You are on page 1of 60

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺯﻳﺎﻥ ﻋﺎﺷﻮﺭ ‪-‬ﺍﻟﺠﻠﻔﺔ‪-‬‬

‫‪Zian Achour University of Djelfa‬‬


‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫‪Faculty of Law and Political Sciences‬‬

‫ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬

‫ﻔﺮﻨﺴﺎ (‪..‬‬
‫ﺍﻠﺠﺰﺍﺌﺮ ‪ ،،‬ﺮ ﺴﺎ‬
‫ﻣﻘﺎﺭﻨﺔ ) ﺍ ﺠﺰﺍ ﺮ‬
‫ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻘﺎﺭ ﺔ‬
‫ﺍﻠﻤﺎﻠﻴﺔ ﺩﺭﺍ ﺔ‬
‫ﺍﻠﺮﻘﺎﺒﺔ ﺍ ﻤﺎ ﻴﺔ‬
‫ﺍﺮ ﺎﺔ‬

‫ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺿﻤﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ‬


‫ﻧﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺗﺨﺼﺺ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻤؤﺳﺴﺎﺕ‬

‫ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ‪:‬‬ ‫ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ‪:‬‬


‫‪-‬ﺩ‪ .‬ﺑﻦ ﻳﺤﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ‬ ‫‪ -‬ﻛﻴﺪﺍﺭ ﻋﻴﺴﻰ‬
‫‪-‬‬

‫ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬

‫ﺭﺋﻴﺴﺎ‬ ‫‪-‬ﺩ‪/‬ﺃ‪ .‬ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﻳﺐ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ‬


‫ﻣﻘﺮﺭﺍ‬ ‫‪-‬ﺩ‪/‬ﺃ‪ .‬ﺑﻦ ﻳﺤﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ‬
‫ﻣﻤﺘﺤﻨﺎ‬ ‫‪-‬ﺩ‪/‬ﺃ‪ .‬ﻟﺤﻮﻝ ﺩﺭﺍﺟﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ‪2021/2020‬‬

‫‪DM71E/191639037760/‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬


‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬
‫تشكرات‬
‫تشكرات‬

‫السلٱم و رمحة‬
‫احلمد هلل السميع العليم ذي العزة و الفضل العظيم و الصالة و َ‬
‫اهلل و بركاتو على ‪ .‬ادلصطفى اذلادي الكرمي و و على آلو و صحبو امجعٌن‪ ،‬و‬
‫بعد مصادقا لقولو تعاىل (وألن شكرمت ألزيدنكم)‬
‫أشكر اهلل ̥ العلي القدير الذي أنار يل درب العلم وادلعرفة و اعانين على إهناء‬
‫ىذا العمل‬
‫كما اتقدم بالشكر و االمتنان لألتستاذ والدكتور "بن يحي أبو بكر الصديق"‬
‫لقبولو اإلشراف علئ ىذه الدراتسة و مساعدتو لنا‬
‫المتام ىذا البحث‬
‫كما اتقدم بالشكر اخلالص لكل دكاترة قسم احلقوق جبامعة اجللفة‬
‫و يف االخًن اليسعنا اال ان ندعواهلل عز وجل ان يرزقنا السداد والرشاد و الغىن‪..‬‬

‫و شكرا جزيال للجميع‬


‫مــــقـــدمـــة‬
‫إف الرقابة عمى تنفيذ الميزانية العامة لمدولة مف مياـ السمطة التشريعية كوف ىذه السمطة‬
‫صاحبة االختصاص مجاؿ مارقبة السمطة التنفيذية بغية التأكد مف تقيدىا و إلتزاميا بتنفيذ‬
‫الميزانية بصورة صحيحة و قانونية ‪ ،‬بناءا عميو يتضح دور القانوف العضوي المتعمؽ بقوانيف‬
‫المالية باعتبا ره بمثابة دستور مالي لمدولة ‪ ،‬غذ مف خبللو يتـ تحديد العبلقة بيف السمطتيف‬
‫التشريعية والتنفيذية في مجاؿ إعداد وتنفيذ ومراقبة الميزانية العامة لمدولة وىو مف يبيف أدوار‬
‫وصبلحيات كمييما‪ ،‬إف مسألة توسيع سمطة البرلماف باعتباره الييئة المنتخبة التي تمثؿ الشعب‬
‫في إحكاـ الرقابة عمى الميزانية العامة مف بيف أكبر غايات اإلصبلح الموازني في العالـ و في‬
‫الجزائر خصوصا ‪.‬‬
‫قامت العديد مف الدوؿ المتقدمة بتأطير نظـ و أليات قا نونية و تشريعية لضبط و تأطير‬
‫ىذا الجانب مف عمؿ الدولة و المؤسسات ‪ ،‬قامت الجزائر كبقية الدوؿ بعصرنو نظاـ الميزانية‬
‫العامة والذي يقوـ عمى تغيير جذري الطرؽ إعداد وتنفيذ ومراقبة الميزانية العامة لمدولة باالنتقاؿ‬
‫مف أسموب التسيير القائـ عمى منطؽ الموارد إلى األسموب القائـ عمى منطؽ األىداؼ و ىذا وفؽ‬
‫رؤية خماسية لمدولة الجزائرية ‪ ،‬حيث صدر في ىذا الصدد القانوف العضوي ‪ 15-18‬المؤرخ‬
‫في‪2018/09/02‬المتعمؽ بقوانيف المالية‪ ،1‬الذي تضمف جممة مف األحكاـ خصص جزء منيا إلى‬
‫تعزيز سمطة البرلماف بغرفتيو‪ ،‬وذلؾ لفرض رقابة عمى تصرفات السمطة التنفيذية عند تطبيقيا‬
‫لسياسة اإلنفاؽ العاـ التي تيدؼ إلى بموغ األىداؼ المسط رة وتحقيؽ برامجيا‪.‬‬
‫إف تأطير الشؽ القانوني لمعممية المحاسبية و المالية يأخذ منحييف‪ ،‬منحى الرقابة القبمية التي يقوـ‬
‫بيا كؿ مف المحاسب العمومي و المراقب المالي ‪ ،‬و منحى الرقابة البعدية او الخارجية التي‬
‫يضطمع بيا كؿ مف مجمس المحاسبة و الرقابة الشريعية ممثمة في غرفتي البرلماف ‪ ،‬إف ىذه‬
‫الدراسة قد جاءت لدراسة ما تـ ذك ره و لكف أخذنا كؿ مف الجزائر كبمد نامي و فرنسا كبمد متقدـ ‪،‬‬
‫لتتضح لنا أوجو الفروؽ بيف النظـ المحاسبية و القانونية بيف البمديف‪.‬‬
‫عمى ضوء ما سبؽ نطرح اإلشكالية اآلتية‪ :‬ما ىي اوجو الرقابة المالية الداخمية و الخارجية‬
‫في كؿ مف الجزائر و فرنسا ؟‬
‫و بناءا عمى االشكالية نطرح التساؤالت التالية ‪:‬‬

‫‪1‬قبَىٌ رقى ‪ 81-81‬يًضي في ‪ 20‬طبخًبز ‪K 0281‬وسارة انًبنيت‪ ،‬انجزيذة انزطًيت عذد ‪ 15‬يؤرخت في ‪ 20‬طبخًبز ‪،0281‬‬
‫‪ -‬فيما تتمثؿ مراقبة المحاسب العمومي في البمديف ؟‬
‫‪ -‬مف ىو المراقب المالي ؟ و ما ىي ميامو في كؿ مف التشريع الجزائري و الفرنسي؟‬
‫‪ -‬ما ىي أوجو الرقابة الخارجية و التشريعية و كيؼ تستطيع تأطير العممية المحاسبية و‬
‫المالية لمدولة ؟ تـ تنفيذىا؟‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫يرجع اختياري ليذا الموضوع لعدة أسباب يمكف إيجازىا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ .1‬األسباب الموضوعية‪:‬‬
‫• غموض مفيوـ رققابة المحاسب العمومي و المراقب المالي و الرقابة الخارجية و عدـ وضوح‬
‫االطار الموضوعي والقانوني ليـ‪.‬‬
‫• نقص الدراسات المقارنة في االطر القانونية لبلجراءات المالية و المحاسبية في كؿ مف الجزائر‬
‫وفرنسا واشتراؾ التشريعيف في عدة اوجو ‪.‬‬
‫‪ .2‬األسباب الذاتية‪:‬‬
‫الفضوؿ والميؿ الشخصي ليذا الموضوع لما لو مف األىمية الكبيرة في البحث العممي ال سيما ما‬
‫تعمؽ منو بالقانوف االداري المالي و الرقابة الذاتية لمنظاـ المحاسبي‪،‬‬
‫أىداف الدراسة‬
‫تيدؼ ىذه الدراسة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬إعطاء لمحة عامة قانونية لمنظـ المالية التي تعد مف سمطة التشريع الجزائري و القانوف‬
‫الفرنسي في فرض رقابة أثناء تنفيذ الميزانية العامة‪،‬‬
‫‪ -‬اإلجراءات و الييئات التي ترتكز عمييا المالية العمومية‪ ،‬مف خبلؿ دراسة كؿ مف الجزائر و‬
‫فرنسا‬
‫‪ -‬أوجو إصبلح منظومة الميزانية في الجزائر عمى غرار العديد مف دوؿ العالـ مثؿ فرنسا‪.‬‬
‫‪ -‬تسميط الضوء عمى التدابير المتعمقة بالرقابة البرلمانية عمى الميزانية العامة الواردة بالقانوف‬
‫العضوي ‪ 15-18‬المتعمؽ بقوانيف المالية‪،‬‬
‫أىمية الدراسة‪:‬‬
‫وتستمد ىذه الدراسة أىميتيا مف معالجتيا لموضوع جد ىاـ وىو اآلليات المتوفرة لمبرلماف في‬
‫إحكاـ رقابة حقيقية عمى الميزانية العامة لمدولة‪ ،‬عمى اعتبار أف ىذا العامؿ كاف مف المحاور‬
‫األساسية التي دفعت بالجزائر إلى إجراء إصبلح شامؿ لمنظومة تسيير الميزانية العامة‪ ،‬حيث‬
‫صدر في ىذا الصدد القانوف العضوي ‪ 15- 18‬المؤرخ في‪ ،12018/09/02‬المتعمؽ بقوانيف‬
‫المالية‪ ،‬الذي جاء بإجراءات وتدابير جديدة وكذا مفاىيـ مغايرة في مجاؿ المالية العمومية لما كاف‬
‫معموال بو بموجب القانوف ‪.217-84‬‬
‫صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫اعترضتنا بعض الصعوبات التي نوجزىا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬عدـ توفر المصادر والمراجع األولية والثانوية حوؿ موضوع الدراسة مما استغرؽ وقتا‬
‫وجيدا طويبل جدا لمبحث عف مصادر أخرى‬
‫‪ -‬تركيز جؿ المراجع عمى الجانب االقتصادي في دراسة ىذه الموضوع‪.‬‬
‫المنيج المتبع‪:‬‬
‫وقد عمدنا إلى اختيار المنيج الوصفي المقارف في إطار التعريؼ بالمفاىيـ المرتبطة المحاسب‬
‫العمومي‪ ،‬المراقب المالي‪ ،‬مجمس المحاسبة ‪ ،‬واعتمدنا األسموب التحميمي في دراستنا لمجوانب‬
‫التشريعية كالرقابة البرلمانية في ىذه الدراسة مف خبلؿ تحميؿ نصوص مجموعة مف القوانيف‬
‫والمراسيـ المرتبطة بذات الموضوع لمبمديف‪.‬‬
‫خطة الدراسة‬
‫و لئلجابة عمى ىذه التساؤالت قمنا بإتباع الخطة التالية ‪ ،‬والمتضمنة فصبلف ‪ :‬الفصؿ األوؿ‬
‫بعنواف الرقابة المالية الداخمية (الذاتية) في الجزائر و فرنسا ‪ ،‬والذي قسمناه إلى مبحثيف‪ ،‬المبحث‬
‫األوؿ حوؿ رقابة المحاسب العمومي ‪ ،‬أما المبحث الثاني بعنواف المراقب المالي ‪ .‬و بالنسبة‬
‫لمفصؿ الثاني والمعنوف الرقابة الخارجية (المستقمة) ونظميا القانونية والتشريعية فقد تضمف‬
‫مبحثيف‪ ،‬المبحث األوؿ حوؿ رقابة مجمس المحاسبة ‪ ،‬والمبحث الثاني جاء فيو الرقابة التشريعية ‪،‬‬
‫و خمصنا بخاتمة ‪.‬‬

‫‪1‬قبَىٌ رقى ‪ 81-81‬يًضي في ‪ 20‬طبخًبز ‪K 0281‬وسارة انًبنيت‪ ،‬انجزيذة انزطًيت عذد ‪ 15‬يؤرخت في ‪ 20‬طبخًبز ‪،0281‬‬
‫‪2‬‬
‫قبَىٌ رقى ‪ 81-18‬يًضي في ‪ 21‬يىنيى ‪ 8818‬وسارة انًبنيت انجزيذة انزطًيت عذد ‪ 01‬يؤرخت في ‪ 82‬يىنيى ‪ ،8818‬انصفحت ‪8282‬‬
‫يخعهق بقىاَيٍ انًبنيت‪.‬‬
‫الفصل الأول‬
‫الرقابة المالية الداخلية (الذاتية) في‬
‫الجزائر و فرنسا‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫تمييد‬

‫إف اغمب التنظيمات في العالـ وحتى الجزائر تحرص في مجاؿ المحاسبة العمومية أف تولي‬
‫ىذه المينة االىمية وتحدد صبلحياتيا ومسؤوليات كؿ مف الييئات المكونة ليا وحتى حمايتيا‬
‫بواسطة تقنيات خاصة واجراءات محددة قانونا والقصد مف ذلؾ ىو المتابعة المستمرة والدائمة‬
‫لموضعية المالية لمدولة وكضرورة ممحة لحماية الماؿ العاـ و الحد مف الجرائـ واالختبلسات المالية‬
‫واالقتصادية‪ .‬وبذلؾ سوؼ نتناوؿ في ىذا الفصؿ مبحثيف‪ :‬األوؿ سوؼ نخصصو لرقابة المحاسب‬
‫العمومي والمبحث الثاني نخصصو لدراسة المراقب المالي و ىذا في كؿ مف الجزائر و فرنسا ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫المبحث األول‪ :‬رقابة المحاسب العمومي ‪:‬‬


‫يعتبر المحاسب العمومي أحد الييئات ذات الطابع االداري ‪ ،‬ويبلحظ في ىذا الصدد أف‬
‫النظاـ القانوني سواء الجزائري أو الفرنسي قد أوالىا االىتماـ مف حيث التأطير القانوني و‬
‫االجراءات المدنية و العضوية ىذا يعد ىيئات معنوية إدارية متخصصة في ىذا المجاؿ‪ .‬بناءا‬
‫عميو سنقوـ بدارسة مراقبة المحاسب العموي في القانوف الجزائري (مطمب أوؿ) و رقابة المحاسب‬
‫العمومي في فرنسا (مطمب ثاف)‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬مراقبة المحاسب العمومي في الجزائر‪:‬‬
‫تعتبر رقابة المحاسب العمومي رقابة مكممة لرقابة الم راقب المالي‪ ،‬وال تقؿ أىمية عنيا فمو‬
‫مياـ رقابية ىامة وفيما يمي نتناوؿ المجاالت الرقابية لممحاسب العمومي والنتائج المترتبة عف ذلؾ‬
‫(الفقرة األول ى) ومسؤوليتو وتقدير رقابتو (الفقرة الثانية)‪ .‬الفقرة األولى‪ :‬المجاالت الرقابية لممحاسب‬
‫العمومي والنتائج المترتبة عف ذلؾ‬
‫نتناوؿ المجاالت الرقابية لممحاسب العمومي (أوال) ثـ نتطرؽ إلى النتائج المترتبة عف رقابة‬
‫المحاسب العمومي (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المجاالت الرقابية لممحاسب العمومي‬
‫لـ يعط المشرع الجزائري تعريفا لممحاسب العمومي‪ ،‬بؿ عرفة عف ط ريؽ تعدد المياـ‬
‫المنطوية بو حيث يعد محاسبا عموميا كؿ شخص يعيف قانونا لمقياـ بالعمميات التالية‪ |1 :‬تحصيبل‬
‫إليرادات ودفع النفقات‪ .‬بيا وحفظيا‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف حراسة األمواؿ أو السندات او القيـ او األشياء أو المواد المكمؼ‬
‫تداوؿ األمواؿ والسندات والقيـ والممتمكات والعائدات والموارد العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬حركة حسابات المجودات‪ .‬وقد يكوف المحاسب العمومي رئيسا أو ثانويا‪ ".‬ونتمثؿ المجاالت‬
‫‪2‬‬
‫الرقابية لممحاسب المالي في‪:‬‬
‫‪ -‬التأكد مف مدى مطابقة االمر بالدفع لمقوانيف والتنظيمات المعموؿ بيما‪.‬‬
‫– التأكد مف صفة األمر بالصرؼ أو المفوض لو‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة شرعية عمميات تصفية النفقات‪.‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 33‬مف القانوف ‪ 90/21‬المتعمؽ بالمحاسبة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 35‬مؤرخة في ‪ 15‬غشت ‪. 1990‬‬
‫‪ 2‬عيساوي مروة ‪ ،‬األليات المؤسساتية لحماية الماؿ العاـ في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر تخصص انوف جنائي‪ ،‬جامعة‬
‫العربي بف مييدي –اـ البواقي‪ ،2017- 2016 ،‬ص‪13-12‬‬
‫‪7‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫‪ -‬توافر االعتمادات‪.‬‬
‫اف الديوف لـ تسقط أجاليا او انيا محؿ معارضة‪.‬‬
‫‪ -‬تأشيرات عممية الم راقبة المنصوص‬
‫عميو في القوانيف واألنظمة المعموؿ بيا‪.‬‬
‫‪ -‬الصحة القانونية لممكسب األبرائي‪.‬‬
‫ىذا ويمتزـ المحاسب العمومي باإلضافة إلى ما سبؽ بمسؾ المحاسبة والمحافظة عمى‬
‫الوثائؽ والمستندات المحاسبية المتعمقة بالعمميات المالية‪ ،‬ويقوـ بأجراء المحاسبة التي تتعمؽ بالقيـ‬
‫والمستندات التي تعد شيريا‪ ،‬كما يمتزـ بإعادة التسيير بعد قفؿ السنة المالية ‪ 31‬ديسمبر‪،‬‬
‫ويتضمف مقدار االعتمادات المسجمة في الميزانية ومقدار المبالغ المنفقة ويرسمو إلى وزير المالية‬
‫‪1‬‬
‫أي إلى سمطة الوصاية وكذلؾ الى مجمس المحاسبة في األعماؿ المحددة قانونا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬النتائج المترتبة عف رقابة المحاسب العمومي تنتج عف رقابة المحاسب العمومي إما‪:‬‬
‫‪ / 1‬دفعة النفقة‪ :‬حيث يؤشر المحاسب العمومي عمى جميع أوامر الدفع المقدمة مف طرؼ األمر‬
‫بالصرؼ‪ ،‬وكذا حوالة الدفع مع عبا رة " قابؿ لمدفع "‪.‬‬
‫‪ /2‬رفض الدفع‪ :‬إذا وجد المحاسب العمومي خمبل في الممؼ‪ ،‬فانو يرفض الدفع و يبمغ بو األمر‬
‫بالصرؼ مع التعميؿ‪ ،‬ولآلمر بالصرؼ أف يصحح األخطاء التي أبداىا المحاسب العمومي‪ ،‬أو أف‬
‫يطالب منو كتابيا صرؼ النظر و القياـ بالدفع تحت مسؤولية األمر بالصرؼ‪ ،‬و ىذا ما يعرؼ‬
‫بالتسخير المكتوب ‪. 2‬‬
‫وبالتالي اذا امتثؿ المحاسب العمومي ألمر التسخير ستب أر ذمتو مف أي مسؤولية مالية أو‬
‫شخصية‪ ،‬كما تبقى لو سمطة رفض النفقة و رفض االمتثاؿ ألمر الصرؼ و لكف عميو أف يبرر‬
‫ىذا الرفض و يأخذ األسباب التالية ‪:3‬‬
‫عدـ وجود االعتمادات المالية المخصصة لمنفقة الممتزـ بيا مف قبؿ الدائف المستحؽ لمنفقة‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ توفر أمواؿ لمخزينة لتسديد ىذه النفقات‪ - .‬انعداـ الثبات أداء الخدمة‪ - .‬طابع النفقة غير‬

‫‪1‬المادة ‪ 60‬مف القانوف رقـ‪ ، 90/21‬المصدر السابؽ‪.‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 47‬مف المصدر نفسو‪ ،‬والمادة ‪ 01‬مف المرسـ التنفيذي رقـ‪ 91/314‬الذي يحدد اجراءات تسخير المحاسبيف العموميف‬
‫مف طرؼ االمر بالصرؼ المؤرخ في ‪ 7‬سبتمبر ‪ ،1991‬ح ر ج ح‪ ،‬عدد ‪ 43‬المؤرخة في ‪ 15‬سبتمبر ‪ ،1991‬ص ‪1654‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 48‬فقرة ‪ 01‬مف القانوف ‪ ، 90/21‬المصدر السابؽ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫‪1‬‬
‫األبرائي أي أف الشخص المعني بالدفع ىو ليس الدائف الحقيقي ‪.‬‬
‫‪ -‬انعداـ تأشيرة المراقب المالي أو تأشيرة الصفقات عند الضرورة‪ .‬الفقرة الثانية‪ :‬مسؤولية‬
‫المحاسب العمومي وتقدير رقابتو‬
‫مسؤولية المحاسب العمومي‬
‫‪2‬‬
‫الف كؿ االخطاء التي‬ ‫تقع عمى المحاسب العمومي مسؤولية تكاد تكوف مف نوع خاص"‬
‫تقع تحت اشرافو يكوف ممزما بالتعويض عنيا مف مالو الخاص ‪.3‬‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 46‬مف قانوف المحاسبة العمومية والمادة ‪ 02‬مف المرسوـ ‪ 91/314‬فانو ىناؾ‬
‫‪4‬‬
‫جيتيف يمكنيما تحريؾ مسؤولية المحاسب العمومي وىما‪ :‬مجمس المحاسبة ووزير المالية‪.‬‬
‫"ىناؾ اجراء وقائي يتعيف عمى كؿ محاسب عمومي قبؿ االلتحاؽ بوظيفتو أف يقوـ بو وىو اكتتاب‬
‫تأميف يخصو شخصيا يضمف المخاطر المتعمقة بمسؤوليتو والتي ترتبط بالمياـ المنوطة بو‪ ،‬أما‬
‫عف وثيقة ىذا التأميف فيو يتـ بعقد فردي يكتبو المحاسب العمومي لدى ىيئة التأميف‪ ،‬واما‬
‫‪5‬‬
‫ا نضمامو إلى جمعية تعاضدية لمجموعة محاسبيف عمومييف‪".‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقدير رقابة المحاسب العمومي‬
‫يتمثؿ الدور الرقابي لممحاسب العمومي في "ممارسة الرقابة عمى شرعية اإليرادات المأمور‬
‫بتحصيميا‪،‬عف طريؽ التحقؽ مف أف األمر بالصرؼ مرخص لو بموجب القوانيف المعموؿ بيا‬
‫بتحصيؿ اإليرادات‪ ،‬لكف ىذه الرقابة ال تكوف سوى في حدود صبلحيات المحاسب العمومي و في‬
‫امكانية اجرائيا‪ ،‬و مف ثـ فاف الدور الرقابي لممحاسب العمومي ىنا محدد جدا الف الرقابة عمى‬
‫إيرادات ال تشكؿ جزءا مف أصوؿ التنفيذ‪ ،‬بحيث أف ىذه الرقابة ليست موجبة بحكـ القانوف عمى‬
‫كؿ معا ممة و ىي في طريقيا إلى تنفيذ‪ ،‬بعكس الرقابة عمى النفقات التي تندمج في أصوؿ التنفيذ‬

