You are on page 1of 131

‫جامعــــــــــــــــــــــــــة ‪ 8‬ماي ‪ _5491‬قالمـــــــــــــــــــــــــــــــة_‬

‫وزارة التعميم العالي والبحث العممي‬

‫كميـــة الحقوق و العموم السياسية‬

‫قســــم‪ :‬العموم القانونية اإلدارية‪.‬‬


‫المقيــــاس‪ :‬المنافسة واألسعار‪.‬‬
‫السنة الثانية ماستر قانون أعمال‪.‬‬

‫عنوان المقياس‪:‬‬

‫المنافسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة واألسع ـ ـ ـ ـ ـ ــار‬

‫إعــــــداد‪:‬‬

‫* األستاذ بوقندورة عبد الحفيظ‪.‬‬

‫السنـــة الجامعيــــة‪7158_7152 :‬‬


‫مقدمة‪.‬‬

‫إن تشجٌع المنافسة فً مختلف األنشطة التجارٌة واالقتصادٌة ٌؤدي إلى تحقٌق الوفرة والتنوع فً‬
‫السلع إلى جانب الجودة وانخفاض األسعار‪ ،‬إال أن إطالق حرٌة المنافسة بدون أٌة ضوابط تحكم السلوك‬
‫التنافسً لألعوان االقتصادٌٌن والشركات‪ ،‬قد ٌنشأ معه سلوك ضار ٌتمثل فً الجنوح نحو االحتكار‬
‫والتحكم فً السوق‪ .‬إذ ٌجب أن ال تكون هذه الحرٌة مطلقة‪ ،‬إذ تقتضً حماٌة المنافسة وكفالة حرٌتها من‬
‫صمٌم المهام المنوطة بالدولة لتبقى تؤدي دورها المفٌد‪ .‬فاألسواق التنافسٌة هً التً تسمح للمستهلك‬
‫بالحصول على السلع ذات الجودة العالٌة بأفضل األثمان ومن ناحٌة أخرى فإن توافر عنصر المنافسة‬
‫ٌعطً للمنتج الدافع لرفع مستواٌات إنتاجه كما ٌقول الفقٌه منتٌسكٌو‪:‬المنافسة هً التً تضع سعرا عادال‬
‫للسلع والخدمات وهً التً تحدد العالقات فٌما بٌنها« ‪.‬‬

‫لذا كان لزاما وضع القواعد التً تعمل على إرساء مبادئ الحرٌة التنافسٌة وتمكٌنها من أداء‬
‫دورها‪ .‬وحتى تكون المنافسة حقٌقٌة وفعالة ٌفترض أن تراقب لٌقع التصدي للممارسات المقٌدة لها‪،‬‬
‫فاتجهت معظم دول العالم إلى سن تشرٌعات تسمح بمراقبة أداء المنافسة وأجهزتها‪ .‬فترجمت عدٌد‬
‫النصوص حرٌة المبادرة الفردٌة فً المٌدان االقتصادي على مستوى اإلنتاج والتوزٌع فً إطار قانون‬
‫العرض والطلب‪ ،‬فتحولت المنافسة من ظاهرة حٌوٌة إلى وسٌلة ناجعة فً خدمة النظام الرأسمالً‬
‫اللٌبرالً وما استتبع ذلك من بروز مظاهر المنافسة الشرسة والممارسات اإلحتكارٌة العالمٌة و ظهور‬
‫الكٌانات االحتكارٌة فً قطاعات االقتصاد الحٌوي و السلع االستراتٌجٌة كالحدٌد و االسمنت و األدوٌة ‪.‬‬
‫األمر الذي ٌستدعً إعادة النظر فً الحرٌة المطلقة‪ ،‬ولزوم االتجاه نحو الحرٌة المراقبة ألن الجمٌع‬
‫أدرك خطر حرٌة اقتصادٌة غٌر مؤطرة وكان لزاما االتجاه نحو الحرٌة المراقبة‪ ،‬فكان لزاما على‬
‫المشرع من خالل سٌاسة المنافسة فً الجزائر أن تتخذ نصوص تقٌٌدٌة تضبط حدود الممارسات‬
‫التنافسٌة وهو ما عجل بصدور األمر ‪ 60-59‬المتعلق بالمنافسة والذي ألغً الحقا باألمر ‪60-60‬‬
‫المتعلق بالمنافسة لسنة ‪ 3660‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫فمبررات صدور قانون حماٌة المنافسة‪ ،‬ومنع الممارسات المقٌدة والضارة بالمنافسة فً اقتصادنا‬
‫الجزائري ٌمكن الدولة من إرساء القواعد العادلة لحماٌة المنافسة وتنظٌم القواعد التً تعمل على ضبط‬
‫السوق فً ظل ما بات ٌعرف بحرٌة الصناعة و التجارة‪ ،‬وتحرٌر قواعد االستثمار لجلب رؤوس‬
‫األموال‪ .‬كما أن تأثٌرات النظام االقتصادي العالمً المتمٌز بظهور المؤسسات و التكتالت االقتصادٌة‬
‫العالمٌة عجل بوجود الشركات الدولٌة التً تتمتع بوضع المسٌطر فً األسواق و ترتكب ممارسات‬
‫إحتكارٌة وهذا سٌؤثر سلبا على اإلقتصاد الوطنً ال محال األمر الذي ٌتطلب مواجهة الممارسات‬
‫االحتكارٌة التً تمارسها هذه الشركات من خالل سٌاسة المنافسة و منع االحتكار وكذا تسطٌر أطر‬
‫قانونٌة واضحة تفرض عند كل إختالل أو تجاهل للمنافسة الحرة النزٌهة‪ ،‬والتً تشكل النظام القانونً‬
‫الذي ٌضبط الممارسات والمعامالت فً ظل نظام السوق و ٌحظر االتفاقات والممارسات الضارة بحرٌة‬
‫المنافسة‪.‬‬

‫فتغٌر البٌئة االقتصادٌة فً المجتمع والتحوالت من االقتصاد المقٌد إلى االقتصاد الحر فً ظل‬
‫مجتمع دولً اكتمل اقتصادٌا عجل باقامة نظام اقتصادي دولً جدٌد الذي اوجب سٌاسة وقوانٌن جدٌدة‬
‫‪1‬‬
‫وفعالة للمنافسة ٌكون أساسها التشرٌع وتكون هذه السٌاسة التشرٌعٌة على قدر كبٌر للتطبٌق من قبل‬
‫سلطة فعالة وقادرة على تنفٌذ األحكام والقوانٌن‪ ،‬والكل ٌعمل فً منظومة متكاملة لضبط السوق وحماٌة‬
‫المنافسة‪ .‬فقد تعددت سٌاسات مواجهة االحتكار منها تدخل الدولة فً تحدٌد األثمان أو فرض ضرائب‬
‫على المحتكرٌن أو إحالل االحتكار الحكومً محل االحتكار الخاص إال أن هذه الوسائل لم تعد مقبولة‬
‫فً ظل تغٌٌر دور الدولة و تراجع تدخلها فً النشاط االقتصادي فقد بات من الضروري إتباع مجموعة‬
‫أخرى من السٌاسات للحفاظ على المنافسة و منع االحتكار عن طرٌق وضع القوانٌن التً تنظم عمل‬
‫السوق ووضع ضوابط على عملٌات االندماج وتفعٌل الرقابة على ممارسات القطاع العام‪.‬‬

‫ولقد كان الهدف من اتجاه المشرع الجزائري إلى إصدار قانون حماٌة المنافسة ومنع الممارسات‬
‫المقٌدة لها‪ ،‬كما جاء فً مقدمة السٌاسة العامة للمنافسة‪ ،‬هو العمل على مالحقة التطورات االقتصادٌة‬
‫العالمٌة‪ ،‬والتً تمثلت فً ظواهر الخصخصة وتعظٌم دور القطاع الخاص فً تحقٌق التنمٌة االقتصادٌة‪،‬‬
‫واتجاه الدولة لمتطلبات التنمٌة الى جذب مزٌد من رؤوس األموال األجنبٌة بواسطة قانون االستثمار‪،‬‬
‫واالتجاه من نظام االقتصاد المقٌد الى االقتصاد الحر‪ ،‬الذي ٌعتمد على قوى العرض والطلب فً تحدٌد‬
‫األسعار وحجم المعروض من السلع لتقوٌة جدار البنٌة اإلقتصادٌة الداخلٌة ضد ظهور الكٌانات‬
‫االقتصادٌة التً تنطلق للسٌطرة على السوق فً المجتمع االقتصادي الدولً‪.‬‬

‫كل ذلك أدى بالمشرع الجزائري إلى االتجاه نحو إصدار قانون متكامل لحماٌة المنافسة وحماٌة‬
‫االقتصاد الوطنً‪ ،‬وحماٌة المستهلك وتحقٌق أفضلٌة فً الحصول على سلعة أكثر جودة وبسعر اقل عن‬
‫التكلفة الحقٌقة إلنتاج دون استغالل ودون الربح الذي ٌفوق المعقول‪ ،‬وعلى ذلك اذا ما اتفقت‬
‫المشروعات المنتجة لنفس السلعة على تثبٌت االسعار‪ ،‬أو التالعب ضد الطلب او االلتفاف حوله او‬
‫تقسٌم المستهلكٌن‪ ،‬فان ذلك سوف ٌؤدي الى االضرار بمصالح المستهلكٌن‪.‬‬

‫فالقانون ٌعمل على تحقٌق حماٌة المنتجٌن المنافسٌن خاصة فً ظل انتهاج سٌاسة التحرر االقتصادي‬
‫وإتاحة الفرصة أمام القطاع الخاص لٌلعب دورا اكبر فً التنمٌة‪ ،‬كما انه على الصعٌد الدولً نجد هناك‬
‫بعض الممارسات االحتكارٌة لشركات عالمٌة فً الخارج قد ٌكون لها تأثٌر على السوق المحلً‪ ،‬وتوفٌر‬
‫قواعد المنافسة ٌقً من بعض الممارسات االحتكارٌة‪ ،‬مثل تقسٌم األسواق وحجب السلع فضال عن تزاٌد‬
‫حاالت االندماج واالستحواذ‪ ،‬فهذا القانون هو آلٌة هامة لضبط السوق ورقابة فعالة على المنافسة‬
‫وتنظٌمها‪.‬‬

‫ولما كانت الجزائر تسعى إلى نهج سٌاسة اقتصادٌة منفتحة على العالم الخارجً فً إطار العولمة‬
‫وما ٌستتبع ذلك التحرٌر التدرٌجً للمشروعات العامة إلى القطاع الخاص وتعمقت هذه السٌاسة‬
‫وتطبٌقاتها مع التعدٌل الدستوري الجدٌد وما نتج عنه من إصالحات اقتصادٌة‪ .‬إذ تنص المادة ‪ 30‬من‬
‫دستور ‪ " 3600‬حرٌة اإلستثمار والتجارة معترف بها‪ ،‬وتمارس فً إطار القانون‪ .‬تعمل الدولة على‬
‫تحسٌن مناخ األعمال‪ ،‬وتشجع على إزدهار المؤسسات دون تمٌٌز خدمة للتنمٌة اإلقتصادٌة الوطنٌة‪.‬‬

‫تكفل الدولة ضبط السوق‪ ،‬وٌحمً القانون حقوق المستهلكٌن‪.‬‬

‫ٌمنع القانون االحتكار والمنافسة غٌر النزٌهة‪".‬‬

‫‪2‬‬
‫وقد استتبع األخذ بهذه السٌاسة صدور مجموعة من التشرٌعات االقتصادٌة فً المجال البنكً‬
‫وبورصة األوراق المالٌة وتوسٌع قاعدة الملكٌة الخاصة وضمانات وحوافز االستثمار والتجارة الخارجٌة‬
‫وأسعار الصرف وحماٌة حقوق الملكٌة الفكرٌة‪ ،‬كل هذا تم فً إطار تفعٌل اإلطار التشرٌعً‪.‬‬

‫واستجابة للظروف السابقة تدخل المشرع بسن القانون ‪60 /59‬لمتعلق بالمنافسة بموجب األمر‬
‫المؤرخ فً ‪ 39‬جانفً ‪ .0559‬وتالها األمر ‪ 60 – 60‬فً شأن حماٌة المنافسة ومنع الممارسات‬
‫االحتكارٌة‪ ،‬هادفا من ذلك تمكٌن االقتصاد من إرساء القواعد األساسٌة لحماٌة المنافسة ترشٌدا للتكالٌف‬
‫واألسعار على نحو ٌخدم المستهلك المحلً وٌمكن االقتصاد الجزائري من التواجد على خرٌطة التجارة‬
‫العالمٌة‪.‬‬

‫وال بأس أن نذكر فً هذا المقام التوجه السابق للمنظومة التشرٌعٌة الجزائرٌة فً مجال الضبط‬
‫اإلقتصادي فعلى سبٌل المثال قانون ‪ 63-88‬المتعلق بالتخطٌط‪ ،‬نصت المادة ‪ 06‬منه على‪ٌ ":‬قتضً‬
‫تطبٌق أهداف التخطٌط الوطنً من أجل الفعالٌة الشاملة لتوجٌه السٌاسة اإلقتصادٌةواإلجتماعٌة والثقافٌة‬
‫المتوسطة األمد على الخصوص ما ٌأتً‪...:‬تنظٌم السوق وتطوٌر الشروط التً من شأنها أن تدعم‬
‫دورها فً ضبط الوتٌرة‪".‬‬

‫وجسد ذلك المرسوم رقم ‪ 360-88‬الذي تضمن إلغاء جمٌع األحكام التنظٌمٌة التً تخول‬
‫المؤسسات اإلشتراكٌة ذات الطابع االقتصادي التفرد بأي نشاط اقتصادي واحتكار التجارة الخارجٌة‪،‬‬
‫وكرس القانون رقم ‪ 06-56‬المتعلق بالنقد و القرض محاربة اإلحتكارواإلتفاقات وذلك فً نص المادة‬
‫‪ 056‬منه على أنه " ٌجب أال تؤدي الحركات المالٌة مع الخارج فً أي حال من األحوال مباشرة أو غٌر‬
‫مباشرة‪ ،‬إلى إحداث فً الجزائر وضع ٌتسم بطابع االحتكار أو الكرتل أو االتفاقات وكل ممارسة‬
‫تستهدف مثل هذه الوضاع محظورة‪“.‬‬

‫فقانون األسعار لسنة ‪ 0585‬مهد لمبادئ المنافسة الحرة من خالل نصه على عملٌة تحرٌر تحدٌد‬
‫األسعار الخاصة بالمواد والسلع‪ ،‬الذي ألغً بمقتضى األمر ‪ 60-59‬الذي جاء فً ظروف إستثنائٌة مرت‬
‫أن‬ ‫بها الجزائر ونظامها اإلقتصادي تحت اإلتفقات المجحفة وإمالئات صندوق النقد الدولً‪ .‬غٌر‬
‫ممارسة مجلس المنافسة لمهامه الرقابٌة والضبطٌة فً ظل الممارسة المتواضعة قبل تجمٌده‪ ،‬قد كشفت‬
‫عن بعض النقائص فً األمر ‪ 60/59‬والتً من بٌنها الجمع بٌن القواعد المتعلقة بالمنافسة وبٌن قواعد‬
‫الممارسات الماسة بنزاهة التجارة مما أدى إلى عدم إدراك المتعاملٌن حدود اختصاص مجلس المنافسة‬
‫والذي ٌظهر من بعض القضاٌا المرفوعة إلٌه كتلك النزاعات المتعلقة بممارسات تجارٌة غٌر مشروعة‪.‬‬
‫مما عجل من التعدٌل القانونً بمقتضى األمر ‪ 60/60‬الذي جاء فً ظروف خاصة مٌزتها إتفاق الشراكة‬
‫مع اإلتحاد األوروبً الذي توج بإتفاق الحق سنة ‪ .3669‬وٌبقى لألمر ‪ 59/60‬التفرد بممٌزات ومبادئ‬
‫مهمة تم التخلً عنها بمقتضى التعدٌالت المتوالٌة فً سنة ‪3668‬و ‪ ،3606‬أٌن أثٌرت مسألة تطبٌق‬
‫قانون المنافسة على القطاع العام االقتصادي والذوات العمومٌة فً صورة إخاللهم بالمنافسة عند إبرام‬
‫الصفقات العمومٌة وهو ما ٌجب أن ٌؤخذ بعٌن اإلعتبار على مستوى التشرٌع لضمان مراقبة الصفقة‬
‫ولضمان حسن تطبٌق قانون المنافسة وتحقٌق أهدافه‪ .‬فسكوت المشرع الجزائري عن العدٌد من المسائل‬
‫العملٌة التً من شأنها أن تساعد القاضً ومجلس المنافسة عند تطبٌق قانون المنافسة على المؤسسات‬
‫العمومٌة قد تثار العدٌد من اإلشكالٌات المهمة والمرتبطة بطبٌعة األشخاص الخاضعة له‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫كما نشٌر إلى أهمٌة المنافسة العملٌة فً جانبها الدولً إلى أن مؤتمر األمم المتحدة حول التجارة‬
‫والتنمٌة (األونكتاد) قد أنشأ منذ منتصف الثمانٌات فرٌقا حكومٌا حول قوانٌن وسٌاسات المنافسة وقام‬
‫بجملة من األبحاث ذات الصلة بقوانٌن المنافسة وأثرها على التنمٌة واالستثمار والتجارة الخارجٌة‪ .‬وقد‬
‫شكل الفرٌق المذكور منتدى دولً لتبادل الخبرة والتجارب فً المجال‪ ،‬كما أسهمت أعمال األونكتاد فً‬
‫تنمٌة الوعً بأهمٌة قوانٌن المنافسة‪ ،‬وقد اعتمدت الجمعٌة العامة لألمم المتحدة مجموعة القواعد‬
‫المنصفة حول الممارسات المقٌدة للمنافسة منذ ‪ 0586‬وفً ذات السٌاق قامت المنظمة العالمٌة للتجارة‬
‫غداة المؤتمر الوزاري الثانً فً سنغافورة إلحداث فرٌق عمل لدراسة الترابط بٌن سٌاسة المنافسة‬
‫وقوانٌن المنافسة وجدوى الوصول إلى اتفاق دولً حول المنافسة‪.‬‬

‫وقد استمرت أعمال هذا الفرٌق من سنة ‪ 0558‬إلى غاٌة ‪ 3669‬وأثمرت جملة من األبحاث والدراسات‪،‬‬
‫وقد كان موضوع المنافسة ضمن أجندة الدوحة (قطر) للمفاوضات التجارٌة‪.‬‬

‫وفً إطار منظمة دول التعاون والتنمٌة‪ ) (O.C.D.E‬التً أحدثت فرٌقا قارا حول موضوع المنافسة‪ ،‬كما‬
‫برزت منتدٌات جدٌدة حول موضوع المنافسة تمثل إطار لتبادل الخبرة والمعرفة ومنها بالخصوص‬
‫الشبكة الدولٌة حول المنافسة‪ ICN‬وقد شاركت الجزائر بفعالٌة فً هذه المنتدٌات‪.‬‬

‫خطـ ــة البحث‪:‬‬


‫لتحقٌق أهداف البحث ومعالجة هذا الموضوع‪ ،‬قمت بتقسٌم هذا البحث إلى فصلٌن وأربعة مباحث‬
‫كما ٌلً‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية المنافسة وآليات تنظيمها‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم سياسة المنافسة وقوانينها وتكريس آليات مراقبتها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مقاربة للتأصيل التاريخي لسياسة المنافسة‬

‫الفصل الثاني‪ :‬سلطة ضبط المنافسة ونظامها القانوني‬

‫المبحث األول‪ :‬التشكيلة البشرية لمجلس المنافسة وسير جلساته‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات الطعن ضد قرارات مجلس المنافسة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية المنافسة وآليات تنظيمها‪.‬‬

‫من المعلوم أن المنافسة تعد أهم مبدأ فً السٌاسة االقتصادٌة للدول التً تؤمن بحرٌة‬
‫التجارة‪ ،‬لذا حرصت الدول على وضع القوانٌن المنظمة للممارسات التجارٌة‪ ،‬و راعت أن تكون‬
‫كفٌلة بحظر الممارسات غٌر المشروعة‪ ،‬وتعتبر النظرٌة االقتصادٌة أن الوضع المقابل للمنافسة‬
‫هو االحتكار‪ ،‬و أن ششكال االحتكار تتفاوت من حٌ ببٌعة المحتكر‪ ،‬و من حٌ عدد‬
‫المحتكرٌن‪ ،‬وقد شرحت النظرٌة االقتصادٌة أشكال السلوك االحتكاري و اآلثار السلبٌة لالحتكار‪،‬‬
‫مثل أثاره على الكفاءة االقتصادٌة و رفاهٌة المستهلك على المنتج والمنتجٌن المحلٌٌن‪ ،‬باإلضافة‬
‫انه ٌغ لق المنافسة أمام صغار المنتجٌن و الموزعٌن مما ٌؤدي شلى رفع معدالت الربح فتتسم‬
‫األسعار بالمبالغة و ال ٌعتبر تعبٌرا حقٌقٌا عن قٌمة السلعة‪ ،‬و هو ما ٌؤدي شلى انخفاض معدالت‬
‫التقدم واالبتكار التكنولوجً نتٌجة النعدام المنافسة و هو ما ٌشكل تبعا لذلك تهدٌدا للمسار الببٌعً‬
‫لقانون العرض والبلب‪ ،‬ومن ثم سٌادة األوضاع االحتكارٌة‪ ،‬لذلك أضحت حماٌة عملٌة المنافسة‬
‫فً حد ذاتها هً الشغل الشاغل للدول فً اآلونة األخٌرة‪ .‬ومنه سنعالج ماهٌة المنافسة و آلٌات‬
‫تنظٌمها فً مبحثٌن نتناول فً المبحث األول‪ :‬مفهوم سٌاسة المنافسة وقوانٌنها وتكرٌس آلٌات‬
‫مراقبتها‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مقاربة للتأصٌل التارٌخً لسٌاسة المنافسة‬

‫‪5‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم سياسة المنافسة وقوانينها وتكريس آليات مراقبتها‪:‬‬

‫ماهٌة المنافسة هً اإلطار العام الذي من خالله نعطً مفهوم و تعرٌؾ للمنافسة من خالل معرفة‬
‫سٌاسات المنافسة و قوانٌنها و الخصابص العامة للممارسات المقٌدة للمنافسة‪ ،‬نتناول فً المطلب األول‬
‫مفهوم سٌاسة المنافسة وقوانٌنها وتكرٌس آلٌات مراقبتها وفً المطلب الثانً نتناول مقاربة للتأصٌل‬
‫التارٌخً لسٌاسة المنافسة فً أحكام الشرٌعة اإلسالمٌة ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المنافسة‬

‫إن تحدٌد تعرٌؾ دقٌق للمنافسة ٌعتبر من الصعوبة بمكان ذلك أننا إزاء مفهوم اقتصادي ٌصعب السٌطرة‬
‫علٌه بالنظر إلى ثرابه‪ ،‬ؼٌر أن هذه الصعوبة لم تمنع الفقهاء من محاولة تأطٌر هذا المفهوم الؽامض عن‬
‫طرٌق تقدٌم تعرٌفات وصفٌة له‪.‬‬

‫فالمنافسة مصطلح من أصل ٌونانً ‪ Concurrence‬تفٌد التسابق لبلوغ هدؾ واحد‪.1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المنافسة لغة‪ :‬المعنى اللؽوي للمنافسة ٌدور حول معان متقاربة منها‪:‬‬

‫المنافسة من التنافس وهً الرؼبة فً الشًء واإلنفراد به ونافست فً الشًء منافسة ونفاسا إذا رؼبت‬
‫فٌه‪.2‬‬

‫نافس‬
‫نافس ‪َ /‬‬
‫ار َ‬ ‫وجاء فً أقوى المعاجم اللؽوٌة تفسٌرا لؽوٌا لكلمة منافسة ُم َنا ِفسٌ ‪:‬م َُزا ِح ٌم ‪ُ ،‬م َت َس ِاب ٌق‪َ ،‬م َت َب ٍ‬
‫س فال ًنا فً كذا‪ :‬سابقه وباراه فٌه من ؼٌر أن ٌُلحق‬ ‫ُنافسة ‪ ،‬فهو مُنافِس‪ ،‬والمفعول مُنا َفس َنا َف َ‬ ‫ً‬ ‫فً ٌنافس‪ ،‬م‬
‫ب نافس فٌه‪ :‬ؼالى فٌه وزاٌد‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ؼ‬
‫َ َ‬ ‫ر‬ ‫‪،‬‬‫ػ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ِ‪،‬‬
‫ه‬ ‫ٌِ‬
‫ف‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫َ‬
‫ؼ‬ ‫‪:‬‬ ‫مْر‬‫َ‬ ‫األ‬ ‫ًِ‬
‫ف‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اخ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫‪:‬‬‫ل‬ ‫م‬ ‫الع‬
‫َ َ ِ‬ ‫ًِ‬
‫ف‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫الضَّرر به َنا َ‬
‫س‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫ِ‬
‫‪3‬‬
‫منافسه‪ :‬عرض فً المزاد أكثر منه أسعار ال ُتنا َفس ‪:‬ال ٌدانٌها سعرٌ فً انخفاضها‬
‫َ‬ ‫زاٌد‬

‫وهً الحرص على الؽلبة واإلنفراد بالمحروس علٌه من ن َفس ٌنفس فهو منافس فً الشًء منافسة ونفاسا‬
‫‪4‬‬
‫إذا رؼبت فٌه‬

‫‪1‬‬
‫‪-R. Le Moal, Droit de la concurrence, Ed économique, Paris, 1979, p.10.‬‬
‫‪ -2‬الجزري‪ ،‬النياية في غريب الحديث و األثر‪ ،‬المكتبة العممية‪ ،‬بيروت‪ ،1979 ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -3‬الحميدي‪ ،‬تفسير غريب ما جاء في الصحيحين‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة السنة‪ ،‬القاىرة‪1415 ،‬‬
‫‪ -‬ترجمة و معنى منافسة في قاموس المعاني‪ .‬قاموس عربي منافسة‪ :‬مزاحمة‪ ،‬تشير الكممة في مجال االقتصاد إلى‬
‫وضع تتزاحم فيو الشركات من أجل الربح ‪ .‬وتؤدي المنافسة بين الشركات عمى الزبائن إلى انخفاض السعر بينما تؤدي‬
‫المنافسة بين الزبائن عمى شركة ما إلى ارتفاعو ‪ .‬ويمكن لممشترين أن يتنافسون فيما بينيم مما يؤدي عادة إلى ارتفاع‬
‫األسعار ‪ .‬والمنافسة حجر أساسي في نظام المبادرة الحرة إذ يتنافس الناس عمى أحسن الجامعات وأحسن المين والى‬
‫غير ذلك ‪ .‬وتشكل المنافسة حاف از قويا لمفوز واألداء الممتاز ‪.‬‬
‫‪ -4‬نفس المرجع السابق‪ ،‬تفسير غريب ما جاء في الصحيحين‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪5‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف المنافسة إصطالحا‪ :‬عرفت المنافسة فً كتب االقتصاد بما ٌلً‪:‬‬

‫هً المزاحمة بٌن عدد من األشخاص أو بٌن عدة قوى تتابع نفس الهدؾ‪ ،1‬وهً التزاحم بٌن التجار فً‬
‫اجتذاب العمالء و تروٌج أكبر قدر ممكن من المنتجات و الخدمات ضمانا الزدهار التجارة إزدهار ٌؤدي‬
‫إلى بقاء األصلح‪.2‬‬

‫وقد عرؾ مفهوم المنافسة تطورا‪ ،‬إذ أنه فً سنة ‪ 9551‬كان ٌعنً " المزاحمة بٌن عدٌد األشخاص أو‬
‫القوى لبلوغ نفس الهدؾ"‪.‬‬

‫وفً منتصؾ القرن الثامن عشر عرؾ هذا المصطلح مفهومه الحالً وهو "" العالقة بٌن المنتجٌن‬
‫والتجار من أجل استقطاب الحرفاء‪.3‬‬

‫كما عرؾ البعض المنافسة بأنها مزاحمة اقتصادي‪ ،‬إذ أنها سلوك نشٌط ٌهدؾ إلى تحقٌق مكاسب‬
‫والتفوق على المزاحمٌن‪.4‬‬

‫كما ربط آخرون بٌن مفهوم المنافسة والمؤسسة والسوق‪ ،‬ذلك أن المنافسة هً مواجهة بٌن المؤسسات‬
‫للرفع من حصتها فً السوق‪.5‬‬

‫كما ربط ‪ BAZEX‬المنافسة بتحقٌق أسعار منخفضة إذ اعتبرها قطاع خاص لنشاط السوق حٌث تمكن‬
‫المواجهة بٌن الطلبات والعروض من إرساء أسعار منخفضة فً مستوٌاتها الدنٌا‪.6‬‬

‫إن حوصلة الخصابص المشتركة للتعرٌفات السابقة للمنافسة تدفعنا إلى القول بضرورة توفر‬
‫خاصٌة المنافسة والمزاحمة بٌن أشخاص طبٌعٌٌن أو معنوٌٌن فً ممارستهم نشاط له نفس الموضوع‬
‫بفرض تحقٌق أكبر قدر ممكن من الربح وجلب العمالء من خالل االستحواذ على حصة من السوق‪.‬‬

‫وقد أحدثت المدارس الفقهٌة عدة تقسٌمات للمنافسة‪ ،‬فهناك المنافسة المثلى ‪Concurrence parfaite‬‬
‫والمنافسة المعممة ‪ Concurrence généralisée‬تعنً أن جمٌع القطاعات المهنٌة على اختالؾ‬
‫أنواعها واختصاصاتها هً فً حالة مزاحمة فٌما بٌنها قصد االستحواذ على أكبر جزء ممكن من القدرة‬
‫الشرابٌة للمشتري‪ .‬والمنافسة القطاعٌة ‪ Concurrence sectorielle‬فهً ال تهتم إال بالعالقات التً‬
‫تربط العاملٌن فً قطاع محدد‪ .‬كما توجد المنافسة الحرة والمنافسة المحدودة والمنافسة الشرٌفة والمنافسة‬
‫ؼٌر الشرٌفة والسلمٌة والشرسة والمنافسة الموضوعٌة والمنافسة الداخلٌة والمنافسة الخارجٌة‪.‬‬

‫فاإلدراك العمٌق لمفهوم المنافسة كسلوك اقتصادي ال ٌمكن فصله عن المنهج اللٌبرالً وإطار اقتصاد‬
‫السوق‪.‬‬

‫‪-1‬محرز أحمد محمد‪ ،‬الحق فً المنافسة المشروعة فً مجاالت النشاط االقتصادي‪ ،‬بدون دار النشر‪ ،9111 ،‬ص‪7‬‬
‫‪-2‬زٌنة الصفار‪ ،‬المنافسة ؼٌر المشروعة للملكٌة الصناعٌة‪ ،‬ط‪ 9‬دار الحامد‪ ،‬األردن‪ ،2002 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-M. Galais, Ph Laurent, Traité d’économie et de droit de la concurrence, PUF, 1983, p.06‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-A. Manitakis, La liberté du commerce et de l’industrie en droit belge et en droit français, Brylant,‬‬
‫‪Bruxelles, 1979, p.23-24‬‬
‫‪-5‬‬
‫أرتو لوج ىايدنيايمر‪ ،‬ىيوىيكمو وكارولين تيش آدمز‪ ،‬السياسة العامة المقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- R. Bazex, Problématique générale de l’intervention des opérateurs publics dans économie de‬‬
‫‪concurrence, Paris, 1992, p.27‬‬
‫‪6‬‬
‫إن التالزم بٌن اقتصاد السوق وحرٌة المنافسة تالزم وثٌق‪ ،‬فالبعض ٌعتبر حرٌة المنافسة إحدى‬
‫الحرٌات االقتصادٌة التً ٌقوم علٌها اقتصاد السوق إضافة إلى الحرٌة التعاقدٌة وحرٌة الملكٌة وحرٌة‬
‫الصناعة والتجارة‪ .1‬فالمنافسة هً محرك للسوق الذي ٌفرض علٌنا تحلٌل مفهوم المنافسة من وجهة‬
‫نظر القانون والبحث عن رداء قانونً نصبؽه علٌها ذلك أننا إزاء تحلٌل قانونً واقعً ٌفرض علٌنا‬
‫تلمس األسس القانونٌة التً ٌرتكز علٌها هذا المفهوم‪.‬‬

‫واعتبر األستاذ روبٌاي ‪ Roubier2‬أن المنافسة الحرة هً" تنافس المصالح بٌن التجار والصناع‬
‫ومحاولة جذب الزبابن إلٌهم بأفضل األسعار وأحسن جودة"‬

‫‪« - La concurrence est une rivalité d’intérêt entre commerçants ou industriels qui‬‬
‫‪tentent d’attirer à eux la clientèle par les meilleurs conditions de prix de qualité…etc.‬‬

‫‪- Régime de la libre concurrence, système économique qui ne comporte aucune‬‬


‫‪intervention de l’état en vue de limité la liberté de l’industrie et du commerce et qui‬‬
‫‪considère les coalitions de producteurs comme des délits »3.‬‬

‫فالمنافسة قبل كل شًء هً عبارة عن لعبة اقتصادٌة ٌسعى إلٌها كل المتدخلٌن إذ ال ٌمكن‬
‫تصورها إال فً إطار قوانٌن تتحكم فً إدارة هذه اللعبة‪ .‬فال وجود لربح أو رفاهٌة اقتصادٌة دون وجود‬
‫منافسة وكل مؤسسة طرفا فً اللعبة ٌجب أن تتمكن من لعب دورها مهما كانت قوتها أو ضعفها‪.‬‬

‫فالمنافسة طرٌقة للتنظٌم االجتماعً تفرض على األعوان االقتصادٌٌن سلسلة من المناهج والمفاهٌم‬
‫حددتها النصوص القانونٌة الخاصة بالمنافسة ؼاٌتها تحسٌن طرق اإلنتاج وتجوٌد المنتجات وتشجٌع‬
‫التقدم الصناعً والتكنولوجً‪ ،‬ذلك أنه على كل عون اقتصادي بذل قصار جهده لتحسٌن طرق ووسابل‬
‫تخفٌض تكالٌؾ إنتاج المنتجات والخدمات إلى أدنى سعر ممكن‪.4‬‬

‫فقد قلصت السلطة العامة من تدخلها بصورة مباشرة أو ؼٌر مباشرة لوضع حد لكل ما قد ٌؤدي‬
‫إلى انعدام المنافسة أو اضطرابها وهو ما ٌطلق علٌه بقانون المنافسة الذي هو مجموعة القواعد القانونٌة‬
‫التً تحكم األنشطة الممارسة من قبل األعوان االقتصادٌٌن فً إطار البحث والمحافظة على الزبابن‪.‬‬

‫كما ٌمكن أن ٌعبر قانون المنافسة عن القواعد التً تهدؾ إلى كسب حصة فً السوق‪.5‬‬

‫وٌعرؾ قانون المنافسة بأنه مجموعة من القواعد القانونٌة الموضوعة من قبل السلطة العامة‬
‫قصد تنظٌم الحٌاة االقتصادٌة فٌما بٌن المتعاملٌن االقتصادٌٌن مع ضمان حقوقها والتزاماتها فٌما بٌنها‬
‫ومع ؼٌرها‪.‬‬

‫لذا فإن تقٌٌد المنافسة وإخراجها من مسارها الطبٌعً ٌعتبر عمال ؼٌر مشروع وسلوكا محظورا‬
‫ٌخل بأهداؾ المنافسة الحرة كوسٌلة للتنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 37‬من دستور ‪ 1996‬المعدل بقوليا ‪" :‬حرية التجارة والصناعة مكفولة"‬
‫‪2‬‬
‫‪-P. Roubier, Droit de la propriété, Ed Sirey, Paris 1952, tome I.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Petit Larousse illustré, dictionnaire de la langue française, librairie Larousse, Paris, 1976, p238.‬‬
‫‪-4‬أد‪ .‬محمد الشريفكتو‪ ،‬أىداف المنافسة‪ ،‬الممتقى الوطني حول المنافسة وحماية المستيمك‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬يومي ‪ 18-17‬نوفمبر ‪ ،2009‬صفحة ‪.03‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Marie-Anne FRISON ROCHE, Marie STEPHANE PAYET, Droit de la concurrence, Edition‬‬
‫‪Dalloz, Paris, 2006, p.25.‬‬
‫‪7‬‬
‫ولإلشارة فإن قانون المنافسة له عدة ممٌزات تجعله ٌتمٌز عن ؼٌره من القوانٌن منها ‪:‬‬
‫‪ -‬أنه قانون اقتصادي بامتٌاز ٌجمع بٌن قواعد القانون وقواعد االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬أنه قانون متطور (‪ٌ )évolutif‬تؽٌر حسب قوة النشاط الصناعً والتجاري‪ ،1‬ال ٌعرؾ الثبات‬
‫واالستقرار فً تنظٌم المنافسة وتحرٌر األسعار‪.‬‬
‫‪ٌ -‬عمل على حماٌة السوق وكذا حماٌة كل المتنافسٌن فٌه‪.‬‬
‫‪ٌ -‬حمً المصالح االقتصادٌة للدول‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف سياسة المنافسة وقوانينها‪:‬‬
‫السٌاسة العمومٌة للمنافسة هً مجموعة من اإلجراءات والقرارات التً تتخذها السلطة العمومٌة‬
‫نٌابة عن المجتمع وتتعلق بمجال معٌن‪ ،‬كما أنها تعنً أٌضا مجموع اإلجراءات ذات مضمون موحد‬
‫ٌفرضها الفاعلون على البٌبة المحٌطة بهم‪.2‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف الفقهي لسياسة المنافسة‬
‫أورد الفقٌه تونٌؾ‪ J. Thonif‬فً مؤلفه‪ 3‬تعرٌفا مأخوذ عن الفقٌه دون "‪ "Donn‬لمفهوم تحلٌل‬
‫السٌاسة العمومٌة للمنافسة " بأنه بحث علمً تطبٌقً ضمن العلوم االجتماعٌة ٌستخدم مناهج بحثٌة‬
‫متعددة لكً ٌنتج معلومات أساسٌة تتعلق بسٌاسة ما‪ ،‬التً من شأنها أن تؤدي إلى حل المشكالت الخاصة‬
‫بالفعل التنافسً " وهذا التعرٌؾ ٌرتكز على سمتٌن أساسٌتٌن لتحلٌل السٌاسة العمومٌة للمنافسة تتمثل‬
‫السمة األولى فً المدخل العلمً المتعدد ‪ ،Pluridisciplinaire‬وتتمثل السمة الثانٌة فً ترشٌد القرار‬
‫والمساعدة (‪.)Orientation vers l’aide à la décision‬‬
‫وٌمٌز الفقٌه ثونق‪ Thonig‬بٌن تحلٌل السٌاسات ‪ Policy analysis‬وتصور السٌاسات ‪،Policy disign‬‬
‫ذلك أن تصور السٌاسات هو نشاط إبداعً بطبٌعته‪ٌ ،‬هدؾ إلى تحقٌق نتٌجة سٌاسٌة أو اجتماعٌة من‬
‫خالل صٌاؼة خبٌر السٌاسات لحل معٌن على ضوء تفضٌالته من بٌن الحلول المختلفة لمشكلة معٌنة‪.4‬‬
‫إن حرٌة المنافسة شأنها شأن أٌة حرٌة تمارس فً إطار القانون وبترخٌص منه فال وجود لحرٌة مطلقة‪،‬‬
‫كما أن مفهوم ممارسة حرٌة األنشطة االقتصادٌة مختلؾ حسب اإلطار الموضوعً والظروؾ الخاصة‬
‫بكل بلد‪ .‬وهذا االختالؾ نجد صداه داخل األنظمة اللٌبرالٌة ذاتها‪ ،‬إذ نجد فٌها حرٌة مقٌدة أو‬
‫مؤطرة‪.Concurrence administrée5‬‬

‫‪1-‬‬
‫‪Marie MAULARIE VIGNAL, Droit de la concurrence interne et communautaire, 3ème édition,‬‬
‫‪Dalloz, 2005, p.16.‬‬
‫‪2-‬‬
‫‪Lantant, (PH) ; La politique communautaire de concurrence, ed Sirey, 1993, P.10‬‬
‫‪3-‬‬
‫‪J.C. Thnig, « L’analyse des politiques » op.cit, p33.‬‬
‫‪ -4‬يطرح تساؤل حول متى تصبح السمبية أو الالقرار سياسة وىل كل ما تفعمو الحكومة يمثل سياسة عمومية؟ يعتبر‬
‫البعض أن امتناع الحكومة عن القيام باألعمال أو اتخاذ قرار يصبح سياسة‪ ،‬عندما يمتد االمتناع لفترة معينة من الزمن‬
‫وبثبات عمى موقف لمواجية الضغوط التختذ موقف معاكس وليس من السيل تحديد متى تبدأ سمبية الحكومة تتخذ‬
‫صفة سياسات عامة‪ ،‬فما ييم في سياسة السكون أن يعتبر الموضوع المسكوت عنو فقرة في جدول األعمال السياسي‪،‬‬
‫انظر أ ج ىايدنيايمر ىـ ىيكوكتيش آدمز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪5-‬‬
‫‪J.M Mousserron, R. Selinsky, Le droit français nouveau de la concurrence, Paris, 1988, P.p‬‬
‫‪8‬‬
‫وهكذا نجد لحرٌة المنافسة شكل تنظٌمً‪ ،‬فالحرٌة ضرورٌة لوجودها ولكن ؼٌر كافٌة للحفاظ علٌها‬
‫ودعمها ومن هنا تحددت المواقع والمخالفات فً أحكام قانون المنافسة لحماٌة حرٌة التنافسٌة ولٌس للحد‬
‫منها‪ ،‬ألن المنافسة فً شكلها المطلق تحمل بذور موتها إذ ٌمكن للمنافسة أن تقتل المنافسة وذلك بتحول‬
‫موقع االحتكار من االحتكار العمومً إلى االحتكار الخاص‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ المساواة في سياسة المنافسة‬
‫األمر الثانً الذي تقوم علٌه المنافسة هو مبدأ المساواة‪ ،‬إذ اعتبر الفقه فً فرنسا أن هذا المبدأ ال‬
‫ٌنطبق إال على المؤسسات التً تكون فً وضعٌة مماثلة وهذا المبدأ هو شرط لوجود منافسة سلٌمة فً‬
‫السوق‪ ،‬حٌث ٌفترض أن جمٌع المتدخلٌن والمتعاملٌن فً السوق لهم نفس الحظوظ مما ٌعنً ضرورة‬
‫تجنب االحتكارات المحمٌة والمعامالت التفضٌلٌة‪.‬‬
‫ولقد كرس الباب الثانً من الدستور الجزابري المعدل مبدأ المساواة فً الحقوق والواجبات بٌن‬
‫المواطنٌن وكذلك المساواة أمام القانون‪ ،‬كما أن مبدأ الحرٌة التجارٌة والصناعٌة فً المادة ‪ 77‬من‬
‫دستور ‪ 9111‬مضمونة وهو ما كرسه التعدٌل الدستوري الجدٌد لسنة ‪ 2091‬فً مادته ‪.217‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مقاربة للتأصيل التاريخي لسياسة المنافسة‪.‬‬


‫ٌنظم اإلسالم مقتضٌات الحٌاة بالنسبة لالنسان بالتنسٌق بٌن مطالب الروح و الجسم بمٌزان العدل‬
‫و االستقامة‪ ،‬فكما انه رسم للروح طرٌق سعادتها و كان من الضروري ان ٌرسم اٌضا للمادة طرٌق‬
‫سعادتها و ٌأمر لما فٌه خٌرها ونفعها‪ ،‬ومن هنا أمر بتحصٌل التعارؾ و التعاون و المبادلة ‪ ،‬من أجل‬
‫هذا حض االسالم و رؼب فً الكسب الحالل فقال هللا تعالى‪ ":‬هو الذي جعل لكم االرض ذلوال فامشوا‬
‫فً مناكبها و كلوا من رزقه و الٌه النشور" سورة الملك اآلٌة ‪.95‬‬
‫ومن االحادٌث النبوٌة ما روى عن انس بن مالك رضى هللا عنه عن النبً صلى هللا علٌه وسلم‬
‫‪3‬‬
‫قال‪ ":‬طلب الحالل واجب على كل مسلم"‬
‫والتجارة تعد من أوسع مٌادٌن النشاط البشري‪ ،‬والنها ترتبط بانشطة اخرى كالصناعة والزراعة‬
‫فقد أباح اإلسالم التجارة شرٌطة ان ٌسلك المسلم وسابل الكسب المشروعة التً احلها هللا تعالى فً طلب‬
‫العٌش و كسب الرزق‪.‬‬
‫ولما كانت المنافسة ظاهرة حتمٌة فً التجارة فان اإلسالم ٌدعو الى نظام المنافسة‪ ،‬و لكن لٌست‬
‫المنافسة فً اإلسالم كالتً تدعو الٌها النظم الراسمالٌة و االشتراكٌة‪ ،‬انها منافسة خٌرة ٌتحلى فٌها التاجر‬
‫بقٌم و اخالق عالٌة‪.‬‬
‫فٌدعو االسالم الى نظام المنافسة التً تمارس فً إطار من التعاون و العدل اللذٌن ٌكفالن حصول‬
‫كل ذي حق حقه فً جو تسوده المحبة و االخوة‪ ،‬كما ٌوجب االسالم ان تكون المنافسة بناءة تنصب‬
‫على التسابق فً إجاد العمل و اجادة المنتجات و تفوقها‪ ،‬و ان تكن المنافسة خٌرة ال ٌترتب علٌها‬
‫اضرار حٌث " ال ضرر وال ضرار"‪.‬‬

‫‪1-‬‬
‫‪D.Lindte, Principe d’égalité, de liberté de commerce et de l’industrie et droit de la concurrence,‬‬
‫‪« droit public de la concurrence » ouvrage collectif sous la direction de JM Raiand et R. Christini,‬‬
‫‪Economica, 1987, P15.‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 01-16‬مؤرخ في ‪ 26‬جمادى األولى عام ‪ 1437‬الموافق ل ‪ 6‬مارس ‪ ،2016‬يتضمن التعديل الدستوري‪،‬‬
‫ج ر ع ‪ ،14‬بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪.2016‬‬
‫‪ -3‬أخرجه الطبرانً فً المعجم األوسط‪ ،‬مجلد ‪ ،01‬ص ‪.271-272‬‬
‫‪9‬‬
‫و االسالم ٌدعو الى التسابق والتنافس فً العمل الصالح ـ فً مجال النشاط االقتصادي ـ اجادة المنتجات‬
‫وتحسٌن طرق االنتاج وخفض التكالٌؾ مما ٌمكن المستهلك من الحصول على مطالبه من السلع‬
‫والخدمات بثمن اقل وجودة عالٌة‪.‬‬

‫ومع ان المال عنصر من عناصر قوة االمة و مقوم من مقوماتها و نهضتها و تقدمها‪ ،‬اال انه ٌصبح‬
‫خطرا على االمة وابنابها اذا انهمكت فً طلبه و جمعه والتنافس علٌه و صار اكبر همها و ؼاٌة سعٌها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سياسة المنافسة في أحكام الشريعة االسالمية‬


‫تتجلى المنافسة فً األحكام االسالمٌة بسمات كثٌرة ٌمكن أن نعدد من هذه السمات‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬السمات األخالقية للمنافسة‬
‫ان المنافسة االسالمٌة تنطلق من روح التكافل والمودة و التراحم والتعاون بٌن افراد المجتمع‬
‫االسالمً و ذلك خضوعا ألمر هللا تعالى‪ ":‬و تعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على االثم والعدوان‬
‫‪1‬‬
‫واتقو هللا إن هللا شدٌد العقاب"‬

‫انها تمارس فً جو االخوة و التسامح و التعاون قال هللا تعالى‪ ":‬انما المؤمنون اخوة"‪ 2‬و قال هللا‬
‫تعالى‪ٌ ":‬ا اٌها الناس إن خلقناكم من ذكر وانثى و جعلناكم شعوبا وقبابل لتعارفوا ان اكرمكم عند هللا‬
‫اتقاكم ان هللا علٌم خبٌر"‪ . 3‬كذلك من القٌم الخلقٌة المطلوبة مع االخوة والتسامح و التٌسٌٌر‪.‬‬

‫فقال هللا تعالى‪ ":‬و ان كان ذو عسرة فنظر والى مٌسرة"‪ 4‬و قول النبً الكرٌم صلى هللا علٌه وسلم‪ :‬رحم‬
‫‪5‬‬
‫هللا عبدا سمحا اذا باع سمحا اذا اشترى سمحا اذا اقتضى"‬

‫من السمات الصدق فً القول و االمانة و المعاملة قال هللا تعالى‪ " :‬ان هللا ٌأمركم ان تؤدوا االمانات الى‬
‫اهلها"‪6‬واٌضا فً المعاملة و النشاط ان ٌتسم بالعدل الذي ٌعد من اعظم القٌم التً قررها االسالم‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫قال هللا تعالى‪ ":‬إن هللا ٌأمر بالعدل و االحسان و إتاء ذي القربى"‬
‫‪8‬‬
‫و قال الرسول الكرٌم صلى هللا علٌه وسلم ‪ ":‬او علمتم ان الصدٌق ال ٌدخل جوفه طٌبا"‬
‫وعلى من ٌمارس النشاط ٌتسم عمله برضى هللا سبحانه وتعالى و ان ٌتقً هللا و ٌراقبه فً كل تصرفاته‬
‫‪9‬‬
‫قال هللا تعالى‪ ":‬ان هللا ال ٌخفى علٌه شا فً االرض و ال فً السماء"‬
‫‪10‬‬
‫و لٌعلم المتعامل ان الدنٌا الى زوال " و االخرة خٌر وابقى"‬

‫‪ -1‬سورة المابدة‪ ،‬اآلٌة رقم ‪ 02‬صفحة ‪ 901‬و هً سورة مدنٌة‪ ،‬ترتٌبها الرابع من القرءان الكرٌم‪.‬‬
‫‪ -2‬سورة الحجرات‪ ،‬من اآلٌة ‪.97‬‬
‫‪ -3‬سورة الحجرات‪ ،‬اآلٌة ‪.97‬‬
‫‪-4‬سورة البقرة‪ ،‬من اآلٌة ‪.220‬‬
‫‪ -5‬أخرجه البخاري فً الجامع الصحٌح‪ ،‬كتاب البٌوع‪ ،‬باب السهولة و السماحة فً الشراء و البٌع‪ ،‬حدٌث ‪.2071‬‬
‫‪ -6‬سورة النساء‪ ،‬من اآلٌة ‪.52‬‬
‫‪-7‬سورة النحل‪ ،‬من اآلٌة ‪.10‬‬
‫‪ -8‬أخرجه الترمٌذي فً السنن‪ ،‬كتاب البٌوع باب ما جاء فً التجار‪ ،‬حدٌث ‪.9201‬‬
‫‪-9‬سورة آل عمران اآلٌة ‪.05‬‬
‫‪-10‬سورة األعمى اآلية ‪.17‬‬
‫انظر قولو تعالى‪" :‬وفي ذلك فميتنافس المتنافسون" سورة المطففين اآلية ‪ .26‬تجدر اإلشارة أن ىذا المصطمح ىو مصطمح‬
‫قرآني وان كان سياق اآلية يدل عمى التنافس في الثواب‪ ،‬ومن باب اإلشارة فإن مصطمح التنافس ورد في السورة التي‬
‫تتوعد التجار والمطففين في الكيل والميزان‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫فإذا تمسك المتعامل بهذه االخالق االسالمٌة و سادت هذه االداب االسالمٌة فً االسواق‪ ،‬و عملت‬
‫الدولة على تفعٌلها ونشرها فً التعامل داخل حدودها‪ ،‬ماذا ٌكون عن شكل هذا المجتمع بهذا المجتمع‪،‬‬
‫وما شكل المنافسة االسالمٌة الخٌرة داخل الدولة‪ ،‬و اٌضا ماذا تكون شكل التجارة الدولٌة اذا عمت هذه‬
‫السمات والفضابل فً التعامل الدولً و ماذا تكون شكل المنافسة االسالمٌة الخٌرة اٌضا فً المجتمع‬
‫الدولً‪ٌ ،‬كون مجتمع ٌنعم فً رحابه كل الناس افراد وجماعات مسلمٌن وؼٌر مسلمٌن تجارا ومنتجٌن‬
‫ومستهلكٌن ‪ ،‬شركات وطنٌة ام شركات متعددة الجنسٌات ‪،‬ال شك ان هذه السمات التً ٌزرعها االسالم‬
‫فً قلب و ضمٌر االنسانٌة جمعاء بصفة عامة و التجارة العالمٌة بصفة خاصة انما تعد بمثابة حماٌة من‬
‫الشارع للمنافسة فً ظل سمات أوجدتها الشرٌعة االسالمٌة‪.‬‬

‫إن البحث فً جذور سٌاسة المنافسة من الوجهة التارٌخٌة هو بحث فً مواطن تكرٌس لحرٌة‬
‫التجارة وحرٌة البٌع وحرٌة العمل وحرٌة الملكٌة وحرٌة التعاقد من خالل النصوص الدٌنٌة والممارسات‬
‫االقتصادٌة‪ .‬إن بداٌة التأصٌل تنطلق من كون مصطلح التنافس عرٌق فً االستعمال اللؽوي‪ ،‬فالمبادئ‬
‫التً تقود فكرة الحرٌة االقتصادٌة فً التشرٌع اإلسالمً هو مبدأ منع التسعٌر ومنع االحتكار‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبادئ المنافسة في الشريعة اإلسالمي‬

‫أوال‪ :‬مبدأ منع التسعير ‪:‬‬

‫إن تدخل الحاكم فً تحدٌد سعر السلع فٌه مظنة للظلم‪ ،‬والناس أحرار فً التصرفات المالٌة‬
‫والحجر علٌهم مناؾ لهذه الحرٌة‪ ،‬ومبدأ عدم التسعٌر السابد فً التشرٌع اإلسالمً ٌدل على أن تحدٌد‬
‫األسعار ٌتم فً إطار من التراضً‪ .‬ومبدأ حرٌة العرض والطلب‪ ،‬ذلك أن حرٌة األسعار وحرٌة‬
‫المنافسة متالزمان وما تدخل الحاكم فً تحدٌد األسعار فً التشرٌع اإلسالمً إال استثناء فً حاالت‬
‫محددة كالتعدي الفاحش من التجار فً القٌمة لإلضرار بالسوق‪ .‬فقد روى أنس بن مالك قال ‪ :‬ؼال‬
‫السعر على عهد رسول هللا ‪ ‬فقالوا ٌا رسول هللا قد ؼال السعر‪ ،‬فسعر لنا فقال ‪ :‬إن هللا هو المسعر‪،‬‬
‫القابض الباسط الرزاق وإنً ألرجو أن ألقى ربً ولٌس أحد ٌطلبنً فً دم وال مال"‪ .‬سنن أبً داود‪،‬‬
‫الجزء الثانً‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ تحريم االحتكار‪:‬‬

‫االحتكار فً التشرٌع اإلسالمً هو شراء الشًء وحبسه لٌقل بٌن الناس فٌؽلو سعره وٌصٌبهم‬
‫بسبب ذلك الضرر‪ ،‬وٌوصؾ االحتكار كونه سلوك فٌه إخالل بالسٌر الطبٌعً لألسعار‪ ،‬كما أن منع‬
‫االحتكار ٌتعلق بالضرر الذي ٌصٌب المستهلكٌن وهو دلٌل على مدى أصالة حماٌة المستهلك فً‬
‫التشرٌع اإلسالمً من كل ممارسة احتكارٌة للتجار ومن كل ؼش‪ .‬فتكون حرمة االحتكار بحبس‬
‫المشتري فً المصر لتعلق حق العامة به فٌصٌر ظالما بمنع حقهم‪ ،‬وهذا بخالؾ المجلوب من خارج‬
‫‪3‬‬
‫المصر فإن حبسه ال ٌصٌر حراما لعدم تعلق حق أهل المصر به فال ٌتحقق الظلم فٌه‪.‬‬

‫‪-1‬انظر ابن خمدون في كتاب المقدمة مطبعة الشعب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دون تاريخ نشر‪ ،‬ص ‪ " 198‬إن التجارة من السمطان مضرة‬
‫مضرة بالرعية مفسدة لمجباية‪ ،‬إن الرعايا متكافؤون واذا رافقيم السمطان في ذلك ومالو أعظم كثي ار منيم فال يكاد أحد‬
‫منيم يحصل عمى غرض في شيء من حاجتو"‪.‬‬
‫‪ -2‬السيد سابق‪ ،‬فقو السنة‪ ،‬المجمد الثالث‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت ‪ 1983‬ص ‪.160‬‬
‫‪ -3‬ذىب جميور الفقياء إلى أن الجالب لمسوق لو حبس ما جمبو حتى يصيب من الثمن ما يريد قإن صنعو ىذا ال يعد‬
‫احتكا ار و استدلو عمى ذلك بأدلة منيا ما ورد عن النبي صمى اهلل عميو وسمم انو قال الجالب مرزوق و المحتكر ممعون‬
‫اخرجو الدارمي و ابن ماجة عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب‪ ،‬فدل ذلك عمى أن الجالب ليس بمحتكر‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫فما حكم إحتكار الدولة بمؤسساتها لبعض الخدمات العامة؟‬

‫إحتكار الدولة لبعض الخدمات العامة ال ٌعد من قبٌل االحتكار المحرم‪ ،‬لما فٌه من خدمات تكفل تأدٌتها‬
‫للعامة و المحافظة على النظام كمشارٌع الكهرباء و الماء و الؽاز و التعلٌم و الصحة‪ ،‬فأجاز االسالم‬
‫لولً األمر أن ٌتدخل لمنع االحتكار فً األسواق لؽرض التوسعة على الناس و رفع الضٌق و الضرر‬
‫الالحق بهم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ تحريم التطفيف في الكيل والميزان‪:‬‬

