Professional Documents
Culture Documents
مشروع التضخم والاموال
مشروع التضخم والاموال
غسان القواسمي
وذلك الستكمال متطلبات النقابة لغاية االنتقال من سجل المحامين المتدربين الى
سجل المحامين المزاولين لسنة 2023
1
االهداء
الى استاذي وأخي الى من كان سيفه االخالق ورمزه العلم والمعرفة اهدي ل44ك مش44اعر االمتن44ان
وجزيل الشكر لما قدمته لي من دعم وعلم والى جهودك التي وق44د اوص44لتني 4لم44ا ان44ا علي44ه االن.
وتتسابق 4الكلمات وتتزاحف 4العبارات لتنظيم 4عقد الشكر لكل اس44اتذتي 4وزمالئي ومن ك44انوا معي
في مرحلة التدريب ومن بذلوا معي المجهود الكبير في تعليمي وتقديمي كما أحب44وا ألنفس44هم وهم
كما كانوا وزالوا 4على نهج الثقافة واألخالق ذاتها دائما ً وأبداً في هذا المكتب الجليل.
وعبر نفحات ال ّنسيم ،وأريج األزهار ،وخي44وط 4األص44يل ،أرس44ل ش44كراً من األعم44اق لكم ع44ائلتي
ولطالما ما أعطيتم ما هو أكثر مما استحق شكرا الى دعمكم شكرا لجهودكم 4وإن أقصى درج44ات
التقدير ال تتمثل بنطق الكالم وإنما بتطبيقه.
لو كان للشكر شخص يبين....
إذا ما تأمله الناظر...
لبينت شكري حتى تراه....
فتعلم أني أمروا شاكر...
2
مقدمة تمهيدية (ملخص البحث):
يعد موضوع التضخم من أك++ثر المواض++يع القانوني++ة ج++دال لم++ا ل++ه من تبع++ات تق++ع على حق++وق
ال++دائن والم++دين على ح++د س++واء في التع++امالت المالي++ة ,ولم++ا ي++ترتب علي++ه من اث++ار نتيج++ة
االنخف++اض او الزي++ادة في القيم++ة الش++رائية للعمل++ة ،وعلى ال++رغم من اهتم++ام بعض الفقه++اء
والقانونين حول هذه الظاهرة نتيجة دجج األفكار حولها اال انها لم تط++رح على طاول++ة النق++اش
بشكل جدي وبنفس مستوى أهميتها بعد ,فكل ما هو موجود بخصوصها يع++د نقاش++ا او رأي++ا لم
يصل الى مرحلة البت فيها ,على الرغم من األثر الكبير لها على االقتصاد بشكل ع++ام وتبعاته++ا
التي تقع على العملة وقوته++ا الش+رائية والتع++امالت المالي++ة ال+تي تص++يب الحق++وق وااللتزام+ات
المالية للدائن والمدين بش++كل خ++اص .كم++ا اختل++ف الفقه++اء والق++انونين والش++رعيين على م++دى
تأثير التضخم على قيمة الديون ومدى قيام ركن الرضى عند سداد قيمة هذا ال++دين بع++د النقص
او الزيادة الواقع عليه وعن مدى إمكانية التع++ويض عن ه++ذا االختالف في القيم++ة من الناحي++ة
الشرعية باإلض++افة الى م++دى إمكاني++ة تطوي++ع التع++ويض في ظ++ل التح++والت االقتص++ادية وم++دى
امكانية تق++دير قيم++ة التع++ويض وقت وق++وع الض++رر وت++أثيره على كاف++ة المع++امالت والمطالب++ات
المالية وفق احكام القانون.
ومن هنا فان تغير القيمة الش+رائية للعمل+ة النقدي+ة ق+د يح+دث وقت حل+ول ت+اريخ الس+داد وقب+ل
تاريخ استحقاق الدين ،وقد يحدث الضرر وقت نظر الدعوى وقب++ل ص++دور الحكم النه++ائي له++ا.
وعليه ونتيجة لألضرار التي قد تلحق بك++ل من ال++دائن والم++دين نتيج++ة لف++رق القيم++ة الش++رائية
للعملة النقدية ولعدم ضياع الحقوق المدني++ة لك++ل منهم والمص++ونة بم+وجب الدس++تور والق+انون
يكون التعويض هو موطن االرتكاز لجبر الضرر واستيفاء كل ذي ح++ق حق++ه باعتب++ار ان وف++اء
الديون تكون بقيمتها الفعلية وقت الدين ال بمثلها وقت السداد باعتبار ان تحقق الرض++ى يك++ون
وقت السداد لقيمة الدين ،بالتالي فإن القيمة المعتبرة لسداد الديون هي قيمة الدين وقت واقع++ة
المديوني++ة اس++تنادا لمب++دأ العدال++ة واالنص++اف ال وقت س++دادها وذل++ك الختالف قيمته++ا م++ا بين
الف+ترتين .وعلي+ه ف+إن التع+ويض عن ف+رق القيم+ة الش+رائية للعمل++ة وال++ذي يع++ود ب+النقص في
الحقوق الي من الدائن او المدين يدور وجودا وعدما مع الضرر والذي يعتبر وس++يلة إلص++الح
الضرر وإعادة المضرور الى ما كان عليه وقت وقوع الضرر ك++ون ج++زاء المس++ؤولية المدني++ة
هو التعويض واالصل في التعويض ان يقدر في النقد مع تساوي القيم++ة االس++مية واالقتص+ادية
للنقود كون التماثل الحقيقي ال يتحقق بمجرد الشكل والصورة وإنما بالواقع والجوهر وذلك لما
يترتب على غالء النقود او رخصها من نقص في قيمة الديون.
لذا ومع وجود هذا التضخم ال++ذي يفق++د العمل++ة ج++زء او أج++زاء من قيمته++ا الش++رائية ال++تي ق++د
تؤدي الى خسائر مالية ليست باليسرة على الدائن في حال زيادة التضخم النقدي وعلى المدين
من جهة أخرى في حال انخفاضه ،فإن الباحث محاوال بذلك من خالل هذا البحث توض++يح فيم++ا
إذا هل يستطيع قاضي الموضوع ان يطوع التعويض وصوال الى مبدأ التعويض الكامل للض++رر
تفاديا لمشكلة اختالف القيمة االسمية عن القيمة االقتصادية للعملة وذلك بإلزام الم++دين بس++داد
ال++دين بقيمت++ه وقت واقع++ة المديوني++ة ال وقت الحكم +في++ه او ال++دائن في الحال++ة المعاكس +ة +ل++ذلك
وتوضيح المسلك الق++انوني والقاع+دة القانوني+ة لس+داد ال+ديون بقيمته++ا وقت المديوني+ة ال وقت
السداد وتفادي الخس+ارة المالي+ة من قيم+ة ال+دين الن+اتج عن التض+خم ليص+ار الى الحكم بس+داد
قيمة الدين الفعلية .وبذات الوقت توضيح فيما إذا هل يستطيع قاض+ي الموض+وع تطوي+ع مب+دأ
التعويض عن الضرر وتقدير قيمة التعويض وقت وقوع الضرر ال وقت الحكم +فيه بين أط++راف
العالقة التعاقدية؟ وتوضيح مسألة الفائدة القانوني++ة كص++ورة من ص++ور التع++ويض المطبق++ة في
3
االحكام القضائية لجبر الضرر المفترض وتوضيح الغاية التي يهدف إليها المشرع األردني من
ويض++ة التع++ا وبين مطالب++رق بينه++ة والف++ات المالي++الفائدة القانونية بشكل دقيق في ظل المطالب
.عن فرق القيمة الناتج عن التضخم
:)ملخص البحث (باللغة اإلنجليزية
Summary
Inflation is one of the most controversial legal subjects because it has implications for
both creditors and debtors rights in financial transactions. Because of its effects as a
result of the decline or increase in the purchasing value of the currency, despite the
interest of some scholars and jurists about this phenomenon as a result of the
intensification of ideas about it, it has not been brought to the table seriously and at
the same level of importance yet. Everything that exists with regard to it is a debate or
opinion that has not reached the stage of a decision. notwithstanding its significant
impact on the economy in general, its implications for the currency, its purchasing
power, and the financial transactions affecting the creditor's and debtor's financial
rights and obligations in particular. Jurists, jurists, and jurists also disagree on the
extent to which inflation affects the value of debts, the extent to which the consent
pillar is established when paying the value of this debt after the shortfall or increase,
and the extent to which this difference in value can be legally compensated, in
addition to the extent to which compensation can be adapted in the light of economic
transformations, the extent to which compensation can be valued at the time of the
damage, and its impact on all financial transactions and claims in accordance with the
provisions of the law.
Hence, a change in the purchasing value of the currency may occur at the time of the
date of payment and before the date of maturity of the debt, and damage may occur at
the time of the proceedings and prior to the final judgment. Consequently, as a result
of damages that may be caused to both the creditor and the debtor as a result of the
difference in the purchasing value of the currency and the non-loss of their respective
civil rights safeguarded under the Constitution and the law, compensation is the
cornerstone of reparation and satisfaction of each right, considering that the effective
value of the debt at the time of debt is not the same as at the time of repayment. s
debts ", hence the value considered to be that of debt at the time of the fact of
indebtedness based on the principle of fairness and equity rather than at the time of
repayment because of its different value between periods. Thus, compensation for the
difference in the purchasing value of the currency, which is due to a lack of rights for
any creditor or debtor, exists and has no harm, which is a means of repairing the
damage and returning the damage to what it was at the time of the damage. The
penalty for civil liability is compensation, and the principal of compensation is to be
assessed in cash with equal nominal and economic value.
So with this inflation that loses a portion of the currency or portions of its purchasing
value, it may result in financial losses that are not easy for the creditor in the event of
increased inflation and for the debtor on the other hand in the event of its decline. In
doing so, the researcher tried to clarify whether the trial judge could volunteer
compensation in order to reach the principle of full compensation for damage in order
to avoid the problem of the nominal value differing from the economic value of the
4
currency by obliging the debtor to repay the debt at the time of the debt fact rather
than at the time of judgment or the creditor in the opposite case and by clarifying the
legal course and the legal rule of repayment of the debt at the time of debt rather than
at the time of payment and avoiding the actual loss. At the same time, could the trial
judge adapt the principle of compensation for damage and assess the amount of
compensation at the time of the injury rather than at the time of judgment between the
parties to the contractual relationship? To clarify the issue of legal interest as a form
of compensation applied in the judicial judgments for presumed harm and to precisely
clarify the Jordanian legislator's objective of legal interest in the light of the financial
claims and the difference between them and the claim for inflationary difference in
value.
إشكالية البحث:
اهم م++ا تض++منته اإلش++كالية ه++و ع++دم تط++رق المش++رع لمفه++وم التض++خم من الناحي++ة القانوني++ة
باعتبارها ظاهرة اقتصادية حديث++ة تحم++ل معه++ا كم من االث++ار ال++تي تلح++ق الض++رر في الحق++وق
والمراكز المالية لكل من الدائن والم++دين نتيج++ة لالختالف++ات ال++تي تق++ع على العمل++ة في قيمته++ا
الشرائية في ظل هذه التحوالت االقتصادية التي تؤثر بش++كل خ++اص في ال++ديون وال++تي ب++دورها
تؤدي الى خسارة مالية قد تلحق أي منهم على حد س+واء دون أي تع+ويض يج+بر ه+ذا الض+رر
ودون االخذ بعين االعتبار بأن ال+ديون ت+رد بقيمته+ا وقت ال+دين ال بمثله+ا وقت الس+داد .ولع+دم
تطوي++ع التع++ويض في ظ++ل التح++والت االقتص++ادية على االض++رار ال++تي تلح++ق أط++راف العالق++ة
التعاقدية او غيرها من التعامالت بموجب نصوص قانونية او قاعدة فقهية قانونية يبنى عليه++ا
أساس قانوني سليم لحماية تلك الحقوق
مبررات الدراسة واالهداف:
المبررات:
ان ما تتعرض له الحقوق المالية لألفراد الطبيعيين والمعنويين من مشاكل وما يلحقه++ا -1
من اض++رار مالي++ة ج++راء الخس++ائر ال++تي تط++رأ على قيم++ة ال++دين .وعلي++ه ف++إن الم++برر
األساسي الذي جاء به هذا البحث ان القانون االردني ينتفي من نصوص قانونية تخلق
مسلك قانوني لجبر الضرر الواقع على الحقوق المالية.
عجز القانونيين والفقهاء والشرعيين من االتفاق والوصول الى نتيجة في إيجاد قاعدة -2
قانونية تسد هذا الفراغ وتسهم في جبر االضرار بطريقة عادلة وقانونية.
تطوي++ع التع++ويض في قض++ايا التعويض++ات تحت مظل++ة الق++انون األردني ليتماش++ى م++ع -3
التحوالت االقتصادية والخسائر الحاصلة في قيمة العملة
الخل++ط بين نظ++ام الفائ++دة القانوني++ة كتع++ويض لم++ا ق++د يف++وت من مكاس++ب او يلح++ق من -4
خس++ائر مفترض++ة بص++ورة مخالف++ة لمب++دأ الفائ++دة في علم االقتص++اد ومن جه++ة أخ++رى
تجاهل القواعد القانونية واالسس التي وجد من اجلها مبدأ التعويض لجبر االضرار.
5
األهداف:
إن الهدف من هذا البحث يكمن في إيجاد نص او مسلك قانوني سليم لحماي++ة تل++ك الحق++وق من
الضياع وحماية الحقوق والمراكز المالية لكل من الدائن والمدين على ح++د س++واء وغ++يرهم من
أصحاب العالقة التعاقدية من االثار التي تقع على الحقوق المالية على عاتق كل منهم.
6
المقدمة
بسم هللا الرحمن الرحيم
ب يَا َأيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنُوا ِإ َذا تَدَايَنتُم بِ َد ْي ٍن ِإلَى َأ َج ٍل ُّم َ
س ّمًى فَا ْكتُبُوهُ َو ْليَ ْكتُب بَّ ْينَ ُك ْم َكاتِ ٌ
ق َو ْليَتَّ ِ
ق ب َأن يَ ْكت َُب َك َما َعلَّ َمهُ هَّللا ُ فَ ْليَ ْكت ُْب َو ْليُ ْملِ ِل الَّ ِذي َعلَ ْي ِه َ
الح ُّ بِا ْل َعد ِْل َوالَ يَْأ َ
ب َكاتِ ٌ
س ِم ْنهُ َ
ش ْيئا ً هَّللا َ َربَّهُ َوالَ يَ ْب َخ ْ
قال الرسول صلى هللا عليه وسلم :إن خياركم أحسنكم قضاء .رواه البخاري ومسلم.
يعد المال جزءا من التاريخ البشري على مدى عص44وراً وقرون4اً 4ط44وال ،على م44ا يزي44د عن ألفي
سنة تقريبا ،حيث كانت المقايضة هي الطريق لسداد قيمة الديون ،وفي 4التعامالت التجاري44ة كاف44ة
ك44انت الس44لع هي الثمن .اال ان المل44ك إلي44اتس مل44ك لي44ديا ومن قبل44ه االم44براطور 4الص44يني 4ق44اموا
بصناعة عمالت معدنية مصنوعة من الذهب والفضة الى ان وصلت العمل44ة الى ش44كلها ال44ورقي
وأصبحت المقايضة من الماضي والعمالت الورقية هي األمثل للتعامل في حينه بين الناس حيث
كانت تقدر قيمتها الشرائية بالذهب والفضة .ونتيجة للتطورات 4التي ج44رت على العمالت النقدي44ة
وطريقة التعامل بها وظهور عدة اشكال للعملة كان من الجدير إيجاد مفهوم يساعد على توض44يح
مفهوم المال ،فقد جاء القانون األردني كغ44يره من الق44وانين بتعري4ف 4للم44ال حيث نص44ت الم44ادة (
)53من القانون الم4دني على تعريف4ه بأن4ه" :ه4و ك4ل عين او ح4ق ل4ه قيم4ة مادي4ة في التعامل".1
وعرفه الفقه القانوني على انه" :هو الحق ذو القيم44ة المالي44ة أي44ا ك44ان ذل44ك الح44ق س44واء عيني44ا او
شخصيا او حقا من حقوق الملكية األدبية او الفنية او الصناعية" .2وبالتالي 4فقد فرق هذا المفه44وم
بين األشياء واألموال فإن الحقوق المالية تختل44ف عن الش4يء مح44ل الح44ق باعتب4ار ان الم4ال ه44و
الحق الذي له قيمة مالية يمكن تقديرها بالنقود واالشياء بمثلها وهذا ما جاء ب44ه المش44رع األردني4
إليضاحه من خالل تعريف المال.
