـراهن‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بإنشاء حقوق االرتفاق فذهب فقهاء القانون المدني إلى أنها ال تصح لكونها تقتضي‬
‫إفراز حصة المتصرف المنشئ‪ ،‬فال بد من تحديد العقار محل االرتفاق‪ ،‬إذ ال يتصور مباشرة هــذه‬
‫الحقوق إال على أجزاء م ـ ــحددة‪.‬‬
‫وقد أثبت المشرع الجزائري أحقية هذه التصرفات‪ ،‬والتي تندرج ضمن سلطتي االستعمال واالستغالل‬
‫في المادة (‪ )714‬من القانون المدني الجزائري‪ ،‬والتي جاء فيها‪ ":‬كل شريك في الشيوع يملك حصته‬
‫ملكا تاما‪ ..‬يستولي على ثمارها‪ ،‬وأن يستعملها بحيث ال يلحق الضرر بحقوق سائر الشــــركاء "‪.81‬‬
‫وتبقى سلطة المالك على الشيوع في االستعمال واالستغالل مرهونة بالحفاظ على حقوق الشركاء لكون‬
‫حقه يمتد إلى نصيب الشركاء اآلخرين‪ ،‬وه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤالء يمتد حقهم إلى نصيب الشريك‪.‬‬

‫ـ مولود ديدان – مرجع سابق ـ ص‪ ،137‬القانون المدني مع االجتهاد القضائي ـ ص ‪ 135‬ـ طبعة دار الجزيرة ـ سنة‬ ‫‪79‬‬

‫‪2010‬م ‪2011‬م الجزائر‪.‬‬


‫ـ محمد لبيب شنب – مرجع سابق ـ ص‪.326‬‬ ‫‪80‬‬

‫ـ المادة (‪ )714‬ـ مولود ديدان – مرجع سابق ـ ص‪ ،137‬القانون المدني مع االجتهاد القضائي ـ ص‪.135‬‬ ‫‪81‬‬

‫‪61‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫ــ أما تصرف الشريك في الشيء الشائع كله‪ ،‬أو في حصة تزيد على حصته‪ ،‬فإن تصرفه ال يكون نافذا‬
‫في مواجهة بقية الشركاء إال في حدود حصته‪ ،‬كونه مسلطا على ما يمـ ـ ــلك‪ ،‬وفيما تجاوز ذلك يحق‬
‫لتأكيد حقوقهم فيما زاد على نصيب الشريك المتصرف‪ ،‬قال في‬ ‫‪82‬‬
‫للشركاء أن يرفعوا دعوى االستحقاق‬
‫المادة (‪ ":)715‬تكون إدارة المال الشائع من حق الشـــــــــــــركاء مجتمعين "‪ .83‬وفي حكم هذا التصرف‬
‫فيما بين طرفيه‪ ،‬الشريك المتصرف والمتصرف إليه يرى فقهاء القانون المدني أن حق إبطال التصرف‬
‫يمتلكه المتصرف‪84‬إليه إذا كان يجهل كون المتصرف فيه مملوك للمتصرف على الشيوع‪ ،‬وذهب بعض‬
‫المقننين إلى إبطال أصـ ـ ــل التصرف كونه واردا على مـ ــلك الغير‪.‬‬
‫انصب التصرف على جزء مفرز من المال الشائع تعينت حدوده‪ ،‬وتميز عن سائر أجزاء‬ ‫ّ‬ ‫ــ أما إذا‬
‫الشيء الشائع سواء بنقل ملكيته‪ ،‬أو بتقرر حق عيني عليه‪ ،‬ففي هذه الحالة ينبغي التفرقة بين حكمه‬
‫بالنسبة لسائر الشركاء‪ ،‬وحكمه بالنسبة لطـ ـ ـ ـ ـ ـرفيه‪.‬‬
‫التصــرف في مواجهة الشركاء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ت ــ حكم‬
‫يعتبر تصرف الشريك الواقع على جزء مفرز من المال الشائع غير نافذ في حق بقية الشركاء‪ ،‬ألن‬
‫اختصاص أحد الشركاء بهذا الجزء المفرز من المال الشائع يعتبر قسمة جزئية مبدئيا‪ ،‬وهذا مما ال يملكه‬
‫إال الشركاء مجتمعين‪ ،‬أو قرار الحاكم‪ ،‬وقد يعتبر هذا الجزء المفرز أجود المال الشائع‪ ،‬وبالتالي يعتبر‬
‫إنفراد الشريك بالتصرف فيه ولو كان يعادل حصته إض ار ار بالشركاء‪ ،‬وقطع الضرر مطلوب قانونا‪،‬‬
‫الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابق ما يأت ــي‪:‬‬
‫ويترتب على الحكم ّ‬
‫‪ 1‬ــ ال يحل المتصرف إليه محل الشريك المتصرف في الشيوع‪ ،‬فال يحق له أن يسهم مع بقية الشركاء‬
‫في إدارة الشيء الشائع أو التصرف فيه‪ ،‬وليس من حقه طلب تثبيت ملكيته قبل إجراء القسمة ووقوع‬
‫الجزء المتصرف فيه في نصيب المتصرف كما ال يمتلك حق قسمة الشيء الشائع وال المطالبة به‪.‬‬