‫ٌعد من أخطر المظاهر التً تمس بحرٌة المنافسة وٌمٌل بعض شراح القانون كاألستاذ شامبو‬
‫‪ Champaud‬إلى االنتصار للمفهوم الواسع لقانون المنافسة حٌث ٌعبر أن النصوص المتعلقة بضبط‬
‫آالت الموازٌن والمكاٌل ٌمكن أن ٌكون لها تأثٌر على الوضع التنافسً للتاجر‪ ،‬وبالتالً ٌدرجها ضمن‬
‫قانون المنافسة‪.1‬‬

‫ووصؾ الرسول صلى هللا علٌه وسلم األمانة فً البٌع والشراء بقوله " التاجر الصدوق الهٌن مع النبٌٌن‬
‫والصدٌقٌن والشهداء " رواه الترمذي فً الجامع الصحٌح‪.2‬‬

‫إضافة إلى المبادئ السابقة‪ ،‬فإن الفقه اإلسالمً حث على أخالقٌات عدٌدة لمنع الؽش والتأكٌد على قٌم‬
‫األمانة والصدق فً المعامالت‪ .‬ولتأمٌن هذه المبادئ والقٌم التً كان على الدولة فً العهود السابقة‬
‫التدخل لمقاومة اإلخالل بهذه القٌم وتنظٌم المعامالت فً السوق‪ ،‬فكانت مؤسسة الحسبة وهً منشأة‬
‫حكومٌة تعمل على تنظٌم السوق وتضمن عدم انتهاك القواعد األخالقٌة فً السوق‪ ،‬وعدم تفشً االحتكار‬
‫فٌه‪ ،‬وعدم انتهاك حقوق المستهلك والقواعد المطابقة والصحة وإجراءات األمن‪.‬‬

‫أما التحلٌل فهو ٌقوم بدور آخر‪ ،‬إذ تهدؾ إلى توضٌح آثار خٌار أو خٌارات معٌنة ومالحظة ذلك‬
‫قبلٌا أو بعدٌا‪.‬‬

‫وتحلٌل السٌاسات ؼالبا ما ٌستعصً على الصٌاؼة فً شكل مجموعة معٌنة من المعاٌٌر لذلك ٌمكن‬
‫تشبٌهه بأنه فن ‪ art‬ومعرفة حِرفٌة ‪ .savoir faire‬فالتحدٌد النظري للمفاهٌم ٌساهم بقسط وافر فً تجلٌة‬
‫مفهوم سٌاسة المنافسة نظرا التساع محتواه من جهة وؼموضه من جهة ثانٌة‪ .‬إضافة إلى حداثة سٌاسة‬
‫المنافسة فً الجزابر‪ .‬فسٌاسة المنافسة هً مجموع اإلجراءات التً من شأنها حماٌة عملٌة المنافسة‬
‫وتشجٌع السلوك التنافسً وذلك من أجل تعزٌز الكفاءة االقتصادٌة‪.3‬‬

‫فالتعرٌؾ السابق لسٌاسة المنافسة ٌركز على حماٌة عملٌة التنافس ولٌس على حماٌة المتنافسٌن وهو‬
‫ٌتوافق مع المنظور الدولً لسٌاسات وقوانٌن المنافسة‪ .‬والمالحظة الثانٌة تتمثل فً وحدة هدؾ سٌاسة‬
‫المنافسة وهً زٌادة الكفاءة االقتصادٌة والتنافسٌة ‪ La compétitivité économique‬ونجد هذا‬

‫‪1‬‬
‫‪- C. Champaud, Les sources du droit de la concurrence au regard du droit commercial et des‬‬
‫‪autres branches du droit applicable en France. Etude offertes à Roger Houin, éd Sicey,‬‬
‫‪Paris, 1985, 961.‬‬
‫‪-2‬منذر قحف‪ ،‬النظام االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬نظرة عامة‪ ،‬مجمة المسمم المعاصر‪ ،‬عدد ‪ ،20‬لسنة ‪ ،1979‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -3‬جوزيف سابا‪ ،‬نعمت شفيق‪ ،‬من العب إلى حكم‪ ،‬الدور المتغير لسياسات المنافسة وأطر التنظيم في الشرق األوسط‬
‫وشمال إفريقيا في ندوة دور الدولة في البيئة االقتصادية العربية الجديدة‪ ،‬الكويت‪ 5-4 ،‬مارس ‪ ،1997‬نشر‬
‫الصندوق العربي لإلنماء االقتصادي واالجتماعي وصندوق النقد العربي مع صندوق النقد والبنك الدوليين ‪،1997‬‬
‫ص ‪.295‬‬
‫‪12‬‬
‫التوجه فً دول مثل كندا واالتحاد األوروبً ونٌوزٌلندا والوالٌات المتحدة حٌث اعتبر التركٌز على‬
‫الكفاءة االقتصادٌة تهدؾ لسٌاسة المنافسة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التأصيل التاريخي لسياسة المنافسة في الجزائر‪:‬‬

‫إن القول بوجود سٌاسة تنافسٌة فً تارٌخ المعامالت االقتصادٌة فً الجزابر بالمفهوم الحالً فٌه نوع من‬
‫المبالؽة‪ ،‬ذلك إن النظام االقتصادي للدولة المتدخلة فً مرحلة االستقالل األولى كانت موجهة إلى بناء‬
‫اقتصاد قاعدي مشترك عمومً بامتٌاز‪ .‬وظهر ذلك فً البرامج المختلفة للسٌاسة االقتصادٌة فال وجود‬
‫لتكرٌس الحرٌة التجارٌة و لحرٌة البٌع و حرٌة التملك و حرٌة التعاقد‪.‬‬

‫أما بخصوص تجذر خٌار المنافسة الحرة فً البٌبة الجزابرٌة فإن البحث عن هذا التجذر مرتبط‬
‫بالبحث عن نواة حرٌة التجارة والصناعة مفهوما وممارسة‪ .‬وعلٌه فإن قانون المنافسة ٌعتبر من‬
‫اآللٌات القانونٌة التً تسمح باالنتقال من نظام االقتصاد الموجه إلى نظام اقتصاد السوق‪.‬‬

‫فالدولة الجزابرٌة الفتٌة انتهجت مباشرة بعد االستقالل النظام االشتراكً‪ ،‬فكان ٌنظر إلى مبدأ‬
‫حرٌة التجارة والصناعة مبدأ ٌخالؾ السٌادة الوطنٌة‪ ،‬و باعتماد مبادئ النظام االشتراكً هٌمنة الدولة‬
‫على جمٌع مجاالت النشاط االقتصادي‪ ،‬و احتكرت ممارسة ؼالبٌة النشاطات و همشت المبادرة الخاصة‪.‬‬

‫فالدولة الجزابرٌة الفتٌة انتهجت مباشرة بعد االستقالل النظام االشتراكً‪ ،‬فكان ٌنظر إلى مبدأ‬
‫حرٌة التجارة والصناعة مبدأ ٌخالؾ السٌادة الوطنٌة‪ .1‬وباعتماد مبادئ النظام االشتراكً هٌمنت الدولة‬
‫على جمٌع مجاالت النشاط االقتصادي واحتكرت ممارسة ؼالبٌة النشاطات وهمشت المبادرة الخاصة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تنظيم المنافسة في ظل األمر ‪ .60-59‬و إشكاالت التطبيق‪.‬‬

‫إن النظام القانونً الجزابري كان شبه خالٌا من األحكام المنظمة للسوق والمنافسة فً ظل الدولة‬
‫المتدخلة والنظام االشتراكً الذي كان سابدا وخاصة منها الحكام التً تهتم بالمخالفات الضارة بالمنافسة‬
‫والمقٌدة لها‪ ،‬واالستؽالل المفرط للمركز المهٌمن باستثناء بعض النصوص المتفرقة من القانون المدنً‬
‫والقانون الجنابً والتً بقٌت قاصرة على تجرٌم مثل هذه الممارسات‪ .‬فالنظام القانونً واالقتصادي‬
‫للدولة المتدخلة فً مرحلة االستقالل األولى كانت موجهة إلى بناء اقتصاد قاعدي مشترك عمومً‬
‫بامتٌاز‪ ،‬فال وجود لتكرٌس حرٌة التجارة والصناعة وحرٌة التملك وحرٌة التعاقد واالستثمار المحتكرٌن‬
‫من قبل الدولة‪ .‬فالدولة الجزابرٌة الفتٌة انتهجت مباشرة بعد االستقالل النظام االشتراكً فكان ٌنظر إلى‬
‫مبدأ حرٌة التجارة والصناعة مبدأ ٌخالؾ السٌادة الوطنٌة فهٌمنت الدولة على جمٌع مجاالت النشاط‬
‫االقتصادي واحتكرت ممارسة ؼالبٌة النشاطات المتعلقة بالتجارة سواء الخارجٌة منها أو الدخالٌة‬
‫واالستثمار وهمشت المبادرة الخاصة‪ .‬وبعد صدور دستور ‪ 9121‬كرّ س حرٌة التجارة والصناعة وفتح‬
‫المجال للمبادرة الخاصة وتكرست أكثر فكرة حرٌة التعاقد وحرٌة االستثمار فً دستور ‪ 9111‬وكذا بعد‬
‫اإلصالحات التً أقرتها الدولة بعد اتفاقٌات صندوق النقد الدولً الذي طلب تحٌٌن المنظومة القانونٌة‬
‫العامة‪.‬‬

‫تدعم التوجه اللٌبرالً بإمضاء الجزابر التفاقٌة الشراكة مع االتحاد األوروبً التً تكرس مبادئ‬
‫حرٌة المنافسة وذلك بإخضاع المؤسسات االقتصادٌة القتصاد السوق وتنظٌم ممارسة هذه الحرٌة‬
‫التنافسٌة وطوق حماٌتها‪ .‬فالمؤسسة حٌن تجد نفسها فً حل عن كل قٌد فإنها ال تتورع إطالقا فً‬

‫‪1‬‬
‫كسال سامية‪ ،‬الممتقى الوطني حول حرية المافسة في القانون الجزائري‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة بعنوان مبدأ حرية‬
‫التجارة والصناعة أساس قانوني لممنافسة الحرة‪ ،‬يومي ‪ 04-03‬أفريل ‪.2013‬‬
‫‪13‬‬
‫استخدام أي أسلوب متاح لتروٌج منتجاتها وتوسٌع دابرة إنتاجها مما ٌؤدي إلى سٌطرة القلة على السوق‪.‬‬
‫فصدور األمر ‪ 01/15‬المؤرخ فً ‪ 25‬جانفً ‪ 9115‬جاء لوضع األسس و القواعد المنظمة لتصرفات‬
‫األعوان اإلقتصادٌن فً محٌط ٌسوده التنافس بعدما تم تحرٌر التجارة الخارجٌة‪.‬‬

‫وإن وضع هذه المنظومة التشرٌعٌة أصبح أمرا ال بد منه‪ ،‬خاصة و نحن اآلن أمام مرحلة تتمٌز‬
‫بإنقضاء و زوال إحتكار الدولة على معظم النشاطات اإلقتصادٌة مما ٌستدعً األخذ بنظام إقتصادي‬
‫جدٌد تكون فٌه حرٌات التعاقد و التنافس بمثابة أسس له‪ ،‬و إن ممارسة هذه الحرٌات بصفة عامة تجد‬
‫إطارها التنظٌمً المرجعً فً األمر ‪ 01/15‬المتعلق بالمنافسة و الذي ٌهدؾ إلى حماٌة و تطوٌر‬
‫المنافسة عن طرٌق إنشاء مجلس المنافسة‪.‬‬

‫وإن تخصٌص هذا الجهاز بضبط المنافسة أملته عدة أسباب و عوامل منها عدم مالبمة المحاكم‬
‫الجزابرٌة لمتابعة الممارسات المقٌدة للمنافسة ألن القاضً ال ٌملك كل المعطٌات و اإلعالم و التكوٌن‬
‫الضروري‪ ،‬وال سٌما عندما ٌتعلق األمر بظاهرة إقتصادٌة‪ ،‬إلى جانب عامل إزالة التنظٌم فً اإلقتصاد‬
‫و إزالة الوصؾ الجزابً عن هذه النشاطات اإلقتصادٌة التً تتسم بالحركٌة و التعقٌد‪.‬‬

‫إذن فإن الفضل الربٌسً فً إنشاء مجلس المنافسة ٌعود لإلطار التشرٌعً‪ 1،01/15‬إال أن المشرع لم ٌقم‬
‫بتعرٌؾ هذا الجهاز‪ ،‬بحٌث سار مسار المشرع الفرنسً الذي ترك مسألة تكٌفه للفقه‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫فإن هذا القانون ٌعانً من عدة نقابص مما دفع بالمشرع إلى إدخال تعدٌالت الهدؾ منها هو تعزٌر‬
‫صالحٌات مجلس المنافسة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تنظيم المنافسة في ظل األمر‪ 60-60‬و التعديال الالحقة‪.‬‬

‫جاء األمر ‪ 07/07‬المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم فً ظل االتفاقات التً أبرمتها الجزابر مع‬
‫االتحاد الوروبً فً إطار الشراكة الثنابٌة بمقتضى االتفاقٌة المبرمة سنة ‪ 2005‬أٌن أجبرت الحكومة‬
‫على تحٌٌن قواعد المنافسة ومحاربة االتفاقات والممارسات االحتكارٌة بما ٌتماشى والقوانٌن المصادق‬
‫علٌها بمقتضى البروتوكوالت السبعة الملحقة باالتفاقٌة‪.‬‬

‫إن هذا األمر المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم جاء بقواعد لتزٌد من الفعالٌة اإلقتصادٌة وتحسٌن‬
‫ظروؾ معٌشة الفرد و ترفع من القدرة اإلنتاجٌة للمؤسسات وتحمً المستهلك من تواطؤ األعوان‬
‫اإلقتصادٌن‪.‬‬

‫وكان الهدؾ من وضع هذا النص الجدٌد هو توسٌع الطابع التنافسً لألسواق و األنشطة اإلقتصادٌة عن‬
‫طرٌق تدعٌم القواعد الهادفة إلى تصحٌح الممارسات التً من شأنها عرقلة المنافسة‪.‬‬
‫وخالفا لألمر السابق رقم ‪ 01/15‬فإن األمر‪ 07/07‬المتعلق بالمنافسة (‪)2‬جعل المشرع مجلس المنافسة‬
‫سلطة إدارٌة تنشأ لدى ربٌس الحكومة أصبحت بعد التعدٌل لسنة ‪ 2002‬بمقتضى المادة التاسعة منه‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ordonnance n° 95-06 du 23 chaabane 1415 correspondant au 25 janvier 1995 relative à la‬‬
‫‪concurrence, J O n° 11.‬‬

‫‪14‬‬
‫ٌوضع لدى الوزٌر المكلؾ بالتجارة‪ 1‬تتمتع بالشخصٌة القانونٌة و اإلستؽالل المالً مع اإلعتراؾ له‬
‫بممارسة السلطة القمعٌة لضبط مٌدان المنافسة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تنظيم المنافسة وتحريرها من الممارسات غير النزيهة وغير المشروعة بمقتضى‬
‫القانون ‪: 60/60‬‬

‫تضمن القانون رقم ‪ 02/01‬الصادر فً ‪ 27‬جوٌلٌة ‪ 2001‬الذي ٌحدد القواعد المطبقة على‬
‫الممارسات التجارٌة أحكام خاصة تهدؾ إلى تحدٌد قواعد ومبادئ شفافٌة ونزاهة الممارسات التجارٌة‬
‫التً تقوم فٌما بٌن اإلعوان االقتصادٌٌن وكذا قواعد وأحكام حماٌة المستهلك من الممارسات الماسة بأمنه‬
‫المادي والمعنوي‪ .‬فتطبٌق أحكام هذا القانون على نشاطات االنتاج والتوزٌع والخدمات التً ٌمارسها أي‬
‫عون اقتصادي مهما كانت طبٌعته القانونٌة‪ ،‬فالعون االقتصادي حسب مفهوم القانون هو كل منتج أو‬
‫تاجر أو حرفً أو مقدم خدمات أٌا كان صفته القانونٌة ٌمارس نشاطه فً اإلطار المهنً العادي أو بقصد‬
‫تحقٌق الؽاٌة التً تأسس من أجلها‪ 2‬ومنه فإن المشرع فً مجال الممارسات التجارٌة حدد قواعد ترتقً‬
‫بالمنافسة بٌن األعوان االقتصادٌٌن إذ بنزاهة الممارسات التجارٌة التً تشكل إحدى أهم هذه القواعد‬
‫ٌقتضً الوقوؾ عندها لتحلٌلها ومعرفة مدى تأثر المنافسة بهذه األحكام لتجنب تحولها إلى منافسة ؼٌر‬
‫مشروعة فً حالة انعدامها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تحرير المنافسة من الممارسات التجارية غير النزيهة ‪:‬‬

‫شدد المشرع الجزابرٌة على تحرٌر المنافسة من الممارسات التجارٌة ؼٌر النزٌهة من خالل‬
‫نصه على قواعد تجرم مثل هذه الممارسات إذ تمنع كل ممارسة ؼٌر نزٌهة المخالفة لألعراؾ التجارٌة‬
‫النظٌفة والنزٌهة والتً من خاللها ٌتعدى عون اقتصادي على مصالح عون اقتصادي آخر من خالل‬
‫تشوٌه سمعته بنشر معلومات سبٌة تمس بشخصه أو بمنتوجاته أو خدماته‪ .3‬فتقلٌد العالمات الممٌزة لعون‬
‫اقتصادي ما منافس أو تقلٌد منتوجاته أو خدماته ٌشكل ممارسات تجارٌة ؼٌر نزٌهة تمس بالمنافسة فشدد‬
‫المشرع على أن مثل هذه الممارسات تعتبر ماسة بنزاهة المنافسة ومنه قرر تجرٌم هذه الممارسات‬
‫ومعاقبتها بؽرامة قد تصل إلى خمسة مالٌٌن دٌنار‪ .4‬كما شدد المشرع على التصرفات التً قد تحدث‬
‫خلال فً تنظٌم نشاط عون اقتصادي منافس من خالل تحوٌل زبابنه باستعمال طرق ؼٌر نزٌهة أو‬
‫باستؽالل المهارة التنقٌة دون الحصول على الترخٌص أو إؼراء المستخدمٌن المتعاقدٌن مع عون‬
‫اقتصادي منافس أو إقامة محل تجاري فً الجوار القرٌب لمحل منافس ٌنشط فً نفس المجال بهدؾ‬
‫استؽالل شهرته خارج األعراؾ والممارسات التنافسٌة‪ .‬فكل هذه الممارسات تؤدي إلى منافسة ؼٌر‬
‫مشروعة تحد من التدخل فً السوق وتعرقل التطور الحسن للمنافسة النزٌهة والمشروعة‪.‬‬

‫‪ -1‬تم تعديل نص ىذه المادة الثالثة بمقتضى المادة رقم ‪ 09‬من القانون رقم ‪ 12/08‬المعدل والمتمم لألمر ‪03/03‬‬
‫وأصبحت المادة ‪ 23‬تعرف مجمس المنافسة بأنو سمطة إدارية مستقمة تدعى في صمب النص مجمس المنافسة تتمتع‬
‫بالشخصية القانونية واالستقالل المالي توضع لدى الوزير المكمف بالتجارة‪.‬‬
‫‪ -2‬انظر المادة ‪ 03‬من القانون ‪ 02/04‬المتعمق بالقواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية‪ ،‬مؤرخ في ‪ 04‬جمادى األولى‬
‫عام ‪ 1425‬الموافق لـ ‪ 23‬جويمية ‪ 2004‬يحدد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية‪ ،‬ج ر ع ‪ 41‬صادرة بتاريخ‬
‫‪ 27‬جويمية سنة ‪2004‬‬
‫‪ -3‬انظر في ىذا لشأن المادة ‪ 27‬من القانون ‪ 02/04‬الصادر في سنة ‪ 2004‬الذي يحدد القواعد المطبقة عمى‬
‫الممارسات التجارية‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -4‬انظر في ىذا الشأن المادة ‪ 38‬التي تنص " تعتبر ممارسات تجارية غير نزيية وممارسات تعاقدية تعسفية مخالفة‬
‫ألحكام المواد ‪ 26‬و ‪ 27‬و ‪ 28‬و ‪ 29‬من ىذا القانون‪ ،‬ويعاقب عمييا بغرامة من خمسينألف دينار جزائري‬
‫(‪ 50.000.00‬دج) إلى خمسة ماليين دينار جزائري (‪ 5.000.000.00‬دج)"‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تحرير المنافسة من الممارسات غير المشروعة‪:‬‬

‫ٌمنع على العون االقتصادي ممارسة األعمال التجارٌة دون اكتسابه للصفة التً ٌحددها القانون‬
‫وٌشترطها كمعٌار للتفرقة بٌن األعوان االقتصادٌٌن الممارسٌن الشرعٌٌن لألعمال التجارٌة ومنه فإن كل‬
‫عمل تجاري ٌقع تحت طابلة المنافسة ؼٌر المشروعة إذا انعدمت فٌه شرط الصفة وذلك باكتساب السجل‬
‫التجاري وعلى اعتبار أن العون االقتصادي من أشخاص النشاطات التجارٌة الذي ٌجب أن ٌدخل نشاطه‬
‫ضمن مدونة النشاطات المقننة‪ 1‬ومنه ٌتعٌن على العون االقتصادي ممارسة نشاطه باحترام القواعد‬
‫العامة لحماٌة المستهلك وذلك باجتناب رفض البٌع أو رفض تأدٌة الخدمة دون مبرر شرعً السٌما إذا‬
‫كانت متوفرة كما ٌحرص العون االقتصادي على عدم اشترطا البٌع بكمٌة مفروضة أو اشتراط البٌع‬
‫بشراء سلع أخرى أو خدمات‪.‬‬

‫كما اشترط القانون وهذا تحت الفصل الخاص بالممارسات التجارٌة عدم ممارسة نفوذا على أي‬
‫عون اقتصادي آخر أو ٌحصل منه على أسعار أو آجال دفع أو شروط بٌع أو كٌفٌات بٌع أو على شراء‬
‫تمٌٌزي ال ٌبرره مقابل حقٌقً ٌتالءم مع ما تقتضٌه المعامالت التجارٌة النزٌهة والشرٌفة‪ ،‬كما ٌلتزم‬
‫العون االقتصادي تجنب ممارسات تتعلق بأسعار ؼٌر شرعٌة أو تصرٌحا مزٌفة قصد التأثٌر على أسعار‬
‫السلع والخدمات كما تعتبر ممارسات تعاقدٌة تعسفٌة تخل بالمنافسة النزٌهة إذا أخل العون االقتصادي‬
‫وهو ٌتعامل مع المستهلك وذلك بفرض بنود وشروط تعسفٌة من أجل الفوز بامتٌازات ال تقابلها حقوق‬
‫كما ٌمنع القانون رفض فسخ العقد بٌنه وبٌن المستهلك إذا أخل هو بااللتزام‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 39/97‬مؤرخ في ‪ 18‬يناير سنة ‪ 1997‬متعمق بمدونة النشاطات االقتصادية الخاضعة لمقيد في‬
‫السجل التجاري‪ ،‬ج ر ع ‪ 03‬لسنة ‪.1997‬‬
‫‪16‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تضمن قانون المنافسة وكذا التنظيم الداخلي لمجلس المنافسة مجموعة من اإلجراءات المفصلة‬

‫لمباشرة الدعوى أمام مجلس المنافسة تبدأ بإجراء أولي يسمى اإلخطار يسمح بإعطاء صورة أولية عن‬

‫موضوع القضية المعروضة عليه‪ ،‬تليه بعد ذلك إجراءات التحقيق التي يتمكن من خاللها المجلس من‬

‫الـتأكد مما تم إخطاره به ‪ .‬و يعتبر اإلخطار المرحلة األولى في إجراءات المتابعة أمام مجلس المنافسة‬

‫وهو الخطوة التي بواسطتها ترفع الدعوى أمام المجلس‪ ،‬وال يخص إال الوقائع التي لم تتجاوز مدتها‬

‫الثالث سنوات ‪،‬فمدة تقادم الدعوى أمام مجلس المنافسة محددة بثالث سنوات ابتداء من تاريخ من تاريخ‬

‫وقوع الفعل ‪،‬ما لم يحدث سبب يوقف التقادم مثل إجراء أبحاث ومعاينات أو صدور عقوبة‪ . .‬ومنه‬

‫سنعالج سلطة ضبط المنافسة ونظامها القانوني من خالل مبحثين نتناول في‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التشكيلة البشرية لمجلس المنافسة وسير جلساته‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات الطعن ضد قرارات مجلس المنافسة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫انًجحث األٔل‪ :‬انزشك‪ٛ‬هخ انجشش‪ٚ‬خ نًدهظ انًُبفغخ ٔع‪ٛ‬ش خهغبرّ‪.‬‬

‫جاءت تشكيمة مجمس المنافسة موضحة في الباب الثالث مف األمر رقـ ‪ 03/03‬إبتداءا مف المادة‬
‫‪ 24‬منو‪ ،‬حيث يتشكؿ مف مجموعة األعضاء يمكف تقسيميا إلى فئتيف ‪ ،‬تشمؿ الفئة األولى مجموعة‬
‫األعضاء و تشمؿ الفئة الثانية كؿ مف المقرريف و ممثؿ الوزير المكمؼ بالتجارة‪.‬‬

‫انًطهت األٔل‪ :‬تكوين العضوية في مجلس المنافسة‪.‬‬

‫إستنادا إلى المادة ‪ 24‬مف األمر ‪ 03/03‬فإف مجمس المنافسة يتكوف مف ‪ 09‬أعضاء يعينوف‬
‫ً‬
‫لمدة ‪ 04‬سنوات قابمة لمتجديد بموجب مرسوـ رئاسي‪ ،‬حيث أف مياميـ تنيي بنفس الطريقة و ىذا ما‬
‫تؤكده المادة‪ 25‬مف نفس األمر‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬فئة األعضاء‪:le collège‬‬

‫تجدر اإلشارة ىنا إلى الشيء الجديد اإليجابي الذي جاءت بو ىذه المادة وىو أنيا بينت الطريقة‬
‫التي يتـ إنياء مياـ األعضاء‪ ،‬حيث تنص الفقرة الثانية منيا أنو""‪.....‬و تنتيي مياميـ باألشكاؿ نفسيا"‪،‬‬

‫‪16‬‬
‫عكس األمر ‪، 06/95‬الذي لـ يتطرؽ إلنياء مياميـ ‪ ،‬غير أنو تطرؽ لحالة إستقالة األعضاء‬
‫في المادة ‪ 45‬مف األمر ‪ 06/95‬و يتـ إختيار ىؤالء التسعة مف األصناؼ التالية‪:‬‬

‫‪‬عضواف (‪ )2‬يعمبلف أو عمبل في مجمس الدولة أو في المحكمة العميا أو في مجمس المحاسبة بصفة‬
‫قاض أو مستشار‬

‫‪‬سبعة (‪ )7‬أعضاء يختاروف مف ضمف الشخصيات المعروفة بكفاءتيا القانونية أو اإلقتصادية أو في‬
‫مجاؿ المنافسة و التوزيع و اإلستيبلؾ‪ ،‬ومف ضمنيـ عضو يختار بناء عمى إقتراح وزير الداخمية ‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 24‬مف األمر رقـ‪ 03-03‬المعدلة لتشكيمة المجمس عمى »يتكوف مجمس المنافسة‬
‫مف تسعة أعضاء يتبعوف الفئات اآلتية‪:‬‬

‫الفئة األولى ‪ :‬عضواف (‪ )2‬يعمبلف أو عمبل في مجمس الدولة‪ ،‬أو في المحكمة العميا أو في مجمس‬
‫المحاسبة بصفة قاض أو مستشار‪.‬‬

‫الفئة الثانية ‪ :‬سبعة (‪ )7‬أعضاء يختاروف مف ضمف الشخصيات المعروفة بكفاءتيا القانونية أو‬
‫بناء عمى اقتراح الوزير‬
‫االقتصادية أو في مجاؿ المنافسة والتوزيع واالستيبلؾ مف ضمنيـ عضو يختار ً‬
‫المكمؼ بالداخمية «‪.‬‬

‫غير أنو تـ تعديؿ محتوى ىذه المادة بموجب المادة ‪ 10‬مف القانوف رقـ ‪12-08‬التى تنص عمى أنو ‪":‬‬
‫يتكوف مجمس المنافسة مف اثنى عشر عضوا ينتموف الى الفئات اآلتية‪:‬‬

‫الفئة األولى‪:‬ستة أعضاء يختاروف مف ضمف الشخصيات و الخبراء الحائزيف عمى األقؿ شيادات‬
‫الميسانس ‪...‬‬

‫الفئة الثانية‪ :‬أربعة أعضاء يختاروف ضمف المينييف المؤىميف الممارسيف‪...‬‬

‫‪17‬‬
1
"...‫ عضواف مؤىبلف يمثبلف جمعيات حماية المستيمكيف‬:‫الفئة الثالثة‬

‫ عضوا منيـ ثمانية‬17 ‫وىو الوضع الذي نجده في القانوف الفرنسي بحيث يتشكؿ المجمس مف‬
‫قضاة مف النظاـ اإلداري و القضائي و تسعة شخصيات يتـ إختيار أربعة منيـ معروفيف بكفاءتيـ في‬
‫ و الخمسة اآلخريف يكونوا معروفيف في ميداف‬،‫الميداف اإلقتصادي أو في ميداف المنافسة و اإلستيبلؾ‬
.‫ و منو يتبيف التوازف الذي يضمف إستقبللية المجمس‬،‫األعماؿ‬

‫ومف ثمة فإف إختيار ىذا العدد مف األعضاء مف بيف الشخصيات المعروفة بكفاءتيا في الميداف‬
‫اإلقتصادي أو ميداف المنافسة أو ميداف التوزيع و اإلستيبلؾ يدؿ عمى الرغبة في جعؿ مجمس المنافسة‬
.‫خبير إقتصادي في مجاؿ المنافسة‬

‫ حذؼ ثبلثة أعضاء مف عدد األعضاء الذيف‬03/03 ‫وتجدر لنا المبلحظة إلى أف األمر رقـ‬
‫ و قد حذؼ أيضا الفئة التي تختار مف مجموعة األشخاص المينييف و الذيف‬،‫وجدوا بموجب األمر السابؽ‬
‫ و بيذا فقد زاد المشرع مف عدد األعضاء الذيف يتـ إختيارىـ عمى أساس‬،‫يشتغموف في قطاع اإلنتاج‬
‫ حدد المدة التي يمارس فييا‬03/03 ‫كفائتيـ في المجاؿ اإلقتصادي و المبلحظة الثانية ىي أف األمر رقـ‬
‫ منو تضفي صفة اإلستم اررية‬32 ‫ سنوات بينما األمر السابؽ في المادة‬05 ‫األعضاء مياميـ و ىي‬
‫ألعضاء مجمس المنافسة و بالتالي نجد أف إستقبللية أعضاء مجمس المنافسة مكرسة بتقنية العيدة‬
‫ حيث أف رئيس الجميورية المختص بتعيينيـ ال يحؽ لو إقالتيـ و ال تبديميـ خبلؿ‬،2‫المحددة بأربع سنوات‬
.‫ىذه المدة‬

1
- Art. 24. Le conseil de la concurrence est composé de douze (12) membres relevant des
catégories ci-après :
- six (6) membres choisis parmi les personnalités et experts titulaires au moins d.une licence ou
d’un diplôme universitaire équivalent et d.une expérience professionnelle de huit (8) années
au minimum dans les domaines juridique et/ou économique et ayant des compétences dans
les domaines de la concurrence, de la distribution, de la consommation et de la propriété
intellectuelle ;
- quatre (4) membres choisis parmi des professionnels qualifiés titulaires d’un diplôme
universitaire exerçant ou ayant exercé des activités de responsabilité et ayant une
expérience professionnelle de cinq (5) années au minimum dans les secteurs de la production,
de la distribution, de l’artisanat, des services et des professions libérales ;
- deux (2) membres qualifiés représentant les associations de protection des consommateurs.
Les membres du conseil de la concurrence exercent leurs fonctions à plein temps.
2
- Le renouvellement des membres du conseil de la concurrence s’effectue tous les quatre (4)
ans, à raison de la moitié des membres composant chacune des catégories visées à l’article
24 ci-dessus … »,ordonnance n° - 03-03 du 19 juillet 2003 modifiée et complétée.
18
‫فأعضاء مجمس المنافسة ممزموف بأداء واجبيـ الميني‪ ،‬واذا ما أخموا بو نتج عنو تطبيؽ إجراءات‬
‫تأديبية ذلؾ إف إطمع رئيس مجمس المنافسة عمى خطأ جسيـ إرتكبو أحد األعضاء يترتب عنو إيقافو‪.‬‬
‫كما أف أعضاء مجمس المنافسة يتمتعوف بالحماية مف كؿ أنواع الضغوطات التي مف شأنيا اإلضرار‬
‫بأداء مياميـ و الوظيفة التي يؤدونيا وظيفة عميا في الدولة‪.‬‬

‫كما تظير أيضا إستقبلليتو مف خبلؿ أعمالو و ق ارراتو‪ ،‬بحيث ال توجد سمطة تعموه وىذا ما‬
‫يتطابؽ وتعريؼ اإلستقبلؿ الوظيفي لمجمس المنافسة وىو عدـ الخضوع ال لرقابة سميمة و ال رقابة‬
‫وصائية‪ ،‬وىذا ما تؤكده المادة ‪ 1/34‬مف األمر ‪ 03/03‬التي تنص "يتمتع مجمس المنافسة بسمطة إتخاذ‬
‫القرار و اإلقتراح و إبداء الرأي بمبادرة منو أو كمما طمب منو ذلؾ‪..".‬‬

‫زيادة عمى ذلؾ فقد تتعدى أعماؿ مجمس المنافسة حدود اإلقميـ الجزائري حيث يتعامؿ مع‬
‫السمطات األجنبية وذلؾ في حدود إختصاصو‪.‬‬

‫كما يمكف لو بناءا عمى طمب السمطات األجنبية المكمفة بالمنافسة أف يقوـ بنفسو أو بتكميؼ منو‬
‫بالتحقيقات في الممارسات المقيدة لممنافسة‪.‬‬

‫و نشير في األخير إلى أنو يجب إعادة النظر في تركيبة المجمس كييئة لصنع القرار كي تشمؿ‬
‫ممثميف عف قطاع العدالة و بالتحديد حصة لمقضاة و ذلؾ بإدماجيـ في ىيئة صنع القرار‪le collége‬‬
‫كما كاف عميو الحاؿ في األمر ‪ 95-06‬و األمر ‪ 03-03‬قبؿ التعديؿ الذي أدخؿ عميو‪ ،‬حيث أف‬
‫المجمس بصفتو مؤسسة شبو قضائية الذي يطبؽ القواعد و اإلجراءات المطبقة في المحاكـ الدرجة األولى‬
‫بما في ذلؾ تمؾ المتعمقة باإلجراء الحضوري‪ ،‬وحؽ الدفاع و الفصؿ بيف ىيئة التحقيؽ و جياز الردع كما‬
‫يمكف لق اررات مجمس المنافسة أف تكوف محؿ طعف أماـ الغرفة التجارية لمجمس قضاء الجزائر‪.‬‬

‫كما يجب تعييف أعضاء المجمس ‪ le collége‬حسب المؤىبلت و الشيادات وكذا الخبرات وذلؾ في‬
‫المجاالت التي تدخؿ ضمف مجاؿ إختصاص مجمس المنافسة‬

‫‪19‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬فئة المقررين ‪les rapporteurs:‬‬

‫تنص المادة ‪ 26‬مف األمر ‪ 03/03‬المتعمؽ بالمنافسة عمى أنو " يعيف لدى مجمس المنافسة‪....‬و‬
‫مقرروف" ‪،‬وذلؾ ألنو مف أجؿ التحقيؽ مف الممفات المطروحة أماـ المجمس يعيف الرئيس مقر ار يكمفو‬
‫بالتحقيؽ‪.1‬‬

‫وتجدر ىنا اإلشارة إلى أنو حتى في المرسوـ الرئاسي ‪ 44/96‬المحدد لمنظاـ الداخمي لمجمس‬
‫المنافسة لـ يحدد عدد المقرريف الواجب تعينيـ وىذا ما يجعؿ األعباء تتراكـ عمى عدد مقرريف المجمس‬
‫الفعمييف الذيف يبمغ حاليا عددىـ مقررة واحدة فقط‪.‬‬

‫يكمؼ المقرر بالتحقيؽ في العرائض التي يسندىا لو رئيس مجمس المنافسة ‪ ،‬و يمكف ليذا األخير‬
‫أف يكمفو بأي ممؼ أو تحقيؽ لو عبلقة بمياـ مجمس المنافسة‪ ،‬بحيث يعتبر مساعد مباشر لرئيس‬
‫المجمس‪ ،‬و ال يتمقى األوامر إال مف رئيس المجمس وحده ‪ ،‬و أثناء القياـ بميامو يمارس المقرر السمطات‬
‫المخولة لو في إطار األمر المتضمف قانوف المنافسة ‪،‬كما أنو زيادة عمى ذلؾ يمكف لممقرر أف يستمع إلى‬
‫أي شخص مف شأنو أف يفيده بمعمومات حوؿ الممؼ الذي يحقؽ فيو‪.‬‬

‫وتضيؼ المادة ‪ 21‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 44/96‬المتضمف لمنظاـ الداخمي لمجمس المنافسة‬
‫بأنو ي حرر المقرر بمجرد إنتياء التحقيؽ تقري ار أو يعد محض ار حسب الحالة يوقعو و يرسمو إلى رئيس‬
‫المجمس‪ ،‬ثـ يبمغ التقرير أو المحضر إلى األطراؼ المعنية ‪ ،‬ونجد أيضا أف رئيس مجمس المنافسة يعيف‬
‫المقرر المكمؼ بالتحقيؽ و يمكنو أف يستعيف بمقرريف آخريف ‪.‬‬

‫يفيـ مف خبلؿ قراءة المادة ‪ 19‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 44/96‬بأنو إلى جانب المقرروف الدائموف‬
‫داخؿ المجمس توجد فئة أخرى مف المقرريف خارجييف عف المجمس ‪ ،‬غير أف حقيقة األمر أنو لـ نشيد‬
‫بعد أماـ مجمسنا لممنافسة تعييف مقرريف خارجييف‪ ،‬وىذا عكس القانوف الفرنسي المتعمؽ بحرية األسعار‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art. 26. Il est désigné auprès du conseil de la concurrence, un secrétaire général, un‬‬
‫‪rapporteur général et cinq (5) rapporteurs nommés par décret présidentiel.‬‬
‫‪Le rapporteur général et les rapporteurs doivent être titulaires au moins d.une licence ou‬‬
‫‪d.un diplôme universitaire équivalent et disposer d.une expérience professionnelle de cinq‬‬
‫‪(5) années au minimum, en adéquation avec les missions qui leur sont conférées par‬‬
‫‪les dispositions de la présente ordonnance.‬‬
‫‪Le ministre chargé du commerce désigne par arrêté son représentant titulaire et son suppléant‬‬
‫‪auprès du conseil de la concurrence. Ils assistent aux travaux du conseil de la‬‬
‫‪concurrencesans voix délibérative,ordonnance n° - 03-03 du 19 juillet 2003 modifiée et‬‬
‫‪complétée.‬‬

‫‪20‬‬
‫والمناف سة نجد أنو يشتمؿ عمى فئتيف مف المقرريف تتمثؿ الفئة األولى مف المقرريف الدائميف بينما تتمثؿ‬
‫الفئة الثانية مف المقرريف الخارجييف‪.‬‬

‫وأخي ار نشير إلى أنو تجب مراجعة معايير تعييف المقرريف و المقرر العاـ الذي يجب أف يحمؿ‬
‫مستوى عممي متخصص و خبرة مثبة مع وظيفتو‪ ،‬كما يتعييف توسيع صبلحيات المقرر العاـ الذي يمزـ‬
‫لو ضماف التنسيؽ‪ ،‬المتابعة و مراقبة أعماؿ المقرريف‪.‬‬

‫كما أف ىذه الفئة تشارؾ في أشغاؿ المجمس لكف دوف الحؽ في التصويت‪ ،‬بحيث يتدخؿ المقرر‬
‫أثناء الجمسات و ذلؾ لتقديـ مبلحظاتو شفويا‪،‬كما أنو إلى جانب المقرروف يشارؾ ممثؿ الوزير المكمؼ‬
‫بالتجارة أشغاؿ المجمس‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬ممثل الجياز التنفيذي الوزير المكمف بالتجارة ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 26‬مف األمر ‪ 03/03‬عمى أنو "‪ ...‬يعيف الوزير المكمؼ بالتجارة ممثبل لو و ممثبل‬
‫إضافيا لدى مجمس المنافسة بموجب قرار و يشارؾ ىؤوالء في أشغاؿ المجمس دوف أف يكوف ليـ الحؽ‬
‫في التصويت"‬

‫مف خبلؿ ىذه المادة يتبيف لنا أف المشرع لـ يحدد صبلحيات ممثؿ الوزير المكمؼ بالتجارة‬
‫والممثؿ اإلضافي داخؿ المجمس و إنما إكتفى بالنص عمى مشاركتيـ في أشغاؿ المجمس وذلؾ دوف أف‬
‫يكوف ليـ الحؽ في التصويت‪.1‬‬

‫انًطهت انثبَ‪ :ٙ‬انزغ‪ٛ‬ش االداس٘ نًدهظ انًُبفغخ‪:‬‬

‫لقد نصت المادة ‪ 04‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 44/96‬عمى أنو" يتولى الرئيس اإلدارة العامة‬
‫لمصالح مجمس المنافسة‪ ،‬وفي حالة حدوث مانع لو يخمفو أحد نائبيو و يمارس السمطة السممية عمى‬
‫جميع المستخدميف‪ .‬وعميو فإف األشخاص المكمفة باإلدارة العامة و تسيير مجمس المنافسة يتـ تعينيـ مف‬
‫طرؼ رئيس المجمس‪ ،‬و ىذا ما يبيف لنا إستقبلؿ مجمس المنافسة تجاه السمطات العامة في إختيار‬
‫األعواف اإلدارييف لممجمس‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Le ministre chargé du commerce désigne par arrêté son représentant titulaire et son‬‬
‫‪suppléant auprès du conseil de la concurrence. Ils assistent aux travaux du conseil de la‬‬
‫‪concurrence sans voix délibérative .‬‬

‫‪21‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلدارة العامة لمصالح مجمس المنافسة‬

‫أوال‪ :‬مصمحة اإلجراءات‪:‬‬

‫تتكمؼ مصمحة اإلجراءات بحسب نص المادة ‪ 07‬مف المرسوـ المحدد لمنظاـ الداخمي‪ 1‬في‬
‫مجمس المنافسة بمايمي‪:‬‬

‫‪.1‬البريد العام ‪ :‬بحيث يتولى مكتب البريد إستقباؿ الظروؼ الموصى عمييا و التي تشمؿ عرائض‬
‫اإلخطار ميما كانت الجية المقدمة لئلخطار‪ ،‬وكذلؾ الوثائؽ الممحقة بيا مقابؿ وصؿ إستبلـ‪.‬‬
‫إعداد الممفات ومتابعتيا في جميع مراحؿ اإلجراءات‪ :‬وفي ىذا الشأف تبمغ وتراقب إحتراـ اآلجاؿ واإلنتظاـ‬
‫المادي لتوفير الوثائؽ المقدمة لممناقشة ‪،‬كما تسير كذلؾ عمى حسف سير عممية إطبلع الممفات وحفظيا‪.‬‬

‫كما تتولى كتابة جمسات مجمس المنافسة و تحضير تنظيميا‪ ، :‬و بيذه الصفة توجو اإلستدعاءات وتوزع‬
‫مقررات مجمس المنافسة و أراءه و تراجعيا قبؿ إرساليا إلى الوزير المكمؼ بالتجارة الذي يكمؼ بنشرىا في‬
‫النشرة الرسمية لممنافسة‪.‬‬

‫مف خبلؿ ما سبؽ يمكف القوؿ بأف ىذه المصمحة تسير كؿ المرحمة اإلجرائية بمختمؼ أطوارىا‬
‫مف تمقي العرائض إلى إرساؿ مقررات و إستشارات المجمس إلى الوزير المكمؼ بالتجارة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مصمحة الوثائق و الدراسات و التعاون‪:‬‬

‫تقوـ ىذه المصمحة بالمياـ األتية‪:‬‬

‫‪‬جمع الوثائؽ اإلعبلمية التي تتصؿ بنشاط مجمس المنافسة و توزيعيا عمى مصالحة‪.‬‬

‫‪‬إنجاز الدراسات و األبحاث لحساب مجمس المنافسة‪ ،‬و ىذا يدخؿ في إطار صبلحيات المجمس الذي‬
‫يأمر بالقياـ باألبحاث و الدراسات التي ليا عبلقة بالمنافسة‪.‬‬

‫‪ ‬تسيير برامج التعاوف الوطنية و الدولية خاصة مع العمـ بأف مجمس المنافسة مكمؼ بتطوير عبلقات‬
‫التعاوف مع الييئات األجنبية و المؤسسات الدولية‪.‬‬

‫‪‬الحفاظ عمى األرشيؼ‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 03‬من القرار رقم ‪ 30‬المؤرخ فً ‪ 42‬جوٌلٌة ‪ ،4300‬المحدد للنظام الداخلً لمجلس المنافسة‪ ،‬النشرة الرسمٌة‬
‫للمنافسة عدد‪ ،30‬لسنة ‪.4302‬‬

‫‪22‬‬
‫ثالثا‪ :‬مصمحة التسيير اإلداري و المالي‪:‬‬

‫نظ ار لكوف أف المجمس مستقبل إداريا وماليا(‪ ،)4‬تـ إستحداث ىذه المصمحة بموجب المادة ‪09‬‬
‫مف المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 44/96‬و التي تكمؼ بدورىا بالمياـ اآلتية‪:‬‬

‫‪‬تسيير مستخدمي مجمس المنافسة و وسائمو المادية‪.‬‬

‫‪‬تحضير الميزانية وتنفيذىا‬

‫‪‬القياـ بالمحاسبة لصالحو‬

‫رابعا‪ :‬مصمحة اإلعالم اآللي ‪: service d’ informatique‬‬

‫إف وسيمة اإلعبلـ اآللي أصبحت وسيمة ال يمكف االستغناء عنيا‪ ،‬بحيث تـ إدخاليا عمى جميع‬
‫مصالح األجيزة الحديثة ‪ ،‬فمجمس المنافسة بدوره يتوفر عمى ىذه المصمحة كما نصت عميو المادة ‪09‬‬
‫مف المرسوـ الرئاسي المشار إليو أعبله الممغى و التي تنص " تكمؼ مصمحة اإلعبلـ اآللي بتسيير‬
‫وسائؿ اإلعبلـ اآللي في مصالح مجمس المنافسة "‬

‫أخي ار نشير إلى أف وجود ىذه المصالح الداخمية أمر ضروري لتنظيـ نشاط مجمس المنافسة‬
‫وتحقيؽ فعاليتو باعتباره المؤسسة السامية لقانوف المنافسة‪ ، 1‬لكف ىذا األمر يؤسفنا لكوف ىذه المصالح لـ‬
‫تعرؼ بعد وجودا ليا في الواقع‪ ،‬بحيث عندما تقربنا مف مجمس المنافسة فيمنا بأف ىذه الوضعية المتمثمة‬
‫في عدـ تنظيـ المصالح الداخمية لممجمس تعود إلى الصفة المؤقتة لمقر المجمس ‪ ،‬غير أف ىذه الوضعية‬
‫المؤقتة بقيت مستمرة بالرغـ مف مرور عدة سنوات مف تنصيب المجمس‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األمانة العامة لمجمس المنافسة‪:‬‬

‫يتولى األميف العاـ اإلدارة العامة و سير أعماؿ المنافسة و يتـ تعينو عف طريؽ مرسوـ رئاسي ‪،‬‬
‫و بعد تعينو و تنصيبو في ىذا المنصب يكمؼ بالمياـ اآلتية‪:‬‬

‫‪-‬تسجيؿ العرائض و ضبط الممفات و الوثائؽ و حفظيا‪.‬‬


‫‪-‬تحرير محاضر األشغاؿ و إيداع مداوالت مجمس المنافسة و مقرراتو‪.‬‬
‫‪-‬إعداد جدوؿ أعماؿ المجمس‪.‬‬

‫‪ -1‬القرار رقـ ‪ 01‬المؤرخ في ‪ 24‬جويمية ‪ ،2013‬المحدد لمنظاـ الداخمي لمجمس المنافسة‪ ،‬النشرة الرسمية لممنافسة‬
‫عدد‪ ،03‬لسنة ‪.2014‬‬
‫‪23‬‬
‫باإلضافة إلى كؿ ىذه المياـ التي تبيف إتساع دائرة نشاط األميف العاـ‪ ،‬فإف المادة الخامسة (‪)05‬‬
‫مف المرسوـ الرئاسي رقـ ‪( 44/96‬الممغى) تضيؼ ما يمي ‪ " :‬ينسؽ األميف العاـ و يراقب أنشطة‬
‫المصالح المتكونة مف مصمحة اإلجراءات و الدراسات و التعاوف‪ ،‬مصمحة التسيير اإلداري و المالي‬
‫ومصمحة اإلعبلـ اآللي "‬

‫فكؿ ىذه المصالح المذكورة أعبله تتمثؿ في المصالح الداخمية لمجمس المنافسة لذلؾ نتعرض إلى‬
‫المياـ المنوطة بكؿ مصمحة مف ىذه المصالح‪.‬‬

‫أوال‪:‬رؤساء المصالح‪:‬‬

‫يوجد عمى رأس كؿ مصمحة مف المصالح المذكورة أعبله ‪ ،‬مدير يعينو رئيس مجمس المنافسة‬
‫بمقرر‪ ،‬و يكمؼ بتسيير المصمحة التي يشرؼ عمييا بحيث تصنؼ وظيفة المدير حسب وظائؼ مدير‬
‫الديواف و مدير اإلدارة المركزية و مدير الدراسات عمى مستوى الو ازرة ‪.‬‬

‫ثـ إف تكميؼ مدير كؿ مصمحة بتسيير إدارة المصمحة التي توضع تحت إشرافو يدؿ عمى‬
‫مساىمتو ىؤوالء في تسيير المجمس بصفة عامة ما داـ أف ىذه المصالح تعتبر ىيئات تنظمية داخؿ‬
‫مجمس المنافسة‪.‬‬

‫أما األعواف اإلداريوف و التقنيوف فيؤالء األشخاص يشتغموف عمى مستوى المصالح التي يتشكؿ‬
‫منيا مجمس المنافسة‪ ،‬سواء اإلدارية منيا أو التقنية و يتمثموف عمى الخصوص فيما يمي‪:‬‬

‫‪-‬أمناء المصالح‪-‬رؤساء المصالح‪-‬المحاسبوف‪-‬تقنيو اإلعبلـ اآللي‪.‬‬

‫فحسب المادة ‪ 14‬مف المرسوـ الرئاسي ‪ 44/96‬الممغى فإف األعواف اإلداريوف والتقنيوف‬
‫والمصمحيوف يستفيدوف مف التعويض المنصوص عميو في التنظيـ الجاري بو العمؿ والمطبؽ عمى‬
‫المستخدميف التابعيف لمصالح رئاسة الحكومة‪.‬‬

‫نشير في األخير أنو مف خبلؿ تنظيـ مجمس المنافسة أف األمر رقـ ‪ 03/03‬المتعمؽ بالمنافسة‬
‫ألحؽ المجمس برئيس الحكومة ‪ ،‬و رغـ أنو ال يوجد مف الناحية القانونية ما يحوؿ دوف ممارسة المجمس‬
‫إلختصاصاتو بكؿ إستقبللية‪ ،‬إال أنو مف الناحية العممية يمكف تصور ممارسة الحكومة لبعض التأثير‬
‫عمى أعمالو و مف بيف ىذه التأثيرات ما يمي‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬تعيف و ازرة التجارة لممثؿ ليا لدى المجمس و المشاركة في أشغالو و الدفاع عف وجية نظر السمطة‬
‫التنفيذية‪ ،1‬يمكف أف تؤدي إلى المساس بإستقبللية المجمس بطريؽ غير مباشر ولو أف الممثؿ ال يشارؾ‬
‫في التصويت عمى ق اررات المجمس‪.‬‬

‫‪ -‬تمتع الحكومة بصبلحية ترخيص التجميع الذي رفض مف طرؼ مجمس المنافسة وىو األمر الذي سوؼ‬
‫نتناولو بالتفصيؿ في الفصؿ الثاني‪.‬‬

‫‪-‬اإلختصاص في وضع النظاـ الداخمي لممجمس‪ ،‬فبعد أف كاف ىذا المجمس ىو الذي يقترح النظاـ‬
‫األساسي ألعضاء مجمس المنافسة ‪ ،‬أصبح في ظؿ األمر رقـ ‪ 03/03‬مختمفا حيث صار ىذا النظاـ‬
‫األساسي مف إختصاص السمطة التنفيذية حسب المادتيف ‪ 31‬و‪ 32‬مف األمر رقـ ‪.03/03‬‬

‫انًطهت انثبنث‪ :‬رُظ‪ٛ‬ى ع‪ٛ‬ش خهغبد يدهظ انًُبفغخ ٔ يذأالرّ‪.‬‬

‫إلى جانب القاعدة العامة التي تنص عمى سرية الجمسات‪ ،‬نصت المادة ‪ 28‬مف األمر ‪03-03‬‬
‫عمى ذات القاعدة بقوليا أف "جمسات مجمس المنافسة ليست عمنية"‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى النظاـ الداخمي لمجمس المنافسة نجد أنو يتناوؿ تنظيـ الجمسات التي يعقدىا‬
‫المجمس‪،‬بحيث يتولى رئيس المجمس تحديد رزنامة الجمسات وجدوؿ أعماؿ كؿ جمسة ‪ ،‬ويرسؿ جدوؿ‬
‫األعماؿ ىذا مصحوبا باالستدعاء قبؿ ثبلثة أسابيع مف انعقاد الجمسة إلى كؿ مف أعضاء المجمس‪،‬‬
‫األطراؼ المعنية المقرريف ‪ ،‬ممثؿ الوزير المكمؼ بالتجارة ‪ ،‬نشير إلى أف ىذيف األخيريف يشاركاف في‬
‫أشغاؿ المجمس دوف الحؽ في التصويت‪.2‬‬

‫ولؤلطراؼ المعنية حقوؽ تتمثؿ في‪:‬‬


‫‪-‬حؽ حضور الجمسات‬
‫‪ -‬حؽ التدخؿ الشفوي‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬الحؽ في التمثيؿ أي إمكانية حضور األطراؼ المعنية أو ممثبل ليا آو محامييا أو أي شخص تختاره‬

‫‪-1‬يعيف الوزير المكمؼ بالتجارة ممثبل دائما لو و ممثبل مستخمفا لو لدى مجمس المنافسة‪ ،‬بموجب قرار‪ ،‬و يشاركاف في‬
‫أشغاؿ مجمس المنافسة دوف أف يكوف ليـ الحؽ في التصويت‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫المادة ‪ 32‬مف القرار رقـ ‪ ،01‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫المادة ‪ 34‬األمر ‪ 03/03‬المتعمؽ بالمنافسة المعدؿ و المتمـ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫ف بعد استنفاد إجراءات انعقاد الجمسة ‪،‬وصوال إلى تقديـ كؿ ذي مطمب طمبو وكؿ ذي دفع‬
‫دفاعو‪،‬يرفع الرئيس الجمسة ويشير عمى األطراؼ وممثمييـ باالنسحاب مف أجؿ مداولة المجمس‪ ،‬ويبقى‬
‫ممثؿ وزير التجارة دوف تقديـ اقتراح وال المشاركة في التصويت‪،‬وحينيا يتـ الفصؿ في الجانب الشكمي‬
‫لمدعوى المرفوعة أمامو ‪،‬بأف يتأكد مف مدى توافر شرطي الصفة والمصمحة ‪ ،‬تحت طائمة عدـ قبوؿ‬
‫الدعوى شكبل ‪ ،‬وينتقؿ بعدىا إلى مراعاة مدة التقادـ المسقط والمقدرة بثبلث سنوات‪.‬‬

‫ينتقؿ المجمس بعدىا إلى البحث عما إف كاف مختصا لمنظر بالوقائع المطروحة عميو‪ ،‬وفيما إذا كانت‬
‫تتماشى ونص المادة ‪44‬مف األمر ‪ 03-03‬أـ ال‪.1‬‬

‫بعدىا يؤخذ القرار بالتصويت ‪،‬ويؤخذ برأي األغمبية البسيطة وفي حالة تساوي األصوات يكوف صوت‬
‫الرئيس مرجحا‪.2‬‬

‫انفشع األٔل ‪ :‬انُظبو اإلخشائ‪ ٙ‬نهزمبض‪ ٙ‬أيبو يدهظ انًُبفغخ ‪:‬‬

‫تضمف قانوف المنافسة وكذا التنظيـ الداخمي لمجمس المنافسة مجموعة مف اإلجراءات المفصمة‬
‫لمباشرة الدعوى أماـ مجمس المنافسة تبدأ بإجراء أولي يسمى اإلخطار يسمح بإعطاء صورة أولية عف‬
‫موضوع القضية المعروضة عميو‪ ،‬تميو بعد ذلؾ إجراءات التحقيؽ التي يتمكف مف خبلليا المجمس مف‬
‫الػتأكد مما تـ إخطاره بو ‪ .‬و يعتبر اإلخطار المرحمة األولى في إجراءات المتابعة أماـ مجمس المنافسة‬
‫وىو الخطوة التي بواسطتيا ترفع الدعوى أماـ المجمس‪ ،‬وال يخص إال الوقائع التي لـ تتجاوز مدتيا الثبلث‬
‫سنوات‪، 3‬فمدة تقادـ الدعوى أماـ مجمس المنافسة محددة بثبلث سنوات ابتداء مف تاريخ مف تاريخ وقوع‬
‫الفعؿ ‪،‬ما لـ يحدث سبب يوقؼ التقادـ مثؿ إجراء أبحاث ومعاينات أو صدور عقوبة‪.‬‬

