You are on page 1of 29

‫املسؤلية الجنائية عن تقليد العملة الورقية‬

‫إعداد الطالب‬

‫سهل العوفي‬

‫إشراف الدكتور ‪/‬‬

‫مدني تاج الدين‬

‫العام الجامعي‬

‫‪2022‬‬
‫‪-1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫انتشرت في اآلونة األخيرة وفي العديد من دول العالم جرائم التزييف بسبب التقدم‬
‫التكنولوجي في عمليات الطباعة ولسبب حلم الكثيرين بتحقيق املكسب السهل السريع‬
‫النتشالهم من الفقر والظروف االقتصادية التي جعلتهم ال يستطيعون تأمين قوت يومهم‪،‬‬
‫ونتيجة تطور وسائل الحضارة وتطور وسائل اإلجرام في العصر الحديث حيث أصبحت‬
‫هذه الوسائل تعتمد على تفكير وعقل املجرمين أكثر من قواهم الجسدية‪ ,‬وهذا ما يبدو في‬
‫ً‬
‫جرائم التزييف التي تعتبر نتاجا لتقدم وسائل الحضارة ‪* .‬حيث الحظ البـاحث‪ -‬ذلك بحكم‬
‫عمله كضـابط في مكافحة هذه الجرائم في منطقة املدينة املنورة التي اعتادت على توافد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الزوار واملعتمـرين والحجاج وباعتبارها سوقا خصبا لدى مجرمي تزييف العملة مستغلين‬
‫جهلهم بالعملة وعالماتها وما يتسبب في فقدهم ما يملـكون نتيجة النخداعهم بالعملة‬
‫املزيفة عند الصـرف ‪ ,‬وكـذلك ما أثبتـته الدراسات السابقة‪:‬‬

‫كدراسـة(الجنهي ‪1422,‬هـ‪ )97,90,80_73:‬من االزدياد املطرد في حجـم جرائم تزييف العملة‬


‫وما أوضحت هذه الدراسة من عام ‪1423-1419‬هـ أي لخمس سنوات والتي أوضحت –‬
‫ً‬
‫أيضا‪ -‬حجم جرائم التزييف في مختلف املناطق كما يتضح من اإلحصائيات التالية للفترة‬
‫‪1419‬هـ وحتى ‪1423‬هـ عن جرائـم التزييف ‪:‬‬

‫‪ ‬‬
‫ً‬
‫وزادت جرائم التزييف‪-‬أيضا‪ -‬نتيجة التنوع والتطور املستمر في وسائل وأساليب وطريق‬
‫ارتكابها‪ ,‬ويتطلب هذا األمر االعتماد على الفكر والتفكير والتخطيط ‪ ,‬وهو ما يجعل لهذه‬
‫ً‬
‫الجريمة أشخاصا معينين‪ ,‬فال هم مجرمون بالصدفة أو مندفعون فيرتكبون هذه الجرائم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بالخطأ‪ ,‬وغالبا ما يكن مرتكبوها جماعات منظمة يكون لكل فئة منهم تقاسم أدوارها بدءا‬
‫ً‬
‫من عمليات إنشاء أو تصنيع األدوات املستعملة بالتزييف إلى املواد الداخلة ومرورا‬
‫بترويجها وطرحها في األسواق ‪.‬‬
‫هذا وإن الفقه الفرنسي ‪ :‬كان يعتبر جرائم تزييف العملة اعتداء على امللكية الخاصة‪ ,‬لكنه‬
‫ما لبث أن اعتبرها تنال من الثقة العامة ألنها تمتد إلى أفراد ال حصر لهم وإلى أن تعم كافة‬
‫أفراد املجتمع‪ ,‬ومن أجل ذلك كان من حق الدولة وحدها إصدار العمالت املتعلقة بها‪،‬‬

‫واملشرع السعودي كغيره اعتبر جرائم التزييف من قبيل الجرائم املخلة بالثقة العامة‪،‬‬
‫ومفهوم هذه الثقة التي يستودعها ويطمئن إليها األفراد بالعالمات واملظاهر واألشكال‬
‫املعينة التي تلجأ إليها السلطات لضمان سالمة العالقات العامة‪ ,‬ومن هنا اعتبر التزييف‬
‫بشكل عام بأنه تعريض الثقة العامة للخطر عن طريق إيجاد مزيف ينخدع به الناس‪.‬‬

‫ويرى بعض الفقهاء إدخال التزييف في عداد الجرائم السياسية‪ ,‬ويقررون بالعودة إلى‬
‫ضابط الجريمة للتفريق فيما بين هذه الجرائم‪ ,‬وهذا الضابط يحكمه مذهبان هما ‪-:‬‬
‫ً‬
‫املذهب الشخصي ‪  :‬الذي يأخذ باالعتبار الباعث على ارتكاب الجريمة‪ ,‬فإذا ما كان سياسيا‬
‫ً‬
‫كانت الجريمة سياسية‪ ,‬وبذلك إذا كان باعث املجرم على التزييف سياسيا‪ ,‬اعتبرت هذه‬
‫الجريمة سياسية‪ ,‬كما حصل في الحرب العاملية الثانية حينما نشر األملان في أسواق البالد‬
‫املعادية لهم الجنيهات اإلسترلينية والدوالرات األمريكية املزيفة بهدف تحطيم اقتصاديات‬
‫وسياسات هذه الدول ‪.‬‬

‫واملذهب املوضوعي ‪  :‬وهو ما يأخذ بطبيعة املصلحة املعتدى عليها‪ ,‬فالجريمة السياسية تنال‬
‫النظام السياسي للدولة في الداخل والخارج‪ ,‬وهي تعتبر بطبيعتها جريمة سياسية بحته‪,‬‬
‫ويخرج من نطاقها جرائم التزييف ‪.‬‬

‫وجريمة التزييف تتمتع ببعض الخصائص أهمها إنها من الجرائم املخلة بالثقة العامة ألنها‬
‫تقع على املحررات الذاتية وتتميز عن غيرها من الجرائم بالطرق والوسائل التي يتبعها‬
‫الجناة لتنفيذ جرائمهم‪.‬‬
‫إن التطور العلمي شمل جميع مجاالت الحياة‪ ،‬ولعل الكتابة من أهم تلك املجاالت التي‬
‫تحفظ بها الحقوق بين األفراد والجماعات والدول‪ ،‬وهي وسيلة التعامل والتفاهم بين‬
‫الشعوب‪ .‬وال يخلو مجال من مجاالت الحياة من استخدام الكتابة والتعامل معها‪ ،‬لذلك‪،‬‬
‫فإن أهميتها تزداد باستمرار‪ ،‬ونجد املزورين واملزيفين يلجؤون إلى أحدث ما وصل إليه‬
‫العلم للعبث بمحتويات تلك الوثائق واملستندات‪ ،‬وتغيير الحقيقة فيها والتعامل بها على أنها‬
‫صحيحة ‪.‬‬

‫لذلك ال بد من العمل على كشف التزييف والتزوير بالوثائق واملستندات‪ ،‬وتقديم الدليل‬
‫املادي وذلك باستخدام الوسائل العلمية الحديثة‪ ،‬وخصص هذا البحث لدراسة (( ما‬
‫املقصود بتزييف العمالت أو النقود ))‪ (،‬أساليب التزييف والتزوير ) و( طرق كشفها )‪،،‬‬
‫وطرق فحصها ومواد الكتابة وأدواتها من أقالم وأحبار وورق‪ ،‬وآالت كاتبة وطابعة‪،‬‬
‫ووسائل الحماية لها ‪.‬‬

‫ما املقصود بتزييف العمالت أو النقود ‪– :‬‬

‫التزييف أن تصدر‪ ،‬من مصدر غير شرعي‪ ،‬صورة طبق األصل لشيء ما خاصة النقود‪،‬‬
‫فسك النقود وطبعها‪ ،‬هو مسؤولية الحكومات الوطنية‪ .‬وقد ُع ِقدت‬ ‫ّ‬ ‫وذلك بهدف الغش‪.‬‬
‫املزيفين لعملة كل دولة منها‪ .‬وتتخذ منظمة‬
‫االتفاقيات بين األقطار املختلفة ملعاقبة ِّ‬
‫البوليس الدولي (اإلنتربول) ً‬
‫جانبا ً‬
‫كبيرا من االهتمام في التحقيق حول املزيفين العامليين‪،‬‬
‫َّأم ا صناعة تقليد البضائع ذات املاركات املعروفة ‪ ،‬بما في ذلك املالبس وأجهزة الحاسوب‬
‫وقطع غيار السيارات املختلفة ‪ ،‬فتدعى تزييف العالمات التجارية أو االنتحال‪ ،‬ويالقي‬
‫بعض املنتجين للمادة األصلية صعوبة في حفظ حقوق ملكيتهم الفكرية‪ ،‬واملنتجات ّ‬
‫املزيفة‬
‫تكون عادة أدنى مستوى من املنتجات األصلية‪ُ ،‬يخدع املستهلكون بهذه املنتجات حين‬
‫يشترونها وهم يحسبون أنهم إنما يشترون املنتجات األصلية وحكومات البلدان التي يحدث‬
‫فيها التزييف ً‬
‫غالبا ما تتخذ اإلجراءات الضرورية لتقضي عليه‪ .‬وفشلها في اتخاذ هذه‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫اإلجراءات‪ ،‬قد ّ‬
‫يدمر إمكانات نجاحها التجاري وكل من زيف أو قلد نقودا متداولة نظاما‬
‫في‪ ،‬أو قام بجلب نقود متداولة مزيفة أو مقلدة أو أصدرها أو اشتغل بالتعامل بها أو‬
‫الترويج لها بأية وسيلة أو أي سبيل‪ ،‬أو صنع أو اقتنى أو امتلك دون مسوغ كل أو بعض‬
‫آالت التزييف أو مواده أو وسائله أو أدواته بسوء نية ‪.‬‬

