You are on page 1of 14

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫‪Université d'Alger 1 Benyoucef‬‬ ‫جامعة الجزائر ‪ 1‬بن يوسف بن خدة‬


‫‪Benkhedda‬‬
‫‪Faculté de droit‬‬ ‫كلية الحقوق‬
‫‪premiére année de master‬‬ ‫السنة االولى ماستر‬

‫بحث حول المضاربة‬

‫مقياس قانون المنافسة‬

‫‪:‬‬ ‫ماستر ‪: 1‬من اعداد الطالبة‬ ‫الفوج‪:‬‬


‫‪02‬‬ ‫قانون اعمال‬ ‫نشنش خولة‬

‫تحت اشراف الدكتورة ‪:‬‬

‫لطرش زهية ‪.‬‬


‫‪:‬مقدم ــة‬

‫ان جريمة المضاربة غير المشروعة تعتبر بين الجرائم االقتصادية التي تتعلق‬
‫باألموال و تمس باالقتصاد الوطني واالستقرار االجتماعي‪ ،‬وتؤثر سلبا على استقرار‬
‫السوق وانتظامه‪ ،‬وعلى ثقة المتعاملين‪ ،‬فضال على مساسها بمصلحة المستهلك‪.‬‬
‫لقد ادت بعض االزمات االخيرة في الجزائر‪ ،‬كتغير النظام الناتج عن الحراك الشعبي‪،‬‬
‫وانتشار فيروس كوفيد ‪ ،19‬ناهيك عن اندالع الحروب في بعض الدول و تغير بعض‬
‫الموازين االقتصادية الى ظهور العديد من الممارسات الضارة تسبب فيها بعض األعوان‬
‫االقتصاديين والمرتبطة اساسا بتخزين السلع والبضائع وتكديسها‪ ،‬األمر الذي خلق ندرة في‬
‫بعض المواد األساسية كالزيت والحليب والسكر في األسواق‪ ،‬ما دفع بالمستهلكين الى‬
‫الشعور بندرتها وتهافتهم على اقتنائها بشكل كبير‪( ،‬ولو خارج احتياجه) هذا من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة اخرى ارتفاع أسعار هذه السلع والبضائع‪.‬‬
‫لذا كان لزاما على المشرع الجزائري التدخل من أجل مكافحة وردع هذه الممارسات التي‬
‫باتت تؤرق المستهلك وتهدد أمن واستقرار المجتمع اين سن قانونا خاصا بمكافحة‬
‫المضاربة غير المشروعة ‪ ،‬بدال من المواد التقليدية في قانون العقوبات‪ ،‬والتي استبدلت‬
‫بقانون مستقل بذاته‪ ،‬وهو القانون ‪ 15 -21‬المؤرخ في ‪ 28‬ديسمبر ‪ ،2021‬والذي رصد‬
‫عقوبات صارمة لمكافحة هذا النوع من الجرائم‬
‫و من خالل هذه الدراسة سنتعرض إلى تحديد مفهوم المضاربة غير المشروعة‪ ،‬والوقوف‬
‫على صورها‪ ،‬و آليات الوقاية منها و طرق مكافحتها على ضوء القانون المستحدث‪.‬‬
‫خطة البحث‬ ‫‪‬‬
‫مــقــــــــدمــة‬
‫المبحث األول ‪ :‬األحكام العامة لمكافحة جريمة المضاربة الغير المشروعة‬ ‫‪‬‬

‫المطلب األول ‪:‬آليات مكافحة جريمة المضاربة الغير مشروعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬االليات المركزية لمكافحة جريمة المضاربة الغير مشروعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬اليات مكافحة الجريمة على المستوى المحلي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬المطلب الثاني ‪:‬اركان جريمة المضاربة الغير المشروعة ‪:‬‬


‫‪ ‬الفرع األول ‪ :‬الركن المادي ‪.‬‬
‫‪ ‬الفرع الثاني ‪ :‬الركن المعنوي ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬دور القضاء في مكافحة جريمة المضاربة الغير‬ ‫‪‬‬


‫المشروعة‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬القواعد اإلجرائية‬ ‫‪‬‬