‫أٔال‪ :‬إخطبس يدهظ انًُبفغخ ٔششٔط انمجٕل‪.‬‬

‫حزٗ ‪ٚ‬زى لجٕل اإلخطبس يٍ طشف يدهظ انًُبفغخ‪ ،‬الثذ أٌ رزٕفش ف‪ ّٛ‬انششٔط يؼ‪ُٛ‬خ ْ‪:ٙ‬انظفخ‪،‬‬
‫انًظهحخ‪ ٔ ،‬االخزظبص‪ٔ ،‬رٕفش ػُبطش إثجبد يمُؼخ ٔػه‪ ّٛ‬فمشاساد انًدهظ ركٌٕ لبثهخ نهؼٍ ف‪ٓٛ‬ب‬
‫ثبإلعزئُبف أيبو انغشفخ انزدبس‪ٚ‬خ نًدهظ لضبء انؼبطًخ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحفيظ بوقندورة ‪":‬الرقابة القضائية عمى منازعات مجمس المنافسة وحؽ الطعف"‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 28‬مف األمر ‪ ،03-03‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪.1‬اإلخطار التمقائي لمجمس المنافسة ‪:‬‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 44‬مف األمر ‪ 03‬ػ‪ 03‬المتعمؽ بالمنافسة يمكف لمجمس المنافسة أف ينظر في‬
‫القضايا المتعمقة بالممارسات مف تمقاء نفسو‪ ،‬فيتمتع بسمطة النظر في القضايا تمقائيا‪ ،‬كمما تبيف لو بأف‬
‫ممارسة ما تشكؿ مخالفة ألحكاـ المواد ‪ 6،7،10،11،12‬مف قانوف المنافسة‪ ،‬وىذه اإلمكانية التي يتمتع‬
‫بيا المجمس في مباشرة الدعوي تمقائيا دوف انتظار إخطاره ‪،‬تعد نقطة إيجابية في التشريع الجزائري بحيث‬
‫يعد ىذا اإلخطار وسيمة في يد المجمس لمتدخؿ دوف انتظار إخطاره حوؿ أي ممارسة تيدد المنافسة الحرة‬
‫أو تؤدي إلى اإلخبلؿ بيا داخؿ السوؽ‪ .1‬و يبقى اإلخطار التمقائي ميمش نوعا ما مف قبؿ المجمس عمى‬
‫أساس إنعداـ النص التنظيمي الذي يعطي اإلجراءات الواجب إتخاذىا عند مباشرة اإلخطا التمقائي‪ ،‬وىنا‬
‫نذكر كذلؾ بضرورة اإلسراع في إصدار النص التنظيمي الذي يسمح بتفعيؿ ىذا اإلجراء‪.‬‬

‫أ‪ -‬كيفية إخطارمجمس المنافسة‪.‬‬

‫تضمنت المواد ‪ 15،16،17‬مف النظاـ الداخمي لمجمس المنافسة اإلجراءات الشكمية التي يجب‬
‫أف يستوفييا اإلخطار‪ ،‬فيخطر مجمس المنافسة بعريضة مكتوبة توجو إلى رئيسو (المادة ‪ )15‬في أربعة‬
‫نسخ مع الوثائؽ المرفقة بيا‪ ،‬إما في ظرؼ موصى عميو مع وصؿ اإلشعار باالستبلـ ‪،‬واما بإيداعيا لدى‬
‫مصمحة اإلجراءات مقابؿ وصؿ استبلـ‪،‬وتسمـ عرائض اإلخطار وجميع الوثائؽ المرسمة إلى مجمس‬
‫المنافسة تسجؿ في سجؿ تسمسمي وتؤشر بطابع يتضمف تاريخ الوصوؿ‪.2‬‬

‫ويجب أف تحتوي العريضة عبلوة عمى موضوعيا ‪،‬اإلشارة إلى األحكاـ القانونية والتنظيمية‬
‫وعناصر اإلثبات التي تؤسس عمييا الجية المخطرة طمبيا‪.3‬‬

‫‪-1‬المواد ‪ 9.8.7‬مف القرار رقـ ‪ 01‬المؤرخ في ‪ 24‬جويمية ‪،2013‬الذي يحدد النظاـ الداخمي لمجمس المنافسة‪،‬المنشور في النشرة‬
‫الرسمية لممنافسة ‪،‬رقـ ‪.03‬‬

‫‪-2‬المادة ‪ 08‬مف القرار رقـ ‪ 01‬المؤرخ في ‪ 23‬جويمية ‪،2013‬المتضمف تنظيـ مجمس المنافسة ‪،‬النشرة الرمية لممنافسة‬
‫عدد‪ 03‬لسنة ‪.2014‬‬
‫‪-3‬عبد المجيد دنوني‪ ،‬مجمس المنافسة ىيئة رئيسية لتنظيـ السوؽ‪ ،‬يوـ دراسي مف تنظيـ مجمس المنافسة بعنواف دور‬
‫مجمس المنافسة في تنظيـ السوؽ‪ ،‬بتاريخ ‪ 2016/05/29‬بفندؽ األوراسي الجزائر العاصمة‪ ،‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -‬أنظر في ىذا الشأف كذلؾالمادة ‪ 03‬مف األمر ‪ 03/03‬المتعمؽ بالمنافسة‪ٌ"،‬ستمع مجلس المنافسة حضورٌا إلى‬
‫األطراف المعنٌة فً القضاٌا المرفوعة إلٌه و التً ٌجب علٌها تقدٌم مذكرة بذلك‪ .‬و ٌمكن أن تعٌن هذه األطراف‬
‫ممثال عنها أو تحضر مع محامٌها أو مع أي شخص تختاره لألطراف المعنٌة و ممثل الوزٌر المكلف بالتجارة حق‬
‫اإلطالع على الملف و الحصول على نسخة منه‪ .‬غٌر أنه‪ٌ ،‬مكن الرئٌس‪ ،‬بمبادرة منه أو بطلب من األطراف المعنٌة‪،‬‬
‫رفض تسلٌم المستندات أو الوثائق التً تمس بسرٌة المهنة‪ ،‬فً هذه الحالة تسحب هذه المستندات أو الوثائق من‬
‫الملف و ال ٌمكن أن ٌكون قرار مجلس المنافسة مؤسسا على المستندات أوالوثائق المسحوبة من الملف‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫ويجب التمييز بيف اإلخطار الذي يرفعو الشخص الطبيعي وذلؾ الذي يكوف العارض فيو شخصا‬
‫طبيعيا فيجب أف يبيف اسمو ولقبو وموطنو‪ ،‬أما إذا كاف شخصا معنويا كما لو تعمؽ األمر بالمؤسسات‬
‫االقتصادية أو بجمعيات حماية المستيمؾ ‪ ...‬فيجب أف يبيف تسميتو‪ ،‬شكمو‪ ،‬مقره االجتماعي والجياز‬
‫الذي يمثمو‪ .‬و ىنا نذكر بالقرار الصادر عف مجمس المنافسة تحت رقـ ‪ 2014/05‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 2014/06/18‬و القاضي برفض اإلخطار لعدـ تواجد الشركة صاحبة اإلخطار بالعنواف المذكور في‬
‫الشكوى‪.‬‬

‫ب‪ -‬شروط إخطار مجمس المنافسة‪.‬‬

‫حتى يتـ قبوؿ اإلخطار مف طرؼ مجمس المنافسة‪ ،‬البد أف تتوفر فيو الشروط معينة ىي‪:‬الصفة‪،‬‬
‫المصمحة‪ ،‬و االختصاص‪ ،‬وتوفر عناصر إثبات مقنعة وعميو فق اررات المجمس تكوف قابمة لمعف فييا‬
‫باإلستئناؼ أماـ الغرفة التجارية لمجمس قضاء العاصمة يقتضي ذلؾ توفر الشروط المتعمقة باإلخطار‬
‫واال كانت موضوع رفض مف قبؿ الغرفة التجارية صاحبة اإلختصاص في اإلستئناؼ‪.‬‬

‫ب‪ -1‬شرط الصفة‬

‫تـ النص عمى شرط الصفة في القرار رقـ ‪ 01‬المحدد لمنظاـ الداخمي لمجمس المنافسة‪.‬‬

‫وتظير أىمية شرط الصفة مف خبلؿ الوجييف التالييف‪:1‬‬

‫صاحب أو أصحاب اإلمضاء (اإلمضاءات)الموجودة في اإلخطار ‪،‬البد أف يحصؿ عمى ىذه‬


‫السمطة‪،‬أي سمطة اإلمضاء ‪،‬مف الييئة صاحبة القرار بمعنى أف يحصؿ عمى توكيؿ قانوني منيا مف‬
‫اجؿ ممارستيا ‪،‬وال يمكنو القياـ باإلمضاء مف تمقاء نفسو بدوف ىذا التوكيؿ واال كانت العريضة مرفوضة‬
‫شكبل‪.2‬‬

‫‪ -1‬يمكف األطراؼ الذيف كانوا معنييف أماـ مجمس المنافسة و الذيف ليسوا أطرافا في الطعف‪ ،‬التدخؿ في الدعوى‪ ،‬أو أف‬
‫يمحقوا بيا في أية مرحمة مف مراحؿ اإلجراء الجاري‪ ،‬طبقا ألحكاـ قانوف اإلجراءات المدنية‪.‬‬
‫‪ -2‬أنظر في ىذا الشأف قرار مجمس المنافسة رقـ ‪ ،2014/13‬الصادر بتاريخ ‪ 2014/06/18‬المتعمؽ بإخطار شركة‬
‫‪France KASPERSSKY LAB‬بمقتضى اإلخطار رقـ ‪ 2009/46‬المودع في ‪ 2010/02/01‬الذي تقدمت بو‬
‫الشاكية ضد شركة‪ SKCI‬و إعتبار أنو لعدـ وجود إي رد لتأكيد التمسؾ بالشكوى قرر المجمس عدـ قبوؿ اإلخطار‬
‫شكبل‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫الجيات المعنية البد أف تكوف قد تضررت بصورة مباشرة مف الممارسات المقيدة لممنافسة‪ ،‬وال‬
‫يتعارض ىذا مع حؽ الييئات الممثمة لمصالح جماعية كالنقابات المينية في رفع اإلخطار ‪ ،‬وذلؾ‬
‫باعتبار أنيا تمثؿ المصالح المباشرة لؤلفراد الذيف تمثميـ‪.1‬‬

‫ب‪ -2‬شرط المصمحة‪.‬‬

‫إف شرط المصمحة يقتضي تبييف وقوع المخطر ضحية إلحدى الممارسات المقيدة لممنافسة ‪،‬وقد‬
‫تـ النص عمى شرط المصمحة في الفقرة األولى مف المادة ‪ 44‬مف األمر رقـ ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة‬
‫"يمكف أف يخطر الوزير المكمؼ بالتجارة مجمس المنافسة ويمكف لممجمس أف ينظر في القضايا مف تمقاء‬
‫نفسو أو بإخطار مف المؤسسات أو بإخطار مف الييئات المذكورة في الفقرة ‪ 2‬مف المادة ‪ 35‬مف ىذا‬
‫األمر ‪،‬إذا كانت ليا مصمحة في ذلؾ حيث إف مصطمح مصمحة " ‪.‬‬

‫ب‪ -3‬شرط االختصاص‬

‫يمكف استخبلص شرط اختصاص مجمس المنافسة بقبوؿ أو رفض اإلخطار وبأحقية النظر فيو‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫مف نص المادة ‪44‬الفقرات ‪ 2،3،4‬مف االمر‪ 03/03‬المتعمؽ بالمنافسة ‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 3/44‬مف األمر ‪ 03/03‬عمى ما يمي ‪":‬يمكن أن يصرح المجمس بموجب‬
‫قرار معمل بعدم قبول اإلخطار إذا ما ارتأى أن الوقائع المذكورة ال تدخل ضمن اختصاصو ‪ ،" ....‬ويفيـ‬
‫مف ىذه الفقرة أف الوقائع المعروضة في اإلخطار يجب تتوفر عمى شروط معينة حتى تدخؿ في مجاؿ‬
‫اختصاص مجمس المنافسة ىذه الشروط ىي‪:‬‬

‫‪-1‬عبد المجيد دنوني‪ ،‬مجمس المنافسة ىيئة رئيسية لتنظيـ السوؽ‪ ،‬يوـ دراسي مف تنظيـ مجمس المنافسة بعنواف "دور‬
‫مجمس المنافسة في تنظيـ السوؽ"‪ ،‬نفس المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Le Conseil de la concurrence peut être saisi par le ministre chargé du commerce. Il peut se saisir‬‬
‫‪d'office ou être saisi par toute entreprise ou, pour toute affaire dans laquelle ils sont intéressés, par les‬‬
‫‪institutions et organismes visés à l'alinéa 2 de l'article 35 de la présente ordonnance.‬‬
‫‪Le Conseil de la concurrence examine si les pratiques et actions dont il est saisi entrent dans le‬‬
‫‪champ d'application des articles 6, 7, 10,11 et 12 ci-dessus ou se trouvent justifiées par application de‬‬
‫‪l’article 9 ci-dessus.‬‬
‫‪Il peut déclarer, par décision motivée, la saisine irrecevable s'il estime que les faits invoqués‬‬
‫‪n'entrent pas dans le champ de sa compétence, ou ne sont pas appuyés d'éléments suffisamment‬‬
‫‪probants.ordonnance n° - 03-03 du 19 juillet 2003 modifiée et complétée.‬‬
‫‪Le Conseil de la concurrence ne peut être saisi d'affaires remontant à plus de trois (3) ans, s'il n'a été‬‬
‫‪fait aucun acte tendant à leur recherche, leur constatation et leur sanction.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪‬أف تكوف الوقائع المعروضة عمى المجمس تدخؿ ضمف مجاؿ صبلحياتو ولكي يتحقؽ ذلؾ ال بد مف‬
‫توافر ما يمي‪:‬‬

‫‪‬أن تكون الوقائع المعروضة في اإلخطار داخمو في نطاق تطبيق قانون المنافسة ‪:‬‬

‫ولمعرفة نطاؽ تطبيؽ قانوف المنافسة يتعيف عمينا الرجوع إلى أحكاـ األمر ‪ 03-03‬المتعمقة‬
‫بالمنافسة‪ ،‬حيث انو طبقا لنص المادة ‪ 2‬منو فإف نطاؽ تطبيؽ ىذا األمر يتحدد عمى نشاطات اإلنتاج‬
‫والتوزيع واالستيراد باإلضافة إلى لمصفقات العمومية كما سبؽ تبيانو في الفصؿ األوؿ‪.1‬‬

‫‪ ‬أن تكون الوقائع المعروضة في اإلخطار داخمة في ميام مجمس المنافسة‪:‬‬

‫لقد حددت المادة ‪2/44‬مف األمر‪03/03‬مجاؿ اختصاص مجمس المنافسة ‪،‬حيث ينظر في‬
‫المسائؿ المعروضة عميو والمتعمقة بالممارسات المقيدة لممنافسة والمنصوص عمييا في المواد‬
‫‪ 6،7،10،11،12‬أو تستند عمى المادة ‪ 9‬مف نفس األمر ‪،‬وبناءا عميو متى كانت الوقائع المعروضة في‬
‫اإلخطار المقدـ لمجمس المنافسة خارجة عف األفعاؿ والممارسات الواردة في المادة ‪2/44‬مف األمر‬
‫‪ 03/03‬فإف اإلخطار يرفض بسبب عدـ االختصاص‪.‬‬

‫وبالعودة لمواقع العممي نجد بأف مجمس المنافسة في ظؿ تطبيؽ القانوف السابؽ رقـ‪95‬ػ‪06/‬‬
‫الممغى‪ ،‬قد قاـ برفض ثبلثة إخطارات بسبب عدـ اختصاصو لمنظر فييا حيث كاف القرار األوؿ سنة‬
‫‪ 1996‬أيف اصدر ق ارره بعدـ قبوؿ اإلخطار المقدـ مف طرؼ "مؤسسة أسواؽ بتممساف بسبب عدـ‬
‫اختصاصو بكؿ النزاعات المتعمقة بالمنافسة ‪ ،‬بؿ يقتصر اختصاصو عمى الممارسات المنصوص عمييا‬
‫في المواد‪ 6،7،10،11‬مف األمر ‪ 06/95‬المتعمؽ بالمنافسة ‪،‬أما في سنة ‪ 2000‬فقد اصدر مجمس‬
‫المنافسة ق ارريف بعدـ االختصاص معمبل إياىـ بعدـ اختصاصو بالفصؿ في قضايا الممارسات التدليسية‬
‫كاستعماؿ عبلمة خاصة بعوف اقتصادي مف طرؼ عوف أخر والمنافسة غير المشروعة‪.2‬‬

‫‪ -1‬أنظر في ىذا الشأف المادة ‪ 28‬مف األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة المعدؿ و المتمـ "يشرؼ عمى أعماؿ مجمس‬
‫المنافسة الرئيس أو نائب الرئيس الذي يخمفو في حالة غيابو أو حدوث مانع لو‪.‬‬
‫ال تصح جمسات مجمس المنافسة إال بحضور ثمانية (‪ )8‬أعضاء عمى األقؿ‪.‬‬
‫جمسات مجمس المنافسة ليست عمنية‪ .‬تتخذ ق اررات مجمس المنافسة باألغمبية البسيطة‪ ،‬و في حالة تساوي عدد‬
‫األصوات يكوف صوت الرئيس مرجحا‬

‫‪-2‬أنظر في ىذا الشأف التقرير السنوي لمجمس المنافسة لسنة ‪ 1999‬غير منشور في النشرة الرسمية لممنافسة‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ ‬أن تكون الوقائع المعروضة عميو لم تسقط بفعل التقادم‬

‫تتقادـ الدعاوى المرفوعة لمجمس المنافسة بمرور (‪ )3‬سنوات وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 4/44‬مف اآلمر‬
‫‪ 03-03‬يقوليا" ال يمكف أف ترفع إلى مجمس المنافسة الدعاوى التي تجاوزت مدتيا الثبلث سنوات إذا لـ‬
‫يحدث بشأنيا بحث أو معاينة أو عقوبة"‪.‬‬

‫ومف ىذا المنطمؽ فإف مجمس المنافسة‪ ،‬ال يعتبر مختصا بالنظر في الدعاوى المقدمة إليو إذا‬
‫كانت الوقائع الواردة في عريضة اإلخطار تجاوزت مدتيا الثبلث سنوات‪ ،‬أي سقطت بالتقادـ‪ .1‬وىنا يجدر‬
‫التفصيؿ في حالة الجمود التي طالت مجمس المنافسة المشكؿ في ظؿ األمر ‪ 06/95‬الممغى و الذي تـ‬
‫تجميده لمظروؼ التي كانت سائدة‪ ،‬إال أف اإلخطارات لـ تنقطع عمى أمانة المجمس وعميو إستمرت عممية‬
‫تسجيؿ اإلخطارات وورث المجمس الحالي المنصب في سنة ‪ 2013‬قضايا عديدة طاليا أمد التقادـ وأخرى‬
‫تـ فتح فييا تحقيقات قطع بشأنيا التقادـ‪ .‬قرر المجمس إعادة مراسمة كؿ الشركات صاحبة اإلخطارات‬
‫ممتمسا منيا التمسؾ بالشكوى لمواصمت التحقيؽ بشأنيا فمف الشركات مف طالبت بالتمسؾ بالشكوى و تـ‬
‫سماع أقواليا مف قبؿ مقرري المجمس المعينيف لمتحقيؽ في ىذه الممفات‪.‬‬

‫إف مجمس المنافسة يحرص في حيثيات ق ارراتو ‪،‬عمى التذكير بأف اإلخطار قد رفع إليو في خبلؿ‬
‫ثبلث سنوات أي أف الوقائع المعروضة في العريضة لـ تتقادـ ‪.‬‬

‫وفي األخير تجدر اإلشارة إلى أف مجمس المنافسة ممزـ بالتصريح بقرار معمؿ عند عدـ قبوؿ‬
‫اإلخطار لعدـ االختصاص‪ ،‬وذلؾ طبقا لنص المادة ‪ 3-44‬مف األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬وبما‬
‫أف التصري ح بعدـ القبوؿ لعدـ االختصاص يكوف في شكؿ قرار فيمكف الطعف فيو باالستئناؼ أماـ مجمس‬
‫قضاء الجزائر إذا كاف القرار يخص ممارسة مقيدة لممنافسة‪،‬وأما مجمس الدولة إذا كاف القرار يخص‬
‫التجميعات االقتصادية‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 63‬مف نفس األمر التي تجيز الطعف في ق اررات‬
‫مجمس المنافسة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Le Conseil de la concurrence ne peut être saisi d'affaires remontant à plus de trois (3) ans, s'il n'a‬‬
‫‪étéfait aucun acte tendant à leur recherche, leur constatation et leur sanction.‬‬
‫‪-voir DENNOUNI Abdelmajid, « le conseil de la concurrence organe principal pour la régulation du‬‬
‫‪marché », Journée d’étude sur le thème LE ROLE DU CONSEIL DE LA CONCURRENCE DANS‬‬
‫‪LAREGULATION DU MARCHE, 29 Mai 2016 Hôtel EL AURASSI, alger.‬‬
‫‪31‬‬
‫ب ‪ -4‬شرط توافر العناصر المقنعة‬
‫لقد نصت عمى ىذا الشرط المادة ‪ 44‬في فقرتيا الثالثة مف األمر ‪ 03/03‬المتعمؽ بالمنافسة‬
‫بقوليا ‪":‬يمكف أف يصرح المجمس بموجب قرار معمؿ قبوؿ اإلخطار إذا ارتأى أف الوقائع المذكورة ال تدخؿ‬
‫ضمف اختصاصو أو غير مدعمة بعناصر مقنعة بما فيو الكفاية "‬
‫كما تضمنت المادة ‪ 3-16‬مف المرسوـ رقـ ‪96‬ػ ‪ 44‬الذي يحدد النظاـ الداخمي لمجمس‬
‫المنافسة‪ ،‬النص عمى ىذا الشرط بقوليا ‪":‬وتتضمف العريضة التي يجب تحديد موضوعيا بياف األحكاـ‬
‫القانونية والتنظيمية وعناصر اإلثبات التي تؤسس الجية المخطرة طمبيا"‪.‬‬

‫وعميو يجب أف يكوف الممؼ المرفؽ بعريضة اإلخطار يحتوي عمى عناصر إثبات كافية ومقنعة‬
‫وليست ادعاءات فقط‪ ،‬ألف عدـ توفر أدلة كافية أو عناصر إثبات مقنعة في العريضة يعرضيا إلى‬
‫الرفض وعدـ القبوؿ مف طرؼ مجمس المنافسة‪.‬‬

‫سيما بالنسبة لمطرؼ‬


‫ويضع عنصر اإلثبات في قانوف المنافسة عموما صعوبات عممية عديدة ال ّ‬
‫الذي يقع عميو عبء اإلثبات‪ ،‬ولئف كاف ىذا العنصر ال يطرح كثي ار في اإلخطار الوزاري واإلخطار‬
‫التمقائي باعتبار إف لكؿ مف الوزير المكمؼ بالتجارة ومجمس المنافسة مصالح يمكنيا الحصوؿ عمى‬
‫الوثائؽ والمستندات البلزمة مف أجؿ اإلثبات‪ ،‬إال أنو يطرح بحدة في حالة اإلخطار المباشر حيث يكوف‬
‫عمى الطرؼ المتضرر عبء اإلثبات وتقديـ عناصر كافية مف أجؿ ذلؾ تثبت وجود ممارسات مقيدة‬
‫لممنافسة‪.1‬‬

‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬ا‪ٜ‬ثبس انمبََٕ‪ٛ‬خ نإلخطبس أيبو يدهظ انًُبفغخ‪.‬‬

‫ينتج عف اإلخطار عدة أثار يمكف تمخيصيا في‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلخطار يوقؼ التقادـ المحدد بثبلث سنوات‪،‬حيث أنو ال يمكف لمجمس المنافسة أف ينظر في‬
‫الدعاوى التي ترفع إليو والتي تجاوزت مدتيا ثبلث سنوات ولـ يحدث فييا أي بحث أو معاينة أو عقوبة ‪.‬‬

‫‪-2‬قيام مجمس المنافسة بتكييف الوقائع التي تتضمنياالعريضة ‪،‬وذلؾ بعدما يتأكد مف أف األعماؿ أو‬
‫الممارسات موضوع اإلخطار تدخؿ فعبل ضمف اختصاصاتو‪ .‬طبقا ألحكاـ المادة ‪6،7،10،11،12‬مف‬
‫األمر ‪ 03-03‬وأنيا ليست ممارسات مرخص بيا طبقا لممادة ‪ 9‬مف نفس األمر‪.‬‬

‫‪ -1‬صورٌة قابة‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.76‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -3‬قبول أورفض الدعوى‪ ،‬فإذا كانت كؿ الشروط متوفرة في اإلخطار‪ ،‬فإف مجمس المنافسة يقبمو وينتقؿ‬
‫إلى المرحمة اإلجرائية الموالية ‪ ،‬أما إذا لـ تتوفر الشروط المطموبة في اإلخطار فإنو يمكف لممجمس أف‬
‫يرفضو وذلؾ عف طريؽ مقرر معمؿ‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬أطراف اإلخطار وقواعد تنظيم الجمسات‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 44‬مف األمر ‪ 03/03‬عمى أنو " يمكف أف يخطر الوزير المكمؼ بالتجارة مجمس‬
‫المنافسة ‪،‬ويمكف المجمس أف ينظر في القضايا مف تمقاء نفسو أو بإخطار مف الييئات المذكورة في الفقرة‬
‫‪ 2‬مف المدة ‪ 35‬مف ىذا األمر إذا كانت ليا مصمحة في ذلؾ "‪.‬‬

‫وتنص الفقرة ‪ 02‬مف المادة ‪ 35‬مف ذات األمر عمى أنو "يمكف أف تستشيره أيضا في المواضيع‬
‫نفسيا الجماعات المحمية والييئات االقتصادية والمالية والييئات والمؤسسات والجمعيات المينية والنقابية‬
‫وكذا جمعيات المستيمكيف "‪.‬‬

‫ومف باستقراء ىاتيف المادتيف نستخمص بأنو يتـ إخطار مجمس المنافسة مف طرؼ الييئات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬ممثل الجياز التنفيذي ‪ -‬الوزير المكمف بالتجارة‪.-‬‬

‫يتولى الوزير المكمؼ بالتجارة طبقا لنص المادة ‪ 44‬مف األمر رقـ ‪03‬ػ‪ 03‬المتعمؽ بالمنافسة‬
‫إخطار مجمس المنافسة وذلؾ بعد نياية التحقيؽ الذي تقوـ بو المصالح المكمفة بالتحقيقات االقتصادية‬
‫حيث تتولى إعداد تقرير أو محضر مرفقا بجميع الوثائؽ التي يشمميا ممؼ القضية وبعدىا يتـ إرساليا‬
‫ف ػ ػ ػػي (‪ )6‬ستة نسخ إلى المتفشية المركزية لمتحقيقات االقتصادية وقمع الغش مرفقا برسالة اإلحالة والتي‬
‫تتضمف عرض موجز لموقائع التي يتـ إثباتيا ‪،‬واإلشكاالت القانونية المطروحة وفقا إلحكاـ األمر المتعمؽ‬
‫بالمنافسة وكذا رأي المصمحة المكمفة بالتحقيؽ االقتصادي‪.‬‬

‫بعد ذلؾ تقوـ المتفشية المركزية بإحالة ممؼ عمى مديرية المنافسة لدي و ازرة التجارة التي تقوـ‬
‫بإجراء دراسة لمممؼ‪ ،‬بعد ذلؾ تتولى التحضير لئلخطار الوزاري لمجمس المنافسة‪.2‬‬

‫‪-1‬أنظر في ىذا الشأف الممحؽ األحيرالمتظمف لمجموع ق اررات مجمس المنافسة القاضية بعدـ اإلختصاص‪.‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ /3‬د مف المرسوـ التنفيذي ‪ ، 254-02‬المتضمف تنظيـ اإلدارة المركزية لو ازرة التجارة‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ -2‬ممثل جمعيات المستيمكين‪:‬‬

‫يعد المستيمؾ المعني األوؿ مف العممية التنافسية‪،‬لما توفره لو مف حؽ في االختيار الحر بيف‬
‫العدد اليائؿ مف السمع والخدمات ‪.‬‬

‫لذلؾ أعطى المشرع جمعيات حماية المستيمكيف إمكانية إخطار مجمس المنافسة كمما كاف ىناؾ‬
‫مساس بالمصالح التي تكمؼ بحمايتيا والتي تنتج إما عف الممارسات المقيدة لممنافسة أو عف التجميع‬
‫الغير مرخص بو‪ 1.‬وىنا يقتضي األمر التذكير بضعؼ و تقصير الجمعيات ذات الطابع الوطني في‬
‫إخطار مجمس المنافسة عف الممارسات التي تمس بالمستيمؾ السيما التي تقيد منيا المنافسة الحرة النزيية‬
‫والتي ليا دور في خفض األسعار لممواد اإلستيبلكية و الخدماتية‪.‬‬

‫‪ -3‬الجماعات المحمية‬

‫تتسـ ظروؼ إخطار الجماعات المحمية لمجمس المنافسة باألىمية الخاصة فيما يتعمؽ بالبحث‬
‫والتحري عف ارتكاب الممارسات المقيدة لممنافسة في مجاؿ العقود اإلدارية حيث تندرج العقود اإلدارية‬
‫ضمف األعماؿ التي تقوـ بيا اإلدارة العامة السيما الجماعات المحمية‪ ،‬حيث تختص ىذه األخيرة بمنح‬
‫الصفقة العمومية لمعارض الذي يقدـ أفضؿ عرض وبالتالي فيي موضوع يسمح بالكشؼ عف الممارسات‬
‫المقيدة لممنافسة ‪،‬والتي تولى مجمس المنافسة ميمة قمعيا ‪،‬حيث تمجأ الجماعات المحمية إلى إخطار‬
‫المجمس في حالة مواجيتيا لممارسات التعسؼ في وضعية الييمنة عمى السوؽ التي يرتكبيا المتعاقدوف‬
‫معيا أو المتعاقدوف المحتمموف وألجؿ ذلؾ يجب عمى الجماعات المحمية أف تقدـ عناصر اإلثبات المقنعة‬
‫ويتولى مجمس المنافسة البحث والتحري فيما إذا كانت ىذه الممارسة مقيدة حقا لممنافسة أـ ال‪.2‬‬

‫‪ -4‬الجمعيات المينية والنقابية‬

‫يحؽ ليذه الجمعيات إخطار مجمس المنافسة كمما تعمؽ األمر بالممارسات التي تمس المصالح التي‬
‫تمثميا‪ .3‬وىنا كذلؾ نقوؿ واف ىذه النقبات قد تخمت عف دورىا الميني مف خبلؿ عدـ التبميغ عف‬
‫الممارسات المينية المقيدة لممنافسة الحرة و النزيية‪.‬إذ خولت المادة ‪ 48‬مف األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ‬

‫‪ -1‬عبد ا﵀ لعويجي ‪"،‬مجمس المنافسة الجزائري"‪ ،‬حرية المنافسة في القانوف الجزائري ‪ ،‬ممتقى وطني ‪ ،‬جامعة باجي مختار‬
‫عنابة ‪03،‬و‪ 04‬آفريؿ ‪ ،2013‬ص‪.02‬‬
‫‪ -2‬جبلؿ مسعد‪،‬مرجع سابؽ ‪،‬ص ‪.323‬‬
‫‪ -3‬بمقاسـ عماري‪ ،‬مرج سابؽ ‪،‬ص ‪.15‬‬
‫‪34‬‬
‫بالمنافسة المعدؿ و المتمـ " يمكف كؿ شخص طبيعي أو معنوي يعتبر نفسو متضر ار مف ممارسة مقيدة‬
‫لممنافسة‪ ،‬وفؽ مفيوـ أحكاـ ىذا األمر أف يرفع دعوى أماـ الجية القضائية لمختصة طبقا لمتشريع المعموؿ‬
‫بو"‪ .‬وعميو فالمؤسسات التي تتعرض الى الممارسات اإلقصائية و لئلتفاقات التواطئية ليا بمقتضى ىذا‬
‫النص الحؽ في المطالبة القضائية أماـ الجيات القضائية المختصة عبلوة عمى اإلختصاص األصيؿ‬
‫لمجمس المنافسة‪.‬‬

‫‪ -5‬المؤسسات االقتصادية النشطة في السوق‪:‬‬

‫مف أىـ اإلصبلحات التي جاء بيا قانوف المنافسة الجديد ىو منح المؤسسات حؽ إخطار مجمس‬
‫المنافسة ألف أىـ شرط لوجود المنافسة االقتصادية يعود إلى وجود المؤسسة لذا فيي تتأثر بصفة مباشرة‬
‫مف الممارسات المقيدة لممنافسة‪.‬‬

‫حيث أف اإلخطار األكثر رواجا أماـ مجمس المنافسة يكوف مف طرؼ المؤسسة التي غالبا ما‬
‫تكوف ضحية ممارسات مقيدة لممنافسة‪،‬حيث أف تضارب المصالح االقتصادية في سوؽ معنية‪ 1‬كثي ار ما‬
‫يؤدي إلى نشوب نزاعات بيف المؤسسات المتنافسة ‪،‬مما يؤدي إلى التقدـ أماـ مجمس المنافسة باعتباره‬
‫سمطة الضبط العامة لمسوؽ ‪ ،‬لحؿ النزاع ووضع حد لتمؾ الممارسات التي تعرقؿ سير العممية التنافسية‬
‫بصفة حرة‪.‬‬

‫انفشع انثبَ‪ :ٙ‬لشاساد انًدهظ ثشأٌ اإلخطبس انٕاسد إنٗ أيبَزّ‪.‬‬

‫تتعدد ق اررات مجمس المنافسة في مادة اإلخطارات التي تنصب عمى الممارسات المقيدة لممنافسة‬

‫فماذا نقصد بأصناؼ ق اررات مجمس المنافسة فيما يخص مختمؼ اإلخطارات؟‬

‫وتتخذ أنواع يمكف تصنيفيا كمايمي ‪:‬‬

‫‪3- Art. 46. — Le Conseil de la concurrence peut, sur demande du plaignant ou du ministre‬‬
‫‪chargé du commerce, prendre des mesures provisoires destinées à suspendre les‬‬
‫‪pratiques présumées restrictives faisant l’objet d’instruction, s’il est urgent d’éviter une‬‬
‫‪situation susceptible de provoquer un préjudice imminent et irréparable aux entreprises‬‬
‫‪dont les intérêts sont affectés par ces pratiques ou de nuire à l’intérêt économique‬‬
‫‪général, ordonnance n° - 03-03 du 19 juillet 2003 modifiée et complétée.‬‬

‫‪35‬‬
‫أوال‪ :‬الحفظ و التنازل‪ :‬ويصدر ىذا القرار عندما يتنازؿ صاحب اإلخطار عف ادعائو‪ ،‬وىنا نشير الى أف‬
‫مجمس المنافسة السابؽ قد تمقى الكثير مف اإلخطارات في وقت تجميده تـ بشأنيا إجراءات قاطعة لمتقادـ‬
‫وذلؾ بإصدار ق اررات تعيف المقرريف لمتحقيؽ في الشكاوى المقدمة‪ .‬وبعد إعادة تفعيؿ المجمس خبلؿ سنة‬
‫‪ 2013‬حاوؿ إعادة بعث ىذه الشكاوى مف خبلؿ اإلتصاؿ بأصحابيا‪ ،‬و طمب منيـ إخطار المجمس‬
‫بالتمسؾ بالشكوى‪.‬‬

‫إذ تمقى المجمس إخطارات تؤكد التمسؾ بالشكوى‪ ،‬باشر في شأنيا إجراءات التحقيؽ‪ .‬و قضايا أخرى‬
‫تنازؿ أصحابيا عنيا أصدر في شأنيا المجمس قرار يقضي برفض اإلخطار لمتنازؿ‬

‫ثانيا‪ :‬ق اررات برفض الدعوى لعدم اإلختصاص‪ :‬وذلؾ عندما ال يؤدي التحقيؽ إلى إثبات وجود ممارسات‬
‫مقيدة لممنافسة‪ .‬والق اررات في ىذا الشأف كثيرة نذكر منيا قضية ميمة تتمثؿ وقائعيا في أف‪:‬‬

‫الشركة المخطرة تدعي أف الشركة ذات األسيـʺإسبات عنابةتوجد في وضعية ىيمنة فيالسوؽ المعني و‬
‫المتمثؿ في انتاج االنابيب الفوالذية المغمفة داخميا بمادة‪PE‬وخاسجٍا ب ʺ‪ʺ EPOXY‬وذات عيار‬
‫‪1.8/58‬حيث تدعى الشركة صاحبة اإلخطار أنيا قد تعرضت لممارسات مف طرؼ الشركة المدعي‬
‫عمييا تدخؿ ضمف ٲحكاـ االمر رقـ ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويمية ‪ 2003‬المعدؿ و المتمـ‪ ،‬المتعمؽ‬
‫بالمنافسة و تتمثؿ فيما يمي ‪:‬‬

‫‪-‬إستغبلؿ وضعية الييمنة التي تتجمى بيا الشركة ذات األسيـ ʺإسبات ʺ عنابة وذلؾ مف جراء قياـ ىذه‬
‫األخيرة برفع األسعار المتفؽ عمييا مف جانب واحد و كذا عدـ احتراـ ٲجاؿ تسميـ المادة في المواعيد‬
‫المحددة ‪.‬‬

‫‪-‬وجود الشركة صاحبة اإلخطار في وضعية تبعية لمشركة ذات األسيـ ʺإسبات ʺ عنابة بحجة عدـ‬
‫امتبلكيا لبدائؿ تتيح ليا فسخ العقد المبرـ بينيما ‪.‬‬

‫حيثٲف مجمس المنافسة قاـ بمراسمة صاحب اإلخطار بموجبإرسالية‬

‫رقـ ‪/364:‬ـ‪.‬ـ‪ /‬ـ‪.‬ٲ‪.‬ر‪ 2013/‬بتاريخ ‪ 07‬جويمية‪ 2013‬و المتعمقة بطمب تٲكيد التمسؾ الشكوى‬

‫حيث ٲف صاحب اإلخطار ٲجاب بتاريخ ‪ 16‬جويمية ‪ 2013‬بموجب إرسالية تحمؿ رقـ‬
‫‪/208‬ـ‪.‬ـ‪/‬ـ‪.‬ٲ‪.‬ر‪ 2013/‬بأنو يتمسؾ بشكواه‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر في ىذا الشأف العدد الخاص لمنشرة الرسمية لممنافسة المتضمنة لق اررات مجمس المنافسة لسنوات ‪2015-2014‬‬
‫العدد ‪.08‬‬
‫‪36‬‬
‫بعد اإلطبلع عمى مضموف القرار رقـ ‪ 08/ 03983‬المؤرخ في ‪ 2009/01 /21‬الصادر عف‬
‫الغرفة التجارية و البحرية لمجمس قضاء عنابة يتبيف مف خبللو اف الشركة ذات األسيـ ʺشوكت اند ار از ʺ‬
‫لـ تمتزـ ببنود العقد المبرـ مع الشركة ذات األسيـ ʺإسبات ʺ عنابة ʺ السيما فيما تعمؽ بدفع التسبيقات‬
‫والتي اعتبرت شرطا ٲساسيا إلنتاج األنابيب موضوع العقد ‪ ،‬مما نتج عنو تذبذب في تسميـ المنتوج ‪.‬‬

‫حيث يمكف لممجمس أف يصرح بموجب قرار معمؿ بعدـ قبوؿ اإلخطار إذا ما ارتأى اف الوقائع‬
‫المذكورة ال تدخؿ ضمف اختصاصو طبقا لمفقرة الثالثة مف المادة ‪ 44‬مف األمر ‪ 03-03‬المعدؿ و المتمـ‬
‫المتعمؽ بالمنافسة‬

‫وعميو فإف المعمومات المقدمة مف طرؼ الشركة التي تقدمة باإلخطار ال تدخؿ ضمف األفعاؿ‬
‫المتضمنة في قانوف المنافسة‪ ،‬وذلؾ ألف األمر ال يتعمؽ بعرقمة المنافسة في السوؽ المعني ‪ ،‬و إنما‬
‫بعدـ إحتراـ بنود عقد تجاري طبقا ألحكاـ القسـ الثاني مف األمر رقـ ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضاف‬
‫عاـ ‪ 1395‬الموافؽ ؿ ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمف القانوف المدني المعدؿ و المتمـ و المتعمؽ بشروط‬
‫العقد المتمثمة في الرضا ‪،‬المحؿ ‪ ،‬السبب ‪.‬‬

‫كما ٲف الشركة التي تقدمت باإلخطار لـ تشر إلىٲية عبلقة بيف الشركة الممونةلؤلنابيبٲوٲحد‬
‫فروعيا ٲ و عبلقة الشركة الممونة بشركات اخرى عمى صمة بالصفقة المبرمة بالتراضي قصد إبعادىا ٲو‬
‫إقصائيا منافسة‪.‬‬

‫مف جية أخرى عرؼ المشروع الجزائري وضعية التبعية االقتصادية عمى أنيا العبلقة التجارية التي‬
‫ال يكوف فييا لمؤسسة ما حؿ بديؿ مقارف إذا ٲرادت رفض التعاقد بالشروط التي تفرضيا عمييا كمؤسسة‬
‫ٲخرى سواءا كانت زبونا أو ممونا ‪ ،‬ىذا التعريؼ يعطي نظرة واضحة لئلدعاء التي تقدمت بو الشركة‬
‫مف طرؼ الشركة‬ ‫ذات األسيـʺ شوكت اند ار از ʺ و التي لـ تشر إلىٲية شروط مسبقة‬
‫الممونةʺإسباتʺʺعنابةʺ قبؿ إبراـ العقد التجاري و إنما اإلخطار جاء بعدما قامت الشركة األخيرة بإعادة‬
‫النظر في بعض بنود العقد و التي تبقىٲسبابيا بيف ٲيدي الشركة الممونة ‪.‬‬

‫الصادر في‬ ‫إضافة إلى ما تـ ذكره ٲعبله و بعد استغبلؿ مضموف القرار رقـ ‪08/ 03983‬‬
‫‪ 2009/01/21‬عف مجمس قضاء عنابة ‪ ،‬حيث تبيف ٲف الشركة صاحبة الشكوى المتمثمة في الشركة‬
‫ذات اؿٲسيـʺشوكت اند ار از ʺ لـ تمتزـ ببنود العقد المبرـ مع الشركة ذات اؿٲسيـʺإسباتʺعنابةʺ ال سيما‬
‫فيما تعمؽ بدفع التسبيقات و التي اعتبرت شرطا ٲساسيا إلنتاج اؿٲنابيب موضوع العقد مما نتج عنيا‬
‫تذبذب في تسميـ المنتوج موضوع الشكوى‬

‫‪37‬‬
‫وعميو قضى المجمس بعدـ خضوع مضموف اإلخطارإلختصاص المجمس ‪ ،‬بحيث ٲف عدـ احتراـ بنود‬
‫العقود التجارية يدخؿ ضمف صبلحيات القاضي المدني‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬قرار مجمس المنافسة بشأن قبول أو رفض طمب اإلجراءات التحفظية‪:‬‬

‫وذلؾ عندما تكوف الوقائع المسجمة ال تتوفر عمى أدلة مقنعة أو غير كافية أماـ المجمس أو لـ‬
‫تكف مدعمة لو عناصر مقنعة بما فيو الكفاية‪ ،‬أو عندما تنتفي وسائؿ األثبات الكافية‪ ،‬وفي ىذا اإلطار‬
‫فقد درس المجمس قضية نوعية و مميزة تتمثؿ وقائعيا في‪ :‬طمب إتخاذ التدابير المؤقتة رقـ ‪2013/78‬‬
‫المسجؿ بتاريخ ‪ 5‬ماي ‪ 2013‬و الذي تقدمت بو الشركة ذات المسؤولية المحدودة ʺ اليبلؿ لمورؽ ʺ ضد‬
‫كؿ مف الشركة ذات المسؤولية المحدودة ʺ الرياف لمورؽ ʺ و الشركة ذات المسؤولية المحدودة ʺ المؤسسة‬
‫الجزائرية لمورؽ و الطباعة ʺإلى مجمس المنافسة و التي تطمب مف خبللو باتخاذ التدابير المؤقتة ضد‬
‫ىاتيف األخيرتيف‪ ،‬إلتمست الشركة صاحبة الشكوى مف مجمس المنافسة اتخاذ التدابير المؤقتة طبقا لممادة‬
‫‪ 46‬مف األمر ‪ 03-03‬المعدؿ و المتمـ المتعمؽ بالمنافسة فيما يخص الغاء تطبيؽ السعار الجديدة التي‬
‫تـ عرضيا مف طرؼ االطراؼ المعنية بالدعوى و الرجوع إلى األسعار المطبقة سنة ‪ 2012‬و ذلؾ إلى‬
‫غاية البت في الموضوع مف طرؼ المجمس‪.‬‬

‫وحتى يتمكف المدعي مف تبياف الضرر الذي لحؽ بمصالحة ‪ ،‬يجب ٲف يثبت ٲف الممارسات التي ٲبمغ‬
‫عنيا قد تسببت في إحداث ضرر جسيـ بالوضعية المالية لمؤسستو قد يرىف حتى بقاءىا في السوؽ ٲو‬
‫عمى األقؿ ٲضعاؼ قدرتيا التنافسية‪ .‬و في ىذا السياؽ قدـ المدعي وثائؽ يبيف مف خبلليا الضرر الذي‬
‫لحؽ بو ممثبل في فقداف مبمغ يقدر ب ‪ 111 :‬مميوف دج معبر عنو كربح فائت ‪.‬‬

‫إف الممارسات التي شرع في تطبيقيا مف طرؼ الشركتيف المعنيتيف لـ يصدر عنيا في ذلؾ الوقت‪ ،‬ٲي‬
‫ٲثر سمبي واضح المعالـ عمى القطاع اإلقتصادي المعني ‪.‬‬

‫ومف جية ٲ خرى وعشية الدخوؿ المدرسي لـ يتـ تسجيؿ اي اضطراب لمسوؽ سواء مف ناحية وفرة‬
‫المنتجات او مف ناحية األسعار المطبقة ‪.‬‬

‫اعتمادا عمى ما تـ ذكره سابقا ‪ ،‬فاف مجرد اثبات مف طرؼ المدعي بوجود ضرر لحؽ بو متمثبل في‬
‫انخفاض في رقـ االعماؿ او في المردودية غير كاؼ لبلستفادة مف التدابير المؤقتة ‪ ،‬كوف اف االجراء‬
‫االستعجالي ال ييدؼ الى تعويض الربح الفائت كوف اف مثؿ ىذا الضرر ال يمكف باي حاؿ مف االحواؿ‬
‫اعتباره تيديدا وشيكا قد يؤدي الى ازاحة الشركة صاحبة الشكوى مف السوؽ ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ولذلؾ فإف المجمس يرى باف الشروط الواجب توافرىا في طمب المعني حتى يتمكف مجمس المنافسة مف‬
‫اتخاذ تدابير مؤقتة غير متوفرة ال سيما فيما يتعمؽ باثبات وجود خطر يوشؾ اف يقع ييدد استم اررية بقاء‬
‫شركة المدعي في السوؽ او االضرار بالمصمحة االقتصادية العامة‬

‫رابعا‪ :‬قرار تعميق الفصل في القضية‪ :‬حينما يتطمب األمر إجراء تحقيؽ تكميمي أو في حالة انتظار قرار‬
‫قضائي سواء صادر مف محكمة عادية أو إدارية‪ ،‬التي تكوف قد أخطرت ىي األخرى بنفس الوقائع‪ .‬وىنا‬
‫نحيؿ الى موضوع اإلخطار المسجؿ مف قبؿ أليانس لمتأمينات ضد شركة كوسيدار أيف تـ إرجاء الفصؿ‬
‫في الدعوى الى حيف إستشارة المجمس الوطني لمتأمينات حوؿ وقائع الشكوى‪ .‬وذلؾ تطبيقا لممادة ‪ 46‬مف‬
‫األمر ‪ 03-03‬متعمؽ بالمنافسة‪. 1‬‬

‫بالنسبة لشكؿ الق اررات فبل يوجد نص يمزـ مجمس المنافسة بتحرير مقرراتو وفؽ شكؿ معيف فيتـ‬
‫تحرير كؿ مقرر في نسخة أصمية واحدة تحفظ مع محضر الجمسة تحتوي عمى رقـ تسمسمي وتبمغ إلى‬
‫األطراؼ المعنية لتنفيذىا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وتنشر ىذه الق اررات في النشرة الرسمية لممنافسة‪. BOC‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬اإلختصاصات و الميام اإلستشارية لمجمس المنافسة ‪les attributions‬‬


‫‪consultatives‬‬

‫يمكف أف يستشار مجمس المنافسة حوؿ مشاريع النصوص ذات الصمة بالمنافسة‪ ،‬فإلى جانب‬
‫الصبلحيات التنازعية التي سبؽ ذكرىا يتمتع مجمس المنافسة بصبلحيات إستشارية في مجاؿ المنافسة‪ .‬إذ‬
‫يعتبر بمثابة الخبير المختص في ىذا المجاؿ‪ ،‬فحسب المادة ‪ 36‬مف األمر ‪ 03/03‬المتعمؽ بالمنافسة‬
‫المعدؿ و المتمـ تؤكد عمى أنو يستشار مجمس المنافسة في كؿ مشروع نص تنظيمي لو صمة بالمنافسة‪،‬‬
‫وكؿ المسائؿ التي ليا صمة بالمنافسة‪ ،‬و نشير إلى أنو يمكف التمييز بيف نوعيف مف اإلستشارات التي‬
‫يقدميا المجمس بحيث يستشار تارة وجوبا و تارة أخرى إختياريا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Ordonnance n° 03-03 du 19 Joumada El Oula 1424 correspondant au 19 juillet 2003 relative à la‬‬
‫‪concurrence (J O n° 43).‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 30‬مف القرار رقـ ‪ 01‬المؤرخ في ‪ 24‬جويمية ‪ ،2013‬المحدد لمنظاـ الداخمي لمجمس المنافسة‪ ،‬النشرة الرسمية‬
‫لممنافسة عدد‪ ،03‬لسنة ‪.2014‬‬
‫‪39‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلستشارات الوجوبية لمجمس المنافسة‪:‬‬

‫إف إستشارة مجمس المنافسة في ظؿ قانوف المنافسة القديـ الممغى ‪ 06-95‬كانت وجوبية كمما‬
‫تعمؽ األمر بالمسائؿ ذات الصمة بالمنافسة إذ يستشار المجمس وجوبا حوؿ كؿ مشروع مرسوـ يحدد‬
‫أسعار بعض السمع و الخدمات التي تعتبرىا الدولة ذات طابع إستراتيجي أو واسعة اإلستيبلؾ‪ ،‬إال أنو‬
‫في ظؿ األمر ‪ 03-03‬المعدؿ و المتمـ أصبح األمر غير ذلؾ‪ ،‬إذ يمكف تجاوز إستشارة المجمس في‬
‫تعديؿ الكثير مف النصوص المتعمقة بالمنافسة‪.‬‬

‫غير أنو ليس ىناؾ معيار دقيؽ يميز السمع التي تعد ذات طابع إستراتيجي عف غيرىا مف السمع‬
‫الضرورية ‪ ،‬فإف الدولة تتمتع بالسمطة التقديرية في إعتبار سمعة ما ذات طابع إستراتيجي حسب‬
‫الظروؼ‪.‬‬

‫فكؿ مشروع مرسوـ أو تدابير إستثنائية تتخذه الدولة لمحد مف إرتفاع األسعار‪ ،‬أو تحديدىا في حالة‬
‫إرتفاعيا المفرط بسبب أزمة أو كارثة أو صعوبات مزمنة في التمويف بالنسبة لقطاع نشاط ما أو في‬
‫منطقة جغرافية معينة‪ ،‬أو في حاالت اإلحتكارات الطبيعية التي يقصد بيا حاالت السوؽ أو النشاط التي‬
‫تتميز بوجود عوف إقتصادي واحد يستغؿ ىذه السوؽ أو قطاع نشاط معيف‪ ،‬و تتخذ ىذه التدابير‬
‫اإلستثنائية بموجب مرسوـ لمدة أقصاىا ‪ 06‬أشير بعد أخذ رأي مجمس المنافسة حسب األمر رقـ ‪-95‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 06‬الممغى‪ ،‬لكف بعد التعديؿ حذفت المدة القانونية و أصبح اإلجراء مفتوح دوف تقييد بمدة زمنية معينة‪.‬‬

‫كؿ مشروع نص تنظيمي لو إرتباط بالمنافسة أو يتضمف تدابير مف شأنيا عمى الخصوص‪:‬‬

‫‪-‬إخضاع ممارسة مينة ما أو نشاط ما أو دخوؿ سوؽ ما إلى قيود مف ناحية الكـ‪.‬‬
‫‪-‬وضع رسوـ حصرية في بعض المناطؽ أو النشاطات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art. 5. En application des dispositions de l’article 2 ci-dessus, il peut être procédé, par voie‬‬
‫‪réglementaire, à la fixation, au plafonnement ou à l’homologation des marges et des prix‬‬
‫‪de biens et services ou de familles homogènes de biens et services.‬‬
‫‪Les mesures de fixation, de plafonnement ou d’homologation des marges et des prix des‬‬
‫‪biens et services sont prises sur la base de propositions des secteurs concernés pour les‬‬
‫‪principaux motifs suivants :La stabilisation des niveaux de prix des biens et services de‬‬
‫‪première nécessité ou de large consommation, en cas de perturbation sensible du‬‬
‫‪marché‬‬
‫‪Peuvent être également prises, dans les mêmes formes, des mesures temporaires de fixation‬‬
‫‪ou de plafonnement des marges et des prix des biens et services, en cas de‬‬
‫‪hausses...».ordonnance n° - 03-03 du 19 juillet 2003 modifiée et complétée.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪-‬فرض شروط خاصة لمباشرة نشاطات اإلنتاج ‪ ،‬التوزيع و الخدمات‪.‬‬
‫‪-‬تحديد ممارسات موحدة في ميداف شروط البيع ‪.‬‬
‫نستخمص مما تقدـ أف إجراء اإلستشارة يبقى إلزاميا إذا كاف لمنص التنظمي أحكاـ تتعمؽ بإحدى‬
‫الحاالت المذكورة أعبله‪ ،‬مع اإلشارة إلى أف ىذه الحاالت قد جاءت عمى سبيؿ المثاؿ فقط و ىذا ما يفيـ‬
‫‪1‬‬
‫مف العبارة المستعممة في المادة‪ 36‬مف األمر المتعمؽ بالمنافسة‪.‬‬

‫إذف الحكومة ممزمة بإستشارة المجمس في مواد مشاريع النصوص التنظيمية فقط دوف أف تكوف ممزمة‬
‫بإستشارتو إذا ما تعمؽ األمر بنصوص قانونية‪.‬‬

‫تكوف اإلستشارات الوجوبية المقدمة مف طرؼ الحكومة محؿ آراء أو رأي معمؿ مف طرؼ مجمس‬
‫المنافسة‪ ،‬إال أف العبارات الواردة في نص المادتيف ‪ 5‬و ‪ 36‬مف األمر ‪ 03/03‬ال تحتمؿ أكثر مف تفسير‬
‫فمجمس المنافسة يمارس دور الييئة اإلستشارية و ال تكوف آلرائو القوة اإللزامية و ال تمزـ الحكومة بأخذ‬
‫رأيو‪ ،‬وال مسؤولية لمحكومة في ىذا الجانب بينما تعتبر السمطة التنفيذية ممزمة بإستشارة المجمس ‪ ،‬فبل‬
‫يمكف ليا أف تبادر إلى عرض مشروع نص تنظيمي يرتبط بالمنافسة عمى مجمس الحكومة دوف أخذ رأي‬
‫‪2‬‬
‫مجمس المنافسة كإجراء مسبؽ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلستشارة اإلختيارية لمجمس المنافسة ‪consultation facultative‬‬

‫لقد سميت باالستشارة االختيارية نظ ار إلى أنو يسمح لفئات مختمفة مف األشخاص بإستشارة مجمس‬
‫المنافسة‪ ،‬فمجمس المنافسة حسب ما جاء في نص المادة ‪ 36‬مف األمر المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬يمكف أف‬

‫‪1‬‬
‫‪-Art. 36. Le conseil de la concurrence est consulté sur tout projet de texte législatif et‬‬
‫‪réglementaire ayant un lien avec la concurrence ou introduisant des mesures ayant pour‬‬
‫‪effet notamment :....de soumettre l'exercice d'une profession ou d’une activité, ou l'accès‬‬
‫; ‪à un marché à des restrictions quantitatives‬‬
‫; ‪- d'établir des droits exclusifs dans certaines zones ou activités‬‬
‫‪- d'instaurer des conditions particulières pour l'exercice d'activités de production, de‬‬
‫; ‪distribution et de services‬‬
‫‪- de fixer des pratiques uniformes en matière de conditions de vente, ordonnance n° - 03-‬‬
‫‪03 du 19 juillet 2003 modifiée et complétée.‬‬