‫ماهية التزييف ‪-:‬‬

‫تزييف النقود وتزوير األوراق املالية‪ ،‬يعد جريمة من جرائم اإلفساد والفساد في األرض…‬
‫جريمة لها آثارها السلبية على األفراد واملجتمعات‪ ،‬وتتعدد هذه اآلثار السلبية لهذه‬
‫فتدمر االقتصاد‪ ،‬وتغرس الحقد‬
‫الجريمة بين آثار اقتصادية‪ ،‬واجتماعية وسياسية؛ ِّ‬
‫والتباغض بين األفراد وتشجع على الجريمة… ومن هنا كان األخذ على يد هؤالء املجرمين‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫ضروريا‪.‬‬ ‫أمرا‬
‫ُّ‬
‫التعرف على حقيقة املال وأقسامه‪ ،‬والنقود‬ ‫وللحديث عن التزييف وآثاره‪ ،‬فال ّبد من‬
‫وأنواعها… ثم البحث في مفهوم التزييف وطبيعة املصالح التي يجمعها تجريم التزييف…‬

‫والحديث ال بد أن يدور حول التزييف للنقود املعدنية‪ ،‬والورقية‪ ،‬واألوراق املالية (أسهم‪،‬‬
‫املزيف من غير َّ‬
‫املزيف منها‪ ،‬ويأتي الحديث‬ ‫سندات‪ ،‬شيكات) وصور ذلك‪ ،‬وطرق معرفة َّ‬
‫عن اآلثار املترتبة على هذا التزييف فيكشف عن خباياه‪ ،‬ووسائل الوقاية منه‪ ،‬والعقوبة‬
‫عليه وعلى الترويج له‪ ،‬وأن جلب املصلحة للناس ودرء املفسدة عنهم مناط بالشريعة‬
‫وشرعية القانون في محاربة التزييف وأهله‪ ،‬إن تقليد العملة هو صناعة عملة على مثال‬
‫ً‬ ‫العملة الصحيحة‪ ،‬فهو اصطناع عملة ّ‬
‫مزيفة تقليدا لعملة صحيحة‪ ،‬أي مشابهة لها في‬
‫شكلها ووزنها وحجمها‪ ،‬كصناعة قطعة معدنية تحمل النقوش والعبارات والرسوم ذاتها‬
‫التي تحملها القطع النقدية الصحيحة الرسمية املتداولة‪ ،‬أو طباعتها على أوراق مماثلة ملا‬
‫تحمله العملة الورقية الصحيحة‪ ،‬سواء جرى استخدام األساليب الفنية التقليدية أو‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫الحديثة‪ ،‬بصرف النظر عما إذا كانت العملة املقلدة تماثل أو ال تماثل تماما العملة‬
‫الصحيحة من حيث نوع املعدن أو الورق أو من حيث الوزن أو الحجم أو القيمة‪ .‬فالركن‬
‫ّ‬
‫املادي في جريمة تقليد النقد يتمثل في صناعة نقد غير صحيح يكون على مثال النقد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الصحيح‪ ،‬وال فرق في ما إذا كان التقليد متقنا أو قليل اإلتقان أو بدائيا‪ ،‬ألن العبرة هي في‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫التشابه بين النقد الصحيح والنقد املقلد‪ ،‬وأن يكون هذا التشابه كافيا النخداع املرء به ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ويشكل التقليد اغتصابا لسلطة الدولة في إصدار النقود واعتداء على مصلحتها املالية‪،‬‬
‫ّ‬
‫وتقوم جريمة التقليد حتى ولو كانت العملة املقلدة تحتوي على املقدار نفسه من املعدن‬
‫الذي تحتويه العملة الصحيحة‪ ،‬وبصرف النظر عن وسيلة التقليد ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويجب أن يكون التقليد لعملة متداولة شرعا أو عرفا في الدولة أو في دولة أخرى‪ ،‬وأن يقع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التقليد بقصد ترويج العملة املقلدة‪ ،‬أو أن يكون الفاعل قد اشترك بإصدار العملة املقلدة‬
‫أو بترويجها أو بإدخالها إلى البالد أو بالد أجنبية وهو على ّبينة من األمر‪ ،‬وهذه الجريمة هي‬
‫تم الترويج أو لم يتم‪ ،‬فاملهم توافر القصد اإلجرامي العام‬‫جريمة قائمة بذاتها‪ ،‬سواء ّ‬
‫ّ‬
‫املتمث ل بعلم الجاني وإرادته في تقليد العملة‪ ،‬وقصده الجرمي الخاص في ترويج هذه‬
‫ّ ً‬
‫مزورا عنصر خاص من عناصر جريمة تقليد العملة وركن من‬ ‫العملة‪ ،‬فالعلم بكون النقد‬
‫ً‬
‫أركانها‪ ،‬فال بد من إثباته‪ ،‬وال يكفي القول بأن املتهم كان عاملا بالتقليد من دون إيراد أي‬
‫برهان أو دليل على ذلك ‪.‬‬

‫املبحث األول ‪:‬أساليب التزييف ‪-:‬‬

‫أساليب التزييف اآلن أصبحت أسهل باستخدام التكنولوجيا الحديثة والتي هي تتطور كلما‬
‫تطورت أساليب مكافحتها مثل بعض الفيروسات التي تتكيف مع بعض األدوية بالنسبة‬
‫لتزييف العمالت املعدنية فقد استغنى املزيفون عن قوالب الصب وظهور عيوبه على‬
‫العملة وقناة الصب وقناة التهوية لقد انتشرت مكابس يدوية وأخيرا كهربائية خفيفة‬
‫الوزن ورخيصة الثمن يصهر املعدن ويعمل على شكل صفائح واملاكينة أو املكبس يقوم‬
‫بالتقطيع ووضع االصطنبه املتمثلة في العملة املقصودة بالتزوير ‪.‬‬

‫ومن هذه األساليب لتزييف العملة الورقية‬

‫املطلب األول ‪ :‬التزييف بالرسم اليدوي ‪-:‬‬

‫وهي محاولة املزيف تقليد النقوش والرسوم والزخارف املوجودة‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫على الورقة الصحيحة مستخدما قدرته في الرسم وهو غالبا ما يستخدم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ألوانا مائية أو شمعية أو زيتية أو أقالما ملونة هدفه الرئيس تقليد األلوان املميزة للورقة‬
‫دون التركيز على الزخارف الدقيقة‪.‬‬

‫كما أن املزيف بهذه الطريقة ال يقوم بتزييف أعداد كبيرة من العملة الورقية لصعوبة ذلك‬
‫وهو يقنع بعدد قليل يقوم بترويجه أثناء الليل ألناس بسطاء وسذج حتى ال يكتشف أمره‬
‫ً‬
‫وخداعه وأحيانا يقوم بدسها ضمن أوراق نقدية صحيحة وهذا النوع من التزييف من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫السهل جدا كشفه فاملزور بهذه الطريقة عادة ما يستخدم في عملية تزويره ورقا من النوع‬
‫ً ً‬
‫السميك الذي يختلف اختالفا كليا في سمكه وملمسه عن الورق املستعمل في أرواق النقد‬
‫الحقيقي‪.‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬طريقة التزييف بالطباعة ‪-:‬‬


‫ً‬
‫وهي أكثر انتشارا وخطورة من التزييف بالرسم اليدوي وذلك إلمكانية إنتاج كميات كبيرة‬
‫من الورق املزيف وعلى مستوى أعلى من اإلتقان إضافة إلى ما توحيه الطباعة من ثقة لدى‬
‫الجماهير ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬التزوير بماكينات التصوير امللون ‪-:‬‬
‫ً‬
‫وقد انتشر التزييف بهذه الطريقة في الفترة األخيرة وتكمن خطورته في املستوى العالي جدا‬
‫من الطباعة املتقنة كما أنها ال تتطلب خبرة في عملية التزوير ويتم تزوير كميات كبيرة من‬
‫العملة في وقت قليل‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬الطباعة عن طريق الحاسوب ‪-:‬‬

‫حيث تستخدم طابعة الليزر وهو من أخطر أنواع التزوير وذلك لجودته العالية واملتقنة في‬
‫التزوير ‪.‬‬

