You are on page 1of 30

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫لدى نقابة المحامين‬

‫*مشروع خطة بحث*‬

‫( التضخم وقيمة العملة واثرها في االلتزامات المالية )‬

‫من اعداد المحامي المتدرب‬


‫احمد عدنان الرواشدة‬
‫الرقم النقابي ‪28965‬‬

‫تحت اشراف المحامي االستاذ‬

‫غسان القواسمي‬

‫وذلك الستكمال متطلبات النقابة لغاية االنتقال من سجل المحامين المتدربين الى‬
‫سجل المحامين المزاولين لسنة ‪2023‬‬

‫‪1‬‬
‫االهداء‬
‫الى استاذي وأخي الى من كان سيفه االخالق ورمزه العلم والمعرفة اهدي ل‪44‬ك مش‪44‬اعر االمتن‪44‬ان‬
‫وجزيل الشكر لما قدمته لي من دعم وعلم والى جهودك التي وق‪44‬د اوص‪44‬لتني‪ 4‬لم‪44‬ا ان‪44‬ا علي‪44‬ه االن‪.‬‬
‫وتتسابق‪ 4‬الكلمات وتتزاحف‪ 4‬العبارات لتنظيم‪ 4‬عقد الشكر لكل اس‪44‬اتذتي‪ 4‬وزمالئي ومن ك‪44‬انوا معي‬
‫في مرحلة التدريب ومن بذلوا معي المجهود الكبير في تعليمي وتقديمي كما أحب‪44‬وا ألنفس‪44‬هم وهم‬
‫كما كانوا وزالوا‪ 4‬على نهج الثقافة واألخالق ذاتها دائما ً وأبداً في هذا المكتب الجليل‪.‬‬
‫وعبر نفحات ال ّنسيم‪ ،‬وأريج األزهار‪ ،‬وخي‪44‬وط‪ 4‬األص‪44‬يل‪ ،‬أرس‪44‬ل ش‪44‬كراً من األعم‪44‬اق لكم ع‪44‬ائلتي‬
‫ولطالما ما أعطيتم ما هو أكثر مما استحق شكرا الى دعمكم شكرا لجهودكم‪ 4‬وإن أقصى درج‪44‬ات‬
‫التقدير ال تتمثل بنطق الكالم وإنما بتطبيقه‪.‬‬
‫لو كان للشكر شخص يبين‪....‬‬
‫إذا ما تأمله الناظر‪...‬‬
‫لبينت شكري حتى تراه‪....‬‬
‫فتعلم أني أمروا شاكر‪...‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة تمهيدية (ملخص البحث)‪:‬‬
‫يعد موضوع التضخم من أك‪++‬ثر المواض‪++‬يع القانوني‪++‬ة ج‪++‬دال لم‪++‬ا ل‪++‬ه من تبع‪++‬ات تق‪++‬ع على حق‪++‬وق‬
‫ال‪++‬دائن والم‪++‬دين على ح‪++‬د س‪++‬واء في التع‪++‬امالت المالي‪++‬ة‪ ,‬ولم‪++‬ا ي‪++‬ترتب علي‪++‬ه من اث‪++‬ار نتيج‪++‬ة‬
‫االنخف‪++‬اض او الزي‪++‬ادة في القيم‪++‬ة الش‪++‬رائية للعمل‪++‬ة ‪ ،‬وعلى ال‪++‬رغم من اهتم‪++‬ام بعض الفقه‪++‬اء‬
‫والقانونين حول هذه الظاهرة نتيجة دجج األفكار حولها اال انها لم تط‪++‬رح على طاول‪++‬ة النق‪++‬اش‬
‫بشكل جدي وبنفس مستوى أهميتها بعد‪ ,‬فكل ما هو موجود بخصوصها يع‪++‬د نقاش‪++‬ا او رأي‪++‬ا لم‬
‫يصل الى مرحلة البت فيها‪ ,‬على الرغم من األثر الكبير لها على االقتصاد بشكل ع‪++‬ام وتبعاته‪++‬ا‬
‫التي تقع على العملة وقوته‪++‬ا الش‪+‬رائية والتع‪++‬امالت المالي‪++‬ة ال‪+‬تي تص‪++‬يب الحق‪++‬وق وااللتزام‪+‬ات‬
‫المالية للدائن والمدين بش‪++‬كل خ‪++‬اص‪ .‬كم‪++‬ا اختل‪++‬ف الفقه‪++‬اء والق‪++‬انونين والش‪++‬رعيين على م‪++‬دى‬
‫تأثير التضخم على قيمة الديون ومدى قيام ركن الرضى عند سداد قيمة هذا ال‪++‬دين بع‪++‬د النقص‬
‫او الزيادة الواقع عليه وعن مدى إمكانية التع‪++‬ويض عن ه‪++‬ذا االختالف في القيم‪++‬ة من الناحي‪++‬ة‬
‫الشرعية باإلض‪++‬افة الى م‪++‬دى إمكاني‪++‬ة تطوي‪++‬ع التع‪++‬ويض في ظ‪++‬ل التح‪++‬والت االقتص‪++‬ادية وم‪++‬دى‬
‫امكانية تق‪++‬دير قيم‪++‬ة التع‪++‬ويض وقت وق‪++‬وع الض‪++‬رر وت‪++‬أثيره على كاف‪++‬ة المع‪++‬امالت والمطالب‪++‬ات‬
‫المالية وفق احكام القانون‪.‬‬
‫ومن هنا فان تغير القيمة الش‪+‬رائية للعمل‪+‬ة النقدي‪+‬ة ق‪+‬د يح‪+‬دث وقت حل‪+‬ول ت‪+‬اريخ الس‪+‬داد وقب‪+‬ل‬
‫تاريخ استحقاق الدين‪ ،‬وقد يحدث الضرر وقت نظر الدعوى وقب‪++‬ل ص‪++‬دور الحكم النه‪++‬ائي له‪++‬ا‪.‬‬
‫وعليه ونتيجة لألضرار التي قد تلحق بك‪++‬ل من ال‪++‬دائن والم‪++‬دين نتيج‪++‬ة لف‪++‬رق القيم‪++‬ة الش‪++‬رائية‬
‫للعملة النقدية ولعدم ضياع الحقوق المدني‪++‬ة لك‪++‬ل منهم والمص‪++‬ونة بم‪+‬وجب الدس‪++‬تور والق‪+‬انون‬
‫يكون التعويض هو موطن االرتكاز لجبر الضرر واستيفاء كل ذي ح‪++‬ق حق‪++‬ه باعتب‪++‬ار ان وف‪++‬اء‬
‫الديون تكون بقيمتها الفعلية وقت الدين ال بمثلها وقت السداد باعتبار ان تحقق الرض‪++‬ى يك‪++‬ون‬
‫وقت السداد لقيمة الدين‪ ،‬بالتالي فإن القيمة المعتبرة لسداد الديون هي قيمة الدين وقت واقع‪++‬ة‬
‫المديوني‪++‬ة اس‪++‬تنادا لمب‪++‬دأ العدال‪++‬ة واالنص‪++‬اف ال وقت س‪++‬دادها وذل‪++‬ك الختالف قيمته‪++‬ا م‪++‬ا بين‬
‫الف‪+‬ترتين‪ .‬وعلي‪+‬ه ف‪+‬إن التع‪+‬ويض عن ف‪+‬رق القيم‪+‬ة الش‪+‬رائية للعمل‪++‬ة وال‪++‬ذي يع‪++‬ود ب‪+‬النقص في‬
‫الحقوق الي من الدائن او المدين يدور وجودا وعدما مع الضرر والذي يعتبر وس‪++‬يلة إلص‪++‬الح‬
‫الضرر وإعادة المضرور الى ما كان عليه وقت وقوع الضرر ك‪++‬ون ج‪++‬زاء المس‪++‬ؤولية المدني‪++‬ة‬
‫هو التعويض واالصل في التعويض ان يقدر في النقد مع تساوي القيم‪++‬ة االس‪++‬مية واالقتص‪+‬ادية‬
‫للنقود كون التماثل الحقيقي ال يتحقق بمجرد الشكل والصورة وإنما بالواقع والجوهر وذلك لما‬
‫يترتب على غالء النقود او رخصها من نقص في قيمة الديون‪.‬‬
‫لذا ومع وجود هذا التضخم ال‪++‬ذي يفق‪++‬د العمل‪++‬ة ج‪++‬زء او أج‪++‬زاء من قيمته‪++‬ا الش‪++‬رائية ال‪++‬تي ق‪++‬د‬
‫تؤدي الى خسائر مالية ليست باليسرة على الدائن في حال زيادة التضخم النقدي وعلى المدين‬
‫من جهة أخرى في حال انخفاضه‪ ،‬فإن الباحث محاوال بذلك من خالل هذا البحث توض‪++‬يح فيم‪++‬ا‬
‫إذا هل يستطيع قاضي الموضوع ان يطوع التعويض وصوال الى مبدأ التعويض الكامل للض‪++‬رر‬
‫تفاديا لمشكلة اختالف القيمة االسمية عن القيمة االقتصادية للعملة وذلك بإلزام الم‪++‬دين بس‪++‬داد‬
‫ال‪++‬دين بقيمت‪++‬ه وقت واقع‪++‬ة المديوني‪++‬ة ال وقت الحكم‪ +‬في‪++‬ه او ال‪++‬دائن في الحال‪++‬ة المعاكس ‪+‬ة‪ +‬ل‪++‬ذلك‬
‫وتوضيح المسلك الق‪++‬انوني والقاع‪+‬دة القانوني‪+‬ة لس‪+‬داد ال‪+‬ديون بقيمته‪++‬ا وقت المديوني‪+‬ة ال وقت‬
‫السداد وتفادي الخس‪+‬ارة المالي‪+‬ة من قيم‪+‬ة ال‪+‬دين الن‪+‬اتج عن التض‪+‬خم ليص‪+‬ار الى الحكم بس‪+‬داد‬
‫قيمة الدين الفعلية ‪ .‬وبذات الوقت توضيح فيما إذا هل يستطيع قاض‪+‬ي الموض‪+‬وع تطوي‪+‬ع مب‪+‬دأ‬
‫التعويض عن الضرر وتقدير قيمة التعويض وقت وقوع الضرر ال وقت الحكم‪ +‬فيه بين أط‪++‬راف‬
‫العالقة التعاقدية؟ وتوضيح مسألة الفائدة القانوني‪++‬ة كص‪++‬ورة من ص‪++‬ور التع‪++‬ويض المطبق‪++‬ة في‬

‫‪3‬‬
‫االحكام القضائية لجبر الضرر المفترض وتوضيح الغاية التي يهدف إليها المشرع األردني من‬
‫ويض‬++‫ة التع‬++‫ا وبين مطالب‬++‫رق بينه‬++‫ة والف‬++‫ات المالي‬++‫الفائدة القانونية بشكل دقيق في ظل المطالب‬
.‫عن فرق القيمة الناتج عن التضخم‬
:)‫ملخص البحث (باللغة اإلنجليزية‬

Summary
Inflation is one of the most controversial legal subjects because it has implications for
both creditors and debtors rights in financial transactions. Because of its effects as a
result of the decline or increase in the purchasing value of the currency, despite the
interest of some scholars and jurists about this phenomenon as a result of the
intensification of ideas about it, it has not been brought to the table seriously and at
the same level of importance yet. Everything that exists with regard to it is a debate or
opinion that has not reached the stage of a decision. notwithstanding its significant
impact on the economy in general, its implications for the currency, its purchasing
power, and the financial transactions affecting the creditor's and debtor's financial
rights and obligations in particular. Jurists, jurists, and jurists also disagree on the
extent to which inflation affects the value of debts, the extent to which the consent
pillar is established when paying the value of this debt after the shortfall or increase,
and the extent to which this difference in value can be legally compensated, in
addition to the extent to which compensation can be adapted in the light of economic
transformations, the extent to which compensation can be valued at the time of the
damage, and its impact on all financial transactions and claims in accordance with the
provisions of the law.

Hence, a change in the purchasing value of the currency may occur at the time of the
date of payment and before the date of maturity of the debt, and damage may occur at
the time of the proceedings and prior to the final judgment. Consequently, as a result
of damages that may be caused to both the creditor and the debtor as a result of the
difference in the purchasing value of the currency and the non-loss of their respective
civil rights safeguarded under the Constitution and the law, compensation is the
cornerstone of reparation and satisfaction of each right, considering that the effective
value of the debt at the time of debt is not the same as at the time of repayment. s
debts ", hence the value considered to be that of debt at the time of the fact of
indebtedness based on the principle of fairness and equity rather than at the time of
repayment because of its different value between periods. Thus, compensation for the
difference in the purchasing value of the currency, which is due to a lack of rights for
any creditor or debtor, exists and has no harm, which is a means of repairing the
damage and returning the damage to what it was at the time of the damage. The
penalty for civil liability is compensation, and the principal of compensation is to be
assessed in cash with equal nominal and economic value.

So with this inflation that loses a portion of the currency or portions of its purchasing
value, it may result in financial losses that are not easy for the creditor in the event of
increased inflation and for the debtor on the other hand in the event of its decline. In
doing so, the researcher tried to clarify whether the trial judge could volunteer
compensation in order to reach the principle of full compensation for damage in order
to avoid the problem of the nominal value differing from the economic value of the

4
‫‪currency by obliging the debtor to repay the debt at the time of the debt fact rather‬‬
‫‪than at the time of judgment or the creditor in the opposite case and by clarifying the‬‬
‫‪legal course and the legal rule of repayment of the debt at the time of debt rather than‬‬
‫‪at the time of payment and avoiding the actual loss. At the same time, could the trial‬‬
‫‪judge adapt the principle of compensation for damage and assess the amount of‬‬
‫‪compensation at the time of the injury rather than at the time of judgment between the‬‬
‫‪parties to the contractual relationship? To clarify the issue of legal interest as a form‬‬
‫‪of compensation applied in the judicial judgments for presumed harm and to precisely‬‬
‫‪clarify the Jordanian legislator's objective of legal interest in the light of the financial‬‬
‫‪claims and the difference between them and the claim for inflationary difference in‬‬
‫‪value.‬‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫اهم م‪++‬ا تض‪++‬منته اإلش‪++‬كالية ه‪++‬و ع‪++‬دم تط‪++‬رق المش‪++‬رع لمفه‪++‬وم التض‪++‬خم من الناحي‪++‬ة القانوني‪++‬ة‬
‫باعتبارها ظاهرة اقتصادية حديث‪++‬ة تحم‪++‬ل معه‪++‬ا كم من االث‪++‬ار ال‪++‬تي تلح‪++‬ق الض‪++‬رر في الحق‪++‬وق‬
‫والمراكز المالية لكل من الدائن والم‪++‬دين نتيج‪++‬ة لالختالف‪++‬ات ال‪++‬تي تق‪++‬ع على العمل‪++‬ة في قيمته‪++‬ا‬
‫الشرائية في ظل هذه التحوالت االقتصادية التي تؤثر بش‪++‬كل خ‪++‬اص في ال‪++‬ديون وال‪++‬تي ب‪++‬دورها‬
‫تؤدي الى خسارة مالية قد تلحق أي منهم على حد س‪+‬واء دون أي تع‪+‬ويض يج‪+‬بر ه‪+‬ذا الض‪+‬رر‬
‫ودون االخذ بعين االعتبار بأن ال‪+‬ديون ت‪+‬رد بقيمته‪+‬ا وقت ال‪+‬دين ال بمثله‪+‬ا وقت الس‪+‬داد‪ .‬ولع‪+‬دم‬
‫تطوي‪++‬ع التع‪++‬ويض في ظ‪++‬ل التح‪++‬والت االقتص‪++‬ادية على االض‪++‬رار ال‪++‬تي تلح‪++‬ق أط‪++‬راف العالق‪++‬ة‬
‫التعاقدية او غيرها من التعامالت بموجب نصوص قانونية او قاعدة فقهية قانونية يبنى عليه‪++‬ا‬
‫أساس قانوني سليم لحماية تلك الحقوق‬
‫مبررات الدراسة واالهداف‪:‬‬
‫المبررات‪:‬‬
‫ان ما تتعرض له الحقوق المالية لألفراد الطبيعيين والمعنويين من مشاكل وما يلحقه‪++‬ا‬ ‫‪-1‬‬
‫من اض‪++‬رار مالي‪++‬ة ج‪++‬راء الخس‪++‬ائر ال‪++‬تي تط‪++‬رأ على قيم‪++‬ة ال‪++‬دين‪ .‬وعلي‪++‬ه ف‪++‬إن الم‪++‬برر‬
‫األساسي الذي جاء به هذا البحث ان القانون االردني ينتفي من نصوص قانونية تخلق‬
‫مسلك قانوني لجبر الضرر الواقع على الحقوق المالية‪.‬‬
‫عجز القانونيين والفقهاء والشرعيين من االتفاق والوصول الى نتيجة في إيجاد قاعدة‬ ‫‪-2‬‬
‫قانونية تسد هذا الفراغ وتسهم في جبر االضرار بطريقة عادلة وقانونية‪.‬‬
‫تطوي‪++‬ع التع‪++‬ويض في قض‪++‬ايا التعويض‪++‬ات تحت مظل‪++‬ة الق‪++‬انون األردني ليتماش‪++‬ى م‪++‬ع‬ ‫‪-3‬‬
‫التحوالت االقتصادية والخسائر الحاصلة في قيمة العملة‬
‫الخل‪++‬ط بين نظ‪++‬ام الفائ‪++‬دة القانوني‪++‬ة كتع‪++‬ويض لم‪++‬ا ق‪++‬د يف‪++‬وت من مكاس‪++‬ب او يلح‪++‬ق من‬ ‫‪-4‬‬
‫خس‪++‬ائر مفترض‪++‬ة بص‪++‬ورة مخالف‪++‬ة لمب‪++‬دأ الفائ‪++‬دة في علم االقتص‪++‬اد ومن جه‪++‬ة أخ‪++‬رى‬
‫تجاهل القواعد القانونية واالسس التي وجد من اجلها مبدأ التعويض لجبر االضرار‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫األهداف‪:‬‬
‫إن الهدف من هذا البحث يكمن في إيجاد نص او مسلك قانوني سليم لحماي‪++‬ة تل‪++‬ك الحق‪++‬وق من‬
‫الضياع وحماية الحقوق والمراكز المالية لكل من الدائن والمدين على ح‪++‬د س‪++‬واء وغ‪++‬يرهم من‬
‫أصحاب العالقة التعاقدية من االثار التي تقع على الحقوق المالية على عاتق كل منهم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المقدمة‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫ب‬ ‫‪ ‬يَا َأيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنُوا ِإ َذا تَدَايَنتُم بِ َد ْي ٍن ِإلَى َأ َج ٍل ُّم َ‬
‫س ّمًى فَا ْكتُبُوهُ َو ْليَ ْكتُب بَّ ْينَ ُك ْم َكاتِ ٌ‬
‫ق َو ْليَتَّ ِ‬
‫ق‬ ‫ب َأن يَ ْكت َُب َك َما َعلَّ َمهُ هَّللا ُ فَ ْليَ ْكت ُْب َو ْليُ ْملِ ِل الَّ ِذي َعلَ ْي ِه َ‬
‫الح ُّ‬ ‫بِا ْل َعد ِْل َوالَ يَْأ َ‬
‫ب َكاتِ ٌ‬
‫س ِم ْنهُ َ‬
‫ش ْيئا ً‪‬‬ ‫هَّللا َ َربَّهُ َوالَ يَ ْب َخ ْ‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إن خياركم أحسنكم قضاء‪ .‬رواه‪ ‬البخاري‪ ‬ومسلم‪.‬‬
‫يعد المال جزءا من التاريخ البشري على مدى عص‪44‬وراً وقرون‪4‬اً‪ 4‬ط‪44‬وال‪ ،‬على م‪44‬ا يزي‪44‬د عن ألفي‬
‫سنة تقريبا‪ ،‬حيث كانت المقايضة هي الطريق لسداد قيمة الديون‪ ،‬وفي‪ 4‬التعامالت التجاري‪44‬ة كاف‪44‬ة‬
‫ك‪44‬انت الس‪44‬لع هي الثمن‪ .‬اال ان المل‪44‬ك إلي‪44‬اتس مل‪44‬ك لي‪44‬ديا ومن قبل‪44‬ه االم‪44‬براطور‪ 4‬الص‪44‬يني‪ 4‬ق‪44‬اموا‬
‫بصناعة عمالت معدنية مصنوعة من الذهب والفضة الى ان وصلت العمل‪44‬ة الى ش‪44‬كلها ال‪44‬ورقي‬
‫وأصبحت المقايضة من الماضي والعمالت الورقية هي األمثل للتعامل في حينه بين الناس حيث‬
‫كانت تقدر قيمتها الشرائية بالذهب والفضة‪ .‬ونتيجة للتطورات‪ 4‬التي ج‪44‬رت على العمالت النقدي‪44‬ة‬
‫وطريقة التعامل بها وظهور عدة اشكال للعملة كان من الجدير إيجاد مفهوم يساعد على توض‪44‬يح‬
‫مفهوم المال‪ ،‬فقد جاء القانون األردني كغ‪44‬يره من الق‪44‬وانين بتعري‪4‬ف‪ 4‬للم‪44‬ال حيث نص‪44‬ت الم‪44‬ادة (‬
‫‪ )53‬من القانون الم‪4‬دني على تعريف‪4‬ه بأن‪4‬ه‪" :‬ه‪4‬و ك‪4‬ل عين او ح‪4‬ق ل‪4‬ه قيم‪4‬ة مادي‪4‬ة في التعامل"‪.1‬‬
‫وعرفه الفقه القانوني على انه‪" :‬هو الحق ذو القيم‪44‬ة المالي‪44‬ة أي‪44‬ا ك‪44‬ان ذل‪44‬ك الح‪44‬ق س‪44‬واء عيني‪44‬ا او‬
‫شخصيا او حقا من حقوق الملكية األدبية او الفنية او الصناعية"‪ .2‬وبالتالي‪ 4‬فقد فرق هذا المفه‪44‬وم‬
‫بين األشياء واألموال فإن الحقوق المالية تختل‪44‬ف عن الش‪4‬يء مح‪44‬ل الح‪44‬ق باعتب‪4‬ار ان الم‪4‬ال ه‪44‬و‬
‫الحق الذي له قيمة مالية يمكن تقديرها بالنقود واالشياء بمثلها وهذا ما جاء ب‪44‬ه المش‪44‬رع األردني‪4‬‬
‫إليضاحه من خالل تعريف المال‪.‬‬
‫نتيجة لخلق عملة ورقية قابلة للتداول بين األشخاص المعنويين والطبيعيين وبعد قرار فك ارتباط‬
‫العملة بالذهب من خالل معاهدة نيكسون س‪44‬نة ‪ 1971‬أدى ذل‪44‬ك الى ظه‪44‬ور ع‪44‬دة ج‪44‬وانب نتيج‪44‬ة‬
‫لهذا التطور‪ 4‬واالنتقال االقتصادي منها اإليجابية ومنها السلبية وظهر‪ 4‬من خاللها من‪44‬اهج ومب‪44‬ادئ‪4‬‬
‫جديدة ومنها مبدأ التضخم الواقع على العملة والذي بدوره يوثر على قيم‪44‬ة العمل‪44‬ة النقدي‪44‬ة ويقل‪44‬ل‬
‫من قوتها‪ 4‬الشرائية باإلضافة الى التحوالت االقتصادية في العملة النقدية حيث وهذه االخ‪44‬يرة له‪44‬ا‬
‫أثره‪44‬ا الب‪44‬ارز‪ 4‬على قيم‪44‬ة العمل‪44‬ة الش‪44‬رائية وم‪44‬ا يحدث‪44‬ه التض‪44‬خم من أض‪44‬رار تلح‪44‬ق باألوض‪44‬اع‬
‫االقتصادية لألشخاص المعن‪44‬ويين والطبيع‪44‬يين‪ .‬وباعتب‪44‬ار ان ه‪44‬ذه التط‪44‬ورات‪ 4‬والمص‪44‬طلحات هي‬
‫اقتص‪44‬ادية بحت‪44‬ه ك‪44‬ان ال ب‪44‬د من إيج‪44‬اد حل‪44‬ول قانوني‪44‬ة من خالل دراس‪44‬ات اقتص‪44‬ادية تس‪44‬اهم في‬
‫التخفيف من اثار هذه التحوالت االقتصادية على العملة النقدية وما تحدثه من انتقاص من حق‪44‬وق‬
‫الدائن والمدين على حد سواء وتقليص حجم هذا االنتقاص في الحقوق وكبح جوانح التض‪44‬خم من‬
‫خالل قواعد قانونية فقهية تسعى في حماية الحقوق‪ ،‬واالخ‪44‬ذ بمب‪44‬دأ ان التماث‪44‬ل الحقيقي ال يتحق‪44‬ق‬
‫بمجرد الشكل والصورة وإنما بالواقع‪ 4‬والجوهر وان المال يرد بقيمته ال بمثله‪ ،‬كونه وم‪44‬ع وج‪44‬ود‪4‬‬