‫الفرع األول ‪ :‬اجراءات المتابعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مباشرة الدعوى العمومية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية‬ ‫‪‬‬


‫الفرع االول ‪ :‬العقوبات على الشخص الطبيعي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬العقوبات على الشخص المعنوي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الخاتمـــــــة‬
‫المبحث األول ‪ :‬األحكام العامة لمكافحة جريمة المضاربة الغير المشروعة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المضاربة غير المشروعة ‪ :‬هي كل تخزين أو اقتناء السلع بهدف إحداث ندرة في السوق أو‬
‫اضطراب في التموين وكل تأثير متعمد في األسعار لألهداف احتيالية ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬آليات مكافحة جريمة المضاربة الغير مشروعة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫بعد استقراء القانون ‪ 15 -21‬تبين لنا نوعين من اآلليات األولى اليات مرتبطة بالجهاز‬
‫المركزي و الثانية مرتبطة بالجماعات المحلية للدولة و المالحظ أن التطبيق الصارم لها‬
‫يهدف للحد من انتشار الجريمة ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬االليات المركزية لمكافحة جريمة المضاربة الغير مشروعة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تتولى الدولة إعداد استراتيجية وطنية لـضـمـان التوازن على مستوى السوق‪ ،‬بالعمل على‬
‫استقرار األسعار والـحـد مـن المضاربة غير المشروعة قصد الحفاظ على القدرة الشرائية‬
‫للمواطنين ومنع استغالل الظروف بغرض الرفع غير المبرر في األسعار‪ ،‬وال سيما منها‬
‫المواد الضرورية أو المواد ذات االستهالك الواسع‪( .‬المادة ‪ 03‬من القانون ‪ )15 -21‬و‬
‫يكون ذلك خصوصا عن طريق الوزارات و مختلف االدارات المركزية‪ ،‬ويتم ذلك من‬
‫خالل‪:‬‬
‫– ضمان توفير السلع والبضائع الضرورية في األسواق‪،‬‬
‫– اعتماد آليات اليقظة التخاذ اإلجراءات المالئمة قصد الحد من آثار الندرة‪،‬‬
‫– تشجيع االستهالك العقالني‪،‬‬
‫– اتخاذ اإلجراءات الالزمة لدحض تفشي أي إشـاعـات يـتـم ترويجها بغرض احداث‬
‫اضطراب في السوق والرفع في األسعار بطريقة عشوائية ومباغتة‪،‬‬
‫– منع أي تخزين أو سحب غير مبرر للسلع والبضائع إلحداث حالة الندرة بغرض رفع‬
‫األسعار‪( .‬المادة ‪ 04‬من القانون ‪. 15 -21‬‬
‫– استحداث فرق مشتركة (ضرائب‪ ،‬تجارة ‪ ،‬جمارك) والتي تم تفعيلها بكثرة بعد صدور‬
‫قانون المضاربة‪.‬‬
‫– تشجيع اإلستثمار في المنتجات الواسعة االستهالك وهذا عن طريق منح بعض اإلعفاءات‬
‫من الضريبة على أرباح الشركات والرسم على القيمة المضافة ‪.‬‬
‫– تكثيف إجراءات الرقابة الجبائية بكل اشكالها خاصة ما تعلق بالمكلفين الذين يتهربون من‬
‫التصريح بأرقام أعمال حقيقية ‪.‬‬
‫– إعفاء بعض العمليات الخاصة ببيع مادة الشعير والذرى الموحهة أساسا لتغذية األنعام‬
‫من الرسم على القيمة المضافة ‪ ،‬وهو ما كرسته المادة ‪ 30 :‬من قانون المالية ‪، 2018‬‬
‫– برمجة بعض النشاطات ذات الصلة بالمضاربة غير المشروعة للتحقيق الجبائي بكل‬
‫اشكاله سواء ما تعلق بالتحقيق المحاسبي ألربع سنوات سابقة‪ ،‬أو التحقيق المصوب لسنة‬
‫واحدة ‪ ،‬أو الرقابة على الوثائق ‪.‬‬
‫– حرص السلطات على توفير فائض في السلع المعرضة للمضاربة ‪.‬‬
‫– توسيع الحمالت التحسيسية ودعمها إعالميا لتوضيح مخاطر وأضرار هذه الظاهرة ‪.‬‬
‫– إستحداث بطاقة وطنية (رقمية ) لضبط شبكة نقل ‪ ،‬وتوزيع ‪ ،‬وتخزين السلع المعرضة‬
‫للمضاربة‬
‫– تقنين أسعار وكذا هوامش ربح السلع الواسعة االستهالك‬
‫محاولة إشراك المجتمع المدني لترشيد استهالك الفرد ومجابهة اإلشاعات المغرضة ‪.‬‬
‫– تفعيل قانون المضاربة غير الشرعية ‪ ،‬ضد كل من تثبت إدانته ليكون عبرة لمن تسول له‬
‫نفسه اإلضرار بقوت الشعب ‪.‬‬
‫– تكثيف الحمالت الرقابية القاضية بتجنيد جميع الفاعلين من كل القطاعات سواء التجارة ‪،‬‬
‫الجمارك ‪ ،‬األمن ‪ ،‬الضرائب ‪.‬‬
‫– تكريس ثقافة الفوترة على جميع المعامالت خاصة ما تعلق بالسلع محل المضاربة ‪.‬‬
‫–تخفيف العبء الضريبي على هذه السلع ‪.‬‬
‫– رقمنة وتسهيل قنوات التوزيع من المنتج إلى تاجر الجملة إلى تاجر التجزئة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬اليات مكافحة الجريمة على المستوى المحلي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مكافحــة الجريمــة ليســت حكــرا على الجهــاز المركــزي بــل تجــاوزت ذلــك لتمنح الدولــة‬
‫الجماعات المحلية و المجتمع المدني و وسائل االعالم سلطة مكافحتها كذلك ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬البلديات ‪:‬‬
‫تساهـم الـجـمـاعـات المحلية في مكافـحـة المـضـاربـة غــير المشــروعة ‪ ،‬ال ســيما من خالل‬
‫ما يأتي‪:‬‬

