Professional Documents
Culture Documents
المسؤولية العقدية في التشريع الجزائري
المسؤولية العقدية في التشريع الجزائري
-أشكر اهلل وأحمده اناء الليل وأطراف النهار ،هو العلي القهار ،األول اآلخر ،الظاهر
والباطن الذي أغرقنا بنعمه التي ال تحصى وال تعد ورزقه الذي اليفني ،فله جزيل الحمد
-كما أتقدم بأسمى عبارات الشكر والتقدير لألستاذ المشرف "بلعبدون عواد" الذي وافق على
اإلشراف على ومنحني من وقته الثمين ،والذي كان له الفضل في إتمام هذا العمل بارشاداته
وتوجيهاته القيمة التي ساعدتني على انجاز هذا البحث (فجزاك اهلل أوفر جزاء)
-كما أخص بالشكر لألساتذة الكرام أعضاء لجنة المناقشة الذين قبلوا المشاركة في
مناقشته.
-اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم واذا اعطيتني نجاحا التفقدني تواضعي ،واذا
-أهدي عملي هذا وثمرة جهدي في طبق من ذهب إلى والدي الغالي أدامه اهلل لي ورعاه
ليكون منارة دائمة في حياتي بالقول له شك ار على خيرك وعطائك الذي ال يحتسب وأظل في
كل لحظة أقضيها معك ألتعلم الكثير…برغم أنها تقال إال في نهاية األحداث وبك أرى نفسي
دائما في البداية.
-كما أهدي عملي الى والدتي الغالية حفظها اهلل وأدامها لي عضفو ار مغردا يمأل حياتي
بأعذب األلحان فلكلي كل التقدير واإلمتنان على كل المجهودات التي بذلتها من أجلي،
-كذلك الى من يذكرهم القلب قبل أن يكتب القلم إخوتي وأختي وأوالدها وزوجة أخي حفظهم
اهلل ورعاهم الذين قاسموني حلو الحياة ومرها ،فأنتم جوهرتي الثمينة وكنزي الغالي.
-كما أهدي ثمرة جهدي إلى أجمل وأروع صديقات عرفني بهم القدر "آمنة" و "زينب"و
تعد المسؤولية بجميع أنواعها من أهم الموضوعات القانونية التي شغلت اهتمام الفقه
والقضاء ،أيضا التشريع خاصة عالقتها بالتطورات والتغييرات التي تحصل في المجتمع.
فالمسؤولية هي الحالة التي يؤاخذ فيها الشخص عن عمل أتاه وهذا العمل يفترض
إخالال بقاعدة ،وبالتالي تنقسم المسؤولية إلى مسؤولية أدبية إذا تعلقت بمخالفة قواعد
األخالق وليس لها عالقة بقانون ،أما إذا تعلق بمخالفة قاعدة قانونية فتكون مسؤولية قانونية
التي بدورها تنقسم إلى مسؤولية جزائية التي تنشأ عن وقوع ضرر يصيب المجتمع ،والتي
يتحدد نطاقها في قانون العقوبات ،أيضا المسؤولية المدنية التي تقوم على اإلخالل بالتزام،
ولقيامها يجب توفر طرفين أحدهما المتضرر واآلخر هو الذي يحاسب على الضرر الذي
أحدثه أو سببه.
كذلك المسؤولية المدنية تنقسم إلى مسؤولية تقصيرية والتي تقوم عند اإلخالل بالتزام
إال أنه ما يهمنا من هذه الدراسة هي المسؤولية العقدية التي تؤدي إلى حرص المتعاقد
على تنفيذ التزامه ليتجنب جزاء اإلخالل بما التزم به ،وهذا ما يرتب ضمان أو حماية حقوق
المتعاقد اآلخر ،وعليه فإن كل هذا يحقق استقرار المراكز القانونية والمعامالت بين األفراد
في المجتمع وذلك عن طريق نشوء العقد صحيحا على أطرافه يكون واجب التنفيذ إما
باختيارهم أو إجبارهم بالوسائل القانونية إال أنه في بعض األحيان يستحيل التنفيذ العيني
أ
المقدمة
وتتمثل أهمية المسؤولية العقدية عندما يخل أحد المتعاقدين بتنفيذ االلتزام الذي رتبه
عليه العقد ،أو أن يؤديه على وجه معيب ،وبالتالي فالعقد هو الذي يحدد مسؤوليات
المتعاقدين من حيث االلتزامات والشروط فالعقد شريعة المتعاقدين ،ألن المسؤولية العقدية
هي الوجه الثاني للعقد ،إذ ينظر إليها من زاوية التنفيذ للعقد ،بحيث يعتبر عدم تنفيذ المدين
لاللتزام الناشئ عن عقد صحيح عمال مخالفا للقانون ،لذلك يحق للدائن مطالبته بالتنفيذ
ويجبره على الوفاء ،غير أن القواعد العامة للمسؤولية العقدية تطورت مع تطور العقد ،بحيث
أما أهداف دراسة الموضوع تكمن في إظهار النظام القانوني للمسؤولية العقدية في
التشريع الجزائري من خالل تحديد كيفية قيام المسؤولية العقدية وتحديد أطرافها بإضافة إلى
تمييزها مع ال مسؤولية التقصيرية وأيضا أركان مسؤولية عقدية بما فيها أركان الشكلية
ومن أسباب اختيار الموضوع المسؤولية العقدية يتمثل في :تجسيد الحماس العلمي
للبحث المتعلق بموضوعات العقود أسباب ذاتية ،أيضا نشر نتائج كليتنا باألفكار التي تم
ويمكن السبب الموضوعي لهذه الدراسة في دعم سابقاتها ،خاصة ألنها تتعامل مع
المسؤولية العقدية كأحد نتائج العقد كعقوبة لخرق االلتزامات التعاقدية ،وبالتالي ما لفت
ب
المقدمة
انتباهي وهي دراسة احتياجاتها حسب احتياجات التنمية االقتصادية مما يؤدي إلى حدوث
مخالفة للعقد ،أيضا االنتباه إلى دراسة مسؤولية العقد من عدة جوانب.
-ومن خالل ما سبق يمكننا طرح اإلشكالية التالية :على أي أساس تقوم المسؤولية العقدية
-وقد عالجت هذا الموضوع ضمن خطة قسمتها إلى فصلين حيث تناولت في الفصل
األول ماهية المسؤولية العقدية من خالل مبحثين حيث خصصت المبحث األول لمفهوم
المسؤولية العقدية والمبحث الثاني تمييز بين المسؤولية العقدية والمسؤولية التقصيرية،
أما الفصل الثاني تناولت فيه أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها من خالل
مبحثين حيث خصصت المبحث األول :أركان الشكلية و الموضوعية للمسؤولية العقدية
ج
الفصل األول
ماهية المسؤولية العقدية
أ
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
من المتعارف عليه تنقسم المسؤولية المدنية إلى المسؤؤولية التقصيرية والمسؤولية
العقدية ،حيث تنبع األولى من انتهاك االلتزامات القانونية وتنبع الثانية من انتهاك
التزامات العقد ،وهذه األخيرة تتحقق بعد ظهور عقد ساري المفعول ،إذا أخفق طرفا العقد
في الوفاء بالتزاماتهما التعاقدية بالكامل أو تسبب في ضرر للطرف اآلخر مما يؤخر تنفيذ
العقد بسبب أخطائهم وحقوقهم ويكون طرف العقد مسؤوال عن الضرر الناجم عن خطئه،
وعليه تناولت في المبحث األول مفهوم المسؤولية العقدية والمبحث الثاني تمييز بين
المسؤولية العقدية والمسؤولية التقصيرية.
6
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
1
عبد القادر العرعاري ،مصادر االلتزامات ،الكتاب /2المسؤولية المدنية ،ط ،2دار األمان ،المغرب ،2122ص
.10
2
د .علي فياللي ،االلتزامات ،العمل المستحق للتعويض ،الجزء الثاني ،دون طبعة ،دار موفم للنشر والتوزيع ،الجزائر
،2112ص .12
3
زكريا سرايش ،الوجيز في مصادر االلتزام ،العقد واإلرادة المنفردة ،ط ،2دار هومة ،الجزائر ،2122ص .21
7
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
1
بلحاج العربي ،النظرية العامة لاللتزام في ق.م.ج الجزء األول ،التصرف القانوني ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،2111ص .266 ،262 ،262
2
علي علي سليمان ،النظرية العامة لاللتزام ،مصادر االلتزام في ق.م.ج ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر
،2111ص .223
8
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
غير ممكن أو كان ممكن ولم يطلبه الدائن ،فهنا يحكم القاضي بالتعويض للدائن ،طبقا
1
للشروط التي نص عليها القانون وبالتالي هنا تقوم المسؤولية.
المطلب الثاني :أطراف دعوى المسؤولية العقدية
تناولت خالل هذا المطلب أطراف دعوى المسؤولية العقدية من فرعين ،حيث
تطرقت في الفرع األول إلى األطراف األساسية أو األصلية للمسؤولية العقدية ،في حين
تعرضت في الفرع الثاني إلى األطراف االحتياطية أو االستثنائية للمسؤولية العقدية.
الفرع األول :األطراف األصلية أو األساسية للمسؤولية العقدية
هناك طرفين أساسيين للمسؤولية العقدية وتتمثل في المدعى المتضرر من اإلخالل
بالتزام ،والمدعى عليه المسؤول عن الضرر النتاج عن اإلخالل.