‫‪ 1‬القانون المدني األردني‪ ،‬م(‪.)53‬‬


‫‪( 2‬حنفي‪)2021 ،/https://jordan-lawyer.com/2021/10/02/things-and-money ،‬‬

‫‪7‬‬
‫هذا التضخم الذي يفقد العملة النقدية جزءا او أجزاء من قوتها‪ 4‬الشرائية بالتالي ال يمكن اس‪44‬تيفاء‬
‫كل ذي حق حقه استنادا لمبدا العدالة واالنصاف واذا ما تم مواكب‪44‬ة ه‪44‬ذه التط‪44‬ورات االقتص‪44‬ادية‬
‫المعاصرة دون تطويع مب‪44‬دأ التع‪44‬ويض على التح‪44‬والت االقتص‪44‬ادية نك‪44‬ون ام‪44‬ام خس‪44‬ائر مالي‪44‬ة ال‬
‫يمكن جبرها او تفاديها مستقبال‪.‬‬
‫إن أث‪44‬ر ظ‪44‬اهرة التض‪44‬خم ال يقتص‪44‬ر فق‪44‬ط على قيم‪44‬ة العمل‪44‬ة الش‪44‬رائية ب‪44‬ل يمت‪44‬د أثره‪44‬ا على كاف‪44‬ة‬
‫التعامالت العقدية منها والمدنية بل وقد‪ 4‬يختل ركن من اركان هذه العالقات‪ ،‬حيث وان هذا األثر‬
‫يصل الى االخالل بركن الرضى والذي هو الركن األساس ألنش‪44‬اء عالق‪44‬ة تعاقدي‪44‬ة ص‪44‬حيحة بين‬
‫اطرافه‪4‬ا‪ 4‬في تالقي إرادة الط‪44‬رفين على اإلق‪44‬راض واالق‪44‬تراض او ح‪44‬تى إتم‪44‬ام كاف‪44‬ة االلتزام‪44‬ات‬
‫العقدية والتعويض عنه‪44‬ا في ح‪44‬ال االخالل ب‪44‬أي من التزاماته‪44‬ا‪ .‬حيث ونقص قيم‪44‬ة ال‪44‬دين ونقص‬
‫قيمة التعويض في االلتزامات العقدية يؤثر على تحقق ركن الرضى كون الرضى المعتبر لس‪44‬داد‬
‫الديون يتحقق بسداد قيمت‪44‬ه الفعلي‪44‬ة وقت الس‪44‬داد ال بمثله‪44‬ا وقت اإلق‪44‬راض وذل‪44‬ك نتيج‪44‬ة الختالف‬
‫قيمة الدين ما بين الفترتين وبالتالي‪ 4‬يكون على المدين رد الدين بقيمته وقت ثبوت الذمة وه‪44‬و م‪44‬ا‬
‫اس‪44‬تقر علي‪44‬ه بعض الفقه‪44‬اء من اه‪44‬ل ال‪44‬دين حيث ج‪44‬اء على لس‪44‬ان ابن تيمي‪44‬ة‪ :‬أن ال‪44‬واجب على‬
‫الغاصب في حال رخص السعر‪ :‬ضمان نقص السعر‪ 3.‬وبالت‪4‬الي‪ 4‬وباعتب‪4‬ار ان ي‪4‬د الم‪4‬دين هي ي‪4‬د‬
‫ضمان على مال الدائن يتوجب عليه ضمان الضرر‪ 4‬ال‪4‬ذي يلح‪4‬ق ال‪4‬دائن من التض‪4‬خم س‪4‬ندا لنص‬
‫المادة (‪ )256‬من القانون المدني األردني والتي نصت على‪" :‬كل اضرار بالغير يلزم فاعله ولو‬
‫غير مميز بضمان الض‪4‬رر"‪ .4‬وعلى الج‪4‬انب االخ‪4‬ر ف‪4‬إن مق‪4‬دار قيم‪4‬ة التع‪4‬ويض عن االلتزام‪4‬ات‬
‫العقدية تكون وقت وقوع الض‪44‬رر ال وقت الحكم في‪44‬ه الختالف قيم‪4‬ة التع‪4‬ويض عن كال الف‪4‬ترتين‬
‫وبالتالي يك‪44‬ون ركن الرض‪44‬ى عن قيم‪4‬ة التع‪4‬ويض المحك‪4‬وم‪ 4‬به‪4‬ا والحال‪44‬ة ه‪44‬ذه يش‪44‬وبها االختالل‪.‬‬
‫وعلى العكس من ذلك‪ ،‬وفي حالة نقص نسبة التضخم على العملة النقدية يكون رضى‪ 4‬المدين هو‬
‫المعتبر لسداد قيمة الدين الفعلية كونه ال ضرر وال ضرار‪ 54‬على أي من أطراف‪ 4‬هذه العالقة‪.‬‬
‫ان جبر ما تتعرض له الحقوق المالية لألفراد الطبيعيين والمعن‪44‬ويين على ح‪44‬د س‪44‬واء من خس‪44‬ائر‪4‬‬
‫مالية في ظل التحوالت االقتصادية ال يمكن تحقيقه دون االخذ بعين االعتبار نسبة التضخم ال‪44‬تي‬
‫تطرأ على قيمة العملة الشرائية وقت سداد الدين او وقت الحكم بالتعويض وذلك النتف‪44‬اء الق‪44‬انون‬
‫األردني من مسلك قانوني سليم يج‪44‬بر ه‪44‬ذه االض‪44‬رار الواقع‪44‬ة على الحق‪44‬وق المالي‪44‬ة‪ .‬ك‪44‬ون س‪44‬داد‬
‫الدين عند زيادة معدل التضخم‪ 4‬او نقصه يكون بقيمة مغايرة للقيمة الواجب اس‪44‬تحقاقها‪ 4‬وان الحكم‬
‫بالفائدة القانونية بصورة مفترضة عن الكس‪44‬ب الف‪44‬ائت او م‪44‬ا يلح‪44‬ق أي من ال‪44‬دائن او الم‪44‬دين من‬
‫خسائر او حتى ما يقع على المضرور‪ 4‬من ضرر‪ 4‬ال يعتبر تعويض بالمعنى‪ 4‬المقصود‪4.‬‬
‫إن انخفاض القوة الشرائية للعملة النقدية أو بما يسمى التض‪44‬خم ه‪44‬و من أهم المش‪44‬اكل المعاص‪44‬رة‬
‫التي تواجه الدولة وتؤثر في اس‪44‬تقرارها وينعكس ذل‪44‬ك أيض‪44‬ا على اس‪44‬تقرار االف‪44‬راد وأوض‪44‬اعهم‬
‫االقتص‪44‬ادية أيض‪44‬ا ً مم‪44‬ا يت‪44‬أثر أف‪44‬راد المجتم‪44‬ع الطبيع‪44‬يين منهم والمعن‪44‬ويين من خالل تع‪44‬املهم‬
‫باإلقراض أو البيع االجل‪ .‬فقد يحل أجل القرض أو ال‪44‬بيع باألج‪44‬ل‪ ،‬وق‪4‬د‪ 4‬تغ‪4‬يرت قيم‪4‬ة العمل‪44‬ة من‬
‫حيث قيمتها وقوتها الحقيقية بحيث ال يكون المدفوع‪ 4‬ع‪4‬ددا عن‪44‬د األج‪44‬ل مكافئ‪44‬ا ومس‪44‬اويا‪ 4‬للم‪44‬دفوع‬
‫عند االقراض‪ ،‬مما قد يلح‪44‬ق غبن‪44‬ا كب‪44‬يرا على أح‪44‬د األط‪44‬راف‪ .‬حيث وأن التض‪44‬خم كم‪44‬ا عرف‪44‬ه (‬
‫‪-https://islamqa.info/ar/answers/220839/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B1%D8%AF ( 3‬‬
‫‪-D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%‬‬
‫‪-D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA %‬‬
‫‪-D8%A8%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%8A%D9%88%D9%85%‬‬
‫‪ ،D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A%‬بال تاريخ)‬
‫‪ 4‬القانون المدني األردني‪ ،‬م(‪.)256‬‬
‫‪ 5‬القانون المدني األردني‪ ،‬م(‪.)62‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ )labonte‬على أنه‪steady or continuos rise in the overall level of pricing, " :‬‬
‫‪"or continuous decline in value of money‬‬
‫"االرتفاع المطرد او المستمر في المستوى العام لألسعار أو تراجع مستمر في قيمة النقود"‪ ،‬ل‪44‬ذا‬
‫فإن االنخفاض المستمر والتغير‪ 4‬المستمر في أسعار‪ 4‬السلع على جميع انواعها ال األص‪44‬ول ي‪44‬ؤدي‬
‫الى انخفاض القوة الشرائية للنقود وبالت‪44‬الي‪ 4‬انخف‪44‬اض مع‪44‬دالت االس‪44‬تثمار في المس‪44‬تقبل والرك‪44‬ود‬
‫االقتصادي‪ 4‬للدولة‪.‬‬
‫وعلي‪44‬ه فإنن ‪4‬ا‪ 4‬ومن خالل ه‪44‬ذا البحث وبأس‪44‬لوب‪ 4‬منهجي تحليلي س‪44‬وف نس‪44‬لط الض‪44‬وء على ع‪44‬دة‬
‫جوانب قانونية من خالل القانون األردني‪ 4‬نوض‪44‬ح من خالله‪44‬ا ماهي‪44‬ة الفائ‪44‬دة القانوني‪44‬ة وااله‪44‬داف‪4‬‬
‫منها ومبدأ التعويض عن االضرار‪ 4‬وإيجاد نص او مسلك ق‪44‬انوني س‪44‬ليم لحماي‪44‬ة تل‪44‬ك الحق‪44‬وق من‬
‫الضياع وحماية الحقوق والمراكز‪ 4‬المالية لك‪44‬ل من ال‪44‬دائن والم‪44‬دين على ح‪44‬د س‪44‬واء وغ‪44‬يرهم من‬
‫أصحاب العالقة التعاقدية من االثار التي تق‪44‬ع على الحق‪44‬وق المالي‪44‬ة على ع‪44‬اتق ك‪44‬ل منهم وكيفي‪44‬ة‬
‫ضمان جبر هذه االضرار‪4.‬‬

‫المبحث األول‬
‫الفائدة القانونية في ظل التضخم في القانون األردني والفقه االسالمي‬
‫سأتناول في هذا المبحث تعريف‪ 4‬الفائدة القانونية ونطاق تطبيقها في ظل القانون األردني‪ 4‬وعلم‬
‫االقتصاد‪.‬‬
‫وبنا ًء عليه سوف نقسم هذا المبحث على مطلبين اثنين على النحو التالي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الفائدة القانونية في القانوني األردني‪ 4‬والفقه اإلسالمي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ماهية الفائدة القانونية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الفوائد (التأخيرية والعوضية) والربا‪ 4‬في الفقه اإلسالمي‪:‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الفائدة القانونية كتعويض وسداد قيمة الدين الفعلية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الفرق بين الفائدة كتعويض وسداد‪ 4‬قيمة الدين الفعلية‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الخصائص الواجب توافرها‪ 4‬في قيمة الدين لتطبيق‪ 4‬نسبة التضخم‬
‫المطلب األول‬
‫الفائدة القانونية‪ +‬في القانون األردني والفقه االسالمي‬
‫الفرع األول‪ :‬ماهية الفائدة القانونية‬
‫لم يرد في القانون األردني تعريفا للفائدة القانوني‪44‬ة ب‪44‬ل وح‪44‬تى ان الق‪44‬انون الم‪44‬دني رغم نصوص‪44‬ه‬
‫العامة والشاملة التي جاءت ونظمت العالقة بين الدائن والمدين قد منعت التعامل بالفائ‪44‬دة والحكم‬
‫فيها وهذا ما جاء في نص المادة (‪ )640‬من القانون ذاته‪ .6‬باإلضافة الى ما جاء في الفق‪44‬رة (‪)2‬‬
‫من الم‪44‬ادة (‪ )480‬من الق‪44‬انون ذاته‪ .7‬وعلي‪44‬ه فق‪44‬د ت‪44‬رك المش‪44‬رع األردني‪ 4‬االم‪44‬ر حص‪44‬را لق‪44‬انون‬
‫‪ 6‬القانون المدني األردني‪ ،‬م(‪ )640‬نصت على‪ :‬إذا اشترط في عقد القرض منفعة زائدة على مقتضى العقد سوى توثيق حق المقرض‬
‫لغا الشرط وصح العقد‪ .‬‬
‫‪ 7‬مرجع سابق‪ ،‬م(‪ )480/2‬نصت على‪ :‬إذا ظهر ان البائع قد زاد في بيان مقدار راس المال فللمشتري حط الزيادة‪ .‬‬

‫‪9‬‬
‫التجارة وقانون‪ 4‬أصول المحاكمات المدنية والذي نص على نطاق تطبيق الفائدة وكيفية احتس‪44‬ابها‬
‫فقط‪ .‬ولكن وضع بعض القانونين تعريفا للفائ‪4‬دة القانوني‪4‬ة مستخلص‪4‬ا من نص الم‪4‬ادة (‪ )167‬من‬
‫قانون أصول المحاكمات المدنية وجميع هذه التع‪4‬اريف اس‪4‬تقرت على مب‪4‬دأ واح‪4‬د وبالت‪4‬الي يمكن‬
‫تعريفها بأنها‪ :‬هي المبل‪44‬غ الم‪44‬الي ال‪44‬ذي يف‪44‬رض على الم‪44‬دين في حال‪44‬ة ت‪44‬أخره عن الوف‪44‬اء بديون‪44‬ه‬
‫ضمن الفترة المتفق عليها لذلك‪ ،‬وهي تحس‪4‬ب كنس‪4‬بة مئوي‪4‬ة من قيم‪4‬ة ال‪4‬دين‪ 8.‬وعلي‪4‬ه ف‪4‬إن الفائ‪4‬دة‬
‫القانونية تحتسب اما على أساس نسبة مئوية في السنة الواحدة او على أساس المدة المتف‪44‬ق عليه‪44‬ا‬
‫بين أطراف العالقة التعاقدية وذلك كله من أص‪44‬ل المبل‪44‬غ المق‪44‬ترض وهي الفائ‪44‬دة البس‪44‬يطة وال‪44‬تي‬
‫جاء تعريفها بأنها‪ :‬هي الفائدة ال‪44‬تي يقبض‪44‬ها المص‪4‬رف‪ 4‬او العمي‪4‬ل لق‪4‬اء إق‪4‬راض مبلغ‪4‬ا معين‪44‬ا من‬
‫المال فالمصرف يستحق فائدة في عملية االئتمان لقاء األموال التي يقرضها للغير والعميل أيض‪44‬ا‬
‫ل‪4‬ه ح‪4‬ق فائ‪4‬دة لق‪4‬اء إي‪4‬داع اموال‪4‬ه ل‪4‬دى المص‪4‬ارف‪ 4‬بأنواعه‪4‬ا المعروفة‪ .9‬وام‪4‬ا على أس‪4‬اس الفائ‪4‬دة‬
‫المركبة وهي الفائدة التي تحسب على أصل المبلغ مضافا اليه قيمة فائدة الفترة الس‪44‬ابقة وبالت‪44‬الي‪4‬‬
‫فإن القيمة تتغير‪ 4‬كل فترة من فترات االستثمار‪.10‬‬
‫وقد جاء تعريف الفائدة لغويا على انها هي‪ :‬جزء بالمائة من المال يأخذه الدائن ربحا من الم‪44‬دين‬
‫في زمن محدد‪ .11‬أما عن الربا لغويا فهي‪ :‬الفضل والزيادة‪ .12‬وبالتالي فان الفائ‪4‬دة هي المص‪4‬لحة‬
‫او المنفعة وان الربا هي الزيادة او الغلو وتكون مقترنة بالزيادة على أصل القرض‪.‬‬
‫وبالعودة الى مصدر الفائدة األساسي والذي تدور‪ 4‬معه وجودا‪ 4‬وع‪44‬دما وان رف‪44‬ع س‪44‬عر الفائ‪44‬دة او‬
‫التقليص من‪44‬ه يع‪44‬ود الى علم االقتص‪44‬اد‪ 4‬بالت‪44‬الي فق‪44‬د عرف‪44‬ه علم‪44‬اء االقتص‪44‬اد‪ 4‬الرأس‪44‬ماليين بأن‪44‬ه‪:‬‬
‫هو‪ ‬العائد على رأسمال المستثمر من خالل السعر الذي يحصل علي‪44‬ه الم‪44‬رء ج‪44‬راء تنازل‪44‬ه‬
‫عن التصرف بأمواله التي يقرضها لفترة زمني‪44‬ة مح‪44‬ددة‪ .13‬وع‪44‬رفت الموس‪44‬وعة االقتص‪44‬ادية‬
‫الفائدة بأنها‪( :‬عبارة عن مبلغ يدفع مقابل رأس مال ويعبر‪ 4‬عنه كمعدل فائدة أو نسبة مئوية)‪.14‬‬
‫إن الفائدة القانونية وبموجب‪ 4‬القانون األردني وما استقرت عليه قرارات محكمة التمييز‪ 4‬األردني‪44‬ة‬
‫هي تعويض مفترض في االلتزامات المالية حيث جاء في قرار‪ 4‬لمحكم‪44‬ة التمي‪44‬يز األردني‪44‬ة رقم (‬
‫‪ ....( :)44802/2017‬والحكم بالفائدة القانونية كتعويض مفترض)‪ ،15‬وبالتالي‪ 4‬فإن ه‪4‬ذه الفائ‪4‬دة‬
‫هي ملزمة على المدين وال يجوز له اثبات عكس‪44‬ها ك‪44‬ون ه‪44‬ذه الفائ‪4‬دة تك‪44‬ون عن ب‪44‬دل الت‪44‬أخر في‬
‫التزامه وان محل االلتزام هو دفع مبلغ من المال للدائن وهو مبلغ اإلقراض وهو ما نصت علي‪44‬ه‬
‫المادة (‪ )167/1‬من ق‪4‬انون أص‪4‬ول المحاكم‪4‬ات المدنية‪ 16‬وال حاج‪4‬ة الى تحق‪4‬ق ش‪4‬رطي الض‪4‬رر‪4‬‬
‫وعالقة السببية ضمن شروط‪ 4‬مسؤولية المدين عن التأخر في الوف‪44‬اء‪ .‬وعلي‪44‬ه فق‪44‬د جع‪44‬ل المش‪44‬رع‬
‫األردني لهذه الفائدة سقف ال يجوز ألي من أطراف‪ 4‬العالقة التعاقدية تجاوز هذه النسبة والمتمثلة‬
‫بـ (‪ 17)%9‬اال ان لهم االتفاق اما على اإلنقاص منها او التنازل عنها كلي‪4‬ا وان س‪4‬عر الفائ‪4‬دة ه‪4‬ذا‬
‫هو بموجب نظام المرابحة العثماني كونه وإذا نظرن‪4‬ا‪ 4‬الى نص الم‪44‬ادة رقم (‪ )167/4‬نج‪44‬د بأنه‪44‬ا‬
‫‪https://bestlawfirmjo.com/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%AF%D8%A9- 8‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-‬‬
‫‪/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%86‬‬
‫‪ 9‬مناضل الجواري‪ ،‬مقدمة في الرياضيات المالية‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪ 10‬تركي مصلح حمدان‪ ،‬الجوانب القانونية للفوائد المصرفية في التشريع األردني‪ ،‬ص‪.174‬‬
‫‪ 11‬مسعود‪ :‬جبران‪ ،‬الرائد (معجم لغوي عصري رتبت مفرداته وفقا لحروفه األولى)‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،1964,‬ص‪.1094‬‬
‫‪ 12‬الفيومي‪ ،‬احمد بن محمد بن علي‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المطبعة االميرية‪ ،‬ج‪ ،1‬كتاب‪ 4‬الراء‪ ،‬ط‪ ،1925 ,6‬ص‪.296-295‬‬
‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B9%D8%B1_ 13‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%AF%D8%A9‬‬
‫‪ 14‬البرماوي‪ ،‬راشد‪ ،‬الموسوعة االقتصادية‪ ،‬مصر‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪.1971 ,1‬‬
‫‪ 15‬قرارك‪ ،‬محكمة التمييز‪ 4،‬قرار رقم (‪ ،)44802/2017‬منشورات قسطاس‪.‬‬
‫‪ 16‬قانون أصول المحاكمات المدنية األردني‪ ،‬م(‪ :)167/1‬إذا كان المدين قد تعهد بتأدية مبلغ من النقود في وقت معين وامتنع عن‬
‫ادائها عند حلول االجل يحكم عليه بالفائدة دون ان يكلف الدائن اثبات تضرره من عدم الدفع‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫تحمل ص‪44‬يغة ام‪44‬ره وبالت‪44‬الي ف‪44‬إن الزي‪44‬ادة فيه‪44‬ا يك‪44‬ون مخالف‪44‬ا لنظ‪44‬ام‪ 4‬المرابح‪44‬ة العثم‪44‬اني ويج‪44‬وز‬
‫للمحكمة اإلنقاص من النسبة المتفق عليها بين أطراف العالق‪4‬ة التعاقدي‪4‬ة وه‪4‬و م‪4‬ا ج‪4‬اء في ق‪4‬رار‬
‫سابق لمحكمة التمييز رقم (‪ .18)1342/1998‬اال وان البعض لم يعت‪4‬بر‪ 4‬ان الفائ‪4‬دة القانوني‪4‬ة هي‬
‫من النظام‪ 4‬العام وذلك ألنه يجوز االتفاق على خالفها او عدم المطالب‪4‬ة به‪4‬ا أساسا‪ .19‬على اعتب‪4‬ار‬
‫انها مفترضة‪ .‬ومن جانب اخر وعلى ال‪44‬رغم من ان‪44‬ه ال يج‪44‬وز اثب‪44‬ات عكس الفائ‪44‬دة على اعتب‪44‬ار‬
‫انها مفترضة اال ان‪4‬ه ال يج‪4‬وز‪ 4‬ان تزي‪4‬د على المبل‪4‬غ المس‪4‬تحق مهم‪4‬ا م‪4‬ر عليه‪4‬ا من س‪4‬نين وذل‪4‬ك‬
‫حماية للمدين وعقوبة للدائن إما إلهماله عن المطالبة بحقه وإم‪44‬ا لس‪44‬وء نيت‪44‬ه ل‪44‬تراكم الفوائ‪44‬د على‬ ‫ً‬
‫المدين‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الفوائد (التاخيرية‪ +‬والعوضية)‪ +‬والربا في الفقه اإلسالمي‪:‬‬
‫لقد اختلف عديد من الفقهاء اإلس‪4‬المين عن م‪4‬دى مش‪4‬روعية الحكم لل‪4‬دائن بالفائ‪4‬دة التأخيري‪4‬ة عن‬
‫بدل تأخر المدين عن سداد الدين منهم من اخذ بمبدأ جواز الحكم بها ومنهم من خالفهم ذلك‪.‬‬
‫الفائدة التأخيرية‪ :‬هي ما يأخذه الدائن من مدين‪44‬ه لق‪44‬اء ت‪44‬أخر الم‪44‬دين في الوف‪44‬اء بالتزام‪44‬ه‬ ‫‪.1‬‬
‫ال‪4‬ذي محل‪4‬ه مبلغ‪4‬ا معين‪4‬ا من النق‪4‬ود عن اج‪4‬ل الوف‪4‬اء‪ .20‬وعلي‪4‬ه ل‪4‬و ان إب‪4‬راهيم (الم‪4‬دين)‬
‫استدان من محمود (الدائن) مبلغ مئة دين‪44‬ار‪ 4‬على ان يس‪44‬ددها‪ 4‬الم‪44‬دين خالل ش‪44‬هر اال ان‪44‬ه‬
‫تأخر في ذلك لمدة ستة أشهر تحسب فائدة تأخيرية اما باالتفاق او العرف عن مدة الستة‬
‫أشهر‪.‬‬
‫وبالنظر‪ 4‬الى هذه الفائدة نجد ان بعض الفقهاء من ذهب في جوازها ومنهم‪ 4‬من ذهب في‬
‫عدمها حيث وان من جمعوا على عدم جوازها قد جمعوا بينه‪44‬ا وبين الرب‪4‬ا بمع‪44‬نى واح‪4‬د‬
‫وقد جاء على قول بن بيه في تحريم الفائدة القانونية انه "كما ان اخذ ممن‪4‬وع س‪44‬واء ك‪44‬ان‬
‫من غني او فقير وممنوعة سواء أك‪44‬انت مش‪44‬روطة ام مفهوم‪44‬ة ب‪44‬العرف‪ ،‬كم‪44‬ا ان الف‪44‬رق‬
‫الوحيد بين الغني والفقير في هذه الحالة ان الغني يجب عليه ان يسدد ال‪44‬دين وه‪44‬و اثم ان‬
‫لم يفع‪44‬ل ذل‪44‬ك ويج‪44‬بر‪ 4‬على الس‪44‬داد ب‪44‬الحبس ونح‪44‬وه‪ ،‬وام‪44‬ا الفق‪44‬ير فتجب نظرت‪44‬ه على‬
‫ميس‪4‬رة"‪ .21‬وق‪4‬د استعاض‪4‬وا‪ 4‬ه‪4‬ؤالء الفقه‪4‬اء عن الفائ‪4‬دة التأخيري‪4‬ة عنه‪4‬ا بتض‪4‬مين العق‪4‬ود‬
‫شرطا جزائيا يفرض على الم‪44‬دين المماط‪44‬ل ج‪44‬زا ًء مالي‪4‬ا ً ليس لحس‪44‬اب ال‪44‬دائن ب‪44‬ل لجه‪44‬ة‬
‫خيرية‪ .22‬وذلك تخفيفا لحدة تحريم الزيادة على أصل الدين‪.‬‬
‫بينما اتفق بعض من الفقه‪44‬اء على ج‪44‬واز الحكم بالفائ‪44‬دة التاخيري‪44‬ة على الم‪44‬دين المماط‪44‬ل‬
‫وذلك من باب المصلحة وباالس‪44‬تناد‪ 4‬الى قاع‪44‬دة وج‪44‬وب الوف‪44‬اء ب‪44‬العقود وتم قياس‪44‬ه أيض‪44‬ا‬
‫على الغاصب الذي يعطل منفعة المغصوب‪ 4‬وانه في مركز المقصر الذي تسبب بحرمان‬
‫صاحب الحق من التمتع في حقه‪.23‬‬
‫وبنا ًء عليه فإن الفائدة التاخيرية هي نتيجة تأخر المدين عن سداد ال‪44‬دين ال‪44‬ذي ح‪44‬ل اج‪44‬ل‬
‫سداده ويحسب بناء على طلب الدائن نسبة ه‪44‬ذه الفائ‪44‬دة من ت‪44‬اريخ اس‪44‬تحقاق ال‪44‬دين ح‪44‬تى‬
‫سداد الدين التام وان مسألة جوازها من عدمه هي مسألة فقهية إسالمية إال ان الحكم به‪44‬ا‬
‫‪ 17‬قانون أصول المحاكمات‪ 4‬المدنية‪ ،‬م(‪( :)167/4‬تحسب الفائدة القانونية بنسبة ‪ %9‬سنويا‪ ،‬وال يجوز االتفاق على تجاوز هذه‬
‫النسبة)‪.‬‬
‫‪ 18‬تمييز‪ 4‬حقوق رقم (‪ ....( :)1342/1998‬فان الفائدة في المعامالت المدنية ال يجوز ان تتجاوز ‪ %9‬حسب أحكام المادة الثالثة من‬
‫نظام المرابحة العثماني‪ ،‬منشورات قرارك)‪.‬‬
‫‪ 19‬موسى خليل متري – المفاهيم القانونية للفائدة – مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية – المجلد رقم‪ – 29 ‬العدد الثالث‬
‫– عام‪ – 2013 ‬صفحة‪62 ‬‬
‫‪ 20‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.216‬‬
‫‪ 21‬مرجع سابق‪ ،‬توضيح أوجه اختالف االقوال في مسائل من معامالت‪ 4‬األموال‪ ،‬ص‪.217‬‬
‫‪ 22‬محمد علي محمد احمد البنا‪ ،‬القرض المصرفي‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة ‪ ،1971‬ص‪.439‬‬
‫‪ 23‬مصطفى الزرقا‪ ،‬حول جواز إلزام المدين المماطل بتعويض الدائن‪ ،‬ص‪.20‬‬

