Professional Documents
Culture Documents
يفرؽ بُت القانوف اؼبدين ( القانوف اػباص باؼبواطنُت ) الروماين الّذي كاف ّ
مرة يف القانوف ّ
ألوؿ ّ
ظهرت ّ
الشعوب يف القانوف اؼبدين ويندمج فيو كما الشعوب ( قانوف األجانب ) وذلك قبل أف يؤثر قانوف ّ وقانوف ّ
السابق للثّورة الفرنسية تسمية "القانوف اؼبدين" لل ّداللة على القواعد القانونية
إستعمل القانوف الفرنسي ّ
والوضعية اؼبستقلّة عن "القانوف الكنسي".
ألىم ؾباالهتا.
جل ال ّدوؿ العربية فإعتمدت التسمية ونسبتها ّ
وعلى ىذا النّحو نسجت ّ
لكن اؼبعٌت اغبديث للفظة "القانوف اؼبدين" تأثّرت أيضا بظهور القانوف العاـ وىو القانوف الّذي
ّ
مكوف للقانوف
أىم ّالسلطة وربديد عبلقة الفرد هبا ،ذلك أ ّف القانوف اؼبدين بوصفو ّ
يهدؼ إىل تنظيم ّ
الشعل
جل فروع القانوف اػباص كالقانوف التجاري وقانوف ّ اػباص صار يعٍت كذلك القانوف غَت العاـ أل ّف ّ
تفرعت عنو.
ّ
يسمى حديثا بالقانوف
الرئيسي ؼبا ّ
ويعترب القانوف اؼبدين من أقدـ فروع القانوف إطبلقا وىو اعبزء ّ
وجل فروع القانوف اػباص األخرى ،فهو
تفرع عنو القانوف التجاري ّاػباص إذ ىو اؼبصدر التارخيي الّذي ّ
يشمل ؾبموعة األحكاـ والقواعد اؼبنظّمة للعبلقات بُت أصحاب اغبقوؽ.
1
األول :تقديم القانون المدني:
المبحث ّ
التعرض لركنيو األساسيُت.
ؼبعرفة ميزات ىذا القانوف ،وجب يف ما يلي ّ
الفقرة األولى :القانون المدني ىو قانون وضعي:
الصادر عنإ ّف القانوف اؼبدين ىو جزء من القانوف الوضعي droit positifأي جزء من القانوف ّ
ال ّدولة .ويعٍت ذلك أ ّف قواعد القانوف اؼبدين ال زبتلف جوىريا –رغم بعض اؼبيزات -عن القواعد القانونية،
كل القوانُت األخرى".
تؤىبلنو ألف يكوف "ركيزة ّ
لكن صبلبة نظريّاتو وأقدميّتها ّ
ّ
أ) األحكام المدنية ىي قواعد قانونية:
ككل القواعد القانونية الوضعية ،فإ ّف أحكاـ القانوف اؼبدين ىي:
ّ
)1قواعد سلوك:
دبا أ ّف اؽبدؼ األساسي للقانوف اؼبدين يتمثّل يف تنظيم العبلقات بُت األشخاص فإنّو ليس من
نتبُت أ ّف األحكاـ اؼبدنية ليست من حيث طبيعتها قواعد أخبلقية وال دينية رغم التأثّر الّذي
الغريب أف ّ
تتضمن:
كل ىذه القواعد بل ىي قواعد قانونية تفرض على الفرد سلوكا معيّنا فهي ّ حيصل بُت ّ
الشيء إستعمالو أو إستغبللو أو التفويت
خيوؿ لصاحب ّ ّإما إباحة فعلّ :
كحق اؼبلكية الّذي ّ -
فيو.
-أو أمرا بو :كًتبّص اؼبرأة اؼبطلّقة أو األرملة بعد زوجها أو طليقها م ّدة الع ّدة ،تأدية اؼبشًتي
الصيغ اؼبنصوص عليها بالعقد. للثّمن حسب ّ
الشركاء
تصرؼ أحد ّ
مرات ،ربجَت ّ
يتزوج مطلّقتو ثبلث ّ -أو نهيا عنو :كالتحجَت على ّ
الرجل أف ّ
يف اؼبشًتؾ إالّ برضى الباقُت.
-أو إستخالص نتيجة منو :كجرب ّ
الضرر الناشئ عن ضرر حاصل أو من إكتسب ماؿ غَته ببل
رده.
وجو عليو ّ
وعامة:
مجردة ّ
)2قواعد ّ
يٌعتمد يف صياغة القاعدة القانونية أسلوب خاص يرتكز على تقنية متميّزة.
موجهة إىل الكافة فتضبط شروط تطبيقها وآثارىا وذلك صراحةالتجريد :يعٍت أ ّف صياغة القاعدة ّ
كل اغباالت الّيت تتح ّقق فيها
ؾبردة تسمح بتطبيقها يف ّ
أو ضمنيا ،حيث تٌصاغ القاعدة القانونية بعبارات ّ
تتضمن األثر األساسي لتح ّقق شروطالشروط اؼبتعل ّقة بالوقائع .كما أهنا ّ
الصفات اؼبتعل ّقة باألشخاص و ّ
ّ
تطبيقها.
2
معُت ،حيث يسري تطبيق قاعدة بلوغ موجهة لشخص ّ العموميّة :تعٍت أ ّف القاعدة القانونية ليست ّ
للشخص وىو ما يقصده اػباصة ّ
الرشد عند بلوغ العشرين من العمر دوف سبييز أو إعتداد باغباالت ّ سن ّ
ّ
السائد حاليا ىو ضرورة تغليب القاعدة القانونية وإعطاء
فالرأي ّ
"األنصاؼ" أو "العدالة" ّ .l’équité
اؼبشرع على ربقيق اإلستقرار والعدؿ واؼبساواة بُت اعبميع عند تطبيق
مكانة ثانوية لؤلنصاؼ وذلك غبرص ّ
القانوف.
تتوجو إالّ
بالضرورة تطبيق القانوف على كافّة أفراد اجملتمع فبعض القواعد ال ّ
إالّ أ ّف العمومية ال تعٍت ّ
هتم إالّ فئة ؿبدودة من
التبٍت فهي قواعد مدنية عامة رغم أ ّهنا ال ّ
لفئة من النّاس مثل القواعد احمل ّددة لشروط ّ
األفراد.
)3قواعد ملزمة:
اإللزاـ يعٍت قانونا اعبزاء أو قابلية اغبصوؿ عليو .وخيتلف اعبزاء حسب فروع القانوف.
السجن واػبطية والتشغيل
فالعقوبات الواردة بالقانوف اعبزائي droit pénalتتمثّل يف اإلعداـ و ّ
اإلصبلحي ومنع اإلقامة واؼبراقبة اإلدارية ومصادرة اؼبكاسب واغبجز اػباص واإلقصاء واغبرماف من اغبقوؽ
la nullitéوالفسخ la اؼبدنيةّ ،أما اعبزاء اؼبدين فيختلف عن ىذه العقوبات ويتمثّل يف البطبلف
résolutionوعدـ اإلحتجاج l’inopposabilitéوالتعويض .la réparation
معُت يفرض
يتيسر إف مل تكن القاعدة مقًتنة جبزاء ّ
إ ّف تنظيم العبلقات بُت األشخاص ال ّ
إحًتامها وعدـ ذباوزىا.
3
-على المستوى العلمي :القانوف اؼبدين ىو قانوف "يومي" أي أ ّف قواعده كثَتة التطبيق
وبدرجات متفاوتة األمهية ،حيث يسهل الوقوؼ على أمهية القانوف اؼبدين من خبلؿ أعماؿ ووقائع عادية
اؼبرات.
تتكرر عديد ّ
ّ
4
الصياغة القانونية :تتسم الصياغة القانونية بطابعها اؼبميّز اؼبرتكز على مصطلحات
ّ
قانونية حبتة وعلى تركيبة معينة للجملة زبتلف عن األسلوب األديب أو الشعري .فوضع القاعدة القانونية
الصبغة العلمية
ذاهتا خيضع ؼبنهجية وؼبنطق معينُت ،كما أ ّف تطبيقها وتأويلها يستوجباف طرقا خاصة تضفي ّ
للمشرع الّذي يستعمل عبارات قانونية ال
ّ على القانوف اؼبدينّ .أما يف خصوص وضع القاعدة ،فاألمر يعود
les institutions تسمى مصطلحات .les conceptsكما يستعمل األمناط القانونية واقعية ّ
مصطلحات قانونية ّ .أما لفظة "عقارات .juridiquesفكلمة "قاصر" أو "دائن" أو "مدين" ىي
حكيمة" أو "عقارات طبيعية" أو "عقد بيو" أو "كراء" فهي أمناط قانونية ديثّل ؾبموعها " مؤسسة قانونية"
الزواج أي أ ّف اؼبؤسسة القانونية ىي إرباد أمناط معينة.
كمؤسسة اؼبلكية أو الوالية أو ّ
اؼبشرع يف وضع ىذه القواعد ع ّدة أساليب منها:
كما يعتمد ّ
التعريف :la définitionإذ يٌبادر ّ
اؼبشرع بضبط تعريف اؼبصطلح أو
اؼبؤسسة فالبيع حسب ؾبلّة اإللتزامات والعقود (ـ.إ.ع) ىو "عقد تنتقل بو ملكية شيء أو حق من أحد
اؼبتعاقدين لآلخر بثمن يلزـ بو".
الشروط اؼبتعلّقة بنمط التصنيف :la classificationيع ّدد ّ
اؼبشرع ّ
الزواج.
معُت أو آثاره فمجلّة األحواؿ الشخصية (ـ.أ.ش) ع ّددت موانع ّ
ّ
اؼبشرع حكما يف شكل قرينة قانونية
يقر ّ اإلفتراض ّ :la fiction
يستدؿ بو القانوف على أشياء ؾبهولة" ،فالنّسب يٌثبت بالفراش حسب
ّ présomption légaleوىي "ما
بالزوج.
ـ.أ.ش وىي قرينة قانونية تلحق نسب اؼبولود ّ
جل قواعد القانوف اؼبدين يبلحظ أ ّف ؿبتواىا خيفي تركيبة معيّنة ذبعل للقاعدة عنصرين:
اؼبتأمل يف ّ
إ ّف ّ
يتم التنصيص عليهما صراحة أو ضمنا فالفرض اغبل la solutionالّذين ّ الفرض l’hypothèseو ّ
اؼبقرر يف ىذه القاعدة.
يتضمن األمر ّ اغبل فهو ّيتضمن شروط إنطباؽ القاعدة ّأما ّ
ّ
الصادر عن غلط أو عن تدليس أو عن إكراه يقبل مثال :1الفصل 43من ـ.إ.ع " ّ
الرضاء ّ
اغبل
اإلبطاؿ" فالفرض يتمثّل يف رب ّقق وجود رضاء صادر عن غلط أو عن تدليس أو عن إكراهّ .أما ّ
فيتمثّل يف قابلية العقد لئلبطاؿ.
شخصية:
أ) القواعد المنظّمة للحقوق ال ّ
اغبقوؽ ال ّذاتية ىي حقوؽ أقّرىا القانوف اؼبدين وترجع لذات معيّنة ،une personne déterminée
كالشركات)
فأصحاب اغبقوؽ ىم ال ّذوات الّيت تنقسم إىل ذوات طبيعية (اإلنساف) وذوات معنوية ( ّ
وتنقسم اغبقوؽ ال ّذاتية إىل نوعُت:
-حقوق شخصيّة :droits personnelsاليت سبثّل رابطة إلتزاـ بُت شخص وآخر :وىي
موضوع ـ.إ.ع .وىي تشمل مسائل معيّنة كمصادر اإللزاـ وشروط إنتقالو وآثاره وبطبلنو وفسخو ،فهي
التصرفات اإلرادية التعاقدية أو اؼبنفردة ومن
التصرفات القانونية les actes juridiquesأي ّ
تنشأ من ّ
الوقائع القانونية les faits juridiquesوىي وقائع يرتّب القانوف على وجودىا آثارا قانونية كاعبنح les
délitsوشبو اعبنح .les quasi-délits
-حقوق عينية :droits réelsوىي سلطة شخص على عُت أي على شيء يكوف ماال:
موضوع ـ.ح.ع.
6
اؼبؤرخ يف 12فيفري 1965باغبقوؽ العينية األصلية
الصادرة دبوجب القانوف عدد ّ 5 إعتنت ـ.ح.ع ّ
بالسجل العقاري.
صرؼ فيو وإشهاره ّ
وباغبقوؽ العينية الفرعية وبشروط إكتساب اغبق العيٍت والتّ ّ
شخصية :تشمل ىذه القواعد:
ت)القواعد المنظّمة للحالة ال ّ
الزواج والطّبلؽ والنّفقة واغبضانة والنّسب واؼبَتاث
األحكاـ اؼبتعلّقة بقانوف العائلة كأحكاـ ّ -
(ـ.أ.ش).
اؼبتعلق
و ّ 1958 مارس 4 اؼبؤرخ يف
ّ 1958 لسنة 27 األحكاـ اؼبتعلّقة بالوالية ( القانوف عدد -
التبٍت).
بالوالية العمومية والكفالة و ّ
الصادرة يف 1أوت .)1957
األحكاـ اؼبتعل ّقة باغبالة اؼبدنية (ؾبلّة اغبالة اؼبدنية ّ -
7
الفقرة الثّانية :اإلعتماد الكلّي للفقو اإلسالمي:
-أصبح الفقو اإلسبلمي بعد فتح الببلد قانونو اؼبدين وخاصة اؼبذىب اؼبالكي الّذي إشتهر
الشرعية يف
الرسوؿ صلّى اللّو عليو وسلّم ودبيلو ألعراؼ اؼبدينة وتطبيقو من القضاة واحملاكم ّ بإعتماده سنّة ّ
خيص قانوف العائلة واؼبَتاث والتّعاقد واؼبلكية وغَتىا.
كل ما ّّ
السنة النبوية فبّا جيعلو
-ديتاز الفقو اإلسبلمي بإعتماده مصدرين أساسيُت مها القرآف الكرمي و ّ
الروماين وذلك رغم تشابو بعض القواعد بينهما.
