You are on page 1of 41

‫موضوع البحث ‪:‬‬

‫الجريمة الجمركية‪.‬‬

‫إعداد الدكتور‪ :‬فادي قسيم فواز شديد ‪ -‬المحاضر في جامعة النجاح الوطنية‬

‫و الباحثة ‪ :‬حنين عماد فارس فارس ‪. -‬باحثة دكتوراه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ملخص‪:‬‬

‫فالق انون واالقتص اد علم ان مت داخالن ك ل واح د من جهت ه يس اهم في التط بيق‬
‫الفعلي لآلخ ر‪ ،‬وه و األم ر ال ذي اف رز تالزم ا مس تمرا بينهم ا تش كل في عالق ة‬
‫تقارب وتناغم‪ ،‬فكرة المالءمة بين الظواهر االقتص ادية والقواعد القانوني ة وإ ن‬
‫بلغت درجة الجبر واإللزام فإنها تعتبر ال محالة " من ضرورات سالمة الحياة‬
‫الحديثة" التي استوجب تغير مهام الدولة واتساع مجالها والذي قابله تطور في‬
‫الص فة غ ير المش روعة للفع ل اإلج رامي وموض وع ال ردع الج زائي‪ ،‬فمهم ة‬
‫الدولة لم تعد منحصرة في الدفاع عن الوطن والذود عنه وحماية حقوق الفرد‬
‫والممتلك ات ب ل أص بحت تتحم ل عبء وظ ائف أخ رى أش مل وأوس ع نطاق ا‬
‫وأضحى دورها فّعاال في دفع عجلة التقدم االقتصادي‪.‬‬

‫ويع د مي دان العالق ات االقتص ادية أب رز مي دان ظه ر في ه تط ور أنم اط الس لوك‬


‫البش ري‪ ،‬فالدول ة الحديث ة أص بحت تت دخل في االقتص اد ح تى وإ ن ك انت تس تلهم‬
‫الحري ة االقتص ادية كمب دأ باعتب ار وأن المع امالت االقتص ادية يجب أن تنتظم‬
‫ليس فق ط ألّنه ا يمكن أن تس تهدف مص الح الف رد وإ نم ا لم ا ق د تنط وي علي ه من‬
‫انتهاك وفساد للسياسة االقتصادية للدولة‪.‬‬

‫كما أن موضوع العقاب الجزائي في المادة االقتصادية لم يعد التصرف المنافي‬


‫لألخالق االجتماعي ة وإ نم ا ع دم طاع ة الدول ة وتحقي ق مص لحتها‪ ،‬وه و م ا دعى‬
‫الفقه الحديث‪ ،‬إلى إقامة تفرقة بين الجرائم الناجمة عن الوعي االجتماعي‪ ،‬التي‬
‫تثير استنكاره لما فيها من استهجان لحقوق المجتمع والجرائم التي تخلقها الدولة‬
‫فقط‪ .‬وهو اإلطار الذي تتنزل فيه الجريمة اإلقتصادية‪ ،‬والذي اعتبر البعض أن‬
‫ظهورها واحتاللها األهمية التي فاقت جرائم االعتداء على األشخاص واآلداب‬

‫‪2‬‬
‫العامة من استحداثات ومنجزات القرن العشرين‪ ،‬فجرائم المادة اإلقتصادية‪ ،‬لها‬
‫نظامه ا التج ريمي واإلج رائي‪ ،‬وبالت الي الخ روج عن القواع د األص ولية ال تي‬
‫ترتكز عليها جريمة الحق العام في إطار القانون الجنائي التقليدي‪ ،‬وذلك إيذانا‬
‫بميالد فرع قانوني جديد‪ ،‬أال وهو القانون الجنائي االقتصادي‪.‬‬

‫فم ا يالح ظ في إط ار الجريم ة اإلقتص ادية ه و وج ود ترس انة من الق وانين‬


‫والتنظيمات اإلقتصادي ‪ ،‬وأصبحنا أمام عديد الفروع فمنها ما يتصل بالمجال‬
‫البنكي وك ذلك الجم ركي والض ريبي وقواع د المنافس ة واألس عار واالس تهالك‬
‫زي ادة عن القواع د المنظم ة لعملي ة االتج ار في ال ذهب وغ ير ذل ك كث ير‪.‬‬
‫فالجريم ة الجمركي ة هي إح دى الج رائم االقتص ادية ال تي تمس امن الدول ة‬
‫االقتص ادي وتخالف السياسية االقتص ادية التي تض عها الدول ة حيث إن الجريمة‬
‫الجمركي ة تعي ق التق دم االقتص ادي ومن المع روف أن للرس وم الجمركي ة أهمي ة‬
‫كب يره في رف د خزان ة الدول ة ب األموال فس لبيات ه ذه الجريم ة وأض رارها تش مل‬
‫المجتمع بأسره‪ ،‬مما كانت الحاج ة ملح ه في دراسة هذا الجريمة للوقوف على‬
‫ماهيتها وخصائصها على مستوى االركان وعلى مستوى المالحقة والتتبع‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المقدمة‬

‫يقول العالمة ابن خلدون "اعلم أن السلطان ال ينمي ماله وال يدر موجوده‪ ،‬إال الضرائب‪،‬‬
‫وإ دراره ا أنم ا يك ون بالع دل في أه ل األم وال والنظ ر لهم ب ذلك ‪ ،‬فب ذلك تنبس ط آم الهم‬
‫وتشرح صدورهم لألخذ في تثمير األموال وتنميتها"‪ ،1‬حيث يتضح من ذل ك دور الض رائب‬
‫في توفير االمكانيات المالية التي تحتاجها الدولة للقيام بالمهام المحمولة على كاهلها إزاء‬
‫مواطنيه ا‪ ،‬كم ا أن انج از تل ك الوظ ائف ال يتس نى إال بتوف ير الم ال ال ذي اعت بره البعض "‬
‫العرق النابض لكل نشاط مادي"‪ ،‬كما انه يقوم بدور ال يستهان به في االقتصاد‪.‬‬

‫فاقتصاد الدولة تشرف عليه الدولة ليس من اجل ضبط التوازن االقتصادي فحسب وتجنب‬
‫االنهيارات االقتصادية المفاجئة كما حصل في النصف األول من القرن التاسع عشر‪ ،‬وإ نما‬
‫من أج ل تحقي ق اإلي راد لمقابل ة االحتياج ات المتزاي دة لت دخل الدول ة للص رف على أوج ه‬
‫الخ دمات العام ة‪ ،‬فالدول ة ليس ت وظيفته ا حراس ة النظ ام االقتص ادي فق ط‪ ،‬وإ نم ا وظيفته ا‬
‫التخطيط االقتصادي ألوجه مواردها المتاحة بشكل يضمن تحقيق التوازن وتحقيق األه داف‬
‫المالية واالقتصادية واالجتماعية بشكل متوازن‪.‬‬

‫فالجريم ة الجمركي ة هي إح دى الج رائم االقتص ادية ال تي تمس امن الدول ة االقتص ادي‬
‫وتخ الف السياس ية االقتص ادية التي تض عها الدول ة حيث إن الجريم ة الجمركي ة تعيق التقدم‬
‫االقتص ادي ومن المع روف أن للرس وم الجمركي ة أهمي ة كب يره في رف د خزان ة الدول ة‬
‫ب األموال فس لبيات ه ذه الجريم ة وأض رارها تش مل المجتم ع بأس ره‪ ،‬حيث يع رف الرس م‬
‫الجمركي بأنه مبلغ من المال يلتزم اإلفراد بدفعه للدولة عند استيراد أو تصدير البضائع‬
‫التي ينص القانون لخضوعها للتعرفه الجمركية لكي يتسنى لها القيام بالوظائف التي تعود‬

‫‪ - 1‬بن خلدون ‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬دار المصحف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪ -101‬تم اقتباسها من – غنبية‪ ،‬نجوى‪،‬‬
‫الجرائم الجبائية ‪ ،‬مذكرة لالحراز على شهادة الدراسات المعمقة في العلوم الجنائية مقدمة الى كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية بتونس‪ ،‬السنة الجامعية ‪، 2000-1999‬ص‪.1‬‬

‫‪4‬‬
‫بالنفع على كافة المواطنين وهذا ما يجعلها مكروهه غالبا من األفراد باعتبارها تقطع جزءًا‬
‫من دخ ولهم ي ود الف رد ل و ان ه يس تمتع ب ه دون أن تش اركه الدول ة في ه‪ ،‬فنظ رة الم واطن‬
‫للرسوم الجمركية ليست واحدة فمنهم من يراها تساهم في تحقيق التنمية االقتص ادية‪ ،‬ومنهم‬
‫من يراه ا أنه ا وس يلة ض غط إلى درج ة تجعلهم يتهرب ون من أداء الرس وم الجمركي ة بكاف ة‬
‫الوسائل وذلك ألن مصلحة الفرد تقتضي باحتفاظه بثروته كاملة ‪.‬‬

‫ونتيجة لهذا التدخل وهذا التطور في واجبات الدولة‪ ،‬تطورت القوانين االقتصادية والمالية‬
‫لت واكب االحتياج ات ال تي يقتض يها تط ور الحي اة االقتص ادية‪ ،‬وتبل ور ه ذا التط ور في‬
‫نص وص قانوني ة معين ة‪ ،‬لمخالفته ا اوج ه النش اط االقتص ادي مم ا اس تدعى وج ود ق وانين‬
‫مختلفة منها القانون الضريبي وقانون الجمارك ‪.‬‬

‫حيث يعتبر ق انون الجمارك من أهم فروع القانون الجنائي االقتص ادي الذي ينطوي تحت‬
‫إط اره اغلب الم واد ذات الص بغة االقتص ادية؛ حيث يمكن تعري ف الض ريبة بأنه ا مبل غ من‬
‫المال‪ ،‬يسدد جبرا عن ارادة الخاضع للضريبة‪ ،‬فليس له الخيار في االلتزام بها من عدمه‪،‬‬
‫فالض ريبة تف رض بق انون يق ره ممثل وا المجلس التش ريعي وفق ا لطبيع ة ونظ ام الحكم في‬
‫الدولة ‪.2‬أما الضرائب الجمركية هي الضرائب التي تفرض ها الدول ة على بعض الس لع عن د‬
‫اجتيازها لحدودها االقليمية ‪. 3‬‬

‫فالتض ارب بين مص لحة الدول ة من جه ة ومص لحة الف رد من جه ة أخ رى‪ ،‬جع ل المش رع‬
‫يق رن أحك ام الجم ارك بقواع د الق انون الجن ائي االقتص ادي تحقيق ا للحماي ة الجزائي ة ألهم‬
‫م وارد الدول ة‪،‬ـ أال وهي الرس وم الجمركي ة‪ ،‬فاألس اس الق انوني لالل تزام ب دفع الرس وم‬

‫‪ – ) 2‬غنبية‪ ،‬نجوى‪ ،‬الجرائم الجبائية ‪ ،‬مذكرة لالحراز على شهادة الدراسات المعمقة في العلوم الجنائية مقدمة الى كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية بتونس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،.2000-1999‬ص‪.3‬‬

‫‪ ) 3‬د‪ .‬حافظ‪ ،‬مجدي‪ ،‬الموسوعة الجمركية " جريمة التهرب الجمركي‪ -‬الجرائم والمخالفات الجمركية‪ -‬االجراءات‬
‫الجمركية في قانون الجمارك‪ ،‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،1997‬بدون دار النشر‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪5‬‬
‫الجمركي ة ينب ع من ض رورة تقتض يها س لطة الدول ة لتواج ه األعب اء العام ة‪ ،‬وان االلتج اء‬
‫للق انون الجن ائي االقتص ادي اقتض ته الض رورة لمقاوم ة الته ريب الجم ركي ع بر تقنين ات‬
‫جزائي ة ش ديدة تختل ف عم ا يقتض يه الق انون الع ام‪ ،‬فالجريم ة الجمركي ة تع رف بأنه ا ك ل‬
‫مخالفة للواجبات واألنظمة المنصوص عليها بقانون الجمارك‪ ،‬والتهريب الجمركي يعني‬
‫التهرب من دفع الضريبة الجمركية أو مخالفة قواعد االستيراد والتصدير وهذا ما نصت‬
‫عليه المادة‪ 147‬من قانون الجمارك األردني لسنة ‪.1962‬‬

‫مصدر الجريمة الجمركية يعود للحضارات اإلنسانية القديمة ‪ ،‬حيث بدأ ظهورها في روما‬
‫واليون ان وعن د الفراعن ة‪ ،‬أم ا في العص ر اإلس المي ك ان من جمل ة الض رائب المفروض ة‬
‫آنذاك ما يسمي بضريبة العشور‪ ،‬و أول ظهور لها كان في عهد عمر بن الخطاب وذلك‬
‫عندما كتب اليه أبو موسى األشعري ‪،‬عاملة في العراق ‪ ،‬يستشيره بما يأخذه األجانب من‬
‫تج ار المس لمين ال ذين ي دخلون بالدهم ل بيع بض ائعهم ‪ ،‬فكتب إلي ه عم ر‪ :‬خ ذ منهم كم ا‬
‫يأخ ذون من تجارتن ا ‪ ،4...‬كم ا أن الدول ة العثماني ة س اهمت في تط وير الق انون الجم ركي‬
‫ومن أهّم الق وانين الّتي أص درتها الس لطة العثمانّي ة ه و الق انون الص ادر في ‪ 17‬نيس ان س نة‬
‫‪1863‬م وق د أش رفت على وض عه لجن ة مختلط ة مؤّلف ة من ممّثلين عن ال دول األوروبّي ة‪ ،‬و‬
‫ممّثلين عن الدولة العثمانّي ة وقبلته الدول األجنبية‪ ،‬فأصبح نافذا على رعاياها‪ .‬و يتعّل ق هذا‬
‫القانون بالرعايا األجانب الذين تضبط معهم بضائع مهّر بة حيث كانوا يساقون إلى لجنة مؤّلفة‬
‫من م وّظفي الجم ارك والّتي تق ّر ر مص ادرة البض اعة وك انت المص ادرة هي العقوب ة الوحي دة‬
‫لمخالف ة الته ريب‪.‬و في س نة ‪ 1892‬م أص در المش ّرع العثم اني نظام ا جمركي ًا جدي دًا لم ين ل‬