‫– تخصــيص نقــاط لــبيع المــواد الضــرورية أو المــواد ذات االســتهالك الواســع‪ ،‬بأســعار‬
‫تـتـنـاســـب مـــع أصـحـــاب الــدخل الضــعيف‪ ،‬خاصــة في األعيــاد والـمـواســـم والحــاالت‬
‫االستثنائية التي تعرف عادة ارتفاعا في األسعار‪،‬‬
‫– الرصد المبكر لكل أشكال النـدرة في السـلع والبضـائع على المسـتوى المحلي‪ ،‬وال سـيما‬
‫منها المواد الضرورية أو المواد ذات االستهالك الواسع‪،‬‬
‫– دراسة وتحليل وضعية السوق المحلية وتحليل األسعار‪( .‬المادة ‪ 05‬من القانون ‪)15-21‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المجتمع المدني و اإلعالم ‪:‬‬

‫يسـاهـم الـمـجـتـمـع الـمـدنـي ووسائل اإلعالم في ترقية الثقافـة االسـتهالكية وتنشـيط عمليــة‬
‫ترشيد التوعية يهدف عقلنة االستهالك وعــدم اإلخالل بقاعــدة العــرض والطلب‪ ،‬الســيما في‬
‫األعياد والمواسم والحاالت االستثنائية وتلك الناجمة عن أزمة صحية طارئة أو تفشــي وبــاء‬
‫أو وقوع كارثة ‪( .‬المادة ‪ 06‬من القانون ‪.15-21‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬اركان جريمة المضاربة الغير المشروعة ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫سنتناول المواد ‪ 02‬و من ‪ 12‬الى ‪ 23‬منه لدراسة هذا الفرع ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الركن المادي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يتحقق الفعل االجرامي بإتيان الجاني لفعل من االفعال المنصوص عليها في المادة ‪ 02‬من‬
‫القانون ‪ 15-21‬المتعلق بالمضاربة الغير المشروعة بـطـريـق مـبـاشر أو غير مباشر أو‬
‫عن طريق وسيط أو‬
‫استعمال الوسائل اإللكترونية أو حتــى مجرد الشروع في إتيانه ‪ ،‬و يقوم الركن المادي على‬
‫ثالث عناصر اساسية ترتبط ببعضها البعض و هي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬السلوك االجرامي ‪:‬‬
‫‪ -1‬كل تخزين أو إخفاء للسلع او البضائع ‪ :‬و هي الصورة األكثر انتشارا يهدف من‬
‫خاللها الجاني الى خلق الندرة في السوق و رفع االسعار ‪.‬‬
‫‪ –2‬كل رفع أو خفض مصطنع في األسعار ‪:‬‬
‫و يكون ذلك بتدخل ارادة الجاني لرفع او خفض في أسعار السلع أو البضائع أو األوراق‬
‫المـالـيـة بطريقة مصطنعة ‪ ،‬و خفض االسعار هدفه االضرار بمنافسين آخرين بغرض‬
‫االستحواذ على السوق و االنفراد بالبيع ثم رفع االسعار بعد ذلك ‪.‬‬
‫‪ -3‬ترويج أخبار أو أنباء كاذبة أو مغرضة عـمـدا بـين الـجـمـهـور‪:‬‬
‫هدف الجاني هنا هو إحـداث اضـطـراب في السوق ورفع األسعار بطريقة مباغتة وغير‬
‫مبررة‪ ،‬و هي الصور التي واجهتنا منذ جائحة كورونا الى غاية اليوم ‪.‬‬
‫‪ –4‬طرح عروض في السوق بغرض إحداث اضطراب في األسعار أو هوامش الربح‬
‫الـمـحـددة قـانـونـا‪:‬‬
‫مثال قيام الجاني باغراء المستهلكين الجل بيع مواد استهالكية منتهية الصالحية او فاسدة و‬
‫ال سيما أمام انعدم الرقابة في السوق و ندرة بعض المواد االستهالكية ‪.‬‬
‫‪ –5‬تقديم عروض بأسعار مرتفعة عن تلك التي كان يطبقها البائعون عادة ‪:‬‬
‫هدفه االستيالء على اكبر كمية منها بغية احتكارها في السوق و بيعها بالسعر الذي يريد ‪،‬‬
‫في هذه الصورة تقوم جريمة المضاربة الغير المشروعة بمجرد رفع السعر دون اشتراط‬
‫حصول عمليات البيع و الشراء و نص المادة ‪ 02‬جد صريح في ذلك ‪.‬‬
‫‪ –6‬الحصول على ربح غير ناتج عن التطبيق الطبيعي للعرض والطلب‪:‬‬
‫في هذه الصورة نرى ان التاجر يحصل على ربح غير ناتج عن منافسة تخضع لقانون‬
‫العرض و الطلب بطريق مشروع ‪ ،‬و المالحظ أنه حظر المشرع الجزائري في المادة ‪06‬‬
‫من القانون المتعلق بالمنافسة ‪ 03-03‬مثل هاته االتفاقات و هو مثال اتفاق مؤسستين على‬
‫البيع بسعر واحد او خفض لالسعار بغية اقصاء منافسين ليست لهم القدرة المالية على‬
‫مجاراة هذا التخفيض ‪.‬‬
‫‪ –7‬استعمال المناورات الماسة بمبدأ المنافسة ‪:‬‬
‫في هذه الصورة يهدف الجاني الستعمال المناورات التي تهدف إلى رفع أو خفض قيمة‬
‫األوراق المالية مخالفة لمبدأ المنافسة الشريفة بغرض الحصول على فوائد غير مشروعة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬النتيجة االجرامية ‪:‬‬


‫جريمة المضاربة الغير المشروعة تهدف الى المساس ‪:‬‬
‫– بالمصلحة المحمية قانونا ‪ ،‬و هو الضرر الذي يمس الضحية ماديا‪.‬‬
‫– المساس بقواعد النظام العام للسوق ‪.‬‬
‫– تهديد مصلحة المستهلك و التجار المنافسين‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬العالقـــة السببية ‪:‬‬