‫ـ المادة (‪ )717‬وفيها ‪ .." :‬ولمن خالف من هؤالء حق الرجوع إلى المحكمة خالل شهرين من وقت اإلعــــــــــــــــــــالن " ـ‬ ‫‪82‬‬

‫انظر ـ مولود ديدان ـ المرجع نفسه ـ ص‪.137‬‬


‫ـ المادة (‪ )715‬من القانون المدني الجزائري ـ انظر مولود ديدان ـ المرجع نفسه ـ ص‪ ,137‬القانون المدني مع االجتهاد‬ ‫‪83‬‬

‫القضائي ـ ص‪.135‬‬
‫ـ جاء في المادة (‪ " : )714‬وللمتصرف إليه الحق في إبطال التصرف‪ ،‬إذا كان يجهل أن المتصرف ال يملك العين‬ ‫‪84‬‬

‫المتصرف فيها مفرزة " ـ انظر ـ القانون المدني مع االجتهاد القضائي ـ ص‪.135‬‬

‫‪62‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫على الشريك المتصرف‪ ،‬وكذا‬ ‫‪85‬‬


‫‪ 2‬ــ يحق لسائر شركاء المتصرف أن يرفعوا دعوى االستحقاق‬
‫المتصرف إليه لتأكيد حقوقهم على الجزء المفرز الذي وقع عليه التصرف‪ ،‬وذلك قبل حصول القسمة‪،‬‬
‫ووقوع الجزء المفرز في نصيب غير الشريك المتصرف‪.‬‬
‫ث ــ حكم التصرف في مواجهة الطرف الثاني في العقد "المتصرف إليه"‪.‬‬
‫ويخت ـ ـ ــلف الحـ ـ ـ ـ ـ ــكم في هذه الحالة باختـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالف علم المتصـ ـ ـ ـ ـ ــرف بحـ ـ ـ ـ ـ ــالة الشيـ ـ ـ ــوع وع ـ ـ ـ ـ ـ ــدم علمه‪.‬‬
‫‪ 1‬ــ جهل المتصــــــرف إليه بحــــــــــالة الشيــــــوع‪.‬‬
‫إذا كان المتصرف إليه يجهل كون العين المتصرف فيها يملكها المتصرف على الشيوع‪ ،‬ولم يتم فرزها‬
‫عن طريق القسمة بعد‪ ،‬فإنه يحق له إبطال التصرف لمصلحته باعتباره واردا على ملك الغير‪ ،‬قال في‬
‫المادة (‪ )714‬من القانون المدني ال ـ ـ ــجزائري‪ .." :‬وللمتصرف إليه الحـق في إبطال التصرف إذا كان‬
‫يجهل أن المتصرف ال يملك العين المتصرف فيها مــفــرزة "‪ ،86‬أما إذا تأخر طلبه حتى تمت القسمة‪،‬‬
‫ووقع الجزء المتصرف فيه في نصيب الشريك المتصرف‪ ،‬فإن حق المتصرف إليه في اإلبطال يسقط‪،‬‬
‫ألن الغرض الذي هدف إليه تحقق وه ـ ـ ــو خلوص ملكية الجزء المفرز المتصرف فيه‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ عـــلم المتصرف إليه بحالة الشيوع‪.‬‬
‫إذا كان المتصرف إليه على علم بأن المتصرف ال يملك الجزء المتصرف ملكية مفرزة فإنه ال يحق له‬
‫المطالبة بإبطال التصرف‪ ،‬ال قبل القسمة وال بعدها لعدم وجود الغلط الذي يستدعـ ـ ـ ـ ـ ــي الفسخ‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ مصيـــــــــــــر التصــــــــرف‪.‬‬
‫إذا أجاز بقية الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــركاء تص ـ ـ ـ ّـرف الش ـ ـ ـ ـ ـ ـريك ووقع هذا الجزء المفرز في نصيب المتصرف فإن‬
‫التصرف في هذه الحالة نافـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذ بين طرفيه ومنتج آلثـ ـ ـ ــاره‪.‬‬
‫أما إذا لم يقع الجزء المتصرف فيه في نصيب المتصرف فاستنادا إلى القواعد العامة يحق للمتصرف إليه‬
‫فسخ التصرف الستحالة تنفيذه‪ ،‬غير أن المقنن الجزائري خرج عن حكم القواعد العامة استحسانا إلقدام‬
‫المتصرف إليه على هذا التصرف ابتداء رغم علمه بالشيوع فقرر في المادة (‪ )714‬ما نصه‪ ..":‬وإذا‬
‫كان التصرف منصبا على مفرز من المال الشائع‪ ،‬ولم يقع هذا الجزء عند القسمة في نصيب‬
‫المتصرف انتقل حق المتصرف إليه من وقت التصرف إلى الجزء الذي آل إلى المتصرف بطريق‬