أوال :المدعى
الذي يستطيع مطالبة حقه في التعويض عن الضرر الذي أصابه ،وال يشترط أن من
أصابه الضرر هو الذي يطالب بالتعويض ،بل يمكن لنائب المضرور القيام برفع
الدعوى ،يمكن أن يكون المضرور شخصا قاصر ،أو مجنون ،هنا على الولي أو الوصي
أو القيم رفع دعوى المسؤولية 3أيضا يعرف المدعى هو المضرور في دعوى المسؤولية،
1
رمضان أبو السعود ،النظرية العامة لاللتزام ،مصادر االلتزام ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،2112ص
.232
2
دريد محمود علي ،النظرية العامة لاللتزام ،القسم األول لمصادر االلتزام ،ط ،2منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان
،2122ص .232
3
خليل أحمد حسن قدادة ،الوجيز في شرح ق.م.ج ،الجزء األول ،مصادر االلتزام ،ط ،2ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،2112ص .221
9
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
ويستطيع نائبه أن يحل محله في طلب التعويض كالولي ،الوصي ،القيم ،الوكيل ،السنديك
أي وكيل الدائن في حالتي إفالس المضرور أو دائن المضرور عند رفع الدعوى غير
المباشرة أما في حالتي تعدد المضرورين يمكن الكل مضرور رفع دعوى تعويض شخصية
1
باسمه دون التأثر بدعاوي اآلخرين.
1
فاضلي إدريس ،الوجيز في النظرية العامة للغلتزام ،ط ،2ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2122ص -221
.221
2
دريد محمود علي ،المرجع السابق ،ص .232
3
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .231
4
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .221
5
المادة 226ق.مج"إذا تعدد المسؤولين عن العمل ضار كانوا متضامنين في التزاماتهم بتعويض الضرر ،وتكون
المسؤولية فيما بينهما بالتساوي ،إال إذا عين القاضي نصيب كل منهم في االلتزام بالتعويض"
01
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
أن يقوم بمحاسبة المسؤولين الكل بحسب جسامة خطئه أو بالتساوي1.ولقيام التضامن عن
الضرر بين المسؤولين المتعددتين يشترط:
1
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .232
2
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .232
3
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .221
4
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .232
5
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .261
6
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .232
00
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
التدخل هو طلب يهدف إلى جعل طرف ثالث طرفا في إجراء قائم بين األطراف
األصلية ،ثم إحضارها من خالل مذكرة تسعى مذكرة التدخل في التقاضي ،والتي تعرض
المعنى للقاضي ،بما في ذلك أسباب تدخله ،وادعاءاته ودفوعه.
لذلك يجب على الخصم أن يأذن للخصم األصلي بصورة من طلب التدخل يكون
عند قبول مداخلته معنى وضعه القانوني.
طبقا ألحكام المادة 212من قانون رقم 11-11المتضمن قانون إجراءات مدنية
وادارية < يكون التدخل في الخصومة في أول درجة أو في مرحلة االستئناف اختياريا أو
وجوبيا ،ال تقبل التدخل إال ممن توفرت فيه الصفة والمصلحة ،يتم التدخل تبعا لإلجراءات
المقررة لرفع الدعوى ،ال يقبل التدخل أمام جهة اإلحالة بعد النقض ،ما لم يتضمن قرار
1
اإلحالة خالف ذلك>.
دعوى الدخول هي طلب من أحد األطراف الرئيسية في الدعوى ليكون طرفا في
الدعوى ،أي أن دعوى الدخول لها مصلحة أو عالقة بموضوع النزاع في بداية الدعوى أو
أثناء مسار الدعوى وهناك حالتين:
.1إذا كان اإلدخال في بداية الدعوى :يجب على الطرف المعني أن يذكر بشكل مباشر
اسم القضية المعنية بفتح الشكوى ،وتخصيص مربع لها ،وكتابة أن فالن يدخل الدعوى،
وتقديم شكوى إلى كاتب الشكوى ،يجب على المراقب الذي يحق له رفع الدعوى بعد
تسجيلها أن يخضع إلجراءات اإلخطار بالطريقة العادية.
1
المادة 212من القانون 11-11المؤرخ 22فبراير سنة ،2111المتضمن قانون إجراءات مدنية وادارية ،ع،22
المؤرخ في .2111
01
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
.0إذا كان اإلدخال أثناء سريان الدعوى :فهذا هو المكان الذي تبدأ فيه الدعوى وتنتقل
من كتابة المحضر إلى يد القاضي ،إذا فإن أي إجراء قد يحدث يجب أن يأمر به بعلم
وبموافقته.
-طبقا لنص المادة 211من قانون رقم 11-11المتضمن قانون إجراءات مدنية وادارية
< يجوز ألي خصم إدخال الغير الذي يمكن مخاصمته كطرف أصلي في الدعوى للحكم
ضده ،كما يجوز ألي خصم القيام بذلك من أجل أن يكون الغير ملزما بالحكم
1
الصادر>.
المطلب الثالث :شروط رفع دعوى المسؤولية العقدية
تطرقت في هذا المطلب إلى فرعين ،حيث تناولت في الفرع األول الشروط العامة
لرفع دعوى المسؤولية العقدية ،وتعرضت في الفرع الثاني إلى الشروط الخاصة بالمسؤولية
العقدية.
الفرع األول :الشروط العامة لرفع دعوى المسؤولية العقدية
تنص المادة 23من قانون رقم 11-11المتضمن اإلجراءات المدنية واإلدارية في
الفقرة األول <ال يجوز ألي شخص التقاضي ما لم تكن له صفة ،وله مصلحة قائمة أو
محتملة يقرها القانون> وفي الفقرة الثانية <يثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة في المدعى
أو في المدعى عليه> وفي الفقرة الثالثة <كما يثير تلقائيا انعدام اإلذن إذا ما اشترطه
2
القانون>.
1
المادة 211من قانون رقم 11-11المؤرخ في 22فبراير سنة ،2111المتضمن قانون إجراءات مدنية وادارية،
العدد ،22المؤرخ في .2111
2
المادة 23من قانون رقم 11-11المؤرخ في 22فبراير سنة ،2111المتضمن قانون إجراءات مدنية وادارية،
العدد ،22المؤرخ في .2111
01
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
م ن خالل نص المادة تطرقنا إلى ثالثة شروط أساسية والتي هي الصفة ،المصلحة،
اإلذن.
أوال :الصفة
تشير الصفة إلى حالة الشخص الذي يحق له رفع دعوى قضائية مما يعني أنه إذا
تم رفع الدعوى من قبل شخص آخر فإنها تعتبر غير مقبولة ،إذن تشترط الصفة في
المدعى عليه طبقا لنص المادة 23من قانون 11-11المتضمن إجراءات المدنية
1
واإلدارية <ال يجوز ألي شخص التقاضي ما لم تكن له صفة .>...
الصفة والتمثيل القانوني :التمثيل القانوني أن يقوم شخص بالتصرفات القانونية محل
شخص آخر ويكون ذلك في حالتي االستحالة القانونية أو االستحالة المادية.
التمثيل بموجب وكالة :يحق لكل شخص أن ينشئ لغيره ،وكالة من أجل تمثيله امام
التمثيل القانوني بموجب نص في القانون :يمنح القانون لبعض األشخاص الحق في
تمثيل أشخاص أو هيئات ألن وضعيتها القانونية أو الطبيعة ال تسمح بالوقوف أمام
2
القضاء.
1
المادة 23من قانون رقم 11-11المؤرخ في 22فبراير سنة ،2111المتضمن قانون إجراءات مدنية وادارية،
العدد ،22المؤرخ في .2111
2
د.خالد روشو ،الوجيز في شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائر ،11/11دار الخلدونية ،الجزائر
،2121ص .230
01
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
ثانيا :المصلحة
المصلحة هي المنفعة التي يحققها صاحب المطالبة القضائية وقت اللجوء إلى
.1أن تكون قائمة أو محتملة :يقصد بالمصلحة القائمة أن يستند القاضي على المصلحة
الموجودة أثناء رفع الدعوى وهذه األخيرة تكون غير مقبولة أما المصلحة المحتملة هي
1
التي تكون غير قائمة ،ولكن يمكن قيامها في المستقبل.
.0أن تكون قانونية :حيث نصت المادة 61ق.إ.موا أن على القاضي أن يشير تلقائيا،
الدفع بعدم القبول إذا كان من النظام العام السيما عند عدم احترام أجال طرق الطعن أو
2
عند غياب طرق الطعن.
ثالثا :اإلذن
هو الرخصة التي نص القانون عليها في بعض الحاالت على وجوب الحصول
عليها فإذا تقدم المدعى بدعوى دون الحصول على إذن ،حكم بعدم قبول دعواه ومثال
ذلك اإلذن المنصوص عليه في المادة 2قانون تجاري والمتعلق بالقاصر 21سنة ،فإذا
3
أراد ممارسة التجارة ،عليه الحصول على إذن.
اعتبره المشرع شرط من شروط وجود الحق في التقاضي ،أو من شروط قبول
الدعوى متى كان اإلذن الزما ،كما يجيز المشرع للقاضي عدم وجود اإلذن من تلقاء نفسه
الرتباطه بالنظام العام ومثال ذلك وجوب تمثيل الشخص االعتباري بشخص طبيعي طبقا
1
مقفولجي عبد العزيز ،شروط قبول الدعوى ،مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،جامعة البليدة ،2الونيس
علي ،العدد ،6ص .221-221
2
مقفولجي عبد العزيز ،المرجع السابق ،ص .221
3
مقفولجي عبد العزيز ،المرجع السابق ،ص .222-221
01
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
لنص المادة 23من قانون إجراءات مدنية وادارية <...كما يشير تلقائيا انعدام اإلذن إذا
1
ما اشترطه القانون>.
06
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
إذا كان محل االلتزام هو رد شيء بعلم المدين أنه مسروق أو استالم شيء دون حق
وهو على علم بذلك.