‫‪ ) 4‬الحياري ‪ ،‬معن ‪ ،‬جرائم التهرب الجمركي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان – الطبعة األولى‬
‫‪ ،‬ص‪.1‬‬

‫‪6‬‬
‫موافقة الدول األجنبّية‪ ،‬و تمّيز هذا القانون بإق ارره للغرامة كعقوبة ألعمال الته ريب‪ ،‬وظهرت‬
‫بذلك التبعة الجزائّية للقضايا الجمركية‪.5‬‬
‫اما في فلسطين فلقد وقع تنظيم الجمارك بموجب قانون الجمارك والمكوس األردني لسنة‬
‫‪ 1962‬حيث يعد هذا القانون هو القانون الجمركي الساري في األراضي الفلسطينية‪ ،‬على‬
‫ال رغم من تع ديل ه ذا الق انون في األردن ع دة م رات‪ ،‬ن ذكر منه ا ق انون الجم ارك األردني‬
‫رقم ‪ -1‬لسنة ‪ ،1962‬وبعد ذلك صدر قانون الجمارك رقم (‪ )16‬لسنة ‪ ،1983‬ومن ثم‬
‫صدر قانون الجمارك االردني رقم ‪ 20‬لسنة ‪.1998‬‬

‫و يالحظ بان الجرائم الجمركي ة تدخل ض من اطار الجرائم المالي ة وبالتحديد ض من اطار‬
‫القانون الجن ائي االقتص ادي بش قه الم الي‪ ،‬وعلى الرغم من وض وح تعريف ه ذا الن وع من‬
‫الجرائم إال أن موضوع هذه الدراسة يثير اهمية نظرية تمثلت في الجدل الفقهي الدائر بين‬
‫الفقه اء ح ول طبيع ة ه ذا الن وع من الج رائم‪ ،‬ف ذهب رأي اول الى ض رورة تط بيق ق انون‬
‫العقوب ات الع ام على ه ذه الج رائم‪ ،‬ألن الغ رض منه ا ه و حماي ة الص الح الع ام وأن ه ذه‬
‫الجرائم تتضمن اعتداءا على مال الخزينة فهي بذلك شبيهة بالسرقة واالختالس‪ ،‬أما الرأي‬
‫الثاني‪ :‬فيتمثل في اعتبار الجريمة الجمركية ذات طبيعة إدارية‪ ،‬باعتبار أن قانون الجمارك‬
‫كسائر القوانين الضريبية يسعى لتنظيم تحصيل الضرائب؛ وينشئ بذلك عالقة ادارية بين‬
‫مصلحة الضرائب الجمركية والخاضعين للضريبة‪.‬‬

‫أما االهمية العملية تكمن في التعرض للجانب العملي التطبيقي حيث يالحظ على الرغم من‬
‫تع دد النص وص القانوني ة المنظم ة للجريم ة الجمركي ة وال تي ن ذكر منه ا األم ر العس كري‬
‫المنظم للبندرول لسنة ‪ ،1927‬وقانون الرسوم على المنتجات لعام ‪ 1985‬و قانون ضريبة‬
‫القيمة المضافة لعام ‪ 1975‬وقانون المكوس والجمارك ‪ ،1962‬اال ان المحكمة الجمركية‬

‫‪ ) 5‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.2‬‬

‫‪7‬‬
‫حديثة العهد‪ ،‬تنظر في قضايا معدودة ومحدودة‪ ،‬و ال يعود ذلك لعدم وجود جرائم جمركية‬
‫ال بل ألن اإلدارة الجمركية تفضل اللجوء الى الصلح‪ ،‬فاغلب الجرائم الجمركية يتم حلها‬
‫بشكل مباشر عن طريق اتفاق صلح ما بين االدارة الجمركية والمخالف للقانون الجمركي‪،‬‬
‫وه ذا من ش أنه أن يح د من م دى فاعلي ة تط بيق الق انون الجم ركي‪ ،‬كم ا ان المتأم ل في‬
‫الق انون الجم ركي يالح ظ ب أن الجزائ ات ال واردة في ه من الج زاءات المالي ة الغ ير رادع ة‬
‫بحسب اعتقادي‪.‬‬

‫ميول االدارة الجمركية إلى الصلح الجمركي بدل من اللجوء الى القضاء‪ ،‬اال ان الجهاز‬
‫الجم ركي ل ه دور م زدوج إذ ي وفر عوائ د لخزين ة الدول ة باإلض افة إلى دوره في حماي ة‬
‫االقتصاد ومجابة األخطار التي تواجهه بمراقبة الحدود‪.6‬‬

‫أم ا نط اق البحث تجس د في ق انون الجم ارك و المك وس األردني للع ام ‪ 1962‬الناف ذ في‬
‫األراض ي الفلس طينية‪ ،‬م ع اإلش ارة بعض الش يء إلى الق وانين الملغي ة ل ه ب األردن و هم ا‬
‫القانون المؤقت رقم ‪ 16‬للعام ‪ 1983‬و قانون الجمارك األردني(النافذ حالي ًا باألردن)للعام‬
‫‪.1998‬‬

‫وقد اتبعت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي من خالل استعراض النصوص القانونية التي‬
‫تتعلق بالجريمة الجمركية إضافة إلى تحليل النصوص القانونية التي تبرز فيها خصوصية‬
‫الجريمة الجمركية ‪.‬‬

‫ولع ل الس ؤال ال ذي يث يره ه ذا الموض وع إلى أي م دى تمكن المش رع الجم ركي من الحي اد‬
‫بالتجريم في المادة الجمركية عن المبادئ األصولية لقواعد القانون الجنائي العام ؟‬

‫‪) 6‬لبنى الشارني‪ ،‬إثبات الجريمة الديوانية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الدراسات المعمقة في العلوم الجنائية مقدمة الى كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية بتونس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2005-2004‬ص‪.1‬‬

‫‪8‬‬
‫من اج‪--‬ل اإلجاب‪--‬ة عن ه‪--‬ذا الس‪--‬ؤال ال ب‪--‬د من دراس‪--‬ة ‪:‬خصوص‪--‬يات على مس‪--‬توى التج‪--‬ريم‬
‫الجم‪--‬ركي وإ ب‪--‬راز أن‪--‬واع الته‪--‬ريب الجم‪--‬ركي باعتب‪--‬اره من االفع‪--‬ال المكون‪--‬ة لل‪--‬ركن الم‪--‬ادي‬
‫للجريمة الجمركية وه‪--‬ذا في ( المبحث األول) ‪ ،‬ومن ثم خصوص‪--‬يات على مس‪--‬توى التتب‪--‬ع‬
‫الجم ‪-- -‬ركي وه ‪-- -‬ذا في (المبحث الث ‪-- -‬اني )‪ ،‬ومن ثم خصوص ‪-- -‬يات على مس ‪-- -‬توى مرحل ‪-- -‬ة‬
‫المحاكمة الجمركية (المبحث الثالث)‬

‫المبحث األول ‪ :‬خصوصيات على مستوى التجريم الجمركي‬

‫إن التج ريم ه و وص ف لس لوك إنس اني معين يمنع ه الق انون أو يف رض القي ام ب ه من قب ل‬
‫األفراد وذلك بتحديد أركان الجريمة والمسؤول عنها ‪.7‬‬

‫فالجريم ة الجمركي ة ش أنها ش أن بقي ة الج رائم تقوم على أفع ال‪ ،‬يجرمه ا المش رع‪ ،‬كم ا انه ا‬
‫تخض ع للمب ادئ األساس ية في التش ريع الجن ائي‪ ،‬إذ ان العق اب ال يص يب إال االش خاص‬
‫المس ؤولين جزائي ا‪ ،‬كم ا ان المش رع يق ر مس ؤولية األش خاص المعنوي ة‪ ،‬لكن خصوص ية‬
‫الجريمة الجمركية جعلتها تبتعد شيئأ ما عن قواعد القانون الجنائي‪ ،‬فمن اجل معرفة هذه‬
‫الخصوصية ال بد من التعرف على اركان الجريمة الجمركية وهذا في( المطلب األول )‪،‬‬
‫ومن ثم التعرف على نطاق المسؤولية في الجريمة الجمركية وهذا في( المطلب الثاني )‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أركان الجريمة الجمركية ‪.‬‬

‫تعني الجريمة الجمركية كل مخالفة للواجبات واألنظمة المنصوص عليها بقانون الجمارك‬
‫حيث تتمثل هذه المخالفة بمجموعة من األفعال التي من شأنها ان تؤدي باإلخالل بمصلحة‬
‫الخزين ة ويق ر الق انون علي ارتكابه ا عقاب ا‪ ،‬وح تى تق وم الجريم ة الجمركي ة الب د من ت وفر‬
‫األركان التالية ‪.‬‬

‫‪ ) 7‬د‪ .‬نجم ‪ ،‬محمد‪ ،‬قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام ‪ ،‬النظرية العامة للجريمة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬لسنة ‪ 2000‬ص‪-97‬ص‪.99‬‬

‫‪9‬‬
‫الركن األول ‪ :‬الركن القانوني ‪ :‬فال ب د من وج ود ق انون س اري يع اقب على فع ل الته ريب‬
‫وقت ارتكاب ه‪ ،‬وس اريًا على المك ان ال ذي ارتكب في ه وعلى مرتكب ه‪ ،‬إذ أن ه ال جريم ة وال‬
‫عقوب ة إال بق انون‪ ،‬وال عق اب إال على االفع ال الالحق ة لص دور الق انون ال ذي ينص عليه ا‪،‬‬
‫وه ذا مب دأ دس توري نص ت علي ه اغلب الدس اتير في الع الم ‪ ،8‬كم ا ع رف البعض ال ركن‬
‫القانوني بأنه الصفة الغير مشروعة للفعل ‪ ،‬ويكتسبها إذا توافر له أمران ‪ :‬خضوعة لنص‬
‫تجريم يقرر فيه القانون عقابًا لمن يرتكبه‪ ،‬وعدم خضوعة لسبب تبرير إذا ان انتفاء أسباب‬
‫الت برير ش رط ليظ ل الفع ل محتفظ ا بالص فة الغ ير مش روعة ال تي اكس بها إي اه نص التج ريم‬
‫‪.9‬حيث ح دد المش رع األردني ج رائم الته ريب وبين األفع ال ال تي تش كل جريم ة جمركي ة‬
‫وذل ك انطالق ا من مب دأ ال جريم ة وال عقوب ة إال بنص وحيث ان الق انون ال ذي يطب ق‬
‫باألراضي الفلسطينية هو قانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪. 1962‬‬

‫الركن الثاني ‪ :‬الركن المادي ‪ :‬يتكون الركن المادي من عدة عناصر ‪:‬‬

‫‪-1‬السلوك‪ :‬و هو الفعل الذي يقوم به شخص أو مجموعة من األشخاص بادخال البضاعة‬
‫الى البالد أو اخراجه ا منه ا‪ ،‬وال ركن الم ادي في جريم ة الته ريب الجم ركي ال ب د من‬
‫معالجت ه في ص وره الثالث‪ ،‬وهي الته ريب الجم ركي الحقيقي‪ ،‬والته ريب الض ريبي‬
‫الحكمي‪ ،‬والتهريب غير الضريبي‪.10‬‬

‫‪ -‬الصورة األولى ‪ :‬التهريب الجمركي الحقيقي‪:‬وهو ما ورد في المادة ‪ 147‬من قانون‬


‫الجم ارك رقم‪ 16‬للع ام ‪ 1962‬حيث نص ت ه ذه الم ادة على ( اس تيراد أو محاول ة اس تيراد‬
‫البضائع الممنوعة أو الخاضعة بدون بيان جمركي أو عن طريق غير معين باإلضافة إلى‬

‫‪ ) 8‬الحياري‪ ،‬معن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬

‫‪ ) 9‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪ ) 10‬غنية‪ ،‬نجوى‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.13‬‬

‫‪10‬‬
‫البيان الكاذب في جنس البضاعة )وهذا أيضا ما عالجتها ‪198‬من قانون الجمارك األردني‬
‫للع ام ‪ 1998‬و الم ادة ‪ 232‬من ق انون الجم ارك ‪ 1982‬حيث إن الته ريب الجم ركي‬
‫الحقيقي يتك ون من إدخ ال بض ائع إلى البالد أو إخراج ه منه ا بطريق ة غ ير مش روعة دون‬
‫أداء الرسوم الجمركية أو مخالفة قوانين االستيراد والتصدير‪.‬‬

‫يالحظ من النصوص القانونية بأن الركن المادي في هذه الجريمة يتحقق بتوافر عناصر‬
‫ثالثة تتمثل في ‪:‬‬

‫أ‪ -‬أدخ ال البض ائع الى إقليم الدول ة أو أخراجه ا من ه؛ أي أن فع ل إدخ ال البض ائع أو‬
‫إخراجها ال يتم إذا كان كل ما آتاه الجاني مجرد أعمال تحضيرية كإعداد وسيلة التهريب‬
‫(سيارة أو دابة أو غير ذلك ) دون أن يتجاوز فعل هذا الحد‪.‬‬

‫أن يتم ذلك بطرق غير مشروعة؛ ويراد بالطرق غير المشروعة مخالفة األحكام‬ ‫ب‪-‬‬
‫الجمركية وعدم مراعاتها عند استيراد البضائع أو تصديرها ‪ ،‬سواء كان مصدر االلتزام‬
‫تشريعًا أو قرارًا صادر عن وزارة المالية أو مدير عام دائرة الجمارك‪.11‬‬