‫‪1‬عيساوي مروة ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪14‬‬


‫‪ 2‬بف داود ابراىيـ‪ ،‬الرقابة المالية عمى النفقات العامة بيف الشرعية االسبلمية والتشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير (د‪/‬‬
‫بوغ اررة محمد ناصر‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪. 94‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 03‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ‪ ، 91/314‬تنص عمى " يتعيف عمى المحاسب العمومي المأخوذ بمسؤولية المالية أف يسدد‬
‫وجوبا مف أموالو الخاصة مبمغا يساوي البواقي الحسابية المكمؼ بيا "‬
‫‪4‬عيساوي مروة ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪15- 14‬‬
‫‪5‬بف داود إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪9‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫‪1‬‬
‫بحيث يتعذر الصرؼ أي المبمغ مالـ يكف قد سبؽ و خضع لمراقب دقيقة‪".‬‬
‫" تتميز المحاسبة العمومية بأنيا محاسبة مف النوع الشكمي و البيروقراطي و تبتعد كثي ار عف‬
‫األىداؼ الخاصة بالمجتم عات المحمية‪ ،‬و تدفع في الغالب إلى عدـ تحمؿ المسؤولية مف قبؿ‬
‫الموظفيف المحمييف‪ ،‬و لذلؾ أبيح مف الضروري ايجاد نظاـ بديؿ لممحاسبة العمومية يأخذ بعيف‬
‫االعتبار المتطمبات النوعية لممكمفيف بالضرائب‪ ،‬حيث إف التسيير الحديث بالنسبة لمحماية المحمية‬
‫لـ يعد يمكف في مدى احتراـ األحكاـ التشريعية والتنظيمية فحسب‪ ،‬بؿ في مدى نجاح العمميات‬
‫‪2‬‬
‫التي نقوـ بيا لفائدة المواطنيف و ىذا في مختمؼ نشاطاتيا التي يقوـ بيا"‪.‬‬
‫افالمحاسبة العمومية الحالية وبحكـ الطابع البيروقراطي الذي اصبحت تتميز بو‪ ،‬ستبقى محبل‬
‫لبلنحرافات ال سيما االنحرافات ا لميزانية منيا‪ ،‬فالمسير بات يفضؿ االتقاف الشكمي‪ ،‬ويبقى مبلحقا‬
‫بالخوؼ عف الفروؽ التي يمكف أف تظير بيف تقديرات االيرادات والنفقات وانجازىا‪ ،‬وىذا عمى‬
‫حساب مردودية ونوعية الخدمة العمومية‪ ،‬فعندما يستخدـ البيروقراطية فإنيا تؤدي إلى كبح روح‬
‫المبادرة بحكـ مضايقة ال مراقبة الشديدة لممسيريف المحمييف وتدفع بيـ الى انطواء عوض تحسيف‬
‫‪3‬‬
‫مستواىـ‪" .‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مراقبة المحاسب العمومي في فرنسا‬
‫يقصد بالمحاسب العمومي في أغمب تشريعات الدوؿ العوف الذي يتداوؿ األمواؿ العمومية‬
‫وفقا لمنصوص والقوانيف المعموؿ بيا‪.‬‬
‫إف وظيفة الحاسب العمومي شيدت تطو ار ممحوظا في القانوف الفرنسي‪ ،‬حيث كاف مجرد موظؼ‬
‫تنفيذي بسيط نظ ار لعدـ تقريره لمنفقات واإليرادات‪ ،‬ثـ أضحى يفضؿ اختصاصاتو المالية أحد‬
‫‪4‬‬
‫الموظفيف األكثر نفوذا في اإلدارة الفرنسية‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عبد القادر موفؽ‪ ،‬الرقابة المالية عمى البمدية في الجزائر (دراسة تحميمية ونقدية)‪ ،‬د‪ /‬عمي رحاؿ‪ ،‬أطروحة لنيؿ شيادة‬
‫الدكتوراه‪ ،‬قسـ تسيير‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية والتجارية وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة ‪ ،2014‬ص‪154‬‬
‫‪ 2‬شيخ عبد الصديؽ‪ ،‬رقابة األجيزة والييئات المالية عمى الصفقات العمومية‪ ،‬الممتقى الوطني السادس حوؿ دور الصفقات‬
‫العمومية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬جامعة ديحي فارس المدية‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬يوـ ‪ 20‬ماي ‪ ،2013‬ص ‪. 07‬‬
‫‪3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪4‬زيوش رحمة‪ ،‬الميزانية العامة لمدولة في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه عموـ‪ ،‬تخصص قانوف‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة تؿ معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪20112010 ،‬‬
‫‪10‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫أوال‪ :‬تعريف الم حاسب العمومي واعتماده‬


‫مف خبلؿ التعريؼ المقدـ في مضموف القانوف الفرنسي أيف عرؼ الحاسب العمومي عمى‬
‫أساس الصبلحيات المخولة لو وذلؾ طبقا لنص المادة ‪ 11‬مف المرسوـ الخاص بالمحاسبة‬
‫‪1‬‬
‫العمومية كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ )1‬احتكار المحاسبوف في مجاؿ معالجة األمواؿ العامة مف حيث اإليرادات‪ ،‬التققات والحفظة‬
‫‪ )2‬وضعيتيـ المدعومة مف اإلجراءات والطبيعة الممزمة والضرورية لتأسيس عمؿ المحاسبة‬
‫‪ )3‬دورىـ في مسمؾ المحاسبة وحفظ الوثائؽ المثبتة ليا‪.‬‬
‫ويعرؼ الفقيو الفرنسي جاؾ مانبي ‪ Jacque Magnet‬المحاسب العمومي‪" :‬بأنو الموظؼ أو‬
‫‪2‬‬
‫العيوف العمومي المرخص لو قانونا لمتصرؼ في األمواؿ العمومية أو األمواؿ الخاصة المنظمة‬
‫عمى غرار المشرع الفرنسي فقد جاء تعريؼ المشرع الجزائري لممحاسب العمومي في المادة ‪33‬‬
‫مف القانوف المتعمؽ بالمحاسبة العمومية السالؼ الذكر وذلؾ يتعداد االختصاصات المخولة لو كما‬
‫‪3‬‬
‫يمي" يعد محاسبا عموميا كؿ شخص يعيف لمقياـ بالعمميات التالية‪:‬‬
‫‪ ) 1‬عماف ح راسة األمواؿ أو السندات أو القيـ أو األشياء أو القيـ أو األشياء أو المواد المكمؼ بيا‬
‫وحفظيا‬
‫‪ )2‬تداوؿ األمواؿ والسيدات والقيـ و الممتمكات والعائدات والمواد‬
‫‪ )3‬تحصيؿ اإليرادات ودفع النفقات‬
‫‪ )4‬حركة االحصائيات والموجودات"‪ .‬بالرجوع إلى القانوف سالؼ الذكر وفي مادتو ‪ 34‬حيث‬
‫جاءت كما يمي‪" :‬يتـ تعييف المحاسبيف العمومييف مف قبؿ الوزير المكمؼ بالمالية ويخضعوف‬
‫‪4‬‬
‫أساعدا لسمطتو"‬

‫‪1‬‬
‫‪Décret N° 62-1587 Du 29 Décembre 1962 Portant Règlement Général Sur La Comptabilité‬‬
‫‪Publique, Journal Officiel De La République Française, Au 30 Décembre 1962, P12828‬‬
‫‪ 2‬محمد مسعي‪ ،‬المحاسبة العمومية‪ ،‬دار اليدى لمطباعة والنشر والتوزيو‪ ،‬عيف مميمة‪ ،2003 ،2 ،‬ص ‪41‬‬
‫‪3‬قانوف رقـ ‪ 21-90‬مؤرخ في ‪ 15‬أوت (‪ 1990‬المتعمؽ باخاية العمومية الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ .35‬بتاريخ ‪ 15‬أوت‬
‫(‪1990،1134‬‬
‫‪4‬المرجع نفسو‬
‫‪11‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫ثانيا ‪ :‬االجراءات‬
‫آخر مرحمة في إج راء النفقة العامة ىي الدفع ‪،‬الفعؿ الذي بواسطتو تتحرر الييئة العامة مف‬
‫دينيا ‪ ،‬بينما آمرو الصرؼ يقوموف بالتعييف والتصفية واألمر‪ ،‬فإف الدفع اليمكف أف يتـ إال عف‬
‫طريؽ المحاسب العاـ ‪ .‬يقوـ المحاسب أو برقابة قانونية األمر أو صحة التفويض الذي يتمقاه مف‬
‫آمر الصرؼ ‪ ،‬ىذا النظاـ في التنظيـ المالي ىو ثمرة مبدأ فصؿ آمري الصرؼ عف المحاسبيف ‪.‬‬
‫أ ‪ :‬رقابة ترتكز عمى وضع قانوني حقيقي ‪:‬‬
‫مبدأ الفصؿ بيف الوظائؼ اإلدارية والوظائؼ التنفيذية ‪ :‬تنفذ الموازنة بواسطة زمرتيف مف‬
‫الموظفيف منفصمتيف‪ ،‬ولكف متكاممتيف إما فيما يخص النفقات واما الواردات ‪.‬‬
‫الزمرة األولى ‪ :‬ىي المرحمة اإلدارية عف طريؽ آمر الصرؼ التي تترجـ باتخاذ قرار تنفيذ‬
‫الموازنة ‪ .‬الزمرة الثانية ‪ :‬ىي مرحمة التنفيذ عف طريؽ المحاسبيف وتترجـ بتنفيذ الفعؿ اإلداري‬
‫وبالنفقة ‪ ،‬وبتحصيؿ الضرائب ‪ .‬ىاتاف المرحمتاف تعيداف إلى ىيئتيف عامتيف مستقمتيف ‪ ،‬آمري‬
‫الصرؼ والمحاسبيف الذيف ينتموف إلى سبللـ وظيفية إدارية متميزة ‪ ،‬يمارسوف اختصاصاتيـ‬
‫ويتحمموف مسؤولياتيـ الخاصة‪ .‬مدى المبدأ وتبريره ‪ :‬إف تقسيـ العمؿ بيف الزمرتيف يسمح بتنفيذ‬
‫أفضؿ العمميات المالية ‪ ،‬ويحضر آمر الصرؼ تنفيذ الوا ردات أو النفقات إلى الوقت الذي يأمر‬
‫فيو التحصيؿ أو الدفع ‪ ،‬ويتدخؿ المحاسب في الوقت الذي يعطى لو اإليعاز مف أجؿ استقباؿ‬
‫‪1‬‬
‫الماؿ أو دفعو وىكذا ينيي تنفيذ الموازنة‬
‫ب ‪ :‬وظائف المحاسب العام ‪:‬‬
‫المحاسب ىو كؿ موظؼ أو عميؿ لو صفة‪ ،‬مف أجؿ تنفيذ باسـ الدولة أو الجماعة أو‬
‫المؤسسة العامة ‪ ،‬عمميات الجباية ‪ ،‬أو إدارة الكفاءات إما بواسطة األمواؿ أو القيـ التي يقوـ عمى‬
‫رعايتيا ‪ ،‬واما بواسطة تحويؿ داخمي لمقيود واما بواسطة محاسبيف عاميف آخريف ‪ ،‬أو تنفيذ‬
‫حسابات األمواؿ جاى زة لبلستعماؿ‪ ،‬وحسب المادة ‪ /1/‬مف مرسوـ عاـ ‪1992‬ـ‪ ( .‬يقوـ‬
‫المحاسبوف العاموف بتنفيذ أوامر الجباية والواردات ‪ ،‬ويدفعوف المصاريؼ إما بفضؿ أوامر اآلمر‬
‫بالصرؼ واما بناء عمى أوامر يقدميا الدائنوف وحتى بناء عمى أوامر اإلدارة‪ ،‬يحافظوف عمى جميع‬
‫أسماء وقيـ الييئات العامة ‪ ،‬ويمسكوف حسابات كؿ العمميات ويتحققوف مف حفظ جميع األوراؽ‬
‫الثبوتية لمعمميات) ‪ .‬مف المبلحظ أف المحاسبيف العاميف ليـ وظيفة ميمة في الرقابة عمى آمري‬

‫‪ 1‬محمد مسعي‪ ،‬المحاسبة العمومية‪ ،‬دار اليدى لمطباعة والنشر والتوزيو‪ ،‬عيف مميمة‪ ،2003 ،2 ،‬ص ‪43‬‬
‫‪12‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫الصرؼ ‪ ،‬وال يقوموا بتنفيذ أي أمر بالدفع إال بعد أف يتأكدوا مف الشروط الشكمية والمادية‬
‫الضرورية مف أجؿ التنفيذ‪.‬‬
‫ج‪ :‬رقابة المحاسب‬
‫ىي نتيجة لمبدأ الفصؿ بيف الوظ ائؼ اإلدارية والوظائؼ التنفيذية ‪ :‬إف فصؿ آمري‬
‫الصرؼ عف المحاسبيف كاف مف شأنو تدعيـ رقابة نظامية العمميات المالية‪ ،‬وىذا ىو السبب الذي‬
‫مف أجمو نقوؿ أف رقابة المحاسب ىي نتيجة ىذا المبدأ ‪،‬وىذا المبدأ وضع مف أجؿ الحصوؿ عمى‬
‫ىذه النتيجة‪ ،‬إف النتيجة األساسية لمبدأ الفصؿ ىو التقميؿ مف مخاطر المخالفات واالختبلسات‪.‬‬
‫فرقابة المحاسبيف ليست إال نتيجة مبدأ فصؿ آمري الصرؼ والمحاسبيف ‪ ،‬وتتـ ىذه الرقابة بأىمية‬
‫كبيرة ‪ .‬رابعا ‪ :‬رقابة ترتكز عمى الوضع الخاص لممحاسب ‪ :‬كاف يعتبر المحاسب العاـ قبؿ كؿ‬
‫شيء أميف صندوؽ بسيط ‪ ،‬بيد أف طبيعة ىذه الوظيفة‪ ،‬وكذلؾ اىتماـ المشرع عمبل عمى أف‬
‫يستطيع المحاسب إنجاز وظيفتو كمراقب الشيء الذي سمح بالحفاظ عمى األمواؿ العامة ‪،‬‬
‫وبالمقابؿ يضطمع المحاسب العاـ بمسؤولية شخصية ومالية في حاؿ التحايؿ أو المخالفات ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الرقابة التي يمارسيا المحاسب ‪ :‬نتيجة لف صؿ آمري الصرؼ والمحاسبيف ‪ ،‬نتج‬
‫‪1‬‬
‫رقابة عمى نظامية عمميات الجباية والنفقات التي يقررىا آمرو الصرؼ ‪.‬‬
‫أ‪ -‬رقابة المحاسب كدافع ‪:‬‬
‫حسب المادتيف ‪/12/‬و‪ /13/‬مف المرسوـ الصادر في‪ /29/‬كانوف األوؿ لعاـ ‪ /1992/‬ـ يجب‬
‫عمى المحاسب أف يتحقؽ أساسا مف أربعة عناصر ‪:‬‬
‫‪ - 1‬رقابة نظامية التعييف النفقة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬رقابة قانونية لعقد النفقة ‪ :‬فيتأكد مف أنو كفؤ مف تنظيـ النفقة وىذه الرقابة تتضمف‬
‫تحقيقاف متتالياف‪ :‬األوؿ يخص تخويؿ آمر الصرؼ ‪ :‬حيث يجب عمى المحاسب عمى‬
‫وجو التحديد التحقؽ مف أف آمر الصرؼ الذي وقع عمى األمر أو مف أف التعويض بالدفع‬
‫ىو العامؿ الخاص مف أجؿ إجرائو ‪ ،‬واآلخر تعييف النفقة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬رقابة عقد النفقة ‪ :‬ال يمكف أف تعيف النفقات عمى صناديؽ أي محاسب في وقت واحد‪،‬‬
‫مف أجؿ األسباب المرتبطة بالضرورات اإلدارية ‪ ،‬ومف أجؿ الحفاظ عمى الحقوؽ التي‬
‫يقدرىا األشخاص اآلخروف تجاه الدائف والدولة ‪.‬‬

‫‪ 1‬يوسؼ شباط ‪ ،‬محاظرات الرقابة المالية و االدارية ‪ ،‬محاضرات لطبلب الماجستير ‪ ،‬كمية الحقوؽ ‪ -‬جامعة دمشؽ‪ ،‬ص ‪18‬‬
‫‪13‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫‪ - 4‬رقابة وجود االعتمادات المتوفرة ‪ :‬ال تظير ىذه الرقابة بالنسبة لممحاسب أية صعوبة‬
‫خالصة‪ ،‬الدافع العاـ لمخزينة ينحصر عممو واقعية في تبياف أف األمر موجود عمييا تأشيرة‬
‫المراقب المالي ىذه التأشيرة تشيد وجود ىذه االعتمادات‪ ،‬وىذا يعني أف أي عممية لتنفيذ‬
‫النفقات ال يمكف أف تقوـ دوف موافقة المراقب المالي ‪.‬‬
‫فيما يخص القطع الموازني لمنفقة ‪ :‬عمى المحاسب التحقؽ مف أف آمر الصرؼ قد احترـ‬
‫خصوصية االعتمادات ‪ ،‬ىذا القانوف المطبؽ أيضا عمى مقياس باب النفقات كما عمى سنة‬
‫القطع فيجب عمى أمري الصرؼ عدـ االنحراؼ عف غرضيـ ويجب عمى المحاسب أف يتحقؽ‬
‫مف أف موضوع النفقة تتقابؿ تماما إلى الباب المقتطعة منو ‪ ،،‬وأف يتحقؽ تحديدا مف تاريخ‬
‫التعييف حتى يتبيف أف العقد قد دخؿ تماما في الميؿ النظامية ‪ .‬ومف الضروري التأكد أنو ال‬
‫شيء في األوراؽ الثبوتية ال يسمح بكشؼ تاريخ سابؽ ويستطيع آمرو الصرؼ في نياية السنة‬
‫أف يتصرفوا بالفائض مف االعتمادات وبالتالي العمؿ عمى تعديؿ األحكاـ القانونية واالستفادة‬
‫مف االعتمادات غير المستعممة ‪ .‬أما رقابة صحة الديف‪ :‬فتقوـ عمى تبرير الخدمة ‪ ،‬وذلؾ‬
‫‪1‬‬
‫يؤمف باستصدار عدد مف األوراؽ الثبوتية ‪ ،‬وتقوـ أيضا عمى صحة التصفية ‪.‬‬
‫تبرير النفقة ‪ :‬قاعدة التبرير ىذه تبقى أساس الرقابات التي يمارسيا المحاسبوف حيث ينص‬
‫المرسوـ الصادر في ‪ /31/‬أيار لعاـ ‪ 1892‬ـ في مادتو العاشرة يمنع كؿ دفع قبؿ أف ينفذ‬
‫المشاركوف المباشروف أو الغير مباشروف في الخدمة العامة واجباتيـ ) ‪ .‬وفيما يخص الرقابة عمى‬
‫صحة حسابات التصفي ة ‪ :‬يجب عمى المحاسب العاـ في أوؿ األمر أف يتحقؽ مف مطابقة‬
‫التعميمات الموجودة عمى الئحة اإلصدار أو التحقؽ مف األمر أو التفويض عمى النظاـ وعمى‬
‫الثبوتيات ‪ ،‬ويجب عميو أف يتأكد مف النظامية الشكمية لمثبوتيات ‪ ،‬مراقبة الحسابات ‪ ،‬والتحقؽ مف‬
‫التواريخ والتواقيع ويتأ كد أخي ار مف أف كؿ الحسابات التي تحدد مبمغ الديف ليس فييا أية مخالفات ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬دور المحاسب كأمين صندوق ‪ :‬إف رقابة المحاسب بصفتو أميف صندوؽ يسمح لو أف‬
‫يتأكد مف أف الدفع الذي سيجريو ال يمكف أف يطعف فيو مف قبؿ دائف الدولة ‪ ،‬وأنو بعد الدفع‬
‫ستكوف الدولة متحررة بشك ؿ نيائي ‪ ،‬ويجب أف يطمأف مف أنو لـ يتمؽ مف شخص ثالث ‪ ،‬دائف‬
‫الدولة ‪ ،‬اقتراحة بالدفع ‪ ،‬ولذا فإف دفع األميف بالرغـ مف كؿ شيء ‪ ،‬فإنو يصبح مدينة بالدفع تجاه‬