1
إذا صرح المدين كتابة أنه ينوي تنفيذ التزامه.
أمثلة عن هذه الحاالت:
.1إذا تعذر تنفيذ االلتزام وأصبح غير مجد بفعل المدين :كما لو التزم مقاول ببناء جناح
في معرض ،ويقام ا لمعرض وينتهي دون أن يقوم المقاول بتنفيذ التزامه ،ففي هذه الحالة
2
ال ضرورة لإلعذار ألن تنفيذ االلتزام أصبح غير ممكن.
.0إذا كان محل االلتزام تعويضا ناتج على عمل مضر :فارتكاب العمل غير المشروع
إخالل بواجب الحيطة والحذر ،لمنع إحداث ضرر للغير ،ولمجرد ترتب الضرر على
3
خطأ المسؤول وجب التعويض ،فبعد حدوث الضرر ال يتصور وجوب اإلعذار.
.3إذا كان محل االلتزام تعويضا رد شيء يعلم المدين أنه مسروق أو شيء تسلمه دون
حق وهو عالم بذلك ،فتقصيره في هذه الحالة بين وال يحتاج إلى أي إجراء من قبل
صاحب الحق في استرداد ذلك الشيء إلثباته ولذا لم يجد القانون فائدة من اإلعذار في
4
هذه الحالة.
.2إذا صرح المدين كتابة أنه ال ينوي تنفيذ التزامه ،فبعد صدور هذا التصريح مكتوبا ال
معنى إللزام الدائن بمطالبة المدين بالتنفيذ العيني بعد أن ثبت امتناعه عن الوفاء ثبوتا
5
جازما.
1
أشواق دهيمي ،المرجع السابق ،ص .63
2
أشواق دهيمي ،المرجع السابق ،ص .63
3
أشواق دهيمي ،المرجع السابق ،ص .63
4
أشواق دهيمي ،المرجع السابق ،ص .62
5
أشواق دهيمي ،المرجع السابق ،ص .62
07
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
كما نعلم سابقا أن المسؤولية المدنية تنقسم إلى مسؤولية عقدية ومسؤولية تقصيرية،
فالعقدية هي المسؤولية الناشئة عن خرق االلتزام من قبل األطراف ،والتقصيرية هي التي
تترتب على ما يحدثه الشخص من الضرر للغير بخطئه ،وبعد تمييز نوعي المسؤولية
عن بعضهما البعض من جميع النواحي ،عرف القرن التاسع عشر الجدل الفقهي بين
أولئك الذي اعتقدوا أن طبيعة وأحكام نوعي المسؤولية مختلفة وبين أولئك الذين اعتقدوا
أن هذين النوعين من المسؤولية طبيعتهما وأحكامهما واحد.
لذلك عرف الرأي األول بأنصار ازدواج المسؤولية في حين عرف الرأي الثاني
بأنصار وحدة الموضوع.
نادت طائفة من الفقهاء الفرنسيين بوحدة المسؤولية ويأتي على رأسهم الفقيه
"بالنيول" و "جرانموالن" اللذين نفوا االختالف الذي اعتمد عليه أنصار االزدواج ،وأن
المسؤوليتان تعتبران من طبيعة واحدة ،وجزاء االلتزام قانوني أخل به المسؤول في
التقصيرية ،وبالتالي تقوم المسؤولية في كلتا الحالتين بسبب اإلخالل بالتزام عقدي أو
قانوني ،وهما متحدثان من حيث السبب والنتيجة ،أما ردودهم على أوجه االختالف
1
فملخصها كالتالي.
1
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .210
08
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
أوال :األهلية
لقيام العقد صحيحا ال بد من توافر شرط الرشد واذا ما تخلفت أهلية العاقد ترتب
مسؤولية عقدية ال يشترط في هذه المسؤولية العقدية أية أهلية وفي المسؤولية التقصيرية
يشترط قيام المسؤول بارتكاب خطأ لتثبت مسؤوليته ،ونسبة الخطأ إلى المسؤول تقتضي
1
أن يكون مميزا ،فالتمييز شرط لتحقيق المسؤولية وليس أهلية في المسؤولية.
ثانيا :اإلثبات
اإلثبات اإليجابي يكون عندما يثبت المدين القيام به ،أما اإلثبات السلبي فعلى
الدائن إثبات أن المدين أخل به و بما أن االلتزام في المسؤولية التقصيرية دائما سلبي،
فعبئ اإلثبات يقع على الدائن كما في االلتزام السلبي في المسؤولية العقدية ،لهذا ال فرق
بين المسؤولتين من حيث اإلثبات 2.ألن أساسهما واحد هو اإلخالل بالتزام سابق فعلى
الدائن إثبات أن المدين لم يتم بالتزامه أيضا يجب على المضرور أن يثبت أن سائق
3
السيارة لم يقم بواجب اإلنارة عندما دهسه ليال.
1
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .210
2
علي علي سليمان ،النظرية العامة لاللتزام ،المرجع السابق ،ص .226
3
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .210
09
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
1
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .211
2
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .211
3
علي علي سليمان ،النظرية العامة لاللتزام ،المرجع السابق ،ص .222-222
11
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
ثانيا :اإلعذار
يتحقق اإلعذار بااللتزام اإليجابي كتأخر في التنفيذ أما إذا كان االلتزام سلبيا في
المسؤولية العقدية كاالمتناع عن المنافسة مثال ،فال ضرورة لإلعذار و مادام االلتزام في
1
المسؤولية التقصيرية دائما سلبيا فال إعذار فيه ،فالتفرقة إذن ال ترجع إلى طبيعة االلتزام.
الفرع الرابع :اإلعفاء اإلتفاقي من المسؤولية والتقادم
أوال :اإلعفاء اإلتفاقي من المسؤولية
أحكام المسؤولية التقصيرية من النظام العام ،بينما أحكام المسؤولية العقدية اتفاقية،
وللمتعاقدين أن يحددا مدى االلتزام بالتعويض بإرادتهما ويتفقا على اإلعفاء منه ومع ذلك
فإن القانون يبطل االتفاق على إعفاء المدين في المسؤولية العقدية من غشه أو خطأه
2
الجسيم.
ثانيا :التقادم
يرى أنصار وحدة المسؤولية أن القرار راجع إلى المشرع لحكمة ارتآها وقد ال يأخذ
بها مشرع آخر ،وهناك العديد من التشريعات ال تقوم بتفريق بين المسؤوليتين من حيث
3
التقادم.
1
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .211
2
علي علي سليمان ،النظرية العامة لاللتزام ،المرجع السابق ،ص .226
3
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .211
10
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
1
محمد صبري السعدي ،النظرية العامة لاللتزامات ،مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري ،الجزائر،2111 ،
ص .20
2
محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص .20
3
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .212
4
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .216
11
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
ثانيا :التضامن
تقتضي المادة 1220ق.م.ج بأنه ال تضامن بين المدينين في االلتزام الناشئ عن
العقد إال إذا كان بناء على اتفاق أو نص في القانون فإذا تعدد المسؤولون في المسؤولية
العقدية يقسم التعويض عليهم إذ ال تضامن بينهم ،أما في المسؤولية التقصيرية فإن
2
التضامن بين المسؤولين عن العمل الضار مفروض بحكم القانون.
1
المادة 220من ق.م.ج " التضامن بين الدائنين أو بين المدنيين ال يفترض وانما يكون على اتفاق أو نص في
القانون
2
محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص .21-20
3
علي علي سليمان ،النظرية العامة لاللتزام ،المرجع السابق ،ص .222
11
ماهية المسؤولية العقدية الفصل األول
ثانيا :اإلعذار
القاعدة أن التعويض ال يستحق في المسؤولية العقدية ،إال بعد إعذار الدائن للمدين،
طبقا لما نصت عليه المادة 201 1ق.م.ج صراحة ،اما في المسؤولية التقصيرية فإنه
3
طبقا للفقرة الثانية من المادة 2122ق.م.ج يعفى الدائن عن إعذار المدين.
1المادة 201من ق.م.ج " ال يستحق التعويض إال بعد إعذار المدين ما لم يوجد نص مخالف لذلك
2
المادة 212من ق.م.ج " ال ضرورة إلعذار المدين في الحاالت التالية :
-إذا تعذر االلتزام أو أصبح غير مجد بفعل المدين
-إذا كان محل االلتزام تعويضا ترتيب عن عمل مضر
-إذا كان محل االلتزام رد الشيء يعلم المدين أنه مسروق أو شيء تسلمه دون حق وهم عالم بذلك
-إذا صرح المدين كتابة أنه بل ينوي تنفيذ إلتزامه
3
محمد صبري السعدي ،المرجع السابق ،ص .20
4
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .216
5
المادة 703من القانون المدني الجزائري " ينقضي االلتزام إذا اثبت المدين أن الوفاء به أصبح مستحيال عليه لسبب أجنبي عن إرادته "
6
محمد صبري السعدي ،نظرية االلتزام ،المرجع السابق ،ص 21
11
الفصل الثاني
أركان المسؤولية العقدية
وطرق التعويض عنها
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
بما أن العقد هو المصدر األساسي لقيام المسؤولية العقدية ،لذا يستلزم لصحته توافر
الشروط الشكلية والشروط الموضوعية ،فاألولى يكون العقد بدونها باطل ،أما الثانية إذا
أعرض أحد الطرفين عن تنفيذ التزاماتهما أو تأخر في تنفيذها هنا تقوم المسؤولية العقدية
عن طريق تحريك دعوى أما بالنسبة لطرق التعويض في المسؤولية العقدية ترجع إلى
القاضي لتقديرها في حالة إذا لم تكن مقدرة في العقد وتتمثل في تقدير االتفاقي والقانوني
والقضائي ،فالتقدير األول يأتي في بداية العقد باالتفاق وهو معروف في االلتزام التعاقدي،
أما التقدير الثاني يوج د فقط في المسؤولية العقدية دون المسؤولية التقصيرية والتقدير
الثالث فالقاضي هو الذي يقوم بالتعويض في حالة كان غير معين قانونا أو متفق بين
طرفين ومن خالل هذه الدراسة تطرقت في المبحث األول إلى أركان المسؤولية العقدية،
وتعرضت في المبحث الثاني إلى طرق التعويض عنها.