‫ومن أخطر أنواع عمليات التزييف‪:‬‬

‫تزييف العمالت‪ ،‬الذي يعتبر من أكبر املشاكل التي تواجه اقتصاديات الدول ملا له من آثار‬
‫ضارة علي االقتصاد و التنمية‪ ،‬و بدأ تزييف العمالت ينتشر بكثرة بعد ظهور طابعات‬
‫الديجيتال الرقمية في العالم عام ‪ 93‬كأحدث أشكال الطباعة‪ ،‬وعلي الفور استغلها مقلدو‬
‫العملة في عملهم‪ ،‬واألصل فيها هو الحاسب اآللي باإلضافة لعمليات التقليد العادية‬
‫املستخدم فيها الحاسوب العادي‪ ،‬حيث يستخدم املقلد ماسحا ضوئيا ويقوم بتصوير‬
‫العملة الورقية عليه‪ ،‬ثم يتم إدخال هذه الصورة إلي الكمبيوتر‪ ،‬وبعدها يستخدم برنامج‬
‫معالجة ألوان للعملة املقلدة ثم طباعتها علي أي نوع من أنواع الطابعات‪ ،‬وتكشف أحدث‬
‫اإلحصائيات في أمريكا أن استخدام الكمبيوتر في تقليد العمالت والشيكات السياحية‬
‫واملستندات املهمة والسندات واألسهم أصبح األسلوب السائد حاليا في كل دول العالم‪.‬‬
‫ولطرح هذه املشكلة يجب ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أن نعرف الفرق بين التزوير و التزييف ‪:‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫حيث إن هناك فارقا كبيرا بين التزييف والتزوير‪ ،‬فالتزييف هو صنع عملة متشابهة في كل‬
‫شيء من البداية للنهاية للعملة الصحيحة املتداولة باستخدام األحبار واألوراق والكمبيوتر‬
‫والطابعات وكل األدوات املستخدمة في هذا العمل وهو األسلوب املنتشر حاليا‪ ،‬أما التزوير‬
‫فيتم بإحضار ورقة عملة صحيحة ويقوم املزور بإجراء تغيير فيها لتحويلها من عملة ذات‬
‫فئة أقل إلي عملة ذات فئة أعلي وقد اتجهت العديد من الدول إلي التطوير في إصدار‬
‫العمالت بمواصفات جديدة وهذا التطوير يهدف ملنع عمليات التقليد و التزوير حيث تؤكد‬
‫األبحاث التي أجريت بهذا الشأن أنه من أكبر العقبات التي تواجه املزوريين هي نوع الورق‬
‫املصنوع منه العملة والذي يسمي بـ ” الكوتيد بيبر” وهو ورق معالج مقاوم لالتساخ وأكثر‬
‫عمرا والعالمة املائية هي الكاتب ومكتوب عليها فئة العملة وكل ذلك يصعب تزويره‪،‬‬
‫موضحا أن هناك سعيا لتحديد عالمة مائية لكل عملة علي حدة‪ ،‬حتى تكون صعبة التقليد‬
‫باإلضافة إلي طباعة كل الفئات من أوراق أكثر جودة وقدرة علي تحمل التداول‪ ،‬باإلضافة‬
‫لوجود شريط هولوجرامي المع وغيرها من عناصر التأمين‪ ،‬مخاطر التزييف وعن مخاطر‬
‫تزييف العمالت علي االقتصاد القومي ‪.‬‬

‫أشار الخبراء االقتصاديين إلي أن قضية تزييف العمالت باتت ‪ ،‬واحدة من أهم مصادر‬
‫القلق االقتصادي لدي حكومات الدول والقائمين علي حماية االقتصاد القومي خاصة بعد‬
‫تطور أساليب التزييف في اآلونة األخيرة وضبط كميات ضخمة من العمالت املزيفة‬
‫بالكمبيوتر في املنطقة العربية ومنها ‪ ،‬ويشير” الخبير االقتصادي ” إيهاب إسمندر إلي أن‬
‫تزوير العملة من أكثر الجرائم خطورة علي املجتمع واالقتصاد‪ ،‬وذلك لصلته الوثيقة‬
‫بالقطاع االقتصادي للدولة فهو يصنف تحت الجرائم االقتصادية‪ ،‬واالهتمام بالجرائم‬
‫االقتصادية من أهم ما تعني به الدولة املتحضرة‪ ،‬التزوير هو طرح كتلة نقدية خارجة عن‬
‫القوانين واألنظمة املصرفية‪ ،‬وتؤدي إلي اضطرابات في تعامالت السوق‪ ،‬وشعور املواطنين‬
‫َّ‬
‫بأن هناك عملة مزورة يؤدي إلي االتجاه من العملة املحلية إلي العملة األجنبية في حال كانت‬
‫املحلية مزورة‪ .‬وبالتالي هذا يؤدي إلي انهيار العملة؛ فالنقد هو مرآة االقتصاد‪ ،‬وانهياره‬
‫يؤدي إلي مشكالت لعمليات التداول لهذه النقود‪ ،‬ويؤدي إلي مشكالت للعائالت الفقيرة‬
‫نتيجة التضخم الكبير‪.‬‬
‫فيما يري محمد عثمان ” خبير اقتصادي” أن تأثير العملة املزورة في أي دولة يكون أوال علي‬
‫مستوي االقتصاد إذ إن تأثير العملة املزورة يظهر إذا طبعت هذه العملة بكميات كبيرة‬
‫وطرحت في األسواق املحلية‪ ،‬وبالتالي سيؤدي ذلك إلي وجود أوراق نقدية ليست لها قيمة‪،‬‬
‫أي أن هذه العملة هي عملة دون غطاء بالنسبة للعمالت األخرى والذهب مما يؤدي إلي‬
‫َّ‬
‫سيتسبب في فقدان ثقة املواطن بالعملة ‪،‬‬ ‫التضخم وهبوط قيمة العملة املحلية‪ ،‬وذلك‬
‫جهود دولية ويضيف عثمان‪ :‬إن الضرر األكبر لتزوير العملة يقع علي عاتق األفراد‬
‫ومؤسسات األعمال‪ ،‬وذلك لعدم حصولهم علي تعويض مقابل األوراق النقدية املزورة‬
‫باإلضافة إلي تعرضهم للمساءلة نتيجة قبولهم بهذه العملة‪ ،‬كما يؤدي تزوير العملة إلي‬
‫وتسرب الشكوك إلي أفراد املجتمع حول قبول أي أوراق نقدية‬ ‫ّ‬ ‫فقد الثقة في أنظمة الدفع‬
‫خالل العمليات النقدية‪ ،‬و قد نظم املصرف املتحد مؤخرا دورة تدريبية متخصصة حول‬
‫أحدث التقنيات العاملية في مجال الكشف عن جريمة تزييف العمالت ‪.‬‬

‫املبحث الثاني ‪:‬طرق الكشف عن جرائم التزييف ‪-:‬‬

‫زيادة الجرائم وتشير التقارير إلي أن هناك زيادة مضطردة في جرائم تزييف النقود‪ ،‬وهذا‬
‫يظهر بشكل ملحوظ في تزايد عدد القضايا التي يتم اكتشافها في األعوام األخيرة‪ ،‬وهذا‬
‫يؤكد أهمية وخطورة هذه الجريمة وآثارها في االقتصاد القومي‪ ،‬وتبذل اإلدارات العامة‬
‫للمباحث على مستوى الوطن العربي مجهودات كبيرة لضبط العصابات املتخصصة في‬
‫تقليد وترويج العمالت النقدية من فئات متعددة باستخدام أجهزة الكمبيوتر وقامت عن‬
‫طريق هذه الحمالت بضبط كميات كبيرة من األوراق املالية املقلدة وطابعات ألوان حديثة‬
‫وكميات كبيرة من أسطوانات الليزر التي تبين ـ بفحصها فنيا‪ ،‬احتواؤها علي صور لوجه‬
‫وظهر العمالت الورقية وأدوات مستخدمة في عمليات تزوير العملة ‪ ،‬اكتشاف التزوير‬
‫ويؤكد الخبراء أنه يمكن للمواطن العادي اكتشاف العمالت املزورة بسهولة‪ ،‬وهناك أكثر‬
‫من طريقة منها‪:‬‬

