Professional Documents
Culture Documents
الجريمة الجمركية.
إعداد الدكتور :فادي قسيم فواز شديد -المحاضر في جامعة النجاح الوطنية
1
ملخص:
فالق انون واالقتص اد علم ان مت داخالن ك ل واح د من جهت ه يس اهم في التط بيق
الفعلي لآلخ ر ،وه و األم ر ال ذي اف رز تالزم ا مس تمرا بينهم ا تش كل في عالق ة
تقارب وتناغم ،فكرة المالءمة بين الظواهر االقتص ادية والقواعد القانوني ة وإ ن
بلغت درجة الجبر واإللزام فإنها تعتبر ال محالة " من ضرورات سالمة الحياة
الحديثة" التي استوجب تغير مهام الدولة واتساع مجالها والذي قابله تطور في
الص فة غ ير المش روعة للفع ل اإلج رامي وموض وع ال ردع الج زائي ،فمهم ة
الدولة لم تعد منحصرة في الدفاع عن الوطن والذود عنه وحماية حقوق الفرد
والممتلك ات ب ل أص بحت تتحم ل عبء وظ ائف أخ رى أش مل وأوس ع نطاق ا
وأضحى دورها فّعاال في دفع عجلة التقدم االقتصادي.
2
العامة من استحداثات ومنجزات القرن العشرين ،فجرائم المادة اإلقتصادية ،لها
نظامه ا التج ريمي واإلج رائي ،وبالت الي الخ روج عن القواع د األص ولية ال تي
ترتكز عليها جريمة الحق العام في إطار القانون الجنائي التقليدي ،وذلك إيذانا
بميالد فرع قانوني جديد ،أال وهو القانون الجنائي االقتصادي.
3
المقدمة
يقول العالمة ابن خلدون "اعلم أن السلطان ال ينمي ماله وال يدر موجوده ،إال الضرائب،
وإ دراره ا أنم ا يك ون بالع دل في أه ل األم وال والنظ ر لهم ب ذلك ،فب ذلك تنبس ط آم الهم
وتشرح صدورهم لألخذ في تثمير األموال وتنميتها" ،1حيث يتضح من ذل ك دور الض رائب
في توفير االمكانيات المالية التي تحتاجها الدولة للقيام بالمهام المحمولة على كاهلها إزاء
مواطنيه ا ،كم ا أن انج از تل ك الوظ ائف ال يتس نى إال بتوف ير الم ال ال ذي اعت بره البعض "
العرق النابض لكل نشاط مادي" ،كما انه يقوم بدور ال يستهان به في االقتصاد.
فاقتصاد الدولة تشرف عليه الدولة ليس من اجل ضبط التوازن االقتصادي فحسب وتجنب
االنهيارات االقتصادية المفاجئة كما حصل في النصف األول من القرن التاسع عشر ،وإ نما
من أج ل تحقي ق اإلي راد لمقابل ة االحتياج ات المتزاي دة لت دخل الدول ة للص رف على أوج ه
الخ دمات العام ة ،فالدول ة ليس ت وظيفته ا حراس ة النظ ام االقتص ادي فق ط ،وإ نم ا وظيفته ا
التخطيط االقتصادي ألوجه مواردها المتاحة بشكل يضمن تحقيق التوازن وتحقيق األه داف
المالية واالقتصادية واالجتماعية بشكل متوازن.
فالجريم ة الجمركي ة هي إح دى الج رائم االقتص ادية ال تي تمس امن الدول ة االقتص ادي
وتخ الف السياس ية االقتص ادية التي تض عها الدول ة حيث إن الجريم ة الجمركي ة تعيق التقدم
االقتص ادي ومن المع روف أن للرس وم الجمركي ة أهمي ة كب يره في رف د خزان ة الدول ة
ب األموال فس لبيات ه ذه الجريم ة وأض رارها تش مل المجتم ع بأس ره ،حيث يع رف الرس م
الجمركي بأنه مبلغ من المال يلتزم اإلفراد بدفعه للدولة عند استيراد أو تصدير البضائع
التي ينص القانون لخضوعها للتعرفه الجمركية لكي يتسنى لها القيام بالوظائف التي تعود
- 1بن خلدون ،عبد الرحمن ،مقدمة ابن خلدون ،دار المصحف ،القاهرة ،ص -101تم اقتباسها من – غنبية ،نجوى،
الجرائم الجبائية ،مذكرة لالحراز على شهادة الدراسات المعمقة في العلوم الجنائية مقدمة الى كلية الحقوق والعلوم
السياسية بتونس ،السنة الجامعية ، 2000-1999ص.1
4
بالنفع على كافة المواطنين وهذا ما يجعلها مكروهه غالبا من األفراد باعتبارها تقطع جزءًا
من دخ ولهم ي ود الف رد ل و ان ه يس تمتع ب ه دون أن تش اركه الدول ة في ه ،فنظ رة الم واطن
للرسوم الجمركية ليست واحدة فمنهم من يراها تساهم في تحقيق التنمية االقتص ادية ،ومنهم
من يراه ا أنه ا وس يلة ض غط إلى درج ة تجعلهم يتهرب ون من أداء الرس وم الجمركي ة بكاف ة
الوسائل وذلك ألن مصلحة الفرد تقتضي باحتفاظه بثروته كاملة .
ونتيجة لهذا التدخل وهذا التطور في واجبات الدولة ،تطورت القوانين االقتصادية والمالية
لت واكب االحتياج ات ال تي يقتض يها تط ور الحي اة االقتص ادية ،وتبل ور ه ذا التط ور في
نص وص قانوني ة معين ة ،لمخالفته ا اوج ه النش اط االقتص ادي مم ا اس تدعى وج ود ق وانين
مختلفة منها القانون الضريبي وقانون الجمارك .
حيث يعتبر ق انون الجمارك من أهم فروع القانون الجنائي االقتص ادي الذي ينطوي تحت
إط اره اغلب الم واد ذات الص بغة االقتص ادية؛ حيث يمكن تعري ف الض ريبة بأنه ا مبل غ من
المال ،يسدد جبرا عن ارادة الخاضع للضريبة ،فليس له الخيار في االلتزام بها من عدمه،
فالض ريبة تف رض بق انون يق ره ممثل وا المجلس التش ريعي وفق ا لطبيع ة ونظ ام الحكم في
الدولة .2أما الضرائب الجمركية هي الضرائب التي تفرض ها الدول ة على بعض الس لع عن د
اجتيازها لحدودها االقليمية . 3
فالتض ارب بين مص لحة الدول ة من جه ة ومص لحة الف رد من جه ة أخ رى ،جع ل المش رع
يق رن أحك ام الجم ارك بقواع د الق انون الجن ائي االقتص ادي تحقيق ا للحماي ة الجزائي ة ألهم
م وارد الدول ة،ـ أال وهي الرس وم الجمركي ة ،فاألس اس الق انوني لالل تزام ب دفع الرس وم
– ) 2غنبية ،نجوى ،الجرائم الجبائية ،مذكرة لالحراز على شهادة الدراسات المعمقة في العلوم الجنائية مقدمة الى كلية
الحقوق والعلوم السياسية بتونس ،السنة الجامعية ،.2000-1999ص.3
) 3د .حافظ ،مجدي ،الموسوعة الجمركية " جريمة التهرب الجمركي -الجرائم والمخالفات الجمركية -االجراءات
الجمركية في قانون الجمارك ،الطبعة األولى لسنة ،1997بدون دار النشر ،ص .13
5
الجمركي ة ينب ع من ض رورة تقتض يها س لطة الدول ة لتواج ه األعب اء العام ة ،وان االلتج اء
للق انون الجن ائي االقتص ادي اقتض ته الض رورة لمقاوم ة الته ريب الجم ركي ع بر تقنين ات
جزائي ة ش ديدة تختل ف عم ا يقتض يه الق انون الع ام ،فالجريم ة الجمركي ة تع رف بأنه ا ك ل
مخالفة للواجبات واألنظمة المنصوص عليها بقانون الجمارك ،والتهريب الجمركي يعني
التهرب من دفع الضريبة الجمركية أو مخالفة قواعد االستيراد والتصدير وهذا ما نصت
عليه المادة 147من قانون الجمارك األردني لسنة .1962
مصدر الجريمة الجمركية يعود للحضارات اإلنسانية القديمة ،حيث بدأ ظهورها في روما
واليون ان وعن د الفراعن ة ،أم ا في العص ر اإلس المي ك ان من جمل ة الض رائب المفروض ة
آنذاك ما يسمي بضريبة العشور ،و أول ظهور لها كان في عهد عمر بن الخطاب وذلك
عندما كتب اليه أبو موسى األشعري ،عاملة في العراق ،يستشيره بما يأخذه األجانب من
تج ار المس لمين ال ذين ي دخلون بالدهم ل بيع بض ائعهم ،فكتب إلي ه عم ر :خ ذ منهم كم ا
يأخ ذون من تجارتن ا ،4...كم ا أن الدول ة العثماني ة س اهمت في تط وير الق انون الجم ركي
ومن أهّم الق وانين الّتي أص درتها الس لطة العثمانّي ة ه و الق انون الص ادر في 17نيس ان س نة
1863م وق د أش رفت على وض عه لجن ة مختلط ة مؤّلف ة من ممّثلين عن ال دول األوروبّي ة ،و
ممّثلين عن الدولة العثمانّي ة وقبلته الدول األجنبية ،فأصبح نافذا على رعاياها .و يتعّل ق هذا
القانون بالرعايا األجانب الذين تضبط معهم بضائع مهّر بة حيث كانوا يساقون إلى لجنة مؤّلفة
من م وّظفي الجم ارك والّتي تق ّر ر مص ادرة البض اعة وك انت المص ادرة هي العقوب ة الوحي دة
لمخالف ة الته ريب.و في س نة 1892م أص در المش ّرع العثم اني نظام ا جمركي ًا جدي دًا لم ين ل
) 4الحياري ،معن ،جرائم التهرب الجمركي ،دراسة مقارنة ،مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان – الطبعة األولى
،ص.1
6
موافقة الدول األجنبّية ،و تمّيز هذا القانون بإق ارره للغرامة كعقوبة ألعمال الته ريب ،وظهرت
بذلك التبعة الجزائّية للقضايا الجمركية.5
اما في فلسطين فلقد وقع تنظيم الجمارك بموجب قانون الجمارك والمكوس األردني لسنة
1962حيث يعد هذا القانون هو القانون الجمركي الساري في األراضي الفلسطينية ،على
ال رغم من تع ديل ه ذا الق انون في األردن ع دة م رات ،ن ذكر منه ا ق انون الجم ارك األردني
رقم -1لسنة ،1962وبعد ذلك صدر قانون الجمارك رقم ( )16لسنة ،1983ومن ثم
صدر قانون الجمارك االردني رقم 20لسنة .1998
و يالحظ بان الجرائم الجمركي ة تدخل ض من اطار الجرائم المالي ة وبالتحديد ض من اطار
القانون الجن ائي االقتص ادي بش قه الم الي ،وعلى الرغم من وض وح تعريف ه ذا الن وع من
الجرائم إال أن موضوع هذه الدراسة يثير اهمية نظرية تمثلت في الجدل الفقهي الدائر بين
الفقه اء ح ول طبيع ة ه ذا الن وع من الج رائم ،ف ذهب رأي اول الى ض رورة تط بيق ق انون
العقوب ات الع ام على ه ذه الج رائم ،ألن الغ رض منه ا ه و حماي ة الص الح الع ام وأن ه ذه
الجرائم تتضمن اعتداءا على مال الخزينة فهي بذلك شبيهة بالسرقة واالختالس ،أما الرأي
الثاني :فيتمثل في اعتبار الجريمة الجمركية ذات طبيعة إدارية ،باعتبار أن قانون الجمارك
كسائر القوانين الضريبية يسعى لتنظيم تحصيل الضرائب؛ وينشئ بذلك عالقة ادارية بين
مصلحة الضرائب الجمركية والخاضعين للضريبة.