16
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
17
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
1
المادة 22المعدلة بموجب القانون رقم 21-12المؤرخ في 21جوان 2112المتضمن ق.م.ج.
2
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .31
3
علي الفياللي ،االلتزامات ،العمل المستحق للتعويض ،المرجع السابق ،ص .21-21
18
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
لم يقم القانون المدني الجزائري بتقديم تعريف محدد لمحل االلتزام ،غير أنه يعد
األداء الذي يلتزم به المدين في مواجهة الدائن ،ويتمثل هذا األداء بتقديم حق عيني
لصالح الدائن ،يكون إما القيام بعمل معين ،أو االمتناع عن عمل ،5وبعبارة أخرى يعتبر
محل االلتزام هو ما يلتزم به المدين ،إما أن يكون منح شيء (إعطاء شيء) واما أن
1
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .22
2
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .26
3
المادة 21من قانون رقم 21-12المؤرخ في 21جوان 2112المتضمن ق.م.ج.
4
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .22
5
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .02
19
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
يكون بفعل شيء أي أداء عمل ،وأن يكون بعدم فعل شيء ما ،أي االمتناع عن عمل
ويشترط في محل االلتزام الشروط التالية:
1
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .212
2
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .03
3
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .211
4
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .03
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
تطرقت خالل هذه الدراسة إلى تعريف اإلخالل لاللتزام عقدي في األول ثم تناولت
األمثلة الواردة عنه.
يجب أن يكون الضرر الذي يلحق بالمتضرر له نتيجة مباشرة لإلخالل الضابط
بالتزاماته التعاقدية ،وتعتبر هذه االلتزامات من وضع وتحديد المتعاقدين ،إذ تنص الفقرة
12من المادة 210من القانون المدني الجزائري "...ال يقتصر العقد على إلزام المتعاقد
بما ورد فيه فحسب بل يتناول أيضا ما هو من مستلزماته وفقا للقانون والعرف والعدالة
بحسب طبيعة االلتزام" ،وبالتالي قد يكون األشخاص المتضررين مسؤولين تعاقديا عن
خرق االلتزامات المنصوص عليها صراحة في العقد ،وكذلك االلتزامات التي يقتضيها
1
القانون والعرف لتقع في نطاق العقد.
2
كان الطالب من الداخل ومسؤوليته هي مسؤولية عقدية.
1
د.علي فياللي ،المرجع السابق ،ص .21
2
حسن علي الذنون ،ومحمد سعد الرحو ،الوجيز في النظرية العامة لاللتزام ،مصادر االلتزام ،الجزء األول ،الطبعة
األولى ،دار وائل للنشر والتوزيع ،األردن ،2112ص .221
10
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
ومعنى ذلك أن المتعاقد أو الغير إذا كان تابعا له ،هو الذي تسبب في عدم أداء
الدين ،أيضا هو الذي أخل بااللتزامات العقدية ،والطرف المتضرر هو الطرف الذي تعاقد
1
معه أي الدائن من ناحية أخرى ،يعتمد هذا الشرط على مبدأ العقد النسبي.
و إذا كان احد الشروط الثالثة مفقودة ،فلن يكون هناك مجال للمسؤولية العقدية ،بل
تصبح مسؤولية تقصيرية التي تعد الشريعة العامة التي يعتمد عليها في غياب شروط
2
مسؤولية عقدية.
المطلب الثاني :أركان موضوعية للمسؤولية العقدية
تقتضي القوة الملزمة إلى قيام أطراف العقد ،بتنفيذ ما يقع على أطرافهم من
التزامات ،فإن عدم قيام أحد الطرفين عن تنفيذ التزاماته أو تأخر في تنفيذها ،هنا هو
مجبر على التنفيذ العيني ،كذلك هو الحال بالنسبة للمدين ،أما المسؤولية العقدية ال تقوم
إال عند استحالة التنفيذ العيني بتعويض الدائن عن األض ارر الذي وقعت له بسبب عدم
3
التنفيذ.
1
د.علي فياللي ،المرجع السابق ،ص .21
2
د.علي فياللي ،المرجع السابق ،ص .22
3
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .220
4
رمضان أبو السعود ،النظرية العام لاللتزام ،المرجع السابق ،ص .232
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
يجبر القانون المدني الجزائري المتعاقد على تنفيذ التزاماته التعاقدية ،ونظ ار لتعدد
النصوص لهذا المعنى ومنها المادة 216ق.م التي تنص على أن العقد شريعة
المتعاقدين ،أيضا المادة 210ق .م التي تقتضي بأنه يجب تنفيذ العقد وتطبيقه بحسن
النية وبالتالي إذا كان المدين لم ينفذ التزامه العقدي ،فالركن األول من المسؤولية قد
1
توافر.
حيث تبين المادة 2064ق.م.ج على أن المسؤولية تعتمد على الحاالت التي
يستحيل فيها تنفيذ االلتزام عينا ،حيث أنه ال يمكن للمدين نفي الخطأ من نفسه ،إال في
حالة إثباته عدم التنفيذ راجع ألجنبي ألنه متى كان التنفيذ العيني ممكنا ،فال محال
5
للتعويض.
1
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .260
2
رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .232
3
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .260
المادة 206من قانون مدني جزائري " إذا استحال على المدين أن ينفذ االلتزام عين حكم عليه بتعويض الضرر 4
الناجم عن عدم تنفيذ التزامه ،ما لم يثبت أن استحالة التنفيذ نشأت عن سبب ال بد له فيه ويكون الحكم كذلك ،إذا
تأخر المدين في تنفيذ التزامه
5
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .261
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
يتحقق الخطأ العمدي في حالة عدم تنفيذ المدين اللتزامه إلى تعمد منه أو غش ،إال
أن القانون أجاز بعض الحاالت الحد من مسؤولية المدين ،بحيث ال ينتج أثره هذا التحديد
في حلة عدم تنفيذ المتعاقد اللتزامه عمدا ،وال يسري هذا التحديد إال في حالة الخطأ غير
1
العمدي ،بإضافة إذ وجد تأمين يغطي مسؤولية الخطأ العمدي أو الغش.
قد يكون خطأ غير عمدي ،لكنه وصل إلى حد من الجسامة يمكن وصفه بالخطأ
الجسيم ،وهناك أحكام تقضي بأن القانون يذهب إلى التسوية بين الخطأ غير العمدي
الجسيم والخطأ العمدي ،حيث قضى بعدم جواز االتفاق على إعفاء المدين من مسؤولية
تترتب على غضه أو خطئه الجسيم ،كذلك مسؤولية المتعاقد عن األضرار المتوقعة وغير
المتوقعة التي تقوم عن عدم التنفيذ في حالة تعمده لعدم التنفيذ أو قام بإحداث خطأ
2
جسيم.
لقد فرق القانون المدني الجزائري في هذا الموضوع بين ثالثة أنواع االلتزامات تتمثل
3
في االلتزام بتحقيق نتيجة أو غاية و االلتزام ببذل عناية ،و االلتزام بالسالمة.
1
رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .230-236
2
رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .230
3
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص 203
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
1
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص 221
2
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .202-203
3
رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .232
4
رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .232
5
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .221
6
المادة 2/ 202ق.م "في االلتزامات بعمل ،إذا كان المطلوب من المدين أن يحافظ على الشيء ،وأن يقوم
بإرادته ،أو أن يتوخى الحيطة في تنفيذ إلتزامه فإن المدين يكون قد وفي بااللتزام إذا بخل في تنفيذه من العناية كل
ما يبذله الشخص العادي "
7
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .202
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
.3االلتزام بالسالمة:
مثلما هو الشأن في ناقل المسافرين ،عيادة األمراض النفسية ...الخ حيث أن
المحكمة العليا قامت بتطبيق ذلك في مسؤولية ناقل المسافرين ،واعتبرت الناقل ملتزما
بنتيجة والتي هي توصيل الراكب سالما إلى الجهة المتفق عليها ،وال يمكن إعفاءه من هذه
المسؤولية إال إذا أثبت أن الضرر سببه القوة القاهرة أو خطأ المسافر ولم يكن متوقع
1
حدوثه وال يمكن تفاديه.
ثالثا :الخطأ العقدي في المسؤولية عن فعل الغير وعن األشياء.
لم يعرف القانون المدني الجزائري مثل هذا النوع من المسؤولية ،إال أن المشرع
ذكرها بطريقة غير مباشرة ،في الفقرة الثانية ،من المادة 201 2ق.م.ج ، 3يتحقق
الخطأالعقدي بمجرد وفاء المدين بالتزامه سواء كان هذا الوفاء راجع إلى فعل شخص آخر
غير المدين ،ويكون هذا الشخص تابعا له أو مساعدا في تنفيذ العقد ،4وبالتالي إذا كان
عدم الوفاء بااللتزام راجع إلى أحد أتباع المدين أو إلى فعل شخص آخر ،هنا يحل
5
المدين محله في تنفيذ االلتزام كالمقاول من الباطن او المستأجر من الباطن.
