You are on page 1of 31

‫قراءة ّأولية يف أحكام القانون عدد ‪ 52‬املؤ ّرخ‬

‫بالسجل الوطني‬ ‫ّ‬ ‫يف ‪ 29‬أكتوبر ‪ 2018‬املتع ّلق‬


‫(((‬
‫للمؤسسات‬‫ّ‬
‫بقلم‪ :‬نادر الزّغل‬
‫والترصف بصفاقس‬
‫ّ‬ ‫أستاذ القانون بكل ّية العلوم االقتصاد ّية‬
‫عضو وحدة البحث «االلتزامات والتّحكيم» بكل ّية احلقوق بصفاقس‬

‫للسجل التجاري مثلام تم تنظيمه بقانون ‪ 2‬ماي‬ ‫يعاين التّرشيع القديم ّ‬


‫‪ ((( 1995‬من عديد النقائص لعل أمهها أنه ال يستجيب للمعايري الدّ ولية املعتمدة‬
‫يف جمال الت ّّصدي لتبيض األموال ومتويل اإلرهاب وخاصة التهرب اجلبائي‪ .‬إذ‬
‫بالسجل التجاري الناتج‬ ‫املرات مثال إىل ازدواجية األرقام ّ‬
‫وقعت اإلشارة عديد ّ‬
‫لرتسم بمحكمة ابتدائية أخرى‪،‬‬ ‫مقرها االجتامعي ّ‬ ‫عن منح الرشكة التي تنقل ّ‬
‫بالسجل التجاري ممّا ساهم يف تنامي ظاهرة التّهرب اجلبائي‪ .‬كام ّ‬
‫أن‬ ‫رقام آخر ّ‬
‫السجل التجاري داخل املحاكم االبتدائية شكّل نقطة ضعف هيكلية‬ ‫تواجد ّ‬
‫الشكة وال عالقة هلا‬ ‫وأن عملية التّسجيل تتعلق بمرحلة تكوين ّ‬ ‫كبرية خاصة ّ‬
‫حمل لدى‬ ‫السجل التجاري بني سجل ّ‬ ‫إن تقاسم ّ‬ ‫مبدئيا بمرحلة التقايض‪ .‬ثم ّ‬
‫الصناعية‬
‫املحاكم االبتدائية ومركزي لدى املعهد الوطني للمواصفات وامللكية ّ‬

‫‪ 1‬مداخلة ألقيت مبناسبة ملتقى حول «قانون السّ جل الوطني للمؤسسات» نظمته جمعية‬
‫الحقوقيني بصفاقس واملدرسة العليا الخاصّ ة لل ّدراسات اإلداريّة والتّجاريّة بصفاقس بالرشاكة‬
‫مع املجلس الجهوي بالجنوب لهيئة الخرباء املحاسبني بالبالد التونسيّة ومدرسة الدّكتوراه‬
‫بكليّة الحقوق بصفاقس يف ‪ 19‬فيفري ‪.2020‬‬
‫‪ 2‬القانون عدد ‪ 95-44‬لسنة ‪ 1995‬مؤرّخ يف ‪ 2‬ماي ‪ 1995‬واملتعلق بالسّ جل التّجاري مثلام تم‬
‫تنقيحه وإكامله بالقانون عدد ‪ 2005-96‬املؤرّخ يف ‪ 18‬أكتوبر ‪ 2005‬والقانون عدد ‪2010-15‬‬
‫املؤرّخ يف ‪ 14‬أفريل ‪.2010‬‬
‫‪Cf .sur le sujet: D .OUALI, L’immatriculation au registre du commerce : étude des‬‬
‫‪droits tunisien et français, thèse de doctorat en droit privé de l’Université de Sfax‬‬
‫‪en cotutelle avec l’Université de Paris I Panthéon-Sorbonne, 2016-2017, disponible‬‬
‫‪en ligne sur : https://tel.archives-ouvertes.fr/tel-01710766‬‬

‫‪31‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬


‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ّ‬
‫أفىض إىل صعوبات يف إدارته والتّرصف يف موارده‪ ،‬فضال عن وجود أرشيف‬
‫هائل وغري متحكّم فيه داخل املحاكم وغري مرقمن‪.‬‬
‫السجل التجاري عن إبراز احلجم احلقيقي‬
‫والبدّ من التّذكري بقصور منظومة ّ‬
‫للمؤسسات االقتصادية‪ ،‬إذ تقترص فقط عىل تسجيل التّجار سواء كانوا أشخاصا‬
‫طبيعيني أو معنويني دون أصحاب احلرف واملهن ومسدي اخلدمات بصفة عامة‬
‫رغم أهنم ناشطون اقتصاد ّيون‪.‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 29‬أكتوبر ‪ 2018‬املتع ّلق ّ‬
‫بالسجل‬ ‫صدر القانون عدد ‪ّ 2018-52‬‬
‫السجل) يف سياق اقتصادي صعب بالنسبة‬ ‫للمؤسسات (قانون ّ‬
‫(((‬
‫ّ‬ ‫الوطني‬
‫السوداء ضمن الدّ ول التي تشكو نقصا يف أنظمة‬
‫لبالدنا‪ ،‬إذ أدرجت يف القائمة ّ‬
‫مكافحة غسل األموال ومتويل اإلرهاب منذ شهر فيفري ‪ .2018‬وقد عملت‬
‫السلط عىل التّعجيل بإصدار هذا القانون من أجل إخراج تونس من تلك القائمة‬
‫ّ‬
‫تم فعال بموجب حتيينها يف فيفري ‪.2019‬‬‫وهو ما ّ‬
‫انضمت فيه تونس إىل االتفاقية املتعددة األطراف‬
‫ّ‬ ‫صدر هذا القانون يف سياق‬
‫لتنفيذ التدابري اجلبائية املتعلقة بمعاهدة منع التآكل األسايس للقاعدة الرضيب ّية‬
‫وحتويل األرباح بتاريخ ‪ 24‬جانفي ‪ .2018‬كام انخرطت بالدنا يف التّوصيات‬
‫الصادرة عن بعض املنظامت العاملية عىل غرار املنتدى العاملي ّ‬
‫للشفافية وتبادل‬
‫املعلومات اجلبائية وجمموعة العمل املايل‪.‬‬
‫حساس حيتّم عىل الدولة التونسية‬ ‫إذن برز هذا القانون يف ظرف اقتصادي ّ‬
‫مواكبة املعايري الدّ ولية وحتسني موقعها لدى املؤسسات املالية واملنظامت الدّ ولية‪.‬‬
‫السجل‬‫ويف سياق التعاون التّونيس األمريكي يف عدّ ة جماالت منها تطوير منظومة ّ‬
‫السجل‬ ‫التجاري ومتت االستعانة باخلبري «‪ » Vito Gianella ‬وهو خبري يف مادة ّ‬
‫للسجل التجاري منذ ‪2014‬‬ ‫التجاري وشغل منصب رئيس املنتدى األورويب ّ‬
‫بالسجل التجاري‪.‬‬ ‫وهو أيضا مستشار البنك الدّ ويل حول املسائل املتعلقة ّ‬
‫ويف جواب وزير العدل يف حصة النقاش العام حول مرشوع هذا القانون‬
‫وضح أهنا انحرصت يف نقطة‬ ‫الرد عىل مشاركة بعض املنظامت الدّ ولية ّ‬‫حول ّ‬
‫وحيدة متّت فيها االستعانة بخبري أجنبي وهي كيفية الت ّّصدي لرشكات الواجهة‬
‫‪ 3‬الرّائد الرّسمي للجمهوريّة التّونسيّة عدد ‪ 89‬مؤرّخ يف ‪ 6‬نوفمرب ‪ ،2018‬ص‪ 4644 .‬وما بعد‪.‬‬
‫| العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪2019‬‬ ‫‪32‬‬
‫توجها عىل املستوى الدّ ويل اليوم‬ ‫‪ Les sociétés d’écran‬وأكّد ّ‬
‫أن هناك ّ‬
‫الشكات‪.‬‬ ‫نحو البحث عن املستفيد احلقيقي من كل نشاط اقتصادي وخاصة ّ‬
‫صدر هذا القانون أيضا يف سياق تعاظمت فيه ظاهرة التّجارة املوازية بشكل‬
‫جتاوز كل احلدود وأصبحت ال ّظاهرة هتدّ د الدولة يف صميم وجودها بام قد يصل‬
‫الساحقة لالقتصاديني‬‫إىل خلق كيان أو أكثر ضمن نفس الدولة‪ .‬وترى األغلبية ّ‬
‫أن ال ّظاهرة خطرية ومن املمكن أن تلتهم الدّ ولة مما يؤول إىل فقدان النظام(((‪.‬‬
‫والضوابط‬
‫ّ‬ ‫للمؤسسات من اآلليات‬‫ّ‬ ‫السجل الوطني‬
‫ولعل يف إصدار قانون ّ‬‫ّ‬
‫الكفيلة بالت ّّصدي لظاهرة التّجارة املوازية ومحل أرباب التجارة السوداء‬
‫والناشطني يف اخلفاء عىل ال ّظهور للعلن والكشف عن حيثيات نشاطهم األمر‬
‫الذي قد يساعد عىل تكريس الشفافية التي تعترب مبدأ أساسيا يف كل اقتصاد وإىل‬
‫توفري مناخ مالئم جللب االستثامرات‪.‬‬
‫جير إىل التطرق إىل أهداف القانون والتي أشار الفصل األول منه إىل‬ ‫وهو ما ّ‬
‫للمؤسسات إىل تدعيم شفاف ّية املعامالت‬
‫ّ‬ ‫السجل الوطني‬
‫بعضها بالقول‪« :‬هيدف ّ‬
‫االقتصادية واملال ّية عرب جتميع البيانات والوثائق اخلاصة باألشخاص الطبيعيني‬
‫والتتيبات القانونية الناشطني يف املجال االقتصادي وباجلمع ّيات‬ ‫واملعنويني ّ‬
‫ذمة العموم وهياكل الدّ ولة املعن ّية بتلك املعلومات (‪.»)....‬‬
‫حلفظها ووضعها عىل ّ‬
‫موزعة عىل سلسلة من األبواب وهي ثامنية‪:‬‬
‫اشتمل القانون عىل ‪ 64‬فصال‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫لسجل‬ ‫خمصص للمركز الوطني‬‫باب ّأول خمصص لألحكام العا ّمة‪ ،‬وباب ثان ّ‬
‫للسجل الوطني للمؤسسات؛ وباب رابع‬ ‫خمصص ّ‬‫املؤسسات وباب ثالث ّ‬‫ّ‬
‫خمصص إلجراءات‬
‫خمصص إلجراءات التّحيني والتّسجيل؛ وباب خامس ّ‬ ‫ّ‬
‫خمصص لغرامات‬
‫خمصص لإلشهار؛ وباب سابع ّ‬ ‫التقايض؛ وباب سادس ّ‬
‫خمصص لألحكام االنتقال ّية‪.‬‬
‫التأخري والعقوبات وباب ثامن ّ‬

‫‪ 4‬راجع يف هذا السّ ياق‪ :‬محمّد محفوظ‪« ،‬السّ جل الوطني للمؤسسات والتّجارة املوازية»‪،‬‬
‫مداخلة ألقيت مبناسبة يوم درايس حول «القانون الجديد املتعلّق بالسّ جل الوطني‬
‫للمؤسسات»‪ ،‬يوم السبت ‪ 2‬مارس ‪ 2019‬بكلية الحقوق بصفاقس‪ ،‬منشورة بهذه املجلّة‪ ،‬ص‬
‫‪ 4‬وما بعد‪ .‬أتوجّ ه بالشّ كر الجزيل إىل األستاذ العميد محمّد محفوظ الذي مكّنني من نص‬
‫مم ساعد يف تحرير هذا املقال‪.‬‬
‫هذه املداخلة قبل نرشها ّ‬
‫‪33‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬
‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ّ‬
‫السجل الوطني للمؤسسات‬ ‫تثريه قراءة أول ّية ألحكام ّ‬ ‫ّ‬
‫ولعل السؤال الذي قد ُ‬
‫هو اآليت‪ :‬ما هي مكاسب إصدار هذا القانون والتّحديات التي قد تنتظر تطبيقه؟‬
‫سيقع تناول هذا اإلشكال يف مرحلتني‪ ،‬تتناول األوىل‪ :‬املكاسب املنتظرة من‬
‫للمؤسسات (اجلزء األول) وتتطرق‬ ‫ّ‬ ‫بالسجل الوطني‬ ‫إصدار القانون املتعلق ّ‬
‫ال ّثانية إىل الصعوبات املنتظرة يف التطبيق (اجلزء الثاين)‪.‬‬
‫األول‪:‬‬
‫اجلزء ّ‬
‫السجل الوطني‬
‫املكاسب املنتظرة من إصدار قانون ّ‬
‫للمؤسسات‬
‫السجل الوطني للمؤسسات هو‬ ‫لعل أهم املكاسب املنتظرة من صدور قانون ّ‬ ‫ّ‬
‫تكريس قواعد الشفافية يف املعامالت االقتصادية (الفقرة األوىل) وكذلك تطوير‬
‫خدمات التسجيل عرب الرقمنة (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الشفافية يف املعامالت‬ ‫ّ‬ ‫الفقرة األوىل‪ :‬تكريس قواعد‬
‫االقتصادية‬
‫يربز تكريس قواعد الشفافية يف املعامالت االقتصادية‪ ،‬هذا الشعار الذي رفعه‬
‫القانون ملستوى األهداف بفصله األول‪ ،‬من خالل‪ :‬توسيع نطاق ّ‬
‫الذوات املعنية‬
‫للشكات الومهية أو‬
‫بالتّسجيل (أ) ومن خالل تكريس آليات وقائية للتّصدي ّ‬
‫رشكات الواجهة ولبعض اجلرائم (ب)‪.‬‬
‫أ ‪ -‬توسيع نطاق الذوات املعنية بال ّتسجيل‬
‫يتجىل توسيع نطاق ّ‬
‫الذوات املعنية بالتسجيل من خالل عنرصين ها ّمني‪:‬‬
‫اعتامد مفهوم واسع للمؤسسة (‪ )1‬ومن خالل إدخال اجلمع ّيات ضمن واجب‬
‫التّسجيل (‪.)2‬‬
‫‪ - 1‬اعتماد مفهوم واسع للمؤسسة قائم على املعيار‬
‫االقتصادي‬
‫السجل الوطني للمؤسسات جماال‬ ‫املرشع من جمال انطباق قانون ّ‬
‫ّ‬ ‫جعل‬
‫الشكة كيفام عرفتها جم ّلة‬
‫واسعا جدّ ا‪ .‬إذ مل يعد واجب التّسجيل يقترص عىل ّ‬