أما االهمية العملية تكمن في التعرض للجانب العملي التطبيقي حيث يالحظ على الرغم من
تع دد النص وص القانوني ة المنظم ة للجريم ة الجمركي ة وال تي ن ذكر منه ا األم ر العس كري
المنظم للبندرول لسنة ،1927وقانون الرسوم على المنتجات لعام 1985و قانون ضريبة
القيمة المضافة لعام 1975وقانون المكوس والجمارك ،1962اال ان المحكمة الجمركية
7
حديثة العهد ،تنظر في قضايا معدودة ومحدودة ،و ال يعود ذلك لعدم وجود جرائم جمركية
ال بل ألن اإلدارة الجمركية تفضل اللجوء الى الصلح ،فاغلب الجرائم الجمركية يتم حلها
بشكل مباشر عن طريق اتفاق صلح ما بين االدارة الجمركية والمخالف للقانون الجمركي،
وه ذا من ش أنه أن يح د من م دى فاعلي ة تط بيق الق انون الجم ركي ،كم ا ان المتأم ل في
الق انون الجم ركي يالح ظ ب أن الجزائ ات ال واردة في ه من الج زاءات المالي ة الغ ير رادع ة
بحسب اعتقادي.
ميول االدارة الجمركية إلى الصلح الجمركي بدل من اللجوء الى القضاء ،اال ان الجهاز
الجم ركي ل ه دور م زدوج إذ ي وفر عوائ د لخزين ة الدول ة باإلض افة إلى دوره في حماي ة
االقتصاد ومجابة األخطار التي تواجهه بمراقبة الحدود.6
أم ا نط اق البحث تجس د في ق انون الجم ارك و المك وس األردني للع ام 1962الناف ذ في
األراض ي الفلس طينية ،م ع اإلش ارة بعض الش يء إلى الق وانين الملغي ة ل ه ب األردن و هم ا
القانون المؤقت رقم 16للعام 1983و قانون الجمارك األردني(النافذ حالي ًا باألردن)للعام
.1998
وقد اتبعت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي من خالل استعراض النصوص القانونية التي
تتعلق بالجريمة الجمركية إضافة إلى تحليل النصوص القانونية التي تبرز فيها خصوصية
الجريمة الجمركية .
ولع ل الس ؤال ال ذي يث يره ه ذا الموض وع إلى أي م دى تمكن المش رع الجم ركي من الحي اد
بالتجريم في المادة الجمركية عن المبادئ األصولية لقواعد القانون الجنائي العام ؟
) 6لبنى الشارني ،إثبات الجريمة الديوانية ،مذكرة لنيل شهادة الدراسات المعمقة في العلوم الجنائية مقدمة الى كلية الحقوق
والعلوم السياسية بتونس ،السنة الجامعية ،2005-2004ص.1
8
من اج--ل اإلجاب--ة عن ه--ذا الس--ؤال ال ب--د من دراس--ة :خصوص--يات على مس--توى التج--ريم
الجم--ركي وإ ب--راز أن--واع الته--ريب الجم--ركي باعتب--اره من االفع--ال المكون--ة لل--ركن الم--ادي
للجريمة الجمركية وه--ذا في ( المبحث األول) ،ومن ثم خصوص--يات على مس--توى التتب--ع
الجم -- -ركي وه -- -ذا في (المبحث الث -- -اني ) ،ومن ثم خصوص -- -يات على مس -- -توى مرحل -- -ة
المحاكمة الجمركية (المبحث الثالث)
إن التج ريم ه و وص ف لس لوك إنس اني معين يمنع ه الق انون أو يف رض القي ام ب ه من قب ل
األفراد وذلك بتحديد أركان الجريمة والمسؤول عنها .7
فالجريم ة الجمركي ة ش أنها ش أن بقي ة الج رائم تقوم على أفع ال ،يجرمه ا المش رع ،كم ا انه ا
تخض ع للمب ادئ األساس ية في التش ريع الجن ائي ،إذ ان العق اب ال يص يب إال االش خاص
المس ؤولين جزائي ا ،كم ا ان المش رع يق ر مس ؤولية األش خاص المعنوي ة ،لكن خصوص ية
الجريمة الجمركية جعلتها تبتعد شيئأ ما عن قواعد القانون الجنائي ،فمن اجل معرفة هذه
الخصوصية ال بد من التعرف على اركان الجريمة الجمركية وهذا في( المطلب األول )،
ومن ثم التعرف على نطاق المسؤولية في الجريمة الجمركية وهذا في( المطلب الثاني ).
تعني الجريمة الجمركية كل مخالفة للواجبات واألنظمة المنصوص عليها بقانون الجمارك
حيث تتمثل هذه المخالفة بمجموعة من األفعال التي من شأنها ان تؤدي باإلخالل بمصلحة
الخزين ة ويق ر الق انون علي ارتكابه ا عقاب ا ،وح تى تق وم الجريم ة الجمركي ة الب د من ت وفر
األركان التالية .
) 7د .نجم ،محمد ،قانون العقوبات ،القسم العام ،النظرية العامة للجريمة ،الطبعة الثانية ،لسنة 2000ص-97ص.99
9
الركن األول :الركن القانوني :فال ب د من وج ود ق انون س اري يع اقب على فع ل الته ريب
وقت ارتكاب ه ،وس اريًا على المك ان ال ذي ارتكب في ه وعلى مرتكب ه ،إذ أن ه ال جريم ة وال
عقوب ة إال بق انون ،وال عق اب إال على االفع ال الالحق ة لص دور الق انون ال ذي ينص عليه ا،
وه ذا مب دأ دس توري نص ت علي ه اغلب الدس اتير في الع الم ،8كم ا ع رف البعض ال ركن
القانوني بأنه الصفة الغير مشروعة للفعل ،ويكتسبها إذا توافر له أمران :خضوعة لنص
تجريم يقرر فيه القانون عقابًا لمن يرتكبه ،وعدم خضوعة لسبب تبرير إذا ان انتفاء أسباب
الت برير ش رط ليظ ل الفع ل محتفظ ا بالص فة الغ ير مش روعة ال تي اكس بها إي اه نص التج ريم
.9حيث ح دد المش رع األردني ج رائم الته ريب وبين األفع ال ال تي تش كل جريم ة جمركي ة
وذل ك انطالق ا من مب دأ ال جريم ة وال عقوب ة إال بنص وحيث ان الق انون ال ذي يطب ق
باألراضي الفلسطينية هو قانون رقم 1لسنة . 1962
الركن الثاني :الركن المادي :يتكون الركن المادي من عدة عناصر :
-1السلوك :و هو الفعل الذي يقوم به شخص أو مجموعة من األشخاص بادخال البضاعة
الى البالد أو اخراجه ا منه ا ،وال ركن الم ادي في جريم ة الته ريب الجم ركي ال ب د من
معالجت ه في ص وره الثالث ،وهي الته ريب الجم ركي الحقيقي ،والته ريب الض ريبي
الحكمي ،والتهريب غير الضريبي.10
10
البيان الكاذب في جنس البضاعة )وهذا أيضا ما عالجتها 198من قانون الجمارك األردني
للع ام 1998و الم ادة 232من ق انون الجم ارك 1982حيث إن الته ريب الجم ركي
الحقيقي يتك ون من إدخ ال بض ائع إلى البالد أو إخراج ه منه ا بطريق ة غ ير مش روعة دون
أداء الرسوم الجمركية أو مخالفة قوانين االستيراد والتصدير.
يالحظ من النصوص القانونية بأن الركن المادي في هذه الجريمة يتحقق بتوافر عناصر
ثالثة تتمثل في :
أ -أدخ ال البض ائع الى إقليم الدول ة أو أخراجه ا من ه؛ أي أن فع ل إدخ ال البض ائع أو
إخراجها ال يتم إذا كان كل ما آتاه الجاني مجرد أعمال تحضيرية كإعداد وسيلة التهريب
(سيارة أو دابة أو غير ذلك ) دون أن يتجاوز فعل هذا الحد.