‫أن األحبار املستخدمة في الطابعات النافثة للحبر املستخدمة في التزوير أغلبها يذوب في‬
‫املاء‪ ،‬وإذا كانت اليد عرقانة يذوب فيها الحبر أو يمكن اختبار العملة بنقطة ماء‪ ،‬أما‬
‫األحبار املستخدمة في العملة الصحيحة فثابتة وال تذوب في املاء أو في غيره‪ ،‬ثم هناك‬
‫طباعة أنتاليو املستخدمة في العملة الصحيحة‪ ،‬التي تمتاز بأنها تترك انبعاجا علي الورقة‬
‫يمكن ملسه باألصبع‪ ،‬ويدل عليها وال نجده في الجنيهات املقلدة‪ ،‬وهذا االنبعاج نجده في‬
‫أماكن كتابة الكلمات الثابتة على العملة املزيفة حسب قيمتها‪ ،‬فهذه األماكن تكون منبعجة‬
‫وبارزة ويمكن أن يلمسها املواطن العادي‪ ،‬ثم شريط العالمة املائية‪ ،‬فاملقلد قلما يحاول‬
‫تقليد شريط العالمة املائية واملقلد ممكن أال يضع الشريط أو يضعه سطحيا علي سطح‬
‫الورقة‪ ،‬وإذا وضعه في مكانه سنكتشف بسهولة أنه ليس له خواص العملة الصحيحة‬
‫وذلك بمجرد النظر‪ ،‬فالعالمة الصحيحة جزء ال يتجزأ من كيان الورقة‪ ،‬ويتم إنتاجه مع‬
‫الورقة أثناء صناعتها‪ ،‬فعندما تكون نسبة املياه داخل ألياف الورقة ‪ % 98‬أثناء الصناعة‬
‫ومازالت الورقة عبارة عن عجينة أو مستحلب من األلياف واملاء تتم إضافة العالمة‬
‫املائية‪ ،‬وتكون العالمة عبارة عن تغيير في توزيع األلياف ونجد أن مناطق منها تكون معتمة‬
‫ومناطق أخري مضيئة ومناطق ثالثة في املرحلة الوسط‪ ، ،‬ويمكن مالحظة أي تقليد هنا‬
‫ألن هذه خواص بصرية مرتبطة بالعين‪ ،‬فالعالمة املائية املقلدة يكون لها بعدان فقط‬
‫أفقي ورأسي وتكون خالية من التفاصيل وبدون أي تدرجات لونية‪ ،‬وهناك أيضا من‬
‫الشرائط لضمان عدم تزييف العملة حديث اإلصدار‪ ،‬الشريط األول يمر بعرض الورقة‬
‫ونراه في الضوء النافذ‪ ،‬والثاني يكون مطمورا داخل ألياف الورقة وال يري بالعين املجردة‪،‬‬
‫والشريط األول يسمي الشريط املغزلي ولونه فضي ويعطي صورة هولوجرامية ثالثية‬
‫األبعاد ‪ ،‬وفي الضوء يعطي ألوان قوس قزح‪ ،‬وهذان الشريطان من أهم أساليب كشف‬
‫العملة املقلدة‪ ،‬أما الشريط املطمور فيكتب عليه فئة العملة هل هي ‪ 10‬أو ‪ 20‬أو ‪ 100‬أو‬
‫‪ 200‬او‪ 500‬؟ و هناك طريقتان أخريان يمكن استخدامهما لكشف العملة املقلدة ‪:‬‬

‫األولى‪  :‬أنه في أحيان كثيرة من يقلد العملة يكتب علي كل األوراق املقلدة رقما واحدا‬
‫مكررا‪ ،‬وال يكتب أرقاما متسلسلة كما في العملة الصحيحة‪ ،‬ولهذا إذا وجدنا عمالت لها‬
‫الرقم ذاته نعرف أنها مقلدة‪ ،‬هذا باإلضافة إلي بهتان األلوان الشائع في العمالت املقلدة‬
‫حتى لو كانت جديدة فهو يختلف عن األلوان الزاهية في العملة الصحيحة حتى لو كانت‬
‫قديمة‪.‬‬

‫والثانية‪  :‬أنه يمكن من خالل ملمس الورقة كشف تقليدها‪ ،‬وامللمس تعبير عن االنطباع‬
‫املتولد في ذهن اإلنسان عن العملة التي بتداولها كالطفل الوليد عندما يضع يده علي وجه‬
‫أمه فيعرف فورا أنها أمه‪ ،‬فامللمس انطباع وليس إدراكا يمكن تفسيره بطرق هندسية أو‬
‫رياضية أو بأي وسيلة مفهومة‪ ،‬ويأتي اإلحساس به نتيجة تداول العملة الصحيحة‪ ،‬ونشعر‬
‫باختالله عندما نلمس العملة املقلدة‪ ،‬فالعملة الصحيحة بها تضاريس ناتجة عن طباعتها‬
‫وهناك سالسة في األماكن الخالية من حبر األنتاليو‪ ،‬أما العملة املقلدة فملمسها خشن‬
‫وهذا مصدره أن الورق املستعمل في تقليدها ليس مأخوذا من الورق املستخدم في العملة‬
‫الصحيحة‪ ،‬لهذا يكون امللمس غير دقيق وال يوجد تماسك في الورقة املقلدة‪ ،‬أما الورقة‬
‫الصحيحة فتكون متماسكة حتى وهي قديمة‪ ،‬أجهزة حديثة ويستخدم الطب الشرعي‬
‫ً‬
‫بالبلدان العربية حاليا أحدث األجهزة من أشعة سينية وغيرها‪ ،‬لكشف التزوير‬
‫وميكروسكوب يكبر حتى ‪ 400‬مرة‪ ،‬وغيرها من أحدث أجهزة كشف التزوير والتصوير‪،‬‬
‫كما تعتمد في عملها علي الخبرة أوال لكشف الجريمة‪ ،‬وعملية فحص العملة املزورة أو‬
‫املقلدة ال تستغرق وقتا طويال‪ ،‬ويتم إعدام النقود املزورة بواسطة لجنة من وزارة‬
‫الداخلية ومطبعة البنكنوت ومؤسسة النقد العربي‪ ،‬لكن بعد الحكم النهائي البات في‬
‫قضايا التزوير‪ ،‬ألن هذه العمالت تكون دليال علي جريمة التزوير وتحتفظ بها السلطات‬
‫باعتبارها الدليل علي الجريمة الذي تقدمه للمحكمة‪ ،‬أما عن عقوبة تزوير العملة في‬
‫القانون املصري فيقول د‪ .‬أحمد صبحي العطار” أستاذ القانون الجنائي ووكيل كلية‬
‫الحقوق بجامعة عين شمس”‪:‬‬

‫إن املشرع جرم وعاقب في نص املادة ‪ 202‬وما بعدها تزوير وتزييف وتقليد العمالت‬
‫الورقية واملعدنية املتداولة قانونا في مصر وقد اعتبر املشرع تزوير العمالت من الجنايات‬
‫وليس الجنح‪ ،‬وسبب ذلك أن العملة عصب االقتصاد وأساسه كما أن الضرر في التزوير ال‬
‫يلحق بفرد واحد بل باملجتمع كله‪ ،‬وإذا وقعت الجريمة فإنه ال أهمية للوسيلة التي‬
‫استعملها الجاني فقد تكون وسيلة بدائية وقد تكون متطورة‪ ،‬ويضيف إن جريمة تزوير‬
‫العمالت املصرية يعاقب عليها القانون سواء تم هذا التزوير داخل مصر أم خارجها حتى لو‬
‫ارتكب هذا التزوير أشخاص غير مصريين‪ ،‬ويوضح أنه إذا كان تزوير العملة واضحا ‪ ،‬أي‬
‫أنه ال ينطلي وال ينخدع به أي شخص ‪ ،‬فإنه ال عقاب النتفاء الضرر‪ ،‬فمثال لو أن شخصا‬
‫قلد ورقة من فئة املائة جنيه ولكنها بحجم أكبر من الحجم املعتاد عشر مرات بحيث إن‬
‫الشخص العادي ال يمكن أن ينخدع بهذا التزوير فإن ذلك ال عقاب عليه‪ .‬وأن الشرط‬
‫الالزم الستحقاق العقاب أن يكون هناك تداول للعملة‪ ،‬ويقصد به أن يكون قد صدر‬
‫قانون يفرض العملة ويجعل لها قوة إبراء في املعامالت املالية بين األفراد‪ ،‬أما العقوبة التي‬
‫يفرضها القانون علي املزور فهي األشغال الشاقة املؤبدة‪ ،‬والتي عدلت للسجن املشدد‪،‬‬
‫ويكون هناك تشديد في العقوبة إذا ترتب علي التزوير زعزعة األمن أو اإلضرار باالقتصاد‬
‫القومي وذلك بسبب ضخامة كمية العملة التي جري تزويرها‪ ،‬ويوضح أن املشرع عني‬
‫بتخفيف العقاب علي من تلقي هذه العملة وتداولها إلي جنحة ألنه يكون جانيا و مجنيا‬
‫عليه في آن واحد ‪.‬‬
‫املطلب األول ‪:‬ماهية جرائم التزييف والتقليد والترويج النقدي وتأثيرها ‪-:‬‬