مدرسة مستقلّة عن القانوف ّ
ألوؿ
-مل دينع ىذا مع بداية القرف 19من صدور بعض التّشريعات الوضعية اؼبكتوبة ونشرىا ّ
مرة يوـ 20جويلية 1860مثّ صدور ّأوؿ ؾبلّة ألوؿ ّالرظبي للجمهورية التونسية الّذي صدر ّ بالرائد ّ
مرة ّ
ّ
مدنيّة ظبّيت "باجمللّة اؼبدنية واعبزائية" سنة 1861الّذي تزامن مع ظهور عهد األماف يف 10سبتمرب 1857
وإصدار دستور لتونس يف 26أفريل .1861مثّ صدرت سنة " 1876ؾبلّة األحكاـ العدلية" وىي ؾبلّة متأثّرة
جل
مادة .وقد جاءت ىذه اجمللّة على ّ تضمن ّ 1751 باؼبذىب اغبنفي وتعترب ّأوؿ تقنُت مدين إسبلمي ّ
لكن دخوؿ اإلستعمار الفرنسي بعد 5سنوات من الشخصية .و ّ اؼبسائل اؼبدنية بإستثناء ما تعلّق باغبالة ّ
غَت مبلمح القانوف اؼبدين التونسي.
صدورىا ح ّد من ذلك التأثَت ألنّو ّ
الفقرة الثالثة :نشأة القانون المدني الحديث:
هبدؼ اإلستبلء على أخصب األراضي ،حصل إنقساـ يف نظاـ اؼبلكية العقارية على النّحو التايل:
للمعمرين للمجلّة العقارية يف 1جويلية
الراجعة يف معظمها ّ
اؼبسجلة و ّ
-إخضاع العقارات ّ
1885وللمحاكم الفرنسية.
الشرعي.
اؼبسجلة للفقو اإلسبلمي وللقضاء ّ
إخضاع العقارات غَت ّ -
الشخصيّة وباإللتزمات والعقود فقد كانت خاضعة للفقو اإلسبلمي ّأما بقيّة اؼبسائل اؼبتعلّقة باغبالة ّ
اؼبتفرقة وذلك قبل صدور "ـ.إ.ع" يف 15ديسمرب .1906وىو ما دفع الشيخ ولعدد نادر من النّصوص ّ
تضمنت تقنينا ؼبذىبُت اؼبالكي واغبنفي يف مسأليت العقارات غَت
جعيط سنة 1947إىل نشر "الئحة" ّ
الشخصية. اؼبسجلة واغبالة ّ
ّ
بعد اإلستقبلؿ ،متّ توحيد القضاء يف 1جويلية 1957وتقنُت أحكاـ قانوف العائلة بصدور ـ.أ.ش
يف 13أوت ،1956مثّ صدور القانوف اؼبتعلّق باعبنسية يف 23فيفري 1963وتعويض اجمللّة العقارية مب.ح.ع
مسجلة.
مسجلة أو غَت ّ
كل العقارات ّ سنة 1965اليت أصبحت منطبقة على ّ
8
ب) المميزات التاريخية للقانون المدني التونسي:
تقلّص ؾباؿ التّطبيق اؼبباشر للفقو القانون المدني الحديث قانون وضعي: )1
اؼبسجلة سنة ،1885اإللتزامات والعقود سنة ،1906األحواؿ اإلسبلمي مع ظهور قوانُت وضعية ( اؼبلكية ّ
لكن ىذا ال يعٍت أ ّف الفقو اإلسبلمي مل يأثّر يف القانوف
الشخصية سنة ،1956اغبقوؽ العينية سنة ،)1965و ّ
ىاما لو .كما أ ّف القانوف الوضعي إستلهم العديد من أحكامو من ذلك
الوضعي بل بقي مصدرا تارخييا ّ
الفقو.
تنوع المصادر التاريخية للقانون المدني الحديث :عبلوة على الفقو اإلسبلمي،
ّ )2
الروماين عرب تأثّره بالتّشريع الفرنسي .كما إستم ّد ع ّدة قواعد قانونية
تأثّر القانوف اؼبدين التونسي بالقانوف ّ
من قوانُت مقارنة كالقانوف األسًتايل واألؼباين واإليطايل والسويسري.
)3ىيمنة النّص المكتوب :لقد ّأدى تكريس فكرة التقنُت وصدور ؾبلّة مدنية وضعية
متوالية إىل ىيمنة النّص اؼبكتوب كمصدر أساسي للقانوف اؼبدين.
9
الجزء األول:
النّـظرية
اللــاة
لللــانو
اللـــان
10
الفصل األول :مصادر القاعدة القانونية:
يتأثّر القانوف اؼبدين يف نشأتو بعوامل عديدة .وخيتلف الفقهاء يف ربديد دور ىذه العوامل وتأصيل
تسمى
إحًتاـ القانوف الوضعي ؼبثل عليا ّ الصبغة إنطبلقا من
يفسر ىذه ّأساس اإللزامية .فمنهم من ّ
مدرسة "بالقانوف الطّبيعي" .ومنهم من ال يتع ّدى تفسَتىم لذلك بالقانوف الوضعي ،حيث ينتموف إىل
الوضعية وىي مدرسة تنفي وجود قانوف طبيعي وتنقسم إىل ع ّدة ّإذباىات.
وتبدو النّظريات الوضعية مهيمنة منذ القرف 19بفضل إنتشار حركة التقنُت وتكريس التشريع
لتطور طبيعة القواعد القانونية
الوضعي اؼبكتوب كمصدر أساسي للقانوف .فالوضعية سبثّل نتيجة منطقية ّ
ذاهتا.
للصبغة
ّأما مسألة مصادر القانوف اؼبدين فتطرح إشكالية مغايرة إذ ال تبحث يف األساس النّظري ّ
اإللزامية للقواعد القانونية بل تعٍت بالكشف عن منابع ىذه القواعد أي أ ّهنا تبحث عن مواطن وطبيعة
الصدد ،وجبت:جذورىا .يف ىذا ّ
11
الشكلية les sources matériellesفهي اليت تعطي للمصدر اؼبادي ّ أما اؼبصادر ّ
التجرد
اؼبوضوعي شكلو القانوين ليصبح قاعدة قانونية .أي أ ّهنا ىي الّيت تضفي عليو خاصيّات العمومية و ّ
واإللزامية وىذه اؼبصادر ىي التّشريع والعرؼ وفقو القضاء.
الشكلية يف األوجو
ورغم ىذا التّحديد ،إالّ أنّنا نبلحظ أحيانا تداخل اؼبصادر اؼبادية مع اؼبصادر ّ
الثبلثة التالية:
مكونة ؼبضموف
عندما يقع تكريس اؼبصادر اؼبادية مباشرة يف مصدر شكلي ،تصبح ّ
الشكلي ذاتو وتندمج فيو كأحكاـ ـ.أ.ش واؼبستم ّدة أصبل من الفقو اإلسبلمي ،فاؼبصدر اؼبادي اؼبصدر ّ
الشكلي ىو التقنُت اؼبكتوب أي ـ.أ.ش. ؽبذه القواعد ىو الفقو اإلسبلمي واؼبصدر ّ
الشكلي اؼبتأثّر هبا .فاؼبصدر اؼبادي يصبح
يهم القاضي اؼبكلّف بتأويل اؼبصدر ّ
الًتابط ّ
ىذا ّ
الشكلي .فمصطلحات "بناء" أو "دخوؿ" أو "فراش" ىي مصطلحات أحيانا مصدرا تأويليا للمصدر ّ
نص تشريعي مكتوب ضمن أحكاـ ـ.أ.ش، ومكرسة يف ّ
مستم ّدة من مصدر مادي وىو الفقو اإلسبلمي ّ
لذلك يلجأ القاضي إىل اؼبصدر اؼبادي.
العديد من القوانُت العربية اؼبقارنة ذبعل صراحة من بعض اؼبصادر اؼبادية كالشريعة
نص تشريعي ديكن تنص "فإف مل يوجد ّ اإلسبلمية مثبل مصادر شكلية إحتياطية ،فاجمللّة اؼبدنية اؼبصرية ّ
الشريعة اإلسبلمية فإذا مل توجد
تطبيقو ،حكم القاضي دبقتضى العرؼ ،فإذا مل يوجد فبمقتضى مبادئ ّ
الشكلية إذ
فبمقتضى مبادئ القانوف الطّبيعي وقواعد العدالة" .وبالتايل تتداخل اؼبصادر اؼبادية واؼبصادر ّ
جيعل التشريع وىو اؼبصدر الشكلي األصلي بعض اؼبصادر اؼبادية مصادر شكلية يف ح ّد ذاهتا.
بنص صريح من القانوف أٌعترب القياس فإف بقي
فيوضح أنّو "إذا تع ّذر اغبكم ّ
ّأما القانوف التونسي ّ
الشراح إىل إعتبار الفقو اإلسبلمي
شك جرى اغبكم على مقتضى قواعد القانوف العمومية" وىو ما دفع ّ ّ
الشكلية.
مصدرا ماديا لبعض األحكاـ اؼبدنية يلجأ إليو القاضي عند نفس اؼبصادر ّ
الشكلية للقانوف اؼبدين وىي:
وسنأيت يف ما يلي على اؼبصادر ّ
12
القوة يف شكل ىرـ يوجد يف أعبله ال ّدستور مثّ اؼبعاىدات ال ّدولية اؼبصادؽ عليها مثّ تتدرج في ّ
ّ
التّشريعات اؼبصادؽ عليها باإلستفتاء مثّ التّشريع التنظيمي مثّ التتّشريع العادي أي القانوف مثّ اؼبراسيم مثّ
األوامر مثّ القرارات.
ىاما إذ ال يمكن للتشريع األدنى أن يخالف األعلى منو مرتبة .ويقصد التدرج مبدأ ّ
ويفرض ّ
خاصة "القانوف العادي"بالتّشريع مجموعة النّصوص المكتوبة les textesبصفة عامة ،كما تعٍت بصفة ّ
السلطة التشريعية. loiوىو صنف من أصناؼ التشريع يصدر عن ّ
أىم دور يف ذلك للقانوف العادي. اؼبادة اؼبدنيّة ولكن يبقى ّ وتلعب ىذه األصناؼ دورا ىاما يف ّ
يتدخل ال ّدستور يف القانوف اؼبدين عندما حي ّدد نطاؽ إختصاص السلطة التشريعية ذاهتا.كما توجد
ّ
هتم القانوف اؼبدين كضماف حرمة الفرد ،مبدأ التساوي يف اغبقوؽ والواجبات ،مبدأ
يف ال ّدستور أحكاـ عامة ّ
التمتّع باغبقوؽ ال ّذاتية ،مبدأ حق تأسيس اعبمعيات ،ضماف حرمة اؼبسكن ،ضماف سرية اؼبراسبلت،
ضماف حق اؼبلكية ...
المعاىدات ال ّدوليّة: )2
13
تصبح اؼبعاىدة نافذة عندما تقع اؼبصادقة عليها دبقتضى قانوف كإتفاقية القضاء على صبيع أشكاؿ
اؼبؤرخ يف 29نوفمرب .1991
التمييز ض ّد اؼبرأة لسنة 1979اؼبصادؽ عليها دبوجب القانوف عدد ّ 92
التشريعات المصادق عليها باإلستفتاء: )3
اؼبادة اؼبدنية ،ىي نصوص رب ّدد شروط تطبيق القوانُت ربديدا دقيقا.
يف ّ
14
دبقر
الرظبي اؼبدرجة بو ّالرائد ّ
مضي 5أياـ على إيداع ّ
تكوف النّصوص نافذة اؼبفعوؿ بعد ّ
والية تونس العاصمة .وال يعترب يف حساب األجل يوـ اإليداع وىو ما يعٍت توحيد اإلجراء اؼبعموؿ بو يف
بتبٍت فكرة اإليداع وإستبعاد معيار "النّشر" ،فاإليداع عمل قانوين ديكن ربديد تارخيو
إحتساب أجل النّفاذ ّ
يف حُت أ ّف "النّشر" واقع يصعب التأ ّكد منو.
كما جاء ىذا اإلصبلح للتوسيع يف األجل الفاصل بُت اإليداع والنّفاذ من يوـ إىل 5أياـ.
يف تتضمن النّصوص اعبديدة إذنا صرحيا بتنفيذىا حاال وىو ما يعترب إستثناء
ديكن أف ّ
حالة التأ ّكد ويبيح النّفاذ اغبيٍت دوف اػبضوع إلجراءات اإليداع ولآلجاؿ اؼبًتتّبة عنو.
تتضمن النّصوص اعبديدة إذنا صرحيا بتنفيذىا يف أجل يتجاوز مهلة 5أيّاـ.
ديكن أف ّ
األحكام الخاصة المتعلّقة بتحديد زمن النّفاذ:
القانوف اعبديد على اؼباضي أي على الفًتة اليت سبقت إصداره ونشره .وقد منع ال ّدستور صراحة رجعية
اؼبادة اؼبدنية ،فاألحباس القائمة يف تاريخ صدور أمر 18
القوانُت اعبزائية وىو ما يبيح إمكانية وجودىا يف ّ
جويلية 1957اؼبتعلّق بإلغاء نظاـ األحباس اػباصة واؼبشًتكة منتهية وترجع موقوفاهتا ملكا للمستحقُت
حسب حصصهم.
كما أ ّف القوانُت التأويلية ىي قوانُت رجعية بطبيعتها أل ّهنا تندمج مع النّص الّذي وضعت لتأويلو.
الزمان:
ب) تنازع القوانين المدنية في ّ
تنشأ صورة التنازع اغبقيقي عندما توجد وضعية جارية تكوف أنتجت آثارىا ماضيا وىي ال تزاؿ
تنتج آثارىا بعد صدور القانوف اعبديد.