‫| العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪2019‬‬ ‫‪34‬‬


‫الشكات التّجار ّية أي عىل التاجر سواء كان شخصا‬‫االلتزامات والعقود أو جم ّلة ّ‬
‫«الشكة» وعرفها‬‫طبيعيا أو معنويا‪ .‬إذ استعمل القانون عبارة «املؤسسة» وليس ّ‬
‫تعريفا خيتلف عن التّعريفات السابقة املوجودة باملجلتني املذكورتني‪ .‬فاملؤسسة‬
‫السجل هي‪« :‬كل شخص يامرس نشاطا‬ ‫حسب الفصل ‪ 2‬وعىل معنى قانون ّ‬
‫حر أو مستقل بمقابل أو يقدّ م‬
‫صناع ّيا أو حرف ّيا أو جتار ّيا أو أي نشاط مهني ّ‬
‫أعامال أو خدمات ربح ّية أو غري ربح ّية وتشمل األشخاص الطبيعيني واملعنويني‬
‫والتتيبات القانونية واجلمع ّيات»‪.‬‬
‫ّ‬
‫جتاوز املرشع إذن معيار النشاط التّجاري ليعتمد معيارا أوسع هو املعيار‬
‫االقتصادي فصفة املؤسسة اخلاضعة للتسجيل تشمل ليس فقط من يامرس‬
‫نشاطا جتار ّيا عىل معنى الفصل ‪ 2‬من املج ّلة التجارية‪ ،‬بل كل من يامرس نشاطا‬
‫اقتصاد ّيا مهام كان نوعه مثل النشاط احلريف والنشاط املهني احلر‪ :‬أطباء؛ حمامون؛‬
‫خرباء حماسبون؛ عدول إشهاد؛ عدول تنفيذ واملرتمجون املح ّلفون وغريهم (‪.)...‬‬
‫الشخص املعنوي اخلاضع‬ ‫املرشع املعيار القانوين يف تعريف ّ‬ ‫ّ‬ ‫كام جتاوز‬
‫للتسجيل من خالل توسيعه من ناحيتني‪ .‬الناحية األوىل‪ :‬اعتباره شخصا معنويا‬
‫الشخصية القانونية بموجب الترشيع اجلاري‬ ‫خاضعا للتسجيل ولو مل تسند له ّ‬
‫به العمل(((‪ .‬الناحية الثانية‪ :‬جتاوز املعيار القانوين والرتكيز عىل املعيار املايل أو‬
‫االقتصادي فالشخص املعنوي ليس ذلك الذي له شخصية قانونية مستقلة عن‬
‫الشخصية القانونية لألشخاص الطبيعيني الذين كانوا وراء تكوينه وإنام هو‬
‫‪ 5‬وذلك حسب الفصل ‪ 2‬من قانون السّ جل الذي عرّف الشّ خص املعنوي بأنّه‪« :‬كل ذات لها‬
‫ذمّة ماليّة مستقلّة عن الذمم املالية ألعضائها أو الرشكاء أو املساهمني فيها لو مل تسند لها‬
‫الشخصية املعنويّة مبوجب الترشيع الجاري به العمل»‪ .‬وتجدر اإلشارة إىل أنّ هذا التعريف‬
‫يلتقي مع نفس التعريف الذي اعتمده املرشع للذّات املعنويّة عىل معنى القانون عدد ‪26‬‬
‫املؤرّخ يف ‪ 7‬أوت ‪ 2015‬واملتعلّق مبكافحة اإلرهاب ومنع غسيل األموال والذي عرّف الذّات‬
‫املعنويّة يف فصله الثالث بأنها‪« :‬كلّ ذات لها موارد خاصّ ة بها وذمّة مالية مستقلّة عن الذمم‬
‫املالية ألعضائها أو املساهمني فيها لو مل تسند لها الشخصية املعنويّة مبقتىض نص خاص‬
‫من القانون»‪ .‬وقع تعديل هذا التعريف األخري الوارد بشكل يكاد يتطابق مع التعريف‬
‫الوارد بقانون السّ جل وذلك مبقتىض القانون عدد ‪ 9‬لسنة ‪ 2019‬املؤرّخ يف ‪ 23‬جانفي ‪2019‬‬
‫واملتعلّق بتنقيح وإمتام القانون األسايس عدد ‪ 26‬املؤرّخ يف ‪ 7‬أوت واملتعلّق مبكافحة اإلرهاب‬
‫ومنع غسيل األموال ‪ ،2015‬فأصبحت الذّات املعنويّة‪« :‬كل ذات لها ذمّة ماليّة مستقلّة عن‬
‫الذمم املالية ألعضائها أو املساهمني فيها لو مل تسند لها الشخصية املعنويّة مبقتىض نص‬
‫خاص من القانون»‬
‫‪35‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬
‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ّ‬
‫الشيك أو املساهم‪ .‬وهو ما‬ ‫الذي تكون له ذ ّمة مالية مستقلة عن ذ ّمة العضو أو ّ‬
‫يؤكد عىل أن غاية املرشع هو تكريس الشفافية يف املعامالت املالية وتنقية املناخ‬
‫االقتصادي من أسباب الفساد املايل ألكرب قدر ممكن وليس فقط محاية الغري حسن‬
‫النّية الذي تعامل مع رشكة ومهية أو رشكة واجهة ‪.Société d’écran‬‬
‫واألكيد أن هذا املفهوم االقتصادي للمؤسسة هو مفهوم خاص بقانون‬
‫السجل الوطني للمؤسسات وال ينسحب عىل بق ّية القوانني األخرى مثل املج ّلة‬ ‫ّ‬
‫الشكات التجار ّية‪ ،‬قانون املحاسبة‪ ،‬جملة احلقوق واإلجراءات‬ ‫التجارية‪ ،‬جم ّلة ّ‬
‫اجلبائية وغريها من القوانني التي تعنى باملا ّدة االقتصادية‪.‬‬
‫إذن من الناحية النظرية املصطلحية ‪Du point de vue conceptuel‬‬
‫موحد للمؤسسة باعتبار أن الغاية من اعتامد‬
‫املرشع هاجس إجياد تعريف ّ‬ ‫جتاوز ّ‬
‫املوسع واملخصوص هو توسيع جمال األشخاص املطالبني بالتسجيل‬‫هذا التعريف ّ‬
‫للتقليص قدر اإلمكان من نسبة املؤسسات التي تعمل يف اخلفاء والتشجيع عىل‬
‫مشجع عىل جلب االستثامرات وإرجاع الثقة إىل مجيع‬
‫ّ‬ ‫توفري مناخ قانوين وجبائي‬
‫املتعاملني مع البالد التونسية‪.‬‬
‫السجل خطوة جديدة نحو جتاوز التقسيم‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬يعترب قانون ّ‬
‫والشكات التجارية‪ .‬إذ مثلام‬
‫الشكات املدنية ّ‬
‫التقليدي بني التاجر واحلريف وبني ّ‬
‫حممد حمفوظ يف إحدى مداخالته حول املوضوع‪« :‬أنه مل يعد من‬ ‫اعترب العميد ّ‬
‫للتجار وقانونا خمتلفا للمهنيني‪ ،‬ومن أن نرفض احلق‬
‫املقنع أن نخصص قانونا ّ‬
‫يف البقاء يف املحالت بالنسبة هلؤالء‪ ،‬وأن نقبل بكل ما ذكر بالنسبة للتجار أو‬
‫احلرفيني حال أن اجلميع يعمل يف املجال االقتصادي ويعيش من كدّ يده من‬
‫السجل التقسيم بني ذوات عامة وذوات‬ ‫عصارة تفكريه‪ »...‬كام جتاوز قانون ّ‬
‫(((‬

‫خاصة حني أخضع لواجب التسجيل املنشآت العمومية واملؤسسات التي ال‬
‫تكتيس صبغة إدارية مما جعل البعض يدعو إىل إدخال البلد ّيات أيضا ضمن‬
‫ولعل من أهم الذوات التي أثارت جدال يف إخضاعها‬ ‫ّ‬ ‫واجب التسجيل(((‪.‬‬
‫بمقتىض هذا القانون للتسجيل هي اجلمع ّيات‪.‬‬
‫‪ 6‬محمّد محفوظ‪« ،‬السّ جل الوطني للمؤسسات والتجارة املوازية»‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 7‬مداوالت مجلس نواب الشّ عب عدد ‪ 95‬جلسة يوم الجمعة ‪ 27‬جويلية ‪.2018‬‬
‫| العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪2019‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪ - 2‬إدخال اجلمعيات يف واجب التسجيل‬
‫«يسجل وجوبا‬
‫ّ‬ ‫السجل أنه‬‫السابعة من الفصل ‪ 7‬من قانون ّ‬ ‫اقتضت الفقرة ّ‬
‫بالسجل‪ :‬اجلمع ّيات وشبكات اجلمع ّيات عىل معنى التّرشيع املن ّظم للجمع ّيات»‪.‬‬
‫أفادت اإلدارة العامة للجمعيات واألحزاب السياسية برئاسة احلكومة أن‬
‫تكونت بعد ‪2011‬‬ ‫عدد اجلمعيات بلغ حال ّيا ‪ 21451‬مجع ّية‪ ،‬منها ‪ّ 12300‬‬
‫إىل حدود سنة ‪ 2018‬وأشارت إىل أن جزءا كبريا من هذه اجلمعيات مل يعد‬
‫معرفا جبائيا واعتربت نفس اجلهة أن إدراج‬
‫يامرس أي نشاط وأغلبها ال يملك ّ‬
‫بالسجل سيمكّن من إعطاء بيانات دقيقة وواضحة حول التأسيس‬ ‫اجلمعيات ّ‬
‫والعنوان والنشاط والتمويل وغريها من املعطيات‪.‬‬
‫وقد أثار إدخال اجلمعيات يف واجب التسجيل جدال كبريا‪ .‬ويأيت تنامي‬
‫هذا اجلدل يف سياق تسارع النّصوص القانونية التي وجدت اجلمع ّيات نفسها‬
‫معنية بتطبيقها مثل‪ :‬القانون عدد ‪ 2018-46‬املؤرخ يف ‪ 1‬أوت ‪ 2018‬واملتعلق‬
‫بالترصيح باملكاسب واملصالح وبمكافحة اإلثراء غري املرشوع وتضارب‬
‫املصالح(((‪ .‬إذ أوردت الفقرة ‪ 2‬من فصله ال ّثالث املتعلق بضبط جمال انطباق هذا‬
‫القانون‪« :‬كام ختضع اجلمعيات واألحزاب السياسية ّ‬
‫والذوات املعنوية املتعاقدة‬
‫مع الدولة بأي وجه كان للتتبع والعقوبات اخلاصة بجريمة اإلثراء غري املرشوع‬
‫املنصوص عليها هبذا القانون يف صورة استفادهتا من هذه اجلريمة»‪.‬‬
‫وكذلك األمر احلكومي عدد ‪ 818‬لسنة ‪ 2018‬املؤرخ يف ‪ 11‬أكتوبر ‪2018‬‬
‫واملتعلق بضبط أنموذج الترصيح باملكاسب واملصالح واحلدّ األدنى للمكاسب‬
‫والقروض واهلدايا الواجب الترصيح هبا((( والذي جاء بفصله الرابع‪« :‬يشمل‬
‫الشخص اخلاضع لواجب الترصيح أو قرينه‬ ‫الترصيح باملصالح‪ :‬ثانيا‪ :‬عضوية ّ‬
‫يف هياكل املداولة والتسيري لدى الرشكات اخلاصة أو اجلمعيات أو األحزاب‬
‫أو املنظامت الدولية احلكومية وغري احلكومية طيلة الثالث سنوات السابقة‬
‫للترصيح»‪.‬‬