حيث يوجد ثالث أطاف في االلتزام العقدي وتتمثل في المسؤول وهو المدين في
االلتزام العقدي ،أيضا المضرور وهو الدائن في هذا االلتزام ،وللغير الدين استخدمهم
1
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .206
2
المادة 201ق.م.ج " يجوز االيقاف على إعفاء المدين من أية مسؤولية تترتب على تنفيذ التزامه التعاقدي ،إال ما
ينشأ عن غشه ،أو عن خطئه الجسيم ،غير أنه يجوز للمدين أن يشترط إعفاءه من المسؤولية الناجمة عن الغش أو
الخطأ الجسيم الذي يقع من أشخاص يستخدمهم في تنفيذ التزامه
3
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .221
4
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .200
5
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .200
16
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
المدين في تنفيذ التزامه 1و تتحقق مسؤولية المدين عن األشياء إذا كان عدم التنفيذ راجع
إلى فعل الشيء في حراسة المدين ،أو كان المدين يستعمله في تنفيذ التزامه كإهمال
األمن والسالمة بالنسبة لصاحب معدات األلعاب التي يسيرها وبالتالي تقوم هنا المسؤولية
2
العقدية أساسها فعل الشيء وليس لفعل الشخص ،وهو ال يعتبر سببا أجنبيا عنه.
في حالة إذا كان الوفاء راجع إلى فعل غير المدين وكان هذا الغير تابع للمدين،
فعدم الوفاء يعتبر خطأ عقديا ،وال يعتبر فعل الغير سببا أجنبيا قاطع لعالقة سببية،
وبالتالي يسأل المدين مسؤولية عقدية شخصية وليست مسؤولية عن فعل الغير ،فمثال
يسأل المستأجر مسؤولية عقدية شخصية عن العين المؤجرة إذا أصيبت بتلف سواء كان
3
بفعل أبنائه وأخواته أو غيره من المقيمين معه.
يتعين على الدائن إثبات االلتزام العقدي من خالل تحديد مضمونه ،إذا أثبت عدم
التنفيذ أو التأخير فيه و اثبت أيضا الضرر ،هنا يكون قد أثبت الخطأ العقدي ،4واذا كان
االلتزام بتحقيق غاية كالتزام المؤجر اتجاه المستأجر ،ففي هذه الحالة يثبت المستأجر
خطأ المؤجر الممتنع عن تسليم العين المؤجرة لغرض االنتفاع به ،وقد يكون العكس إذا
أثبت المؤجر عدم دفع المستأجر األجرة.5
1
عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،نظرية االلتزام بوجه عام ،مصادر االلتزام،
ط ،3منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،2110ص .662
2
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .201
3
رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .231
4
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .211
5
منذر الفضل ،الوسيط في شرح القانون المدني ،مصادر االلتزامات وأحكامها ،معززة بآراء الفقه وأحكام الفقهاء ،دار
الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن ،2122ص .221
17
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
طبقا للمادة 62ق.ت إن مسؤولية ناقل المسافرين يلقى عليه التزاما بضمان
السالمة للمسافر ،فإذا أصيب المسافر بضرر أثناء تنفيذ عقد النقل ،هنا تقوم مسؤولية
الناقل عن هذا الضرر دون حاجة إلى إثبات وقوع خطأ في جانبه ،وال تقوم هذه
1
المسؤولية إال أثبت العكس هو نشوء الحادث عن قوة قاهرة أو خطأ المسافر أو الغير.
بالنسبة ألحكام المسؤولية العقدية يمكن للطرفين التعديل أحكامها ،إذ يجوز االتفاق
بتشديد المسؤولية التعاقدية ،مع األخذ في االعتبار أن األطراف المتعاقدة مسؤولة عن
عدم الوفاء بالتزاماتها ،حتى بسبب الحوادث المفاجئة أو القوة القاهرة ،المادة 2/201ق.م
كما أنه يمكن االتفاق على اإلعفاء من المسؤولية العقدية أي عدم طلب الدائن بالتعويض
شرط أال يكون عدم التنفيذ ناتج عن غش أو عن خطأ المتعاقد المخطئ الجسيم ،أيضا
يمكن اإلعفاء من المسؤولية في حالة إذا كان الغش أو الخطأ الجسيم قد وقع من غير
2
المتعاقد نفسه أي ممن يستخدمهم في تنفيذ العقد بموجب المادة 2/211ق.م.
كما انه يبطل كل شرط يقضي باإلعفاء من المسؤولية الناتجة عن العمل غير
3
المشروع 3/201ق.م.
وبالتالي إذا كان شرط اإلعفاء صحيحا ،فيترتب عليه إعفاء المدين من المسؤولية
على حسب الشرط واذا وقع شرط اإلعفاء باطال ،فالشرط يبقى وحده ،ويبقى العقد قائما.4
الفرع الثاني :الضرر
1
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .212
2
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .221
3
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .213
4
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .213
18
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
ال يكفي لتحقيق مسؤولية المدين العقدية أن يرتكب خطأ عقدي ،وهو عدم تنفيذ
التزامه ،وانما أن يحدث ضر ار للدائن خالل عدم التنفيذ ،1وال تقوم المسؤولية العقدية وفقا
للمادة 206ق.م إال بتحققه ،ويتعين على الدائن إثباته ألنه هو الذي يدعيه ،2ولتحديد
الضرر تطرقت إلى تعريف الضرر وأنواعه أوال ،وشروط الضرر ثانيا ،كما تناولت إثبات
الضرر ثالثا ،وكيفية التعويض عن الضرر في األخير.
أوال :تعريف الضرر وأنواعه
.1تعريف الضرر:
يعتبر الضرر هو الركن الثاني في المسؤولية العقدية ،فعندما يقوم المدين بارتكاب
خطأ عقديا ال تقوم مسؤوليته العقدية حتى يترتب على عدم التنفيذ لاللتزام العقدي ضرر
3
يلحق الدائن.
ويعرف الضرر على أنه األذى الذي يصيب اإلنسان في حق من حقوقه ،أو في
4
مصلحة ،سواء كان الحق أو المصلحة ذا قيمة مالية أو لم يكن.
حيث نص المادة 206من األمر 21/02على أنه "إذا استحال على المدين ان
ينفذ االلتزام عينا حكم عليه بتعويض الضرر الناجم عن عدم تنفيذ التزامه ما لم يثبت أن
استحالة التنفيذ نشأت عن سبب ال بد له فيه ،أو يكون الحكم كذلك إذا تأخر المدين عن
5
تنفيذ التزامه".
1
رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .221
2
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .213
3
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .222
4
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .212
5
المادة 206من األمر ،21/02المتضمن ق.م.ج أشرفي ج.ر.ج.ج .المؤرخ في ،2102ع ،01المعدل باألمر
،12/10المؤرخ في .2110
19
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
أ.الضرر المادي:
هو األذى الذي يصيب الدائن في ماله ،جراء عدم تنفيذ المدين اللتزامه 4أو هو
الذي يصيب الشخص في جسمه أو ماله و الذي يلحق به خسارة أو يفوت عليه كسبا،
ويمكن تقويم الضرر المادي بالنقود ،5كعدم إيصال بضاعة في القوت المحدد ،مما يضيع
يضيع فرصة بيعها على صاحبها ،والضرر الجسدي كأن يصيب أحد المسافرين بجروح
7
أثناء نقله ،6والضرر المادي هو أكثر شيوعا من الضرر األدبي في المسؤولية العقدية.
7
العقدية.
1
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .212
2
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .222
3
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .212
4
رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .222
5
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .221
6
دربال عبد الرزاق ،الوجيز في النظرية العامة لاللتزام ،مصادر االلتزام ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة ،2112
ص .63
7
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .212
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
هو الضرر ال يمس المال ،1وانما يمس أدبية 2ويتمثل في األلم الذي يصيب
3
الشخص بسبب عاطفته أو شعوره أو كرامته.
فإذا أخل المدين بتنفيذ التزامه ،و ألحق ضرر بالدائن في مصلحة أدبية استحق
تعويضا عن هذا الضرر األدبي ،فمثال تعاقد طبيب مع شخص على معالجته من مرض
معين ،ثم قام هذا الطبيب بإفشاء سر هذا المرض ،وأصيب المريض بضرر أدبي جراء
هذا اإلفشاء ،هنا يلزم الطبيب عن تعويض هذا الضرر ،4والناشر إذا نشر كتابا لمؤلف
5
فشوهه ،فالمؤلف سيصاب بضرر أدبي إن لم يصبه ضرر مادي.
ثانيا :شروط الضرر:
6
يشترط في الضرر سواء كان ماديا أو معنويا ،أن يكون محققا مباشرا ،متوقعا.
أن يكون الضرر محقا :ويكون حاال بمعنى وقع فعال اإلصابة المسافر بخطأ أمين
7
النقل ،هنا اإلصابة تمثل الضرر الواقع فعال وبالتالي يستحق التعويض.
أن يكون الضرر مباش ار :يكون نتيجة طبيعة لعدم تنفيذ االلتزام أو التأخر فيه ،لذا
يسأل المدين في المسؤولية العقدية عن الضرر المباشر المتوقع ،وال يسأل عن
8
الضرر المباشر غير متوقع.
1
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .212
2
رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .222
3
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .221
4
رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .222-222
5
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .223
6
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .210
7
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .210
8
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص 211-210
10
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
أن يكون الضرر متوقعا :هو الضرر الذي يتوقعه الرجل العادي وقت التعاقد ،مثال
ذلك ضياع حقيبة من الحقائب المشحونة عن طريق السكك الحديدة ،هنا ال تسأل
1
الشركة إال عن القيمة المعقولة لحقيبة عادية ،حتى لو كان بداخلها مجوهرات ثمينة.