‫‪ -2‬أنظر فً هذا الشأن التقرٌر السنوي لمجلس المنافسة المنشور فً النشرة الرسمٌة للمنافسة‪ ،‬رقم ‪ 03‬لسنة ‪،4307‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -‬إذ لم ٌسجل مجلس المنافسة خالل سنة ‪ 4305‬أي طلب إستشارة من طرف القطاعات الوزارٌة إلبداء الرأي تطبٌقا‬
‫للمادة ‪ 07‬من األمر المتعلق بالمنافسة‪ ،‬وقد اوضح التقرٌر أن هناك مشارٌع نصوص قانونٌة كان من المفروض‬
‫عرضها على المجلس مثل مشروع قانون إنشاء نظام رخص االستراد و التصدٌر و كذا المشروع الرئاسً المعدل‬
‫للتنظٌم المتعلق بالصفقات العمومٌة و أخٌر القانون المعدل لإلستثمار‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫يعطي رأيو حوؿ كؿ مسألة ترتبط بالمنافسة كمما تـ إخطاره مف طرؼ الجماعات المحمية والييئات‬
‫اإلقتصادية والمالية والمؤسسات والجماعات المينية والنقابية و كذا جماعات المستيمكيف‪.‬‬

‫أوال‪ :‬استشارة مجمس المنافسة من طرف الجياز التنفيذي لمحكومة‪:‬‬

‫يمكف لمحكومة إلتماس إستشارة مجمس المنافسة في المسائؿ التي تخص المنافسة غير تقديـ مشاريع‬
‫القوانيف أو إعداد النصوص التنظيمية بحيث يبدي المجمس رأيو لكف بشرط أف تكوف ىناؾ إستشارة مسبقة‬
‫مف قبؿ الحكومة‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أف أغمب اإلستشارات التي إلتمستيا الحكومة مف طرؼ مجمس المنافسة إقتصر‬
‫موضوعيا عمى األسعار‪ ،‬غير أنو بالرجوع إلى القانوف الفرنسي نجد أف المجمس الفرنسي لممنافسة أكثر‬
‫نشاط و خبرة في الميداف‪ ،‬بحيث سبؽ و أف تمت إستشارتة حوؿ عدة مسائؿ ترتبط بالمنافسة ‪،‬كما أبدى‬
‫رأيو حوؿ عدة مشاريع القوانيف نذكر منيا مشروع القانوف المتعمؽ بتوزيع األدوية الصيدالنية و ذلؾ بتاريخ‬
‫‪ 31‬مارس ‪...1987‬إلخ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إستشارة مجمس المنافسة من طرف المتعاممين االقتصاديين‪:‬‬

‫في إطار تقديـ إستفسارات وتوضيحات حوؿ المسائؿ التي ليا عبلقة بالمنافسة‪ ،‬فإنو حسب المادة ‪ 35‬في‬
‫فقرتيا الثانية تسرد جميع األشخاص والمؤسسات األخرى‪ ،‬التي بإمكانيا طمب إستشارة مجمس المنافسة‬
‫والمتمثمة في الجماعات المينية والجماعات المحمية‪ .‬والمؤسسات اإلقتصادية والمالية والجماعات النقابية‬
‫و كذا جماعات المستيمكيف‪.1‬‬

‫ونشير إلى أف اإلستشارات التي يقدميا مجمس المنافسة ليؤالء غير إلزامية إذ ليا طابع إعبلمي فقط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Art. 35.- Le Conseil de la Concurrence donne son avis sur toute question concernant la‬‬
‫‪concurrence à la demande du Gouvernement et formule toute proposition sur les aspects de‬‬
‫‪concurrence.‬‬
‫‪Il peut également être consulté sur les mêmes questions par les collectivités locales, les‬‬
‫‪institutions économiques et financières, les entreprises, les associations professionnelles et‬‬
‫‪syndicales, ainsi que les associations de consommateurs. ordonnance n° - 03-03 du 19‬‬
‫‪juillet 2003 modifiée et complétée.‬‬
‫‪42‬‬
‫ثالثا‪ :‬إستشارة مجمس المنافسة اإلختيارية من طرف الييئة التشريعية‪:‬‬

‫إف األمر رقـ‪ 03/03‬المتعمؽ بالمنافسة لـ يتناوؿ إمكانية الييئة التشريعية بإستشارة مجمس المنافسة عكس‬
‫األمر ‪ 06-95‬المتعمؽ بالمنافس الممغى في المادة ‪ 19‬منو التي تنص عمى ىذه اإلمكانية و ذلؾ عندما‬
‫يتعمؽ األمر بمشاريع القوانيف فإف المجنة البرلمانية المكمفة بالتشريع ىي التي تتولى طمب اإلستشارة‪.‬‬

‫غير أنو في القانوف الفرنسي فإف المجنة البرلمانية يحؽ ليا طمب اإلستشارة مف مجمس المنافسة‪ ،‬و ىو‬
‫حؽ معترؼ بو حتى بالنسبة لمجاف المؤقتة مثؿ لجنة التحقيؽ و لجنة مراقبة المرافؽ العامة ‪ ،‬و ينصب‬
‫طمب اإلستشارة عمى مشاريع القوانيف أو حوؿ مسألة ليا عبلقة بالمنافسة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬استشارة مجمس المنافسة من قبل الجيات القضائية‪:‬‬

‫يمك ػ ػػف أف تطم ػ ػػب الجي ػ ػػات القض ػ ػػائية رأي مجم ػ ػػس المنافس ػ ػػة فيم ػ ػػا يخ ػ ػػص معالج ػ ػػة القض ػ ػػايا المتص ػ ػػمة‬
‫بالممارسات المقيدة لممنافسة كما ىو محدد بموجب ىذا األمر‪ .‬وال يبدي رأيو اال بعػد اجػراءات االسػتماع‬
‫الحضوري‪ ،‬إال إذا كاف المجمس قد درس القضية المعنية‪.‬‬

‫فالقضاء بصفة عامة يحتؿ مكانة معتبرة في قانوف المنافسة‪ ،‬بحيث بالرجوع إلى األمر المتعمؽ بالمنافسة‬
‫نجد أف المشرع منحو دو ار أساسيا في رقابة وحماية المنافسة وذلؾ بإختصاص الغرفة التجارية لدى مجمس‬
‫قضػػاء الج ازئػػر العاصػػمة بػػالنظر فػػي الطعػػوف المقدمػػة ضػػد ق ػ اررات مجمػػس المنافسػػة ‪ ،‬فإنيػػا يمكػػف ليػػا أف‬
‫‪1‬‬
‫تستشير المجمس حوؿ القضايا المطروحة عمييا و المتصمة بالممارسات المقيدة لممنافسة‪.‬‬

‫انًجحث انثبَ‪ : ٙ‬إخشاءاد انطؼٍ ضذ لشاساد يدهظ انًُبفغخ‪.‬‬

‫‪ٚ‬شفغ انطؼٍ أيبو يدهظ لضبء اندضائش ضذ لشاساد يدهظ انًُبفغخ يٍ لجم أطشاف انمض‪ٛ‬خ طجمب ألحكبو‬
‫لبٌَٕ اإلخشاءاد انًذَ‪ٛ‬خ ٔ اإلداس‪ٚ‬خ‪ .‬عٕاء كبَذ اإلخشاءاد رخض انطؼٍ ف‪ ٙ‬انًٕضٕع أٔ ف‪ ٙ‬األٔايش‬
‫انزحفض‪ٛ‬خ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Art. 38. « Pour le traitement des affaires liées aux pratiques restrictives, telles que définies‬‬
‫‪par la présente ordonnance, les juridictions peuvent saisir le Conseil de la concurrence‬‬
‫‪pour avis. L’avis n’est donné qu’après une procédure contradictoire, sauf si le Conseil a‬‬
‫‪déjà examiné l’affaire concernée.‬‬
‫‪Les juridictions communiquent au Conseil de la concurrence, sur sa demande, les procès-‬‬
‫»‪verbaux ou les rapports d’enquête ayant un lien avec des faits dont le Conseil est saisi‬‬
‫‪ordonnance n° - 03-03 du 19 juillet 2003 modifiée et complétée.‬‬

‫‪43‬‬
‫انًطهت األٔل‪ :‬إخشاءاد انطؼٍ ف‪ ٙ‬انًٕضٕع ٔاألٔايش انزحفظ‪ٛ‬خ‪.‬‬

‫إذا أثب تت التحقيقات أف األفعاؿ والوقائع التي أخطر بيا مجمس المنافسة تشكؿ إحدى الممارسات‬
‫المقيدة لممنافسة المنصوص عمييا في المواد ‪ 12 ،10،11 ،07 ،06‬مف األمر رقـ ‪ 03-03‬المتعمؽ‬
‫بالمنافسة يممؾ سمطة قمع ىذه الممارسات بتوقيع جزاءات مالية ضد األطراؼ المعنية بيا‪ ،‬إلى جانب‬
‫سمطتو في اصد ار األوامر لوقؼ تمؾ الممارسات المقيدة لممنافسة ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬العقوبات المالية‪.‬‬

‫يتمتع مجمس المنافسة بصبلحيات ردعية واسعة‪ ،‬حيث خصو قانوف المنافسة بسمطة تسميط‬
‫عقوبات مالية إذا ما رأى أف المخالفة قائمة‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبات المالية المقررة لمممارسات المقيدة لممنافسة‪.‬‬

‫يعاقب مجمس المنافسة عمى الممارسات المقيدة لممنافسة بغرامة مالية ال تفوؽ ‪ 12‬بمائة مف مبمغ‬
‫رقـ األعماؿ مف غير الرسوـ المحقؽ في الجزائر خبلؿ آخر سنة مالية مختتمة‪ ،‬أو بغرامة تساوي عمى‬
‫األقؿ ضعفي الربح المحقؽ بواسطة ىذه الممارسات‪ ،‬عمى أف ال تتجاوز ىذه الغرامة أربعة أضعاؼ ىذا‬
‫الربح‪ ،‬وفي حالة كوف مرتكب المخالفة ال يممؾ رقـ أعماؿ محدد‪ ،‬فاف الغرامة المقرر لو ال تتجاوز ستة‬
‫مبلييف (‪ )6.000.000‬دينار‪ ،‬واذا كانت السنوات المختتمة السالفة الذكر ال تختـ كؿ منيا مدة سنة‪،‬‬
‫فاف العقوبة تحسب عمى أساس قيمة رقـ األعماؿ مف غير الرسوـ المحقؽ في الجزائر خبلؿ مدة النشاط‬
‫المنجز‪.2‬‬

‫في تنظيـ‬ ‫كما يعاقب مجمس المنافسة كؿ شخص طبيعي ساىـ شخصيا بصفة احتيالية‬
‫الممارسات المقيدة لممنافسة وفي تنفيذىا بغرامة قدرىا مميوني دينار(‪ 2.000.000‬دج)‪. 3‬‬

‫كما أعطى المشرع مجمس المنافسة سمطة إجراء تخفيض العقوبة عف طريؽ تخفيض مبمغ الغرامة‬
‫أو عدـ الحكـ بيا عمى المؤسسات التي تعترؼ بالمخالفات المنسوبة إلييا أثناء التحقيؽ في القضية‬

‫‪-1‬أنظر في نفس اإلطار القرار رقـ ‪ 01‬المؤرخ في ‪ 24‬جويمية ‪ ،2013‬المحدد لمنظاـ الداخمي لمجمس المنافسة‪ ،‬النشرة‬
‫الرسمية لممنافسة‪ ،‬نفس المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪-2‬المادة ‪ ،24،‬من القرار رقم‪ ،30:‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-3‬أحسن بوسقٌعة ‪.‬الوجٌز فً القانون الجزائً الخاص ‪،‬مرجع سابق ص‪.446‬‬
‫‪44‬‬
‫‪،‬وتتعاوف في اإلسراع بالتحقيؽ فييا ‪ ،‬وتتعيد بعدـ ارتكاب مثؿ ىذه المخالفات ‪،‬غير أف ىذا اإلجراء ال‬
‫يطبؽ في حالة العود ميما كانت طبيعة المخالفات المرتكبة‪.1‬‬

‫حيث يجدر التذكير بصدر بتاريخ ‪ 2015/10/28‬قرار عف مجمس قضاء الجزائر الغرفة التجارية‬
‫تـ مف خبللو تأييد قرار مجمس المنافسة بتاريخ ‪ ،2015/05/13‬يقضي بفرض غرامة مالية قدوىا‬
‫‪309.134.03‬دج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات المالية المقررة عمى عمميات لتجميع غير المرخص بيا‪.‬‬

‫يعاقب مجمس المنافسة عمى عمميات التجميع التي أنجزت بدوف ترخيص منو بغرامة مالية يمكف‬
‫أف تصؿ إلى نسبة ‪ 7‬بالمائة مف رقـ األعماؿ مف غير الرسوـ المحقؽ في الجزائر خبلؿ آخر سنة مالية‬
‫مختتمة ضد كؿ مؤسسة طرؼ في التجميع أو ضد المؤسسة التي تكونت مف عمميات التجميع‪.2‬‬

‫وفي حالة عدـ احتراـ الشروط أو االلتزامات المذكورة يمكف لمجمس المنافسة إقرار عقوبة مالية يمكف أف‬
‫تصؿ إلى نسبة ‪ %5‬مف رقـ األعماؿ مف غير الرسوـ المحققة في الجزائر خبلؿ مدة النشاط المنجز‪. 3‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 57‬من األمر رقم ‪ ،30-30‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Art.61. — Les opérations de concentration soumises aux dispositions de l’article 17 ci-‬‬
‫‪dessus et réalisées sans autorisation du Conseil de la concurrence, sont punies d’une‬‬
‫‪sanction pécuniaire pouvant aller jusqu’à 7% du chiffre d’affaires hors taxes réalisé en‬‬
‫‪Algérie, durant le dernier exercice clos, pour chaque entreprise partie à la concentration ou‬‬
‫‪de l’entreprise résultant de la concentration.ordonnance n° - 03-03 du 19 juillet 2003‬‬
‫‪modifiée et complétée.‬‬
‫‪ -3‬أنظر في ىذا الشأف لمادة ‪62‬يمكف مجمس المنافسة في حالة عدـ إحتراـ الشروط أو اإللتزامات المنصوص عمييا في‬
‫المادة ‪ 19‬أعبله‪ ،‬إقرار عقوبة مالية يمكف أف تصؿ الى ‪ % 5‬مف رقـ أعماؿ مف غير الرسوـ المحققة في الجزائر‬
‫خبلؿ آخر سنة مالية مختتمة ضد كؿ مؤسسة ىي طرؼ في التجميع أو المؤسسة التي تكونت مف عممية التجميع‪.‬‬
‫‪- Voir dans ce sencsearti6. — Le Conseil de la concurrence peut, sur demande du‬‬
‫‪plaignant ou du ministre chargé du commerce, prendre des mesures provisoires‬‬
‫‪destinées à suspendre les pratiques présumées restrictives faisant l’objet‬‬
‫‪d’instruction, s’il est urgent d’éviter une situation susceptible de provoquer un‬‬
‫‪préjudice imminent et irréparable aux entreprises dont les intérêts sont affectés par ces‬‬
‫‪pratiques ou de nuire à l’intérêt économique général.‬‬

‫‪45‬‬
‫انفشع انثبَ‪ :ٙ‬األٔايش ٔانزذاث‪ٛ‬ش انًؤلزخ انظبدسح ػٍ يدهظ انًذأنخ‪.‬‬

‫يوجو مجمس المنافسة أوامر إلى المؤسسات المتيمة‪ ،‬إذا تأكد بأف الممارسات المرتكبة مف‬
‫طرفيا تمس بالمنافسة الحرة‪ ،‬وفي ىذه الحالة يكوف لمجمس المنافسة صبلحية إصدار األوامر التي‬
‫تختمؼ باختبلؼ المعطيات المتوفرة وتحدد ميمة لمتنفيذ واف لـ تستجب ليا المؤسسات المخمفة يتدخؿ‬
‫المجمس لفرض احتراـ ىذه األوامر وقد نصت المادة ‪ 1/45‬مف األمر ‪ 03/03‬عمى أف "يتخذ مجمس‬
‫المنافسة أوامر معممة ترمي إلى وضع حد لمممارسات المعاينة المقيدة لممنافسة عندما تكون العرائض‬
‫والممفات المرفوعة إليو والتي يبادر ىو بيا‪ ،‬من اختصاصو" وتختمؼ ىذه األوامر باختبلؼ المعطيات‬
‫المتوفرة‪ ،‬كما يمكف لمجمس المنافسة طمب مف المدعي أو مف الوزير المكمؼ بالتجارة اتخاذ تدابير مؤقتة‬
‫لمحد مف الممارسات المقيدة لممنافسة موضوع التحقيؽ‪ ،‬إذا اقتضت ذلؾ الظروؼ المستعجمة‪.‬‬

‫‪ :-1‬أوامر مجمس المنافسة‪.‬‬

‫يوجو مجمس المنافسة أوامر إلى المؤسسات المتيمة ‪،‬إذا تأكد أف الممارسات المرتكبة مف طرفيا‬
‫تمس بالمنافسة الحرة‪ ،‬وفي ىذه الحالة يكوف لمجمس المنافسة صبلحية إصدار األوامر تختمؼ باختبلؼ‬
‫المعطيات المتوفرة وتحدد ميمة لمتنفيذ‪ ،‬واف لـ تستجب ليا المؤسسات المخالفة يتدخؿ المجمس لفرض‬
‫احتراـ ىذه األوامر‪ ،1‬وىو ما أكدتو المادة ‪ 45‬مف األمر ‪ 03/03‬السالؼ ذكرىا‪.‬‬

‫وفي حالة عدـ تنفيذ األوامر الصادرة عف مجمس المنافسة في اآلجاؿ المحددة‪ ،‬يمكف لمجمس‬
‫المنافسة الحكـ بغرامات تيديديو ال تقؿ عف مبمغ مائة وخمسيف ألؼ دينار جزائري (‪ )150.000‬عف كؿ‬
‫يوـ تأخير‪ ،2‬وبذلؾ فإف األوامر الصادرة مف مجمس المنافسة تجد مكانيا ضمف العقوبات‪ ،‬رغـ أنيا ال‬
‫تصؿ تماما إلى درجة العقوبة ويعود السبب في ذلؾ إلى طابعيا التقويمي أو التصحيحي‪ ،‬ولكوف مجمس‬
‫المنافسة يمجأ إلييا مف أجؿ ضبط األسواؽ ‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 58‬من األمر رقم ‪ ،30-30‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-voir Art 58, Si les injonctions ou les mesures provisoires prévues aux articles 45 et 46 de la‬‬
‫‪présente ordonnance ne sont pas exécutées dans les délais fixés, le conseil de la‬‬
‫‪concurrence peut prononcer des astreintes d’un montant qui ne doit pas être inférieur à‬‬
‫‪cent cinquante mille dinars (150.000 DA) par jour de retard».‬‬
‫‪46‬‬
‫‪:-2‬التدابير الوقائية المقررة من قبل مجمس المنافسة‪.‬‬

‫تأخذ ىذه التدابير عادة الطابع اإلستعجالي ويتخذىا المجمس قبؿ فصمو في موضوع النزاع‪ ،‬وىذا ما‬
‫يعرؼ باإلجراءات التحفظية‪ ،‬ويكمف اليدؼ مف أخد المجمس لمثؿ ىذه اإلجراءات ىو تفادي وقوع ضرر‬
‫محدؽ ممكف إصبلحو‪.‬‬

‫وقد نظـ المشرع كيفية اتخاذ المجمس ىذه التدابير بموجب المادة ‪ 46‬مف األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ‬
‫بالمنافسة والتي تنص عمى‪ ":‬يمكن لمجمس المنافسة بطمب من المدعي أو الوزير المكمف‬
‫بالتجارة‪،‬اتخاذ تدابير مؤقتة لمحد من الممارسات المقيدة لممنافسة موضوع التحقيق إذا اقتضت ذلك‬
‫الظروف المستعجمة لتفادي وقوع ضرر محدق غير ممكن إصالحو‪ ،‬لفائدة المؤسسات التي تأثرت‬
‫مصالحيا من جراء ىده الممارسات أو عند اإلضرار بالمصمحة االقتصادية العامة‪".‬‬

‫إذا حتى يتـ اتخاذ ىذا اإلجراء البد مف توافر بعض الشروط وتتعمؽ باألشخاص المؤىمة لطمب‬
‫اإلجراءات التحفظية وتوفر عنصر خطورة الضرر والظرؼ اإلستعجالي ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لؤلشخاص المؤىمة لتقديـ الطمب‪ ،‬فبالرجوعإلىالمادة‪ 46‬دائما نجد بأف أنيا حصرت‬
‫أصحاب الحؽ في تقديـ طمب اتخاذ تدابير مؤقتة مف مجمس المنافسة وىـ‪ :‬المدعي‪ 1‬والوزير المكمؼ‬
‫بالتجارة‪.‬‬

‫وعميو يستنتج أف مجمس المنافسة ال يحؽ لو اتخاذ تدبير مؤقت مف تمقاء نفسو ألف األطراؼ التي‬
‫تـ ذكرىا في ىذه المادة جاءت عمى سبيؿ الحصر ال المثاؿ‪ ،‬ومنو يمنع عميو ممارسة ىذا الحؽ حتى‬
‫في حالة المتابعة التمقائية‪.‬‬

‫أ‪.-‬القضايا االستعجالية المطروحة عمى مجمس المنافسة‪.‬‬

‫أشارت المادة ‪ 46‬مف صراحة عمى ىذا الشرط بقوليا "يمكن اتخاذ تدابير مؤقتة لمحد من‬
‫الممارسات المقيدة لممنافسة موضوع التحقيق‪ ،‬إذا اقتضت ذلك الظروف المستعجمة‪"...‬‬

‫‪ -1‬أنظر فً هذا الشأن طلب إتخاذ التدابٌر المؤقتة من طرف المدعٌة شركة الشركة ذات المسؤولٌة المحدودة"ستباب ألف"‬
‫المتضمن فً الملحق رقم ‪.00‬‬
‫‪47‬‬
‫ونشير ىنا إلى أف االستعجاؿ ىو حالة ال تحتمؿ التأخير والتأجيؿ ‪ ،‬تتوفر حيف يحتمؿ وقوع‬
‫ضرر جسيـ أو خوؼ مف تفاقمو في حالة نظر النزاع وفؽ اإلجراءات العادية المتبعة ‪ ،‬والتي غالبا ما‬
‫تتخذ وقتا طويبل‪.1‬‬

‫وىنا نذكر مضموف اإلخطار رقـ ‪ 2013/49‬المودع مف قبؿ السيد دوخانجي ممثؿ ‪ 85‬موزع‬
‫لممزلقات ضد شركة نفطاؿ و المتضمف طمب تدابير إستعجالية مؤقتة التي ترمي إلى وقؼ تحت طائمة‬
‫االستعجاؿ تحويؿ نشمط توزيع المزلقات لمخواص مف الشركة المنتجة سونطراؾ إلى شركة نفطاؿ و ىذا‬
‫طبقا الحكاـ المادة ‪ 46‬مف االمر ‪ 03-03‬المعدؿ و المتمـ المتعمؽ بالمنافسة‪.‬‬

‫اال أف المجمس قرر رفض الشكوى لسبب أف التدابير المؤقتة غير مستندة عمى أساس مبرر‬
‫‪2‬‬
‫بإمكانيا أف تشكؿ خط ار محدقا لمطرؼ الشاكي‪.‬‬

‫وىو طمب مبرر في تقديرنا ألف العارض ممثؿ موزعي المزلقات جاء إستنادا عمى المرسوـ التنفيذي‬
‫‪ 435/97‬المؤرخ في ‪ 1997/11/17‬المتعمؽ بتنظيـ تخزيف و توزيع المواد البترولية السيما المادة ‪.06‬‬

‫ب‪ -‬عنصر الضرر المحقق‪.‬‬

‫يعتبر ىذا الشرط مف أىـ الشروط التي وجدت مف أجميا التدابير المؤقتة ألف عدـ تحققو يؤدي‬
‫إلى عدـ إصدار التدابير‪ ،‬حتى واف تحققت باقي الشروط األخرى‪.‬‬

‫لذا نصت المادة ‪ 46‬عمى شرط الضرر بقوليا ‪ ...":‬إذا اقتضت ذلؾ الظروؼ المستعجمة لتفادي‬
‫وقوع ضرر محدؽ غير ممكف إصبلحو‪ ،‬لفائدة المؤسسات التي تأثرت مصالحيا مف جراء ىذه‬
‫الممارسات أو عند اإلضرار بالمصمحة االقتصادية العامة‪."...‬‬

‫وبالتالي يجب أف يكوف ىذا الضرر محدقا أي مؤكد الوقوع وليس محتمبل‪ ،‬كما يجب أف يكوف‬
‫مف غير الممكف إصبلحو في حالة وقوعو فعبل‪ ،‬وقد يمس ىذا الضرر بمصالح المؤسسات والمصمحة‬
‫االقتصادية العامة‪.‬‬

‫‪-1‬زغيدي ىشاـ ونسيغة فيصؿ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪،‬ص ‪.68‬‬


‫‪ -2‬أنظر في ىذا الشأف القرار رقـ ‪ 2014/11‬المؤرخ في ‪ 18‬جواف ‪ ،2014‬النشرة الرسمية لممنافسة العدد الخاص‬
‫بالق اررات‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬ص‪.89‬‬
‫‪48‬‬
‫وما تجدر اإلشارة لو في ىذا المقاـ أف ق اررات مجمس المنافسة تكوف قابمة لمتنفيذ بمجرد صدورىا‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والطعف فييا ليس لو أي أثر موقؼ‪.‬‬

‫ومف خبلؿ ما سبؽ حاولنا في ىذا الفصؿ دراسة نجاعة السمطة الضبطية لمجمس المنافسة‪ ،‬وفي‬
‫ىذا الصدد تحدثنا عف تداخؿ االختصاص بيف مجمس المنافسة كجياز ضبط عاـ وسمطات الضبط‬
‫القطاعية كجياز ضبط خاص لفئة معينة مف النشاط القطاعي‪ ،‬كبلىما يسعياف إلى تحقيؽ ىدؼ مشترؾ‬
‫والمتمثؿ في حماية المنافسة‪ ،‬لكف في سبيؿ القياـ بتحقيؽ األىداؼ المرجوة في قانوف المنافسة‪ ،‬وفي‬
‫مجاؿ قمع الممارسات المقيدة لممنافسة‪ ،‬كثي ار ما نجدىا متعارضة في ق ارراتيا مما يفتح مجاؿ العوائؽ أماـ‬
‫أداء مياـ المجمس وتقميص دور ىذا األخير مف جية وتبعيتو لمو ازرة التنفيذية وتجاوزه لق اررات‪ ،‬وىذا‬
‫يتضح مف خبلؿ تدخؿ الحكومة تمقائيا بالترخيص لمتجميع دوف أف تكف أي اعتبار لمجمس المنافسة‪.‬‬

‫وعميو فإف مجمس المنافسة وأثناء ممارستو لسمطة الضبطية في السوؽ‪ ،‬فإف ذلؾ يتطمب منو‬
‫آليات في جممة مف القواعد االجرائية التي يتبعيا الخصوـ وكذا المجمس مف اجؿ التحقيؽ في القضايا‬
‫واصدار القرار المناسبة فييا‪.‬‬

‫فحسب الدراسات التي قاـ بيا خبراء دولييف مف ‪ CNUCED‬عاـ ‪ 2014‬حوؿ دراسة النصوص المتعمقة‬
‫بالمنافسة و مف خبلؿ تنفيذ نصوص قانوف المنافسة الحالي لمدة ‪ 03‬سنوات مف طرؼ مجمس المنافسة‬
‫تبيف أف تجميد أنشطة المجمس لمدة ‪ 10‬سنوات و تغيير مكانتو في السمـ المؤسساتي لمدولة مف رئاسة‬
‫الجميورية إلى رئاسة الحكومة ثـ لدى وزير التجارة‪ ،‬قد نجـ عنو تأثير سمبي عمى الوضعية القانونية‬
‫‪2‬‬
‫لممؤسسة ودورىا و مياميا‪ .‬األمر الذي تولد عنو العديد مف المشاكؿ منذ إعادة تنشيطو سنة ‪.2013‬‬

‫وعميو يقتضي األمر تعديؿ أحكاـ األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة المعدؿ و المتمـ‪ ،‬بما يتماشى و‬
‫ضرورة تطوير العبلقة مع و ازرة التجارة و تبادؿ المعمومات بما يخدـ المنافسة‪ ،‬لمتذكير أف مصالح و ازرة‬
‫التجارة لـ تقـ بإخطار و لـ تسجؿ شكوى المجمس رغـ أف القانوف يخوليا صبلحية اإلخطار و الشكوى‬
‫عف أي ممارسة مقيدة لممنافسة رغـ أف الواقع يؤكد إستفحاؿ جرائـ المنافسة في السوؽ و بيف األعواف‬
‫االقتصادييف وىذا ما يدعونا الى طرح تساؤؿ حوؿ أسباب عزوؼ مصالح و ازرة التجارة عف التعاوف مع‬
‫مجمس المنافسة إال إذا كانت مصالح اإلدارة المركزية تتصرؼ كوصية عمى المجمس وىو سمطة مستقمة‪.‬‬

‫‪-1‬‬
‫المادة ‪63‬مف األمر ‪ ،03-03‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪-2‬أنظر فً هذا الشأن تقرٌر مجلس المنافس لسنة ‪ ،4305‬المنشور فً النشرة الرسمٌة للمنافسة‪ ،BOC‬ص ‪.76‬‬
‫‪49‬‬
‫انًطهت انثبَ‪ :ٙ‬انُظبو انمبََٕ‪ ٙ‬نهزدً‪ٛ‬ؼبد اإللزظبد‪ٚ‬خ‪.‬‬
‫‪ًٚ‬زذ يدبل اخزظبص يدهظ انًُبفغخ ن‪ٛ‬شًم انًًبسعبد انًم‪ٛ‬ذح نهًُبفغخ ٔ كزا انزدً‪ٛ‬ؼبد االلزظبد‪ٚ‬خ‬
‫ٔكزا انزشخ‪ٛ‬ض نؼًه‪ٛ‬بد انزدً‪ٛ‬غ‪ ،‬إر ‪ًٚ‬بسط انًدهظ ٔض‪ٛ‬فخ ضجط‪ٛ‬خ رشًم انزشاخ‪ٛ‬ض ٔ أخشٖ سلبث‪ٛ‬خ‬
‫رزكفم ثبنشلبثخ ػهٗ انًًبسعبد انًم‪ٛ‬ذح نهًُبفغخ‪ٔ 1.‬عُزكهى ف‪ ٙ‬انجذا‪ٚ‬خ ػهٗ انٕظ‪ٛ‬فخ انضجط‪ٛ‬خ نهًدهظ‬
‫يٍ خالل انزشخ‪ٛ‬ض نؼًه‪ٛ‬بد انزدً‪ٛ‬غ ثئػزجبسِ انًؤْم لبََٕب نٓزِ انًًٓخ فك‪ٛ‬ف َظى انًششع يًبسعخ‬
‫انضجظ؟‬

‫انفشع األٔل‪ :‬يًبسعخ انضجظ نهغٕق يٍ خالل انزشخ‪ٛ‬ض نؼًه‪ٛ‬بد انزدً‪ٛ‬غ‪.‬‬

‫مف خبلؿ تطرقي لمفصؿ الثاني لموضوع أثر القانوف النموذجي الدولي لممنافسة عمى نظاـ الرقابة‬
‫عمى التجميع االقتصادي أيف تطرقت الى تعريؼ التجميع و أنواعو ووسائؿ إنشائو و كيؼ إستطاع‬
‫المشرع الجزائري إستنباط الكثير مف أحكاـ التجميعات االقتصادية‪ ،‬في ىذه الجزئية سأكتفي بالتطرؽ إلى‬
‫ممارسة مجمس المنافسة لمضبط مف خبلؿ الترخيص لعمميات التجميع مف التطرؽ إلى الجية المختصة‬
‫بعممية الترخيص و اإلجراءات المتبعة لمحصوؿ عمى الترخيص بالتجميع‪ .‬إذ يقرر المجمس بعد نياية‬
‫مرحمة دراسة مشروع التجميع التي يمكف أف تطوؿ أو تقصر حسب الحالة منح الرخصة إلنجاز العممية‬
‫بدوف شروط‪ ،‬أو منح الرخصة مع وضع شروط معينة مف أجؿ تخفيؼ اآلثار المحتممة عمى المنافسة‪،‬‬
‫كما يمكف منعيا كمية‪.2‬‬

‫لقد عرفػت المػادة ‪ 15‬مػف قػانوف المنافسػة الج ازئػري وتقابميػا المػادة ‪ L.4301‬مػف التقنػيف التجػاري‬
‫الفرنسي التجميع‪.‬إذيتـ التجميع في مفيوـ ىذا األمر إذا‪:‬‬

‫‪ -‬اندمجت مؤسستاف أو أكثر كانت مستقمة مف قبؿ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Article. 1erLa présente ordonnance a pour objet de fixer les conditions d’exercice de la‬‬
‫‪concurrence sur le marché, de prévenir toute pratique restrictive de concurrence et de‬‬
‫‪contrôler les concentrations économiques afin de stimuler l’efficience économique et‬‬
‫‪d’améliorer le bien-être des consommateurs, Ordonnance n° 03-03 du 19 Joumada El‬‬
‫‪Oula 1424 correspondant au 19 juillet 2003 relative à la concurrence ,J O n° 43.‬‬

‫‪ 2‬تبقى إخطارات مجمس المنافسة فيما يتعمؽ بعمميات التجميع جد ضئيمة إذ شيدت سنة ‪ 2014‬حالة واحدة تتعمؽ بعممية‬
‫التجميع شراء قاـ بيا الصندوؽ الوطني لبلستثمار لنسبة ‪ %51‬مف راس ماؿ شركة أورسكوـ تميكوـ الجزائر بمقتضى‬
‫قرار رقـ ‪ 2015/11‬بتاريخ ‪ ،2014/06/18‬نسخة مف القرار ممحقة‪ ،‬النشرية الرسمية لممنافسة رقـ ‪ ،08‬سنة ‪.2015‬‬
‫وحالة أخرى في سبتمبر ‪ 2015‬أيف تـ طمب الترخيص لعممية التجميع تقدمت بيا شركة سانوفي و شركة شيببلفارـ حيث‬
‫كانت موضوع قرار المجمس رقـ ‪ 2015/29‬بتاريخ ‪ ،2015/11/04‬نسخة مرفقة ممحؽ رقـ ‪.01‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -‬حصؿ شخص أو عدة أشخاص طبيعييف ليػـ نفػوذ عمػى مؤسسػة عمػى األقػؿ‪ ،‬أو حصػمت مؤسسػة أو‬
‫عػدة مؤسسػات عمػى مراقبػة مؤسسػة أو عػدة مؤسسػات أو جػزء منيػا‪ ،‬بصػفة مباشػرة أو غيػر مباشػرة‪ ،‬عػػف‬
‫طريؽ أخذ أسيـ في رأس الماؿ أو عف طريؽ شراء عناصر مف أصوؿ المؤسسة أو بموجب عقد أو بأي‬
‫وسيمة أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬أنشئت مؤسسة مشتركة تؤدي بصفة دائمة جميع وظائؼ مؤسسة اقتصادية مستقمة‪.‬‬

‫‪Art. 15. -Aux termes de la présente ordonnance, une concentration est réalisée lorsque :‬‬
‫‪1 .deux ou plusieurs entreprises antérieurement indépendantes fusionnent,‬‬
‫‪2. une ou plusieurs personnes physiques détenant déjà le contrôle d’une entreprise au moins,‬‬
‫‪ou bien, une ou plusieurs entreprises, acquièrent directement ou indirectement, que ce soit par‬‬
‫‪prise de participations au capital ou achat d’éléments d’actifs, contrat ou par tout autre moyen,‬‬
‫‪le contrôle de l’ensemble ou de parties d’une ou de plusieurs autres entreprises.‬‬

‫‪3. la création d’une entreprise commune accomplissant, d’une manière durable, toutes les‬‬
‫‪fonctions d’une entité économique autonome.‬‬

‫أما الفصؿ ‪ 07‬مف قانوف المنافسة التونسي‪ 1‬يقوؿ " يعد تركي از اقتصاديا بحكـ ىذا القانوف كؿ‬
‫عمؿ ميما كاف شكمو ينجر عنو نقؿ كؿ جزء مف ممكية أو حؽ االنتفاع مف ممتمكات أو حقوؽ أو سندات‬
‫مف شأنو تمكيف مؤسسة أو عدة مؤسسات مف ممارسة سيطرة حاسمة عمى نشاط مؤسسة أو عدة‬
‫مؤسسات أخرى وذلؾ بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪".‬‬

‫يجب عرض كؿ مشروع تركيز أو عممية تركيز اقتصادي مف شأنيا خمؽ أو دعـ وضعية ىيمنة‬
‫عمى السوؽ الداخمية أو عمى جزء ىاـ منيا عمى موافقة الوزير المكمؼ بالتجارة‪.‬‬

‫وعرفت المادة ‪ 03‬مف البلئحة رقـ ‪ 4064/89‬لممجموعة األوروبية المتعمقة بالرقابة عمى عمميات‬
‫التجميع بيف المؤسسات في الدوؿ العضوة في المجموعة " يكوف التجميع محققا عندما يط أر تغيير في‬
‫المراقبة حيث ينتج عنو‪:‬‬

‫‪ -‬اندماج مؤسستيف أو أكثر أو جزء منيا‪.‬‬

‫‪ -1‬قانون المنافسة التونسً الصادر فً الرائد الرسمً األخٌر‪ ،‬عدد ‪ 07‬لسنة ‪ ،4305‬مؤرخ فً ‪ 05‬سبتمبر ‪ٌ 4305‬تعلق‬
‫بإعادة تنظٌم المنافسة واألسعار‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫‪ -‬أو عندما يمتمؾ شخص أو عدة أشخاص النفوذ أو المراقبة عمى مؤسسة واحدة عمى األقؿ أو عندما‬
‫تمتمؾ مؤسسة أو عدة مؤسسات النفوذ المباشر أو غير المباشر عمى مؤسسة أو عدة مؤسسات أخرى‬
‫سواء مف خبلؿ المساىمة في رأسماليا أو شراء أصوليا أو بإبراـ عقد مف العقود أو بأية وسيمة أخرى"‪.1‬‬

‫فالتجميع مف خبلؿ سردنا لمنصوص القانونية المختمفة تعتمد عمى معياريف لتحديد مفيوـ التجميع‬
‫أوليما يتحدد مف خبلؿ الوسيمة المستخدمة‪.‬‬

‫وقد يكوف االندماج يعتمد عمى الغاية المتوصؿ إلييا التي تتمثؿ في نقؿ سمطة الرقابة والسيطرة‪.‬‬

‫ويتسع مفيوـ التركيز ليشمؿ كؿ العمميات التي مف شأنيا أف تؤدي إلى زيادة حجـ الوحدات‬
‫االقتصادية وتحقيؽ التكتيؿ االقتصادي بيف المؤسسات المشتركة‪.‬‬

‫ف نقؿ سمطة الرقابة والسيطرة عمى مجموعة المؤسسات االقتصادية إلى واحدة منيا تكوف ليا القدرة‬
‫عمى فرض السياسة االقتصادية يعد مف قبيؿ التجميع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االختصاص في عممية الترخيص بالتجميع‪.‬‬

‫تطرؽ المشرع الجزائري لمجية المختصػة بعمميػة التجميػع مػف خػبلؿ نػص المػادة ‪ : 17‬كػؿ تجميػع‬
‫مػػف شػػأنو المسػػاس بالمنافسػػة‪ ،‬وال سػػيما بتعزيػػز وضػػعية ىيمنػػة مؤسسػػة عمػػى سػػوؽ مػػا‪ ،‬يجػػب أف يقدمػػو‬
‫أصحابو إلى مجمس المنافسة الذي يبت فيو في أجؿ ثبلثة (‪ )3‬أشير‪.‬‬

‫يفرض القانوف عمى األشخاص الطبيعييف أو المعنوييف الػذيف يحػوزوف و يراقبػوف مؤسسػة أو جػزء‬
‫منيا أو في حالة االندماج أو في حالة إنشاء مؤسسة مشتركة القياـ بإخطار الجيات المعنية ‪.‬‬

‫فتحقيؽ عممية التجميع معمؽ عمى موافقة السمطة المختصة ممثمة في مجمس المنافسة وىو ما ذىبت إليو‬
‫نص المادة ‪:11‬يمكف مجمس المنافسة أف يرخص بالتجميع أو يرفضو بمقرر معمؿ بعد أخذ رأي الوزير‬
‫المكمؼ بالتجارة و الوزير المكمؼ بالقطاع المعني بالتجميع‪.‬‬

‫ويمكف أف يقبؿ مجمس المنافسة التجميع وفؽ شروط مف شأنيا تخفيؼ آثار التجميع عمى‬
‫المنافسة‪ .‬كما يمكف المؤسسات المكونة لمتجميع أف تمتزـ مف تمقاء نفسيا بتعيدات مف شأنيا تخفيؼ آثار‬
‫التجميع عمى المنافسة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-VOGEL Louis, VOGEL Joseph, Droit Européen des affaires, DALLOZ, Paris 1994, p.93.‬‬
‫‪52‬‬
‫يمكف الطعف في قرار رفض التجميع أماـ مجمس الدولة‪.‬‬

‫إذ رتب قانوف المنافسة عقوبات تسػمط ضػد كػؿ عػوف إقتصػادي خػاص أو عػاـ تخمػؼ عػف إتبػاع‬
‫اإلج ػراءات القانونيػػة المعم ػػوؿ بيػػا‪ .‬و ى ػػو مػػا ذىب ػػت إليػػو نػػص الم ػػادة ‪ 61‬الت ػي تعاق ػػب عمػػى عممي ػػات‬
‫التجمي ػػع المنص ػػوص عميي ػػا ف ػػي أحك ػػاـ الم ػػادة ‪ 17‬أع ػػبله و الت ػػي أنج ػػزت ب ػػدوف ت ػػرخيص م ػػف مجم ػػس‬
‫المنافسة‪ ،‬بغرامة مالية يمكف أف تصؿ الػى ‪ % 7‬مػف رقػـ األعمػاؿ مػف غيػر الرسػوـ‪ ،‬المحقػؽ فػي الج ازئػر‬
‫خبلؿ آخر سنة مالية مختتمػة‪ ،‬ضػد كػؿ مؤسسػة ىػي طػرؼ فػي التجميػع أو ضػد المؤسسػة التػي تكونػت‬
‫مف عممية التجميع‪.1‬‬

‫لػػـ يكػػف اإلعػػبلف المسػػبؽ عمػػى عمميػػة التجميػػع إجبػػاري فػػي التقنػػيف الفرنسػػي لممنافسػػة و ذلػػؾ مػػف‬
‫خبلؿ القانوف الصادر في ديسمبر‪ 1986‬وذلؾ بإعتبػاره أي اإلعػبلف المسػبؽ عػف التجميػع إجػراء إختيػاري‬
‫لكف بعد التعديؿ الذي شيده النص الفرنسػي المتعمػؽ بالمنافسػة لسػنة ‪ 2001‬أصػبح األمػر بمقتضػاه إجػراء‬
‫إجباري يتعرض العوف المخالؼ إلجراءات الحصوؿ عمى الترخيص الى عقوبات صارمة‪.‬‬

‫إذ بمقتضى المرسوـ التنفيػذي رقػـ ‪ 219-05‬الػذي ييػدؼ إلػى تحديػد شػروط التػرخيص لعمميػات التجميػع‬
‫وكيفيات ذلؾ‪.2‬‬

‫فاالختصاص بمنح الترخيص لمتجميعات االقتصادية ىو إختصاص حصري لمجمس المنافسة‪ ،‬إال‬
‫أف المشػػرع الج ازئػػري مكػػف ىيئػػات قطاعيػػة أخػػرى ميمػػة التػػرخيص فػػي قطاعػػات متخصصػػة فنػػذكر عمػػى‬
‫سبيؿ المثاؿ لجنة اإلشراؼ عمى التأمينات التي يمكف ليا منح الترخيص بػالتجميع و ذلػؾ فػي نػص المػادة‬
‫‪ 228‬مكرر مف القانوف ‪ 04/06‬إذ تنص عمى ما يمي " تخضع كؿ مسػاىمات فػي أرسػماؿ شػركة التػأميف‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art.61. — Les opérations de concentration soumises aux dispositions de l’article 17 ci-‬‬
‫‪dessus et réalisées sans autorisation du Conseil de la concurrence, sont punies d’une‬‬
‫‪sanction pécuniaire pouvant aller jusqu’à 7% du chiffre d’affaires hors taxes réalisé en‬‬
‫‪Algérie, durant le dernier exercice clos, pour chaque entreprise partie à la concentration ou‬‬
‫– ‪de l’entreprise résultant de la concentration., du droit algérien de la concurrence‬‬
‫‪ordonnance n° - 03-03 du 19 juillet 2003 modifiée et complétée.‬‬
‫‪-1‬‬
‫مرسوـ تنفيذي رقـ ‪ ،219-05‬مؤرخ في ‪ 22‬جواف ‪ ،2005‬يتعمؽ بالترخيص لعمميات التجميع‪ ،‬ج ‪ .‬ر ‪ .‬عدد ‪43‬‬
‫الصادرة في ‪ 22‬جواف ‪2005‬‬
‫‪53‬‬
‫و‪/‬أو إعادة التأميف التػي تتعػدى نسػبة ‪ %20‬مػف أرسػماؿ الشػركة إلػى الموافقػة المسػبقة مػف لجنػة اإلشػراؼ‬
‫‪1‬‬
‫عمى التامينات"‬

‫كما تنص المادة ‪ 115‬فقرة ‪ 13‬مف القانوف رقـ ‪ 01-02‬المتعمؽ بالكيرباء و توزيع الغاز بواسطة القنوات‬
‫عمػى أنػو" تقومػا المجنػػة فػي إطػار الميػاـ المنصػػوص عمييػا فػي المػادة ‪ 114‬أعػػبله بمػا يمػي ‪ ...‬إبػدأ الػرأي‬
‫المسبؽ في عمميات تكتؿ المؤسسات أو فرض الرقابة عمى مؤسسات كيربائية واحدة أو أكثػر مػف مؤسسػة‬
‫أخرى تمارس النشاطات المذكورة في المادة األولى أعبله وفي إطار التشريع المعموؿ بو"‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات الحصول عمى الترخيص بالتجميع‪.‬‬

‫إف إج ػراءات الحصػػوؿ عمػػى التػػرخيص بػػالتجميع تتطمػػب تقػػديـ طمػػب مػػف طػػرؼ أصػػحاب مشػػروع‬
‫التجميػػع يػػودع لػػدى أمانػػة المجمػػس بحسػػب نػػص المػػادة ‪ 17‬مػػف األمػػر ‪ 03/03‬المعػػدؿ و المػػتمـ إذكػػؿ‬
‫تجميػػع مػػف شػػأنو المسػػاس بالمنافسػػة‪ ،‬وال سػػيما بتعزيػػز وضػػعية ىيمنػػة مؤسسػػة عمػػى سػػوؽ مػػا‪ ،‬يجػػب أف‬
‫يقدمو أصحابو إلى مجمس المنافسة الذي يبت فيو في أجؿ ثبلثة ﴿‪ ﴾3‬أشير‪.‬‬

‫إذ يمكف لمجمس المنافسة أف يرخص بالتجميع أو يرفضو بمقرر معمؿ بعد أخذ رأي الوزير المكمؼ‬
‫بالتجارة و الوزير المكمؼ بالقطاع المعني بالتجميع‪.‬‬

‫ويمكف أف يقبؿ مجمس المنافسة التجميع وفؽ شروط مف شأنيا تخفيؼ آثار التجميع عمى‬
‫المنافسة‪ .‬كما يمكف المؤسسات المكونة لمتجميع أف تمتزـ مف تمقاء نفسيا بتعيدات مف شأنيا تخفيؼ‬
‫آثار التجميع عمى المنافسة‪.‬‬

‫يمكف الطعف في قرار رفض التجميع أماـ مجمس الدولة‪.‬‬

‫إذ يجب أف يحتوي ممؼ طمب الترخيص بالتجميع عمى نموذج الطمب الممحؽ في المرسوـ‬
‫التنفيذي رقـ ‪ 219-05‬المحدد لشروط منح التجميع مضمنة بإستمارة المعمومات‪ ،‬و نسخة مف القانوف‬
‫األساسي لممؤسسة‪.‬‬

‫كما يتضمف ممؼ طمب التجميع عمى تقرير مالي لمسنوات األخيرة المؤشر عمييا مف طرؼ‬
‫محافظ الحسابات‪.‬‬

‫‪ -1‬قانوف ‪ 04/06‬مؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ ،2006‬يعدؿ و يتمـ المر رقـ ‪ 07-95‬المؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ 1995‬و المتعمؽ‬
‫بالتأمينات‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،15‬الصادر بتاريخ ‪.2006/03/12‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 30/34‬مؤرخ فً ‪ 5‬فٌفري ‪ٌ ،4334‬تعلق بالكهرباء و توزٌع الغاز‪ ،‬ج ر عدد ‪ 38‬الصادر فً ‪.4334/4/7‬‬
‫‪54‬‬
‫يبت مجمس المنافسة في طمب التجميع خبلؿ ثبلثة أشير إما بالقبوؿ وىي المرحمة الجديدة التي‬
‫يبمغ فييا نسخة مف القانوف األساسي لمتجميع‪.‬‬

‫في حالة الرفض يجوز لممؤسسة المعنية بطمب التجميع تقديـ ممتمس أماـ رئيس الحكومة(الوزير‬
‫األوؿ)الذي يمكف لو إعادة النظر في الطمب دوف التقيد بقرار مجمس المنافسة‪ ،‬إذ يمكف أف ترخص‬
‫الحكومة تمقائيا‪ ،‬إذا اقتضت المصمحة العامة ذلؾ‪ ،‬أو بناء عمى طمب مف األطراؼ المعنية‪ ،‬بالتجميع‬
‫الذي كاف محؿ رفض مف مجمس المنافسة‪ ،‬وذلؾ بناء عمى تقرير الوزير المكمؼ بالتجارة و الوزير الذي‬
‫يتبعو القطاع المعني بالتجميع‪.1‬‬

‫كما يحؽ لممؤسسات المعنية بطمب التجميع تسجيؿ طعف أماـ مجمس الدولة يمكف مجمس‬
‫المنافسة أف يرخص بالتجميع أو يرفضو بمقرر معمؿ بعد أخذ رأي الوزير المكمؼ بالتجارة و الوزير‬
‫‪2‬‬
‫المكمؼ بالقطاع المعني بالتجميع‪.‬‬

‫يمكف الطعف في قرار رفض التجميع أماـ مجمس الدولة‪.‬‬

‫وىو اإلجراء الذي سنتناولو في حينو عند التطرؽ إلى الرقابة القضائية عمى منازعات مجمس المنافسة‪.‬إال‬
‫أنو يمكف التذكير بأف إجراءات الطعف ىي نفسيا المنصوص عمييا في قانوف اإلجراءات المدنية بالنسبة‬
‫آلجاؿ الطعف وأحكاـ المرافعات أماـ مجمس الدولة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art. 21. — Lorsque l’intérêt général le justifie, le Gouvernement peut, sur le rapport du ministre‬‬
‫‪chargé du commerce et du ministre dont relève le secteur concerné par la concentration, autoriser‬‬
‫‪d’office ou à la demande des parties concernées, la réalisation d’une concentration rejetée par le‬‬
‫‪Conseil de la concurrence.‬‬
‫‪«Art. 21 bis. Sont autorisées, les concentrations d’entreprises qui résultent de l’application d’un texte‬‬
‫‪législatif ou réglementaire.‬‬
‫‪Les auteurs peuvent justifier qu’elles ont notamment pour effet d’améliorer leur compétitivité, de‬‬
‫‪contribuer à développer l’emploi ou de permettre aux petites et moyennes entreprises de consolider‬‬
‫‪leur position concurrentielle sur le marché.Toutefois, ne peuvent bénéficier de cette disposition que‬‬
‫‪les concentrations qui ont fait l.objetd.une autorisation du conseil de la concurrence dans les‬‬
‫‪conditions prévues par les articles 17, 19 et 20 de la présente ordonnance ».Loi n° 10-05 du 5‬‬
‫‪Ramadhan 1431 correspondant au15 août 2010 modifiant et complétantl’ordonnance n° 03-03 du 19‬‬
‫‪Joumada El Oula1424 correspondant au 19 juillet 2003 relative àla concurrence, J O n° :46.‬‬

‫‪ -2‬إف قرار مجمس المنافسة الرافض لمتجميع يمكف الطعف فيو أماـ مجمس الدولة طبقا لممادة ‪ 19‬مف األمر ‪03-03‬‬
‫المتعمؽ بالمنافسة المعدؿ و المتمـ‪ ،‬إضافة الى ذلؾ يمكف لمحكومة و عمى أساس المادة ‪ 21‬مف األمر السالؼ الذكر‬
‫الترخيص و بصفة تمقائية إنجاز عممية تجميع رفضيا مجمس المنافسة عندما تقتضي المصمحة العامة ذلؾ‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫انفشع انثبَ‪ :ٙ‬يًبسعخ انضجظ ثبإلػفبء ٔ انزظش‪ٚ‬ح ثؼذو انزذخم‪.‬‬

‫مجمس المنافسة بإعتباره سمطة ضبط لمسوؽ بإمتياز كما تنص عمى ذلؾ نص المادة ‪: 34‬يتمتع‬
‫مجمس المنافسة بسمطة اتخاذ القرار و اإلقتراح وابداء الرأي بمبادرة منو أو بطمب مف الوزير المكمؼ‬
‫بالتجارة أو كؿ طرؼ آخر معني‪ ،‬بيدؼ تشجيع وضماف الضبط الفعاؿ لمسوؽ‪ ،‬بأية وسيمة مبلئمة‪ ،‬أو‬
‫اتخاذ القرار في كؿ عمؿ أو تدبير مف شأنو ضماف السير الحسف لممنافسة و ترقيتيا في المناطؽ‬
‫الجغرافية أو قطاعات النشاط التي تنعدـ فييا المنافسة أو تكوف غير متطورة بما فيو الكفاية‪"...‬‬
‫فيو يعمؿ إضافة إلى دوره الضبطي‪ ،‬حفاضو عمى ضماف السير الحسف لممنافسة مف خبلؿ تصريحو‬
‫بعدـ التدخؿ و اإلعفاءات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬سمطة مجمس المنافسة من خالل التصريح بعدم التدخل‪.‬‬

‫عندما يخمص مجمس المنافسة بعد دراستو لطمب المؤسسات الراغبة في ضبط بعض اإلتفاقات‬
‫التي تدخؿ في العممية اإلقتصادية دوف أف يكوف ليا أثر عمى السوؽ وال جدوى مف معاقبتيا ألف آثرىا‬
‫إجابي مف خبلؿ تحسيف التقدـ و التطور اإلقتصادي و تحسيف التشغيؿ إذ بإمكاف المؤسسات التي‬
‫مارست سموكات بشأنيا في نظر القانوف المساس بالمنافسة أف تطمب اإلستفادة مف أحكاـ المادة ‪08‬‬
‫يمكف أف يبلحظ مجمس المنافسة‪ ،‬بناءا عمى طمب المؤسسات المعنية و استنادا إلى المعمومات المقدمة‬
‫مدبر أو اتفاقية أو ممارسة كما ىي محددة في المادتيف ‪ 6‬و‪ 7‬أعبله‪ ،‬ال‬
‫ا‬ ‫لو‪ ،‬أف اتفاقا ما أو عمبل‬
‫‪1‬‬
‫تستدعي تدخمو‪.‬‬

‫تحدد كيفيات تقديـ طمب اإلستفادة مف أحكاـ الفقرة السابقة بموجب مرسوـ‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬سمطة المجمس من خالل التصريح بإجراءات اإلعفاء من العقوبة أو التخفيف منيا‪.‬‬
‫خوؿ القانوف لمجمس المنافسة بمقتضى أحكاـ نص المادة ‪ 60‬مف األمر ‪ 03/03‬إعفاء‬
‫المؤسسات المساىميف في اإلتفاقات المعرقمة لمدخوؿ في السوؽ أو الحد منو‪ ،‬التي تساىـ في الكشؼ عف‬
‫اإلتفاقات و المخالفات التي تمس بقانوف المنافسة قبؿ أف ينجـ عنيا آثار ضارة بالمنافسة و ذلؾ‬
‫بتخفيض العقوبة أو اإلعفاء منيا‪ ،‬و تبقى إخطارات مجمس المنافسة فيما يتعمؽ بإخطارات التصريح‬
‫بالمخالفة ضئيمة‪ ،‬إذ " يمكف مجمس المنافسة أف يقرر تخفيض مبمغ الغرامة أو عدـ الحكـ بيا عمى‬

‫‪-1‬أنظر في ىذا الشأف الممحؽ رقـ ‪ 03‬المتضمف لقرار مجمس المنافسة رقـ ‪ 2015/25‬الصادر بتاريخ ‪،2015/04/16‬‬
‫في طمب تقدمت بيالشركة ذات اؿٲسيمرونو تقدمت إلى مجمس المنافسة بإخطار حوؿ نشر الشركة ذات االسيـ‬
‫سوفاكٲسعار مقارنة لمسيارات‪.‬‬