‫‪ 8‬الرائد الرسمي عدد ‪ 65‬لسنة ‪ 2018‬مؤرّخ يف ‪ 14‬أوت ‪ ،2018‬ص‪.3575 .‬‬


‫‪ 9‬الرائد الرّسمي عدد ‪ 82‬لسنة ‪ 2018‬مؤرّخ يف ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،2018‬ص‪.4308 .‬‬
‫‪37‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬
‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ّ‬
‫فضال عن الفصل ‪( 99‬جديد) من القانون عدد ‪ 9‬لسنة ‪ 2019‬مؤرخ يف‬
‫‪ 23‬جانفي ‪ 2019‬يتعلق بتنقيح وإمتام القانون األسايس عدد ‪ 26‬لسنة ‪2015‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 7‬أوت ‪ 2015‬املتعلق بمكافحة اإلرهاب ومنع غسل األموال والذي‬
‫نص عىل أنّه‪« :‬جيب عىل ّ‬
‫الذوات املعنوية املكونة يف شكل مجعية أو منظمة غري‬ ‫ّ‬
‫للربح اختاذ قواعد الترصف احلذر التالية‪:‬‬
‫هادفة ّ‬
‫ربعات أو مساعدات مالية جمهولة املصدر أو‬ ‫‪ -‬االمتناع عن قبول أي ت ّ‬
‫متأتية من أعامل غري مرشوعة يعتربها القانون جنحة أو جناية أو من أشخاص‬
‫طبيعيني أو معنويني أو تنظيامت أو هياكل ثبت تورطهم‪ ،‬داخل تراب اجلمهورية‬
‫أو خارجه‪ ،‬يف أنشطة هلا عالقة باجلرائم اإلرهابية‪ .‬وتضبط قائمة املنظامت‬
‫واألشخاص الطبيعيني واملعنويني واهلياكل املذكورة أعاله طبق الترشيع اجلاري‬
‫به العمل‪،‬‬
‫‪ -‬االمتناع عن قبول أي اشرتاكات تتجاوز قيمتها السقف املحدد قانونا‪،‬‬
‫ربعات أو مساعدات مالية أخرى‪ ،‬مهام كان‬
‫‪ -‬االمتناع عن قبول أي ت ّ‬
‫املقررة بمقتىض نص قانوين خاص‪،‬‬
‫حجمها‪ ،‬وذلك يف ماعدا االستثناءات ّ‬
‫‪ -‬االمتناع عن قبول أي أموال متأتية من اخلارج‪ ،‬إال بواسطة وسيط مقبول‬
‫يوجد مقره بالبالد التونسية‪ ،‬وبرشط أن ال حيول القانون اجلاري به العمل دون‬
‫قبوهلا‪،‬‬
‫‪ -‬االمتناع عن قبول أي مبالغ مالية نقدا تساوي أو تفوق ما يعادل مخسامئة‬
‫دينار (‪500‬د) ولو تم ذلك بمقتىض دفعات متعدّ دة ُيشتبه يف قيام عالقة بينها‪.‬‬
‫للتصدي لشركات الواجهة ولبعض اجلرائم‬
‫ّ‬ ‫ب ‪ -‬تكريس آليات وقائية‬
‫السجل ومها مصطلح‬ ‫سيقع التعرض إىل آليتني وقائيتني كرسهام قانون ّ‬
‫املرشع القيام بتسجيلهام‬
‫التتيب القانوين ومؤسسة املستفيد احلقيقي‪ ،‬إذ أوجب ّ‬
‫ّ‬
‫للمؤسسات(‪ )1‬إضافة إىل آل ّية حجز ّ‬
‫الشارة(‪.)2‬‬ ‫ّ‬ ‫بالسجل الوطني‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬تكريس مصطلحات جديدة‪:‬‬
‫* الرتتيب القانوين‬
‫التتيب القانوين بأنه «صناديق االستئامن‬
‫السجل ّ‬
‫عرف الفصل ‪ 2‬من قانون ّ‬ ‫ّ‬

‫| العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪2019‬‬ ‫‪38‬‬


‫كل عملية يتوىل بمقتضاها‬ ‫املبارشة وغريها من الرتتيبات القانونية املشاهبة بام فيها ّ‬
‫شخص إحالة أموال أو حقوق أو تأمينات حا ّلة أو مستقبلة ألمني أو عدّ ة أمناء‬
‫الذين يبقوهنا منفصلة عن ذممهم املالية بغرض التّرصف فيها أو إدارهتا أو التّرصف‬
‫فيها لفائدة مستفيد واحد أو أكثر»‪.‬‬
‫يثري هذا التعريف عدّ ة مالحظات‪:‬‬
‫الصياغة أو الرتمجة باعتبار أن مصطلح ترتيب قانوين هو‬ ‫‪ -1‬من ناحية ّ‬
‫يتعي إعادة النّظر يف تسميته‬
‫مصطلح غريب عن املنظومة القانونية التونسية ّ‬
‫إذ من شأنه أن حيدث التباسا وخلطا يف املصطلحات باعتبار أنه قد ُيفهم منه‬
‫أن املقصود هي «التدابري القانونية ‪ Les Règlements Juridiques‬أو‬
‫األحكام القانونية ‪ »Les Dispositions Juridiques‬ومن املستحسن‬
‫تغيري تسمية هذه املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -2‬قدم القانون تعريفا غامضا فمن ناحية الرتتيب القانوين هو صندوق‬
‫االئتامن املبارشة فال ندري هل يشبه صندوق ضامن حوادث املرور؟ هل هو‬
‫صندوق ضامن الودائع البنكية الوارد بالفصل ‪ 149‬م قانون ‪ 11‬جويلية ‪2016‬‬
‫املتعلق بتنظيم البنوك واملؤسسات املالية(‪ ((1‬والذي اعترب الفصل ‪ 151‬من‬
‫أن له الشخصية القانونية هل هي صناديق االستثامر؟ ولكن‬ ‫نفس هذا القانون ّ‬
‫بالشخصية القانونية ولكن هل يمكن اعتبارها كذلك‬ ‫هذه الصناديق ال تتمتع ّ‬
‫أن التعريف اجلديد للشخص املعنوي يف قانون‬ ‫أي خاضعة للتسجيل باعتبار ّ‬
‫السجل يشملها بقوله‪« :‬كل ذات (‪ )...‬ولو مل نُسند هلا الشخصية املعنوية (‪.»)...‬‬
‫ّ‬
‫فامهي إذن الرتتيبات القانونية ؟ يضيف املرشع‪ )...( :‬وغريها من الرتتيبات‬
‫القانونية» وهنا ال يمكن تعريف اليشء باسمه يف سياق تقديم تعريف ألنه ال‬
‫يضيف شيئا‪ .‬ثم ينص‪ :‬كل عملية تم بمقتضاها إحالة أموال أو حقوق وهو ما‬

‫‪ 10‬القانون عدد ‪ 48‬لسنة ‪ 2016‬مؤرخ يف ‪ 2016/07/11‬يتعلق بتنظيم البنوك واملؤسسات‬


‫املالية‪ ،‬الرائد الرسمي عدد ‪ 58‬مؤرخ يف ‪ 2016/07/15‬نص الفصل ‪ 149‬من هذا القانون‪:‬‬
‫«يحدث مبوجب هذا القانون صندوق يُسمّى «صندوق ضامن الودائع البنكية «يهدف إىل‬
‫حامية املودعني ويتوىل تعويضهم يف صورة عدم توفر ودائعهم عىل معنى الفصل ‪ 153‬من‬
‫هذا القانون (‪.»)...‬‬
‫‪39‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬
‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
ّ
.The trust((1( ‫ وباإلنقليزية‬La fiducie((1( ‫يعرب عنه بالفرنسية‬
»La fiducie est l’opération par laquelle on confie ses
biens à une personne pour qu’elle les gère .On peut les
confier à un créancier pour qu’il les garde en garantie,
ou transfert la propriété. )…(((1(«
‫ويبدو أن االستئامن مؤسسة جديدة ليس هلا نظري يف املنظومة القانونية التونسية‬
‫فال يوجد يف القانون التونيس يشء اسمه ترتيب قانوين بمعنى «االستئامن» ويبدو‬
‫ والتوضيح‬.‫السجل استعمل هذه املؤسسة بغاية إخضاعها للتّسجيل‬ ّ ‫أن قانون‬
‫املقتضب الوحيد الذي عثرت عليه يف بحثي حول دواعي تسجيل هذا الرتتيب‬
ّ ‫القانوين هو ما ورد يف إجابة وزير العدل السيد غازي اجلريبي من‬
‫ «هناك‬:‫أن‬
‫مؤسسات يف تونس تنشط يف هذا اإلطار وأن الغاية ليست تنظيم هذا النوع من‬
‫املؤسسات وإنام تأطريها ك ّلام نشطت يف تونس فال يمكن ترك هذه الرشكات‬
.((1(»‫األجنبية تعمل وتنشط يف تونس دون إطار قانوين‬
‫ويستخلص من ذلك أن هناك رشكات أجنبية ناشطة يف تونس قد تتعامل‬
‫(( وبام أهنا تستبطن إحالة أموال أو حقوق ارتأى املرشع أن‬1(‫بتقنية االستئامن‬
11
Cf. sur le sujet: Chaker MZOUGHI, « Pour l’introduction de la fiducie-sureté
en droit tunisien », Annales des sciences juridiques, 2013-2014, pp. 5-34 ; François
BARRIERE, « La fiducie-sureté en droit français », Revue de droit de McGill, vol. 58,
n°4, Juin 2013, pp.896-904 disponible ligne sur : https://doi.org/10.7202/1019048 ;
Yaël EMERICH, «  Les fondements conceptuels de la fiducie française face au trust
de la Common Law: entre droit des contrats et droit des biens », R.I.D.C., 2009,
n°1, p. 49 et s ; Asma BEN SAID SAADALLAH, La fiducie, mémoire de mastère
de recherche en droit bancaire des affaires, de la finance et des valeurs, faculté de
droit et des sciences juridiques de Tunis, 2016-2017 ; Bouteille MAGALIE, « La
fiducie, un potentiel inexploité ? » In Revue juridique de l'Ouest, N° Spécial 2011.
Pérennisation des entreprises patrimoniales: l'apport de la fiducie. pp. 189-197 et
les références citées.
12
Camelier MANOULESCU, Le trust en droit anglais, Thèse de doctorat en droit
privé, Paris II, 1997 ; WORTHEY (B. A), Le « Trust » et ses applications modernes
en droit anglais, R.I.D.C., 1962, Vol 14, n°4, oct. déc,1962, pp. 699-710.
13
Définition disponible en ligne sur:
https://cours-de-droit.net/la-fiducie-a128145910/ consulté le 14/02/2020.
.‫ مداوالت مجلس نواب الشعب‬14
‫ ترجع هذه النظرية إىل جذور أملانية إذ اعترب فقهاء أملان أنها تقوم عىل الفصل بني‬15
2019 ‫ سنة‬/ ‫| العدد اخلامس عرش‬ 40
‫خيضعها للتسجيل لتأطري هذه العمليات بل األجدر بقصد العلم هبذه العمليات‬
‫وإخضاعها للشفافية وإبرازها للعموم وللمتعاملني مع تلك الرشكات األجنبية‪.‬‬
‫* املستفيد احلقيقي‬
‫سمه «سجل املستفيدين احلقيقيني»‬ ‫سجل فرعيا خاصا ّ‬ ‫ّ‬ ‫املرشع‬
‫ّ‬ ‫أحدث‬
‫تضبط به قائمة املستفيدين احلقيقيني وفق أنموذج حتدد بياناته طبقا للفصل‬
‫السجل املستفيد احلقيقي‬‫عرف الفصل ‪ 2‬من قانون ّ‬ ‫‪ 19‬من القانون ‪ .‬وقد ّ‬
‫(‪((1‬‬

‫«كل شخص طبيعي يملك أو يامرس رقابة أو سيطرة فعلية هنائية مبارشة‬ ‫بأنه‪ّ :‬‬
‫أو غري مبارشة عىل الشخص املعنوي أو الرتتيب القانوين أو عىل هياكل اإلدارة‬
‫أو الترصف أو التسيري (‪ )...‬وهو كذلك كل شخص طبيعي له صفة رشيك أو‬
‫مساهم أو عضو يف شخص معنوي أو يف ترتيب قانوين قيمة مسامهته يف رأس‬
‫املال أو حقوق االقرتاع متكن من السيطرة الفعلية عليه»‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن األمر عدد ‪ 54‬لسنة ‪ 2019‬املؤرخ يف ‪2019/01/21‬‬
‫واملتعلق بضبط آل ّيات ومعايري حتديد املستفيد احلقيقي(‪ ((1‬قد صدر وضبط قائمة‬
‫املستفيدين احلقيقيني‪.‬‬
‫بمطالعة حمتوى األمر احلكومي الضابط آلليات ومعايري حتديد املستفيد‬
‫أن هناك قائمتني لنوعني خمتلفني من املستفيدين احلقيقيني‪.‬‬‫نتبي ّ‬‫احلقيقي ّ‬
‫فهناك املستفيدون احلقيقيون من الشخص املعنوي (موضوع الفصل ‪ 2‬من‬
‫األمر) والذي سيكون بالرضورة الرشكة باعتبار أن النص ذكر مصطلحات من‬
‫قبيل رأس املال واإلدارة والتسيري والتي حتيل قطعا إىل الرشكة‪ .‬وهناك أيضا‬
‫املستفيدون احلقيقيون من الرتتيب القانوين (موضوع الفصل ‪ 3‬من نفس األمر)‪.‬‬