‫ع دم اداء الرس وم والض رائب الجمركي ة والرس وم األخ رى؛ حيث يجب أن يق ترن‬ ‫ت‪-‬‬
‫إدخ ال البض ائع أو اخراجه ا إلى أو من إقليم الدول ة بطريق ة غ ير مش روعة باالمتن اع عن‬
‫دف ع الض ريبة الجمركي ة المس تحقة عليه ا كله ا أو بعض ها ‪ ،‬حيث ان قي ام الج اني ب دفع تل ك‬
‫الضرائب والرسم بعد ضبطه‪ ،‬ال يحول دون قيام جريمة التهريب أو الشروع في التهريب‬
‫‪.12‬‬

‫‪ ) 11‬الحياري‪ ،‬معن‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪ ) 12‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬الص ورة الثاني ة ‪ :‬الته ريب الجم ركي الحكمي‪ :‬للته رب الجم ركي الحكمي ص ور ع دة‬
‫نذكر منها ‪ - :‬تنظيم أو تقديم فواتير او مستندات مزورة وغير ذلك‪ ،‬بقصد التخلص من‬
‫الضرائب الجمركية المستحقة‪ ،‬وهذا ما يمكن استخالصه من احكام المادة ‪ 147‬من قانون‬
‫الجمارك لسنة ‪ 1962‬فقرة ‪ 6‬حيث نصت يعتبر تنظيم أو تقديم مستندات كاذبة أو مزوره‬
‫أو منطوي ة على دالالت كاذب ة بقص د الحص ول على اس تفادة كاذب ة أم ا من اإلعف اء من‬
‫الرسوم أو من تعريف أو رسم أدنى من الرسم المطبق فعًال‪ ،‬و هناك صور أخرى كحيازة‬
‫البض ائع األجنبي ة بقص د االتج ار فيه ا م ع العلم بأن ه مهرب ة ‪ ،‬واس ترداد أو الش روع في‬
‫استرداد الضرائب الجمركية والتصرف في البضائع المعفاة في غير األغراض المعفاة من‬
‫أجلها‪ ،13‬وقد اعتمد قانون الجمارك المصري هذه الصور للتهريب الجمركي الحكمي‪.‬‬

‫‪ -‬الص ورة الثالث ة ‪ :‬وهي جريم ة الته ريب غ ير الض ريبي ‪ - :14‬يتحق ق ه ذا الن وع من‬
‫الجرائم إذا تم إدخال أو إخراج بضائع ممنوعة و يتحقق الضرر في هذه الصورة بمخالفة‬
‫االه داف االجتماعي ة او االقتص ادية او الص حية ال تي تنش د الدول ة تحقيقه ا‪ ،‬و يك ون ادخ ال‬
‫البض ائع ع بر ال دائرة الجمركي ة بخط أ الموظ ف في معرف ة نوعه ا و قيام ه بتحص يل‬
‫الض رائب الجمركي ة عنه ا ظن ًا من ه أنه ا من الس لع غ ير الممنوع ة ‪ ،‬وهن ا تعت بر الجريم ة‬
‫‪15‬‬
‫الجمركية متحققة إذا ثبت قصد الجاني‪.‬‬

‫‪ : 2‬مح‪-‬ل الته‪-‬ريب ‪ :‬وه و البض اعة (جمي ع الس لع و الم واد مهم ا ك ان نوعه ا) حيث ج اء‬
‫نص المادة (‪/2‬و) مطلقا‪ ،‬حيث وردت عبارة البضائع مطلقة والمطلق يبقى على أطالقه‬
‫إلى إن يرد دليل ويقيده‪ ،‬فهذه البض اعة سواء أكانت لالستعمال الشخصي أو التجاري أو‬

‫‪) 13‬د‪ .‬حمدى‪ ،‬كمال‪ ،‬جريمة التهريب الجمركي‪ ،‬قريتة التهريب‪ ،‬مسؤلية الربان عن النقص والزيادة في الشحنة‪،‬‬
‫منشأة المعارف‪ -‬باالسكندرية – الطبعة األولى‪ ،.‬ص ‪.35-31‬‬

‫‪ ) 14‬د‪ .‬حافظ‪ ،‬مجدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪ ) 15‬الحياري‪ ،‬معن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪12‬‬
‫لغ ير ذل ك من االغ راض يمكن إن تك ون مح ل للته ريب‪ ،‬ومن الش روط ال واجب توافره ا‬
‫بالبضاعة الخاضعة للرسوم الجمركية أن تكون هذه البضاعة خاضعة للرسوم الجمركية أو‬
‫من البضائع الممنوعة‪ ،‬وهذا ما جاء بنص المادة ‪ 147‬حيث نصت (استيراد أو محاولة‬
‫استيراد البضائع الممنوعة او الخاضعة للرسوم بدون بيان جمركي صحيح او عن طريق‬
‫غ ير معين)‪ .‬حيث يمكن أن تش كل جريم ة جمركي ة‪ ،‬فل و امعن ا النظ ر في الق انون األردني‬
‫‪( 1998‬م ادة ‪ )2‬لوج دنا ان ه عرف البض اعة بأنه ا " ك ل م ادة طبيعي ة أو منتج حيواني أو‬
‫زراعي أو صناعي‪ ،‬حيث يتضح بأن هذا التعريف شامًال لكل ما هو قابل للحيازة أو النقل‬
‫من قب ل األش خاص‪ ،‬وفي فرنس ا اس تقر اجته اد محكم ة النقض الفرنس ية على أن مص طلح‬

‫البض ائع ل ه في التش ريع الجم ركي مع نى اك ثر اتس اعا‪ ،‬فه و يش مل ك ل ش يء يص لح محًال‬
‫للملكية الفردية ‪.16‬‬

‫‪ : 3‬مك‪-‬ان الته‪-‬ريب ‪ :‬األص ل إن جريم ة الته ريب تق ع علي ح دود الدول ة الجمركي ة ف إذا‬
‫اجت ازت ه ذه البض اعة ه ذه الح دود فال تق ع جريم ة الته ريب الجم ركي ولق د ع رفت الم ادة‬
‫‪ 47‬من قانون الجمارك األردني لسنة ‪ 1962‬المنطقة الجمركية بأنها المنطقة التي يكون‬
‫فيه ا مرك ز جم رك للتخليص‪،‬وتش مل مك اتب الجم رك ومس تودعاته وأرض ياته وأرص فته‪،‬‬
‫وللسلطة الحق في أن تبعد من المنطقة الجمركية في أي وقت جميع األشخاص التي ترى‬
‫وجودهم بالمنطقة الجمركية غير مرغوب فيه ‪.‬‬

‫فمك ان الته ريب يش مل إقليم الجم ركي ويش مل األراض ي اليابس ة والمي اه اإلقليمي ة ويش مل‬
‫أيض ا الخ ط الجم ركي وه و الح دود السياس ية بين الدول ة مك ان الته ريب والدول ة المج اورة‬
‫وك ذلك ش واطئ البح ار المحيط ة‪، 17‬وه ذا م ا ج اء بنص الم ادة ‪ 107‬من ق انون الجم ارك‬

‫‪ ) 16‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪ ) 17‬د‪ .‬حمدى‪ ،‬كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪13‬‬
‫األردني ‪، 1962‬ويش مل أيض ا ال دائرة الجمركي ة ويقص د به ا النط اق ال ذي يح دده وزي ر‬
‫المالية لكل ميناء بحري أو جوي يوجد فيه مكتب للجمرك يرخص فيه بإتمام اإلجراءات‬
‫الجمركية ‪.‬‬

‫‪ :4‬النتيج ‪--‬ة ‪ :‬حيث تتمث ل النتيج ة بقي ام المه رب بادخ ال البض اعة الى البالد دون اداء‬
‫الرس وم الجمركي ة بش كل كلي أو ج زئي‪ ،18‬وفي ص ورة القي ام باألفع ال ال تي ت ؤدي إلى‬
‫الته ريب ولكن ه لم يس تطع من الته رب من دف ع الرس وم يس ال عن الش روع في الته ريب‬
‫والش روع مع اقب علي ه بعقوب ة الجريم ة التام ة‪ ،‬حيث ان قي ام المه رب ب أداء الض ريبة‬
‫الجمركية ‪ ،‬أو أبداء رغبته في أدائها ال يحول دون قيام الجريمة الجمركية لتمام اركانها‬

‫‪ -5‬العالق‪-‬ة الس‪-‬ببية ‪ :‬وهي رب ط الس بب بالمس بب أي إن الفع ل ال ذي ق ام ب ه المه رب ه و‬


‫الذي أدى إلى التخلص من الرسوم الجمركية سواء أكان كلي أو جزئيا ولوال هذا الفعل لما‬
‫حصلت النتيجة‪.‬‬

‫الركن الثالث ‪ :‬الركن المعنوي‬

‫تمت از الجريم ة الجمركي ة بخصوص ية تختل ف عن ب اقي الج رائم ك الجرائم الواقع ة على‬
‫األش خاص والج رائم الواقع ة على األم وال فه ذا الن وع االخ ير من الج رائم يمت از بأن ه من‬
‫الجرائم القصدية التي تحتاج الى قصد جرمي‪ ،‬اال ان التساؤل الذي يثور في هذا االطار‬
‫هل الجريمة الجمركية تحتاج الى قصد جرمي ام تعتبر من قبيل الجرائم المادية التي يتم‬
‫االقتصار فيها على الركن المادي بدون البحث عن القصد الجرمي ؟‬

‫لقد اختلفت التشريعات في توافر نية التهريب لدى الجاني‪ ،‬فمثًال قانون الجمارك المصري‬
‫في المادة ‪121‬منه تشترط توافر نية التهريب ‪ ،‬اال ان قانون الجمارك اللبناني قد اقتصر‬

‫‪ ) 18‬الحياري‪،‬معن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪14‬‬
‫على االعت داد بالوق ائع المادي ة دون البحث عن وج ود ني ة الته ريب أو ع دم وجوده ا ب ل‬
‫تذهب الى ابعد من ذلك فتفترض عدم جواز الدفع بحسن النية حيث نصت المادة (‪)342‬‬
‫من قانون الجمارك اللبناني على انه " ليس للمحاكم في تطبيق العقوبات المنصوص عليها‬
‫في ه ذا الق رار وفي النص وص الجمركي ة‪ ،‬أن تأخ ذ بعين االعتب ار الني ة ب ل الوق ائع المادي ة‬
‫فقط فالجهل او حسن النية ال يعتبران عذرًا"‪.19‬‬

‫وبن اء على م ا تق دم يالح ظ ب ان التش ريعات العربي ة‪ ،‬اعت برت الجريم ة الجمركي ة من قبي ل‬
‫الج رائم المادي ة‪ ،‬ال تي ال تس توجب البحث عن القص د الج رمي‪ ،‬حيث يالح ظ ب أن التش ريع‬

‫الجمركي األردني لعام ‪ ( 1962‬قانون الجمارك والمكوس النافذ في فلسطين) جاء متبني ًا‬
‫لهذا االتجاه‪ ،‬حيث اعتبر الجريمة الجمركية ضمن إطار الجرائم المادية‪ ،‬وحمل المتهم في‬
‫الجريم ة الجمركي ة إثب ات براءت ه من التهم ة بمج رد حيازت ه للم ادة الجمركي ة الخاض عة‬
‫للضريبة الجمركية‪ ،‬إال أنه بعد التغير في قانون الجمارك األردني لعام ‪ 1983‬في األردن‪،‬‬
‫انحنى المش رع انحناء مغ اير عن التش ريعات العربي ة ‪ ،‬وعن م ا ورد من الناحي ة الض منية‬
‫في ق انون الجم ارك والمك وس لع ام ‪ ،1962‬حيث رتب المش رع على الجريم ة الجمركي ة‬
‫مسؤوليتان جزائية ومدنية‪ ،‬حيث اشترط لترتيب المسؤولية الجزائية توافر القصد الجرمي‪،‬‬
‫أما المسؤولية المدنية اعتبرها قائمة سواء توفر القصد الجرمي أم لم يتوفر وهذا ما يمكن‬
‫استخالص ه من أحك ام الم ادة (‪ )234‬من ق انون الجم ارك األردني لع ام ‪ 1982‬حيث نص‬
‫على انه " يشترط في المسؤولية الجزائية في جرم التهريب توفر القصد‪ ،"....‬أما المادة (‬
‫‪ )244‬منه فقد نصت في الفقرة (أ) على انه " تتكون المخالفة كما تترتب المسؤولية المدنية‬
‫في ج رائم الته ريب الجم ركي بت وافر أركانه ا المادي ة‪ ،‬وال يج وز ال دفع بحس ن الني ة‬
‫ولجهل ‪ ، "...‬وبناءا عليه فالجريمة الجمركية وفقا للقانون األردني لعام ‪ 1982‬تعتبر من‬
‫قبيل الجرائم القصدية التي تحتاج إلى القصد العام والخاص‪ ،‬و كذلك في قانون الجمارك‬
‫‪ 19‬د‪.‬حافظ‪ ،‬مجدي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.156-154‬‬

‫‪15‬‬
‫األردني للع ام ‪1998‬حيث نص في الم ادة ‪ 205‬من ه" يش ترط في المس ؤولية الجزائي ة في‬
‫ج رم الته ريب ت وفر القص د‪ "...‬وال يمكن أن تق ع نتيج ة اإلهم ال والتقص ير‪ ،‬فالقص د الع ام‬
‫يفترض علم الجاني بطبيعة األفعال التي يقوم بها وان هذه األفعال تؤدي إلى التهرب من‬
‫الرسوم الجمركية سواء كلها أو بعضها باإلضافة إلى اتجاه إرادته إلى الفعل والنتيجة‪ ،‬أما‬
‫بالنس بة للقص د الخ اص فيجب أن تتج ه إرادة الج اني للتخلص من أداء الرس وم الجمركي ة‬
‫كلها أو بعضها وحرمان اإلدارة الجمركية من الحصول علي حقها ‪.‬‬