‫‪ -2‬أنظر في ىذا الشاف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 175-05‬مؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ ،2005‬يحدد كيفيات الحصوؿ عمى التصريح‬
‫بعدـ التدخؿ بخصوص االتفاقات ووضعية الييمنة عمى السوؽ‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،35‬الصادر في ‪ 18‬ماي ‪.2005‬‬
‫‪56‬‬
‫المؤسسات التي تعترؼ بالمخالفات المنسوبة الييا أثناء التحقيؽ في القضية‪ ،1‬و تتعاوف في اإلسراع‬
‫بالتحقيؽ فييا وتتعيد بعدـ إرتكاب المخالفات المتعمقة بتطبيؽ أحكاـ ىذا األمر‪ .‬حيث درس مجمس‬
‫المنافسة بمقتضى اإلخطار رقـ ‪ 2013/49‬شكوى مف طرؼ ممثؿ ‪ 85‬موزع خواص لممزلقات الذي‬
‫يشتكي شركة سونطراؾ بتواطؤ مع سمطة ضبط المحروقات عدـ إحتراـ المرسوـ التنفيذي رقـ ‪435-97‬‬
‫لسنة ‪ 1997‬المتعمؽ بتنظيـ تخزيف و توزيع المواد البترولية‪ .‬تتمخص وقائعيا في التحويؿ الذي أمرت بو‬
‫شركة سونطراؾ لنشاط تمويف المزلقات المنصوص عميو قانونا مف الموزعيف الخواص إلى شركة نفطاؿ‬
‫عمما أف ىذه األخيرة ىي في نفس الوقت موزعة لممزلقات و بالتالي تعتبر منافسة لمموزعيف الخواص‪،‬‬
‫إعترفتسونطراؾ عف طريؽ مراسمة رقـ ‪ 2014/854‬مؤرخة في سبتمبر ‪ 2014‬ضمنيا بالمخالفة‪ .‬وبررت‬
‫شركة سونطراؾ قرارىا بتحويؿ نشاط توزيع المزلقات مف الموزعيف الخواص الى شركة نفطاؿ طبقا لممادة‬
‫‪ 23‬مف العقد الذي يربط شركة نفطاؿ بيؤالء الموزعيف جاء نتيجة لظروؼ غير مبلئمة متعمقة بتذبذب‬
‫اإلنتاج‪.‬‬
‫ال تطبؽ أحكاـ الفقرة االولى أعبله مف المادة ‪ 60‬مف األمر ‪ ،03-03‬في حالة العود ميما تكف‬
‫طبيعة المخالفات المرتكبة‪.‬وقد مكف المشرع مجمس المنافسة مف تفعيؿ إجراءات تكرس أخبلقيات المنافسة‬
‫الحرة النزيية مف خبلؿ وضع مدونة المنافسة النزيية بيف األعواف اإلقتصادييف وىذ مف خبلؿ المشروع‬
‫‪2‬‬
‫الذي تبناه مجمس المنافسة‬

‫انًطهت انثبنث‪ :‬عهطخ يدهظ انًُبفغخ ف‪ ٙ‬لًغ نالرفبلبد انًم‪ٛ‬ذح نهًُبفغخ ٔرطج‪ٛ‬مبرٓب انؼًه‪ٛ‬خ‬

‫باستقراء نص المادة ‪ 06‬مف األمر‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة التي تنص عمى أنو «تحظر‬
‫الممارسات واألعمال المدبرة واالتفاقات الصريحة أو الضمنية عندما تيدف أو يمكن أن تيدف إلى‬
‫عرقمة حرية المنافسة أو الحد منيا أو اإلخالل بيا في نفس السوق أو جزء جوىري منو ‪ »...‬يتضح‬
‫المقيدة لممنافسة كما أف ىذا االتفاؽ ليس محظو ار في ذاتو‪ ،3‬إذ‬
‫أف المشرع لـ يضع تعريفا محدد لبلتفاقات ّ‬

‫‪ -1‬أنظر في ىذا الشأف الممحؽ رقـ ‪ 04‬متعمؽ باالخطار رقـ ‪ 2013/49‬المسجؿ بتاريخ ‪ 31‬مارس ‪ 2013‬و الذي تقدـ‬
‫بو السيد دوخانجي رابح ممثؿ الموزعيف الخواص لممزلقات ضد كؿ مف شركة سوناطراؾ و سمطة ضبط المحروقات‬
‫الى مجمس المنافسة و الذي يشتكي مف خبللو الممارسات المقيدة لممنافسة واعتراؼ شركة سوناطراؾ بالمخالفة‪ ،‬النشرة‬
‫الرسمية لممنافسة رقـ ‪ 08‬سنة ‪.2015‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Voir dans ce contexte l’article 11, du Décret Exécutif n 11-241 du 10 juillet 2011, modifiée et‬‬
‫‪complétée fixant l’organisation et le fonctionnement du conseil de la concurrence.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Zouaimia Rachid, «le régime de ententes en droit algérien de la , revue académique de la‬‬
‫‪recherche juridique, N01 ,2012 ,P09.‬‬

‫‪57‬‬
‫يجب أف يتوفر عمى شروط محددة حتى يدخؿ مجاؿ الحظر‪ ،‬كما لـ يحدد المشرع نماذج‬
‫االتفاقات المقيدة لممنافسة عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬مما يعطي لمجمس المنافسة سمطة تقديرية أكبر في تكييؼ‬
‫أي ممارسة عمى أنيا اتفاؽ مقيد لممنافسة‪ ،‬ىذا كأصؿ عاـ إذ تستثنى بعض الممارسات مف الحظر الذي‬
‫يتولى مجمس المنافسة قمعو داخؿ السوؽ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبدأ حظر االتفاقات المقيدة لممنافسة‪:‬‬

‫مقيد لممنافسة‪ ،‬كما‬


‫حتى يكوف اتفاؽ محظو ار البد مف وجوده أوال ومف ثـ أف يكوف ىذا االتفاؽ ّ‬
‫توفر عبلقة سببية بيف ىذا االتفاؽ وتقييد المنافسة‪.‬‬
‫أنو البد مف ّ‬

‫إف الدراسات التي أنجزت عمى المستوى الدولي أثبتت بأف كارتبلت‪ Cartels‬منظمة بشكؿ جيد‬
‫يمكف اف تؤدي إلى إرتفاع لؤلسعار يصؿ إلى ‪ %25‬ليذا حرص المشرع عمى معاقبة ىذا النوع مف‬
‫الممارسات أوال مف أجؿ دفع المخالفيف إلى عدـ تكرار المخالفة و ثانيا مف أجؿ عدـ تشجيع متعامموف‬
‫آخروف لتبني نفس الممارسات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االتفاقات غير المشروعة‪.‬‬

‫لـ يضع المشرع تعريفا شامبل لبلتفاؽ ّإنما درسو مف حيث األىداؼ التي يرمي إلييا فقط‪ .1‬مما ألزمنا‬
‫بالبحث عف تعريؼ االتفاؽ لدى فقياء القانوف‪ ،‬حيث ُع ّرؼ االتفاؽ المعروؼ في قانوف المنافسة عمى أنو‬
‫توافؽ "إرادتيف أو أكثر لمؤسسات مستقمة بشكؿ صريح أو ضمني بإتباع سموؾ مشابو مف شأنو أف يخؿ‬
‫‪2‬‬
‫الحرة"‬
‫باستقبللية أطرافو وييدؼ لئلخبلؿ بقواعد المنافسة ّ‬

‫‪ -1‬صورية قابة‪ ،‬مجمس المنافسة‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف‪ ،‬فرع قانوف أعماؿ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،2000 ،‬‬
‫ص‪.132‬‬

‫‪ -2‬معيف فندي الشناؽ‪ ،‬االحتكار و الممارسات المقيدة لممنافسة في ضوء قوانيف المنافسة و االتفاقيات الدولية ‪ ،‬دار‬
‫الثقافة لمنشر والتوزيع ‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف ‪ ،‬األردف ‪ ،2010 ،‬ص‪.133‬‬

‫‪58‬‬
‫ويمكف ليذا االتفاؽ أف يبرـ بيف أشخاص طبيعية أو معنوية‪1‬شرط أف يأخذ شكؿ مؤسسة‪ ،‬وكما‬
‫سبؽ وأشرنا أف المؤسسة ىي «كؿ شخص طبيعي أو معنوي ًأيا كانت طبيعتو يمارس بصفة دائمة‪،‬‬
‫نشاطات اإلنتاج أو التوزيع أو الخدمات أو االستيراد»‪.2‬‬

‫وباستقراء نص ىذه المادة نستنتج أف طبيعة العوف االقتصادي ال تأثير لو عمى وجود االتفاؽ‪،‬‬
‫ّإنما يكفي أف يمارس ىذا العوف نشاطًا اقتصاديا يخؿ بالمنافسة حتى يمكف اعتباره مؤسسة طرؼ في‬
‫اتفاؽ مقيد لممنافسة‪.‬‬

‫وفي ىذا الصدد يمكف التمييز بيف تمؾ االتفاقات التي تخص األعواف االقتصادييف المتواجديف في‬
‫نفس المستوى (اتفاقات أفقية) وتمؾ التي تتـ في مستويات مختمفة (اتفاقات عمودية)‪ ،‬و بيف تمؾ التي‬
‫ينتج عنيا كياف جديد(اتفاقات عضوية)‬

‫‪ : -1‬االتفاقات األفقية‪.‬‬

‫ويقصد بيا تمؾ االتفاقات التي تتـ بيف مجموعة مف المتعامميف االقتصادييف فيما بينيـ دوف وجود رابطة‬
‫تجار أو منتجيف‪.‬‬
‫تبعية بينيـ‪ ،‬يقوموف بنشاط مماثؿ ويعمموف في مستوى واحد في السوؽ سواء كانوا ًا‬

‫عدة مؤسسات‪ ،‬ويتعمؽ األمر ىا ىنا بالكارتؿ‪ ،‬حيث‬


‫وفي ىذه الحالة يتـ تمويف السوؽ مف طرؼ ّ‬
‫يتفؽ أعضاء الكارتؿ عمى توزيع السوؽ فيما بينيـ واقصاء المؤسسات األخرى التي ليست طرفا فيو وذلؾ‬
‫بعرض سمعيـ وخدماتيـ بأسعار رمزية بيدؼ إبعاد منافسييـ مف السوؽ‪.3‬‬

‫في ىذا الشأف درس مجمس المنافسة ‪ 06‬طمبات توجيو وردت إليو مف المتعامميف ومف أىميا‪:‬‬

‫‪1SelinskiyVérnique ; l’ententprohée à travers les avis de la commission technique des‬‬


‫‪ententes et des position dominantes, libraires techniques ; paris ;1979 ;p27.‬‬

‫‪ -2‬أنظر المادة ‪/03‬أ مف األمر ‪ ، 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة ‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪ -3‬محمد الشريؼ كتو‪« ،‬حماية المستيمؾ مف الممارسات المنافية لممنافسة» مجمة اإلدارة‪ ،‬عدد‪ ،2001،23‬ص‪.59‬‬

‫‪-Dons le même contexte voirFdila SAHRI, « La Protection juridique du consommateur contre‬‬


‫‪les clauses abusives a travers la loi 04/02 du 23/06 2004 et le décret exécutif 06/306 du‬‬
‫‪10/09/2006,revue des sciences juridiques, op-cit ,P223.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ -‬شركة ميشبلف الجزائر‪ :‬التي طمبت توضيح بشأف تجربة لنظاـ كبح سيارات مجيزة بمختمؼ عبلمات‬
‫العجبلت المطاطية عمى مستوى كؿ التراب الوطني ومنيا عجبلت شركة ميشبلف‪.‬‬

‫رأي المجمس فيما يخص العممية التي أطمقتيا شركة ميشبلف تخص مجاؿ نزاىة الممارسات التجارية و‬
‫التي يحكميا القانوف ‪ 02-04‬المتعمؽ بالقواعد العامة المطبقة عمى األنشطة التجارية وىو خارج‬
‫اإلختصاص‪ ،‬عمى أف يوجو الطمب الى المصالح المختصة لو ازرة التجارة‪.‬‬

‫‪ -‬الصندوؽ الوطني لئلستثمار و غموباؿ تيميكوـ ىولدينغ ‪.Global Telecom Holding‬‬

‫توجيت الشركتاف معا إلى مجمس المنافسة سنة ‪ 2014‬بطمب متعمؽ بعممية شراء حصة ‪51‬‬
‫بالمائة مف رأس ماؿ شركة أورسكوـ تميكوـ الجزائر ‪ OTA‬لمتأكد مف أف العممية ال تشكؿ تركيز بمعنى‬
‫تجميع غير مرخص بو يحتاج الى تصريح مسبؽ مف مجمس المنافسة‪ ،‬وىنا يجب التفرقة بيف المشاركة‬
‫في رأس الماؿ و التنازؿ عف حصص سوقية إضافية ‪ ،‬إذ ال يشكؿ األمر تركيز إقتصادي و العممية‬
‫تخرج عف األمر المتعمؽ بالمنافسة‪.‬‬

‫‪ -‬طمب جمعية ممثمي السيا ارت ووكبلئيـ المعتمديف في الجزائر مف مجمس المنافسة إستشارة لمتأكد مف‬
‫تطابؽ قانونيا الخاص مع أحكاـ األمر ‪ 03-03‬المعدؿ و المتمـ الخاص بالمنافسة‪ ،‬بعد الدراسة لـ‬
‫يسجؿ المجمس أية أحكاـ مف شأنيا تضمف عوامؿ قد تشجع عمى ممارسات مقيدة لممنافسة المحظورة‪.‬‬
‫وتقدـ المجمس بالتوصيات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬االجتماعات المنظمة في إطار الجمعية ال يجب أف تكوف مكاف لمتفيمات أو ممارسات مضادة لقواعد‬
‫المنافسة‪ ،‬مع االمتناع أثناء االجتماعات مف الدخوؿ في أحاديث صريحة أو غير صريحة مف شأنيا‬
‫مناقشة مواضيع خاصة باألسعار مف شأنيا أف تنعكس عمى األسعار أو تكاليؼ المشاريع‪.‬‬

‫‪ -‬اإلمتناع عف نشر و تبادؿ لممعمومات بما قد يسمح لممتعامميف مف العمـ المسبؽ باستراتيجيات منافسييـ‬
‫كمما كاف السوؽ‪ 1‬احتكاري‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظػػر فػػي ىػػذا الشػػأف المػػادة ‪ 3‬مػػف األمػػر ‪ 03-03‬المتعمػػؽ بالمنافسػة المعػػدؿ و المػػتمـ "يقصػػد فػػي مفيػػوـ ىػػذا األمػػر بمػػا‬
‫يأتي ‪...:‬ب – السووق‪ :‬كػؿ سػوؽ لمسػمع أو الخػدمات المعنيػة بممارسػات مقيػدة لممنافسػة و كػذا تمػؾ التػي يعتبرىػا المسػتيمؾ‬
‫مماثمػػة أو تعويضػػية‪ ،‬السػػيما بسػػبب بمميزاتيػػا وأسػػعارىا واالسػػتعماؿ الػػذي خصصػػت لػػو‪ ،‬و المنطقػػة الجغرافيػػة التػػي تعػػرض‬
‫المؤسسات فييا السمع أو الخدمات المعنية‪ ".‬نفس الرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪-‬أنظػػر فػػي ىػػذا الشػػأف كػػذلؾ قػرار مجمػػس المنافسػػة فيمػػا يخػػص اإلخطػػار المػػؤرخ فػػي ‪ 21‬أوت ‪ 2014‬متعمػػؽ بػػالممؼ رقػػـ‬
‫‪ ،2014/03‬المنشور في النشرة الرسمية لممنافسة العدد الخاص رقـ ‪ 08‬لسنة ‪ ،2015‬المتضمف ق اررات مجمس المنافسة‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫‪ -2‬االتفاقات العمودية‬

‫تستمد ىذه الممارسات مرجعيتيا مف سمسمة اإلنتاج والتوزيع‪ ،‬أي مف الحركة العمودية لمبضائع‬
‫مرور بالصانع والموزع‪ ،‬حيث تقتضي فرض سعر البيع‬
‫ًا‬ ‫انطبلقا مف منتج المواد األولية إلى المستيمكيف‬
‫مساسا أكيد بحرية تحديد األسعار في‬
‫ً‬ ‫عمى الموزع مما ال يسمح لو بتحديد ىامش ربحو‪ ،‬مما يشكؿ‬
‫السوؽ‪.1‬‬

‫‪ :-3‬االتفاقات العضوية‬

‫ىي تمؾ االتفاقات التي ترتكز عمى إنشاء ىياكؿ قانونية عضوية إلتباع سياسة مقيدة لممنافسة‬
‫كالشركات‪ ،‬الجمعيات‪ ،‬المنظمات ‪ ،...‬إذ يمكف لبلتفاؽ أف يأخذ شكؿ تجمع يتمتع بالشخصية المعنوية‪،‬‬
‫كقياـ مجموعة مف المؤسسات بإنشاء شركة تجارية تتمركز فييا الطمبات في شكؿ مركز لمبيع‪ ،‬وتتخذ‬
‫‪2‬‬
‫صفة الوكيؿ عف المؤسسات األعضاء تيدؼ لتحقيؽ مصالح األعضاء‪.‬‬

‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬اإلخالل ثحش‪ٚ‬خ انًُبفغخ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى تحقؽ شروط وجود االتفاؽ‪ ،‬البد مف تحقؽ شرط تقييد المنافسة حتى يدخؿ االتفاؽ‬
‫مجاؿ الحظر‪ ،‬حيث تؤكد المادة ‪ 06‬مف األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬أف االتفاؽ ال يؤخذ في‬
‫الحسباف إال إذا كاف ييدؼ أو يمكف أف ييدؼ إلى عرقمة أو الحد أو اإلخبلؿ بالمنافسة في سوؽ ما‪.3‬‬

‫محظور بمجرد انصراؼ‬


‫ًا‬ ‫النية منو‪ ،‬حيث يكفي العتبار اتفاؽ ما‬
‫فموضوع االتفاؽ يقصد بو في الحقيقة ّ‬
‫الحرة‪.‬‬
‫ّنية األطراؼ إلى تقييد المنافسة ّ‬

‫‪1‬‬
‫محاضرات ألقيت عمى طمبة السنة أولى ماجستير تخصص قانوف األعماؿ‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي‬ ‫‪ -‬رشيد ساساف‬
‫‪1945‬قالمة‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2015-2014 ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪- 2‬سممى كحاؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.64‬‬

‫جراي‪ ،‬ضبط السوؽ عمى ضوء قانوف المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف ‪ ،‬فرع تحوالت الدولة‪،‬‬
‫‪ -3‬يمينة ّ‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.80‬‬

‫‪61‬‬
‫مقيدا لممنافسة الحرة‪ ،‬خرج ىذا‬
‫أثر ً‬‫فإف وجدت اتفاقات بيف األعواف االقتصادييف ولـ يكف ليا ًا‬
‫االتفاؽ مف طائمة تطبيؽ نص المادة ‪ 06‬السالؼ ذكرىا‪.1‬‬

‫‪ :-1‬انؼاللخ انغجج‪ٛ‬خ ث‪ ٍٛ‬االرفبق انًحظٕس ٔاإلخالل ثبنًُبفغخ‪.‬‬

‫يتحقؽ ىذا في حالة ما إذا كاف الضرر الذي لحؽ المنافسة ناتج عف االتفاؽ المبرـ بيف األطراؼ‬
‫المتواطئة‪ ،‬ووجود عبلقة السببية بيف االتفاؽ وتقييد المنافسة‪ ،‬يفرض عمى مجمس المنافسة إجراء تحقيقات‬
‫معمقة لمكشؼ عف وجود تقييد لممنافسة فعبل مف عدمو‪ ،‬وبالتالي فإف لو سمطة تقديرية واسعة إلثبات‬
‫العبلقة السببية بيف االتفاؽ وتقييد المنافسة حتى يتمكف مف قمعيا في الوقت المناسب وتفادي أي إخبلؿ‬
‫بالمنافسة الحرة ‪.‬‬

‫‪ًَ : -2‬برج ػٍ انمشاساد انظبدسح ضذ االرفبلبد انًم‪ٛ‬ذح نهًُبفغخ‪.‬‬

‫تضمنت المادة ‪ 06‬مف األمر ‪ 03-03‬في الجزء الثاني منيا‪ ،‬بعض نماذج االتفاقات المحظورة‬
‫حيث حددىا المشرع عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر‪ ،‬وترؾ ميمة تكييؼ أي ممارسة تأخذ شكؿ اتفاؽ عمى‬
‫أنيا اتفاؽ مقيد لممنافسة لمجمس المنافسة باعتباره ىيئة ضبط السوؽ‪.‬‬

‫نعرج عمى أىـ نماذج االتفاقات المقيدة لممنافسة والتي يضطمع مجمس‬
‫وفيما يمي سنحاوؿ أف ّ‬
‫المنافسة بميمة قمعيا‪.‬‬

‫أ‪ . -‬االرفبلبد انًؼشلهخ نهذخٕل إنٗ انغٕق أٔ انجمبء ف‪.ّٛ‬‬

‫مضموف ىذه االتفاقات ّأنيا تيدؼ إلى التحكـ في حجـ السوؽ مف حيث عدد المنافسيف‪ ،‬سواء‬
‫بإعاقة دخوؿ المشروعات الجديدة‪ ،2‬أي دخوؿ متنافسيف جدد إلى السوؽ أو عف طريؽ التقميص مف عدد‬
‫المتواجديف فييا مف قبؿ وذلؾ بإقصائيـ منيا بشتى الطرؽ بمنع تحقيؽ قواعد المنافسة الحررة و النزيية‬

‫‪ -1‬صبرينة بف عبد ا﵀‪ ،‬متابعة الممارسات المقيدة لممنافسة مف طرؼ مجمس المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيؿ الماجستير في القانوف‬
‫فرع قانوف عاـ‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.101‬‬

‫‪ -2‬محند الشريؼ تواتي‪ ،‬قمع االتفاقات في قانوف المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة درجة الماجستير في القانوف فرع قانوف‬
‫أعماؿ‪ ،‬جامعة محمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.45‬‬

‫‪62‬‬
‫و حتى يبقى االحتكار لبعض المؤسسات فقط‪.1‬‬

‫وعميو فقد درس المجمس بمقتضى اإلخطار المؤرخ في ‪ 18‬فيفري ‪ 2013‬المودع مف طرؼ شركة‬
‫اليبلؿ لمورؽ ضد شركة الرياف لمورؽ و شركة ‪EAPI‬المكتيمتاف مف طرؼ الشاكية بإبراـ إتفاؽ غير‬
‫‪2‬‬
‫قانوني متمثؿ في تطبيؽ أسعار مخفظة‬

‫ة‪ . -‬ارفبلبد رمه‪ٛ‬ض ٔيشالجخ اإلَزبج أٔ يُبفز انغٕق ٔاالعزثًبساد أٔ انزطٕس انزمُ‪ٙ‬‬

‫ىذه االتفاقات تيدؼ إلى التحكـ في السوؽ السمعية‪ ،‬سواء بتحديد كمية اإلنتاج ويتحقؽ ذلؾ‬
‫باتفاؽ المؤسسات فيما بينيا عمى إنتاج قدر معيف أو كمية محددة‪ ،‬ويشرط عمى األعضاء عدـ تجاوزىا‪.‬‬

‫كما قد ييدؼ ىذا االتفاؽ إلى مراقبة االستثمارات والتقدـ التكنولوجي وذلؾ بعرقمة توسع‬
‫المشروعات‪ ،‬سواء في اإلطار الجغرافي‪ ،‬بفتح وكاالت وفروع أخرى‪ ،‬أو بإعاقة االستثمارات الجديدة‪ ،‬وقد‬
‫يكوف أيضا بتجميد بعض االستثمارات مف أجؿ التوصؿ إلى غمؽ بعض المصانع‪.‬‬

‫مدبرة ترمي إلى رفض‬ ‫أما إعاقة التطور التقني فيتجسد االتفاؽ المقيد لممنافسة في صورة أعماؿ ّ‬
‫إما بسبب رغبة المنتجيف في تسويؽ مخزونيـ ‪ ،‬أو استغبلؿ العتاد اإلنتاجي‬ ‫استعماؿ تقنيات حديثة ‪ّ ،‬‬
‫خبلؿ فترة معينة واذا تبيف أف التقنيات الحديثة تؤدي إلى انخفاض ممموس في االستيبلؾ‪.3‬‬

‫خـ ‪ . -‬ارفبلبد الزغبو األعٕاق ٔيظبدس انزًٕ‪ٍٚ‬‬

‫ويتجسد ىذا النوع مف االتفاقات باعتماد األعواف االقتصادييف عمى مايمي‪:‬‬

‫‪ .‬إما بتحديد المناطؽ الجغرافية كأف تقوـ الشركات المصنعة لمنتوج متشابو بتحديد المناطؽ‬
‫الجغرافية تكوف لكؿ واحدة منيا األولوية فييا واألسبقية بشكؿ منفرد‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد بف عزة ‪« ،‬دراسة في مبادئ حرية المنافسة ‪ ،‬ضمف قانوف المنافسة الجزائري»‪ ،‬مجمة الندوة لمدراسات القانونية ‪،‬‬
‫العدد األوؿ‪ ،2013 ،‬ص‪.251‬‬

‫‪ -2‬قرار مجمس المنافسة رقـ ‪ 2015/17‬بتاريخ ‪ 13‬نوفمبر ‪ ،2014‬القضية رقـ ‪ 2013/47‬شركة اليبلؿ لمورؽ ضد‬
‫شركة الرياف و المؤسسة الجزائرية لمورؽ و الطباعة‪ ،‬النشرة الرسمية لممنافسة العدد الخاص‪ ،‬لسنة ‪ ،2015‬ص ‪.49‬‬

‫‪ -3‬جبلؿ مسعد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.79‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ .‬أو باقتساـ الزبائف‪ ،‬كأف يكوف أعضاء مينة واحدة باقتساـ زبائف يكوف ليـ حؽ األولوية عمييـ كاتفاؽ‬
‫طرفيف عمى الشراء مف عند مموف رئيسي واحد‪.1‬‬

‫‪ .‬أو بتحديد الكميات عند التمويف أو اإلنتاج أو البيع مف أجؿ ممارسة الرقابة عمى السوؽ ومنع أي‬
‫‪2‬‬
‫متدخؿ آخر مف ممارستيا‪.‬‬

‫د‪ . -‬ارفبلبد رحذ‪ٚ‬ذ األعؼبس‪.‬‬

‫األصؿ في نظاـ اقتصاد السوؽ األسعار يحكميا قانوف العرض والطمب‪ ،3‬فالبائع يسعى إلى بيع‬
‫سمعتو أو خدمتو بأعمى األسعار‪ ،‬لتحقيؽ أقصى ربح ممكف وفي المقابؿ يبحث المشتري عمى الحصوؿ‬
‫صعودا ونزوال حسب حجـ الطمب إلى جانب‬
‫ً‬ ‫عمى السمعة أو الخدمة بأقؿ األسعار وبالتالي تتغير األسعار‬
‫ظروؼ أخرى‪ ،‬كطبيعة المنتوج أو الخدمة ‪ ،‬ليصؿ ىذا التعارض في النياية إلى استقرار نسبي يرضي‬
‫الطرفيف‪.‬‬

‫وبالتالي فكؿ تواطؤ مف شأنو أف يعيؽ قوى السوؽ ومسارىا الطبيعي في تحديد األسعار يعتبر‬
‫ِ‬
‫مناؼ لممنافسة‪ ،‬ومف صورى ا التطبيقية اتفاؽ المنتجيف مع تجار الجممة لتحديد سعر إعادة البيع‪ ،‬أو‬
‫التفاىـ عمى التسعير بيف المنتجيف أنفسيـ‪.4‬‬

‫حيث يتدخؿ مجمس المنافسة لحظر االتفاقات التي قد تبرـ بيف التجار والموزعيف كمما كاف‬
‫اليدؼ منيا المساس بقواعد المنافسة وتقييد حرية التجار في تحديد ثمف إعادة البيع لمزبائف دوف تدخؿ‬
‫المنتج في فرض األسعار والزاـ التجار باحتراميا‪.‬‬

‫كما يتدخؿ لقمع االتفاقات التي تيدؼ إلى التشجيع المصطنع لرفع األسعار وتعتبر ىذه الحالة‬
‫األكثر شيوعا‪ ،‬أو التشجيع المصطنع عمى خفضيا‪ ،‬بيدؼ إقصاء أحد المتنافسيف بتخفيض رقـ أعمالو‪،5‬‬
‫وبالتالي اإلخبلؿ بالمنافسة المشروعة‪.‬‬

‫‪ -1‬صورية قابة‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪.135‬‬


‫‪-2‬عادؿ بوجميؿ ‪ ،‬مسؤولية العوف االقتصادي عف الممارسات المقيدة لممنافسة في القانوف الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في القانوف ‪ ،‬فرع المسؤولية المينية ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪،‬الجزائر ‪ ،2012 ،‬ص‪.67‬‬
‫‪- 3‬أنظر المادة ‪ 04‬مف األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة المعدؿ و المتمـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪ -4‬محند الشريؼ تواتي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪-5‬بف عزة محمد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.252‬‬

‫‪64‬‬
‫ْـ ‪ . -‬انًؼبيالد انزً‪ٛٛ‬ض‪ٚ‬خ ٔانزؼغف‪ٛ‬خ ث‪ ٍٛ‬انؼًالء‬
‫إٌ انهدٕء إنٗ ْزِ انًؼبيالد ثأشكبنٓب انًخزهفخ ‪ٓٚ‬ذف إنٗ رٕط‪ٛ‬ذ ٔسثظ انؼاللبد يغ انضثبئٍ‪ ،‬عٕاء‬
‫كبَٕا أشخبص يؼُٕ‪ٚ‬خ أٔ طج‪ٛ‬ؼ‪ٛ‬خ ٔف‪ْ ٙ‬زا انظذد ‪ٚ‬زكفم يدهظ انًُبفغخ ثفشع سلبثخ يً‪ٛ‬ضح ػهٗ يثم‬
‫ْزِ انزظشفبد‪ .‬فبنًؼبيالد انزً‪ٛ‬ض‪ٚ‬خ ٔػمٕد انزٕص‪ٚ‬غ انحظش‪ٚ‬خ رشكم أخطش ْزِ انزظشفبد‪.‬‬

‫‪ .-‬المعامالت التميزية‪.‬‬

‫تنتج ىذه المعامبلت أساسا مف إنشاء شبكات التوزيع‪ ،‬وتظير خاصة في عقود التوزيع االنتقائي‬
‫وذلؾ بإبراـ عقود تحدد بدقة العروض وبعد انتقاء مدروس‪ ،‬وىذا االتفاؽ في حد ذاتو غير محظور لكف‬
‫يعد‬
‫إذا لـ يحترـ أحكاـ المنافسة الحرة أو كاف لو تأثير عمى حرية واستقبللية الموزعيف فإنو في ىذه الحالة ّ‬
‫‪1‬‬
‫محظورا‪ ،‬وىنا يتدخؿ مجمس المنافسة لمنع وجود مثؿ ىذه االتفاقات في السوؽ‪.‬‬
‫ً‬

‫كما قد تظير ىذه المعامبلت في شكؿ عقود التوزيع الحصرية ‪ ،‬ويتمثؿ مضموف ىذه العقود في‬
‫تعيد منتج أو مجموعة مف المنتجيف عمى توزيع منتوجيـ عمى عدد معيف ومحدد مف الموزعيف والتعامؿ‬
‫بصفة مطمقة في إطار شبكة التوزيع ‪ ،‬ورفض التعامؿ مع موزعيف آخريف وفي ىذه العقود يجب مراعاة‬
‫طبعا فإف كاف مف شأنيا التأثير عمى المنافسة‪ ،‬دخمت ىذه العقود مجاؿ الخطر‬
‫أحكاـ قانوف المنافسة ً‬
‫‪2‬‬
‫ووجب عمى مجمس المنافسة قمعيا‪.‬‬

‫وفي ىذا الشأف فصؿ مجمس المنافسة في نوع مف العقود التمييزية في القضية التي يتخاصـ فييا‬
‫ممثؿ جمعية الموزعيف الخواص لموقود ضد سمطة الضبط القطاعية لممحروقات و شركة سونطراؾ حيث‬
‫ط الب المدعيف مف المجمس إتخاذ التدابير المؤقتة اليادفة إلنياء بصفة عاجمة لتحويؿ إمدادات الموزعيف‬
‫الخواص مف الوقود الى الشركة المنتجة سوناطراؾ إلى شركة نفطاؿ و ىذا تطبيقا لممادة ‪ 46‬مف األمر‬
‫رقـ ‪ 03-03‬المعدؿ و المتمـ المتعمؽ بالمنافسة‪.‬‬

‫وىو المطمب الذي وصؼ بالمبرر استنادا لممرسوـ رقـ ‪ 435/97‬المتضمف تنظيـ تخزيف وتوزيع‬
‫المواد البترولية وخاصة المادة ‪ 01‬التي تنص عمى أف كؿ األشخاص الطبيعييف أو المعنوييف المستجيبيف‬
‫لمشروط المحددة بمرسوـ الحاؿ والتعيدات برسـ دفاتر الشروط الممحقة يمكنيـ القياـ بالنشاطات المذكورة‬
‫الخاضعة لتصريح مسبؽ مف الو ازرة المكمفة بالمحروقات‪.‬‬

‫‪ - 1‬محند الشريؼ تواتي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.55‬‬


‫‪ - 2‬مميكة بف براىيـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪65‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عقود التوزيع الحصرية‬

‫ويتمثؿ مضموف ىذه العقود في تعيد منتج أو مجموعة مف المنتجيف عمى توزيع منتوجيـ عمى عدد مف‬
‫‪1‬‬
‫الموزعيف‪ ،‬والتعامؿ معيـ بصفة مطمقة في إطار شبكة توزيع‪ ،‬ورفض التعامؿ مع الموزعيف اآلخريف‪.‬‬

‫اوال‪ :‬عينات لمجاالت تدخل مجمس المنافسة حسب السوق المعني‪.‬‬

‫‪ : -1‬سوق المياه‬

‫‪ -‬مف أبرز القضايا التي طرحت عمى مجمس المنافسة وتـ الفصؿ فييا ىي قضية الموزع سميماني مجيد‬
‫ضد شركة " إيفري " بشأف خطأ خاص بالممارسات التمييزية في األسعار والتي تكوف شركة " إيفري" قد‬
‫ارتكبتيا ضد الموزع المذكور حيث أف المجمس قضى بعقوبة مالية متمثمة في فرض غرامة مالية‬
‫قدرىا‪309.143.03‬دج عمى الشركةتمثؿ الحد األدنى المحدد في قانوف المنافسة قرار ‪.2015/10/28‬‬

‫‪ : -2‬سوق الكراريس ‪:‬‬

‫قضية الشركة ذات المسؤولية المحدودة ىبلؿ لمورؽ (‪ )S.A.R.L Hilal papétrie‬ضد الشركة‬
‫ذات المسؤولية المحدودة الرياف و ‪ EAPI‬بشأف خطأ تطبيؽ لمسعر المنخفض بطريقة تعسفية المادة ‪12‬‬
‫مف األمر ‪ ،03-03‬لمتذكير فإف شركة ‪SARL SETPAP ALIF PAPIER‬أودعت شكوى ضد‬
‫‪SARL RAYANE PAPIER‬الشركتاف متيمتاف مف طرؼ الشاكية‬ ‫‪SARL EAPI‬و‬ ‫الشركتاف‬
‫‪2‬‬
‫بمخالفة غير شرعية متمثمة في تطبيؽ أسعار مخفضة‬

‫‪ : -3‬سوق الخدمات‪.‬‬

‫قضية الشركة ذات المسؤولية المحدودة " استيراد غرب" (‪ )SARL Ouest Import‬ضد‬
‫مجموعة " سيفيتاؿ‪ "CEVITAL‬والتي يشتكي المدعي مف ممارسات أسعار تعسفية تطبقيا شركة سيفيتاؿ‬
‫موصوفة بأنيا تدخؿ في إطار استغبلؿ وضع مييمف استنادا لنص المادة ‪ 07‬مف األمر المتعمؽ‬
‫بالمنافسة‪ .‬و لمتذكير تتمخص وقائع القضية أف شركة "واست أمبور" تشتكي مف ممارسات إعتبرتيا مقيدة‬
‫لممنافسة تتمثؿ في عرقمة تحديد األسعار حسب قواعد السوؽ بالتشجيع المصطنع النخفاض سعر مادة‬

‫‪ - 1‬محند الشريؼ تواتي‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪.57‬‬


‫‪ -2‬أنظر في ىذا الشأف قرار مجمس المنافسة رقـ ‪ 2015/28‬بتاريخ ‪ 04‬نوفمبر ‪ ،2015‬يقضي في الشكؿ قبوؿ‬
‫اإلخطاروفي الموضوع برفض اإلخطار لعدـ التأسيس‪ ،‬النشرة الرسمية لممنافسة‪ ،‬العدد الخاص رقـ ‪ 08‬لسنة ‪.2015‬‬
‫‪66‬‬
‫السكر المبمور الذي يتـ إقتناؤه في إطار الحصة المحددة ضمف إتفاؽ الشراكة مع االتحاد األوروبي و‬
‫‪1‬‬
‫الذي إعتبره المدعي أنو تصرؼ ييدؼ إلى إزاحة شركة واست أمبور مف السوؽ بإعتباره المنافس الوحيد‬

‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬االرفبلبد انًشخض ثٓب‬

‫تنص المادة ‪ 09‬مف األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة عمى أنو «ال تخضع ألحكاـ المادتيف ‪6‬‬
‫و‪ 7‬أعبله‪ ،‬االتفاقات والممارسات الناتجة عف تطبيؽ نص تشريعي أو نص تنظيمي اتخذ تطبيقا لو‪.‬‬
‫يرخص باالتفاقات والممارسات التي يمكف أف يثبت أصحابيا أنيا تؤدي إلى تطور اقتصادي أو تقني أو‬
‫تساىـ في تحسيف التشغيؿ‪ ،‬أو مف شأنيا السماح لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة بتعزيز وضعيتيا‬
‫التنافسية في السوؽ‪ ،‬ال تستفيد مف ىذا الحكـ سوى االتفاقات والممارسات التي كانت محؿ ترخيص مف‬
‫مجمس المنافسة»‪.‬‬

‫باستقراء نص ىذه المادة يتضح أف ترخيص مجمس المنافسة لبلتفاقات يزيؿ عنيا طابع‬
‫البلمشروعية‪ ،‬ىذا باإلضافة إلى حاالت أخرى ال يتسـ فييا االتفاؽ بالغير مشروع وىذه الحاالت ىي‪:‬‬

‫االرفبق انُبرح ػٍ رطج‪ٛ‬ك َض رشش‪ٚ‬ؼ‪ ٙ‬أٔ رُظ‪.ًٙٛ‬‬

‫ال يمكف إدانة اتفاؽ حتى لو أخؿ بالمنافسة‪ ،‬ما داـ أنو نتج عف تطبيؽ نص تشريعي أو تنظيمي اتخذ‬
‫‪2‬‬
‫تطبيقا ليذه النص‪ ،‬وبالتالي يكوف ىذا النص سندا مشروعا ألطراؼ اإلنفاؽ لتبرير مخالفاتيـ‪،‬‬

‫إذ مف البدييي أف أي اتفاؽ ينتج عف تطبيؽ نص تشريعي خاص أو عف تطبيؽ نص تنظيمي اتخذ‬
‫بصفة مشروعة تطبيقا لمنص التشريعي‪ ،‬يخرج مف إطار الحظر‪ ،‬وال يخضع لرقابة مجمس المنافسة ألنو‬
‫مف المفروض أف ىذا األخير قد أعطى استشارتو لمحكومة ولمشروع ىذا القانوف ما داـ أنو متعمؽ‬
‫بالمنافسة ‪.3‬‬

‫‪ -1‬صدر بشأف اإلخطار قرار رقـ ‪ 2015/22‬بتاريخ ‪ 16‬أفريؿ ‪ 2015‬يقضي في الشكؿ قبوؿ اإلخطار و في الموضوع‬
‫ألف الوقائع غير مدعمة بعناصر مقنعة بما فيو الكفاية لكوف المدعي لـ يرفؽ عريضتو بأي وثائؽ أو معمومات يمكف‬
‫إعتمادىا كمؤشر لوجود الممارسات التي تـ اإلببلغ عمييا‪ ،‬النشرة الرسمية لممنافسة‪ ،‬نفس المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪- 2‬أبو بكر كرافمة عياد‪ ،‬االتفاقات المحظورة في قانوف المنافسة ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في الحقوؽ‪ ،‬تخصص‬
‫قانوف أعماؿ مقارف‪ ،‬جامعة وىراف‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.67‬‬

‫‪-3‬أنظر المواد ‪ 35‬و ‪ 36‬مف األمر ‪ ، 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫االرفبق انز٘ ‪ٚ‬ؤد٘ إنٗ انزطٕس االلزظبد٘‬

‫تطور اقتصاديا فإف ذلؾ يزيؿ طابع‬


‫ًا‬ ‫إذا كاف االتفاؽ المبرـ بيف المتعامميف االقتصادييف ‪ ،‬يحقؽ‬
‫تطور اقتصاديا‬
‫ًا‬ ‫البلمشروعية عف ذلؾ االتفاؽ‪ ،‬لكف عمى ىؤالء المتعامميف إثبات أف ىذا االتفاؽ يحقؽ‬
‫بصورة فعمية ‪ ،‬ليس مجرد قوؿ‪ ،‬وعمى مجمس المنافسة التأكد مف ىذا وذلؾ باالعتماد عمى عدة عوامؿ‬
‫كدراسة محاسف ومساوئ ىذا االتفاؽ‪ ،‬مدى تحسيف القدرة اإلنتاجية‪ ،‬مدى تحسيف شروط‬
‫السوؽ‪.1‬باإلضافة إلى االتفاقات المرخص بيا قد يبلحظ مجمس المنافسة‪ ،‬أف بعض االتفاقات ال تستمزـ‬
‫تدخمو وىذا وفقا لممادة ‪ 8‬مف األمر ‪ 03-03‬التي تنص عمى " يمكف أف يبلحظ مجمس المنافسة‪ ،‬بناء‬
‫عمى طمب المؤسسات المعنية استنادا إلى المعمومات لو ‪،‬أف اتفاقا ما أو عمبل مدب ار أو ممارسة كما ىي‬
‫محددة في المادتيف ‪6‬و‪ 7‬أعبله‪ ،‬ال تستدعي تدخمو ‪.‬‬

‫تحدد كيفيات تقديـ طمب االستفادة مف أحكاـ القفرة السابقة بموجب مرسوـ‪." 2‬‬

‫وقد أصدر مجمس المنافسة نموذجا عف طمب الحصوؿ التصريح بعدـ التدخؿ‪.3‬‬

‫انًطهت انشاثغ‪ :‬عهطخ لًغ انًخبنفبد انًزؼهمخ ثبنزؼغف ف‪ٔ ٙ‬ضؼ‪ٛ‬بد انٓ‪ًُٛ‬خ‪.‬‬

‫نص المشرع الجزائري عمى حظر جميع الممارسات التعسفية التي مف شأنيا عرقمة المنافسة‬
‫الحرة‪ ،‬وخوؿ مجمس المنافسة ميمة مراقبتيا وردعيا في حاؿ ما إذا كانت ىذه الممارسات تخؿ بالمنافسة‪،‬‬
‫وتتمثؿ ىذه الممارسات في التعسؼ الناتج عف وضعية الييمنة‪ ،‬وكذا التعسؼ في وضعية التبعية‬
‫اإلقتصادية باإلضافة إلى عرض أسعار بيع مخفضة بشكؿ تعسفي‪ .‬وقد أثبت مجمس المنافسة مف تاريخ‬
‫تنصيبو الموافؽ ؿ‪ 29‬جانفي ‪ 2013‬أنو الجياز األمثؿ لقمع مثؿ ىذـ الممارسات‪ ،‬إذ تمكف مف معالجة‬
‫‪SARL‬‬ ‫الكثير مف القضايا نذكر منيا عمى سبيؿ المثاؿ اإلخطار المودع مف طرؼ شركة‬
‫‪ PETROSER‬ضد ‪ GRIEF SPA ALGERIE‬التي تتيميا بالمأخذ المتعمقة بالتعسؼ قي وضعية‬
‫‪4‬‬
‫الييمنة عمى مستوى سوؽ البراميؿ الحديدية الضرورية لتعبئة زيوت المزلقات‬

‫جراي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.82‬‬ ‫‪- 1‬يمينة ّ‬


‫‪- 2‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 175-05‬مؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ ،2005‬المحدد لكيفيات الحصوؿ عمى التصريح بعدـ التدخؿ‬
‫بخصوص االتفاقات ووضعية الييمنة عمى السوؽ ‪،‬جريدة رسمية عدد ‪ 35‬لسنة ‪.2005‬‬
‫‪ - 3‬أنظر الممحؽ المتضمف نموذجا عف طمب الحصوؿ التصريح بعدـ التدخؿ‪.‬‬

‫‪4‬أنظر في ىذا الشأف قرار مجمس المنافسة رقـ ‪ ،2015/26‬بتاريخ ‪ ،2015/11/04‬النشرة الرسمية لممنافسة‪ ،‬العدد‬
‫الخاص بالق اررات رقـ‪ 08‬لسنة ‪2015‬‬
‫‪68‬‬
‫انفشع األٔل‪ :‬يجذأ حظش االعزغالل انزؼغف‪ ٙ‬نٕضؼ‪ٛ‬خ انٓ‪ًُٛ‬خ ‪:‬‬

‫إف الييمنة عمى السوؽ ىدؼ تسعى لو كؿ مؤسسة‪ ،‬فذلؾ يسمح ليا باكتساب مركز قوة عمى‬
‫السوؽ وىذه الييمنة ال يمنعيا في حد ذاتيا ‪،‬إنما ىذا األخير يمنع التعسؼ الذي قد ينتج عنيا ‪ ،1‬خاصة‬
‫عندما ترمي إلى عرقمة المنافسة الحرة ‪،‬وفي ىذا السياؽ نصت المادة ‪ 07‬مف األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ‬
‫بالمنافسة عمى أنو "يحظر كؿ تعسؼ ناتج عف وضعية ىيمنة عمى السوؽ أو احتكار ليا عمى جزء منيا"‬

‫ويعرؼ التعسؼ بأنو كؿ تمادي في االستغبلؿ دوف وجو حؽ ‪،‬وليذا يتدخؿ مجمي المنافسة لقمع‬
‫مثؿ ىذه الممارسات التعسفية‪. 2‬‬

‫أوال‪ :‬تواجد المؤسسة أو العون اإلقتصادي في وضعية الييمنة‪.‬‬

‫لتحديد ماذا كانت المؤسسة في حالة وضعية ىيمنة أـ ال‪ ،‬البد مف تحديد مفيوـ الييمنة‬
‫االقتصادية وتحديد سوؽ السمع والخدمات وكذلؾ المعايير التي يعتمد عمييا لكشؼ وضعية الييمنة‪.‬‬

‫مفيوم وضعية الييمنة‬ ‫‪-11‬‬

‫مرة في الفقرة ج مف المادة ‪ 03‬الواردة في قانوف المنافسة‬


‫عرؼ المشرع الجزائري الييمنة ألوؿ ّ‬
‫ّ‬
‫قوة اقتصادية في السوؽ المعني مف‬ ‫بأنيا‪":‬ىي الوضعية التي تم ّكف مؤسسة ما مف الحصوؿ عمى مركز ّ‬
‫شأنيا عرقمة قياـ المنافسة فيو ويعطييا إمكانية القياـ بتصرفات منفردة إلى حد معتبر إزاء منافسييا‪،‬أو‬
‫زبائنيا وممونييا" ‪.3‬‬

‫حيث نتوصؿ مف خبلؿ ىذا التعريؼ أف لوضعية الييمنة وجياف ‪:‬‬

‫األوؿ إجابي‪ :‬والذي يمنح المؤسسة المييمنة تأثير عمى المؤسسات الموجودة في السوؽ‪.‬‬

‫الثاني سمبي‪ :‬يمكف المؤسسة المييمنة أف تتجنب التأثير الصادر عف المؤسسات األخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬عادؿ المدوري ‪،‬الممارسات المخمة بالمنافسة بيف المييمنيف ‪،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في الحقوؽ‪ ،‬تخصص قانوف‬
‫أعماؿ ‪،‬جامعة المنار‪ ،‬تونس‪،2007،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ - 2‬جبلؿ مسعد‪ ،‬مرجع سابؽ ‪،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 03‬مف األمر‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫أما بالنسبة لبلقتصادييف‪ ،‬يتـ تعريؼ وضعية الييمنة بالرجوع إلى مفيوـ سمطة السوؽ ‪ ،‬أكثر مف‬
‫ذلؾ‪ ،‬تحوز مؤسسة ما وضعية ىيمنة عمى السوؽ المرجعية المعطى إذا كاف بإمكانيا أف تتصرؼ‬
‫باستقبللية عف منافسييا بدرجة ميمة‪ ،‬واذا كانت تحتؿ سمطة جوىرية في السوؽ‪.‬‬

‫وباستقراء ىذ ه التعاريؼ يتضح لنا أنيا تعاريؼ تتسـ بالجمود نوعا ما‪ ،‬مما يضطرنا إلى تقديـ تعريؼ‬
‫أكثر مرونة‪.‬‬

‫عرفت محكمة العدؿ األوروبية وضعية الييمنة بأنيا "القوة االقتصادية التي تحوزىا مؤسسة‪ ،‬والتي‬
‫بموجبيا تستطيع إعاقة المنافسة الفعمية في السوؽ ‪،‬وانتياج سموؾ يتسـ بقدر كاؼ مف االستقبللية إزاء‬
‫منافسييا وزبائنيا المستيمكيف "‪. 1‬‬

‫لما يكوف ليا‬


‫كما يمكف تعريؼ وضعية الييمنة كاآلتي‪ " :‬تكوف المؤسسات في وضعية ىيمنة ّ‬
‫إمكانية القياـ بتصرفات مستقمة تجعميا قادرة عمى التصرؼ دوف األخذ بعيف االعتبار المنافسيف المشتريف‬
‫أو الممونيف"‪.2‬‬

‫‪ -12‬تحديد السوق محل التعسف في الييمنة‪.‬‬

‫إف تحديد السوؽ المييمنة ىي خطوة ميمة لمجمس المنافسة حينما يقوـ بدراسة الوضعية التنافسية‬
‫في القطاع المعني وليذا البد مف تحديد مفيوـ السوؽ محؿ الييمنة‪.3‬‬

‫حيث يعرؼ التحميؿ االقتصادي السوؽ بأنو‪ ":‬المكاف الضروري الذي يتبلقى فيو العرض مع الطمب عمى‬
‫المواد أو الخدمات التي يعتبرىا المشتروف أو المستعمموف بأنيا قابمة لبلستبداؿ مع غيرىا مف الخدمات‬
‫المعروضة "‪. 4‬‬

‫‪1Jean Marc mousseron, VeroniqueSelinsky‬‬ ‫‪,le‬‬ ‫‪droit‬‬ ‫‪français‬‬ ‫‪nouveau‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪la‬‬
‫‪concurrence,2émeedition ,liter ,Paris ,1988,p103.‬‬

‫‪2 Christian Gavalada,Gilbert Parleani,traié de droit communautaire des affaires 2 eme‬‬


‫‪edition,litecs, 1992,P 549.‬‬

‫‪- 3‬حسنة سويممي‪ ،‬المنافسة غير المشروعة والممارسات المخمة بيا‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة الماجستير في الحقوؽ‪ ،‬شعبة عقود‬
‫واستثمارات‪ ،‬جامعة المنار‪ ،‬تونس‪،2005،‬ص‪.56‬‬
‫‪ -4‬محمد شريؼ كتو‪ ،‬حماية المستيمؾ مف الممارسات المنافية لممنافسة‪ ،‬مجمة اإلدارة‪ ،‬العدد ‪ ،23‬ص ‪.52‬‬
‫‪70‬‬
‫ويقصد بالسوؽ المعنية نوع النشاط التجاري المتضمف تقييد حرية المنافسة في المنتجات أو المنطقة‬
‫الجغرافية التي يمارسيا ىذا النشاط‪.1‬‬

‫وعرفيا المرسوـ التنفيذي ‪( 314 -2000‬الممغى) في المادة ‪ ،03‬بأنيا‪ ":‬السمع أو الخدمات التي‬
‫ّ‬
‫يعرضيا العوف االقتصادي والسمع والخدمات البديمة التي يمكف أف يحصؿ عمييا المتعامموف أو‬
‫‪.‬‬
‫المتنافسوف في نفس المنطقة الجغرافية"‬

‫كما عرفت المادة ‪3‬ؼ ب مف األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة السوؽ بأنيا‪:‬‬

‫"كؿ سوؽ لمسمع أو الخدمات المعنية بممارسات مقيدة لممنافسة وكذا تمؾ التي يعتبرىا المستيمؾ مماثمة أو‬
‫تعويضية‪ ،‬السيما بسبب مميزاتيا وأسعارىا واالستعماؿ الذي خصصت لو والمنطقة الجغرافية التي تعرض‬
‫فييا السمع والخدمات المعنية"‬

‫ومف خبلؿ ىذه التعاريؼ يتضح أنو لتحديد السوؽ محؿ الييمنة‪،‬يشترط وجود عنصريف ىما‪:‬‬
‫سوؽ السمع والخدمات‪ ،‬وكذلؾ معرفة الحدود الجغرافية ليا‪.‬‬

‫سوق السمع والخدمات‬ ‫‪-13‬‬

‫يشترط في ىيمنة مؤسسة عمى السوؽ عدـ توفر سمع وخدمات توفرىا مؤسسات أخرى متواجدة في نفس‬
‫السوؽ‪ ،‬محؿ السمع أو الخدمات التي توفرىا المؤسسة المييمنة مف وجية نظر المستيمؾ‪ ،2‬وىو ما‬
‫يعرؼ بسوؽ السمع والخدمات البديمة أو السوؽ المرجعي‪ ،‬فإذا كاف ىناؾ غبلء في سمعة أو خدمة معينة‬
‫عادة ما يؤدي إلى انصراؼ العمبلء إلى سمعة أخرى مشابية ليا‪ ،‬تقوـ بنفس الغرض‪ ،‬وبالتالي يتعمؽ‬
‫توفر عروض بديمة‪ ،‬إال أف اإلشكاؿ يطرح في صعوبة القرار‬ ‫األمر في ىذه الحالة بالبحث عف مدى ّ‬
‫بمطابقة البديؿ وأماـ ىذه الصعوبة‪ ،‬ذىب مجمس المنافسة الفرنسي‪ ،‬وكذا القضاء الفرنسي إلى إيجاد‬
‫‪3‬‬
‫معايير يعتمد عمييا في اختيار العرض البديؿ التي تتمثؿ في ما يمي‪:‬‬

‫‪ .‬دراسة المنتج سواء مف حيث الشكؿ والتشكيمة مدة االستعماؿ وكؿ الخصوصيات التي تميزه عف غيره‪.‬‬

‫‪- 1‬حسيف الماحي‪ ،‬تنظيـ المنافسة‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاىرة ‪،2003،‬ص‪.15‬‬
‫‪-2‬عادؿ محمودي ‪،‬الممارسات الممنوعة في قانوف المنافسة ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الدراسات المعمقة في القانوف الخاص‪،‬‬
‫جامعة تونس ‪،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -3‬سمير خمايمية‪ ،‬عف السمطة المحمية المنافسة في ضبط السوؽ‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬فرع تحوالت الدولية‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري تيزي وزو‪13 ،‬أكتوبر ‪ ،2013‬ص ‪.49‬‬
‫‪71‬‬
‫‪ .‬دراسة منافذ التوزيع بحيث يسمح لمجمس المنافسة الفصؿ بيف أسواؽ مختمفة لمنتجات مف نفس الطبيعة‬
‫ونفس االستعماؿ‪.‬‬

‫السوق الجغرافية‬ ‫‪-14‬‬

‫انطبلقا مف المادة ‪ 3‬في شطرىا الثاني مف الفقرة ب ستخمص أف المشرع الجزائري إلى جانب‬
‫تحديده لمسوؽ المرجعية ببعدىا السمعي‪ ،‬قد قاـ بتحديدىا كذلؾ ببعدىا الجغرافي‪ ،‬لذلؾ فإف السوؽ‬
‫الجغرافية ىي المنطقة التي يمارس فييا المشرع نشاطو التجاري‪ ،‬حيث يعرض فييا منتجاتو عمى‬
‫المتردديف عمى ىذه المنطقة‪ ،‬وتسودىا ظروؼ واحدة لممنافسة‪.‬‬

‫ومف الطبيعي أف نطاؽ ىذه السوؽ يتوقؼ عمى حجـ وأىمية نشاط المشروع التجاري‪،‬إذ كمما زاد حجـ‬
‫النشاط وأىميتو كمما كانت السوؽ الجغرافية لمنتج المشروع مترامية األطراؼ واسعة المدى ‪،‬وعادة ما‬
‫تكوف السوؽ الجغرافية بمثابة مرآة تعكس حجـ الحصة السوقية لمسمعة‪ ،‬أو الخدمة التي قد تمكنو مف‬
‫السيطرة عمى األسعار أو تفادي المنافسة في نطاؽ السوؽ ‪.1‬‬

‫يدخؿ الموقع الجغرافي لمسوؽ كأحد المحددات العامة إلعتبار السوؽ مناسبا لبلحتكار مف عدمو‪.‬‬
‫والمقصود مف ذلؾ أف إمكانية المؤسسة االقتصادية في تقميص اإلنتاج مثبل أو فرض األسعار في نطاؽ‬
‫جغرافي معيف‪،‬ال يقابميا رغبة سريعة مف طرؼ المؤسسات األخرى الواقعة خارج ىذا الحيز المكاني وال‬
‫قدرة لممؤسسات الموجودة خارج ىذا النطاؽ مف السوؽ االستجابة لرغبات المستيمكيف بسبب سموؾ‬
‫‪2‬‬
‫المؤسسة األولى ذي الصبغة االحتكارية‪.‬‬