‫الذّمة املالية والشخصية والربط بني الذمة املالية وفكرة الغرض فكلام خصصت مجموعة‬
‫من الحقوق وااللتزامات لتحقيق غرض معني وُجدت الذمة املالية برصف النظر عن وجود‬
‫الشخص‪ .‬وتسمى نظرية الذمة املالية بالتخصيص‪ :‬راجع‪ :‬أحمد عمران‪ :‬محارضات يف القانون‬
‫املدين لطلبة السنة األوىل حقوق‪ ،‬كليّة الحقوق بصفاقس‪.1999-1998 ،‬‬
‫‪V. aussi: G. CORNU, Droit civil, Introduction, les personnes, les biens, 10ème éd.,‬‬
‫‪Montchrestien, Paris, 2001, p. 370 et s, spéc. n° 868.‬‬
‫‪ 16‬الفصل ‪ 8‬مطّ ة رابعة من القانون عدد ‪.2018-52‬‬
‫‪ 17‬الرائد الرّسمي عدد ‪ 7‬مؤرّخ يف ‪ 22‬جانفي ‪ ،2019‬ص‪.185 .‬‬
‫‪41‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬
‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ّ‬
‫بالنسبة للقائمة األوىل املتعلقة بالشخص املعنوي جاء بالفصل ‪ 2‬من األمر‬
‫املذكور أنّه‪« :‬حيدّ د املستفيد احلقيقي أو املستفيدين احلقيقيني من الشخص املعنوي‬
‫وتتّخذ التّدابري املعقولة للتّح ّقق من هو ّيتهم عىل النّحو اآليت‪:‬‬
‫أ‪ -‬الشخص أو األشخاص الطبيع ّيون الذين يمسكون بطريقة مبارشة أو غري‬
‫مبارشة نسبة تساوي أو تفوق ‪ 20%‬من رأس املال أو من حقوق االقرتاع؛‬
‫ّوصل لتحديد املستفيد احلقيقي‬
‫ب‪ -‬يف صورة عدم التأكّد من هو ّية أو عدم الت ّ‬
‫أو املستفيدين احلقيقيني بعد تطبيق املعيار (أ)‪ ،‬الشخص أو األشخاص الطبيعيني‬
‫الذين يامرسون رقابة أو سيطرة بأ ّية طريقة كانت واقعا أو قانونا عىل أجهزة‬
‫الشخص‬ ‫العامة أو عىل سري عمل ّ‬
‫الترصف أو اإلدارة أو التّسيري أو عىل اجللسة ّ‬
‫ّ‬
‫املعنوي‪،‬‬
‫ّوصل لتحديد املستفيد احلقيقي أو املستفيدين احلقيقيني‬
‫ج‪ -‬يف صورة عدم الت ّ‬
‫الشخص الطبيعي الذي يشغل‬ ‫وفق املعيارين (أ) و(ب)‪ ،‬يكون املستفيد احلقيقي ّ‬
‫الرئييس‪».‬‬ ‫خ ّطة ّ‬
‫املسي ّ‬
‫يثري هذا الفصل املالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬استعمل الفصل ‪ 2‬من األمر احلكومي املذكور فعلني مبنيني للمجهول‬
‫«حيدّ د» و»تتّخذ» فمن هو الذي سيحدّ د املستفيد احلقيقي وسيتّخذ التدابري‬
‫السجل الوطني‬ ‫بالرجوع إىل النّموذج الذي وضعه ّ‬ ‫املعقولة للتّح ّقق من هويته ؟ ّ‬
‫للمؤسسات عىل ذ ّمة املعنيني بالتسجيل واملتع ّلق بالترصيح باملستفيد احلقيقي‬
‫ختص املستفيد‬
‫املرصحة وبيانات أو معلومات ّ‬ ‫ّ‬ ‫نجد بيانات متع ّلقة بالرشكة‬
‫سترصح باملستفيد أو‬
‫أن الرشكة هي التي ّ‬ ‫احلقيقي(‪ّ ((1‬مما يمكن من استنتاج ّ‬
‫املستفيدين احلقيقيني إن كانوا أكثر من واحد‪.‬‬
‫وخاصة تع ّقد‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬بالنّظر إىل املعايري التي وضعها الفصل ‪ 2‬املذكور وإىل تعدّ د‬
‫بعض احلاالت لرأس مال بعض الرشكات املوجودة يف التطبيق والتي أشار‬
‫أحد الدّ ارسني للبعض منها سوف لن يكون حتديد املستفيد احلقيقي أمر سهال‬

‫‪ 18‬مثل عدد بطاقة التعريف الوطنية؛ العنوان الشخيص؛ الجنسيّة؛ تاريخ ومكان الوالدة؛‬
‫االسم واللّقب؛ نسبة حيازة رأس املال؛ مبارشة أو غري مبارشة؛ يف حالة عدم وجود شخص‬
‫طبيعي مطابق للحالتني أ وب يتمّ ذكر املمثّل القانوين‪.‬‬
‫| العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪2019‬‬ ‫‪42‬‬
‫السجل الوطني‬ ‫ليس بالنسبة للرشكات فحسب بل وكذلك بالنسبة ألعوان ّ‬
‫للمؤسسات وكذلك بالنسبة للقايض إن اقتىض األمر باعتبار وجود حاالت‬
‫تطبيقية مع ّقدة جدّ ا لن يكون أمر حتديد املستفيد احلقيقي فيها سهال ّ‬
‫باملرة(‪.((1‬‬
‫بالنسبة للقائمة الثانية املتعلقة بتحديد املستفيد احلقيقي من الرتتيب القانوين‬
‫نص الفصل ‪ 3‬من نفس األمر احلكومي بالنسبة لصناديق االستئامن عىل أن‬
‫وأي‬
‫املستفيد احلقيقي هو مؤسس الرتتيب القانوين واألمني أو األمناء والويص ّ‬
‫شخص طبيعي يامرس سيطرة فعل ّية عىل الرتتيب القانوين‪ .‬وبالنسبة للرتتيبات‬
‫املامثلة فإن املستفيدين احلقيقيني هم األشخاص الطبيعيون الذين يشغلون خططا‬
‫محل نفس الفصل البنوك واملؤسسات املال ّية ومؤسسات‬ ‫مشاهبة أو مماثلة‪ .‬وقد ّ‬
‫التأمني ومؤسسات االستثامر واملحامني واخلرباء املحاسبني وعدول اإلشهاد‪،‬‬
‫يرصحوا بصفتهم تلك عند نشأة‬ ‫يترصفون بصفة أمني ترتيب قانوين‪ ،‬أن ّ‬ ‫عندما ّ‬
‫عالقة العمل أو تنفيذ عملية أو معاملة يف نفس هذا اإلطار‪.‬‬
‫السجل سيساهم ال حمالة يف مقاومة‬ ‫شك ّ‬
‫أن قانون ّ‬ ‫ومهام يكن من أمر‪ ،‬ال ّ‬
‫مؤسسها‬
‫للسجل عن ّ‬ ‫أن املؤسسة مطالبة بالكشف ّ‬ ‫الضيبي باعتبار ّ‬
‫التّهرب ّ‬
‫أن عدم الترصيح‬‫واملستفيد احلقيقي من مداخيلها تفاديا لألشخاص الومه ّيني‪ .‬كام ّ‬
‫باملستفيد احلقيقي قد يؤدي إىل تسليط عقوبات مالية سالبة للحرية‪ .‬وقد أشار‬
‫تم اعتامدها‬
‫السيد فيصل دربال يف أحد ترصحياته أن مؤسسة املستفيد احلقيقي لو ّ‬ ‫ّ‬
‫يف تونس سابقا لوقع تفادي ‪ 40‬إىل ‪ % 50‬من حاالت الفساد حسب قوله‪.‬‬
‫‪ - 2‬حجز ّ‬
‫الشارة‪:‬‬
‫السجل يف فقرته األخرية‪« :‬وتضبط بموجب‬ ‫اقتىض الفصل ‪ 23‬من قانون ّ‬
‫أمر حكومي رشوط وإجراءات شهادة حجز الشارة والتسمية االجتامعية واالسم‬
‫ونص الفصل األول من األمر احلكومي عدد ‪ 53‬لسنة ‪ 2019‬املؤرخ‬‫التجاري»‪ّ .‬‬
‫يف ‪ 21‬جانفي ‪ 2019‬واملتعلق بضبط رشوط وإجراءات شهادة حجز الشارة‬
‫والتسمية االجتامعية واالسم التجاري‪« :‬هتدف شهادة حجز التسمية االجتامعية‬
‫‪19‬‬
‫‪GADHOUM (W), « Brèves réflexions sur la loi n°2018-52 du 29 octobre 2018‬‬
‫‪relative au Registre National des Entreprises », Revue Infos-Juridiques n°288/289,‬‬
‫‪novembre 2019, p. 20 et s, spéc. p. 26.‬‬

‫‪43‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬


‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ّ‬
‫واالسم التجاري أو الشارة إىل منع إسناد ذات التسمية االجتامعي أو االسم‬
‫التجاري أو الشارة ألكثر من مؤسسة عىل معنى القانون عدد ‪ 52‬لسنة ‪2018‬‬
‫بالسجل الوطني للمؤسسات»‪.‬‬ ‫املؤرخ يف ‪ 2018/10/29‬املتعلق ّ‬
‫تس ّلم الشهادة بعد إجراء فحص يف قاعدة بيانات يمسكها املركز املحدث‬
‫بموجب األمر احلكومي عدد ‪ 52‬لسنة ‪ 2019‬املؤرخ يف ‪ 21‬جانفي ‪2019‬‬
‫واملتعلق بضبط التنظيم اإلداري واملايل للمركز الوطني لسجل املؤسسات(‪.((2‬‬
‫ومن آثار شهادة احلجز ّأنا متنع كل تسجيل الحق لنفس ّ‬
‫الشارة أو التسميات‬
‫مرة واحدة إىل أن ُيكمل‬
‫التجارية باسم شخص آخر مدّ ة ‪ 6‬أشهر قابلة للتجديد ّ‬
‫للمؤسسات وتصبح ّ‬
‫الشارة شاغرة‬ ‫ّ‬ ‫بالسجل الوطني‬ ‫طالبها إجراءات التسجيل ّ‬
‫بانقضاء األجل دون تسجيل‪.‬‬
‫الشارة سيمكن من تاليف التسجيل‬ ‫وال شك أن العمل بنظام شهادة حجز ّ‬
‫الشكات عن بعضها البعض‬ ‫مرتني وسيخلق مناخا من الشفافية الذي يم ّيز ّ‬
‫ومناخا من النزاهة التنافس ّية وبعيدا عن املامرسات التي من شأهنا مغالطة الغري‬
‫حول ذات الرشكة املتعامل معها‪.‬‬
‫السجل والتي منها بال‬
‫هذه تقريبا أهم املكاسب املنتظرة من صدور قانون ّ‬
‫الرقمنة‪.‬‬
‫شك تطوير خدمات التسجيل عرب ّ‬
‫الرقمنة‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تطوير خدمات التسجيل عرب ّ‬
‫السجل إىل تطوير خدمات التسجيل من خالل تكريس آليات‬
‫سعى قانون ّ‬
‫مؤسساتية ورقمية (أ) وعرب ضبط آليات لتفعيل واجب التسجيل جتسمت يف‬
‫التدرج (ب)‪.‬‬
‫العقوبات أو يف نظام من العقوبات يقوم عىل منهج ّ‬
‫أ ‪ -‬آليات تطوير خدمات التسجيل‬
‫‪ -1‬إرساء قاعدة بيانات يقع إدارتها طبق قواعد األمان واحلوكمة‬
‫الرشيدة‪:‬‬
‫يتطلب تكوين مؤسسة يف تونس حاليا مراحل قانونية وإجراءات طويلة قد‬
‫تستغرق قرابة ‪ 11‬يوم عمل متتالية واحلال أنه ال يتجاوز يف بعض الدّ ول يوما أو‬
‫‪ 20‬الرّائد الرّسمي عدد ‪ 7‬مؤرّخ يف ‪ 22‬جانفي ‪ ،2019‬ص‪.180 .‬‬
‫| العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪2019‬‬ ‫‪44‬‬
‫يومني (يف املغرب مثال ال يتجاوز يف أقىص احلاالت ‪ 4‬أيام)‪ .‬كام أن انعدام قاعدة‬
‫املعرفات ‪ Les identifiants‬للرشكة الواحدة‪.‬‬ ‫بيانات شاملة نتج عنه تعدد ّ‬
‫ومعرفا خاصا بالسجل التجاري مما‬‫ّ‬ ‫معرفا خاصا بالضامن االجتامعي‬
‫فتجد مثال ّ‬
‫وسهل مجيع أساليب التح ّيل والتهرب اجلبائي‬
‫جعل من العسري العمل يف شفافية ّ‬
‫كام فتح الباب أيضا للولوج إىل جرائم من قبيل غسل األموال ‪.‬‬
‫(‪((2‬‬

‫السجل أصبحت عملية التسجيل تتم بصفة إلكرتونية مثلام‬


‫مع صدور قانون ّ‬
‫اقتضاه الفصل ‪ 19‬الذي نص عىل أن «يعدّ املركز أنموذجا إلكرتونيا وورقيا‬
‫ملطالب خمتلف اخلدمات املسداة» وأصبح التسجيل عبارة عن إحداث ملف‬
‫خاص باملؤسسة وإسنادها معرفا خاصا هبا‪( .‬الفصل ‪ 2‬من قانون ‪.)2018‬‬
‫السجل الوطني للمؤسسات ‪Le‬‬
‫السجل‪ّ ،‬‬
‫عرف الفصل ‪ 2‬من قانون ّ‬
‫وقد ّ‬
‫‪ R.N.E‬بأنه «قاعدة بيانات عمومية لتجميع املعطيات واملعلومات اخلاصة‬
‫ذمة العموم ومؤسسات الدولة املعن ّية بتلك املعلومات‬ ‫باملؤسسة ووضعها عىل ّ‬
‫السجل احلالة املادية والقانونية للمؤسسة املعن ّية (‪.»)...‬‬
‫ويعكس ّ‬
‫السجل من السجالت الفرعية التالية‪ :‬سجل جتاري‪ :‬سجل مهني‪،‬‬ ‫يتكون ّ‬
‫سجل اجلمعيات وشبكات اجلمعيات وسجل املستفيدين احلقيقيني (الفصل‬ ‫ّ‬
‫الس ّ‬
‫جل‪:‬‬ ‫يتضمن ّ‬
‫ّ‬ ‫السجل)‪ ،‬وطبقا ملقتضيات الفصل ‪« 9‬جيب أن‬‫‪ 8‬من قانون ّ‬
‫‪ )1‬البيانات التي حتدد هوية أصحاب املؤسسات وأمناء الرتتيبات القانونية‬
‫والرشكاء واملسامهني ومسريي األشخاص املعنويني ومسريي اجلمعيات‬
‫ومراقبي احلسابات‪ )2 .‬ملف فردي يتكون من مطلب التسجيل‪ ،‬يتمم عند‬
‫االقتضاء بالرتسيامت الالحقة‪ )3 .‬ملف ملحق بالنسبة إىل األشخاص الطبيعيني‬