ثالثا :إثبات الضرر:
يقع عبء إثبات الضرر كركن من أركان المسؤولية على عاتق الدائن ،ألن الميزة
على من ادعى والدائن هو الذي ادعى أنه حدث له ضرر 2،فإذا طالب الدائن بالتنفيذ
العيني فإنه ال يطالب بإثبات الضرر ،ألن عدم التنفيذ يؤدي إلى ثبوت الضرر حتما ،أما
إذا طالب بالتنفيذ بمقابل (التعويض) ففي هذه الحالة عليه أن يقيم الدليل على الضرر
الذي لحقه من عدم تنفيذ المدين اللتزامه أو خالل تأخيره في القيام بتنفيذه ،3وتشير
تطبيق هذه القاعدة على التعويض القضائي الذي يقدره القاضي ،و ال يؤخذ بها في
التعوي ض القانوني أو التعويض االتفاقي المنصوص عليه في العقد ،4ذلك طبقا لما نصت
نصت عليه المادة 212فقرة 2ق.م.ج على أنه "إذا لم يكن التعويض مقدار في العقد أو
في القانون ،فالقاضي هو الذي يقدره ويشمل التعويض لحق الدائن من خسارة وما فاته
من كسب ،بشرط أن يكون هذا نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بااللتزام أو التأخر في الوفاء
به".5
1
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .211
2
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .222
3
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .211
4
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .211
5
المادة 12فقرة 2من ق.م.ج.
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
نصت المادة 212فقرة 2من ق.م.ج "غير أنه إذا كان االلتزام مصدره العقد ،فال
يلتزم المدين الذي لم يرتكب غشا أو خطأ جسيما إال بتعويض الضرر الذي كان يمكن
توقعه عادة وقت التعاقد ،2يتضح من نص المادة أن الضرر الموجب للتعويض هو
الضرر المتوقع وليس غير المتوقع ،أيضا الضرر الذي ال يتوقعه المدين وقت العقد ال
يسأل عنه ،3فالضرر المتوقع هو الذي يتوقعه الشخص المعتاد في الظروف الخارجية
التي وجد فيها المدين ،4ومثال ذلك يضطر المستأجر إلخالء المنزل قبل انقضاء مدة
اإليجار لعدم التزام المؤجر ما أنشطة عليه المستأجر و انتقال إلى منزل مساوئ للمنزل
األول لكن أعلى أجرة أو تتلف بعض المفروشات أثناء النقل ويكون في المنزل الجديد
مرض معدي ينقل إليه هذا المرض ،فالفروق في األجرة هو ضرر مباشر متوقع وتلف
المفروشات هو ضرر مباشر غير متوقع ،و المرض المعدي هو ضرر مباشر متوقع،
5
والمؤجر يكون مسؤوال عن الضرر المباشر المتوقع فقط.
1
رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .222
2
المادة 12فقرة 2من ق.م.ج.
3
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .223
4
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .222
5
عبد القادر السنهوري ،المرجع السابق ،ص .612
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
ال تقوم المسؤولية بمجرد توافر عنصري الخطأ و الضرر ،إنما يجب أن يكون
الضرر ناتجا عن ذلك الخطأ ،أي الخطأ هو السبب في حدوث الضرر ،1بمعنى تكون
بينهما عالقة سببية ،حيث تناولت في دراسة هذا تعريف العالقة السببية بين الخطأ و
الضرر أوال ،واثبات العالقة السببية ثانيا ،وتعرضت إلى نفي العالقة السببية بين عدم
تنفيذ االلتزام وسلوك المدين ثالثا.
تعتبر العالقة السببية الركن الثالث للمسؤولية العقدية ،و تتمثل إذا وقع بالدائن
2
ضرر ،فسببه هو الخطأ العقدي الذي ارتكبه المدين.
وبعبارة أخرى تقوم المسؤولية العقدية عند قيام خطأ في جانب المدين ،إذ ينتج عنه
ضرر لعدم تنفيذ التزامه و بالتالي هناك عالقة بين الخطأ و الضرر على الدائن إثباتهما
3
وهي ما تسعى بالعالقة السببية.
مثال :إذا قامت هيئة السكك الحديدية بنقل الحيوانات من مكان إلى آخر وكانت
العربة التي بها الحيوانات غير مغلقة وماتت الحيوانات ليس من البرد وانما ثبت موتها
إلصابتها بمرض معين ،فإن الهيئة ال تسأل عن تعويض المرسل ألن رابطة السببية
4
انقطعت بين الخطأ والضرر الحاصل للدائن.
1
رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .223
2
خليل أحمد حسن قدادة ،المرجع السابق ،ص .222
3
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .221
4
رمضان أبو السعود ،المرجع السابق ،ص .223
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
في نظر المشرع أن العالقة السببية بين عدم التنفيذ لاللتزام وسلوك المدين هي
مفترضة على أن الخطأ راجع إلى الضرر ،واذا ادعى المدين عكس ذلك عليه نفي
1
السببية بين عدم التنفيذ وسلوكه.
حيث نصت المادة 206ق.م "إذا استحال على المدين أن ينفذ االلتزام عينا حكم
عليه بتعويض الضرر الناجم عن عدم تنفيذ التزامه ما لم يثبت أن استحالة التنفيذ نشأت
عن سبب ال بد له فيه.2"...
فالمادة 206ق.م تتعلق بركن الخطأ ،وتفترض أن استحالة التنفيذ رجع إلى سلوك
3
المدين ،وليس لها عالقة بين الخطأ والضرر الذي يظل إثباتهما خاضعا للمبادئ العامة.
ثالثا :نفي العالقة السببية بين عدم تنفيذ االلتزام وسلوك المدين
ال يمكن للمدين أن يدفع المسؤولية عنه ،إال بنفي العالقة السببية بين عدم تنفيذ
االلتزام وسلوكه وذلك بإثبات السبب األجنبي الذي يجعل التنفيذ مستحيال ،قد يكون قوة
4
قاهرة ،أو حادثا فجائيا ،أو يكون فعل الدائن ،أو يكون فعل الغير.
1
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .211
2
المادة 206ق.م.ج ،قانون ،21/02المتضمن القانون المدني.
3
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .212
4
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .212
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
بالنسبة للقضاء والفقهاء لم يفرقوا بين القوة القاهرة والحادث الفجائي ،أما المشرع
1
الجزائري اعتبرهما مترادفين ( 220ق.م).
واذا كانت القوة القاهرة مانعة بصفة نهائية من تنفيذ االلتزام فالمدين تب أر ذمته من
4
التزامه /،واذا كانت مؤقتة فإنها توقف تنفيذ االلتزام.
.0فعل الدائن:
إذا كان الضرر سببه خطأ الدائن فهنا تنتفي العالقة السببية وتب أر ذمة المدين،5
واذا كان فعل الدائن يجمع بين عدم إمكان توقعه واستحالة دفعه ،فهنا يعتبر سببا أجنبيا
1
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .212-212
2
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .221
3
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .212
4
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .221
5
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .221
16
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
كضياع رسالة أثناء نقلها نتيجة لسوء التعبئة طبقا لما نص عليه القانون الجزائري في
1
المادة 200ق.م.
.3فعل الغير:
المقصود بالغير هو الشخص األجنبي عن العقد بحيث أن المدين ال يعتبر مسؤوال
عنه ،2أيضا هو الشخص ال يسأل تعاقديا 3ويعتبر سببا أجنبيا ،ويترتب عليه نفي عالقة
4
السببية إذا توافرت فيه شروط القوة القاهرة.
المبحث الثاني :تقدير التعويض
تبين نصوص القانون المدني الجزائري على أن التعويض يكون على الضرر
المباشر بحسب الضرر الذي قام به المسؤول بخطئه سواء كان هذا الضرر ماديا أو
5
معنويا.
حيث تنص المادة 212فقرة 2من القانون المدني على أنه "إذ لم يكن التعويض
مقد ار في العقد أو في القانون ،فالقاضي هو الذي يقدره ،ويشمل التعويض ما لحق الدائن
من خسارة وما فاته من كسب"...
لهذا فإن تقدير التعويض إما يكون اتفاقي (المطلب األول) ،أو قانوني (المطلب
الثاني) ،أو قضائي (المطلب الثالث).
1
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .213
2
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .212
3
فاضلي إدريس ،المرجع السابق ،ص .221
4
بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .212
5
زهية سي يوسف ،المسؤولية المدينة للمنتج ،دار هومة للطباعة والنشر ،الجزائر ،2111ص .321
17
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
الشرط الجزائي هو مبلغ جزافي يقدر به الطرفان مقدما التعويض المستحق عن
الضرر الذي يلحق أحدهما نتيجة خطأ اآلخر ،حيث يتفق المتعاقدان مقدما على تقدير
القاضي الذي يستحقه الدائن نتيجة عدم تنفيذ التزامه أو التأخر فيه ،3حيث نص القانون
المدني عن الشرط الجزائي في المادة 213منه على أنه " يجوز للمتعاقدين أن يحددا
مقدما التعويض بالنص عليها في العقد و في االتفاق الحق ،وتطبق في هذه الحالة أحكام
المواد 206إلى ،4"212حيث يتضح من نص المادة أن الشرط الجزائي يعتبر شرط من
شروط العقد ،ويمكن أن يتضمنه اتفاق الحق بالعقد ،شرط أن يتم تقديره قبل وقوع
الضرر ،فإذا اتفقا المتعاقدان على مقدار معين من التعويض المستحق ألحدهما في حالة
1
علي علي سليمان ،دراسات في المسؤولية المدنية في ق.م.ج ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2112ص
.222
2
زهية سي يوسف ،المرجع السابق ،ص .322
3
محمد حسين منصور ،النظرية العامة لاللتزام ،أحكام االلتزام ،د.ط ،دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية ،2116ص
.02
4
أشواق دهيمي ،المرجع السابق ،ص .02
18
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
لم يقم اآلخر بتنفيذ التزامه يكون الشرط الجزائي موضوع لمواجهة عدم تنفيذ االلتزام أو في
حالة إذا اتفقا على أن يكون التعويض متأخ ار في االلتزام فهنا يكون الشرط الجزائي
1
موضوع لمواجهة التأخر في االلتزام فقط.