‫‪ 1‬يوسؼ شباط ‪ ،‬محاظرات الرقابة المالية و االدارية ‪ ،‬محاضرات لطبلب الماجستير ‪ ،‬كمية الحقوؽ ‪ -‬جامعة دمشؽ‪ ،‬ص‪- 18‬‬
‫‪19‬‬
‫‪14‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫الشخص الثالث المعارض ‪ .‬عممية ال تقوـ رقابة المحاسبيف عمى مطابقة العمميات لؤلنظمة النافذة‬
‫( رقابة عمى قانونية خارجية ) يستطيع أو يجب عمى المحاسب أف يتأكد مف أف الق اررات والوثائؽ‬
‫اإلدارية المتعمقة بالنفقة الصادرة عف السمطة المختصة مذيمة بالموافقات المطموبة ‪ ،‬وتحوي‬
‫البيانات المطموبة أيضا ‪ ،‬ولكف ال يمكف أف يتعرض لممحاكمة بسبب قانونيتيا ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مسؤولية المحاسب العاـ ‪ :‬يجب أف يتدخؿ المحاسب العاـ بالضرورة مف أجؿ اختتاـ إجراء‬
‫عممية الجباية‪ ،‬أوعممية النفقة مف غيره فمف الطبيعي أف نعتبر المحاسب كمسؤوؿ مالي تجاه‬
‫الوحدات اإلدارية العامة ‪ ،‬خاصة أنو ىو الشخص الوحيد المؤىؿ في قيادة األمواؿ العامة ‪ ،‬واف‬
‫‪1‬‬
‫نتائج أخطائو يمكف أف تقيـ بدقة ‪.‬‬
‫وىذه المسؤولية تمتد مف تاريخ تعييف المحاسب إلى تاريخ انتياء وظائفو ‪ ،‬ويمكف أف تعقد‬
‫إما عف طريؽ ديواف الحسابات واما عف طريؽ وزير المالية ( حسب رأي بيزاف )‪ .‬واقعية ‪ :‬إف‬
‫المسؤولية الفعمية لممحاسب تشكؿ الضمانة لمدولة ألنيا تعطي لمرقابة فعالية كبيرة ‪ ،‬ويجب عمى‬
‫المحاسب العاـ بشكؿ سابؽ لمنفقة ‪ ،‬أف يمارس عمى العمميات المنج زة سابقة مف قبؿ أمر الصرؼ‬
‫رقابة تسمح لو أف يتأكد مف أف الدفع المطموب منو يقابؿ تماما النفقة المعنية والمصفاة والمأمور‬
‫بيا بشكؿ نظامي ‪ ،‬ويجب عمى المحاسب أف يمارس الرقابة النظامية عمى إنجاز كؿ العمميات‬
‫الموازنية عندما ‪:‬‬
‫‪ .‬يكوف التعييف قد تـ ‪.‬‬
‫‪ -‬تكوف الخدمة تمت ‪.‬‬
‫‪ -‬تكوف الثبوتيات مقدمة بشكؿ جيد ‪ .‬في الواقع ىو مسؤوؿ مالية إلدارتو ‪ ،‬ألف استعماؿ األمواؿ‬
‫العامة ال يمكف أف يعيد بيا إلى أشخاص مسؤوليف مدنية ‪ ،‬فالجباية والحفاظ عمى األمواؿ العامة‬
‫وصرفيا يحتاج بطبيعة الحاؿ مسؤولية مالية مف أولئؾ المكمفيف باستعماليا‪ .‬فمسؤولية المحاسب‬
‫إذف واسعة وأوسع مف مسؤولية الموظفيف اآلخريف تجاه الدولة ‪ ،‬ألف ىؤالء ليسوا مسؤوليف إال إذا‬
‫اجتمع شرطاف ‪:‬‬
‫‪ - 1‬إذا بينا خطأ بحقيـ ‪.‬‬
‫‪ - 2‬إذا كانت ىذه الخطيئة شخصية وليست خ طيئة وظيفية تبعا لمتميز المألوؼ في الحقوؽ‬
‫اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ 1‬يوسؼ شباط ‪ ،‬محاظرات الرقابة المالية و االدارية ‪ ،‬محاضرات لطبلب الماجستير ‪ ،‬كمية الحقوؽ ‪ -‬جامعة دمشؽ‪ ،‬ص‪19‬‬
‫‪15‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫بالنسبة لممحاسبيف ‪ ،‬ىذه الشروط ليست ضرورية ‪ ،‬يكفي أف تعرؼ مخالفة موازنية وحتى غياب‬
‫الخطأ مف جانبيـ حتى تكوف مسؤوليتيـ تأكدت ولكف ىذا المبدأ القاسي مخفؼ في الجانب العممي‬
‫‪ .‬أخيرا‪ :‬ماداـ محاسب األمواؿ العامة يجد نفسو مكمفة إما بتحصيؿ الضرائب ‪ ،‬واما بصرؼ‬
‫النفقات وبحفظ األمواؿ العامة ‪ ،‬واما بإنجاز وظيفتو في الزمرتيف فإف مسؤوليتو مختمفة في مادة‬
‫النفقات وفي مادة الواردات ‪ .‬ففي مادة النفقات ‪ :‬ليس المحاسب مسؤوال عف العمميات المنج زة بناء‬
‫عمى طمب نظامي مف آمر الصرؼ ‪ ،‬لكنو يستطيع عمى األخص ‪ ،‬إذا تأكدت مسؤوليتو‬
‫الموضوعية ‪ ،‬أف يتجنب تعريض مسؤوليتو فعمية لممبلمة ‪ ،‬يطمب مف وزير المالية إما تخميصو‬
‫مف المسؤولية ‪ ،‬واما إعادة تقييده عمى الحساب بشكؿ لطيؼ ‪ .‬وىكذا يجب عمى المحاسب أف‬
‫يتحقؽ قبؿ الدفع مف نظاميتو ‪ ،‬وال يستطيع أف يرفض الرضوخ إلى أوامر االلتماس إال عندما‬
‫يوقؼ الصرؼ لعدـ توفر االعتماد‪ ،‬أو غياب النفقة ‪ ،‬أو السمة غير اإلبرائية لمقانوف أو غياب‬
‫تأشيرة المراقب المالي أي يمكف أف يرفض صرؼ األوامر والتفويضات التي يعتبرىا مخالفة‪ .‬في‬
‫مادة جباية الضرائب يحرص المحاسب العاـ عمى تأمي ف تحصيؿ كامؿ الضرائب العامة ‪ ،‬ومجبر‬
‫في وقت تسجيؿ حساب إدارتو في ديوف الحسابات أف يشير لتفصيبلت الواردات الواجب تحصيميا‬
‫وأسباب جبايتيا ‪ .‬فالمحاسبيف العاميف مكمفيف وحدىـ ب‪:‬‬
‫أ ‪ -‬األخذ عمى عاتقيـ تحصيؿ أوامر الجبايات المقدمة لو مف آمر الصرؼ‪.‬‬
‫مكمؼ بالديوف المبينة بعقد ‪ ،‬بسند ممكية ‪ ،‬أوشيء آخر ويتأكدوف مف حفظيا‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫جباية الرسوـ نقدا ‪.‬‬ ‫ت‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫الواردات مف كؿ طبيعة ‪.‬‬ ‫ث‪-‬‬

‫‪ 1‬يوسؼ شباط ‪ ،‬محاظرات الرقابة المالية و االدارية ‪ ،‬محاضرات لطبلب الماجستير ‪ ،‬كمية الحقوؽ ‪ -‬جامعة دمشؽ‪ ،‬ص‪- 19‬‬
‫‪20‬‬
‫‪16‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المراقب المالي‬


‫تعتبر الرقابة المالية عممية مف العمميات االدارية التي تمارسيا االدا رة وتتمثؿ في التخطيط‬
‫والتنظيـ والتنسيؽ وذلؾ مف أجؿ تحقيؽ الخطط الموضوعة مف خبلؿ قياس وتصحيح اعماؿ‬
‫الموظفيف بالتأكد مف صحة وسبلمة الق اررات واالجراءات االدارية المتخذة ومف بيف األجي زة المكمفة‬
‫بالرقابة الداخمية نجد المراقب المالي وىوعوف مف أعواف االدارة المكمفة بالرعاية المسبقة عمى‬
‫النفقات العامة يعيف بمرسوـ وزاري مف طرؼ وزير المالية‪ .‬سنتناوؿ في ىذا المبحث المراقب‬
‫المالي في الجزائر (مطمب أوؿ) و المراقب المالي في القانوف الفرنسي (مطمب ثاف)‬
‫المطمب األول‪ :‬المراقب المالي في الجزائر‬
‫أوال‪ .‬المراقب المالي‪:‬‬
‫يعرؼ ىو كؿ شخص تابع لو ازرة المالية ويتـ تعيينو بمقتضى قرار وزاري يمضيو الوزير‬
‫المكمؼ بالمالية‪ ،‬ويكوف مقره الو ازرة المعيف بيا أو عمى مستوى الوالية ويعمؿ عمى مستوى الوالية‬
‫‪1‬‬
‫أو البمدية ويعمؿ بمساعدة مساعديف لو‪.‬‬
‫المراقب المالي يمكف اعتبا ره موظؼ تابع لو ازرة المالية‪ ،‬يتخذ مقره الوظيفي كأصؿ عاـ بالييئة‬
‫‪2‬‬
‫اإلدارية المعيف بيا‪ ،‬سواء كاف بالو ازرة الوالية‪ ،‬البمدية أو الييئات العمومية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫التعريؼ اإلجرائي‪ :‬إذا يمكف القوؿ بأف المراقب المالي ىو كؿ شخص مؤىؿ يعيف بقرار وزاري‬
‫يمضيو الوزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬ويمارس الرقابة السابقة‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬ميام المراقب المالي‪:‬‬
‫لقد أوكمت لممراقب المالي ميمة ذات طابع عاـ وتشمؿ كؿ مايتعمؽ بتطبيؽ القانوف‬
‫المرسوـ‬ ‫‪10‬مف‬ ‫المادة‬ ‫وتسير‬ ‫العمومية‬ ‫بالنفقات‬ ‫المتعمؽ‬ ‫ش قو‬ ‫في‬ ‫والتشريع‬
‫التنفيذي‪414/92‬المؤرخفي ‪ 4‬انوفمبر ‪ 1992‬المعدؿ والمتمـ بالمرسوـ ‪ 374- 09‬المتعمؽ‬
‫بالرقابة السابقة لمنفقات الممتزـ بيا أف مياـ المراقب المالي بصفة رئيسيا لمصمحة الرقابة المالية‬

‫‪ 1‬عمر معمري‪:‬دور المراققب المالي في ترشيد النفقات المومية‪ ،‬دراسة حالة الرابة المالية لبمدية جامعة‪ ،‬مذكرة ماستر في العموـ‬
‫المالية و المحاسبية ‪ ،‬تخصص فحص محاسبي‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ، 2015- 2014 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪2‬عمي بورطالة‪ :‬المراقب المالي في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬فرع االدارة المالية العامة ‪ ،‬كمية الحقووقؽ ‪ ،‬جامة الجزائر ‪،1‬‬
‫‪ ،،2014- 2013‬ص‪. 66‬‬
‫‪17‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫المياـ التالية‪:1‬‬
‫‪ -‬تنظيـ مصمحة المراقبة وادارتيا وتنشيطيا؛‬
‫‪ -‬تنفيذ األحكاـ القانونية والتنظيمية فيما يتعمؽ بمراقبة النفقات الممتزـ بيا؛‬
‫‪ -‬يقوـ بم راقبة دقيقة لكؿ بطاقات االلتزاـ‪ ،‬وميزانيات المؤسسات اإلدارية التابعة لمدولة؛| ‪ -‬يمارس‬
‫المراقب المالي ميامو لدى اإلدارة المركزية ‪ ،‬الوالية والبمدية‪ ،‬وتتمثؿ مياـ المراقب المالي في مسؾ‬
‫سجبلت تدويف التأشيرات ومذكراتالرفض‪ ،‬مسؾ محاسبة التعداد‪ ،‬مسؾ محاسبة االلتزاـ بالنفقات‪،‬‬
‫تقديـ النصائح لؤلمر بالصرؼ في المجاؿ المالي؛‬
‫‪ -‬تمثيؿ الميزانية لدى لجاف الصفقات ولدى المجالس اإلدارية ولدى مجالس توجيو المؤسسات‬
‫العمومية ذات الطابع اإلداري؛‬
‫‪ -‬إعداد تقارير سنوية عف النشاط التي توجو إلى الوزير المكمؼ بالمالية؛‬
‫‪ -‬تنفيذ كؿ مياـ الفحص والرقابة المتعمقة بجوانب تطبيؽ التشريع والتنظيـ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. 1‬صبلحيات المراقب المالي‪:‬‬
‫الصبلحية األساسية لممراقبيف المالييف ىي الرقابة القبمية عمى االلتزاـ بالنفقات العمومية الخاضعة‬
‫لذلؾ وتتمثؿ ىذه الرقابة في فحص بطاقة االلتزاـ‪ ،‬سندات اإلثبات المرفقة بيا والمقدمة ليـ مف‬
‫طرؼ األمريف بالصرؼ حيث يتـ التحقؽ مف صفة اآلمر بالصرؼ‪ ،‬أومفوضة القانوني عند‬
‫‪3‬‬
‫االقتضاء‪ ،‬ومطابقة النفقة لمقوانيف واألنظمة السارية المفعوؿ‪.‬‬
‫ىذا إلى جانب توفير االعتمادات أو المناصب المالية‪ ،‬والصحة القانونية لحسـ النفقة‪ ،‬والصحة‬
‫المادية المبمغ االلتزاـ‪ ،‬ووجود التأشيرات أو اآلراء االستشارية المسبقة لمختمؼ السمطات والييئات‬
‫المختصة إذا كانت مفروضة قانونا وجزاء ىذه التحقيقات يتخمص في منح تأشيرة المراقبة المالية‪،‬‬
‫وذلؾ بوضعيا عمى بطاقة االلتزاـ وسندات اإلثبات عند االقتضاء إذا كاف االلتزاـ مستوفيا‬
‫لمشروط‪ ،‬أورفض تمؾ التأشيرة إذا كاف االلتزاـ معيبا ‪ ،‬وىذا الرفض قد يكوف مؤقت أو نيائي‪:‬‬

‫‪ 1‬رابح بف يطو ‪ ،‬عبد اهلل دىيمي‪:‬الرقابة المالية و ذورىا في تسيير وتنفيذ نفقات ميانية البمدية‪ ،‬مذكرة ماستر في العموـ المالية‬
‫والمحاسبية‪ ،‬تخصص تدقيؽ و مراققبة التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوضياؼ مسيمة ‪ ،2017- 2016 ،‬ص ص‪25-24‬‬
‫‪ 2‬لطفي فاروؽ زالسي‪ :‬دور الرقابة المالية في تسيير وترشيد النفقات العمومية دراسة حالة مصمحة المراقبة المالية لوالية الوادي ‪-‬‬
‫مذكرة لنيؿ شيادة الماستر في العموـ االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد عمومي وتسير المؤسسات‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية والتجارية‬
‫وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة الشييد حمو الخضر الوادي ‪ 2015/2014-‬ص ‪.50- 49‬‬
‫‪ 3‬كنزة بف زايد‪ ،‬صميحة ميروح‪ ،‬تنفيذ ميانية الجماعات المحمية دراسة حالة ‪ :‬ميزانية والية ميمة لسنتي ‪ ، 2018-2017‬مذكرة‬
‫ماستر تخصص إدارة مالية ‪ ،‬المركز الجام عي عبد الحفيظ بالصوؼ ‪-‬ميمة‪ ،2019-2018 ،‬ص ‪68‬‬
‫‪18‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫‪ -‬حالة الرفض المؤقت‪ :‬في حالة مخالفة قابمة لتصحيح أو انعداـ سندات اإلثبات الضرورية‪ ،‬أو‬
‫انعداـ كفايتيا أو إغفاؿ بيانات جوىرية عمى بطاقة االلتزاـ‪ ،1‬أو الوثائؽ المحمقة بيا‪ ،‬فإف الرفض‬
‫يكوف مؤقت إذا يمكف لؤلمر بالصرؼ في ىذه الحالة أف يتدارؾ النقائص المسجمة عمى اقترح‬
‫االلتزاـ بعد تمقيو اإلشعار بالرفض المؤقت مف طرؼ المراقب المالي فيحصؿ بعد ذلؾ عمى‬
‫التأشيرة‪ ،‬كما أنو يمكف أف يؤجؿ منح التأشيرة إلى حيف تصحيح األخطاء واستكماؿ البيانات‬
‫والوثائؽ البلزمة لمممؼ وذلؾ يمنح رفض مؤقت؛‬
‫‪ -‬حالة الرفض النيائي ‪ :‬يكوف ذلؾ بسبب عدـ مطابقة اقتراح االلتزاـ لمقوانيف واألنظمة السارية‬
‫المفعوؿ أو انعداـ توفر االعتمادات والمناصب المالية‪ ،‬أو عدـ احتراـ اآلمر بالصرؼ لمبلحظات‬
‫المراقب المالي الواردة في اإلشعار بالرفض المؤقت ويتمقى إشعار بالرفض النيائي؛‬
‫‪ -‬التغاضي‪ :‬ففي حالة الرفض النيائي لبللتزاـ بالنفقات‪ ،‬يمكف لؤلمر بالصرؼ أف يتغاضى عف‬
‫ذلؾ وتحت مسؤولية بمقرر معمؿ يعمـ بو الوزير المكمؼ بالميزانية‪ ،‬ويرسؿ ىذا الممؼ الذي يكوف‬
‫موضوع التغاضي فو ار إلى الوزير المعني أو الوالي أو رئيس المجمس البمدي المعني حسب الحالة‬
‫ويرسؿ االلتزاـ مرفقا بمقرر التغاضي إلى المراقب المالي قصد وضع تأشيرة تأخذ بالحسباف مع‬
‫اإلشا رة إلى رقـ التغاضي وتاريخو‪ ،‬ويرسؿ المراقب المالي بدوره وفي جميع الحاالت بإرساؿ نسخة‬
‫‪2‬‬
‫إلى المؤسسات المختصة في الرقابة المالية‪.‬‬
‫‪ .2‬الييئات الخاضعة لرقابة المراقب المالي‪:‬‬
‫إف الرقابة المالية لممراقب المالي عمى النفقات الممتزـ بيا تشمؿ عدة ميزانيات عامة وتتمثؿ فيما‬
‫يمي‪ :‬ميزانية المؤسسات واإلدارات التابعة ليا‪ :‬الميزانيات الممحة؛ الحسابات الخاصة بالخزينة؛‬
‫ميزانيات الواليات؛ ميزانيات البمديات؛ ميزانيات المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري؛ ميزانيات‬
‫‪3‬‬
‫المؤسسات العمومية ذات الطابع العمميف والثقافي والميني‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬المراقب المالي في فرنسا‬
‫تعد الرقابة بشكؿ عاـ‪ ،‬والرقابة المالية بشكؿ خاص ام ًار اساسيًا في أي مجتمع ‪ ،‬ذلؾ أنيا‬
‫تتحقؽ مف مدى احتراـ الضوابط والحدود لجميع تصرفات افراد المجتمع ‪ ،‬سواء اكانوا حكاما أـ‬
‫محكوميف وعميو فقد وجدت الرقابة المالية مع وجود الدولة بيدؼ ضماف سبلمة التصرفات المالية‬