‫ـ المادة (‪ ,) 717‬ومما جاء فيها ‪ " :‬ولمن خالف من هؤالء حق الرجوع إلى المحكمة خالل شهرين من وقت اإلعالن " –‬ ‫‪85‬‬

‫انظر ـ القانون المدني مع االجتهاد القضائي ـ ص‪ ,135‬مولود ديدان ـ مرجع سابق ـ ص‪.137‬‬
‫ـ انظر ـ مولود ديدان – المرجع نفسه ـ ص ‪ ,137‬القانون المدني مع االجتهاد القضائي ـ ص ‪.135‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪63‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫القسمة "‪ ،87‬وفي هذه الحالة يتغير محل حق المتصرف إليه حيث يحل الجزء الذي وقع في نصيب‬
‫المتصرف محل الجزء المفرز المتصرف فيه حلوال عينيا‪.‬‬
‫و بالنظر في اآلراء الفقهية السابقة‪ ،‬وما عليه القانون المدني الجزائري نجد االتفاق حاصال في معظم‬
‫الجزئيات الفقهية السابقة إال في بعض الجزئيات منها‪ ،‬والتي كانت محل خالف‪ .‬كالتصرف في الجزء‬
‫المفرز من المال الشـ ــائع والذي صححه السادة الشافعية خالفا للجمهور‪ ،‬وكذا االستثناءات التي ذكرها‬
‫الفقهاء والتي تصح فيها تصرفات الشريك في كل المال الشائع بخالف فقهاء القانون المدني‪ ،‬حيث‬
‫اشترطوا لصحة التصرف توافق رأي األغلبية مع قوة مبررات التص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف‪.‬‬
‫وبغض النظر عن هذه الجزئيات المذكورة يمكن القول أن أغلب المواد القانونية المنظمة لهذه المسائل‬ ‫ِّ‬
‫مستمدة من التراث الفق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهي اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالمي‪.‬‬
‫الخــاتمة‪:‬‬
‫من خالل دراستي لمسـ ــائل الشيوع‪ ،‬وإمكانية إنهائه‪ ،‬في الفقه اإلسالمي والقانون المـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدني‬
‫الجزائري‪ ،‬وبناء على اإلشكالية المطروحة في هذه الرسالة‪ ،‬واألهداف التي توخيت الوصــول إليها‪،‬‬
‫توصلت بحمد هللا‪ ،‬و تسديده إلى النـتـائج‪ ،‬واالقتراحـات التالية‪:‬‬
‫أو ال‪ :‬النتائــــــــــــــــج‪.‬‬
‫وأج ـ ـ ـ ــملها ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي النقاط التالية‪:‬‬
‫أ ـ يعتبر التراث الفقهي اإلسالمي عالجا وافيا لكل حجات الناس المتـ ـ ـ ـ ــجددة مما يحقق مصالحهم الدينية‬
‫و الدنيوية في الحال و المآل‪ ،‬فما مـ ـ ـ ـ ــن نازلة إال ولها في الفقه اإلسالمي حل شامل‪ ،‬و هو ما يفسر‬
‫قول الفقهاء إن الشريعة صالحة لكل زمان و مكان‪ ،‬و ما تخلفت أمه اإلسالم و تقــهقرت إال لما تخلت‬
‫عن هذا التراث الفقهي الزاخر واتبعت نص ـ ـ ــوصا قانونية تتصف بالجمود والقصور قصور البشر‪،‬‬
‫وصـ ـ ـ ــدق الــرسول (صلى هللا عليه و سلم) القـ ـ ـ ــائل‪ ":‬تـــــــــــــــــركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما‪،‬‬
‫كتاب هللا و سنتي"‬
‫ب ـ رغم أ ن مجمل النصوص القانونية في القانون المدني الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجزائري تتفق في عمومها مع ما جاء في‬
‫الفقه اإلسالمي ألنها صيغت بخ ــلفية المقنن المسلم‪ ،‬إال أنها تتصف بالقصور أمام الفقه اإلسالمي لذا‬
‫أوص ـ ــي بأن يكون الفقه هو المصـدر األساسي في التقنين‪.‬‬