‫النقود هي وسيلة أو وسيط للتبادل‪ ،‬ومقياس لقيم السلع والخدمات‪ ،‬ومستودع للقيمة‪،‬‬
‫ومعيار للمدفوعات اآلجلة‪ .‬وقبل ظهور النقود كان يتم تبادل السلع والخدمات بسلع‬
‫وخدمات أخرى‪ ،‬وهو ما يعرف بنظام املقايضة‪ ،‬لكن املقايضة عجزت عن مواكبة‬
‫ً‬
‫مستلزمات التقدم االقتصادي للوفاء باالحتياجات املطلوبة‪ ،‬نظرا إلى عدم وجود مقياس‬
‫مشترك للقيم‪ ،‬وعدم قابلية بعض السلع والخدمات للتجزئة وصعوبة تخزين بعضها‪ ،‬ثم‬
‫ظهرت النقود املعدنية وهي تقوم على استعمال عدة معادن مثل البرونز والفضة والذهب‬
‫ّ‬
‫وغيرها‪ ،‬التي تمثل قيمة معينة إلتمام عمليات البيع والشراء وسوى ذلك‪ ،‬وظهرت بعدها‬
‫ّ‬
‫النقود الورقية التي كانت تمثل كمية من النقود املعدنية‪ ،‬وهي ذات قيمة ثابتة‪ ،‬تحمل‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫وتتمتع بالثقة ألنها‬ ‫أرقاما صحيحة‪ ،‬وصالحة لالنتقال من يد إلى يد من دون صعوبة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وتطور النقد وصوال إلى‬ ‫صادرة عن الدولة أو عن مصرف مشهور ومعروف من الجميع‪،‬‬
‫ُ‬
‫النقود اإللكترونية وهي عبارة عن نقود غير ملموسة تأخذ صورة وحدات إلكترونية تخزن‬
‫ً‬
‫في مكان آمن جدا (‪ )Hard Disk‬لجهاز الكمبيوتر الخاص بالعميل الذي يستخدمها في إتمام‬
‫عمليات البيع والشراء والتحويل وغير ذلك من العمليات املالية‪.‬‬

‫املطلب الثاني ‪:‬أفعال تجريم جريمة التزييف ‪-:‬‬


‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جر م املشرع بعض األفعال الواقعة على النقود والعمالت باعتبارها تمثل نوعا من الثقة‬
‫العامة كي تؤدي دورها االقتصادي في املجتمع كأداة للتعامل ومقياس للقيم ووسيلة‬
‫لالختزان‪ ،‬إذ أن هذه األفعال الجرمية تنال من أحد مظاهر سيادة الدولة ومن حقها في‬
‫إصدار النقود وفي رقابة النشاط االقتصادي في املجتمع‪ ،‬كما تنال من املصالح املالية‬
‫للدولة املتمثلة في الربح الذي تجنيه من الفرق بين قيمتها االسمية وقيمتها الفعلية‪ ،‬وتنال‬
‫ً‬
‫هذه الجرائم أيضا من حقوق األفراد الذين يخسرون أموالهم ويقعون ضحية الخداع في‬
‫شبك مافيات تزييف العمالت النقدية وتقليدها‪ ،‬هذا باإلضافة إلى زعزعة االئتمان في‬
‫األسواق الداخلية والدولية ‪.‬‬

‫كيفية حماية النقود والعمالت الوطنية واألجنبية من التزييف ‪-:‬‬

‫ّ‬
‫حد سواء‪ ،‬وهو ما أكدته‬
‫تشمل الحماية الجنائية العملة الوطنية والعملة األجنبية على ٍ‬
‫اتفاقية جينيف (العام ‪ ،)1929‬التي دعت إلى التمييز بين العملة الوطنية والعملة األجنبية‬
‫في هذا املجال‪.‬‬

‫ويعتبر تزييف النقود والعمالت بطرق الطباعة بكليشيهات مصطنعة من أخطر طرق‬
‫التزييف‪ ،‬بسبب اعتماد صك العمالت الصحيحة على أسلوب الطباعة أيضا ً ‪.‬‬

‫وبذلك يكون التزييف قد اقترب من املستوى العالمي لإلتقان الذي يمكن به خداع‬
‫ً‬ ‫الشخص العادي وقبول األوراق ّ‬
‫املزيفة على أساس أنها صحيحة‪ ،‬فضال عن إمكان طباعة‬
‫كميات كبيرة من العمالت ّ‬
‫املزيفة‪.‬‬
‫ً‬
‫وقوع جرائم التزييف على العمالت األكثر قبوال ‪-:‬‬

‫يعتبر نشاط تزييف الدوالرات األميركية من املصادر الجرمية املتاحة للحصول على‬
‫مداخيل غير مشروعة‪ ،‬بواسطة عصابات دولية تتولى الطبع والتزييف والترويج‪ ،‬في دول‬
‫متعددة في مختلف أنحاء العالم‪ ،‬وذلك على الرغم من حرص الدولة على تضمين عملتها‬
‫الصحيحة في مراحل صنعها‪ ،‬عناصر أمن فنية‪ ،‬متعددة األلوان‪ ،‬وكان الدوالر األميركي‬
‫ً‬
‫يعتبر من العمالت التي يتم تزييفها على املستوى الدولي‪ ،‬نظرا إلى عدم توافر اإلجراءات‬
‫الفعالة التي تواجه عملية تقليده حيث ّ‬
‫يتكون الدوالر من لونين فقط هما اللون‬ ‫األمنية ّ‬
‫األبيض واللون األخضر‪ ،‬وال يوجد تداخل بينهما في أي مكان من الورقة املالية‪ ،‬باإلضافة‬
‫ً‬
‫إلى أن الدوالر األميركي يعتبر أكثر العمالت قبوال في دول العالم كافة‪ ،‬باعتباره عملة عاملية‬
‫ً‬
‫قابلة للتحويل ومقبولة من األفراد والبنوك واملشروعات في جميع دول العالم حاليا‪،‬‬
‫وذلك بسبب قوة االقتصاد األميركي والعملة األميركية ‪.‬‬
‫ً‬
‫وتصدر الواليات املتحدة األميركية سنويا ما يزيد على أربعمائة مليار دوالر أميركي‪ ،‬منها‬
‫‪ ٪23‬فقط يتداول بها داخل الواليات املتحدة‪ ،‬أما الـ‪ ٪77‬الباقية فيتم طرحها للتداول‬
‫خارج هذه الواليات‪ ،‬وقد بلغت قيمة الدوالرات ّ‬
‫املزيفة املضبوطة العام ‪ 1990‬ما يوازي‬
‫‪ 111.2‬مليون دوالر‪ .‬وهذا ما دفع وزارة املال األميركية إلى اتخاذ بعض اإلجراءات الجديدة‬
‫املزيف عن طريق وضع سلك من البالستر مدمج‬ ‫للحد من سهولة عملية طباعة النقد ّ‬
‫داخل نسيج الورقة على يسار ختم االحتياطي الفيدرالي األميركي‪ ،‬وقد طبع على السلك‬
‫باختصار أسم الواليات املتحدة األميركية باللغة اإلنكليزية (‪ )U.S.A‬مع كتابة قيمة الورقة‬
‫‪ 50‬أو ‪ 100‬بجانب هذه الحروف في نسق عمودي مبتكر وغير قابل للتصوير بواسطة‬
‫يتحول إلى تزوير الشيكات والسندات‬‫ماكينات النسخ امللونة‪ .‬وقد بدأ تزييف العملة ّ‬
‫ً‬ ‫واألوراق املالية األخرى‪ ،‬حيث ّ‬
‫وجه اإلنتربول الدولي تحذيرا إلى دول الخليج من انتشار‬
‫ّ‬
‫التوصل إلى آلة ابتكار إلكترونية بالغة الدقة مبرمجة‬ ‫سندات ّ‬
‫مزورة‪ .‬واستطاعت اليابان‬
‫على رفض طباعة األوراق النقدية والسندات واألسهم والشيكات املالية‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫يصعب‬
‫عملية تزييف العملة بصفة عامة ‪.‬‬

‫ّ‬
‫تمكنت من إدخال أربعة مليارات دوالر أميركي ّ‬
‫مزورة‪.‬‬ ‫يذكر أن املافيا الروسية‬
‫ّ‬
‫الستخدامها في السيطرة على املمتلكات والشركات في إسرائيل والتسلل من أجل التأثير على‬
‫ً‬
‫الحياة السياسية فيها‪ ،‬وذلك وفقا لتصريحات وزير األمن اإلسرائيلي السابق (موشيه‬
‫ً‬
‫شاحاك)‪ ،‬وقد أعلن رئيس لجنة الشؤون املصرفية في الكونغرس األميركي أن مسئوال‬
‫بالشرطة السرية األميركية أعرب عن اعتقاده بأن الكميات الضخمة من الدوالرات ّ‬
‫املزيفة‬
‫تستخدم في دعم اإلرهاب في مختلف أنحاء العالم‪.‬‬
‫مزيفة أو ّ‬ ‫ّ‬
‫مقلدة أو ّ‬
‫مزورة بعد العلم بعيبها ‪-:‬‬ ‫جنحة ترويج عملة‬
‫مزيفة أو ّ‬ ‫ّ‬
‫مقلدة أو ّ‬
‫مزورة عن حسن نية‪ ،‬أي من دون أن يكون‬ ‫قد يحصل املرء على عملة‬
‫ً‬
‫عاملا بعدم صحتها‪ ،‬أكتسبها على أنها عملة صحيحة كثمن مبيع أو أجرة أو هبة‪ ،‬فال يتوافر‬
‫لديه القصد الجرمي وال تتوافر لديه أركان هذه الجرائم وال يعاقب عليها‪ ،‬إال أنه إذا أقدم‪،‬‬
‫بعد علمه بهذا التقليد أو التزييف أو التزوير في العملة أو النقود‪ ،‬على ترويجها فيكون قد‬
‫مقلدة أو ّ‬‫ّ‬ ‫ارتكب بذلك جرم ترويج عملة ّ‬
‫مزورة ‪.‬‬ ‫مزيفة أو‬