أن يتم ذلك بطرق غير مشروعة؛ ويراد بالطرق غير المشروعة مخالفة األحكام ب-
الجمركية وعدم مراعاتها عند استيراد البضائع أو تصديرها ،سواء كان مصدر االلتزام
تشريعًا أو قرارًا صادر عن وزارة المالية أو مدير عام دائرة الجمارك.11
ع دم اداء الرس وم والض رائب الجمركي ة والرس وم األخ رى؛ حيث يجب أن يق ترن ت-
إدخ ال البض ائع أو اخراجه ا إلى أو من إقليم الدول ة بطريق ة غ ير مش روعة باالمتن اع عن
دف ع الض ريبة الجمركي ة المس تحقة عليه ا كله ا أو بعض ها ،حيث ان قي ام الج اني ب دفع تل ك
الضرائب والرسم بعد ضبطه ،ال يحول دون قيام جريمة التهريب أو الشروع في التهريب
.12
11
-الص ورة الثاني ة :الته ريب الجم ركي الحكمي :للته رب الجم ركي الحكمي ص ور ع دة
نذكر منها - :تنظيم أو تقديم فواتير او مستندات مزورة وغير ذلك ،بقصد التخلص من
الضرائب الجمركية المستحقة ،وهذا ما يمكن استخالصه من احكام المادة 147من قانون
الجمارك لسنة 1962فقرة 6حيث نصت يعتبر تنظيم أو تقديم مستندات كاذبة أو مزوره
أو منطوي ة على دالالت كاذب ة بقص د الحص ول على اس تفادة كاذب ة أم ا من اإلعف اء من
الرسوم أو من تعريف أو رسم أدنى من الرسم المطبق فعًال ،و هناك صور أخرى كحيازة
البض ائع األجنبي ة بقص د االتج ار فيه ا م ع العلم بأن ه مهرب ة ،واس ترداد أو الش روع في
استرداد الضرائب الجمركية والتصرف في البضائع المعفاة في غير األغراض المعفاة من
أجلها ،13وقد اعتمد قانون الجمارك المصري هذه الصور للتهريب الجمركي الحكمي.
-الص ورة الثالث ة :وهي جريم ة الته ريب غ ير الض ريبي - :14يتحق ق ه ذا الن وع من
الجرائم إذا تم إدخال أو إخراج بضائع ممنوعة و يتحقق الضرر في هذه الصورة بمخالفة
االه داف االجتماعي ة او االقتص ادية او الص حية ال تي تنش د الدول ة تحقيقه ا ،و يك ون ادخ ال
البض ائع ع بر ال دائرة الجمركي ة بخط أ الموظ ف في معرف ة نوعه ا و قيام ه بتحص يل
الض رائب الجمركي ة عنه ا ظن ًا من ه أنه ا من الس لع غ ير الممنوع ة ،وهن ا تعت بر الجريم ة
15
الجمركية متحققة إذا ثبت قصد الجاني.
: 2مح-ل الته-ريب :وه و البض اعة (جمي ع الس لع و الم واد مهم ا ك ان نوعه ا) حيث ج اء
نص المادة (/2و) مطلقا ،حيث وردت عبارة البضائع مطلقة والمطلق يبقى على أطالقه
إلى إن يرد دليل ويقيده ،فهذه البض اعة سواء أكانت لالستعمال الشخصي أو التجاري أو
) 13د .حمدى ،كمال ،جريمة التهريب الجمركي ،قريتة التهريب ،مسؤلية الربان عن النقص والزيادة في الشحنة،
منشأة المعارف -باالسكندرية – الطبعة األولى ،.ص .35-31
12
لغ ير ذل ك من االغ راض يمكن إن تك ون مح ل للته ريب ،ومن الش روط ال واجب توافره ا
بالبضاعة الخاضعة للرسوم الجمركية أن تكون هذه البضاعة خاضعة للرسوم الجمركية أو
من البضائع الممنوعة ،وهذا ما جاء بنص المادة 147حيث نصت (استيراد أو محاولة
استيراد البضائع الممنوعة او الخاضعة للرسوم بدون بيان جمركي صحيح او عن طريق
غ ير معين) .حيث يمكن أن تش كل جريم ة جمركي ة ،فل و امعن ا النظ ر في الق انون األردني
( 1998م ادة )2لوج دنا ان ه عرف البض اعة بأنه ا " ك ل م ادة طبيعي ة أو منتج حيواني أو
زراعي أو صناعي ،حيث يتضح بأن هذا التعريف شامًال لكل ما هو قابل للحيازة أو النقل
من قب ل األش خاص ،وفي فرنس ا اس تقر اجته اد محكم ة النقض الفرنس ية على أن مص طلح
البض ائع ل ه في التش ريع الجم ركي مع نى اك ثر اتس اعا ،فه و يش مل ك ل ش يء يص لح محًال
للملكية الفردية .16
: 3مك-ان الته-ريب :األص ل إن جريم ة الته ريب تق ع علي ح دود الدول ة الجمركي ة ف إذا
اجت ازت ه ذه البض اعة ه ذه الح دود فال تق ع جريم ة الته ريب الجم ركي ولق د ع رفت الم ادة
47من قانون الجمارك األردني لسنة 1962المنطقة الجمركية بأنها المنطقة التي يكون
فيه ا مرك ز جم رك للتخليص،وتش مل مك اتب الجم رك ومس تودعاته وأرض ياته وأرص فته،
وللسلطة الحق في أن تبعد من المنطقة الجمركية في أي وقت جميع األشخاص التي ترى
وجودهم بالمنطقة الجمركية غير مرغوب فيه .
فمك ان الته ريب يش مل إقليم الجم ركي ويش مل األراض ي اليابس ة والمي اه اإلقليمي ة ويش مل
أيض ا الخ ط الجم ركي وه و الح دود السياس ية بين الدول ة مك ان الته ريب والدول ة المج اورة
وك ذلك ش واطئ البح ار المحيط ة، 17وه ذا م ا ج اء بنص الم ادة 107من ق انون الجم ارك
13
األردني ، 1962ويش مل أيض ا ال دائرة الجمركي ة ويقص د به ا النط اق ال ذي يح دده وزي ر
المالية لكل ميناء بحري أو جوي يوجد فيه مكتب للجمرك يرخص فيه بإتمام اإلجراءات
الجمركية .
:4النتيج --ة :حيث تتمث ل النتيج ة بقي ام المه رب بادخ ال البض اعة الى البالد دون اداء
الرس وم الجمركي ة بش كل كلي أو ج زئي ،18وفي ص ورة القي ام باألفع ال ال تي ت ؤدي إلى
الته ريب ولكن ه لم يس تطع من الته رب من دف ع الرس وم يس ال عن الش روع في الته ريب
والش روع مع اقب علي ه بعقوب ة الجريم ة التام ة ،حيث ان قي ام المه رب ب أداء الض ريبة
الجمركية ،أو أبداء رغبته في أدائها ال يحول دون قيام الجريمة الجمركية لتمام اركانها
تمت از الجريم ة الجمركي ة بخصوص ية تختل ف عن ب اقي الج رائم ك الجرائم الواقع ة على
األش خاص والج رائم الواقع ة على األم وال فه ذا الن وع االخ ير من الج رائم يمت از بأن ه من
الجرائم القصدية التي تحتاج الى قصد جرمي ،اال ان التساؤل الذي يثور في هذا االطار
هل الجريمة الجمركية تحتاج الى قصد جرمي ام تعتبر من قبيل الجرائم المادية التي يتم
االقتصار فيها على الركن المادي بدون البحث عن القصد الجرمي ؟
لقد اختلفت التشريعات في توافر نية التهريب لدى الجاني ،فمثًال قانون الجمارك المصري
في المادة 121منه تشترط توافر نية التهريب ،اال ان قانون الجمارك اللبناني قد اقتصر
14
على االعت داد بالوق ائع المادي ة دون البحث عن وج ود ني ة الته ريب أو ع دم وجوده ا ب ل
تذهب الى ابعد من ذلك فتفترض عدم جواز الدفع بحسن النية حيث نصت المادة ()342
من قانون الجمارك اللبناني على انه " ليس للمحاكم في تطبيق العقوبات المنصوص عليها
في ه ذا الق رار وفي النص وص الجمركي ة ،أن تأخ ذ بعين االعتب ار الني ة ب ل الوق ائع المادي ة
فقط فالجهل او حسن النية ال يعتبران عذرًا".19
وبن اء على م ا تق دم يالح ظ ب ان التش ريعات العربي ة ،اعت برت الجريم ة الجمركي ة من قبي ل
الج رائم المادي ة ،ال تي ال تس توجب البحث عن القص د الج رمي ،حيث يالح ظ ب أن التش ريع
الجمركي األردني لعام ( 1962قانون الجمارك والمكوس النافذ في فلسطين) جاء متبني ًا
لهذا االتجاه ،حيث اعتبر الجريمة الجمركية ضمن إطار الجرائم المادية ،وحمل المتهم في
الجريم ة الجمركي ة إثب ات براءت ه من التهم ة بمج رد حيازت ه للم ادة الجمركي ة الخاض عة
للضريبة الجمركية ،إال أنه بعد التغير في قانون الجمارك األردني لعام 1983في األردن،
انحنى المش رع انحناء مغ اير عن التش ريعات العربي ة ،وعن م ا ورد من الناحي ة الض منية
في ق انون الجم ارك والمك وس لع ام ،1962حيث رتب المش رع على الجريم ة الجمركي ة
مسؤوليتان جزائية ومدنية ،حيث اشترط لترتيب المسؤولية الجزائية توافر القصد الجرمي،
أما المسؤولية المدنية اعتبرها قائمة سواء توفر القصد الجرمي أم لم يتوفر وهذا ما يمكن
استخالص ه من أحك ام الم ادة ( )234من ق انون الجم ارك األردني لع ام 1982حيث نص
على انه " يشترط في المسؤولية الجزائية في جرم التهريب توفر القصد ،"....أما المادة (
)244منه فقد نصت في الفقرة (أ) على انه " تتكون المخالفة كما تترتب المسؤولية المدنية
في ج رائم الته ريب الجم ركي بت وافر أركانه ا المادي ة ،وال يج وز ال دفع بحس ن الني ة
ولجهل ، "...وبناءا عليه فالجريمة الجمركية وفقا للقانون األردني لعام 1982تعتبر من
قبيل الجرائم القصدية التي تحتاج إلى القصد العام والخاص ،و كذلك في قانون الجمارك
19د.حافظ ،مجدي ،مرجع سابق ،ص .156-154
15
األردني للع ام 1998حيث نص في الم ادة 205من ه" يش ترط في المس ؤولية الجزائي ة في
ج رم الته ريب ت وفر القص د "...وال يمكن أن تق ع نتيج ة اإلهم ال والتقص ير ،فالقص د الع ام
يفترض علم الجاني بطبيعة األفعال التي يقوم بها وان هذه األفعال تؤدي إلى التهرب من
الرسوم الجمركية سواء كلها أو بعضها باإلضافة إلى اتجاه إرادته إلى الفعل والنتيجة ،أما
بالنس بة للقص د الخ اص فيجب أن تتج ه إرادة الج اني للتخلص من أداء الرس وم الجمركي ة
كلها أو بعضها وحرمان اإلدارة الجمركية من الحصول علي حقها .