في عقد المقاولة تم االتفاق على التزام المقاول بدفع مبلغ معين في حالة تأخره عن
2
كل فترة زمنية لتسليمه األعمال المتفق عليها.
بما أن الشرط الجزائي هو اتفاق مسبق على التعويض ،فالطرفان لن يتركا األمر
بتقدير التعويض للقاضي ،فيتفقا مسبقا على مقدار التعويض الذي يستحقه الدائن في
حالة عدم تأدية المدين التزامه ،فيكون شرطا جزائيا متضمنا تعويضا اتفاقيا عن عدم
الت نفيذ أو عن مقدار التعويض الذي يستحقه الدائن إذا تأخر المدين في التنفيذ فيكون
3
شرطا جزئيا عن التأخير.
1
بيطار صابرينة ،المرجع السابق ،ص .222
2
محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص .02
3
أشواق دهيمي ،المرجع السابق ،ص .02
19
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
1
زهية سي يوسف ،المرجع السابق ،ص .03
2
أشواق دهيمي ،المرجع السابق ،ص .06
3
أشواق دهيمي ،المرجع السابق ،ص .00-06
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
1
بيطار صابرينة ،المرجع السابق ،ص .221
2
المادة 2/212من ق.م.ج.
3
بيطار صابرينة ،المرجع السابق ،ص .222
10
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
العامة ،كما أنه يفرض نص المادة أن يكون الشرط الجزائي موضوع لعدم التنفيذ الكلي
لاللتزام األصلي أما إذا كان موضوع لعدم التنفيذ الجزئي أو مجرد التأخر في تنفيذه خرج
عن نطاق هذه المادة ،حيث بررت سلطة القاضي في تخفيض الشرط الجزائي في حالة
التنفيذ الجزئي عن عدة جوانب كانصراف إرادة األطراف إلى تقدير األضرار الناتجة عن
1
عدم تنفيذ االلتزام تنفيذا كامال.
1
بيطار صابرينة ،المرجع السابق ،ص .221
2
بيطار صابرينة ،المرجع السابق ،ص .221
3
زهية سي يوسف ،المرجع السابق ،ص .321
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
بقولها "إذا كان محل االلتزام بين أفراد مبلغا من النقود عين مقداره وقت رفع الدعوى
1
وتأخر المدين بالوفاء به فيجب عليه أن يعوض للدائن الضرر الالحق من هذا التأخير".
يحظى التقدير القضائي للتعويض أهمية خاصة ،إال أن المشرع الجزائري مثل غيره
في غالبية األنظمة القانونية لم يعطه القدر الذي يستحقه من االهتمام ،واكتفى بالنص
3
عليه في القليل من النصوص التشريعية.
كما أنه على القاضي أن يراعي في تقدير التعويض الظروف المالبسة ،كما يتضح
لنا رغبة المشرع الجزائري في تبيين ما يعرف بمبدأ التعويض الكامل للمضرور معناه أن
4
التعويض يجب أن يغطي كل الضرر الذي أصاب المضرور.
1
زهية سي يوسف ،المرجع السابق ،ص .322
2
زهية سي يوسف ،المرجع السابق ،ص .322
3
بيطار صابرينة ،المرجع السابق ،ص .02
4
بيطار صابرينة ،المرجع السابق ،ص .02
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
تتمثل فيمايلي:
يشترط أن يكون الضرر موضوع التعويض نتيجة طبيعية بسبب عدم قيام المدين
بتنفيذ التزاماته ،أو تأخره بالوفاء بها ،ويكون الضرر نتيجة طبيعية إذا لم يكن بمقدور
الدائن ببذل جهد معقول ،1وال يجوز للدائن المطالبة إال بالضرر المباشر ،ألن التعويض
يقدر بقدر ذلك الضرر وال يشمل الضرر غير المباشر ،والضرر المتوقع هو ما يمكن أن
2
يتوقعه الشخص العادي وهي تقاس بمعيار موضوعي ال بمعيار شخصي.
ثانيا :الضرر المتوقع والضرر الغير المتوقع
القاعدة تقضي على أنه يقصر التعويض في المسؤولية العقدية على الضرر
المباشر المتوقع الذي لحق بالدائن فعال ،إال أنه هناك استثناء نصت عليه المادة 212
ق.م الفقرة ،2حيث يكون المدين مسؤوال عن األضرار المتوقعة والغير المتوقعة في حالة
3
ارتكاب غش أو خطأ جسيم.
تبين المادة 212ق.م سابقة الذكر أن المشرع الجزائري قد حصر التعويض في ما
لحق الدائن من خسارة وما فاته من كسب ،4أيضا بالنسبة الختالف العناصر التي يعتمد
1
محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص .66
2
محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص .60
3
بيطار صابرينة ،المرجع السابق ،ص .11
4
محمد حسين منصور ،المرجع السابق ،ص .62
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
عليها القاضي أثناء قيامه بتقدير التعويض سواء كان ضرر مادي أو ضرر معنوي،
1
كذلك مسألة الحكم بالتعويض إجمالي عن جميع عناصر الضرر إشكاال فقهيا واسعا.
-حيث تنحصر عناصر الضرر المادي في خسارة الحقة بالمضرور والتي تنقسم
بدورها إلى خسارة الحقة في األضرار الجسمانية والخسارة الالحقة عند الضرر
المادي ،أما العنصر الثاني هو الكسب الفائت هو ما فات المضرور من كسب كان
2
يمكن أن يحصل عليه لو أنه لم يصب بما أصيب به.
-بالنسبة لعناصر الضرر المعنوي التي تتميز بإصابة المضرور في معنوياته أي قيمة
غير مالية ،لهذا يصعب تقدير التعويض المقابل له ،ذلك لصعوبة تقويم نتائجه وآثاره
4
بالنقود ،3ومن صور الضرر المعنوي تشويه السمعة لشخص و الحزن...
-لرئيس المحكمة سلطة تفجيرية مطلقة بشأن طريقة التعويض حيث يجوز للقاضي أن
يأمر بالتعويض العيني أو النقدي.5
-فالتعويض العيني بناء على طلب الدائن يلتزم القاضي بدفع عينا وقت ما أمكن،
ويكون المدين ملزما بتنفيذه.6
-كما يرد على التعويض العيني الذي يعتبر هو األصل استثناءات :
-2إذا كان التعويض العيني مستحيل من الناحية االنسانية اقتصر التعويض على
المقابل .
1
بيطار صابرينة ،المرجع السابق ،ص .06
2
بيطار صابرينة ،المرجع السابق ،ص .12-00
3
بيطار صابرينة ،المرجع السابق ،ص .13
4
بيطار صابرينة ،المرجع السابق ،ص .11
5إبراهيم صالح صرايرة ،،التنظيم القانوني للتعويض عن الضرر،المرتد وفقا للقانون المدني األردني ،مجلة اآلداب و
العلوم االجتماعية،جامعة السلطان قابوس ،األردن ،مج ،20العدد ،2126 ،2ص 321
6
ناصر رانيا ،التقدير القضائي للتعويض ،مجلة أبحاث كلية الحقوق ،جامعة وهران 2أحمد بن بلة ،العدد،3
،2126ص 232
11
أركان المسؤولية العقدية وطرق التعويض عنها الفصل الثاني :
-2إذا كان التعويض العيني مستحيال في االلتزام العقدي وكان محل االلتزام عينا
معينا بالذات وهلكت هذه العين ،بالتالي يحكم على المدين تعويضا بالمقابل إال في
حالة إثبات أن استحالة تنفيذ االلتزام بسبب أجنبي فهنا تنتهي مسؤوليته.
-3إذا أصبح التنفيذ العيني مستحيال نسبيا إلى المدين في االلتزام بعمل أو االمتناع
عن عمل ،هنا يتلزم بالتنفيذ بالمقابل إلستحالة التعويض العيني. 1
-أما التعويض النقدي على حسب الفقيه ) (Delmasأن المعني الحقيقي لعبارة
التعويض ،هو تقديم البدل ،وطالما أن النقود هي أحسن بدل ،فالتعويض يكون إذا
2
نقديا.
1
ناصر رانيا ،المرجع السابق ،ص 233
2
بيطار صابرينة ،المرجع السابق ،ص .63
16
الخــاتمـة
الخاتمة
-تنشأ المسؤولية العقدية من خرق التزام تعاقدي سابق لن يتم الوفاء به ما لم يتم استيفاء
سلسلة من الشروط ،بما في ذلك وجود عقد صحيح بين الدائن والمدين ،والضرر الذي
يلحق بالدائن بسبب المدين الذي لم يقم هذا األخير بعدم الوفاء بالتزامات العقد ،والتي
-ويستخلص أيضا أن دعاوى المسؤولية ،مثلها الدعاوى األخرى ،تخضع لألحكام العامة،
إال أنها تثير خصوصيات الدراسة حلو بعض القضايا التي تتطلب اهتماما خاص ،بما
في ذلك أطراف دعوى المسؤولية العقدية والتي تتمثل في أطراف أصلية أو أساسية يتم
رفعها من قبل المدعى الذي ثبت حقه في المطالبة بالتعويض عن الضرر الذي لحق به
ومن قبل المدعى عليه المسؤول عن الضرر الذي سببه للمدعى ،بإضافة إلى أطراف
احتياطية أو استثنائية والتي تتمثل في المدخل في الخصام الذي يعتبر الطرف الثالث
في الدعوى مع األطراف األصلية ،والطرف الثاني هو المدخل في الخصام الذي يتمثل
في حالتين هما اإلدخال في بداية الدعوى أو اإلدخال أثناء سريان الدعوى.