‫جنحة التعامل بعملة باطلة ‪-:‬‬

‫قد تعمد الدولة إلى إبطال عملة معينة أو سحبها من التداول وحظر التعامل بها‪ ،‬وهذا حق‬
‫من الحقوق العائدة إلى الدولة التي تملك الحق في إسباغ قوة التداول القانوني للعمالت‬
‫ً‬
‫والنقود وتملك أيضا الحق في تجريدها من تلك القوة ومنع التعامل بها ‪.‬‬

‫جرائم صناعة آالت أو أدوات لتقليد أو تزييف العملة أو الحصول عليها أو اقتنائها ‪-:‬‬

‫لم يكتف املشرع في املعاقبة على جرائم التقليد والتزييف والتزوير الواقعة على النقود‬
‫ً‬
‫والعمالت‪ ،‬بل عاقب أيضا على اآلالت واألدوات املعدة الرتكاب هذه الجرائم أو الحصول‬
‫عليها أو اقتنائها أو حيازتها‪ ،‬وذلك بقصد مكافحة هذه الجرائم في مهدها‪ .‬بأمرها عوقب‬
‫بالحبس‪.‬‬

‫ال ِنظام الجزائي الخاص بتزييف وتقليد النقود باململكة العربية السعودية‬

‫ديوان رئاسة مجلس الوزراء‬

‫مرسوم ملكي رقم ‪ 12‬تاريخ ‪ 20‬رجب ‪ 1379‬ه ـ‬


‫نحن‪ /‬سعود بن عبد العزيز آل سعود‬

‫ملك اململكة العربية السعودية‬

‫ضمان تداول العمالت والنقود السليمة فقط في اململكة العربية السعودية‪ ،‬ولحماية‬
‫مصالح الجمهور – بصورة مالئمة‪ ،‬وحماية النقد في داخل اململكة وخارجها‪ ،‬وبعد االطالع‬
‫نظام مجلس الوزراء‪ً ،‬‬ ‫َ‬
‫وبناء على قرار مجلس الوزراء رقم ‪ 104‬في‬ ‫على املادتين ‪ 19‬و‪ 20‬من‬
‫‪ 7/7/79‬هـ ‪.‬‬
‫ً‬
‫وبناء على ما عرضه علينا رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬رسمنا بما هو آت ‪.‬‬

‫املادة األولى ‪:‬‬


‫ً‬
‫تعني لفظ (نقود) الواردة في هذا ال ِنظام النقود املعدنية على اختالفها أيا كان نوع املعدن‬
‫َ‬
‫املسكوكة به وكذلك النقود الورقية املتداولة نظاما داخل اململكة العربية السعودية أو‬
‫خارجها‪.‬‬

‫املادة الثانية ‪:‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫كل من زيف أو قلد نقودا متداولة نظاما في اململكة العربية السعودية أو خارجها‪ ،‬أو قام‬
‫بجلب نقود متداولة مزيفة أو مقلدة أو أصدرها أو اشتغل بالتعامل بها أو الترويج لها بأية‬
‫وسيلة أو أي سبيل‪ ،‬أو صنع أو اقتنى أو امتلك دون مسوغ كل أو بعض آالت التزييف أو‬
‫مواده أو وسائله أو أدواته بسوء نية‪ ،‬يعاقب بالسجن مدة ال تقل عن خمس سنوات وال‬
‫تزيد على خمس وعشرين سنة‪ ،‬وبغرامة ال تقل عن ثالثين ألف ريال وال تزيد على‬
‫خمسمائة ألف ريال ‪.‬‬

‫املادة الثالثة ‪:‬‬


‫َ ً‬
‫كل من تعمد بسوء قصد تغيير معالم النقود املتداولة نظاما في داخل اململكة العربية‬
‫السعودية أو تشويهها أو تمزيقها أو غسلها بالوسائل الكيماوية أو إنقاص وزنها أو حجمها‬
‫ً‬
‫أو إتالفها جزئيا بأية وسيلة‪ ،‬يعاقب بالسجن ملدة تتراوح بين ثالث سنوات وخمس سنوات‬
‫وبغرامة ال تقل عن ثالثة آالف ريال وال تتجاوز عشرة آالف ريال أو بإحدى هاتين‬
‫العقوبتين ‪.‬‬

‫املادة الرابعة ‪:‬‬

‫كل من صنع أو حاز بقصد البيع ألغراض ثقافية أو صناعية أو تجارية قطعا معدنية أو‬
‫َ ً‬ ‫ً‬
‫أوراقا مشابهة في مظهرها للعملة املتداولة نظاما في اململكة العربية السعودية كان من شأن‬
‫هذه املشابهة إيقاع الجمهور في الغلط‪ ،‬يعاقب بالسجن ملدة ال تزيد عن سنة واحدة‬
‫وبغرامة ال تتجاوز ألفي ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين ‪.‬‬

‫املادة الخامسة ‪:‬‬


‫ً‬
‫كل من طبع أو نشر أو استعمل لألغراض املذكورة في املادة الرابعة من هذا ال ِنظام صورا‬
‫َ‬ ‫تمثل وجها أو ً‬
‫جزء من وجه لعملة ورقية متداولة نظاما في اململكة العربية السعودية بدون‬
‫أن يحصل على ترخيص من الجهات املختصة ويعمل بالقيود املفروضة في هذا الترخيص‪،‬‬
‫يعاقب بالسجن ملدة ال تتجاوز سنة وبغرامة ال تتجاوز ألف ريال أو بإحدى هاتين‬
‫العقوبتين ‪.‬‬

‫املادة السادسة ‪:‬‬

‫كل من قبل بحسن نية عملة مقلدة أو مزيفة ثم تعامل بها بعد علمه بعيبها‪ ،‬يعاقب‬
‫بالسجن ملدة ال تتجاوز سنة وبغرامة ال تتجاوز ألفي ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين ‪.‬‬

‫املادة السابعة ‪:‬‬


‫ً‬
‫سواء‬ ‫كل من اشترك في اقتراف جريمة من الجرائم املنصوص عليها في هذا ال ِنظام‬
‫بالتحريض أو املساهمة أو املساعدة يعاقب بذات العقوبات املقررة للجريمة ‪.‬‬

‫املادة الثامنة ‪:‬‬

‫يعاقب على الشروع في أية جريمة من الجرائم املنصوص عليها في هذا ال ِنظام بعقوبة‬
‫تعادل نصف العقوبة املقررة للجريمة التامة‪.‬‬

‫املادة التاسعة ‪:‬‬


‫ً‬
‫سواء ارتكبت في داخل اململكة العربية‬ ‫يعاقب على الجرائم املنصوص عليها في هذا ال ِنظام‬
‫السعودية أو خارجها‪.‬‬

‫املادة العاشرة ‪:‬‬


‫يعفى بأمر ملكي – ً‬
‫بناء على اقتراح رئيس مجلس الوزراء‪ -‬األشخاص املرتكبون للجرائم‬
‫املنصوص عليها في هذا ال ِنظام إذا اخبروا السلطات املختصة بتلك األفعال قبل تمامها‬
‫وسهلوا القبض على باقي شركائهم ‪.‬‬

‫املادة الحادية عشرة ‪:‬‬

‫تحجز وتصادر جميع النقود املزيفة أو املقلدة وتسلم إلى مؤسسة النقد العربي السعودي‬
‫وال يدفع مقابل لها أي تعويض عنها بأية حال من األحوال ‪.‬‬

‫(عدلت هذه املادة بموجب املرسوم امللكي الكريم رقم (‪ )53‬تاريخ ‪5/11/1382‬هـ‪ .‬أنظر‬
‫املادة الثالثة من املرسوم) ‪.‬‬

‫املادة الثانية عشرة ‪:‬‬


‫للحكومة الحق في اقتضاء الغرامة بطريق التنفيذ الجبري على أمالك املحكوم عليه الثابتة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واملنقولة أو بطريق اإلكراه بحبس املحكوم عليه يوما واحدا عن كل خمسة رياالت‬
‫سعودية على أال تتجاوز مدة الحبس ستة أشهر ‪.‬‬

‫املادة الثالثة عشرة ‪:‬‬

‫يجوز للحكومة ولكل من أصابه ضرر بسبب الجرائم املنصوص عليها في هذا ال ِنظام أن‬
‫يطالب املحكوم عليه بتعويضه عما لحقه من ضرر مادي أو معنوي ‪.‬‬