قانوف جديد بداية الوضعية
زبضع اآلثار اؼباضية للقانوف القدمي عمبل دببدأ رجعية القوانُت اعبديدة
على اآلثار اؼباضية .principe de la non rétro-activité
زبضع اآلثار اؼبستقبلية للقانوف اعبديد عمبل دببدأ األثر اؼبباشر (أو األثر
فيتم
اغبيٍت) للقانوف اعبديد ّ .principe de l’effet immédiatأما يف ما يتعلّق بوضعية تعاقدية جاريةّ ،
كل اآلثار اؼباضية واؼبستقبلية .survie de la loi ancienneتستثٌت من تطبيق القانوف القدمي على ّ
نص جديد آمر متعلّق بالنّظاـ العاـ إذ زبضع إذّاؾ اآلثار اؼبستقبلية الناذبة عن
تطبيق ىذا اؼببدأ صدور ّ
الوضعية التعاقدية اعبارية ألحكاـ النّص اعبديد.
ت) آثار نفاذ التشريع:
ينتج عن دخوؿ القانوف حيز التنفيذ أثراف أساسياف:
قيام قرينة عدم جهل القانون: )1
ينص الفصل 545من ـ.إ.ع على ما يلي" :جهل القانوف ال يكوف عذرا يف إرتكاب فبنوع أو فيما ّ
ال خيفى على العواـ وذلك بعد نشره ومضي اؼب ّدة إلجراء العمل بو" وىو ما يعٍت قرينة العلم بالقانوف الّذي
Nul n’est ويعرب عنها دبقولة "جل القوانُت اؼبقارنة ّ
إستوىف شكليات نشره ،وىي قرينة معروفة يف ّ
."censé ignorer la loi
عدم مطالبة األشخاص بإثبات نفاذ القانون: )2
يعرب عنو دبقولة "القاضي يعلّم القانوف" أي أ ّف اؼب ّدعي أو اؼبتقاضي عموما ليس مطالبا أماـ القضاء
ّ
بإثبات وجود القانوف إذ أ ّف القاضي ؿبموؿ على معرفتو وال تستثٌت من ىذه القاعدة إالّ صورة اإلستناد
للصبغة
لكن إفتقاره ّ
لقانوف أجنيب أو لقاعدة قانونية عرفية .فرغم أ ّف العرؼ ىو مصدر للقانوف اؼبدين و ّ
اؼبكتوبة جيعل نشره أمرا صعبا فػ "من إستند على عرؼ كاف عليو ثبوتو" (الفصل 544من ـ.إ.ع).
السابق مع التنصيص عليو بصفة دقيقة، يقر القانوف اعبديد صراحة حكما يقضي بإلغاء القانوف ّ
ّ
نص على "بداية من تاريخ إجراء العمل باجمللّة اؼبشار
فالقانوف عدد 5لسنة 1965اؼبتعلّق بإصدار ـ.ح.ع ّ
اؼبؤرخ يف 1جويلية 1885اؼبتعلّق باؼبلكية األخص القانوف ّ
ّ إليها تلغى صبيع النّصوص اؼبخالفة ؽبا وعلى
العقارية".
تغَت إرادة
أف يتحد موضوع القانوف اعبديد مع موضوع القانوف القدمي وىو ما يفًتض ّ
ويؤصلو .ويتّجو الفقو عموما إىل إعتبار النّسخ
اؼبشرع يف شأف ذلك اؼبوضوع فبّا يدعم النّسخ الضمٍت ّ
ّ
الضمٍت مقتصرا على األحكاـ اليت حيدث فيها اإلختبلؼ والتعارض " ّأما األحكاـ األخرى للقانوف القدمي
فتظل قائمة ال يرد عليها اإللغاء".
اليت مل تعارضها أحكاـ القانوف اعبديدّ ،
loi إرباد طبيعة القانونُت :عندما يلحق القانوف العاـ loi généraleبالقانوف اػباص
spécialeويتناىف معو ال ينسخو بل يبقى الّنص اػباص نافذا وقد أ ّكدت ؿبكمة التعقيب أ ّف توارد النص
يؤدي للنّسخ.
العاـ على النص اػباص ال ّ
-النّسخ باإلستيعاب :حسب الفصل 542من ـ.إ.ع ،ىذا النّسخ حيصل عندما يستوعب
الشمولية يف اإلستيعاب قيدا دينع
القانوف اعبديد "صبيع" فصوؿ القانوف القدمي .فواضح انّو يف إشًتاط ّ
يؤدي للنّسخ
الضمٍت يف عديد حاالت اإلستيعاب ،فاإلستيعاب اعبزئي ألحكاـ القانوف القدمي ال ّ
النّسخ ّ
الضمٍت.
17
ب)إشكالية التشريع المهجور:
543 ىل ديكن إعتبار التشريع ملغى بسبب دواـ عدـ إستعمالو وىجره ? :إعتربت ـ.إ.ع يف فصلها
الصريح".
أ ّف "العادة والعرؼ ال خيالفاف النّص ّ
مقومات العرف:
الفقرة األولىّ :
أ) أركان العرف:
الركن اؼبادي أي أ ّف العادة
يفرؽ الفقهاء بُت العرؼ coutumeوالعادة ،فاألخَتة ال تشمل إالّ على ّ ّ
سلوؾ متواتر ال يصحبو اإلفتقاد بلزومو يف حُت أ ّف العرؼ يشمل ركنُت:
الشعور بإلزامية السلوؾ العريف ،فهو يولّد لدى اعبماعة شعور واجب إحًتاـ
يتمثّل يف اإلعتقاد و ّ
العرؼ.
18
-المطابقة مع النّظام العام واألخالق الحميدة :وضع ّ
اؼبشرع شرط مطابقة العرؼ للنّظاـ
العاـ واألخبلؽ اغبميدة.
إثبات العرف: )2
من ي ّدعي وجود عرؼ مطالب بإثباتو على خبلؼ ما حيدث عند اإلستناد إىل قاعدة قانونية
اغبل اػباص بالعرؼ بصفة ملموسة من فاعليتو القضائية إذ
تشريعية ( قرينة علم القاضي بالقانوف ) .وحي ّد ّ
تنص ؿبكمة
يصعب أحيانا إثبات بعض األعراؼ أل ّهنا غَت دقيقة ،كما أ ّف بداية نفاذىا صعبة التحديد ّ .
التعقيب على أ ّف "إستناد احملكمة من تلقاء نفسها إىل العرؼ يتناىف ومبدأ حياد القاضي إزراء اػبصوـ
خاصة وأ ّف القاعدة العرفية خبلفا للقاعدة القانونية اؼبكتوبة ال يفًتض علم القاضي هبا وإّمنا على من يستند
ّ
إىل عرؼ إثباتو".
تتّفق اجملبلّت اؼبدنية التونسية على إقرار ىذا التفويض رغم إستعماؽبا أحيانا مصطلح "عادة" بدؿ
"عرؼ":
-مجلّة اإللتزامات والعقود :الفصل " :768على اؼبكًتي أداء الكراء يف األجل اؼبعُت يف العقد
وإالّ فاؼبعترب عرؼ اؼبكاف ."...
الزوجية حسبما يقتضيو -مجلّة األحوال الشخصية :الفصل " :23يقوـ ّ
الزوجاف بالواجبات ّ
العرؼ والعادة".
العامة.
ترجع إلجتهاد قضاة األصل فقد يستند القاضي للعرؼ لتحديد مضموف ىذه اؼبصطلحات ّ
ب)عدم جواز العرف المخالف للتّشريع:
19
ـ.إ.ع ال سبنح العرؼ ّقوة إلزامية سب ّكنو من إلغاء النّص اؼبكتوب ولو كاف مهجورا.
اغبق يف اغبصوؿ على إعفاء من اؼبصاريف وعلى دفاع -مبدأ مجانية التقاضي :الّذي يعٍت ّ
ؾباين عند العسر وىو ما تسعى إىل ربقيقو مؤسسة "اإلعانة العدلية" وإلغاء معلوـ نشر القضايا ومعلوـ
اؼبرافعة.
( :الفصل 65من -مبدأ وجوبية اإللتجاء إلى السلطة القضائية أو إلى محاكم ال ّدولة
ال ّدستور) :رغم أمهيّتو ،يبقى التحكيم أمرا إستثنائيا .مثّ إ ّف اإللتجاء إىل احملاكم يلزـ القاضي بالفصل وإالّ
إرتكب جردية إنكار العدالة.
خاصة بو أوضحتها ؾبلّة اؼبرافعات اؼبدنية والتجارية:
كما خيضع القضاء اؼبدين إىل مبادئ ّ
-مبدأ "حياد القاضي المدني" :اإلجراءات اؼبدنية ليست إجراءات إستقرائية بل ىي
إجراءات تفرض مواجهة بُت اػبصوـ ويكوف فيها القاضي ملتزما باغبياد.
التجرد.
وللحياد معٌت عاـ يفيد أ ّف على القاضي اؼبدين أف يقضي دوف اإلستناد لعملو اػباص وبكامل ّ
فٍت يراد بو أ ّف للخصوـ وحدىم ربديد رقعة أو مناط النّزاع واػبصومة
ّأما اؼبعٌت اػباص للحياد فهو معٌت ّ
بالسعي لتكوين أو إسباـ أو
التدخل ّ
وأف حيضروا أدلّتهم حسب قواعد اإلثبات وأ ّف القاضي ال ديكنو مبدئيا ّ
إحضار حجج اػبصوـ.
مؤسس على ىذه -مبدأ النفرقة بين محاكم األصل ومحكمة التعقيب :التنظيم القضائي ّ
التفرقة اليت تفصل بُت ؿباكم األصل (ؿباكم ال ّدرجة األوىل) وؿباكم ال ّدرجة الثانية اؼبميّزة بنظرىا يف الواقع
والقانوف من جهة وؿبكمة التعقيب وىي ؿبكمة عليا واحدة تع ّد مبدئيا ؿبكمة القانوف أي أ ّهنا ال تنظر يف
الوقائع من جهة أخرى.
20
أ) محاكم األصل:
مرتُت من ح ّكاـ األصل:
يتم النّظر يف دعواه ّ
لكل فرد حق التقاضي على درجتُت أي اغبق يف أف ّ
ّ
محاكم ال ّدرجة األولى: )1
محكمة اإلستئناف محكمة درجة ثانية لألحكام الصادرة عن المحكمة اإلبتدائية: -
يطعن يف أحكاـ احملكمة اإلبتدائية بوصفها ؿبكمة درجة أوىل باإلستئناؼ الّذي ىو طعن ينقل ال ّدعوى
يعطّل مبدئيا تنفيذ اغبكم إىل ؿبكمة اإلستئناؼ بوصفها ؿبكمة ال ّدرجة الثانية .كما أ ّف اإلستئناؼ
يسمى باؼبفعوؿ التعليقي لئلستئناؼ.
اإلبتدائي وىو ما ّ
تعهدىا بالنّزاع تعيد ؿبكمة اإلستئناؼ النّظر فيو وذلك يف خصوص ما تسلّط عليووعند ّ
اإلستئناؼ .وتصدر قرارا arrêtهنائي ال ّدرجة.
تكون أحيانا محكمة درجة ثانية :الفصل 40من ـ.ـ.ـ.ت" :تنظر
المحكمة اإلبتدائية ّ -
إستئنافيا يف األحكاـ الصادرة إبتدائيا عن قضاة النواحي التابعُت لدائرهتا أو اليت وصفت غلطا بكوهنا
هنائيا".
الفصل 221من ؾبلّة الشغل" :تستأنف األحكاـ اإلبتدائية الصادرة عن اجملالس العرفية لدى اجمللس
اإلبتدائي" .تكوف األحكاـ الصادرة عن احملكمة اإلبتدائية بوصفها ؿبكمة إستئناؼ أحكاما هنائية أي
هنائية ال ّدرجة وذلك أل ّف اؼبتقاضي إستوىف ال ّدرجتُت.
بإستيفاء ال ّدرجتُت ينتهي مبدئيا النّظر يف األصل أي يف الواقع اؼبعروض أماـ القضاء ويف القانوف
الصادر عن ؿباكم
حق الطّعن بالتعقيب ؼبراقبة اغبكم أو القرار ّ
اؼبطالب بتطبيقو .وال يبقى للمتقاضي إالّ ّ
األصل.
ب)محكمة التعقيب:
تع ّد ؿبكمة التعقيب أعلى ؿبكمة يف التنظيم القضائي العديل .وتنظر ؿبكمة التعقيب يف صبيع
تتكوف من دوائر مدنية وأخرى جزائية ويف بعض اغباالت تلتئم بدوائرىا
األحكاـ والقرارات النهائية .وىي ّ
اجملتمعة.
اؼبطعوف فيو أو من خلفائو أو من ورثتو .كما ديكن أف يصدر الطعن عن النيابة العمومية أي عن وكيل
ال ّدولة لدى ؿبكمة التعقيب عندما يكوف الطّعن ؼبصلحة القانوف pourvoi dans l’intérêt de la loi
22
تضمن خرقا لقاعدة قانونية يف حُت مل يقم أحد
نص القرار أو اغبكم اؼبطعوف فيو ّ
:عندما ترى النيابة أ ّف ّ
طرفيو بالطّعن يف اإلبّاف.
عندما يق ّدـ الطّعن لدى ؿبكمة التعقيب فاألصل ىو أ ّف ىذه احملكمة تقوـ دبراقبة القرار أو
اغبكم اؼبطعوف فيو أي أ ّهنا ال تنظر وال تفصل يف الوقائع ويف مآؿ ال ّدعوى .وإذا كاف ال ّدفع مزدوجا بُت
زبتص هبا ؿبكمة األصل .وتنظرالصبغة الواقعية تقتضي إجراء ربقيقات ّ الواقع والقانوف فبل يقبل أل ّف ّ
إحدى ال ّدوائر يف اؼبطلب وتصدر قرارىا ّإما:
بالرفض ألسباب شكلية كعدـ إحًتاـ اآلجاؿ أو اإلجراءات أو أصلية إذا كاف الطّعن غَت
وجيو بالنّسبة ؽبا.