‫‪ -1‬حسيف الماحي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.37‬‬


‫‪-voir dans ce sence l’article 03ordonnance n° - 03-03 « marché : tout marché des biens‬‬
‫‪ou services concernés par une pratique restrictive, ainsi que ceux que le consommateur‬‬
‫‪considère comme identiques ou substituables en raison notamment de leurs‬‬
‫‪caractéristiques, de leurs prix et de l’usage auquel ils sont destinés, et la zone géographique‬‬
‫» ‪dans laquelle sont engagées les entreprises dans l’offre des biens ou services en cause.‬‬
‫‪-2‬حسيف محمد فتحي‪ ،‬الممارسات االحتكارية والتحالفات التجارية لتفويض حريتي التجارة والمنافسة‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫القاىرة‪،1988،‬ص‪.42‬‬
‫‪72‬‬
‫ثبَ‪ٛ‬ب‪ :‬يؼب‪ٛٚ‬ش انٓ‪ًُٛ‬خ انًفشٔضخ يٍ لجم انًزؼبيم االلزظبد٘‪.‬‬

‫أشار المرسوـ التنفيذي ‪( 314-2000‬الممغى) إلى بعض المعايير التي يعتمد عمييا مجمس‬
‫المنافسة في الكشؼ عمى وضعية الييمنة لمعوف االقتصادي‪ 1‬حيث نصت المادة ‪ 2‬منو عمى‪":‬المقاييس‬
‫التي تحدد وضعية ىيمنة عوف اقتصادي عمى سوؽ لمسمع أو الخدمات أو عمى جزء منيا ىي عمى‬
‫الخصوص ما يمي‪:‬‬

‫‪ .‬حصة السوؽ التي يحوزىا العوف االقتصادي مقارنة إلى الحصة التي يحوزىا أعواف اقتصادييف آخريف‬
‫موجوديف في نفس السوؽ‪.‬‬

‫‪ .‬االمتيازات القانونية أو التقنية التي تتوفر لدى العوف االقتصادي المعني‪.‬‬

‫‪ .‬العبلقات المالية أو التعاقدية أو الفعمية التي تربط العوف االقتصادي أخر ‪،‬والتي تمنحو امتيازات متعددة‬
‫األنواع‪.‬‬

‫‪ .‬امتيازات القرب الجغرافي التي يستفيد منيا العوف االقتصادي المعني‪".‬‬

‫إال أف األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬الذي نص عمى إلغاء ىذا الػػمرسوـ بموجب المػػادة ‪73‬‬
‫منو لـ ينص عمى المعايير المحددة لوضعية الييمنة عمى السوؽ وىذا في الجزائر‪.‬‬

‫وىذا ما يدفعنا لمقوؿ بأف إلغاء المعايير قانونا ال يمنع وجودىا اقتصاديا وذلؾ في الحقؿ‬
‫االقتصادي كمعايير تحدد وضعية الييمنة عمى السوؽ‪ ،‬كما أف المعايير الواردة في المادة ‪ 2‬مف ىذا‬
‫المرسوـ السالؼ الذكر وردت عمى سبيؿ المثاؿ وليس الحصر‪ ،‬لذلؾ يمكف إضافة معايير أخرى إلى‬
‫جانبيا ‪.2‬‬

‫حيث أف مجمس المنافسة اعترؼ ىو أيضا بوجود معايير أخرى لتحديد وقياس وجود وضعية‬
‫الييمنة في السوؽ المعنية‪ ،‬حيث تمثؿ ىذه المعايير في‪:‬‬

‫‪ 1‬أنظر فً هذا الشأن الملحق رقم ‪37‬المتظمن قرار مجلس المنافسة رقم قرار رقم ‪ 4305/44‬بتارٌخ ‪ 07‬أفرٌل ‪،4305‬‬
‫فً قضٌة الشركة ذات المسؤولٌة واستامبور ضد مجمع سيفيتال إلى مجلس المنافسة و المتعلق بالممارسات المقٌدة‬
‫للمنافسة و كٌفٌة إستنباط معاٌٌر وضعٌة الهٌمنة‬
‫‪ -2‬قواسـ غالية ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪73‬‬
‫‪ -1‬معايير كمية‪ :‬وتتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ ‬حصة السوق‪ :‬وىي الدليؿ األكثر إقناعا بوجود وضعية ىيمنة في كؿ الحاالت المعنية فيو دليؿ‬
‫ضروري والذي يمكف أف يكوف كاؼ لوحده‪ 1،‬حيث يقصد بيا تمؾ الحصة التي يحوزىا كؿ األعواف‬
‫االقتصادييف األخريف في نفس السوؽ‪.2‬‬

‫‪‬احتكار السوق‪ :‬إف ما يميز وضعية الييمنة ىو وجود احتكار بحيث أف المؤسسة تحتكر كؿ السوؽ أو‬
‫شبو كمي لحصص السوؽ‪ ،‬أيف ال تواجو أية منافسة وبذلؾ تحقؽ تمركز مطمؽ القوة االقتصادية‪.‬‬

‫‪‬القوة االقتصادية أو المالية‪ :‬وىي تركز القوة االقتصادية في يد مؤسسة أو مجموعة مف المؤسسات‬
‫فإنيا تحتؿ موقع الييمنة ويمكف تقديرىا مف خبلؿ عناصر متعددة‪:‬‬

‫* عدد وأىمية االتفاقات المالية واالقتصادية المبرمة مع المجموعات األخرى‪.‬‬

‫* مدى توافر عوائؽ دخوؿ منافسيف أخريف إلى السوؽ‪.‬‬

‫* القدرة عمى رفع األسعار أو ممارسة التمييز الغير العادؿ بيف األعواف‪.‬‬

‫* سيولة الحصوؿ عمى مركز التمويؿ‪.3‬‬

‫‪ -2‬المعايير الكيفية‪ :‬وتشمؿ المعايير التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬االمتيازات القانونية أو التقنية التي تتوفر لدى العوف االقتصادي‪ ،‬مما يستوجب عمى مجمس المنافسة‬
‫التأكد مف توفر ىذه االمتيازات‪.‬‬

‫‪ .2‬العبلقات المالية أو التعاقدية أو الفعمية التي تربط العوف االقتصادي بنظائره‪.‬‬

‫‪ .3‬امتيازات القرب الجغرافي‪.‬‬

‫‪-1‬عبد الكريـ الكفاويف شميسة‪ ،‬التنظيـ القانوني لممنافسة التجارية في القانوف األردني‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة مقدمة‬
‫لمحصوؿ عمى درجة الماجستير في الحقوؽ ‪،‬قسـ القانوف الخاص‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ،‬األردف‪،2005 ،‬ص‪.41‬‬
‫‪-2‬ناصري نبيؿ‪ ،‬المركز القانوني لمجمس المنافسة‪ ،‬بيف األمر رقـ ‪ 06-95‬واألمر رقـ ‪ ،03 -03‬مذكرة شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬فرع قانوف األعماؿ‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،2003 ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ -3‬قواسـ غالية‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص ‪.38‬‬
‫‪74‬‬
‫‪ .4‬الشيرة أو العبلمة‪.‬‬

‫‪ .5‬الوضعية ال تنافسية‪ ،‬حيث أنو مف الضروري تحميؿ الوضعية التنافسية عمى مستوى قطاع معيف لمتأكد‬
‫‪1‬‬
‫مف قدرة المتعامؿ االقتصادي عمى االحتفاظ بموقعو رغـ المنافسة الحػػادة‪.‬‬

‫إال أف السؤاؿ الذي يبقى مطروحا في ىذا المجاؿ‪ ،‬ىو ىؿ حسف فعؿ المشرع بإلغائو لممرسوـ ‪-2000‬‬
‫‪ ،314‬دوف إصدار مرسوـ أخر يخمفو؟ أـ أنو بفعمتو ىذه وضع مجمس المنافسة في مأزؽ مف أمره لتحديد‬
‫وضعية الييمنة؟ ‪ ،‬وىؿ يعد ىذا توسيعا أـ تضييقا عمى المجمس في إطار قيامو بميمتو في ضبط السوؽ‬
‫‪2‬‬
‫في مجاؿ حظر االستغبلؿ التعسفي لوضعية الييمنة ؟‬

‫وحسب رأينا حسف فعؿ المشرع بإلغائو المرسوـ ‪ ،314-2000‬حتى يفتح لمجمس المنافسة مجاؿ‬
‫استعماؿ سمطتو التقديرية في تحديد وضعية الييمنة عمى السوؽ‪ ،‬دوف أف يقيده بالمعايير المذكورة في‬
‫المرسوـ الممغى‪.‬‬

‫ثبنثب‪ :‬اعزغالل ٔضؼ‪ٛ‬خ انٓ‪ًُٛ‬خ رؼغف‪ٛ‬ب يٍ لجم انًزؼبيم االلزظبد٘ ‪:‬‬

‫لـ يعرؼ المشرع الجزائري كغيره مف التشريعات‪ ،‬مفيوـ االستغبلؿ التعسفي لوضعية الييمنة‪،‬‬
‫وترؾ ىذه الميمة لمفقو‪ ،‬كما فتح المجاؿ أماـ مجمس المنافسة لضبط مفيوـ االستغبلؿ التعسفي لوضعية‬
‫الييمنة‪.‬‬

‫قوة في السوؽ‬
‫حيث أف المجمس يعتبر الممارسات الصادرة عف المؤسسة الحائزة عمى مركز ّ‬
‫الحرة‪ ،‬أو قيدتيا داخؿ السوؽ‪.3‬‬
‫استغبلال تعسفيا لوضعية الييمنة‪ ،‬إذا أخمت ىذه الممارسات بالمنافسة ّ‬

‫‪ -1‬مختور دليمة‪ ،‬تطبيؽ قانوف المنافسة في إطار عقود التوزيع‪ ،‬أطروحة لنيؿ شيادة دكتوراه في العموـ ‪،‬تخصص قانوف األعماؿ‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري ‪،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪،‬ص‪.87‬‬
‫‪ -2‬أنظر فً هذا الشأن قرار مجلس المنافسة بشأن قظٌةاإلخطاس سلُ ‪ 2014/02‬اٌّغجً تراسٌخ ‪ِ 02‬اسط ‪ 2014‬و اٌزي ذمذِد‬
‫ته ِجّىعح ِٓ اٌششواخ ِخرصح فً اعرشاد و ذغىٌك اٌّمطىساخ ضذ ِجّىعح ِٓ اٌششواخ اٌّحٍٍح اٌّخرصح فً ذشوٍة‬
‫اٌماطشاخ إٌى ِجٍظ إٌّافغح و اٌرً ذشرىً ِٓ خالٌه تخشق أحىاَ لأىْ اٌّاٌٍح اٌرىًٍٍّ ٌغٕح ‪2010‬‬
‫‪ - 3‬أنظر في ىذا الشأف قضية شركة اليانس لمتأمينات‪.ALLIANCE ASSURANCE‬‬
‫قدمت أليانس لمتأمينات إحالة لمجمس المنافسة بشأف مناقصة وطنية محددة أطمقتيا شركة كوسيدار و التي حددت لممتعيديف‬
‫إلزامية التوفر عمى رأس ماؿ أدنى ال يقؿ عف ‪ 04‬مميارات دج لمدخوؿ في المناقصة المتعمقة بتأميف عتاد الشركة‪ ،‬حيث تـ‬
‫إعتبار ىذا الشرط ممارسات إقصائية لمتقدـ لمقبوؿ في عممية تقديـ العروض وتـ إقصاء شركة التأميف كوف رأس ماليا التأسيس‬
‫ال يتطابؽ مع شورط العرض المجمس إعتبر األمر مف قبيؿ الشروط التي يجوز لمييئة صاحبة العرض إشتراطو‪ .‬وىي ال تعتبر‬
‫مف قبيؿ الممارسات اإلقصائية‪ ،‬النشرة الرسمية لممنافسة‪،‬رقـ ‪ ،6‬لسنة ‪ ،2015‬ص‪ 34‬و‪.35‬‬
‫‪75‬‬
‫‪ -01‬أنواع التعسف في وضعية الييمنة‬

‫يأخذ االستغبلؿ التعسفي لوضعية الييمنة شكميف ىما‪ :‬التعسؼ السموكي والتعسؼ الييكمي‪.‬‬

‫أ‪ -‬التعسف السموكي‪ :‬ىو التعسؼ الذي يظير في شكؿ فعؿ غير عادي مقارنة باألفعاؿ التي تمارس في‬
‫الحرة‪ ،‬مجسدا في لجوء المؤسسة المييمنة إلى وسائؿ تختمؼ عف تمؾ المتبعة في‬
‫ظؿ نظاـ المنافسة ّ‬
‫ممارسة منافسة عادية ‪.1‬‬

‫ب‪ -‬التعسف الييكمي‪ :‬وىو الفعؿ التعسفي الذي مف شأنو تغيير شروط المنافسة في السوؽ واإلنقاص‬
‫مف ىامشيا ‪،‬كأف تقوـ المؤسسات الكبرى بخفض األسعار وتمزـ المؤسسات الصغيرة بذلؾ‪ ،‬وىو أمر ال‬
‫تتحمؿ عواقبو ىذه األخيرة لعدـ إمتبلكيا القوة االقتصادية التي تمكنيا مف مقاومة الخسارة ‪،‬فتجد نفسيا‬
‫عمى حافة اإلفبلس ‪،‬مما يدفعيا لئلنسحاب مف السوؽ قبؿ فوات األواف‪.2‬‬

‫‪ -02‬الممارسات التعسفية في وضعية الييمنة‬

‫لقد ركز المشرع الجزائري عمى تعداد الممارسات التي تجسد التعسؼ في وضعية الييمنة مف‬
‫خبلؿ األمر ‪ ،03-03‬وىذه األعماؿ منيا ما ييدؼ إلى إقصاء المنافسيف أو منع منافسيف جدد إلى‬
‫السوؽ‪ ،‬ومنيا ما ىو مرتبط بعبلقة المؤسسة مع غيرىا مف المؤسسات‪.‬‬

‫أ‪ -‬الممارسات المتعمقة باألسعار‬

‫المشرع الجزائري وعمى غير عادتو لـ يتبع المشرع الفرنسي بالنص في الفقرة ‪ 5‬مف المادة ‪ 7‬مف‬
‫األمر ‪ 03-03‬عمى أنو يحظر عمى المؤسسة أف تتعسؼ في وضعيتيا المييمنة عمى السوؽ قصد عرقمة‬
‫تحديد األسعار حسب قواعد السوؽ بالتشجع المصطنع الرتفاع األسعار أو انخفاضيا وىذه الممارسات‬
‫غير منصوص عمييا في القانوف الفرنسي‪.3‬‬

‫‪ -1‬جبلؿ مسعد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.141‬‬


‫‪ -2‬سممى كحاؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ - 3‬قواسـ غالية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪76‬‬
‫ب‪ -‬الرفع المفرط لألسعار‪:‬‬

‫قد تقوـ المؤسسة المييمنة عمى السوؽ أف تقوـ برفع أسعار منتوجاتيا أو خدماتيا خاصة إذا كاف‬
‫ذات استيبلؾ واسع أو إستراتيجية مع إف تحديد األسعار لمسمع والخدمات يكوف بصفة حرة‪ 1‬إال أف‬
‫قياـ المؤسسة بالرفع المفرط ألسعارىا يخضع لمحظر في المادة ‪ 7‬مف األمر ‪ 03-03‬السالؼ ذكرىا‪.‬‬

‫ب‪ -‬البيع بالخسارة‪ :‬بالرجوع إلى نص المادة ‪ 1/19‬مف القانوف رقـ‪204- 02‬المحدد لمقواعد المطبقة‬
‫عمى الممارسات التجارية نجدىا تنص عمى أنو " يمنع إعادة بيع سمعة بسعر أدنى من سعر التكمفة‬
‫وعرفت ذات المادة في فقرتيا الثانية سعر التكمفة الحقيقي بأنو سعر الشراء بالوحدة المكتوب‬
‫الحقيقي " ّ‬
‫عمى الفاتورة ‪،‬يضاؼ إلييا الرسوـ وعند االقتضاء يضاؼ إليو أعباء النقؿ‪.3‬‬

‫وكمثاؿ عممي يجسد تولي مجمس المنافسة ميمة مراقبة الممارسات المتعمقة باألسعار‪ ،‬الموصوفة‬
‫بأنيا استغبلال تعسفيا لوضعية الييمنة ‪،‬تقدـ الشركة ذات المسؤولية المحدودة "استيراد غػػرب " ‪(SARL‬‬
‫)‪ ،Ouest Import‬بشكوى ضد مجموعة "سفيتاؿ ‪ ،"CEVITAL‬مضموف ىذه الشكوى أف مجموعة‬
‫سفيتاؿ تمارس أسعار تعسفية تدخؿ ضمف إطار استغبلؿ وضعية الييمنة طبقا لنص المادة ‪ 07‬مف‬
‫األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة ‪.‬‬

‫إال أف مجمس المنافسة بعد دراستو لمشكوى قرر رفض الطمب‪ ،4‬بحجة أف الممؼ غير مدعـ‬
‫بوثائؽ مف شأنيا إثبات الواقعة‪ ،‬وىذا يعد تممصا مف قبؿ المجمس لمنظر في القضية‪ ،‬وما يؤكد ذلؾ أف‬
‫المجمس لـ يقف بأية تحقيقات في الموضوع بعد رفضو لمطمب ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 4‬مف األمر ‪ 03 -03‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ":‬تحدد أسعار السمع والخدمات بصفة حرة وفقا لقواعد المنافسة الحرة‬
‫والنزيية"‪.‬‬
‫‪ - 2‬القانوف رقـ ‪ 02-04‬المؤرخ في ‪ 23‬جواف ‪ ،2004‬يحدد القواعد الطبقة عمى الممارسات التجارية‪ ،‬جريدة رسمية‬
‫عدد‪ ،41،‬صادرة في ‪ 27‬جواف ‪ ، 2003‬المعدؿ والمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬د سساف رشيد‪ ،‬محاضرات ألقيت عمى طمبة الماجستير تخصص قانوف األعماؿ‪ ،‬الدفعة األولى‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي‬
‫‪1945‬قالمة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ -4‬حٌث ٌمكن لمجلس المنافسة ‪ ٬‬بطلب من المدعً ٲو من الوزٌر المكلف بالتجارة ‪ ٬‬اتخاذ تدابٌر مؤقتة للحد‬
‫منالممارسات المقٌدة للمنافسة موضوع التحقٌق‪ ٬‬اذا اقتضت ذلك الظروف المستعجلة لتفادي وقوع ضرر محدق غٌر‬
‫ممكن إصالحه ‪ ٬‬لفائدة المؤسسات التً تاثرت مصالحها من جراء هذه الممارسات ٲو عند اإلضرار بالمصلحة‬
‫اإلقتصادٌة العامة وفقا الحكام المادة ‪ 27‬من االمر ‪ 30-30‬المعدل و المتمم المتعلق بالمنافسة المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫ب‪ -2.‬الممارسات المتعمقة بشروط البيع‬

‫الحرة‬
‫يعاقب المشرع كؿ مؤسسة تحوز وضعية ىيمنة تمارس شروط بيع مف شأنيا اإلخبلؿ بالمنافسة ّ‬
‫ومف بيف الشروط التي قد تفرضيا المؤسسة التي تحوز وضعية الييمنة ما يمي‪:‬‬

‫ب‪.2.‬أ‪ -‬شروط عدم المنافسة‪ :‬قد تقوـ المؤسسة التي تحوز وضعية الييمنة عمى السوؽ بفرض شرط‬
‫عدـ المنافسة عمى عمبلئيا المنافسيف وذلؾ بغرض المحافظة عمى ىيمنتيا عمى السوؽ بمفردىا دوف‬
‫منافسيف األخريف‪ ،‬ويشترط في شرط عدـ المنافسة حتى يكوف مقبوال أف يكوف محدد مف حيث الموضوع‬
‫المدة والمكاف‪.1‬‬
‫و ّ‬

‫ب‪.2.‬ب‪ -‬شروط البيع التمييزية‪ :‬يحظر عمى المؤسسة التي تحوز عمى ىيمنة داخؿ السوؽ تقديـ‬
‫تحفيزات وامتيازات لزبوف دوف البقية وذلؾ تفضيبل لو بيدؼ ضماف والئو‪ ،‬وىذه الممارسات مف شأنيا‬
‫تقييد المنافسة داخؿ السوؽ‪.2‬‬

‫وكمثاؿ عممي يؤكد دور مجمس المنافسة في قمع مثؿ ىذه الممارسات‪ ،‬فصمو في قضية الموزع‬
‫"سميماني مجيد" الذي تقدـ بيا لممجمس مشتكيا عمى شركة "إفري "‪ ،‬كوف ىذه األخيرة تمارس شروط بيع‬
‫تمييزية بيف الموزعيف‪ ،‬وال تتعامؿ مع الموزعيف الناشطيف في الغرب كما تتعامؿ اؤالئؾ المتواجديف في‬
‫الشرؽ‪.‬‬

‫وبعد إجراء المجمس تحقيقاتو تأكد لو أف شركة "إفري " قد قامتباستغبلؿ وضعية ىيمنتيا عمى السوؽ‬
‫استغبلال تعسفيا وتجسد ىذا االستغبلؿ في ممارسة شروط بيع تمييزية بيف الموزعيف ‪ ،‬مما جعؿ المجمس‬
‫يقضي بمعاقبة الشركة بغرامة مالية معتبرة‪.3‬‬

‫‪ -1‬قواسـ غالية‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص ‪.58‬‬


‫‪ -2‬شفار نبية‪ ،‬الجرائـ المتعمقة بالمنافسة في القانوف الجزائري والقانوف المقارف‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة ماجستير‪ ،‬قانوف خاص‪،‬‬
‫تخصص عبلقات األعواف االقتصادية‪ ،‬المستيمكيف‪ ،‬جامعة وىراف‪،2013 -2012 ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ -3‬أنظر في ىذا الشأف قرار مجمس قضاء الجزائر العاصمة الغرفة التجارية المؤيد لقرار مجمس المنافسة بتاريخ‬
‫‪ ،2015/10/28‬الذي فرض غرامة مالية عمى الشركة ذات المسؤولية المحدودة إبراىيـ و أبنائو ‪« IFRI‬‬
‫‪78‬‬
‫ب‪ -3.‬الممارسات المتعمقة بالعالقات التجارية مع الشركاء االقتصاديين‪:‬‬

‫تضيؼ المادة ‪ 7‬مف األمر ‪ 03-03‬سالفة الذكر‪ ،‬إلى حظر الممارسات المتعمقة باألسعار وشروط البيع‪،‬‬
‫قطع العبلقة التجارية بدوف مبرر شرعي وىذه الممارسة التي يضطمع مجمس المنافسة بميمة قمعيا كذلؾ‬
‫قد تتجمى في صور متعددة أىميا‪:‬‬

‫ب‪.3.‬أ‪ -‬رفض البيع‪ :‬يمنع عمى أية مؤسسة أف ترفض بيع أو تأدية خدمة متى كانت متوفرة بدوف مبرر‬
‫شرعي‪ ،‬ويمكف ليذه الممارسة أف تشكؿ تعسفا في وضعية الييمنة إذا صدرت عف مؤسسة حائزة عمى‬
‫مكانة كبيرة داخؿ السوؽ إذ في غالب األحياف يكوف رفض البيع في ىذه الحالة غرضو الحد مف دخوؿ‬
‫منافسيف جدد لسوؽ‪.1‬‬

‫ب‪.3.‬ب‪ -‬قطع العالقات التجارية‪ :‬في غالب األحياف تكوف العبلقات التجارية بيف أعواف اقتصادييف‬
‫يكوف أحدىـ عمى األقؿ يحوز ىيمنة عمى السوؽ‪ ،‬وبالتالي يرى نفسو في مركز يمكنو مف خبللو فرض‬
‫شروطو عمى زبائنو‪ ،‬ومتى رفض الزبوف الخضوع ليذه الشروط قطع العوف االقتصادي المييمف عبلقتو‬
‫التجارية بو‪،‬وىذه الممارسة تعد تعسفا في وضعية الييمنة ‪،‬ويتولى مجمس المنافسة ميمة حظر مثؿ ىاتو‬
‫الممارسات‪ ،‬ألف مف شأنيا إبعاد أحد المنافسيف مف السوؽ‪ 2،‬وبالتالي اإلخبلؿ بالمنافسة الحرة ‪.‬‬

‫ب‪.3.‬جو‪ -‬البيع المشروط أو المترابط‪ :‬يؤدي البيع المترابط إلى إخضاع إبراـ العقود مع الشركاء لقبوليـ‬
‫خدمات إضافية ليست ليا صمة موضوع ىذه العقود سواء بحكـ طبيعتيا أو حسب األعراؼ التجارية ‪.3‬‬

‫ب‪.3.‬د‪ -‬فرض سعر إعادة البيع أو فرض شروط خاصة عمى الزبائن‪ :‬فرض سعر إعادة البيع أو إلزاـ‬
‫شروط خاصة عمى الزبائف مف المؤسسة المييمنة عمى السوؽ يشكؿ تعسفا في وضعية الييمنة ألف مف‬
‫شأنيا عرقمة حرية المنافسة الف مف حؽ كؿ عوف اقتصادي السياسة التي ينتيجيا في إطار المنافسة‬
‫المشروعة‪.4‬‬

‫‪ -1‬قواسـ غالية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.60‬‬


‫‪ -2‬شفار نبية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 7‬مف األمر ‪ ،03 -03‬مرجع سابؽ‪.‬‬
‫شفار نبية‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص ‪.72‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪79‬‬
‫انًطهت انخبيظ‪ :‬عهطخ لًغ انزؼغف ف‪ ٙ‬اعزغالل ٔضؼ‪ٛ‬خ انزجؼ‪ٛ‬خ االلزظبد‪ٚ‬خ‪.‬‬

‫تنص المادة ‪11‬مف األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة في فقرتيا األولى عمى "يحظر عمى كؿ‬
‫مؤسسة التعسؼ في استغبلؿ وضعية التبعية لمؤسسة أخرى بصفتيا زبونا أو ممونا إذا كأف ذلؾ يخؿ‬
‫بقواعد المنافسة "‪.‬‬

‫عرفت المادة ‪ 03‬مف نفس األمر وضعية التبعية االقتصادية بأنيا "العبلقة التجارية التي ال‬
‫وقد ّ‬
‫يكوف فييا لمؤسسة ما حؿ بديؿ مقارف إذا أ اردت رفض التعاقد بالشروط التي تفرضيا عمييا مؤسسة‬
‫ممونا"‪.‬‬
‫أخرى سواء كانت زبونا أو ّ‬

‫ولتحديد الحظر األكيد لمتعسؼ في وضعية التبعية االقتصادية‪ ،‬البد أوال مف معرفة ما إذا كانت‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسة في وضعية تبعية اقتصادية أـ ال‪ ،‬ومف بعدىا تأكيد االستغبلؿ التعسفي ليذه الوضعية‪.‬‬

‫انفشع األٔل‪ .‬رٕاخذ انًؤعغخ ف‪ ٙ‬حبنخ رجؼ‪ٛ‬خ الزظبد‪ٚ‬خ‬

‫تنشأ فكرة التبعية االقتصادية عند تواجد مؤسسة في وضعية ىيمنة تسمح ليا بفرض شروطيا‬
‫عمى اآلخريف‪ ،‬وتتأكد ىذه الحالة بانعداـ الحؿ البديؿ ليؤالء المتعاقديف مع ىذه المؤسسة ‪،‬وبالتالي يتوجب‬
‫عمييـ الرضوخ لتمؾ الشروط‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬شروط قيام حالة التبعية االقتصادية‬

‫ال يمكف التحدث عف حالة التبعية االقتصادية إال لتوفر شروط محددة‪ ،‬تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ ‬ال يمكف ألية مؤسسة أف تتمسؾ بقياـ حالة التبعية االقتصادية مع مؤسسة أخرى أماـ مجمس المنافسة‪،‬‬
‫إال إذا أثبتت وجود عبلقة تجارية بينيما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر فً هذا الشأن لشاس سلُ‪ 2015/21‬صادس عٓ ِجٍظ إٌّافغح فً جٍغره إٌّعمذج ٌىَ ‪ 16‬افشًٌ ‪ ،2015‬فً قضٌة‬
‫شركة الفارج مع مؤسسة إٌماكور ملحق رقم ‪ 36‬رقم ‪ 4305/40‬المسجل بتارٌخ ‪ 01‬فٌفري ‪ 4305‬و الذي تقدمت به‬
‫الشركة ذات المسؤولٌة المحدودة ʺايماكورʺ ٳٌى ِجٍظ إٌّافغح و اٌرً ذطٍة ِٓ خالٌه تاذخار ذذاتٍش ِؤلرح لصذ أِش‬
‫ششوح الفبسج ذّىٌٕها تّادج اٳلعّٕد ‪.‬‬
‫‪ -2‬بدرة لعور‪ ،‬آليات مكافحة الممارسات التجارية الغير مشروعة في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيؿ شيادة دكتوراه‬
‫في الحقوؽ‪،‬تخصص قانوف أعماؿ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬بسكرة ‪،‬الجزائر‪،2014 ،‬ص‪. 88‬‬
‫‪80‬‬
‫مورديف‬
‫‪‬ال يمكف االدعاء أماـ مجمس المنافسة‪ ،‬بقياـ حالة التبعية االقتصادية الجماعية في مواجية عدة ّ‬
‫‪1‬‬
‫مورد واحد فقط‪.‬‬
‫مستقميف‪ ،‬أي أف التبعية االقتصادية ال تقوـ إال في مواجية ّ‬

‫‪ ‬ال يمكف االحتجاج بوجود التبعية االقتصادية فيما بيف شركات مرتبطة ببعضيا‪ ،‬كأف تكوف شركات فروع‬
‫ألخرى أو أحدىا مساىمة في األخرى‪ ،2‬وىذه الحالة تخرج مف متابعة مجمس المنافسة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬معايير تحديد وضعية التبعية االقتصادية‬

‫مف خبلؿ استقراء المادة ‪ 03‬مف األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬السابؽ ذكرىا نجد أف المشرع‬
‫الجزائري قد أشار إلى معيار واحد فقط‪ ،‬يمكف مف خبللو لمجمس المنافسة أف يتأكد مف وجود مؤسسة ما‬
‫في وضعية تبعية اقتصادية أـ ال‪ ،‬وىذا المعيار ىو غياب الحؿ البديؿ ويقصد بغياب الحؿ البديؿ إمكانية‬
‫المجوء إلى شركات أخرى دوف أية صعوبات‪.‬‬

‫إال أف مجمس المنافسة وأثناء قيامو بتحديد وضعية التبعية االقتصادية لمؤسسة ما‪ ،‬يعتمد عمى‬
‫العديد مف المعايير تتجمى أىـ ىاتو المعايير في‪:‬‬

‫‪ -1‬معايير تبعية الموزع لمممون‬

‫وتتجمى معايير تبعية الموزع لممموف مف خبلؿ مايمي ‪:‬‬

‫‪ ‬شير العالمة‪ :‬وتتحقؽ التبعية االقتصادية وفقا ليذه الحالة إذا كاف حصوؿ الموزع عمى زبائف متوقؼ‬
‫عمى استخدامو لمعبلمة التجارية الخاصة بممونو‪.‬‬

‫‪ .‬حصة الممون في السوق‪ :‬تترجـ حصة المموف في السوؽ مف مدى قوتو االقتصادية‪،‬وال يشترط في‬
‫المموف أف يكوف في وضعية ىيمنة في تحقؽ التبعية إليو ‪،‬بؿ يشترط في حصتو في السوؽ أف تكوف‬
‫معتبرة بالقدر الذي يؤدي إلى تبعية الموزع إليو‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر فً هذا الشأن قضٌة ذحىًٌ ذّىٌٓ اٌّىصعٍٓ اٌخىاص اٌّشخصٍٓ ِٓ طشف وصاسج اٌطالح و إٌّاجُ ٌّّاسعح‬
‫ٔشاط ذخضٌٓ و ذىصٌع اٌّضٌماخ ِٓ ِّىٔهُ اٌّعراد ششوح عىٔاطشان إٌى ششوح ٔفطاي فاٌغٍذ دٔخبَد‪ ٙ‬ساثح ِّثً‬
‫اٌّىصعٍٓ اٌخىاص ٌٍّضٌماخ ٌطٍة اذخار اٌرذاتٍش اٌّؤلرح ٌٍىلف اٌفىسي إلجشاءاخ ذحىًٌ ذّىٌٓ اٌّىصعٍٓ اٌخىاص‬
‫ِٓ إٌّرج ششوح عىٔاطشان إٌى ششوح ٔفطاي وهزا ٌىجىد خطش ِحذق ‪.‬‬
‫‪ - 2‬جبلؿ مسعد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.164‬‬
‫‪81‬‬
‫‪ .‬حصة الممون في رقم األعمال‪ :‬تقوـ التبعية االقتصادية في ىذه الحالة إذا كانت مواد المموف معتبرة‬
‫في رقـ أعماؿ الموزع‪ ،‬وتقاس بنسبة كؿ منتوج عمى حدا‪ ،‬ويتبع تطور ىذه النسبة خبلؿ فترة زمنية‬
‫‪1‬‬
‫محددة‪.‬‬

‫‪ -2.‬معايير تبعية الممون لمموزع‬

‫في بعض األحياف تنقمب موازيف القوى ‪ ،‬ويصبح المموف تابع اقتصاديا لمموزع أو الزبوف ‪ ،‬وترجع‬
‫ىذه الحالة في غالب األحياف إلى القوة الشرائية التي يتمتع بيا ىذا الموزع أو الزبوف‪ ،‬مما تجعؿ المموف‬
‫مجبر عمى الخضوع لشروطو‪ ،‬ولتبياف ىذه الحالة يعتمد مجمس المنافسة عمى المعايير التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تسويق الموزع لمنتوجات الممون‪ :‬في بعض الحاالت قد يكوف تسويؽ بعض المنتوجات ليس بسبب‬
‫عبلمة تجارية معينة‪ ،‬وال ألنو ممؾ لمموف محدد‪ ،‬إنما ألف ىذا الموزع ىو مف يتولى توزيعو دوف غيره‪،‬‬
‫مركز اقتصاديا ىاما داخؿ السوؽ‪ ،‬وىنا يكوف المموف تابع ليذا الموزع‬
‫ا‬ ‫خاصة إذا كاف ىذا الموزع يحوز‬
‫‪2‬‬
‫اقتصاديا‪.‬‬

‫‪ ‬حصة الموزع في رقم أعمال الممون‪ :‬لتحقؽ حالة التبعية االقتصادية وفقا ليذه الحالة يجب أف تكوف‬
‫‪3‬‬
‫حصة الموزع في رقـ أعماؿ المموف معتبرة‪ ،‬وتبرر تعامؿ ىذا األخير مع ىذا الموزع بالذات دوف غيره‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ حظر اإلستغالل التعسفي لحالة التبعية االقتصادية‪.‬‬

‫كما ىو الحاؿ بالنسبة لوضعية الييمنة تواجد مؤسسة في حالة تبعية اقتصادية ألخرى غير محظور في‬
‫حد ذاتو‪ّ ،‬إنما مجمس المنافسة يتولى ميمة حظر االستغبلؿ التعسفي ليذه الوضعية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الممارسات التي تحقق التعسف في استغالل وضعية التبعية االقتصادية‪.‬‬

‫أورد المشرع الجزائري قائمة مفتوحة مف الممارسات التعسفية الناتجة عف وضعية التبعية‬
‫االقتصادية في المادة ‪ 11‬فقرة ‪ 2‬مف األمر ‪ ، 03-03‬إذا جاءت ىذه القائمة عمى سبيؿ المثاؿ ال‬

‫‪ - 1‬بدرة لعور‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.98‬‬


‫‪ 2‬أنظر فً هذا الشأن الطلب رقم ‪ 4300/41‬المسجل بتارٌخ ‪ 30‬افرٌل ‪ 4300‬و الذي تقدم به السٌد‬
‫دوخانجي رابح ممثل الموزعٌن الخواص للمزلقات ضد كل من شركة سوناطراك و سلطة ضبط‬
‫المحروقات الى مجلس المنافسة و الذي ٌطلب من خالله باتخاذ التدابٌر المؤقتة ضد هاتٌن االخٌرتٌن‬
‫‪ -3‬كحاؿ سممى‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص ‪.78‬‬
‫‪82‬‬
‫الحصر وىذا ما تـ استخبلصو مف عبارة " كل عمل آخر من شأنو أن يحد أو يمغي منافع المنافسة في‬
‫السوق"‪ ،‬وتتمثؿ أىـ ىاتو الممارسات في‪:‬‬

‫‪ .1‬رفض البيع دون مبرر شرعي‪ :‬يمارس ىذا الفعؿ مف الميني الذي يرفض تقديـ الخدمة أو بيع‬
‫المنتوج بدوف مبرر شرعي‪ ،‬وفي ىذا الصدد اعتبر مجمس المنافسة في قرار لو أف التذرع بعدـ توفر‬
‫المنتوجات لتبرير عدـ تمبية طمبات زبوف في الوقت الذي تسمـ فيو لزبوف آخر يعد رفضا مقنعا لمبيع‪.1‬‬

‫‪ .2‬البيع المتالزم أو البيع التمييزي‪ :‬يقصد بالبيع المتبلزـ البيع المشروط باقتناء سمعة معينة مع سمعة‬
‫ٍ‬
‫لمشتر دوف البقية ‪،‬ويظير ذلؾ جميا في عرض‬ ‫أخرى وجوبا‪،‬أما البيع التمييزي فيتمثؿ في وجود محاباة‬
‫‪2‬‬
‫أسعار متفاوتة تتنافى مع المنافسة المشروعة‪.‬‬

‫‪ .3‬البيع المشروط باقتناء كمية دنيا‪:‬قد يحدد المموف لمموزع أو الزبوف الكمية التي يبيعيا وفقا إلرادتو‬
‫وليس وفقا لما يحتاج الموزع أو الزبوف‪ ،‬بؿ وقد تكوف ىذه الكمية ال تغطي حاجاتو‪.‬‬

‫‪ .4‬إلزام البيع بسعر أدنى‪ :‬في حالة التبعية االقتصادية مف الموزع إلى المموف‪ ،‬يفرض ىذا األخير عمى‬
‫الموزع إعادة البيع بسعر أدنى مف سعره‪ ،‬وىذا يتعارض مع حرية المنافسة ألنو يجعؿ مف تحديد األسعار‬
‫خاضع إلرادتو‪ ،‬وليس بصفة حرة كما ىو مقرر قانونا‪ ،‬وىنا يتدخؿ مجمس المنافسة بقوة لقمع مثؿ ىاتو‬
‫الممارسات التي تخؿ بمبدأ أساسي في المنافسة وىو حرية تحديد األسعار‪.‬‬

‫‪ .5‬قطع العالقات التجارية لمجرد رفض المتعامل الخضوع لشروط تجارية غير مبررة‪ :‬قد يضع المتبوع‬
‫شروطا تعسفية الستمرار العبلقة التجارية مع التابع‪ ،‬واف رفض ىذا األخير الخضوع لتمؾ الشروط فإف‬
‫‪3‬‬
‫المتبوع يقوـ بقطع العبلقة التجارية بدوف مبرر شرعي‪.‬‬

‫‪ .6‬مساس التعسف في التبعية االقتصادية بالمنافسة‪.‬‬

‫بمقتضى المادة ‪ 1/11‬مف األمر ‪ ، 03-03‬يحظر المشرع الجزائري مف خبلؿ مجمس المنافسة‪،‬‬
‫التعسؼ في استغبلؿ وضعية التبعية االقتصادية ‪،‬إذا كاف مف غرضو أو أثره اإلخبلؿ بقواعد المنافسة في‬
‫السوؽ التي يتـ التعرؼ عمى الطابع التعسفي لياتو الممارسة بموجب اإلحالة إلى السوؽ المعنية واجراء‬

‫‪ -1‬مجمس المنافسة‪ ،‬قرار رقـ ‪ -99‬ؽ‪ ،01 -‬مؤرخ في ‪ 23‬جواف ‪ ،1999‬يتعمؽ بالممارسات المرتكبة مف طرؼ المؤسسة‬
‫الوطنية لمصناعة االلكترونية (وحدة سيدي بمعباس)‪ ،‬غير منشور ممحؽ رقـ ‪.09‬‬
‫‪ - 2‬سممى كحاؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪- 3‬بدرة لعور‪ ،‬مرجع سابؽ ‪،‬ص ‪.103‬‬

‫‪83‬‬
‫دراسة تحميمية ليا مف خبلؿ قياس حصة الطرؼ المتبوع مف المواد والخدمات المعنية في السوؽ لمعرفة‬
‫قوتو االقتصادية‪.‬‬

‫وفي حالة ما إذا تأكد لمجمس المنافسة أف ىاتو الممارسة تخؿ بالمنافسة تحرؾ مف أجؿ قمعيا‪ ،‬بكؿ‬
‫األساليب التي يمكف لو مف خبلليا حظر مثؿ ىذه الممارسات داخؿ السوؽ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحميل المخالفات المسجمة أمام مجمس المنافسة خالل الفترة الممتدة بين ‪:2115-2114‬‬

‫إف تحميؿ أولي لعشريف قضية (‪ )20‬أو إحالة عرضت أماـ مجمس المنافسة‪ 1‬أثناء سنة ‪2014‬‬
‫والتي كاف الجزء األكبر منيا يعود إلى سنوات سابقة عف ‪ ،2013‬تبرز أف أكثرية المخالفات تندرج تحت‬
‫عنواف ‪:‬‬

‫‪ -‬استغبلؿ وضعية المييمف (‪ 08‬قضايا) أي ‪ 40 %‬مف مجموع اإلحاالت‪.‬‬

‫‪ -‬عروض األسعار أو ممارسات أسعار بيع منخفضة بطريقة تعسفية (‪ 03‬قضايا)‪ ،‬أي ‪ % 15‬مف‬
‫مجموع اإلحاالت‬

‫االستغبلؿ التعسفي مف قبؿ مؤسسة لحالة التبعية التي توجد فييا مؤسسة أو زبوف مورد (‪ 02‬قضيتاف)‪،‬‬
‫أي ‪ % 10‬مف مجموع اإلحاالت‪.‬‬

‫‪ -‬تفاىـ محظور (قضية واحدة)‪ ،‬أي ‪ % 5‬مف مجموع اإلحاالت‪.‬‬

‫‪ -‬الطابع الحصري في ممارسة نشاط (وال قضية)‪ ،‬أي ‪ % 0‬مف مجموع الممارسات‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعبلف عف التجميعات االقتصادية (وال قضية)‪ ،‬أي ‪ % 0‬مف مجموع اإلحاالت‪.‬‬

‫‪ -‬خرؽ قانوف الصفقات العمومية (‪ 03‬قضايا)‪ ،‬أي ‪ % 15‬مف مجموع اإلحاالت‪.‬‬

‫‪ -‬الممارسات التجارية المخادعة (‪ 02‬قضيتاف)‪ ،‬أي ‪ % 10‬مف مجموع اإلحاالت‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر فً هذا الشأن التقرٌر السنوي لمجلس المنافسة المنشور فً النشرة الرسمٌة للمنافسة ‪ BOC‬العدد رقم ‪ 37‬لسنة‬
‫‪ ،4305‬ص ‪.05‬‬

‫‪84‬‬
‫طمب شيادة سمبية (قضية واحدة)‪ ،‬أي ‪ % 5‬مف مجموع اإلحاالت‪.‬يتبيف مما ذكر أف ‪ % 65‬مف‬
‫‪1‬‬
‫اإلحاالت تتعمؽ بأخطاء تندرج تحت عنواف السموكات التالية‪:‬‬

‫نوعية األخطاء المتعلقة باإلحاالت‬


‫استغالل وضعٌة‬
‫المهٌمن‬
‫ممارسة أسعار بٌن‬
‫منخفظة‬
‫استغالل تعسفً لحالة‬
‫تبعٌة‬

‫‪ -‬استغبلؿ وضعية المييمف بمعدؿ تردد قدره ‪.% 40‬‬

‫‪ -‬ممارسات أسعار بيع منخفضة بمعدؿ قدره ‪.% 15‬‬

‫‪ -‬االستغبلؿ التعسفي مف قبؿ مؤسسة لحالة التبعية التي توجد فييا‪ ،‬إزاءىا‪ ،‬مؤسسة أو زبوف أو مورد‬
‫بمعدؿ تردد قدره ‪%. 10‬‬

‫يجب اإلشارة ىنا إلى أف عددا منخفضا‪ ،‬نسبيا مف اإلحاالت ال يعكس حقيقة الممارسات المقيدة‬
‫لممنافسة المنتشرة في السوؽ الوطنية‪ ،‬ولكف تعطي اإلشارات األولى المحددة لوجود محتمؿ لممارسات‬
‫احتكارية قابمة لتشكيؿ استغبلالت لوضعية المييمف سواء كاف ذلؾ مف جانب المؤسسات الخاصة أو‬
‫العمومية‪ .‬كما يمكف اإلشارة إلى شيء آخر وىو عدـ وجود إحاالت تتضمف خطأ الطابع الحصري في‬
‫ممارسة نشاط كما ال توجد إحاالت تتضمف اإلعبلف عف التجميعات االقتصادية‪.2‬‬

‫بالنسبة لئلعبلف عف التجميعات‪ ،‬تـ التطرؽ بالشرح‪ ،‬في بداية ىذه المداخمة‪ ،‬إلى أف ذلؾ يمكف‬
‫أف ينتج عف حجـ المؤسسات الخاصة في الجزائر والثقافة المقاوالتية التي توجد فييا (المؤسسات العائمية‬
‫عموما)‪ ،3‬مما ال يثير اىتماـ أرباب المؤسسات الخاصة لمتجمع أو االندماج لتشكيؿ مؤسسات ذات حجـ‬

‫‪ - 1‬التقرٌر السنوي لمجلس المنافسة المنشور فً النشرة الرسمٌة عدد ‪ 37‬نفس الرجع السابق ص ‪.06‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Rapport Annuel 2014, Bulletin Officiel de la Concurrence(BOC), N 06, p 38.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ibid., p 39.‬‬
‫‪85‬‬
‫كبير قادرة عمى االستحواذ عمى أكثر مف ‪ % 40‬مف حصص البيع في السوؽ وبالتالي تصبح قابمة‬
‫لئلعبلف عنيا‪ .‬فإف أرباب المؤسسات ليسوا ممزميف باإلعبلف عف أية عمميات تجميع أو اندماجات‪-‬‬
‫استحواذات ما‪.‬‬

‫أما بخصوص الحصرية‪ ،‬العممية المحظورة بموجب أحكاـ األمر رقـ ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪19‬‬
‫جويمية ‪ 2003‬المعدؿ والمتمـ‪ ،‬الخاص بالمنافسة‪ ،‬حتى واف لـ يحدد كمفيوـ في ذلؾ األمر‪ ،‬قد تشير‬
‫إلى أف عدـ وجود إحاالت بشأنيا مرتبط بضعؼ استعماؿ ىذا النموذج مف التوزيع في الجزائر‪ 1‬واحتماال‬
‫إلى ضعؼ شفافية العمميات التجارية (غياب عقود‪ ،‬فواتير وشيكات) في ظؿ األىمية المبلحظة لمسوؽ‬
‫الموازية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحميل لنماذج ق اررات صادرة في مادة الممارسات التعسفية في وضعية الييمنة‪.‬‬

‫(المخالفات المسجلة أمام المجلس خالل سنة ‪.2)4102 /4102‬‬

‫النسبة‬ ‫نوع المخالفة‬

‫‪% 40‬‬ ‫استغبلؿ وضعية المييمف‬

‫‪% 15‬‬ ‫ممارسات أسعار بطريقة تعسفية‬

‫‪% 10‬‬ ‫استغبلؿ تعسفي لحالة التبعية‬

‫‪%5‬‬ ‫تفاىـ محظور‬

‫‪%0‬‬ ‫الطابع الحصري في ممارسة‬

‫‪% 15‬‬ ‫اإلعبلف عف تجميعات اقتصادية‬

‫‪% 10‬‬ ‫خرؽ قانوف الصفقات العمومية‬

‫‪%5‬‬ ‫طمب شيادة سمبية‬

‫‪1‬‬
‫‪-Rapport Annuel 2014, Bulletin Officiel de la Concurrence(BOC), N 06, p 40.‬‬
‫‪2‬‬
‫انظر في ىذا الشأنالتقرير السنوي لمجمس المنافسة المنشور في النشرة الرسمية لممنافسة الصادر سنة ‪ ،2014‬العدد‬
‫السادس‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪86‬‬
‫النسبة المئوية‬

‫‪10%‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫استغالل وضعٌة المهٌمن‬

‫‪40%‬‬ ‫ممارسات أسعار بطرٌقة‬


‫‪15%‬‬
‫تعسفٌة‬
‫استغالل تعسفً لحالة‬
‫‪0%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫التبعٌة‬
‫‪15%‬‬
‫‪5%‬‬ ‫تفاهم محظور‬

‫إف تحميؿ ثاف يجب أف ينظر بو إلى ق اررات مجمس المنافسة أثناء سنة ‪: 2014‬‬

‫تنقسـ الق اررات العشروف المتخذة أثناء عمميات المداولة لمجمع المجمس كالتالي ‪:‬‬

‫‪ 14 -‬قرار رفض منيا ق ارراف (‪ )02‬خاصاف بطمب التدابير المؤقتة‪.‬‬

‫‪ -‬أربعة (‪ )04‬ق اررات عدـ القبوؿ‪.‬‬

‫‪ -‬قرار واحد (‪ )01‬لعقوبة مالية (غرامة)‪.‬‬

‫‪ -‬قرار واحد (‪ )01‬لغياب التأسيس القانوني الخاص بطمب شيادة السمبية‬

‫انفشع انثبنث‪ :‬انج‪ٛ‬غ ثأعؼبس يُخفضخ‬

‫تعد ممارسة أسعار بيع منخفضة تعسفيا مف الممارسات المقيدة لممنافسة‪ ،‬والمبلحظ أف ىذا النوع‬
‫مف الجرائـ‪ ،‬ولقد منع المشرع الجزائري مف خبلؿ المادة ‪ 12‬مف األمر ‪ 03-03‬ممارسة أسعار بيع‬
‫منخفضة بشكؿ تعسفي إذا أنيا تقوـ بالحد مف المنافسة في السوؽ حيث تنص عمى " يحظر عرض‬
‫األسعار أو ممارسة أسعار بيع منخفضة بشكؿ تعسفي لممستيمكيف مقارنة بتكاليؼ اإلنتاج والتحويؿ‬
‫والتسويؽ‪ ،‬إذا كانت ىذه العروض أو الممارسات تيدؼ أو يمكف أف تؤدي إلى أبعاد مؤسسة أو عرقمة‬
‫احد منتجاتيا مف الدخوؿ في السوؽ‪".‬‬

‫‪87‬‬
‫أوال‪ :‬مفيوم البيع بأسعار منخفضة ‪ :‬إف المقصود بالبيع بأسعار منخفضة تعسفيا ىو قياـ العوف‬
‫االقتصادي بعممية بيع سمع ومنتجات لممستيمكيف بأسعار تكوف مخفضة إلى ما دوف سعر تكمفة اإلنتاج‬
‫‪1‬‬
‫وىذه العممية سواء قاـ بيا عوف اقتصادي بصفة منفردة أو‬ ‫والتحويؿ والتسويؽ لتمؾ السمعة المراد بيعيا‬
‫مشتركة فإنيا دائما تنصب عمى عنصر السعر‪.‬‬

‫‪ -1‬شروط البيع بأسعار منخفضة‪ :‬حتى يتمكف مجمس المنافسة مف متابعة ىذه الممارسات التي اعتبرىا‬
‫المشرع جريمة البد مف توفر بعض العناصر لقياميا‪:‬‬

‫‪ -2‬العرض أو البيع بأسعار منخفضة‪ ،‬إذ يجب أف يكوف ىناؾ عرض أسعار بيع أو إعبلنيا أو‬
‫إشيارىا‪ ،‬أو ممارسة البيع بصورة فعمية‪.‬‬

‫‪ -3‬كون عممية البيع موجية إلى المستيمكين‪،‬ومف ثـ تستبعد مثؿ ىذه الممارسة التي تتـ بيف األعواف‬
‫االقتصادييف فيما بينيـ‪ ،‬أي انو تعتبر عممية البيع بأسعار منخفضة تعسفيا تمؾ التي تتـ فقط بيف‬
‫المستيمؾ والمؤسسة أو عوف اقتصادي‪ ،‬ولـ يشر قانوف المنافسة إلى المستيمؾ فيؿ يقصد بو المستيمؾ‬
‫النيائي الذي يمبي حاجاتو الشخصية أو أشخاص آخريف أو المستيمؾ الوسيط الذي يشتري السمع والمواد‬
‫مف اجؿ تحويميا وتصنيعيا ‪.2‬‬

‫إال أنو بالرجوع إلى نص المادة ‪ 3‬مف قانوف حماية المستيمؾ يتضح لنا أف المستيمؾ ىو‪" :‬كؿ‬
‫شخص طبيعي أو معنوي يقتني بمقابؿ أو مجانا‪،‬سمعة أو خدمة موجية لبلستعماؿ النيائي مف أجؿ تمبية‬
‫حاجاتو الشخصية أو تمبية حاجات شخص أخر أو حيواف متكفؿ بو "ويفيـ مف ىذه المادة إنا المستيمؾ‬
‫المقصود في ىذه الحالة ىو المستيمؾ النيائي" ‪.3‬‬

‫إذيجب أف يكوف السعر المعروض فعبل منخفضا بالمقارنة مع تكاليؼ اإلنتاج والتحويؿ والتسويؽ‪،‬‬
‫أما في حالة إعادة البيع لسمعة عمى حالتيا فإنو ال يمكف أف يكوف أماـ ىذه الممارسة‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 12‬مف األمر ‪ 03 -03‬المتعمؽ بالمنافسة‪.‬‬


‫‪ -2‬شفار نبية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬قانوف رقـ ‪ 03 -09‬مؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ ،2009‬يتعمؽ بحماية المستيمؾ وقمع الغش‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪،15‬‬
‫مارس ‪.2009‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ .3‬أ‪ -‬تقييد المنافسة‪ ،‬يشترط لمنع ىذه الممارسة أف تكوف مقيدة لممنافسة في السوؽ‪ ،‬سواء كاف ذلؾ‬
‫بقصد أو بدوف قصد‪ ،‬سواء تحقؽ األثر أو لـ يتحقؽ‪،‬فيذه الممارسة يجب أف تنتج عف إرادة استبعاد أو‬
‫احتماؿ استبعاد المنافسيف مف السوؽ ‪.‬‬

‫وقد تـ طرح قضية أماـ مجمس المنافسة في ىذا المجاؿ‪ ،‬حيث تقدمت الشركة ذات المسؤولية‬
‫المحدودة "ىبلؿ لمورؽ ‪ ،"S.A.R.L. HILAL papéteie‬أمامو بشكوى ضد الشركة ذات المسؤولية ذات‬
‫المسؤولية المحدودة "الرياف و‪، "EAPI‬بحكـ أف ىذه األخيرة قد قامت بعرض أسعار بيع مخفضة بشكؿ‬
‫تعسفي ‪،‬حيث أف األسعار المعروضة أقؿ بكثير مف تكاليؼ اإلنتاج‪.‬‬

‫انًطهت انشاثغ‪ :‬عهطخ لًغ انزدً‪ٛ‬ؼبد االلزظبد‪ٚ‬خ االحزكبس‪ٚ‬خ غ‪ٛ‬ش انًشخظخ ‪:‬‬

‫إف الحياة االقتصادية الحالية صارت تعرؼ زخما كبير‪ ،‬مما أدى بالمؤسسات وخاصة الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬إلى محاولة تجميع قوتيا االقتصادية في شكؿ تركيزات اقتصادية لمواجية المؤسسات األكبر‬
‫منيا أو لمييمنة عمى السوؽ‪ ،‬إال أف مثؿ ىذه التجمعات مف شأنيا المساس بالمنافسة في السوؽ‪،‬وليذا فقد‬
‫ذىب المشرع الجزائري إلى سف العديد مف القوانيف أو التشريعات واضفاء نوع مف الرقابة المسبقة عمى‬
‫إنشاء التجمعات كما ورد في األمر ‪ ،03-03‬المتعمؽ بالمنافسة ‪،‬حيث أصبح مف الضروري إخضاعيا‬
‫‪1‬‬
‫لمرقابة مف قبؿ مجمس المنافسة لمحد مف المساس بالمنافسة‬

‫انفشع األٔل‪ :‬يضًٌٕ فكشح انزدً‪ٛ‬غ‬

‫لتحديد مضموف فكرة التجميعات البد مف التطرؽ إلى مفيوـ التجميع أوال‪ ،‬ومف ثـ تحديد أنواعو‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفيوم التجميع‬

‫عرفو كؿ مف مجاؿ دراستو‪.‬‬


‫حاوؿ الفقياء تعريؼ التجميع مف عدة زوايا ‪،‬حيث ّ‬

‫يعتبربعض الفقياء أف التجميع مف وجية النظر االقتصادية أنو" آلية لتوسيع حجـ المشروعات االقتصادية‬
‫‪2‬‬
‫تصؿ إلى حد السيطرة عمى جزء أو حصص في السوؽ"‪.‬‬

‫‪- 1‬أنظر فً هذا الشأن ملحق رقم ‪ 04‬المتضمن قرار مجلس المنافسة بشان طلب التجمٌع بٌن شركتٌن لصنع األدوٌة‪،‬‬
‫طلب الترخٌص لعملٌة التجمٌع رقم ‪ 4305/30‬المسجل بتارٌخ ‪ 34‬افرٌل ‪ 4300‬و الذي تقدمت به شركة ʺسانوفيʺ‬
‫و الشركة ذات المسؤولٌة المحدودة ʺشيبالفارمازنيميتيلʺ‪.‬‬
‫‪-2‬جبلؿ مسعد‪،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.187‬‬
‫‪89‬‬
‫إال أف فئة أخرى مف الفقياء عرفتو بأنو يغطي العممية الديناميكية لتجميع الشركات التي تميؿ إلى‬
‫إعطاء الشركات المعنية بعض التأثير عمى األسواؽ والتي مف شأنيا تحتؿ قوة احتكار عمييا‪.1‬‬