نتيجة لخلق عملة ورقية قابلة للتداول بين األشخاص المعنويين والطبيعيين وبعد قرار فك ارتباط
العملة بالذهب من خالل معاهدة نيكسون س44نة 1971أدى ذل44ك الى ظه44ور ع44دة ج44وانب نتيج44ة
لهذا التطور 4واالنتقال االقتصادي منها اإليجابية ومنها السلبية وظهر 4من خاللها من44اهج ومب44ادئ4
جديدة ومنها مبدأ التضخم الواقع على العملة والذي بدوره يوثر على قيم44ة العمل44ة النقدي44ة ويقل44ل
من قوتها 4الشرائية باإلضافة الى التحوالت االقتصادية في العملة النقدية حيث وهذه االخ44يرة له44ا
أثره44ا الب44ارز 4على قيم44ة العمل44ة الش44رائية وم44ا يحدث44ه التض44خم من أض44رار تلح44ق باألوض44اع
االقتصادية لألشخاص المعن44ويين والطبيع44يين .وباعتب44ار ان ه44ذه التط44ورات 4والمص44طلحات هي
اقتص44ادية بحت44ه ك44ان ال ب44د من إيج44اد حل44ول قانوني44ة من خالل دراس44ات اقتص44ادية تس44اهم في
التخفيف من اثار هذه التحوالت االقتصادية على العملة النقدية وما تحدثه من انتقاص من حق44وق
الدائن والمدين على حد سواء وتقليص حجم هذا االنتقاص في الحقوق وكبح جوانح التض44خم من
خالل قواعد قانونية فقهية تسعى في حماية الحقوق ،واالخ44ذ بمب44دأ ان التماث44ل الحقيقي ال يتحق44ق
بمجرد الشكل والصورة وإنما بالواقع 4والجوهر وان المال يرد بقيمته ال بمثله ،كونه وم44ع وج44ود4
7
هذا التضخم الذي يفقد العملة النقدية جزءا او أجزاء من قوتها 4الشرائية بالتالي ال يمكن اس44تيفاء
كل ذي حق حقه استنادا لمبدا العدالة واالنصاف واذا ما تم مواكب44ة ه44ذه التط44ورات االقتص44ادية
المعاصرة دون تطويع مب44دأ التع44ويض على التح44والت االقتص44ادية نك44ون ام44ام خس44ائر مالي44ة ال
يمكن جبرها او تفاديها مستقبال.
إن أث44ر ظ44اهرة التض44خم ال يقتص44ر فق44ط على قيم44ة العمل44ة الش44رائية ب44ل يمت44د أثره44ا على كاف44ة
التعامالت العقدية منها والمدنية بل وقد 4يختل ركن من اركان هذه العالقات ،حيث وان هذا األثر
يصل الى االخالل بركن الرضى والذي هو الركن األساس ألنش44اء عالق44ة تعاقدي44ة ص44حيحة بين
اطرافه4ا 4في تالقي إرادة الط44رفين على اإلق44راض واالق44تراض او ح44تى إتم44ام كاف44ة االلتزام44ات
العقدية والتعويض عنه44ا في ح44ال االخالل ب44أي من التزاماته44ا .حيث ونقص قيم44ة ال44دين ونقص
قيمة التعويض في االلتزامات العقدية يؤثر على تحقق ركن الرضى كون الرضى المعتبر لس44داد
الديون يتحقق بسداد قيمت44ه الفعلي44ة وقت الس44داد ال بمثله44ا وقت اإلق44راض وذل44ك نتيج44ة الختالف
قيمة الدين ما بين الفترتين وبالتالي 4يكون على المدين رد الدين بقيمته وقت ثبوت الذمة وه44و م44ا
اس44تقر علي44ه بعض الفقه44اء من اه44ل ال44دين حيث ج44اء على لس44ان ابن تيمي44ة :أن ال44واجب على
الغاصب في حال رخص السعر :ضمان نقص السعر 3.وبالت4الي 4وباعتب4ار ان ي4د الم4دين هي ي4د
ضمان على مال الدائن يتوجب عليه ضمان الضرر 4ال4ذي يلح4ق ال4دائن من التض4خم س4ندا لنص
المادة ( )256من القانون المدني األردني والتي نصت على" :كل اضرار بالغير يلزم فاعله ولو
غير مميز بضمان الض4رر" .4وعلى الج4انب االخ4ر ف4إن مق4دار قيم4ة التع4ويض عن االلتزام4ات
العقدية تكون وقت وقوع الض44رر ال وقت الحكم في44ه الختالف قيم4ة التع4ويض عن كال الف4ترتين
وبالتالي يك44ون ركن الرض44ى عن قيم4ة التع4ويض المحك4وم 4به4ا والحال44ة ه44ذه يش44وبها االختالل.
وعلى العكس من ذلك ،وفي حالة نقص نسبة التضخم على العملة النقدية يكون رضى 4المدين هو
المعتبر لسداد قيمة الدين الفعلية كونه ال ضرر وال ضرار 54على أي من أطراف 4هذه العالقة.
ان جبر ما تتعرض له الحقوق المالية لألفراد الطبيعيين والمعن44ويين على ح44د س44واء من خس44ائر4
مالية في ظل التحوالت االقتصادية ال يمكن تحقيقه دون االخذ بعين االعتبار نسبة التضخم ال44تي
تطرأ على قيمة العملة الشرائية وقت سداد الدين او وقت الحكم بالتعويض وذلك النتف44اء الق44انون
األردني من مسلك قانوني سليم يج44بر ه44ذه االض44رار الواقع44ة على الحق44وق المالي44ة .ك44ون س44داد
الدين عند زيادة معدل التضخم 4او نقصه يكون بقيمة مغايرة للقيمة الواجب اس44تحقاقها 4وان الحكم
بالفائدة القانونية بصورة مفترضة عن الكس44ب الف44ائت او م44ا يلح44ق أي من ال44دائن او الم44دين من
خسائر او حتى ما يقع على المضرور 4من ضرر 4ال يعتبر تعويض بالمعنى 4المقصود4.
إن انخفاض القوة الشرائية للعملة النقدية أو بما يسمى التض44خم ه44و من أهم المش44اكل المعاص44رة
التي تواجه الدولة وتؤثر في اس44تقرارها وينعكس ذل44ك أيض44ا على اس44تقرار االف44راد وأوض44اعهم
االقتص44ادية أيض44ا ً مم44ا يت44أثر أف44راد المجتم44ع الطبيع44يين منهم والمعن44ويين من خالل تع44املهم
باإلقراض أو البيع االجل .فقد يحل أجل القرض أو ال44بيع باألج44ل ،وق4د 4تغ4يرت قيم4ة العمل44ة من
حيث قيمتها وقوتها الحقيقية بحيث ال يكون المدفوع 4ع4ددا عن44د األج44ل مكافئ44ا ومس44اويا 4للم44دفوع
عند االقراض ،مما قد يلح44ق غبن44ا كب44يرا على أح44د األط44راف .حيث وأن التض44خم كم44ا عرف44ه (
-https://islamqa.info/ar/answers/220839/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B1%D8%AF ( 3
-D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%
-D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA %
-D8%A8%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%8A%D9%88%D9%85%
،D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A%بال تاريخ)
4القانون المدني األردني ،م(.)256
5القانون المدني األردني ،م(.)62
8
)labonteعلى أنهsteady or continuos rise in the overall level of pricing, " :
"or continuous decline in value of money
"االرتفاع المطرد او المستمر في المستوى العام لألسعار أو تراجع مستمر في قيمة النقود" ،ل44ذا
فإن االنخفاض المستمر والتغير 4المستمر في أسعار 4السلع على جميع انواعها ال األص44ول ي44ؤدي
الى انخفاض القوة الشرائية للنقود وبالت44الي 4انخف44اض مع44دالت االس44تثمار في المس44تقبل والرك44ود
االقتصادي 4للدولة.
وعلي44ه فإنن 4ا 4ومن خالل ه44ذا البحث وبأس44لوب 4منهجي تحليلي س44وف نس44لط الض44وء على ع44دة
جوانب قانونية من خالل القانون األردني 4نوض44ح من خالله44ا ماهي44ة الفائ44دة القانوني44ة وااله44داف4
منها ومبدأ التعويض عن االضرار 4وإيجاد نص او مسلك ق44انوني س44ليم لحماي44ة تل44ك الحق44وق من
الضياع وحماية الحقوق والمراكز 4المالية لك44ل من ال44دائن والم44دين على ح44د س44واء وغ44يرهم من
أصحاب العالقة التعاقدية من االثار التي تق44ع على الحق44وق المالي44ة على ع44اتق ك44ل منهم وكيفي44ة
ضمان جبر هذه االضرار4.
المبحث األول
الفائدة القانونية في ظل التضخم في القانون األردني والفقه االسالمي
سأتناول في هذا المبحث تعريف 4الفائدة القانونية ونطاق تطبيقها في ظل القانون األردني 4وعلم
االقتصاد.
وبنا ًء عليه سوف نقسم هذا المبحث على مطلبين اثنين على النحو التالي:
المطلب األول :الفائدة القانونية في القانوني األردني 4والفقه اإلسالمي:
الفرع األول :ماهية الفائدة القانونية.
الفرع الثاني :الفوائد (التأخيرية والعوضية) والربا 4في الفقه اإلسالمي:
المطلب الثاني :الفائدة القانونية كتعويض وسداد قيمة الدين الفعلية.
الفرع األول :الفرق بين الفائدة كتعويض وسداد 4قيمة الدين الفعلية
الفرع الثاني :الخصائص الواجب توافرها 4في قيمة الدين لتطبيق 4نسبة التضخم
المطلب األول
الفائدة القانونية +في القانون األردني والفقه االسالمي
الفرع األول :ماهية الفائدة القانونية
لم يرد في القانون األردني تعريفا للفائدة القانوني44ة ب44ل وح44تى ان الق44انون الم44دني رغم نصوص44ه
العامة والشاملة التي جاءت ونظمت العالقة بين الدائن والمدين قد منعت التعامل بالفائ44دة والحكم
فيها وهذا ما جاء في نص المادة ( )640من القانون ذاته .6باإلضافة الى ما جاء في الفق44رة ()2
من الم44ادة ( )480من الق44انون ذاته .7وعلي44ه فق44د ت44رك المش44رع األردني 4االم44ر حص44را لق44انون
6القانون المدني األردني ،م( )640نصت على :إذا اشترط في عقد القرض منفعة زائدة على مقتضى العقد سوى توثيق حق المقرض
لغا الشرط وصح العقد .
7مرجع سابق ،م( )480/2نصت على :إذا ظهر ان البائع قد زاد في بيان مقدار راس المال فللمشتري حط الزيادة .
9
التجارة وقانون 4أصول المحاكمات المدنية والذي نص على نطاق تطبيق الفائدة وكيفية احتس44ابها
فقط .ولكن وضع بعض القانونين تعريفا للفائ4دة القانوني4ة مستخلص4ا من نص الم4ادة ( )167من
قانون أصول المحاكمات المدنية وجميع هذه التع4اريف اس4تقرت على مب4دأ واح4د وبالت4الي يمكن
تعريفها بأنها :هي المبل44غ الم44الي ال44ذي يف44رض على الم44دين في حال44ة ت44أخره عن الوف44اء بديون44ه
ضمن الفترة المتفق عليها لذلك ،وهي تحس4ب كنس4بة مئوي4ة من قيم4ة ال4دين 8.وعلي4ه ف4إن الفائ4دة
القانونية تحتسب اما على أساس نسبة مئوية في السنة الواحدة او على أساس المدة المتف44ق عليه44ا
بين أطراف العالقة التعاقدية وذلك كله من أص44ل المبل44غ المق44ترض وهي الفائ44دة البس44يطة وال44تي
جاء تعريفها بأنها :هي الفائدة ال44تي يقبض44ها المص4رف 4او العمي4ل لق4اء إق4راض مبلغ4ا معين44ا من
المال فالمصرف يستحق فائدة في عملية االئتمان لقاء األموال التي يقرضها للغير والعميل أيض44ا
ل4ه ح4ق فائ4دة لق4اء إي4داع اموال4ه ل4دى المص4ارف 4بأنواعه4ا المعروفة .9وام4ا على أس4اس الفائ4دة
المركبة وهي الفائدة التي تحسب على أصل المبلغ مضافا اليه قيمة فائدة الفترة الس44ابقة وبالت44الي4
فإن القيمة تتغير 4كل فترة من فترات االستثمار.10
وقد جاء تعريف الفائدة لغويا على انها هي :جزء بالمائة من المال يأخذه الدائن ربحا من الم44دين
في زمن محدد .11أما عن الربا لغويا فهي :الفضل والزيادة .12وبالتالي فان الفائ4دة هي المص4لحة
او المنفعة وان الربا هي الزيادة او الغلو وتكون مقترنة بالزيادة على أصل القرض.
وبالعودة الى مصدر الفائدة األساسي والذي تدور 4معه وجودا 4وع44دما وان رف44ع س44عر الفائ44دة او
التقليص من44ه يع44ود الى علم االقتص44اد 4بالت44الي فق44د عرف44ه علم44اء االقتص44اد 4الرأس44ماليين بأن44ه:
هو العائد على رأسمال المستثمر من خالل السعر الذي يحصل علي44ه الم44رء ج44راء تنازل44ه
عن التصرف بأمواله التي يقرضها لفترة زمني44ة مح44ددة .13وع44رفت الموس44وعة االقتص44ادية
الفائدة بأنها( :عبارة عن مبلغ يدفع مقابل رأس مال ويعبر 4عنه كمعدل فائدة أو نسبة مئوية).14
إن الفائدة القانونية وبموجب 4القانون األردني وما استقرت عليه قرارات محكمة التمييز 4األردني44ة
هي تعويض مفترض في االلتزامات المالية حيث جاء في قرار 4لمحكم44ة التمي44يز األردني44ة رقم (
....( :)44802/2017والحكم بالفائدة القانونية كتعويض مفترض) ،15وبالتالي 4فإن ه4ذه الفائ4دة
هي ملزمة على المدين وال يجوز له اثبات عكس44ها ك44ون ه44ذه الفائ4دة تك44ون عن ب44دل الت44أخر في
التزامه وان محل االلتزام هو دفع مبلغ من المال للدائن وهو مبلغ اإلقراض وهو ما نصت علي44ه
المادة ( )167/1من ق4انون أص4ول المحاكم4ات المدنية 16وال حاج4ة الى تحق4ق ش4رطي الض4رر4
وعالقة السببية ضمن شروط 4مسؤولية المدين عن التأخر في الوف44اء .وعلي44ه فق44د جع44ل المش44رع
األردني لهذه الفائدة سقف ال يجوز ألي من أطراف 4العالقة التعاقدية تجاوز هذه النسبة والمتمثلة
بـ ( 17)%9اال ان لهم االتفاق اما على اإلنقاص منها او التنازل عنها كلي4ا وان س4عر الفائ4دة ه4ذا
هو بموجب نظام المرابحة العثماني كونه وإذا نظرن4ا 4الى نص الم44ادة رقم ( )167/4نج44د بأنه44ا
https://bestlawfirmjo.com/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%AF%D8%A9- 8
%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-
/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%86
9مناضل الجواري ،مقدمة في الرياضيات المالية ،ص.7
10تركي مصلح حمدان ،الجوانب القانونية للفوائد المصرفية في التشريع األردني ،ص.174
11مسعود :جبران ،الرائد (معجم لغوي عصري رتبت مفرداته وفقا لحروفه األولى) ،بيروت ،دار العلم للماليين ،1964,ص.1094
12الفيومي ،احمد بن محمد بن علي ،المصباح المنير ،القاهرة ،المطبعة االميرية ،ج ،1كتاب 4الراء ،ط ،1925 ,6ص.296-295
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B9%D8%B1_ 13
%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%AF%D8%A9
14البرماوي ،راشد ،الموسوعة االقتصادية ،مصر ،دار النهضة العربية ،ط.1971 ,1
15قرارك ،محكمة التمييز 4،قرار رقم ( ،)44802/2017منشورات قسطاس.