‫البد لقيام الجريمة وجود عالقة سببية بين جريمة المضاربة الغير المشروعة و الضرر‬
‫الناجم عنها ‪ ،‬و يخضع ذلك لتقدير قضاة الموضوع الذين مكنهم المشرع من اعمال السلطة‬
‫التقديرية للفصل في هاته المسألة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الركن المعنوي‬ ‫‪‬‬

‫إتجاه ارادة الجاني الرتكاب جريمة المضاربة الغير المشروعة عمدا مع علمه بأن الفعل‬
‫يعاقب عليه و هو ما يسمى بالقصد العام ‪ ،‬أما القصد الخاص هو اتجاه ارادة الجاني‬
‫الحداث اضطراب في السوق ما يؤدي الى غالء في اسعار المواد االستهالكية بغية تحقيق‬
‫ربح غير ناتج عن التطبيق الفعلي الصحيح لقوانين العرض و الطلب ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬دور القضاء في مكافحة جريمة المضاربة الغير المشروعة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬القواعد اإلجرائية‬ ‫‪‬‬

‫اعتبارا لخصوصية الجريمة اعترف المشرع العوان التجارة و مصالح‬


‫االدارة الجبائية و الجمعيات الوطنية لحماية المستهلك بالتأسس كطرف مدني في هذه‬
‫الجرائم (المادة ‪ 07‬و ‪ 09‬من القانون ‪.15-21‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬اجراءات المتابعة ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫االعوان المؤهلون لمعاينة و متابعة جرائم المضاربة‪:‬‬
‫يؤهل لمعاينة الجرائم المنصوص عليها في القانون ‪: 15-21‬‬
‫للبحث و الّت حري و معاينة جرائم المضاربة غير المشروعة خّو ل القانون ‪ 15-21‬لفئات‬
‫من ضّباط الّش رطة القضائّية و أعوانهم ‪ ،‬و أعوان تابعين إلدارات عمومّية سلطة القيام‬
‫بذلك ‪ ،‬كما خّص هم ببعض اإلجراءات في مجال القيام بمعاينتها ‪.‬‬
‫‪ -‬الّضباط و األعوان المخّو ل لهم معاينة الجرائم ‪.‬‬