من القواعد العامة في التشريعات الجزائية بأن المسؤولية الجزائية شخصية أي ال تقوم
إال بالنس بة لمن يس اهم في الجريم ة ،والعقوب ة بالت الي ال تن ال إال من يس أل عن الجريم ة،
وه ذان المب دآن -مب دأ شخص ية المس ؤولية الجنائي ة ومب دأ شخص ية العقوب ة -مب دآن
جوهريان ويعتبران حجر األساس في التنظيم القانوني للمسؤولية الجنائية والعقوبة ،وذلك
على عكس المس ؤولية المدني ة ،ألن الق انون الم دني أق ر ع دة ص ور للمس ؤولية عن أفع ال
الغير ،فحارس الحيوان مسؤول عن كافة األضرار التي يسببها الحيوان ،وكذلك مسؤولية
ولي القاصر عن تصرفات القاصر ،وذلك بافتراض قرينة الخطأ قبل مسؤولية .20
ويستخلص من خالل ما تقدم أنه لكي يسأل شخص جزائيًا ال بد من توافر عنصري الوعي
و اإلدارة وأن يرتكب الفعل عن قصد جرمي أو عن خطأ غير مقصود ،أي أن العقاب ال
يص يب س وى األش خاص المس ؤولين جزائي ًا ،ولكي تق وم الجريم ة ويع اقب عليه ا ،ال يكفي
ارتكاب فعل معاقب عليه قانونًا ،بل ال بد من إن يكون الفعل قد صدر عن شخص مسؤول
16
جزائي ا ،وه ذا يع ني ب ان الش خص يس أل عن التص رفات الص ادرة عن ه وه ذا المب دأ عرفت ه
الش ريعة اإلس المية وذل ك تص ديق لقول ه تع الى " وال ت زر وازرة وزر أخ رى " وق ول
الرسول صلى اهلل عليه وسلم ":ال يؤخذ المرء ال بجريرة أبيه وال أخيه ،وهكذا فالشخص
المسؤول جزائيا هو الشخص الذي يقدم على تصرف يجعله فاعل أو شريك أو متدخل أو
مح رض في أي جريم ة من الج رائم ،إال أن التطبيق ات العملي ة لمب دأ شخص ية العقوب ة
مختلفة في الواقع العملي ،إذ أن هناك بعض من الحاالت التي يسأل فيها الشخص عن فعل
غ يره؛ مث ل ح االت المق اول أو رب العم ل ،حيث يس أل فيه ا جزائي ا عن جريم ة مرتكب ة
مادي ا وفعًال من ش خص آخ ر ه و العام ل ،21كم ا أن األب ال يس أل جزائي ا عن خط أ أبن ه
القاصر إال إذا ثبت صدور خطأ شخصي منه فمن سلم ابنه القاصر مسدسًا معدًا لالنطالق،
وانطلقت رصاص ة من ه قتلت أو أص ابت شخص ا أخ ر ،ف ان األب يعت بر مس ؤول عن القت ل
الخط أ ألن ه ك ان علي ه أن يق در أن ول ده القاص ر يجب أن ال يعبث في الس الح الن اري،
فمس ؤولية األب هن ا تك ون نتيج ة ص دور خط أ من ه ،22إال أن الس ؤال ال ذي يط رح :م ا ه و
مدى خصوصية المسؤولية الجزائية عن فعل الغير في التشريعات الجمركية ؟
من التش ريعات ال تي اخ ذت بالمس ؤولية الجزائي ة عن فع ل الغ ير ق انون الجم ارك األردني،
رقم ( )16لسنة 231983في المادة 247منه حيث نصت على " أن المخلصين الجمركين
مس ؤولين بص ورة كامل ة عن المخالف ات وج رائم الته رب ال تي يرتكبه ا مس تخدموهم
المفوضون من قبلهم".
ومن خالل البحث في قانون الجمارك األردني رقم 1لسنة 1962نالحظ إن هناك توسع
في نطاق المسؤولية وهذا ما نالحظه في نص المادة 152حيث نصت على انه "يستهدف
) 21الحياري ،معن ،مرجع سابق ،ص .79
17
لف رض غرام ة ق درها 30دين ار :أ-النقص في الط رود الم ذكورة في المانفس تو أو
المس تندات األخ رى ال تي تق وم مقام ة المحق ق بع د تفري غ و س ائل النق ل ..ب -وج ود ع دة
مانسفتات او غيرها من المستندات التي تقوم مقامها في حيازة المكلفين بقيادة الناقالت"...
حيث أق ام الق انون المس ؤولية على المكل ف بقي ادة الناقل ة أو المن دوب عنه ا وعلى اإلجم ال
بح ق جمي ع األش خاص ذوي العالق ة وق د توس ع الق انون في نط اق المس ؤولية وأقامه ا على
جميع األشخاص وقادة النقل الذين يوجدون على متن الناقلة .
كما يالحظ التوسع أيضا في نطاق المسؤولية بنص المادة 153حيث انه؛ إذا وجد فرق
في البضائع والمانفستو أو إذا لم تقدم المعاينة بعض البضائع المذكورة في الفواتير؛ يحكم
على رب ان الب اخرة شخص يا بتأدي ة مبل غ يع ادل قيم ة البض ائع الغ ير م ذكورة أو الفارق ة أو
غير مقدمة للمعاينة .
كما يالحظ التوسع في نطاق المسؤولية باحكام المادة 148من قانون الجمارك لعام 1962
حيث شملت المسؤولية سائق المركبة العمومية في حالت ضبط المهربات في داخل مركبت ه
العمومي ة وع دم معرف ة ص احبها ،ففي ه ذه الحال ة يعت بر ص احب المركب ة مه رب وتطب ق
المصادرة على المهربات وعلى المركبة.24
يالحظ من خالل النصوص القانونية سالفة الذكر بأن المسؤولية الجزائية تقوم على توسيع
دائرة المسؤولين عن الجرائم الجمركية ،فتمتد المسؤولية الى حائز البضائع المهربة ،بحيث
يعتبر حائزًا للبضاعة من اتصل بها اتصاًال مادي ًا وبسط سلطاته عليها ولو لفترة قصيرة
س واء ك ان مال ك له ا أو متمتع ًا به ا ،وس واء ك ان فع ل الحي ازة بعلم أو ب دون علم الش خص
الحائز ،25كما يعتبر حائز للبضاعة من كان يدير المكان الذي تضبط فيه البض اعة المهرب ة
18
أو المتمتع به ا دون أن يك ون مالك ه أو مس تأجرة أو حارس ة ،ش ريطة أن يس تدل من ظ اهر
الح ال أن ه يس تعمل ع ادة ه ذا المك ان ،فيعت بر مه رب من ض بط في ش قة بحوزت ه بض ائع
مهربه وهو ليس مستأجرها وال يعتبر حارسها.
كم ا يالحظ ب ان المس ؤولية تمتد على ناق ل البض ائع ،فالمس افر يعت بر مس ؤول عن البض ائع
التي تض بط في حقيبت ه او على جس مة ،سواء ك ان مالك له ا أو ح ائزا له ا ،حتى لو ك انت
حي ازة مؤقت ة أو ك ان يجه ل وج ود البض ائع المهرب ة في حقائب ه ،ف إذا تع ذر تع يين المس افر
المس ؤول ف إن قائ د الناقل ة مس ؤوًال عن البض اعة المهرب ة الموج ودة في مركبت ه ،حيث أن
مسؤولية الناقل هنا تقوم بمجرد اكتشاف البضائع المهربة في عربته ،وال مج ال إلى تبرئت ه
بحجة انه لم يثبت اشتراكه في التهريب ،أو لمجرد وجود شك ،فالشك في القانون الجمركي
ال يفس ر لمص لحة المتهم الناق ل -على عكس القواع د ال واردة في الق انون الجن ائي -فالش ك
يفسر لمصلحة المتهم.26
كم ا ان المس ؤولية تمت د إلى ع دد من المس ؤولين عن النق ل ،ففي حال ة تع دد الن اقلين أو
المكلفين فإنهم يسألون جميعًا ،كما انه في حالة هروب الناقل قبل معرفة اسمه ،فان قرينة
الحيازة تنصب على صاحب وسيلة النقل التي تضبط فيها البضاعة ،ويعتبر مالك ًا لوسيلة
النقل الشخص المسجلة باسمه الناقلة أو السيارة ،27كما يالحظ بان مسؤولية النقل تمتد إلى
رب ان الس فينة ورب ان الط ائرة ،حيث يعت بر رب ان الس فينة أو الط ائرة مس ؤول عن حي ازة
البضائع المخالفة كفاعل أصلي لجريمة التهرب الجمركي بدون الحاجة إلى أي دليل .