الطّعن الثاين مؤسس على سبب جديد غَت السبب األوؿ الواقع من أجلو النقض :حياؿ
الطعن على دائرة من دوائر ؿبكمة التعقيب اليت ديكنها ّإما أن ترفض المطعن شكبل أو أصبل أو تقضي
بالنقض مع اإلحالة من جديد إىل ؿبكمة إحالة ثانية أو دون إحالة إذ ظبح ّ
اؼبشرع لدائرة ؿبكمة التعقيب
إستثناء لمبدأ أ ّن تبت مباشرة بنفسها يف النزاع على شرط أف يكوف موضوعو مهيّأ للفصل وىو
أف ّ
تبت في األصل.محكمة التعقيب ال ّ
الطّعن الثاين مؤسس على نفس السبب الواقع من أجلو النقض :حياؿ إذّاؾ الطّعن على
لتتوىل النّظر يف خصوص اؼبسألة الواقع ـبالفتها .ولل ّدوائر اجملتمعة أف:
"ال ّدوائر اجملتمعة" ّ
تقضي برفض الطّعن شكبل أو أصبل. -
-تؤيّد ال ّدوائر موقف ال ّدائرة فتقضي بالنقض وعند ذلك جيوز ؽبا ّإما النّقض
وإما النّقض مع اإلحالة ويكوف قرارىا "واجب اإلتباع
البت يف النّزاع إف كاف موضوع النّزاع مهيّأ للفصل ّ
و ّ
من طرؼ ؿبكمة اإلحالة" حبيث ينتهي حتما النّزاع.
الصادرة عن إحدى ال ّدوائر
ولل ّدوائر اجملتمعة دور يتمثّل يف النّظر يف مطالب مراجعة القرارات ّ
الصور الثبلث التالية:
التعقيبية يف صورة وقوعها "باػبطإ البُت" يف إحدى ّ
الرفض شكبل على غلط واضح.
إنبناء قرار ّ
صَته غَت منطبق.
نصا قانونيا سبق نسخو أو تنقيحو دبا ّ
إعتماد القرار ّ
مشاركة من سبق منو النّظر يف النّزاع يف إصدار القرار اؼبطلوب مراجعتو.
لل ّدوائر اجملتمعة وظيفة عامة وىي توحيد اآلراء القانونية بُت ال ّدوائر.
24
الفقرة الثانية :طبيعة فقو القضاء:
ىل يع ّد فقو القضاء مصدرا شكليا للقانوف ?
كل واحدة على صبلة من األدلّة.
يقر القانوف التونسي والقانوف الفرنسي نظريتُت ،تستند ّ
ّ
الرأي القائل بأ ّن فقو القضاء مصدر للقانون المدني:
أ) أدلّة ّ
ثبوت عدـ كماؿ التشريع وغياب العرؼ أحيانا. -
غياب نظرية "السابقة القضائية وفرض مبدأ األثر النسيب للحكم اؼبدين". -
26
اؼبدرسة التارخيية :l’école historiqueظهرت بأؼبانيا وكاف تأثَتىا ؿبدودا إذ إقتصرت
اؼبشرع للوقوؼ عند إرادة
على القوؿ بأ ّف التشريع مستم ّد من روح الشعب وىو ما يسمح بتجاوز إرادة ّ
الشعب.
19 مدرسة الشرح على اؼبتوف :l’école de l’éxégèseسادت يف فرنسا خبلؿ القرف
اغبر.
وكانت سببا رئيسيا يف ظهور نظرية البحث العلمي ّ
الفقرة األولى :مدرسة الشرح على المتون:
أدؽ ؾبلّة 1804الفرنسية اليت نتج عن ظهورىا إعتقاد
اؼبنت اؼبقصود ىو النص الوضعي ،وبصفة ّ
رساخ بفكرتُت:
لكن
تفسر مدرسة الشرح على اؼبتوف ىذه الصورة بنوع من التململ فهي تناقض فكرة كماؿ التشريع ّ
ّ
اؼبصرح هبا ونيتو اؼبفًتضة تسمح بتجاوز التناقض وبإستنباط منهجية خاصة لتأويل
اؼبشرع ّ
التفرقة بُت نية ّ
27
السكوت وس ّد الثّغرة .وتعتمد ىذه اؼبنهجية قواعد اؼبنطق إلستخبلص اغبكم الغائب من اغبكم اؼبوجود.
وتشمل ىذه القواعد:
اإلستنتاج بالقياس :le raisonnement par analogieأي أ ّف س ّد الفراغ التشريعي
لنص .فيمكن مثبل أف نستم ّد بالقياسحيصل بإعتماد قاعدة موجودة إلستنباط حكم ؼبسألة مشاهبة فاقدة ّ
حكما جديدا للشخص اؼبعنوي بإعتماد اغبكم الوارد يف خصوص الشخص الطبيعي طاؼبا ال يتعارض
اإلستنتاج مع إحدى خاصيات الشخص اؼبعنوي.
اإلستنتاج دبفهوـ اؼبخالفة :le raisonnement a contrarioعندما دينع النص
عمبل قانونيا معينا ويسكت يف شأف عمل آخر ديكن إنطبلقا من قراءة معكوسة للنص الوارد إستنتاج
قاعدة رب ّدد اغبكم الغائب أي تبيحو.
le raisonnement a اإلستنتاج بواسطة قاعدة من أمكنو األكثر أمكنو األقل
اؼبشرع حكما ألسباب معينة ( كالبيع والشراء ) ويسكت يف مسألة أقل أمهية :fortioriعندما يضع ّ
اؼبشرع ضمنيا
وخطورة ( كالكراء) .جيوز القوؿ بأ ّف اإلباحة سبت ّد وتسري على عقود الكراء أل ّف من أمكنو ّ
األقل.
وبالضرورة ّ
François لقد سادت مدرسة الشرح على اؼبتوف يف فرنسا طيلة القرف 19إىل أف واجهها الفقيو
بأىم نقد يف مؤلّفو "طريقة التفسَت ومصادر القانوف اػباص الوضعي".
ّ Geny
حيث إنتقد مبالغة ىذه اؼبدرسة يف إعتبار كماؿ التشريع وقيدت القاضي ومنعت عنو اإلجتهاد
.méthode d’interprétation et sources en droit positif
المشرع:
ّ الفقرة األولى :إختيارات
يكرس القانوف صراحة أسسها
اؼبشرع التونسي بصفة واضحة دبدرسة الشرح على اؼبتوف فلئن مل ّ تأثّر ّ
اؼبشرع التفرقة
تبٌت سنة 1906يف ؾبلّة اإللتزامات والعقود منهجيّتها يف تأويل النّصوص وإعتمد ّ
النظرية فإنّو ّ
األساسية بُت صوريت:
29
زبص تأويل النص اؼبوجود والغامض.
قواعد ّ -
إختلف الفقو يف ربديد ؿبتوى لفظة قواعد القانوف العمومية وظهرت قراءتاف يف ىذ الشأف:
موجهة إىل الفقو ال جل القواعد العامة الواردة مب.إ.ع ىي قواعد تأويل خاصة ّ قراءة أوىلّ :
اؼبتضمن
ّ جل القواعد العامة الواردة بباب "يف تفسَت العقود ويف شيء من األصوؿ القانونية" إىل القضاءّ :
للفصوؿ 532إىل 562من ـ.إ.ع ىي قواعد أساسها اؼبنطق السليم والقيمة النبيلة أل ّهنا عبارة عن قواعد
حكيمة وردت يف الفقو اإلسبلمي وىي قواعد ال تتجو إىل القضاء بل إىل الفقو .كما ال جيب أف تعترب
قواعد قانونية ذات صبغة إلزامية وجوبية وىو ما ّأدى إىل حصر جدوى الفصل 535يف مسألة القياس دوف
ذباوزىا.
جل القواعد العامة الواردة ربت عنواف "قواعد عامة تتعلّق بالقانوف"ىي قواعد قراءة ثانيةّ :
مستم ّدة من القواعد الكلية واؼببادئ العامة للقانوف :اؼببادئ العامة للقانوف ىي "اليت ديكن إستلهامها من
الرأظبالية اللّيربالية".
فلسفة القانوف وغاياتو وأىدافو كمبدأ حرية التعامل (التجارة ،اإلدارة) يف األنظمة ّ
اؼبشرع إىل قواعد القانوف العمومية إّمنا أحاؿ إىل القواعد الكلية الفقهية أي إىل
وعندما أحاؿ ّ
مبادئ الفقو اإلسبلمي وقد أعطى ضمن ـ.إ.ع البعض منها تاركا للبحث وللقاضي حرية إستلهاـ اغبلوؿ
بالرجوع إليها.
ّ
30
الرجوع إىل الفقو اإلسبلمي عرب
ويستلخص من القراءة الثانية أ ّف الفصل 535يبيح بعد القياس ّ
قواعده الكلية أي عرب مبادئو األساسية وكذلك بالرجوع إىل اؼببادئ العامة للقانوف اليت ديكن إستلهامها
من فلسفة القانوف.
مرد ىذا النّقاش بُت الفقيهُت ىو الغموض الّذي شاب أعماؿ اللّجنة اؼبكلّفة بإعداد ـ.إ.ع
لعل ّ
و ّ
وىي مسألة تستدعي التفصيل بإعتبار أمهّيتها.
كبو ذباوز غموض الفصل :535جيب التنبيو إىل أمهية أحكاـ الفصل 535موضوع
أدؽ ضبط معٌت لفظة
البحث أل ّهنا رب ّدد اؼبصادر اإلحتياطية لس ّد ثغرات التشريع اؼبدين التونسي وبصفة ّ
"قواعد القانوف العمومية".
كما أنّو واضح أ ّف الفصل 535غامض يف ح ّد ذاتو وىو ما يدعو إلخضاعو بدوره لقواعد التفسَت
الغامض:
-لغة :نبلحظ أ ّف واضعي ؾبلّة 1906إعتمدوا يف الفصلُت 532و 535بصفة تكاد تكوف
on ne peut, en appliquant la loi, lui attribuer حرفية أحكاـ الفصل 3من اجمللّة اإليطالية:
un autre sens que celui qui résulte de la signification propres des termes,
d’après la connexion existante entre eux, et l’intention du législateur. Lorsqu’un
létige na peut être tranché au moyen d’une disposition précise de la loi, on doit
; recourir aux dispositions qui régissent des cas semblables en matière analogue
lorsque le doute subsiste toujours on se prononcera d’appliquer les principes
.généraux du droit
األوؿ للفظة "قواعد القانوف والفرؽ بُت التشريع التونسي والتشريع اإليطايل يكاد ينحصر يف إستعماؿ ّ
les principes العمومية" les règles générales de droitيف حُت يستعمل الثاين لفظة
لكن اؼبطّلع على فحوى الفرع النصّ .
بأىم لفظة يف ّ
généraux de droitوىو فرؽ جوىري تعلّق ّ
اؼبخصص لقواعد القانوف العمومية مب.إ.ع يبلحظ أ ّف جلّها يتمثّل فعبل يف قواعد مستم ّدة من الفقو
ّ
حل صعوبات التأويل يف حالة الثّغرات رغم اإلسبلمي (اجمللّة العثمانية) وىي قواعد تساعد القاضي على ّ
ما يشوهبا من عمومية.
لعل
-التفسَت القصدي :فهو يف غياب وثائق األعماؿ التحضَتية للمجلّة أمر غَت يسَت .و ّ
اغبل غَت الواضح.
تعسر ىذا ّ الًتكيبة اؼبزدوجة للّجنة اليت صبعت قضاة تونسيُت وقضاة فرنسيُت ىي اليت ّ
جل القواعد التأويلية للقواعد الكلّية الواردة
لكن ،ومع ذلك ،فإ ّف نتيجة التفسَت اللّغوي اليت تثبت إنتساب ّ
31
باجمللّة العثمانية تؤوؿ إىل القوؿ بأ ّف الفقو اإلسبلمي ىو مصدر مادي ىاـ للقانوف اؼبدين التونسي مثلو مثل
اؼبصادر اؼبادية األخرى .فكيف تعامل القضاء التونسي مع ىذه اؼبعطيات التشريعية ?
الفقرة الثانية :التطبيق القضائي:
بالنص:
ّ أ) التقيّد
حىت
-دأبت ؿبكمة التعقيب على نقض األحكاـ والقرارات اليت تػعمد لتأويل النص الواضح ّ
تضمن خطأ مطبعيّا جيب إصبلحو وإعتربت ؿبكمة التعقيب أ ّف القرار
وإف إعترب قضاة األصل الّذي ّ
اإلستئنايف قد خرؽ القانوف عندما عمد إىل التأويل.
النص الفرنسي فإ ّف
النص العريب مع ّ
اؼبؤرخ يف 27جانفي 1883أنّو "إذا إختلف ّ -جاء باألمر ّ
للنص أي
بالنص اؼبطابق للغتها" .وىو ما يفرض على احملاكم التقيّد بالنسخة األصلية ّ
ّ احملكمة تعمل
الصياغة اؼبذكورة.
يتم بالنّظر إىل ّ
احملررة باللّغة العربية .فتحديد إمكانية التأويل من عدمو ّ
النسخة ّ
-كثَتا ما ال تتفق دوائر ؿبكمة التعقيب يف تأويلها للنص الواحد .لكن ىذا ال يعٍت أ ّف القضاة ال
يتبعوف نفس اؼبنهجية .فالطّريقة الواحدة ال سبنع من الوصوؿ إىل رباليل ـبتلفة.
اؼبكرسة للشرح اللّفظي للنّصوص
بالنص من خبلؿ األحكاـ والقرارات ّ
ّ -تتضح مظاىر التقيّد
اؼبشرع .وبصفة عكسية ال حياوؿ القضاء التونسي تعليل الشرح اؼبعتمد إلرادة ّ
للشرح القصدي أي ّ وكذلك ّ
األقل دوف ذكر القاعدة التشريعية اؼبعيّنة.