‫‪1‬نموذج عف بطاقة االلتزاـ ( کشؼ االرتباط)‪،‬‬


‫‪2‬كنزة بف زايد‪ ،‬صميحة ميروح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪70-69‬‬
‫‪3‬كنزة بف زايد‪ ،‬صميحة ميروح‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪70‬‬
‫‪19‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫وضبط النفقات العامة وتوجيييا نحو تحقيؽ األىداؼ المتوخاة منيا وقد أدت الرقابة المالية دو ًار‬
‫رئيسياً في تنظيـ مختمؼ المجتمعات التاريخية فقد عرفيا المصريوف القدماء واالغريؽ ‪ ،‬وكاف‬
‫مدلوليا واضحًا في مسمة حمورابي التي اح توت عمى الكثير مف القواعد التي تنظـ المعامبلت‬
‫المالية والتجارية‪ .1‬وتطورت الرقابة المالية بتطور الدولة ‪،‬حتى غدت ركنًا مف اركاف االدارة في‬
‫الدولة الحديثةإلى جانب التخطيط والتنظيـ والتوجيو (التنسيؽ) وقد ساعد عمى تطور الرقابة المالية‬
‫تطور الدولة وانتقاليا مف م رحمة الدولة الحارسة ‪،‬التي يقتصر دورىا عمى الحفاظ عمى االمف‬
‫الداخمي والخارجي إلى مرحمة الدولة المتدخمة في مختمؼ جوانب الحياة االقتصادية واالجتماعية ‪،‬‬
‫وكاف نتيجة ذلؾ زيادة االمواؿ العامة في الدولة وضرورة الحفاظ عمييا مف العبث والضياع‪ .‬كما‬
‫ساعد عمى تطور ىذا النوع مف الرقابة تطور السمطات في الدولة وانقساميا الى سمطات قضائية‬
‫وتشريعية وتنفيذية وكاف مف نتيجة ذلؾ وجود انواع مختمفة مف الرقابة لمربط والتنسيؽ وممارسة كؿ‬
‫مف ىذه السمطات الختصاصاتيا مف اجؿ تحقيؽ العدالة الديمقراطية والنمو واالزدىار في اطار‬
‫الدولة الواحدة‪.2‬‬
‫وكاف لمكوارث واالزمات االقتصادية التي مرت بيا الدوؿ عبر التاريخ دور في دفع‬
‫المجتمعات إلى تطوير اجي زة الرقابة المالية مف اجؿ المحافظة عمى االمواؿ العامة وتوظيفيا مف‬
‫اجؿ تجاوز ىذه االزمات واعادة البناء ‪.‬‬
‫وفي انعصىر انحذيثت حعذ فزَظب يٍ اوائم انذول انخي اوجذث هيئت يخخصت نهزقببت عهى‬
‫االيىال انعبيت ‪ ،‬حيث اَشأ انًهك (طبَج نىيض) غزفبً نهًحبطبت ويٍ اهًهب غزفت‬
‫يحبطبت ببريض في طُت ‪ 1256‬و انخي خضعج نخطىراث عذيذة إنى أٌ حًثهج في انزقببت‬
‫انقضبئيت انخي حًبرطهب يحكًت انًحبطببث يُذ عبو ‪.1807‬‬
‫وىو مسؤوؿ عف إنفاذ الفعؿ والموائح ويجب أف يكوف أوؿ مف يمتثؿ ليا‪ .‬ومف خبلؿ االستعاضة‬
‫عف حكمو بحكـ المشرع والسمطة التنظيمية ‪ ،‬تمرد ضد القانوف والموائح‪.‬‬
‫ويجب أال ينغمس المراقب المالي في أي خياؿ تفسيري‪ .‬ويجب أف تطبؽ النصوص بدقة دوف‬
‫مراعاة األعماؿ التحضيرية أو ىدؼ المشرع أو السمطة التنظيمية‪ .‬وحتى إذا كاف مف الواضح أف‬
‫المشرع أو السمطة التنظيمية كانت مخطئة ‪ ،‬فإف التعبير الذي أطمقو عمى فكره كاف يخوف نواياه ‪،‬‬
‫فإف نص النص ‪ ،‬عندما ال يسمح بالخبلؼ ‪ ،‬يجب أف يغمب عمى روحو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد عبد اهلل الشريؼ ‪ ،‬الرقابة المالية في المممكة العربية السعودية ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ، 1986 ،‬ص‪، 17‬‬
‫‪2‬‬
‫فيمي محمد شكري ‪ ،‬الرقابة المالية العميا ‪ ،‬دار محمد بدوي ‪ ،‬عماف (لـ يحدد تاريخ نشر) ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪20‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫يمارس الرقابة الداخمية أشخاص أو ىيئات تنتمي لئلدا رة نفسيا ‪ ،‬وىي كؿ رقابة تقع عمى‬
‫الضرائب والنفقات وكذلؾ عمى اإلدارة الموازنية أو االقتصادية وىذه الرقابة يجب أف تستجيب‬
‫ألىداؼ ومتطمبات اإلدا رة ‪ ،‬وأف تعالج عدـ التوازف الحاصؿ لصالح الرقابات الخارجية في اإلدارة‪،‬‬
‫واتقاء األخطار والمخالفات قبؿ وقوعيا ‪ .‬ىذه الرقابة تستجيب إلى متطمبات واضحة فنية ‪ :‬حماية‬
‫األمواؿ العامة ‪ -‬وصاية اإلدارات العامة المستقمة ‪ -‬أبحاث معمقة عف التنظيـ وسير عمؿ‬
‫الخدمات العامة ‪ .‬وتبيف أف ىذه الرقابات فعالة ألف أعضاءىا متعمقيف كثيرة بخطة التنفيذ لذلؾ‬
‫تممؾ القدرة عمى اكتشاؼ المخالفات واعطاء التوجييات مف أجؿ الوصوؿ لؤلىداؼ المنشودة‬
‫وتتميز ىذه الرقابات بمظير عاـ يمس نشاطات اإلدارة وأصالتيا فتنتج مجموعة مف الميزات‬
‫‪1‬‬
‫حسب رأي بيزاف‪:‬‬
‫ترتبط وظيفية بوزير المالية ‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫تشارؾ وبشكؿ ضيؽ في تنفيذ الموازنة ‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫تيتـ قبؿ كؿ شيء باتقاء المخالفات ‪.‬‬ ‫ت‪-‬‬
‫ال تتخذ عقوبات ‪،‬‬ ‫ث‪-‬‬
‫ولكف تستطيع تجميد بعض العمميات غير النظامية‪ ،‬إف عممية الرقابة الداخمية حسب رأي‬
‫(الليمير) ال تتضمف عقوبات ‪ ،‬وتنص بكؿ بساطة عمى ممارسة حؽ الفيتو الذي يمنع تنفيذ عممية‬
‫موازنية ‪ ،‬أو أف تنحصر في أعبلـ رؤوساء الموظؼ اإلداري أو المحاسب وبشكؿ استثنائي ‪،‬‬
‫يمكف لوزير المالية أف يخضع إلى المجمس التأديبي لممخالفات المالية ومخالفات الموظفيف‬
‫اإلدارييف إف أغمب البمداف تفيـ الرقابة الداخمية كرقابة عمى اإلدا رة الموازنية واالقتصادية تحت‬
‫األشكاؿ القانونية النظامية‪ ،‬أو الفرص المناسبة‪ ،‬فإجراءات الرقابات الداخمية تربط السمطات‬
‫‪2‬‬
‫المتعمقة بوزير المالية وتقع تحت سمطتو كؿ الرقابات الداخمية ‪.‬‬
‫إف إيجاد رقابة النفقات الممزمة ‪ ،‬ىو إظيار قيمة وجية النظر المالية في الق اررات اإلدارية ‪ ،‬ألف‬
‫فحص المراقب المالي يقع عمى التحقيؽ مف الخرؽ المباشر لمقانوف المالي ‪ ،‬وألف الرقابة تقع عمى‬
‫النتائج التي يمكف أف تسببيا اإلج ارءات المقترحة عمى األمواؿ العامة ‪ .‬في الواقع يجب أف ال‬
‫يكوف لبلقتراحات انعكاسات عمى الموازنة المقترحة ومع ذلؾ يوجد غالبا التباس بيف الميمة‬

‫‪1‬يوسؼ شباط ‪ ،‬محاظرات الرقابة المالية و االدارية ‪ ،‬محاضرات لطبلب الماجستير ‪ ،‬كمية الحقوؽ ‪ -‬جامعة دمشؽ‪،‬ص‪15‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Direction Du Contrôle Financier, Guide Pratique Du Contrôleur Financier, Première Edition,‬‬
‫‪Abidjan , Direction Du Contrôle Financier 2006, P66‬‬
‫‪21‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫القانونية لممراقبيف وحقؿ تطبيؽ السمطة القانونية في رفض تأشيرة مرورىـ لذا فقد أقاـ المراقبوف‬
‫الماليوف قسما كبيرة مف سمط تيـ األخبلقية عمى ىذا االلتباس والذي فضبل عف ذلؾ ‪ ،‬يعطي‬
‫الشرعية الميمتيـ كمستشاريف مالييف عمى اقتراحات التعييف ويستخدموف الرفض بشكؿ معتدؿ‬
‫بالنسبة لمنتائج المالية غير المتوقعة ‪،‬ويفضموف عميو التأشيرة المؤجمة ‪ ،‬أو أحيانا التأشيرة مع‬
‫المراقبة لذلؾ يجب دراسة ما يمي ‪:‬‬
‫الوضع القانوني لممراقب المالي‪:‬‬
‫إف فكرة تنفيذ الموازنة لمدولة ليست جديدة في فرنسا فمنذ اإلمبراطورية الثانية يفكروف بمنح‬
‫وزير المالية الدور الرئيسي في مادة رقابة تنفيذ الموازنة ‪ ،‬وفي بداية الجميورية الثالثة انتقد ىذا‬
‫اإلجراء كثيرة ‪ .‬وفي عاـ ‪ 1980‬ـ أسست في داخؿ كؿ و ازرة ‪ ،‬دائ رة حسابات لمنفقات المعينة ‪،‬‬
‫يقودىا شخص يوضع تحت سمطة الوزير ‪ ،‬حتى يقوـ بم راقبة كؿ العمميات المالية المنجزة عمى‬
‫مستوى الو ازرة ‪ .‬منيـ مف انتقد ىذه الفكرة ومنيـ مف أيدىا فكانت اآللية كالتالي ‪:‬‬
‫كؿ اقتراح لمخدمات التي تؤدي إلى نفقا ت جديدة ‪ ،‬يجب أف يتمقى تأشيرة المراقب قبؿ أف يقترح‬
‫‪1‬‬
‫لموافقة الوزير‪ ،‬وال يستطيع المراقب أف يرفض تأشيرتو إال في ثبلث حاالت ‪:‬‬
‫‪- 1‬حالة تقييد سيء لمنفقة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬حالة عدـ توفر االعتماد ‪.‬‬
‫‪ - 3‬حالة خطأ مادي في التقويـ ‪.‬‬
‫وبتعبير آخر‪ :‬إف دور المراقب ىو أف يضمف ذلؾ لوزي ره الوطني ‪ ،‬وليس لو فقط أف يحترـ‬
‫القوانيف األساسية لؤلمواؿ العامة ‪ ،‬مع ذلؾ وجد البرلماف أف دور مراقب النفقات المعينة غير كاؼ‬
‫‪ ،‬وىو السبب الذي مف أجمو قرر أف يدعمو ‪ ،‬وقد ترجـ دور تدعيـ المراقب بثبلث إصبلحات‬
‫ميمة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬يرتكز عمى جعؿ وزير المالية يتدخؿ في إج ارء تسمية المراقب‬
‫‪ - 2‬يكمؼ المراقب بالتحقؽ مف تطبيؽ كؿ األحكاـ المالية وأف يكوف تنفيذ الموازنة مطابقة‬
‫التصويت البرلماف ‪.‬‬

‫‪1‬يوسؼ شباط ‪ ،‬محاظرات الرقابة المالية و االدارية ‪ ،‬محاض ارت لطبلب الماجستير ‪ ،‬كمية الحقوؽ ‪ -‬جامعة دمشؽ‪،‬ص ‪- 15‬‬
‫‪16‬‬
‫‪22‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫‪ - 3‬وينحصر في إنشاء تأشي ره األمور في الدفع وفي التوكيؿ ‪ .‬وبمجيء الحرب العالمية الثانية‬
‫انجرت فرنسا إلى ديوف كثيرة األمر الذي ترجـ تدعيـ الرقابات الحكومية‪ ،‬لذلؾ قرر البرلماف‬
‫بوضع مراقبي النفقات المعينة تحت السمطة مباش رة والمحددة لوزير المالية ويعينوف بقرار منو وجاء‬
‫المرسوـ الصادر في ‪/23‬كانوف الثاني لعاـ ‪/1956/‬ـ ليؤكد عمى الوضع القانوني لمم راقبيف‬
‫المالييف وىو إدا رة دائرة المحاسبة ورقابة النفقات المعينة ‪ ،‬وممارسة الرقابة المالية عمى المكاتب‬
‫‪1‬‬
‫اإلدارية والييئات الخاصة التي تستفيد مف دعـ حكومي حيث تقسـ ىذه الييئات لقسميف ‪:‬‬
‫‪ - 1‬قسـ أوؿ ‪ :‬يتضمف درجة واحدة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬قسـ ثاني ‪ :‬يتضمف ثبلث درجات ‪.‬‬
‫اختار المراقبوف الماليوف مف بيف قضاة ديواف الحسابات الذيف درجتيـ مستشار مقرر ومف‬
‫بيف المفتشيف المالييف‪ ،‬ومف رؤساء األقساـ ومف المدراء المساعديف ‪ ،‬ونواب المدراء في اإلدارة‬
‫المركزية لو ازرة االقتصاد والمالية المدراء المدنييف مف الدرجة األولى في نفس الو ازرة ‪ ،‬وأخي ار‬
‫مراقبي الدولة ‪.‬‬
‫أدوار المراقب المالي‪:‬‬
‫يظير ىذا الدور في كؿ إدارة بمظيريف مختمفيف ‪:‬وضع تأشيرتو عمى إجراء يؤثر عمى‬
‫تعييف النفقة ‪ ،‬وبعد ذلؾ يبدي رأيو‪ :‬كؿ اقتراح خاضع إلى رأي أو توقيع وزير المالية يجب أف‬
‫يرافؽ برأي المراقب التمكيف الوزير مف أخذ القرار وىو عمى معرفة كاممة باألمر وقد أكدت‬
‫المادتيف الرابعة والخامسة مف القانوف الصادر في ‪/10/‬آب ‪ /1922/‬عمى أداء الم راقبيف المالييف‬
‫لميمة الرقابة ‪ -‬االستشارة المالية ‪ -‬اإلعبلـ والتي سنبحثيا بالتفصيؿ ‪. .‬‬
‫أوال‪ -‬صفتو مراقب ‪:‬‬
‫وىو دور ميـ بسبب أصالتو وفعاليتو‪ ،‬ويقوـ عمى التعييف واألمر‪:‬‬
‫أ ‪ -‬دوره أثناء عقد النفقة ‪ :‬تقع التأشيرة عمى االستما رة وتترافؽ بالوثائؽ الرسمية التي تحدد موضوع‬
‫النفقة فيجب عميو أف يفحص ( صحة العممية الموازنية ‪ ،‬قانونيتيا ‪ ،‬عائديو النفقة إلى باب‬
‫الموازنة ‪ ،‬تنفيذ الموازنة ‪،‬توفر االعتماد ‪،‬صحة تقييـ النفقة ‪ ،‬تطبيؽ األحكاـ عمى الصعيد المالي‬
‫‪...‬الخ) والمراقب المالي إما أف يعطي التأشي رة‪ ،‬واما أف يرفضيا واما أف يعطييا مع تحفظ إف‬

‫‪ 1‬يوسؼ شباط ‪ ،‬محاظرات الرقابة المالية و االدارية ‪ ،‬محاضرات لطبلب الماجستير ‪ ،‬كمية الحقوؽ ‪ -‬جامعة دمشؽ‪ ،‬ص‪- 16‬‬
‫‪17‬‬
‫‪23‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫تعييف النفقة يمكف أف تحدث ألف العممية حكـ عمييا أنيا نظامية ومطابقة لمقوانيف ‪ ،‬واذا كانت‬
‫النفقات التي تعرض لمتأشيرة مخالفة لمقوانيف ‪ ،‬فإف عمى المراقب رفض إعطاء اإلجراء الشكمي ‪.‬‬
‫فيو ال يرفض تأشيرتو إال في حالة المخالفة وليس إذا قدر أف النتائج المالية لمتعييف يمكف أف‬
‫تؤدي إلى أضرار بالنسبة لؤلمواؿ العامة خاصة أف البرلماف يعطي الرفض التأشيرة سمة الخطورة‬
‫الحقيقية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬في مرحمة األمر بالدفع ‪:‬‬
‫بعد تعييف النف قة يجب عمى الوزراء أف يبينوا ديوف الدولة ‪ ،‬ثـ إيفاء الديف واألمر بالدفع ‪ ،‬واألمر‪:‬‬
‫ىو قطع النفقة مف االعتماد التشريعي ‪ ،‬مع إعطاء أمر إلى المحاسب بتسديد الديف ‪.‬‬
‫‪ -‬أما دور المراقب المالي حسب رأي ديفرجيو فيو محدود ىنا ‪ ،‬وينحصر في التحقؽ مف صحة‬
‫األمر ‪ ،‬بمعنى أف وجود نفقة معينة لمبمغ مقابؿ‪ .‬ولكف في ىذا الخصوص يمكف أف يتحقؽ أيضا‬
‫مف أف التأشي رة قد أعطيت في خطة التعييف ‪ ،‬وفي حالة التعييف دوف تأشيرة ‪ ،‬فأنو يرفض األمر‪،‬‬
‫بالنسبة لو تظير تأشيرة األمر بيذا الشكؿ ‪ ،‬وككؿ فتأشيرة التعييف تمعب دو ار أساسيا ألنو عندما‬
‫‪1‬‬
‫تعيف النفقة ‪ ،‬يجب أف يكوف مصيرىا الدفع ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬بصفتو مستشار ‪:‬‬
‫إف صفة ممثؿ وزير المالية تسمح لممراقب المالي أف يمعب دور المستشار ودور المراقب العاـ في‬
‫تنفيذ الموازنة وذلؾ بإعطاء رأيو المبرر عمى مشاريع القانوف أو مراسيـ ‪ ،‬عقود‪ ،‬ق اررات وغيرىا‬
‫واقتراحات الموازنة‪ ،‬وطمب االعتمادات اإلضافية وعميو أف يربط رأيو باإلضبارة الموجية إلى ىذا‬
‫الوزير ومف أجؿ ذلؾ يطمع عمى كؿ الوثائؽ والمعمومات المفيدة ‪ ،‬ويتوصؿ المراقب في نياية‬
‫المناقشات المستفيضة مع الوزير عاقد النفقة إلى اتفاؽ معو ويصبح عندئيف المدافع والمحامي ليذا‬
‫الوزير أماـ وزير المالية وليس رقيبو‪ .‬حسب رأي ديفرجيو ‪ :‬رأي المراقب المالي ليس لو أية قوة‬
‫قانونية بنفسو خبلفة التأشيرتو ‪ ،‬فيعبر عف رأيو عمى إجراء مطروح لمبحث‪ ،‬وىذا الرأي يوجو إلى‬
‫وزير المالية الذي يمكنو أساسأ أف يمارس توقيعو وىو عمى اطبلع عمى األمور‪ .‬والرأي بنظره ال‬
‫‪2‬‬
‫ي حدد بمسألة القانونية عمى عكس التأشيرة فيو يقوـ عمى مسألة مناسبة اإلجراءات المطروحة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬بصفتو إعالمي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫فيمي محمد شكري ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ 2‬يوسؼ شباط ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ، ،‬ص‪. 18‬‬
‫‪24‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫يعد المراقب المالي تقرير سنويا يعرض فيو النتائج الجارية ‪ ،‬عمى كؿ باب مف الموازنة عمى خط‬
‫جباه‪ ،‬ويشير إلى المبلحظات الرئيسية التي أنجزىا خبلؿ السنة ‪ ،‬أثناء ممارستو رقابتو ‪ .‬أشار‬
‫بيزاف إلى أف المراقب المالي يستطيع أف يعمـ ‪ ،‬بعد موافقة وزير المالية المقرريف الخاصيف في‬
‫الجمعيتيف ‪ ،‬يطمعيـ عمى األوضاع الفصمية والسنوية لمحاسبة النفقات المعينة الذي ىو مسؤوؿ‬
‫عنيا ففعالية الجياز مرتبطة بشكؿ واسع بفعالية رقابة المبلكات‪ .‬تعتب ار لموازنة المالية مقبولة‬
‫بشكؿ سيء مف قبؿ الموظفيف أوال ألنو تبقى قاسية ويمكف أف تقحـ الشرؼ وثانية ألف امتدادىا‬
‫إلى المواد ال تظير إنيا ناجمة عف القانوف الصادر في عاـ ‪1922 /‬ـ‪ .‬حتى المراقبيف المالييف‬
‫أنفسيـ ألنيـ ال يدخموف في أي سمـ وظيفي‪ ،‬الش يء الذي يتركيـ أح اررة في حركتيـ ‪ ،‬وزيادة عمى‬
‫ذلؾ يشارؾ الم راقبوف في تنظيـ الموازنة حسب أشكاؿ محسنة ‪ ،‬وبالتالي يمعبوف دور أساسي في‬
‫تطبيؽ توجييات رئيس مجمس الوزراء بفضؿ رفض التأشي رة ‪ .‬إف األخذيف باإلدارة العامة الجديدة‬
‫يشجعوف تحويؿ المراقبيف المالييف إلى م ارقبيف إدارة ‪ ،‬ولكف ىذا احتماؿ خطير ألف الضغوط‬
‫الموازنية تقود الدولة إلى فرز مؤسسة رقابة أولية جديدة تطمب تدعيـ رقابة المحاسب في زمف‬
‫الدفع ‪ ،‬وكذلؾ العقوبات المتخذة ضد اإلدارييف‪.1‬‬
‫ويجب أف يتمتع المراقب المالي بكفاءة تقنية قوية ألف البحث الذي يجب أف يجريو يصعب‬
‫إجراؤه ‪ .‬إف االنييار اليائؿ مف المشاكؿ المتباينة يخيـ عميو‪ :‬المشاكؿ القانونية واإلدارية والمالية‬
‫والمحاسبية واالقتصادية ‪ .‬وينبغي أال يغيب عف الباؿ أف المراقب المالي يجب أف يحرص عمى‬
‫عدـ إصدار حكـ سريع ومتيور ألف شريكو سيكوف دائما متخصصا يستفيد مف خبرة طويمة وأحيانا‬
‫طويمة جدا في الميداف المعني‪ .‬وما يجعؿ األمر صعبا ىو أف تشريعاتنا ولوائحنا تخضع لتغييرات‬
‫متكررة ‪ .‬ولذلؾ ال يمكف لممراقب المالي أف يكوف راضيا عما تعممو في الماضي وأف يتخمى عنو‬
‫لتحسيف مينتو ‪ .‬وتتطمب فعالية أعماؿ الرصد مواكبة جميع التغييرات في نطاقيا ‪.‬ويجب عمييا أف‬
‫تبذؿ جيدا مستم ار لتحديث معموماتيا وتوسيع نطاقيا‪ .‬إف الحماس في العمؿ ‪ ،‬والموىبة ‪،‬‬
‫واالىتماـ بالكفاءة والتفصيؿ ‪ ،‬وطعـ المناقشة القانونية ‪ ،‬والبحث المستمر عف تماسؾ المنطؽ‬
‫والصياغة التي ال يمكف إصبلحيا ‪ ،‬وص رامة الشخصية ‪ ،‬والرغبة العنيدة في الخدمة ‪ ،‬تجمب‬
‫‪2‬‬
‫دائما نجاحات رائعة ‪ ،‬ألنيا عناصر مواتية الكتساب مينة المراقب المالي وممارستيا‪.‬‬

‫‪1‬يوسؼ شباط ‪ ،‬محاظرات الرقابة المالية و االدارية ‪ ،‬محاضرات لطبلب الماجستير ‪ ،‬كمية الحقوؽ ‪ -‬جامعة دمشؽ‬
‫‪2‬‬
‫‪Direction Du Contrôle Financier, Guide Pratique Du Contrôleur Financier, Première Edition,‬‬
‫‪Abidjan , Direction Du Contrôle Financier 2006, P66‬‬
‫‪25‬‬
‫انزقببت انًبنيت انذاخهيت (انذاحيت) في انجشائز و فزَظب‬ ‫انفصم األول‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫يتولى كؿ مف المحاسب العمومي و المراقب المالي الرقابة الداخمية او القبمية لبللتزاـ بالنفقات التي‬
‫يمتزـ بيا المؤسسات واالدارات التابعة لمدولة والميزانيات الممحقة وعمى الحسابات الخاصة لمخزينة‬
‫وميزانيات الواليات والبمديات في كؿ مف الجزائر و فرنسا عمى حد سواء ‪ ،‬ويشرفاف عمى ميزانيات‬
‫المؤسسات العمومية ذات الطابع االداري والمؤسسات العمومية ذات الطابع العممي والثقافي‬
‫والميني وميزانيات المؤسسات العمومية ذات الطابع االداري المماثمة كما يقوماف بتطبيؽ ىاتو‬
‫الرقابة عمى ميزانيات مراكز البحث والتنمية والمؤسسات العمومية ذات الطابع العممي والتكنولوجي‬
‫والمؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري حيث تحدد مدونة النفقات المعنية بياتو‬
‫الرقابة عف طريؽ قرار مشترؾ بيف الوزير المكمؼ بالميزانية ووزير القطاع المعني و ىذا ما‬
‫توضح لنا مف خبلؿ دراستنا لؤلدوار التي يضطمعاف بيا‪ ،‬والرقابة الداخمية التي يمارسانيا تعتبر‬
‫رقاية وقائية تيدؼ الى منع وقوع األخطاء والمخالفات قبؿ صرؼ النفقات و الماؿ العاـ ‪ ،‬وىو ما‬
‫يعرؼ برقابة االلتزاـ بالنفقات الع امة التي تعتبر مف اشكاؿ الرقابة القبمية‪ ،‬وذلؾ سعيا مف الدولة‬
‫لبموغ األىداؼ المتوخاة مف ترشيد النفقات وصرفيا بشكؿ قانوني‪ ،‬و سنتناوؿ في الفصؿ الموالي‬
‫الشؽ الخارجي لمرقابة عمى الماؿ العاـ ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الرقابة الخارجية (المستقلة) ونظمها‬
‫القانونية والتشريعية‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫تمييد‪:‬‬
‫تعتبر الرقابة الخارجية المستقمة كمجمس المحاسبة و المجمس التشريعي التي استحدثيا كؿ‬
‫مف الجزائر و فرنسا وتعتبر ىذه الييئات ذات طابع اإلدارية و غطاء مف القضاء الجنائي و‬
‫االداري ‪ .‬و مف ىنا نستنتج أف مجمس المحاسبة لمدولة والرقابة التشريعية ما نص عمييا القانوف‬
‫صراحة أي اف ليا أساس قانوني عكس الييئات اإلدارية لمرقابة المالية المتخصصة ويعتبر مجمس‬
‫المحاسبة أعمى الييئات الرقابية في الدولة ‪ ،‬سنقوـ بدراسة رقابة مجمس المحاسبة في الجزائر و‬
‫فرنسا في (مبحث أوؿ) و الرقابة التشريعية في (مبحث ثاف)‬