16قانون أصول المحاكمات المدنية األردني ،م( :)167/1إذا كان المدين قد تعهد بتأدية مبلغ من النقود في وقت معين وامتنع عن
ادائها عند حلول االجل يحكم عليه بالفائدة دون ان يكلف الدائن اثبات تضرره من عدم الدفع.
10
تحمل ص44يغة ام44ره وبالت44الي ف44إن الزي44ادة فيه44ا يك44ون مخالف44ا لنظ44ام 4المرابح44ة العثم44اني ويج44وز
للمحكمة اإلنقاص من النسبة المتفق عليها بين أطراف العالق4ة التعاقدي4ة وه4و م4ا ج4اء في ق4رار
سابق لمحكمة التمييز رقم ( .18)1342/1998اال وان البعض لم يعت4بر 4ان الفائ4دة القانوني4ة هي
من النظام 4العام وذلك ألنه يجوز االتفاق على خالفها او عدم المطالب4ة به4ا أساسا .19على اعتب4ار
انها مفترضة .ومن جانب اخر وعلى ال44رغم من ان44ه ال يج44وز اثب44ات عكس الفائ44دة على اعتب44ار
انها مفترضة اال ان4ه ال يج4وز 4ان تزي4د على المبل4غ المس4تحق مهم4ا م4ر عليه4ا من س4نين وذل4ك
حماية للمدين وعقوبة للدائن إما إلهماله عن المطالبة بحقه وإم44ا لس44وء نيت44ه ل44تراكم الفوائ44د على ً
المدين.
الفرع الثاني :الفوائد (التاخيرية +والعوضية) +والربا في الفقه اإلسالمي:
لقد اختلف عديد من الفقهاء اإلس4المين عن م4دى مش4روعية الحكم لل4دائن بالفائ4دة التأخيري4ة عن
بدل تأخر المدين عن سداد الدين منهم من اخذ بمبدأ جواز الحكم بها ومنهم من خالفهم ذلك.
الفائدة التأخيرية :هي ما يأخذه الدائن من مدين44ه لق44اء ت44أخر الم44دين في الوف44اء بالتزام44ه .1
ال4ذي محل4ه مبلغ4ا معين4ا من النق4ود عن اج4ل الوف4اء .20وعلي4ه ل4و ان إب4راهيم (الم4دين)
استدان من محمود (الدائن) مبلغ مئة دين44ار 4على ان يس44ددها 4الم44دين خالل ش44هر اال ان44ه
تأخر في ذلك لمدة ستة أشهر تحسب فائدة تأخيرية اما باالتفاق او العرف عن مدة الستة
أشهر.
وبالنظر 4الى هذه الفائدة نجد ان بعض الفقهاء من ذهب في جوازها ومنهم 4من ذهب في
عدمها حيث وان من جمعوا على عدم جوازها قد جمعوا بينه44ا وبين الرب4ا بمع44نى واح4د
وقد جاء على قول بن بيه في تحريم الفائدة القانونية انه "كما ان اخذ ممن4وع س44واء ك44ان
من غني او فقير وممنوعة سواء أك44انت مش44روطة ام مفهوم44ة ب44العرف ،كم44ا ان الف44رق
الوحيد بين الغني والفقير في هذه الحالة ان الغني يجب عليه ان يسدد ال44دين وه44و اثم ان
لم يفع44ل ذل44ك ويج44بر 4على الس44داد ب44الحبس ونح44وه ،وام44ا الفق44ير فتجب نظرت44ه على
ميس4رة" .21وق4د استعاض4وا 4ه4ؤالء الفقه4اء عن الفائ4دة التأخيري4ة عنه4ا بتض4مين العق4ود
شرطا جزائيا يفرض على الم44دين المماط44ل ج44زا ًء مالي4ا ً ليس لحس44اب ال44دائن ب44ل لجه44ة
خيرية .22وذلك تخفيفا لحدة تحريم الزيادة على أصل الدين.
بينما اتفق بعض من الفقه44اء على ج44واز الحكم بالفائ44دة التاخيري44ة على الم44دين المماط44ل
وذلك من باب المصلحة وباالس44تناد 4الى قاع44دة وج44وب الوف44اء ب44العقود وتم قياس44ه أيض44ا
على الغاصب الذي يعطل منفعة المغصوب 4وانه في مركز المقصر الذي تسبب بحرمان
صاحب الحق من التمتع في حقه.23
وبنا ًء عليه فإن الفائدة التاخيرية هي نتيجة تأخر المدين عن سداد ال44دين ال44ذي ح44ل اج44ل
سداده ويحسب بناء على طلب الدائن نسبة ه44ذه الفائ44دة من ت44اريخ اس44تحقاق ال44دين ح44تى
سداد الدين التام وان مسألة جوازها من عدمه هي مسألة فقهية إسالمية إال ان الحكم به44ا
17قانون أصول المحاكمات 4المدنية ،م(( :)167/4تحسب الفائدة القانونية بنسبة %9سنويا ،وال يجوز االتفاق على تجاوز هذه
النسبة).
18تمييز 4حقوق رقم ( ....( :)1342/1998فان الفائدة في المعامالت المدنية ال يجوز ان تتجاوز %9حسب أحكام المادة الثالثة من
نظام المرابحة العثماني ،منشورات قرارك).
19موسى خليل متري – المفاهيم القانونية للفائدة – مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية – المجلد رقم – 29 العدد الثالث
– عام – 2013 صفحة62
20مرجع سابق ،ص.216
21مرجع سابق ،توضيح أوجه اختالف االقوال في مسائل من معامالت 4األموال ،ص.217
22محمد علي محمد احمد البنا ،القرض المصرفي ،دون طبعة ،بيروت ،سنة ،1971ص.439
23مصطفى الزرقا ،حول جواز إلزام المدين المماطل بتعويض الدائن ،ص.20
11
ال يؤثر على أصل الدين من حيث قيمته ب44ل وأنه44ا منفص44لة على أص44ل ال44دين وال يمكن
اعتباره4ا س4داد لم4ا يلح4ق قيم4ة ال4دين من ض4رر في نقص4ان قيمت4ه في ظ4ل التح4والت
االقتصادية بل هي تعويض عما يلحق الدائن من ضرر نتيجة مماطلة المدين في السداد.
الفائدة العوضية: .2
جاء تعريف الفائدة العوضية على انها :الفوائد التي تستحق عن مبل44غ من النق44ود لم يح44ل
ميعاد استحقاقه فهو دين في ذمة المدين طوال االجل ويدفع المدين في مقابل ه44ذا االج44ل
الفوائد العوضية التي يتفق عليها الدائن .24وعليه فإنه لو استناد احمد (المدين) من محمد
(الدائن) مبلغ مئة دينار على ان يسددها بعد سنة من ي44وم اقراض44ها مبل44غ مئ44ة وخمس44ين
دينار تكون هذه الخمسون هي فوائد العوض للدائن مقابل بقاء هذا المال في ذمة الم44دين
مدة هذه السنة.
وعلى الرغم من تع44دد اآلراء الفقهي44ة اإلس44المية على تحريمه4ا 4من عدم44ه كم44ا ج44اء في
رأي الشيخ محمد سيد الطنطاوي 4وغيره من المفكرين ،ومن عارضوه في ذلك مث44ل ابن
تيمية وغيره ،إال ان هذه الفائدة تمثل مبلغا مقابال للزمن الذي يبقى المال في ذمة الم44دين
طيلة هذه الفترة مهما طالت او قصرت ،مع بقاء رأس المال على حاله.
الربا: .3
جاء تعريف الربا في الشريعة اإلسالمية على انها( :كل فائ44دة يحص44ل عليه44ا ال44دائن من
مدينه على أصل الدين المستحق نظير االجل سواء اكانت على مبلغا من النقود او س44لعة
او أي شيء محدد كتحديد سعر الفائدة بنسبة مئوية من المبلغ المقترض).25
وعليه فإن الربا على اختالف انواعه سواء ربا الفضل (ربا البيوع) ام ربا النس4يئة (رب4ا
الديون) فإن كليهما هو الزيادة في أصل المبلغ وربما هو سبب تحريم التعام44ل به44ا ،وان
المشرع األردني اعتبر ان الزيادة عن النسبة المئوية المتمثلة بـ %9تعت44بر رب44ا ف44احش
وذلك بموجب نص المادة ( 26)418/2من ق4انون العقوب4ات وان تم نص عليه4ا بص4ورة
غير مباشرة اال انها معاقب عليها كونها تعت44بر اس44تغالل ال م44برر ل44ه بم44وجب الق44انون.
وان اجتماع الفقهاء على تحريم الربا واختالفهم 4في الفائدة هو بس44بب ان الفائ44دة ال تزي44د
وال تنقص من أصل المبلغ المدعى به وانما تعويض عن بدل أرباح الس44تغالل الم44ال او
تعويض عن المماطلة بالسداد 4وعلى العكس من الربا التي يقول بها" :زدني أنظرك" أي
اخر االجل لقاء الزيادة.27
يتبين لنا ومن موقف 4المشرع األردني بتحريم 4الفائدة بموجب القانون المدني بموجب نص الم44ادة
( )1448/2من القانون المدني 28والعمل به4ا في الق4انون التج4اري باإلض4افة الى االخ4ذ به4ا في
نظ44ام المرابح44ة العثم44اني وق44انون البن44وك وق44انون البن44ك المرك44زي 4وأخ44ذه للنظ44ام الم44زدوج في
االعمال المختلطة وبعيدا عن اآلراء الفقهية الشرعية االسالمية سواء بتحريم الفائدة ام جوازه44ا،
24العطار ،عبد الناصر توفيق ،نظرية االجل في االلتزام (في الشريعة اإلسالمية والقوانين العربية) ،1978 ,مطبعة السعادة ،ص
.231-230
25سعد ،احمد محمود ،الفوائد التأخيرية (دراسة مقارنة بالشريعة اإلسالمية) ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،ط ،1986 ,1ص.91
26قانون العقوبات 4األردني ،م( )418/2نصت على :كل من استغل ضعف شخص أو هواه وأقرضه نقودا أو باعه أشياء ب4أي طريق4ة
كانت ،بشكل يزيد على الحد األقصى المقرر للفوائد الممكن االتفاق عليها قانونا يعاقب بالحبس من شهر إلى ثالث س44نوات وبغرام44ة ال
تقل عن ( )200دينار وال تزيد على ( )500دينار وفي حال عاد المحكوم عليه وارتكب الج44رم ذات4ه في خمس الس4نوات التالي44ة للحكم
يعاقب بالحبس مدة ال تقل عن سنة وال تزيد على ثالث سنــــوات وبغرامة ال تقل عن ( )500دينار وال تزيد على )1000( دينار.
27العتوم ،سيف الدين سامي الفائدة القانونية في التشريع والقضاء األردني (دراسة تحليلية في ضوء القوانين األردنية والفقه
اإلسالمي) ،ط ،2019 ,1ص.202
28مرجع سابق ،م( )1448/2نصت على :عند تطبيق 4احكام هذا القانون تراعى احكام القوانين الخاصة .
12
فإن الحكم بالفائدة القانونية تكون في التعامالت التجارية فقط في حال ك44ان الم44دين ت44اجرا دونه 4ا4
من التعامالت المدنية باستثناء الشيكات كون هذا الشرط يخرج الشيك عن طبيعته ك4أداة وف4اء،29
ول44ذلك ولع44دم الخ44وض في ام44وراً فقهي44ه ال نتيج44ة له44ا ك44ان ال ب44د من المش44رع األردني 4النص
صراحة على جعل الفائدة على القروض التجارية تبعا لنية المق44رض وم44دى تجاري44ة الق44رض ال ً
ان تكون عامة على كافة التعامالت دون سند وقاعدة قانونية تستند إليها المطالبة بالفائدة.
المطلب الثاني
الفائدة القانونية كتعويض وسداد قيمة الدين الفعلية
الفرع األول :الفرق بين الفائدة كتعويض وسداد قيمة الدين الفعلية
جاء في حديث لنبي هللا محمد عليه الصالة والسالم( :م++ا روى ابن عم+ر رض+ي هللا عن++ه ق+ال:
قلت( :يا رسول هللا إني أبيع اإلبل بالبقيع ،فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم ،وأبيع بال++دراهم وآخ++ذ
الدنانير ،آخذ هذا من هذه .وأعطي ه++ذه من ه++ذا؟ فق++ال رس++ول هللا ص++لى هللا علي++ه وس++لم( :ال
30
بأس أن تأخذها بسعر يومها ما لم تتفرقا وبينكما شيء)
ان ما ينتج عن زيادة معدل التضخم 4الواقع على العملة النقدية هو تغير قيمة هذه العمل44ة وتص44بح
قوة العملة الشرائية اقل او اعلى مما كانت عليها س44ابقا في ح44ال نقص44ان التض44خم أي ان عالق44ة
العملة النقدية والتضخم 4هي عالقة عكسية حيث كلما زاد التضخم 4انخفضت قيمة العمل44ة والعكس
كذلك .وبالتالي 4تكون قيمة الدين عند السداد قد اختلفت عنها عن44د اإلق44راض ،ومن خالل تعري44ف
الفائدة القانونية سواء من الناحية االقتصادية او كما عرفه بعض القانونيون يتضح لنا بأن الفائ44دة
تكون عن بدل التأخر عن سداد الدين وهو ضرر النكول او عن بدل أرباح نتيجة االنتفاع بالم44ال
المقترض .وبالتالي ال مجال العتبار ان الفائدة القانونية هي تعويض عن نس44بة التض44خم الواقع44ة
على العملة النقدية الختالف الغاية التي تهدف اليها الفائ44دة بمعناه44ا المن44اط ب44ه من قب44ل المش44رع
األردني او حتى في االقتصاد 4بشكل عام .وهذا أيضا ينطبق 4في حالة نقصان نسبة التض44خم ف44إن
قيمة الدين الفعلية قد تغيرت.
ي44رى الب44احث ان الحكم بالفائ44دة القانوني44ة كتع44ويض مف44ترض ه44و حكم ال يش44مل كاف44ة ح44االت
التعويضات كونه والحكم 4بها ال يجبر الض44رر ال44ذي يحدث44ه التض44خم ب44ل وان ه44ذا األخ44ير ي44وثر
أيضا على قيمة الفائدة ويقلل او يزيد منها مما يلحق الضرر بالدائن او المدين في ح44ال زي44ادة او
نقصان نسبة التضخم ونكون والحالة هذه ام4ام ض4رر 4اخ4ر ال يمكن ج4بره بالفائ4دة م4رة أخ4رى.
باإلضافة الى ان واقعة التض44خم والتح44والت 4االقتص44ادية على العمل44ة النقدي44ة هي واقع44ة قانوني44ة
مستقلة عن الفائدة القانونية في أركانها وموضوعها 4حتى وان كانت بين األطراف ذاتهم كونها ال
تبنى على افتراض ،وبالتالي ان كانت قيمة الضرر 4في قيمة المبلغ المقترض وان المبلغ انخفض
لدرجة انها انخفضت قيمته الشرائية فيجوز هنا ان تعاد تقدير قيم44ة المبل44غ بس44بب تض44خم 4العمل44ة
بموجب دعوى جدي44دة وال يج44وز االحتج44اج بق44وة القض44ية المقض44ية كونه4ا 4دع44وى جدي44دة وذات
موضوع 4مختلف حتى وان اتحد األطراف 314وذلك طالم4ا ت4وفر 4ش4رط المص4لحة إلقام4ة ال4دعوى
أيضاً .ومن خالل كافة المفاهيم السابقة وما استقرت عليه قرارات محمة التمييز األردنية يتض44ح
29قانون التجارة األردني ،رقم 12لسنة ،1966م( )235نصت على :كل اشتراط فائدة في الشيك يعتبر 4كان لم يكن .