‫‪ 21‬جاء بالفصل ‪ 92‬من قانون ‪ 7‬أوت ‪ 2015‬املتعلّق مبكافحة اإلرهاب ومنع غسل األموال‪»:‬‬
‫يع ّد غسال لألموال كلّ فعل قصدي يهدف‪ ،‬بأيّ وسيلة كانت‪ ،‬إىل التربير الكاذب للمصدر‬
‫غري املرشوع ألموال منقولة أو عقاريّة أو مداخيل متأتية‪ ،‬بصفة مبارشة أو غري مبارشة‪ ،‬من‬
‫كلّ جناية أو جنحة تستوجب العقوبة بالسجن ملدّة ثالث سنوات أو أكرث ومن كلّ الجنح‬
‫املعاقب عليها مبجلّة الدّيوانة‪.‬‬
‫ويعترب أيضا غسال لألموال‪ ،‬كلّ فعل قصدي يهدف إىل توظيف أموال متأتية‪ ،‬بصفة مبارشة‬
‫أو غري مبارشة‪ ،‬من الجرائم املنصوص عليها بالفقرة السابقة‪ ،‬أو عىل إيداعها أو إخفائها أو‬
‫متويهها أو إدارتها أو إدماجها أو حفظها أو محاولة القيام بذلك أو املشاركة فيه أو التحريض‬
‫عليه أو تسهيله أو إىل املساعدة يف ارتكابه»‬
‫‪45‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬
‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ّ‬
‫امللزمني بمسك حماسبة عىل معنى الترشيع اجلاري به العمل واألشخاص املعنويني‬
‫والرتتيبات القانونية توضع به كل العقود والوثائق الواجب إيداعها بالسجل‪.‬‬
‫جتمع املعلومات والوثائق املدرجة بكل سجل يف مركزية إعالمية خمصصة‬
‫للغرض وتتمتع النسخة اإللكرتونية املستخرجة من السجل بحجية النسخة‬
‫السجل‬‫الورقية حسب الترشيع اجلاري به العمل»‪ .‬وجاء بالفصل ‪ 10‬من قانون ّ‬
‫السجل كذلك‪ :‬أ‪ -‬بالنسبة لألشخاص الطبيعيني سواء‬ ‫أيضا «جيب أن يتضمن ّ‬
‫كانوا الرشكاء أو املسامهني أو املستفيدين احلقيقيني أو الرشكاء الفعليني أو أعضاء‬
‫اهلياكل املسرية للجمعية‪ :‬االسم واللقب؛ تاريخ ومكان الوالدة؛ العنوان؛ عدد‬
‫بطاقة اهلوية وتاريخ ومكان تسليمها؛ اجلنسية؛ احلالة الزوجية ونظام الزواج عند‬
‫االقتضاء‪ .‬ويف صورة اختيار نظام االشرتاك يف األمالك بني الزوجني‪ ،‬ال ختضع‬
‫البيانات املتعلقة بالقرين لإلشهار‪ .‬ب‪ -‬بالنسبة لألشخاص املعنويني‪ :‬االسم‬
‫االجتامعي واالسم التجاري إن وجد؛ نوع الشخص املعنوي والنظام القانوين‬
‫الذي خيضع له؛ عنوان املقر االجتامعي؛ مدة الرشكة كيفام اقتضاها القانون‬
‫األساس؛ تاريخ قفل حساب املوازنة السنوي بالنسبة لألشخاص املعنويني‬
‫امللزمني بإشهار حساباهتم وموازناهتم السنوية وكل التنصيصات املتعلقة بالعقل‬
‫والرهون والتأمينات واإلجيار املايل واالمتيازات والقيود االحتياطية املأذون هبا‬
‫والتشطيبات وكل تغيري الحق بام يف ذلك تغيري احلساب البنكي للمؤسسة وكل‬
‫العقود والوثائق الواجب إيداعها حسب مقتضيات هذا القانون»‬
‫‪ - 2‬بعث مركز وطني لسجل املؤسسات حتت إشراف رئاسة‬
‫احلكومة‬
‫لسجل املؤسسات» وهو‬‫ّ‬ ‫السجل عىل إحداث «املركز الوطني‬ ‫نص قانون ّ‬
‫مؤسسة عمومية ال تكتيس صبغة إدارية تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقاللية‬
‫اإلدارية واملالية تعمل حتت إرشاف رئاسة احلكومة وظيفتها مسك وإدارة‬
‫السجل الوطني للمؤسسات‪ .‬هذا اهليكل اجلديد سيرشف عىل عمليات‬ ‫ّ‬
‫التسجيل والتحيني اإللكرتوين والتي تقوم عىل مبدأ اإليداع وتشبيك قواعد‬
‫البيانات وحتيينها بصفة منتظمة ودور ّية مما سيساهم يف التخلص من طول اآلجال‬
‫وتعقد اإلجراءات‪ .‬وقد صدر األمر احلكومي عدد ‪ 52‬لسنة ‪ 2019‬املؤرخ يف‬

‫| العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪2019‬‬ ‫‪46‬‬


‫‪ 21‬جانفي ‪ 2019‬والذي ضبط التنظيم اإلداري واملايل للمركز الوطني لسجل‬
‫املؤسسات(‪.((2‬‬
‫‪ - 3‬قاضي ّ‬
‫السجالت‪:‬‬
‫أسند القانون بالفصل ‪ 43‬اختصاص النظر يف الطعون املرفوعة ضد القرارات‬
‫السجالت‪ .‬وقد أثريت‬ ‫الصادرة عن املركز الوطني لسجل املؤسسات إىل قايض ّ‬
‫يف جلسات النقاش العام مسألة غياب تنظيم هذه اخلطة ولكن يبدو أن القانون‬
‫السجل التجاري املنصوص‬ ‫السجالت القايض املكلف بمراقبة ّ‬ ‫قصد بقايض ّ‬
‫عليه بالفصل ‪ 50‬من القانون القديم عدد ‪ 44‬املؤرخ يف ‪1995/05/02‬‬
‫وباملتعلق بالسجل التجاري‪ .‬وقد أسند له قانون ‪ 1995‬اختصاص النظر يف مجيع‬
‫ويبت فيها بموجب قرار‪ .‬فاألمر ال‬
‫ّ‬ ‫النزاعات التي تنشأ أثناء التسجيل وينظر‬
‫يتعلق بخطة قضائية جديدة أحدثها قانون ‪ 2018‬وإنام بخطة موجودة سابقا وهلا‬
‫اختصاصها اخلاص هبا ومنظمة صلب قانون ‪ 1995‬وقد أعاد القانون اجلديد‬
‫فقط تنظيم إجراءات التقايض صلب الفصل ‪ 43‬إىل ‪ 45‬دون إلغاء خطة قايض‬
‫السجالت باعتبار تعدّ د‬
‫غي فقط التسمية فأصبح قايض ّ‬ ‫السجل التجاري بل ّ‬ ‫ّ‬
‫للسجالت‪.‬‬
‫السجالت التي أصبح يمسكها املركز الوطني ّ‬ ‫ّ‬
‫ب ‪ -‬آليات تفعيل واجب التسجيل‪ :‬نظام العقوبات‬
‫حاول مرشع ‪ 2018‬أن يكون ناجعا وفعاال يف معاجلته للظواهر السلبية التي‬
‫شابت املناخ االقتصادي يف تونس‪ ،‬إذ مل يكتف بالتنصيص عىل واجب التسجيل‬
‫بالسجل الوطني للمؤسسات بل خصص بابا سابعا مستقال لألحكام اجلزائية‬ ‫ّ‬
‫حتت عنوان «غرامات التأخري والعقوبات»‪ .‬وقد نص هذا الباب عىل عقوبات‬
‫تراوحت بني اخلطية وعقوبات سالبة للحر ّية‪ .‬ولعله من نافلة القول إنّه ما مل‬
‫الذوات‬‫تتوفر العقوبات التي متثل البعد الزجري يف القانون ال يشء سيحمل ّ‬
‫املعنية بالتسجيل عىل القيام بذلك بصفة تلقائية‪« .‬ففي بالدنا هناك مؤسسات‬
‫برمتها ال تظهر إىل العلن وال يقع اإلعالم هبا مطلقا هذا إن وجدت يف رأس‬ ‫ّ‬
‫أصحاهبا كمؤسسة (‪. »)...‬‬
‫(‪((2‬‬

‫‪ 22‬الرّائد الرّسمي عدد‪ 7‬مؤرّخ يف ‪ 22‬جانفي ‪ ،2019‬ص‪.180 .‬‬


‫‪ 23‬محمّد محفوظ‪« ،‬السّ جل الوطني للمؤسسات والتجارة املوازية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪16.‬‬
‫(غري منشورة)‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬
‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ّ‬
‫استهل الباب بتجريم األفعال التي تستوجب غرامات تأخري‪ .‬فام هي األفعال‬
‫ونص هلا عىل عقوبات؟‬
‫املرشع جرائم ّ‬
‫التي اعتربها ّ‬
‫املجرمة‪ :‬التسجيل‪ ،‬التنقيح‪ ،‬التشطيب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أورد الفصل ‪ 51‬مجلة من األفعال‬
‫إدراج بيانات‪ ،‬إيداع وثائق (والتي من أمهها‪ :‬القوائم املالية) بعد اآلجال القانونية‪.‬‬
‫فاألمر يتعلق بذوات معنوية أو مؤسسات اقتصادية قامت بالتسجيل أو التنقيح‬
‫أو التّحيني‪ ،‬أي استجابت ملقتضيات القانون ولكن بصفة متأخرة بعد األجل‬
‫القانوين‪ .‬فمناط التجريم بالفصل ‪ 51‬ينصب عىل فعل التأخر يف التسجيل وليس‬
‫يستحث األشخاص املعنيني بالتسجيل‬ ‫ّ‬ ‫عىل االمتناع عن التسجيل‪ .‬فالقانون هنا‬
‫عىل القيام هبذا الواجب يف األجل القانوين وذلك بتهديدهم بأهنم قد تتس ّلط‬
‫عليهم عقوبة مالية وهي غرامة التأخري يف صورة التأخر أو التقاعس عن القيام‬
‫السجل‪.‬‬ ‫بالتسجيل يف األجل الذي ضبطه الفصل ‪ 17‬من قانون ّ‬
‫موحد للتسجيل ينسحب عىل مجيع‬ ‫وجتدر اإلشارة إىل أنه مل يقع اعتامد أجل ّ‬
‫ّ‬
‫الذوات املعنية به‪ .‬إذ م ّيز الفصل ‪ 17‬من قانون ‪ 2018‬بني األجل اخلاص بالشخص‬
‫الطبيعي واألجل اخلاص بالشخص املعنوي عىل معنى أحكام م‪.‬ش‪.‬ت‪ .‬فهو‬
‫خاصا ببقية األشخاص املعنويني‬
‫أجل خاص بالرشكات التجارية‪ ،‬وضبط أجال ّ‬
‫من غري الرشكات ويشمل هذا األجل أيضا الرتتيبات القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للشخص الطبيعي جيب عليه أن يسجل قبل أن يامرس فعليا نشاطه‪.‬‬
‫تسجل يف أجل‬
‫‪ -‬بالنسبة للرشكات التجارية نطبق الفصل ‪ 14‬من م‪.‬ش‪.‬ت‪ّ .‬‬
‫بالربط بني أحكام الفقرة ‪ 2‬من الفصل ‪17‬‬
‫شهر من تاريخ تأسيس الرشكة وذلك ّ‬
‫من قانون ‪ 2018‬والفصل ‪ 14‬من م‪.‬ش‪.‬ت‪.‬‬
‫– بالنسبة لبقية األشخاص املعنويني والرتتيبات القانونية جيب عليها‬
‫التسجيل يف أجل أقصاه ‪ 15‬يوما من فتح املقر االجتامعي أو املحل أو تسمية‬
‫األمني بالنسبة للرتتيب القانوين‪ ،‬أي يف أجل أقصاه ‪ 15‬يوما من يوم الرشوع يف‬
‫املامرسة الفعلية لنشاطها‪.‬‬

‫| العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪2019‬‬ ‫‪48‬‬


‫بالنسبة ملقدار غرامة التأخري‪ ،‬حدده الفصل ‪ 51‬بنصف مبلغ معلوم اإلجراء‬
‫املؤسسات ّ‬
‫أن املعاليم املتعلقة‬ ‫عن كل شهر تأخري‪ .‬وذكر املركز الوطني لسجل ّ‬
‫بالتحيني قدرت ب ‪ 20‬دينارا بالنسبة لعدم إيداع الترصيح باملستفيد احلقيقي‬
‫وب ‪ 50‬دينارا عن التأخري عن إيداع القائامت املالية عن كل موازنة مالية وب‬
‫‪ 20‬دينارا عن كل موازنة مالية بالنسبة لألجراء املتعلق بإيداع القائامت املالية‬
‫لألشخاص الطبيعيني(‪.((2‬‬
‫جرم الفصل ‪ 52‬االمتناع عن التسجيل واستعمل النص عبارة «التّقاعس»‬ ‫ّ‬
‫ألن املعني بالتسجيل سيقع إجباره عىل ذلك ال حمالة بمقتىض إجراءات متسلسلة‬
‫ّ‬
‫سجل‬ ‫تبدأ بمعاينة االمتناع ثم الدّ عوة إىل التسجيل من طرف املركز‪ ،‬ثم تعليق‬
‫املؤسسة‪ ،‬فإحالة حمرض املعاينة إىل النيابة العمومية ثم اخلط ّية ثم اجلرب بواسطة‬
‫بالسجن واخلطية يف صورة االمتناع عن‬ ‫حكم قضائي عىل التسجيل ثم احلكم ّ‬
‫كل ذلك‪.‬‬
‫وقد تم املرور بشكل تصعيدي من تسليط جمرد خطية مالية من ألف إىل ‪5‬‬
‫آالف دينار كعقوبات عن أفعال التقاعس عن التنقيح أو التشطيب أو إدراج‬
‫بيانات أو إيداع وثائق املنصوص عليها بالفصل ‪ 42‬إىل عقوبة سالبة للحرية إذا‬
‫أن املمتنع عن التسجيل‬ ‫تعلق العود بعدم التسجيل وهي عقوبة صارمة باعتبار ّ‬
‫بالسجن ملدة عام كامل وبخطية قدرها ‪ 10‬آالف دينار‪.‬‬
‫س ُيعاقب ّ‬
‫إذا قدم القانون بمقتىض هذه األحكام اجلزائية معادلة بني اجلانب االستنهايض‬
‫ّ‬
‫وتوخى منهج التدرج أوال بإعالم املتقاعس وتنبيهه‬ ‫الردعي‬
‫الزجري أو ّ‬ ‫واجلانب ّ‬
‫ثم دعوته إلمتام اإلجراءات واالستجابة للقانون ويف صورة عدم االمتثال تنطلق‬
‫اإلجراءات بإعالم النيابة العمومية باعتبار أن الغرض هو التصحيح ومحل‬
‫املخالف عىل االمتثال للقانون‪.‬‬
‫وبالنسبة للعقوبة السالبة للحرية جاءت يف حاالت معينة منها العود واإلدالء‬
‫ببيانات خمالفة للحقيقة‪.‬‬