18
الخاتمة
-وحتى تتحقق المسؤولية العقدية طبقا للشروط المنصوص عليها في القانون ،فمن
الضروري توفر شروط عامة لرفع دعوى قضائية ،تتمثل في الصفة التي تشتط أن تكون
-ويشترط شروط خاصة للمطالبة بالمسؤولية العقدية والمتمثلة في اإلعذار وهو الفعل
جوانب ،أهمها أن المسؤولية العقدية تتحقق فقط باألهلية الكاملة ،على عكس المسؤولية
التقصيرية التي ال تتطلب سوى تمييز المؤهالت ويشترط في المسؤولية العقدية شرط
اإلعذار دون المسؤولية التقصيرية ،والتي ال يمكن االتفاق عليها إلعفاء أو تحقيق
المسؤولية العقدية ،ولكن مسموح بها في المسؤولية التقصيرية ويتمثل التعويض في
المسؤولية العقدية على الضرر المباشر المتوقع أما في المسؤولية التقصيرية فيتمثل في
الضرر الغير المتوقع ،أما بخصوص تقادم دعوى ففي المسؤولية العقدية خمس عشر
سنة ،أما بنسبة المسؤولية التقصيرية بثالث سنوات ،أو بخمس عشرة سنة حسب
مقتضى الحال إذا كان العديد من المسؤولين في المسؤولية التعاقدية فال يوجد تضامن
بينهم ،على عكس المسؤولية التقصيرية ،فإن التضامن فيما بينهم يستند إلى سيادة
القانون.
19
الخاتمة
-فيما يتعلق بأركان المسؤولية العقدية في التشريع المدني الجزائري ال توجد مسؤولية
تعاقدية ،ما لم يكن العقد الذي كان يجب أن يكون ساريا ال يمكن أن يؤدي االلتزام
العيني ،وفشل المدين في األداء ،وانتهك الشخص واجباته وهو على علم بأي انحراف
عن هذا التعدي على الرجل العادي الذي يمثل األشخاص في الوسط من الحرص
والعناية ،الخبرة ،هذا الخطأ تحكمه المادة 206ق م إذ تبين أن المدين مسؤول في
البداية عن خطئه الشخص ،ولكن قد يكون مسؤوال عن فعل الغير وفعل األشياء ،حيث
يعتمد المشرع مسألة إثبات الخطأ العقدي يشترط أن يتحمل الدائن عبء اإلثبات عدم
-عالوة على ذلك ،ال تنشأ أي مسؤولية عقدية ما لم يكن الضرر ناتجا عن خطأ المدين
التعاقدي ،حيث أن ذلك يتعلق بجبر األضرار المادية والمعنوية الناجمة عن فشل المدين
في أداء التزاماته التعاقدية ،باإلضافة إلى السببية يعتبر المشرع الجزائري العالقة السببية
بين الخطأ والضرر شرعية وال يمنع المدين من دفع المسؤولية الطارئة ما لم تثبت القوة
القاهرة أو الحادث الفجائي لهذا يستخلص أن المسؤولية التعاقدية ال وجود لها ما لم يتم
61
الخاتمة
-ومن النتائج المستخلصة أيضا أن االلتزام بالتعويض هو التزام عقابي ينص عليه القانون
على كل من تسبب في ضرر اآلخرين بسبب أخطائه وهو تعويض الضحية عن الضرر
الذي تسبب فيه ،ويتم إجراء تقديرات هذا التعويض من قبل القضاة ويتم تحديدها وفقا
التقديرات المشرع لمنح الحدود ،ويمكن للقانون أن يضع قواعد لتحديد التعويض ،ويمكن
ترك األمر لتقدير الفرد ويعتبر التعويض القضائي التعويض الذي يقدره القاضي وهذا
وهناك وجهة نظر حول موضوع المسؤولية العقدية التي نقدمها في شكل اقتراح وهو أن
المشرع الجزائري لم يسمح للقاضي بتعويضات عينية ،إذ لم يطلبها الطرف األخر بحسب
المادة 232فقرة 2ق.م ،ذلك بتقييد سلطة القاضي وجوبا بطلب المضرور ،وبما أن
القضاة هم أكثر قدرة على تحديد التعويض المناسب أتأمل من المشرع منع القضاة سلطة
60
قائمة المصادر و المراجع
18
قائمة المصادر والمراجع:
أوال :المصادر
القوانين واألوامر:
.2110
ثانيا :المراجع
الكتب العامة:
.2بلحاج العربي ،النظرية العامة لاللتزام في ق.م.ج الجزء األول ،التصرف القانوني ،ديوان
.2حسن علي الذنون ،ومحمد سعد الرحو ،الوجيز في النظرية العامة لاللتزام ،مصادر
االلتزام ،الجزء األول ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر والتوزيع ،األردن .2112
.3خالد روشو ،الوجيز في شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائر ،11/11دار
19
.2خليل أحمد حسن قدادة ،الوجيز في شرح ق.م.ج ،الجزء األول ،مصادر االلتزام ،ط،2
.2دربال عبد الرزاق ،الوجيز في النظرية العامة لاللتزام ،مصادر االلتزام ،دار العلوم للنشر
.6دريد محمود علي ،النظرية العامة لاللتزام ،القسم األول لمصادر االلت ازم ،ط ،2منشورات
.0رمضان أبو السعود ،النظرية العامة لاللتزام ،مصادر االلتزام ،دار المطبوعات الجامعية،
اإلسكندرية .2112
.1زكريا سرايش ،الوجيز في مصادر االلتزام ،العقد واإلرادة المنفردة ،ط ،2دار هومة،
الجزائر .2122
.1زهية سي يوسف ،المسؤولية المدينة للمنتج ،دار هومة للطباعة والنشر ،الجزائر .2111
.21عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،نظرية االلتزام
بوجه عام ،مصادر االلتزام ،ط ،3منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان .2110
.22عبد القادر العرعاري ،مصادر االلتزامات ،الكتاب /2المسؤولية المدنية ،ط ،2دار
.22علي علي سليمان ،النظرية العامة لاللتزام ،مصادر االلتزام في ق.م.ج ،ديوان
61
.23علي فياللي ،االلتزامات ،العمل المستحق للتعويض ،الجزء الثاني ،دون طبعة ،دار
.22فاضلي إدريس ،الوجيز في النظرية العامة لاللتزام ،ط ،2ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر .2122
.22محمد حسين منصور ،النظرية العامة لاللتزام ،أحكام االلتزام ،د.ط ،دار الجامعة
.26محمد صبري السعدي ،النظرية العامة لاللتزامات ،مصادر االلتزام في القانون المدني
.20منذر الفضل ،الوسيط في شرح القانون المدني ،مصادر االلتزامات وأحكامها ،معززة
بآراء الفقه وأحكام الفقهاء ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن .2122
الكتب المتخصصة:
المقاالت:
-إبراهيم صالح ص اررية ،التنظيم القانوني للتعويض عن الضرر المرتد وفقا للقانون المدني
األردني ،مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية ،جامعة السلطان قابوس ،األردن ،مج ،20
60
-مقفولجي عبد العزيز ،شروط قبول الدعوى ،مجلة البحوث والدراسات القانونية
-ناصر رانيا ،التقدير القضائ\ ي للتعويض ،مجلة أبحاث كلية الحقوق ،جامعة وهران ،2
الرسائل الجامعية:
.2أشواق دهيمي ،أحكام التعويض عن الضرر في المسؤولية العقدية ،رسالة مكملة لنيل
.2بيطار صابرينة ،التعويض في نطاق المسؤولية المدنية في القانون الجزائري ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير ،في القانون ،جامعة أحمد دراية ،أدرار ،نوقشت في .2122
61
الفهرس
61
الفهرس:
كلمة شكر
إهداء
المقدمة..............................................................................أ
61
الفرع الثاني :الشروط الخاصة لرفع دعوى المسؤولية العقدية26..........................
61
المطلب األول :أركان شكلية للمسؤولية العقدية27........................................
66
المطلب الثالث :التقدير القضائي للتعويض 53............................................
الخاتمة 58...............................................................................
قائمة المراجع
الملخص
67
الملخص
68
مــلخص مذكرة الماستر
خاصة أن المعامالت بين،تحتل المسؤولية العقدية مكانة مهمة في البحث القانوني
وحتى نستطيع، وأصبحت العقود تحتل مكانة هامة لما يتضمنه إرادة الفرد،األفراد كثرت
لهذا منحها المشرع الجزائري أهمية، يستلزم الفهم الجيد لها وااللتزام بأحكامها،القيام بها
بهدف إعادة توازن أحد طرفي، وميزها عن المسؤولية التقصيرية من عدة جوانب،بالغة
ونتج عنها، األمر الذي يتطلب توافر عناصر الخطأ والضرر والعالقة السببية بينهما،العقد
.تعويض الضرر بعد التأكد من قيامها
:الكلمات المفتاحية
األحكام-3 العقد-2 المسؤولية العقدية-2
التعويض-6 عناصر-2 المسؤولية التقصيرية-2