‫‪11‬‬
‫ال يؤثر على أصل الدين من حيث قيمته ب‪44‬ل وأنه‪44‬ا منفص‪44‬لة على أص‪44‬ل ال‪44‬دين وال يمكن‬
‫اعتباره‪4‬ا س‪4‬داد لم‪4‬ا يلح‪4‬ق قيم‪4‬ة ال‪4‬دين من ض‪4‬رر في نقص‪4‬ان قيمت‪4‬ه في ظ‪4‬ل التح‪4‬والت‬
‫االقتصادية بل هي تعويض عما يلحق الدائن من ضرر نتيجة مماطلة المدين في السداد‪.‬‬
‫الفائدة العوضية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫جاء تعريف الفائدة العوضية على انها‪ :‬الفوائد التي تستحق عن مبل‪44‬غ من النق‪44‬ود لم يح‪44‬ل‬
‫ميعاد استحقاقه فهو دين في ذمة المدين طوال االجل ويدفع المدين في مقابل ه‪44‬ذا االج‪44‬ل‬
‫الفوائد العوضية التي يتفق عليها الدائن‪ .24‬وعليه فإنه لو استناد احمد (المدين) من محمد‬
‫(الدائن) مبلغ مئة دينار على ان يسددها بعد سنة من ي‪44‬وم اقراض‪44‬ها مبل‪44‬غ مئ‪44‬ة وخمس‪44‬ين‬
‫دينار تكون هذه الخمسون هي فوائد العوض للدائن مقابل بقاء هذا المال في ذمة الم‪44‬دين‬
‫مدة هذه السنة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من تع‪44‬دد اآلراء الفقهي‪44‬ة اإلس‪44‬المية على تحريمه‪4‬ا‪ 4‬من عدم‪44‬ه كم‪44‬ا ج‪44‬اء في‬
‫رأي الشيخ محمد سيد الطنطاوي‪ 4‬وغيره من المفكرين‪ ،‬ومن عارضوه في ذلك مث‪44‬ل ابن‬
‫تيمية وغيره‪ ،‬إال ان هذه الفائدة تمثل مبلغا مقابال للزمن الذي يبقى المال في ذمة الم‪44‬دين‬
‫طيلة هذه الفترة مهما طالت او قصرت‪ ،‬مع بقاء رأس المال على حاله‪.‬‬
‫الربا‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫جاء تعريف الربا في الشريعة اإلسالمية على انها‪( :‬كل فائ‪44‬دة يحص‪44‬ل عليه‪44‬ا ال‪44‬دائن من‬
‫مدينه على أصل الدين المستحق نظير االجل سواء اكانت على مبلغا من النقود او س‪44‬لعة‬
‫او أي شيء محدد كتحديد سعر الفائدة بنسبة مئوية من المبلغ المقترض)‪.25‬‬

‫وعليه فإن الربا على اختالف انواعه سواء ربا الفضل (ربا البيوع) ام ربا النس‪4‬يئة (رب‪4‬ا‬
‫الديون) فإن كليهما هو الزيادة في أصل المبلغ وربما هو سبب تحريم التعام‪44‬ل به‪44‬ا‪ ،‬وان‬
‫المشرع األردني اعتبر ان الزيادة عن النسبة المئوية المتمثلة بـ ‪ %9‬تعت‪44‬بر رب‪44‬ا ف‪44‬احش‬
‫وذلك بموجب نص المادة (‪ 26)418/2‬من ق‪4‬انون العقوب‪4‬ات وان تم نص عليه‪4‬ا بص‪4‬ورة‬
‫غير مباشرة اال انها معاقب عليها كونها تعت‪44‬بر اس‪44‬تغالل ال م‪44‬برر ل‪44‬ه بم‪44‬وجب الق‪44‬انون‪.‬‬
‫وان اجتماع الفقهاء على تحريم الربا واختالفهم‪ 4‬في الفائدة هو بس‪44‬بب ان الفائ‪44‬دة ال تزي‪44‬د‬
‫وال تنقص من أصل المبلغ المدعى به وانما تعويض عن بدل أرباح الس‪44‬تغالل الم‪44‬ال او‬
‫تعويض عن المماطلة بالسداد‪ 4‬وعلى العكس من الربا التي يقول بها‪" :‬زدني أنظرك" أي‬
‫اخر االجل لقاء الزيادة‪.27‬‬
‫يتبين لنا ومن موقف‪ 4‬المشرع األردني بتحريم‪ 4‬الفائدة بموجب القانون المدني بموجب نص الم‪44‬ادة‬
‫(‪ )1448/2‬من القانون المدني‪ 28‬والعمل به‪4‬ا في الق‪4‬انون التج‪4‬اري باإلض‪4‬افة الى االخ‪4‬ذ به‪4‬ا في‬
‫نظ‪44‬ام المرابح‪44‬ة العثم‪44‬اني وق‪44‬انون البن‪44‬وك وق‪44‬انون البن‪44‬ك المرك‪44‬زي‪ 4‬وأخ‪44‬ذه للنظ‪44‬ام الم‪44‬زدوج في‬
‫االعمال المختلطة وبعيدا عن اآلراء الفقهية الشرعية االسالمية سواء بتحريم الفائدة ام جوازه‪44‬ا‪،‬‬

‫‪ 24‬العطار‪ ،‬عبد الناصر توفيق‪ ،‬نظرية االجل في االلتزام (في الشريعة اإلسالمية والقوانين العربية) ‪ ،1978 ,‬مطبعة السعادة‪ ،‬ص‬
‫‪.231-230‬‬
‫‪ 25‬سعد‪ ،‬احمد محمود‪ ،‬الفوائد التأخيرية (دراسة مقارنة بالشريعة اإلسالمية)‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،1986 ,1‬ص‪.91‬‬
‫‪ 26‬قانون العقوبات‪ 4‬األردني‪ ،‬م(‪ )418/2‬نصت على‪ :‬كل من استغل ضعف شخص أو هواه وأقرضه نقودا‪ ‬أو باعه أشياء ب‪4‬أي طريق‪4‬ة‬
‫كانت‪ ،‬بشكل يزيد على الحد األقصى المقرر للفوائد الممكن االتفاق عليها قانونا يعاقب بالحبس من شهر إلى ثالث س‪44‬نوات وبغرام‪44‬ة‪ ‬ال‬
‫تقل عن (‪ )200‬دينار وال تزيد على (‪ )500‬دينار وفي حال عاد المحكوم عليه وارتكب الج‪44‬رم ذات‪4‬ه في خمس الس‪4‬نوات التالي‪44‬ة للحكم‬
‫يعاقب بالحبس مدة ال تقل عن سنة وال تزيد على ثالث سنــــوات وبغرامة ال تقل عن (‪ )500‬دينار‪ ‬وال تزيد‪ ‬على‪ )1000( ‬دينار‪.‬‬

‫‪ 27‬العتوم‪ ،‬سيف الدين سامي الفائدة القانونية في التشريع والقضاء األردني (دراسة تحليلية في ضوء القوانين األردنية والفقه‬
‫اإلسالمي)‪ ،‬ط‪ ،2019 ,1‬ص‪.202‬‬
‫‪ 28‬مرجع سابق‪ ،‬م(‪ )1448/2‬نصت على‪ :‬عند تطبيق‪ 4‬احكام هذا القانون تراعى احكام القوانين الخاصة‪ .‬‬

‫‪12‬‬
‫فإن الحكم بالفائدة القانونية تكون في التعامالت التجارية فقط في حال ك‪44‬ان الم‪44‬دين ت‪44‬اجرا دونه ‪4‬ا‪4‬‬
‫من التعامالت المدنية باستثناء الشيكات كون هذا الشرط يخرج الشيك عن طبيعته ك‪4‬أداة وف‪4‬اء‪،29‬‬
‫ول‪44‬ذلك ولع‪44‬دم الخ‪44‬وض في ام‪44‬وراً فقهي‪44‬ه ال نتيج‪44‬ة له‪44‬ا ك‪44‬ان ال ب‪44‬د من المش‪44‬رع األردني‪ 4‬النص‬
‫صراحة على جعل الفائدة على القروض التجارية تبعا لنية المق‪44‬رض وم‪44‬دى تجاري‪44‬ة الق‪44‬رض ال‬ ‫ً‬
‫ان تكون عامة على كافة التعامالت دون سند وقاعدة قانونية تستند إليها المطالبة بالفائدة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫الفائدة القانونية كتعويض وسداد قيمة الدين الفعلية‬
‫الفرع األول‪ :‬الفرق بين الفائدة كتعويض وسداد قيمة الدين الفعلية‬
‫جاء في حديث لنبي هللا محمد عليه الصالة والسالم‪( :‬م‪++‬ا روى ابن عم‪+‬ر رض‪+‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪+‬ال‪:‬‬
‫قلت‪( :‬يا رسول هللا إني أبيع اإلبل بالبقيع‪ ،‬فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم‪ ،‬وأبيع بال‪++‬دراهم وآخ‪++‬ذ‬
‫الدنانير‪ ،‬آخذ هذا من هذه‪ .‬وأعطي ه‪++‬ذه من ه‪++‬ذا؟ فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪( :‬ال‬
‫‪30‬‬
‫بأس أن تأخذها بسعر يومها ما لم تتفرقا وبينكما شيء)‬
‫ان ما ينتج عن زيادة معدل التضخم‪ 4‬الواقع على العملة النقدية هو تغير قيمة هذه العمل‪44‬ة وتص‪44‬بح‬
‫قوة العملة الشرائية اقل او اعلى مما كانت عليها س‪44‬ابقا في ح‪44‬ال نقص‪44‬ان التض‪44‬خم أي ان عالق‪44‬ة‬
‫العملة النقدية والتضخم‪ 4‬هي عالقة عكسية حيث كلما زاد التضخم‪ 4‬انخفضت قيمة العمل‪44‬ة والعكس‬
‫كذلك‪ .‬وبالتالي‪ 4‬تكون قيمة الدين عند السداد قد اختلفت عنها عن‪44‬د اإلق‪44‬راض‪ ،‬ومن خالل تعري‪44‬ف‬
‫الفائدة القانونية سواء من الناحية االقتصادية او كما عرفه بعض القانونيون يتضح لنا بأن الفائ‪44‬دة‬
‫تكون عن بدل التأخر عن سداد الدين وهو ضرر النكول او عن بدل أرباح نتيجة االنتفاع بالم‪44‬ال‬
‫المقترض‪ .‬وبالتالي ال مجال العتبار ان الفائدة القانونية هي تعويض عن نس‪44‬بة التض‪44‬خم الواقع‪44‬ة‬
‫على العملة النقدية الختالف الغاية التي تهدف اليها الفائ‪44‬دة بمعناه‪44‬ا المن‪44‬اط ب‪44‬ه من قب‪44‬ل المش‪44‬رع‬
‫األردني او حتى في االقتصاد‪ 4‬بشكل عام‪ .‬وهذا أيضا ينطبق‪ 4‬في حالة نقصان نسبة التض‪44‬خم ف‪44‬إن‬
‫قيمة الدين الفعلية قد تغيرت‪.‬‬
‫ي‪44‬رى الب‪44‬احث ان الحكم بالفائ‪44‬دة القانوني‪44‬ة كتع‪44‬ويض مف‪44‬ترض ه‪44‬و حكم ال يش‪44‬مل كاف‪44‬ة ح‪44‬االت‬
‫التعويضات كونه والحكم‪ 4‬بها ال يجبر الض‪44‬رر ال‪44‬ذي يحدث‪44‬ه التض‪44‬خم ب‪44‬ل وان ه‪44‬ذا األخ‪44‬ير ي‪44‬وثر‬
‫أيضا على قيمة الفائدة ويقلل او يزيد منها مما يلحق الضرر بالدائن او المدين في ح‪44‬ال زي‪44‬ادة او‬
‫نقصان نسبة التضخم ونكون والحالة هذه ام‪4‬ام ض‪4‬رر‪ 4‬اخ‪4‬ر ال يمكن ج‪4‬بره بالفائ‪4‬دة م‪4‬رة أخ‪4‬رى‪.‬‬
‫باإلضافة الى ان واقعة التض‪44‬خم والتح‪44‬والت‪ 4‬االقتص‪44‬ادية على العمل‪44‬ة النقدي‪44‬ة هي واقع‪44‬ة قانوني‪44‬ة‬
‫مستقلة عن الفائدة القانونية في أركانها وموضوعها‪ 4‬حتى وان كانت بين األطراف ذاتهم كونها ال‬
‫تبنى على افتراض‪ ،‬وبالتالي ان كانت قيمة الضرر‪ 4‬في قيمة المبلغ المقترض وان المبلغ انخفض‬
‫لدرجة انها انخفضت قيمته الشرائية فيجوز هنا ان تعاد تقدير قيم‪44‬ة المبل‪44‬غ بس‪44‬بب تض‪44‬خم‪ 4‬العمل‪44‬ة‬
‫بموجب دعوى جدي‪44‬دة وال يج‪44‬وز االحتج‪44‬اج بق‪44‬وة القض‪44‬ية المقض‪44‬ية كونه‪4‬ا‪ 4‬دع‪44‬وى جدي‪44‬دة وذات‬
‫موضوع‪ 4‬مختلف حتى وان اتحد األطراف‪ 314‬وذلك طالم‪4‬ا ت‪4‬وفر‪ 4‬ش‪4‬رط المص‪4‬لحة إلقام‪4‬ة ال‪4‬دعوى‬
‫أيضاً‪ .‬ومن خالل كافة المفاهيم السابقة وما استقرت عليه قرارات محمة التمييز األردنية يتض‪44‬ح‬

‫‪ 29‬قانون التجارة األردني‪ ،‬رقم ‪ 12‬لسنة ‪ ،1966‬م(‪ )235‬نصت على‪ :‬كل اشتراط فائدة في الشيك يعتبر‪ 4‬كان لم يكن‪ .‬‬
‫‪ 30‬خرجه اإلمام أحمد‪ ،)2/33( ،‬برقم (‪ ،)4883‬وأبو داود في كتاب البيوع‪ ،‬باب في اقتضاء الذهب من الورق‪ ،)2/270( ،‬برقم (‬
‫‪ ،)3355-3354‬والترمذي في كتاب البيوع‪ ،‬باب ما جاء في الصرف‪ ،)3/544( ،‬برقم (‪ ،)1242‬والنسائي في كتاب البيوع‪ 4،‬باب‬
‫أخذ الورق من الذهب‪ ،)283-7/281( ،‬برقم (‪ ،)4593‬وابن ماجه في كتاب التجارات‪ ،‬باب اقتضاء الذهب من الورق والورق من‬
‫الذهب‪ ،)2/760( ،‬برقم )‪.)2262‬‬
‫‪ 31‬السنهوري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬طبعة دار الشروق سنة ‪ ،2010‬ص‪.782‬‬