‫بعد التعرف علي أركان الجريمة‪ ،‬فماذا عن نطاق المسؤولية ‪:‬‬

‫المطلب الثاني – نطاق المسؤولية ‪:‬‬

‫من القواعد العامة في التشريعات الجزائية بأن المسؤولية الجزائية شخصية أي ال تقوم‬
‫إال بالنس بة لمن يس اهم في الجريم ة‪ ،‬والعقوب ة بالت الي ال تن ال إال من يس أل عن الجريم ة‪،‬‬
‫وه ذان المب دآن ‪ -‬مب دأ شخص ية المس ؤولية الجنائي ة ومب دأ شخص ية العقوب ة‪ -‬مب دآن‬
‫جوهريان ويعتبران حجر األساس في التنظيم القانوني للمسؤولية الجنائية والعقوبة‪ ،‬وذلك‬
‫على عكس المس ؤولية المدني ة‪ ،‬ألن الق انون الم دني أق ر ع دة ص ور للمس ؤولية عن أفع ال‬
‫الغير‪ ،‬فحارس الحيوان مسؤول عن كافة األضرار التي يسببها الحيوان‪ ،‬وكذلك مسؤولية‬
‫ولي القاصر عن تصرفات القاصر‪ ،‬وذلك بافتراض قرينة الخطأ قبل مسؤولية ‪.20‬‬

‫ويستخلص من خالل ما تقدم أنه لكي يسأل شخص جزائيًا ال بد من توافر عنصري الوعي‬
‫و اإلدارة وأن يرتكب الفعل عن قصد جرمي أو عن خطأ غير مقصود‪ ،‬أي أن العقاب ال‬
‫يص يب س وى األش خاص المس ؤولين جزائي ًا‪ ،‬ولكي تق وم الجريم ة ويع اقب عليه ا‪ ،‬ال يكفي‬
‫ارتكاب فعل معاقب عليه قانونًا‪ ،‬بل ال بد من إن يكون الفعل قد صدر عن شخص مسؤول‬

‫‪ ) 20‬د‪ .‬نجم‪ ،‬محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.287‬‬

‫‪16‬‬
‫جزائي ا‪ ،‬وه ذا يع ني ب ان الش خص يس أل عن التص رفات الص ادرة عن ه وه ذا المب دأ عرفت ه‬
‫الش ريعة اإلس المية وذل ك تص ديق لقول ه تع الى " وال ت زر وازرة وزر أخ رى " وق ول‬
‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪ ":‬ال يؤخذ المرء ال بجريرة أبيه وال أخيه‪ ،‬وهكذا فالشخص‬
‫المسؤول جزائيا هو الشخص الذي يقدم على تصرف يجعله فاعل أو شريك أو متدخل أو‬
‫مح رض في أي جريم ة من الج رائم ‪ ،‬إال أن التطبيق ات العملي ة لمب دأ شخص ية العقوب ة‬
‫مختلفة في الواقع العملي‪ ،‬إذ أن هناك بعض من الحاالت التي يسأل فيها الشخص عن فعل‬
‫غ يره؛ مث ل ح االت المق اول أو رب العم ل ‪ ،‬حيث يس أل فيه ا جزائي ا عن جريم ة مرتكب ة‬
‫مادي ا وفعًال من ش خص آخ ر ه و العام ل ‪ ،21‬كم ا أن األب ال يس أل جزائي ا عن خط أ أبن ه‬
‫القاصر إال إذا ثبت صدور خطأ شخصي منه فمن سلم ابنه القاصر مسدسًا معدًا لالنطالق‪،‬‬
‫وانطلقت رصاص ة من ه قتلت أو أص ابت شخص ا أخ ر‪ ،‬ف ان األب يعت بر مس ؤول عن القت ل‬
‫الخط أ ألن ه ك ان علي ه أن يق در أن ول ده القاص ر يجب أن ال يعبث في الس الح الن اري‪،‬‬
‫فمس ؤولية األب هن ا تك ون نتيج ة ص دور خط أ من ه‪ ،22‬إال أن الس ؤال ال ذي يط رح‪ :‬م ا ه و‬
‫مدى خصوصية المسؤولية الجزائية عن فعل الغير في التشريعات الجمركية ؟‬

‫من التش ريعات ال تي اخ ذت بالمس ؤولية الجزائي ة عن فع ل الغ ير ق انون الجم ارك األردني‪،‬‬
‫رقم (‪ )16‬لسنة ‪ 231983‬في المادة ‪ 247‬منه حيث نصت على " أن المخلصين الجمركين‬
‫مس ؤولين بص ورة كامل ة عن المخالف ات وج رائم الته رب ال تي يرتكبه ا مس تخدموهم‬
‫المفوضون من قبلهم"‪.‬‬

‫ومن خالل البحث في قانون الجمارك األردني رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 1962‬نالحظ إن هناك توسع‬
‫في نطاق المسؤولية وهذا ما نالحظه في نص المادة ‪ 152‬حيث نصت على انه "يستهدف‬
‫‪ ) 21‬الحياري‪ ،‬معن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪ ) 22‬د‪ .‬نجم‪،‬صبحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.288-287‬‬

‫‪) 23‬قانون الجمارك األردني المؤقت رقم ‪ 16‬لسنة ‪1983‬‬

‫‪17‬‬
‫لف رض غرام ة ق درها ‪ 30‬دين ار‪ :‬أ‪-‬النقص في الط رود الم ذكورة في المانفس تو أو‬
‫المس تندات األخ رى ال تي تق وم مقام ة المحق ق بع د تفري غ و س ائل النق ل‪ ..‬ب‪ -‬وج ود ع دة‬
‫مانسفتات او غيرها من المستندات التي تقوم مقامها في حيازة المكلفين بقيادة الناقالت‪"...‬‬
‫حيث أق ام الق انون المس ؤولية على المكل ف بقي ادة الناقل ة أو المن دوب عنه ا وعلى اإلجم ال‬
‫بح ق جمي ع األش خاص ذوي العالق ة وق د توس ع الق انون في نط اق المس ؤولية وأقامه ا على‬
‫جميع األشخاص وقادة النقل الذين يوجدون على متن الناقلة ‪.‬‬

‫كما يالحظ التوسع أيضا في نطاق المسؤولية بنص المادة ‪ 153‬حيث انه؛ إذا وجد فرق‬
‫في البضائع والمانفستو أو إذا لم تقدم المعاينة بعض البضائع المذكورة في الفواتير؛ يحكم‬
‫على رب ان الب اخرة شخص يا بتأدي ة مبل غ يع ادل قيم ة البض ائع الغ ير م ذكورة أو الفارق ة أو‬
‫غير مقدمة للمعاينة ‪.‬‬

‫كما يالحظ التوسع في نطاق المسؤولية باحكام المادة ‪ 148‬من قانون الجمارك لعام ‪1962‬‬
‫حيث شملت المسؤولية سائق المركبة العمومية في حالت ضبط المهربات في داخل مركبت ه‬
‫العمومي ة وع دم معرف ة ص احبها‪ ،‬ففي ه ذه الحال ة يعت بر ص احب المركب ة مه رب وتطب ق‬
‫المصادرة على المهربات وعلى المركبة‪.24‬‬

‫يالحظ من خالل النصوص القانونية سالفة الذكر بأن المسؤولية الجزائية تقوم على توسيع‬
‫دائرة المسؤولين عن الجرائم الجمركية‪ ،‬فتمتد المسؤولية الى حائز البضائع المهربة‪ ،‬بحيث‬
‫يعتبر حائزًا للبضاعة من اتصل بها اتصاًال مادي ًا وبسط سلطاته عليها ولو لفترة قصيرة‬
‫س واء ك ان مال ك له ا أو متمتع ًا به ا‪ ،‬وس واء ك ان فع ل الحي ازة بعلم أو ب دون علم الش خص‬
‫الحائز‪ ،25‬كما يعتبر حائز للبضاعة من كان يدير المكان الذي تضبط فيه البض اعة المهرب ة‬

‫‪ ) 24‬انظر نص المادة ‪ 148‬من قانون الجمارك االردني لعام ‪(1962‬النافذ في فلسطين)‪.‬‬

‫‪ ) 25‬الحياري‪ ،‬معن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.83‬‬

‫‪18‬‬
‫أو المتمتع به ا دون أن يك ون مالك ه أو مس تأجرة أو حارس ة‪ ،‬ش ريطة أن يس تدل من ظ اهر‬
‫الح ال أن ه يس تعمل ع ادة ه ذا المك ان‪ ،‬فيعت بر مه رب من ض بط في ش قة بحوزت ه بض ائع‬
‫مهربه وهو ليس مستأجرها وال يعتبر حارسها‪.‬‬

‫كم ا يالحظ ب ان المس ؤولية تمتد على ناق ل البض ائع‪ ،‬فالمس افر يعت بر مس ؤول عن البض ائع‬
‫التي تض بط في حقيبت ه او على جس مة‪ ،‬سواء ك ان مالك له ا أو ح ائزا له ا‪ ،‬حتى لو ك انت‬
‫حي ازة مؤقت ة أو ك ان يجه ل وج ود البض ائع المهرب ة في حقائب ه‪ ،‬ف إذا تع ذر تع يين المس افر‬
‫المس ؤول ف إن قائ د الناقل ة مس ؤوًال عن البض اعة المهرب ة الموج ودة في مركبت ه‪ ،‬حيث أن‬
‫مسؤولية الناقل هنا تقوم بمجرد اكتشاف البضائع المهربة في عربته‪ ،‬وال مج ال إلى تبرئت ه‬
‫بحجة انه لم يثبت اشتراكه في التهريب‪ ،‬أو لمجرد وجود شك‪ ،‬فالشك في القانون الجمركي‬
‫ال يفس ر لمص لحة المتهم الناق ل ‪-‬على عكس القواع د ال واردة في الق انون الجن ائي‪ -‬فالش ك‬
‫يفسر لمصلحة المتهم‪.26‬‬

‫كم ا ان المس ؤولية تمت د إلى ع دد من المس ؤولين عن النق ل‪ ،‬ففي حال ة تع دد الن اقلين أو‬
‫المكلفين فإنهم يسألون جميعًا‪ ،‬كما انه في حالة هروب الناقل قبل معرفة اسمه‪ ،‬فان قرينة‬
‫الحيازة تنصب على صاحب وسيلة النقل التي تضبط فيها البضاعة‪ ،‬ويعتبر مالك ًا لوسيلة‬
‫النقل الشخص المسجلة باسمه الناقلة أو السيارة ‪ ،27‬كما يالحظ بان مسؤولية النقل تمتد إلى‬
‫رب ان الس فينة ورب ان الط ائرة‪ ،‬حيث يعت بر رب ان الس فينة أو الط ائرة مس ؤول عن حي ازة‬
‫البضائع المخالفة كفاعل أصلي لجريمة التهرب الجمركي بدون الحاجة إلى أي دليل ‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر في هذا اإلطار بان المسؤولية عن التهريب الجمركي ال تقتصر على‬
‫ش خص واح د‪ ،‬ب ل يمكن ان يتم ممارس ة الته ريب من قب ل عص ابة‪ ،‬ك ل منهم ا يق وم بعم ل‬

‫‪) 26‬د‪.‬حمدي ‪،‬كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪106‬‬

‫‪ ) 27‬د الحياري‪ ،‬معن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪19‬‬
‫بن اء على خط ة مس بقة‪ ،‬ف ان ه ؤالء األش خاص يعت بروا مس اهمين في الجريم ة الجمركي ة‬
‫بحيث تمت د المس ؤولية الجزائي ة عليهم‪ ،‬على حس ب دور ك ل منهم ا س واء ك ان فاع ل أو‬
‫شريك أو محرض أو متدخل في الجريمة الجمركية و هذا ما جاء بالمادة ‪ 205‬من قانون‬
‫ع ام ‪ ،281998‬كم ا أن المس ؤولية تمت د أيض ا إلى الش خص المعن وي ال ذي يق وم باس تغالل‬
‫حسن النية من اجل التهريب الجمركي‪.29‬‬

‫و المس ؤولية ال تقتص ر على األش خاص الطبيعي ة ب ل تمت د المس ؤولية على األش خاص‬
‫المعنوي ة حيث تعت بر الهيئ ات المعنوي ة مس ؤولية عن أعم ال م ديريها وأعض اء إدارته ا‬
‫وممثليها وعمالها عن دما ي أتون ه ذه األعم ال باس م الهيئ ات الم ذكورة أو بإح دى وس ائلها‪،30‬‬
‫ففي حالت ثبوت التهرب الجمركي من قبل الهيئات المعنوية يمن تسليط عليها جزاء نتيجة‬
‫مخالف ة الق انون ومن الج زاءات ال تي يمكن أن تس لط على األش خاص المعنوي ة‪ ،‬ح ل الهيئ ة‬
‫المعنوية أو إغالقها غيرها من الجزاءات ‪.31‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬خصوصيات علي مستوى التتبع الجمركي ‪:‬‬

‫إّن خصوص ّية الجريم ة الجمركي ة و ص بغتها الزجرّي ة انعكس ت بش كل واض ح على إج راءات‬
‫الدعوى المتعّلقة بها ‪ ،‬حيث حرص المش ّرع على اإلحاطة بهذه اإلج راءات بطريقة تكفل من‬
‫ناحي ة حس ن س ير ال دعوى ومن ناحي ة أخ رى تض من لإلدارة الجمركي ة دورًا فّع اًال في‬
‫تحريكها و تسييرها‪ ،‬حيث منح المشرع أعضاء الضابطة الجمركية صالحيات واسعة من‬
‫أج ل التح ري والبحث عن الج رائم الجمركي ة (المطلب األول)‪ ،‬ولم يقتص ر عن د ه ذا األم ر‬