‫أما تعريؼ التجميع مف الناحية القانونية‪ ،‬لـ يتعرض المشرع الجزائري إلى تعريؼ التجميع بصورة‬
‫مباشرة‪،‬وانما تطرؽ إلى الصور التي يمكف لمتجميع أف يتخذىا‪ ،‬وىذا بموجب المادة ‪ 15‬مف األمر ‪-03‬‬
‫‪ 03‬والتي تنص عمى‪ ":‬يتـ التجميع في مفيوـ ىذا األمر إذا‪:‬‬

‫‪ ‬اندمجت مؤسستاف أو أكثر كانت مستقمة مف قبؿ‪.‬‬

‫‪ ‬حصؿ شخص أو عدة أشخاص طبيعييف ليـ نفوذ عمى مؤسسة عمى األقؿ أو عدة مؤسسات عمى‬
‫مراقبة مؤسسة أو جزء منيا‪ ،‬بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪،‬عف طريؽ أخذ أسيـ في رأس الماؿ وعف‬
‫طريؽ شراء عناصر مف أصوؿ المؤسسة أو بموجب عقد أو بأي وسيمة أخرى ‪.‬‬

‫‪‬أنشئت مؤسسة مشتركة تؤدي بصفة دائمة جميع وظائؼ مؤسسة اقتصادية مستقمة"‪.2‬‬

‫وتضيؼ المادة ‪ 16‬مف ذات األمر أنو "يقصد بالمراقبة في الفقرة ‪ 2‬مف المادة ‪ 15‬المذكورة أعبله المراقبة‬
‫الناتجة عف قانوف العقود أو طرؽ أخرى تعطي بصفة فردية أو جماعية حسب الظروؼ الواقعة ‪،‬إمكانية‬
‫ممارسة النفوذ األكيد والدائـ عمى نشاط مؤسسة السيما فيما يتعمؽ بمايمي‪:‬‬

‫‪‬حقوؽ الممكية أو حقوؽ االنتفاع عمى ممتمكات مؤسسة أو عمى جزء منيا‪.‬‬

‫‪ ‬حقوؽ أو عقود المؤسسة التي يترتب عمييا النفوذ األكيد عمى أجيزة المؤسسة مف ناحية تشكيميا أو‬
‫مداولتيا أو ق ارراتيا"‬

‫ويستشؼ مف المادتيف المذكورتيف أعبله أف التصرفات المشكمة لعممية التجميع يمكف تمييزىا‬
‫انطبلقا مف معياريف ىما‪:‬‬

‫‪ -1‬سارة بف بزاز‪ ،‬الرقابة عمى التركيز االقتصادي في قانوف المنافسة‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬قانوف أعماؿ‪ ،‬تخصص قانوف‬
‫المنافسة واالستيبلؾ‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،2011 -2010 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -2‬زوبير ارزقي‪ ،‬حماية المستيمؾ في ظؿ المنافسة الحرة‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة ماجستير في القانوف‪ ،‬فرع المسؤولية المينية‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬الجزائر‪ ،2011،‬ص ‪.111‬‬
‫‪90‬‬
‫ثانيا‪ :‬المعيار القانوني‪:‬‬

‫ويتمثؿ في التصرفات القانونية التي يمكف أف تأخذ الصور التالية‪:‬‬

‫‪‬العقد المتضمن نقل الممكية‪ :‬يتـ مف خبلؿ االندماج‪ ،‬المساىمات المالية والمؤسسات المشتركة‪.‬‬

‫‪‬االندماج‪ :‬يتـ مف خبلؿ ضـ مؤسستيف أو أكثر قائمتيف بطريقة قانونية في مؤسسة واحدة‪.‬‬

‫‪‬المساىمة المالية‪ :‬تتمثؿ في استحواذ مؤسسة عمى غالبية أو جزء كبير مف أسيـ وحصص مؤسسة‬
‫أخرى‪ ،‬مما يسمح ليا بالتدخؿ في تسيير المؤسسة والتأثير عمى ق ارراتيا‪.‬‬

‫‪‬المؤسسات المشتركة‪ :‬يتجسد ىذا النوع في المؤسسات الفرعية التي ليا استقبلليا القانوني لكنيا تخضع‬
‫عامة إلى رقابة المؤسسات األـ ويمجأ إلى ىذا النوع مف المؤسسات لتحقيؽ أىداؼ مشتركة‪.‬‬

‫‪ -1‬العقد المتضمن نقل االنتفاع‪ :‬في إطار التجميعات االقتصادية يمكف إبراـ عقود ناقمة لبلنتفاع‬
‫ويتمثؿ ىذا النوع مف العقود مثبل في تأجير أصؿ مف أصوؿ المؤسسة التجارية والتي يمكف استثمارىا مف‬
‫مؤسسة أخرى كبراءة االختراع أو العبلمات التجارية‪.1‬‬

‫‪‬المعيار االقتصادي‪ :‬يتمثؿ في النفوذ األكيد الذي تمارسو مؤسسة أو أكثر عمى أخرى والذي يمنحيا‬
‫االستحواذ عمى كؿ أو بعض األصوؿ التجارية أو بواسطة شراء كؿ األسيـ أو غالبيتيا ويكوف ىذا األمر‬
‫حاسما في التأثير عمى ق اررات المؤسسة وىذا ما يتضح مف خبلؿ المادة ‪ 16‬مف اآلمر ‪ 03-03‬المذكور‬
‫أعبله في ما يخص النفوذ األكيد‪.‬‬

‫حيث يتضح جميا أف أحكاـ المادة اختبلؼ وسائؿ ممارسة النفوذ األكيد والتي جاءت عمى سبيؿ‬
‫المثاؿ ال الحصر عمى أساس أف النفوذ األكيد فكرة اقتصادية تتـ بالتغيير والمرونة وىذا ما يجعؿ مف‬
‫الصعب إعطاء مفيوـ دقيؽ لماىية النفوذ إال أكيد‪ ،‬فقد تستحوذ مؤسسة عمى أكثر مف نصؼ عدد أسيـ‬
‫مؤسسة أخرى دوف أف يكوف ليا نفوذ أكيد عمييا‪ ،‬عندما يكوف لؤلقمية حؽ االعتراض‪ ،‬كما أف امتبلؾ‬
‫مؤسسة لمجموعة كبيرة مف األسيـ في مؤسسة أخرى ال يؤدي حتما إلى ممارسة النفوذ األكيد عمى تمؾ‬

‫‪ -1‬خمايمية سمير‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.57‬‬

‫‪91‬‬
‫المؤسسة‪ ،‬بالعكس ما يحدث أحيانا‪ ،‬فقد تممؾ مؤسسة أقمية مف األسيـ تمكنيا مف ممارسة النفوذ األكيد‬
‫بالنظر إلى توزيع بقية األسيـ عمى عدد ىائؿ مف المساىميف‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع التجميع‬

‫يمكف تقسيـ التجمعات االقتصادية إلى ثبلثة أنواع ‪ :‬أفقية‪ ،‬عمودية‪ ،‬تنويعية‪.‬‬

‫ولقد تـ التوصؿ إلى ىذا التقسيـ مف خبلؿ المكانة التي تحتميا المؤسسات المعنية بالتجميع داخؿ‬
‫الحقؿ االقتصادي في مجبلت اإلنتاج أو التوزيع أو الخدمات‪.‬‬

‫‪ -1‬التجميع األفقي‬

‫يحدث التجميع عمى المستوى األفقي‪ ،‬عندما تستحوذ شركة واحدة عمى كؿ أو بعض أسيـ أو‬
‫ممتمكات شركة أو شركات أخرى‪ ،‬والتي تكوف منافس مباشر في نفس المستوى‪ ،‬وفي نفس المنطقة‬
‫الجغرافية‪ ،‬فاالندماج مثبل بيف ىذه الشركات يزيد بالضرورة مف حصة السوؽ المستغمة مف قبؿ شركة‬
‫منفردة ‪،‬وينتج عف ذلؾ تركيز كبير في صناعة معينة‪ ،‬وبالتالي يكوف التجميع أفقيا عندما تندمج شركات‬
‫متناف سة تعمؿ في إنتاج نفس السمعة أو الخدمة‪ ،‬وغالبا ما يمجأ إلى ىذا النوع مف التجمعات بغرض‬
‫التقميص مف المنافسة بيف الشركات المتنافسة‪ ،‬ويكوف ذلؾ باندماجيا معا وىو ما يؤدي إلى زيادة رأسماؿ‬
‫‪2‬‬
‫الشركة واأليدي العاممة بيا‪ ،‬ومف ثـ نصيبيا في لسوؽ وقوتيا االحتكارية‪.‬‬

‫‪ -2‬التجميع العمودي‬

‫التجميع العمودي ىو اكتساب أو استحواذ يحدث بيف شركتيف تعمبلف في مراحؿ متتالية أو‬
‫متتابعة مف اإلنتاج في سمسمة التوزيع‪ ،‬ويحدث التجميع العمودي عندما تتخذ شركات تسعى وراء أراض‬
‫متكاممة مثؿ أف يقع بيف الشركات التي تقوـ بإنتاج منتوج في مراحؿ إنتاج مختمفة‪ ،‬وغالبا ما يمجأ إلى‬
‫ىذا النوع مف التجمعات بغرض اكتفاء الشركة التجارية المستحوذة ذاتيا تنتج سمعة ما ابتدأ مف مادتيا‬
‫األولية حتى مرحمة التوزيع والتسويؽ‪.3‬‬

‫‪-1‬‬
‫خمايمية سمير‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪-2‬‬
‫جبلؿ مسعد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪-3‬‬
‫رشيد ساساف‪ ،‬محاضرات في قانوف المنافسة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪92‬‬
‫‪ -3‬التجميع التنويعي‬

‫يتـ التجميع التنويعي بيف مؤسسات منتشرة في أسواؽ متباينة‪ ،‬تشارؾ في أنواع مختمفة مف‬
‫النشاطات االقتصادية‪ ،‬ويعتبر عامؿ التيرب مف خطر االحتكار المنصوص عميو في تشريعات الدوؿ‬
‫المضادة لبلحتكار‪ ،‬والرغبة في التمييز بيف األسموب المنتيج مف المؤسسات في السياسة التجارية التي‬
‫تتبناىا عف وضعية الييمنة االقتصادية‪ ،‬مف أىـ العوامؿ التي تدفع بالمؤسسات المجوء إلى ىذا النوع مف‬
‫التجمعات االقتصادية‪.1‬‬

‫كما تـ تعريؼ ىذا النوع مف التجميع عمى أساس أنو اتحاد أو اندماج شركتيف أو أكثر‪،‬كانت قبؿ‬
‫االتحاد تعمؿ في خطوط تجار مختمفة أو عممت في أجزاء ومستويات مختمفة مف اإلنتاج‪،‬ولـ يكف ىناؾ‬
‫عبلقة أو صمة تجارية فعمية بينيما‪ ،‬فالتجميع التنويعي ال تكوف فيو الشركات المندمجة متنافسة أو أيا‬
‫منيا عميؿ محتمؿ أو فعمي لؤلخرى‪ ،‬فالسمة المميزة لمتجميع التنويعي أنو ال توجد عبلقة وصمة اقتصادية‬
‫بيف الشركتيف المندمجتيف ‪.‬‬

‫ويختمؼ ىذا النوع مف التجميع عف التجميع العمودي واألفقي في أف ليس لو تأثير مباشر وحاؿ‬
‫عمى تركيز السوؽ‪،‬اليدؼ مف ىذا التجميع ىو إنشاء إدارة أفضؿ واقوي لممؤسسات المندمجة كما ينتج‬
‫عف ىذا النوع مف التجميع زادة في الحجـ‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اآلليات القانونية لمراقبة التجميع‪.‬‬

‫أف التجميع الذي يقع تحت طائمة المراقبة البد أف تتوفر فيو شروط ممارسة الرقابة والبد مف‬
‫تحديد آليات ممارسة ىذه الرقابة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شروط مراقبة التجميع‪:‬‬

‫حتى يتدخؿ مجمس المنافسة لردع عمميات التجميع البد ليذه العمميات أف تتوفر عمى شروط محددة‬
‫وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬كحاؿ سممى‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.193‬‬


‫‪ -2‬جبلؿ مسعد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ -1‬المساس بالمنافسة‬

‫يدخؿ في اختصاص مجمس المنافسة كؿ تجميع مف شأنو المساس بالمنافسة حيث تنص المادة‬
‫‪ 17‬مف األمر ‪ 03-03‬عمى أنو‪:‬‬

‫" كؿ تجميع مف شأنو المساس بالمنافسة‪،‬والسيما بتعزيز وضعية ىيمنة مؤسسة عمى السوؽ ما‪ ،‬يجب أف‬
‫يقدمو أصحابو إلى مجمس المنافسة الذي يبت فيو في اجؿ ثبلثة (‪ )03‬أشير"‬

‫وعميو تنطمؽ إجراءات المراقبة بموجب تقديـ طمب الترخيص‪ 1‬بعممية التجميع إلى مجمس‬
‫المنافسة‪،‬الذي يمتمؾ سمطة أصمية في تقديرىا خبلؿ أجاؿ قانونية محددة قدرت بثبلثة أشير ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وىو ما تؤكده المادة ‪ 3‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 219-05‬المعمؽ بالترخيص لعمميات التجميع‪.‬‬

‫‪ -2‬الحد من عممية التجميع‬

‫حدد األمر ‪03-03‬المتعمؽ بالمنافسة حد التجميع الخاضع لمراقبة مجمس المنافسة والذي يفوؽ‬
‫‪ %40‬أي يتجاوز النسبة القانونية‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 18‬منو عمى‪:‬‬

‫"تطبيؽ أحكاـ المادة ‪ 17‬أعبله‪ ،‬كمما كاف التجميع يرمي إلى تحقيؽ حد يفوؽ ‪ %40‬مف المبيعات‬
‫والمشتريات المنجزة في سوؽ معينة "‪.‬‬

‫يستنتج مف أحكاـ المادة اعتماد المشرع عمى معيار اقتصاد السوؽ حيث أف التجميع ال يخضع‬
‫لمرقابة إال إذا تجاوز النسبة المحددة مف المبيعات والمشتريات واذا كاف مف شأنو المساس أو إلحاؽ ضرر‬
‫بالمنافسة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬طرق ممارسة الرقابة ‪:‬‬

‫يستعمؿ مجمس المنافسة في ممارستو لرقابة التجميعات االقتصادية مايمي‪:‬‬

‫‪ - 1‬أنظر الممحؽ رقـ‪.02 :‬‬


‫‪ -2‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 219 -05‬مؤرخ في ‪ 22‬جواف ‪ 2005‬يتعمؽ بالترخيص لعمميات التجميع‪ ،‬الجريد الرسمية‪،‬‬
‫العدد‪ ،43‬الصادرة في ‪ 22‬جواف ‪ ،2005‬وتجدر اإلشارة إلى أف المشرع الجزائري لـ ينص عمى إجراءات المراقبة في‬
‫األمر ‪.03 -03‬‬
‫‪94‬‬
‫‪ -1‬المبادرة بالرقابة‬

‫يتولى مجمس المنافسة عممية الرقابة عمى التجميع كمما تحققت الشروط أو الحاالت المشار إلييا‬
‫سابقا‪ ،‬وتتـ ىذه الرقابة إما‪:‬‬

‫أ‪ .‬بمبادرة مف المؤسسات المعنية بالتجميع‪ ،‬بحيث تتولى إببلغ مجمس المنافسة والذي يفصؿ في األمر‬
‫خبلؿ ‪ 3‬أشير ابتداء مف إبراـ العقد المكوف لمتجميع ‪.1‬‬

‫ب‪ .‬بمبادرة تمقائية مف طرؼ جمس المنافسة والذي منح لو لقانوف سمطة واسعة في ىذا المجاؿ حيث‬
‫تنص المادة ‪ 34‬المعدلة والمتممة بموجب القانوف ‪" 12-08‬يتمتع مجمس المنافسة بسمطة اتخاذ القرار‬
‫واالقتراح وابداء الرأي بمبادرة منو"‪.2‬‬

‫‪ -2‬قرار المجمس حول التجميع‬

‫تنص المادة ‪ 19‬مف األمر ‪ 03-03‬انو‪":‬يمكف لمجمس المنافسة أف يرخص بالتجميع أو يرفضو بمقرر‬
‫معمؿ‪ ،‬بعد أخذ رأي الوزير المكمؼ بالتجارة ويمكف أف يقبؿ مجمس المنافسة التجميع وفؽ شروط مف‬
‫شأنيا تخفيؼ أثار التجميع عمى المنافسة ‪.‬كما يمكف المؤسسات المكونة لمتجميع اف تمتزـ مف تمقاء نفسيا‬
‫بتعيدات مف شأنيا تخفيؼ أثار التجميع عمى المنافسة "‪.‬‬

‫يفيـ مف نص المادة أف المشرع قد خوؿ لمجمس المنافسة أف يتخذ ق ارره بشأف التجميع وذلؾ بعد‬
‫القياـ بعممية التقدير المعمؽ والدقيؽ‪ ،‬بناءا عمى استمارة معمومات يتعرؼ مف خبلليا عمى كؿ ما يتعمؽ‬
‫بعممية التجميع ‪.3‬‬

‫ويصدر ق ارره في شكؿ مقرر مسببا ومعمؿ‪ ،‬بعد أخذ رأي كؿ مف وزير التجارة وكذا الوزير المكمؼ‬
‫بالقطاع المعني بالتجميع محؿ الرقابة‪ ،‬إما بقبوؿ التجميع أو رفضو‪ ،‬كما قد يرخص بو مع وضع بعض‬
‫الشروط يجب احتراميا‪.‬‬

‫‪-1‬‬
‫المادة ‪ 21‬مف األمر ‪ 03 -03‬المتعمؽ بالمنافسة‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫القانوف ‪ 12 -08‬المؤرخ في ‪ 25‬جواف ‪ ،2008‬يعدؿ ويتمـ األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬جريدة رسمية عدد‪،36‬‬
‫صادرة في ‪02‬ج جويمية ‪.2008‬‬
‫‪-3‬‬
‫انظر الممحؽ رقـ ‪.01:‬‬
‫‪95‬‬
‫وما يؤكد خضوع كؿ ممارسة اقتصادية‪ ،‬مف شأنيا أف توصؼ عمى أنيا تجميع لرقابة مجمس‬
‫المنافسة‪ ،‬توجو كؿ مف الصندوؽ الوطني لبلستثمار وغموباؿ تيمكوـ ىولدينغ ‪Global‬‬
‫‪ ، TelecomHolding‬إلى مجمس المنافسة معا سنة ‪ 2014‬بطمب متعمؽ بعممية شراء حصة ‪51‬‬
‫بالمائة مف رأس ماؿ شركة أوراسكوـ تيميكوـ الجزائر‪ ،OTA‬لمتأكد مف أف العممية ال تشكؿ تركيز بمعنى‬
‫تجميع اقتصادي مرخص بو‪ ،‬يحتاج إلى تصريح مسبؽ مف المجمس‪ ،‬وفي ىذه القضية ارتأى مجمس‬
‫المنافسة أف العممية ال تشكؿ تركي از اقتصاديا‪ ،‬عمى أساس التمييز بيف المشاركة في رأس الماؿ والتنازؿ‬
‫عف حصص سوقية‪ ،‬وبالتالي فصؿ المجمس بأف العممية تخرج مف دائرة إختصاصو‪.1‬‬

‫ومف خبلؿ ما تـ دراستو توصمنا إلى أف المشرع منح لمجمس المنافسةفي إطار القياـ بميمتو‬
‫الضبطية‪ ،‬عدة صبلحيات تكمف في صبلحيات استشارية‪ ،‬يقوـ مف خبلليا بإبداء رأيو في المساءؿ التي‬
‫ليا صمة بالمنافسة‪ ،‬حيث يعد حؽ االستشارة وسيمة في متناوؿ المشاركيف في الحياة االقتصادية‪ ،‬إبتداءا‬
‫مف السمطة العامة إلى المستيمؾ عبر جمعيات حماية المستيمؾ‪ ،‬والجمعيات المينية‪ ،...‬وغيرىا مف‬
‫األشخاص التي ليا الحؽ في استشارة مجمس المنافسة‪.‬‬

‫وصبلحيات تنازعية تخولو سمطة اتخاذ القرار بشأف كؿ الممارسات التي مف شأنيا اإلخبلؿ‬
‫بالمنافسة الحرة‪.‬‬

‫‪-1‬‬
‫بمحيمر عمار‪ ،‬نظاـ الممكية ‪ :‬عقبة أماـ المنافسة‪ ،‬يوـ دراسي بعنواف دور مجمس المنافسة في تنظيـ السوؽ‪ ،‬يوـ ‪29‬‬
‫ماي ‪ 2016‬بفندؽ األوراسي‪ ،‬الجزائر العاصمة‪ ،‬مقاؿ غير منشور‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫‪1‬‬
‫ثبنثب‪ :‬دساعخ حبنخ رطج‪ٛ‬م‪ٛ‬خ ٔ انزؼه‪ٛ‬ك ػهٗ انمشاس حٕل طهت انزشخ‪ٛ‬ض نؼًه‪ٛ‬خ ردً‪ٛ‬غ ث‪ ٍٛ‬ششكز‪. ٍٛ‬‬
‫تقرير حول طمب الترخيص لعممية تجميع بين‬

‫شركة " سانوفي " و شركة " شيبالفارم‬

‫إف التجميعات‪ ،‬سواء تعمؽ األمر باالندماجات‪ ،‬إنشاء مؤسسات مشتركة أو المتعمقة بحصوؿ مؤسسة‬
‫عمى مراقبة مؤسسة أخرى‪ ،‬تسمح لممؤسسات مف تحسيف قدرتيا التنافسية و النجاعة االقتصادية التي‬
‫يمكف أف تنعكس أثارىا ايجابيا عمى المستيمكيف بتحسيف القدرة الشرائية و ظروؼ العيش عف طريؽ‬
‫تخفيض األسعار و تحسيف نوعية المنتجات أو توسيع مجاؿ اختياراتيـ بالنسبة إلى العروض المقدمة‬
‫ليـ‪.‬‬

‫غير أف ىذه الفائدة ال يمكف ضمانيا لممستيمكيف عندما تحد عممية التجميع‪ ،‬بصفة معتبرة‪ ،‬مف‬
‫حرية المنافسة‪ .‬و ليذا السبب و مف اجؿ وضع حد لآلثار السمبية عمى المنافسة التي يمكف إف تنتج‬
‫مف التجميعات االقتصادية‪ ،‬قاـ المشرع بتخصيص الفصؿ الثمث (‪ )03‬مف األمر رقـ ‪ 03-03‬المؤرخ‬
‫في ‪ 19‬جويمية ‪ 2003‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬المعدؿ و المتمـ‪( ،‬فيما يمي األمر المتعمؽ بالمنافسة) لتحديد‬
‫التجميعات االقتصادية التي يجب إخضاعيا لممراقبة‪ ،‬طبعا في إطار االحتراـ التاـ لمبدأ حرية ممارسة‬
‫األنشطة التجارية‪ .‬ىذه المراقبة ال تيدؼ إلى حماية المصالح الخاصة لممنافسيف بؿ تيدؼ إلى الحفاظ‬
‫عمى بقاء المنافسة بشكؿ كاؼ و بالتالي عدـ إلحاؽ الضرر بالقدرة الشرائية و ظروؼ العيش‬
‫لممستيمكيف‪.‬‬

‫وفي ىذا اإلطار‪ ،‬تمقى مجمس المنافسة بتاريخ ‪ 07‬جويمية ‪ 2015‬طمب لترخيص عممية تجميع‬
‫تقدمت بو شركتاف أجنبيتاف تنشطاف عمى المستوى العالمي في مجاؿ توزيع المنتجات الصيدالنية‪.‬‬

‫و امتثاال ألحكاـ الفقرة الثالثة (‪ )03‬مف المادة السابعة (‪ )07‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 219-05‬المؤرخ‬
‫في ‪ 22‬جواف ‪ 2005‬المتعمؽ بالترخيص لعمميات التجميع فقد تـ تسجيؿ الطمب تحت رقـ ‪. 2015/1‬‬

‫‪ -I‬تذكير باإلطار القانوني‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 15‬مف األمر المتعمؽ بالمنافسة عمى ما يمي‪ " :‬يتـ التجميع في مفيوـ ىذا األمر إذا‪:‬‬

‫‪-1‬‬
‫انظر في ىذا الشأف تقرير السيد المحقؽ في قضية شركة الدولية " سانوفي " و شركة " شيببلفارـ‪ ،‬غير منشور‬
‫‪97‬‬
‫اندمجت مؤسستاف أو أكثر كانت مستقمة مف قبؿ‪.‬‬

‫‪ ‬حصؿ شخص أو عدة أشخاص طبيعييف ليـ نفوذ عمى مؤسسة عمى األقؿ‪ ،‬أو حصمت مؤسسة أو‬
‫عدة مؤسسات عمى مراقبة مؤسسة أو عدة مؤسسات أو جزء منيا‪ ،‬بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬عف‬
‫طريؽ أخذ أسيـ في رأس الماؿ أو عف طريؽ شراء عناصر مف أصوؿ المؤسسة أو بموجب عقد أو‬
‫بأي وسيمة أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬أنشئت مؤسسة مشتركة تؤدي بصفة دائمة جميع وظائؼ مؤسسة اقتصادية مستقمة "‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 17‬مف األمر رقـ ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويمية ‪ 2003‬المتعمؽ بالمنافسة‪،‬‬


‫المعدؿ و المتمـ‪( ،‬فيما يمي األمر المتعمؽ بالمنافسة)عمى ما يمي‪ " :‬كؿ تجميع مف شأنو المساس‬
‫بالمنافسة‪ ،‬وال سيما بتعزيز وضعية ىيمنة مؤسسة عمى سوؽ ما‪ ،‬يجب أف يقدمو أصحابو إلى مجمس‬
‫المنافسة الذي يبت فيو في أجؿ ثبلثة ﴿‪ ﴾3‬أشير‪.‬‬

‫و تنص المادة ‪ 18‬مف األمر السالؼ الذكر عمى ما يمي‪ " :‬تطبؽ أحكاـ المادة ‪ 17‬أعبله‪ ،‬كمما‬
‫كاف التجميع يرمي إلى تحقيؽ حد يفوؽ ‪ % 40‬مف المبيعات أو المشتريات المنجزة في سوؽ معينة‪.‬‬

‫و بالتالي و عمى ضوء أحكاـ المواد ‪ 17 ،15‬و ‪ 18‬فاف كؿ عممية تجميع تأخذ شكؿ مف‬
‫األشكاؿ المحددة في المادة ‪ 15‬فاف أصحابيا ممزموف بتقديـ طمب إلى مجمس المنافسة مف اجؿ‬
‫ترخيصيا أو رفضيا شريطة أف يتحقؽ الشرطيف المذكوريف في المادتيف ‪ 17‬و ‪ 18‬مف األمر السالؼ‬
‫الذكر و ىما‪:‬‬

‫خاصة إذا جعؿ‬ ‫أف مشروع التجميع‪ ،‬في حالة ما إذا أنجز‪ ،‬مف شانو المساس بالمنافسة‪،‬‬
‫مؤسسة في وضعية ىيمنة أو عزز ىذه الوضعية عمى سوؽ ما‪.‬‬

‫أف المؤسسة المنبثقة مف عممية التجميع في السوؽ تستيدؼ الحصوؿ عمى حصة في السوؽ‬
‫المعنية‪ ،‬معبر عنيا بقيمة أو بحجـ المبيعات أو المشتريات‪ ،‬تفوؽ ‪.% 40‬‬

‫كذلؾ إذا رجعنا إلى أحكاـ المادة ‪ 15‬فاف ىذه األخيرة حددت أشكاؿ التجميعات الخاضعة‬
‫لمراقبة مجمس المنافسة وىي ‪:‬‬

‫‪‬إذا كاف المشروع عبارة عف اندماج مؤسسة أو أكثر كانت مستقمة مف قبؿ سواء بامتصاص إحداىما‬
‫األخرى أو بإنشاء مؤسسة جديدة مع اختفاء المؤسسات صاحبة العممية‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪‬إذا كاف المشروع عبارة عف إنشاء مؤسسة جديدة مشتركة مع بقاء المؤسسات صاحبة العممية‪.‬‬

‫‪‬اذا كاف المشروع عبارة عف حصوؿ مؤسسة أو أكثر عمى مراقبة مؤسسة أخرى عف طريؽ شراء‬
‫عناصر مف أصوليا‪ ،‬مثبل‪.‬‬

‫و قد وضعت المادة ‪ 16‬مف األمر المتعمؽ بالمنافسة شرط حتى يتـ‪ ،‬فعبل‪ ،‬اعتبار التجميع‬
‫عممية مراقبة‪ ،‬حسب مفيوـ الفقرة الثانية مف المادة ‪ 15‬مف األمر السالؼ الذكر‪ ،‬و ىو ممارسة النفوذ‬
‫األكيد و الدائـ عمى نشاط المؤسسة المراقبة‪.‬‬

‫‪ -II‬دراسة الطمب من ناحية القبول‪:‬‬

‫حتى يتـ قبوؿ أي طمب ترخيص عممية تجميع مف طرؼ مجمس المنافسة يجب أف تتوفر في ىذا‬
‫الطمب كؿ الشروط الشكمية و الموضوعية المنصوص عمييا في كؿ مف األمر المتعمؽ بالمنافسة ‪،‬‬
‫المرسوـ التنفيذي المتعمؽ بالترخيص لعمميات التجميع و النظاـ الداخمي لممجمس‪.‬‬

‫‪ -‬مؤسسات صاحبة الطمب‪:‬‬

‫يتعمؽ األمر بمؤسستيف أجنبيتيف تنشط في مجاؿ توزيع المنتجات الصيدالنية عمى المستوى‬
‫العالمي ىما‪:‬‬

‫‪‬شركة ذات مسؤولية محدودة " شيببلفارمارزنيميتيؿ ج ـ ب ح "‪:‬‬

‫‪ -‬عنواف المقر‪ 17498 :‬مسيسكنياقف‪ ،‬ألمانيا؛‬

‫‪ -‬شركة ذات جنسية ألمانية ؛‬

‫‪ -‬رأسماليا ‪ 25000‬يورو‪.‬‬

‫‪Société à responsabilité limitée " CHEPLAPHARM ArzneimittelGmbH" :‬‬


‫;‪Adresse du siège social : 17498 Mesekenhgen, Allmagne; Société de nationalité Allmande‬‬
‫‪Capital : 25000 euro.‬‬

‫‪‬شركة مساىمة ( مغفمة ‪ " )=Anonyme‬سانوفي " ‪:‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ -‬عنواف المقر‪ 54 :‬شارع دو البواسي‪ 75008 ،‬باريس‪ ،‬فرنسا؛ شركة ذات جنسية فرنسية؛‬

‫رأسماليا يقدر ب ‪ 2.634.929.564‬يورو‪.‬‬

‫‪Société anonyme " SANOFI " : Adresse du siège social : 54, rue de la Boétie,‬‬
‫‪75008, Paris, France ; Société de nationalité Française ; Capital : 2.634.929.564‬‬
‫‪euro.‬‬

‫لئلشارة فاف طمب الترخيص لعممية التجميع موضوع الدراسة لـ يودع مف طرؼ المؤسستيف‬
‫صاحبتا المشروع و إنما تـ إيداعو مف طرؼ ممثمييما الموكبلف كتابيا‪ ،‬طبقا ألحكاـ المادة ‪ 5‬مف‬
‫المرسوـ التنفيذي السالؼ الذكر و يتعمؽ األمر ب‪:‬‬

‫‪ .2‬الشروط الشكمية‪:‬‬

‫بعد عممية فحص و مراقبة ممؼ طمب الترخيص لعممية التجميع الذي تقدمت بو الشركتيف‬
‫المعنيتيف تبيف أف كؿ الشروط الشكمية المنصوص عمييا سواء في المرسوـ التنفيذي السالؼ الذكر‪ ،‬أو‬
‫في النظاـ الداخمي تـ احتراميا في إعداد و تقديـ الطمب‪.‬‬

‫عمما أف كؿ الوثائؽ المكونة لممؼ الطمب تـ إلحاقيا بالطمب طبقا ألحكاـ المادة ‪ 6‬مف المرسوـ‬
‫التنفيذي‪.‬‬

‫وعميو فاف طمب ترخيص لعممية التجميع المقدـ مف طرؼ المؤسستاف مقبوؿ مف الناحية الشكمية‪.‬‬

‫‪ .3‬الشروط المتعمقة بالموضوع ‪:‬‬

‫شكؿ عممية التجميع‪:‬‬

‫لقد أتفت الشركتيف المعنيتيف عمى تحويؿ ممكية عنصر مف عناصر أصوؿ شركة سانوفي‪،‬‬
‫لصالح شركة شيببلفارـ‪ ،‬و يتمثؿ ىذا األصؿ في محؿ تجاري" ‪ " Fonds de commerce‬و المتعمؽ‬
‫بتسويؽ‪ ،‬عمى المستوى العالمي‪ ،‬احد المنتجات الصيدالنية المسمى ايرسولفاف "‪."Ursolvan‬‬

‫و قد قامت الشركتيف المعنيتيف بإيداع طمب لترخيص ىذه العممية‪ ،‬في الدوؿ التي توفرت فييا‬
‫شروط إخضاع العممية لمراقبة الييئة المختصة‪.‬‬

‫عمما أف المحؿ التجاري‪ ،‬موضوع عممية التجميع و المتواجد في الجزائر يتكوف مف العناصر التالية‪:‬‬

‫‪100‬‬
‫‪‬عبلمة " ‪ " Ursolvan‬بالجزائر و المسجمة لدى و ازرة الصحة؛‬

‫‪ -‬قائمة الزبائف المتواجدوف في الجزائر؛‬

‫‪ -‬كؿ الطمبيات المقدمة مف طرؼ الزبائف الجزائرييف المتعمقة بالمنتج المعني و التي ىي في طور‬
‫التسوية الى غاية تاريخ إمضاء العقد؛‬

‫‪ -‬المعارؼ المكتسبة " ‪ " Savoir faire‬المتعمؽ بمنتوج " ‪ " Ursolvan‬في الجزائر؛‬

‫‪ -‬كؿ عمميات اإلشيار أو البيع الترقوي و األجيزة و كذا الكتب والسجبلت الخاصة بالمنتج المعني‬
‫المنجزة في الجزائر‪.‬‬

‫وىذا ما يعني اف شركة شيببلفارـ ستحصؿ عمى مراقبة حصرية لممحؿ التجاري المعني‪ ،‬و‬
‫بالتالي فاف العممية موضوع طمب الترخيص تشكؿ تجميعا حسب مفيوـ المادة ‪ 15‬مف األمر السالؼ‬
‫الذكر‪.‬‬

‫كما ستقوـ شركة سانوفي‪ ،‬عف طريؽ الشركة التابعة ليا " سانوفيافنتيس فرنسا " بتحويؿ‬
‫" شيببلفارـ "‪.‬‬ ‫الترخيص لتسويؽ لممنتج المعني في الجزائر إلى شركة‬

‫و بالتالي و في حالة ما إذا تـ انجاز مشروع التجميع‪ ،‬بشراء شركة شيببلفارـ لممحؿ التجاري‬
‫حصوؿ شركة‬ ‫الخاص بالجزائر‪،‬الذي يمثؿ احد عناصر أصوؿ شركة سانوفي‪ ،‬سينجر عف ذلؾ‬
‫شيببلفارـ عمى مراقبة جزء مف شركة سانوفي بطريقة مباشرة‪ ،‬طبقا لمفقرة ‪ 2‬مف المادة ‪ 15‬مف األمر‬
‫السالؼ الذكر‪.‬‬

‫ٳضافة إلى ذلؾ‪ ،‬و حسب بنود العقد‪ ،‬فاف شركة شيببلفارـ ستمارس‪ ،‬و بصفة أكيدة و دائمة‪،‬‬
‫نفوذىا عمى النشاط التجاري المعني والمتمثؿ في بيع منتج "‪ " Ursolvan‬لمزبائف الجزائرييف‪ ،‬طبقا‬
‫ألحكاـ المادة ‪ 16‬مف األمر السالؼ الذكر‪.‬‬

‫‪‬اثر عممية التجميع عمى المنافسة‪:‬‬

‫لقد ذكرنا فيما سبؽ أف أحكاـ المادتيف ‪ 17‬و ‪ 18‬قد وضعت شرطيف أساسييف حتى يتـ إخضاع‬
‫عمميات التجميع لمراقبة مجمس المنافسة و ال بٲس مف إعادة ذكرىما فيما يمي‪:‬‬

‫يتمثؿ الشرط األوؿ في أف عممية التجميع تمس بالمنافسة‪ ،‬السيما إذا جعمت مؤسسة ما في‬

‫‪101‬‬
‫وضعية ىيمنة أو إذا كانت ىذه المؤسسة أصبل في وضعية ىيمنة فادت عممية التجميع إلى تعزيز ىذه‬
‫الوضعية في سوؽ ما‪.‬‬

‫أما الشرط الثاني أف تؤدي العممية التجميع إلى تحقيؽ حد يفوؽ ‪ % 40‬مف المبيعات أو‬
‫المشتريات المنجزة في السوؽ المعنية‪ ،‬طبقا ألحكاـ المادة ‪.18‬‬

‫فإذا توفر الشرطيف المذكوريف أعبله في عممية التجميع فاف أصحابو ممزميف بعرضيا عمى‬
‫مجمس المنافسة مف اجؿ البت فييا وفؽ أحكاـ المادة ‪ 19‬مف األمر السالؼ الذكر‪.‬‬

‫بنا ءا عمى ما تـ ذكره و بالنظر إلى عممية التجميع موضوع الدراسة و التي ىي عبارة عف‬
‫تعويض شركة سونافي بشركة شيببلفارـ لبيع منتج "‪ "Ursolvan‬و ىذا يعني خزوجسونافي مف ىذه‬
‫السوؽ نيائيا و فتح المجاؿ لمشركة الجديدة لتحؿ محميا‪.‬‬

‫عمما أف حصة شركة سونافي في السوؽ المعنية ىي ‪ %81‬مما يعني أنيا تممؾ وضعية ىيمنة‬
‫و عممية تعويضيا بشركة شيببلفارـ سيمنح ليذه األخيرة نفس الوضعية أي يجعميا في وضعية ىيمنة‬
‫بنسبة تفوؽ بكثير النسبة المحددة ب ‪.% 40‬‬

‫و بالتالي فاف شرطي إخضاع عممية تجميع لمراقبة مجمس المنافسة متوفراف في عممية التجميع‬
‫موضوع الدراسة مما يعني أف طمب الشركتيف المعنيتيف لترخيص عممية التجميع مقبوؿ مف ناحية‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫‪ -III‬دراسة و تحميل اثر عممية التجميع عمى السوق و المنافسة‪:‬‬

‫‪ .1‬تحديد السوق المعنية )‪:)Marché pertinent‬‬

‫حتى يتسنى لنا تقدير مدى تأثير عممية التجميع عمى المنافسة في السوؽ المعني‪ ،‬ال بد أوال مف‬
‫تحديدىا و بصفة دقيقة وفؽ المفيوـ المنصوص عميو في الفقرة " ب " مف المادة " ‪ " 3‬مف األمر‬
‫المتعمؽ بالمنافسة‪:‬‬

‫‪‬المنتج المعني‪:‬‬

‫حسب ممارسة سمطات المنافسة‪ ،‬الوطنية و الدولية‪ ،‬يمكف تجزئة سوؽ األدوية حسب نوع‬
‫األمراض التي تعالجيا بالرجوع إلى التصنيؼ المسمى "‪"AnatomicalTherapeuticChemical‬‬
‫‪European‬‬ ‫المعد مف طرؼ " الجمعية األوروبية الصيدالنية لمتسويؽ و البحث " (‬ ‫‪) ATC‬‬
‫‪102‬‬
‫‪ )EphMRA(" Pharmaceutical Marketing Research Association‬و المستعمؿ مف طرؼ‬
‫ىيئة تسمى الدولية لئلحصاء الطبي " ‪.) IMS ( " International MedicalStatistics‬‬

‫كما يحتوي ىذا التصنيؼ التدريجي لؤلدوية عمى ‪ 16‬صنؼ (‪ )catégories‬مدرجة في أربعة‬
‫مستويات مختمفة وىذا حسب تركيبة الدواء و الخصائص العبلجية لو‪ATC1 ATC2, ( :‬‬
‫‪ .) ATC3, ATC4‬حيث يضـ المستوى " ‪" ATC3‬كؿ األدوية التي ليا نفس الخصائص العبلجية أو‬
‫االستعماؿ المخصص ليا‪ ،‬و لذلؾ يستعمؿ ىذا المستوى مف طرؼ سمطات المنافسة كنقطة انطبلؽ‬
‫لدراسة و تحميؿ أثار عممية التجميع‪.‬‬

‫و حسب المعطيات العامة لييئة " ‪ " IMS‬فاف الصنؼ األساسي في سوؽ " ‪ "ATC3‬ىو الرمز"‬
‫‪ " A5A‬و الذي يحمؿ اسـ "‪ " Thérapeutique biliaire et colagogues‬و ىو مثيؿ الرمز المحمي‬
‫( في الجزائر )"‪" A05A‬و المسمى ""‪ " Cholagogues et cholérétiques‬و ىو يضـ كؿ األدوية‬
‫الموجية لعبلج الحويصمة أو الم اررة " ‪." Vésicule biliaire‬‬

‫‪ -‬وحسب المعمومات المقدمة مف طرؼ شركة " سانوفي " فاف السوؽ الجزائرية تضـ عبلمتيف فقط مف‬
‫األدوية التي تنتمي إلى الرمز "‪ " A05A‬الموجية إلذابة الحصى مف الحويصمة و يتعمؽ األمر ب‪:‬‬

‫المسوؽ مف طرؼ مخابر الد فارما " ‪."LAD PHARMA‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬سوربيبلد " ‪ " SORBILAD‬و‬

‫المسوؽ مف طرؼ شركة سانوفي ‪."SANOFI‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬ايرسولفاف " ‪ " URSOLVAN‬و‬

‫كما انو ال وجود‪ ،‬لحد اآلف‪ ،‬لمنتجات جنيسة ( ‪ ) Génériques‬لمعبلمتينالسابقيف الذكر‪،‬‬


‫حسب شركة سونافي و بالتالي ليس ىناؾ بدائؿ لممنتجيف المعنييف يمكف أف تحؿ محميا‪.‬‬

‫‪‬الحدود الجغرافية‪:‬‬

‫أما الحدود الجغرافية لمسوؽ المعنية و بالنظر إلى قائمة الزبائف التي وافتنا بيشركة سانوفي‪ ،‬فيـ‬
‫متواجدوف عمى مستوى التراب الوطني‪ ،‬و ماداـ اف حصة ايرسولفاف في السوؽ تمثؿ ‪ % 80‬فيذا يعني‬
‫تواجده عمى مستوى الوطني و بالتالي فاف البعد اإلقميمي ليذه السوؽ ىو كؿ التراب الوطني‪.‬‬

‫اثر العممية عمى المنافسة‪:‬‬

‫إف لكؿ عممية تجميع أثار مباشرة أو غير مباشرة عمى السوؽ المعني و ىذه اآلثار يمكف أف‬
‫تكوف ايجابية عمى المنافسة‪ ،‬إذا ساىمت في تحسيف العرض سواء مف ناحية جودة المنتج أو مف ناحية‬
‫‪103‬‬
‫تخفيض األسعار‪ ،‬و يمكف أف تكوف سمبية إذا أدت إلى الحد مف حرية المنافسة السيما إذا نتج عنيا‬
‫ارتفاع األسعار‪.‬‬

‫ذكرنا فيما سبؽ أف موضوع عممية التجميع المعنية ىو تحويؿ ممكية العبلمة‬
‫"‪ "URSOLVAN‬مف شركة سونافي إلى شركة شيببلفارـ وبالتالي تحويؿ حؽ تسويؽ ىذا المنتج عبر‬
‫أسواؽ العالـ إلى شركة شيببلفارـ باعتبارىا المالؾ ألحصري ليذه العبلمة‪ ،‬فما ىو أثار ذلؾ عمى السوؽ‬
‫الجزائرية ؟‪.‬‬

‫إف منح حؽ تسويؽ ايرسولفاف إلى شيببلفارـ‪ ،‬شركة ال وجود ليا في السوؽ الجزائرية المعنية‪،‬‬
‫يعني أف ىذه األخيرة ستحؿ محؿ سونافي ‪ ،‬و بما أف حصة سونافي في السوؽ الجزائرية تقارب ‪%80‬‬
‫و بامتبلؾ شيببلفارـ ليذه النسبة ستصبح ىذه الشركة مييمنة عمى السوؽ مع خروج كامؿ لشركة‬
‫سانوفي منيا‪.‬‬

‫أما الحصة المتبقية و التي تمثؿ ‪ % 20‬فيي ممؾ لشركة " الد فارما " بمنتجيا الذي يحمؿ‬
‫عبلمة " سوربيبلد "‪.‬‬

‫والمبلحظ أف ىيكؿ السوؽ لـ يتأثر بعممية التجميع باعتبار بقاء نفس عدد المتدخميف و ىما الد‬
‫فارما و شيببلفارـ و بنفس نسب حصص السوؽ‪.‬‬

‫و خبلصة القوؿ فاف عممية التجميع المعنية ال ينجر عنيا أي اثر عمى ىيكمة وتنظيـ السوؽ‬
‫المعنية‪.‬‬

‫‪ -IV‬رأي المقرر‪:‬‬

‫بناءا عمى المعطيات التي تـ ذكرىا أعبله‪ ،‬و بالنظر إلى النتائج التي توصؿ إلييا المقرر و‬
‫نظ ار لخصوصيات عممية التجميع موضوع الدراسة‪ ،‬فاف المقرر ال يرى أي مانع مف الترخيص ليذه‬
‫العممية ماداـ أنيا ال ينجر عنيا أي تغيير في السوؽ المعني يمكف أف يؤثر سمبا عمى وضعية المنافسة‬
‫فييا‪.‬‬

‫تحفظات المقرر‪:‬‬

‫‪ -‬المؤسسة التي ستمثؿ شركة شيببلفارـ لتسويؽ " ايرسولفاف "في الجزائر يجب أف تكوف مستقمة كمية‬

‫‪104‬‬
‫عف المؤسسة الوحيدة المنافسة و ىي مؤسسة " الد فارما "‪.‬‬

‫‪ -‬الحرص عمى عدـ تأثير عممية التجميع عمى الزبائف‪.‬‬

‫‪ -‬الحرص عمى أف التجميع ال يؤدي إلى االرتفاع الفوري لسعر المنتج المعني‪.‬‬

‫‪ -‬و بصفة عامة العمؿ عمى المحافظة عمى وضعية السوؽ الراىنة‪.‬‬

‫اقتراح المقرر‪:‬‬

‫يقترح المقرر عمى المجمس حث شركة " شيببلفارـ " عمى تعديد ممثمييا في السوؽ الجزائرية بغية‬
‫‪1‬‬
‫خمؽ منافسة بينيـ و عدـ اقتصارىا عمى ممثؿ واحد فقط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Rapport Annuel 2014, Bulletin Officiel de la Concurrence(BOC), N 06, p 54.‬‬
‫‪105‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫من خالل ما تقدم عرضه حول ماهٌة المنافسة و إستقرائنا لمختلف التعارٌف التً مرت بنا والتً‬
‫تعتمد على نظرٌات مختلفة فً تبٌان مفهوم آلٌة المنافسة ودورها فً ضبط السوق و تحرٌر المبادرة‬
‫األمر الذي ٌبرر الحاجة الى تعدٌل قانون المنافسة‪ ،‬الذي ٌعتبر من اآللٌات التً تسمح بالرقابة وكذا‬
‫اإلنتقال من نظام اإلقتصاد الموجه إلى نظام إقتصاد السوق‪ ،‬هو تشجٌع النجاعة االقتصادٌة وتسرٌع‬
‫النمو والتوخً من حاالت اإلفراط فً التركٌز االقتصادي وما قد ٌصحبه من ممارسات احتكارٌة التً قد‬
‫تنشأ خارج الحدود أو داخلها‪ ،‬علما وأن عدم وجود قانون للمنافسة قد ٌجعل المستثمرٌن األجانب وخاصة‬
‫الشركات الكبرى تسعى إلى الحصول على امتٌازات تنافسٌة أو إلى السٌطرة على النسٌج الوطنً من‬
‫المؤسسات الصغرى والمتوسطة وٌقصد بالمنافسة بإختصار‪ ،‬وضعٌة تنافس اقتصادي بٌن مؤسسات‬
‫متماٌزة بصدد عرض نفس المنتج السلعً أو الخدمً داخل السوق الواحد‪ ،‬تلبٌة للحاجات ذاتها‪ ،‬على أن‬
‫ٌكون لكل مؤسسة نفس الحظ من الربح أو الخسارة‪ ،‬وهً الوضعٌة التً تقابل وضعٌة االحتكار‪ ،‬سواء‬
‫كان هذا االحتكار لمصلحة الدولة‪ ،‬حٌث ال ٌمكن فً هذا الوضع إعمال قواعد المنافسة‪ ،‬ولكن قواعد‬
‫التخطٌط‪ ،‬أو كان االحتكار أو شبه االحتكار لمصلحة المؤسسة الخاصة‪ ،‬فتكون أمام وضعٌة هٌمنة‬
‫اقتصادٌة ال تتحقق معها ظروف المنافسة الحرة‪ ،‬وعلى هذا األساس ٌكون المقصود بقانون المنافسة‬
‫"مجموعة من األحكام القانونٌة والتنظٌمٌة المطبقة على المؤسسات فً إطار نشاطاتها داخل السوق‪،‬‬
‫والتً ٌكون الغرض منها ضبط التنافس فٌما بٌنها"‪ .‬وسنقف بالتحدٌد على جوهر هذه المفاهٌم فً ما‬
‫سٌأتً من الدراسة الالحقة‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫قائمة المراجع المعتمدة‬

‫‪ .I‬القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ .II‬كتب الحديث‬

‫‪ .1‬محمد بف إسماعيؿ البخاري‪ ،‬في الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب السيولة و السماحة في الشراء‬
‫و البيع‪ ،‬حديث رقـ‪.2076‬‬

‫‪ .2‬أبو عيسى محمد الترمذي في السنف‪ ،‬كتاب البيوع باب ما جاء في التجار‪ ،‬حديث رقـ ‪.1209‬‬

‫‪ -ІII‬المعاجم‪:‬‬

‫‪1‬ػ ابف منظور ‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬المجمد السادس‪ ،‬باب السيف‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت ‪1994‬ـ‪.‬‬

‫‪2‬ػ جرجس جرجس‪ ،‬معجـ المصطمحات القانونية و الفقيية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬الشركة العالمية لمكتاب ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫لبناف‪ 1997 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪3‬ػ موريس نخمة وآخروف‪ ،‬القاموس القانوني الثبلثي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬منشورات الحمبي الحقوقية ‪ ،‬لبناف ‪.2002‬‬

‫‪ -4‬جيرار كورنو‪ ،‬معجـ المصطمحات القانونية‪ ،‬ترجمة منصور القاضي‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬المؤسسة‬
‫الجامعية لمدراسات و النشر و التوزيع‪،‬بيروت‪ 1998،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .5‬عز الديف أبي الحسف الجزري الموصمي‪ ،‬النياية في غريب الحديث و األثر‪ ،‬المكتبة العممية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ 1979‬ـ‪.‬‬

‫‪ .6‬محمد بف أبي نصر بف فتوح األسدي الحميدي‪ ،‬تفسير غريب ما جاء في الصحيحيف‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة‬
‫السنة‪ ،‬القاىرة‪ 1415. ،‬ىػ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ -IV‬المصادر و المراجع بالمغة العربية و المغة الفرنسية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االتفاقيات والقوانين‪:‬‬

‫‪1‬ػ اتفاقية تربس " باريس" الموقعة في ‪ ، 1883/03/20‬المتعمقة بحماية الممكية الصناعية ‪ ،‬المعدلة‬
‫ببروكسؿ ‪ ، 1990‬دخمت الجزائر بيذه االتفاقية بمقتضى امر رقـ ‪،48/66‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ، 16‬المؤرخ‬
‫في ‪. 1966/02/25‬‬

‫‪2‬ػ االتفاقية التي صادؽ عمييا مؤتمر االمـ المتحدة في نيويورؾ بتاريخ ‪ 10‬جواف ‪ 1958‬المتعمقة‬
‫باالعتماد الق اررات التحكيمية االجنبية و تنفيذىا والتي انظمت الييا الجزائر بمقتضى القانوف رقـ‬
‫‪ 18/88‬المؤرخ في‪ 12‬جويمية ‪ ، 1988‬ج ر عدد ‪ 28‬لسنة ‪1988‬‬

‫‪3‬ػ اتفاقية المنازعات المتعمقة باالستثمارات بيف الدوؿ و رعايا الدوؿ االخرى و التي وافقت عمييا الجزائر‬
‫بمقتضى االمر رقـ ‪ 04/95‬المؤرخ في ‪ 21‬يناير ‪ ، 1995‬ج ر عدد ‪ 07‬لسنة ‪1995‬‬

‫‪ .4‬اتفاؽ الشراكة بيف الجزائر والمجموعة األوروبية المصادؽ عمييا بموجب مرسوـ رئاسي رقـ‪05-‬‬
‫‪159‬مؤرخ في ‪ 27‬أبريؿ سنة ‪ ، 2005‬يتضمف التصديؽ عمى اإلتفاؽ األوروبي المتوسطي لتأسيس‬
‫شراكة بيف الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية مف جية ‪ ،‬و المجموعة األوروبية و الدوؿ‬
‫األعضاء فييا مف جية اخرى ‪ ،‬الموقع بفالونسيا يوـ ‪ 22‬أبريؿ سنة ‪، 2002‬و كذا مبلحقو‬
‫مف ‪ 1‬إلى ‪ 6‬و البرتوكوالت مف رقـ ‪1‬إلى رقـ ‪ 7‬و الوثيقة النيائية المرفقة بو‪،‬الجريدة الرسمية‬
‫رقـ ‪ 31 -30‬أفريؿ‪ 2005‬مرسوـ رئاسي رقـ ‪ 05-159‬مؤرخ في ‪ 27‬أبريؿ سنة ‪ ، 2005‬يتضمف‬
‫التصديؽ عمى اإلتفاؽ األوروبي المتوسطي لتأسيس شراكة بيف الجميورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية مف جية ‪ ،‬و المجموعة األوروبية والدوؿ األعضاء فييا مف جية اخرى ‪ ،‬الموقع بفالونسيا‬
‫يوـ ‪ 22‬أبريؿ سنة ‪، 2002‬و كذا مبلحقو مف ‪ 1‬إلى ‪ 6‬و البرتوكوالت مف رقـ ‪1‬إلى رقـ ‪ 7‬و الوثيقة‬
‫النيائية المرفقة بو‪ ،‬الجريدة الرسمية رقـ ‪ 31 -30‬أفريؿ‪.2005‬‬

‫‪ .2‬الدستور‪:‬‬

‫‪ .1‬دستور‪ 28‬نوفمبر‪،1996‬منشور بموجب المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 438/96‬المؤرخ في ‪ 7‬فيفري سنة‬


‫‪ ،1996‬يتعمؽ بنشر نص تعديؿ الدستور الموافؽ عميو في إستفتاء ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،1996‬الجريدة‬
‫الرسمية‪،‬عدد ‪ 09‬الصادر في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ،1996‬المتمـ بالقانوف رقـ ‪،03/02‬مؤرخ في ‪10‬أفريؿ‬
‫‪ ،2002‬المعدؿ بموجب القانوف رقـ ‪ ،19/08‬مؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪،2008‬ج ر‪ ،‬عدد‪ ،63‬لسنة‬
‫‪.2008‬‬
‫‪108‬‬
‫‪ .2‬دستور ‪ ،2016‬يمقتضى قانوف ‪ 01-16‬مؤرخ في ‪ 26‬جمادى األولى عاـ ‪ ،1437‬الموافؽ ؿ‪6 :‬‬
‫مارس سنة ‪ ،2016‬يتضمف التعديؿ الدستوري‪.‬‬

‫‪ .3‬النصوص التشريعية‪:‬‬

‫أ‪ -‬القوانين العضوية‪:‬‬

‫‪1‬ػ قانوف عضوي ‪ 01/98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ، 1998‬يتعمؽ باختصاصات مجمس الدولة و تنظيمو‬
‫وعممو ‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ، 37‬لسنة ‪، 1998‬معدؿ و متمـ بالقانوف العضوي رقـ ‪ 13/11‬المؤرخ في ‪26‬‬
‫جويمية ‪، 2011‬ج ر ‪،‬عدد ‪ ،43‬لسنة‪.2011‬‬

‫‪2‬ػ قانوف عضوي ‪ 01/98‬متعمؽ بالمحاكـ اإلدارية‪.‬‬

‫‪3‬ػ القانوف العضوي رقـ ‪12‬ػ‪ ،05‬مؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ 2012‬يتعمؽ باإلعبلـ‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،02‬لسنة‬
‫‪. 2012‬‬

‫ب‪ -‬القوانين العادية ‪.‬‬

‫‪ .1‬ػ المرسوـ التشريعي رقـ ‪ 10/93‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1993‬يتعمؽ بقيـ بورصة القيـ المنقولة‪ ،‬ج ر‪،‬‬
‫عدد ‪،34‬لسنة ‪ 1993‬المعدؿ والمتمـ بالقانوف رقـ ‪ 04/03‬مؤرخ في ‪ 17‬فيفيري ‪ ،2003‬ج ر‪ ،‬عدد‬
‫‪ 14‬لسنة ‪.2003‬‬