30خرجه اإلمام أحمد ،)2/33( ،برقم ( ،)4883وأبو داود في كتاب البيوع ،باب في اقتضاء الذهب من الورق ،)2/270( ،برقم (
،)3355-3354والترمذي في كتاب البيوع ،باب ما جاء في الصرف ،)3/544( ،برقم ( ،)1242والنسائي في كتاب البيوع 4،باب
أخذ الورق من الذهب ،)283-7/281( ،برقم ( ،)4593وابن ماجه في كتاب التجارات ،باب اقتضاء الذهب من الورق والورق من
الذهب ،)2/760( ،برقم ).)2262
31السنهوري ،الجزء األول ،مصادر االلتزام ،طبعة دار الشروق سنة ،2010ص.782
13
ان الفائدة القانونية ال تق44ع على قيم4ة ال44ديون ب44ل هي مس44تقلة عن قيم44ة ه44ذا االل4تزام ك44ون مح44ل
االلتزام وفي التع44امالت المالي44ة هي الم4ال ذات44ه وبالت4الي 4يجب االخ4ذ بعين االعتب44ار قيم4ة مح4ل
االلتزام واال نكون قد خالفنا قاعدة قانونية في ذل44ك .وق44د اس44تقرت محكم44ة التمي44يز األردني44ة ب44أن
الفائدة هي نتيجة ضرر النك4ول 32أي انه4ا تع4ويض عن ت4أخر الم4دين عن الوف4اء او اعتب4ار ه4ذه
الفائدة هي ثمنا للفترة التي استخدم المدين ه44ذا المبل44غ من الم44ال لف44ترة معين44ة ،وأنه44ا عب44ارة عن
وسيلة لجبر المدين على السداد وهو م44ا اتج44ه الي44ه بعض الفقه44اء اإلس44الميين ال44ذين اعت44بروا ان
الحكم بالفائ44دة التاخيري44ة على الم44دين ال44ذي يت44أخر عن الوف44اء بالتزام44ه ن44وع من أن44واع الج44بر
باالس4تناد 4الى قاع4دة وج4وب الوف4اء ب4العقود .33ومن ج4انب اخ4ر وبتط4بيق 4القواع4د القانوني4ة في
محلها يجب االخذ أيضا بركن الرض44ى عن44د س44داد ال44دين حيث ونتيج44ة لت44أخر الم44دين عن س44داد
الدين في ميعاده يؤدي 4ذلك الى صدور ايجاب وقبول جديد قد ال يطابق 4ما سبقه عند التعاقد 4كون
قيمة الدين عند الحكم فيها او عند تأخر المدين في سداده قد اختلفت نتيجة التضخم وبالتالي 4نكون
امام ايجاب وقبول جديد يترتب عليه ايجاب المدين بس44داد ال44دين بمثل44ه وقب44ول ال44دائن بقيم44ة ه44ذا
الدين بقيمته ال بمثله فيكون القبول في حالة زيادة نسبة التضخم من الدائن والم44دين عن44د نقص44ان
نسبة التضخم وبالتالي يحق ألي منهما االحتجاج بحقه بس44داد ال4دين بقيمت44ه لع44دم الح4اق الض4رر4
بأي من مراك44زهم المالي44ة وه44و م44ا ع44بر عن44ه المش44رع األردني 4بم44وجب نص الم44ادة ( )78من
القانون المدني التي نصت على (:العقد هو ارتباط 4االيج44اب الص44ادر من اح44د المتعاق44دين بقب44ول
االخر وتوافقهما على وجه يثبت اثره في المعقود عليه ويترتب عليه التزام كل منهم44ا بم44ا وجب
عليه لألخ4ر) .34وان الحكم بالفائ4دة القانوني4ة ال4تي يط4الب به4ا ال4دائن دون اثب4ات الض4رر 4كونه4ا
مفترضة بحكم القانون ال تتعلق بسداد قيم4ة ال4دين بقيمت4ه الفعلي4ة ك4ون لك4ل من الفائ4دة القانوني4ة
والحكم بنسبة التضخم أساسها القانوني المختلف عن االخر .ومن جهة أخرى ف44إن الحكم بالفائ44دة
التاخيرية وما استقرت عليه أصول القانون باعتبارها عن بدل ضرر النكول وما جاء ب44ه اجته44اد
بن بيه ان المماطل يعاقب بذمه او جلده او حبسه مع عدم جواز إيقاع العقوبة المالية على المدين
لمخافة ان ذلك االمر قد يوقعن4ا في مغب4ة الربا .35وبالت4الي 4ف4إن ت4رجيح رأي فقهي إس4المي على
االخر الختالفهم عن مدى جواز الحكم بالفوائد التاخيرية هي مسألة فقهاء الش44رع الح44نيف ولكن
ومن خالل اآلراء السابقة يتضح ان الفائدة القانونية والحكم بها ال تتعلق بأصل المبل44غ وان الحكم
بها ال يؤثر 4على قيمة الدين الفعلية بل وعلى العكس من ذلك وان الحكم بنس44بة التض44خم 4ألي من
أطراف عالقة القرض او الدائن والمدين هي ما تتعلق بحقوق كل منهم المالية ومرتبطة بموجب
الواقع والقانون بأصل الدين وذلك بتطبيق قواعد القانون على كل واقعة على حدا.
ومن حيث المبدأ ،إن ما يميز المطالبة بالفائدة القانونية عن س44داد ال44دين بقيمت44ه الفعلي44ة وه44و ان
الفائدة يجب ان تتض44من ض44من طلب44ات ووكال44ة الخص44وم الخاص44ة ب44ذلك ،حيث ال يحكم بالفائ44دة
القانونية اال إذا طلب المدعي ذل44ك او بن44اء على طلب موكل44ه بالفائ44دة ويجب ان تتض44من الوكال44ة
المعط44اة من ال44دائن النص الص44ريح على المطالب44ة بالفوائ44د القانونية ،36وه44و م44ا ج44اء في ق44رار4
لمحكمة التمييز األردنية الذي ج4اء في44ه...( :اذا لم تش4مل وكال4ة المح44امي على المطالب4ة بالفائ4دة
القانونية وال تخوله المطالبة بها فإن ذلك يجعل الحكم له بالفائدة القانونية مخالف44ا للق44انون) .37وال
14
يجوز لمحكمة الموض44وع الحكم فيه44ا من تلق44اء نفس44ها حيث ال يج44وز لمحكم44ة الموض44وع 4الحكم
بأكثر مما طلبه الخصوم 4واال تك4ون حال4ة من ح4االت إع4ادة المحاكمة .38وه4ذا على عكس س4داد
قيمة الدين الفعلية التي ال حاجة للمطالبة بها ضمن وكالة الخصوم 4حيث وان التضخم وأثره على
قيمة الديون الفعلية فهي من النظام العام لما لها من اثار اقتصادية تقع على أموال طائلة قد ت44ؤثر
على االقتصاد المحلي بشك ًل عام وعلى المراك44ز القانوني44ة للتج44ار بش44ك ًل خ44اص ،حيث يجب ان
تحكم به المحكمة من تلقاء نفسها سواء ورد ضمن طلبات الخصوم 4بم44وجب الوكال44ة الخاص44ة ام
ال .او إذا تم االتفاق على ذلك بين أطراف 4العالق4ة التعاقدي44ة ،حيث ولم ي44رد في الق4انون األردني
نص يبطل أي اتف44اق ض44من بن44ود العق44د على احتس4اب نس44بة التض4خم عن4د س4داد قيم4ة ال4دين او
القرض بل وان العقد ه44و ش44ريعة المتعاق44دين وعلى محكم44ة الموض44وع 4ان تحكم بم44ا تم االتف44اق
عليه واال يكون قرارها مستوجبا 4الفسخ وهو ما استقرت عليه محكمة التمييز األردني44ة في ق44رار
لها رقم ( )8841/2022الذي جاء فيه...( :فإن العقد شريعة المتعاقدين ودستور 4العالقة
بينهما).39
وعليه حيث ان االخذ بالفائ44دة كتع44ويض عن نس44بة التض44خم في العمل44ة النقدي44ة نخ44رج ب44ذلك عن
المجرى القانوني للفائدة كتعويض عن التأخر في السداد وان الحكم فيها ال يؤثر 4على قيمة ال44دين
الفعلية بل هي مطالبة مستقلة عن قيمة الدين ،وان عدم المطالبة فيها ال يؤثر على س44ير ال44دعوى
او على االلتزام ومن جهة أخرى وان عدم الحكم بس44داد قيم44ة ال44دين بع44د حس44اب نس44بة التض44خم
الواقعة عليه وقت السداد ال وقت الحكم فيه يكون قد الحق ذل4ك ض4رراً 4ب4أي من ال4دائن والم4دين
في حال زادت او نقصت نس44بة التض44خم وبالت44الي 4لم44ا م44ا للتض44خم من اث44ار يبنيه44ا التض44خم من
اضرار تلحق الوضع االقتصادي 4للمدين والدائن والذي يمتد أيضا الى الوضع االقتصادي 4لكث44ير
من الشركات الكبرى المحلية والعالمية منه44ا ل44ذا ف44إن التض44خم والحكم فيه44ا يك44ون ض44من نط44اق
النظام العالم الذي يجب على محكمة الموضوع 4الحكم فيه من تلقاء نفسها وحساب نسبة التض44خم
الواقعة على الدين من تلقاء نفسها أيض4ا ً دون الحاج44ة الن تك44ون واردة ض44من طلب44ات الخص44وم4
كما هو الحال في حساب والحكم في الفائدة القانونية .ومن جهة أخرى فإن يد المدين والحالة هذه
عند استقراضه لمبلغ معين من المال هي يد ضمان على قيمة هذه النقود كونه ملزم بإعادتها.
يرى الباحث ان المشرع األردني 4قد وقع في لبس عند تطبيقه للفائدة القانونية ولم يصل الى حالة
تميز بين المطالبات المدنية والتجارية االمر الذي أدى الى اصدار 4ق44رارات ص44ادرة عن محكم44ة
التمييز االردني44ة ت44ارة تعت44بر الفائ44دة ض44من ق44انون أص44ول المحاكم44ات المدني44ة هي على ال44ديون
المدنية وتارة يتم تطبيق 4ضمن قانون التج44ارة األردني 4دون االخ4ذ بعين االعتب4ار ص4فة العمي44ل،
وعليه فإن الب44احث ي44رى وبم44وجب نص الم44ادة ( )640من الق44انون الم44دني ان44ه ال مج44ال للحكم
والمطالب44ة بالفائ44دة القانوني44ة في ظ44ل ال44ديون والتع44امالت 4المدني44ة كك44ل مهم44ا ك44ان نوعه44ا او
موضوعها .هذا من جهة ومن جه4ة اخ4رى حيث وان المش4رع األردني وبم4وجب نص الم4ادة (
)167/4من قانون أصول المحاكمات المدنية اشترط عدم الحكم بالفائدة بما يزي44د عم44ا نس44بته (
)%9بموجب نظام المرابحة العثماني ،إال وأننا نجد التناقض في نطاق ه44ذه الم44ادة حيث إذا م44ا
نظرنا الى ما جاء ضمن قانون البنك المركزي ونص الم4ادة (/43أ/هـ) 40ال4تي نص4ت ك4ل فق4رة
منها على:
38مرجع سابق ،م( ،)213/5نصت على :إذا قضى الحكم بشيء لم يطلبه الخصوم او بأكثر مما طلبوه.
39تمييز 4حقوق رقم ( ،)8841/2022منشورات قرارك.
40قانون البنك المركزي ،رقم 23لسنة ،1971الفقرة (أ/هـ) من المادة (.)43
15
أ" -الح44د االدنى واالعلى لمع44دالت الفوائ44د ال44تي تتقاض44اها البن44وك ومؤسس44ات 4االق44راض
المتخصصة على تسهيالتها االئتمانية التي تمنحها للعمالء وذلك دون التقي44د بأحك44ام اي
تشريع او نظام آخر بالفوائد او المرابحة".
هـ "-إذا لم يحدد البنك المركزي 4معدالت الفوائد والعم44والت على الوج44ه المنص44وص علي44ه
في الفق44رات أ ،ب ،جـ ،من ه44ذه الم44ادة او الغي اي ام44ر ك44ان ق44د اص44دره ب44ذلك ،فللبن44وك
والشركات 4المالية ان تتقاض44ى من عمالئه44ا الفوائ44د والعم44والت وان ت44دفع الفوائ44د لعمالئه44ا
دون التقي44د بالح44دود ال44تي ينص عليه44ا اي ق44انون او نظ44ام للمرابح44ة او الفوائ44د وذل44ك وفق4ا ً
للتعليمات التنظيمية التي يصدرها البنك المركزي.
وعليه فإن الفائدة القانونية والمطالبة بها محصورة ض44من التع44امالت التجاري44ة بم44وجب الق44انون
المدني فقد جعل الفائدة دون سقف يحددها بل وجعل تحديد نسبتها حص44را للبن44وك إذا م44ا أص44در
قرار بذلك من البنك المركزي وعلى ما يتم االتفاق عليه بين أطراف عقد الق44رض .وعن44د الق44ول
بأن نص المادة ( )43سالف الذكر اس4تثنى 4البن44وك فق4ط عن غيره4ا من التع44امالت فيجب الق4ول
أيضا بأن المشرع منع الحكم بالفائ44دة في ظ44ل ال44ديون المدني44ة .ه44ذا وعلى ال44رغم من ان والحكم
بالفائدة حصرا للبنوك المصرفية بصورة اتفاقي44ة بين أط44راف عق44د الق44رض ال ي44ؤثر على أص44ل
الدين وال يحقق غاي4ة إزال4ة الض4رر ال4ذي يلح4ق ب4أي من اطراف4ه ب4ل وتبقى الحق4وق في دائ4رة
الضرر بصورة غير مباشرة إذا ما نظرنا 4الى تحقيق مبدأ العدال44ة واالنص44اف .ويمكن الق44ول في
موضعا ً اخر ان حساب نسبة التضخم ال تقتصر فق44ط على ال44ديون التجاري44ة كم44ا هي الفائ44دة ب44ل
تمتد أيضا ً الى كافة المطالبات المدنية أيضا ً كونه4ا 4من النظ4ام الع4ام كم4ا ذكرن4ا س4ابقا دون ذك4ر
األسباب منعا ً للتكرار.
وعلى الرغم من ان ه4ذه الفائ44دة تعويض44ية ك4انت ام تأخيري4ة تحت ظ4ل ق4انون التج4ارة األردني
دونه من القوانين الخاصة األخرى اال انها ال تتعلق أيض44ا بأص44ل ال44دين المط44الب ب44ه وال تحق44ق
الغاي44ة المرج44وة من المطالب44ة بس44داد ال44دين وانم44ا هي مطالب44ة منفص44لة له44ا ش44روطها 4واحكامه44ا
الخاص44ة وان الغاي44ة منه44ا س44واء في الزي44ادة او النقص44ان من نس44بتها 4ته44دف الى المحافظ44ة على
العمل44ة النقدي44ة من التع44ويم ،ب44ل وك44ان على المش44رع األردني ولع44دم 4الخل44ط بين ال44ديون المدني44ة
والتجارية من جهة وعلى نطاق تطبيق الفائدة القانونية على المطالبات المالية من جهة اخرى ان
يواكب التطورات 4والمجريات االقتصادية والحكم بسداد قيمة الدين الفعلية من خالل حساب نسبة
التضخم الواقعة على قيم44ة ال44دين وقت الحكم بس4داد قيمت44ه بت44اريخ واقع44ة المديوني44ة .كون4ه وم44ع
هبوط القوة الشرائية للنقود ال تتحقق المماثلة لنقص ماليتها بذلك حيث وب44الرخص 4تتع44ذر 4المثلي44ة
الكاملة فتجب القيمة لما فيه من الضرر على الدائن بنقص القيمة 41ونعود 4من هنا الى ان التماث44ل
الحقيقي ال يتحقق بمجرد الشكل والصورة وإنما بالواقع 4والجوهر وان جوهر الديون وهذه الحالة
هي قيمة هذا الدين وليس مثله.