‫ـ مولود ديدان ـ مرجع سابق ـ ىص ‪ ،137‬القانون المدني مع االجتهاد القضائي ـ ص ‪.135‬‬ ‫‪87‬‬

‫‪64‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫ت ـ تتميز الملكية الشائعة عن غيرها‪ ،‬فال هي ملكية مــفرزة يستأثر بها صاحبها دون غيره‪ ،‬و ال هي‬
‫ملكية مشتركة ال يجوز التصرف فيها دون ت ـ ـ ـ ــوكيل أو تفويض من بقية الشركاء‪ ،‬إذ للمالك على الشيوع‬
‫كل ما يستأثر به الم ــالك من استعمال و استغالل و تصرف‪ ،‬لكنه ال يتعدى ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدود حصته‪.‬‬
‫ث ـ يعتبر الشيوع وضعا ماديا غير مستحسن إذ أغلبه ينشأ عن المـ ـ ـ ــيراث‪ ،‬و بالتالي فهو وضعية غير‬
‫اختيارية بالنسبة للشركاء‪ ،‬وإذا قيل متى يـ ــدخل المال في ملك المالك بغير رضاه ؟ قيل عن طريق‬
‫الميراث‪ ،‬وينتج عن ه ــذا الكثير من النزاع الختالف وجهات النظر في تسيير واستغالل المال الشــائع‪،‬‬
‫وكثي ار ما استولى بعض الشركاء المشتاعين على أجزاء م ـ ــهمة من ضمن المال المشاع دون البعض‬
‫اآلخر‪ ،‬وخاصة إذا كان من بين الش ـ ـ ـ ـ ـ ــركاء المشتاعين من يكبر إخوته سنا‪ ،‬وكان يعمل مع المورث قيد‬
‫حياته اع ـ ــتقادا منه أنه هو الذي يخلف مورثه في تسيير المال بحكم الع ـ ـ ـ ـ ــرف والعادة‪.‬‬
‫ج ـ يعتبر التصرف في جزء مفرز ولو كان في حدود حصة المتصرف‪ ،‬وكــذا التصرف في كل المال‬
‫الشركاء‪ ،‬وبالتـ ــالي فإن هذا التصرف ولو كان صحيحا بين طرفيه إال‬
‫ّ‬ ‫المشاع اعتداء على حقوق باقي‬
‫أنه ال ينفذ في حـ ـ ـ ـ ــق ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاقي الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــركاء‪.‬‬
‫ح ـ كل شريك في الشيوع يملك حصته ملكا تاما‪ ،‬وله أن يتصرف فيها‪ ..‬بحيث ال يلحق الضرر بحقوق‬
‫سائر الشركاء‪.‬‬
‫خ ـ بما أن الشيوع غير مرغوب فيه سواء من الناحية االجتماعية‪ ،‬أم من الناحـية االقتصادية باعتباره‬
‫مصد ار لكثير من المنازعات بين الشركاء فيه ن ـ ـ ــتيجة تشابك األيدي‪ ،‬وتداخل الحقوق‪ ،‬وسوء التصرف‬
‫واالستغالل‪ ،‬فإن المشرع في الفقه اإلسالمي‪ ،‬والمقنن في القانون المدني منحا كل شريك الحـق في أن‬
‫ين ـ ـ ـ ـ ــهي الشيوع عن طريق عقد القسمة‪.‬‬
‫وهو حق ال يقبل التقادم المسقط‪ ،‬فوجوده مرهون بوجود حالة الشـيوع‪ ،‬غير أن لكل قاعدة استثناء‪،‬‬
‫إذ هناك بعض الص ـ ـ ـ ـ ــور يبقي فيها الش يوع قهريا أو جبريا كالمرافق المشتركة التي تخدم نظام الطبقات‬