‫‪ 24‬وردت املعلومة عن املركز املذكور أعاله بجريدة إلكرتونية‪ :‬الرشوق بتاريخ ‪2019/09/09‬‬
‫باملوقع التايل‪ ،‬تاريخ االطالع ‪.www.alchourouk.com/article 2020/02/14‬‬
‫‪49‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬
‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ّ‬
‫نص عىل ّ‬
‫أن‬ ‫وقد خفف املرشع من هذا اجلانب الزجري بالفصل ‪ 52‬عندما ّ‬
‫إمتام املعني باألمر العملية املطلوبة طبق القانون يوقف التتبع أو املحاكمة أو تنفيذ‬
‫العقاب املنصوص عليه بالفصول ‪ ،53 ،52‬و‪ 54‬من قانون ‪ .2018‬ممّا يمكن‬
‫من االستنتاج أن املقصد من األحكام اجلزائية هو استحثاث املعنيني بالتسجيل‬
‫عىل القيام به فاألمر ال يتعلق بجرائم شكل ّية يعاقب عليها القانون بقطع النظر عن‬
‫الركن املادي فيها يف‬
‫يتجسم ّ‬
‫ّ‬ ‫توفر القصد اجلنائي فيها من عدمه بل بجرائم سلب ّية‬
‫االمتناع عن اإلتيان بفعل أوجب القانون القيام به‪ ،‬ومتى تراجع الشخص عن‬
‫وصحح الوضعية‪ ،‬يسقط موجب التتبع أو العقوبات أو املحاكمة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫امتناعه‬
‫تلك هي أهم املكاسب املنتظرة من صدور القانون موضوع الدراسة وهي‬
‫عديدة وال شك ّ‬
‫أن هناك صعوبات تنتظره يف التطبيق فامهي يا ترى هذه‬
‫الصعوبات؟‬
‫اجلزء الثاين‪:‬‬
‫الصعوبات املنتظرة‬
‫السجل الوطني للمؤسسات‬
‫يف تطبيق قانون ّ‬
‫السجل الوطني للمؤسسات جدال كبريا قبل وبعد صدوره سواء‬ ‫أثار قانون ّ‬
‫يف جلسات النقاش العام يف جملس نواب ّ‬
‫الشعب أو يف األوساط املعن ّية بتطبيق‬
‫أحكامه‪ .‬وال يزال يرت ّدد صدى اجلدل يف شكل تساؤالت وامتناع واحرتازات‬
‫وسيقع تقسيم هذه الصعوبات إىل صعوبات نظرية (الفقرة األوىل) وصعوبات‬
‫تطبيقية (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الصعوبات النظرية‬ ‫الفقرة األوىل‪ّ :‬‬
‫تتمثل أهم الصعوبات النظرية التي ما زالت حمل جدل يف مصطلح‪ :‬الرتتيب‬
‫القانوين (أ) ويف مسألة التعارض مع أحكام قانون محاية املعطيات الشخصية‬
‫توجهه نحو إدخال ذوات‬
‫ّ‬ ‫(ب) ويف مسألة االنسجام الداخيل لقانون السجل يف‬
‫وإقصاء أخرى من واجب التسجيل (ج)‪.‬‬
‫أ ‪ -‬املشاكل النظرية التي يثريها مصطلح الرتتيب القانوين‬
‫السجل أدخل مؤسسة قانونية جديدة صلب القانون‬ ‫كنّا أرشنا إىل ّ‬
‫أن قانون ّ‬

‫| العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪2019‬‬ ‫‪50‬‬


‫املرشع اسم «الرتتيب القانوين»‬
‫ّ‬ ‫التونيس وهي االستئامن الذي أطلق عليه‬
‫إن اقتحام مؤسسة جديدة من قبيل االستئامن‬ ‫‪ّ .The trust ou la fiducie‬‬
‫صلب النظام القانوين التونيس سيكون له تأثري عىل ذلك النظام برمته حيث‬
‫سيمس جم ّلة االلتزامات والعقود وجملة الرشكات التجارية وخمتلف النصوص‬ ‫ّ‬
‫األخرى ونظام التأمينات‪ .‬وقع استلهام هذا املصطلح من النظام القانوين‬
‫يكرس نظرية ّ‬
‫الذمة املالية‬ ‫األملاين وله تطبيقات عديدة خاصة يف بريطانيا وهو ّ‬
‫بالتخصيص »‪La théorie du « patrimoine d’affectation ‬‬
‫‪ »zweckvermogen‬والتي منها مؤسسة االستئامن هذه واحلال أن القانون‬
‫الشخصية يف تنظيمه وتصوره ّ‬
‫للذمة املالية وهي‬ ‫يكرس باألساس نظر ّية ّ‬ ‫التونيس ّ‬
‫ورور ‪.‬‬
‫(‪((2‬‬
‫نظرية تنتسب إىل املدرسة الفرنسية بريادة الفقيهني الفرنسيني أوبري ُ‬
‫ومن نتائج نظرية الشخصية التي يأخذ هبا الترشيع التونيس تأثرا بنظريه‬
‫الفرنيس يف تصوره ّ‬
‫للذمة املالية‪ ،‬أن هذه الذمة املالية ال تنتقل من شخص إىل آخر‬
‫يمس هبا‪ .‬فام دامت ّ‬
‫الذمة املالية مظهرا من‬ ‫وإنّام يرد االنتقال عىل حمتوياهتا دون أن ّ‬
‫مظاهر الشخصية القانونية تكون هلا صفات هذه الشخصية ومن بينها عدم قابلية‬
‫يفوت فيها صاحبها أثناء حياته‪ ،‬بل يقترص‬
‫يتصور أن ّ‬
‫ّ‬ ‫االنتقال إىل الغري بحيث ال‬
‫تكوهنا‪.‬‬
‫حق التّفويت عىل العنارص التي ّ‬
‫الذمة املالية بالتّخصيص عىل فكرة الفصل بني الذمة‬ ‫وتقوم يف املقابل نظرية ّ‬
‫الذمة املالية وفكرة الغرض‪ .‬فكلام‬ ‫والربط بني ّ‬
‫املالية والشخصية القانونية ّ‬
‫معي وجدت ّ‬
‫الذمة‬ ‫ُخ ّصصت جمموعة من احلقوق وااللتزامات لتحقيق غرض ّ‬
‫املالية برصف النظر عن وجود الشخص‪ .‬وهو ما كرسه مرشع ‪ 2018‬يف قانون‬
‫التتيب القانوين من كونه‪ )...(« :‬إحالة‬
‫السجل الوطني للمؤسسات يف تعريف‪ّ :‬‬ ‫ّ‬
‫أموال أو حقوق أو تأمينات حالة أو مستقبلية ألمني أو عدة أمناء الذين يبقوهنا‬
‫منفصلة عن ذممهم املالية بغرض الترصف فيها أو إدارهتا أو الترصف فيها لفائدة‬
‫مستفيد واحد أو أكثر»‪ .‬وهو ما ينسجم مع نظرية ّ‬
‫الذمة املالية بالتخصيص التي‬
‫ال متنع انتقال الذمة املالية من شخص إىل آخر نظرا لعدم اتصاهلا بالشخصية‬
‫‪25‬‬
‫‪AUBRY & RAU, Droit civil français, Tome IX, 6ème éd., Par Paul Esmein,‬‬
‫‪Librairies techniques, 1953, spéc. § 273.‬‬

‫‪51‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬


‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ّ‬
‫وألن ّ‬
‫الذمة املالية يف هذا التصور جمموعة من احلقوق وااللتزامات القائمة فعال‬
‫لذلك يمكن الترصف فيها بأرسها باعتبارها جمموعة من األموال‪.‬‬
‫يبي‬
‫وخالصة القول‪ ،‬قام املرشع بإسقاط مؤسسة االستئامن إسقاطا ومل ّ‬
‫مصدرها وكان من األجدر القيام بدراسات مقارنة قبل تكريس هذا املصطلح‬
‫يكرس هذه املؤسسة ومل ينظمها فإقحامها هبذا‬
‫صلب قانوننا الوطني الذي ال ّ‬
‫الشكل بواسطة قانون خاص يتع ّلق بتسجيل املؤسسات وبمقتىض تعريف‬ ‫ّ‬
‫غامض نوعا ما قد يؤدي إىل بروز صعوبات يف التطبيق‪.‬‬
‫ب ‪ -‬مسألة التعارض مع أحكام قانون حماية املعطيات الشخصية‬
‫هناك من اعترب أن بعض أحكام قانون ‪ 2018‬تتعارض مع القانون عدد ‪36‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 27‬جويلية ‪ 2004‬واملتعلق بحامية املعطيات الشخصية باعتبار أن‬
‫قانون السجل الوطني للمؤسسات سيقوم بمعاجلة عديد املعطيات الشخصية‬
‫واملعرف الوحيد ورقم بطاقة التعريف الوطنية والربيد‬
‫ّ‬ ‫من قبيل االسم واللقب‬
‫اإللكرتوين‪ ،‬العنوان الشخيص‪ ،‬اجلنسية‪ ،‬تاريخ ومكان الوالدة‪ ،‬اسم املمثل‬
‫القانوين‪ ،‬اسم وكيل الرشكة‪ ،‬ومجيع املعطيات والبيانات املتعلقة بالرشكة‬
‫كشخص معنوي‪...‬‬
‫وعند جلسات نقاش مرشوع القانون‪ ،‬اعترب رئيس اهليئة الوطنية حلامية‬
‫املعطيات الشخصية أن محاية املعطيات الشخصية ال تنطبق إالّ عىل الشخص‬
‫الذوات‬‫الطبيعي طبق مقتضيات الفصل ‪ 4‬من قانون ‪ .2004‬وبالتايل فإن ّ‬
‫وفس ذلك بخضوعها لقاعديت اإلشهار ّ‬
‫والشفافية يف‬ ‫املعنوية ال تشملها احلامية ّ‬
‫ممارسة نشاطها‪.‬‬
‫للشخص الطبيعي عند مبارشته‬ ‫كام أن احلامية ال تنطبق عىل املعطيات الشخصية ّ‬
‫مسيا لتلك ّ‬
‫الذوات املعنوية أو بصفته تاجرا أو حرفيا أو مسدي‬ ‫ألنشطة بصفته ّ‬
‫حرة واعترب تبعا لذلك أن املعطيات الشخصية التي سيتم‬‫خدمات أو مبارشا ملهنة ّ‬
‫بالسجل الوطني للمؤسسات ال ختضع مبدئيا للحامية املنصوص عليها‬ ‫جتميعها ّ‬
‫بقانون ‪ .2004‬كيف يمكن تقييم هذا املوقف أو هذا التأويل؟‬