‫‪) 28‬قانون الجمارك االردني للعام ‪.1998‬‬

‫‪ )29‬غنية‪ ،‬نجوى‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪52‬و‪53‬‬

‫‪ ) 30‬د‪ .‬الشواربي‪،‬عبد الحميد ‪ ،‬الجرائم المالية والتجارية‪ ،‬منشأة المعرف باإلسكندرية‪ ،‬الطبعة الرابعة لسنة ‪ ،1996‬ص‬
‫‪.32-31‬‬

‫‪ ) 31‬انظر قانون العقوبات االردني رقم ‪ 16‬للعام ‪1960‬في احكام المادة ‪. 74‬‬

‫‪20‬‬
‫في منح اإلدارة الجمركي ة الص الحيات الواس عة؛ ب ل تع دى األم ر إلى قلب قواع د اإلثب ات‬
‫حيث جعل عبء اإلثبات على المتهم في الجريمة الجمركية (المطلب الثاني)‪ ،‬إال أن التتبع‬
‫والمالحق ة في الجريم ة يجب أن ي راعى في ه م ا يس مى بموان ع التتب ع والمالحق ة ال تي من‬
‫شأنها أن تؤدي إلى انقضاء الجريمة الجمركية (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬صالحيات مأموري الضابطة الجمركية‬

‫لقد خول المشرع مأموري الضابطة الجمركية عدة صالحيات واسعة‪ ،‬فلمأموري الجمارك‬
‫صالحيات تفوق تلك الصالحية التي أعطاها القانون لمأموري الضابطة القضائية في قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪.‬وذلك حتى يقوموا في التحري والمراقبة الالزمة ليتمكنوا من اكتشاف‬
‫الج رائم ومعاقب ة المس ؤولين‪ ، 32‬ومن ه ذه الص الحيات ن ذكر منه ا ح ق االطالع والمراقب ة‬
‫(أوًال) كم ا خ ول الق انون لم أموري الض بط الجم ركي ح ق التف تيش (ثاني ًا) كم ا خ ول لهم‬
‫القانون حق القبض (ثالثًا)‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬حق االطالع والمراقبة ‪:‬‬

‫إن االطالع إجراء من إجراءات التحري واالستدالل‪ ،‬حيث خول المشرع اإلدارة الجمركية‬
‫حق االطالع والمراقبة والحصول على جمع الوثائق المتعلقة بالشخص الطبيعي والشخص‬
‫المعن وي‪ ،‬فق د نص ت الم ادة ‪ 111‬من ق انون الجم ارك لع ام ‪ " 1962‬عن دما تس تلزم‬
‫ضرورات الرقابة ‪ .....‬وبإمكان السلطة إجراء إحصاءات فجائية في محالت األشخاص"‪.‬‬

‫‪ ) 32‬غنيه‪ ،‬نجوى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.94‬‬

‫‪21‬‬
‫كم ا ج اءت الم ادة ‪ 110‬من ق انون الجم ركي لع ام ‪ 1962‬تحت عن وان البض ائع الخاض عة‬
‫للرقاب ة الخاص ة ‪ ،‬حيث ح دد النص االم اكن المح ددة القتن اء البض ائع ال تي تعين ب أوامر‬
‫ادارية من وزير المالية‪.33‬‬

‫يالح ظ من خالل النص وص القانوني ة أن المش رع ق د منح ح ق االطالع والمراقب ة لإلدارة‬


‫الجمركية على الدفاتر والوثائق من اجل التحقق من حسن تطبيق القانون الجمركي‪ ،‬فالغاية‬
‫من ه ه و تحق ق اإلدارة الجمركي ة من المحافظ ة على موارده ا الجبائي ة والتص دي إلى ك ل‬
‫أنواع التهرب الجمركي ‪.‬‬

‫ثانيُا ‪ :‬حق التفتيش ‪:‬‬

‫خول القانون الجمركي مأموري الجمارك صالحيات واسعة في التفتيش‪ ،34‬حيث مكنهم من‬
‫القيام في تفتيش المركبات‪ ،‬كما خول لهم الحق في تفتيش وسائل النقل‪ ،‬فضال عن تفتيش‬
‫المن ازل والمحالت ض من ش روط معين ة‪ ،‬تتمث ل في وج ود ق رائن وأدل ة كافي ة بوج ود م واد‬
‫‪.‬‬ ‫‪35‬‬
‫مهربة‪ ،‬كما ان المنازل يشترط تفتيشها اثناء النهار وبحضور المختار أو شاهدين‬

‫الص ورة األولى لتف تيش المركب ات وأي وس يلة نق ل ‪:‬حيث أعطى الق انون األردني‬ ‫‪-1‬‬
‫لس نة ‪ 1962‬في الم ادة ‪/ 143‬أ ألي موظ ف جم ركي أو ش رطي أو درك أن يوق ف أي‬
‫وس يلة من وس ائل النق ل لتفتيش ها إذا ك ان لدي ة س بب معق ول‪ ،‬باإلض افة إلى معاقب ة ك ل‬
‫صاحب وسيلة نقل خالف أوامر المأمور ومانع التفتيش بغرامة ال تزيد عن ‪ 100‬وال تقل‬
‫عن ‪10‬دنانير‪ ،‬باإلضافة للعقوبات المنص وص عليه ا بق انون العقوب ات‪. 36‬حيث يالح ظ ب ان‬

‫‪ ) 33‬انظر احكام المادة ‪ 110‬من قانون الجمارك والمكوس االردني لعام ‪.1962‬‬

‫‪) 34‬للمزيد أنظر‪ :‬د‪.‬حافظ‪ ،‬مجدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.396‬‬

‫‪ ) 35‬قانون الجمارك لعا م ‪ ، 1962‬المادة ‪.100‬‬

‫‪ ) 36‬انظر المادة ‪ 473‬قانون العقوبات االردني رقم ‪ 16‬لعام ‪.1960‬‬

‫‪22‬‬
‫الموظف الجمركي أصبح يمارس صالحية التفتيش الواسعة بال أي مذكرة‪ ،‬كما انه يحق له‬
‫أن يسلط العقاب‪ ،‬فهذه الصالحية تفوق الصالحية التي يمنحها قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫للنياب ة العام ة‪ ،‬فالنياب ة العام ة وان ك انت تمل ك الح ق في توقي ف المش تبه ب ه أو توقي ف‬
‫ومصادرة المركبة كمصادرة تحفظية إال أنها ال تملك الحق في تسليط العقاب‪.‬‬

‫الصورة الثاني‪ :‬ما ورد في أحكام المادة ‪-143‬ب من قانون الجمارك لعام ‪1962‬‬ ‫‪-2‬‬
‫" حيث أجاز لموظف الجمارك أو المحافظ الجمركي أن يوقف أي شخص أو طرد يحمله‬
‫أي شخص إذا كان هناك أي سبب معقول لالشتباه به‪ ،‬فإذا رفض السماح بتفتيشه يعاقب‬
‫بغرامة ال تتجاوز مائة دينار وال تقل عن عشرة دنانير باإلضافة إلى العقوبة المنصوص‬
‫عليها في قانون العقوبات ‪.‬‬

‫الص ورة الثالث ة‪ :‬وردت في أحك ام الم ادة ‪-143‬ج حيث س محت لموظ ف الجم رك‬ ‫‪-3‬‬
‫إذا وجد دالئل كافية بوجود مواد مهربة في بيت أو مخزن أو أي محل أخر أن يفتشه‪ ،‬إال‬
‫أن تفتيش محل السكن ال يجوز إال نهارا وبحضور المختار وشاهدين ‪ ،‬حيث يالحظ بأن‬
‫موظفي الضابطة الجمركية على الرغم بان لهم صفة مأموري الضابطة القضائية إال أنهم‬
‫يتمتعون بصالحية توازي صالحية النيابة العامة أثناء التفتيش‪ ،‬فمأمور الضبط الجمركي‬
‫ليس بحاجة إلى إذن من أجل تفتيش المنازل شريطة أن يتم التفتيش أثناء النهار وبحضور‬
‫شهود وهذا ما يجعل مأموري الضابطة الجمركية يتميزون بخصائص تميزهم عن غيرهم‬
‫من مأموري الضبط القضائي‪.‬‬

‫الصورة الرابعة ‪ :‬لمأمور الضابطة الجمركية تفتيش المرأة‪ ،‬وتفتيش المرأة يكون‬ ‫‪-4‬‬
‫من قبل امرأة‪ ،‬وفي حال تعذر وجود أي مأمورة ضابطة جمركية‪ ،‬يتم تكليف أي أنثى من‬
‫‪.‬‬ ‫‪37‬‬
‫اجل تفتيشها‬

‫‪ ) 37‬قانون الجمارك والمكوس لعام ‪ ،1962‬المادة ‪.144‬‬

‫‪23‬‬
‫الص ورة الخامس ة‪ :‬لموظ ف الجم رك أن يفتش أو يطل ع على أوراق أو دف اتر أي‬ ‫‪-5‬‬
‫شخص إذا اعتقد بأن بها معلومات تساعد على ضبط المهربات أو كان لها عالقة بحسابات‬
‫‪38‬‬
‫جمركية‬

‫ثالثًا ‪ :‬حق القبض ‪:‬‬

‫يمارس الموظف الجمركي صالحية التوقيف بان يلقي الضبط علي أي شخص بال مذكرة‪،‬‬
‫إذا ك ان لدي ه س بب معق ول ي دعوه إلى االعتق اد بأن ه ارتكب جريم ة أو ك ان ذو عالق ة‬
‫بارتكاب جريمة التهريب أو بنقل بضائع مهربه أو حيازتها‪ ،39‬فموظفي الجمارك يعت برون‬
‫من أعض اء الض ابطة القض ائية‪ 40‬ولهم حم ل الس الح ال ذي ترخص ه لهم اإلدارة الجمركي ة‬
‫للقي ام بأعب اء الوظيفي ة ‪ ،41‬ومن اج ل تنفي ذ مه امهم لهم أن يطلب وا من الس لطات المدني ة‬
‫والعس كرية وال درك والجن ود واألمن الع ام المس اعدة بتنفي ذ أحك ام الق انون على المخ الفين‬
‫‪.‬‬ ‫‪42‬‬
‫ألحكام هذا القانون‬

‫المطلبالثاني‪ :‬عبء اإلثبات ‪:‬‬


‫إّن تشّعب الجريمة الجمركية وتمّيزها بالفورّية اقتضت اعتماد مبدأ حرّي ة اإلثبات‪ ،‬وهو خيار‬
‫تش ريعي ك ان اله دف من ه تس هيل مهّم ة اإلدارة في تتّب ع جمي ع الج رائم وتعّقب مرتكبيه ا‬
‫وتقديمهم إلى العدالة لمقاضاتهم ‪ ،‬فتكون من أولى مهام القاضي لتأسيس حكمه ‪ ،‬أن ينظر‬
‫فيما قّد م إليه من وسائل إثبات و له سلطة التقدير‪ ،‬كسلطته في تكييف الوقائع ‪.43‬‬
‫‪) 38‬المادة ‪-143‬د من قانون الجمارك والمكوس لعام ‪.1962‬‬

‫‪ ) 39‬المادة ‪ 145‬من قانون الجمارك والمكوس لعام ‪.1962‬‬

‫‪ ) 40‬للمزيد حول الحاالت التي تجيز القبض في جريمة التهريب الجمركي أنظر‪ :‬د‪.‬حافظ‪ ،‬مجدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.392‬‬

‫‪ ) 41‬المادة ‪ 146‬من قانون الجمارك والمكوس لعام ‪.1962‬‬

‫‪ ) 42‬المادة ‪ 146‬من قانون الجمارك والمكوس لعام ‪.1962‬‬

‫‪) 43‬الشاريني ‪ ،‬لبنى ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.13‬‬

‫‪24‬‬
‫إطار تش ريعّيًا‬
‫ًا‬ ‫كما مكّن المشرع اإلدراة الجمركية صالحّية تتّب ع الج رائم الجمركّي ة؛ بأن منحها‬
‫سعى من خالله إلى اعتماد وسائل إثبات مستمّد ة من قواعد اإلثبات بالقانون العاّم مع مراع اة‬
‫ما تقتضيه الجريمة الجمركية الّتي تتمّيز بطابعها الحيني والفوري‪ ،‬كما اقتضى قانون الجريمة‬
‫الجمركية إمكانية إثباتها بجميع الطرق القانونّي ة و لو لم يقع أّي حجز بالمنطقة الجمركية أو‬
‫خارجها ‪.‬‬
‫فأمام صعوبة إثبات الجرائم الجمركية وما يثيره إثباتها من عراقيل نابعة باألساس عّم ا يّتخذه‬
‫المهّر بون من وسائل احتيالية إلخفاء أنشطتهم اإلجرامّية المنّظمة‪ ،‬ارتأى المش ّرع تيسير مهّم ة‬
‫اإلدارة الجمركية بأن فسح لها مجال تتّبع الجرائم الجمركّية إو ثباتها بجميع الوسائل ‪.‬‬
‫وال تبرز الف وارق بين القانون الجمركي والقانون العاّم في إعتماد مبدأ حرّي ة اإلثبات إّال في‬
‫بعض الص ور في التط بيق‪ ،‬فمعاين ة الجريم ة الجمركي ة من ع دمها هي الّتي تح ّد د أس لوب‬
‫نظ ام اإلثب ات‪ ،‬ذل ك أّن ه في حال ة عدم معاين ة الجريم ة فإّن ه يق ع اإلحتك ام إلى قواعد الق انون‬
‫العام أي اإللتجاء إلى مختلف وس ائل اإلثبات المنص وص عليه ا بق انون اإلج راءات الجزائّي ة‬
‫إلقامة الدليل‪.‬‬
‫أّم ا إذا تّم ت معاين ة الجريم ة ف إّن مهّم ة اإلدارة الجمركي ة تس هل‪ ،‬باعتب ار أّن المحاض ر‬
‫المح ّر رة من قبله ا منحه ا المش ّرع حماي ة قانونّي ة أكس بتها ق ّوة إثباتي ه هاّم ة ‪ ،‬فض ال على م ا‬
‫ينّج ر من قلب لعّب ء اإلثب ات حيث يص بح المخ الف لتأكي د براءت ه مطالب ًا بإثب ات عكس م ا‬
‫تضّم نه المحضر‪.44‬‬
‫فاألص ل في عبء اإلثب ات أن يق ع على ع اتق النياب ة العام ة باعتباره ا الجه ة ال تي تمث ل‬
‫المجتم ع وتحمي مص الحة إلثب ات الجريم ة ‪،‬إال إن المش رع الجم ركي ق د خ رج عن ه ذه‬
‫القواع د العام ة وذك ر تحت عن وان على من تق ع البين ة في الم ادة ‪ 159‬جم ارك أردني‬
‫‪ 1962‬على ان ه "إذا نش ئ خالف م ا أثن اء المحاكم ة في قض ية جمركي ة أو مك وس أو‬