‫‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫المبحث األول‪ :‬رقابة مجمس المحاسبة‬


‫يصنؼ فقياء القانوف اإلداري مجمس لمحاسبة ضمف الييئات القضائية المتخصصة‬
‫( ‪ ،) juridictions spécialisées‬وتسمى كذلؾ بالييئات ذات االختصاص الخاص‬
‫( ‪.)juridiction à compétence spécaile‬‬
‫وفي حقيقة األمر‪ ،‬فإف وضعية ىذه الييئات مازالت غامضة في االنوف الجزائري‪ ،‬ولـ‬
‫يساىـ فييا القضاء بأحكاـ مرجعية تحدد موقفو منيا‪ ،‬ولـ يتعرض ليا بالد راسة سوى عدد قميؿ مف‬
‫الدراسيف (‪ ، )1‬خبلف ػ ػ ػػا لما ىو عميػػو الوضع في القانوف الف ػ ػرنسي‪ ،‬حيث أف مجم ػ ػ ػػس‬
‫ا لدولة حاوؿ مسايرة مخؼ لتطورات التي عرفيا التشريع وأصدر ق اررات عديدة لتحديد الطبيعة‬
‫القانونية ليذا النوع مف الييئات‪ .‬سنتناوؿ في ىذا المبحث رقابة مجمس المحاسبة في الج زائر‬
‫كمطمب أوؿ و رقابة مجمس المحاسبة في فرنسا كمطمب ثاف‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬رقابة مجمس المحاسبة في الجزائر‬
‫يعتبر مجمس المحاسبة مؤسسة دستورية حديثة النشاة‪ ،‬حيث تـ إنشاؤه بموجب القانوف رقـ‬
‫‪ 05-80‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ 1980‬وىذا تطبيقا لممادة ‪ 190‬مف دستور سنة ‪ 1976‬وكرس‬
‫تأسيسو كؿ مندشتور ‪ 1989‬بموجب المادة ‪ 160‬منو ودستور سنة ‪ 1996‬في المادة ‪ 170‬منو‪،‬‬
‫ويخضع مجم س المحاسبة حاليا في تنظيميو وتسييره ألحكاـ االمر رقـ ‪ 20- 95‬المؤرخ في ‪17‬‬
‫جويمية ‪ ، 1995‬كما يتمتع بنظاـ داخمي ضمنو المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 377-95‬المؤرخ في ‪20‬‬
‫نوفمبر ‪ ، )2( 1995‬ولذي يحدد ىياكمو اإلدرية وتشكيبلتو القضائية ويضبط تسييرىا وتنظيميا‪.‬‬
‫أما مف حيث تشكيم تو لبشرية‪ ،‬فإنو يتكوف مف اعضاء يمارسوف وظيفة قضائية ويتمتعوف‬
‫بمركز قانوني يحدده األمر رقـ ‪ 23-95‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 1995‬المتضمف القانوف األساسي‬
‫لقضاء مجمس المحاسبة (‪ ،)3‬كما يتوفر عمى مستخدميف إدارييف‪ ،‬يشرفوف عمى تسيير مختمؼ‬
‫المصالح اإلدارية واألجيزة التقنية وكذلكعمى كتابة الضبط‪ ،‬وىـ يعتبروف موظفوف عاديوف‬
‫ويخضعوف في مسارىـ الميني لمنصوص التي تحكـ األالؾ المشتركة لئلدارات والييئات العمومية‪.‬‬
‫في إطار مكافحة الفساد بمختمؼ صوره خاصة الفساد المالي باعتباره يستيدؼ الماؿ العاـ‪،‬‬
‫وباإلضافة إلى أجيزة الرقابة المالية القب مية التي عمى الرغـ مف الدور الكبير الذي تقوـ بو في‬

‫(‪ - )1‬رشيد خموفي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪. 234‬‬


‫(‪ - )2‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 72‬لسنة ‪.1995‬‬
‫(‪ - )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 48‬لسنة ‪.1995‬‬
‫‪29‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫إطار الكشؼ عف الجرائـ المالية‪ ،‬اال انيا ال تكؼ لوحدىا لمحد مف الفساد المالي مما استدعى‬
‫بالضرورة وجود أجيزة أخرى تقوـ بالرقابة البعدية‪،‬‬
‫دور مجمس المحاسبة‬
‫تـ ذكر مجمس المحاسبة كييئة رقابية عميا عمى العمميات المالية لمدولة في أغمب الدساتير‬
‫الجزائرية‪ ،‬حيث تـ تأسيسو بموجب المادة ‪ 190‬مف دستور ‪ 1976‬كما نصت عميو المادة ‪160‬‬
‫مف دستور ‪ 1989‬أما دستور ‪ 1996‬فقد نص « يؤسس مجمس المحاسبة يكمؼ بالرقابة البعدية‬
‫ألمواؿ الدولة والجماعات االقميمية والمرافؽ العمومية » ‪. 1‬‬
‫سنتناوؿ ضمف ىذا المطمب الطبيعة القانونية لمجمس المحاسبة واختصاصاتو (الفقرة‬
‫األولى) ومدی فعالية دور مجمس المحاسبة (الفقرة الثانية)‪ .‬الفقرة األولى‪ :‬الطبيعة القانونية لمجمس‬
‫المحاسبة واختصاصاتو قبؿ التطرؽ إلى اختصاصات ومياـ مجمس المحاسبة (ثانيا) نتناوؿ‬
‫الطبيعة القانونية لو (أوال)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الطبيعة القانونية لمجمس المحاسبة‬
‫باشر مجمس المحاسبة اختصاصو فعميا عاـ ‪ 1980‬رغـ أنو تـ االشارة اليو مف خبلؿ‬
‫‪2‬‬
‫وخضع في سيره الى عدة نصوص قانونية فيما يمي‬ ‫المرسوـ المتضمف تنظيـ و ازرة المالية‪،‬‬
‫تحديد لطبيعة المجمس القانونية مف خبلؿ ىذه النصوص‪:‬‬
‫‪- 1‬القانوف رقـ ‪ : 80/05‬مجمس المحاسبة جية قضائية ادارية متخصصة " كاف مجمس المحاسبة‬
‫في ظؿ قانوف ‪ 01‬مارس ‪ 1980‬ىيئة قضائية يظير ذلؾ مف خبلؿ أعضائو وتشكيبلت الحكـ‬
‫فيو‪ ،‬فأعضاؤه ىـ قضاة يخضعوف لمقانوف األساسي لمقضاء (المادة‪ )21‬اما مف حيث تشكيبلتو‪،‬‬
‫فمجمس المحاسبة كاف يقسـ في ظؿ ىذا القانوف الى «غرؼ » مختصة بمراقبة قطاع أو أكثر‪،‬‬
‫ومف الممكف أف تشمؿ كؿ غرفة عمى عدة أقساـ وتختص ىذه الغرؼ واألقساـ بإجراء التحريات‬
‫‪3‬‬
‫مارس مجمس‬ ‫والتحقيؽ والخبرة ويمارس االختصاصات القضائية لممجمس (المادة ‪....)14‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 170/2‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 438/96‬المؤرخ في ‪ 7‬ديسمبر ‪ ، 1996‬المتضمف دستور الجزائر الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫عدد ‪ ،76‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ،1996‬ص ‪06.‬‬
‫‪2‬القانوف ‪ 08/05‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ 1980‬المتعمؽ بممارسة وظيفة المراقبة مف طرؼ مجمس المحاسبة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫عدد ‪ ،10‬المؤرخ في ‪ 4‬مارس ‪ 1980‬ص‪.338‬‬
‫‪ 3‬مسعود شييوب‪ ،‬المبادئ العامة المنازعات االدارية الييئات واالجراءات أماميا‪ ،‬طبعة ‪ ، 1999‬ديواف المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،1999 ،‬ص ‪233‬‬
‫‪30‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫المحاسبة في ظؿ ىذا القانوف رقابة عمى لمجماعات والمؤسسات والييئات التي تسيير األمواؿ‬
‫العمومية أو تستفيد منيا تكوف طبيعتيا القانونية‪.‬‬
‫‪ - 2‬القانوف رقـ ‪ : 90/32‬مجمس المحاسبة جية إدارية‪" : 1‬أعاد ىذا القانوف النظر في مكانة‬
‫مجمس المحاسبة في مجاؿ الرقابة ب حيث أصبح ىذا األخير عبا رة عف ىيئة إدارية‪ ،‬يقوـ برقابة‬
‫إدارية دوف أف يكوف ليا أي أثر قانوني كما فقد أعضاؤه صفة القاضي التي كانت ممنوحة ليـ في‬
‫ظؿ القانوف ‪.......... 80/05‬ضيؽ القانوف ‪ 90/32‬مف مجاؿ تدخؿ مجمس المحاسبة حيث‬
‫اقتصرت رقابتو عمى المؤسسات والمرافؽ العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‪ ،‬وجرده مف‬
‫‪2‬‬
‫صبلحياتو القضائية‪ ،‬وأصبح لو وظيفة ادارية فقط ‪".‬‬
‫‪3‬‬
‫‪" :‬أعاد ىذا األمر مكانة‬ ‫‪- 3‬األمر ‪ 95/20‬مجمس المحاسبة جية قضائية ادارية متخصصة‬
‫مجمس المحاسبة التي كاف عمييا خبلؿ الفترة ما بيف ‪ ،1990- 1980‬وبذلؾ أصبح مجمس‬
‫‪4‬‬
‫وبالتالي‬ ‫المحاسبة ىيئة قضائية متخصصة‪ ،‬كما أعاد أيضا ىذا األمر صفة القاضي ألعضائو"‬
‫فيذا األمر وسع اختصاص المجمس ليشمؿ كؿ رقابة كؿ األمواؿ العمومية ميما يكف الوضع‬
‫القانوني لمسيري األمواؿ والمستفيديف بيا‪ ،‬أصبح يتمتع بصبلحيات قضائية شاممة‪ .‬واستجابة‬
‫لتعميمة رئيس الجميورية ‪ 03‬لسنة ‪ 2009‬المتعمقة بتفعيؿ مكافحة الفساد‪ ،‬والتي نصت عمى‬
‫ضرورة تنشيط دور مجمس المحاسبة‪ ،‬فتدخؿ المشرع سنة ‪ 2010‬وعدؿ قانوف مجمس المحاسبة‬
‫بموجب األمر رقـ ‪ ، 10/02‬وقد قاـ المشرع بتفعيؿ دور مجمس المحاسبة في مكافحة الفساد مف‬
‫‪5‬‬
‫"حسب نص المادة ‪ 03‬مف االمر‪ 20/95‬المعدؿ والمتمـ فاف‬ ‫خبلؿ توسيع صبلحياتو الرقابية‪.‬‬
‫مجمس المحاسبة يمارس صاحيات ذات طابع قضائي وأخرى ذات‬

‫‪1‬القانوف ‪32/90‬المؤرخ في ‪ 4‬ديسمبر ‪ ، 1990‬المتعمؽ بتنظيـ مجمس المحاسبة وسيره‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،53‬المؤرخة في‬
‫‪ 5‬ديسمبر ‪ ، 1990‬ص ‪1690‬‬
‫‪ 2‬رشيد خموفي‪ ،‬قانوف المنازعات االدارية تنظيـ اختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.233‬‬
‫‪3‬األمر ‪95/20‬المؤرخ في ‪ 17‬جويمية ‪ 1995‬يتعمؽ بمجمس المحاسبة جريدة رسمية عدد ‪ ،48‬المؤرخة في ‪ 23‬جويمية ‪،1995‬‬
‫ص ‪03‬‬
‫‪ 4‬رشيد مخموفي‪ ،‬قانوف المنازعات االدارية‪ ،‬تنظيـ اختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزء االوؿ‪ ،‬ديواف المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ، 2013 ،‬ص ‪177‬‬
‫‪5‬األمر ‪ 10/02‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2010‬جرح ج‪ ،‬عدد ‪ ،50‬المؤرخة في ‪ 1‬سبتمبر ‪ ، 2010‬المعدؿ والمتمـ لؤلمر‪، 20/95‬‬
‫المؤرخ في ‪ 17‬جويمية ‪ ، 1995‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة‬
‫‪31‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫طابع اداري‪ ،‬ويظير مف استقراء المادة ‪ 03‬بأف المشرع لـ يصؼ مجمس المحاسبة بجية قضائية‬
‫بؿ كيفو عمى أنو مؤسسة تتمتع باختصاص قضائي‪ ،‬وتسمح عبارة (( مؤسسة تتمتع باختصاص‬
‫قضائي » باعتبار مجمس المحاسبة كجية قضائية متخصصة بحكـ القانوف‪ ،‬وكجية قضائية‬
‫‪1‬‬
‫ادارية متخصصة بحكـ رقابة ق ارراتيا مف طرؼ مجمس الدولة‪".‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختصاصات مجمس المحاسبة‬
‫لقد حدد المشرع حدود صبلحيات مجمس المحاسبة الرقابية في المادة ‪ 02‬مف القانوف‬
‫المتعمؽ بمجمس المحاسبة‪ ،‬ثـ قاـ بالتفصيؿ فييا بموجب الباب األوؿ منو‪ ،‬والذي خصص‬
‫لصبلحيات مجمس المحاسبة حيث يتمتع مجمس المحاسبة باالستقبلؿ في التسيير‪ ،‬ويزود بالموارد‬
‫‪2‬‬
‫البشرية والوسائؿ المادية الضرورية لعممو وتطوير نشاطاتو ويخضع لقواعد المحاسبة العمومية‪،‬‬
‫ويمكف تقسيـ صبلحيات مجمس المحاسبة إلى‪:‬‬
‫‪ /-1‬الصالحيات القضائية‪:‬‬
‫يكمؼ مجمس المحاسبة عمى المستوى القضائي بالتأكد مف مدى احتراـ األحكاـ التشريعية‬
‫والتنظيمية السارية في مجاؿ‪:‬‬
‫أ ‪-‬تقديـ الحسابات‪ :‬يعد عميمة تنتج عف ضرورة الرد عمى ممارسة مسؤولية ما فالمحاسب المالي‬
‫مسئوؿ عف حساب تسيير ىيئة عمومية ما موكمة إليو أو الحسابات التي يضبطيا سنويا التي يرد‬
‫‪3‬‬
‫عمييا بعد إيداعيا أماـ مجمس المحاسبة وتحدد المادة ‪ 38‬مف القانوف ‪ 21/90‬المعدؿ والمتمـ‬
‫مع مراعاة أحكاـ المادة ‪ 46‬فاف المحاسبيف العمومييف مسئولوف شخصيا وماليا عمى العمميات‬
‫الموكمة إلييـ وبيذا الصدد يعرضوف العمميات المالية الموكمة إلييـ بإيداع حساباتيـ أو تقييـ‬
‫حسابات ولدى كتابة الضبط المركزية لمجمس المحاسبة‪.‬‬
‫ب‪-‬مراجعة حسابات المحاسبيف العمومييف‪ :‬ىي الرقابة التي يمارس مجمس المحاسبة والمنصوص‬
‫عمييا في الفصؿ الثالث مف الباب الثالث في المواد مف ‪ 74‬إلى ‪ 86‬مف االمر‬
‫‪ 20/95‬المعدؿ والمتمـ ولمجمس المحاسبة‪ ،‬يتولى مراجعة حسابات التدقيؽ والتسيير ومدى صحة‬
‫العمميات ومدى مطابقتيا مع األحكاـ التشريعية والتنظيمية‪ ،‬وكذا الحكـ عمى حسابات المحاسبيف‬

‫‪1‬رشيد مخموفي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪180‬‬


‫‪2‬موقع مجمس المحاسبة ‪ Www.C.Compte.Org.Dz‬تاريخ االطبلع ‪2021/07/01‬عمى ‪14:24‬‬
‫‪3‬القانوف رقـ ‪ 90/21‬المصدر السابؽ‬
‫‪32‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫‪1‬‬
‫العمومييف ويتـ ذلؾ في إجراء كتابي مضبوط وحضوري‪.‬‬
‫ج‪ -‬مراقبة االنضباط في مجاؿ تسيير الميزانية والمالية‪ :‬أوكؿ المشرع الجزائري لمجمس المحاسبة‬
‫ممارستو رقابة قضائية عمى التسيير المالي لؤلمريف بالصرؼ حسب نص المادة ‪ ،87/2‬وحدد‬
‫طبيعة المخالفات واالخطاء التي تعتبر مف قبيؿ المساس بقواعد االنضباط في مجاؿ تسيير‬
‫‪2‬‬
‫كما حدد فيما تتمثؿ ىذه المخالفات‪ ،‬و تسمی ايضا بالرقابة المالية القانونية و‬ ‫الميزانية المالية‪،‬‬
‫لقد خصص ليا المشرع الجزائري فصبل كامبل‪ ،‬و ىو الفصؿ الرابع مف الباب الثالث و ىذا في‬
‫المواد مف ‪ 87‬إلى ‪ 104‬عف األمر‪ ، 20/95‬المعدؿ و المتمـ‪ .‬واليدؼ منيا التأكد مف مدى‬
‫تطبيؽ القوانيف والتنظيمات المعموؿ بيا في جميع المعامبلت والتصرفات المالية التي تقوـ بيا‬
‫الجية الخاضعة لمرقابة‪ ،‬وخاصة عمى عمميات االيرادات في جميع مراحميا والرقابة عمى عمميات‬
‫االنفاؽ بكؿ خطواتيا ابتداء مف ربط النفقة‪ ،‬تصفيتيا‪ ،‬األمر بالصرؼ‪ ،‬الدفع الفعمي‪ ،‬وكذا كشؼ‬
‫وتحديد المخالفات المالية‪ .‬باإلضافة إلى ما سبؽ يساى ـ مجمس المحاسبة في إطار اختصاصاتو‬
‫وصبلحياتو القضائية في تعزيز الوقاية مف مختمؼ أشكاؿ الغش والممارسات غير القانونية أو‬
‫‪3‬‬
‫غير الشرعية التي تشكؿ خرقا لؤلخبلقيات والنزاىة أو يمحؽ ضر ار باألمبلؾ واألمواؿ العمومية‪.‬‬
‫‪ -2‬الصالحيات اإلدارية‪:‬‬
‫يكمؼ مجمس المحاسبة عمى ال مستوى اإلداري بمراقبة حسف استعماؿ الموارد‪ ،‬األمواؿ‪،‬‬
‫القيـ‪ ،‬الوسائؿ المادية مف قبؿ الييئات التي تدخؿ ضمف اختصاصو‪ ،‬وكذا التأكد في مطابقة‬
‫عممياتيا المالية والمحاسبة مع القوانيف واألنظمة السارية المفعوؿ و يصطمح عمييا برقابة نوعية‬
‫التسيير و ىي الرقابة عمى األداء‪ .‬خصص المشرع الجزائري فصبل كامبل لرقابة نوعية التسيير‪،‬‬
‫وىو الفصؿ الثاني مف الباب الثالث في المواد مف ‪ 69‬إلى ‪ 73‬مف األمر‪20/95‬المعدؿ و المتمـ‬
‫و تقوـ رقابة نوعية التسيير عمى ثبلث عناصر ىي ‪:4‬‬
‫‪ -‬الفعالية‪ :‬تعني مدى ما يمكف تحقيقو مف األىداؼ المقررة مف النتائج المستيدفة والنتائج الفعمية‬
‫النشاط الييئات الخاضعة لمجاؿ الرقابة‪.‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 75‬مف األمر رقـ‪20/95‬المعدؿ والمتمـ‪ ،‬المصدر السابؽ‬