‫في العمارات العصرية‪ ،‬وكل ما نشأ الشيوع لغرضه‪ ،‬كأن يكون المال المـ ـ ــشترك ال يتحقق وجوده إال‬
‫ببقائه على الشيوع‪ ،‬أو أن يبقى الم ـ ــال شائعا بنص القانون‪.‬‬
‫د ـ قد يختار الشركاء لقسمة المنفعة بدل قسمة العين‪ ،‬وهو ما يسمى بـ ـ ـ ـ ــقسمة المهايأة‪ ،‬وقد يجبرون‬
‫عليها عند بعض الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدارس الفقهية إذا تعذرت ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــسمة العين‪.‬‬
‫ذ ـ محل قسمة المهايأة هو منافع األعيان التي يمكن االنتفاع بها مع بقاء أعيانها‪ ،‬لذا ال يصح الته ــايؤ‬
‫على األعيان التي تستهلك بمجرد االنتفاع‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫ر ـ تصح المهايأة على االستعمال‪ ،‬أما المهايأة على االستغـ ــالل فأجازها األحناف ومنعها الجمهور‪،‬‬
‫وأرأى ما ذهب إليه المالكية من ج ـ ـوازها تبعا‪ ،‬واتفق القانون المدني مع مجمل ما جاء به الفقه‬
‫اإلسـ ـ ـ ـ ــالمي‪.‬‬
‫ز ـ تكون قسمة المهايأة رضائية باتفاق جميع الش ـ ـ ـ ـ ــركاء‪ ،‬واستنادا إلى القول الراجح في الفقه اإلسالمي‬
‫يجوز أن يجبر الشركاء على المهايأة‪ ،‬إذا لم يتحمل المحل القسمة العينية أما القانون المدني فيشترط‬
‫اتفاق جميع الش ـ ـ ـ ـ ــركاء‪ ،‬إال في حالة خاصة نصت عليها المادة (‪ )736‬من القانون الم ــدني الجزائري‪،‬‬
‫وهي المـ ـ ـ ــهايأة التي سبقت القسمة النهائية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االقتراحـــــــــــات‪.‬‬
‫أ ـ من خالل هذا البحث تبين لي أثر الفقه اإلسالمي واستيعابه لكل مسـ ــألة من مسائل الشيوع السابقة‪،‬‬
‫ولذلك أوصي بجعل التشريع اإلسالمي مصد ار أساسيا ال ثانويا مع ما في القانون المدني من قـصور في‬
‫معالجة كـثير من المسائل المطروحة في باب الشيـ ـ ــوع وغ ــيره‪.‬‬
‫ب ـ إعادة دراسة الفقه اإلسالمي دراسة مستجدة تقترب من التقنين الفقهي مع مراعاة مرونة التشريع‪،‬‬
‫وإعمال مقاصده الكبرى‪.‬‬
‫وفي األخ ـ ــير هذا أبلغ ما وصلت إليه‪ ،‬وهـ ـ ــو جهد المـ ــقل‪ ،‬وأنا على يقين أن كل عمل بشري يتخلله‬
‫النقص والقصور‪ ،‬إذ الكمــال صفة من صفات ذي العزة والجالل‪ ،‬وأسأله جل وعال المغفرة عن كل زلل‪،‬‬
‫وإقالة كل عـ ـ ــثرة‪ ،‬وأحمده على عونه وت ــوفيقه‪.‬‬
‫وص ـ ـ ــل اللهم على العلم األول والنبي األكرم سيد الخلق وحبيب الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق مــحمد بن عبد هللا وعلى‬
‫ألـ ـ ـ ـ ــه وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم الدين‪.‬‬