‫‪13‬‬
‫ان الفائدة القانونية ال تق‪44‬ع على قيم‪4‬ة ال‪44‬ديون ب‪44‬ل هي مس‪44‬تقلة عن قيم‪44‬ة ه‪44‬ذا االل‪4‬تزام ك‪44‬ون مح‪44‬ل‬
‫االلتزام وفي التع‪44‬امالت المالي‪44‬ة هي الم‪4‬ال ذات‪44‬ه وبالت‪4‬الي‪ 4‬يجب االخ‪4‬ذ بعين االعتب‪44‬ار قيم‪4‬ة مح‪4‬ل‬
‫االلتزام واال نكون قد خالفنا قاعدة قانونية في ذل‪44‬ك‪ .‬وق‪44‬د اس‪44‬تقرت محكم‪44‬ة التمي‪44‬يز األردني‪44‬ة ب‪44‬أن‬
‫الفائدة هي نتيجة ضرر النك‪4‬ول‪ 32‬أي انه‪4‬ا تع‪4‬ويض عن ت‪4‬أخر الم‪4‬دين عن الوف‪4‬اء او اعتب‪4‬ار ه‪4‬ذه‬
‫الفائدة هي ثمنا للفترة التي استخدم المدين ه‪44‬ذا المبل‪44‬غ من الم‪44‬ال لف‪44‬ترة معين‪44‬ة‪ ،‬وأنه‪44‬ا عب‪44‬ارة عن‬
‫وسيلة لجبر المدين على السداد وهو م‪44‬ا اتج‪44‬ه الي‪44‬ه بعض الفقه‪44‬اء اإلس‪44‬الميين ال‪44‬ذين اعت‪44‬بروا ان‬
‫الحكم بالفائ‪44‬دة التاخيري‪44‬ة على الم‪44‬دين ال‪44‬ذي يت‪44‬أخر عن الوف‪44‬اء بالتزام‪44‬ه ن‪44‬وع من أن‪44‬واع الج‪44‬بر‬
‫باالس‪4‬تناد‪ 4‬الى قاع‪4‬دة وج‪4‬وب الوف‪4‬اء ب‪4‬العقود‪ .33‬ومن ج‪4‬انب اخ‪4‬ر وبتط‪4‬بيق‪ 4‬القواع‪4‬د القانوني‪4‬ة في‬
‫محلها يجب االخذ أيضا بركن الرض‪44‬ى عن‪44‬د س‪44‬داد ال‪44‬دين حيث ونتيج‪44‬ة لت‪44‬أخر الم‪44‬دين عن س‪44‬داد‬
‫الدين في ميعاده يؤدي‪ 4‬ذلك الى صدور ايجاب وقبول جديد قد ال يطابق‪ 4‬ما سبقه عند التعاقد‪ 4‬كون‬
‫قيمة الدين عند الحكم فيها او عند تأخر المدين في سداده قد اختلفت نتيجة التضخم وبالتالي‪ 4‬نكون‬
‫امام ايجاب وقبول جديد يترتب عليه ايجاب المدين بس‪44‬داد ال‪44‬دين بمثل‪44‬ه وقب‪44‬ول ال‪44‬دائن بقيم‪44‬ة ه‪44‬ذا‬
‫الدين بقيمته ال بمثله فيكون القبول في حالة زيادة نسبة التضخم من الدائن والم‪44‬دين عن‪44‬د نقص‪44‬ان‬
‫نسبة التضخم وبالتالي يحق ألي منهما االحتجاج بحقه بس‪44‬داد ال‪4‬دين بقيمت‪44‬ه لع‪44‬دم الح‪4‬اق الض‪4‬رر‪4‬‬
‫بأي من مراك‪44‬زهم المالي‪44‬ة وه‪44‬و م‪44‬ا ع‪44‬بر عن‪44‬ه المش‪44‬رع األردني‪ 4‬بم‪44‬وجب نص الم‪44‬ادة ( ‪ )78‬من‬
‫القانون المدني التي نصت على ‪(:‬العقد هو ارتباط‪ 4‬االيج‪44‬اب الص‪44‬ادر من اح‪44‬د المتعاق‪44‬دين بقب‪44‬ول‬
‫االخر وتوافقهما على وجه يثبت اثره في المعقود عليه ويترتب عليه التزام كل منهم‪44‬ا بم‪44‬ا وجب‬
‫عليه لألخ‪4‬ر)‪ .34‬وان الحكم بالفائ‪4‬دة القانوني‪4‬ة ال‪4‬تي يط‪4‬الب به‪4‬ا ال‪4‬دائن دون اثب‪4‬ات الض‪4‬رر‪ 4‬كونه‪4‬ا‬
‫مفترضة بحكم القانون ال تتعلق بسداد قيم‪4‬ة ال‪4‬دين بقيمت‪4‬ه الفعلي‪4‬ة ك‪4‬ون لك‪4‬ل من الفائ‪4‬دة القانوني‪4‬ة‬
‫والحكم بنسبة التضخم أساسها القانوني المختلف عن االخر‪ .‬ومن جهة أخرى ف‪44‬إن الحكم بالفائ‪44‬دة‬
‫التاخيرية وما استقرت عليه أصول القانون باعتبارها عن بدل ضرر النكول وما جاء ب‪44‬ه اجته‪44‬اد‬
‫بن بيه ان المماطل يعاقب بذمه او جلده او حبسه مع عدم جواز إيقاع العقوبة المالية على المدين‬
‫لمخافة ان ذلك االمر قد يوقعن‪4‬ا في مغب‪4‬ة الربا‪ .35‬وبالت‪4‬الي‪ 4‬ف‪4‬إن ت‪4‬رجيح رأي فقهي إس‪4‬المي على‬
‫االخر الختالفهم عن مدى جواز الحكم بالفوائد التاخيرية هي مسألة فقهاء الش‪44‬رع الح‪44‬نيف ولكن‬
‫ومن خالل اآلراء السابقة يتضح ان الفائدة القانونية والحكم بها ال تتعلق بأصل المبل‪44‬غ وان الحكم‬
‫بها ال يؤثر‪ 4‬على قيمة الدين الفعلية بل وعلى العكس من ذلك وان الحكم بنس‪44‬بة التض‪44‬خم‪ 4‬ألي من‬
‫أطراف عالقة القرض او الدائن والمدين هي ما تتعلق بحقوق كل منهم المالية ومرتبطة بموجب‬
‫الواقع والقانون بأصل الدين وذلك بتطبيق قواعد القانون على كل واقعة على حدا‪.‬‬
‫ومن حيث المبدأ‪ ،‬إن ما يميز المطالبة بالفائدة القانونية عن س‪44‬داد ال‪44‬دين بقيمت‪44‬ه الفعلي‪44‬ة وه‪44‬و ان‬
‫الفائدة يجب ان تتض‪44‬من ض‪44‬من طلب‪44‬ات ووكال‪44‬ة الخص‪44‬وم الخاص‪44‬ة ب‪44‬ذلك‪ ،‬حيث ال يحكم بالفائ‪44‬دة‬
‫القانونية اال إذا طلب المدعي ذل‪44‬ك او بن‪44‬اء على طلب موكل‪44‬ه بالفائ‪44‬دة ويجب ان تتض‪44‬من الوكال‪44‬ة‬
‫المعط‪44‬اة من ال‪44‬دائن النص الص‪44‬ريح على المطالب‪44‬ة بالفوائ‪44‬د القانونية‪ ،36‬وه‪44‬و م‪44‬ا ج‪44‬اء في ق‪44‬رار‪4‬‬
‫لمحكمة التمييز األردنية الذي ج‪4‬اء في‪44‬ه‪...( :‬اذا لم تش‪4‬مل وكال‪4‬ة المح‪44‬امي على المطالب‪4‬ة بالفائ‪4‬دة‬
‫القانونية وال تخوله المطالبة بها فإن ذلك يجعل الحكم له بالفائدة القانونية مخالف‪44‬ا للق‪44‬انون)‪ .37‬وال‬

‫‪ 32‬تمييز‪ 4‬حقوق رقم (‪ ،)780/1985‬منشورات موقع قرارك‪.‬‬


‫‪ 33‬مرجع سابق‪ ،‬الفائدة القانونية في التشريع والقضاء األردني (دراسة تحليلية في ضوء القوانين األردنية والفقه اإلسالمي)‪ ،‬المكتبة‬
‫الوطنية‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.215‬‬
‫‪ 34‬مرجع سابق‪ ،‬م(‪.)78‬‬
‫‪ 35‬بن بيه‪ :‬توضيح أوجه اختالف االقوال في مسائل من معامالت‪ 4‬األموال‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار ابن الحزام‪ ،1998 ,‬ص‪136-135‬‬
‫‪ 36‬الحالحشة ‪ ،‬عبد الرحمن احمد‪ ،‬الوجيز في شرح القانون المدني األردني‪ ،‬اثار الحقوق الشخصية (احكام التزام)‪ ،‬دار وائل‪2006 ,‬‬
‫ص ‪.131‬‬
‫‪ 37‬تمييز‪ 4‬حقوق رقم (‪ ،)806/2004‬منشورات قرارك‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫يجوز لمحكمة الموض‪44‬وع الحكم فيه‪44‬ا من تلق‪44‬اء نفس‪44‬ها حيث ال يج‪44‬وز لمحكم‪44‬ة الموض‪44‬وع‪ 4‬الحكم‬
‫بأكثر مما طلبه الخصوم‪ 4‬واال تك‪4‬ون حال‪4‬ة من ح‪4‬االت إع‪4‬ادة المحاكمة‪ .38‬وه‪4‬ذا على عكس س‪4‬داد‬
‫قيمة الدين الفعلية التي ال حاجة للمطالبة بها ضمن وكالة الخصوم‪ 4‬حيث وان التضخم وأثره على‬
‫قيمة الديون الفعلية فهي من النظام العام لما لها من اثار اقتصادية تقع على أموال طائلة قد ت‪44‬ؤثر‬
‫على االقتصاد المحلي بشك ًل عام وعلى المراك‪44‬ز القانوني‪44‬ة للتج‪44‬ار بش‪44‬ك ًل خ‪44‬اص‪ ،‬حيث يجب ان‬
‫تحكم به المحكمة من تلقاء نفسها سواء ورد ضمن طلبات الخصوم‪ 4‬بم‪44‬وجب الوكال‪44‬ة الخاص‪44‬ة ام‬
‫ال‪ .‬او إذا تم االتفاق على ذلك بين أطراف‪ 4‬العالق‪4‬ة التعاقدي‪44‬ة‪ ،‬حيث ولم ي‪44‬رد في الق‪4‬انون األردني‬
‫نص يبطل أي اتف‪44‬اق ض‪44‬من بن‪44‬ود العق‪44‬د على احتس‪4‬اب نس‪44‬بة التض‪4‬خم عن‪4‬د س‪4‬داد قيم‪4‬ة ال‪4‬دين او‬
‫القرض بل وان العقد ه‪44‬و ش‪44‬ريعة المتعاق‪44‬دين وعلى محكم‪44‬ة الموض‪44‬وع‪ 4‬ان تحكم بم‪44‬ا تم االتف‪44‬اق‬
‫عليه واال يكون قرارها مستوجبا‪ 4‬الفسخ وهو ما استقرت عليه محكمة التمييز األردني‪44‬ة في ق‪44‬رار‬
‫لها رقم (‪ )8841/2022‬الذي جاء فيه‪...( :‬فإن‪ ‬العقد‪ ‬شريعة‪ ‬المتعاقدين‪ ‬ودستور‪ 4‬العالقة‬
‫بينهما)‪.39‬‬
‫وعليه حيث ان االخذ بالفائ‪44‬دة كتع‪44‬ويض عن نس‪44‬بة التض‪44‬خم في العمل‪44‬ة النقدي‪44‬ة نخ‪44‬رج ب‪44‬ذلك عن‬
‫المجرى القانوني للفائدة كتعويض عن التأخر في السداد وان الحكم فيها ال يؤثر‪ 4‬على قيمة ال‪44‬دين‬
‫الفعلية بل هي مطالبة مستقلة عن قيمة الدين‪ ،‬وان عدم المطالبة فيها ال يؤثر على س‪44‬ير ال‪44‬دعوى‬
‫او على االلتزام ومن جهة أخرى وان عدم الحكم بس‪44‬داد قيم‪44‬ة ال‪44‬دين بع‪44‬د حس‪44‬اب نس‪44‬بة التض‪44‬خم‬
‫الواقعة عليه وقت السداد ال وقت الحكم فيه يكون قد الحق ذل‪4‬ك ض‪4‬رراً‪ 4‬ب‪4‬أي من ال‪4‬دائن والم‪4‬دين‬
‫في حال زادت او نقصت نس‪44‬بة التض‪44‬خم وبالت‪44‬الي‪ 4‬لم‪44‬ا م‪44‬ا للتض‪44‬خم من اث‪44‬ار يبنيه‪44‬ا التض‪44‬خم من‬
‫اضرار تلحق الوضع االقتصادي‪ 4‬للمدين والدائن والذي يمتد أيضا الى الوضع االقتصادي‪ 4‬لكث‪44‬ير‬
‫من الشركات الكبرى المحلية والعالمية منه‪44‬ا ل‪44‬ذا ف‪44‬إن التض‪44‬خم والحكم فيه‪44‬ا يك‪44‬ون ض‪44‬من نط‪44‬اق‬
‫النظام العالم الذي يجب على محكمة الموضوع‪ 4‬الحكم فيه من تلقاء نفسها وحساب نسبة التض‪44‬خم‬
‫الواقعة على الدين من تلقاء نفسها أيض‪4‬ا ً دون الحاج‪44‬ة الن تك‪44‬ون واردة ض‪44‬من طلب‪44‬ات الخص‪44‬وم‪4‬‬
‫كما هو الحال في حساب والحكم في الفائدة القانونية‪ .‬ومن جهة أخرى فإن يد المدين والحالة هذه‬
‫عند استقراضه لمبلغ معين من المال هي يد ضمان على قيمة هذه النقود كونه ملزم بإعادتها‪.‬‬
‫يرى الباحث ان المشرع األردني‪ 4‬قد وقع في لبس عند تطبيقه للفائدة القانونية ولم يصل الى حالة‬
‫تميز بين المطالبات المدنية والتجارية االمر الذي أدى الى اصدار‪ 4‬ق‪44‬رارات ص‪44‬ادرة عن محكم‪44‬ة‬
‫التمييز االردني‪44‬ة ت‪44‬ارة تعت‪44‬بر الفائ‪44‬دة ض‪44‬من ق‪44‬انون أص‪44‬ول المحاكم‪44‬ات المدني‪44‬ة هي على ال‪44‬ديون‬
‫المدنية وتارة يتم تطبيق‪ 4‬ضمن قانون التج‪44‬ارة األردني‪ 4‬دون االخ‪4‬ذ بعين االعتب‪4‬ار ص‪4‬فة العمي‪44‬ل‪،‬‬
‫وعليه فإن الب‪44‬احث ي‪44‬رى وبم‪44‬وجب نص الم‪44‬ادة (‪ )640‬من الق‪44‬انون الم‪44‬دني ان‪44‬ه ال مج‪44‬ال للحكم‬
‫والمطالب‪44‬ة بالفائ‪44‬دة القانوني‪44‬ة في ظ‪44‬ل ال‪44‬ديون والتع‪44‬امالت‪ 4‬المدني‪44‬ة كك‪44‬ل مهم‪44‬ا ك‪44‬ان نوعه‪44‬ا او‬
‫موضوعها‪ .‬هذا من جهة ومن جه‪4‬ة اخ‪4‬رى حيث وان المش‪4‬رع األردني وبم‪4‬وجب نص الم‪4‬ادة (‬
‫‪ )167/4‬من قانون أصول المحاكمات المدنية اشترط عدم الحكم بالفائدة بما يزي‪44‬د عم‪44‬ا نس‪44‬بته (‬
‫‪ )%9‬بموجب نظام المرابحة العثماني‪ ،‬إال وأننا نجد التناقض في نطاق ه‪44‬ذه الم‪44‬ادة حيث إذا م‪44‬ا‬
‫نظرنا الى ما جاء ضمن قانون البنك المركزي ونص الم‪4‬ادة (‪/43‬أ‪/‬هـ)‪ 40‬ال‪4‬تي نص‪4‬ت ك‪4‬ل فق‪4‬رة‬
‫منها على‪:‬‬

‫‪ 38‬مرجع سابق‪ ،‬م(‪ ،)213/5‬نصت على‪ :‬إذا قضى الحكم بشيء لم يطلبه الخصوم او بأكثر مما طلبوه‪.‬‬
‫‪ 39‬تمييز‪ 4‬حقوق رقم (‪ ،)8841/2022‬منشورات قرارك‪.‬‬
‫‪ 40‬قانون البنك المركزي‪ ،‬رقم ‪ 23‬لسنة ‪ ،1971‬الفقرة (أ‪/‬هـ) من المادة (‪.)43‬‬

‫‪15‬‬
‫أ‪" -‬الح‪44‬د االدنى واالعلى لمع‪44‬دالت الفوائ‪44‬د ال‪44‬تي تتقاض‪44‬اها البن‪44‬وك ومؤسس‪44‬ات‪ 4‬االق‪44‬راض‬
‫المتخصصة على تسهيالتها االئتمانية التي تمنحها للعمالء وذلك دون التقي‪44‬د بأحك‪44‬ام اي‬
‫تشريع او نظام آخر بالفوائد او المرابحة‪".‬‬
‫هـ ‪"-‬إذا لم يحدد البنك المركزي‪ 4‬معدالت الفوائد والعم‪44‬والت على الوج‪44‬ه المنص‪44‬وص علي‪44‬ه‬
‫في الفق‪44‬رات أ‪ ،‬ب‪ ،‬جـ‪ ،‬من ه‪44‬ذه الم‪44‬ادة او الغي اي ام‪44‬ر ك‪44‬ان ق‪44‬د اص‪44‬دره ب‪44‬ذلك‪ ،‬فللبن‪44‬وك‬
‫والشركات‪ 4‬المالية ان تتقاض‪44‬ى من عمالئه‪44‬ا الفوائ‪44‬د والعم‪44‬والت وان ت‪44‬دفع الفوائ‪44‬د لعمالئه‪44‬ا‬
‫دون التقي‪44‬د بالح‪44‬دود ال‪44‬تي ينص عليه‪44‬ا اي ق‪44‬انون او نظ‪44‬ام للمرابح‪44‬ة او الفوائ‪44‬د وذل‪44‬ك وفق‪4‬ا ً‬
‫للتعليمات التنظيمية التي يصدرها البنك المركزي‪.‬‬
‫وعليه فإن الفائدة القانونية والمطالبة بها محصورة ض‪44‬من التع‪44‬امالت التجاري‪44‬ة بم‪44‬وجب الق‪44‬انون‬
‫المدني فقد جعل الفائدة دون سقف يحددها بل وجعل تحديد نسبتها حص‪44‬را للبن‪44‬وك إذا م‪44‬ا أص‪44‬در‬
‫قرار بذلك من البنك المركزي وعلى ما يتم االتفاق عليه بين أطراف عقد الق‪44‬رض‪ .‬وعن‪44‬د الق‪44‬ول‬
‫بأن نص المادة (‪ )43‬سالف الذكر اس‪4‬تثنى‪ 4‬البن‪44‬وك فق‪4‬ط عن غيره‪4‬ا من التع‪44‬امالت فيجب الق‪4‬ول‬
‫أيضا بأن المشرع منع الحكم بالفائ‪44‬دة في ظ‪44‬ل ال‪44‬ديون المدني‪44‬ة‪ .‬ه‪44‬ذا وعلى ال‪44‬رغم من ان والحكم‬
‫بالفائدة حصرا للبنوك المصرفية بصورة اتفاقي‪44‬ة بين أط‪44‬راف عق‪44‬د الق‪44‬رض ال ي‪44‬ؤثر على أص‪44‬ل‬
‫الدين وال يحقق غاي‪4‬ة إزال‪4‬ة الض‪4‬رر ال‪4‬ذي يلح‪4‬ق ب‪4‬أي من اطراف‪4‬ه ب‪4‬ل وتبقى الحق‪4‬وق في دائ‪4‬رة‬
‫الضرر بصورة غير مباشرة إذا ما نظرنا‪ 4‬الى تحقيق مبدأ العدال‪44‬ة واالنص‪44‬اف‪ .‬ويمكن الق‪44‬ول في‬
‫موضعا ً اخر ان حساب نسبة التضخم ال تقتصر فق‪44‬ط على ال‪44‬ديون التجاري‪44‬ة كم‪44‬ا هي الفائ‪44‬دة ب‪44‬ل‬
‫تمتد أيضا ً الى كافة المطالبات المدنية أيضا ً كونه‪4‬ا‪ 4‬من النظ‪4‬ام الع‪4‬ام كم‪4‬ا ذكرن‪4‬ا س‪4‬ابقا دون ذك‪4‬ر‬
‫األسباب منعا ً للتكرار‪.‬‬
‫وعلى الرغم من ان ه‪4‬ذه الفائ‪44‬دة تعويض‪44‬ية ك‪4‬انت ام تأخيري‪4‬ة تحت ظ‪4‬ل ق‪4‬انون التج‪4‬ارة األردني‬
‫دونه من القوانين الخاصة األخرى اال انها ال تتعلق أيض‪44‬ا بأص‪44‬ل ال‪44‬دين المط‪44‬الب ب‪44‬ه وال تحق‪44‬ق‬
‫الغاي‪44‬ة المرج‪44‬وة من المطالب‪44‬ة بس‪44‬داد ال‪44‬دين وانم‪44‬ا هي مطالب‪44‬ة منفص‪44‬لة له‪44‬ا ش‪44‬روطها‪ 4‬واحكامه‪44‬ا‬
‫الخاص‪44‬ة وان الغاي‪44‬ة منه‪44‬ا س‪44‬واء في الزي‪44‬ادة او النقص‪44‬ان من نس‪44‬بتها‪ 4‬ته‪44‬دف الى المحافظ‪44‬ة على‬
‫العمل‪44‬ة النقدي‪44‬ة من التع‪44‬ويم‪ ،‬ب‪44‬ل وك‪44‬ان على المش‪44‬رع األردني ولع‪44‬دم‪ 4‬الخل‪44‬ط بين ال‪44‬ديون المدني‪44‬ة‬
‫والتجارية من جهة وعلى نطاق تطبيق الفائدة القانونية على المطالبات المالية من جهة اخرى ان‬
‫يواكب التطورات‪ 4‬والمجريات االقتصادية والحكم بسداد قيمة الدين الفعلية من خالل حساب نسبة‬
‫التضخم الواقعة على قيم‪44‬ة ال‪44‬دين وقت الحكم بس‪4‬داد قيمت‪44‬ه بت‪44‬اريخ واقع‪44‬ة المديوني‪44‬ة‪ .‬كون‪4‬ه وم‪44‬ع‬
‫هبوط القوة الشرائية للنقود ال تتحقق المماثلة لنقص ماليتها بذلك حيث وب‪44‬الرخص‪ 4‬تتع‪44‬ذر‪ 4‬المثلي‪44‬ة‬
‫الكاملة فتجب القيمة لما فيه من الضرر على الدائن بنقص القيمة‪ 41‬ونعود‪ 4‬من هنا الى ان التماث‪44‬ل‬
‫الحقيقي ال يتحقق بمجرد الشكل والصورة وإنما بالواقع‪ 4‬والجوهر وان جوهر الديون وهذه الحالة‬
‫هي قيمة هذا الدين وليس مثله‪.‬‬
‫نصت المادة (‪ )162‬من القانون المدني على‪( :‬إذا كان محل التصرف او مقابله نقودا ل‪44‬زم بي‪44‬ان‬
‫قدر عددها المذكور‪ 4‬في التصرف‪ 4‬دون ان يك‪44‬ون الرتف‪44‬اع قيم‪44‬ة ه‪44‬ذه النق‪44‬ود او النخفاض‪44‬ها‪ 4‬وقت‬
‫الوفاء اي إثر)‪ 42‬وباستقراء‪ 4‬هذا النص نجد انه قد اعتبر ان النقود من المثلي‪4‬ة دون االخ‪4‬ذ بقيمته‪4‬ا‬
‫الجوهرية كون النقود هي من القيمي‪44‬ات ال‪44‬تي وق‪44‬د ج‪44‬اءت ه‪44‬ذه الم‪44‬ادة مناقض‪44‬ه ل‪44‬ذاتها من حيث‬
‫الواقع وأصل الحق واالنقاص منه وأيضا‪ 4‬ما جاء في نص المادة (‪ 43)56‬من ذات الق‪4‬انون وال‪4‬تي‬
‫أكدت على ان القيمية هي ما ال يكون تقديرها بالعدد او الوزن او المقاس والتي نصت على‪:‬‬
‫‪ 41‬مصطفى الزرقا‪ ،‬شرح القواعد الفقهية‪ ،‬ط‪ ،2‬دون دار نشر‪ ،1989،‬ص(‪.)174‬‬
‫‪ 42‬مرجع سابق‪ ,‬م(‪.)162‬‬
‫‪ 43‬مرجع سابق‪ ،‬م(‪.)56‬‬