‫| العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪2019‬‬ ‫‪52‬‬


‫إن هذا املوقف يستجيب لنطاق‬‫بالنظر إىل مقتضيات قانون ‪ 2004‬يمكن القول ّ‬
‫محاية املعطيات الشخصية كيفام ضبطها الفصل األول من قانون ‪2004/07/27‬‬
‫أن‪« :‬لكل شخص احلق يف محاية املعطيات الشخصية‬ ‫والذي جاء به رصاحة ّ‬
‫املتعلقة بحياته اخلاصة باعتبارها من احلقوق األساسية املضمونة بالدستور(‪.»)...‬‬
‫يستنتج من ذلك أن قانون محاية املعطيات الشخصية نفسه استثنى من نطاق احلامية‬
‫ضمن ّيا املعطيات املتعلقة باحلياة املهنية ومل يعتربها معطيات شخصية خاضعة‬
‫للحامية عندما قرص احلامية عىل تلك املتعلقة باحلياة اخلاصة للفرد دون غريها‪ .‬وال‬
‫شك أن ممارسة الشخص ملهنته ال يدخل ضمن حياته اخلاصة واحلميمية إذ هو‬ ‫ّ‬
‫يامرسها علنا وأمام اجلميع وبالتايل يقتيض القانون أن يكون ذلك يف إطار ّ‬
‫الشفافية‬
‫والوضوح عندما اقتىض تسجيل تلك البيانات واملعطيات‪.‬‬
‫يصب يف نفس‬ ‫ّ‬ ‫بالرجوع إىل الفصل ‪ 4‬من نفس قانون ‪ 2004‬نستنتج أنه‬
‫االجتاه إذ اقتىض‪« :‬تعترب معطيات شخصية عىل معنى هذا القانون كل البيانات‬
‫معرفا أو قابال للتعريف‬ ‫مهام كان مصدرها أو شكلها والتي جتعل شخصا طبيعيا ّ‬
‫بطريقة مبارشة أو غري مبارشة باستثناء املعلومات املتصلة باحلياة العامة أو املعتربة‬
‫كذلك قانونا»‪.‬‬
‫يثري هذا النص مالحظتني‪:‬‬
‫‪ -1‬استثنى الفصل ‪ 4‬من جمال املعطيات الشخصية املشمولة باحلامية تلك‬
‫املتصلة باحلياة العامة وال يمكن اعتبار النّشاط املهني للشخص أو وظيفته من‬
‫مقتضيات حياته اخلاصة فمن يامرس مهنة ما أو نشاطا يف اخلفاء ال يمكن أن‬
‫يكون إالّ خمالفا للنظام العام أو األخالق احلميدة أو خمالفا للقانون أو هبدف‬
‫اهلروب من واجب قانوين ما‪.‬‬
‫‪ -2‬عندما أضاف الفصل املذكور مجلة‪« :‬أو املعتربة كذلك قانونا» فتح‬
‫للمرشع جماال واسعا العتبار بعض املعطيات متصلة باحلياة العامة وبالتايل ختضع‬
‫أن هذا املعطى خاص يستوجب احلامية أم عام‬ ‫للتسجيل‪ .‬ويبقى أمر تقدير هل ّ‬
‫ال تشمله احلامية موكول للقانون بدرجة أوىل وللقضاء بدرجة ثانية وغري مرتوك‬
‫ألهواء األفراد حيددونه كيفام شاؤوا‪.‬‬

‫‪53‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬


‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ّ‬
‫توجهات القانون يف إدخال ذوات وإقصاء‬
‫ج ‪ -‬مسألة مدى انسجام ّ‬
‫أخرى من واجب التسجيل‬
‫للمؤسسات بمقتىض الفصل السابع منه‬ ‫ّ‬ ‫السجل الوطني‬ ‫أخضع قانون ّ‬
‫عديد املؤسسات لواجب التسجيل من ذلك أنه أخضع مثال‪ :‬املنشآت العمومية‬
‫واملؤسسات العمومية التي ال تكتيس صبغة إدارية للتسجيل وهو ما سيشمل‬
‫جانبا هاما من املؤسسات إىل درجة أن هناك من تساءل عن مربر عدم إدخال‬
‫البلديات يف واجب التسجيل‪ .‬كام أدخل اجلمعيات وشبكات اجلمعيات ولكنه‬
‫يف املقابل أقىص ذواتا أخرى من قبيل املنظامت والنقابات واألحزاب واحتادات‬
‫األعراف من التّسجيل رغم أهنا تعترب ذواتا معنوية وحتقق مداخيل هامة ومع‬
‫ذلك وقع إقصاؤها‪ .‬ممّا يدعو إىل التساؤل عن املعايري التي أخضع بمقتضاها‬
‫السجل الوطني للمؤسسات‪ ،‬مؤسسات دون أخرى للتسجيل‪ .‬وملاذا‬ ‫قانون ّ‬
‫تبقى مؤسسات أخرى غري التي نص عليها القانون خارج واجب التسجيل يف‬
‫مقابل إرصار عىل إقحام اجلمعيات؟‬
‫فاملسألة ليست حمسومة عىل أسس واضحة وهي تتعلق بمدى انسجام‬
‫ربرات وأسس مقنعة يقع عىل أساسها إخضاع‬ ‫توجهات القانون وبمدى تو ّفر م ّ‬
‫ّ‬
‫السجل «تدعيم‬ ‫ذوات واستبعاد أخرى من التسجيل‪ .‬فإذا كان من أهداف ّ‬
‫الشفافية يف املعامالت االقتصادية واملالية» ‪-‬وهي صياغة عامة وشاملة‪ -‬فإن‬
‫مؤسسات أو ذوات معنوية من قبيل ّاتادات األعراف واألحزاب والنقابات‬ ‫ّ‬
‫وبعض املنظامت تقوم بمعامالت مال ّية يوم ّية وها ّمة وتعترب ناشطة يف املجال‬
‫ربر إدخال اجلمعيات يف واجب‬ ‫االقتصادي باملعنى الواسع وإالّ فام الذي ي ّ‬
‫أن اجلمعية كيفام تم تعريفها بالفصل ‪ 2‬من املرسوم عدد ‪88‬‬ ‫التسجيل واحلال ّ‬
‫لسنة ‪ 2011‬املؤرخ يف ‪ 2011/09/24‬املتعلق بتنظيم اجلمعيات هي‪« :‬اتفاقية‬
‫بني شخصني أو أكثر يعملون بمقتضاها وبصفة دائمة عىل حتقيق أهداف باستثناء‬
‫حجر عليها املرسوم املذكور يف فصله الرابع ممارسة األعامل‬ ‫حتقيق أرباح»‪ ‬؟ وقد ّ‬
‫التجارية لغرض توزيع األموال عىل أعضائها للمنفعة الشخصية (‪ )...‬تبقى هذه‬
‫التساؤالت قائمة وقد يقع تنقيح هذا القانون الحقا ليضيف ذواتا أخرى تصبح‬
‫معن ّية هي بدورها بواجب التّسجيل‪.‬‬

‫| العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪2019‬‬ ‫‪54‬‬


‫وتنضاف إىل الصعوبات النظرية التي وقعت إثارهتا صعوبات أخرى ذات‬
‫طبيعة تطبيقية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الصعوبات التطبيقية‬
‫أ ‪ -‬املسائل التقنية‪ :‬صعوبة التشبيك‬
‫السجل آلية خاصة تعرف بآلية «التّشبيك» فقد ورد بالفصل‬ ‫كرس قانون ّ‬ ‫ّ‬
‫الثالث منه أنه‪« :‬يتم وجوبا يف إطار تشبيك قواعد البيانات العمومية‪ ،‬التّبادل‬
‫اإللكرتوين احليني للمعلومات والبيانات والوثائق بني املركز الوطني لسجل‬
‫املؤسسات ومجيع املؤسسات واهلياكل العمومية املعنية ومنها‪ :‬اإلدارة املكلفة‬
‫باجلباية‪ ،‬البنك املركزي التونيس‪ ،‬اللجنة التونسية للتحاليل املالية‪ ،‬اإلدارة العامة‬
‫للديوانة‪ ،‬الصندوق الوطني للضامن االجتامعي‪ ،‬اهليئة التونسية لالستثامر‪ ،‬وكالة‬
‫النهوض بالصناعة والتجديد‪ ،‬اجلامعات املحلية‪ ،‬املعهد الوطني لإلحصاء‪،‬‬
‫اإلدارة املكلفة باجلمعيات‪ .‬ويربم املركز الوطني لسجل املؤسسات يف هذا اإلطار‬
‫االتفاقات التي يراها رضورية مع اهلياكل واملؤسسات العمومية حتدد بمقتضاها‬
‫البيانات واملعلومات الرضورية التي جيب تبادهلا لضامن شفافية وحينية قاعدة‬
‫بياناته»‪.‬‬
‫ورغم أن القانون مل يعرف آلية التشبيك فالذي ُيفهم منها هو «إحالة‬
‫املعلومات إىل أقىص ما يمكن من املؤسسات املعنية باملؤسسة»(‪ ((2‬وهذا العمل‬
‫يتطلب جهدا ج ّبارا ووقتا طويال وتقنيات متطورة تنتظر العاملني عىل تطبيق هذه‬
‫املسألة‪« .‬فالتشبيك الذي حتدث عنه الفصل ‪ 3‬من القانون لكي يتحقق عمليا‬
‫يستوجب عمال مهوال خاصة وأن القانون عدد ‪ 2018-52‬له عالقة بقائمة من‬
‫النصوص القانونية النافذة السيام محاية املعطيات الشخصية‪ ،‬اجلمعيات‪ ،‬محاية‬
‫امللكية الفكرية‪ ،‬االستثامر‪ ،‬الرشكات التجارية‪ ،‬املنافسة‪ ،‬جباية املؤسسات‪...‬‬
‫إذن تداخالت وتقاطعات مع كل األصناف يمكن هلا أن تقع وال يمكن إقصاؤها‬
‫عند تطبيق أحكام هذا القانون»(‪.((2‬‬

‫‪ 26‬محمّد محفوظ‪« ،‬السّ جل الوطني للمؤسسات والتجارة املوازية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪14.‬‬
‫(غري منشورة)‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪GADHOUM (W), « Brèves réflexions sur la loi n°2018-52 du 29 octobre 2018‬‬
‫‪relative au Registre National des Entreprises », Revue Infos-Juridiques, n°288/289,‬‬

‫‪55‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬


‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ّ‬
‫السجل الوطني للمؤسسات باملعهد الوطني‬
‫ّ‬ ‫ب ‪ -‬عالقة‬
‫للمواصفات وامللكية الصناعية‬
‫السجل والوارد صلب األحكام االنتقالية عىل‬ ‫نص الفصل ‪ 61‬من قانون ّ‬
‫أنه‪« :‬حتيل وزارة العدل واملحاكم االبتدائية واملعهد الوطني للمواصفات وامللكية‬
‫الصناعية مجيع امللفات والسجالت واألرشيف واملنظومات املعلوماتية وقواعد‬
‫البيانات إىل املركز الوطني لسجل املؤسسات حال تركيزه»‪.‬‬
‫ويضيف نفس الفصل يف فقرته الثانية‪« :‬حييل املعهد الوطني للمواصفات‬
‫للسجل التجاري‬
‫وامللكية الصناعية مجيع األموال التي يف ترصفه بموجب مسكه ّ‬
‫املركزي تطبيقا لألمر احلكومي عدد ‪ 964‬لسنة ‪ 2015‬املؤرخ يف ‪ 03‬أوت‬
‫ّ‬
‫لسجل‬ ‫بالسجل التجاري إىل املركز الوطني‬
‫‪ 2015‬واملتعلق بمعاليم التسجيل ّ‬
‫املؤسسات حال تركيزه»‪.‬‬
‫يف حني نص الفصل ‪ 64‬من قانون ‪ :2018‬أنه‪« :‬تُلغى مجيع القوانني املخالفة‬
‫هلذا القانون وخاصة قانون ‪ 2‬ماي ‪ 1995‬املتعلق بالسجل التجاري (‪.»)...‬‬
‫بالسجل‬
‫يستنتج من هذه الفصول أنه بعد دخول قانون ‪ 29‬أكتوبر ‪ 2018‬املتعلق ّ‬
‫الوطني للمؤسسات حيز النّفاذ سيقع إفراغ املعهد الوطني للمواصفات وامللكية‬
‫ّ‬
‫لسجل املؤسسات‬ ‫الصناعية من مجيع حمتوياته املاد ّية واملالية لفائدة املركز الوطني‬
‫بالسجل التجاري‪.‬‬
‫الذي سيحل حمل املعهد املذكور يف مسكه ملا كان يسمى ّ‬
‫من ناحية أخرى ضبط األمر احلكومي عدد ‪ 303‬لسنة ‪ 2015‬املؤرخ يف‬
‫‪ 2015/06/01‬واملتعلق بضبط إجراءات تسجيل عالمات الصنع والتجارة‬
‫بالسجل الوطني للعالمات‬ ‫واخلدمات واالعرتاض عليها وطرق الرتسيم ّ‬
‫إجراءات تسجيل العالمات واالعرتاض عليها لدى اهليكل املكلف بامللكية‬
‫الصناعية وطرق الرتسيم بالسجل الوطني للعالمات‪.‬‬
‫وبالرجوع إىل األمر احلكومي عدد ‪ 53‬لسنة ‪ 2019‬املؤرخ يف ‪ 21‬جانفي‬
‫‪ 2019‬واملتعلق بضبط رشوط وإجراءات حجز الشارة والتسمية االجتامعية‬