النص أو على ّ
الرجوع إىل ّ أحكامو دوف ّ
الصادرة عن ال ّدوائر اجملتمعة حملكمة التعقيب ،من
كل ال ّدرجات دبا فيها القرارات ّ
ويتم ىذا التقيّد يف ّ
ّ
ذلك:
حيرر فيها رسم صحيح" ،فإختلفت احملاكم حوؿ تأويل كلمة اليت أوردت أ ّف "عقدة اؼبغارسة ّ
الشأف
"صحيح" فهل اؼبقصود رسم غَت باطل أـ اؼبقصود الكتب الرظبي .وقد ّقررت ال ّدوائر اجملتمعة يف ىذا ّ
حيررىا
اغبجة الرظبيّة الّيت ّ
الصحيح ىي ّ بالرسم ّ
الصادر يف 24جواف 1961أ ّف "اؼبقصود ّيف قرارىا عدد ّ 706
اؼبأمور العمومي وفقا للفصل 442من اجمللّة اؼبدنية".
في خصوص تأويل غياب حكم خاص بالشرط التغريمي: )2
32
يسمى شرطا تغردييا يقضي بتحميل أحد األطراؼ غرامة خاصا ّ يتضمن العقد بندا ّ
حيدث أحيانا أف ّ
مالية يف صورة إخبللو بأحد شروط العقد .وقد حاولت بعض ؿباكم األصل الوصوؿ إىل مراجعة ىذا
الصادر عن ال ّدوائر اجملتمعة ربت عدد
لكن القرار التعقييب ّ
الشرط عندما تكوف الغرامة مشطّة وؾبحفةّ .
ّ
حبجة أ ّف
7919بتاريخ 28أفريل 1975إعترب ىذه احملاوالت غَت مقبولة ونقض أحد القرارات اؼبطعوف فيها ّ
اؼبشرع مل ينظّم أحكاـ البند التغرديي فبّا يبيح تطبيق الفصل 242من ـ.إ.ع الّذي يقضي بإحًتـ قاعدة
ّ
العقد شريعة الطّرفين فبّا ّأدى بالتّايل إىل التص ّدي حملاوالت بعض احملاكم ؼبراجعة البنود التغرديية اجملحفة.
الشخصية كػ:
عبل أحكاـ ؾبلّة األحواؿ ّ
يع ّد الفقو اإلسبلمي مصدرا ماديا ّ
ينص ىذا الفصل على أ ّف "القتل العمد
-تأويل أحكاـ الفصل 88من ؾبلة األحواؿ الشخصية ّ :
ردة "سبنع التوارث
يتعرض صراحة إىل أ ّف زواج اؼبسلمة بغَت مسلم ّ
من موانع اإلرث" ولو أ ّف ىذا الفصل مل ّ
اؼبشرع مل يلغ اؼبوانع الشرعية األخرى
يدؿ على أ ّف ّلكن قولو "القتل العمد من موانع اإلرث" ّ
بُت اؼبلتُت" ّ
بدليل أنّو إستعمل لفظة "التبغيضية" وبالتايل إعتمدت ؿبكمة التعقيب صراحة على الفقو اإلسبلمي
الردة من موانع اإلرث.
وإعتربت ضمنيا أ ّف ّ
إعتماد المصادر المادية األخرى: )2
تشمل اؼبصادر اؼبادية للنص أحيانا قانونا أجنبيا كالقانوف الفرنسي أو األؼباين أو اإليطايل أو واقعا
التبٍت عند قضاء ؿبكمةسن أحكاـ ّ النص حكمو وىو ما حدث عند ّ إجتماعيا يستلهم منو واضع ّ
التبٍت يف 1986وىو حكم إستلهمتو من القانوف الفرنسي نظرا لسكوت الرجوع يف ّ اإلستئناؼ باؼبنستَت ّ
النص التونسي عن اغبكم فيو.
الخالصة:
ال ؾباؿ ؼبقارنة فقو القضاء التونسي بفقو القضاء الفرنسي أل ّف اؼبعطيات زبتلف. -
33
النص
سن ّ مهمة ّ
-إ ّف النّظاـ القانوين اغبايل ينبٍت على التفرقة بُت السلطة فللسلطة التشريعية ّ
خاصة على تنفيذ
الشعب" يف حُت تسهر السلطة التنفيذية ّ السلطة القضائية "تصدر األحكاـ بإسم ّ و ّ
األحكاـ.
الجزء الثـان:
الللنو
الذاتية
34
Les Droits
Subjectifs
سمى حقوقا ذاتية نسبة ألصحاهبا أي ال ّذوات .وقد -امفنو "اللق الذّاتن" :يٌ ّ
قر القانوف حقوقا تٌ ّ
اغبق ال ّذايت:
ظهرت ع ّدة نظريّات لتعريف ّ
معُت).(SAVIGNY
خيوؽبا القانوف لشخص ّ
نظريّة شخصيّة ذبعل من اغبق سلطة ّ
35
الحق المالي :فهو حق ذو قيمة مالية ،ديكن تقديره غبق اؼبلكية وحق إستخبلص معلوـ
الصنف يف التّعامل أي جيوز إحالتو cessibleوديكن إنتقالو للورثة transmissible
الكراء ،ويدخل ىذا ّ
دبضي اؼب ّدة .prescriptible
وتباح عقلتو saisissableويسقط ّ
الحق غير المالي ّ :
حق ال يتمتّع لذاتو بقيمة نقدية كحق اغبضانة الّذي يتمتّع بو أحد
الزوجُت فقيمتو معنوية وىذا الصنف من اغبقوؽ ال حياؿ وال ينتقل وال يعقل .كما ال يسقط عادة دبرور
ّ
اؼب ّدة.
فحق اؼبلكية األدبية مثبل ىو حق غَت مايل لكن لو جانب مايل
لكن ىذا التّصنيف ال خيلو من صعوباتّ ،ّ
يف اآلف نفسو.
معيار موضوع اغبق :حسب ىذا اؼبعيار ،تصنّف اغبقوؽ إىل:
معُت.
حقوؽ عينية :droits réelsموضوعها عُت أي ماؿ ّ
حقوؽ شخصية droits personnelsسبثّل رابطة إلتزاـ بُت دائن créancierومدين
.débiteur
جل األحكاـ اؼبتعلقة باغبقوؽ الشخصية
اؼبشرع ؾبلّة مستقلّة للحقوؽ العينية يف حُت وردت ّ
خصص ّ وقد ّ
دبجلّة اإللتزامات والعقود.
36
-العقود واإلتفاقيات :les contrats et les conventionsفالعقد
يتكوف بتبلقي إرادة البائع وإرادة اؼبشًتي
واإلتفاؽ يفًتضاف تبلقي إرادتُت على األقل ،فالبيع عقد ألنّو ّ
كحق
حق أو حقوؽ ذاتية ّ ويف كلتا اغبالتُت يتعلّق األمر بعمل قانوين un acte juridiqueيتولّد عنو ّ
البائع يف تسلّم الثّمن.
les actes للتصرؼ :وىي أعماؿ اغبفظ التقسيم حسب درجة اػبطورة القانونية ّ
les actes ( de conservationهتدؼ غبماية اغبق كقطع م ّدة التّقادـ) ،أعماؿ اإلدارة
معُت كتسويغو) ،أعماؿ التصرؼ les actes de ( d’administrationأعماؿ هتدؼ إىل إستغبلؿ ماؿ ّ
ّ
( dispositionأعماؿ تفضي إىل التفويت يف اؼباؿ كالبيع أو إىل تعريضو إىل ىذا اػبطر كرىنو).
37
ىو واقعة قانونية .وتاريخ الوالدة ىو تاريخ الوضع ويثبت برسم الوالدة الّذي يقيمو ضابط اغبالة
اؼبدنية .فالقانوف يوجب على والد اؼبولود واألطباء والقوابل أو غَتىم فبّن شهد الوضع إعبلـ ضابط اغبالة
يتم اإلذف يف ذلك من طرؼ اؼبدنية باؼبيبلد خبلؿ العشرة أياـ اليت تليو وإالّ ٌمنع ترسيم الوالدة إىل أف ّ
أخل بواجب اإلعبلـ.
كل شخص ّ رئيس احملكمة اإلدارية باعبهة اليت ولد فيها اؼبولود .كما يعاقب جزائيا ّ
اؼبؤرخ يف 1أوت 1957واؼبتعلّق دبجلّة اغبالة اؼبدنية على أ ّف
نص الفصل 27من القانوف عدد ّ 3 وقد ّ
الشخص الّذي يكشف اللّقيط (الّذي يعثر عليو دوف علم بتاريخ والدتو) أف يسلّمو لضابط اغبالة على ّ
سن "اللّقيط" حسب ويتم ربديد ّالزماف واؼبكاف اليت عثر فيها على اؼبولود ّ
يصرح بالظّروؼ و ّ
اؼبدنية وأف ّ
"الظّاىر" ضمن تقرير خاص.
ييسر معرفة بداية الشخصية القانونية
إىتم القانوف التونسي بتدقيق أحكاـ الوالدة وىو ما ّ
وبالتايل ّ
لؤلشخاص الطّبيعيُت.
الخاصة بالجنين:
ّ األحكام )2
رغم ميلو إلعتبار ميبلد اإلنساف حيّا زمن بداية الشخصية القانونية للشخص الطبيعي فإ ّف القانوف
حق
الروماف وإعتمدتو ؾبلّة األحواؿ الشخصية عند إقرار ّ عرفو ّ
كرس مبدأ ّ
التونسي مل يتجاىل اعبنُت بل ّ
الصورتاف يف إشًتاط ميبلده حيّا تأثرا باغبديث النبوي
اعبنُت يف اؼبَتاث وح ّقو يف اإليصاء لو وتتّحد ّ
إستهل اؼبولود ورث" .فاألحكاـ اػباصة باعبنُت تقتضي إثبات وجوده وميبلده حيّا وال تقيّد
ّ الشريف" :إذا
"وجود" اغبمل بأجل.
ب)نهاية الشخصية:
ستحق
تنتهي الشخصية القانونية دبوت الشخص وتنتقل ال ّذمة اؼبالية إىل الورثة غبظة الوفاة إذ يٌ ّ
اؼبورث .ولكن وجب التفريق بُت:
اإلرث دبوت ّ
الوفاة الطّبيعية: )1
اؼبوت ىو واقعة قانونية وحسب الفصل 47من ؾبلّة اغبالة اؼبدنية تثبت الوفاة برسم الوفاة الّذي
كل اإللتزامات
وتنحل ّ
ّ اؼبتويف لورثتو
ذمة ّ ينص على ع ّدة بيانات وبالوفاة تنتهي الشخصية القانونية فتنتقل ّ
ّ
الزواج وعن عقد العمل...
اؼبرتبطة بشخصو كالّيت تًتتّب عن ّ
الوفاة الحكيمة: )2
للجنسية أمهية كربى فهي اليت تسمح للفرد بأف ينتمي لدولة دوف غَتىا .وديكن أف تكوف اعبنسية
التونسية أصلية أو مكتسبة.
أصلية تسند دبوجب:
39
النّسب :إذ يكوف تونسيّا ّأوال من ٌولد ألب تونسي و ثانيا من ٌولد من ّأـ
تونسية وأب ؾبهوؿ أو ال جنسية لو أو ؾبهوؿ اعبنسية وثالثا من ٌولد بتونس من ّأـ تونسية وأب أجنيب.
الوالدة :حسب شروط بيّنتها الفصوؿ من 7إىل 10من ؾبلّة اعبنسية.
الشخص ،فاللّقب يشمل أفراد العائلة الواحدة ،فيحُت دينح (منذ التّصريح يسامهاف يف ربديد ىويّة ّ
لكل فرد منها إسم. بالوالدة وإقامة رظبها من طرؼ ضابط اغبالة اؼبدنية) ّ
لكل
اؼبؤرخ يف 26ماي 1959أف يكوف ّ األحكام العامة :أوجب القانوف عدد ّ 53
اؼبشرع العائبلت اليت إندثرت ألقاهبا من إختيار
تونسي لقب عائلي وجوبا زيادة على إظبو .كما م ّكن ّ
ؿبل إلتباس أو
لكل تونسي ليس لو إسم عريب أو مغريب أو كاف لقبو ّ لقب عائلي .إضافة إىل ذلك ديكن ّ
الرظبي للجمهورية التونسية.
بالرائد ّ
سخرية أف يطلب إبداؿ إظبو بأمر ينشر ّ
وبالتايل ،فإ ّف اإلسم واللّقب وجوبيّاف كما أنّو ال ديكن مبدئيّا إحالة اإلسم كما ال يسقط اإلسم
بالتّقادـ.
األحكام الخاصة ببعض الحاالت :األصل ىو أف ينسب اؼبولود ألبيو .لكن ما
40
لقب اللّقيط أو المهمل :للقيط أو اؼبهمل ويل عمومي وىو أساسا الوايل
والويل العمومي مكلّف قانونا بإختيار إسم ولقب ؽبؤالء األطفاؿ اللّقطاء أو اؼبهملُت.
يقر القانوف وجوب ىذا التّغيَت أي أنّو ال يلزـالمتزوجة :ال ّ
ّ لقب المرأة
اؼبؤرخ يف 22مارس
للزوج .إالّ أ ّف الفصل 2من القانوف عدد ّ 27 اؼبتزوجة على إعتماد اللّقب العائلي ّ اؼبرأة ّ
اؼبًتملة من
اؼبتزوجة أو ّ
الزوج بالنّسبة إىل اؼبرأة ّ
نص على أ ّف لقب ّ 1993واؼبتعلّق ببطاقة التعريف الوطنية ّ
العناصر احمل ّددة للهويّة الّيت ترد بالبطاقة.
المقر:
ّ )3
حرية إختيار
أقر ال ّدستور يف فصلو العاشر أ ّف للمواطن ّ
الشخص وموضع إستقراره .وقد ّ ىو موطن ّ
مقر إقامتو "يف حدود القانوف".
ّ
وقد وردت يف الفصل 7من ؾبلّة اؼبرافعات اؼبدنية والتّجارية ،التفرقة بُت:
احملل
الشخص عادة .واؼبقصود ىو ّ المقر األصلي :ىو اؼبكاف الّذي يقيم فيو ّّ
الشخص ويشغلو فعليّا وبإستمرار .كما ّبُت الفصل 7اؼبذكور أ ّف "اؼبكاف الّذي يباشر فيو الّذي يقطن فيو ّ
مقرا أصليّا بالنّسبة للمعامبلت اؼبتعلّقة بالنّشاط اؼبذكور".