‫‪16‬‬
‫االشياء‪ ‬المثلية‪ ‬هي ما تماثلت آحادها او اجزاؤها‪ 4‬او تقاربت بحيث يمكن ان يقوم بعضها‬ ‫‪-1‬‬
‫مقام بعض عرفا ً بال فرق يعتد به وتقدر في التعامل بالعدد او القياس او الكيل او الوزن‪.‬‬
‫والقيمية ما تتفاوت افرادها‪ 4‬في الصفات او القيمة تفاوتا ً يعتد به او يندر وجود افراده في‬ ‫‪-2‬‬
‫التداول‪.‬‬
‫ذكرنا سابقا ان نقصان القيمة ال تتحقق معه المماثلة اال اذا كان الضرر في نقص قيمة الدين ه‪44‬و‬
‫ضرر يسير ال ضرر فاحش وبالتالي ال يمكن اعتبار ان النقود من المثلية كونه ومن المعتبر في‬
‫المثليات ان تتحد اجزاؤها‪ 4‬بال ف‪4‬رق يعت‪4‬د ب‪4‬ه‪ ،‬وإذا م‪4‬ا نظرن‪4‬ا الى قيم‪4‬ة ال‪4‬دين بع‪4‬د حس‪4‬اب نس‪4‬بة‬
‫التضخم الواقعة على العملة النقدية نجد ان أجزاء مبلغ الدين ال يمكن اتحادها او اعتبارها مماثلة‬
‫لذات قيمة الدين وقت الوفاء لوجود الفرق في القيمة بين كل من الفترتين‪ ،‬وإذا أردنا الحكم عليها‬
‫بالمثلية فإنها ال تتحقق بالشكل والصورة ب‪44‬ل ك‪44‬ان من ب‪44‬اب أولى االخ‪44‬ذ بجوهره‪4‬ا‪ 4‬وقياس‪44‬ها‪ 4‬على‬
‫الواقع‪ .‬يمكن القول ولعدم اضراب اآلراء حول ما إذا كانت النقود قيمية ام مثلية ولع‪44‬دم الخ‪4‬وض‬
‫في هذا الباب والخروج عن مقاصد البحث ان نقول بأن النقود في حال نقصان قيمته ‪4‬ا‪ 4‬تك‪44‬ون في‬
‫نقطة تحول من مثلية الى قيمية والغاية من هذا التحول هو ان تتساوى‪ 4‬الحق‪44‬وق المالي‪44‬ة ألط‪44‬راف‬
‫العالقة التعاقدية وتطبيق‪ 4‬قاعدة ان التماثل ال يتحق‪44‬ق بالش‪44‬كل والص‪44‬ورة وإنم‪44‬ا ب‪44‬الواقع والج‪44‬وهر‪4‬‬
‫ليصار الى حساب نسبة التضخم الواقعة على قيمة الدين والحكم‪ 4‬بس‪44‬داد قيم‪44‬ة ال‪44‬دين الفعلي‪44‬ة وقت‬
‫السداد ال وقت الحكم فيه وذل‪44‬ك الس‪44‬تيفاء ك‪44‬ل ذي ح‪44‬ق حق‪44‬ه وذل‪44‬ك انص‪44‬افاً‪ 4‬وع‪44‬دالتا ً بين أط‪44‬راف‪4‬‬
‫العالقة التعاقدية‪ .‬وبالتالي ال مجال لتطبيق قاعدة أن يقدر عدد النقود في التعامالت المالية او في‬
‫تص‪44‬رف‪ 4‬محل‪44‬ه نق‪44‬وداً كون‪44‬ه خروج‪4‬ا‪ 4‬عن القيم‪44‬ة المادي‪44‬ة للنق‪44‬ود وانك‪44‬اراً ألث‪44‬ر قيمته‪44‬ا في النقص‬
‫والزيادة بين االفراد الطبيعيين او المعنويين‪ ,‬وبالتالي فإن‪44‬ه وإن ك‪44‬انت ه‪44‬ذه القاع‪44‬دة ص‪44‬حيحة في‬
‫تطبيقها وإرسائها‪ 4‬على التعامالت المالية وقت نشوئها إال انها وفي‪ 4‬الوقت الحالي لم تكن لت‪44‬واكب‬
‫التط‪44‬ورات االقتص‪44‬ادية ال‪44‬تي ط‪44‬رأت على الحي‪44‬اة االجتماعي‪44‬ة االقتص‪44‬ادية والتع‪44‬اريف والمف‪44‬اهيم‬
‫الجديدة ومبدأ التضخم للعملة النقدية‪ ,‬وبالتالي فإن االستمرار‪ 4‬في تطبيقها دون األخذ بمعيار قيم‪44‬ة‬
‫العملة النقدية على اعتبار ان نسبة هذا التضخم وحس‪44‬ابه يق‪44‬ع في دائ‪44‬رة النظ‪44‬ام الع‪44‬ام لم‪44‬ا ل‪44‬ه من‬
‫سلبيات واثار‪ 4‬قد تغفل هذه القاعدة والواردة ضمن الم‪44‬ادة (‪ )162‬من الق‪44‬انون الم‪44‬دني عن إع‪44‬ادة‬
‫الحال لما كان عليه والحفاظ على قيمة العملة النقدية في التعامالت المالية من الض‪4‬ياع باإلض‪4‬افة‬
‫الى حماية الحقوق المالية لكل ف‪44‬رد على ح‪44‬دا وحماي‪44‬ة للعمل‪44‬ة المحلي‪44‬ة من فق‪44‬دان فيمته‪44‬ا الحقيق‪44‬ة‬
‫للتداول‪ .‬وهذا باإلض‪44‬افة الى إن م‪44‬ا ج‪44‬اءت ب‪44‬ه نص الم‪44‬ادة (‪ )644‬من الق‪44‬انون الم‪44‬دني األردني‪4‬‬
‫حول كيفية سداد الديون وفرضها في الفقرة (‪ )1‬منها على سداد القرض بمثله مقداراً يوم القبض‬
‫والتي نصت على‪( :‬يل‪44‬تزم المق‪44‬ترض ب‪44‬رد مث‪44‬ل م‪44‬ا قبض مق‪44‬دارا ونوع‪44‬ا وص‪44‬فة عن‪44‬د انته‪44‬اء م‪44‬دة‬
‫القرض وال عبرة لما يطرا على قيمت‪4‬ه من تغي‪4‬ير وذل‪4‬ك في الزم‪4‬ان والمك‪4‬ان المتف‪4‬ق عليهم‪4‬ا)‪،44‬‬
‫قيمة ال يجوز إال بذات العمل‪4‬ة ال‪44‬تي‬ ‫حيث وأن هذه الفقرة قد حصرت بأن سداد القرض مقداراً ال ً‬
‫تم قبضها‪ 4‬وقت القرض وذلك أيضا ً ما ينطبق على ال‪44‬ديون‪ .‬وإذا م‪44‬ا نظرن‪44‬ا الى ه‪44‬ذه الفق‪44‬رة نج‪44‬د‬
‫بأنها قد تكون صحيحة نظريا ً إال أنه‪44‬ا ليس‪44‬ت عملي‪44‬ة وفي وقتن‪44‬ا الح‪44‬الي ض‪44‬من نط‪44‬اق التح‪44‬والت‬
‫االقتصادية التي جاءت وغيرت مفاهيما ً عدا في علم االقتصاد وال‪44‬تي ت‪44‬وجب علين‪44‬ا مواكب‪44‬ة ه‪44‬ذه‬
‫التحوالت للمحافظة على المراكز المالي‪44‬ة ألف‪44‬راد‪ 4‬المجتم‪44‬ع كك‪44‬ل وأيض‪4‬ا ً للمحافظ‪44‬ة على الوض‪44‬ع‬
‫االقتصادية للدولة ولعملتها‪ 4‬المحلية‪ .‬أن تطبيق هذه المادة في ظل مع‪44‬دالت تض‪44‬خم غ‪44‬ير مس‪44‬تقرة‬
‫يوجبنا لفت النظر عن رد مثل ما تم قبضه مقداراً ونوعا ً وصفة بل وأن مقدار م‪44‬ا يجب رده ه‪44‬و‬
‫قيمة القرض أو الدين ال مثله‪ ،‬وأنه ال عبرة لنوع أو صفة ما يتم رده في الديون وذلك طالم‪44‬ا أن‬
‫الدين أو القرض قد استحق قيمته سواء بذات العملة أم بعملة أخرى كون العبرة هي سداده بقيمته‬
‫‪ 44‬مرجع سابق‪ ،‬م(‪.)644/1‬‬

‫‪17‬‬
‫يوم القبض ال بمثله يوم السداد‪ .‬ومن جانب اخر نجد بان المشرع األردني وبم‪44‬وجب‪ 4‬الفق‪44‬رة (‪)2‬‬
‫من ذات المادة‪ 45‬قد وقع في تناقض واضح بين القيمة والمثل معلل ذل‪4‬ك بتع‪4‬ذر س‪4‬داده بمثل‪4‬ه‪ ،‬إال‬
‫أن تعذر السداد بالمثل هو متحقق فعالً وذلك أن المراد بسداد القرض أو ال‪4‬دين بمثل‪4‬ه ه‪4‬و لتحق‪4‬ق‬
‫التماثل إال ان التماثل ال يتحقق إال بالواقع والجوهر‪ 4‬وذلك عند الحكم بسداد قيمة القرض أو الدين‬
‫بقيمته وقت القبض وبالتالي كان من باب أولى اعتب‪44‬ار أن تع‪44‬ذر الس‪44‬داد بالمث‪44‬ل مف‪44‬ترض والحكم‬
‫بسداد القيمة‪.‬‬
‫ومن هنا وإلمكانية تطبيق ان التماثل الحقيقي ال يتحق‪44‬ق بمج‪44‬رد الش‪44‬كل والص‪44‬ورة وإنم‪44‬ا ب‪44‬الواقع‬
‫والجوهر كان ال بد من إيجاد قاعدة معيارية لبيان فيما إذا كانت قيمة هذا الدين والحكم في سداده‬
‫ونوعه يمكن حساب نسبة التضخم‪ 4‬عليه ام ال ليصار الى الحكم بسداد قيمته الفعلية ال المماثلة ل‪44‬ه‬
‫وهل يمكن حساب هذا التض‪44‬خم على كاف‪44‬ة االلتزام‪44‬ات المالي‪44‬ة ام ال وه‪44‬ذا يمكن بيان‪44‬ه في الف‪44‬رع‬
‫الثاني من هذا المطلب‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الخصائص الواجب توافرها في قيمة الدين لتطبيق نسبة التضخم‬
‫مما ال شك فيه ان التضخم في حال الزيادة او النقصان مرتبط‪ 4‬ارتباط‪ 4‬وثيق في قيمة النقود بشك ًل‬
‫عام وقيمة الديون الفعلية بشك ًل خاص‪ .‬اال ان المطالب‪44‬ة بحس‪44‬اب قيم‪44‬ة ه‪44‬ذا التض‪44‬خم الواق‪44‬ع على‬
‫العملة لسداد الدين بقيمته الفعلية ال بد ان يكون ضمن ضوابط‪ 4‬ليتسنى‪ 4‬لمحكمة الموض‪44‬وع النظ‪44‬ر‬
‫فيما إذا كان يستحق ال‪4‬دائن ام الم‪4‬دين االحتج‪4‬اج به‪4‬ذه المطالب‪4‬ة ام ال وذل‪4‬ك‪ .‬وعلي‪4‬ه ف‪4‬إن ش‪4‬روط‪4‬‬
‫مطالبة الدائن المدين بسداد قيمة الدين وأن يكون الدين مستحق‪ 4‬األداء وان يكون مشروعاً‪ ،‬ولكن‬
‫إضافة لهذه الشروط‪ 4‬وللمطالبة بحس‪4‬اب نس‪4‬بة التض‪44‬خم ف‪4‬إن الش‪4‬روط‪ 4‬ال‪4‬واجب توافره‪4‬ا‪ 4‬في ح‪44‬ال‬ ‫ً‬
‫حساب نسبة التضخم والحكم‪ 4‬بسداد قيمة الدين الفعلية هي‪:‬‬
‫أن تكون نسبة التضخم قد تجاوزت الثلث من قيمة الدين األصلي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أسلفنا انفا بأن المدين وعند استقراضه للمال تكون يده يد ضمان على هذا المال وان أي ما يطرأ‬
‫على المال من نقص يجب الزي‪44‬ادة في‪44‬ه نتيج‪44‬ة نقص‪44‬انه من التض‪44‬خم وان ه‪44‬ذه الزي‪44‬ادة هي مقاب‪44‬ل‬
‫النقص وبالت‪4‬الي ف‪4‬إن أي م‪4‬ا يلح‪4‬ق ض‪4‬رر به‪4‬ذا الم‪4‬ال وجب ض‪4‬مان الض‪4‬رر‪ 464‬ك‪4‬ون وامتن‪4‬اع او‬
‫مماطلة المدين عن السداد وبقاء المال عند المدين قد أضاع على الدائن فرص‪44‬ة اس‪44‬تثماره وتنمي‪44‬ة‬
‫ماله‪.‬‬
‫نجد انه وعند الحكم برد الديون بمثلها فيه من الغبن والضرر للدائن او المدين في حال زي‪44‬ادة او‬
‫نقصان نسبة التضخم ولذلك فإن الحكم برد القيمة بدال من المث‪44‬ل عن‪44‬د وج‪44‬ود‪ 4‬ال‪44‬رخص او الغالء‬
‫في قيم‪44‬ة ال‪44‬دين ه‪44‬و ال‪44‬ذي يتحق‪44‬ق مع‪44‬ه التماثل‪ .47‬وأن‪44‬ه إذا ك‪44‬ان التض‪44‬خم النق‪44‬دي مفرط‪44‬ا ويلح‪44‬ق‬
‫الضرر الكثير على الدائن وجب هنا الحكم برد القيمة‪.‬‬
‫ومن باب ضمان النقص في الديون والتعويض عنها نتيجة مماطلة المدين في السداد او في ح‪44‬ال‬
‫نكوله عن السداد واالمر الذ أدى الى الضرر الف‪44‬احش بال‪44‬دائن بالت‪44‬الي يجب حس‪44‬اب قيم‪44‬ة الف‪44‬رق‬
‫بين قيمة الدين الفعلي‪44‬ة عن‪44‬د الس‪44‬داد وذل‪44‬ك على حس‪44‬اب نس‪44‬بة التض‪44‬خم وقيم‪44‬ة ال‪44‬دين وقت واقع‪44‬ة‬
‫المديونية ال وقت الحكم فيه وهذا من خالل الرب‪44‬ط القياس‪44‬ي لل‪44‬دين بمؤش‪4‬ر‪ 4‬منض‪44‬بط وه‪44‬ذا الرب‪44‬ط‬
‫يكون بحساب قيمة العملة بتاريخ واقعة الدين وحسابها وقت االستحقاق ويكون الفرق بينهم‪44‬ا ه‪44‬و‬
‫الواجب السداد‪ .‬ولكن ولعدم ترك األمر على مص‪44‬راعيه الب‪44‬د من معي‪44‬ار يحكم ه‪44‬ذا الرب‪44‬ط وه‪44‬ذا‬
‫‪ 45‬مرجع سابق‪ ،‬م(‪ )644/2‬نصت على‪:‬‬
‫‪ 46‬مرجع سابق‪ ،‬م(‪ )256‬نصت على‪ :‬كل اضرار بالغير يلزم فاعله ولو غير مميز‪ 4‬بضمان الضرر‪.‬‬
‫‪http://saaid.org/bahoth/325.htm 47‬‬

‫‪18‬‬
‫المعيار هو ما يجب ان يكون الفاصل ما بين الكثرة والقلة في قيمة الدين الفعلية ونسبة التض‪44‬خم‪،‬‬
‫فلو ان قيمة الدين ونتيجة بقاءها في يد المدين قد زادت نسبة التضخم وألحقت الضرر‪ 4‬بم‪44‬ا قيمت‪44‬ه‬
‫الثلث (‪ )%30‬من قيمة الدين الفعلية هنا وجب ضمان هذا الضرر‪ 4‬وحس‪44‬اب قيمت‪44‬ه لتض‪44‬مينه من‬
‫قيمة الدين المطالب بها وهي قيمة الدين الفعلي‪44‬ة وبالت‪44‬الي‪ 4‬ف‪44‬إن الثلث (‪ )%30‬هي المعي‪44‬ار ال‪44‬ذي‬
‫يبنى عليه فيما إذا يستحق الدائن او المدين االحتجاج بقيمة الدين الفعلية ام ال‪.‬‬
‫بشك ًل عام إن المطالبة بسداد الدين الناتجة عن ق‪44‬رض او ش‪44‬يك او غيره‪44‬ا من المطالب‪44‬ات المالي‪44‬ة‬
‫مهما كان نوعها واصلها تقتصر على الدائن فقط ومن جهة أخرى يحق للمدين إقامة دعوى من‪44‬ع‬
‫المطالبة بقيمة الدين إما للسداد المسبق او ألي سبب اخ‪4‬ر ولكن اذا م‪44‬ا نظرن‪4‬ا‪ 4‬الى مب‪4‬دأ المطالب‪4‬ة‬
‫بحساب نسبة التضخم‪ 4‬وألهمية المطالبة به لتعلقه بالنظام‪ 4‬العام الذي يحق للمحكمة الحكم ب‪44‬ه من‬
‫تلقاء نفسها فإنه ال تقتصر المطالبة به على الدائن فقط بل يحق للمدين االحتجاج ب‪44‬ه ب‪44‬أي مرحل‪44‬ة‬
‫من مراحل الدعوى وحتى ام‪44‬ام محكم‪44‬ة الدرج‪44‬ة الثاني‪44‬ة على اعتب‪44‬ار ان محكم‪44‬ة االس‪44‬تئناف هي‬
‫محكمة درجة ثانية ومحكمة موضوع‪4.‬‬
‫ً‬
‫خالصة؛ إن سداد قيمة الدين والمطالبة به‪44‬ا ال تنعق‪44‬د ص‪44‬حيحة بقيمته‪44‬ا إال إذا تم س‪44‬دادها بقيمته‪44‬ا‬
‫الفعلية وقت التعاقد وبالتالي‪ 4‬ف‪44‬إن الحكم بالفائ‪44‬دة دون أس‪44‬س وذل‪44‬ك بحج‪44‬ة أن قيم‪44‬ة ال‪44‬دين متغ‪44‬يرة‬
‫وغير مستقرة من التضخم ال نكون امام حلول قانوني‪44‬ة يمكن الرك‪44‬ون عليه‪44‬ا ب‪44‬ل ومن ب‪44‬اب أولى‬
‫يجب سداد قيمة القرض والديون بقيمته‪4‬ا الفعلي‪4‬ة وقت واقع‪4‬ة المديوني‪4‬ة وذل‪4‬ك على أس‪44‬اس س‪44‬عر‬
‫قيمة النقود مع قيمة الذهب وقت واقعة المديوني‪44‬ة ال وقت الحكم بس‪44‬دادها وذل‪44‬ك الختالف قيمته‪4‬ا‪4‬‬
‫االسمية م‪44‬ا بين الف‪44‬ترتين وعلى س‪44‬بيل المث‪44‬ال‪ :‬ل‪44‬و أن (أحم‪44‬د) اس‪44‬تدان من (محم‪44‬د) مبل‪44‬غ وق‪44‬دره‬
‫(مليون دينار أردني) سنة (‪ )2019‬وقام احم‪44‬د ورغم المماطل‪44‬ة بس‪44‬داد ال‪44‬دين بع‪44‬د إقام‪44‬ة دع‪44‬وى‬
‫المطالبة بمواجهته بتسديد قيمة الدين سنة (‪ ،)2023‬فإن الدائن (محمد) له الحق بمطالبة الم‪44‬دين‬
‫بسداد قيمة الدين الفعلية وقت االتفاق وقيمته وقت المديونية ال وقت السداد وذلك نتيج‪44‬ة لم‪44‬ا وق‪44‬ع‬
‫على قيم‪4‬ة النق‪44‬ود من تض‪44‬خم وذل‪4‬ك إذا ق‪44‬درت نس‪4‬بة التض‪44‬خم بـ(‪ )%30‬من قيم‪4‬ة ال‪4‬دين لتك‪44‬ون‬
‫المطالبة عن هذا التضخم‪ 4‬نتيجة تأخر المدين عن السداد كما ويحق للمدين أيضا ً ذلك في حال اذا‬
‫ما كانت نسبة التضخم‪ 4‬قد ترهقه ليقوم بسداد قيمة الدين بما يزيد عن ذلك في حال نقص‪44‬ان نس‪44‬بة‬
‫التضخم‪ ،‬وبالتالي فإن المطالبة بسداد قيمة الدين الفعلية واحتساب نسبة التضخم يرجع الى نس‪44‬بة‬
‫التغير في قيمة الدين فلو أن التغيير ك‪4‬ان يس‪44‬يراً ولم يص‪4‬ل الى ح‪4‬د الثلث من قيم‪44‬ة ال‪4‬دين االج‪44‬ل‬
‫الفعلية فال يمكن المطالبة برد قيمته ويستوي رد المثل وأما اذا كان التغيير فاحشا ً ووصلت نس‪44‬بة‬
‫التضخم الى الثلث فيكون الواجب والحالة ه‪4‬ذه رده بقيمته‪ .48‬باإلض‪4‬افة الى م‪4‬ا ذهب إلي‪4‬ه الكث‪4‬ير‬
‫من علماء الشريعة اإلسالمية ومنهم من الحنابلة وما جاء به أبي يوسف عند قول‪44‬ه بأن‪44‬ه‪ :‬وج‪44‬وب‬
‫أداء القيمة في الرخص والغالء‪ ،‬فإن ك‪44‬ان م‪44‬ا في الذم‪44‬ة قرض‪4‬اً‪ ،‬فتجب القيم‪44‬ة ي‪44‬وم القبض‪ ،‬وإن‬
‫كان بيعا ً فالقيمة يوم العقد‪.49‬‬
‫لذا ي‪4‬رى الب‪44‬احث أن س‪4‬داد قيم‪4‬ة ال‪4‬ديون بقيمته‪44‬ا الفعلي‪44‬ة ه‪4‬و ال‪4‬واجب عن رده‪4‬ا بمثله‪4‬ا وكم‪44‬ا تم‬
‫ايضاحه سابقا من الحجج واآلراء‪ ،‬حيث وان الفائدة بمعناها القانوني ال تهدف الى تساوي حقوق‬
‫أطراف العالقة التعاقدية بل وأن الالزم هو سدادها بقيمتها وأن الحكم بالفائدة ال يستوي‪ 4‬مع كاف‪44‬ة‬
‫‪https://islamqa.info/ar/answers/220839/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B1%D8%AF- 48‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-‬‬
‫‪%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA-‬‬
‫‪%D8%A8%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%8A%D9%88%D9%85-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D9%82%D9%8A‬‬
‫‪%D9%85%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85‬‬
‫‪ 49‬الدكتور عجيل جاسم النشيمي‪ ،‬دراسة في تغير قيمة العملة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬ص‪ ،35‬دون سنة‪ ،‬دون طبعة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المطالبات سوى التجارية منها وذلك وفقا ً لم‪44‬ا ج‪44‬اء ب‪44‬ه المش‪44‬رع األردني‪ 4.‬وأن س‪44‬داد قيم‪44‬ة ال‪44‬دين‬
‫الفعلية ال يكون إال بقيمته وقت التعاقد‪ 4‬إن كان مح‪44‬ل االل‪44‬تزام بيع‪4‬اً‪ ،‬وإن ك‪44‬ان قرض‪4‬اً‪ 4‬يجب س‪44‬داد‬
‫قيمته وقت قبض قيمته ال وقت سداده‪.‬‬
‫ولكن هل ما ينطبق على سداد ال‪4‬ديون بس‪4‬داد قيمته‪44‬ا الفعلي‪4‬ة وقت المديوني‪4‬ة ه‪44‬و م‪4‬ا ينطب‪4‬ق‪ 4‬على‬
‫التعويض عن االضرار من المدين او من المخل ب‪44‬االلتزام‪ 4‬العق‪44‬دي ول‪44‬ك م‪44‬ا س‪44‬وف يتم بيان‪44‬ه من‬
‫خالل المبحث الثاني‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫تطويع التعويض في ظل التحوالت االقتصادية والقانون االردني‬
‫ان جزاء المس‪44‬ؤولية المدني‪44‬ة ه‪44‬و التع‪44‬ويض وان اهتم‪44‬ام الفقه‪44‬اء ح‪44‬ول ه‪44‬ذا الن‪44‬وع من المس‪44‬ئولية‬
‫عموما كونه ما يواجه الفرد اتجاه مدينه في حال تقص‪44‬يريه بالتزامات‪44‬ه الناتج‪4‬ة عن الفع‪44‬ل الض‪4‬ار‬
‫التي بدورها‪ 4‬قد تؤدي‪ 4‬الى الحاق الضرر‪ 4‬بمصالحه‪ .‬وعند ذك‪44‬ر المس‪44‬ؤولية بش‪44‬ك ًل ع‪44‬ام ال ب‪44‬د من‬
‫ذكر ثمرة المسؤولية وهي التعويض عن االضرار‪ 4‬نتيجة االخالل بالمسئولية وعلي‪44‬ه فإنن‪44‬ا وبه‪44‬ذا‬
‫المبحث س‪44‬وف نتط‪44‬رق‪ 4‬الى ماهي‪44‬ة المس‪44‬ؤولية في الق‪44‬انون األردني واركانه‪4‬ا‪ 4‬في المطلب األول‪،‬‬
‫ومفهوم التعويض في القانون األردني ومدى تطويعه في ظل التح‪44‬والت االقتص‪44‬ادية في المطلب‬
‫الثاني‪:‬‬