ومن الجدير بالذكر في هذا اإلطار بان المسؤولية عن التهريب الجمركي ال تقتصر على
ش خص واح د ،ب ل يمكن ان يتم ممارس ة الته ريب من قب ل عص ابة ،ك ل منهم ا يق وم بعم ل
19
بن اء على خط ة مس بقة ،ف ان ه ؤالء األش خاص يعت بروا مس اهمين في الجريم ة الجمركي ة
بحيث تمت د المس ؤولية الجزائي ة عليهم ،على حس ب دور ك ل منهم ا س واء ك ان فاع ل أو
شريك أو محرض أو متدخل في الجريمة الجمركية و هذا ما جاء بالمادة 205من قانون
ع ام ،281998كم ا أن المس ؤولية تمت د أيض ا إلى الش خص المعن وي ال ذي يق وم باس تغالل
حسن النية من اجل التهريب الجمركي.29
و المس ؤولية ال تقتص ر على األش خاص الطبيعي ة ب ل تمت د المس ؤولية على األش خاص
المعنوي ة حيث تعت بر الهيئ ات المعنوي ة مس ؤولية عن أعم ال م ديريها وأعض اء إدارته ا
وممثليها وعمالها عن دما ي أتون ه ذه األعم ال باس م الهيئ ات الم ذكورة أو بإح دى وس ائلها،30
ففي حالت ثبوت التهرب الجمركي من قبل الهيئات المعنوية يمن تسليط عليها جزاء نتيجة
مخالف ة الق انون ومن الج زاءات ال تي يمكن أن تس لط على األش خاص المعنوي ة ،ح ل الهيئ ة
المعنوية أو إغالقها غيرها من الجزاءات .31
إّن خصوص ّية الجريم ة الجمركي ة و ص بغتها الزجرّي ة انعكس ت بش كل واض ح على إج راءات
الدعوى المتعّلقة بها ،حيث حرص المش ّرع على اإلحاطة بهذه اإلج راءات بطريقة تكفل من
ناحي ة حس ن س ير ال دعوى ومن ناحي ة أخ رى تض من لإلدارة الجمركي ة دورًا فّع اًال في
تحريكها و تسييرها ،حيث منح المشرع أعضاء الضابطة الجمركية صالحيات واسعة من
أج ل التح ري والبحث عن الج رائم الجمركي ة (المطلب األول) ،ولم يقتص ر عن د ه ذا األم ر
) 30د .الشواربي،عبد الحميد ،الجرائم المالية والتجارية ،منشأة المعرف باإلسكندرية ،الطبعة الرابعة لسنة ،1996ص
.32-31
) 31انظر قانون العقوبات االردني رقم 16للعام 1960في احكام المادة . 74
20
في منح اإلدارة الجمركي ة الص الحيات الواس عة؛ ب ل تع دى األم ر إلى قلب قواع د اإلثب ات
حيث جعل عبء اإلثبات على المتهم في الجريمة الجمركية (المطلب الثاني) ،إال أن التتبع
والمالحق ة في الجريم ة يجب أن ي راعى في ه م ا يس مى بموان ع التتب ع والمالحق ة ال تي من
شأنها أن تؤدي إلى انقضاء الجريمة الجمركية (المطلب الثالث).
لقد خول المشرع مأموري الضابطة الجمركية عدة صالحيات واسعة ،فلمأموري الجمارك
صالحيات تفوق تلك الصالحية التي أعطاها القانون لمأموري الضابطة القضائية في قانون
اإلجراءات الجزائية.وذلك حتى يقوموا في التحري والمراقبة الالزمة ليتمكنوا من اكتشاف
الج رائم ومعاقب ة المس ؤولين ، 32ومن ه ذه الص الحيات ن ذكر منه ا ح ق االطالع والمراقب ة
(أوًال) كم ا خ ول الق انون لم أموري الض بط الجم ركي ح ق التف تيش (ثاني ًا) كم ا خ ول لهم
القانون حق القبض (ثالثًا).
إن االطالع إجراء من إجراءات التحري واالستدالل ،حيث خول المشرع اإلدارة الجمركية
حق االطالع والمراقبة والحصول على جمع الوثائق المتعلقة بالشخص الطبيعي والشخص
المعن وي ،فق د نص ت الم ادة 111من ق انون الجم ارك لع ام " 1962عن دما تس تلزم
ضرورات الرقابة .....وبإمكان السلطة إجراء إحصاءات فجائية في محالت األشخاص".
21
كم ا ج اءت الم ادة 110من ق انون الجم ركي لع ام 1962تحت عن وان البض ائع الخاض عة
للرقاب ة الخاص ة ،حيث ح دد النص االم اكن المح ددة القتن اء البض ائع ال تي تعين ب أوامر
ادارية من وزير المالية.33
خول القانون الجمركي مأموري الجمارك صالحيات واسعة في التفتيش ،34حيث مكنهم من
القيام في تفتيش المركبات ،كما خول لهم الحق في تفتيش وسائل النقل ،فضال عن تفتيش
المن ازل والمحالت ض من ش روط معين ة ،تتمث ل في وج ود ق رائن وأدل ة كافي ة بوج ود م واد
. 35
مهربة ،كما ان المنازل يشترط تفتيشها اثناء النهار وبحضور المختار أو شاهدين
الص ورة األولى لتف تيش المركب ات وأي وس يلة نق ل :حيث أعطى الق انون األردني -1
لس نة 1962في الم ادة / 143أ ألي موظ ف جم ركي أو ش رطي أو درك أن يوق ف أي
وس يلة من وس ائل النق ل لتفتيش ها إذا ك ان لدي ة س بب معق ول ،باإلض افة إلى معاقب ة ك ل
صاحب وسيلة نقل خالف أوامر المأمور ومانع التفتيش بغرامة ال تزيد عن 100وال تقل
عن 10دنانير ،باإلضافة للعقوبات المنص وص عليه ا بق انون العقوب ات. 36حيث يالح ظ ب ان
) 33انظر احكام المادة 110من قانون الجمارك والمكوس االردني لعام .1962
22
الموظف الجمركي أصبح يمارس صالحية التفتيش الواسعة بال أي مذكرة ،كما انه يحق له
أن يسلط العقاب ،فهذه الصالحية تفوق الصالحية التي يمنحها قانون اإلجراءات الجزائية
للنياب ة العام ة ،فالنياب ة العام ة وان ك انت تمل ك الح ق في توقي ف المش تبه ب ه أو توقي ف
ومصادرة المركبة كمصادرة تحفظية إال أنها ال تملك الحق في تسليط العقاب.
الصورة الثاني :ما ورد في أحكام المادة -143ب من قانون الجمارك لعام 1962 -2
" حيث أجاز لموظف الجمارك أو المحافظ الجمركي أن يوقف أي شخص أو طرد يحمله
أي شخص إذا كان هناك أي سبب معقول لالشتباه به ،فإذا رفض السماح بتفتيشه يعاقب
بغرامة ال تتجاوز مائة دينار وال تقل عن عشرة دنانير باإلضافة إلى العقوبة المنصوص
عليها في قانون العقوبات .
الص ورة الثالث ة :وردت في أحك ام الم ادة -143ج حيث س محت لموظ ف الجم رك -3
إذا وجد دالئل كافية بوجود مواد مهربة في بيت أو مخزن أو أي محل أخر أن يفتشه ،إال
أن تفتيش محل السكن ال يجوز إال نهارا وبحضور المختار وشاهدين ،حيث يالحظ بأن
موظفي الضابطة الجمركية على الرغم بان لهم صفة مأموري الضابطة القضائية إال أنهم
يتمتعون بصالحية توازي صالحية النيابة العامة أثناء التفتيش ،فمأمور الضبط الجمركي
ليس بحاجة إلى إذن من أجل تفتيش المنازل شريطة أن يتم التفتيش أثناء النهار وبحضور
شهود وهذا ما يجعل مأموري الضابطة الجمركية يتميزون بخصائص تميزهم عن غيرهم
من مأموري الضبط القضائي.
الصورة الرابعة :لمأمور الضابطة الجمركية تفتيش المرأة ،وتفتيش المرأة يكون -4
من قبل امرأة ،وفي حال تعذر وجود أي مأمورة ضابطة جمركية ،يتم تكليف أي أنثى من
. 37
اجل تفتيشها
23
الص ورة الخامس ة :لموظ ف الجم رك أن يفتش أو يطل ع على أوراق أو دف اتر أي -5
شخص إذا اعتقد بأن بها معلومات تساعد على ضبط المهربات أو كان لها عالقة بحسابات
38
جمركية
يمارس الموظف الجمركي صالحية التوقيف بان يلقي الضبط علي أي شخص بال مذكرة،
إذا ك ان لدي ه س بب معق ول ي دعوه إلى االعتق اد بأن ه ارتكب جريم ة أو ك ان ذو عالق ة
بارتكاب جريمة التهريب أو بنقل بضائع مهربه أو حيازتها ،39فموظفي الجمارك يعت برون
من أعض اء الض ابطة القض ائية 40ولهم حم ل الس الح ال ذي ترخص ه لهم اإلدارة الجمركي ة
للقي ام بأعب اء الوظيفي ة ،41ومن اج ل تنفي ذ مه امهم لهم أن يطلب وا من الس لطات المدني ة
والعس كرية وال درك والجن ود واألمن الع ام المس اعدة بتنفي ذ أحك ام الق انون على المخ الفين
. 42
ألحكام هذا القانون
) 40للمزيد حول الحاالت التي تجيز القبض في جريمة التهريب الجمركي أنظر :د.حافظ ،مجدي ،مرجع سابق ،ص.392
24
إطار تش ريعّيًا
ًا كما مكّن المشرع اإلدراة الجمركية صالحّية تتّب ع الج رائم الجمركّي ة؛ بأن منحها
سعى من خالله إلى اعتماد وسائل إثبات مستمّد ة من قواعد اإلثبات بالقانون العاّم مع مراع اة
ما تقتضيه الجريمة الجمركية الّتي تتمّيز بطابعها الحيني والفوري ،كما اقتضى قانون الجريمة
الجمركية إمكانية إثباتها بجميع الطرق القانونّي ة و لو لم يقع أّي حجز بالمنطقة الجمركية أو
خارجها .
فأمام صعوبة إثبات الجرائم الجمركية وما يثيره إثباتها من عراقيل نابعة باألساس عّم ا يّتخذه
المهّر بون من وسائل احتيالية إلخفاء أنشطتهم اإلجرامّية المنّظمة ،ارتأى المش ّرع تيسير مهّم ة
اإلدارة الجمركية بأن فسح لها مجال تتّبع الجرائم الجمركّية إو ثباتها بجميع الوسائل .
وال تبرز الف وارق بين القانون الجمركي والقانون العاّم في إعتماد مبدأ حرّي ة اإلثبات إّال في
بعض الص ور في التط بيق ،فمعاين ة الجريم ة الجمركي ة من ع دمها هي الّتي تح ّد د أس لوب
نظ ام اإلثب ات ،ذل ك أّن ه في حال ة عدم معاين ة الجريم ة فإّن ه يق ع اإلحتك ام إلى قواعد الق انون
العام أي اإللتجاء إلى مختلف وس ائل اإلثبات المنص وص عليه ا بق انون اإلج راءات الجزائّي ة
إلقامة الدليل.