‫‪ ) 44‬حول خصوصية المحاضر الجمركية؛ انظر ‪:‬الشارني ‪ ،‬لبنى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77‬‬

‫‪25‬‬
‫إج راءات أخ رى اتخ ذت الس ترداد أي واس طة نق ل أو بض ائع ض بطت من قب ل م وظفين‬
‫الجمارك‪ ..‬فيما إذا كانت البضائع قد استوردت إلى البالد أو صدرت منها أو نقلت بصورة‬
‫غير مشروعة تقع بينة إثبات تلك العوائد واستيراد البضائع أو تصديرها أو نقلها بصورة‬
‫مش روعة على المتهم في القض ية الجمركي ة وعلى الم دعي في أي ة إج راءات الس ترداد‬
‫البضائع ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬انقضاء الدعوى الجمركية ‪:‬‬

‫ق د تط أر أحيان ا على الجريم ة أس بابًا تح ول دون تط بيق العق اب و ت ؤّد ي لمحوه ا‪ ،‬وانق راض‬
‫الدعوى العامة المتعّلقة بها ‪ ،‬و لقد تناول المشّرع صلب قانون اإلجراءات الجزائّية مجمل هذه‬
‫األسباب الّتي تؤدي النق راض الدعوى العامة وهذا ما يتضح من أحكام المادة ‪ 9‬من قانون‬
‫اإلجراءات‪ . 45‬وبالّتالي يتعّين على القاضي عند نظ ره في ك ّل ن زاع مع روض علي ه أن يتثّبت‬
‫من توّفر هذه األسباب من عدمها وفي حالة وجودها يتوّج ب عليه الحكم بانقضاء الدعوى‪.‬‬
‫وهو نفس ال واجب المحم ول على القاض ي الذي ينظ ر في الجريم ة الجمركي ة إذ علي ه التثّبت‬
‫من شرعّية المالحقة والتتبع أي من عدم وجود األسباب المؤدّية إلنقضاء الدعوى الجمركية‬
‫والّتي يمكن تحدي دها أساس ا في أربع ة أس باب وهي على الت والي ‪ :‬التق ادم وم وت المّتهم و‬
‫العفو العام والصلح ‪.‬‬
‫‪ -1‬التقـــــــــــادم‪:‬‬
‫لق د اعتم د ق انون اإلج راءات الجزائّي ة مب دأ التق ادم بالنس بة لل دعوى العام ة وال ذي ح ّد د بثالث‬
‫سنوات بالنسبة للجنحة و عام واحد بالنسبة للمخالفة (المادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءات)‪ ،‬وذلك‬
‫إبتداءا من تاريخ وقوع الجريمة بشرط أن ال يقع في بحر تلك الم ّد ة أي عمل تحقيق أو تتّب ع‪،‬‬

‫‪) 45‬المادة ‪ 9‬قانون االجراءات الجزائية الفلسطيني رقم ‪ 3‬للعام ‪.2001‬‬

‫‪26‬‬
‫و م ا يمكن مالحظت ه من خالل ق راءة النص وص ه و أّن المش ّرع لم يف ّر ق بين تق ادم الجريم ة‬
‫الجمركية والجريمة العادية‪.‬‬

‫على أّن ه فيم ا يتعّل ق ب إنطالق إحتس اب م دة س قوط التتّب ع وأس باب إنقطاعه ا و تعليقه ا ف إّن‬
‫ق انون الجم ارك والمك وس لم يتع ّر ض إلى ذل ك ‪ ،‬وفي ه ذه الص ورة ف إّن قواع د اإلج راءات‬
‫ال واردة بق انون اإلج راءات الجزائّي ة تك ون هي المطبق ة ‪ ،‬على ال رغم من تع رض الق وانين‬
‫المقارنة لمدد التقادم و احتسابها فمثًال قانون الجمارك المصري نص على تقادم ‪.46‬‬
‫ويؤّد ي تعليق مدة سقوط التتّب ع إلى عدم إحتساب س ريانه خالل فترة من الزمن لسبب ح ّد ده‬
‫القانون حتى إذا زال ذلك السبب إستأنف سريانه ‪.‬‬
‫و لتحديد مّد ة التقادم يقع اإلحتساب بجمع المّد تين السابقة للتعليق والالحقة له ‪.‬‬
‫ونظ ار لتعّلق مسألة مرور الزمن بالنظام العام فإّنه يتعّين على القاضي إثارتها من تلقاء نفسه‬
‫دون التوّقف على إثارتها من الخصوم‪.‬‬

‫‪ -2‬العـفو العـــــــام ‪:‬‬


‫إّن العفو العاّم هو قانون تّتخذه السلطة التشريعّية لتمحو به ج رائم معّينة فتسقط معه الجريمة‬
‫والعق اب مع ا ‪ ،‬و ق د وق ع التنص يص علي ه ص لب الم ادة ‪ 9‬من ق انون اإلج راءات الجزائي ة‪،‬‬
‫كس بب من أس باب انقض اء ال دعوى العام ة و ال ذي بت وّفره يتّج رد الفع ل عن ص فته اإلجرامّي ة‬
‫ويصبح من قبيل األفعال المشروعة‪.‬‬
‫ويتمّيز العفو العاّم بصفة الشمول؛ أي يمكنه االنسحاب على جميع أنواع الجرائم سواء كانت‬
‫الجريمة جناية أو جنحة أو مخالفة كما يمكن االستفادة به من قبل جميع المدانين بالجريمة‬
‫الّتي ش ملها العف و س واء ك انوا ف اعلين أص ليّين أو ش ركاء أو مس تفيدين‪ ،‬على أّنن ا نش ير أن‬

‫‪ ) 46‬جاء بالقانون المصري رقم ‪ 646‬للعم ‪1953‬بشأن تقادم الضرائب و الرسوم أنه"تتقادم بخمس سنوات الضرائب و‬
‫الرسوم المستحقة للدولة أو أي شخص اعتباري عام ما لم ينص القانون على مدة أطول" و سقوط الحق في المطالبة‬
‫الضريبية تبدأ من اللحظة التي تتولد فيها الواقعة المنشئة لدين الضريبة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫العف و الع ام كس بب النقض اء ال دعوى العام ة لم يق ع التنص يص علي ه في ق انون الجم ارك‬
‫والمكوس‪ ،‬وهذا ما يجعل األحكام العامة الواردة في قانون اإلجراءات الجزائية هي المنطبقة ‪.‬‬
‫‪ -3‬مــوت المتـــــــــّــهم ‪:‬‬
‫يعد موت المّتهم من األسباب الموجبة النقضاء الدعوى العامة وقد تعّر ضت قانون اإلج راءات‬
‫الجزائّي ة ص لب الم ادة ‪ 9‬من ق انون اإلج راءات ‪ .‬غ ير أّن م وت المّتهم وانقض اء ال دعوى في‬
‫حّق ه ال تنقض ي مع ه ال دعوى في ح ق المش اركين المس تفيدين من الجريم ة ال ذين يبقى ح ق‬
‫التتّب ع قائم ًا تج اههم ‪ ،‬ذل ك أّن األع ذار الخاص ة ال يس تفيد منه ا إّال من انطبقت علي ه و ال‬
‫تتعّد ى إلى غيره ‪.‬‬
‫حيث أن ق انون الجم ارك والمك وس لم يتض من في نصوص ه أحك ام خاص ة تتعل ق في م وت‬
‫المتهم بالجريم ة الض ريبية؛ مم ا يجع ل األحك ام العام ة في ق انون اإلج راءات الجزائي ة هي‬
‫المطبقة ‪.‬‬
‫‪-4‬الصلـــــح ‪:‬‬

‫ع رف المش رع األردني بأحك ام الم ادة ‪ 647‬من الق انون الم دني الص لح بأن ه عق د يرف ع‬
‫النزاع ويقطع الخصومة بين المتصالحين بالتراضي‪ ،‬كما عرفته محكمة النقض المصرية‬
‫بقراره ا الص ادر بت اريخ ‪ 1973-2-16‬الص لح بأن ه" بمثاب ة ن زول من الهيئ ة اإلداري ة‬
‫المختصة عن حقها في تحريك الدعوى الجنائية مقابل المبلغ الذي قام عليه الصلح ويحدث‬
‫أثره بقوة القانون "‪.47‬‬

‫حيث تنقض ي ال دعوى الجمركي ة بالمص الحة وه ذا م ا أجازت ه الم ادة ‪ 164‬لل وزير أو من‬
‫ينوب ه في ان يص الح في أي قض ية جمركي ة في أي مرحل ة ك انت عليه ا ال دعوى وقب ل‬

‫‪ ) 47‬صوافطة‪ ،‬سعادي‪ ،‬الصلح في الجرائم االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجستير مقدمة لجامعة النجاح الوطنية لسنة ‪ ،2010‬ص‬
‫‪.15‬‬

‫‪28‬‬
‫ص دور الحكم القطعي‪ ،‬ول ه أن يقب ل ب أي غرام ة مالي ة يراه ا مناس بة من أج ل تس وية أي‬
‫جرم يحتمل اتخاذ بشأنه إجراءات‪ ،‬ويعتبر قراره نهائيا في جميع ما يقوم به من أعمال ‪.‬‬

‫يالح ظ من خالل الم ادة ب أن ال دعوى العام ة تنقض ي بالص لح إذا نّص الق انون ص راحة على‬
‫ذل ك‪ ،‬فالص لح إذًا إج راء إس تثنائي ال يمكن العم ل ب ه إّال في حال ة التنص يص علي ه ص راحة‬
‫من قبل المشّرع ‪.48‬‬

‫ونظ ار لألهمّية البالغة للصلح و النتائج العملّية الهاّم ة الّتي يحّققها خاص ة على مستوى فّض‬
‫النزاع ات والتقليص من ع دد القض ايا المتراكم ة؛ ف إّن السياس ة التش ريعّية مّتجه ة الي وم نح و‬
‫تعميم هذا اإلجراء ليشمل عدة ميادين‪.‬‬
‫إّن هذه األهمّي ة العملّي ة هي الّتي دعت المش ّرع إلى إعتماد الصلح كسبب إلنقضاء الدعوى‬
‫الجمركي ة خاص ة‪ ،‬ه و أّن القض ايا الجمركي ة توّل د غالب ا عقوب ات مالي ة ‪ ،‬و بالص لح تتمّك ن‬
‫اإلدارة من إستخالص الغرامة إو سترجاع حقوق الخزينة‪ ،‬ويستفيد بذلك المّتهم الذي تنقضي‬
‫‪.‬‬ ‫‪50 49‬‬
‫الدعوى المقامة بحّقه‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬خصوصيات علي مستوى مرحلة المحاكمة الجمركية‬

‫أن الجريم ة الجمركي ة تتم يز بخاص ية تختل ف عن ب اقي الج رائم‪ ،‬حيث يكمن ه ذا التم يز‬
‫للجريم ة الجمركي ة عن ب اقي الج رائم في إنش اء محكم ة متخصص ه تنظ ر في القض ايا‬
‫الجمركي ة‪ ،‬تخض ع الى نظ ام خاص يختلف عن النظ ام المتبع في التنظيم القض ائي للمح اكم‬
‫النظامي ة‪ ،‬مم ا يجع ل للجريم ة الجمركي ة خصوص ية على مس توى نظ ام التتب ع والمالحق ة‬

‫‪ ) 48‬للمزيد في شروط التصالح و نتائجه‪ :‬أنظر‪ :‬د‪.‬عبد الحميد‪ ،‬نسرين‪ ،‬الجرائم االقتصادية التقليدية – المستحدثة‪،‬‬
‫المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬الطبعة األولى لسنة ‪ ، 2009‬ص‪.95‬‬

‫‪ ) 49‬صوافطة‪ ،‬سعادي‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪.100-98‬‬

‫‪ ) 50‬أنظر‪:‬د‪ .‬الطوخي‪ ،‬سامي‪ ،‬العدالة التصالحية في جرائم التهريب الجمركي‪.‬‬


‫‪http://kenanaonline.com/users/toukhy/posts/433073‬‬
‫اخر زيارة ‪ 2013-12-1‬الساعة ‪.20:00‬‬

‫‪29‬‬
‫القض ائية وه ذا م ا س وف نبين ه في (المطلب األول) كم ا أن خصوص ية الجريم ة الجمركي ة ال‬
‫تقتصر على مستوى المحكمة المختصة واإلج راءات القانونية المتبعة أمامها‪ ،‬بل يكمن هذا‬
‫التميز في نوع العقوبات المفروضة على المخالف‪ ،‬حيث تمتاز العقوبات المترتبة على نشوء‬
‫الجريمة الجمركية بخصوصية تميزها عن العقوبات في الجرائم العادية وهذا في (المطلبالثاني‬
‫)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬محكمة الجمارك ‪:‬‬