‫المطلب األول‬
‫ماهية المسئولية المدنية وانواعها‬
‫المسؤولية المدنية هي الطريق‪ 4‬الذي يتبع‪44‬ه الش‪4‬خص ال‪44‬ذي لحق‪4‬ه ض‪44‬رر للحص‪4‬ول‪ 4‬على تع‪44‬ويض‬
‫مادي من المتسبب بالضرر‪ 4‬كون ج‪44‬زاء المس‪44‬ؤولية المدني‪44‬ة ه‪44‬و إص‪44‬الح الض‪44‬رر وإع‪44‬ادة وض‪44‬ع‬
‫المضرور‪ 4‬الى ما كان عليه قبل وقوع الفعل الضار‪ ،‬وحيث ان المسؤولية المدنية تنشأ إما بس‪44‬بب‬
‫االخالل بالتزام اقره الق‪44‬انون ونك‪44‬ون ام‪44‬ام مس‪4‬ئولية تقص‪4‬يرية وإم‪4‬ا االخالل ب‪44‬التزام اقرت‪44‬ه بن‪44‬ود‬
‫وشروط‪ 4‬العقد ونكون هنا امام مسئولية عقدية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المسئولية المدنية وأركان قيامها‬
‫جاء الدكتور سليمان مرقسْ في تعريفه للمسئولية بوجه عام على انها‪ :‬هي حال‪44‬ة الش‪44‬خص ال‪44‬ذي‬
‫ارتكب أمراً يستوجب المؤاخ‪4‬ذة‪ ،‬ف‪4‬إذا ك‪4‬ان ه‪44‬ذا االم‪4‬ر مخالف‪44‬ا قواع‪4‬د االخالق فحس‪4‬ب‪ ،‬وص‪4‬فت‬
‫مسئولية مرتكب‪44‬ه بأنه‪44‬ا مس‪44‬ئولية أدبي‪44‬ة واقتص‪44‬رت على ايج‪44‬اب مؤاخذت‪44‬ه مؤاخ‪44‬ذة أدبي‪44‬ة ال تع‪44‬دو‬
‫استهجان المجتمع ذلك المسلك المخالف لألخالق‪ ،‬أما إذا كان القانون أيضا يوجب المؤاخذة على‬
‫ذلك األمر‪ ،‬فإن مسئولية مرتكبه ال تقف عند حد المسئولية األدبية‪ ،‬بل تكون ف‪44‬وق ذل‪44‬ك مس‪44‬ئولية‬
‫قانونية تستتبع جزاء قانوني‪.504‬‬
‫ومن هنا تكون المسئولية على نوعان مسئولية أدبية وأخرى قانوني‪44‬ة وه‪44‬ذه األخ‪44‬يرة هي اإلخالل‬
‫بقواعد القانون التي اقره‪4‬ا‪ 4‬المش‪4‬رع‪ 4‬الل‪4‬تزام‪ 4‬الف‪4‬رد اتج‪4‬اه غ‪4‬يره ك‪4‬ون دائ‪4‬رة المس‪4‬ؤولية القانوني‪4‬ة‬
‫تقتصر على سلوك االنسان نحو غيره واما المسئولية األدبي‪44‬ة فهي مس‪44‬تنبطة من قواع‪44‬د األخالق‬
‫ال‪44‬تي تمت‪44‬د الى نواي‪44‬ا الف‪44‬رد الداخلي‪44‬ة‪ ،‬على عكس المس‪44‬ئولية القانوني‪44‬ة ال‪44‬تي ج‪44‬اءت تنظم س‪44‬لوك‬
‫االنسان الخارجي‪ .‬إن ما يجمع بين كل منهما ان هناك قواعد وضوابط‪ 4‬تتض‪44‬من أوام‪44‬ر ون‪44‬واهي‬
‫‪ 50‬د‪ .‬سليمان مرقس‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني في االلتزامات في الفعل الضار والمسئولية المدنية‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬ط‪،1993 ,5‬‬
‫ص‪.1‬‬

‫‪20‬‬
‫تفرض على االفراد التباع سلوك معين او االمتناع عن أمور معينة بحيث إذا أخل أي ف‪44‬رد به‪44‬ذه‬
‫الضوابط يكون مسئوال عنها واستوجب الجزاء له‪.51‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اركان قيام المسؤولية‬
‫للوقوف‪ 4‬عند المسؤولية المدنية وعدم الخوض في المسؤولية األدبية وتشعباتها‪ ،‬يجب الق‪44‬ول ب‪44‬أن‬
‫المسؤولية المدنية هي نوعان‪ :‬مسؤولية عقدية وأخرى‪ 4‬تقصيرية‪ ،‬وان كل من هذان النوع‪44‬ان من‬
‫المسؤولية ورغم تشاركهما في األركان اال ان محل المسؤولية مختلفا ً عن االخر حيث نج‪44‬د ب‪44‬أن‬
‫لقيام المسؤولية العقدية وجوب وجود عق‪4‬د ص‪4‬حيح يرب‪4‬ط ك‪4‬ل من اطراف‪4‬ه أي لتحق‪4‬ق المس‪4‬ؤولية‬
‫العقدية يجب ان يتوافر‪ 4‬عقد صحيح كانا مرتبطين بموجب‪44‬ه قب‪44‬ل قي‪44‬ام المس‪44‬ؤولية‪ ،‬أم‪44‬ا المس‪44‬ؤولية‬
‫التقصيرية فإن المدين يكون قبل تحق‪4‬ق المس‪4‬ؤولية أجنبي‪4‬ا عن ال‪4‬دائن‪ .52‬وان ه‪4‬ذه األرك‪4‬ان س‪4‬واء‬
‫كانت مسؤولية تقصيرية ام عقدية تتمحور‪ 4‬في ثالثة وهي‪:‬‬
‫(الخطأ)‬ ‫‪-1‬‬
‫الضرر (وهو النتيجة عن الفعل الضار)‬ ‫‪-2‬‬
‫عالقة سببية‬ ‫‪-3‬‬
‫إن جميع هذه األركان ال تخرج عنها أي من المسؤوليتين عقدية كانت ام تقصيرية ك‪44‬ون كلتاهم‪44‬ا‬
‫هو جزاء اللتزام‪ 4‬سابق‪ ،‬ففي المسؤولية العقدية هو جزاء الل‪44‬تزام عق‪44‬دي لم يقم ب‪44‬ه المل‪44‬تزم‪ ،‬وفي‬
‫المسؤولية التقص‪44‬يرية ه‪44‬و ج‪44‬زاء الل‪44‬تزام ق‪44‬انوني أخ‪44‬ل ب‪44‬ه المس‪44‬ئول‪ .‬وفي‪ 4‬كلت‪44‬ا الح‪44‬التين تحققت‬
‫مسئولية المدين عن نتيجة االخالل بااللتزام‪ ،‬بالتالي فإن المس‪44‬ؤوليتان تتح‪44‬دان من ناحي‪44‬ة الس‪44‬بب‬
‫والنتيجة وهي االخالل فتكون طبيعتهما‪ 4‬واحدة ال اختالف بينهما‪ .‬ولكون كل منهم‪44‬ا يقوم‪44‬ان على‬
‫مبدأ واح‪44‬د وه‪4‬و االخالل ب‪44‬التزام س‪4‬ابق‪ 4‬فال ف‪4‬رق‪ 4‬بينهم‪4‬ا ال من حيث االهلي‪4‬ة او االثب‪4‬ات وال من‬
‫حيث التضامن‪.53‬‬
‫عند الحديث عن االهلية في نطاق المسؤولية عقدية ك‪4‬انت ام تقص‪4‬يرية نج‪44‬د بأنه‪44‬ا ليس‪44‬ت ش‪44‬رطا ً‬
‫لقيام المسئولية وان زوال االهلية بعد التعاقد ال تعفي من المسؤولية وه‪44‬و م‪44‬ا نص‪44‬ت علي‪44‬ه أيض‪44‬ا‬
‫نص المادة (‪ )256‬من القانون المدني‪( :‬كل اضرار‪ 4‬بالغير يلزم فاعله ول‪44‬و غ‪44‬ير مم‪44‬يز بض‪44‬مان‬
‫الضرر) ‪ ,54‬وبالتالي فإن االهلية هي في العقود فقط ال في المسؤولية‪ .‬وعند الحديث عن االثب‪44‬ات‬
‫فإن عبء االثبات تكون تبعا ً لما هو االلتزام ال إذا كانت المسؤولية عقدية ام تقصيرية‪ .‬فإذا ك‪44‬ان‬
‫االلتزام القيام بعمل يقع عبء االثبات على المدين ليثبت قيام‪44‬ه بالعم‪44‬ل على وج‪44‬ه م‪44‬ا تم االتف‪44‬اق‬
‫علي‪44‬ه‪ ،‬وإذا ان مح‪44‬ل االل‪44‬تزام‪ 4‬االمتن‪44‬اع عن عم‪44‬ل فيك‪44‬ون عبء االثب‪44‬ات على ال‪44‬دائن ليثبت قي‪44‬ام‪4‬‬
‫المدين بعمل كان من الواجب اإلمساك عنه‪ .‬ومن حيث التضامن نجد بأن‪44‬ه وعن‪44‬د تع‪44‬دد اش‪44‬خاص‬
‫المساهمين بوقوع الضرر ومن قاموا‪ 4‬بالفعل الضار اتجاه المضرور‪ 4‬فتكون مسؤوليتهم‪ 4‬بالتضامن‬
‫عن كامل الضرر‪ 4‬لتوافر‪ 4‬عاللقة السببية بين خطأ أي منهم والنتيجة وبالتالي يجوز للمضرور ان‬
‫يطالبهم جميعا عن التعويض عن الضرر كون‪4‬ه ح‪4‬ق يقتص‪4‬ر على ج‪4‬بر الض‪44‬رر وعن‪4‬د اس‪4‬تيفاءه‬
‫للتعويض من أي منهم تبرأ ذمة الباقيين إذا ما استحالة تقدير نس‪44‬بة مس‪44‬ؤولية ك‪44‬ل منهم على ح‪44‬دا‬
‫عن نس‪44‬بة الض‪44‬رر‪ .55‬أي ان‪44‬ه وللحكم‪ 4‬بالتض‪44‬امن في ح‪44‬ال تع‪44‬دد المس‪44‬ؤولين عن الض‪44‬رر‪ 4‬يجب‬
‫استحالة تقدير نسبة فعل كل شخص على حدا وقد جاء المشرع األردني على تحديد ذلك بموجب‬

‫‪ 51‬مرجع سابق‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني في االلتزامات في الفعل الضار والمسئولية المدنية‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ 52‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.661‬‬
‫‪ 53‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.665‬‬
‫‪ 54‬مرجع سابق‪ ،‬م‪.265‬‬
‫‪ 55‬مرجع سابق‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني (في االلتزامات في الفعل الضار والمسؤولية المدنية)‪ ،‬ص‪.514-513‬‬

‫‪21‬‬
‫نص المادة (‪ )265‬من القانون المدني األردني التي الزم محكمة الموض‪44‬وع‪ 4‬إم‪44‬ا ان تحكم بنس‪44‬بة‬
‫نصيب كل شخص بقيمة التعويض او ان تقضي بالتضامن والتكافل‪ 4‬على جميعهم‪.564‬‬
‫ان ما يفرق المسؤولية العقدية عن المسؤولية التقصيرية ان للمسؤولية العقدية شرطان ال ب‪44‬د من‬
‫توافرهما‪ 4‬وهما‪ :‬ان يكون العقد صحيحا وان يكون الضرر الذب أصاب الدائن قد وقع بسبب عدم‬
‫تنفيذ هذا العقد الصحيح‪.‬‬
‫وبالت‪44‬الي ف‪44‬إن أي من ه‪44‬ذه األرك‪44‬ان له‪44‬ا مفاهيمه‪44‬ا واركانه‪44‬ا الخاص‪44‬ة ال‪44‬تي ال ب‪44‬د من ايجابه‪44‬ا‬
‫وتوضيحها ولو بشك ًل مبسط‪ 4‬وهي كما يلي‪:‬‬
‫الخطأ (الفعل الضار)‪:‬‬ ‫أ)‬
‫نجد ان المشرع ومن خالل بعض نص‪4‬وص الم‪4‬واد (‪ )270 4,266,265‬ق‪4‬د أخ‪4‬ذ‬
‫‪57‬‬

‫بمبدأ الفعل الضار وانه أورد فصالً كامال عن الفعل الضار وان ه‪44‬ذه الم‪44‬واد نص‪44‬ت‬
‫على‪:‬‬
‫‪ -1‬نصت المادة (‪ )265‬على‪" :‬إذا‪ +‬تعدد المسئولون عن‪ ‬فعل‪ ‬ضار‪ ،‬كان كل منهم‬
‫مس‪++‬ئوال بنس‪++‬بة نص‪++‬يبه في‪++‬ه وللمحكم‪++‬ة ان تقض‪++‬ي بالتس‪++‬اوي او بالتض‪++‬امن‬
‫والتكافل فيما بينهم"‪ .‬‬
‫‪ -2‬نصت المادة (‪ )266‬على‪" :‬يق‪++‬در الض‪++‬مان في جمي‪++‬ع االح‪++‬وال‪ +‬بق‪++‬در م‪++‬ا لح‪++‬ق‬
‫المض‪+++‬رور من ض‪+++‬رر وم‪+++‬ا فات‪+++‬ه من كس‪+++‬ب بش‪+++‬رط ان يك‪+++‬ون ذل‪+++‬ك نتيج‪+++‬ة‬
‫طبيعية‪ ‬للفعل‪ ‬الضار"‪.‬‬
‫‪ -3‬نص‪+++‬ت الم‪+++‬ادة (‪ )270‬على‪" :‬يق‪+++‬ع ب‪+++‬اطال ك‪+++‬ل ش‪+++‬رط يقض‪+++‬ي باإلعف‪+++‬اء من‬
‫المسئولية المترتبة على‪ ‬الفعل‪ ‬الضار"‪.‬‬
‫إن الفعل الضار وما جاء به المشرع األردني‪ 4‬ه‪4‬و متمث‪4‬ل بالخط‪4‬أ (الفع‪4‬ل الخ‪4‬اطئ) الص‪4‬ادر‪ 4‬عن‬
‫مرتكبه اتجاه المضرور وقد جاء في مفه‪44‬وم الخط‪44‬أ على أن‪44‬ه‪( :‬ه‪44‬و الفع‪44‬ل غ‪44‬ير المش‪44‬روع‪ 4‬ال‪44‬ذي‬
‫يتسبب بوقوع الض‪4‬رر للغ‪4‬ير‪ ،‬ويك‪4‬ون ارتكاب‪4‬ه ق‪4‬د تم ب‪4‬دون وج‪4‬ه ح‪4‬ق)‪ .58‬وحيث وان الخط‪4‬أ في‬
‫المسؤولية التقصيرية هو ما يقوم به الشخص بفعل خاطئ‪ 4‬دون وجه حق ومخالفا لقواعد الق‪44‬انون‬
‫اتجاه شخصا ً اخر يلحق به ضرراً يستحق عنه الجزاء والحكم‪ 4‬للمضرور ب‪44‬التعويض س‪44‬واء ك‪44‬ان‬
‫هذا الخط‪44‬أ متوق‪44‬ع أم غ‪44‬ير متوق‪4‬ع‪ 4‬وذل‪44‬ك على عكس المس‪44‬ؤولية العقدي‪44‬ة ال‪44‬تي ال يحكم إال بم‪44‬ا تم‬
‫االتفاق علي‪4‬ه بش‪44‬روط وبن‪44‬ود العق‪44‬د وال يأخ‪44‬ذ ب‪4‬األخالل غ‪4‬ير المتوق‪44‬ع‪ .‬ان م‪44‬ا يجم‪44‬ع بالمس‪44‬ؤولية‬
‫التقصيرية مع العقدي‪44‬ة ان الخط‪44‬أ في المس‪44‬ؤولية العقدي‪44‬ة ه‪44‬و االخالل ب‪44‬ركن من ارك‪44‬ان االل‪44‬تزام‬
‫بموجب شروط وبنود‪ 4‬العقد فإنه وبمجرد‪ 4‬االخالل يترتب حكما ً وجود مض‪44‬رور من ه‪44‬ذا اإلخالل‬
‫وتعويضاً‪ 4‬له عنه سواء اخذ هذا اإلخالل صورة إما بتحقيق غاي‪44‬ة او إم‪44‬ا ان يك‪44‬ون التزام‪44‬ا بب‪44‬ذل‬
‫عناية‪ ،‬اما االلتزام القانوني اذ يعتبر االخالل به خطأ في المسؤولية التقصيرية فه‪44‬و دائم‪44‬ا ال‪44‬تزام‬
‫ببذل عناية‪.59‬‬
‫عند الحديث عن ركن الخطأ كأحد أركان قيام المس‪44‬ؤولية ال ب‪44‬د من التط‪44‬رق الى عناص‪44‬ر الخط‪44‬أ‬
‫المكونة له وهما‪ :‬عنصر التعدي وهو الركن المعنوي للخطأ‪ ،‬وعنص‪44‬ر االدراك او التمي‪44‬يز وه‪44‬و‬
‫ال‪44‬ركن المعن‪44‬وي للخط‪44‬أ بالت‪44‬الي ف‪44‬إن عنص‪44‬ر التع‪44‬دي ه‪44‬و االنح‪44‬راف‪ 4‬في الس‪44‬لوك ال‪44‬ذي يق‪44‬ع من‬
‫‪ 56‬مرجع سابق‪ ،‬م‪ 265‬نصت على‪:‬‬
‫إذا تعدد المسئولون عن فعل ضار‪ ،‬كان كل منهم مسئوال بنسبة نصيبه فيه وللمحكمة ان تقضي بالتساوي او بالتضامن والتكافل فيما‬
‫بينهم‪ ‬‬
‫‪ 57‬مرجع سابق‪ ،‬نصوص المواد (‪ )265‬و (‪ )266‬و (‪.)270‬‬
‫‪https://jordan-lawyer.com/2021/08/13/wrong-act-in-civil-law/#_ftn3 58‬‬
‫‪ 59‬مرجع سابق‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني (مصادر االلتزام)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.689‬‬