‫قائــــــــــمة المصــــــــــادر والمـــــــــــــراجع‬

‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ المصحف الشريف برواية حفص عن عاصم‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تفسير القرآن العظيم ـ ـ الحافظ أبو الفدا إسماعيل بن عمر بن كثير الق ـ ـ ـ ـ ـ ــرشي الـ ــدمشقي(ت ‪774‬ه) ـ ـ الطبعة األولى ـ ـ دار‬
‫ابن حزم ـ ـ بيـ ــروت ـ ـ سنة ‪1423‬ه‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫الحديث النبوي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ـ ـ محمد ناصر الدين األلباني ـ ـ الطبعة الثانية ـ ـ المكتب اإلسالمي بيروت ـ ـ سنة‬
‫‪1405‬ه‪1985 ،‬م‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫‪ 4‬ـ الجامع الكبير (جمع الجوامع) ـ ـ جالل الدين السيوطي ـ ـ مصدر الكتاب ـ موقع ملتقى أهل الحديث ـ الموسوعة الشاملة‬
‫اإلصدار الثالث‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ سنن ابن ماجة ـ ـ أبو عبد هللا محمد بن يزيد القزويني ـ ـ طبعة دار الفكر بيروت ـ ـ تحقيق محمد فؤاد عبد القانون المدني مع‬
‫االجتهاد القضائي ـ ص ‪.135‬الباقي ـ األحاديث مذيلة بأحكام األلباني عليها‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ سنن أبي داود ـ أبو داود سليمان بن األشعث السجستاني ـ ـ طبعة دار الكتاب العربي ـ ـ بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ السنن الكبرى وفي ذيله الجوهر النقي ـ ـ أبو بكر أحمد بن حسين بن علي البيهقي ـ ـ الطبعة األولى ـ ـ مجلس دائرة المع ـ ــارف‬
‫النظـ ـ ـ ـ ـ ــامية ـ حيدر آب ـ ـ ــاد الهند ـ سنة ‪1344‬ه‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ـ ـ أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي ـ ـ الطبعة الثانية ـ م ــؤسسة الرسالة‬
‫بيروت ـ ـ سنة ‪1414‬ه‪1993 ،‬م ـ ـ تحقيق شعيب األرن ـ ـ ــاؤوط‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ صحيح ابن خزيمة ـ ـ أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري ـ ـ طبعة المكتب اإلسالمي بيروت ـ ـ سنة‬
‫‪1390‬ه‪1970 ،‬م ـ ـ تحقيق د‪ .‬محمد مصطفى األعظمي ـ األحاديث مذيلة بأحكام األعظمي واأللبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاني عليها‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ فتح الباري شرح صحيح البخاري ـ ـ ابن حجر العسقالني ـ ـ طبعة دار المعرفة بيروت ـ س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنة ‪1379‬ه‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ مسند اإلمام أحمد بن حنبل ـ ـ أبو ع بد هللا أحمد بن حنبل الشيباني ـ ـ طبعة مؤسسة قرطبة القاهرة ـ ـ األحاديث مذيلة بأحكام‬
‫شعيب األرن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاؤوط عليها‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ نصب الراية ألحاديث الهداية ـ مع حاشيته بغية األلمعي في تخريج الزيلعي ـ ـ أبو محمد جمال الدين عبد هللا بن يوسف بن‬
‫محمد الزيلعي (ت‪ 762‬ه) ـ ـ الطبعة األولى ـ مؤسسة الريان بيروت‪ ،‬ودار القبلة للثقافة اإلسـ ـ ــالمية جدة ـ سنة ‪1418‬ه‪،‬‬
‫‪1997‬م ـ ـ تحقيق محمد ع ـ ـ ّـوامة‬
‫الفقه الحنــــفي‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ اإليضاح في شرح االصطالح ـ ـ شمس الدين أحمد باشا الحنفي ـ ـ الطبعة األولى ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت لبنان ـ ـ سنة‬
‫‪1428‬ه‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ـ ـ العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالمة فخر الدين عثمان بن علي الـ ـ ـ ـ ـ ـزيلعي ـ ـ طبعة دار المعرفة ـ بي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروت‬
‫لبنان‪.‬‬
‫‪ 15‬ـ ـ حاشية ابن عابدين (رد المحتار على الدر المختار) ـ ـ خاتمة المحققين محمد أمين الشهير بابن عابدين (ت ‪1252‬ه) ـ‬
‫الطبعة الثانية دار المع ـ ـ ـرفة ـ ـ بيـ ــروت لبنان ـ سنة ‪1432‬ه‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ ش ـ ـ ـ ـ ــرح المجلة ـ ـ للمـ ـ ـ ـ ـ ــرحوم سليم رستم باز اللبناني ـ الطبعة األولى دار الكتب الع ـ ـ ـ ـ ـ ــلمية ـ بيروت لبنان ـ ـ سنة ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ 17‬ـ الفقه الحنفي وأدلته ـ الشيخ أسعد محمد سعيد الص ـ ـ ـ ـ ــاغرجي ـ الطبعة األولى ـ ـ دار الكلم الطيب دمشق بيروت ـ سنة‬
‫‪1420‬ه‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 18‬ـ مرشد الحيران إلى معرفة أحوال اإلنسان في المعامالت الشرعية ـ محمد قدري باشا (ت‪1237‬ه) ـ ـ الطبعة األولى دار‬
‫السالم ـ القاهـ ـرة‪ ،‬اإلس ـ ــكندرية مص ـ ــر ـ سنة ‪1432‬ه‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫الفقه المــــــــــالكي‪.‬‬
