You are on page 1of 6

‫الورقة البحثية لمادة العلوم العسكرية‬

‫إعداد الطالب‪ :‬بدر‬


‫منير بدر‬
‫الرقم الجامعي‪:‬‬
‫‪0222060‬‬
‫الشعبة‪2 :‬‬
‫التهريب‬
‫‪ ‬مقدمة‬
‫تم وضع أول قانون للجمارك في األردن في عام ‪ .1928‬يعرف هذا القانون باسم‬
‫"قانون الجمارك األردني"‪ ،‬وقد تم إصداره في العهد الهاشمي األول للمملكة‬
‫األردنية الهاشمية وبعدها تلته عدة تعديالت من خالل التدابير التي تضمنها قانون‬
‫المالية وهذا لسد الثغرات التي عرفها هذا القانون‪.‬‬
‫ولعل أهم مشكلة تواجه المملكة األردنية الهاشمية ومناطق المنطقة عموما في‬
‫السنوات األخيرة هي جريمة التهريب الجمركي‪ ،‬لما لها من تأثير سلبي على‬
‫االقتصاد الوطني‪ ،‬إذ تعتبر هذه الجريمة مرض عضال ينخر البالد من الداخل‪،‬‬
‫كون المملكة تعاني بسبب هشاشة القطاع اإلنتاجي وضعفه‪ ،‬وبسبب هذا الضعف‬
‫باإلضافة إلى الظروف األمنية غير المستقرة بالدول الشقيقة تولد عنه نقص في‬
‫المواد األساسية وندرتها مما أدى إلى ارتفاع عمليات التهريب قصد تلبية حاجيات‬
‫المجتمع ما أدى إلى ازدهار السوق الموازية أو ما يطلق عليه بالسوق السوداء‪،‬‬
‫ومن أجل وضع حد لهذه الجريمة قامت األردن بوضع آليات قصد مكافحة جريمة‬
‫التهريب‪.‬‬
‫سنتناول في هذا التقرير عدة أبواب نعرف فيها مشكلة التهريب الذي يعد من أهم‬
‫العوامل التي تهدد أمن الدولة‪ ،‬ونسلط الضوء على تهديده لألمن االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬مفهوم التهريب‬
‫تقتضي دراسة هذه الظاهرة تحديد المقصود بها‪ ،‬وذلك من خالل الوقوف على‬
‫تعريفاتها في القوانين المقارنة والدستور األردني‪.‬‬
‫عرفت المادة ‪ 121‬فقرة ‪ 01‬من قانون الجمارك المصري التهريب بأنه‪" :‬يعتبر‬
‫تهريبا إدخال البضاعة من أي نوع إلى الجمهورية أو إخراجها منها بطرق غير‬
‫مشرعة بدون أداء الضرائب الجمركية المستحقة كلها أو بعضها أو بالمخالفة للنظم‬
‫المعمول بها في شأن البضائع الممنوعة"‪.‬‬
‫أما القانون الكويتي فعرفه من خالل م ‪ 16‬من قانون الجمارك الكويتي رقم ‪ 13‬لسنة‬
‫‪ 1980‬على أن التهريب هو "إدخال أو محاولة إدخال البضائع إلى دولة الكويت أو‬
‫إخراجها منها بشكل مخالف للنظم المعمول بها‪ ،‬طبقا ألحكام القانون أو القوانين‬
‫األخرى أو دون أداء الضرائب المستحقة عليها كليا أو جزئيا"‪.‬‬
‫واعتبر القانون التونسي التهريب بأنه (التوريد أو التصدير خارج البيراوات وكذلك‬
‫كل خرق لألحكام القانونية أو الترتيبية المتعلقة بمسك ونقل البضائع داخل التراب)‪.‬‬
‫أما في القانون األردني فقد جاء نص المادة ‪ 203‬من قانون الجمارك األردني لسنة‬
‫‪ 1988‬المعدل على أن التهريب هو" إدخال البضائع إلى البالد أو إخراجها منه‬
‫بصورة مخالفة للتشريعات المعمول بها دون أداء الرسوم الجمركية والرسوم‬
‫األخرى كليا أو جزئيا‪ ،‬أو خالفا ألحكام المنع والتقييد الواردة في هذا القانون أو في‬
‫القوانين واألنظمة األخرى‪ ،‬ويستثنى من أحكام هذه المادة البضائع المشار إليها في‬
‫المادة ‪ 197‬من هذا القانون"‪.‬‬
‫‪ ‬والتهريب ينقسم إلى نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬التهريب الضريبي‪:‬‬
‫ويقصد به إدخال أو إخراج البضائع دون سداد رسومها المستحقة للجمارك‪.‬‬
‫‪ .2‬التهريب غير الضريبي‪:‬‬
‫وهو التهريب الذي يتناول البضائع الممنوعة كالمخدرات أو القطع األثرية‪.‬‬
‫‪ ‬صور التهريب الجمركي‬
‫‪ .1‬التهريب الفعلي‪:‬‬
‫وهي الصورة الغالبة في التهريب بحيث فعل استيراد البضائع وتصديرها خارج‬
‫المكاتب الجمركية في صورته الكالسيكية‪ ،‬كتفريغ وشحن البضائع غشا‪ ،‬أو‬
‫اإلنقاص من البضائع الموضوعة تحت نظام من نظم اإليقاف الجمركي السيما منها‬
‫نظام العبور‪.‬‬
‫‪ .2‬التهريب الحكمي (االعتباري)‬
‫‪ ‬التهديدات المرتبطة بجريمة التهريب‬