نصت المادة ( )162من القانون المدني على( :إذا كان محل التصرف او مقابله نقودا ل44زم بي44ان
قدر عددها المذكور 4في التصرف 4دون ان يك44ون الرتف44اع قيم44ة ه44ذه النق44ود او النخفاض44ها 4وقت
الوفاء اي إثر) 42وباستقراء 4هذا النص نجد انه قد اعتبر ان النقود من المثلي4ة دون االخ4ذ بقيمته4ا
الجوهرية كون النقود هي من القيمي44ات ال44تي وق44د ج44اءت ه44ذه الم44ادة مناقض44ه ل44ذاتها من حيث
الواقع وأصل الحق واالنقاص منه وأيضا 4ما جاء في نص المادة ( 43)56من ذات الق4انون وال4تي
أكدت على ان القيمية هي ما ال يكون تقديرها بالعدد او الوزن او المقاس والتي نصت على:
41مصطفى الزرقا ،شرح القواعد الفقهية ،ط ،2دون دار نشر ،1989،ص(.)174
42مرجع سابق ,م(.)162
43مرجع سابق ،م(.)56
16
االشياء المثلية هي ما تماثلت آحادها او اجزاؤها 4او تقاربت بحيث يمكن ان يقوم بعضها -1
مقام بعض عرفا ً بال فرق يعتد به وتقدر في التعامل بالعدد او القياس او الكيل او الوزن.
والقيمية ما تتفاوت افرادها 4في الصفات او القيمة تفاوتا ً يعتد به او يندر وجود افراده في -2
التداول.
ذكرنا سابقا ان نقصان القيمة ال تتحقق معه المماثلة اال اذا كان الضرر في نقص قيمة الدين ه44و
ضرر يسير ال ضرر فاحش وبالتالي ال يمكن اعتبار ان النقود من المثلية كونه ومن المعتبر في
المثليات ان تتحد اجزاؤها 4بال ف4رق يعت4د ب4ه ،وإذا م4ا نظرن4ا الى قيم4ة ال4دين بع4د حس4اب نس4بة
التضخم الواقعة على العملة النقدية نجد ان أجزاء مبلغ الدين ال يمكن اتحادها او اعتبارها مماثلة
لذات قيمة الدين وقت الوفاء لوجود الفرق في القيمة بين كل من الفترتين ،وإذا أردنا الحكم عليها
بالمثلية فإنها ال تتحقق بالشكل والصورة ب44ل ك44ان من ب44اب أولى االخ44ذ بجوهره4ا 4وقياس44ها 4على
الواقع .يمكن القول ولعدم اضراب اآلراء حول ما إذا كانت النقود قيمية ام مثلية ولع44دم الخ4وض
في هذا الباب والخروج عن مقاصد البحث ان نقول بأن النقود في حال نقصان قيمته 4ا 4تك44ون في
نقطة تحول من مثلية الى قيمية والغاية من هذا التحول هو ان تتساوى 4الحق44وق المالي44ة ألط44راف
العالقة التعاقدية وتطبيق 4قاعدة ان التماثل ال يتحق44ق بالش44كل والص44ورة وإنم44ا ب44الواقع والج44وهر4
ليصار الى حساب نسبة التضخم الواقعة على قيمة الدين والحكم 4بس44داد قيم44ة ال44دين الفعلي44ة وقت
السداد ال وقت الحكم فيه وذل44ك الس44تيفاء ك44ل ذي ح44ق حق44ه وذل44ك انص44افاً 4وع44دالتا ً بين أط44راف4
العالقة التعاقدية .وبالتالي ال مجال لتطبيق قاعدة أن يقدر عدد النقود في التعامالت المالية او في
تص44رف 4محل44ه نق44وداً كون44ه خروج4ا 4عن القيم44ة المادي44ة للنق44ود وانك44اراً ألث44ر قيمته44ا في النقص
والزيادة بين االفراد الطبيعيين او المعنويين ,وبالتالي فإن44ه وإن ك44انت ه44ذه القاع44دة ص44حيحة في
تطبيقها وإرسائها 4على التعامالت المالية وقت نشوئها إال انها وفي 4الوقت الحالي لم تكن لت44واكب
التط44ورات االقتص44ادية ال44تي ط44رأت على الحي44اة االجتماعي44ة االقتص44ادية والتع44اريف والمف44اهيم
الجديدة ومبدأ التضخم للعملة النقدية ,وبالتالي فإن االستمرار 4في تطبيقها دون األخذ بمعيار قيم44ة
العملة النقدية على اعتبار ان نسبة هذا التضخم وحس44ابه يق44ع في دائ44رة النظ44ام الع44ام لم44ا ل44ه من
سلبيات واثار 4قد تغفل هذه القاعدة والواردة ضمن الم44ادة ( )162من الق44انون الم44دني عن إع44ادة
الحال لما كان عليه والحفاظ على قيمة العملة النقدية في التعامالت المالية من الض4ياع باإلض4افة
الى حماية الحقوق المالية لكل ف44رد على ح44دا وحماي44ة للعمل44ة المحلي44ة من فق44دان فيمته44ا الحقيق44ة
للتداول .وهذا باإلض44افة الى إن م44ا ج44اءت ب44ه نص الم44ادة ( )644من الق44انون الم44دني األردني4
حول كيفية سداد الديون وفرضها في الفقرة ( )1منها على سداد القرض بمثله مقداراً يوم القبض
والتي نصت على( :يل44تزم المق44ترض ب44رد مث44ل م44ا قبض مق44دارا ونوع44ا وص44فة عن44د انته44اء م44دة
القرض وال عبرة لما يطرا على قيمت4ه من تغي4ير وذل4ك في الزم4ان والمك4ان المتف4ق عليهم4ا)،44
قيمة ال يجوز إال بذات العمل4ة ال44تي حيث وأن هذه الفقرة قد حصرت بأن سداد القرض مقداراً ال ً
تم قبضها 4وقت القرض وذلك أيضا ً ما ينطبق على ال44ديون .وإذا م44ا نظرن44ا الى ه44ذه الفق44رة نج44د
بأنها قد تكون صحيحة نظريا ً إال أنه44ا ليس44ت عملي44ة وفي وقتن44ا الح44الي ض44من نط44اق التح44والت
االقتصادية التي جاءت وغيرت مفاهيما ً عدا في علم االقتصاد وال44تي ت44وجب علين44ا مواكب44ة ه44ذه
التحوالت للمحافظة على المراكز المالي44ة ألف44راد 4المجتم44ع كك44ل وأيض4ا ً للمحافظ44ة على الوض44ع
االقتصادية للدولة ولعملتها 4المحلية .أن تطبيق هذه المادة في ظل مع44دالت تض44خم غ44ير مس44تقرة
يوجبنا لفت النظر عن رد مثل ما تم قبضه مقداراً ونوعا ً وصفة بل وأن مقدار م44ا يجب رده ه44و
قيمة القرض أو الدين ال مثله ،وأنه ال عبرة لنوع أو صفة ما يتم رده في الديون وذلك طالم44ا أن
الدين أو القرض قد استحق قيمته سواء بذات العملة أم بعملة أخرى كون العبرة هي سداده بقيمته
44مرجع سابق ،م(.)644/1
17
يوم القبض ال بمثله يوم السداد .ومن جانب اخر نجد بان المشرع األردني وبم44وجب 4الفق44رة ()2
من ذات المادة 45قد وقع في تناقض واضح بين القيمة والمثل معلل ذل4ك بتع4ذر س4داده بمثل4ه ،إال
أن تعذر السداد بالمثل هو متحقق فعالً وذلك أن المراد بسداد القرض أو ال4دين بمثل4ه ه4و لتحق4ق
التماثل إال ان التماثل ال يتحقق إال بالواقع والجوهر 4وذلك عند الحكم بسداد قيمة القرض أو الدين
بقيمته وقت القبض وبالتالي كان من باب أولى اعتب44ار أن تع44ذر الس44داد بالمث44ل مف44ترض والحكم
بسداد القيمة.
ومن هنا وإلمكانية تطبيق ان التماثل الحقيقي ال يتحق44ق بمج44رد الش44كل والص44ورة وإنم44ا ب44الواقع
والجوهر كان ال بد من إيجاد قاعدة معيارية لبيان فيما إذا كانت قيمة هذا الدين والحكم في سداده
ونوعه يمكن حساب نسبة التضخم 4عليه ام ال ليصار الى الحكم بسداد قيمته الفعلية ال المماثلة ل44ه
وهل يمكن حساب هذا التض44خم على كاف44ة االلتزام44ات المالي44ة ام ال وه44ذا يمكن بيان44ه في الف44رع
الثاني من هذا المطلب.
الفرع الثاني :الخصائص الواجب توافرها في قيمة الدين لتطبيق نسبة التضخم
مما ال شك فيه ان التضخم في حال الزيادة او النقصان مرتبط 4ارتباط 4وثيق في قيمة النقود بشك ًل
عام وقيمة الديون الفعلية بشك ًل خاص .اال ان المطالب44ة بحس44اب قيم44ة ه44ذا التض44خم الواق44ع على
العملة لسداد الدين بقيمته الفعلية ال بد ان يكون ضمن ضوابط 4ليتسنى 4لمحكمة الموض44وع النظ44ر
فيما إذا كان يستحق ال4دائن ام الم4دين االحتج4اج به4ذه المطالب4ة ام ال وذل4ك .وعلي4ه ف4إن ش4روط4
مطالبة الدائن المدين بسداد قيمة الدين وأن يكون الدين مستحق 4األداء وان يكون مشروعاً ،ولكن
إضافة لهذه الشروط 4وللمطالبة بحس4اب نس4بة التض44خم ف4إن الش4روط 4ال4واجب توافره4ا 4في ح44ال ً
حساب نسبة التضخم والحكم 4بسداد قيمة الدين الفعلية هي:
أن تكون نسبة التضخم قد تجاوزت الثلث من قيمة الدين األصلي: -1
أسلفنا انفا بأن المدين وعند استقراضه للمال تكون يده يد ضمان على هذا المال وان أي ما يطرأ
على المال من نقص يجب الزي44ادة في44ه نتيج44ة نقص44انه من التض44خم وان ه44ذه الزي44ادة هي مقاب44ل
النقص وبالت4الي ف4إن أي م4ا يلح4ق ض4رر به4ذا الم4ال وجب ض4مان الض4رر 464ك4ون وامتن4اع او
مماطلة المدين عن السداد وبقاء المال عند المدين قد أضاع على الدائن فرص44ة اس44تثماره وتنمي44ة
ماله.
نجد انه وعند الحكم برد الديون بمثلها فيه من الغبن والضرر للدائن او المدين في حال زي44ادة او
نقصان نسبة التضخم ولذلك فإن الحكم برد القيمة بدال من المث44ل عن44د وج44ود 4ال44رخص او الغالء
في قيم44ة ال44دين ه44و ال44ذي يتحق44ق مع44ه التماثل .47وأن44ه إذا ك44ان التض44خم النق44دي مفرط44ا ويلح44ق
الضرر الكثير على الدائن وجب هنا الحكم برد القيمة.
ومن باب ضمان النقص في الديون والتعويض عنها نتيجة مماطلة المدين في السداد او في ح44ال
نكوله عن السداد واالمر الذ أدى الى الضرر الف44احش بال44دائن بالت44الي يجب حس44اب قيم44ة الف44رق
بين قيمة الدين الفعلي44ة عن44د الس44داد وذل44ك على حس44اب نس44بة التض44خم وقيم44ة ال44دين وقت واقع44ة
المديونية ال وقت الحكم فيه وهذا من خالل الرب44ط القياس44ي لل44دين بمؤش4ر 4منض44بط وه44ذا الرب44ط
يكون بحساب قيمة العملة بتاريخ واقعة الدين وحسابها وقت االستحقاق ويكون الفرق بينهم44ا ه44و
الواجب السداد .ولكن ولعدم ترك األمر على مص44راعيه الب44د من معي44ار يحكم ه44ذا الرب44ط وه44ذا
45مرجع سابق ،م( )644/2نصت على:
46مرجع سابق ،م( )256نصت على :كل اضرار بالغير يلزم فاعله ولو غير مميز 4بضمان الضرر.
http://saaid.org/bahoth/325.htm 47
18
المعيار هو ما يجب ان يكون الفاصل ما بين الكثرة والقلة في قيمة الدين الفعلية ونسبة التض44خم،
فلو ان قيمة الدين ونتيجة بقاءها في يد المدين قد زادت نسبة التضخم وألحقت الضرر 4بم44ا قيمت44ه
الثلث ( )%30من قيمة الدين الفعلية هنا وجب ضمان هذا الضرر 4وحس44اب قيمت44ه لتض44مينه من
قيمة الدين المطالب بها وهي قيمة الدين الفعلي44ة وبالت44الي 4ف44إن الثلث ( )%30هي المعي44ار ال44ذي
يبنى عليه فيما إذا يستحق الدائن او المدين االحتجاج بقيمة الدين الفعلية ام ال.
بشك ًل عام إن المطالبة بسداد الدين الناتجة عن ق44رض او ش44يك او غيره44ا من المطالب44ات المالي44ة
مهما كان نوعها واصلها تقتصر على الدائن فقط ومن جهة أخرى يحق للمدين إقامة دعوى من44ع
المطالبة بقيمة الدين إما للسداد المسبق او ألي سبب اخ4ر ولكن اذا م44ا نظرن4ا 4الى مب4دأ المطالب4ة
بحساب نسبة التضخم 4وألهمية المطالبة به لتعلقه بالنظام 4العام الذي يحق للمحكمة الحكم ب44ه من
تلقاء نفسها فإنه ال تقتصر المطالبة به على الدائن فقط بل يحق للمدين االحتجاج ب44ه ب44أي مرحل44ة
من مراحل الدعوى وحتى ام44ام محكم44ة الدرج44ة الثاني44ة على اعتب44ار ان محكم44ة االس44تئناف هي
محكمة درجة ثانية ومحكمة موضوع4.
ً
خالصة؛ إن سداد قيمة الدين والمطالبة به44ا ال تنعق44د ص44حيحة بقيمته44ا إال إذا تم س44دادها بقيمته44ا
الفعلية وقت التعاقد وبالتالي 4ف44إن الحكم بالفائ44دة دون أس44س وذل44ك بحج44ة أن قيم44ة ال44دين متغ44يرة
وغير مستقرة من التضخم ال نكون امام حلول قانوني44ة يمكن الرك44ون عليه44ا ب44ل ومن ب44اب أولى
يجب سداد قيمة القرض والديون بقيمته4ا الفعلي4ة وقت واقع4ة المديوني4ة وذل4ك على أس44اس س44عر
قيمة النقود مع قيمة الذهب وقت واقعة المديوني44ة ال وقت الحكم بس44دادها وذل44ك الختالف قيمته4ا4
االسمية م44ا بين الف44ترتين وعلى س44بيل المث44ال :ل44و أن (أحم44د) اس44تدان من (محم44د) مبل44غ وق44دره
(مليون دينار أردني) سنة ( )2019وقام احم44د ورغم المماطل44ة بس44داد ال44دين بع44د إقام44ة دع44وى
المطالبة بمواجهته بتسديد قيمة الدين سنة ( ،)2023فإن الدائن (محمد) له الحق بمطالبة الم44دين
بسداد قيمة الدين الفعلية وقت االتفاق وقيمته وقت المديونية ال وقت السداد وذلك نتيج44ة لم44ا وق44ع
على قيم4ة النق44ود من تض44خم وذل4ك إذا ق44درت نس4بة التض44خم بـ( )%30من قيم4ة ال4دين لتك44ون
المطالبة عن هذا التضخم 4نتيجة تأخر المدين عن السداد كما ويحق للمدين أيضا ً ذلك في حال اذا
ما كانت نسبة التضخم 4قد ترهقه ليقوم بسداد قيمة الدين بما يزيد عن ذلك في حال نقص44ان نس44بة
التضخم ،وبالتالي فإن المطالبة بسداد قيمة الدين الفعلية واحتساب نسبة التضخم يرجع الى نس44بة
التغير في قيمة الدين فلو أن التغيير ك4ان يس44يراً ولم يص4ل الى ح4د الثلث من قيم44ة ال4دين االج44ل
الفعلية فال يمكن المطالبة برد قيمته ويستوي رد المثل وأما اذا كان التغيير فاحشا ً ووصلت نس44بة
التضخم الى الثلث فيكون الواجب والحالة ه4ذه رده بقيمته .48باإلض4افة الى م4ا ذهب إلي4ه الكث4ير
من علماء الشريعة اإلسالمية ومنهم من الحنابلة وما جاء به أبي يوسف عند قول44ه بأن44ه :وج44وب
أداء القيمة في الرخص والغالء ،فإن ك44ان م44ا في الذم44ة قرض4اً ،فتجب القيم44ة ي44وم القبض ،وإن
كان بيعا ً فالقيمة يوم العقد.49
لذا ي4رى الب44احث أن س4داد قيم4ة ال4ديون بقيمته44ا الفعلي44ة ه4و ال4واجب عن رده4ا بمثله4ا وكم44ا تم
ايضاحه سابقا من الحجج واآلراء ،حيث وان الفائدة بمعناها القانوني ال تهدف الى تساوي حقوق
أطراف العالقة التعاقدية بل وأن الالزم هو سدادها بقيمتها وأن الحكم بالفائدة ال يستوي 4مع كاف44ة
https://islamqa.info/ar/answers/220839/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B1%D8%AF- 48
%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-
%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA-
%D8%A8%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%8A%D9%88%D9%85-
%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D9%82%D9%8A
%D9%85%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85
49الدكتور عجيل جاسم النشيمي ،دراسة في تغير قيمة العملة في الفقه اإلسالمي ،جامعة الكويت ،ص ،35دون سنة ،دون طبعة.