‫تض من ق انون اإلج راءات الجزائي ة ع ل أن النياب ة العام ة ص احبة االختص اص األص يل في‬
‫تحريك الدعوى الجزائية‪ ،‬فالنيابة العامة هي التي تحرك الدعوى الجزائية دون غيرها‪ ،‬والدعوى‬
‫الجزائية غير قابلة للتنازل أو التصالح‪ ،51‬وهذا يعني بان النيابة العامة ق د عه د له ا ح ق إث ارة‬
‫الدعوى الجزائية وتحريكها وال تحرك من قبل اإلدارة الجمركية ‪ ،‬فاإلدارة الجمركية ال تستطيع‬
‫أن تحل مكان النيابة العامة لتحريك الدعوى الجزائية‪ ،‬بحيث ال يمكن للمحكمة أن تنعقد بدون‬
‫وج ود النياب ة العام ة‪ ،‬إال أن بعض األنظم ة ق د منحت اإلدارة ص الحية تحري ك ال دعوى‬

‫الجزائية‪ ،‬حيث نص الفصل الثاني (المادة‪ )2‬من قانون اإلج راءات الجزائية التونسي على أّن‬
‫" إثارة الدعوى العمومّية و ممارستها من خصائص الحّك ام (حاكم التحقيق) والموظفون الذين‬
‫أناطها القانون بعهدتهم" ‪.‬‬
‫إّن ق راءة ه ذه الم ادة ت بّين بوض وح أّن المش ّرع ق د عه د إث ارة وممارس ة ال دعوى العمومّي ة إلى‬
‫جه تين وهم ا ‪ :‬النياب ة العمومّي ة واإلدارات العمومّي ة الّتي خ ّو ل له ا الق انون ذل ك ص راحة ‪،‬‬
‫إضافة للقائم بالحّق الشخصي في بعض الصور ‪.‬‬
‫والمقص ود بإث ارة ال دعوى العمومّي ة ه و إّتخ اذ أّو ل إج راء ق انوني لنقله ا من حال ة الجم ود إلى‬
‫الحرك ة ‪ ،‬فيمكن للنياب ة العام ة أو لغيره ا من اإلدارات في الص ور الخاّص ة أن ت أذن ب إجراء‬

‫‪ ) 51‬المادة ‪ 1‬من قانون اإلجراءات الجزائية لعام ‪.2001‬‬

‫‪30‬‬
‫أبح اث عن طري ق أع وان الض ابطة العدلّي ة أو أن تق ّر ر فتح بحث ل دى التحقي ق أو إحال ة‬
‫‪52‬‬
‫المّتهم أمام المحكمة ‪.‬‬
‫أّم ا ممارسة الدعوى العامة فتعني إّتخاذ أّي إجراء يوصل إلصدار حكم باّت في األصل ‪.‬‬
‫وتعتبر إدارة الجمارك من اإلدارات الّتي منحها المشّرع سلطة تتّب ع الج رائم الجمركية بإثارة و‬
‫ممارس ة ال دعاوى المتعّلق ة به ا ‪ ،‬نظ ار لم ا تص طبغ ب ه الم ادة الجمركي ة من خصوص ّية‬
‫والتص الها بالخزين ة العام ة للدول ة‪ ،‬األم ر ال ذي يبعث على الق ول ب أّن دور القاض ي على‬
‫مستوى إثارة وممارسة هذا النوع من الدعاوى هو دور محدود إزاء هيمنة اإلدارة‪ 53‬على الرغم‬
‫من وجاه ة ه ذا النظ ام ومن فاعليت ه إال أن اإلدارة الجمركي ة الفلس طينية ال تمل ك ه ذا الح ق‪،‬‬
‫فاألصل أن الدعوى العمومّية منوطة بعهدة النيابة العامة الّتي تثيرها وتمارسها بوصفها ممّثلة‬
‫للهيئة االجتماعّي ة ووكيلة في الدفاع عن أمنها ومص الحها وذلك عمال بأحكام المادة األولى‬
‫من قانون اإلجراءات الجزائية الفلسطيني‪.‬‬
‫ولع ل التس اؤل ال ذي ي دور في ه ذا اإلط ار ه و ح ول طبيع ة ال دعوى الناش ئة عن الجريم ة‬
‫الجمركية ؟‬
‫هن اك من الفقه اء من رأى أّن الجريم ة الجمركي ة توّل د في نفس ال وقت دع وى عام ة و أخ رى‬
‫جبائي ة وته دف األولى إلى تس ليط العقوب ات بالس جن وال يح ّق إثارته ا إّال من ط رف النياب ة‬
‫العمومّية الّتي تمارسها بصفة أصلّية ‪ ،‬في حين تهدف الدعوى الجبائية الّتي تمارسها إالدارة‬
‫الجمركي ة بص فة أص لّية إلى تس ليط عقوب ات جبائي ة ‪ ،‬وق د أّس س ه ؤالء الفقه اء على أّن ه ال‬
‫يحق ألحد غير النيابة العمومّية المطالبة بتطبيق العقوبات البدنّية ‪.54‬‬

‫‪ )52‬غنية‪ ،‬نجوى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89-74‬‬

‫‪ ) 53‬الصالح‪،‬علي‪ ،‬دور القاضي في النزاع الجبائي‪ ،‬رسالة مقدمة لختم الدروس في المعهد االعلى للقضاء التونسي‪،‬‬
‫الفوج الثالث عشر السنة القضائية ‪ ،2002-2001‬ص ‪.30-29‬‬

‫‪ ) 54‬الصالح‪ ،‬علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪31‬‬
‫غ ير أّن أص حاب ه ذه النظري ة ذات األص ل الفرنس ي ق د اختلف وا ح ول طبيع ة ه ذه ال دعوى‬
‫الجبائّية الّتي تمارس إلى جانب الدعوى العامة‪ ،‬فمنهم من اعتبرها دعوى مدنّية خاصة ومنهم‬
‫من اعتبره ا دع وى عمومّي ة خاص ة‪ ،‬وعلى ال رغم من اختالف وجه ات النظ ر إال أنن ا نالح ظ‬
‫ب أن ال دعوى في الجريم ة الجمركي ة له ا م يزه خاص ة ته دف إلى أم رين‪ :‬األول تس ليط العق اب‬
‫على الشخص المخالف‪ ،‬والثاني هو تسليط عقوبات مالية على المخالف‪.‬‬
‫لكن المالحق ة الجزائي ة في الجريم ة الجمركي ة تب دأ من خالل عم ل م أموري الض ابطة‬
‫الجمركية‪ ،‬باعتبارهم م أموري ض ابطة قض ائية ‪،55‬ويتض ح ذل ك من خالل اإلج راءات المتبع ة‬
‫لتحري ك ال دعوى الجمركي ة فم أموري الض ابطة الجمركي ة أثن اء قي امهم في عملهم وفي حال ة‬
‫اكتش اف جريم ة جمركي ة أو أي مخالف ة لق انون الجم ارك والمك وس أو أي مخالف ة لق انون‬
‫البندرول أو أي جريمة تدخل ضمن اختص اص محكم ة الجم ارك‪56‬الخ‪ ،..‬يتم تحري ر محض ر‬
‫ضبط في المخالفة ويعتبر المحضر محضر رسمي ال يقبل الطعن إال بالتزوير‪ ،‬ومن ثم يتم‬
‫إحال ة المل ف والض بط إلى اإلدارة الجمركي ة في منطق ة ض بط الجريم ة‪ ،‬من أج ل القي ام‬
‫باإلجراءات القانونية المتمثلة في سماع إفادة المتهم أي إعداد محضر االستدالل‪ ،‬مع إمكاني ة‬
‫الصلح حول المخالفة ما بين اإلدارة الجمركية والمخالف‪ ،‬ففي حالة عدم االتفاق يقوم مدير‬
‫ال دائرة الجمركي ة في تل ك المنطق ة بإحال ة األوراق المتمثل ة في‪ :‬محض ر الض بط‪ ،‬ومحض ر‬
‫إفادات المتهم‪ ،‬ومحضر الشهود إن وجدوا إلى اإلدارة العامة الجمركية في رام اهلل‪ ،‬وعلى اثر‬
‫ذل ك يتم ت دقيق مل ف المخالف ة الجمركي ة من قب ل اإلدارة العام ة م ع إمكاني ة التف اوض م ع‬
‫المخالف م رتكب الجريمة الجمركية‪ ،‬وفي حال عدم التوصل إلى حل يتم تقديم طلب للنيابة‬
‫العام ة االقتص ادية لتحري ك ال دعوى الجزائي ة ض د المخ الف‪ ،57‬ومن ثم تق وم النياب ة العام ة‬

‫‪ ) 55‬انظر في هذا الشأن احكام المواد ‪ 146 -145‬من قانون الجمارك والمكوس لعام ‪1962‬‬

‫‪ ) 56‬انظر في هذا الشأن احكام لمادة ‪ 168‬من قانون الجمارك والمكوس لعام ‪.1962‬‬

‫‪ ) 57‬د‪ .‬نسرين عبد الحميد‪ ،‬الجرائم االقتصادية التقليدية – المستحدثة‪ ،‬مكتب الجامعي الحديث‪ ،‬الطبعة األولى لسنة‬
‫‪ ،2009‬ص‪.94‬‬

‫‪32‬‬
‫االقتصادية بإحالة الملف إلى النيابة العامة المتخصصة‪ ،‬وهي النيابة العامة الجمركية التي‬
‫يطلق عليها مصطلح المدعي العام الجمركي‪ ،‬وبعد إحالة الملف يتم توجه االتهام من قبل‬
‫النياب ة العام ة االقتص ادية بح ق المتهم بحض ور ممث ل االدع اء الع ام الجم ركي والمتهم‪ ،‬ويتم‬
‫التحقيق معه حول الجريمة الجمركية‪ ،‬ومن ثم يتم إحالة ملف الدعوى إلى محكمة الجمارك‬
‫البدائي ة باعتباره ا المحكم ة المختص ة وص احب االختص اص في النظ ر في الج رائم‬
‫الجمركية‪.58‬‬
‫تت ألف محكم ة الجم ارك البدائي ة من ثالث أعض اء‪ ،‬ال رئيس‪ :‬قاض ي يعين من قب ل مجلس‬
‫القض اء األعلى ‪،‬وعض وين؛ العض و األول ينس ب من قب ل وزي ر المالي ة ويتم اختي اره من قب ل‬
‫كب ار م وظفي الجم ارك ال ذين يحمل ون ش هادة الحق وق (إن أمكن) وال تق ل درجت ه عن الدرج ة‬
‫السادس ة‪ ،‬والعض و الث اني بتنس يب من قب ل وزي ر المالي ة ويتم اختي اره أيض ا من م وظفي‬
‫الجمارك ال تقل درجته عن الدرج ة السادس ة ‪ .59‬علم ًا ب أن محكم ة الجم ارك البدائي ة تص در‬
‫ق ارراتها و أحكامها باإلجمال أو باألكثرية‪ ،‬كما أن أحكامها قابلة لالستئناف خالل مدة عشر‬
‫أي ام من ت اريخ تبل غ الحكم الب دائي إذا ك ان غيابي ا‪ ،‬ومن ت اريخ تفهم ه إذا ك ان وجاهي ا‪ ، 60‬و‬
‫تس تأنف أحكامه ا أم ام محكم ة االس تئناف الجم ركي ال تي تت ألف من ثالث أعض اء‪ ،‬رئيس‬
‫المحكمة قاضي يعين من قبل مجلس القضاء األعلى ‪ ،‬والعضو األول موظف من قبل كبار‬
‫م وظفي و ازرة االقتص اد ال تق ل درجت ه عن الثالث ة‪ ،‬يعين ه مجلس ال وزراء بتنس يب من وزي ر‬
‫االقتص اد‪ ،‬والعضو الثاني موظف من قبل كبار م وظفي الجم ارك ال تقل درجت ه عن الثالث ة‬
‫يعين ه مجلس ال وزراء بتنس يب من وزي ر المالي ة‪ ،‬علم ًا ب أن أعم ال محكم ة الجم ارك البدائي ة‬
‫ومحكم ة االس تئناف الجمركي ة تخض ع إلى إش راف و ازرة الع دل ‪ ،‬ولك ل محكم ة من المح اكم‬

‫‪ ) 58‬انظر ‪ :‬المرسوم الرئاسي بشأن تشكيل محكمة الجمارك البدائية في رام هللا للعام‪.2004‬‬

‫‪ ) 59‬المادة ‪ 167‬من قانون الجمارك والمكوس لعام ‪.1962‬‬

‫‪ ) 60‬المادة ‪ 170‬من قانون الجمارك والمكوس لعام ‪.1962‬‬

‫‪33‬‬
‫ص الحية دع وى الش هود واس تجوابهم وس ماع كاف ة البين ات‪ ،‬وعليهم ا أن يتبع ا في كاف ة‬
‫إجراءاتمها األصول الواردة في قانون أصول المحاكمات الجزائية بالقدر الذي يتفق مع أحكام‬
‫القوانين واألنظمة والتعليمات المشار إليها‪.61‬‬
‫ومن الج دير بال ذكر في ه ذا االط ار ب ان االحك ام الص ادرة عن محكم ة االس تئناف الجم ركي‬
‫قابل ة للنقض ام ام محكم ة النقض‪ ،‬بحيث تنقض االحك ام ام ام محكم ة النقض كم ا تنقض‬
‫االحكام الصادرة عن المحاكم الجزائية العادية ‪.‬‬
‫يالحظ من خالل ما تقدم بان الجريمة الجمركية لها خصوصية على مستوى المالحق ة والتتب ع‬
‫والمحكم ة المختص ة إال أن ه ذا األم ر ال يقتص ر على ذل ك ب ل يمت د إلى مس توى العقوب ة‬
‫المقررة على الجرائم الجمركية‪.62‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬العقوبات المقررة للجريمة الجمركية ‪:‬‬