‫‪2‬المادة ‪ 2/87‬مف الصدر نفسو‪ - 4 .‬المادة ‪ 88‬مف المصدر نفسو‬
‫‪3‬المادة ‪ 2‬مف المصدر نفسو‬
‫‪ 4‬موقع مجؿ موقع مجمس المحاسبة تاريخ االطبلع ‪2021/07/01‬‬
‫عمى ‪Www.C.Compte.Org.Dz‬‬
‫‪33‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫‪ -‬االقتصاد ‪ :‬ييتـ بتقميؿ تكمفة الموارد المستخدمة بالنسبة لنشاط الييئات المراقبة مع اخذ نوعية‬
‫النتائج بعيف االعتبار‪ ،‬وىو يعني أيضا الحصوؿ في الوقت المناسب وبأقؿ تكمفة ممكنة عمى‬
‫الموارد البشرية والمادية التي تكوف مناسبة مف حيث نوعيتيا وكميتيا‪.‬‬
‫الكفاءة‪ :‬تعني استخداـ الموارد البشرية‪ ،‬المالية‪ ،‬والمادية بطريقة تؤدي إلى الحصوؿ عمى الحد‬
‫األقصى مف المخرجات بمقدار معيف مف ىذه الموارد‪ ،‬أو تقميؿ استخداـ المدخبلت إلى أدنى حد‬
‫في سبيؿ الحصوؿ عمى نوعية أو كمية معينة مف المخرجات‪.‬‬
‫أثناء القياـ بتحرياتو يتأكد المجمس مف مدى مبلئمة وفعالية آليات واجراءات الرقابة والتدقيؽ‬
‫الداخمييف‪ ،‬ويوصي في نياية تحرياتو وتحقيقاتو بكؿ اإلجراءات المبلئمة مف أجؿ تعييف ذلؾ‪:‬‬
‫يتأكد المجمس مف مدى صحة ونظامية ودقة الحسابات وكتابات اآلمر بالصرؼ والمحاسب‬
‫العمومي‪ ،‬فإذا اتضح أف مسؾ الحسابات قد تـ بشكؿ منتظـ وصحيح‪ ،‬يقدـ مجمس المحاسبة‬
‫مخالصة لآلمر بالصرؼ وابراء لممحاسب العمومي بقرار نيائي‪ ،‬وفي حالة وجود نقص مبمغ أو‬
‫صرؼ نفقة غير قانونية أو غير مبررة او ايراد غير محصؿ يضع المجمس المحاسب في حالة‬
‫‪1‬‬
‫مديف‪.‬‬
‫يعاقب المجمس كؿ محاسب تأخر في إيداع حسابات التسيير أو لـ يرسؿ المستندات‬
‫‪2‬‬
‫الثبوتية وعدـ تقديميا بغرامة تتراوح بيف ‪ 1000‬دج و ‪10.000.‬‬
‫في حالة اإلخبلؿ باالنضباط في مجاؿ تسيير الميزانية يعاقب المجمس مرتكبي المخالفات بغرامة‬
‫ال يمكف أف تتعدى مبمغيا المرتب السنوي الجمالي الذي يتقاضاه العوف المعني عند تاريخ ارتكاب‬
‫‪3‬‬
‫المخالفة‪.‬‬
‫يسقط حؽ المجمس في المتابعة عف المخالفة المرتكبة في مجاؿ تسيير الميزانية إذا تـ‬
‫‪4‬‬
‫اكتشاؼ الخطأ بعد مضي ‪ 10‬سنوات مف ارتكابو‪.‬‬
‫إذا أثبت المجمس أثناء رقابتو انو تـ قبض أو حيازة مبالغ بصفة غير قانونية مف قبؿ أشخاص‬
‫طبيعييف أو معنوييف‪ ،‬وتبقى ىذه األمواؿ مستحقة لمدولة أو لمجماعات اإلقميمية أو المرافؽ العامة‬

‫‪1‬المادة ‪ 83‬مف األمر رقـ ‪ 95/20‬المعدؿ والمتمـ‪ ،‬المصدر السابؽ‬


‫‪2‬المادة ‪ 61‬مف المصدر نفسو‬
‫‪3‬المادة ‪ 89‬مف المصدر نفسو‬
‫‪4‬المادة ‪ 90‬مف المصدر نفسو‬
‫‪34‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫‪1‬‬
‫يطمع فو ار السمطة المختصة قصد استرجاع المبالغ المستحقة بكؿ الطرؽ القانونية‪.‬‬
‫إذا كاف ليذه الوقائع وصؼ ج زائي يرسؿ الممؼ إلى النائب العاـ المتخصص إقميميا‬
‫بغرض المتابعة القضائية‪ ،‬و يطمع وزير العدؿ عمى ذلؾ و يشعر بذلؾ األشخاص المعنييف و‬
‫‪2‬‬
‫مع اإلشارة إلى أنو المتابعات و الغرامات التي يصدرىا مجمس المحاسبة‬ ‫السمطة التي يتبعونيا‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ال تتعارض مع تطبيؽ العقوبات الجزائية و التعويضات المدنية عند االقتضاء‪.‬‬
‫كم ا يعد مجمس المحاسبة التقرير السنوي وىي وثيقة تمخص المبلحظات والمعاينات التي‬
‫يرى مجمس المحاسبة انو مف الضروري توجيييا إلى رئيس الجميورية‪ ،‬ويبيف ىذا التقرير أىـ‬
‫المبلحظات والتقييمات الناتجة عف أشغاؿ تحريات المجمس مرفقة بالتوصيات التي يرى أنو يجب‬
‫تقديميا‪ ،‬وكذ لؾ ردود المسئوليف والممثميف القانونييف والسمطات الوصية المعنية المرتبطة بذلؾ‪.‬‬
‫ينشر ىذا التقرير كميا أو جزئيا في الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بناء‬
‫عمى قرار رئيس الجميورية وترسؿ نسخة مف ىذا التقرير إلى الييئة التشريعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مدى فعالية دور مجمس المحاسبة‬
‫بعد التطرؽ إلى مجمؿ اختصاصات مجمس المحاسبة يتبيف لنا أف "الرقابة التي يقوـ بيا‬
‫ىي رقابة مالية تقييميو واصبلحية وفيي بيذا تيدؼ لحماية الماؿ العاـ‪ 4" ،‬تنتج عنيا مجموعة‬
‫مف االقتراحات و التقارير التي ترسؿ إلى الجيات المعنية الخاضعة لرقابتو‪" .‬وتبرز رقابة المجمس‬
‫بعد صرؼ النفقات وتحصيؿ اإليرادات وتظير أىمية وفعالية ىذه الرقابة عمى المدى البعيد‪ ،‬فيي‬
‫ال تقتصر عمى الرقابة المشروعية فحسب وانما تتعداىا لتشمؿ رقابة مبلئمة‪ ،‬وىي بذلؾ مف شأنيا‬
‫‪5‬‬
‫تحسيف التسيير المالي‪".‬‬
‫وحتي يتسني لمجمس المحاسبة أف ي قوـ بدوره الكامؿ فقد خص بييكؿ تنظيمي وتسييري‬
‫واداري‪ ،‬وخص بنظاـ قانوني يجعؿ منو ىيئة إدارية وقضائية في نفس الوقت‪ ،‬فيو يعايف ويراقب‬
‫بحرية تامة ودوف أف يمتزـ تجاىمو بالسر الميني أو بالسمـ اإلداري كما لو أف يوقع اإلجراءات التي‬

‫‪1‬المادة ‪ 25‬مف المصدر نفسو‬


‫‪2‬المادة ‪ 27‬مف المصدر نفسو‬
‫‪3‬المادة ‪ 91‬مف المصدر نفسو‬
‫‪4‬بف داود ابراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪24‬‬
‫‪ 5‬شيخ عبد الصديؽ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪110‬‬
‫‪35‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫‪1‬‬
‫يراىا مناسبة‪".‬‬
‫مف خبلؿ اختصاصات المجمس يتضح لنا أىمية الدور الرقابي الذي يؤديو‪ ،‬وخاصة في‬
‫مجاؿ کشؼ وضبط المخالفات وجرائـ الفساد المالي واإلداري‪ ،‬ذلؾ لما لو مف سمطة وصبلحيات‬
‫رقابية التي تدعمت بشكؿ واضح مف خبلؿ تفعيؿ دور مجمس المحاسبة في مكافحة الفساد‪ ،‬وذلؾ‬
‫بتعديؿ قانونو سنة ‪ 2010‬بموجب األمر ‪ 02/10‬لكف في الواقع فإف مجمس المحاسبة وبالرغـ مف‬
‫اإلصبلحات المتتالية التي عرفيا‪ ،‬فإف دوره لـ برقی بعد لبموغو ىذا المستوى مف التصور والشفافية‬
‫التي يسعى إلى تحقيقيا في تسيير األمواؿ العمومية‪ ،‬مازالت تبدو مجرد فكرة حالمة‪ ،‬والفعالية التي‬
‫يرمي إلى ترسيخيا في سبيؿ ترشيد اإلنفاؽ العمومي‪ ،‬ما ىي اال تصور ذىني يقابمو عمى أرض‬
‫‪2‬‬
‫وىذا راجع لعدة عوامؿ أىميا‪:‬‬ ‫الواقع ممارسات تتناقضيا وتفرغيا مف محتواىا‪".‬‬
‫‪" -‬عدـ استقبللية مجمس المحاسبة وتبعيتو لمسمطة التنفيذية يعتبر عائقا أماـ أداء ميامو بنزاىة و‬
‫‪3‬‬
‫استقبللية‪".‬‬
‫"عدـ االكت راث بالتقارير التي يعدىا مجمس المحاسبة و إىماؿ مضمونيا"‪ ، 4‬و ما تحتويو مف‬
‫مبلحظات و توجييات قيمة مف شأنيا تدعيـ الرقابة عمى األمواؿ العمومية‪.‬‬
‫و ذلؾ راجع بالدرجة األولى إلى عدـ امتبلؾ المجمس لؤلدوات و اآلليات الفعالة و الرادعة في حد‬
‫ذاتيا لمحد مف ظاىرة التق صير أو اىماؿ في التسيير المالي و االداري و االنحرافات المالية‪ ،‬فيو‬
‫يممؾ فقط سمطة إصدار غرامات مالية ال تتجاوز المرتب السنوي لمعوف المخالؼ أو إحالة الممؼ‬
‫إلى النيابة العامة إذا كاف لو وصؼ جزائي و بالتالي فميس لو جزاء ردعي و ىو ما يحد مف‬
‫‪5‬‬
‫ميامو واستقبلليتو‪.‬‬
‫تيميش الدور االستشاري لو حيث لرئيس الجميورية أو رئيس الييئة التشريعية أو المجموعة‬
‫البرلمانية صبلحية إخطار مجمس المحاسبة إلبداء رأيو حوؿ بعض المسائؿ‪ ،‬ذات األىمية الوطنية‬

‫‪1‬بف داود ابراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.. 111‬‬


‫‪2‬باديس بو مسعود‪ ،‬مؤسسة مكافحة الفساد في الجزائر ‪ ، 2012-1999‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬د‪ /‬رابح لعروسي‪ ،‬قسـ‬
‫العموـ السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي وزو ‪ ، -‬جواف ‪، 2015‬ص ‪. 84‬‬
‫‪ 3‬حمزة حضري‪ ،‬الرقاية مف الفساد في إطار الصفقات العمومية‪ ،‬دفاتر السياسة والقانوف‪ ،‬العدد السابع‪ 01 ،‬جواف ‪ ،2012‬جامعة‬
‫ورقمة‪ ،‬ص‪.182‬‬
‫‪ 4‬سييمة بوزيرة‪ ،‬دور محؿ المحاسبة في مكافحة الفساد‪ ،‬ممتقى الوطني السادس‪ ،‬دور الصفقات العمومية في حماية الماؿ العاـ‪،‬‬
‫جامعة ديحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬يوـ ‪ 20‬ماي ‪ ،2013‬ص‪12‬‬
‫‪5‬باديس مسعود‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪. 84‬‬
‫‪36‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫لكف ناد ار ما يتـ المجوء اليو إلبداء رأيو حوؿ ىذه المسائؿ‪ ،‬وحتى فيما يتعمؽ بالمشاريع ال تمييدية‬
‫‪1‬‬
‫لقوانيف المالية أو قوانيف ضبط الميزانية التي أصبحت ال تعرض حتى عمى الييئة التشريعية‪".‬‬
‫‪2‬‬
‫"عدـ وجود ضمانات قانونية ومادية تمكف قضاة مجمس المطموب‪".‬‬
‫يمكف أعضاء مجمس المحاسبة مف تأدية وظائفيـ عمى الوجو اضافة إلى أف التمييز الحاصؿ بيف‬
‫قضاة مجمس المحاسبة والقضاة العادييف يحد مف اآلفاؽ المينية ألعضاء المجمس ويؤثر عمى‬
‫مستوى أدائيـ‪ ،‬فيـ يخضعوف لقانوف أساسي خاص بيـ‪ ،‬وال يكمفوف تكويف متخصص بمسائؿ‬
‫لذلؾ الذي يخضع لو القضاة العاديوف رغـ أف ميمة المجمس عمى درجة كبيرة مف التعقيد‪ ،‬وتحتاج‬
‫‪3‬‬
‫إلى قضاة ذوي ميارات عالية عف طريؽ تكويف متخصص وفقا الطرؽ عممية ناجعة‪".‬‬
‫"عدـ نشر التقارير التي يصدرىا المجمس باستثناء تقريريف تـ نشرىما سنة ‪ 1997‬و‪ 1998‬عمى‬
‫التوالي في الجريدة الرسمية‪ ،‬مما يجيض آلية التقارير التي أعطاىا األمر رقـ ‪ 95/20‬المعدؿ‬
‫والمتمـ لممجمس‪ ،‬والتي يوجييا لرئيس الجميورية كي يعتبر دليبل لم رأي العاـ الوطني ومؤشر لمرأي‬
‫‪4‬‬
‫العاـ الدولي‪".‬‬
‫‪ -‬نقص كبير في الوعي الرقابي لدى المؤسسات المراقبة والنظرة السمبية لممجمس عمى أنو ىيئة‬
‫‪5‬‬
‫تبحث عف األخطاء المالية واإلدارية لمموظفيف والمسؤوليف‪".‬‬
‫وبالتالي فإف فعالية الدور الرقابي لمجمس المحاسبة في إطار مكافحة الفساد المالي واإلداري‬
‫وحماية الماؿ العاـ تبقى نسبية في ظؿ وجود المعوقات والصعوبات التي سبؽ ذكرىا‪.‬‬
‫"الواقع يبيف أف مجمس المحاسبة لـ يؤدي ميامو عمى الوجو المطموب خاصة فيما يتعمؽ بنشر‬
‫تقاري ره في الجريدة الرسمية عمى الرغـ مف أف القانوف يمزمو بيذا اإلجراء‪ ،‬مما يخمؼ آثار سمبية‬
‫عمى سير المجمس في شفافية مبدئو وأسسو ومصداقية ق ارراتو باإلضافة إلى وجود فضائح مالية‬

‫‪1‬أمجوج نوار‪ ،‬مجمس المحاسبة ود وره في الرقابة عمى المؤسسات اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬دا موسی زىية‪ ،‬قسـ‬
‫الحقوؽ‪ ،‬كمية الحقوؽ جامعة منتوري قسنطينة‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 158‬‬
‫‪ 2‬سييمة بوزيرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪12.‬‬
‫‪3‬أمجوج نوار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪. 158‬‬
‫‪4‬خضري حمزة‪ ،‬آليات حماية المالي العاـ في إطار الصفقات العمومية‪ ،‬دا زوينة عبد الرزاؽ‪ ،‬أطروحة لنيؿ شيادة الدكتوراه‪ ،‬لكمية‬
‫الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬سنة ‪ ،2014‬ص ‪. 231‬‬
‫‪5‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪. 230‬‬
‫‪37‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫‪1‬‬
‫كبيرة لـ يكف لمجمس المحاسبة فييا دور كتمؾ التي مست مؤسسة سوناطراؾ وغيرىا‪".‬‬
‫المطمب ال ثاني ‪ :‬رقابة مجمس المحاسبة في فرنسا‬
‫بالنسبة لمفقو الفرنسي‪ ،‬الذي ساىـ باجتيادات كثي رة حاوؿ مف خبلليا وضع معايير تمكف مف‬
‫تصنيؼ ىذه الييئات وتكييفيا‪ ،‬نذكر منيا المعيار المادي الذي ناد بو األستاذ ( ‪Rene‬‬
‫‪ ) Chapus‬والذي يرى أف الييئة تكتسب الطبيعة القضائية‪ ،‬عندما تقوـ بميمة ردعية تأديبية‪،‬‬
‫وأعتمد ا األخير عمى تحميؿ الق اررات التي أصدرىا مجمس الدولة في القضايا العديدة والمختمفة‬
‫التي فصؿ فييا وال سيما القرار الذييعتبره حكـ مرجعي والصادر تاريخ ‪ 12‬ديسمبر ‪ 1953‬في‬
‫قضية ( ‪.2)DE BAYO‬‬
‫وكذلؾ المعيارالشكمي لذي ناد بو األستاذ (‪ ،)p. klaousen‬والذي يركز فيو عؿ عناصر‬
‫أساسية لتكييؼ أي ىيئة ضمف اليئات القضائية ولتي تتمثؿ في‪ :‬تشكيمة عمى عناصر الييئة‪،‬‬
‫طبيعة اإلجراءات المتبعة أماميا‪ ،‬الطابع النيائي لمق اررات التي تصدرىا وتنظيـ طرؽ الطعف فييا‪.3‬‬
‫أما العميد ( ‪ ،)Georges VEDEL‬فيو يجمع في تصنيفو وتكييفو ىذه لييئات بيف المعياريف ما‪،‬‬
‫بحيث أنو يركز عمى شرطيف أساسييف لتصنيؼ أي ىيئة ضمف الجيات القضائية اإلدارية‪ ،‬يتمثؿ‬
‫الشرط األوؿ في تمتع تمؾ الييئة بصبلحيات قضائية والشرط الثاني ىو أف تخضع ق ارراتيا‬
‫لئلستئناؼ أو الطعف بتانقص أماـ مجمس الدولة‪ ،‬وان طبلقا مف ىذا التصور فيو يعتبر مجمس‬
‫المحاسبة كييئة قضائية إدارية مختصة لكونيا تطبؽ قواعد المحاسبة العمومية‪.‬‬
‫وتثير مسألة تحديد الطبيعة القنونية لمجمس المحاسبة في القانوف الجزائري نفس ىذه اإلشكالية‬
‫المطروحة‪ ،‬ذلؾ الدستور إكتفى بتصنيفو كييئة عميا لمرقابة المالي ة‪ ،‬ولـ يتضمف عمى أي إشا رة‬
‫تمكف مف تكييفو كييئة ذات طبيعة قضائية والتشريع العادي لـ ينص بشكؿ صريح ومباشر عمى‬
‫تصنيفو ضمف الييئات القضائية ولكف يخضعو في تنظيمو وتسييره لتنظيػـ قضائ ػ ػ ػػي ويخولو‬
‫صبلحيات قضائي ػ ػػة‪،‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عبد الحميـ بوقريف‪ ،‬عربي عمى الرقابة البعدية عمى األمواؿ العمومية‪ ،‬محمية الدراسات القانونية والسياسة‪ ،‬العدد األوؿ‪ ،‬جانفي‬
‫‪ . 2015‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية جامعة عمار ثميجي‪ ،‬االغواط‪ ،‬الجزائر‪ ، 2015 ،‬ص ‪342‬‬
‫‪2 Michel Degoffe: La Juridiction Administrative Spécialisée, L.G.D.J, Paris,1996,P 98.‬‬
‫‪ 3‬رشيد خموفي‪ ،‬مرجع سابؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪38‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة التشريعية‬


‫اتجيت الدساتير في دوؿ العالـ ‪ ،‬بمعية السمطة التنفيذية إصدار قوانيف المؤط رة لبلج راءات‬
‫المالية ‪ ،‬غير أف ىذه القوانيف الصاد رة مف البرلماف‪ ،‬تيدؼ الستمرار وبقائيا نافذة في البناء‬
‫القانوني لمدولة‪ ،‬مف عرضيا عمى البرلماف الى فحصيا واصدارىا لمسمطة التنفيذية‪ .‬وقد حرصت‬
‫ال دساتير لكؿ مف الجزائر و فرنسا عمى تنظيـ موضوع إصدار الحكومة لمقوانيف المالية‪ ،‬إف‬
‫حموؿ السمطة التنفيذية مكاف السمطة التشريعية في إصدار التشريعات ىو االستثناء‪ ،‬واألصؿ‬
‫إصدارىا مف قبؿ البرلماف‪ ،‬وألف الرقابة التشريعية ىي مف مياـ البرلماف في دوؿ العالـ ‪ ،‬سنتناوؿ‬
‫في ىذا المبحث الرقابة التشريعية في الجزائر كمطمب أوؿ و الرثابة التشريعية في فرنسا كمطمب‬
‫ثاني ‪.‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬الرقابة التشريعية في الجزائر‬
‫وتتجسد الرقابة الخارجية في العديد مف اآلليات الموضوعة لدى البرلماف بغرفتيو وتتمثؿ ىذه‬
‫اآلليات فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬قانوف ضبط الميزانية‪:‬بعد ما يتـ إقفاؿ السنة المالية وبعد تنفيذ الميزانية وتنفيذ النفقات العامة‬
‫و اإليرادات العامة يقوـ البرلماف بمباش رة رقابتو البعدية وفؽ قانوف ضبط الميزانية وىذا ما أكدتو‬
‫المادة ‪160‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 1996‬بنصيا‪( :‬تقدـ الحكومة لكؿ غرفة مف البرلماف‬
‫عرضا عف استعماؿ االعتمادات المالية التي اقرىا لكؿ سنة مالية و تختتـ السنة المالية فيما‬
‫يخص البرلماف بالتصويت عمى قانوف يتضمف تسوية ميزانية السنة المالية المعنية مف قبؿ كؿ‬
‫غرفة مف البرلماف) وبيذا نرى أنو بعد المصادقة عمى قانوف المالية تعمؿ الحكومة واإلدارات‬
‫التابعة ليا وباقي الييئات اإلدارية التابعة ليا بتنفيذ عممياتيا المالية بعد كؿ ىذا تمخص ىذه‬
‫العمميات في نص وتعرض عمى البرلماف حتى يصوت عميو و ىذا ما يسمى بقانوف ضبط‬
‫الميزانية‪ ،‬وقد ألزـ قانوف‪ 84/17‬المتعمؽ بقوانيف المالية في نص مادتو ‪ 68‬الحكومة بتقديـ قانوف‬
‫‪1‬‬
‫ضبط الميزانية مرفقا بقانوف الميزانية لمسنة‪.‬‬
‫‪ - 2‬التقارير السنوية‪:‬‬
‫يعد المجمس الشعبي الوطني العديد مف التقارير في إطار الرقابة التي يمارسيا وتتمثؿ ىذه التقارير‬
‫المالية فيما يمي‪ :‬التقرير السنوي لتنفيذ المخطط الوطني لمتنمية؛ التقرير السنوي لمجنة المركزية‬

‫‪1‬كنزة بف زايد‪ ،‬صميحة ميروح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪72‬‬