‫فئة ّضباط و أعوان الّش رطة القضائّية المنصوص عليهم في قانون االجراءات الجزائية‪،‬‬
‫األعوان المؤّهلون الّت ابعون لألسالك الخاّصة بالمراقبة الّت ابعين لإلدارة المّك لفة بالّت جارة‪.‬‬
‫األعوان المؤّهلون الّت ابعون لمصالح اإلدارة الجبائّية‪.‬‬
‫اعمال التحري والمعاينة التي يقوم بها المكلفون بمعاينة و اثبات جرائم المضاربة‪:‬‬
‫إّن ه في إطار ضبط جرائم المضاربة غير المشروعة ‪ ،‬فإّن األشخاص المؤّهلين لمعاينتها‬
‫يمارسون عددا من الّصالحّيات التي تكفلها لهم إجراءات مستمدة من القواعد العامة لقانون‬
‫اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬و القانون ‪ 15-21‬تضمن أيضا بعض اإلجراءات في مجال تفتيش‬
‫المحاّل ت السكنّية و في مجال الّت وقيف للنظر و هي االختصاصات التي نحاول عرضها‬
‫تباعا و بشكل مختصر ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المبادرة المباشرة للّت حري عن جرائم المضاربة غير المشروعة و يكون ذلك بعد‬
‫إبالغهم عنها أو ورود إليهم معلومات عن الّش روع في إرتكابها ‪ ،‬و تبعا لذلك يقومون على‬
‫سبيل المثال بــ ‪:‬‬
‫االنتقال إلى أماكن ارتكاب الجرائم ‪.‬‬
‫معاينة مسرح أو مسارح ارتكابها ( داخل المحالت و المخازن و المساحات و غيرها)‬
‫بالقيام بوصفها و جرد األشياء التي تشكل محّل الجريمة ‪.‬‬
‫ضبط األشياء محّل الجريمة و الوسائل المستعملة في إرتكاب الجريمة و كذلك الموارد و‬
‫األموال المتحصلة ‪.‬‬
‫ضبط األشخاص المساهمين من فاعلين و شركاء أو محّر ضين ‪ ،‬و ضبط سجالتهم‬
‫التجارية‪.‬‬
‫بعض االجراءات الخاّصة اّلتي تضّمنها القانون ‪. 15-21 :‬‬
‫في مجال توقيف األشخاص للّن ظر ‪:‬‬
‫بغض النظر عن أحكـام الـمـادتـين ‪ 51‬و ‪ 65‬من قـانـون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬يجوز تمديد‬
‫المدة األصلية للتوقيف للنظر‪ ،‬بإذن مـكتـوب مـن وكيل الجمهورية المختص‪ ،‬مرتين (‪)2‬‬
‫إذا تعلق األمر بـالـجـرائـم الـمـنـصـوص عليها في هذا القانون بدال من مرة واحدة كما هو‬
‫الحال في باقي الجرائم ( المادة ‪ 11‬من القانون ‪.)15-21‬‬
‫في مجال تفتيش المحّالت الّسكنّية ‪ :‬لوحظ أّن هذه الجرائم تقع غالبا في المحّالت الّت جارّية (‬
‫محالت ‪ ،‬مخازن ‪ ،‬ورش …) ‪ ،‬كما لوحظ أيضا إمتدادها في بعض الحاالت إلى المساكن‬
‫و توابعها ‪ ،‬من هنا و بغض النظر عن أحكام المادتين ‪ 47‬و ‪ 48‬من قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية‪ ،‬يجوز تفتيش المحالت السكنية بناء على إذن مسبق ومكتوب صادر عن وكيل‬