‫‪novembre 2019, p. 20 et s, spéc. p. 23.‬‬

‫| العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪2019‬‬ ‫‪56‬‬


‫املترضر من منح‬
‫ّ‬ ‫واالسم التجاري نجد أنه مل يضبط إجراءات محاية حقوق الغري‬
‫بالسجل الوطني‬
‫شهادة احلجز‪ ،‬كام مل يضبط قانون ‪ 2018/10/29‬املتعلق ّ‬
‫املترضر من منح شهادة احلجز عدا‬
‫ّ‬ ‫للمؤسسات إجراءات محاية حقوق الغري‬
‫إمكانية االعرتاض طبقا إلجراءات االعرتاض عىل األذون عىل العرائض‪.‬‬
‫من ناحية أخرى وبالرجوع إىل الفصل ‪ 3‬من قانون ‪ 2018‬والذي أثار مسألة‬
‫لسجل املؤسسات‬‫ّ‬ ‫التشبيك ال نجد ما يفيد أن قاعدة بيانات املركز الوطني‬
‫السجل الوطني للعالمات‪ .‬لذلك فإن ما يمكن استنتاجه هو غياب‬ ‫مش ّبكة مع ّ‬
‫توحيد قاعدة البيانات اخلاصة ّ‬
‫بالشارات والتسميات االجتامعية والتجارية بني‬
‫السجل الوطني للمؤسسات واملعهد الوطني للمواصفات وامللكية‬ ‫من ناحية ّ‬
‫الصناعية من ناحية أخرى‪ .‬وهو ما قد يفيض إىل تعدد وتشتت إجراءات البحث‬
‫يف األولويات يف احلجز وكذلك تشتت إجراءات الطعون بني اهليكلني‪.‬‬
‫السجل التجاري باملعهد‬ ‫لذلك فإن هناك من رأى أنه كان من األجدر أن يلحق ّ‬
‫الوطني للمواصفات وامللكية الصناعية ال أن حيدث له هيكل جديد وذلك حتى‬
‫بالشارات والتسميات االجتامعية والتجارية‬‫يقع توحيد قاعدة البيانات اخلاصة ّ‬
‫وحتى يقع أيضا توحيد إجراءات البحث يف األسبقيات ثم إجراءات الطعون‬
‫بني اهليكلني‪ .‬وذهب أبعد من ذلك حني دعا إىل فصل املواصفات عن املعهد‬
‫الوطني للمواصفات وامللكية الصناعية وختصيصها بمركز مستقل(‪ .((2‬وأعتقد‬
‫الرجوع عىل األعقاب خاصة‬ ‫ّ‬
‫أن هذه املقرتحات بعيدة املنال حال ّيا وأنه ال يمكن ّ‬
‫السجل قد صدر وصدرت مجيع نصوصه التطبيقية يف وقت وجيز‬ ‫ّ‬
‫وأن قانون ّ‬
‫كام صدرت النامذج الورقية واإللكرتونية ووضعت عىل ذ ّمة املعنيني بالتسجيل‬
‫وأصبحت قاعدة البيانات جاهزة ومفتوحة للعموم حتى يطلعوا عليها وجلميع‬
‫املؤسسات املعنية حتى تقوم بتحيني بياناهتا ك ّلام اقتىض األمر ذلك‪ .‬واألجدر‬
‫أن يقع بذل املزيد من اجلهد لتحسني وإكامل عملية التشبيك واإلرساع برقمنة‬
‫وحث مجيع املعنيني عىل إنجاح هذا القانون املرتبط أشدّ‬ ‫ّ‬ ‫املعطيات والبيانات‬
‫االرتباط بالسياسة االقتصادية للدّ ولة القائمة عىل تدعيم الشفافية‪.‬‬
‫‪ 28‬فرحات التومي‪« ،‬القانون عدد ‪ 52‬املؤرخ يف ‪ 29‬أكتوبر ‪ 2018‬املتعلق بالسّ جل الوطني‬
‫للمؤسسات» (مداخلة غري منشورة)‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬
‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ّ‬
‫ج‪ -‬رفض بعض الهيئات املهنية للتسجيل يف السجل الوطني‬
‫للمؤسسات‬
‫· اهليئة الوطنية للمحامني‪ :‬أصدرت اهليئة الوطنية للمحامني بالغا يفيد‬
‫مهها‬
‫رفضها الرتسيم بالسجل الوطني للمؤسسات لعدة اعتبارات لعل من أ ّ‬
‫رس املهنة‬
‫حسب ما أفاد به عميد املحامني التونسيني من هذا القانون يسمح بإفشاء ّ‬
‫للمحاماة وأنه تضمن عقوبات ال تتامشى مع مقتضيات السلطة التأديبية التي‬
‫تتعلق باملحامني وينظمها قانون املهنة(‪ .((2‬كام دعا جملس اهليئة الوطنية للمحامني‬
‫ّ‬
‫لسجل‬ ‫يف بالغ أصدره بتاريخ ‪ 2019/09/17‬رئاسة احلكومة واملركز الوطني‬
‫بالسجل الفرعي‬ ‫املؤسسات إىل تعديل القانون بام يستثني املحامني من التسجيل ّ‬
‫نص خاص (مرسوم ‪)2011/08/20‬‬ ‫حرة ينظمها ّ‬ ‫للمهن باعتبارها مهنة ّ‬
‫وأن املحامني فيها مسجلون بجدول املحامني وأن‬ ‫وهي مهنة مستقلة ومنظمة(‪ّ ((3‬‬
‫التسجيل هبذا السجل سيحدث ازدواجية يف عملية التسجيل(‪.((3‬‬
‫· عامدة األطباء‪ :‬تعترب عامدة األطباء من بني اهلياكل املهنية التي رفضت‬
‫بالسجل الوطني للمؤسسات وطلبت من منظورهيا االمتناع عن‬ ‫أيضا التسجيل ّ‬
‫التسجيل‪ .‬ففي إعالم لألطباء صادر بتاريخ ‪ 11‬ماي ‪ 2019‬اعترب ّ‬
‫أن األطباء‬
‫السجل الوطني لعامدة األطباء وهلم رقم وترتيب وهم‬ ‫التونسيني مسجلون يف ّ‬
‫مسجلون سلفا يف قباضة املالية ويمسكون حماسبة ورقم باتيندة فضال عن‬ ‫ّ‬
‫للضامن االجتامعي أو صندوق التقاعد‬
‫تسجيلهم الوجويب بالصندوق الوطني ّ‬
‫معرفا‬
‫واحليطة االجتامعية وبالصندوق الوطني للتّأمني عىل املرض ويملكون ّ‬
‫مهنيا يامرسون بواسطته أعامهلم‪ ...‬وبالتايل ال مربر يف تقديرها وال داعي بأن‬
‫للمؤسسات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السجل الوطني‬ ‫يقوموا بالتسجيل جمدّ دا يف ّ‬

‫‪ 29‬املحامون يرفضون قانون السجل الوطني للمؤسسات إلفشائه رس املهنة‪ ،‬بالغ منشور عىل‬
‫املوقع التايل بتاريخ ‪www.shemsfm.net 2019/11/02‬‬
‫‪ 30‬عميد املحامني للصباح نيوز‪ :‬ترسيم املحامني بالسجل الوطني يتناىف مع القانون املنظم‬
‫للمهنة‪ :‬عىل املوقع التايل‪www.assabehnews.tn/article/221987 :‬‬
‫‪ 31‬صفاقس‪ :‬افتتاح أول فرع جهوي للسجل الوطني للمؤسسات واملحامون يواصلون رفضهم‬
‫التسجيل يف هذه املنشأة‪ :‬عىل املوقع التايل‪www.babnet.net :‬‬
‫| العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪2019‬‬ ‫‪58‬‬
‫د‪ -‬صعوبات تنتظر تطبيق اجلمعيات ألحكام القانون‬
‫والرد عليها وال يستدعي األمر إالّ‬
‫هناك صعوبات أو احرتازات وقع تفنيدها ّ‬
‫التذكري بالتوضيحات التي جاءت بشأهنا منها عىل سبيل املثال‪ :‬مسألة دستورية‬
‫السجل الوطني للمؤسسات بإدراجه للجمعيات‪ .‬إذ اعترب املرصد الدويل‬ ‫قانون ّ‬
‫للجمعيات والتنمية املستدامة أن هذا القانون غري دستوري خلرقه أحكام الفصل‬
‫‪ 65‬من الدستور الذي نص عىل أنه‪« :‬تتخذ شكل قوانني أساسية النصوص‬
‫املتعلقة ب‪ :‬تنظيم األحزاب والنقابات واجلمعيات (‪ »)...‬يف حني وقع عرض‬
‫مرشوع القانون يف شكل قانون عادي وليس أسايس‪.‬‬
‫ويف هذا السياق يتعني التنبيه إىل أن هناك خلطا كبريا لدى البعض الذين اختذوا‬
‫للمؤسسات يف قبول‬ ‫ّ‬ ‫موقفا رافضا لتسجيل اجلمعيات‪ .‬إذ ال دخل للمركز الوطني‬
‫السجل ليس قانونا معن ّيا بتنظيم‬
‫أو رفض تأسيس اجلمعيات وبالتايل فإن قانون ّ‬
‫اجلمع ّيات بل اقترص عىل التّنصيص عىل واجب قيام تلك اجلمعيات بالتسجيل‬
‫بعد أن تستكمل إجراءات تأسيسها‪ .‬إذ تتأسس اجلمعية طبقا للترشيع اجلاري به‬
‫للسجل املعطيات املطلوبة والتي سيقع كشفها‬ ‫العمل (مرسوم ‪ )2011‬ثم تقدم ّ‬
‫للعموم وللمتعاملني معها بشكل إلكرتوين‪ .‬ويبدو الفصل ‪ 17‬من قانون ‪2018‬‬
‫واضحا حني نص عىل أنه‪« :‬جيب عىل كل شخص معنوي خاضع للتسجيل عىل‬
‫معنى هذا القانون أن يتقدم بمطلب تسجيل إلكرتوين أو ورقي بمجرد اكتامل‬
‫إجراءات تأسيسه»(‪ .»)...‬فالتسجيل يكون إذا بعد تكوين اجلمعية وليس رشطا‬
‫ملبارشة نشاطها أصال لذلك وقع إدراج قانون ‪ 2018‬ضمن القوانني العادية‬
‫وليس األساسية وبالتّايل ليس هناك أي خلل دستوري من هذه الناحية(‪.((3‬‬
‫وبالنّسبة ملبدأ اإلدراج ذكر السيد وزير العدل أن القانون الفرنيس الصادر يف‬
‫‪ 27‬ماي ‪ 2016‬يدرج اجلمعيات ضمن سجل املؤسسات وأن ذلك ليس ببدعة‬
‫بل يعترب القانون الفرنيس أن اجلمعيات ال تكتسب الشخصية القانونية إال بعد أن‬
‫تدرج ضمن السجل الوطني للمؤسسات‪ .‬وبالنسبة للقانون التونيس مل يكرس‬

‫‪ 32‬راجع ملزيد من التفاصيل جواب وزير العدل يف مداوالت مجلس نواب الشعب‪ ،‬جلسة يوم‬
‫الجمعة ‪ 27‬جويلية ‪ ،2018‬عدد ‪ ،95‬ص‪.5056.‬‬
‫‪59‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬
‫ﻣـﺠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ّ‬
‫طبعا هذه القاعدة واكتفى بإقرار واجب التسجيل املحمول عىل اجلمعيات ويف‬
‫الرياضية باألساس فهناك أجور باهضة‬
‫املرشع عىل اجلمع ّيات ّ‬
‫فإن عني ّ‬‫احلقيقة ّ‬
‫تدفع اليوم شهريا ال بدّ من مراقبتها‪ ،‬وهناك مجعيات متارس أنشطة اقتصادية‬
‫حقيقية وميزانيتها باملليارات تعمل خارج املنظومة اجلبائية وخارج منظومة‬
‫الضامن االجتامعي(‪.((3‬‬
‫ّ‬
‫من االحرتازات التي وقعت إثارهتا أيضا بخصوص إدراج اجلمعيات‬
‫ّ‬
‫سجل‬ ‫السجل والتي قد متثل صعوبات جدية هو إمكانية تضارب‬ ‫يف قانون ّ‬
‫املنصة اإللكرتونية‬
‫اجلمعيات التي سيقع إنشاؤه باملركز الوطني للمؤسسات مع ّ‬
‫للجمعيات والتي هي موضوع قانون بصدد اإلعداد‪ .‬ويف هذا السياق اقرتح‬
‫حممد الفاضل حمفوظ وزير العالقة مع اهليئات الدستورية واملجتمع املدين‬ ‫السيد ّ‬
‫وحقوق اإلنسان بتاريخ ‪ 24‬جوان ‪ 2019‬يف تقرير رفعه إىل رئاسة احلكومة‪،‬‬
‫إمهال اجلمعيات إىل حني صدور القانون املحدث للمنصة اإللكرتونية املتع ّلقة‬
‫هبا‪ ،‬قبل اخلضوع ألحكام قانون ‪ 2018-52‬وذلك عىل إثر الدّ عوات الصادرة‬
‫عن عديد اجلمعيات واملنظامت الوطنية والدّ ولية للمطالبة بتعليق تطبيق‬
‫أن القانون‬ ‫األحكام املنصوص عليها بالقانون املذكور عىل اجلمعيات‪ ،‬مضيفا ّ‬
‫ولئن أقر إجراءات هامة تكرس الشفافية واملحاسبة إالّ أنه تضمن منظومة عقابية‬
‫ال تتامشى مع واقع املجتمع املدين بتونس ووضع اجلمعيات عىل قدم املساواة مع‬
‫املؤسسات االقتصادية خاصة فيام يتعلق بغرامات التأخري‪.‬‬

‫اخلالصة‬
‫السجل الوطني للمؤسسات هو أحسن ترمجة لكيف ّية‬ ‫صفوة القول ّ‬
‫إن قانون ّ‬
‫الرقمي وتكنولوجيا املعلومات واالتصال‪ّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫التطور ّ‬
‫ّ‬ ‫استفادة عامل األعامل من‬
‫اجلديد الذي جاء به القانون يرتكز عىل أفكار حمور ّية ها ّمة أساسها الوضوح‬
‫أن بعض هذه األفكار أصبحت معاملها‬ ‫والشفاف ّية واملساواة أمام القانون‪ .‬ويبدو ّ‬
‫واضحة يف التطبيق مثل املركز وقاعدة البيانات ونامذج الترصيح ومساعي‬
‫التشبيك‪ ...‬ولكن املساواة بني اجلميع ما زالت حتتاج ملزيد من التكريس‪ .‬وتبقى‬

‫‪ 33‬جواب وزير العدل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫| العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪2019‬‬ ‫‪60‬‬
‫ليتنصل من واجب التسجيل قابلة للنقاش‬ ‫ّ‬ ‫االحرتازات التي قدّ مها البعض‬
‫ونتمنّى أن تبقى يف حدود الصعوبات التي قد تعرتض تطبيق القانون وأالّ ترتقي‬
‫ملستوى حجب هذا القانون عن التطبيق فيبقى مقصورا عىل فئات دون أخرى‪.‬‬
‫السجل‬
‫ولعل قادم األيام كفيل بالكشف عن مدى التقدم يف نجاح تطبيق قانون ّ‬ ‫ّ‬
‫الوطني للمؤسسات وحتقيق أهدافه املعلنة واخلف ّية‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫العدد اخلامس عرش ‪ /‬سنة ‪| 2019‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like