‫‪39‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫لمصفقات العمومية؛ التقرير السنوي لممفتشية العامة لممالية؛ تقارير المجالس الشعبية الوالئية و‬
‫البمدية المتعمقة بالرقابة؛ التقارير السنوية عف نشاطات المؤسسات العمومية؛ تقارير مجاؿ عمؿ‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسات العمومية المتعمؽ بالرقابة؛ التقرير السنوي لمجمس المحاسبة‪.‬‬
‫‪ - 3‬بياف السياسة العامة‪:‬‬
‫إف بياف السياسة العامة طبقا لنص المادة ‪ 84‬مف الدستور ىو حصيمة عمؿ الحكومة‪ ،‬يتـ تقديمو‬
‫إلى البرلماف بغرفتيو و ذلؾ حتى يتسنى مناقشة وتنتيي ىذه مناقشتو إما بالتصويت بالثقة أو‬
‫بممتمس رقابة‪-4 .‬ممتمس الرقابة ‪:‬وفقا لنص المادة ‪ 135‬مف الدستور فانو يمكف لممجمس الشعبي‬
‫الوطني أثناء مناقشتو البياف السياسة العامة أف يصوت عمى ممتمس رقابة ينصب عمى المسؤولية‬
‫‪2‬‬
‫الحكومة و يجب أف يوقع ممتمس الرقابة ليكوف مقبوال سبع (‪ ) 1/7‬عدد النواب عمى األقؿ‪.‬‬
‫وتتـ الموافقة عمى ممتمس الرقابة بأغمبية (‪ )2/3‬النواب واليتـ التصويت إال بعد ‪ 3‬اياـ مف تاريخ‬
‫إيداع ممتمس الرقابة وفقا لممادة ‪ 61‬مف قانوف ‪ ، 02/99‬واذا ماتمت المصادقة عمى ممتمس‬
‫‪3‬‬
‫الرقابة مف قبؿ المجمس الشعبي الوطني يقدـ رئيس الحكومة استقالتو إلى رئيس الجميورية‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬الرقابة التشريعية في فرنسا‬
‫إرتكز الفقو والقضاء في النظاـ الفرنسي عمى بعض المعايير لوضع مفيوـ لمجيات اإلدارية‬
‫المتخصصة وىذا بسبب سكوت المشرع‪.‬‬
‫لقد نظمت بعض القوانيف الخاصة جماعات مينية وضمت تحت لوائيا أىؿ الميف الح رة‬
‫كالمحاماة والطب واليندسة وأعطيت ليا صبلحيات إدارية فيي تتولى شوؤف المينة وتنظيميا‬
‫(‪)4‬‬
‫واتخاذ التدابير الفردية الممزمة ألعضائيا ويكوف اإلنتساب ليذه الييئات إلزاميا‪.‬‬
‫وقد بدأ القضاء اإلداري في فرنسا ييتـ بأمر ىذه النقابات المينية بعد حكـ مجمس الدولة الفرنسي‬
‫في قضية بوجاف التي يعتبرىا مجمس الدولة الفرنسي مف قبيؿ الق اررات القضائية التي يطعف فييا‬
‫بالنقض وليس باإللغاء‪.‬‬

‫‪1‬كنزة بف زايد‪ ،‬صميحة ميروح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪78‬‬


‫‪2‬كنزة بف زايد‪ ،‬صميحة ميروح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪80-79‬‬
‫‪ 3‬بف داود إبراىيـ‪ :‬الرقابة المالية عمى النفقات العامة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.148‬‬

‫(‪ - )4‬أبرت سرحاف‪ ،‬القانوف اإلداري الخاص‪ ،‬ط ‪ ، 1‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬لبناف‪ ، 2010 ،‬ص ‪. 89‬‬
‫‪40‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫إف كبار الفقياء في فرنسا بررت في غالبيتيـ أنيا نوع جديد مف أشخاص القانوف العاـ وذلؾ‬
‫حسب ما يقولو األستاذ مارسيؿ فاليف في آخر مؤلفاتو (أياً ماكاف األمر فإف حكـ بوجاف يثبت‬
‫أنو يوجد جانب األشخاص اإلقميمية والمؤسسات العامة مجموعة أخيرة مف أشخاص القانوف العاـ‬
‫(‪)1‬‬
‫ىي النقابات المينية)‬
‫أكدت الدراسات المتخصصة أنو ومنذ تاريخ العمؿ بنظاـ الدفع بعدـ الدستورية أو مايسمى في‬
‫فرنسا بالسؤاؿ ذو األولوية الدستورية ‪ La question prioritaire de constitutionnalité‬في‬
‫شير مارس‪ 2010‬أف المجمس الدستوري شيد حركة و توجيا أوسع مف حيث االستعانة بالخبرات‬
‫القانونية عمى مستوى المصالح القانونية بالمجمس فاحتوت ىي األخرى عمى أساتذة محاضريف و‬
‫دكاترة في القانوف مكمفيف بمياـ محددة دوف أف يكوف ليـ طبعا حؽ المشاركة في مداوالت‬
‫المجمس و بات لزاما عمى المجمس الدستوري الفرنسي أف يتكيؼ في موارده البشرية مع ما ىو‬
‫مطموب منو دستوريا كمؤسسة فحص ورقابة عمى النصوص بمختمؼ درجاتيا‪ ،‬وأنواعيا‪ ،‬والجية‬
‫التي صدرت عنيا‪ .‬و ليس مف السيؿ أبدا مف وجية نظرنا القياـ بيذه الميمة القانونية والفنية‬
‫فاألمر يتعمؽ بمطابقة نص بنص‪ .‬األوؿ عبا رة عف نص دستوري واجب حمايتو‪ ،‬بالنظر لسموه‬
‫ومكانتو باعتباره التشريع األساس أو األسمى أو سمطاف القوانيف كما يطمؽ عميو‪ .‬والثاني يخص‬
‫منظومة عضوية‪ -‬قانوف عضوي أو نص معاىدة‪ ،‬أو نص قانوف‪ .‬وفي النياية ينتيي المجمس‬
‫الدستوري لنتيجة الفحص ويقرر الدستورية مف عدميا بعد تبياف األسس أو األسباب والحيثيات‪.‬‬
‫وتحتاج ىذه العممية المعقدة دوف ريب لخبرات قانونية مميزة تساعد المجمس في الوصوؿ لنتائج‬
‫‪2‬‬
‫تحفظ سمو الدستور‪ ،‬وتمنع كؿ اعتداء عمى نصوصو‬
‫و ىاىي فرنسا منذ اإلصبلح الدستوري لسنة ‪ 2008‬تؤسس لعبلقة جديدة ومميزة مع فكرة حقوؽ‬
‫اإلنساف‪ ،‬فخولت لؤلفراد حؽ ممارسة آلية الدفع بعدـ دستورية تشريع ما أماـ أحد جيات القضاء‬
‫العادي‪ ،‬أو اإلداري‪ .‬وىذا اإلصبلح نجـ عنو تزايد حاالت الدفع بشكؿ كبير‪ .‬و ىو ما فرض بدوره‬
‫عمى المجمس الدستوري االستعداد بشريا لمواجية ى ذا العدد الكبير مف التساؤالت المتعمقة‬
‫بالدستورية‪ ،‬ومطموب منو اإلجابة عنيا دوف غيره مف مؤسسات الدولة‪ .‬و ىذا أيضا استوجب‬
‫توسيع دائرة القانونييف داخؿ المجمس الدستوري‪.‬‬

‫(‪- )1‬مصطفى أبو زيد فيمي‪ ،‬الوسيط في القانوف اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 2005 ،‬ص ‪. 414 ،413‬‬
‫‪2‬عمار بوضياؼ‪ ،‬دور القضاء الفرنسي في مجاؿ الرقابة عمى دستورية القوانيف‪ ،‬مجمة صوت القانوف المجمد السادس‪ ،‬العدد ‪02‬‬
‫‪/‬نوفمبر‪2019‬ػ ص‪17- 12‬‬
‫‪41‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫مف أجؿ ذلؾ كاف لزاما عمى المؤسس الدستوري مراجعة نص المادة ‪ 56‬مف الدستور بإضافة‬
‫شرط يتعمؽ بال تكويف القانوني عمى األقؿ لبعض أعضاء المجمس الدستوري لما في ذلؾ مف بالغ‬
‫األثر عمى نشاط المجمس وق ارراتو ودوره ال رائد في حماية النصوص الدستورية‬
‫و سجمت عديد الدراسات المتخصصة تأثر نظاـ الرقابة السياسية عمى دستورية القوانيف بنظاـ‬
‫الرقابة القضائية‪ .‬وتجمى ذلؾ عمم يا مف خبلؿ ما يعرؼ بفكرة الدفع بعدـ الدستورية والتي استحدثيا‬
‫الدستور الفرنسي بموجب القانوف الدستوري رقـ ‪ 2008- 724‬بتاريخ ‪ 23‬جويمية ‪.1 2008‬‬
‫وأدخمت عمى المادة ‪ 61‬سابقة الذكر تعديبلت جوىرية‪.‬‬
‫وبناء عمى المادة أعبله تـ توسيع نطاؽ إخطار المجمس الدستوري الفرنسي رسميا ليمتد لؤلفراد‬
‫وىذا بمناسبة دعاوى تتعمؽ بيـ معروضة أو منشورة أماـ جيات القضاء العادي أو اإلداري في‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬وبذلؾ‬ ‫حاؿ تمسكيـ بعدـ دستورية النص التشريعي الذي ينتيؾ حقوقيـ أو حرياتيـ الدستورية‬
‫يصدؽ الوصؼ عمى المجمس الدستوري الفرنسي أنو كما قاؿ البعض " قاض لضبط السمطات‬
‫‪3‬‬
‫والصبلحيات‬
‫وأحالت المادة ‪ 1-61‬أعبله لمقانوف العضوي مسألة تنظيـ عممية إثارة المسألة األولية الدستورية‪.‬‬
‫‪.‬ورغـ أف التعديؿ الدستوري في فرنسا لسنة ‪ 1974‬مدد اإلخطار ؿ ‪ 60‬عضوا في الجمعية‬
‫الوطنية أو ‪ 60‬عضوا في مجمس الشيوخ‪ ،‬ونتج عف ىذا التعديؿ تفعيؿ دور المجمس الدستوري في‬
‫نشاطو الرقابي وىو ما تأكد مف خبلؿ ق اررات كثيرة صدرت عنو‪ .‬غير أنو مع ذلؾ ظؿ النقد يبلزـ‬
‫نظاـ الرقابة السياسية كونو ال يكفؿ لؤلفراد مباش رة أي إجراء أماـ المجمس ال دستوري مف شأنو‬
‫عرض إدعاء أحد منيـ بعدـ دستورية نص تشريعي خاصة إف كاف اإلدعاء يتعمؽ بأحد الحقوؽ‬
‫أو الحريات الدستورية والتي تتمتع بالطابع العالمي‪ .‬مما أجبر السمطة في فرنسا إلى تقديـ مشروع‬

‫‪1‬‬
‫‪Isabelle Crepin-Dehaene. « Quelle Fonction Nouvelle Pour Le Conseil Constitutionnel Depuis La‬‬
‫‪Question Prioritaire De Constitutionnalité? » Pp 1-16‬‬
‫‪Www.Droitconstitutionnel.Org/Congresnancy/Comn7/Crepint7.Pdf‬‬
‫‪2‬الدكتور عبد ال قادر بوراس و لخضر تاج‪ ،‬الدفع بعدـ الدستورية في الدستور الجزائري بيف المكاسب واآلفاؽ‪ ،‬دراسة مقارنة‬
‫بالتجربة الفرنسية‪ ،‬مجمة أبحاث قانونية وسياسية‪ ،‬جامعة تيارت‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬جواف‬

‫‪ 3‬الدكتور عمار بوضياؼ‪ ،‬الدفع بعدـ دستورية القانوف كآلية لدعـ دولة القانوف‪ ،‬مداخمة ألقيت ‪ ، 2018‬بمناسبة الممتقى الدولي‬
‫الموسوـ ب "دولة القانوف التجربة الجزائرية‪ ،‬جامعة أـ البواقي‪ 10 ،‬و ‪ 11‬ابريؿ ‪ ، 2018‬ص ‪.3‬‬
‫‪42‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2008‬المذكور وتؤسس لفك رة جديدة مف شأنيا بسط حماية أكثر عمى‬
‫الحقوؽ والحريات وىذا باعتماد نظاـ الدفع بعدـ الدستورية ‪.QPC‬‬
‫وتطبيقا لممادة ‪ 1-61‬مف الدستور الفرنسي صدر القانوف العضوي رقـ ‪2009-1523‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬وبموجب المادة ‪1-23‬صار بإمكاف المواطف الفرنسي تطبيقا أف‬ ‫بتاريخ ‪ 10‬ديسمبر ‪2010‬‬
‫يعرض إدعاءه بعدـ دستورية نص تشريعي يتعمؽ موضوعو بأحد الحقوؽ والحريات المكفولة‬
‫دستوريا أماـ المجمس الدستوري بالكيفية التي حددىا القانوف العضوي أعبله المنظـ ليذه المسألة‪.‬‬
‫ويمارس ىذا الدفع أماـ جيات القضاء العادي أو القضاء اإلداري االبتدائية أو االستئنافية بما‬
‫يفرض حسب الحاؿ إما عمى محكمة الن قض أو مجمس الدولة إحالة الدفع بعدـ الدستورية أماـ‬
‫المجمس الدستوري لمنظر فيو إذا قدر جديتو‪ ،‬وبعد القياـ بعممية التصفية كما قد تثار المسألة‬
‫األولية الدستورية ‪ QPC‬أماـ مجمس الدولة أو المحكمة العميا‪ .‬وبذلؾ كفمت التعديبلت الدستورية‬
‫المستحدثة سنة ‪ 2008‬حماية خاصة لمنصوص الدستورية‪ .‬و دخمت فرنسا عيدا جديدا تـ فيو‬
‫التركيز باألساس عمى مراجعة سائر تشريعاتيا ذات الصمة بمسألة الحقوؽ والحريات‪.‬‬
‫كما شيدت فرنسا أيضا حركة مف التعاوف بيف السمطة القضائية بجناحييا اإلداري ممثبل في‬
‫مجمس الدولة‪ ،‬أو العادي ممثبل في محكمة النقض مف جية و المجمس الدستوري مف جية أخرى‬
‫باعتباره المؤسسة الدستورية المنوط بيا المحافظة عمى دستورية القوانيف‪ .‬وال زالت ىذه العبلقة‬
‫ثابتة و قائمة إلى اليوـ‪ ،‬وتزداد ارتباطا بعد كؿ عممية إخطار بحكـ العدد المتزايد ليا‪ -‬أي‬
‫اإلخطاراتو الموجية لممجمس الدستوري سنويا‪.‬‬
‫وبيذ ا اإلصبلح الدستوري انقمب المجمس الدستوري إلى مؤسسة دستورية تتولى الدفاع عف الدستور‬
‫مف تجاوزات المشرع‪ .‬وشيدت فرنسا مفيوما جديدا لـ يكف سائدا مف قبؿ يتعمؽ بالمنازعات‬
‫الدستورية تحت مسمى تساؤالت ذات األولوية الدستورية ‪ QPC‬أو الدفع بعدـ الدستورية المطروحة‬
‫أماـ جيات القضاء العادي أو اإلداري‪ ،‬األمر الذي فرض عمى كؿ مف مجمس الدولة أو محكمة‬
‫النقض بعد القياـ بعممية تصفية والتثبت مف جدية الطمب وتأسيسو التوجو لممجمس الدستوري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Isabelle Crepin-Dehaene. O P Cit. P 1.‬‬
‫‪Www.Droitconstitutionnel.Org/Congresnancy/Comn7/Crepint7.Pdf‬‬
‫‪43‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫وليس غي ره‪ .‬لمبت في ىذه اإلشكالية الدستورية في حاؿ تمسؾ الفرد المعني بالخصومة بعدـ‬
‫‪1‬‬
‫دستورية نص معيف سيخضع لو نزاع قائـ‬
‫ولقد أثبتت الدراسات المتخصصة في فرنسا أف المرحمة األولى مف مراحؿ تأسيس المجمس‬
‫الدستوري بموجب دستور ‪ 1958‬لـ يكف أبدا ليشكؿ جية لمقضاء الدستوري بقدر ما ىو جية‬
‫لتوزيع االختصاص بيف المشرع والسمطة التنظيمية كما عبر عنيا البعض " ‪«Un répartiteur‬‬
‫»‪des compétences entre le législateur et l'autorité réglementaire‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬واذا كانت فرنسا قد شيدت انتقادات‬ ‫ثـ بدأ يتطور إلى أف أصبح بحؽ جية لمقضاء الدستوري‬
‫كبيرة التصقت بنظاـ اإلخطار والذي طغى عميو في مرحمة ما قبؿ ‪ 1974‬الطابع السياسي مما‬
‫أضعؼ‬
‫دور المجمس الدستوري وجعؿ نشاطو الرقابي محدودا ومحصو ار في دائرة ضيقة‪ .‬فإف ىذه‬
‫االنتقادات قمت عف المرحمة السابقة حيف تـ سنة ‪ 1974‬االعتراؼ لكؿ مف النواب والشيوخ بعدد‬
‫‪ 60‬عف كؿ غرفة حؽ إخطار المجمس الدستوري وىو ما أطمؽ عميو بحؽ المعارضة في المجوء‬
‫لممجمس الدستوري‪ ،‬إال أنو مع ذلؾ ظؿ اإلخطار يقمؿ مف نشاط المجمس ويضعؼ أداءه ودوره‪.‬‬
‫وساىمت آلية الدفع بعدـ الدستورية ‪ QPC‬في ضبط قدر مف التوازف بيف السمطات العمومية‪ .‬وىو‬
‫‪3‬‬
‫أمر يكتب ليذا اإلصبلح الدستوري فضبل عف أبعاده الحقوقية‬
‫وفرضت ىذه اآللية مف آليات حماية حقوؽ اإلنساف والتي تـ العمؿ بيا ابتداء مف غرة مارس‬
‫‪ 2010‬عمى المجمس الدستوري الفرنسي إعادة النظر في نظامو الداخمي عمى نحو يراعي فيو‬
‫التطور الدستوري في مرحمة ما بعد ‪ .2008‬حيث خضع ىذا النظاـ لمتعديبلت التالية ‪- 1:‬تعديؿ‬
‫‪4‬‬
‫بتاريخ ‪ 24‬جواف ‪2010‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Loi Organique N° 2009-1523 Du 10 Décembre 2009 Journal Officiel Du 11 Décembre 2009, P.‬‬
‫‪21379, @ N° 1.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Vincent Thibaud. Le Raisonnement Du Juge Constitutionnel Jalons Pour Une Structuration‬‬
‫‪Herméneutique Du Discours Juridique .Thèse En Vue De L'obtention Du Doctorat En Droit.‬‬
‫‪Présentée Et Soutenue Publiquement Le 17 Juin 2011. Université Lumière Lyon 2. P 14‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Anne-Laure Cassard-Valembois.Op Cit. P156‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Www.Droitconstitutionnel.Org/Congresnancy/Comn7/Crepint7.Pdf 32: Bil -Décision Du 24 Juin‬‬
‫‪2010 Modifiant Le Règlement Intérieur Sur La Procédure Suiviedevant Le Conseil Constitutionnel‬‬
‫‪Pour Les Questions Prioritaires De Constitutionnalité‬‬
‫‪44‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫‪1‬‬
‫‪- 2‬تعديؿ بتاريخ ‪ 21‬جواف ‪2011‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- 3‬تعديؿ بتاريخ ‪ 22‬نوفمبر ‪2013‬‬
‫وتثبت األرقاـ الرسمية في فرنسا أف المجمس الدستوري شيد منذ شير مارس ‪ 2010‬تاريخ العمؿ‬
‫بنظاـ الدفع بعدـ الدستورية تطو ار كبي ار أكده العدد اليائؿ مف اإلحاالت بصدد فحص اإلدعاءات‬
‫المتعمقة بعدـ الدستورية‪ .‬حيث تشير األرقاـ أف مجمس الدولة أصدر في الفترة مف مارس ‪2010‬‬
‫إلى ديسمبر ‪ 2017‬ما يمثؿ ‪ 1602‬قرار يتعمؽ بالدفع بعدـ الدستورية وخبلؿ نفس الفترة أصدرت‬
‫محكمة النقض في ذات الموضوع ‪ 3099‬قرار‪ ،‬وىو ما أكدتو المجنة المشتركة التي تـ تنصيبيا‬
‫في شير مارس ‪ 2015‬بيدؼ وضع تصور مشترؾ بيف مجمس الدولة ومحكمة النقض بخصوص‬
‫قضايا الدفع بعدـ الدستورية‪ 3‬ولقد وصؼ البعض نظاـ الدفع بعدـ الدستورية ‪ QPC‬بأنو آلية‬
‫قانونية اليدؼ منو حماية الحقوؽ والحريات الدستورية‪ ،‬وتـ تشبييو بأنو حرب معمنة عمى القوانيف‬
‫التي تتضمف أحكاما غير دستورية‪ ،‬وأف كؿ مف القضاء العادي واإلداري يممؾ سبلحا يوظفو في‬
‫حاؿ ثبوت خرؽ التشريع ألحكاـ الدستور‪. 4‬‬
‫ويفرض نظاـ الدفع بعدـ الدستورية القياـ بتصفية عمى ثبلثة مراحؿ‪ .‬ففي البداية يتولى التصفية‬
‫القاضي الذي عرض عميو الدفع بعدـ الدستورية سواء كاف ينتمي لجية القضاء العادي أو‬
‫اإلداري‪ .‬ثـ تتولى الجية العميا إما المحكمة العميا۔ النقض أو مجمس الدولة القياـ بعممية تصفية‬
‫‪5‬‬
‫ثانية‪ .‬ثـ أخي ار يتوالىا المجمس الدستوري إذا تـ إخطاره مف قبؿ أحد ىاتيف الجيتيف القضائيتيف‬

‫‪1‬‬
‫@ ‪Décision N° 2011- 120 Orga Du 21 Juin 2011, Journal Officiel Du 29 Juin 2011, P. 10988,‬‬
‫‪75‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Nouveaux Cahiers Du Conseil Constitutionnel N° 48 (Dossier : 10 Années De‬‬
‫‪Saisineparlementaire) - Juin 2015 - P. 127 A 142‬‬
‫‪3 Http:/Www.Cour De Cassation.Fr 25 -‬أنظر‪ :‬الموقع االلكتروني محكمة النقض الفرنسية‬
‫‪4‬‬
‫‪Anne-Marie Le Pourhiet . Les Armes Du Juge Constitutionnel Dans La Protection Des Libertés‬‬
‫‪Fondamentales. Revue Générale Du Droit (Www.Revuegeneraledudroit.Eu).P3.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Agnès Roblot- Troisier. Qpc, Le Conseil D'état Et La Cour De Cassation. Les Nouveaux‬‬
‫‪Cahiers Du Conseil Constitutionnel. N 40. 2013. P 49- 61. Https://Www.Cairn.Inforevue‬‬
‫‪45‬‬
‫انزقببت انخبرجيت (انًظخقهت) وَظًهب انقبَىَيت وانخشزيعيت‬ ‫انفصم انثبَي‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬


‫إ ف االعتراؼ بالسمطة التنفيذية عند إصدارىا القوانيف المالية‪ ،‬ال يعني االعتراؼ ليا بسمطة كاممة‬
‫ال تخضع ألية رقابة‪ .‬بؿ إف ىذه السمطة التقديرية تخضع لمرقابة الدستورية و التشريعية‪ ،‬وذلؾ‬
‫لمتحقؽ مف أف السمطة التنفيذية لـ تنحرؼ في استعماليا‪ ،‬ىذه االليات تتمثؿ في مجمس المحاسبة‬
‫و الرقابة التشريعية‪.‬‬
‫مف خبلؿ ما تناولناه في ىذا الفصؿ أف رقابة المجمس المحاسبة و المجمس التشريعي عمى نشاط‬
‫السمطة التنفيذية في ممارستيا لسمطاتيا و تنفيذىا لمميزانية المالية لمدولة سنويا تعد مف أساسيات‬
‫المياـ التي تضطمع بيا ىذه الييئات كونيا تمثؿ رقابة خارجية إلدارة الماؿ العاـ سواء في الجزائر‬
‫او في فرنسا ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫خــــاـتـــمـــة‬
‫خبحًت‬

‫تعتبر الرقابة بكؿ مراحميا او اطرىا الداخمية (القبمية ) ممثمة في المراقب المالي و‬
‫المحاسب العمومي أو الخارجية (المستقمة ) البعدية ممثمة في مجمس المحاسبة و المجالس‬
‫التشريعية او البرلمانية ‪ ،‬تقوـ كبلىا عمى إنفاذ و تأطير و الرقابة في تطبيؽ الميزانية العامة‪ ،‬إذ‬
‫أثناء فترة التنفيذ إحدى أنجع أنواع الرقابة التي تمارس ىي رقابة المحاسب العمومي و المراققب‬
‫المالي كونيما السمطة المخولة لمتصرؼ مف قبؿ السمطة التنفيذية عند تنفيذىا لقانوف المالية‪ ،‬اما‬
‫الرقابة البعدية فتمارس بمشاركة البرلماف و الو ازرة الوصية في منح رخصة التصرؼ بما يراه موافؽ‬
‫لمتشريع والتنظيـ المعموؿ بيما‪ ،‬باإلضافة إلى ضماف عدـ المساس بالخدمات المقدمة لمشعب‬
‫كونو الممثؿ الشرعي لو‪ ،‬لذلؾ يعتبر عامؿ تعزيز سمطة البرلماف في فرض الرقابة عمى الميزانية‬
‫العامة مف الغايات األساسية التي تقوـ معظـ دوؿ العالـ بإجراء إصبلحات شاممة تبدأ بإصدار‬
‫قانوف عضوي متعمؽ بقوانيف المالية‪.‬‬
‫مف خبلؿ دراستنا خمصنا الى انو يتـ تحديد العبلقة بيف السمطتيف التشريعية والتنفيذية في‬
‫مجاؿ المالية العمومية وىو ما ذىبت إليو الجزائر و فرنسا قبميا‪ ،‬بتأطيرىما المنظومة المالية‬
‫والمسيرة لمميزانية‪ ،‬ففي الجزائر صدر القانوف العضوي ‪ 15- 18‬المؤرخ في المتعمؽ بقوانيف‬
‫المالية‪ ،‬عمى غرار العديد مف دوؿ العالـ وعمى رأسيا فرنسا التي أصدرت القانوف العضوي لقوانيف‬
‫المالية سنة ‪ 2001‬الذي تـ التطبيؽ الفعمي لو ابتداء مف سنة ‪ ،2006‬فبمقارنة األحكاـ المتعمقة‬
‫باليات ممارسة السمطة التنفيذية والبرلمانية عمى تنفيذ الميزانية خبلؿ السنة المالية بيف الجزائر‬
‫وفرنسا يتضح بأف القانوف ‪ 15-18‬يعاني مف عدة نقائص في ىذا المجاؿ‬
‫نتائج الدراسة‬
‫وذلؾ بالنظر لعدة أسباب نمخصيا كمايمي‪:‬‬
‫‪ -‬أف المشرع الجزائري قد اعتمد عمى االقتباس مف أحكاـ القانوف العضوي الفرنسي في معظـ‬
‫أحكامو و لـ يكيؼ القانوف بحسب متطمبات و معايير الدولة الجزائرية ‪،‬‬
‫‪ -‬غموض في إجراءات تعديؿ اعتماد مف حيث إعادة التوزيع أو مف حيث المبالغ ‪ ،‬لكف ىذا‬
‫االقتباس كاف في مجاؿ اإلجراءات التقنية التي تختص بيا السمطة التنفيذية‪ ،‬دوف آليات الرقابة‬
‫البرلمانية عمى ىذه اإلجراءات و ىذا ما يعد ثغرة قانونية ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫خبحًت‬

‫‪ -‬القانوف الج زائري تجنب وضع تدابير صارمة كمثؿ التي نص عنيا القانوف الفرنسي في ىذا‬
‫المجاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬إف البرلماف الجزائري ال يتوفر عمى آليات قوية تمكنو مف ممارسة سمطة فعمية عمى تنفيذ قانوف‬
‫المالية بصفة عامة والميزانية العامة بصفة خاصة‬
‫‪ -‬تعد معظـ اإلجراءات التي تخص تعديؿ رخص الميزانية سواء بإعادة توزيعيا عمى غير‬
‫الصيغة التي تمت المصادقة عمييا بقانوف المالية أو بتعديؿ مبالغيا تتـ بقرار مف السمطة التنفيذية‬
‫وما يكرس احادية القرار‬
‫‪ -‬ليس لمبرلماف سوى عنصر اإلببلغ عند التنفيذ والتسوية بعد التنفيذ في الميزانية ‪ ،‬فيو بذلؾ لـ‬
‫يخرج عف آلية الرقابة الخارجية التي يمارسيا بموجب قانوف ضبط الميزانية في ظؿ القانوف‬
‫العضوي ‪ 17-84‬المتعمؽ بقوانيف المالية الجاري بو العمؿ حاليا‪.‬‬
‫لتبلفي ىذه المعوقات نقترح أف يتـ العمؿ عمى تفعيؿ إصبلحات تيدؼ لتقوية ىيئتي مجمس‬
‫المحاسبة والبرلماف‪،‬‬
‫التوصيات‬
‫يمكف صياغة مجموعة مف التوصيات‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة التركيز عمى ترشيح الكفاءات البشرية المؤىمة لدراسة ومناقشة النصوص القانونية لتولي‬
‫العضوية في إحدى ىيئتي البرلماف‪،‬‬
‫‪ -‬ضرورة أف يكوف منطمؽ اإلصبلح الميزاني ىو البرلماف ذاتو وليس السمطة التنفيذية كما ىو‬
‫الحاؿ في مشروع إصبلح منظومة الميزانية في الجزائر‬
‫‪ -‬العمؿ عمى تعديؿ أحكاـ القانوف العضوي ‪ ،15-18‬ال سيما تمؾ التي تتعمؽ بإجراءات الرقابة‬
‫بصفة عامة والرقابة البرلمانية بصفة خاصة‪ ،‬ليشمؿ كؿ تصرؼ لمحكومة مف شأنو تعديؿ أو‬
‫تغيير وجية أو مبالغ رخص الميزانية‪ ،‬حيث ال نرى بأسا في االقتباس مف القوانيف العضوية التي‬
‫أثبتت نتائجيا اإليجابية بعد التطبيؽ‪ ،‬مثؿ القانوف العضوي لقوانيف المالية الفرنسي‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫قائمةالمصادر والمراجع‬

‫‪50‬‬
‫قبئًت انًصبدر و انًزاجع‬

‫قائمة المصادر و المراجع‪:‬‬


‫اوال ‪ :‬بالمغة العربية‬
‫‪ .1‬مصادر قانونية‪:‬‬
‫‪ ‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 48‬لسنة ‪1995‬‬
‫‪ ‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 72‬لسنة ‪1995‬‬
‫‪ ‬القانوف ‪ 08/05‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ 1980‬المتعمؽ بممارسة وظيفة المراقبة مف طرؼ مجمس‬
‫المحاسبة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،10‬المؤرخ في ‪ 4‬مارس ‪1980‬‬
‫‪ ‬القانوف ‪ 90/21‬المتعمؽ بالمحاسبة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 35‬مؤرخة في ‪ 15‬غشت ‪.1990‬‬
‫‪ ‬القانوف ‪ 32/90‬المؤرخ في ‪ 4‬ديسمبر ‪ ،1990‬المتعمؽ بتنظيـ مجمس المحاسبة وسيره‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ ،53‬المؤرخة في ‪ 5‬ديسمبر ‪،1990‬‬
‫‪ ‬القانوف رقـ ‪ 21-90‬مؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬المتعمؽ باخاية العمومية الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.35‬‬
‫بتاريخ ‪ 15‬أوت ‪1990‬‬
‫‪ ‬األمر ‪ 10/02‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2010‬جرح ج‪ ،‬عدد ‪ ،50‬المؤرخة في ‪ 1‬سبتمبر ‪ ،2010‬المعدؿ‬
‫والمتمـ لؤلمر‪ ، 20/95‬المؤرخ في ‪ 17‬جويمية ‪،1995‬‬
‫‪ ‬األمر ‪95/20‬المؤرخ في ‪ 17‬جويمية ‪ 1995‬يتعمؽ بمجمس المحاسبة جريدة رسمية عدد ‪ ،48‬المؤرخة‬
‫في ‪ 23‬جويمية ‪1995‬‬
‫‪ ‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 438/96‬المؤرخ في ‪ 7‬ديسمبر ‪ ،1996‬المتضمف دستور الجزائر الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،76‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪،1996‬‬
‫‪ ‬المرسـ التنفيذي رقـ‪ 91/314‬الذي يحدد اجراءات تسخير المحاسبيف العموميف مف طرؼ االمر‬
‫بالصرؼ المؤرخ في ‪ 7‬سبتمبر ‪ ،1991‬ح ر ج ح‪ ،‬عدد ‪ 43‬المؤرخة في ‪ 15‬سبتمبر ‪،1991‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .2‬الكتب ‪:‬‬
‫‪ ‬أبرت سرحاف‪ ،‬القانوف اإلداري الخاص‪ ،‬ط ‪ ، 1‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬لبناف‪2010 ،‬‬
‫‪ ‬رشيد مخموفي‪ ،‬قانوف المنازعات االدارية‪ ،‬تنظيـ اختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزء‬
‫االوؿ‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪،2013 ،‬‬
‫‪ ‬فيمي محمد شكري ‪ ،‬الرقابة المالية العميا ‪ ،‬دار محمد بدوي ‪ ،‬عماف (لـ يحدد تاريخ نشر) ‪،‬‬

‫‪51‬‬
‫قبئًت انًصبدر و انًزاجع‬

‫‪ ‬محمد عبد اهلل الشريؼ ‪ ،‬الرقابة المالية في المممكة العربية السعودية ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬الطبعة االولى ‪،‬‬
‫‪، 1986‬‬
‫‪ ‬محمد مسعي‪ ،‬المحاسبة العمومية‪ ،‬دار اليدى لمطباعة والنشر والتوزيو‪ ،‬عيف مميمة‪2003 ،2 ،‬‬
‫‪ ‬مصطفى أبو زيد فيمي‪ ،‬الوسيط في القانوف اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬اإلسكندرية‪2005 ،‬‬
‫‪ ‬يوسؼ شباط ‪ ،‬محاظرات الرقابة المالية و االدارية ‪ ،‬محاضرات لطبلب الماجستير ‪ ،‬كمية الحقوؽ ‪-‬‬
‫جامعة دمشؽ‪،‬‬

‫‪ .3‬مذكرات و اطروحات ‪:‬‬


‫‪ ‬أمجوج نوار‪ ،‬مجمس المحاسبة ودوره في الرقابة عمى المؤسسات اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪،‬‬
‫دا موسی زىية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬كمية الحقوؽ جامعة منتوري قسنطينة‪،‬الجزائر ‪2007‬‬
‫‪ ‬باديس بو مسعود‪ ،‬مؤسسة مكافحة الفساد في الجزائر ‪ ،2012-1999‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪،‬‬
‫د‪ /‬رابح لعروسي‪ ،‬قسـ العموـ السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ -‬تيزي وزو ‪ -‬الجزائر ‪ ،‬جواف ‪2015‬‬
‫‪ ‬بف داود ابراىيـ‪ ،‬الرقابة المالية عمى النفقات العامة بيف الشرعية االسبلمية والتشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيؿ شيادة الماجستير (د‪ /‬بوغ اررة محمد ناصر‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،‬فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪2003 ،‬‬
‫‪ ‬خضري حمزة‪ ،‬آليات حماية المالي العاـ في إطار الصفقات العمومية‪ ،‬دا زوينة عبد الرزاؽ‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيؿ شيادة الدكتوراه‪ ،‬لكمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬سنة ‪،2014‬‬
‫‪ ‬زيوش رحمة‪ ،‬الميزانية العامة لمدولة في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه عموـ‪ ،‬تخصص قانوف‪ ،‬كمية الحقوؽ‪،‬‬
‫جامعة تؿ معمري‪ ،‬تيزي وزو الجزائر ‪20112010 ،‬‬
‫‪ ‬رابح بف يطو ‪ ،‬عبد اهلل دىيمي‪:‬الرقابة المالية و ذورىا في تسيير وتنفيذ نفقات ميانية البمدية‪ ،‬مذكرة‬
‫ماستر في العموـ المالية والمحاسبية‪ ،‬تخصص تدقيؽ و مراققبة التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوضياؼ مسيمة‬
‫الجزائر ‪2017-2016 ،‬‬
‫‪ ‬عبد القادر موفؽ‪ ،‬الرقابة المالية عمى البمدية في الجزائر (دراسة تحميمية ونقدية)‪ ،‬د‪ /‬عمي رحاؿ‪،‬‬
‫أطروحة لنيؿ شيادة الدكتوراه‪ ،‬قسـ تسيير‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية والتجارية وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫الحاج لخضر باتنة الجزائر ‪2014‬‬

‫‪52‬‬
‫قبئًت انًصبدر و انًزاجع‬

‫‪ ‬عمر معمري‪:‬دور المراققب المالي في ترشيد النفقات المومية‪ ،‬دراسة حالة الرابة المالية لبمدية جامعة‪،‬‬
‫مذكرة ماستر في العموـ المالية و المحاسبية ‪ ،‬تخصص فحص محاسبي‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫الجزائر ‪2015-2014 ،‬‬
‫‪ ‬عيساوي مروة ‪ ،‬األليات المؤسساتية لحماية الماؿ العاـ في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر تخصص‬
‫قانوف جنائي‪ ،‬جامعة العربي بف مييدي –اـ البواقي الجزائر ‪2017- 2016 ،‬‬
‫‪ ‬كنزة بف زايد‪ ،‬صميحة ميروح‪ ،‬تنفيذ ميانية الجماعات المحمية دراسة حالة ‪ :‬ميزانية والية ميمة لسنتي‬
‫‪ ،2018-2017‬مذكرة ماستر تخصص إدارة مالية ‪ ،‬المركز الجامعي عبد الحفيظ بالصوؼ‪-‬ميمة‬
‫الجزائر ‪2019-2018 ،‬‬
‫‪ ‬لطفي فاروؽ زالسي‪ :‬دور الرقابة المالية في تسيير وترشيد النفقات العمومية دراسة حالة مصمحة‬
‫المراقبة المالية لوالية الوادي ‪ -‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر في العموـ االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد‬
‫عمومي وتسير المؤسسات‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية والتجارية وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة الشييد حمو‬
‫الخضر الوادي الجزائر ‪2015/2014،‬‬

‫‪ .4‬مقاالت و مداخالت‪:‬‬
‫‪ ‬حمزة حضري‪ ،‬الرقاية مف الفساد في إطار الصفقات العمومية‪ ،‬دفاتر السياسة والقانوف‪ ،‬العدد السابع‪،‬‬
‫‪ 01‬جواف ‪ ،2012‬جامعة ورقمة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ ‬الدكتور عبد القادر بوراس و لخضر تاج‪ ،‬الدفع بعدـ الدستورية في الدستور الجزائري بيف المكاسب‬
‫واآلفاؽ‪ ،‬دراسة مقارنة بالتجربة الفرنسية‪ ،‬مجمة أبحاث قانونية وسياسية‪ ،‬جامعة تيارت‪ ،‬العدد السادس‪،‬‬
‫جواف‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ ‬الدكتور عمار بوضياؼ‪ ،‬الدفع بعدـ دستورية القانوف كآلية لدعـ دولة القانوف‪ ،‬مداخمة ألقيت ‪،2018‬‬
‫بمناسبة الممتقى الدولي الموسوـ ب "دولة القانوف التجربة الجزائرية‪ ،‬جامعة أـ البواقي‪ 10 ،‬و ‪11‬‬
‫ابريؿ ‪ ،2018‬الجزائر‬
‫‪ ‬سييمة بوزيرة‪ ،‬دور محؿ المحاسبة في مكافحة الفساد‪ ،‬ممتقى الوطني السادس‪ ،‬دور الصفقات العمومية‬
‫في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬جامعة ديحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬يوـ ‪ 20‬ماي ‪ ،2013‬الجزائر‬
‫‪ ‬شيخ عبد الصديؽ‪ ،‬رقابة األجيزة والييئات المالية عمى الصفقات العمومية‪ ،‬الممتقى الوطني السادس‬
‫حوؿ دور الصفقات العمومية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬جامعة ديحي فارس المدية‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬يوـ ‪20‬‬
‫ماي ‪ ،2013‬الجزائر‬

‫‪53‬‬
‫قبئًت انًصبدر و انًزاجع‬

‫ محمية الدراسات القانونية‬،‫ عربي عمى الرقابة البعدية عمى األمواؿ العمومية‬،‫ عبد الحميـ بوقريف‬
،‫ االغواط‬،‫ كمية الحقوؽ والعموـ السياسية جامعة عمار ثميجي‬.2015 ‫ جانفي‬،‫ العدد األوؿ‬،‫والسياسة‬
2015 ،‫الجزائر‬
‫ مجمة صوت القانوف‬،‫ دور القضاء الفرنسي في مجاؿ الرقابة عمى دستورية القوانيف‬،‫ عمار بوضياؼ‬
‫ػ الجزائر‬2019‫نوفمبر‬/ 02 ‫ العدد‬،‫المجمد السادس‬
- ‫ كمية الحقوؽ‬، ‫ محاضرات لطبلب الماجستير‬، ‫ محاظرات الرقابة المالية و االدارية‬، ‫ يوسؼ شباط‬
‫ سوريا‬،‫جامعة دمشؽ‬

: ‫ مراجع بالمغة االجنبية‬: ‫ثانيا‬


 Bil -Décision Du 24 Juin 2010 Modifiant Le Règlement Intérieur Sur La
Procédure Suiviedevant Le Conseil Constitutionnel Pour Les Questions
Prioritaires De Constitutionnalité
 Décret N° 62-1587 Du 29 Décembre 1962 Portant Règlement Général Sur La
Comptabilité Publique, Journal Officiel De La République Française, Au 30
Décembre 1962,
 Direction Du Contrôle Financier, Guide Pratique Du Contrôleur Financier,
Première Edition, Abidjan , Direction Du Contrôle Financier 2006
 Loi Organique N° 2009-1523 Du 10 Décembre 2009 Journal Officiel Du 11
Décembre 2009,
 Michel Degoffe: La Juridiction Administrative Spécialisée, L.G.D.J,
Paris,1996,P 98
 Nouveaux Cahiers Du Conseil Constitutionnel N° 48 (Dossier : 10 Années De
Saisineparlementaire) - Juin 2015
 Vincent Thibaud. Le Raisonnement Du Juge Constitutionnel Jalons Pour Une
Structuration Herméneutique Du Discours Juridique .Thèse En Vue De
L'obtention Du Doctorat En Droit. Présentée Et Soutenue Publiquement Le 17
Juin 2011. Université Lumière Lyon

‫ مصادر عمى االنترنت‬: ‫ثالثا‬


 Anne-Marie Le Pourhiet . Les Armes Du Juge Constitutionnel Dans La
Protection Des Libertés Fondamentales. Revue Générale Du Droit
(Www.Revuegeneraledudroit.Eu)

54
‫قبئًت انًصبدر و انًزاجع‬

 Agnès Roblot- Troisier. Qpc, Le Conseil D'état Et La Cour De Cassation. Les


Nouveaux Cahiers Du Conseil Constitutionnel. N 40. 2013. P 49- 61.
Https://Www.Cairn.Inforevue
 Décision N° 2011- 120 Orga Du 21 Juin 2011, Journal Officiel Du 29 Juin
2011
 Www.Droitconstitutionnel.Org/Congresnancy/Comn7/Crepint7.Pdf
 Isabelle Crepin-Dehaene. « Quelle Fonction Nouvelle Pour Le Conseil
Constitutionnel Depuis La Question Prioritaire De Constitutionnalité? » Pp 1-
16 Www.Droitconstitutionnel.Org/Congresnancy/Comn7/Crepint7.Pdf

55
‫فهرس المحتويات‬
‫فهزص انًحخىيبث‬

‫تشكرات‬

‫م ػ ػق ػػدم ػػة ‪ ...................................................................................................‬أ‬

‫الفصل الأول‬
‫الرقابة المالية الداخلية (الذاتية) في الجزائر و فرنسا‬
‫تمييد ‪6 .....................................................................................................‬‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬رقابة المحاسب العمومي ‪7 ................................................................ :‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬مراقبة المحاسب العمومي في الجزائر‪7 ..................................................... :‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مراقبة المحاسب العمومي في فرنسا ‪10 .....................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المراقب المالي ‪17 ..........................................................................‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬المراقب المالي في الجزائر ‪17 ...............................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬المراقب المالي في فرنسا ‪19 ................................................................‬‬

‫خبلصة الفصؿ‪26 ........................................................................................ :‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫الرقابة الخارجية (المستقلة) ونظمها القانونية والتشريعية‬
‫تمييد‪28 .................................................................................................. :‬‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬رقابة مجمس المحاسبة ‪29 ...................................................................‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬رقابة مجمس المحاسبة في الجزائر ‪29 .......................................................‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬رقابة مجمس المحاسبة في فرنسا ‪38 .......................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة التشريعية ‪39 ........................................................................‬‬


‫فهزص انًحخىيبث‬

‫المطمب األوؿ ‪ :‬الرقابة التشريعية في الجزائر ‪39 ............................................................‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬الرقابة التشريعية في فرنسا ‪40 .............................................................‬‬

‫خبلصة الفصؿ ‪46 ....................................................................................... :‬‬

‫خ ػ ػػاتػ ػم ػػة ‪47 ................................................................................................‬‬

‫قائمةالمصادر والمراجع ‪50 .................................................................................‬‬

‫فيرس المحتويات ‪56 .......................................................................................‬‬

You might also like