‫الجمهورية أو قاضي التحقيق المختص‪ ،‬في كل ساعة من ساعات النهار أو الليل‪ ،‬قصد‬
‫التحقيق في الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪ (.‬المادة ‪ 10‬من القانون ‪.15-21‬‬
‫في كيفية تحرير المحاضر والتقارير و حجيتها‬
‫يتوّلى ضّباط الّش رطة القضائّية و أعوانهم و األعوان المعينين في المادة ‪ 8‬من القانون ‪-21‬‬
‫‪ 15‬تحرير محاضر و تقارير عن اإلجراءات التي يباشرونها أو األعمال التي ينجزونها في‬
‫إطار تحريهم و معاينتهم جرائم المضاربة غير المشروعة ‪ ،‬و أّن هذا القانون لم يتضّمن‬
‫أّية إجراءات أو شكلّيات واجبة اإلتباع عند تحرير تلك المحاضر و الّت قارير ‪ ،‬و من ثّمـــة‬
‫فهي تخضع في إعدادها و تحريرها للقواعد العاّمة المعتادة ‪ ،‬كماّ أّن ه لم ينص على أّية‬
‫حجية خاّصة بهذه المحاضر و الّت قارير ‪ ،‬و هنـــا يطرح الّت ساؤل حول قّو تها االثباتّية ؟‬
‫حتى و إن كان القانون ‪ 15-21‬لم ينص على أّية حّج ية ممّيزة للمحاضر و الّت قارير‬
‫المذكورة‪ ،‬فاّن ها في نظرنا تخضع للحجية النسبية المنصوص عليها في الماّد ة ‪ 216‬من‬
‫قانون االجراءات الجزائّية ‪ ،‬و هذا لوجود نّص قانوني خاص و هو الماّد ة ‪ 09‬من القانون‬
‫‪ 15-21‬التي خولت لضّباط الّش رطة القضائّية و أعوانهم و األعوان الّسالف ذكرهم سلطة‬
‫إثبات الجرائم المذكورة ‪ ،‬و في وجود المادة القانونية المذكورة يصبح للمحاضر و الّت قارير‬
‫التي تحرر في هذا إطار جرائم المضاربة غير المشروعة حجّية نسبية ‪ ،‬بحيث ال يمكن‬
‫إثبات عكسها إال بالدليل العكسي المحدد حصرا و هما الكتابة أو شهادة الّش هود ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مباشرة الدعوى العمومية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تحرك النيابة العامة الدعوى العمومية تلقائيا في الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‬
‫(المادة ‪ 08‬من القانون ‪ ، )15-21‬و يمكن الجمعيات الوطنية الناشطة في مجال حماية‬
‫المستهلك أو أي شخص متضرر‪ ،‬إيداع شكوى أمام الـجـهـات الـقـضـائـيـة والـتـأسيس‬
‫كطـرف مـدنـي في الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون (المادة ‪ 09‬من القانون ‪-21‬‬
‫‪.15‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬األحكام الجزائية‬ ‫‪‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬العقوبات على الشخص الطبيعي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اوال ‪ :‬عقوبة الحبس و الغرامة ‪:‬‬