‫املادة الرابعة عشرة ‪:‬‬

‫على رئيس مجلس الوزراء ووزير املالية واالقتصاد الوطني ووزير الداخلية تنفيذ هذا‬
‫ال ِنظام كل منهم فيما يخصه‪.‬‬

‫املادة الخامسة عشرة ‪:‬‬

‫يعمل بهذا ال ِنظام من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫ما صدر حول ال ِنظام الجزائي الخاص بتزييف وتقليد النقود‬


‫املرسوم امللكي رقم م‪ 12/‬في ‪20/7/1379‬هـ ً‬
‫بناء على قرار مجلس الوزراء رقم ‪ 104‬في‬
‫‪7/7/1379‬هـ ‪.‬‬
‫ً‬
‫يتضمن ال ِنظام ما يلي ‪ :‬تحديد عقوبات من زيف أو قلد نقودا متداولة باململكة أو خارجها‪،‬‬
‫ً‬
‫أو قام بجلب شيء من ذلك‪ ،‬أو غير معاملها‪ ،‬أو شوهها‪ ،‬أو مزقها‪ ،‬أو غسلها كيميائيا‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أتلفها جزئيا ‪ ،‬أو وضع أو حاز بقصد البيع‪ ،‬أو طبع أو نشر أو استعمل صورا تمثل وجها أو‬
‫َ ً‬ ‫ً‬
‫جزء منه لعملة ورقية متداولة نظاما باململكة‪ ،‬وتحديد عقوبات االشتراك أو الشروع في‬
‫شيء من ذلك‪.‬‬

‫تعديل املادة الحادية عشرة ‪ ،‬وتقرير عقوبة تزييف العملة املتداولة ‪:‬‬
‫تضمن املرسـوم امللكي رقم م‪ 53 /‬في ‪ 5/11/1382‬هـ‪ً ،‬‬
‫بناء على قرار مجلس الوزراء رقم‬
‫‪ 550‬في ‪3/11/1382‬هـ ‪ ،‬النص التالي‪:‬‬

‫املادة الثانية ‪:‬‬


‫ً‬
‫يعاقب على تزييف العملة املتداولة وكافة الجرائم املتعلقة بها وفقا ألحكام ال ِنظام الجزائي‬
‫على تزوير وتقليد النقود الصادر باملرسوم رقم ‪ 12‬وتاريخ ‪ 20/7/1379‬ه ـ ‪.‬‬

‫املادة الثالثة ‪:‬‬

‫يستبدل بنص املادة الحادية عشرة من املرسوم الصادر برقم ‪ 12‬وتاريخ ‪20/7/1379‬هـ‪،‬‬
‫النص اآلتي‪:‬‬

‫( تضبط وتصادر جميع النقود املزيفة واملقلدة وكافة األدوات واملواد املستعملة في‬
‫الجريمة‪ ،‬أو املتحصلة عنها وتسلم إلى مؤسسة النقد العربي السعودي وال يدفع مقابلها أي‬
‫تعويض عنها بأية حال من األحوال ) “‪.‬‬
‫صدر املرسوم امللكي رقم م‪ 38/‬وتاريخ ‪23/10/1426‬هـ ً‬
‫بناء على قرار مجلس الوزراء رقم‬
‫‪ 235‬وتاريخ ‪20/10/1421‬هـ بتعديل‬

‫املادة الثانية من النظام كما هو موجود بالنص اآلن والتي كانت تنص على اآلتي‪-:‬‬
‫َ ً‬ ‫ً‬
‫كل من زيف أو قلد نقودا متداولة نظاما باململكة العربية السعودية أو خارجها أو قام‬
‫بجلب نقود متداولة تكون مزيفة أو مقلدة أو أصدرها‪ ،‬أو اشتغل بالتعامل بها أو الترويج‬
‫لها بأية وسيلة أو أي سبيل‪ ،‬أو صنع أو اقتنى أو امتلك بدون مسوغ كل أو بعض آالت‬
‫وأدوات ومواد ووسائل التزييف بسوء نية‪ ،‬يعاقب بالسجن مع األشغال الشاقة ملدة تتراوح‬
‫بين خمس سنوات وخمس عشرة سنة مع غرامة ال تقل عن ثالثين ألف ريال وال تتجاوز‬
‫ً‬
‫مائة ألف ريال وقد أنشأ األمن العام مكتبا يختص بمكافحة جرائم التزييف وفي قضايا‬
‫تزييف العمالت عممت الوزارة بأنه في حالة ثبوت سوء نية القادم إلى اململكة وبحوزته‬
‫نقود مزيفة أو مقلدة ويقوم بترويجها مع علمه بتزييفها يحال إلى هيئة التحقيق بديوان‬
‫ً‬
‫املظالم للتحقيق معه تمهيدا ملحاكمته إما في حالة تبين حسن نيته وكان بحوزته نقود‬
‫مزيفة أو مقلدة وهو ال يعرف حقيقتها فيخلى سبيله‪ ،‬ويكتفي بمصادرة العمالت املضبوطة‬
‫معه ويتم تسليمها ملؤسسة النقد العربي السعودية وقد طلبت وزارة الداخلية من وزارة‬
‫الخارجية التعميم على سفارات اململكة العربية السعودية بالخارج للتنبيه على كل من‬
‫يرغب القدوم للمملكة سواء للحج أو الزيارة أو العمل وهو يحمل عمالت أن يتأكد من‬
‫سالمتها من التزييف قبل قدومه حتى يجنب نفسه عناء التحقيق واملصادرة‪ ،‬ولضمان‬
‫تداول العمالت بالنقود السليمة فقط في اململكة العربية السعودية ولحماية مصالح‬
‫الجمهور بصورة مالئمة وحماية للنقود داخل اململكة العربية السعودية وخارجها ‪.‬‬

‫اختصاص ديوان املظالم بالحكم في قضايا تزييف النقود والعمالت ‪-:‬‬

‫املادة الثامنة ‪:‬‬

‫تقضي هذه املادة من نظام ديوان املظالم الجديد باختصاص ديوان املظالم بالفصل في‬
‫الدعاوى الجزائية املوجهة ضد املتهمين بارتكاب جرائم التزييف املنصوص عليها في املرسوم‬
‫امللكي (‪ )65‬والجرائم املنصوص عليها في نظام مباشرة األموال العامة الصادر باملرسوم‬
‫امللكي (‪ )66‬وكذلك الدعاوى الجزائية املوجهة ضد املتهمين بارتكاب الجرائم واملخالفات‬
‫املنصوص عليها في األنظمة إذا صدر أمر من رئيس مجلس الوزراء إلى الديوان بنظرها وقد‬
‫أصدر الديوان أحكامه في بعض القضايا التي عرضت عليه حيث قضى بمعاقبة املتهمين‬
‫ً‬
‫طبقا ألحكام املرسوم امللكي (‪ )67‬بعد توافر أركان جريمتي جلب عمله أجنبية متداولة‬
‫مقلدة وترويجها بعد ذلك في اململكة املنصوص عنهما واملعاقب بموجب نص املادتين األولى‬
‫والثانية من املرسوم امللكي (‪ )68‬من قيام املتهم بإحضار العملة املقلدة معه لدى قدومه إلى‬
‫اململكة مع علمه بأمر زيفها – فرنكات فرنسية – وإبدالها إلى رياالت سعودية من أكثر من‬
‫صراف أي أنه لم يعرض كل ما معه على صراف واحد حتى ال ينكشف أمر زيفها ومصادرة‬
‫ً‬
‫أوراق العملة األجنبية املقلدة املضبوطة محل الجريمة سالفة الذكر إعماال لنص املادة‬
‫الثالثة من املرسوم امللكي (‪ )69‬بمعاقبة املتهمين بتقليد عملة وطنية متداولة وجلبها‬
‫ً‬
‫وترويجها وبمصادرة األوراق املقلدة املضبوطة محل الجريمة إعماال لنص املادة الثالثة من‬
‫املرسوم امللكي‪. )70(.‬‬

‫اعتبار قرارات ديوان املظالم نهائية ‪-:‬‬

‫صدر قرار مجلس الوزراء (‪ )71‬بشأن قواعد املرافعات واإلجراءات أمام ديوان املظالم‬
‫ونصت املادة ‪ 37‬منها على أن يكون ملمثل االدعاء في الدعاوى الجزائية وللمحكوم عليه أن‬
‫يطلب تدقيق الحكم خالل املدة املحددة لطلب التدقيق املشار إليها في املادة ‪ 31‬من هذه‬
‫ً‬
‫القواعد ( ثالثين يوما من تاريخ تسليمه نسخة إعالم الحكم ) ويحيل رئيس الديوان أو من‬
‫ً‬
‫ينيبه الطلب مرفقا به ملف القضية إلى دائرة التدقيق لنظره والفصل فيه‪ ،‬فإذا لم يطلب‬
‫ً‬
‫تدقيق الحكم خالل تلك املدة فإن الحكم يكون في حقه نهائيا وواجب النفاذ ‪.‬‬
‫ً‬
‫إذا كان طلب التدقيق مرفوعا من ممثل االدعاء فيكون لدائرة التدقيق أن تؤيد الحكم أو‬
‫تلغيه أو تعدله على أنه إذا كان التعديل في غير صالح املتهم فيجب على الدائرة سماع‬
‫أقواله قبل التعديل‪،‬‬
‫ً‬
‫أما إذا كان طلب التدقيق مرفوعا من املحكوم عليه وحده فليس للدائرة إال أن تؤيد‬
‫ً‬
‫الحكم أو تعدله ملصلحته ونصت املادة ‪ 41‬للمحكوم عليه غيابيا أن يطلب من رئيس‬
‫ً‬
‫الديوان أو من ينيبه إعادة النظر في الحكم الصادر ضده خالل ثالثين يوما من تاريخ إبالغه‬
‫بالحكم ‪.‬‬

