Professional Documents
Culture Documents
تمهيد
تمهيد
طبع هللا في نفوس البشر حب األرض وحب حيازتها وتملكها على مر
األزمنة ،ألن فيها تكمن كل المقومات الضرورية للعيش ،فمن البديهي
أن يسعى اإلنسان إلى تملك األرض واالنفراد باالستيالء عليها هادفا
إلى االستقرار فوقها و جعلها مسكنا و مرعى و زرعا ،لكن مع كثرة
الناس وتزايد الكثافة السكانية واالنتشار المهول للعمران أصبحت
األرض تأخذ قدرا كبيرا من األهمية وذلك بسبب ظهور مشاكل بين
األفراد حول أحقية التملك و التصرف ،الشئ الذي كان يعرض إلى
الكثير من الترامي و االستيالء أمام عجز المالك الحقيقين النعدام سند
قانوني يتبث ملكيتهم ،وفي هذا الصدد كان من الضروري االستعانة
بمنظومة قانونية تحصن وتحكم حيازة العقارات على نحو يسمح
بتوثيق الملكية العقارية ،فنتيجة لذلك ظهرت بعض األنظمة العقارية
القائمة بذاتها كانت المرجع األساس وبداية لنظام التحفيظ العقاري ،
وعلى رأسها نظام "تورانس" على اسم يد واضعه "روبرت
تورانس" الذي تبنى نظام التسجيل العيني المقتبس بدوره من القانون
البحري الفرنسي المتعلق بتسجيل كل سفينة على حدة ،فاستطاع
تكييف مبادئ هذا النظام ليطبقه على العقارات ،ليحسم مبدأ التطهير
الكثير من المشاكل القائمة على المجاالت العقارية ،ومن هذا المنطلقc
تغير الوضع ليشمل بالدنا ،بعد أن كانت الملكية العقارية بالمغرب
خاضعة لقواعد cالفقه المالكي و األعراف المحلية ،إذ كانت رسوم
الملكية يحررها العدول ،فكانت تشير بكيفية تقريبية إلى حدود العقار
ومشتمالته ،فكان من الصعب التعرف على المالك cالحقيقي
والتحمالت العقارية التي تثقله ،إلى أن بدأت البوادر التشريعية
بالظهور من المشرع الفرنسي بعد فرض الحماية بإصدار قانون
التحفيظ المنظم بمقتضى ظهير 9رمضان ( 12غشت ، )1913حيث
كان له الفضل لمجمل أحكامه و قواعده في توضيح الطريقة األنسب
و السليمة مع المتعاملين لهذا النظام حفاظا على حقوقهم و
مصالحهم ،إلى حين تغيير و تتميم و تعويضه بالقانون رقم 14٫07
الصادر cبتنفيذه الظهير الشريف رقم 1٫11٫177في 25من ذي
الحجة 22( 1432نونبر ،)2011وتماشيا مع ما تضمنه قانون
التحفيظ العقاري الجديد cمن قواعد ضابطة لمختلف الحقوق الواردةc
على الملكية العقارية ،وعليه نجد الصبغة اإللزامية الذي سلكته هذه
األحكام والقواعد cفي شهر الحقوق التي يتم تقييدها فتكون محفوظة في
السجل العقاري لدى المحافظة على األمالك العقارية ،بحيث يتاح لكل
ذي مصلحة في عقار معين ،أن يحاط معرفة بجل التصرفات التي
تناولت هذا العقار ،فتكون مرجعا له على حالة العقار المادية
والقانونية ،ويكون محتجا بها في مواجهة الكافة ،و إذ بمجرد اكتساب
لزم تقييدها بالرسم العقاري يجب عليهالشخص ألحد الحقوق الـ ُم َ
سلوك cمسطرة خاصة لتقييد هذا الحق ،و القيام بهذا اإلجراء ينطوي
تحت شروط و آجال معينة يجب احترامهُما ،وبالتالي سيترتب عن
هذه التقييدات آثر إنشائي للحق cسواء بين األطراف أو في مواجهة
الغير ،فيتم إقرارها من طرف المحافظ العقاري لتأخذ قوة في اإلثبات
على أن هذه القوة تبقى نسبية الرتباطها بصحة تصرفات وحسن نية
األطراف ،فيسري عليها ما يسري على سائر الحقوق التي تتوفر فيهم
أسباب قانونية تبرر إلغاء هذا الحق أو انقضاءه .وقد عمل المشرع
على تنظيم مسطرة خاصة إلشهار الحقوق العينية وبعض الحقوق
الشخصية ،إذ أفرد لها القسم الثاني من ظ.ت.ع الذي تناول مختلف
اإلجراءات التي ينبغي اتباعها لتسجيل وتقييد الحقوق القابلة لإلشهار
على الرسم العقاري باعتبارها الوسيلة المثلى التي أوجدها المشرع
.إلشهار الحقوق العينية