‫‪ 19‬ـ أنوار البروق في أنواء الفروق ـ ـ شهاب الدين أحمد بن إدريس الصنهاجي القرافي (ت‪684‬ه) ـ ـ الطبعة األولى دار السالم ـ ـ‬
‫القاهرة مصر ـ ـ سنة ‪1421‬ه‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫‪ 20‬ـ البهجة في شرح التحفة على األرجوزة المسماة بتحفة الحكام ـ ـ ابن عاصم األندلسي ـ الطبعة األولى ـ المكتبة العصرية‬
‫صيدا بيروت ـ سنة ‪1425‬ه‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 21‬ـ تبصرة الحكام في أصـ ــول األقضية ومناهج األحــكام ـ ـ القاضي برهان الدين إب ارهيم بن علي بن أبي القاسم بن محمد بن‬
‫فرحون الم ــالكي الم ـ ــدني ـ ـ الطبعة األولى ـ المكتبة العصرية صيدا بيروت ـ سنة ‪1432‬ه‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 22‬ـ الفواكه الدواني على رسالة ابن زيد القيرواني ـ ـ الشيخ أحمد بن غنيم بن سالم النفراوي المالكي ـ طبعة دار الفكر ـ بيروت‬
‫لبنان ـ سنة ‪1415‬ه‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 23‬ـ المدونة الكبرى ـ ـ مالك بن أنس األصبحي ـ رواية اإلمام سحنون بن سعيد التنوخي على اإلمام عبد الرحمن بن القاسم ـ‬
‫الطبعة األولى دار الفكر ـ بيروت ـ سنة‪1419‬ه‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 24‬ـ ـ المعونة على مذهب عالم المدينة ـ القاضي عبد الوهاب البغدادي ـ الطبعة األولى دار الفكر ـ بيروت لبنان ـ سنة‬
‫‪1419‬ه‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫الفقه الشــــــــافعي‪.‬‬
‫‪ 25‬ـ األشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية ـ ـ العالمة جالل الدين السيوطي (ت‪910‬ه) ـ ـ الطبعة األولى مؤسسة‬
‫المختار ـ ـ القاهرة مصر ـ ـ سنة ‪1428‬ه‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 26‬ـ روضة الطالبين وعمدة المفتين ـ ـ يحي بن شرف الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــووي (ت‪676‬ه) ـ الطبعة الثالثة المكتب اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالمي ـ بيروت‬
‫لبنان ـ سنة ‪1416‬ه‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫‪27‬ـ ـ المجموع شرح المهذب ـ يحي بن شرف النووي (ت‪676‬ه) ـ ـ مطبعة التضامن األخوية ـ ـ بالحسين مصر‪.‬‬
‫‪ 28‬ـ مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج ـ ـ شمس الدين محمد بن أحمد الخطيب الشربيني (ت‪977‬ه) ـ ـ طبعة مصطفى‬
‫الحلبي مصر‪.‬‬
‫‪ 29‬ـ ـ المهذب مع تكملة المجموع ـ ـ أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي ـ ـ مطبعة اإلم ـ ـ ـ ــام مصر‪.‬‬
‫‪ 30‬ـ ـ نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج ـ ـ شمس الدين محمد بن العباس أحمد بن حمزة بن شهاب الدين الرملي المنوفي المصـري‬
‫(ت‪1004‬ه) ـ طبعة مطبعة مصـ ـ ـ ــطفى الحلبي مصر ـ سنة ‪1967‬م‪.‬‬
‫الفقه الحـــــــــــــنبلي‬
‫‪ 31‬ـ ـ طبقات الحنابلة ـ ـ أبو الحسنين محمد بن محمد بن أبي يعلى (ت‪ 526‬ه) ـ طبعة دار المعرفة بيروت ـ ـ تحقيق محمد حامد‬
‫الفقي‪.‬‬
‫‪ 32‬ـ الفت ـ ـ ـ ـ ـ ــاوى الكبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى ـ ابن تيمية ـ ـ طبعة م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤسسة الحـ ـ ــلبي ـ القاهرة مصر ـ ‪1389‬م‪.‬‬
‫‪ 33‬ـ المغني في فقه اإلمام أحمد بن حنبل الشيباني ـ ـ ابن قدامة المق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدسي ـ الطبعة األولـ ـ ـ ـ ــى دار الفكر ـ بيروت لبنان ـ‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنة ‪1405‬ه‪.‬‬
‫‪ 34‬ـ ـ المغني مع الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرح الكبير ـ ـ ابن قدامة ـ ـ طبعة دار الكتب الع ـ ـ ـ ــلمية ـ ـ بيروت لبنان‪.‬‬
‫مراجع حديثة في الفقه اإلســـــــــــالمي‪.‬‬
‫‪ 35‬ـ تصرف الشريك في المال الشائع ـ د‪ .‬جمال خليل النشار‪ -‬طبعة دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية مصر ـ ‪2000‬م‪.‬‬
‫‪ 36‬ـ ش ـ ـ ـ ـ ـ ــرح القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواعد الفقهية ـ ـ مصطـ ـ ـ ــفى أحمد ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزرقا ـ ـ الموسوعة الشاملة ـ ـ اإلصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار الثالث‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحيى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 3039 :‬‬
‫ص‪69 -42 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جوان‪ 2019 /‬م‪ /‬شوال ‪ 1440‬ه‬ ‫العدد‪ :‬الثاني‬ ‫المجلد‪ :‬الخامس‬
‫صحراوي غريب‪ ،‬مقال بعنوان‪ " :‬امتيازات المالك على الشيوع استعماال واستغالل وتصرفا دراسة فقهية قانونية مقارنة"‬