الشخص مهنتو أو ذبارتو يعترب ّ
ّ
المقر المختار :حسب الفقرة الثانية من الفصل 7اؼبذكور ىو "اؼبكاف الّذي يعيّنو
ّ
ضمن الفصل 5من ال ّدستور "حرمة الفرد" فجسد اإلنساف ال يع ّد ماال وىو ليس ببضاعة .فقد ٌمنع
أي شكل من أشكاؿ اؼبتاجرة باعبسم وكذلك التّعذيب وغَته من ضروب اؼبعاملة القاسية.الرؽ و ّ
ّ
يتم مقاضاة مرتكيب اعبرائم اؼبتعلّقة باإلعتداءات على جسم اإلنساف ويقضي
وعلى ىذا األساسّ ،
اؼبؤرخ يف 25مارس 1991
بالتعويض عن األضرار البدنية بالتعويض اؼبايل .وقد أجاز القانوف عدد ّ 22
اغباالت الّيت ديكن فيها أخذ األعضاء وزرعها مع ضماف اغبرمة اعبسدية لئلنساف:
41
الضرورية للمتبرع من قبل األحياء ّ :
حيجر ربجَتا مطلقا أخذ األعضاء ّ ّ بالنّسبة
اؼبشرع حاالت
للصفات الوراثيّة .كما حصر ّ
اؼبتربع وكذلك أخذ أعضاء اإلقباب اؼبناقلة ّ للحياة ولو برضاء ّ
الرشداء سليمي اؼبدارؾ العقلية واؼبتمتّعُت باألىلية القانونية مع اإلشًتاط يف اإلذف بذلك إذنا
األخذ من ّ
لتربعهم.
أي مقابل مايل ّ صرحيا .كما منع القانوف بالنّسبة لؤلحياء ّ
شخص الميّت :أجاز قانوف 25مارس 1991أخذ عضو من جثّة بالنّسبة لل ّ
معرؼ باإلمضاء عليو
شخص ميّت لغاية عبلجيّة أو علميّة ما مل حيصل من اؽبالك خبلؿ حياتو كتب ّ
ومودع لدى كتابة احملكمة اإلبتدائية أو بعد وفاتو من أشخاص أقارب للميّت.
وبالتّايل فقد أخرج القانوف اؼبدين مبدئيّا جسم اإلنساف عن التّعامل وال يبيحو إالّ يف صورة العبلج
كل البعد عن فكرة التّعامل اؼبايل.
وىي أسباب تبعد ّ
وقد ّإزبذت ؿبكمة التعقيب الفرنسية سنة 1991قرارا يعترب األمومة البديلة (اإللتزاـ من طرؼ إمرأة
على ضبل تًتكو لغَتىا بعد الوضع) عمبل غَت قانوين ؼبخالفتو للنّظاـ العاـ ولعدـ قابلية اعبسم البشري
للتصرؼ.
ّ
اؼبشرع التونسي
الشر وقد ح ّدد ّ التمييز le discernementىي القدرة على التفريق بُت اػبَت و ّ
سن التمييز إىل تاريخ بلوغ 13سنة .وإنعداـ أىلية األداء ال يعٍت إنعداـ أىلية التمتّع فبّا يوجب تنظيم
ّ
للصغَت غَت اؼبميّز وىي والية يقصد هبا ضباية حقوقو.
والية ّ
تحديد الولي :خيضع يف ذلك القاصر للتّدقيق الوارد بالفصل 154من ـ.أ.ش اؼبتعلّق بالوالية،
األـ أو فقدىا يٌعمل بوصية األب إف وجدت فالقاصر وليّو والده ،وبعد وفاة ىذا األخَت ّأمو وبعد وفاة ّ
ويف صورة غياب الوصي بعد موت األب واألـ) يٌق ّدـ على القاصر مق ّدـ قضائي ورأينا أ ّف القاصر اللّقيط
الرضع ومديرو اإلصبلحيات ومآوي متصرفو اؼبستشفيات واؼبآوي ومعاىد ّ
أو اؼبهمل لو ويل عمومي ّ :
الصور األخرى .وللويل العمومي نفس اغبقوؽ الّيت للويل يتعهدوف حبفظهم والوالة يف صبيع ّاألطفاؿ عندما ّ
الشرعي وعليو ما على ىذا األخَت من الواجبات.
ّ
األـ يف صورة إسنادىا اغبضانة بصبلحيات الوالية يف ماوحسب الفصل 67من ـ.أ.ش ،تتمتّع ّ
التصرؼ يف حساباتو اؼبالية.
يتعلّق بسفر احملضوف ودراستو و ّ
تعسف
الويل فبارستها أو ّ
األـ اغباضنة إذا تع ّذر على ّ
وديكن للقاضي أف يسند مشموالت الوالية إىل ّ
يضر دبصلحة احملضوف.
اؼبنجرة عنها أو ألي سبب ّ
فيها أو هتاوف يف القياـ بالواجبات ّ
الصغَت عدمي التمييز فيمثّلو
حق ّالتصرفات يف ّ
بكل األعماؿ و ّ سلطات الولي :يٌكلّف ّ
الويل بالقياـ ّ
ربت رقابة وكيل اعبمهورية وحاكم التقادـ وال يفقد األب مبدئيا واليتو على الصغَت يف صورة الطّبلؽ
43
وإسناد اغبضانة لوالدتو .فالوالية زبتلف عن اغبضانة ،حيث ورد بالفصل 61من ـ.أ.ش أنّو إذا سافرت
اغباضنة سفر نقلة ؼبسافة يعسر معها للويل القياـ بواجباهتا كبو منظوره سقطت اغبضانة.
وحيق لؤلولياء النّظر يف شأف احملضوف وتأديبو وإرسالو إىل أماكن التعليم.
ّ
الصغَت غَت اؼبميّز الّيت يقوـ هبا بصورة ـبالفة لقواعد
تصرفات ّ
كل ّوينتج عن ىذه اغبماية بطبلف ّ
الوالية.
المجنون: )2
الشخص الّذي فقد عقلو سواء كاف جنونو مطبقا حسب الفصل 160من ـ.أ.ش ،اجملنوف ىو " ّ
يستغرؽ صبيع أوقاتو أو منقطعا تعًتيو فًتات يثوب إليو عقلو فيها" .فاعبنوف ىو فقداف التمييز.
يتعُت يف حالة اعبنوف حبكم من اغباكم
نص الفصل 161من ـ.أ.ش على أ ّف اغبجر أي اؼبنع ّ كما ّ
يتوىل إدارة
وينص اغبكم ذاتو على تعيُت مق ّدـ ّ
ويعتمد القاضي يف حكمو على أىل اؼبعرفة أي على اػبرباء ّ
أمواؿ اجملنوف ،كما يدير أمواؿ إبنو.
تصرفات اجملنوف الّيت يقوـ هبا بنفسو تع ّد غَت نافذة وال مسؤولة مدنيا عليو شأنو
كل ّوبالتايل فإ ّف ّ
الصغَت غَت اؼبميّز.
شأف ّ
الرشد بػ 20سنة كاملة وذلك بإشًتاط عدـ صدور حكم بالتحجَت سن ّ
ح ّدد الفصل 7من ـ.أ.ش ّ
تصرفاتو نافذة.
الصغر وبذلك تصبح صبيع ّعليو لسبب من األسباب غَت ّ
مؤىل للقياـ ببعض األعماؿ
وللقاصر الّذي ديت ّد عمره من 13إىل 20سنة أىلية مقيّدة إذ أنّو ّ
القانونية ومنها:
القدرة على تحسين حالو ولو بدوف مشاركة األب أو الويل بقبوؿ ىبة من شأهنا
جراء ذلك.ذمتو بدوف أف يًتتّب عليو شيء من ّ
الزيادة يف كسبو أو إبراء ّ
ّ
القدرة على أن يكون وكيال لغيره حيث يشًتط يف ّ
صحة الوكالة أف يكوف اؼبوّكل
أىبل ألف جيري بنفسو ما وّكل عليو وال يشًتط ذلك يف الوكيل بل يكفيو أف يكوف عاقبل فبيّزا ولو مل يكن
أىبل إلسباـ ما وّكل عليو.
44
القدرة على إبرام عقد ببل إذف من الويل ويلزمو العقد إذا أجازه الويل على الصورة
اؼبطلوبة قانونا.
-ديكن أف يؤاخذ شخصيا عن أفعالو اؼبنتجة ؼبسؤولية مدنية تقصَتية:
األـ بعد وفاة األب،
يتم تعيينو قانونا من بُت األبّ ، حمايتوّ :
تتم بإقرار والية على القاصر الّذي ّ
الوصي إف وجد ،اؼبق ّدـ القضائي أو الويل العمومي أحيانا.
ويتدخل الويل إلجازة بعض العقود الّيت أبرمها القاصر لوحده .كما يقوـ الويل بإدارة أمبلؾ القاصر
ّ
وسبثيلو لدى احملاكم وذلك ربت مراقبة حاكم التّقادـ ووكيل اعبمهورية.
بالًتشيد الترشيد :ديكن للقاصر الّذي مل يبلغ ّ
20سنة والّذي ذباوز سنّا معيّنة أف يتمتّع ّ
سن
émancipationوالًتشيد يكوف ّإما:
-الًتشيد اؼبطلق :يصدر عن القاضي بالنّسبة للقاصر الّذي بلغ 18سنة يف خصوص أعماؿ التّجارة.
سن 15سنة.
-الًتشيد اؼبقيّد :يصدر عن القاضي بداية من بلوغ ّ
الرجوع يف الًتشيد إف قاـ لدى القاضي موجب لذلك.
وديكن ّ
الرشد ،يتوقّف على موافقة الويل
سن ّبالزواج دوف ّالزواج :يف ما يتعلّق ّ
تطبيق أحكام األىلية في ّ
سبسك القاصر برغبتوٌ ،رفع األمر للقاضي.
األـ عن ىذه اؼبوافقة و ّ
األـ فإف إمتنع الويل أو ّ
و ّ
45
التصرؼ يف مالو ويعمل فيو بالتبذير
السفيو ىو "الّذي ال حيسن ّ حسب الفصل 146من ـ.أ.شّ ،
السفيو.
يفرؽ اغباكم أحيانا بدقّة بُت ضعيف العقل و ّ
واإلسراؼ" .وقد ال ّ
السفيو ؼبنعو من مواصلة تبديد أموالو ويػٌتّبع يف التّحجَت نفس اإلجراءات الّيت خيضع
يتم اغبجر على ّ
ّ
ؽبا ربجَت اجملنوف وضعيف العقل أي أنّو جيب اإللتجاء للمحكمة لتصدر حكمها بالتحجَت.
تصرفات
تربع ،كما ديكنو أف يربـ ّحيسن حالو بقبوؿ ىبة أو ّ
السفيو مقيّدة حيث ديكن لو أف ّ أىلية ّ
جييزىا الويل فيما بعد فيمنع عنها البطبلف كما ديكنو أف يكوف مسؤوال مدنيّا عن أفعالو .فيما عدا ىذه
للسفيو مق ّدـ وذلك دبقتضى حكم. الصور ّّ
السفيو قبل اغبكم فهي صحيحة ونافذة ،لكنّها
التصرفات الّيت يباشرىا ّ
ذبدر اإلشارة إىل أ ّف صبيع ّ
بعد صدور اغبكم يتوقّف نفاذىا على إجازة وليّو.
المفلس: )4
حسب الفصل 6من ـ.إ.ع فإ ّف األىلية اؼبقيّدة تشمل أيضا "احملجور عليهم لتفليسهم حيث يًتتّب
التصرؼ فيها وللمفلس ويل
عن اغبكم بالتّفليس من تاريخ صدوره رفع يد اؼبدين عن إدارة صبيع مكاسبو و ّ
وىو أمُت الفلسة الّذي يباشر ما للمفلس من اغبقوؽ وال ّدعاوي اؼبتعلّقة بكسبو وديكن للمفلس أف جيري
األعماؿ التح ّفظية لصيانة حقوقو ،أف يتداخل يف القضايا الّيت يتّبعها األمُت واف ديارس حقوقو الّيت تتناوؿ
مصلحة أدبية ؿبضة".
التصرفات اليت يربمها بدوف إمضاء أمُت الفلسة فيمكن إبطاؽبا بطلب من اؼبفلس مسؤوؿ مدنيا ّأما ّ
ىذا األخَت.
وبعد ختم الفلسة ،ديكن للمفلس أف يطلب إعادة اإلعتبار لو بعريضة يرفعها للمحكمة الّيت صدر
فيها اغبكم بتفليسو بشرط إيفائو جبميع اؼببالغ الواجبة عليو أصبل وفوائض ومصاريف.
بالسجن لم ّدة تتجاوز 10أعوام:
المحكوم عليو ّ )5
بالسجن
كل ؿبكوـ عليو يف جناية واحدة ّ نص الفصل 30من اجمللّة اعبنائية على أنّو "يكوف حتما ّّ
ؼب ّدة تتجاوز 101أعواـ من تاريخ اغبكم عليو إىل إسباـ م ّدة عقابو ربت قيد اغبجز .ويعُت لو مق ّدـ للقياـ
التصرؼ فيها إالّ باإليصاء كما ال ديكنو قبوؿ أي مبلغ ولو جزئي من رحبها. بإدارة مكاسبو حبيث ال ديكنو ّ
تصرفو م ّدة تقدديو".
وترجع لو مكاسبو عند إنقضاء م ّدة عقابو وحياسبو حينئذ اؼبق ّدـ على ّ
46
الصنف الثاين من أصحاب اغبقوؽ يف األشخاص اؼبعنويُت :ؽبا وجود قانوين أي أنّو يتمتّع يتمثّل ّ
بالشخصيّة القانونية ولو القدرة على اإللزاـ واإللتزاـ وإكتساب اغبقوؽ وإكساهبا وتنقسم ال ّذوات اؼبعنويّة
ّ
إىل:
-ذوات معنوية عمومية :les personnes morales publiquesوىي الدولة ،الواليات،
البلديات واؼبؤسسات العمومية وزبضع ىذه ال ّذوات إىل القانوف الدستوري والقانوف اإلداري وكذلك إىل
القانوف اػباص يف بعض أوجو نشاطها.