أّم ا إذا تّم ت معاين ة الجريم ة ف إّن مهّم ة اإلدارة الجمركي ة تس هل ،باعتب ار أّن المحاض ر
المح ّر رة من قبله ا منحه ا المش ّرع حماي ة قانونّي ة أكس بتها ق ّوة إثباتي ه هاّم ة ،فض ال على م ا
ينّج ر من قلب لعّب ء اإلثب ات حيث يص بح المخ الف لتأكي د براءت ه مطالب ًا بإثب ات عكس م ا
تضّم نه المحضر.44
فاألص ل في عبء اإلثب ات أن يق ع على ع اتق النياب ة العام ة باعتباره ا الجه ة ال تي تمث ل
المجتم ع وتحمي مص الحة إلثب ات الجريم ة ،إال إن المش رع الجم ركي ق د خ رج عن ه ذه
القواع د العام ة وذك ر تحت عن وان على من تق ع البين ة في الم ادة 159جم ارك أردني
1962على ان ه "إذا نش ئ خالف م ا أثن اء المحاكم ة في قض ية جمركي ة أو مك وس أو
) 44حول خصوصية المحاضر الجمركية؛ انظر :الشارني ،لبنى ،مرجع سابق ،ص.77
25
إج راءات أخ رى اتخ ذت الس ترداد أي واس طة نق ل أو بض ائع ض بطت من قب ل م وظفين
الجمارك ..فيما إذا كانت البضائع قد استوردت إلى البالد أو صدرت منها أو نقلت بصورة
غير مشروعة تقع بينة إثبات تلك العوائد واستيراد البضائع أو تصديرها أو نقلها بصورة
مش روعة على المتهم في القض ية الجمركي ة وعلى الم دعي في أي ة إج راءات الس ترداد
البضائع .
ق د تط أر أحيان ا على الجريم ة أس بابًا تح ول دون تط بيق العق اب و ت ؤّد ي لمحوه ا ،وانق راض
الدعوى العامة المتعّلقة بها ،و لقد تناول المشّرع صلب قانون اإلجراءات الجزائّية مجمل هذه
األسباب الّتي تؤدي النق راض الدعوى العامة وهذا ما يتضح من أحكام المادة 9من قانون
اإلجراءات . 45وبالّتالي يتعّين على القاضي عند نظ ره في ك ّل ن زاع مع روض علي ه أن يتثّبت
من توّفر هذه األسباب من عدمها وفي حالة وجودها يتوّج ب عليه الحكم بانقضاء الدعوى.
وهو نفس ال واجب المحم ول على القاض ي الذي ينظ ر في الجريم ة الجمركي ة إذ علي ه التثّبت
من شرعّية المالحقة والتتبع أي من عدم وجود األسباب المؤدّية إلنقضاء الدعوى الجمركية
والّتي يمكن تحدي دها أساس ا في أربع ة أس باب وهي على الت والي :التق ادم وم وت المّتهم و
العفو العام والصلح .
-1التقـــــــــــادم:
لق د اعتم د ق انون اإلج راءات الجزائّي ة مب دأ التق ادم بالنس بة لل دعوى العام ة وال ذي ح ّد د بثالث
سنوات بالنسبة للجنحة و عام واحد بالنسبة للمخالفة (المادة 13من قانون اإلجراءات) ،وذلك
إبتداءا من تاريخ وقوع الجريمة بشرط أن ال يقع في بحر تلك الم ّد ة أي عمل تحقيق أو تتّب ع،
26
و م ا يمكن مالحظت ه من خالل ق راءة النص وص ه و أّن المش ّرع لم يف ّر ق بين تق ادم الجريم ة
الجمركية والجريمة العادية.
على أّن ه فيم ا يتعّل ق ب إنطالق إحتس اب م دة س قوط التتّب ع وأس باب إنقطاعه ا و تعليقه ا ف إّن
ق انون الجم ارك والمك وس لم يتع ّر ض إلى ذل ك ،وفي ه ذه الص ورة ف إّن قواع د اإلج راءات
ال واردة بق انون اإلج راءات الجزائّي ة تك ون هي المطبق ة ،على ال رغم من تع رض الق وانين
المقارنة لمدد التقادم و احتسابها فمثًال قانون الجمارك المصري نص على تقادم .46
ويؤّد ي تعليق مدة سقوط التتّب ع إلى عدم إحتساب س ريانه خالل فترة من الزمن لسبب ح ّد ده
القانون حتى إذا زال ذلك السبب إستأنف سريانه .
و لتحديد مّد ة التقادم يقع اإلحتساب بجمع المّد تين السابقة للتعليق والالحقة له .
ونظ ار لتعّلق مسألة مرور الزمن بالنظام العام فإّنه يتعّين على القاضي إثارتها من تلقاء نفسه
دون التوّقف على إثارتها من الخصوم.
) 46جاء بالقانون المصري رقم 646للعم 1953بشأن تقادم الضرائب و الرسوم أنه"تتقادم بخمس سنوات الضرائب و
الرسوم المستحقة للدولة أو أي شخص اعتباري عام ما لم ينص القانون على مدة أطول" و سقوط الحق في المطالبة
الضريبية تبدأ من اللحظة التي تتولد فيها الواقعة المنشئة لدين الضريبة.
27
العف و الع ام كس بب النقض اء ال دعوى العام ة لم يق ع التنص يص علي ه في ق انون الجم ارك
والمكوس ،وهذا ما يجعل األحكام العامة الواردة في قانون اإلجراءات الجزائية هي المنطبقة .
-3مــوت المتـــــــــّــهم :
يعد موت المّتهم من األسباب الموجبة النقضاء الدعوى العامة وقد تعّر ضت قانون اإلج راءات
الجزائّي ة ص لب الم ادة 9من ق انون اإلج راءات .غ ير أّن م وت المّتهم وانقض اء ال دعوى في
حّق ه ال تنقض ي مع ه ال دعوى في ح ق المش اركين المس تفيدين من الجريم ة ال ذين يبقى ح ق
التتّب ع قائم ًا تج اههم ،ذل ك أّن األع ذار الخاص ة ال يس تفيد منه ا إّال من انطبقت علي ه و ال
تتعّد ى إلى غيره .
حيث أن ق انون الجم ارك والمك وس لم يتض من في نصوص ه أحك ام خاص ة تتعل ق في م وت
المتهم بالجريم ة الض ريبية؛ مم ا يجع ل األحك ام العام ة في ق انون اإلج راءات الجزائي ة هي
المطبقة .
-4الصلـــــح :
ع رف المش رع األردني بأحك ام الم ادة 647من الق انون الم دني الص لح بأن ه عق د يرف ع
النزاع ويقطع الخصومة بين المتصالحين بالتراضي ،كما عرفته محكمة النقض المصرية
بقراره ا الص ادر بت اريخ 1973-2-16الص لح بأن ه" بمثاب ة ن زول من الهيئ ة اإلداري ة
المختصة عن حقها في تحريك الدعوى الجنائية مقابل المبلغ الذي قام عليه الصلح ويحدث
أثره بقوة القانون ".47
حيث تنقض ي ال دعوى الجمركي ة بالمص الحة وه ذا م ا أجازت ه الم ادة 164لل وزير أو من
ينوب ه في ان يص الح في أي قض ية جمركي ة في أي مرحل ة ك انت عليه ا ال دعوى وقب ل
) 47صوافطة ،سعادي ،الصلح في الجرائم االقتصادية ،رسالة ماجستير مقدمة لجامعة النجاح الوطنية لسنة ،2010ص
.15
28
ص دور الحكم القطعي ،ول ه أن يقب ل ب أي غرام ة مالي ة يراه ا مناس بة من أج ل تس وية أي
جرم يحتمل اتخاذ بشأنه إجراءات ،ويعتبر قراره نهائيا في جميع ما يقوم به من أعمال .
يالح ظ من خالل الم ادة ب أن ال دعوى العام ة تنقض ي بالص لح إذا نّص الق انون ص راحة على
ذل ك ،فالص لح إذًا إج راء إس تثنائي ال يمكن العم ل ب ه إّال في حال ة التنص يص علي ه ص راحة
من قبل المشّرع .48
ونظ ار لألهمّية البالغة للصلح و النتائج العملّية الهاّم ة الّتي يحّققها خاص ة على مستوى فّض
النزاع ات والتقليص من ع دد القض ايا المتراكم ة؛ ف إّن السياس ة التش ريعّية مّتجه ة الي وم نح و
تعميم هذا اإلجراء ليشمل عدة ميادين.
إّن هذه األهمّي ة العملّي ة هي الّتي دعت المش ّرع إلى إعتماد الصلح كسبب إلنقضاء الدعوى
الجمركي ة خاص ة ،ه و أّن القض ايا الجمركي ة توّل د غالب ا عقوب ات مالي ة ،و بالص لح تتمّك ن
اإلدارة من إستخالص الغرامة إو سترجاع حقوق الخزينة ،ويستفيد بذلك المّتهم الذي تنقضي
. 50 49
الدعوى المقامة بحّقه
المبحث الثالث :خصوصيات علي مستوى مرحلة المحاكمة الجمركية
أن الجريم ة الجمركي ة تتم يز بخاص ية تختل ف عن ب اقي الج رائم ،حيث يكمن ه ذا التم يز
للجريم ة الجمركي ة عن ب اقي الج رائم في إنش اء محكم ة متخصص ه تنظ ر في القض ايا
الجمركي ة ،تخض ع الى نظ ام خاص يختلف عن النظ ام المتبع في التنظيم القض ائي للمح اكم
النظامي ة ،مم ا يجع ل للجريم ة الجمركي ة خصوص ية على مس توى نظ ام التتب ع والمالحق ة
) 48للمزيد في شروط التصالح و نتائجه :أنظر :د.عبد الحميد ،نسرين ،الجرائم االقتصادية التقليدية – المستحدثة،
المكتب الجامعي الحديث ،الطبعة األولى لسنة ، 2009ص.95
29
القض ائية وه ذا م ا س وف نبين ه في (المطلب األول) كم ا أن خصوص ية الجريم ة الجمركي ة ال
تقتصر على مستوى المحكمة المختصة واإلج راءات القانونية المتبعة أمامها ،بل يكمن هذا
التميز في نوع العقوبات المفروضة على المخالف ،حيث تمتاز العقوبات المترتبة على نشوء
الجريمة الجمركية بخصوصية تميزها عن العقوبات في الجرائم العادية وهذا في (المطلبالثاني
).