‫‪ 37‬ـ الفقه اإلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالمي وأدلته ـ د‪ .‬وهبة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزحيلي ـ الطبعة الثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالثة ـ دار الف ـ ـ ـ ـ ـ ــكر دمشق سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوريا ـ سنة ـ‬
‫‪1409‬ه‪1989 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 38‬ـ القسمة بين الشريعة اإلسالمية والقانون المدني الجزائري على ضوء اجتهاد المحكمة ومجلس الدولة ـ ـ أحمد خالدي ـ ـ طبعة‬
‫دار هومة الجزائر ـ ـ سنة ‪2008‬م‪.‬‬
‫‪ 39‬ـ الملكية الشائعة في الفقه اإلسالمي والقانون (دراسة مقارنة) ـ د‪ .‬أحمد فالح عبد البخيت ـ ـ طبعة دار الجامعة الجديدة ـ‬
‫اإلسكندرية مصر ـ سنة ‪2012‬م‪.‬‬
‫‪ 40‬ـ ـ الملكية في الشريعة اإلسالمية مع مقارنتها بالقوانين الوضعية ـ ـ علي الخفيف الطبعة الثانية ـ دار النهضة العربية ـ بيروت‬
‫لبنان ـ سنة ‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ 41‬ـ الوجيز في شرح القواعد الفقهية في الشريعة اإل سالمية ـ ـ د‪ .‬عبد الكريم زيدان ـ الطبعة األولى مؤسسة الرسالة ـ بيروت‬
‫لبنان ـ ـ سنة ‪1424‬ه‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫اللغة العربية والمعــــاجم‪.‬‬
‫‪ 42‬ـ القاموس المحيط مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم الفيروز آبادي الشيرازي ـ ـ الطبعة األولى ـ دار الكتب‬
‫العلمية بيروت لبنان ـ ـ سنة ‪1420‬ه‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 43‬ـ ـ لسان العرب ـ ـ أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور اإلفريقي المصري ـ ـ الطبعة األولى ـ دار صادر ـ سنة‬
‫‪1997‬م‪.‬‬
‫‪ 44‬ـ الم ـ ـ ـ ـ ـ ــعجم الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوجيز‪ ،‬مجمع اللغة الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربية بمـ ـ ـ ـ ـ ــصر ـ ـ طبعة و ازرة الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربية والتعليم ـ ـ مصر ـ ـ سنة ـ ـ ـ ‪1411‬هجرية‬
‫ـ ـ ‪1991‬م‪.‬‬
‫كتب القــانون المــــــدني‪.‬‬
‫‪ 45‬ـ القانون المدني حسب آخر تعديل له (قانون رقم ‪ 05‬ـ ‪ 10‬مؤرخ في ‪ 20‬يونيو ‪2005‬م) ـ مولود ديدان ـ طبعة دار الكتاب‬
‫للنجاح ـ الجزائر ـ سنة ‪.2006‬‬
‫‪ 46‬ـ ـ القانون المدني مع االجتهاد القضائي ـ طبعة دار الجزيرة ـ مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤسسة كوش ـ ـ ـ ـ ــكار للتوزيع والنشر الجزائر ـ سنة ‪2010‬م‪،‬‬
‫‪2011‬م‪.‬‬
‫‪ 47‬ـ الوجيز في الحقوق العينية األصلية ـ د‪ .‬محمد لبيب شنب ـ الطبعة الثانية ـ وحدة توزيع الكتاب الجامعي ـ عين شمس‬
‫مصر ـ سنة ‪1999‬م‪.‬‬

‫‪69‬‬

You might also like