48
بالشخصية القانونية يدعموف رأيهم باإلرادة
الشركات اؼبدنية ّ
وبالتايل فإنّنا نبلحظ أ ّف مؤيّدي سبتّع ّ
للمشرع ال بواقعية مثل ىذه ال ّذوات .كما ديكن القوؿ بأ ّف القانوف التونسي دييل كبو تكريس نظرية
ّ الضمنية
اإلفًتاض ويعت ّد بالنظريّة الواقعية.
شخصية:
أ) م ّدة ال ّ
النشأة: )1
يعود ذلك إىل ع ّدة أسباب كإستيفاء ال ّذات للم ّدة الّيت أنشأت من أجلها ( هناية إرادية شأهنا شأف
يقل عن
الشركاء ّ
الشركة خفية اإلسم إذ أصبح عدد ّ
حل ّالسلطة القضائية ( ّ
بتدخل ّ
قرار أعضاء ال ّذات حبلّها )ّ ،
حل صبعية ) أو حبدوث واقعة معيّنة كحصوؿ خسارة تفوؽ ¾ رأس ماؿ
السلطة اإلدارية ( ّ
بتدخل ّ
)7أو ّ
الشركات التّجارية.
بعض ّ
الشركة التجارية قائمة آثار اإلنحاللّ :
نص الفصل 24من اجمللّة التجارية على أف "تعترب شخصية ّ
الشركات إىل أحكاـ ـ.إ.ع.
كل ّبعد إكببلؽبا يف م ّدة التصفية ولضرورة إقبازىا فحسب" وزبضع تصفية ّ
شخصية المعنوية :لل ّذات المعنويّة:
ب)خصائص ال ّ
الذمة المالية: )1
حيق لدائن
مكوف ؽبا .فبل ّ
كل شخص ّ ذمة ّ الذمة اؼبالية لل ّذات اؼبعنوية مبدئيا مستقلّة عن ّ
تعترب ّ
الشركة بوصفها ذاتا مستقلّة.
الشركة القياـ ض ّد أعضائها بل عليو القياـ على ّ
ّ
اإلسم: )2
49
الشركة
الشركاء متبوعا بكلمة "وشركائهم"ّ .أـ ّللشركة اؼبقارضة إسم صباعي يتألّف من أظباء صبيع ّ
اػبفيّة اإلسم فهي شركة عارية من اإلسم اعبماعي ولكن ىذا ال يعٍت أ ّهنا ال سبلك تسمية.
المقر:
ّ )3
للشركات وللجمعيات بنظامها األساسي وحسب الفصل 18من اجمللّة التجارية، اؼبقر بالنّسبة ّ
حي ّدد ّ
للشركة.
باحملل الّذي بو قياـ اإلدارة الفعلية ّ
الرئيسي الّذي يكوف كائنا ّ
الشركة دبركزىا ّ
مقر ّ
يكوف ّ
الجنسية: )4
ؾبردة" يه ّددىا
" ّ ومقره وصفتو ووقائع ال ّدعوى وأدلّتها فال ّدعوى اؼبقامة دوف مؤيّدات وأدلّة ىي دعوى
ّ
اغبكم بالطّرح.
جيب على اؼب ّدعي أف يثبت مصدر اغبق ال ّذايت أي أف يقيم ال ّدليل على وجود الواقعة القانونية الّذي
تولّدت عنو اغبق.
تتغَت األدوار عند تطبيق القاعدة.
فاؼب ّدعي يف النّزاع ىو اؼب ّدعي يف اإلثبات لكن حيدث أف ّ
ب) تطبيق القاعدة:
إذا أثبت اؼب ّدعي وجود اإللتزاـ كانت البينة على من ي ّدعي إنقضاءه أو عدـ لزومو لو (أي على
اػبصوـ أي اؼب ّدعى عليهم) الّذين يصبحوف بدورىم م ّدعُت يف اإلثبات إف أراد دفع ما أثبتو القائم
بال ّدعوى.
يسمى "خبطر اإلثبات" le risque de la preuveويعٍت ىذا اإلقًتاف إرتباطويقًتف عبء اإلثبات دبا ّ
بتحمل عبء اإلثبات ،ويتّجو تدقيق ىذه اؼبسألة:
مآؿ النّزاع ّ
حجة ؼبا ي ّدعيو، الصورة األولى :بدءاّ ،
يتحمل اؼب ّدعي عبء اإلثبات ( عند عجزه عن تقدمي ّ ّ -
ؾبردة ) عندىا ال يطالب اؼب ّدعى عليو بإثبات أي أمر ( األصل براءة ال ّذمة ) بل ديكنو اإلكتفاء
تصَت دعواه ّ
بإنتظار حصوؿ إثبات ال ّدعوى اؼبقامة ض ّده.
يتحمل اؼب ّدعي خطر اإلثبات طاؼبا مل يفلح يف إثبات ما ي ّدعيو.
عند اغبكم بعدـ ظباع ال ّدعوىّ ،
الصورة الثانية :إذا أثبت اؼب ّدعي وجود اإللتزاـ ّ
يتحوؿ عبء اإلثبات وتبعا لو خطره إىل اؼب ّدعي -
51
يستدؿ بو القانوف أو اغباكم على أشياء ؾبهولة"
ّ حسب الفصل 479من ـ.إ.ع القرينة ىي "ما
وإنطبلقا من ىذا التعريف ،نستنتج أ ّف:
اؼبشرع إعترب القرينة إستدالال أي إستنتاجا ىدفو توضيح أمر ؾبهوؿ فهي "النّتائج اليت
ّ
يستخلصها القانوف أو القاضي من واقعة معلومة ؼبعرفة واقعة ؾبهولة" ( القانوف الفرنسي ) ،كما تعترب من
التقنيات التشريعية القددية.
الزوج فهو يستنتج نتيجة الزوجية إىل ّ
اؼبشرع نسب اؼبولود يف نطاؽ ّ
ففي قرينة النّسب مثبل ،ينسب ّ
الزوجية ) ؼبعرفة واقعة ؾبهولة ( النّسب
بالزوج وإعتباره أبا ) من واقعة معلومة ( ميبلد يف إطار ّ
(إغباؽ النّسب ّ
اغبقيقي البيولوجي).
التّنصيص على أ ّف اإلستدالؿ يصدر ّإما عن القانوف أو اغباكم وبالتايل التفرقة بُت القرائن
القانونية والقرائن القضائية:
اغبق من عبء اإلثبات القرينة القانونية :يقوـ ّ
اؼبشرع باإلستنتاج ليعفي صاحب ّ
نص
ربمل عبء اإلثبات من اؼب ّدعي .وقد ّ وبالتايل فهذه القرائن ليست وسائل إثبات بل إستثناء ؼببدإ ّ
الفصل 480من ـ.إ.ع على أ ّف قرينة القانوف ىي ما أناطو القانوف من اغبكم بأمور أو أحواؿ معيّنة
وتنقسم القرائن القانونية إىل قرائن قانونية قاطعة présomptions légales irréfragablesوالقرائن
القانونية غَت القاطعة .présomptions légales simples
القرائن القضائية :يعهد للقاضي بإعتماد اإلستدالؿ وإسػتنتاج القرينة فهي
حيصرىا القانوف وىو ما يدعو على تسميتها بالقرائن الواقعية présomptions de fait بالتايل قرائن مل
نص الفصل 486من ـ.إ.ع على أ ّف "القرائن اليت مل حيصرىا القانوف موكولة إىل إجتهاد اجمللس عليو وقد ّ
أف ال يعتمدىا إالّ إذا كانت قوية منضبطة متع ّددة متضافرة".
ومؤداىا أ ّف
حجية احملكوـ فيو قرينة قانونية ال تقبل ال ّدليل اؼبعاكس ّ
وقد جاء يف قرار تعقييب أ ّف " ّ
حق من ناحية اؼبوضوع ،والغرض من ىذا اؼببدأ القانوين الشكل وعلى ّاغبكم صدر صحيحا من ناحية ّ
يتكرر وال تتناقض األحكاـ يف اػبصومة الواحدة".
حىت ال ّ وضع ح ّد للنّزاع ّ
مثال :قاـ شخص ض ّد آخر بدعوى فقضت احملكمة بعدـ ظباع ال ّدعوى ومل يقم اؼب ّدعي بالطّعن يف
السبب ويف نفس اؼبوضوع ض ّد ذلك اػبصم إذ ىذا اغبكم يف اآلجاؿ فبل ديكنو مبدئيا أف يرفع قضية لنفس ّ
أ ّف اغبكم اإلبتدائي القاضي بعدـ ظباع ال ّدعوى أحرز على ّقوة األمر اؼبقضي وإنبٌت على قرينة قانونية قاطعة
(قرينة صحة).
53
المبحث الثاني :وسائل اإلثبات:
اغبق غَت اؼبثبت غَت موجود فبل عجب أف
تقضي فبارسة اغبق ال ّذايت قضائيا إثباتو وقدديا قيل أ ّف ّ
اغبق.
جل األنظمة القانونية قد نظّمت قواعد إثبات ّ ترى أ ّف ّ
اؼبشرع التونسي لوسائل اإلثبات األحكاـ الواردة يف ؾباؿ إثبات تعمَت ال ّذمة وبراءهتا واليت
وخصص ّّ
تضمنت الفصوؿ من 422إىل 512من ـ.إ.ع .وأوضح الفصل 427أ ّف البيانات اؼبقبولة قانونا طبس ّ
الشهود ،le témoignageالقرينة la اغبجة اؼبكتوبة ،l’écritشهادة ّ
وىي :إقرار اػبصم ّ ،l’aveu
،présomptionاليمُت واإلمتناع من اغبلف .le serment
اؼبشرع لوسائل اإلثبات يف اػبمس اؼبذكورة يعٍت إتباع القانوف التونسي مذىب اإلثبات اؼبقيّد
وحصر ّ
الذي يلزـ األطراؼ بتقدمي طرؽ معيّنة لئلثبات ويلزـ القاضي يعدـ قبوؿ غَتىا.
تؤدي إىل إقناع القاضي وجيب أف تكوف الوسيلةاغبر فيبيح تقدمي أي وسيلة ّ
ّأما مذىب اإلثبات ّ
اؼبق ّدمة للقاضي مقبولة قانونا (*) أي ٌدينع اإلستناد إىل وسيلة إثبات وقع اغبصوؿ عليها بصورة غَت قانونية
اػباصة.
كصور إلتقطت خلسة بشكل ديثّل تع ّديا على اغبياة ّ
(*) :فبل يسوغ إثبات اإللتزاـ يف صورتُت :األوىل :وجود إلتزاـ غَت مباح أو ال قياـ بو قانونا
والثانية إذا كاف مآلو إثبات ما ال يصلح لل ّدعوى أي أمرا غَت متنازع يف شأنو أو أمرا خارجا عن مناط
اػبصومة.
تصنيف وسائل اإلثبات :مل يرتّب ّ
اؼبشرع الوسائل الّيت ح ّددىا يف الفصل 427يف
حُت قاـ الفقو بصنيف وسائل اإلثبات إىل ع ّدة تقسيمات نذكر منها:
التفرقة المبيّنة على إتصال ال ّدليل بالواقعة أو األمر المراد إثباتو :تعطي ىذه
الشهادة) وطرؽ اإلثبات غَت اؼبباشرة (كاليمُت والقرائن
التفرقة الفصل بُت طرؽ اإلثبات اؼبباشرة (كالكتابة و ّ
تنصب اليمُت أو
ّ الشهادة تثبت مباشرة الواقعة أو العمل اؼبطلوب إثباتو يف حُت ال
واإلقرار) .فالكتابة و ّ
تدؿ عليو.
القرينة أو اإلقرار على موضوع اإلثبات ذاتو بل على ظروؼ أخرى ّ
التفرقة المبيّنة على زمن قيام ال ّدليل :ينتج عنها فصل طرؽ اإلثبات اؼبع ّدة
مسبقا اليت يهيّئها األطراؼ من قبل كالكتابة ووسائل اإلثبات غَت اؼبهيّأة كاليمُت أو القرينة أو اإلقرار.
أىم تفرقة أل ّف
ىي ّ قوتها الثّبوتية:
حجية الوسيلة أي ّ
التفرقة المبيّنة على ّ
التشريع يتبنّاىا ضمنيا وينتج عنها فصل:
اغبجية اؼبلزمة les moyens de preuve parfaitsوىي -الوسائل ذات ّ
حبجية مطلقة
وتضم الكتب بنوعيو ،اإلقرار واليمُت اغباظبة .وتتمتّع ىذه الوسائل ّ
وسائل اإلثبات الكاملة ّ
54
كل أمر وال زبضع لتقدير القاضي ويلزـ ىذا األخَت بفصل النّزاع لفائدة من
ذبعلها قادرة مبدئيّا على إثبات ّ
إستند إليها.
les اغبجية غَت اؼبلزمة وىي وسائل اإلثبات اؼبنقوصة
-الوسائل ذات ّ
كل األمور وزبضع للسلطة التقديرية moyens de preuve imparfaitsوىي وسائل ال ديكن أف تثبت ّ
الشهادة ،القرائن القضائية واليمُت
وتضم ىذه الوسائل ّ
حر يف ترتيب اآلثار الناذبة عنهاّ .
للقاضي أي انّو ّ
اإلستيفائية.
الكتب: )1
55
3 مل يورد الفصل 473من ـ.إ.ع إالّ الكتب إلثبات العمل القانوين الّذي تتجاوز قيمة موضوعو
الشراح بأ ّف قراءة متكاملة ألحكاـ اإلثبات تبيح قبوؿ اإلقرار واليمُت اغباظبة إلثبات
دينارات .لكن يتّفق ّ
اؼبعامبلت اؼبذكورة.