الجزائية ،حيث نص الفصل الثاني (المادة )2من قانون اإلج راءات الجزائية التونسي على أّن
" إثارة الدعوى العمومّية و ممارستها من خصائص الحّك ام (حاكم التحقيق) والموظفون الذين
أناطها القانون بعهدتهم" .
إّن ق راءة ه ذه الم ادة ت بّين بوض وح أّن المش ّرع ق د عه د إث ارة وممارس ة ال دعوى العمومّي ة إلى
جه تين وهم ا :النياب ة العمومّي ة واإلدارات العمومّي ة الّتي خ ّو ل له ا الق انون ذل ك ص راحة ،
إضافة للقائم بالحّق الشخصي في بعض الصور .
والمقص ود بإث ارة ال دعوى العمومّي ة ه و إّتخ اذ أّو ل إج راء ق انوني لنقله ا من حال ة الجم ود إلى
الحرك ة ،فيمكن للنياب ة العام ة أو لغيره ا من اإلدارات في الص ور الخاّص ة أن ت أذن ب إجراء
30
أبح اث عن طري ق أع وان الض ابطة العدلّي ة أو أن تق ّر ر فتح بحث ل دى التحقي ق أو إحال ة
52
المّتهم أمام المحكمة .
أّم ا ممارسة الدعوى العامة فتعني إّتخاذ أّي إجراء يوصل إلصدار حكم باّت في األصل .
وتعتبر إدارة الجمارك من اإلدارات الّتي منحها المشّرع سلطة تتّب ع الج رائم الجمركية بإثارة و
ممارس ة ال دعاوى المتعّلق ة به ا ،نظ ار لم ا تص طبغ ب ه الم ادة الجمركي ة من خصوص ّية
والتص الها بالخزين ة العام ة للدول ة ،األم ر ال ذي يبعث على الق ول ب أّن دور القاض ي على
مستوى إثارة وممارسة هذا النوع من الدعاوى هو دور محدود إزاء هيمنة اإلدارة 53على الرغم
من وجاه ة ه ذا النظ ام ومن فاعليت ه إال أن اإلدارة الجمركي ة الفلس طينية ال تمل ك ه ذا الح ق،
فاألصل أن الدعوى العمومّية منوطة بعهدة النيابة العامة الّتي تثيرها وتمارسها بوصفها ممّثلة
للهيئة االجتماعّي ة ووكيلة في الدفاع عن أمنها ومص الحها وذلك عمال بأحكام المادة األولى
من قانون اإلجراءات الجزائية الفلسطيني.
ولع ل التس اؤل ال ذي ي دور في ه ذا اإلط ار ه و ح ول طبيع ة ال دعوى الناش ئة عن الجريم ة
الجمركية ؟
هن اك من الفقه اء من رأى أّن الجريم ة الجمركي ة توّل د في نفس ال وقت دع وى عام ة و أخ رى
جبائي ة وته دف األولى إلى تس ليط العقوب ات بالس جن وال يح ّق إثارته ا إّال من ط رف النياب ة
العمومّية الّتي تمارسها بصفة أصلّية ،في حين تهدف الدعوى الجبائية الّتي تمارسها إالدارة
الجمركي ة بص فة أص لّية إلى تس ليط عقوب ات جبائي ة ،وق د أّس س ه ؤالء الفقه اء على أّن ه ال
يحق ألحد غير النيابة العمومّية المطالبة بتطبيق العقوبات البدنّية .54
) 53الصالح،علي ،دور القاضي في النزاع الجبائي ،رسالة مقدمة لختم الدروس في المعهد االعلى للقضاء التونسي،
الفوج الثالث عشر السنة القضائية ،2002-2001ص .30-29
31
غ ير أّن أص حاب ه ذه النظري ة ذات األص ل الفرنس ي ق د اختلف وا ح ول طبيع ة ه ذه ال دعوى
الجبائّية الّتي تمارس إلى جانب الدعوى العامة ،فمنهم من اعتبرها دعوى مدنّية خاصة ومنهم
من اعتبره ا دع وى عمومّي ة خاص ة ،وعلى ال رغم من اختالف وجه ات النظ ر إال أنن ا نالح ظ
ب أن ال دعوى في الجريم ة الجمركي ة له ا م يزه خاص ة ته دف إلى أم رين :األول تس ليط العق اب
على الشخص المخالف ،والثاني هو تسليط عقوبات مالية على المخالف.
لكن المالحق ة الجزائي ة في الجريم ة الجمركي ة تب دأ من خالل عم ل م أموري الض ابطة
الجمركية ،باعتبارهم م أموري ض ابطة قض ائية ،55ويتض ح ذل ك من خالل اإلج راءات المتبع ة
لتحري ك ال دعوى الجمركي ة فم أموري الض ابطة الجمركي ة أثن اء قي امهم في عملهم وفي حال ة
اكتش اف جريم ة جمركي ة أو أي مخالف ة لق انون الجم ارك والمك وس أو أي مخالف ة لق انون
البندرول أو أي جريمة تدخل ضمن اختص اص محكم ة الجم ارك56الخ ،..يتم تحري ر محض ر
ضبط في المخالفة ويعتبر المحضر محضر رسمي ال يقبل الطعن إال بالتزوير ،ومن ثم يتم
إحال ة المل ف والض بط إلى اإلدارة الجمركي ة في منطق ة ض بط الجريم ة ،من أج ل القي ام
باإلجراءات القانونية المتمثلة في سماع إفادة المتهم أي إعداد محضر االستدالل ،مع إمكاني ة
الصلح حول المخالفة ما بين اإلدارة الجمركية والمخالف ،ففي حالة عدم االتفاق يقوم مدير
ال دائرة الجمركي ة في تل ك المنطق ة بإحال ة األوراق المتمثل ة في :محض ر الض بط ،ومحض ر
إفادات المتهم ،ومحضر الشهود إن وجدوا إلى اإلدارة العامة الجمركية في رام اهلل ،وعلى اثر
ذل ك يتم ت دقيق مل ف المخالف ة الجمركي ة من قب ل اإلدارة العام ة م ع إمكاني ة التف اوض م ع
المخالف م رتكب الجريمة الجمركية ،وفي حال عدم التوصل إلى حل يتم تقديم طلب للنيابة
العام ة االقتص ادية لتحري ك ال دعوى الجزائي ة ض د المخ الف ،57ومن ثم تق وم النياب ة العام ة
) 55انظر في هذا الشأن احكام المواد 146 -145من قانون الجمارك والمكوس لعام 1962
) 56انظر في هذا الشأن احكام لمادة 168من قانون الجمارك والمكوس لعام .1962
) 57د .نسرين عبد الحميد ،الجرائم االقتصادية التقليدية – المستحدثة ،مكتب الجامعي الحديث ،الطبعة األولى لسنة
،2009ص.94
32
االقتصادية بإحالة الملف إلى النيابة العامة المتخصصة ،وهي النيابة العامة الجمركية التي
يطلق عليها مصطلح المدعي العام الجمركي ،وبعد إحالة الملف يتم توجه االتهام من قبل
النياب ة العام ة االقتص ادية بح ق المتهم بحض ور ممث ل االدع اء الع ام الجم ركي والمتهم ،ويتم
التحقيق معه حول الجريمة الجمركية ،ومن ثم يتم إحالة ملف الدعوى إلى محكمة الجمارك
البدائي ة باعتباره ا المحكم ة المختص ة وص احب االختص اص في النظ ر في الج رائم
الجمركية.58
تت ألف محكم ة الجم ارك البدائي ة من ثالث أعض اء ،ال رئيس :قاض ي يعين من قب ل مجلس
القض اء األعلى ،وعض وين؛ العض و األول ينس ب من قب ل وزي ر المالي ة ويتم اختي اره من قب ل
كب ار م وظفي الجم ارك ال ذين يحمل ون ش هادة الحق وق (إن أمكن) وال تق ل درجت ه عن الدرج ة
السادس ة ،والعض و الث اني بتنس يب من قب ل وزي ر المالي ة ويتم اختي اره أيض ا من م وظفي
الجمارك ال تقل درجته عن الدرج ة السادس ة .59علم ًا ب أن محكم ة الجم ارك البدائي ة تص در
ق ارراتها و أحكامها باإلجمال أو باألكثرية ،كما أن أحكامها قابلة لالستئناف خالل مدة عشر
أي ام من ت اريخ تبل غ الحكم الب دائي إذا ك ان غيابي ا ،ومن ت اريخ تفهم ه إذا ك ان وجاهي ا ، 60و
تس تأنف أحكامه ا أم ام محكم ة االس تئناف الجم ركي ال تي تت ألف من ثالث أعض اء ،رئيس
المحكمة قاضي يعين من قبل مجلس القضاء األعلى ،والعضو األول موظف من قبل كبار
م وظفي و ازرة االقتص اد ال تق ل درجت ه عن الثالث ة ،يعين ه مجلس ال وزراء بتنس يب من وزي ر
االقتص اد ،والعضو الثاني موظف من قبل كبار م وظفي الجم ارك ال تقل درجت ه عن الثالث ة
يعين ه مجلس ال وزراء بتنس يب من وزي ر المالي ة ،علم ًا ب أن أعم ال محكم ة الجم ارك البدائي ة
ومحكم ة االس تئناف الجمركي ة تخض ع إلى إش راف و ازرة الع دل ،ولك ل محكم ة من المح اكم
) 58انظر :المرسوم الرئاسي بشأن تشكيل محكمة الجمارك البدائية في رام هللا للعام.2004
33
ص الحية دع وى الش هود واس تجوابهم وس ماع كاف ة البين ات ،وعليهم ا أن يتبع ا في كاف ة
إجراءاتمها األصول الواردة في قانون أصول المحاكمات الجزائية بالقدر الذي يتفق مع أحكام
القوانين واألنظمة والتعليمات المشار إليها.61
ومن الج دير بال ذكر في ه ذا االط ار ب ان االحك ام الص ادرة عن محكم ة االس تئناف الجم ركي
قابل ة للنقض ام ام محكم ة النقض ،بحيث تنقض االحك ام ام ام محكم ة النقض كم ا تنقض
االحكام الصادرة عن المحاكم الجزائية العادية .