‫‪22‬‬
‫الشخص في تصرفه والمجاوزات التي تصدر‪ 4‬عنه في سلوكه اتجاه الغير وهو التزام قانوني وقد‪4‬‬
‫عرفه السنهوري‪ 4‬على أنه‪ " :‬تعد ألنه انحراف عن المألوف من س‪4‬لوك الش‪4‬خص الع‪4‬ادي"‪ .60‬أم‪4‬ا‬
‫والعنصر‪ 4‬المعنوي‪ 4‬والمتمثل ب‪44‬التمييز‪ 4‬واالدراك نالح‪44‬ظ ان التمي‪44‬يز ه‪44‬و ش‪44‬رط لتحق‪44‬ق المس‪44‬ؤولية‬
‫وليس تحقق أهلية المسؤول كون التمييز هو ركن االدراك في الخطأ ال في المسؤول نفسه ودون‬
‫هذا التمييز في الخطأ ال يكون التعدي خطأ‪.61‬‬
‫ذهب بعض الفقهاء الى القول بأن عنصر التمييز ال يعد شرطا ً لتحق‪44‬ق الخط‪44‬أ وأن الخط‪44‬أ يتك‪44‬ون‬
‫من عنصراً واحد وهو التعدي وجاء هذا القول مستنداً الى انه ال يجوز‪ 4‬إعفاء فئة من الناس دون‬
‫غيره‪44‬ا عن مس‪44‬ؤوليتهم عن افع‪44‬الهم ع‪44‬ل اعتب‪44‬ار ان ع‪44‬ديمو التمي‪44‬يز هم ايض ‪4‬ا ً طائف‪44‬ة ال يج‪44‬وز‬
‫اعفاءهم كون افعالهم‪ 4‬هذه تشترك‪ 4‬في مميز عام وهو انعدام التمييز وبالت‪44‬الي‪ 4‬ال مح‪44‬ل للق‪44‬ول ب‪44‬أن‬
‫عديمو التمييز غير مسؤولون عن افعالهم‪.‬‬
‫يرى الباحث ان القول بعدم جواز إعفاء عديمو التمييز من المس‪44‬ؤولية ولمخالفت‪44‬ه الق‪44‬انون وال ب‪44‬د‬
‫من مجازاتهم قانونا‪ 4‬والتعويض عن افع‪44‬الهم‪ 4‬طالم‪44‬ا ان عنص‪44‬ر التع‪44‬دي في الخط‪44‬أ ق‪44‬د ت‪44‬وفر‪ 4‬دون‬
‫عنصر التمييز‪ .‬نجد بأن عنصر التمي‪44‬يز ه‪44‬و أساس‪44‬ي لقي‪44‬ام الخط‪44‬أ وان الخط‪44‬أ من‪44‬اط بالمس‪44‬ؤولية‬
‫الشخصية‪ ،‬وبالتالي‪ 4‬فإن من صدر عنه الفعل الضار يصح مجازاته قانوناً‪ 4‬أم ال يرتكز أيضا على‬
‫شخصه‪ ،‬وبالتالي فإن من ال يدرك ما قام به ال يجوز مساءلته جنائيا ً او أدبيا ً أو مدنياً‪.‬‬
‫الضرر (النتيجة)‬ ‫ب)‬
‫ال يكفي لتحقق المسؤولية عقدية كانت ام تقص‪44‬يرية تحق‪44‬ق ركن الخط‪44‬أ ب‪44‬ل ال ب‪44‬د أن يح‪44‬دث ه‪44‬ذا‬
‫الخطأ ضرراً‪ 4‬يصيب المضرور‪ ،‬وان الضرر هو ال‪44‬ذي يقم المس‪44‬ؤولية من اج‪44‬ل التع‪44‬ويض عن‪44‬ه‬
‫وعن الخطأ‪.‬‬
‫إن ما جاء به سليمان مرقس‪ 4‬لمفهوم الضرر‪ 624‬يوضح ان الحق الذي يلحق به الض‪44‬رر واالذى ال‬
‫يقتصر على الحقوق المالية فقط وهو الضرر الم‪44‬ادي‪ ،‬ب‪44‬ل أيض‪44‬ا أي ح‪44‬ق يحمي‪44‬ه الق‪44‬انون س‪44‬واء‬
‫الحق في الحياة او حق الحرية الشخصية أو أي ألم يص‪44‬يب الش‪44‬خص في جس‪44‬مه وص‪44‬حته او في‬
‫شرف الش‪44‬خص وعرض‪44‬ه واعتب‪44‬اره وه‪44‬و الض‪44‬رر‪ 4‬األدبي‪ .‬وبالت‪44‬الي ف‪44‬إن ك‪44‬ل ض‪44‬رر ينقص من‬
‫المزايا المالية هو ضرر مادي وغير ذلك يعد ضرراً‪ 4‬أدبياً‪ ،‬بل وقد يكون ه‪44‬ذا الح‪44‬ق ال‪44‬ذي لحق‪44‬ه‬
‫ضرر هو مصلحة مش‪44‬روعة للش‪44‬خص ولم يكفله‪44‬ا الق‪44‬انون‪ .‬وبالت‪44‬الي ف‪44‬إن الض‪44‬رر‪ 4‬ه‪44‬و الش‪44‬رارة‬
‫األولى التي تنبعث منها المسؤولية عن الفعل الضار كونه والمطالبة بالتعويض عن الضرر‪ 4‬تب‪44‬دأ‬
‫إم‪44‬ا من وقت تحق‪44‬ق الض‪44‬رر‪ 4‬فعالً أو من ال‪44‬وقت ال‪44‬ذي يص‪44‬ير في‪44‬ه الض‪44‬رر‪ 4‬محق‪44‬ق الوق‪44‬وع‪ 4‬في‬
‫المستقبل أي تحققت أسبابه إال ان نتائجه تراخت الى المستقبل‪ ،‬وبالتالي فإن العبرة للمطالب‪44‬ة عن‬
‫المسؤولية المدنية والتعويض عنها هي بتاريخ الضرر ال الخطأ‪ ،‬هذا حتى وإن كان الخطأ س‪44‬ابقا ً‬
‫على الضرر لفترة زمنية طويلة‪.‬‬
‫لق‪44‬د اس‪44‬تقر الفق‪44‬ه والقض‪44‬اء على أن التع‪44‬ويض عن الض‪44‬رر الن‪44‬اتج عن الخط‪44‬أ في المس‪44‬ؤولية‬
‫التقصيرية واالخالل بالتزام عن عقد صحيح في المس‪44‬ؤولية العقدي‪44‬ة ال يك‪44‬ون إال عن فع‪44‬ل س‪44‬بب‬
‫ضرراً وهذا الضرر ال يكون إال محق‪44‬ق وق‪44‬د وق‪44‬ع فعالً‪ ،‬وه‪4‬و أيض‪4‬ا ً م‪44‬ا ج‪44‬اء في ق‪44‬رار لمحكم‪44‬ة‬
‫التمييز األردني‪44‬ة رقم‪ " :)1351/2022( 4‬ال س‪44‬يما وأن تف‪44‬ويت الفرص‪44‬ة على المم‪44‬يز بالص‪44‬فتين‬

‫‪ 60‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.719‬‬


‫‪ 61‬مرجع سابق‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني (مصادر االلتزام)‪ ،‬ص‪.709‬‬
‫‪ 62‬مرجع سابق‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني (في االلتزامات في الفعل الضار والمسئولية المدنية)‪ ،‬ص ‪ ،133‬عرف د‪ .‬سليمان‬
‫مقرس الضرر على انه‪" :‬األذى الذي يصيب الشخص من جراء المساس واألخالل بحق من حقوقه أو مصلحة مشروعة له"‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الشريك والدائن هو أمر محقق يستوجب التعويض عن الض‪4‬رر‪ .63"....‬إن وق‪4‬وع الض‪4‬رر الن‪4‬اتج‬
‫عن الخطأ أو االخالل بالتزام عقدي قد تتحقق كافة أسبابه دون إحداث أي ضرر وبالت‪44‬الي‪ 4‬تك‪44‬ون‬
‫اثاره قد تراخت الى المستقبل وهو ما يسمى بالضرر‪ 4‬المستقبلي‪ .‬إن ما جاء به المش‪44‬رع األردني‬
‫بموجب نص المادة (‪ )32‬من ق‪4‬انون أص‪4‬ول المحاكم‪4‬ات المدنية‪ ،64‬وتش‪4‬كيله للقض‪4‬اء المس‪4‬تعجل‬
‫والغاية منه للنظر بأي ضرر‪ 4‬مستقبلي مؤكدة الوقوع‪ 654‬وبالتالي ف‪4‬إن الض‪4‬رر‪ 4‬المس‪4‬تقبلي ال‪4‬ذي لم‬
‫تتحقق اثاره بعد هو محل نظر في القضاء األردني‪ 4.‬وذلك على عكس الضرر المحتمل ال‪44‬ذي ق‪44‬د‬
‫ً‬
‫نتيجة وال سببا ً وبالتالي‪ 4‬ال يوجد ما يؤكد أنه سوف‪ 4‬يقع وأن‬ ‫تتفاوت احتمالية وقوعه من عدمه ال‬
‫اركان المسؤولية المدنية وهذه الحالة لم تتحقق على اعتبار ان هذا الضرر وهمي ال يمكن النظر‬
‫فيه لعدم إمكانية توقعه وبالتالي يمكن الق‪44‬ول بأن‪44‬ه يمكن اس‪44‬تبعاد الض‪44‬رر االحتم‪44‬الي‪ 4‬من عناص‪44‬ر‬
‫الضرر‪.‬‬
‫يرى الباحث انه وعند الحديث في الضرر بوجها ً والمادي‪ 4‬بوجه خاص وال‪44‬ذي يمكن الق‪44‬ول بأن‪44‬ه‬
‫ك‪44‬ل إخالل بمص‪44‬لحة مش‪44‬روعة له‪44‬ا قيم‪44‬ة مالي‪44‬ة‪ ،‬ال ب‪44‬د إذاً من إدراج ه‪44‬ذا الض‪44‬رر تحت مظل‪44‬ة‬
‫معدالت التضخم التي تؤثر بدورها في قيمة هذا الضرر وبالت‪4‬الي‪ 4‬اإلخالل بمص‪4‬لحة المض‪4‬رور‪،‬‬
‫وإن الض‪44‬رر‪ 4‬الم‪44‬ادي س‪44‬واء الفعلي أم المس‪44‬تقبلي أم الن‪44‬اتج عن تف‪44‬ويت فرص‪44‬ة يلحق‪44‬ه الزي‪44‬ادة او‬
‫النقصان عند تقدير قيمته‪ .‬ومثل الضرر‪ 4‬المحقق الوقوع‪ 4‬فإنه ومن تاريخ وقوع الض‪44‬رر الى حين‬
‫البت فيه تكون قيمة هذا الضرر نتيجة التضخم قد تفاوتت في المقدار‪ ،‬وك‪44‬ذلك األم‪4‬ر عن‪44‬د تق‪44‬دير‬
‫قيمة الضرر المستقبلي فيكون الحكم بتقدير قيمة التعويض تبع‪4‬ا ً للظ‪44‬روف‪ 4‬ك‪44‬ون والض‪44‬رر‪ 4‬وه‪44‬ذه‬
‫الحالة يكون مجهوالً وبالتالي يحق للمضرور المطالبة بتقدير قيمة الضرر‪ 4‬والتعويض عن‪44‬ه عن‪44‬د‬
‫وق‪44‬وع‪ 4‬الض‪44‬رر‪ 4‬في المس‪44‬تقبل وتق‪44‬دير قيمت‪44‬ه ال على أس‪44‬اس التع‪44‬ويض الس‪44‬ابق ب‪44‬ل بأن‪44‬ه تع‪44‬ويض‬
‫مستقل‪ ،‬كما هو الحال أيضا ً في حال تفويت الفرصة ف‪44‬إن الض‪44‬رر الن‪44‬اجم عن المس‪44‬ؤول بأن‪44‬ه ق‪44‬د‬
‫فوت فرصة على المضرور إما لالستثمار‪ 4‬او ألي سبب اخر فإنه والحال‪44‬ة ه‪44‬ذه يجب التع‪44‬ويض‬
‫عنه واألخذ بمعدل التضخم الذي قد يؤثر على قيمة الفرصة التي فاتت على المضرور‪4.‬‬
‫ج) عالقة السببية‪:‬‬
‫إن الخطأ وحده ال يكفي لقيام المسؤولية المدنية وال يكفي ايضا ً الضرر وحده‪ ،‬بل إن ولقي‪4‬ام ه‪4‬ذه‬
‫المسؤولية ال بد ان يكون الخطأ هو السبب في وقوع‪ 4‬الضرر الصادر من شخص واح‪44‬د أو ح‪44‬تى‬
‫إذا تع‪44‬ددوا‪ ،‬وفي ح‪44‬ال انفص‪44‬ال أي من ه‪44‬ذين الرك‪44‬نين تنع‪44‬دم المس‪44‬ؤولية وال يمكن المطالب‪44‬ة‬
‫بالتعويض وال تقوم المصلحة الواجب توافرها للمطالبة بالتعويض وذلك لتضاد األركان المكون‪44‬ة‬
‫للمسؤولية المدنية‪ .‬وإن ما جاءت به المادة (‪ )266‬من القانون المدني‪ 66‬ه‪4‬و ش‪4‬رط لقي‪4‬ام الس‪4‬ببية‬
‫بين النتيجة والفعل الضار وإال ال يكون ما لحق المضرور‪ 4‬من ضرر‪ 4‬قابالً للضمان‪.‬‬
‫‪ 63‬قرار محكمة تمييز حقوق‪ ،‬رقم (‪ ،)1351/2022‬منشورات موقع قرارك‪.‬‬
‫‪ 64‬مرجع سابق‪ ،‬م(‪ :)32‬يحكم قاضي االمور المستعجلة بصفة مؤقتة مع عدم المساس بالحق باألمور‪ 4‬التالية‪ ،‬على ان ه‪4‬ذا ال يمن‪4‬ع من‬
‫اختص‪4444444444‬اص محكم‪4444444444‬ة الموض‪4444444444‬وع ايض‪4444444444‬ا به‪4444444444‬ذه المس‪4444444444‬ائل إذا رفعت له‪4444444444‬ا بطري‪4444444444‬ق التبعي‪4444444444‬ة‪:‬‬
‫‪ .1‬المسائل المستعجلة التي يخشى عليها من فوات الوقت‪.‬‬

‫‪ . 2‬النظر في طلبات تعيين وكيل او قيم على مال او الحجز التحفظي او الحراسة او منع السفر‪.‬‬

‫‪ .3‬الكشف المستعجل ألثبات‪ 4‬الحالة‪.‬‬

‫‪ .4‬دعوى سماع الشاهد الذي يخشى فوات فرصة االستش‪44‬هاد ب‪44‬ه على موض‪44‬وع لم يع‪44‬رض بع‪44‬د على القض‪44‬اء ويحتم‪44‬ل عرض‪4‬ه علي‪4‬ه‪.‬‬
‫وتكون مصروفاته كلها على من طلبه‪.‬‬

‫قرار محكمة التمييز‪ 4‬الحقوقية‪ ،‬رقم (‪ ،)6563/2022‬منشورات قرارك‪.‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪24‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫التعويض في ظل التحوالت االقتصادية‬
‫التعويض هو جزاء المسئولية المدنية عن الفع‪44‬ل الض‪44‬ار وه‪44‬و ح‪44‬ق مم‪44‬يز لل‪44‬دائن المض‪44‬رور‪ 4‬من‬
‫المتسبب بالفعل الضار‪ 4‬ومتى‪ 4‬ارتكب المسبب بالضرر الفع‪44‬ل الض‪44‬ار وتحققت ارك‪44‬ان المس‪44‬ؤولية‬
‫يكون ملزما بالتعويض فينشأ هذا االلتزام في ذمته بحكم القانون‪ ،‬ولما ك‪44‬ان التع‪44‬ويض إم‪44‬ا تنفي‪44‬ذاً‬
‫عينا ً أو او تعويض نقدي فإنه وفي هذا المطلب سوف نوضح مفه‪44‬وم التع‪44‬ويض في الف‪44‬رع األول‬
‫وتطويع‪ 4‬مبدأ التعويض في ظل التحوالت االقتصادية في الفرع الثاني‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم التعويض‬
‫إن المقصود بالتعويض هو جبر الضرر‪ 4‬الذي لحق المضرور‪ 4‬بمصلحة مشروعة له أو حق يعود‬
‫له‪ .67‬وعلي‪44‬ه ومن خالل ه‪44‬ذا التعري‪4‬ف‪ 4‬ف‪44‬إن التع‪44‬ويض ال يزي‪44‬ل الض‪44‬رر وال اث‪44‬اره وإنم‪44‬ا يج‪44‬بر‬
‫الضرر وإصالح ما ارتكبه المسؤول‪ 4‬عن الفعل الضار أدى الى االضرار‪ 4‬بمصلحة المضرور‪.‬‬
‫إن التعويض عن الفعل الضار والذي يطالب به المضرور‪ 4‬إما ان يكون بتنفيذ عمل معين كما لو‬
‫في المسؤولية العقدية بأن تلزم محكمة الموضوع‪ 4‬المخل بالتزامه بأن يقوم بما ألتزمه به وهو م‪44‬ا‬
‫يسمى بالتنفيذ العيني أو التعويض غير النقدي ويمكن تصوره في المسئولية التقصيرية ب‪4‬أن يق‪4‬وم‬
‫المسؤول عن فعل الخطأ بإزالة ما تم ن جهت‪44‬ه كم‪44‬ا ل‪44‬و أن‪44‬ه ق‪44‬د اعت‪44‬دى على أرض ج‪44‬اره بالبن‪44‬اء‬
‫عليها وتحكم المحكمة بإزالة هذا البناء‪ ،‬وإما التع‪44‬ويض النق‪44‬دي وه‪44‬و األص‪44‬ل في التع‪44‬ويض كم‪44‬ا‬
‫استقر عليه الفقه والقضاء وما جاء به المشرع األردني‪ , 684‬وب‪4‬أن تحكم محكم‪4‬ة الموض‪4‬وع على‬
‫مرتكب الخطأ بمبلغ مالي تقدره المحكمة على ان يتساوى مع مق‪4‬دار الض‪4‬رر ال يزي‪4‬د وال ينقص‬
‫منه فقد نصت المادة (‪ )264‬من الق‪44‬انون الم‪44‬دني ال‪44‬تي نص‪44‬ت على‪" :‬يج‪44‬وز للمحكم‪44‬ة ان تنقص‬
‫مقدار الضمان او ان ال تحكم بضمان ما اذا كان المتضرر‪ 4‬قد اش‪4‬ترك بفعل‪4‬ه في اح‪4‬داث الض‪4‬رر‬
‫او زاد فيه"‪ ,69‬أي ان يتساوى مقدار التعويض مع حجم الفعل الضار‪.‬‬
‫نتيج‪44‬ة للحكم ب‪44‬التعويض‪ 4‬ف‪44‬إن التع‪44‬ويض بص‪44‬ورته العام‪44‬ة يش‪44‬مل كاف‪44‬ة أن‪44‬واع االض‪44‬رار المادي‪44‬ة‬
‫واألدبية وجميعها‪ 4‬يمكن تقدريها بالمال وإن كانت أدبية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تطويع التعويض في ظل التحوالت االقتصادية‬
‫التعويض النقدي هو األصل للتعويض عن االضرار المادية واألدبية‪ ،‬ومن المعروف ان النقد له‬
‫قيمتان األولى قيم‪44‬ة النق‪44‬د الحقيقي‪4‬ة قب‪4‬ل طرحه‪4‬ا للت‪44‬داول في الس‪44‬وق وهي القيم‪4‬ة االس‪4‬مية للنق‪44‬د‪،‬‬
‫وأخرى هي مقياس المنفعة من هذا النقد عند التداول وهي القيمة االقتصادية للنقد‪ .‬إال أن‪44‬ه س‪44‬ابقا ً‬
‫لم يكن هن‪44‬اك ف‪44‬رق‪ 4‬بين القيم‪44‬تين االس‪44‬مية واالقتص‪44‬ادية للعمل‪44‬ة النقدي‪44‬ة وذل‪44‬ك نتيج‪44‬ة لالس‪44‬تقرار‬
‫االقتصادي‪ 4‬وأنه إن حدث فرق بين القيمتين إال أنه فرق‪ 4‬يسير‪ 4‬ال يعتد به‪ .‬ولكن وبع‪44‬د التط‪44‬ورات‬
‫االقتصادية كان البد من إع‪44‬ادة النظ‪44‬ر في مب‪44‬دأ التع‪44‬ويض ليص‪44‬بح الحكم في‪44‬ه وقت الحكم المنهي‬

‫‪ 66‬مرجع سابق‪ ،‬م(‪ ) 266‬نصت على‪ :‬يقدر الضمان في جميع االحوال بقدر ما لحق المضرور من ضرر وما فاته من كسب بشرط‬
‫ان يكون ذلك‪ ‬نتيجة‪ ‬طبيعية‪ ‬للفعل‪ ‬الضار‪.‬‬
‫‪ 67‬مرجع سابق‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني (في االلتزامات في الفعل الضار والمسئولية المدنية)‪ ،‬ص ‪.507‬‬
‫‪ 68‬القانون المدني‪ ،‬م‪ 269/2‬نصت على‪ :‬ويقدر الضمان‪ ‬بالنقد‪ ‬على انه يجوز للمحكمة تبعا للظروف وبناء‪ 4‬على طلب المضرور ان‬
‫تامر بإعادة الحالة الى ما كانت عليه او ان تحكم بأداء امر معين متصل بالفعل الضار وذلك على سبيل التضمين‪ ‬‬
‫‪ 69‬المرجع السابق نفسه‪ ،‬م(‪.)264‬‬