‫– يعاقب على المضاربة غير المشروعة بالحبس من ثالث (‪ )3‬سنوات إلى عشر (‪)10‬‬
‫سنوات وبغرامة من ‪ 1.000.000‬دج إلى ‪ 2.000.000‬دج (المادة ‪ 12‬القانون ‪-21‬‬
‫‪)15‬‬

‫اذا وقعت األفعال المذكورة في المادة ‪ 12‬أعاله على الحـبـوب ومشتقاتها أو البقـول‬
‫الـجـافـة أو الحليب أو الخـضـر أو الـفـواكه أو الزيت أو السكر أو البن أو مـواد الـوقـود أو‬
‫المواد الصيدالنية‪ ،‬فإن العقوبة تكون الحبس من عشر (‪ )10‬ســنـوات إلى عشرين (‪)20‬‬
‫سنة والغرامة من ‪ 2.000.000‬دج إلى ‪ 10.000.000‬دج‪( .‬المادة ‪ 13‬القانون ‪-21‬‬
‫‪.15‬‬

‫إذا ارتكبت األفعال المذكورة في المادة ‪ 13‬أعاله‪ ،‬خالل الحاالت االستثنائية أو ظهور أزمة‬
‫صحية طارئة أو تفشي وباء أو وقوع كارثـة‪ ،‬فـإن الـعـقـوبـة تـكـون الـسـجـن الموقت من‬
‫عشرين (‪ )20‬سنة إلى ثالثين (‪ )30‬سنة والغرامة من ‪ 10.000.000‬دج إلى‬
‫‪ 20.000.000‬دج(المادة ‪ 14‬القانون ‪.15-21‬‬
‫إذا ارتكبت األفعال المذكورة في المادة ‪ 13‬أعاله‪ ،‬من طرف جماعة إجراميـة مـنـظـمـة‪،‬‬
‫فإن العقوبة تكون السجن المؤبد‪( .‬المادة ‪ 15‬القانون ‪)15-21‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الظروف المخففة ‪:‬‬


‫دون اإلخالل بأحكام المادة ‪ 53‬مـن قـانـون العقوبات‪ ،‬ال يستفيد من ارتكب إحدى الجـنـح‬
‫المنصوص عليها في هذا القانون من الظروف المخففة إال في حدود ثلث (‪ )3/1‬العقوبة‬
‫المقررة قانونا‪(.‬المادة ‪ 22‬قانون ‪.15-21‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الفترة األمنية ‪:‬‬

‫تطبق األحكام المتعلقة بالفترة األمنية المنصوص عليها في قانون العقوبات على الجرائم‬
‫المنصوص عليها في هذا القانون‪( .‬المادة ‪ 23‬قانون ‪.15-21‬‬