‫‪ .2‬القانوف ‪ 10/01‬مؤرخ في ‪ 03‬جويمية ‪ 2001‬يتضمف قانوف المناجـ‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،35‬لسنة ‪،2001‬‬
‫معدؿ و المتمـ بموجب االمر رقـ ‪ ،01/07‬المؤرخ في ‪ 01‬جانفي ‪ ،2007‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،16‬لسنة‬
‫‪2007‬‬

‫‪ .3‬المرسوـ التشريعي رقـ ‪ 10/93‬المؤرخ في ‪ 23‬ماي ‪ ،1993‬يتعمؽ ببورصة القيـ المنقولة ج ر‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،34‬لسنة ‪ ، 1993‬المعدؿ و المتمـ بالقانوف رقـ ‪،04/03‬مؤرخ في ‪17‬فيفيري ‪،2003‬ج ر‪،‬عدد‪11‬‬
‫لسنة ‪.2003‬‬

‫‪ .4‬قانوف رقـ ‪ ،10/03‬مؤرخ في ‪ 18‬جويمية ‪ ،2003‬يتعمؽ بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬ج‬
‫ر‪ ،‬عدد ‪ 43‬لسنة ‪.2003‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ .5‬األمر رقـ ‪ 03-01‬المؤرخ في ‪ 20‬غشت ‪ 2001‬يتعمؽ بتطوير االستثمار‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ ،47‬السنة ‪ ،38‬مؤرخة في ‪ 22‬غشت ‪ ،2001‬ص ‪. 4‬تـ تعديؿ ىذا األمر بموجب األمر ‪08-06‬‬
‫المؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ 2006‬يعدؿ ويتمـ األمر ‪ 03-01‬المتعمؽ بتطوير االستثمار‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫قانون رقم ‪ 11-16‬مؤرخ في ‪ 03‬غشت سنة‬ ‫عدد ‪ ،47‬المؤرخة في ‪ 19‬يوليو ‪ ،2006‬ص ‪،17‬‬
‫‪ ،2016‬يتعمؽ بترقية اإلستثمار‪،‬ج‪.‬ر رقـ ‪ 46‬المؤرخ في ‪ 03‬غشت ‪.2016‬‬

‫‪ .6‬القانوف ‪ ،01/06‬المؤرخ ‪ 20‬فيفري ‪ ،2006‬يتعمؽ بالوقاية مف الفساد و مكافحتو‪ ،‬ج ر ‪ ،‬عدد ‪50‬‬
‫لسنة ‪ . 2010‬وقد تـ تعديؿ ىذا القانوف بموجب القانوف رقـ ‪ 10-10‬يتضمف الموافقة عمى األمر‬
‫‪ 04-10‬المؤرخ في ‪ 26‬غشت ‪ 2010‬الذي يعدؿ يتمـ األمر ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬غشت ‪2003‬‬
‫المتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،66‬مؤرخة في ‪ 3‬نوفمبر ‪ ،2010‬ص ‪.5‬‬

‫‪ .7‬األمر رقـ ‪ 01/12‬مؤرخ في ‪ 13‬فبراير ‪ ،2012‬ج ر عدد ‪ 08‬صادر في ‪ 15‬فبراير ‪ ،2012‬يعدؿ‬


‫و يتمـ القانوف رقـ ‪ 01/05‬المؤرخ في ‪ 06‬فبراير ‪ 2005‬المتعمؽ بالوقاية مف تبييض األمواؿ و‬
‫تمويؿ اإلرىاب ومكافحتيا‪،‬ج ر عدد ‪ 11‬صادر في ‪ 09‬فبراير ‪.2005‬‬

‫‪ .8‬القانوف رقـ ‪ 04/14‬المؤرخ في ‪ 24‬فيفري ‪ 2014‬المتعمؽ بضبط السمعي البصري‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪،16‬‬
‫الصادرة في ‪ 23‬مارس ‪.2014‬‬

‫‪ .9‬قانوف ‪ 86/66‬المؤرخ في ‪ ، 1966/04/28‬المتعمؽ بالرسوـ والنماذج الصناعية ‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪، 35‬‬


‫المؤرخ في ‪. 1966/05/03‬‬

‫‪ .10‬أمر رقـ ‪ 155/66‬المؤرخ في ‪08‬جواف ‪ ،1966‬المتضمف قانوف اإلجراءات الجزائية المعدؿ و‬


‫المتمـ ‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 48‬المؤرخة في ‪10‬جواف ‪.1966‬‬

‫‪ .11‬أمر ‪ 156/66‬المؤرخ في ‪ 08‬جواف ‪ ، 1966‬المتضمف قانوف العقوبات المعدؿ والمتمـ‪.‬‬

‫‪ .12‬أمر ‪75‬ػ‪ 58‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ، 1975‬المتضمف القانوف المدني المعدؿ و المتمـ ‪.‬‬

‫‪ .13‬قانوف رقـ ‪88‬ػ‪ 01‬مؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ ،1988‬يتضمف القانوف التوجييي لممؤسسات العمومية‬
‫واالقتصادية ‪،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ، 02‬صادر في ‪ 19‬جويمية ‪.1989‬‬

‫‪ .14‬قانوف رقـ ‪ 02-89‬مؤرخ في ‪ 1989‬المتعمؽ بحماية المستيمؾ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪،‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ .15‬قانوف ‪89‬ػ‪ 12‬المؤرخ في ‪ 05‬ماي ‪ ، 1989‬المتعمؽ باألسعار ‪،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ، 29‬صادر بتاريخ ‪19‬‬
‫جويمية ‪( 1989‬ممغى)‪.‬‬

‫‪ .16‬قانوف ‪90‬ػ‪ 10‬المؤرخ في ‪ 14‬افريؿ ‪ ، 1990‬يتعمؽ بالنقد و القرض الممغي ‪ ،‬ج ر‪،‬عدد ‪16‬‬
‫الصادر في ‪ 18‬افريؿ ‪ ، 1990‬استبدؿ بأمر رقـ ‪03‬ػ‪ 11‬يتعمؽ بالنقد والقرض ‪،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪،52‬‬
‫مؤرخ في ‪. 2003/08/26‬‬

‫‪ .17‬القانوف رقـ ‪ ،03-2000‬المؤرخ في ‪ 05‬أوت سنة ‪ ،2000‬المحدد لمقواعد العامة المتعمقة بالبريد‬
‫والمواصبلت السمكية والبلسمكية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،48‬الصادرة سنة‪2000‬‬

‫‪ .18‬أمر ‪95‬ػ‪ 06‬المؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ ، 1995‬المتعمؽ بالمنافسة‪،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 09‬صادرفي‬


‫فيفري‪( 1995/‬الممغى)‪.‬‬

‫‪ .19‬أمر ‪ 22/95‬المؤرخ في ‪ ، 1995/08/26‬يتعمؽ بخوصصة المؤسسات العمومية‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪48‬‬


‫الصادر بتاريخ ‪ 03‬ديسمبر ‪.1995‬‬

‫‪ .20‬قانوف رقـ ‪03‬ػ‪ 12‬مؤرخ في ‪ 25‬اكتوبر ‪ 2003‬يتعمؽ بالمصادقة عمى األمر ‪03‬ػ‪ 03‬المؤرخ في‬
‫‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬متعمؽ بالمنافسة‪،‬ج ر عدد ‪ 64‬لسنة ‪.2003‬‬

‫‪ .21‬امر ‪ 03/03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويمية ‪ ، 2003‬المتعمؽ بالمنافسة ج ر‪ ،‬عدد ‪ 43‬ف المؤرخ في ‪30‬‬


‫جويمية ‪. 2003‬‬

‫‪ .22‬امر رقـ ‪ 07/03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ ، 2003‬المتعمؽ ببراءات االختراع ‪،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪، 44‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 23‬يوليو ‪.2003‬‬

‫‪ .23‬امر ‪ 06/03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ ، 2003‬المتعمؽ بالعبلمات‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 44‬الصادر بتاريخ‬


‫‪ 23‬يوليو ‪.2003‬‬

‫‪ .24‬أمر ‪ 11/03‬مؤرخ في ‪26‬ػ‪08‬ػ‪ 2003‬يتعمؽ بالنقد والقرض‪،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 52‬صادر في ‪ 27‬أوت‬


‫‪. 2003‬‬

‫‪ .25‬امر ‪ 02/04‬المؤرخ في ‪23‬جواف ‪ ، 2004‬يحدد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية ‪ ،‬ج ر‪،‬‬
‫عدد ‪ 41‬الصادر في ‪.2004‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ .26‬القانوف رقـ ‪ ،12 – 05‬المؤرخ في ‪ 4‬أوت ‪ ،2005‬المتعمؽ بالمياه‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،60‬‬
‫الصادرة في ‪ 4‬سبتمبر ‪.2005‬‬

‫‪ .27‬قانوف رقـ ‪08‬ػ‪ 09‬المؤرخ في في ‪ 25‬فبراير ‪ ، 2008‬يتضمف قانوف االجراءات المدنية واالدارية‪،‬ج‬
‫ر‪ ،‬عدد ‪ 21‬المؤرخة في ‪. 2008/04/23‬‬

‫‪ .28‬قانوف ‪ 12/08‬المؤرخ في ‪ 25‬جواف ‪ ، 2008‬يعدؿ ويتمـ قانوف رقـ ‪ ، 03/03‬المتعمؽ بالمنافسة ‪،‬‬
‫ج ر‪ ،‬عدد ‪ 36‬الصادر في ‪. 2008/07/02‬‬

‫‪ .29‬قانوف رقـ ‪10‬ػ‪ 05‬مؤرخ في ‪15‬اوت ‪ 2010‬يعدؿ ويتمـ األمر رقـ ‪03‬ػ‪ 03‬المؤرخ في ‪19‬يوليو‬
‫‪ 2003‬المتعمؽ بالمنافسة ‪،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 46‬لسنة‪.2010‬‬

‫‪ .30‬قانوف ‪ 03/09‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ ، 2009‬المتعمؽ بحماية المستيمؾ وقمع الغش ‪ ،‬ج ر‪،‬عدد‬
‫‪ 15‬المؤرخة في ‪ 08‬مارس ‪.2009‬‬

‫‪ .31‬قانوف رقـ ‪03‬ػ‪ 12‬مؤرخ في ‪ 25‬اكتوبر ‪ 2003‬يتعمؽ بالمصادقة عمى األمر ‪03‬ػ‪ 03‬المؤرخ في‬
‫‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬متعمؽ بالمنافسة‪،‬ج ر عدد ‪ 64‬لسنة ‪. 2003‬‬

‫‪ .32‬أمر ‪ 11/03‬مؤرخ في ‪26‬ػ‪08‬ػ‪ 2003‬يتعمؽ بالنقد والقرض‪،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 52‬صادر في ‪ 27‬أوت‬


‫‪.2003‬‬

‫‪ -3‬المراسيم التنظيمية‪:‬‬

‫‪1‬ػ مرسوـ رئاسي ‪96‬ػ‪ 44‬مؤرخ في ‪17‬جانفي ‪ 1996‬يجدد النظاـ الداخمي لمجمس المنافسة‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد‬
‫‪ 5‬صادر في ‪ 21‬جانفي ‪ ، 1996‬معدؿ بمقتضى قرار رقـ ‪ 01‬المؤرخ في ‪ 24‬جويمية ‪ 2013‬المحدد‬
‫لمنظاـ الداخمي لمجمس المنافسة ‪(.‬ممغى)‬

‫‪2‬ػ مرسوـ رئاسي مؤرخ في ‪ 15‬جانفي ‪ 2013‬يتضمف تعييف أعضاء مجمس المنافسة‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪07‬‬
‫صادر في تاريخ ‪30‬جانفي‪.2013‬‬

‫‪ .3‬مرسوـ رئاسي رقـ ‪ 247-15‬مؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر سنة ‪ ،2015‬يتضمف تنظيـ الصفقات العمومية و‬
‫تفويضات المرفؽ العاـ‪ .‬ج‪.‬ر رقـ ‪ 50‬المؤرخة في ‪ 20‬سبتمبر ‪.2015‬‬

‫‪112‬‬
‫‪ .4‬مرسوـ رئاسي رقـ ‪ 03-13‬المؤرخ في ‪ 13‬يناير سنة ‪ ،2013‬يعدؿ و يتمـ المرسوـ الرئاسي رقـ‬
‫‪ 236-10‬المؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر سنة ‪ 2010‬و المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية‪(.‬ج ر رقـ ‪02‬‬
‫المؤرخة في ‪.2013/01/13‬‬

‫‪ .5‬مرسوـ رئاسي رقـ ‪ 23-12‬مؤرخ في ‪ 18‬يناير سنة ‪ ،2012‬يعدؿ و يتمـ المرسوـ الرئاسي رقـ‬
‫‪ 236-10‬المؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر سنة ‪ 2010‬و المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية‪(.‬ج ر رقـ ‪04‬‬
‫المؤرخة في ‪ 26‬جانفي ‪.2012‬‬

‫‪ .6‬مرسوـ رئاسي رقـ ‪ 236-10‬مؤرخ في ‪ 7‬أكتوبر سنة ‪ ،2010‬يتظمف تنظيـ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫(الجريدة الرسمية رقـ ‪ 58‬المؤرخة في ‪ 7‬أكتوبر ‪.2010‬‬

‫‪ .7‬مرسوـ رئاسي رقـ ‪ 98-11‬مؤرخ في أوؿ مارس سنة ‪ ،2011‬يعدؿ و يتمـ المرسوـ الرئاسي رقـ‬
‫‪ 236-10‬المؤرخ في ‪ 7‬أكتوبر سنة ‪ 2010‬و المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية‪( .‬الجريدة الرسمية‬
‫رقـ ‪ 14‬المؤرخة في ‪ 06‬مارس ‪.2011‬‬

‫‪ .8‬مرسوـ رئاسي رقـ ‪ 222-11‬مؤرخ في ‪ 16‬يونيو سنة ‪ ،2011‬يعدؿ المرسوـ الرئاسي رقـ ‪-10‬‬
‫‪ 236‬المؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر سنة ‪ 2010‬و المتضمف تنظيـ الصفقات العمومية‪(.‬الجريدة الرسمية‬
‫رقـ ‪ 34‬المؤرخة في‪ 19‬جواف ‪.2011‬‬

‫‪ .9‬مرسوـ تنفيذي رقـ ‪ 13-14‬مؤرخ في ‪ 20‬أبريؿ سنة ‪ ،2014‬يوجب عمى المؤسسات و مجموعات‬
‫المؤسسات و تجمعات المؤسسات التي تعمؿ في إطار إنجاز الصفقات العمومية لبعض قطاعات‬
‫النشاطات أف تكوف ليا شيادة التأىيؿ و التصنيؼ والمينييف‪ (.‬ج‪.‬ر رقـ ‪ 26‬المؤرخة في ‪ 07‬ماي‬
‫‪.2014‬‬

‫‪ .10‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪2000‬ػ‪ ، 314‬مؤرخ في ‪ 14‬اكتوبر ‪ 2000‬يحدد المقاييس التي تبيف اف‬
‫العوف االقتصادي في وضعية الييمنة و كذاؾ مقاييس األعماؿ الموصوفة بالتعسؼ في وضعية‬
‫الييمنة‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد‪ 61‬صادر في ‪ 18‬اكتوبر ‪ ، 2000‬يمغي المادة ‪ 73‬مف األمر ‪03‬ػ‪ 03‬المتعمؽ‬
‫بالمنافسة‪.‬‬

‫‪ .11‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 315/2000‬المؤرخ في ‪ 14‬أكتوبر ‪ ,2000‬يحدد مقاييس تقدير مشاريع‬


‫التجميع أو التجميعات ‪ ,‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 61‬لسنة ‪.2000‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ .12‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 250/02‬المؤرخ في ‪ 24‬يوليو ‪ ، 2002‬يتضمف الصفقات العمومية ‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 52‬لسنة ‪( 2002‬ممغى)‪.‬‬

‫‪ .13‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 45/02‬المؤرخ في ‪ ، 2002/12/21‬يحدد صبلحيات الوزير المكمؼ‬


‫بالتجارة‪ ،‬ج ر‪،‬عدد ‪ ، 85‬الصادر في ‪.2002/12/22‬‬

‫‪14‬ػ مرسوـ تنفيذي رقـ ‪05‬ػ‪ 175‬مؤرخ في ‪ 08‬ماي ‪ 2005‬يحدد كيفيات الحصوؿ عمى التصريح بعدـ‬
‫التدخؿ بخصوص االتفاقيات و وضعية الييمنة عمى السوؽ ‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 35‬صادر في ‪ 18‬ماي‬
‫‪. 2005‬‬

‫‪15‬ػ المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 219/05‬المؤرخ في ‪ 2005/06/02‬يتعمؽ بالترخيص لعمميات التجميع‪،‬ج ر‪،‬‬
‫عدد ‪، 43‬الصادر في ‪.2005/06/22‬‬

‫‪16‬ػ مرسوـ تنفيذي رقـ ‪11‬ػ‪ 108‬مؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ 2011‬يحدد السعر االقصى عند االستيبلؾ‬
‫وكذلؾ ىوامش الربح القصوى عند اإلنتاج واالستيراد عند التوزيع بالجممة و التجزئة لمادتي الزيت‬
‫الغذائي والسكر العادي والسكر األبيض ‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 15‬صادر في ‪ 09‬مارس ‪.2011‬‬

‫‪17‬ػ المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 241/11‬المؤرخ في ‪ 10‬يوليو ‪ ،2011‬يحدد تنظيـ مجمس المنافسة و سيره‪.‬‬

‫‪18. Loi n° 2008-776 du 04 Aout 2008 , portant modernisation de l’économie, J.O n° 181 du‬‬
‫‪Aout 2008 . FRANCE‬‬

‫‪19. Ordonnance n° 2008-1161, du 13 Novembre 2008 portant modification de la régulation‬‬


‫‪de la concurrence, J.O, du 14 Novembre 2008. FRANCE.‬‬

‫‪ -V‬الرسائل و المذكرات ‪:‬‬

‫رسائل الدكتوراه‪:‬‬

‫‪ .1‬محمد الشريؼ كتو‪ ،‬الممارسات التنافسية لممنافسة ‪ ،‬القانوف الجزائري ‪ ،‬دراسة مقارنة بالقانوف‬
‫الفرنسي‪ ،‬رسالة دكتوراه في القانوف ‪ ،‬فرع القانوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ‪،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‬
‫‪.2005‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ .2‬جبلؿ مسعد‪ ،‬تاثر المنافسة الحرة بالممارسات التجارية ‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة الدكتوراه في القانوف‪ ،‬فرع‬
‫قانوف اعماؿ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪.2012/12/06 ،‬‬

‫‪ .3‬أميرة عبد الغفار محمد أبو زيد‪،‬الوسائؿ القانونية لمكافحة الممارسات االحتكارية و حماية المنافسة‬
‫‪،‬دراسة مقارنة بيف القانوف المصري و التشريعات األمريكية المقابمة‪،‬رسالة لنيؿ درجة الدكتوراه في‬
‫القانوف ‪،‬جامعة القاىرة ‪ ،‬يناير‪.2010‬‬

‫‪ .4‬عمر محمد حماد ‪،‬االحتكار و المنافسة غير المشروعة دراسة تحميمية مقارنة‪،‬رسالة لنيؿ درجة‬
‫الدكتوراه في القانوف‪،‬جامعة القاىرة‪.2008،‬‬

‫‪ .5‬أسامة فتحي عبادة يوسؼ‪،‬النظاـ القانوني لعمميات التركيز االقتصادي في قانوف المنافسة‪،‬دراسة‬
‫تحميمية مقارنة‪،‬رسالة مقدمة لمحصوؿ عمى درجة دكتوراه في الحقوؽ‪،‬جامعة المنصورة‪.2011،‬‬

‫‪ .6‬نعيـ جميؿ صالح سبلمة‪،‬المنافسة غير المشروعة في العبلمة التجارية‪،‬دراسة مقارنة في القوانيف‬
‫العربية واتفاقيات التجارة الدولية‪ ،‬رسالة لمحصوؿ عمى درجة الدكتوراه في الحقوؽ‪ ،‬جامعة‬
‫القاىرة‪.2013،‬‬

‫‪.7‬عابد شريط‪ ،‬دراسة تحميمية لواقع وأفاؽ الشراكة األورو‪-‬متوسطية –حالة دوؿ المغرب العربي_‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه دولة في العموـ االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2004-2003 ،‬‬

‫‪ .8‬جماؿ عمورة ‪ ،‬دراسة تحميمية وتقييمية التفاقيات الشراكة العربية األورو‪-‬متوسطية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫في العموـ االقتصادية‪ ،‬فرع تحميؿ اقتصادي‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006/2005 ،‬‬

‫‪ .9‬عبد الناصر فتحي الجموي‪،‬االحتكار المحظور و تأثيره عمى حرية التجارة‪،‬دراسة قانونية مقارنة‪،‬رسالة‬
‫لنيؿ درجة الدكتوراه في الحقوؽ‪،‬جامعة القاىرة‪.2008،‬‬

‫‪ .10‬جاسـ محمد يمسيف عبد ا﵀ الراشد‪ ،‬مظاىر السموؾ االحتكاري وآليات مكافحتو في القانوف الكويتي‬
‫والمصري‪،‬رسالة مقدمة لنيؿ درجة الدكتوراه في القانوف التجاري‪،‬جامعة القاىرة‪.2011،‬‬

‫‪ .11‬وليد عزت الدسوقي عشري الجبلد‪ ،‬الوضع المسيطر في قانوف حماية المنافسة ومنع الممارسات‬
‫االحتكارية‪،‬دراسة مقارنة في القوانيف المصري و األمريكي و األوروبي ‪،‬رسالة مقدمة لمحصوؿ عمى‬
‫درجة الدكتوراه في الحقوؽ‪،‬جامعة المنوفية‪،‬مصر ‪،‬دوف سنة نشر‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ .12‬عمي مغاوري شمبي‪ ،‬سياسات حماية المنافسة و منع االحتكار في ظؿ االقتصاد الحر‪ ،‬أىـ التجارب‬
‫الدولية مع دراسة خاصة لمحالة المصرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة عيف شمس‪.2004 ،‬‬

‫‪ .13‬وليد عزت الدسوقي عشري الجبلد‪ ،‬الوضع المسيطر في قانوف حماية المنافسة و منع الممارسات‬
‫االحتكارية "دراسة مقارنة في القوانيف المصري و المريكي و األوروبي‪ ،‬رسالة مقدمة لمحصوؿ عاى‬
‫درجة الدكتوراه في الحقوؽ‪ ،‬جامعة المنوفية‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ .14‬أميرة عبد الغفار محمد أبوزيد‪ ،‬الوسائؿ القانونية لمكافحة الممارسات االحتكارية و حماية المنافسة‪،‬‬
‫دراسة مقارنة بيف القانوف المصري و التشريعات األمريكية المقابمة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوؽ‪،‬‬
‫جامعة القاىرة‪.‬‬

‫‪ .15‬مختور دليمة‪ ،‬تطبيؽ قانوف المنافسة في إطار عقود التوزيع‪ ،‬أطروحة لنيؿ شيادة دكتوراه في العموـ‪،‬‬
‫تخصص قانوف األعماؿ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪،‬تيزي وزو‪.‬‬

‫‪ .16‬بدرة لعور‪ ،‬آليات مكافحة الممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيؿ شيادة‬
‫دكتوراه في الحقوؽ‪ ،‬تخصص قانوف أعماؿ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬

‫‪ -‬المقاالت المتخصصة‪:‬‬

‫‪ 1‬ػ كتو محمد الشريؼ ‪ ،‬حماية المستيمؾ مف الممارسات المنافسة لممنافسة ‪ ،‬مجمة إدارة ‪ ،‬عدد ‪،23‬‬
‫‪ ،2002‬ص‪.76 -53‬‬

‫‪2‬ػ جبلؿ مسعد محتوت‪ ،‬استقبللية وحياد مجمس المنافسة المجمة النقدية لمقانوف والعموـ السياسية عدد ‪، 1‬‬
‫كمية الحقوؽ ‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو ‪ ،2009‬صفحة ‪221‬ػ‪.251‬‬

‫‪ 3‬ػ عز الديف عيساوي‪ ،‬المكانة الدستورية لمييئات اإلدارية المستقمة‪،‬مآؿ مبدأ‪ ،‬الفصؿ بيف السمطات‬
‫االجتياد القضائي‪ ،‬العدد الرابع مخبر اثر االجتياد القضائي عمى حركة التشريع بجامعة محمد خيضر‬
‫بسكرة‪.‬‬

‫‪ 4‬ػ مميكة اوباية‪ ،‬اختصاص منح االعتماد لدى السمطات اإلدارية المستقمة ‪ ،‬الممتقى الوطني حوؿ سمطات‬
‫الضبط المستقمة في المجاؿ االقتصادي جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪5‬ػ بوبكر بزغيش‪ ،‬خصوصية إجراءات الطعف في الق اررات الصادرة عف السمطات اإلدارية المستقمة ‪،‬‬
‫الممتقى الوطني حوؿ سمطات الضبط المستقمة في المجاؿ االقتصادي والمالي كمية الحقوؽ و العموـ‬
‫االقتصادية‪،‬جامعة عبد الرحماف ميرة بجاية‪،‬‬

‫‪6‬ػ ليمى ماديو‪ ،‬تكريس الرقابة القضائية عمى سمطات الضبط المستقمة في التشريع الجزائري ‪ ،‬الممتقى‬
‫الوطني حوؿ سمطات الضبط المستقمة في المجاؿ االقتصادي والمالي كمية الحقوؽ و العموـ‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة بجاية‬

‫‪ 7‬ػ محمد تيروس‪ ،‬فكرة النظاـ العاـ االقتصادي كنقطة التقاء بيف قواعد المنافسة و الحرية التجارية‪ ،‬مجمة‬
‫دراسات قانونية‪ ،‬كمية الحقوؽ جامعة تممساف سنة ‪2007‬‬

‫‪ 8‬ػ منى بف لطرش‪ ،‬السمطات اإلدارية المستقمة في المجاؿ المصرفي‪ ،‬وجو جديد لدور الدولة‪ ،‬مجمة إدارة‪،‬‬
‫عدد ‪ 2000 ،02‬ص ‪57‬ػ‪82‬‬

‫‪9‬ػ عبد الرحماف الممحـ‪ ،‬التقييد األفقي لممنافسة مع التركيز عمى اتفاؽ تحديد األسعار مجمة الحقوؽ عدد‬
‫‪ 1995 ،04‬ص ‪11‬ػ‪104‬‬

‫‪10‬ػ عبد الرحماف الممحـ‪ ،‬االحتكار المحظور و محظورات االحتكار في ظؿ نظرية المنافسة التجارية‬
‫مجمة القانوف و االقتصاد عدد ‪ 1993 ،63‬ص ‪377‬ػ‪. 461‬‬

‫‪11‬ػ خديجة قنوس‪ ،‬االختصاص التنظيمي لمييئات الضبط االقتصادي بيف النصوص القانونية و الوقائع ‪،‬‬
‫مدخمة في في الممتقى الوطني حوؿ اثر التحوالت االقتصادية عمى المنظومة القانونية الوطنية جامعة‬
‫جيجؿ أياـ ‪ 30‬نوفمبر ‪ 01‬ديسمبر ‪.2011‬‬

‫‪ 12‬ػ زاينة ايت وازو‪ ،‬دراسة نقدية في سمطات الضبط المستقمة‪ ،‬أعماؿ الممتقى الوطني حوؿ سمطات‬
‫الضبط المستقمة أياـ ‪ 24/23‬ماي جامعة بجاية ‪.2011‬‬

‫‪ 13‬ػ قوراري مجدوب‪ ،‬رقابة القاضي اإلدارية الق اررات الييئات اإلدارية المستقمة‪ ،‬أعماؿ الممتقى الوطني‬
‫حوؿ دور القاضي اإلداري في حماية الحقوؽ والحريات العامة ‪ ،‬كمية الحقوؽ المركز الجامعي لوادي‬
‫سوؼ ‪. 2010‬‬

‫‪ .14‬نوارة حسيف‪ ،‬واقع وآفاؽ الشراكة مع االتحاد األوروبي‪ ،‬المجمة النقدية لمقانوف والعموـ السياسية‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪-‬تيزي وزو‪ ،-‬العدد ‪ ،2‬سنة ‪ ،2007‬ص ‪ 85‬وما بعدىا ‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫‪ .15‬حسني درويش عبد الحميد‪ ،‬الفصؿ بيف الضبط اإلداري و الضبط القضائي‪ ،‬مجمة المحاماة‪ ،‬العدد‬
‫األوؿ‪ ،‬القاىرة‪.‬‬

‫‪ .16‬أحمد عبد الحميد أبوىنطش‪ ،‬السياسات االقتصادية في ظؿ إقتصاد السوؽ‪ ،‬بحث مقدـ لممؤتمر‬
‫العممي السنوي السادس و العشروف لئلقتصاديف المصريف‪ ،‬الجمعية المصرية لئلقتصاد السياسي و‬
‫اإلحصاء و التشريع‪ ،‬أياـ‪ -16-15 :‬نوفمبر‪.2007 ،‬‬

‫‪ .17‬الزيف منصوري‪ ،‬دور الدولة في تنظيـ المنافسة و منع الممارسات االحتكارية في ظؿ إقتصاد‬
‫السوؽ‪ - ،‬حالة الجزائر – مجمة أبحاث إقتصادية و إدارية‪ ،‬العدد الحادي عشر‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية و التجارية و عموـ التسيير‪ ،‬جواف‪.2011،‬‬

‫‪ -‬اجتياد مجمس الدولة و محكمة التنازع‪:‬‬

‫‪1‬ػ القرار رقـ ‪ 13‬صادر في ‪ 31‬ماي ‪ ،1999‬قضية اتحاد بنؾ المؤسسة المالية في شركة المساىمة‬
‫(يونيف بنؾ) ضد محافظ بنؾ الجزائر ‪ ،‬مجمة إدارة ‪ ،‬المدرسة الوطنية لئلدارة‪،‬العدد األوؿ ‪.1999‬‬

‫‪2‬ػ قرار مجمس الدولة رقـ‪ 002871:‬مؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر ‪ ، 2001‬مجمس الدولة الجزائري العدد ‪.01‬‬

‫‪3‬ػ القرار رقـ ‪ 002138‬مؤرخ في ‪ 08‬ماي ‪ ،2000‬يونيف بنؾ ضد محافظ بنؾ الجزائر ‪ ،‬مجمس الدولة‬
‫الجزائري‪ ،‬العدد السادس ‪،2005‬‬

‫‪4‬ػ القرار رقـ ‪ 19081‬مؤرخ في ‪ ،2003/12/30‬قضية مساىمي البنؾ التجاري الصناعي الجزائري ضد‬
‫المجنة المصرفية‪،‬مجمس الدولة الجزائري‪ ،‬العدد السادس ‪2005‬‬

‫‪5‬ػ قرار محكمة التنازع رقـ ‪ 42‬مؤرخ في ‪ 2007/12/09‬مجمس الدولة عدد ‪09‬نسخة ‪.200‬‬

‫‪6‬ػ قرار رقـ ‪ ، 1909797‬صادر عف المحكمة العميا‪ ،‬بتاريخ ‪ ، 1999/07/13‬المجمة القضائية عدد‬
‫‪ 01‬سنة ‪.2002‬‬

‫‪7‬ػ قرار رقـ ‪ 283058‬قرار الغرفة اإلدارية‪ ،‬المحكمة العميا‪ ،‬بتاريخ ‪ ، 2002/05/25‬المجمة القضائية‬
‫العدد األوؿ ‪ ،‬قسـ الوثائؽ ‪ ،‬المحكمة العميا سنة ‪. 2002‬‬

‫‪118‬‬
‫ج ‪-‬التقارير السنوية لمجمس المنافسة‪.‬‬

‫‪ .1‬التقرير السنوي لسنة ‪.1997‬‬


‫‪ .2‬التقرير السنوي لسنة ‪.1998‬‬
‫‪ .3‬التقرير السنوي لسنة ‪.1999‬‬
‫‪ .4‬التقرير السنوي لسنة ‪.2014 /2013‬‬
‫‪ .5‬التقرير السنوي لسنة ‪.2015/2014‬‬

‫د‪ -‬الق اررات الصادرة عن مجمس المنافسة‪:‬‬

‫‪ .1‬قرار رقـ ‪ 97‬ؽ ‪ 04‬المؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ 1997‬حوؿ إخطارشركة ‪AGRO-SERVICES‬‬


‫‪. INTERNATIONAL‬‬

‫‪ .2‬قرار رقـ ‪ 97‬ؽ ‪ 02‬المؤرخ في ‪ 15‬جواف ‪ 1997‬حوؿ إخطار الشركة الوطنية لمتبغ و الكبريت‪.‬‬

‫‪ .3‬قرار رقـ ‪ 98‬ؽ ‪ 02‬المؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر ‪ ،1998‬حوؿ اإلخطار المتعمؽ بإسناد صفقة إلنجاز‬
‫مقر مديرية البريد و اإلتصاالت السمكية و البلسمكيةبأدرار‪.‬‬

‫‪ .4‬قرار رقـ ‪ 98‬ؽ ‪ 03‬المؤرخ في‪ 13‬ديسمبر ‪ 1998‬حوؿ ممارسات الشركة الوطنية لمتبغ و الكبريت‪.‬‬

‫‪ .5‬قرار رقـ ‪99‬ؽ ‪ 01‬المؤرخ في‪ 23‬جواف ‪ 1998‬حوؿ ممارسات المرتكبة مف طرؼ المؤسسة الوطنية‬
‫لمصناعات اإلكترونية وحدة سيدي بمعباس‪.‬‬

‫‪ .6‬قرار رقـ ‪ 2015/01‬مؤرخ في ‪ 02‬أفريؿ ‪ ،2015‬يتعمؽ بطمب رخصة لعممية تجميع مودعة مف‬
‫طرؼ الشركتيف "‪ "SANOFI‬و "‪."CHEPLAPHARM‬‬

‫‪ .7‬لشاس سلُ ‪ 2015/10‬صادس عٓ ِجٍظ إٌّافغح فً جٍغره إٌّعمذج ٌىَ ‪ 18‬جىاْ ‪ ٬2014‬قضٌة‬
‫رقم‪ 2002/44‬بٌن رئٌس جمعٌة المهنٌٌن للغاز و الوقود الكائن ضد‪ ꞉‬الشركة الوطنٌة نفطال‪.‬‬

‫‪ .8‬لشاس سلُ‪ 2015/13‬صادس عٓ ِجٍظ إٌّافغح فً جٍغره إٌّعمذج ٌىَ ‪ٔ13‬ىفّثش ‪ 2014‬القضٌة‬
‫رقم‪ 2003/25‬بيف السٌد سلٌمانً مجٌد‪.‬ضد الشركة ذات المسؤولٌة المحدودة ʺافريʺ‬

‫‪ .9‬لشاس سلُ‪ 2015/20‬صادس عٓ ِجٍظ إٌّافغح فً جٍغره إٌّعمذج ٌىَ ‪ 16‬افشًٌ ‪ 2015‬قضٌة‬
‫رقم‪ 2013/42‬بٌن السٌد دوخانجً رابح ضد‪ :‬شركة سوناطراك‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫‪ .10‬لشاس سلُ ‪ 2015/25‬صادس عٓ ِجٍظ إٌّافغح‪ ٬‬فً جٍغره إٌّعمذج ٌىَ ‪ 16‬افشًٌ ‪ ٬2015‬قضٌة‬
‫رقم‪ 2014/03‬بٌن الشركة ذات اٲلسهم رونو ضد‪ :‬الشركة ذات االسهم سوفاك‬

‫‪ .11‬قرار قػرار رقـ‪ 2015/27‬الصادر عف مجمس المنافػػسة في جمستو المنعقدة يوـ ‪ 04‬نوف ػػمبر‪2015‬‬
‫الشركة ذات المسؤولية المحدودة"اليبلؿ لمورؽ"‪ ،‬الكائف مقرىا بػ‪:‬‬ ‫القضية رقـ ‪ 2013/ 47‬بيف‬
‫المنطقة الصناعية‪ ،‬تجزئة رقـ ‪ ، 02‬القطعة » ‪ « C‬وادي السمار‪ ،‬الجزائر ‪ .‬ضد‪ :‬الشركتيف ذات‬
‫المسؤولية المحدودة‪ " :‬الرياف لمورؽ"‪ ،‬الكائف مقرىا ب‪ :‬المنطقة الصناعية الميف ‪ ،‬البوني‪ ،‬عنابة‬

‫" المؤسسة الجزائرية لمورؽ و الطبع" الكائف مقرىا ب‪ :‬المنطقة الصناعية الميف ‪ ،‬البوني‪ ،‬عنابة‪.‬‬

‫‪ .12‬لشاس سلُ ‪ 2015/22‬صادس عٓ ِجٍظ إٌّافغح فً جٍغره إٌّعمذج ٌىَ ‪ 16‬أفشًٌ ‪ ٬2015‬قضٌة‬
‫رقم‪ 2006/32‬بٌن الشركة ذات المسؤولٌة المحدودة واست امبور الكائن مقرها بـ‪ :‬شارع بن‬
‫توهامً عبد القادر فروحة – معسكر‪ -‬ضد‪ :‬مجمع سٌفٌتال الكائن مقره ب ‪:‬تجزئة ʺدʺ قارٌدي‪4‬‬
‫القبة –الجزائر‬

‫‪ .13‬لشاس سلُ‪ 2015/21‬صادس عٓ ِجٍظ إٌّافغح فً جٍغره إٌّعمذج ٌىَ ‪ 16‬افشًٌ ‪ ٬2015‬القضٌة‬
‫رقم‪ ꞉2015/23‬ٳخطارمتعلق بطلب التدابٌر المؤقتة‪ ٬‬تٍٓ الشركة ذات المسؤولٌة المحدودة‬
‫ʺاٌماكورʺالكائن مقرها بـ ‪ 255 :‬شارع ٌاغموراسن‪ ٬‬حً السالم (سانت هٌبار سابقا ) – وهران ‪-‬‬
‫ضد‪:‬الشركة ذات األسهم الفارج الجزائر الكائن مقرها ب ‪ :‬المركز التجاري لباب الزوار الطابق‬
‫السادس برج ‪ 2‬بلدٌة باب الزوار – الجزائر‪.‬‬

‫‪ .14‬لشاس سلُ‪ 2015/24‬صادس عٓ ِجٍظ إٌّافغح فً جٍغره إٌّعمذج ٌىَ ‪ 16‬أفشًٌ ‪ 2015‬قضٌة‬
‫رقم‪ ꞉2013/42‬ٳخطار متعلق بطلب التدابٌر المؤقتة‪ ،‬السٌد دوخانجً رابح ممثل الموزعٌن‬
‫الخواص للمزلقات الكائن مقره ب ‪ :‬حً اللوز رقم ‪ 32‬بنً عمران – بومرداس ‪ -‬ضد كل من ‪:‬‬
‫‪ -‬شركة سوناطراك الكائن مقرها ب ‪ :‬جٕاْ اٌٍٍّه حٍذسج –اٌجضائش ‪-‬‬
‫‪ -‬و سلطة ضبط المحروقات الكائن مقرها ب ‪ :‬مبنى وزارة الطاقة و المناجم وادي حٌدرة – الجزائر‪.‬‬

‫‪ .15‬لــشاس سلُ ‪ 2015/26‬اٌصادس عٓ ِجٍظ إٌّـافـــغح فً جٍغره إٌّعمذج ٌىَ ‪ٔ 04‬ىفــّثش‪٬ 2015‬‬
‫اٌمضٍح سلُ ‪ 2013/ 50‬تٍٓ اٌششوح راخ اٌّغؤوٌٍح اٌّحذودج " ‪ ٬ "PETROSER‬اٌىائٓ ِمشها‬
‫تمطعح عٍغاخ إٌذٌش سلُ ‪ 209-208‬اٌششالح – اٌجضائش ضذ‪:‬اٌششوح راخ األعهُ " ‪GREIF-SPA-‬‬
‫‪ ٬ " ALGERIE‬اٌىائٓ ِمشها تإٌّطمح اٌصٕاعٍح ‪ ٬‬اسصٌى‪ -‬وهشاْ‪.‬‬

‫‪ .16‬لشاس سلُ‪ 2015/17‬صادس عٓ ِجٍظ إٌّافغح فً جٍغره إٌّعمذج ٌىَ ‪ٔ 13‬ىفّثش ‪ ٬2014‬قضٌة‬
‫رقم‪꞉2013/47‬اخطار متعلق ب‪(:‬طلب التدابٌر المؤقتة)بٌن الشركة ذات المسؤولٌة المحدودةʺاٌهالي‬
‫ٌٍىسقʺ الكائن مقرها بالمنطقة الصناعٌة واد السمار ‪-‬الجزائر –‬

‫‪120‬‬
‫ضد‪ -:‬الشركة ذات المسؤولٌة المحدودةʺ اٌشٌاْ ٌٍىسق ʺاٌىائٓ ِمشها ب ‪ 26‬طشٌك اٌثىًٔ –عٕاتح –‬

‫‪ -‬الشركة ذات المسؤولٌة المحدودة ʺ المؤسسة الجزائرٌة للورق و الطباعة ʺ الكائن مقرها بالمنطقة‬
‫الصناعٌة البونً – عنابة‪.‬‬

‫‪ .06‬قـرار رقم‪ 4305/48‬الصادر عن مجلس المنــافـسةفً جلسته المنعقدة ٌوم ‪ 32‬نوفــــــمبر‪4305‬‬


‫القضٌة رقم ‪ 4300/ 28‬بٌن الشركة ذات المسؤولٌة المحدودة"ستباب ألف" ‪ ،‬الكائن مقرها ب‪،53 :‬‬
‫المنطقة الصناعٌة ‪ ،‬الطاهر الصغٌر ‪ ،‬الحجار ‪ ،40433‬عنابة ‪ .‬ضد‪ :‬الشركتٌن ذات المسؤولٌة‬
‫المحدودة ‪ " :‬الرٌان للورق" ‪ ،‬الكائن مقرها ب‪ :‬المنطقة الصناعٌة المٌن ‪ ،‬البونً‪ ،‬عنابة‪.‬‬

‫و " المؤسسة الجزائرٌة للورق و الطبع" الكائن مقرها بــ‪ :‬المنطقة الصناعٌة المٌن ‪ ،‬البونً‪ ،‬عنابة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المووؤلفووات العوووووامووووة‪:‬‬

‫‪ .1‬عبد الرحماف إبف خمدوف‪ ،‬المقدمة ‪،‬دار الكتاب العممية الطبعة الثامنة‪،‬بيروت‪.2003،‬‬

‫السيد سابؽ‪ ،‬فقو السنة‪ ،‬المجمد الثالث‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.1983 ،‬‬

‫‪ .2‬عبد الرزاؽ أحمد السنيوري‪ ،‬شرح القانوف المدني‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة الثانية الجديدة‪،‬‬
‫منشورات الجميس الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪.1991،‬‬

‫‪ .3‬منصور ممدوح محمود‪ ،‬العولمة‪ :‬دراسة في المفيوـ والظاىرة واألبعاد‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬المكتب‬
‫الجامعي الحديث‪ ،‬القاىرة‪.2010،‬‬

‫‪ .4‬سالـ كرير المرزوقي‪ ،‬التنظيـ السياسي واإلداري في جميورية الغد‪ ،‬مكتبة المنار‪ ،‬الطبعة التاسعة‪،‬‬
‫تونس‪.2007،‬‬

‫‪ .5‬مصطفى سبلمة‪ ،‬قواعد الجات‪ :‬االتفاؽ العاـ لمتعريفة الجمركية والتجارية‪ ،‬منظمة التجارة العالمية‪،‬‬
‫اإلغراؽ‪ ،‬الحماية‪ ،‬اإلستثمار‪ ،‬التكتبلت االقميمية‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫لبناف‪.1998 ،‬‬

‫‪ .6‬حاتـ بف عثماف‪ ،‬بؤس العولمة‪ ،‬مركز النشر الجامعي‪.2003،‬‬

‫‪ .7‬أحمد محمد محرز‪ ،‬الحؽ في المنافسة المشروعة في مجاالت النشاط االقتصادي (صناعة‪ ،‬تجارة‪،‬‬
‫خدمات)‪ ،‬دار الكتب‪.1994،‬‬

‫‪ .8‬محمد بف فرج‪ ،‬الوجيز في قانوف المنافسة‪ ،‬نشرية المدرسة القومية لئلدارة‪.1998 ،‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ .9‬أرنولد ج‪ ،‬ىايدنيايمر‪ ،‬ىيوىيكمو‪ ،‬كاروليف تيش آدمز‪ ،‬السياسات العامة المقارنة‪ :‬سياسة الخيار‬
‫اإلجتماعي في أمريكا و أوروبا‪ ،‬والياباف‪ ،‬ترجمة أمؿ الشرقي‪ ،‬األىمية لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف ‪.1999‬‬

‫‪ .10‬عبد الحميد براىيمي‪ ،‬المغرب العربي في مفترؽ الطرؽ في ظؿ التحوالت العالمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربية‪.1996،‬‬

‫‪ .11‬أي زاجاؾ إدوارد‪ ،‬االقتصاد السياسي واإلنصاؼ‪ ،‬ترجمة نادر إدريس التؿ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫الكتاب الحديث لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪.1998 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراجع المتخصصة‪:‬‬

‫‪ .1‬بالمغة العربية‪.‬‬

‫‪ -I‬الكتب ‪:‬‬

‫‪ .1‬أحمد أيت الطالب‪،‬التنظيـ القانوني لمسوؽ المالي المغربي‪(،‬البيانات و الفاعموف)‪،‬دراسة قانونية و‬


‫إستشرافية لييكمة السوؽ المالي و لتدخبلت الفاعميف فيو عمى ضوء آخر اإلصبلحات الرباط ‪.2006،‬‬

‫‪ .2‬أحمد عبد الرحماف الممحـ‪،‬اإلحتكارو األفعاؿ اإلحتكارية‪،‬دراسة تحميمية مقارنة في القانوف األمريكي و‬
‫األوروبي و الكويتي‪،‬مطبوعات جامعة الكويت ‪.1997‬‬

‫‪ .3‬أحمد عبد الرحماف الممحـ ‪ ،‬االحتكار و األفعاؿ االحتكارية‪ ،‬دراسة تحميمية مقارنة في القانوف‬
‫األمريكي و األوروبي و الكويتي‪ ،‬كمية الحقوؽ جامعة الكويت‪،‬الطبعة األولى‪.1997 ،‬‬

‫‪ .4‬أحمد مصطفى عمر‪ ،‬إعبلـ العولمة وتأثيره في المستيمؾ‪ ،‬المستقبؿ العربي‪ ،‬العدد ‪ ،256‬جواف‬
‫‪.2000‬‬

‫‪ .5‬أسامة المجدوب‪ ،‬الجات ومصر والبمداف العربية ‪ ...‬مف ىافانا إلى مراكش‪.1998 ،‬‬

‫‪ .6‬أمؿ محمد شمبي التنظيـ القانوف لممنافسة و منع االحتكار (دراسة مقارنة)‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‬
‫اإلسكندرية ‪.2008‬‬

‫‪ .7‬أمؿ محمد شمبي‪ ،‬الحد مف آليات االحتكار منع اإلغراؽ و االحتكار مف الوجية القانونية‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2006 ،‬‬

‫‪122‬‬
‫‪ .8‬الجيبللي عجة ‪،‬أزمات حقوؽ الممكية الفكرية‪ ،‬دار الخمدونية ‪ ،‬الجزائر ‪.2012‬‬

‫‪ .9‬حسف محمد محمد بودى حرية المنافسة التجارية و ضرورة حمايتيا مف الممارسات االحتكارية دراسة‬
‫فقيية مقارنة دار الكتاب القانونية ‪،‬مصر‪.2011،‬‬

‫‪ .10‬حسيف الماحي‪ ،‬تنظيـ المنافسة‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.2003 ،‬‬

‫‪ .11‬حسيف عبد العاؿ محمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية بيف عمـ اإلدارة و القانوف اإلداري‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬

‫‪ .12‬حممي محمد الحجار ‪ ،‬ىالة حممي الحجار‪ ،‬المزاحمة غير المشروعة في وجو حديث ليا الطفيمية‬
‫االقتصادية ‪(،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬منشورات زيف الحقوقية بيروت ‪ ،‬لبناف ‪.2004‬‬

‫‪ .13‬حممي محمد الحجار ‪ ،‬ىالة حممي الحجار‪ ،‬المزاحمة غير المشروعة في وجو حديث ليا الطفيمية‬
‫االقتصادية ‪(،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬منشورات زيف الحقوقية بيروت ‪ ،‬لبناف ‪.2004‬‬

‫‪ .14‬حمدي غالب الجغبير‪ ،‬العبلمات التجارية الجرائـ الواقعة عمييا و ضماف حمايتيا ‪ ،‬منشورات الحمبي‬
‫الحقوقية ‪ ،‬بيروت لبناف‪.2012‬‬

‫‪ .15‬جابر فيمي عمراف‪ ،‬المنافسة في منظمة التجارة العالمية ‪ -‬تنظيميا حمايتيا – دراسة مقارنة‪،‬‬
‫القانوف األمريكي‪،‬اإلتحاد األوروبي‪،‬القانوف المصري‪،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬اإلسكندرية‪،‬مصر‪.2011،‬‬

‫‪ .16‬خالد عبد الفتاح محمد خميؿ ‪ ،‬حماية المستيمؾ في ظؿ القانوف الدولي الخاص ‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة لمنشر اإلسكندرية ‪. 2009‬‬

‫‪ .17‬خميؿ فيكتور تادرس‪،‬المركز المسيطر لممشروعات في السوؽ المعنية عمى ضوء أحكاـ قوانيف حماية‬
‫المنافسة و منع االحتكار "دراسة مقارنة" دار النيضة العربية القاىرة‪،‬دوف سنة النشر‪.‬‬

‫‪ .18‬زوبير حمادي‪ ،‬الحماية القانونية لمعبلمات التجارية ط‪ ، 1‬منشورات الحمبي الحقوقية ‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبناف‪.2012،‬‬

‫‪ .19‬زينة غانـ عبد الجبار الصفار‪ ،‬المنافسة غير المشروعة لمممكية الصناعية (دراسة مقارنة)‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪ ،‬دار حامد لمنشر والتوزيع عماف‪ ،‬االردف ‪.2007‬‬

‫‪ .20‬سامي جماؿ الديف‪ ،‬الموائح اإلداريةو ضمانة الرقابة عمييا‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪.2003 ،‬‬
‫‪123‬‬
‫ "القانوف‬،‫ إساءة استغبلؿ المركز المسيطر في العبلقات التجارية‬،‫ سامي عبد الباقي أبوصبلح‬.21
‫ دار النيضة‬،‫ دراسة تحميمية مقارنة‬،‫ الخاص بحماية المنافسة و منع الممارسات االحتكارية‬2005
.2010 ،‫ مصر‬،‫العربية‬

I- Les ouvrages spécialisés :

1. Laurence Nicolas-Vullierme, Droit de la concurrence,2e édition ,vuibert, mars 2011 .

2. Arnaud lecourt, la concurrence déloyale, l’Harmattan 2004.

3. Isabelle Kerjouan , concentration D’achat dans la grande. Distribution et droit de la


concurrence diffusion Anrt 1998.

4. Nathalie Jalabert-Doury Bruylant, Les inspections de concurrence (Gérer une


enquete de concurrence dans l’entreprise a l’heur du renforcement de la lutte
contre les cartels), 2005.

5. Michel Glais , Concentration des entreprises droit de la concurrence , ed


economica, 2010, paris.

6. Alain Guedj pratique du doit de la concurrance nationl et communautaire, ed Litec,


2000.

7. François Méline, Les programmes de clémence en droit de la concurrence, (Droit


français et droit communautaire) ,pratique des affaires, d Joly ,2010 .

8. Marielle Martin préface Louis Vogel, le droit français De la transparence et des


pratiques Restrictives de concurrence, Presses universitaires, d’Aix-Marseille 2012

9. Marie Malaurie, L’abus de position dominante ,(librairie Générale de droit et de


jurisprudence, L G D J 2002.

10. Loïc Gérard et Bernard, LA LIBRE CONCURRENCE FACE AUX JUGE


Saintourens, (presses universitaire de bordeaux ), pessac 2010.

11. Daniel Mainguy , Jean-Louis repaud, Droit de la concurrence ,malo dipince ed


litec, paris, 2010.

12. Jean-Jacques Menuret , préface Pierre, LE contentieux du conseil de la


concurrence DEL Volve, 2002.

13. Louis Vogel, DROIT DE LA CONCURRENCE DELOYALE par collection


juribases, 2007-2008 .

124
14. Michel Todoroff, préface de christian de baecque ed Gualino, Droit de la
concurrence Déloyale 2010.

15. Louis Vogel Juribases lawlex, Droit de la concurrence deloyale, paris, 2007-2008.

16. Joelle Salzmann, Le Controle National des Concentration en 25questions ed JOLY


1996

17- Franque Romano préface de Marie-Chantal Bouitard-Labarde, Mondilisaton des


pratique de concurrence ed l’hrmattar ed, paris2003.

18. Fabrice Riem preface de Laurenence Boy, La notion de transparence dans le droit
de la concurrence par ed l’Harmattan, paris,2002.

19. Yves Picod, Le nouveau droit des pratique restrictves de concurrence, sous la
direction, DALLOZ ,2006.

20- Jean-Christophe roda, préface Catherine Prieto : La Clemence en droit de la


concurrence (étude camprativ des droits américain et européens ), par presses
universitaires d’Aix-Marseille, 2008 .

125
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪3‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬ماهية المنافسة وآليات تنظيمها‬
‫‪3‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم سياسة المنافسة وقوانينها وتكريس آليات مراقبتها‬
‫‪3‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬تعريف المنافسة‬
‫‪3‬‬ ‫الفرع األول‪ 8‬تعريف المنافسة لغة‬
‫‪4‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 8‬تعريف المنافسة إصطالحا‬
‫‪6‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تعريف سياسة المنافسة وقوانينها‬
‫‪6‬‬ ‫الفرع األول‪ 8‬التعريف الفقهي‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 8‬مبدأ المساواة في سياسة المنافسة‬
‫‪7‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مقاربة لمتأصيل التاريخي لسياسة المنافسة‬
‫‪11‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬سياسة المنافسة في أحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ 8‬السمات األخالقية لممنافسة‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 8‬مبادئ المنافسة في الشريعة اإلسالمية‬
‫‪11‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬التأصيل التاريخي لسياسة المنافسة في الجزائر‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ 8‬تنظيم المنافسة في ظل األمر ‪ .14-73‬و إشكاالت التطبيق‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 8‬تنظيم المنافسة في ظل األمر‪ 11-11‬و التعديالت الالحقة‬
‫‪13‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬تنظيم المنافسة وتحريرها من الممارسات غير النزيهة وغير المشروعة‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع األول‪ 8‬تحرير المنافسة من الممارسات التجارية غير النزيهة‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 8‬تحرير المنافسة من الممارسات غير المشروعة‬
‫‪14‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬سمطة ضبط المنافسة ونظامها القانوني‬
‫‪14‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬التشكيمة البشرية لمجمس المنافسة وسير جمساته‬
‫‪14‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬تكوين العضوية في مجمس المنافسة‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع األول‪ 8‬فئة األعضاء‪le collège :‬‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 8‬فئة المقررين ‪les rapporteurs8‬‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع الثالث‪ 8‬ممثل الوزير المكمف بالتجارة‬
‫‪01‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬التسييـــر اإلداري لمجــمس المنافســة‬
‫‪00‬‬ ‫الفرع األول‪ 8‬اإلدارة العامة لمصالح مجمس المنافسة‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 8‬األمانة العامة لمجمس المنافسة‬
‫‪03‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬تنظيم سير جمسات مجمس المنافسة و مداوالته‬
‫‪04‬‬ ‫الفرع األول‪ 8‬النظام اإلجرائي لمتقاضي أمام مجمس المنافسة‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 8‬ق اررات المجمس بخصوص اإلخطار‬
‫‪17‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬اإلختصاصات و المهام اإلستشارية لمجمس المنافسة‪les attributions consultatives‬‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع األول‪ 8‬اإلستشارات الوجوبية لمجمس المنافسة‬


‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 8‬اإلستشارة اإلختيارية لمجمس المنافسة ‪consultation facultative‬‬
‫‪21‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬إجراءات الطعن ضد ق اررات مجمس المنافسة‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬إجراءات الطعن في الموضوع واألوامر التحفظية‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع األول‪ 8‬العقوبات المالية‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 8‬األوامر والتدابير المؤقتة‬
‫‪31‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬النظام القانوني لمتجميعات اإلقتصادية‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع األول‪ 8‬ممارسة الضبط لمسوق من خالل الترخيص لعمميات التجميع‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 8‬ممارسة الضبط باإلعفاء و التصريح بعدم التدخل‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬سمطة مجمس المنافسة في قمع لالتفاقات المقيدة لممنافسة وتطبيقاتها العممية‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع األول‪ 8‬مبدأ حظر االتفاقات المقيدة لممنافسة‬
‫‪44‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 8‬عقود التوزيع الحصرية‬
‫‪46‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬سمطة قمع المخالفات المتعمقة بالتعسف في وضعيات الهيمنة‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫الفرع األول‪ 8‬مبدأ حظر االستغالل التعسفي لوضعية الهيمنة‬
‫‪61‬‬ ‫المطمب الخامس‪ :‬سمطة قمع التعسف في استغالل وضعية التبعية االقتصادية‬
‫‪61‬‬ ‫الفرع األول‪ .‬تواجد المؤسسة في حالة تبعية اقتصادية‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 8‬مبدأ حظر اإلستغالل التعسفي لحالة التبعية االقتصادية‬
‫‪114‬‬ ‫الخاتمة‬

You might also like