‫‪25‬‬
‫للخصومة ال وقت وقوع الضرر‪ ،‬وذلك نتيجة الختالف القيمتين بين فترة وق‪44‬وع الض‪44‬رر ووقت‬
‫الحكم فيه وذلك نتيجة الرتفاع معدالت التضخم‪.‬‬
‫إن أساس التعويض هو تحقيق التناس‪44‬ب بين التع‪44‬ويض والض‪44‬رر والحص‪44‬ول‪ 4‬على النق‪44‬ود الكافي‪44‬ة‬
‫إلزالة الضرر‪ ،‬وبعدم تطبيق مبدأ التطويع ال نكون امام التعويض الكامل عن الض‪44‬رر‪ .‬ل‪44‬ذا ف‪44‬إن‬
‫مبدأ التطويع‪ 4‬قائم‪ 4‬على تقدير المحكمة عند الحكم بمقدار قيمة التعويض التغ‪44‬ير في قيم‪44‬ة الض‪44‬رر‬
‫في حالة الضرر‪ 4‬الحال‪ ،‬وتق‪44‬دير قيم‪44‬ة التع‪44‬ويض من ي‪44‬وم ص‪44‬دور الحكم الى التع‪44‬ويض الت‪44‬ام في‬
‫حالة الضرر المستقبلي‪.70‬‬
‫إن االخذ بعين االعتبار للتحوالت االقتصادية على قيمة النقد السوقية من قبل محكم‪44‬ة الموض‪44‬وع‪4‬‬
‫لتقدير قيمة التعويض بما يتناسب مع مقدار الضرر فإن هذه التغيرات االقتصادية ال تعتبر تغيراً‬
‫في الضرر ذاته بل إن الضرر قائم‪ 4‬كما هو‪ ،‬وإنما التغير يكون في قيمة الض‪44‬رر نتيج‪44‬ة الرتف‪44‬اع‬
‫أو انخفاض قيمة النقود من التضخم‪ ،‬وإن عدم تطوي‪4‬ع‪ 4‬التع‪4‬ويض في ظ‪4‬ل التح‪4‬والت االقتص‪4‬ادية‬
‫نكون قد قدرنا الضرر‪ 4‬بقيمة التعويض وهذا مخالفا ً للقانون والمنطق‪.‬‬
‫نرى بأنه ال تعتبر جميع صور التعويض قابل‪4‬ة للتطوي‪4‬ع‪ 4‬كم‪4‬ا في التع‪4‬ويض العي‪4‬ني أو التع‪4‬ويض‬
‫الغ‪44‬ير نق‪44‬دي كون‪44‬ه وفي ح‪44‬ال حكم‪44‬ة محكم‪44‬ة الموض‪44‬وع‪ 4‬بنش‪44‬ر ق‪44‬رار الحكم في قض‪44‬ية ذم وق‪44‬دح‪4‬‬
‫وتحقير في إحدى الجرائد اليومية ال يكون هذا الحكم قابالً للتطوي‪44‬ع وان أي حكم ب‪44‬التعويض عن‬
‫ض‪44‬رر‪ 4‬ادبي ال يك‪44‬ون ق‪44‬ابالً للتطوي‪44‬ع وذل‪44‬ك على أس‪44‬اس ان الض‪44‬رر‪ 4‬االدبي لم يكن س‪44‬ابقا ً ق‪44‬ابالً‬
‫للتعويض النقدي لكونه ال يرتب أي اثار مالية على المضرور‪ ،‬وبالتالي فإن مب‪44‬دأ التع‪44‬ويض عن‬
‫الضرر االدبي مستحدثا ً ال يمكن تطويع‪44‬ه النتف‪4‬اء مب‪44‬دأ التض‪44‬خم‪ .‬وبالت‪4‬الي‪ 4‬ف‪4‬إن التع‪44‬ويض القاب‪44‬ل‬
‫للتطويع له خصائص يجب توافرها‪ 4‬فيه وهي‪:‬‬
‫ان يكون الضرر قابل للتعويض‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قد ذكرنا‪ 4‬سابقا ً بأنه ال يك‪44‬ون ك‪44‬ل ض‪44‬رر‪ 4‬ق‪44‬ابالً للتع‪44‬ويض ب‪44‬ذلك فإن‪44‬ه ال يك‪44‬ون ق‪44‬ابالً‬
‫للتعويض سوى‪ 4‬الضرر الحال وال‪44‬ذي‪ 4‬وق‪44‬ع فعالً والض‪44‬رر‪ 4‬المس‪44‬تقبلي ال‪44‬ذي ت‪44‬راخت‬
‫نتائجه للمستقبل ولكنه سوف يقع حتماً‪.‬‬
‫ان يكون الضرر متغير في قيمته‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إن تغير قيمة الضرر‪ 4‬نتيجة التضخم الواقع على العملة ال يحدد ب‪44‬وقت معين ويك‪44‬ون‬
‫تغير القيمة متوازياً‪ 4‬مع التضخم فإذا ما ارتفعت نسبة التضخم انخفضت قيمة العمل‪44‬ة‬
‫وعلى العكس‪.‬‬
‫إن انخفاض قيم‪4‬ة النق‪4‬ود او ارتفاعه‪4‬ا ال يش‪4‬كل ظرف‪4‬ا ً من ش‪4‬أنه أن يزي‪4‬د من الض‪4‬رر‪ .71‬ب‪4‬ل وإن‬
‫المطالبة بتطويع‪ 4‬التعويض ال يعد تعدد في الضرر‪ 4‬كي نطبق احكام عالقة الس‪44‬ببية‪ ،‬ك‪44‬ون عالق‪44‬ة‬
‫السببية قائمة سواء انخفضت قيمة النقود أم ارتفعت‪ .‬والقضاء عندما يطوع‪ 4‬التعويض م‪44‬ا ه‪44‬و إال‬
‫تحديد لقيمة النقود الكافية إلزالة الضرر‪ 4‬وان ض‪44‬رر انخف‪44‬اض النق‪44‬ود او ارتفاعه‪44‬ا يقتص‪44‬ر دوره‬
‫في القيمة االسمية للنقود الكافية إلزالة الضرر‪ 4‬الناجم عن المسؤول‪ 4.‬ومن باب اخر فإن‪44‬ه ال يمكن‬
‫القول بأن الم‪44‬دين غ‪44‬ير مس‪44‬ؤول عن الت‪44‬أخر في إج‪44‬راءات المحكم‪44‬ة لحين ص‪44‬دور‪ 4‬الحكم المنهي‬
‫للخصومة وعدم جواز تحمل المدين لهذا التأخير وذلك من باب ان األص‪4‬ل في األش‪4‬ياء االباح‪4‬ة‪،‬‬
‫إال انه يمكن القول بأن الدائن هو األولى بالرعاية‪ 72‬ولو انه لم يحكم له بتطوي‪4‬ع التع‪4‬ويض فلم‪4‬اذا‬
‫ً‬
‫بداية من المدين‪.‬‬ ‫هو من يتحمل تأخير اإلجراءات في حين ان الخطأ صدر‪4‬‬
‫‪ 70‬الدكتور طارق كاظم عجيل‪ ،‬تطويع‪ 4‬التعويض في ظل التحوالت االقتصادية‪ ،‬دراسة في المسؤولية التقصيرية‪.2006 ,‬‬
‫‪ 71‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.782‬‬
‫‪ 72‬مرجع سابق‪ ،‬تطويع التعويض في ظل التحوالت‪ 4‬االقتصادية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫إن ما استقر عليه الفقه والقضاء من التعويض هو فكرة التعويض الكامل عن الضرر إلزالة ه‪44‬ذا‬
‫الض‪44‬رر‪ 4‬وإذا م‪44‬ا تم تطوي‪44‬ع التع‪44‬ويض ال نك‪44‬ون ام‪44‬ام التع‪44‬ويض الكام‪44‬ل عن الض‪44‬رر ب‪44‬ل يبقى‬
‫التعويض ناقصاً‪ 4‬فل‪44‬و أن ش‪44‬خص اتل‪44‬ف م‪44‬االً مملوك‪4‬اً‪ 4‬لغ‪44‬يره وان مبل‪44‬غ (‪ )20.000‬دين‪44‬ار أردني‪4‬‬
‫يكفي إلزال‪44‬ة الض‪44‬رر إال ان قيم‪44‬ة النق‪44‬ود انخفض‪44‬ت وأص‪44‬بح ال يمكن إزال‪44‬ة الض‪44‬رر إال بمبل‪44‬غ (‬
‫‪ )30.000‬دينار أردني‪ 4‬بالتالي يجب الحكم على المسؤول‪ 4‬عن الضرر بدفع مبلغ الـ( ‪)30.000‬‬
‫دينار‪ .‬فلو حكم للمضرور بـ(‪ )20.000‬دينار فهذا يع‪44‬ني ان التع‪44‬ويض ال يكفي إلزال‪44‬ة الض‪44‬رر‬
‫واالخالل بمبدأ التعويض الكامل عن الضرر‪ .‬وانه في حال احتج المسؤول‪ 4‬عن الضرر بالقضية‬
‫المقض‪44‬ية فإن‪44‬ه يش‪44‬كل دفع‪4‬ا ً في غ‪44‬ير محل‪44‬ه‪ ،‬حيث وأن إع‪44‬ادة تق‪44‬دير التع‪44‬ويض وتطويع‪44‬ه نتيج‪44‬ة‬
‫للتحوالت االقتصادية الناتجة عن تضخم العملة النقدية من شأنه ان يحقق مبدأ التع‪44‬ويض الكام‪44‬ل‬
‫عن الضرر وذلك ليكون المبلغ المحكوم به كافياً‪ 4‬إلزالة الضرر‪ 4‬حتى وإن كانت القض‪44‬ية مقض‪44‬ية‬
‫ولكن ال يجوز إعادة النظر في قيمة التعويض إلنقاصه‪.73‬‬

‫الخاتمة‬
‫وفي نهاي‪44‬ة رحلتن‪44‬ا البحثي‪44‬ة وبفض‪44‬ل هللا تع‪44‬الي وبحم‪44‬ده‪ ،‬خلص‪44‬نا الى أن العمل‪44‬ة النقدي‪44‬ة ونتيج‪44‬ة‬
‫للتضخم الحاصل هي متقلبة في قيمتها‪ 4‬بين االرتفاع واالنخفاض‪ ،‬ونتيجة لهذه التقلبات ف‪44‬إن قيم‪44‬ة‬
‫الديون وكافة التعامالت المالية بين افراد المجتمع ككل ومؤسسات الدولة بأنواعها وح‪44‬تى م‪44‬ا يتم‬
‫استقراضه سواء من الدولة أو من االف‪44‬راد‪ 4‬الطبيع‪44‬يين والمعن‪44‬ويين هي متغ‪44‬يرة غ‪44‬ير مس‪44‬تقرة في‬
‫قيمتها وبالتالي‪ 4‬تكون حقوق أطراف عالقة الق‪44‬رض أو ال‪44‬دين التج‪44‬اري‪ 4‬بع‪44‬د بي‪44‬ان نس‪44‬بة التض‪44‬خم‬
‫الواقعة على الدين ذهبت الى االنخفاض أو االرتفاع وتك‪44‬ون قيم‪44‬ة ال‪44‬دين عن‪44‬د الس‪44‬داد ق‪44‬د اختلفت‬
‫عن قيمة الدين الفعلية ويكون ما يتم س‪44‬داده أق‪44‬ل أو اك‪44‬ثر مم‪44‬ا يجب س‪44‬داده عن‪44‬د اس‪44‬تحقاق ت‪44‬اريخ‬
‫الوفاء‪ ,‬فإن الحكم بسداد قيمة ال‪44‬دين الفعلي‪44‬ة ه‪44‬و م‪44‬ا يتحق‪44‬ق مع‪44‬ه ركن الرض‪4‬ى‪ 4‬ل‪44‬دى ال‪44‬دائن عن‪44‬د‬
‫استحقاق دينه ويتحقق التماثل الحقيقي بواق‪44‬ع وج‪44‬وهر قيم‪44‬ة النق‪44‬د وقت قيم‪44‬ة ش‪44‬رائها‪ .‬إن الفائ‪44‬دة‬
‫القانوني‪44‬ة وكم‪44‬ا أوض‪44‬حناها في بحثن‪44‬ا ه‪44‬ذا والموس‪44‬وم‪ 4‬بـ "التض‪44‬خم وقيم‪44‬ة العمل‪44‬ة وأثره ‪4‬ا‪ 4‬على‬
‫االلتزامات المالية" ليس لها قاعدة قانونية مرتبطة بتعويض ما يطرأ على قيمة العمل‪44‬ة من تغي‪44‬ير‬
‫وأن الحكم بها ال يؤثر على المطالبة بس‪44‬داد قيم‪44‬ة ال‪44‬دين الفعلي‪44‬ة وأن م‪44‬ا يط‪44‬رأ على قيم‪44‬ة العمل‪44‬ة‬
‫النقدية من تحوالت في قيمتها هو ذاته ما يطرأ على الفائدة كونها هي أيضا ً تعتبر نقود له‪44‬ا قيم‪44‬ة‬
‫مالية وأن الحكم بها لحين السداد التام دون نسبة ال يجوز‪ 4‬تجاوزها قانوناً‪ 4‬يلحق الض‪44‬رر الف‪44‬احش‬

‫‪ 73‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.782‬‬

‫‪27‬‬
‫بالمدين‪ .‬وقد أوضحنا‪ 4‬في بحثنا هذا أن نسبة التضخم هذه ال تقتصر فقط على ال‪44‬دين الثابت‪44‬ة بذم‪44‬ة‬
‫المدين فقط بل وأنها قد تغير من قيمة التعويض الذي يحكم به للمضرور وأن هذه القيمة ونتيج‪44‬ة‬
‫للتحوالت االقتصادية قد تتغير بين فترة وأخرى وهي فترة بسيطة ق‪44‬د تح‪44‬دث م‪44‬ا بين وقت إقام‪44‬ة‬
‫الدعوى وقبل صدور الحكم المنهي للخصومة وأنه ال يمكن القول بع‪44‬دم مس‪44‬ؤولية المس‪44‬ؤول عن‬
‫الضرر وذلك لما كانت أركان المسؤولية ق‪4‬د تحققت مس‪44‬بقا ً وأن عناي‪44‬ة المض‪44‬رور‪ 4‬لتعويض‪4‬ه عن‬
‫كامل ما أصابه من ضرر‪ 4‬هي األولى‪.‬‬
‫وعليه فقد توصلنا ومن خالل بحثنا هذا الى جملة من النتائج والتوصيات وهي‪:‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫توجد عالقة عكسية ما بين قيمة ال‪44‬دين الفعلي‪44‬ة ونس‪44‬بة التض‪44‬خم‪ 4‬حيث وكلم‪44‬ا زادت نس‪44‬بة‬ ‫‪-1‬‬
‫التضخم نقص من قيمة الدين الفعلية‪.‬‬
‫تغير قيمة الدين الفعلي‪4‬ة وس‪4‬داد‪ 4‬ال‪4‬دين بمثل‪4‬ه عن‪44‬د ت‪4‬اريخ االس‪4‬تحقاق أو إن ت‪44‬أخر الم‪4‬دين‬ ‫‪-2‬‬
‫بالسداد فيه ضرر فاحش بالمدين‪.‬‬
‫أن ما جاء في نص المادة (‪ )644/1/2‬من القانون الم‪44‬دني ال يمكن تطبيق‪44‬ه في ظ‪44‬ل م‪44‬ا‬ ‫‪-3‬‬
‫طرأ على المجتمع من تحوالت اقتصادية لها اثارها الفاحشة على األوض‪44‬اع االقتص‪44‬ادية‬
‫لألفراد والدولة‪.‬‬
‫أن االرتفاع المستمر في المستوى العام ألسعار الس‪44‬لع ي‪44‬ؤثر‪ 4‬على الق‪44‬وة الش‪44‬رائية وعلى‬ ‫‪-4‬‬
‫قدرة المواطنين المادية‪ .‬وعلى المستوى الكلي فإن المعدالت المرتفعة من التضخم ت‪44‬ؤثر‬
‫بدورها على اقتصاد‪ 4‬الدول‪44‬ة كك‪44‬ل وعلى االس‪44‬تثمار‪ 4‬وعلى ق‪44‬وة العمل‪44‬ة المحلي‪44‬ة الش‪44‬رائية‬
‫ونشاط الدولة االقتصادي‪.‬‬
‫الحكم بالفائدة القانونية يقتصر فق‪44‬ط على الق‪44‬روض المص‪44‬رفية وال‪44‬ديون التجاري‪44‬ة بش‪44‬ك ًل‬ ‫‪-5‬‬
‫عام بموجب القانون المدني‪.‬‬
‫إن عق‪44‬د الق‪44‬رض ه‪44‬و من عق‪44‬ود اإلذع‪44‬ان‪ ،‬وأن حس‪44‬اب نس‪44‬ب الفائ‪44‬دة على الق‪44‬روض‬ ‫‪-6‬‬
‫المصرفية حسب اتفاق أطراف عالقة القرض وبموجب‪ 4‬قانون البن‪44‬ك المرك‪44‬زي األردني‬
‫يرتب عبء على كاهل المدين ويعتبر التزام مرهق يص‪44‬عب االل‪44‬تزام في‪44‬ه باإلض‪44‬افة الى‬
‫انه يلحق الضرر المالي له‪ .‬وأن رفع نس‪44‬ب الفائ‪44‬دة على الق‪44‬روض هي ص‪44‬الحية مطلق‪44‬ة‬
‫للبنك على حساب المدين‪.‬‬
‫إن عدم تطويع‪ 4‬التعويض عن االضرار‪ 4‬ال يعت‪44‬بر تع‪44‬ويض كام‪44‬ل عن الض‪44‬رر المقص‪44‬ود‬ ‫‪-7‬‬
‫بمعناه القانوني وإنما تعويض ناقص بشوبه نقص في قيمة ما يكفي إلزالته من نقود‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫تطبيق قاع‪44‬دة أن التماث‪44‬ل الحقيقي ال يتحق‪44‬ق بالش‪44‬كل والص‪44‬ورة وإنم‪44‬ا ب‪44‬الواقع والج‪44‬وهر‬ ‫‪-1‬‬
‫ليصار الى الحكم بسداد قيمة الديون بقيمتها ال بمثلها وذلك باالستعاضة عنه‪44‬ا عم‪44‬ا ج‪44‬اء‬
‫في الفقرتين (‪ )1,2‬من المادة (‪ )644‬من القانون المدني‪.‬‬
‫تطويع التعويض في ظل التح‪44‬والت االقتص‪44‬ادية للعمل‪44‬ة النقدي‪44‬ة ليص‪44‬ار الى الحكم بقيم‪44‬ة‬ ‫‪-2‬‬
‫التعويض وقت صدور‪ 4‬الحكم ال وقت وقوعه‪.‬‬
‫تطبيق نص المادة (‪ )640‬من القانون المدني وجع‪44‬ل الفائ‪44‬دة القانوني‪44‬ة مناط‪44‬ة فق‪44‬ط على‬ ‫‪-3‬‬
‫الديون التجارية‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫القانون‪:‬‬
‫القانون المدني األردني رقم ‪ 43‬لسنة ‪.1976‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قانون أصول المحاكمات المدنية االردني رقم ‪ 24‬لسنة ‪.1988‬‬ ‫‪-2‬‬
‫قانون العقوبات األردني رقم ‪ 16‬لسنة ‪.1960‬‬ ‫‪-3‬‬
‫قانون التجارة األردني رقم ‪ 12‬لسنة ‪.1966‬‬ ‫‪-4‬‬
‫قانون البنك المركزي األردني رقم ‪ 23‬لسنة ‪.1971‬‬ ‫‪-5‬‬

‫المقاالت‪:‬‬
‫( ‪-https://islamqa.info/ar/answers/220839/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B1%D8%AF‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪-D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%‬‬
‫‪-D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA %‬‬
‫‪-D8%A8%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%8A%D9%88%D9%85%‬‬
‫‪ ،D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A%‬بال تاريخ)‬
‫(حنفي‪)2021 ،/https://jordan-lawyer.com/2021/10/02/things-and-money ،‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪29‬‬
‫‪https://bestlawfirmjo.com/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%AF%D8%A9-‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-‬‬
‫‪/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%86‬‬
‫‪https://islamqa.info/ar/answers/220839/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B1%D8%AF-‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-‬‬
‫‪%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA-‬‬
‫‪%D8%A8%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%8A%D9%88%D9%85-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D9%82%D9%8A‬‬
‫‪%D9%85%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85‬‬
‫_‪https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B9%D8%B1‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%AF%D8%A9‬‬
‫‪https://jordan-lawyer.com/2021/08/13/wrong-act-in-civil-law/#_ftn3‬‬ ‫‪-6‬‬
‫مصطفى الزرقا‪ ،‬حول جواز إلزام المدين المماطل بتعويض‪ 4‬الدائن‪ ،‬ص‪.20‬‬ ‫‪-7‬‬
‫خرجه اإلمام أحمد‪ ،)2/33( ،‬برقم (‪ ،)4883‬وأبو داود في كتاب البيوع‪ ،‬باب في اقتضاء الذهب من الورق‪،)2/270( ،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫برقم (‪ ،)3355-3354‬والترمذي في كتاب البيوع‪ ،‬باب ما جاء في الصرف‪ ،)3/544( ،‬برقم (‪ ،)1242‬والنسائي في‬
‫كتاب البيوع‪ ،‬باب أخذ الورق من الذهب‪ ،)283-7/281( ،‬برقم (‪ ،)4593‬وابن ماجه في كتاب التجارات‪ ،‬باب اقتضاء‬
‫الذهب من الورق والورق من الذهب‪ ،)2/760( ،‬برقم )‪.)2262‬‬
‫‪http://saaid.org/bahoth/325.htm‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪https://jordan-lawyer.com/2021/08/13/wrong-act-in-civil-law/#_ftn3‬‬ ‫‪-10‬‬
‫الدكتور طارق كاظم عجيل‪ ،‬تطويع التعويض‪ 4‬في ظل التحوالت االقتصادية‪ ،‬دراسة في المسؤولية التقصيرية‪.2006 ,‬‬ ‫‪-11‬‬

‫الكتب‪:‬‬
‫مناضل الجواري‪ ،‬مقدمة في الرياضيات المالية‪ ،‬ص‪.7‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تركي مصلح حمدان‪ ،‬الجوانب القانونية للفوائد المصرفية في التشريع األردني‪ ،‬ص‪.174‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مسعود‪ :‬جبران‪ ،‬الرائد (معجم لغ‪44‬وي عص‪44‬ري رتبت مفردات‪44‬ه وفق‪44‬ا لحروف‪44‬ه األولى)‪ ،‬ب‪44‬يروت‪ ،‬دار العلم للماليين‪،1964,‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ص‪.1094‬‬
‫الفيومي‪ ،‬احمد بن محمد بن علي‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المطبعة االميرية‪ ،‬ج ‪ ،1‬كتاب‪ 4‬الراء‪ ،‬ط‪ ،1925 ,6‬ص‪-295‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪.296‬‬
‫البرماوي‪ ،‬راشد‪ ،‬الموسوعة االقتصادية‪ ،‬مصر‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪.1971 ,1‬‬ ‫‪-5‬‬
‫موسى خلي‪4‬ل م‪44‬تري – المف‪4‬اهيم القانوني‪44‬ة للفائ‪4‬دة – مجل‪4‬ة جامع‪4‬ة دمش‪44‬ق للعل‪44‬وم االقتص‪44‬ادية والقانوني‪4‬ة – المجل‪4‬د رقم ‪29 ‬‬ ‫‪-6‬‬
‫–‪ ‬العدد الثالث – عام‪ – 2013 ‬صفحة‪62 ‬‬

‫محمد علي محمد احمد البنا‪ ،‬القرض المصرفي‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة ‪ ،1971‬ص‪.439‬‬ ‫‪-7‬‬
‫العط‪44‬ار‪ ،‬عب‪44‬د الناص‪44‬ر توفي‪44‬ق‪ ،‬نظري‪44‬ة االج‪44‬ل في االل‪44‬تزام (في الش‪44‬ريعة اإلس‪44‬المية والق‪44‬وانين العربي‪44‬ة) ‪ ،1978 ,‬مطبع‪44‬ة‬ ‫‪-8‬‬
‫السعادة‪ ،‬ص‪.231-230‬‬
‫سعد‪ ،‬احمد محمود‪ ،‬الفوائد التأخيرية (دراسة مقارنة بالش‪4‬ريعة اإلس‪4‬المية)‪ ،‬الق‪4‬اهرة‪ ،‬دار النهض‪4‬ة العربي‪4‬ة‪ ،‬ط‪،1986 4,1‬‬ ‫‪-9‬‬
‫ص‪.91‬‬
‫العتوم‪ ،‬سيف الدين سامي الفائدة القانونية في التشريع والقضاء األردني (دراسة تحليلية في ضوء الق‪44‬وانين األردني‪44‬ة والفق‪44‬ه‬ ‫‪-10‬‬
‫اإلسالمي)‪ ،‬ط‪ ،2019 ,1‬ص‪.202‬‬
‫السنهوري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬طبعة دار الشروق سنة ‪ ،2010‬ص‪.782‬‬ ‫‪-11‬‬
‫بن بيه‪ :‬توضيح أوجه اختالف االقوال في مسائل من معامالت األم‪44‬وال‪ ،‬دون طبع‪44‬ة‪ ،‬دار ابن الح‪44‬زام‪ ،1998 ,‬ص‪-135‬‬ ‫‪-12‬‬
‫‪136‬‬
‫الحالحشة ‪ ،‬عبد الرحمن احمد‪ ،‬الوجيز في شرح القانون المدني األردني‪ ،‬اثار الحقوق الشخصية (احكام التزام)‪ ،‬دار وائل‪,‬‬ ‫‪-13‬‬
‫‪ 2006‬ص ‪.131‬‬
‫مصطفى الزرقا‪ ،‬شرح القواعد الفقهية‪ ،‬ط‪ ،2‬دون دار نشر‪ ،1989،‬ص(‪.)174‬‬ ‫‪-14‬‬
‫الدكتور عجيل جاسم النشيمي‪ ،‬دراسة في تغير قيمة العملة في الفق‪44‬ه اإلس‪44‬المي‪ ،‬جامع‪44‬ة الك‪44‬ويت‪ ،‬ص‪ ،35‬دون س‪44‬نة‪ ،‬دون‬ ‫‪-15‬‬
‫طبعة‪.‬‬
‫د‪ .‬سليمان مرقس‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني في االلتزامات في الفعل الضار والمسئولية المدنية‪ ،‬المجل‪44‬د األول‪ ،‬ط‪,5‬‬ ‫‪-16‬‬
‫‪ ،1993‬ص‪.1‬‬

‫‪30‬‬

You might also like