19
المطالبات سوى التجارية منها وذلك وفقا ً لم44ا ج44اء ب44ه المش44رع األردني 4.وأن س44داد قيم44ة ال44دين
الفعلية ال يكون إال بقيمته وقت التعاقد 4إن كان مح44ل االل44تزام بيع4اً ،وإن ك44ان قرض4اً 4يجب س44داد
قيمته وقت قبض قيمته ال وقت سداده.
ولكن هل ما ينطبق على سداد ال4ديون بس4داد قيمته44ا الفعلي4ة وقت المديوني4ة ه44و م4ا ينطب4ق 4على
التعويض عن االضرار من المدين او من المخل ب44االلتزام 4العق44دي ول44ك م44ا س44وف يتم بيان44ه من
خالل المبحث الثاني.
المبحث الثاني
تطويع التعويض في ظل التحوالت االقتصادية والقانون االردني
ان جزاء المس44ؤولية المدني44ة ه44و التع44ويض وان اهتم44ام الفقه44اء ح44ول ه44ذا الن44وع من المس44ئولية
عموما كونه ما يواجه الفرد اتجاه مدينه في حال تقص44يريه بالتزامات44ه الناتج4ة عن الفع44ل الض4ار
التي بدورها 4قد تؤدي 4الى الحاق الضرر 4بمصالحه .وعند ذك44ر المس44ؤولية بش44ك ًل ع44ام ال ب44د من
ذكر ثمرة المسؤولية وهي التعويض عن االضرار 4نتيجة االخالل بالمسئولية وعلي44ه فإنن44ا وبه44ذا
المبحث س44وف نتط44رق 4الى ماهي44ة المس44ؤولية في الق44انون األردني واركانه4ا 4في المطلب األول،
ومفهوم التعويض في القانون األردني ومدى تطويعه في ظل التح44والت االقتص44ادية في المطلب
الثاني:
المطلب األول
ماهية المسئولية المدنية وانواعها
المسؤولية المدنية هي الطريق 4الذي يتبع44ه الش4خص ال44ذي لحق4ه ض44رر للحص4ول 4على تع44ويض
مادي من المتسبب بالضرر 4كون ج44زاء المس44ؤولية المدني44ة ه44و إص44الح الض44رر وإع44ادة وض44ع
المضرور 4الى ما كان عليه قبل وقوع الفعل الضار ،وحيث ان المسؤولية المدنية تنشأ إما بس44بب
االخالل بالتزام اقره الق44انون ونك44ون ام44ام مس4ئولية تقص4يرية وإم4ا االخالل ب44التزام اقرت44ه بن44ود
وشروط 4العقد ونكون هنا امام مسئولية عقدية.
الفرع األول :مفهوم المسئولية المدنية وأركان قيامها
جاء الدكتور سليمان مرقسْ في تعريفه للمسئولية بوجه عام على انها :هي حال44ة الش44خص ال44ذي
ارتكب أمراً يستوجب المؤاخ4ذة ،ف4إذا ك4ان ه44ذا االم4ر مخالف44ا قواع4د االخالق فحس4ب ،وص4فت
مسئولية مرتكب44ه بأنه44ا مس44ئولية أدبي44ة واقتص44رت على ايج44اب مؤاخذت44ه مؤاخ44ذة أدبي44ة ال تع44دو
استهجان المجتمع ذلك المسلك المخالف لألخالق ،أما إذا كان القانون أيضا يوجب المؤاخذة على
ذلك األمر ،فإن مسئولية مرتكبه ال تقف عند حد المسئولية األدبية ،بل تكون ف44وق ذل44ك مس44ئولية
قانونية تستتبع جزاء قانوني.504
ومن هنا تكون المسئولية على نوعان مسئولية أدبية وأخرى قانوني44ة وه44ذه األخ44يرة هي اإلخالل
بقواعد القانون التي اقره4ا 4المش4رع 4الل4تزام 4الف4رد اتج4اه غ4يره ك4ون دائ4رة المس4ؤولية القانوني4ة
تقتصر على سلوك االنسان نحو غيره واما المسئولية األدبي44ة فهي مس44تنبطة من قواع44د األخالق
ال44تي تمت44د الى نواي44ا الف44رد الداخلي44ة ،على عكس المس44ئولية القانوني44ة ال44تي ج44اءت تنظم س44لوك
االنسان الخارجي .إن ما يجمع بين كل منهما ان هناك قواعد وضوابط 4تتض44من أوام44ر ون44واهي
50د .سليمان مرقس ،الوافي في شرح القانون المدني في االلتزامات في الفعل الضار والمسئولية المدنية ،المجلد األول ،ط،1993 ,5
ص.1
20
تفرض على االفراد التباع سلوك معين او االمتناع عن أمور معينة بحيث إذا أخل أي ف44رد به44ذه
الضوابط يكون مسئوال عنها واستوجب الجزاء له.51
الفرع الثاني :اركان قيام المسؤولية
للوقوف 4عند المسؤولية المدنية وعدم الخوض في المسؤولية األدبية وتشعباتها ،يجب الق44ول ب44أن
المسؤولية المدنية هي نوعان :مسؤولية عقدية وأخرى 4تقصيرية ،وان كل من هذان النوع44ان من
المسؤولية ورغم تشاركهما في األركان اال ان محل المسؤولية مختلفا ً عن االخر حيث نج44د ب44أن
لقيام المسؤولية العقدية وجوب وجود عق4د ص4حيح يرب4ط ك4ل من اطراف4ه أي لتحق4ق المس4ؤولية
العقدية يجب ان يتوافر 4عقد صحيح كانا مرتبطين بموجب44ه قب44ل قي44ام المس44ؤولية ،أم44ا المس44ؤولية
التقصيرية فإن المدين يكون قبل تحق4ق المس4ؤولية أجنبي4ا عن ال4دائن .52وان ه4ذه األرك4ان س4واء
كانت مسؤولية تقصيرية ام عقدية تتمحور 4في ثالثة وهي:
(الخطأ) -1
الضرر (وهو النتيجة عن الفعل الضار) -2
عالقة سببية -3
إن جميع هذه األركان ال تخرج عنها أي من المسؤوليتين عقدية كانت ام تقصيرية ك44ون كلتاهم44ا
هو جزاء اللتزام 4سابق ،ففي المسؤولية العقدية هو جزاء الل44تزام عق44دي لم يقم ب44ه المل44تزم ،وفي
المسؤولية التقص44يرية ه44و ج44زاء الل44تزام ق44انوني أخ44ل ب44ه المس44ئول .وفي 4كلت44ا الح44التين تحققت
مسئولية المدين عن نتيجة االخالل بااللتزام ،بالتالي فإن المس44ؤوليتان تتح44دان من ناحي44ة الس44بب
والنتيجة وهي االخالل فتكون طبيعتهما 4واحدة ال اختالف بينهما .ولكون كل منهم44ا يقوم44ان على
مبدأ واح44د وه4و االخالل ب44التزام س4ابق 4فال ف4رق 4بينهم4ا ال من حيث االهلي4ة او االثب4ات وال من
حيث التضامن.53
عند الحديث عن االهلية في نطاق المسؤولية عقدية ك4انت ام تقص4يرية نج44د بأنه44ا ليس44ت ش44رطا ً
لقيام المسئولية وان زوال االهلية بعد التعاقد ال تعفي من المسؤولية وه44و م44ا نص44ت علي44ه أيض44ا
نص المادة ( )256من القانون المدني( :كل اضرار 4بالغير يلزم فاعله ول44و غ44ير مم44يز بض44مان
الضرر) ,54وبالتالي فإن االهلية هي في العقود فقط ال في المسؤولية .وعند الحديث عن االثب44ات
فإن عبء االثبات تكون تبعا ً لما هو االلتزام ال إذا كانت المسؤولية عقدية ام تقصيرية .فإذا ك44ان
االلتزام القيام بعمل يقع عبء االثبات على المدين ليثبت قيام44ه بالعم44ل على وج44ه م44ا تم االتف44اق
علي44ه ،وإذا ان مح44ل االل44تزام 4االمتن44اع عن عم44ل فيك44ون عبء االثب44ات على ال44دائن ليثبت قي44ام4
المدين بعمل كان من الواجب اإلمساك عنه .ومن حيث التضامن نجد بأن44ه وعن44د تع44دد اش44خاص
المساهمين بوقوع الضرر ومن قاموا 4بالفعل الضار اتجاه المضرور 4فتكون مسؤوليتهم 4بالتضامن
عن كامل الضرر 4لتوافر 4عاللقة السببية بين خطأ أي منهم والنتيجة وبالتالي يجوز للمضرور ان
يطالبهم جميعا عن التعويض عن الضرر كون4ه ح4ق يقتص4ر على ج4بر الض44رر وعن4د اس4تيفاءه
للتعويض من أي منهم تبرأ ذمة الباقيين إذا ما استحالة تقدير نس44بة مس44ؤولية ك44ل منهم على ح44دا
عن نس44بة الض44رر .55أي ان44ه وللحكم 4بالتض44امن في ح44ال تع44دد المس44ؤولين عن الض44رر 4يجب
استحالة تقدير نسبة فعل كل شخص على حدا وقد جاء المشرع األردني على تحديد ذلك بموجب
51مرجع سابق ،الوافي في شرح القانون المدني في االلتزامات في الفعل الضار والمسئولية المدنية ،ص.2
52مرجع سابق ،ص.661
53مرجع سابق ،ص.665
54مرجع سابق ،م.265
55مرجع سابق ،الوافي في شرح القانون المدني (في االلتزامات في الفعل الضار والمسؤولية المدنية) ،ص.514-513
21
نص المادة ( )265من القانون المدني األردني التي الزم محكمة الموض44وع 4إم44ا ان تحكم بنس44بة
نصيب كل شخص بقيمة التعويض او ان تقضي بالتضامن والتكافل 4على جميعهم.564
ان ما يفرق المسؤولية العقدية عن المسؤولية التقصيرية ان للمسؤولية العقدية شرطان ال ب44د من
توافرهما 4وهما :ان يكون العقد صحيحا وان يكون الضرر الذب أصاب الدائن قد وقع بسبب عدم
تنفيذ هذا العقد الصحيح.
وبالت44الي ف44إن أي من ه44ذه األرك44ان له44ا مفاهيمه44ا واركانه44ا الخاص44ة ال44تي ال ب44د من ايجابه44ا
وتوضيحها ولو بشك ًل مبسط 4وهي كما يلي:
الخطأ (الفعل الضار): أ)
نجد ان المشرع ومن خالل بعض نص4وص الم4واد ( )270 4,266,265ق4د أخ4ذ
57
بمبدأ الفعل الضار وانه أورد فصالً كامال عن الفعل الضار وان ه44ذه الم44واد نص44ت
على:
-1نصت المادة ( )265على" :إذا +تعدد المسئولون عن فعل ضار ،كان كل منهم
مس++ئوال بنس++بة نص++يبه في++ه وللمحكم++ة ان تقض++ي بالتس++اوي او بالتض++امن
والتكافل فيما بينهم" .
-2نصت المادة ( )266على" :يق++در الض++مان في جمي++ع االح++وال +بق++در م++ا لح++ق
المض+++رور من ض+++رر وم+++ا فات+++ه من كس+++ب بش+++رط ان يك+++ون ذل+++ك نتيج+++ة
طبيعية للفعل الضار".
-3نص+++ت الم+++ادة ( )270على" :يق+++ع ب+++اطال ك+++ل ش+++رط يقض+++ي باإلعف+++اء من
المسئولية المترتبة على الفعل الضار".
إن الفعل الضار وما جاء به المشرع األردني 4ه4و متمث4ل بالخط4أ (الفع4ل الخ4اطئ) الص4ادر 4عن
مرتكبه اتجاه المضرور وقد جاء في مفه44وم الخط44أ على أن44ه( :ه44و الفع44ل غ44ير المش44روع 4ال44ذي
يتسبب بوقوع الض4رر للغ4ير ،ويك4ون ارتكاب4ه ق4د تم ب4دون وج4ه ح4ق) .58وحيث وان الخط4أ في
المسؤولية التقصيرية هو ما يقوم به الشخص بفعل خاطئ 4دون وجه حق ومخالفا لقواعد الق44انون
اتجاه شخصا ً اخر يلحق به ضرراً يستحق عنه الجزاء والحكم 4للمضرور ب44التعويض س44واء ك44ان
هذا الخط44أ متوق44ع أم غ44ير متوق4ع 4وذل44ك على عكس المس44ؤولية العقدي44ة ال44تي ال يحكم إال بم44ا تم
االتفاق علي4ه بش44روط وبن44ود العق44د وال يأخ44ذ ب4األخالل غ4ير المتوق44ع .ان م44ا يجم44ع بالمس44ؤولية
التقصيرية مع العقدي44ة ان الخط44أ في المس44ؤولية العقدي44ة ه44و االخالل ب44ركن من ارك44ان االل44تزام
بموجب شروط وبنود 4العقد فإنه وبمجرد 4االخالل يترتب حكما ً وجود مض44رور من ه44ذا اإلخالل
وتعويضاً 4له عنه سواء اخذ هذا اإلخالل صورة إما بتحقيق غاي44ة او إم44ا ان يك44ون التزام44ا بب44ذل
عناية ،اما االلتزام القانوني اذ يعتبر االخالل به خطأ في المسؤولية التقصيرية فه44و دائم44ا ال44تزام
ببذل عناية.59
عند الحديث عن ركن الخطأ كأحد أركان قيام المس44ؤولية ال ب44د من التط44رق الى عناص44ر الخط44أ
المكونة له وهما :عنصر التعدي وهو الركن المعنوي للخطأ ،وعنص44ر االدراك او التمي44يز وه44و
ال44ركن المعن44وي للخط44أ بالت44الي ف44إن عنص44ر التع44دي ه44و االنح44راف 4في الس44لوك ال44ذي يق44ع من
56مرجع سابق ،م 265نصت على:
إذا تعدد المسئولون عن فعل ضار ،كان كل منهم مسئوال بنسبة نصيبه فيه وللمحكمة ان تقضي بالتساوي او بالتضامن والتكافل فيما
بينهم
57مرجع سابق ،نصوص المواد ( )265و ( )266و (.)270
https://jordan-lawyer.com/2021/08/13/wrong-act-in-civil-law/#_ftn3 58
59مرجع سابق ،الوسيط في شرح القانون المدني (مصادر االلتزام) ،ج ،1ص .689
22
الشخص في تصرفه والمجاوزات التي تصدر 4عنه في سلوكه اتجاه الغير وهو التزام قانوني وقد4
عرفه السنهوري 4على أنه " :تعد ألنه انحراف عن المألوف من س4لوك الش4خص الع4ادي" .60أم4ا
والعنصر 4المعنوي 4والمتمثل ب44التمييز 4واالدراك نالح44ظ ان التمي44يز ه44و ش44رط لتحق44ق المس44ؤولية
وليس تحقق أهلية المسؤول كون التمييز هو ركن االدراك في الخطأ ال في المسؤول نفسه ودون
هذا التمييز في الخطأ ال يكون التعدي خطأ.61
ذهب بعض الفقهاء الى القول بأن عنصر التمييز ال يعد شرطا ً لتحق44ق الخط44أ وأن الخط44أ يتك44ون
من عنصراً واحد وهو التعدي وجاء هذا القول مستنداً الى انه ال يجوز 4إعفاء فئة من الناس دون
غيره44ا عن مس44ؤوليتهم عن افع44الهم ع44ل اعتب44ار ان ع44ديمو التمي44يز هم ايض 4ا ً طائف44ة ال يج44وز
اعفاءهم كون افعالهم 4هذه تشترك 4في مميز عام وهو انعدام التمييز وبالت44الي 4ال مح44ل للق44ول ب44أن
عديمو التمييز غير مسؤولون عن افعالهم.