‫رابعا‪ :‬العقوبات التكميلية ‪:‬‬

‫– في حـالـة الـحـكـم بـاإلدانة بإحدى الجرائم الـمـنـصـوص عليها في هذا القـانـون‪ ،‬يـجـوز‬
‫مـعـاقـبـة الـفـاعـل بـالـمـنـع مـن اإلقامة من سنتين (‪ )2‬إلى خمس (‪ )5‬سنوات ويجوز‬
‫للقاضي أن يحكم بالمنع من ممارسة حق أو أكثر من الحقوق المذكورة في المادة ‪ 9‬مكرر‬
‫‪ 1‬من قانون العقوبات اذا كان الحكم باالدانة يتعلق بجنحة منصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬
‫(المادة ‪ 16‬القانون ‪ ، )15-21‬ويجب على القاضي أن يأمر بنشر حكمه وتعليقه طبقا‬
‫ألحكام المادة ‪ 18‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫يجوز للجهة القضائية‪ ،‬في حـالـة الـحـكـم بـاإلدانة بإحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا‬
‫القانون‪ ،‬أن تحكم بشطب السجـل الـتـجـارى للفاعل والمنع من ممارسة النشاط الـتـجـاري‬
‫وفقا لألحكام المنصوص عليها في قانون العقوبات‪ .‬ولها أن تحكم بالنفاذ المعجل لهذه‬
‫العقوبة‪ .‬كما يجوز لها أن تأمر بغلق المحل المستعمل الرتكاب الجريمة والمنع من استغالله‬
‫لمدة أقصاها سنة واحدة (‪ ،)1‬دون االخالل بحقوق الغير حسن النية‪( .‬المادة ‪ 17‬من‬
‫القانون ‪.15-21‬‬
‫تحكم الجهة القضائية في حالة الحكم باإلدانة بإحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا‬
‫القانون بمصادرة محل الجريمة والوسائل المستعملة في ارتكابها واألموال المتحصلة منها‪.‬‬
‫(المادة ‪ 18‬من القانون ‪.15-21‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬العقوبات على الشخص المعنوي ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يعاقب الشخص المعنوي الذي يرتكب إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القانـون‬
‫بـالـعقوبات المنصوص عليها في قانون العقوبات‪( .‬المادة ‪ 19‬من القانون ‪ )15-21‬و قد‬
‫جاءت كمايلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬العقوبات التي تطبق على الشخص المعنوي في مواد الجنايات هي‪:‬‬

‫الغرامة التي تساوي من مرة ( ‪ )1‬إلى خمس ( ‪ )5‬مرات الحد األقصى للغرامة المقررة‬
‫للشخص الطبيعي في القانون الذي يعاقب على الجريمة‪.‬‬
‫واحدة أو أكثر من العقوبات التكميلية اآلتية‪:‬‬
‫– حل الشخص المعنوي‪،‬‬
‫– غلق المؤسسة أو فرع من فروعها لمدة ال تتجاوز خمس ( ‪ )5‬سنوات‪،‬‬
‫– اإلقصاء من الصفقات العمومية لمدة ال تتجاوز خمس ( ‪ )5‬سنوات‪،‬‬
‫– المنع من مزاولة نشاط أو عدة أنشطة مهنية أو اجتماعية بشكل مباشر أو غير مباشر‪،‬‬
‫نهائيا أو لمدة ال تتجاوز خمس ( ‪ )5‬سنوات‪،‬‬
‫– مصادرة الشيء الذي استعمل في ارتكاب الجريمة أو نتج عنها‪،‬‬
‫– نشر وتعليق حكم اإلدانة‪،‬‬
‫– الوضع تحت الحراسة القضائية لمدة ال تتجاوز خمس (‪ )5‬سنوات‪ ،‬وتنصب الحراسة‬
‫على ممارسة النشاط الذي أدى إلى الجريمة أو الذي ارتكبت الجريمة بمناسبته(المادة ‪18‬‬
‫مكرر (معدلة بالقانون رقم ‪ 23-06‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪.2006‬‬

‫خاتمة‬

‫يتبين لنا من الطرح السابق وبشكل جلي وواضح أن المشرع الجزائري كفل مبدأ‬
‫حماية المستهلك ‪ ،‬حيث جرم مختلف األفعال التي تمس بمبدأ المنافسة الشريفة من خالل‬
‫سنه للقانون رقم ‪ ، 15-21:‬وقد شدد العقوبات أين وصلت لحد السجن لمدة ‪ 30‬سنة ‪،‬‬
‫إضافة لذلك نجد أيضا أن المشرع الجبائي قد شدد في مجابهة ظاهرة المضاربة غير‬
‫الشرعية من خالل اإلمتيارزات الجبائية التي منحها للمنتجين للسلع محل المضاربة مما قد‬
‫يخفف من هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد االقتصاد الوطني و االستقرار االجتماعي و كذا‬
‫األمن الغذائي الوطني ‪.‬‬

You might also like