‫يُعتبر التهريب من الظواهر االقتصادية السلبية التي تؤثر بشكل كبير على األمن‬
‫الوطني ألي دولة‪ ،‬ومن هنا تكمن أهمية مكافحته ومعالجته بشكل فعال‪.‬‬
‫أحد أبرز تأثيرات التهريب على األمن الوطني هو الضرر االقتصادي‪ .‬فعندما يتم‬
‫تهريب السلع والبضائع‪ ،‬يتسبب ذلك في تقليل اإليرادات الحكومية من الرسوم‬
‫والضرائب‪ ،‬مما يؤثر سلبًا على القدرة الحكومية على تمويل الخدمات األساسية مثل‬
‫الصحة والتعليم والبنية التحتية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يؤدي التهريب إلى تشويش في‬
‫التوازن بين العرض والطلب في األسواق المحلية‪ ،‬مما يمكن أن يضر بالشركات‬
‫المحلية ويؤثر على فرص العمل واالستثمار‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يمكن للتهريب أن يؤدي إلى تفاقم الجريمة المنظمة وتمويل‬
‫األنشطة اإلرهابية‪ .‬فغالبًا ما تستخدم الجماعات المنظمة والجماعات اإلرهابية‬
‫التهريب كوسيلة لتمويل أنشطتها غير القانونية‪ .‬يمكن أن تشمل هذه األنشطة تهريب‬
‫المخدرات واألسلحة وحتى البشر‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يمكن أن يؤدي التهريب إلى زيادة‬
‫مستويات الجريمة واالستقرار األمني في البلدان المتأثرة‪.‬‬
‫ضا على البيئة والصحة‪ .‬فعلى‬ ‫من المهم أن نالحظ أن التهريب يمكن أن يؤثر أي ً‬
‫سبيل المثال‪ ،‬يمكن أن يتسبب تهريب المواد الكيميائية الخطرة في تلوث البيئة‬
‫وتلوث المياه والهواء‪ ،‬مما يشكل تهديدًا للصحة العامة والبيئة المحيطة‪.‬‬
‫واإلضافة إلى تفاقم الفجوة االقتصادية وتهديد النمو االقتصادي‪ ،‬يتسبب التهريب في‬
‫تقويض الثقة المجتمعية في النظام االقتصادي والحكومي‪ ،‬مما يؤدي إلى تعزيز‬
‫ظاهرة عدم االلتزام بالقوانين والقيم المجتمعية‪ .‬بالتالي‪ ،‬يتجلى تهديد التهريب في‬
‫زعزعة استقرار المجتمعات وزيادة مستويات الجريمة والعنف‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يترتب على تهديد التهريب تأثيرات تنعكس على الحياة اليومية‬
‫لألفراد والعائالت‪ .‬فتقليل اإليرادات الحكومية من التهريب يمكن أن يؤثر على‬
‫توفير الخدمات األساسية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية‪ ،‬مما يؤدي إلى تقليل‬
‫فرص التنمية ورفاهية المجتمع‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يزيد التهريب من مستويات‬
‫البطالة ويقوض جهود تحسين فرص العمل‪ ،‬مما يزيد من حدة التوتر االجتماعي‬
‫ويعزز انعدام االستقرار ‪.‬‬
‫إن عبور الحدود بطرق غير قانونية ونقل البضائع بدون االمتثال للضوابط المحددة‬
‫يسهم في نشوء بيئة غير مستقرة وغير آمنة‪ .‬يصبح من الصعب التنبؤ بمسارات‬
‫صا للجريمة المنظمة واألنشطة غير‬‫التدفقات ومصادر التهريب‪ ،‬مما يتيح فر ً‬
‫القانونية للتوسع والتكاثر‪ .‬هذا التفاقم في مستويات الجريمة يضر بالشعور باألمان‬
‫في المجتمع ويزيد من خطر االضطرابات والتوترات‪.‬‬
‫باالستناد إلى ما سبق‪ ،‬يمكن القول إن تهديد التهريب يمتد إلى أبعاد أوسع من‬
‫الجوانب االقتصادية ليؤثر بشكل كبير على األمن المجتمعي‪ .‬من الضروري تكثيف‬
‫الجهود لمكافحة هذا التهديد من خالل تبني سياسات واستراتيجيات متكاملة‪ ،‬تهدف‬
‫إلى تعزيز التعاون الدولي‪ ،‬وتشديد الرقابة على الحدود‪ ،‬وتعزيز التوعية المجتمعية‬
‫حول أخطار التهريب‪ ،‬من أجل حماية استقرار المجتمعات وتعزيز أمنها‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫"جرائم األمانة والتهريب وأثرها على األمن الوطني واالقتصادي"‪ ،‬تأليف‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫عمر الزغول‪.‬‬
‫"التهريب والجريمة االقتصادية"‪ ،‬تأليف‪ :‬خالد عبد العزيز القرني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫"التهريب والجريمة المالية‪ :‬التحديات والتأثيرات"‪ ،‬تأليف‪ :‬سليم الصويص‪.‬‬ ‫‪-‬‬

You might also like