يرى الباحث ان القول بعدم جواز إعفاء عديمو التمييز من المس44ؤولية ولمخالفت44ه الق44انون وال ب44د
من مجازاتهم قانونا 4والتعويض عن افع44الهم 4طالم44ا ان عنص44ر التع44دي في الخط44أ ق44د ت44وفر 4دون
عنصر التمييز .نجد بأن عنصر التمي44يز ه44و أساس44ي لقي44ام الخط44أ وان الخط44أ من44اط بالمس44ؤولية
الشخصية ،وبالتالي 4فإن من صدر عنه الفعل الضار يصح مجازاته قانوناً 4أم ال يرتكز أيضا على
شخصه ،وبالتالي فإن من ال يدرك ما قام به ال يجوز مساءلته جنائيا ً او أدبيا ً أو مدنياً.
الضرر (النتيجة) ب)
ال يكفي لتحقق المسؤولية عقدية كانت ام تقص44يرية تحق44ق ركن الخط44أ ب44ل ال ب44د أن يح44دث ه44ذا
الخطأ ضرراً 4يصيب المضرور ،وان الضرر هو ال44ذي يقم المس44ؤولية من اج44ل التع44ويض عن44ه
وعن الخطأ.
إن ما جاء به سليمان مرقس 4لمفهوم الضرر 624يوضح ان الحق الذي يلحق به الض44رر واالذى ال
يقتصر على الحقوق المالية فقط وهو الضرر الم44ادي ،ب44ل أيض44ا أي ح44ق يحمي44ه الق44انون س44واء
الحق في الحياة او حق الحرية الشخصية أو أي ألم يص44يب الش44خص في جس44مه وص44حته او في
شرف الش44خص وعرض44ه واعتب44اره وه44و الض44رر 4األدبي .وبالت44الي ف44إن ك44ل ض44رر ينقص من
المزايا المالية هو ضرر مادي وغير ذلك يعد ضرراً 4أدبياً ،بل وقد يكون ه44ذا الح44ق ال44ذي لحق44ه
ضرر هو مصلحة مش44روعة للش44خص ولم يكفله44ا الق44انون .وبالت44الي ف44إن الض44رر 4ه44و الش44رارة
األولى التي تنبعث منها المسؤولية عن الفعل الضار كونه والمطالبة بالتعويض عن الضرر 4تب44دأ
إم44ا من وقت تحق44ق الض44رر 4فعالً أو من ال44وقت ال44ذي يص44ير في44ه الض44رر 4محق44ق الوق44وع 4في
المستقبل أي تحققت أسبابه إال ان نتائجه تراخت الى المستقبل ،وبالتالي فإن العبرة للمطالب44ة عن
المسؤولية المدنية والتعويض عنها هي بتاريخ الضرر ال الخطأ ،هذا حتى وإن كان الخطأ س44ابقا ً
على الضرر لفترة زمنية طويلة.
لق44د اس44تقر الفق44ه والقض44اء على أن التع44ويض عن الض44رر الن44اتج عن الخط44أ في المس44ؤولية
التقصيرية واالخالل بالتزام عن عقد صحيح في المس44ؤولية العقدي44ة ال يك44ون إال عن فع44ل س44بب
ضرراً وهذا الضرر ال يكون إال محق44ق وق44د وق44ع فعالً ،وه4و أيض4ا ً م44ا ج44اء في ق44رار لمحكم44ة
التمييز األردني44ة رقم " :)1351/2022( 4ال س44يما وأن تف44ويت الفرص44ة على المم44يز بالص44فتين
23
الشريك والدائن هو أمر محقق يستوجب التعويض عن الض4رر .63"....إن وق4وع الض4رر الن4اتج
عن الخطأ أو االخالل بالتزام عقدي قد تتحقق كافة أسبابه دون إحداث أي ضرر وبالت44الي 4تك44ون
اثاره قد تراخت الى المستقبل وهو ما يسمى بالضرر 4المستقبلي .إن ما جاء به المش44رع األردني
بموجب نص المادة ( )32من ق4انون أص4ول المحاكم4ات المدنية ،64وتش4كيله للقض4اء المس4تعجل
والغاية منه للنظر بأي ضرر 4مستقبلي مؤكدة الوقوع 654وبالتالي ف4إن الض4رر 4المس4تقبلي ال4ذي لم
تتحقق اثاره بعد هو محل نظر في القضاء األردني 4.وذلك على عكس الضرر المحتمل ال44ذي ق44د
ً
نتيجة وال سببا ً وبالتالي 4ال يوجد ما يؤكد أنه سوف 4يقع وأن تتفاوت احتمالية وقوعه من عدمه ال
اركان المسؤولية المدنية وهذه الحالة لم تتحقق على اعتبار ان هذا الضرر وهمي ال يمكن النظر
فيه لعدم إمكانية توقعه وبالتالي يمكن الق44ول بأن44ه يمكن اس44تبعاد الض44رر االحتم44الي 4من عناص44ر
الضرر.
يرى الباحث انه وعند الحديث في الضرر بوجها ً والمادي 4بوجه خاص وال44ذي يمكن الق44ول بأن44ه
ك44ل إخالل بمص44لحة مش44روعة له44ا قيم44ة مالي44ة ،ال ب44د إذاً من إدراج ه44ذا الض44رر تحت مظل44ة
معدالت التضخم التي تؤثر بدورها في قيمة هذا الضرر وبالت4الي 4اإلخالل بمص4لحة المض4رور،
وإن الض44رر 4الم44ادي س44واء الفعلي أم المس44تقبلي أم الن44اتج عن تف44ويت فرص44ة يلحق44ه الزي44ادة او
النقصان عند تقدير قيمته .ومثل الضرر 4المحقق الوقوع 4فإنه ومن تاريخ وقوع الض44رر الى حين
البت فيه تكون قيمة هذا الضرر نتيجة التضخم قد تفاوتت في المقدار ،وك44ذلك األم4ر عن44د تق44دير
قيمة الضرر المستقبلي فيكون الحكم بتقدير قيمة التعويض تبع4ا ً للظ44روف 4ك44ون والض44رر 4وه44ذه
الحالة يكون مجهوالً وبالتالي يحق للمضرور المطالبة بتقدير قيمة الضرر 4والتعويض عن44ه عن44د
وق44وع 4الض44رر 4في المس44تقبل وتق44دير قيمت44ه ال على أس44اس التع44ويض الس44ابق ب44ل بأن44ه تع44ويض
مستقل ،كما هو الحال أيضا ً في حال تفويت الفرصة ف44إن الض44رر الن44اجم عن المس44ؤول بأن44ه ق44د
فوت فرصة على المضرور إما لالستثمار 4او ألي سبب اخر فإنه والحال44ة ه44ذه يجب التع44ويض
عنه واألخذ بمعدل التضخم الذي قد يؤثر على قيمة الفرصة التي فاتت على المضرور4.
ج) عالقة السببية:
إن الخطأ وحده ال يكفي لقيام المسؤولية المدنية وال يكفي ايضا ً الضرر وحده ،بل إن ولقي4ام ه4ذه
المسؤولية ال بد ان يكون الخطأ هو السبب في وقوع 4الضرر الصادر من شخص واح44د أو ح44تى
إذا تع44ددوا ،وفي ح44ال انفص44ال أي من ه44ذين الرك44نين تنع44دم المس44ؤولية وال يمكن المطالب44ة
بالتعويض وال تقوم المصلحة الواجب توافرها للمطالبة بالتعويض وذلك لتضاد األركان المكون44ة
للمسؤولية المدنية .وإن ما جاءت به المادة ( )266من القانون المدني 66ه4و ش4رط لقي4ام الس4ببية
بين النتيجة والفعل الضار وإال ال يكون ما لحق المضرور 4من ضرر 4قابالً للضمان.
63قرار محكمة تمييز حقوق ،رقم ( ،)1351/2022منشورات موقع قرارك.
64مرجع سابق ،م( :)32يحكم قاضي االمور المستعجلة بصفة مؤقتة مع عدم المساس بالحق باألمور 4التالية ،على ان ه4ذا ال يمن4ع من
اختص4444444444اص محكم4444444444ة الموض4444444444وع ايض4444444444ا به4444444444ذه المس4444444444ائل إذا رفعت له4444444444ا بطري4444444444ق التبعي4444444444ة:
.1المسائل المستعجلة التي يخشى عليها من فوات الوقت.
. 2النظر في طلبات تعيين وكيل او قيم على مال او الحجز التحفظي او الحراسة او منع السفر.
.4دعوى سماع الشاهد الذي يخشى فوات فرصة االستش44هاد ب44ه على موض44وع لم يع44رض بع44د على القض44اء ويحتم44ل عرض4ه علي4ه.
وتكون مصروفاته كلها على من طلبه.
24
المطلب الثاني
التعويض في ظل التحوالت االقتصادية
التعويض هو جزاء المسئولية المدنية عن الفع44ل الض44ار وه44و ح44ق مم44يز لل44دائن المض44رور 4من
المتسبب بالفعل الضار 4ومتى 4ارتكب المسبب بالضرر الفع44ل الض44ار وتحققت ارك44ان المس44ؤولية
يكون ملزما بالتعويض فينشأ هذا االلتزام في ذمته بحكم القانون ،ولما ك44ان التع44ويض إم44ا تنفي44ذاً
عينا ً أو او تعويض نقدي فإنه وفي هذا المطلب سوف نوضح مفه44وم التع44ويض في الف44رع األول
وتطويع 4مبدأ التعويض في ظل التحوالت االقتصادية في الفرع الثاني.
الفرع األول :مفهوم التعويض
إن المقصود بالتعويض هو جبر الضرر 4الذي لحق المضرور 4بمصلحة مشروعة له أو حق يعود
له .67وعلي44ه ومن خالل ه44ذا التعري4ف 4ف44إن التع44ويض ال يزي44ل الض44رر وال اث44اره وإنم44ا يج44بر
الضرر وإصالح ما ارتكبه المسؤول 4عن الفعل الضار أدى الى االضرار 4بمصلحة المضرور.
إن التعويض عن الفعل الضار والذي يطالب به المضرور 4إما ان يكون بتنفيذ عمل معين كما لو
في المسؤولية العقدية بأن تلزم محكمة الموضوع 4المخل بالتزامه بأن يقوم بما ألتزمه به وهو م44ا
يسمى بالتنفيذ العيني أو التعويض غير النقدي ويمكن تصوره في المسئولية التقصيرية ب4أن يق4وم
المسؤول عن فعل الخطأ بإزالة ما تم ن جهت44ه كم44ا ل44و أن44ه ق44د اعت44دى على أرض ج44اره بالبن44اء
عليها وتحكم المحكمة بإزالة هذا البناء ،وإما التع44ويض النق44دي وه44و األص44ل في التع44ويض كم44ا
استقر عليه الفقه والقضاء وما جاء به المشرع األردني , 684وب4أن تحكم محكم4ة الموض4وع على
مرتكب الخطأ بمبلغ مالي تقدره المحكمة على ان يتساوى مع مق4دار الض4رر ال يزي4د وال ينقص
منه فقد نصت المادة ( )264من الق44انون الم44دني ال44تي نص44ت على" :يج44وز للمحكم44ة ان تنقص
مقدار الضمان او ان ال تحكم بضمان ما اذا كان المتضرر 4قد اش4ترك بفعل4ه في اح4داث الض4رر
او زاد فيه" ,69أي ان يتساوى مقدار التعويض مع حجم الفعل الضار.
نتيج44ة للحكم ب44التعويض 4ف44إن التع44ويض بص44ورته العام44ة يش44مل كاف44ة أن44واع االض44رار المادي44ة
واألدبية وجميعها 4يمكن تقدريها بالمال وإن كانت أدبية.
الفرع الثاني :تطويع التعويض في ظل التحوالت االقتصادية
التعويض النقدي هو األصل للتعويض عن االضرار المادية واألدبية ،ومن المعروف ان النقد له
قيمتان األولى قيم44ة النق44د الحقيقي4ة قب4ل طرحه4ا للت44داول في الس44وق وهي القيم4ة االس4مية للنق44د،
وأخرى هي مقياس المنفعة من هذا النقد عند التداول وهي القيمة االقتصادية للنقد .إال أن44ه س44ابقا ً
لم يكن هن44اك ف44رق 4بين القيم44تين االس44مية واالقتص44ادية للعمل44ة النقدي44ة وذل44ك نتيج44ة لالس44تقرار
االقتصادي 4وأنه إن حدث فرق بين القيمتين إال أنه فرق 4يسير 4ال يعتد به .ولكن وبع44د التط44ورات
االقتصادية كان البد من إع44ادة النظ44ر في مب44دأ التع44ويض ليص44بح الحكم في44ه وقت الحكم المنهي
66مرجع سابق ،م( ) 266نصت على :يقدر الضمان في جميع االحوال بقدر ما لحق المضرور من ضرر وما فاته من كسب بشرط
ان يكون ذلك نتيجة طبيعية للفعل الضار.
67مرجع سابق ،الوافي في شرح القانون المدني (في االلتزامات في الفعل الضار والمسئولية المدنية) ،ص .507
68القانون المدني ،م 269/2نصت على :ويقدر الضمان بالنقد على انه يجوز للمحكمة تبعا للظروف وبناء 4على طلب المضرور ان
تامر بإعادة الحالة الى ما كانت عليه او ان تحكم بأداء امر معين متصل بالفعل الضار وذلك على سبيل التضمين
69المرجع السابق نفسه ،م(.)264
25
للخصومة ال وقت وقوع الضرر ،وذلك نتيجة الختالف القيمتين بين فترة وق44وع الض44رر ووقت
الحكم فيه وذلك نتيجة الرتفاع معدالت التضخم.
إن أساس التعويض هو تحقيق التناس44ب بين التع44ويض والض44رر والحص44ول 4على النق44ود الكافي44ة
إلزالة الضرر ،وبعدم تطبيق مبدأ التطويع ال نكون امام التعويض الكامل عن الض44رر .ل44ذا ف44إن
مبدأ التطويع 4قائم 4على تقدير المحكمة عند الحكم بمقدار قيمة التعويض التغ44ير في قيم44ة الض44رر
في حالة الضرر 4الحال ،وتق44دير قيم44ة التع44ويض من ي44وم ص44دور الحكم الى التع44ويض الت44ام في
حالة الضرر المستقبلي.70
إن االخذ بعين االعتبار للتحوالت االقتصادية على قيمة النقد السوقية من قبل محكم44ة الموض44وع4
لتقدير قيمة التعويض بما يتناسب مع مقدار الضرر فإن هذه التغيرات االقتصادية ال تعتبر تغيراً
في الضرر ذاته بل إن الضرر قائم 4كما هو ،وإنما التغير يكون في قيمة الض44رر نتيج44ة الرتف44اع
أو انخفاض قيمة النقود من التضخم ،وإن عدم تطوي4ع 4التع4ويض في ظ4ل التح4والت االقتص4ادية
نكون قد قدرنا الضرر 4بقيمة التعويض وهذا مخالفا ً للقانون والمنطق.