يالحظ من خالل ما تقدم بان الجريمة الجمركية لها خصوصية على مستوى المالحق ة والتتب ع
والمحكم ة المختص ة إال أن ه ذا األم ر ال يقتص ر على ذل ك ب ل يمت د إلى مس توى العقوب ة
المقررة على الجرائم الجمركية.62
المطلب الثاني :العقوبات المقررة للجريمة الجمركية :
الجريم ة الجمركي ة كب اقي الج رائم يس لط عليه ا ج زاءات ،إال أن الج زاءات المترتب ة والمق ررة
للجريمة الجمركية تمتاز بخصوصيات تميزها عن العقوبات المقرر للجرائم األخرى نذكر منه ا
على سبيل الذكر ال الحصر-: 63
أوال :عقوبة الحبس:
يقصد بها وضع المحكوم عليه في أحد سجون الدولة وال يجوز أن تنقص هذه المدة 24
س اعة وال تزي د عن 3س نوات ،64إال أن ق انون الجم ارك األردني لس نة 1962والمطب ق
)62انه وقبل تشكيل محكمة الجمارك قد عقدت عدة محاكمات بشأن التهريب الجمركي نظرت بها محكمة أمن الدولة العليا،
كمحكمة مختصة وذلك لما للتهرب من تأثير على أمن الدولة االقتصادي(.للمزيد انظر :منشورات وزارة المالية – مديرية
الجمارك و المكوس -رام هللا .2000
) 64لالستزادة حول العقوبات في الجرائم االقتصادية انظر – مراد زياد أمين تيم ،جزاء الجريمة االقتصادية ،رسالة
ماجستير مقدمة الى جامعة النجاح الوطنية لسنة ،2011ص 31وما بعدها.
34
باألراض ي الفلس طينية ج اء خالي ًا من عقوب ة الحبس ،وت برير ذل ك ب أن ج رائم الته ريب
الجم ركي هي من الج رائم المالي ة ال تي ي ترتب على ارتكابه ا إلح اق الض رر بالخزين ة
العام ة ،و من األج در ف رض غرام ات مالي ة باهظ ة كعقوب ة رادع ة ،أم ا ق انون الجم ارك
األردني 1998فجاء بالحبس في حال التكرار ،وقد قام بتخيير القاضي بأن يأخذ بعقوبة
الحبس أو الغرامة ويبدو أن هذا القانون قد فضل الغرامات الباهظة على عقوبة الحبس.
إذا ك انت العقوب ات الس البة للحري ة هي أب رز العقوب ات في الق انون الع ام ،ف إن العقوب ات
المالي ة هي أهم العقوب ات بالنس بة للج رائم االقتص ادية ،ويرج ع ذل ك إلى أن غالبي ة ه ذه
الجرائم ترتكب بدافع الطمع والربح غير المشروع ،فمن المناسب أن تكون الغلبة لعقوبة
تص يب الج اني في ذمت ه المالي ة ،وه ذا م ا يفس ر التج اء المش رع في بعض األح وال إلى
فرض عقوبات مالية شديدة تهدف إلى تحقيق ردع الجاني.65
فالغرام ة في الجريم ة الجمركي ة تجم ع بين ص فتي العقوب ة والتع ويض في آن واح د ،فهي
عقوبة توقع على ارتكاب جريمة التهريب وتعويض مدني للخزينة العام ة عما لحقها من
ضرر ،66وهذا ما ورد في المادة 157والم ادة 149والم ادة 151في ق انون الجم ارك
لسنة 1962حيث ترفع الغرامة إلى أربع أمثالها فيما يخص االستيراد والتصدير ومحاولة
االس تيراد والتص دير أو بطري ق غ ير معين ،واعت برت الم ادة 158أن الغرام ة الجمركي ة
تع ويض م دني لل دائرة ،وق د تش دد ق انون الجم ارك في تحص يل الغرام ة حيث يتم تحص ل
الغرامة وفقا لقانون تحصيل األموال األميرية .
35
تعت بر المص ادرة من قبي ل العقوب ات التكميلي ة او االض افية ،حيث عرفه ا فقه اء الق انون
الجنائي بأنها نقل ملكية مال أو اكثر يمتلكه المحكوم عليه الى الدولة .67
حيث ورد النص على المص ادرة في الم ادة 148من ق انون الجم ارك لس نة ،1962ففي
جميع األحوال التي تقرر فيها المحاكم مصادرة البضائع المهربة يجب عليها أن تقرر في
الوقت نفسه وسائط النقل والبضائع من أي نوع كانت التي استخدمت في إخفاء الغش حتى
لو كان مقدم عنها بيان صحيح .
إال ان ه إذا ك انت واس طة النق ل مركب ة عمومي ة؛ وض بطت المهرب ات م ع اح د المس افرين
عليها أثناء وجوده على المركبة ،وتبين انه ال علم وال عالقة لصاحب المركبة أو سائقها
بالمهربات المضبوطة فال يحق مصادرتها .
الخاتمة:
إن للته ريب الجم ركي أث ر ب ارز على االقتص اد الوط ني لل دول المعاص رة ،فه و ي ؤدي إلى
اإلخالل بسياسة الحماية االقتصادية لإلنتاج الوطني ،ألنه يغرق األسواق بالبضائع األجنبية
المهرب ة ،و من جه ة أخ رى ي ؤدي الى دخ ول البض ائع الممنوع ة إلى الدول ة ك ون تل ك
البضائع ضارة بالصحة مثل المخدرات و العقاقير الخطرة...أو المطبوعات المخلة بالنظام
و اآلداب العامة.
) 67د.الحياري،معن ،مرجع سابق ،ص – .147وكذلك مراد زياد امين تيم ،مرجع سابق ،ص .49
36
وعلى الص عيد الفلس طيني؛ وك ون فلس طين من ال دول النامي ة و معظم مس تورداتها س لع
استهالكية خاضعة لتعرفه جمركية إسرائيلية عالية؛ فان اإليرادات الجمركية تشكل نسبة
عالي ة من اإلي رادات الض ريبية ،وألن ه ذه المس توردات تتم عن طري ق تج ار إس رائيليين؛
فان اإليرادات الجمركية المحصلة تعود للخزينة اإلسرائيلية وتؤدي لخسارة مالية كب يرة في
السلطة الفلسطينية.
أعطى الق انون ص الحيات واس عة ألف راد الض ابطة الجمركي ة تف وق تل ك الممنوح ة لرج ال
الضابطة القضائية.
عدم تناسب قانون الجمارك النافذ مع الوضعين االقتصادي و السياسي الراهنين ،حيث أنه
تش ريع ق ديم نس بيًا و لم يج ري علي ه أي ة تع ديالت من ذ أك ثر من خمس ين ع ام .فعقوبات ه و
الغرامات المقررة به لم تعد رادعة إضافة إلى الكثير من المستحدثات االقتصادية التي ال
يوجد لها نص في قانون الجمارك النافذ في فلسطين.
التوصيات :
-1تش جيع المس توردين الفلس طينيين على االس تيراد بطريق ة مباش رة ،دون االعتم اد على
المستورد االخرين .
-2زيادة وعي المواطنين بأهمية اإليرادات الجمركية في دعم االقتصاد الفلسطيني ،وذلك
من خالل المنشورات و وسائل اإلعالم المختلفة.
37
-3االهتم ام باالص الح التش ريعي الش امل فيم ا يخص ق انون الجم ارك و المك وس و ق انون
تشكيل محكمة الجمارك و تفعيل دورها.
-المصادروالمراجع :
-المصادر
38
-2قانون الجمارك والمكوس األردني لعام .1962
-1نج وى غني ة ،الج رائم الجبائي ة ،م ذكرة لإلح راز على ش هادة الدراس ات المعمق ة في
العلوم الجنائية مقدمة الى كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس ،السنة الجامعية -1999
.2000
-2د .مج دي محب حاف ظ ،الموس وعة الجمركي ة " جريم ة الته رب الجم ركي -الج رائم
والمخالف ات الجمركي ة -االج راءات الجمركي ة في ق انون الجم ارك ،الطبع ة األولى لس نة
،1997بدون دار النشر.
-3معن الحي اري ،ج رائم الته رب الجم ركي ،دراس ة مقارن ة ،مكتب ة دار الثقاف ة للنش ر
والتوزيع ،عمان – الطبعة األولى .
-4لبنى الشارني ،إثبات الجريمة الديوانية ،مذكرة لنيل شهادة الدراسات المعمقة في العلوم
الجنائية مقدمة الى كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس ،السنة الجامعية .2005-2004
-5كمال حمدى ،جريمة التهريب الجمركي ،قريتة التهريب ،مسؤلية الربان عن النقص
والزيادة في الشحنة ،منشأة المعارف -باالسكندرية – الطبعة األولى.
39
-6د .محمد صبحي نجم ،قانون العقوبات ،القسم العام ،النظرية العامة للجريمة ،الطبعة
الثانية ،لسنة ،2000ص .287
-7د .عب د الحمي د الش واربي ،الج رائم المالي ة والتجاري ة ،منش أة المع رف باالس كندرية،
الطبعة الرابعة لسنة .1996
-8سعادي عارف محمد صوافطة ،الصلح في الجرائم االقتصادية ،رسالة ماجستير مقدمة
لجامعة النجاح الوطنية لسنة .2010
-9علي الصالح ،دور القاضي في النزاع الجبائي ،رسالة مقدمة لختم الدروس في المعهد
االعلى للقضاء التونسي ،الفوج الثالث عشر السنة القضائية .2002-2001
د .نسرين عبد الحميد ،الجرائم االقتصادية التقليدية – المستحدثة ،مكتب الجامعي -10
الحديث ،الطبعة األولى لسنة .2009
مراد زياد أمين تيم ،جزاء الجريمة االقتصادية ،رسالة ماجستير مقدمة الى جامعة -11
النجاح الوطنية لسنة .2011
http://kenanaonline.com/users/toukhy/posts/43307 -12
ملخص
2
المقدمة4
الجمركي
9 المبحث االول:خصوصيات على مستوى التجريم
40
10 المطلب األول:أركان الجريمة الجمركية
الجمركية
30 المبحث الثالث:خصوصيات على مستوى مرحلة المحاكمة
31
المطلب األول :محكمة الجمارك
35
المطلب الثاني :العقوبات المقررة للجريمة الجمركية
38
الخاتمة
التوصيات39
المصادر والمراجع
40
41