نص الفصل 441من ـ.إ.ع على أ ّف البيّنة بالكتابة ربصل من اغبجج الرظبية وغَت الرظبية
وقد ّ
كل منها من اإلعتباريستحق ّ
ّ (كدفاتر اػبصوـ وقوائم السماسرة اؼبمضاة ) .ويبقى للمجلس النّظر فيما
حبسب األحواؿ.
الرظبية
اػباصة باغبجج ّ
وتطبيقا للتصنيف اؼبذكور للحجج اؼبكتوبة ،نظّمت ـ.إ.ع األحكاـ ّ
حجة مكتوبة
باحملررات اليت تع ّد ّ
باغبجة غَت الرظبية (ا لفصوؿ 449إىل ّ ،)460
(الفصوؿ 442إىل ّ ،)448
(الفصوؿ 461إىل )469وبنسخ اغبجج (الفصوؿ 470إىل .)472
أىم اغبجج اؼبعتمدة يف القانوف اؼبدين ىي:
لعل ّ
و ّ
الحجة الرسمية:
ّ
حجيتها :للكتب ّ
الرظبي ميزات: ّ
56
-تاريخو :تاريخ ثابت بُت األطراؼ ويف حق غَت اؼبتعاقدين ولو ّقوة ثبوتية ال تدحض أالّ
الزور اعبزائية.
بدعوى ّ
-مضمونو :يتمتّع ّ
حبجة مطلقة .ولكن:
الرظبي على
حرر الكتب ّاغبجية تقتصر على األمور والعناصر اليت أشهد هبا اؼبأمور الّذي ّ
)1ىذه ّ
أ ّهنا وقعت دبحضره وال تنسحب على ما عداىا كمضموف تصرحيات األطراؼ الثابتة لديو وبدفع الثّمن
بالزور.
حبجية الكتب الرظبي اؼبطلقة وال ديكن الطّعن فيها إالّ ّ
كل ىذه العناصر تتمتّع ّ
حبضوره ،فإ ّف ّ
زبص عناصر مل ربدث أمامو ودبحضره كأف يدعي
سجل اؼبأمور العمومي تصرحيات ألحد األطراؼ ّ ّأما إذا ّ
باغبجية
اؼبرات ،فإ ّف مضموف ىذه التصرحيات (التنبيو) ال يتمتّع ّ
الطّرؼ أنّو نبّو على الطّرؼ الثاين عديد ّ
الرظبي.
اؼبطلقة للكتب ّ
الرسم
الرظبي "إذا وقع الطّعن يف ّ
القوة الثبوتية للكتب ّ
الزور لدحض ّ اؼبشرع تفادي دعوى ّ )2أباح ّ
بالشهادة وحيصل الثّبوت
الصورة "البينة ّ
بسبب إكراه أو تدليس أو تلويح أو غلط مادي" فتجوز يف ىذه ّ
الزور كما جيوز أف تكوف ىذه
أيضا ولو بالقرائن القوية اؼبنضبطة اؼبتبلئمة بغَت إحتياج إىل القياـ بدعوى ّ
كل من الفريقُت ومن غَتمها فبّن لو مصلحة مقبولة قانونا".البينة من ّ
الحجة غير الرسمية:
ّ
الرظبي ويكوف
كل كتب ال تتوافر فيو شروط الكتب ّ
اغبجة اػبطّية وتتمثّل يف ّ تعريفهاّ :
تسمى ّ
أىم عنصر لقياـ الكتب اػبطّي إذ ال يشًتط القانوف مثبل أف يكوف
متضمنا إمضاء الطّرفُت ،فاإلمضاء ىو ّ
ّ
ؿبررا من طرؼ األطراؼ أو أحدىم. الكتب ّ
يتم اإلمضاء بيد العاقد نفسو بأسفل الكتب والطّابع ال يقوـ مقامو حبيث يعترب وجوده
وجيب أف ّ
يدؿ على جهل الكتابة وىوكعدمو كما أ ّف اإلمضاء ال ديكن أف يكوف إالّ كػتابة ،فوضع البصػمات ّ
حجة رظبية.
ما يفرض إقامة ّ
ّأما اإللتجاء إىل شكليّة "التعريف باإلمضاء" مل يفرضو القانوف بل إنّو وسيلة من الوسائل اليت ذبمع
بُت التأ ّكد من حصوؿ شرط اإلمضاء وإكساب الكتب تارخيا ثابتا.
الرظبي وتارخيو ال يكوف ثابتا حجيتو :ال يتمتّع الكتب اػبطّي ّ
باغبجية اؼبطلقة اليت يتمتّع هبا الكتب ّ ّ
إزاء الغَت إالّ من التواريخ اآلتية الّيت ح ّددىا الفصل 450من ـ.إ.ع:
من يوـ تسجيل الكتب بتونس أو بالببلد األجنبية. )1
إذا كاف التاريخ ناذبا عن بيانات أخرى يًتتّب عليها الثّبوت التّاـ. )6
السماسرة.
الكتائب ىي حجج مكتوبة كدفاتر التجار ودفاتر ّ
بصحتها اؼبأموروف
الرظبية واغبجج اػبطّية ،فالنّسخة تعترب كاألصل إذا شهد ّ فتهم اغبجج ّ
ّأما النّسخ ّ
الرظبية العادلة وضابط اغبالة اؼبدنية بوصفو
اغبجة ّ
العموميُت اؼبأذونوف بذلك أي العدوؿ مثبل بالنّسبة لنسخة ّ
للصور من اغبجج اػبطّية.
حق اإلشهاد باؼبطابقة لؤلصل بالنّسبة ّ
ـبوال لو ّ
مأمورا عموميا ّ
اإلقرار: )2
أنواعو:
-اإلقرار الحكمي :ىو "اإلعًتاؼ لدى اغباكم من خصم أو من وكيلو اؼبأذوف خبصوص
ذلك بوجود اغبق" ( الفصل 428من ـ.إ.ع ) وينتج ىذا اإلقرار كذلك من "سكوت اػبصم يف ؾبلس
اغبكم إذا دعاه للجواب" (الفصل 429من ـ.إ.ع).
-اإلقرار غير الحكمي :ىو "الّذي مل يصدر لدى احملاكم وقد حيصل من ّ
كل فعل مناؼ
ؼبا ي ّدعيو اػبصم" (الفصل 430من ـ.إ.ع).
58
موضوع اإلقرار إذ ال يعتمد اإلقرار يف أربع صور: -
قبزأ
باغبق فبل ديكن أف ّ
أقر اػبصم ّ تجزئتو :األصل أ ّف اإلقرار ال يٌ ّ
قسم ( مبدأ عدـ ذبزئة اإلقرار ) ،فإذا ّ
إقراره بأف نبقي على ما يفيدنا ونرفض ما ال يفيدنا.
ويسهل تطبيق ىذا اؼببدأ إذا كاف اإلقرار "بسيطا" أي إذا تطابق موضوعو مع موضوع الطّلب.
اغبق اؼبطالب بو ( أٌ ّقر بأنٍت تسلّمت
قر الوصف اؼبضفى على ّ غَت اؼبٌ ّ
إذا كاف اإلقرار موصوفا أي إذا ّ
اؼباؿ على وجو اؽببة ال كما يزعم اؼب ّدعي على وجو اإلقًتاض ) وكذلك إذا كاف اإلقرار "مرّكبا" أي الّذي
يتضمن عنصرا آخر مضاؼ إىل موضوع النّزاع (أٌ ّقر بأنٍّت إقًتضت اؼباؿ لكن ّأديت جزء منو). ّ
اؼبشرع 3حاالت للتّجزئة وىي:
وبالنّسبة ؽبذين الصنفُت ،أجاز ّ
حبجة أخرى أحد األمور اليت تعلّق هبا اإلقرار.
الصورة اليت يثبت فيها ّ
ّ -
الصورة اليت يكوف فيها اإلقرار ـبالفا ألحكاـ الفصل 439من ـ.إ.ع.
ّ -
مثال :إقرار بتسلّم اؼبصوغ اؼبطالب بإرجاعو لكن مع نفي تسلّمو على سبيل الفصل وإدعاء تسلّمو على
قر إثبات العنصػر الثّاين (التسلّم على وجو
قسم اإلقرار وعلى اؼبٌ ّ
الصورة يٌ ّ
وجو التوثقة يف دين .يف ىذه ّ
التوثقة يف دين).
اليمين الحاسمة: )3
أطرافها :ال ّ
توجو اليمُت إالّ من خصم وعلى خصم يف نفس النّزاع وعلى فعلو اػباص .وليس للولد توجيو
وجهاىا عليو.
اليمُت على والديو وإّمنا لو قلبها عليهما إف ّ
وإما أف
يؤديها وحيسم النّزاع ّ
ّ وجهت عليو اليمُت أف إجراءاتهاّ :
يوجو اػبصوـ اليمُت على اآلخر وؼبن ّ
يرفض أداءىا.
الرفض
موجهها ألدائها ) وقد يكوف ّ
ورفض األداء قد يكوف مقًتنا بقلب اليمُت ( قلبها أي دعوة ّ
نكوال ( إذا كاف طالبا حسم النّزاع ض ّده وإذا كاف مطلوبا فبل يكفي نكولو إثبات ّ
حق خصمو إالّ بيمينو وإف
ّأداىا حكم لو وغن نكل بدوره حكم عليو ولو مع نكوؿ اؼبطلوب).
وتؤدى دبكاف العبادة أو باحملكمة اليت يعيّنها
وأداء اليمُت عمل شخصي ال ديكن القياـ بو بواسطة ّ
يؤديها.
وجهها وحسب ديانة من ّ
اػبصم الّذي ّ
ب)الحاالت اإلستثنائية:
الصور اليت جيوز فيها ذباوز القاعدة اؼببينة آنفا.
ىي ّ
حجة مكتوبة:
وجود بداية ّ )1
عمن ينوبو.
صادر عن اػبصم أو ّ
وجيعل أمر اإللتزاـ ؿبتمبل ( مثبل رسالة صادرة عن اػبصم غَت فبضاة ّ
يتعرض فيها لصعوبات
60
التع ّذر المادي :حيصل لتقدمي الكتب عندما يفقد اػبصم الكتب بسبب أمر طارئ وجيوز لو -
الشهادة.
يف ىذه اغبالة اإللتجاء إىل ّ
التع ّذر المعنوي :مل يورده الفصل 478من ـ.إ.ع بصفة صرحية ولكن ديكن اإلعتداد بالقوانُت -
وتعُت مدلوؽبا
إذا كاف اؼبراد إثباتو أمور من شأهنا ضبط معٌت فصوؿ مبهمة أو مع ّقدة بالكتب ّ
وإثبات إجراء العمل هبا.
العمل التّجاري: )4
جيوز لؤلطراؼ اإلتفاؽ على إدخاؿ إستثناء على قاعدة الفصل 473من ـ.إ.ع إذا إعتربنا أ ّف
أحكاـ ىذا الفصل متعلّقة دبصلحة اػبصوـ ال بالنّظاـ العاـ .لكن يستحيل ىذا اإلستثناء يف اغباالت اليت
صحة يف اآلف ذاتو.يكوف فيها الكتب وسيلة إثبات وشرط ّ
شهادة:
ت)إعتماد ال ّ
الشهادة إالّ عن شخص أجنيب عن النّزاع وال يتل ّقاىا إالّ القاضي نفسو .كما ال يشًتط
ال تصدر ّ
الشاىد الواحد.
تع ّددىم إذ تكفي شهادة ّ
الشهادة
الشروط اليت تبيح للخصوـ قبل حصوؿ ّ الشهود فتتمثّل يف ّ
ّأما عن شروط التجريح يف ّ
الشهود وطلب عدـ ظباع شهادهتم ألسباب ـبتلفة كالعداوة الواضحة مع الشاىد أو وجود منفعة
القدح يف ّ
شخصية أو قبولو ىدية.
61
يتم
لكن إثباهتا عادة ما ّ
بكل الوسائل الواردة بالفصل 427من ـ.إ.عّ ،
تٌثبت الواقعة القانونية ّ
اؼبشرع أحيانا إثبات بعض الوقائع بالكتب.
بالشهادة والقرائن القضائية واليمُت اإلستيفائية .ويوجب ّ
ّ
أ) مبدأ جواز كافّة الوسائل:
الشهادة ،جيوز إثبات الواقعة
ال تثبت الواقعة بالكتب أو باإلقرار أو باليمُت اغباظبة .إىل جانب ّ
اؼبكملة ؽبا.
بالقرائن القضائية وباليمُت اإلستيفائية ّ
القرائن القضائية :ىي اليت يعهد للقاضي بإستخبلصها إذا توفّرت فيها مواصفات معيّنة أي إذا
كانت قوية ومنضبطة ومتع ّددة ومتضافرة.
السرعة. مثال :آثار فرامل ّ
تدؿ على ّ
وال جيوز إعتماد القرينة القضائية لوحدىا ولو تعلّق األمر بإثبات واقعة قانونية بل جيب أف تكوف
مقًتنة مع:
يوجهها اغباكم من تلقاء اليمين اإلستيفائية ّ :
ينص الفصل 492من ـ.إ.ع على أ ّف "اليمُت اليت ّ
موجهة من القاضي ال من اػبصوـ .كما أ ّف ال جيوز قلب ىذه اليمُتنفسو على أحد اػبصمُت فهي ديُت ّ
نص الفصل 508من ـ.إ.ع على أ ّف حبجة منقوصة" .إذ ّإذ أ ّف اؽبدؼ منها تأبيد أو توضيح أمر ثبت ّ
يوجو ديُت اإلستيفاء على أحد اػبصمُت أو عليهما لفصل ال ّدعوى أو لتقدير اؼببلغ الّذي يقع
"للحاكم أف ّ
اغبكم بو".
الرسمي:
ب)اإلستثناء :إشتراط الكتب ّ
اؼبؤرخ يف 1أوت 1957اؼبتعلّق دبجلّة اغبالة اؼبدنية إثبات واقعتُت
تشًتط أحكاـ القانوف عدد ّ 3
الرظبية.
باغبجة ّ
ىامتُت :اؼبيبلد والوفاة ّ
قانونيتُت ّ
62