نرى بأنه ال تعتبر جميع صور التعويض قابل4ة للتطوي4ع 4كم4ا في التع4ويض العي4ني أو التع4ويض
الغ44ير نق44دي كون44ه وفي ح44ال حكم44ة محكم44ة الموض44وع 4بنش44ر ق44رار الحكم في قض44ية ذم وق44دح4
وتحقير في إحدى الجرائد اليومية ال يكون هذا الحكم قابالً للتطوي44ع وان أي حكم ب44التعويض عن
ض44رر 4ادبي ال يك44ون ق44ابالً للتطوي44ع وذل44ك على أس44اس ان الض44رر 4االدبي لم يكن س44ابقا ً ق44ابالً
للتعويض النقدي لكونه ال يرتب أي اثار مالية على المضرور ،وبالتالي فإن مب44دأ التع44ويض عن
الضرر االدبي مستحدثا ً ال يمكن تطويع44ه النتف4اء مب44دأ التض44خم .وبالت4الي 4ف4إن التع44ويض القاب44ل
للتطويع له خصائص يجب توافرها 4فيه وهي:
ان يكون الضرر قابل للتعويض: -1
قد ذكرنا 4سابقا ً بأنه ال يك44ون ك44ل ض44رر 4ق44ابالً للتع44ويض ب44ذلك فإن44ه ال يك44ون ق44ابالً
للتعويض سوى 4الضرر الحال وال44ذي 4وق44ع فعالً والض44رر 4المس44تقبلي ال44ذي ت44راخت
نتائجه للمستقبل ولكنه سوف يقع حتماً.
ان يكون الضرر متغير في قيمته: -2
إن تغير قيمة الضرر 4نتيجة التضخم الواقع على العملة ال يحدد ب44وقت معين ويك44ون
تغير القيمة متوازياً 4مع التضخم فإذا ما ارتفعت نسبة التضخم انخفضت قيمة العمل44ة
وعلى العكس.
إن انخفاض قيم4ة النق4ود او ارتفاعه4ا ال يش4كل ظرف4ا ً من ش4أنه أن يزي4د من الض4رر .71ب4ل وإن
المطالبة بتطويع 4التعويض ال يعد تعدد في الضرر 4كي نطبق احكام عالقة الس44ببية ،ك44ون عالق44ة
السببية قائمة سواء انخفضت قيمة النقود أم ارتفعت .والقضاء عندما يطوع 4التعويض م44ا ه44و إال
تحديد لقيمة النقود الكافية إلزالة الضرر 4وان ض44رر انخف44اض النق44ود او ارتفاعه44ا يقتص44ر دوره
في القيمة االسمية للنقود الكافية إلزالة الضرر 4الناجم عن المسؤول 4.ومن باب اخر فإن44ه ال يمكن
القول بأن الم44دين غ44ير مس44ؤول عن الت44أخر في إج44راءات المحكم44ة لحين ص44دور 4الحكم المنهي
للخصومة وعدم جواز تحمل المدين لهذا التأخير وذلك من باب ان األص4ل في األش4ياء االباح4ة،
إال انه يمكن القول بأن الدائن هو األولى بالرعاية 72ولو انه لم يحكم له بتطوي4ع التع4ويض فلم4اذا
ً
بداية من المدين. هو من يتحمل تأخير اإلجراءات في حين ان الخطأ صدر4
70الدكتور طارق كاظم عجيل ،تطويع 4التعويض في ظل التحوالت االقتصادية ،دراسة في المسؤولية التقصيرية.2006 ,
71مرجع سابق ،ص .782
72مرجع سابق ،تطويع التعويض في ظل التحوالت 4االقتصادية.
26
إن ما استقر عليه الفقه والقضاء من التعويض هو فكرة التعويض الكامل عن الضرر إلزالة ه44ذا
الض44رر 4وإذا م44ا تم تطوي44ع التع44ويض ال نك44ون ام44ام التع44ويض الكام44ل عن الض44رر ب44ل يبقى
التعويض ناقصاً 4فل44و أن ش44خص اتل44ف م44االً مملوك4اً 4لغ44يره وان مبل44غ ( )20.000دين44ار أردني4
يكفي إلزال44ة الض44رر إال ان قيم44ة النق44ود انخفض44ت وأص44بح ال يمكن إزال44ة الض44رر إال بمبل44غ (
)30.000دينار أردني 4بالتالي يجب الحكم على المسؤول 4عن الضرر بدفع مبلغ الـ( )30.000
دينار .فلو حكم للمضرور بـ( )20.000دينار فهذا يع44ني ان التع44ويض ال يكفي إلزال44ة الض44رر
واالخالل بمبدأ التعويض الكامل عن الضرر .وانه في حال احتج المسؤول 4عن الضرر بالقضية
المقض44ية فإن44ه يش44كل دفع4ا ً في غ44ير محل44ه ،حيث وأن إع44ادة تق44دير التع44ويض وتطويع44ه نتيج44ة
للتحوالت االقتصادية الناتجة عن تضخم العملة النقدية من شأنه ان يحقق مبدأ التع44ويض الكام44ل
عن الضرر وذلك ليكون المبلغ المحكوم به كافياً 4إلزالة الضرر 4حتى وإن كانت القض44ية مقض44ية
ولكن ال يجوز إعادة النظر في قيمة التعويض إلنقاصه.73
الخاتمة
وفي نهاي44ة رحلتن44ا البحثي44ة وبفض44ل هللا تع44الي وبحم44ده ،خلص44نا الى أن العمل44ة النقدي44ة ونتيج44ة
للتضخم الحاصل هي متقلبة في قيمتها 4بين االرتفاع واالنخفاض ،ونتيجة لهذه التقلبات ف44إن قيم44ة
الديون وكافة التعامالت المالية بين افراد المجتمع ككل ومؤسسات الدولة بأنواعها وح44تى م44ا يتم
استقراضه سواء من الدولة أو من االف44راد 4الطبيع44يين والمعن44ويين هي متغ44يرة غ44ير مس44تقرة في
قيمتها وبالتالي 4تكون حقوق أطراف عالقة الق44رض أو ال44دين التج44اري 4بع44د بي44ان نس44بة التض44خم
الواقعة على الدين ذهبت الى االنخفاض أو االرتفاع وتك44ون قيم44ة ال44دين عن44د الس44داد ق44د اختلفت
عن قيمة الدين الفعلية ويكون ما يتم س44داده أق44ل أو اك44ثر مم44ا يجب س44داده عن44د اس44تحقاق ت44اريخ
الوفاء ,فإن الحكم بسداد قيمة ال44دين الفعلي44ة ه44و م44ا يتحق44ق مع44ه ركن الرض4ى 4ل44دى ال44دائن عن44د
استحقاق دينه ويتحقق التماثل الحقيقي بواق44ع وج44وهر قيم44ة النق44د وقت قيم44ة ش44رائها .إن الفائ44دة
القانوني44ة وكم44ا أوض44حناها في بحثن44ا ه44ذا والموس44وم 4بـ "التض44خم وقيم44ة العمل44ة وأثره 4ا 4على
االلتزامات المالية" ليس لها قاعدة قانونية مرتبطة بتعويض ما يطرأ على قيمة العمل44ة من تغي44ير
وأن الحكم بها ال يؤثر على المطالبة بس44داد قيم44ة ال44دين الفعلي44ة وأن م44ا يط44رأ على قيم44ة العمل44ة
النقدية من تحوالت في قيمتها هو ذاته ما يطرأ على الفائدة كونها هي أيضا ً تعتبر نقود له44ا قيم44ة
مالية وأن الحكم بها لحين السداد التام دون نسبة ال يجوز 4تجاوزها قانوناً 4يلحق الض44رر الف44احش
27
بالمدين .وقد أوضحنا 4في بحثنا هذا أن نسبة التضخم هذه ال تقتصر فقط على ال44دين الثابت44ة بذم44ة
المدين فقط بل وأنها قد تغير من قيمة التعويض الذي يحكم به للمضرور وأن هذه القيمة ونتيج44ة
للتحوالت االقتصادية قد تتغير بين فترة وأخرى وهي فترة بسيطة ق44د تح44دث م44ا بين وقت إقام44ة
الدعوى وقبل صدور الحكم المنهي للخصومة وأنه ال يمكن القول بع44دم مس44ؤولية المس44ؤول عن
الضرر وذلك لما كانت أركان المسؤولية ق4د تحققت مس44بقا ً وأن عناي44ة المض44رور 4لتعويض4ه عن
كامل ما أصابه من ضرر 4هي األولى.
وعليه فقد توصلنا ومن خالل بحثنا هذا الى جملة من النتائج والتوصيات وهي:
النتائج:
توجد عالقة عكسية ما بين قيمة ال44دين الفعلي44ة ونس44بة التض44خم 4حيث وكلم44ا زادت نس44بة -1
التضخم نقص من قيمة الدين الفعلية.
تغير قيمة الدين الفعلي4ة وس4داد 4ال4دين بمثل4ه عن44د ت4اريخ االس4تحقاق أو إن ت44أخر الم4دين -2
بالسداد فيه ضرر فاحش بالمدين.
أن ما جاء في نص المادة ( )644/1/2من القانون الم44دني ال يمكن تطبيق44ه في ظ44ل م44ا -3
طرأ على المجتمع من تحوالت اقتصادية لها اثارها الفاحشة على األوض44اع االقتص44ادية
لألفراد والدولة.
أن االرتفاع المستمر في المستوى العام ألسعار الس44لع ي44ؤثر 4على الق44وة الش44رائية وعلى -4
قدرة المواطنين المادية .وعلى المستوى الكلي فإن المعدالت المرتفعة من التضخم ت44ؤثر
بدورها على اقتصاد 4الدول44ة كك44ل وعلى االس44تثمار 4وعلى ق44وة العمل44ة المحلي44ة الش44رائية
ونشاط الدولة االقتصادي.
الحكم بالفائدة القانونية يقتصر فق44ط على الق44روض المص44رفية وال44ديون التجاري44ة بش44ك ًل -5
عام بموجب القانون المدني.
إن عق44د الق44رض ه44و من عق44ود اإلذع44ان ،وأن حس44اب نس44ب الفائ44دة على الق44روض -6
المصرفية حسب اتفاق أطراف عالقة القرض وبموجب 4قانون البن44ك المرك44زي األردني
يرتب عبء على كاهل المدين ويعتبر التزام مرهق يص44عب االل44تزام في44ه باإلض44افة الى
انه يلحق الضرر المالي له .وأن رفع نس44ب الفائ44دة على الق44روض هي ص44الحية مطلق44ة
للبنك على حساب المدين.
إن عدم تطويع 4التعويض عن االضرار 4ال يعت44بر تع44ويض كام44ل عن الض44رر المقص44ود -7
بمعناه القانوني وإنما تعويض ناقص بشوبه نقص في قيمة ما يكفي إلزالته من نقود.
التوصيات:
تطبيق قاع44دة أن التماث44ل الحقيقي ال يتحق44ق بالش44كل والص44ورة وإنم44ا ب44الواقع والج44وهر -1
ليصار الى الحكم بسداد قيمة الديون بقيمتها ال بمثلها وذلك باالستعاضة عنه44ا عم44ا ج44اء
في الفقرتين ( )1,2من المادة ( )644من القانون المدني.
تطويع التعويض في ظل التح44والت االقتص44ادية للعمل44ة النقدي44ة ليص44ار الى الحكم بقيم44ة -2
التعويض وقت صدور 4الحكم ال وقت وقوعه.
تطبيق نص المادة ( )640من القانون المدني وجع44ل الفائ44دة القانوني44ة مناط44ة فق44ط على -3
الديون التجارية.
28
قائمة المراجع
القانون:
القانون المدني األردني رقم 43لسنة .1976 -1
قانون أصول المحاكمات المدنية االردني رقم 24لسنة .1988 -2
قانون العقوبات األردني رقم 16لسنة .1960 -3
قانون التجارة األردني رقم 12لسنة .1966 -4
قانون البنك المركزي األردني رقم 23لسنة .1971 -5
المقاالت:
( -https://islamqa.info/ar/answers/220839/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B1%D8%AF -1
-D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%
-D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA %
-D8%A8%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%8A%D9%88%D9%85%
،D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A%بال تاريخ)
(حنفي)2021 ،/https://jordan-lawyer.com/2021/10/02/things-and-money ، -2
29
https://bestlawfirmjo.com/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%AF%D8%A9- -3
%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-
/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%86
https://islamqa.info/ar/answers/220839/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B1%D8%AF- -4
%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-
%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA-
%D8%A8%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%8A%D9%88%D9%85-
%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D9%82%D9%8A
%D9%85%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85
_https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B9%D8%B1 -5
%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%AF%D8%A9
https://jordan-lawyer.com/2021/08/13/wrong-act-in-civil-law/#_ftn3 -6
مصطفى الزرقا ،حول جواز إلزام المدين المماطل بتعويض 4الدائن ،ص.20 -7
خرجه اإلمام أحمد ،)2/33( ،برقم ( ،)4883وأبو داود في كتاب البيوع ،باب في اقتضاء الذهب من الورق،)2/270( ، -8
برقم ( ،)3355-3354والترمذي في كتاب البيوع ،باب ما جاء في الصرف ،)3/544( ،برقم ( ،)1242والنسائي في
كتاب البيوع ،باب أخذ الورق من الذهب ،)283-7/281( ،برقم ( ،)4593وابن ماجه في كتاب التجارات ،باب اقتضاء
الذهب من الورق والورق من الذهب ،)2/760( ،برقم ).)2262
http://saaid.org/bahoth/325.htm -9
https://jordan-lawyer.com/2021/08/13/wrong-act-in-civil-law/#_ftn3 -10
الدكتور طارق كاظم عجيل ،تطويع التعويض 4في ظل التحوالت االقتصادية ،دراسة في المسؤولية التقصيرية.2006 , -11
الكتب:
مناضل الجواري ،مقدمة في الرياضيات المالية ،ص.7 -1
تركي مصلح حمدان ،الجوانب القانونية للفوائد المصرفية في التشريع األردني ،ص.174 -2
مسعود :جبران ،الرائد (معجم لغ44وي عص44ري رتبت مفردات44ه وفق44ا لحروف44ه األولى) ،ب44يروت ،دار العلم للماليين،1964, -3
ص.1094
الفيومي ،احمد بن محمد بن علي ،المصباح المنير ،القاهرة ،المطبعة االميرية ،ج ،1كتاب 4الراء ،ط ،1925 ,6ص-295 -4
.296
البرماوي ،راشد ،الموسوعة االقتصادية ،مصر ،دار النهضة العربية ،ط.1971 ,1 -5
موسى خلي4ل م44تري – المف4اهيم القانوني44ة للفائ4دة – مجل4ة جامع4ة دمش44ق للعل44وم االقتص44ادية والقانوني4ة – المجل4د رقم 29 -6
– العدد الثالث – عام – 2013 صفحة62
محمد علي محمد احمد البنا ،القرض المصرفي ،دون طبعة ،بيروت ،سنة ،1971ص.439 -7
العط44ار ،عب44د الناص44ر توفي44ق ،نظري44ة االج44ل في االل44تزام (في الش44ريعة اإلس44المية والق44وانين العربي44ة) ،1978 ,مطبع44ة -8
السعادة ،ص.231-230
سعد ،احمد محمود ،الفوائد التأخيرية (دراسة مقارنة بالش4ريعة اإلس4المية) ،الق4اهرة ،دار النهض4ة العربي4ة ،ط،1986 4,1 -9
ص.91
العتوم ،سيف الدين سامي الفائدة القانونية في التشريع والقضاء األردني (دراسة تحليلية في ضوء الق44وانين األردني44ة والفق44ه -10
اإلسالمي) ،ط ،2019 ,1ص.202
السنهوري ،الجزء األول ،مصادر االلتزام ،طبعة دار الشروق سنة ،2010ص.782 -11
بن بيه :توضيح أوجه اختالف االقوال في مسائل من معامالت األم44وال ،دون طبع44ة ،دار ابن الح44زام ،1998 ,ص-135 -12
136
الحالحشة ،عبد الرحمن احمد ،الوجيز في شرح القانون المدني األردني ،اثار الحقوق الشخصية (احكام التزام) ،دار وائل, -13
2006ص .131
مصطفى الزرقا ،شرح القواعد الفقهية ،ط ،2دون دار نشر ،1989،ص(.)174 -14
الدكتور عجيل جاسم النشيمي ،دراسة في تغير قيمة العملة في الفق44ه اإلس44المي ،جامع44ة الك44ويت ،ص ،35دون س44نة ،دون -15
طبعة.
د .سليمان مرقس ،الوافي في شرح القانون المدني في االلتزامات في الفعل الضار والمسئولية المدنية ،المجل44د األول ،ط,5 -16
،1993ص.1
30