‫الجريم ة الجمركي ة كب اقي الج رائم يس لط عليه ا ج زاءات‪ ،‬إال أن الج زاءات المترتب ة والمق ررة‬
‫للجريمة الجمركية تمتاز بخصوصيات تميزها عن العقوبات المقرر للجرائم األخرى نذكر منه ا‬
‫على سبيل الذكر ال الحصر‪-: 63‬‬
‫أوال‪ :‬عقوبة الحبس‪:‬‬

‫يقصد بها وضع المحكوم عليه في أحد سجون الدولة وال يجوز أن تنقص هذه المدة ‪24‬‬
‫س اعة وال تزي د عن ‪ 3‬س نوات ‪ ،64‬إال أن ق انون الجم ارك األردني لس نة ‪ 1962‬والمطب ق‬

‫‪ ) 61‬انظر المادة ‪ 171‬من قانون الجمارك والمكوس لعام ‪.1962‬‬

‫‪ )62‬انه وقبل تشكيل محكمة الجمارك قد عقدت عدة محاكمات بشأن التهريب الجمركي نظرت بها محكمة أمن الدولة العليا‪،‬‬
‫كمحكمة مختصة وذلك لما للتهرب من تأثير على أمن الدولة االقتصادي‪(.‬للمزيد انظر ‪ :‬منشورات وزارة المالية – مديرية‬
‫الجمارك و المكوس‪ -‬رام هللا ‪.2000‬‬

‫‪ ) 63‬راجع‪ :‬د‪.‬الشواربي‪ ،‬عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44‬‬

‫‪ ) 64‬لالستزادة حول العقوبات في الجرائم االقتصادية انظر – مراد زياد أمين تيم‪ ،‬جزاء الجريمة االقتصادية‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير مقدمة الى جامعة النجاح الوطنية لسنة ‪ ،2011‬ص ‪ 31‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫باألراض ي الفلس طينية ج اء خالي ًا من عقوب ة الحبس‪ ،‬وت برير ذل ك ب أن ج رائم الته ريب‬
‫الجم ركي هي من الج رائم المالي ة ال تي ي ترتب على ارتكابه ا إلح اق الض رر بالخزين ة‬
‫العام ة‪ ،‬و من األج در ف رض غرام ات مالي ة باهظ ة كعقوب ة رادع ة‪ ،‬أم ا ق انون الجم ارك‬
‫األردني ‪ 1998‬فجاء بالحبس في حال التكرار‪ ،‬وقد قام بتخيير القاضي بأن يأخذ بعقوبة‬
‫الحبس أو الغرامة ويبدو أن هذا القانون قد فضل الغرامات الباهظة على عقوبة الحبس‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬عقوبة الغرامة ‪:‬‬

‫إذا ك انت العقوب ات الس البة للحري ة هي أب رز العقوب ات في الق انون الع ام‪ ،‬ف إن العقوب ات‬
‫المالي ة هي أهم العقوب ات بالنس بة للج رائم االقتص ادية‪ ،‬ويرج ع ذل ك إلى أن غالبي ة ه ذه‬
‫الجرائم ترتكب بدافع الطمع والربح غير المشروع‪ ،‬فمن المناسب أن تكون الغلبة لعقوبة‬
‫تص يب الج اني في ذمت ه المالي ة‪ ،‬وه ذا م ا يفس ر التج اء المش رع في بعض األح وال إلى‬
‫فرض عقوبات مالية شديدة تهدف إلى تحقيق ردع الجاني‪.65‬‬

‫فالغرام ة في الجريم ة الجمركي ة تجم ع بين ص فتي العقوب ة والتع ويض في آن واح د‪ ،‬فهي‬
‫عقوبة توقع على ارتكاب جريمة التهريب وتعويض مدني للخزينة العام ة عما لحقها من‬
‫ضرر‪ ،66‬وهذا ما ورد في المادة ‪ 157‬والم ادة ‪ 149‬والم ادة ‪ 151‬في ق انون الجم ارك‬
‫لسنة ‪ 1962‬حيث ترفع الغرامة إلى أربع أمثالها فيما يخص االستيراد والتصدير ومحاولة‬
‫االس تيراد والتص دير أو بطري ق غ ير معين‪ ،‬واعت برت الم ادة ‪ 158‬أن الغرام ة الجمركي ة‬
‫تع ويض م دني لل دائرة‪ ،‬وق د تش دد ق انون الجم ارك في تحص يل الغرام ة حيث يتم تحص ل‬
‫الغرامة وفقا لقانون تحصيل األموال األميرية ‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬المصادرة الجمركية ‪:‬‬


‫‪ ) 65‬تيم ‪ ،‬مراد‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪ ) 66‬د‪.‬حمدي‪ ،‬كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121‬‬

‫‪35‬‬
‫تعت بر المص ادرة من قبي ل العقوب ات التكميلي ة او االض افية‪ ،‬حيث عرفه ا فقه اء الق انون‬
‫الجنائي بأنها نقل ملكية مال أو اكثر يمتلكه المحكوم عليه الى الدولة ‪.67‬‬

‫حيث ورد النص على المص ادرة في الم ادة ‪ 148‬من ق انون الجم ارك لس نة ‪ ،1962‬ففي‬
‫جميع األحوال التي تقرر فيها المحاكم مصادرة البضائع المهربة يجب عليها أن تقرر في‬
‫الوقت نفسه وسائط النقل والبضائع من أي نوع كانت التي استخدمت في إخفاء الغش حتى‬
‫لو كان مقدم عنها بيان صحيح ‪.‬‬

‫إال ان ه إذا ك انت واس طة النق ل مركب ة عمومي ة؛ وض بطت المهرب ات م ع اح د المس افرين‬
‫عليها أثناء وجوده على المركبة‪ ،‬وتبين انه ال علم وال عالقة لصاحب المركبة أو سائقها‬
‫بالمهربات المضبوطة فال يحق مصادرتها ‪.‬‬

‫وفي األح وال ال تي تض بط فيه ا المهرب ات في مركب ة عمومي ة‪ ،‬ولم يع رف ص احب تل ك‬


‫المهرب ات يعت بر الس ائق أو ص احب المركب ة كمه رب وتطب ق المص ادرة على المهرب ات‬
‫وعلي المركبة ‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫إن للته ريب الجم ركي أث ر ب ارز على االقتص اد الوط ني لل دول المعاص رة‪ ،‬فه و ي ؤدي إلى‬
‫اإلخالل بسياسة الحماية االقتصادية لإلنتاج الوطني‪ ،‬ألنه يغرق األسواق بالبضائع األجنبية‬
‫المهرب ة ‪،‬و من جه ة أخ رى ي ؤدي الى دخ ول البض ائع الممنوع ة إلى الدول ة ك ون تل ك‬
‫البضائع ضارة بالصحة مثل المخدرات و العقاقير الخطرة‪...‬أو المطبوعات المخلة بالنظام‬
‫و اآلداب العامة‪.‬‬

‫‪ ) 67‬د‪.‬الحياري‪،‬معن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ – .147‬وكذلك مراد زياد امين تيم ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪36‬‬
‫وعلى الص عيد الفلس طيني؛ وك ون فلس طين من ال دول النامي ة و معظم مس تورداتها س لع‬
‫استهالكية خاضعة لتعرفه جمركية إسرائيلية عالية؛ فان اإليرادات الجمركية تشكل نسبة‬
‫عالي ة من اإلي رادات الض ريبية‪ ،‬وألن ه ذه المس توردات تتم عن طري ق تج ار إس رائيليين؛‬
‫فان اإليرادات الجمركية المحصلة تعود للخزينة اإلسرائيلية وتؤدي لخسارة مالية كب يرة في‬
‫السلطة الفلسطينية‪.‬‬

‫أعطى الق انون ص الحيات واس عة ألف راد الض ابطة الجمركي ة تف وق تل ك الممنوح ة لرج ال‬
‫الضابطة القضائية‪.‬‬

‫عدم تناسب قانون الجمارك النافذ مع الوضعين االقتصادي و السياسي الراهنين‪ ،‬حيث أنه‬
‫تش ريع ق ديم نس بيًا و لم يج ري علي ه أي ة تع ديالت من ذ أك ثر من خمس ين ع ام‪ .‬فعقوبات ه و‬
‫الغرامات المقررة به لم تعد رادعة إضافة إلى الكثير من المستحدثات االقتصادية التي ال‬
‫يوجد لها نص في قانون الجمارك النافذ في فلسطين‪.‬‬

‫التوصيات ‪:‬‬

‫‪ -1‬تش جيع المس توردين الفلس طينيين على االس تيراد بطريق ة مباش رة‪ ،‬دون االعتم اد على‬
‫المستورد االخرين ‪.‬‬

‫‪ -2‬زيادة وعي المواطنين بأهمية اإليرادات الجمركية في دعم االقتصاد الفلسطيني‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل المنشورات و وسائل اإلعالم المختلفة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -3‬االهتم ام باالص الح التش ريعي الش امل فيم ا يخص ق انون الجم ارك و المك وس و ق انون‬
‫تشكيل محكمة الجمارك و تفعيل دورها‪.‬‬

‫‪ -‬المصادروالمراجع ‪:‬‬

‫‪ -‬المصادر‬

‫‪ -1‬قانون العقوبات األردني رقم ‪ 16‬لسنة‪. 1960‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -2‬قانون الجمارك والمكوس األردني لعام ‪.1962‬‬

‫‪ -3‬قانون االجراءات الجزائية لعام ‪.2001‬‬

‫‪ -4‬قانون الجمارك االردني للعام ‪.1998‬‬

‫‪ -5‬قانون الجمارك االردني المؤقت للعام ‪.1983‬‬

‫‪ -6‬القانون المصري رقم ‪ 646‬للعام ‪1953‬بشأن تقادم الضرائب و الرسوم‪.‬‬

‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪ -1‬نج وى غني ة‪ ،‬الج رائم الجبائي ة ‪ ،‬م ذكرة لإلح راز على ش هادة الدراس ات المعمق ة في‬
‫العلوم الجنائية مقدمة الى كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‪ ،‬السنة الجامعية ‪-1999‬‬
‫‪.2000‬‬

‫‪ -2‬د‪ .‬مج دي محب حاف ظ‪ ،‬الموس وعة الجمركي ة " جريم ة الته رب الجم ركي‪ -‬الج رائم‬
‫والمخالف ات الجمركي ة‪ -‬االج راءات الجمركي ة في ق انون الجم ارك‪ ،‬الطبع ة األولى لس نة‬
‫‪ ،1997‬بدون دار النشر‪.‬‬

‫‪ -3‬معن الحي اري‪ ،‬ج رائم الته رب الجم ركي‪ ،‬دراس ة مقارن ة‪ ،‬مكتب ة دار الثقاف ة للنش ر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان – الطبعة األولى ‪.‬‬

‫‪ -4‬لبنى الشارني‪ ،‬إثبات الجريمة الديوانية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الدراسات المعمقة في العلوم‬
‫الجنائية مقدمة الى كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2005-2004‬‬

‫‪ -5‬كمال حمدى‪ ،‬جريمة التهريب الجمركي‪ ،‬قريتة التهريب‪ ،‬مسؤلية الربان عن النقص‬
‫والزيادة في الشحنة‪ ،‬منشأة المعارف‪ -‬باالسكندرية – الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -6‬د‪ .‬محمد صبحي نجم‪ ،‬قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام ‪ ،‬النظرية العامة للجريمة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬لسنة ‪ ،2000‬ص ‪.287‬‬

‫‪ -7‬د‪ .‬عب د الحمي د الش واربي‪ ،‬الج رائم المالي ة والتجاري ة‪ ،‬منش أة المع رف باالس كندرية‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة لسنة ‪.1996‬‬

‫‪ -8‬سعادي عارف محمد صوافطة‪ ،‬الصلح في الجرائم االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجستير مقدمة‬
‫لجامعة النجاح الوطنية لسنة ‪.2010‬‬

‫‪ -9‬علي الصالح‪ ،‬دور القاضي في النزاع الجبائي‪ ،‬رسالة مقدمة لختم الدروس في المعهد‬
‫االعلى للقضاء التونسي‪ ،‬الفوج الثالث عشر السنة القضائية ‪.2002-2001‬‬

‫د‪ .‬نسرين عبد الحميد‪ ،‬الجرائم االقتصادية التقليدية – المستحدثة‪ ،‬مكتب الجامعي‬ ‫‪-10‬‬
‫الحديث‪ ،‬الطبعة األولى لسنة ‪.2009‬‬

‫مراد زياد أمين تيم‪ ،‬جزاء الجريمة االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجستير مقدمة الى جامعة‬ ‫‪-11‬‬
‫النجاح الوطنية لسنة ‪.2011‬‬

‫‪http://kenanaonline.com/users/toukhy/posts/43307‬‬ ‫‪-12‬‬

‫رقم الصفحة ‪:‬‬


‫الموضوع ‪:‬‬

‫ملخص‬
‫‪2‬‬

‫المقدمة‪4‬‬

‫الجمركي‬
‫‪9‬‬ ‫المبحث االول‪:‬خصوصيات على مستوى التجريم‬

‫‪40‬‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب األول‪:‬أركان الجريمة الجمركية‬

‫المطلب الثاني‪:‬نطاق المسؤولية في الجرائم الجمركية ‪16‬‬

‫‪21‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬خصوصيات على مستوى التتبع الجمركي‬

‫‪21‬‬ ‫المطلب األول‪:‬صالحيات مأموري الضابطة الجمركية‬

‫‪27‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬عبء اإلثبات‪.‬‬

‫الجمركية‬
‫‪30‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬خصوصيات على مستوى مرحلة المحاكمة‬

‫‪31‬‬
‫المطلب األول‪ :‬محكمة الجمارك‬

‫‪35‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العقوبات المقررة للجريمة الجمركية‬

‫‪38‬‬
‫الخاتمة‬

‫التوصيات‪39‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫‪40‬‬

‫‪41‬‬

You might also like