‫التظلم للمقام السامي من أحكام الديوان ‪-:‬‬

‫الحكم النهائي للديوان ال يحول دون إمكانية التظلم منها لولي األمر إذا كان الحكم يخالف‬
‫ً‬
‫قاعدة شرعية أو قواعد نظامية أو مبادئ مستقرة وهذا التظلم ليس قاصرا على هذه‬
‫األحكام بل هو داخل في الوالية العامة لولي األمر ولولي األمر إصدار التوجيهات السامية‬
‫بما يتبع نحوه قبول التظلم وإحالة القضية لدائرة أخرى أو جهة اختصاص أخرى مع‬
‫األمر بوقف تنفيذ الحكم املتظلم منه أو باستمرار تنفيذه أو برفضه أو عدم االعتداد به‬
‫سام بتوجيه محدد ‪.‬‬
‫وتقديم التظلم ال شأن له بنهائية أحكام الديوان إال بصدور أمر ٍ‬
‫خطر جرائم تزييف العمالت على االقتصاد الوطني ‪-:‬‬
‫ً‬
‫تعد ظاهرة تزييف العمالت من أخطر ظواهر العصر الحديث وأكثرها خطرا على‬
‫ً‬
‫االقتصاد الوطني ألي بلد توجد فيه‪ ،‬وتعد هذه الظاهرة إفرازا لتكنولوجيا التصوير‬
‫وآالته املختلفة الحديثة التي تشجع القائمين على هذه العملية وتساعدهم على صناعة عملة‬
‫ً‬
‫تكون قريبة جدا من عملة البلد الرسمي‪ ،‬وملعرفة أهم أضرار عمليات التزييف على‬
‫االقتصاد وكيفية القيام بها‪ ،‬ودور اململكة العربية السعودية تجاه ذلك ودور نظام‬
‫العقوبات والجرائم في مكافحة هذه الظاهرة واملتسببين فيها كان هذا التحقيق للوقوف‬
‫على أضرار عملية تزييف العملة وآثارها السلبية التي تنعكس على االقتصاد املحلي من‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وجهة وعلى الفرد سواء كان مواطنا عاديا أم مستثمرا من جهة أخرى ومن املعروف أن‬
‫ً‬
‫لكل بلد عملة رسمية خاصة به وهي متداولة رسميا في هذا البلد ووجودها بالتأكيد يلعب‬
‫ً ً‬ ‫ً ً‬
‫دورا هاما بل وكبيرا جدا في تسيير التبادل التجاري وتفعيل النشاط االقتصادي في هذا‬
‫البلد‪ ،‬لكن ما يحد من ذلك ويضع بعض العراقيل واملشاكل االقتصادية لهذا البلد هو‬
‫ً‬
‫اكتشاف أو وجود عملة مزورة في عملة هذا البلدة‪ ،‬أيضا أن وجود مثل هذه العملة له‬
‫ً‬
‫عدة دالئل سلبية تلقي بظاللها على سمعة البلد نفسه بل وتشوه صورته وتنقل مفهوما‬
‫ً‬
‫مغلوطا عنه‪ ،‬لدى أبنائه في الداخل أو حتى الشعوب األخرى على أنه مهزلة وفوضى وهي‬
‫بالتالي تؤثر على سمعة البلد التجارية وعلى املستثمرين القادمين إليه‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪:‬األضرار الناتجة عن جريمة التزييف ‪-:‬‬


‫ً‬
‫أن هناك أضرارا أخرى تخلفها آليات تزييف العمالت ومنها‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سواء في الداخل أم الخارج‪.‬‬ ‫‪ .1‬التأثير على سمعة البلد تجاريا وسياحيا وماليا‬

‫‪ .2‬زعزعة الثقة املتبادلة بين التجار من بائعين ومستثمرين وتحد من عملية التبادل‬
‫التجاري‪.‬‬

‫‪ .3‬تفقد ثقة البلد لدى املستثمرين القادمين إلقامة مشاريعهم على أرضه وبالتالي حرمان‬
‫البلد من مشاريع خدمية هامة كانت ستخفض من احتياجات األهالي لهذه املشاريع وتفيد‬
‫ً‬
‫سواء مستثمر أم بلد‪ ،‬وكذلك إفقاد العملة لهيبتها وقيمتها الشرائية‪.‬‬ ‫الطرفين‬

‫‪ .4‬إن وجود عمليات التزييف للعمالت هي مشكلة خطيرة بحد ذاتها إذا لم تأخذ الدولة في‬
‫بالدنا احتياطاتها القانونية وتمارس الرقابة املستمرة للحد والقضاء على هذه الظاهرة‬
‫وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية املختلفة‪.‬‬

‫أسباب تؤدي لذلك ‪:‬‬


‫ً‬
‫أن هناك أسبابا تساعد املزورين وهي تهاون الجهات املختصة في محاربة هذه الظاهرة التي‬
‫يجب عليها أن تضع قوانين صارمة ونافذة في حق هؤالء من ضمنها الرقابة املحكمة على‬
‫بعض الوافدين إلى البلد من الشباب العربي ألنهم من نقل هذه الحرفة املشينة إلى شبابنا‬
‫وإلى مجتمعنا ككل والدليل كما قال‪ :‬وجود أكثر من مجموعة «جروب» خاصة بعمليات‬
‫ً‬
‫التزييف تديرها عناصر عربية إلى جانب العناصر املحلية‪ ،‬وأيضا القائمين على القضاء‬
‫ً‬
‫والتشريع يبدون تعاطفهم مع هؤالء املزورين واألحرى أن يمارس القانون بعيدا عن‬
‫التهاون والتعاطف والتسامح لردع من تسول له نفسه املساس بالوطن وبعملته‪.‬‬

‫كيفية الحماية من جرائم التزييف ‪-:‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫تخصص الدول عادة جهازا مركزا ملحاكمة التزييف على املستوى املحلي ‪ ،‬واإلقليمي ‪،‬‬
‫ً‬
‫والدولي تبعا لجسامة هذه الجرائم واستفحالها وتأثيرها السلبي على املصلحة العامة‬
‫ومصالح األفراد وتكون أهم اختصاصاته ‪-:‬‬
‫‪ . 1‬تنسيق وتكثيف الجهود والرقابة الفعالة التي تستهدف منع وقوع هذه الجريمة وباألقل‬
‫ً‬
‫جعل ارتكابها محاطا بأشد األخطار ‪.‬‬

‫‪ .2‬العمل على القيام بفرض رقابة شديدة ومحكمة على محترفي التزييف فقد ثبت في‬
‫حاالت عديدة أن الواحد منهم ال يكاد يغادر السجن بعد قضاء املدة املحكوم بها عليه في‬
‫قضية من القضايا إال ويعاود احتراف التزييف من جديد ‪.‬‬

‫‪ .3‬فرض رقابة واعية على محال التصوير ومحال عمل األكليشيهات واألختام ودور‬
‫الطباعة تستهدف التعاون مع أصحابها والعاملين فيها لكسب ثقتهم واإلفادة منهم في فعل‬
‫من أفعال التزييف ‪.‬‬

‫‪ . 4‬االمتداد بجهود املكافحة من النطاق املحلي واإلقليمي أو النطاق الدولي ذلك في بعض‬
‫صور التزييف التي تتخطى حدود الدول‪.‬‬

‫مثال لبعض الجرائم في قضايا التزييف التي ضبطت باململكة العربية السعودية‬

‫شرطة الرياض ضبطت بحوزتهم ‪ 1100000‬ريال مزيفة‬

‫«‪ »3‬كمائن محكمة توقع بمزيفي العملة‬

‫أكثر من مليون ريال مزيفة عثر عليها مع املروجين‬

‫الرياض مناحي الشيباني‬

‫قبضت شرطة منطقة الرياض ممثلة في قوة املهمات والواجبات الخاصة ثالثة مقيمين‬
‫يمتهنون تزييف العملة ( فئة خمسمائة ريال) ضبط بحوزتهم مليون ومائة ألف ريال‬
‫مزيفة وكمية من حبوب الكبتاجون املخدر كشفت التحقيقات املبدئية فيما بعد أنهم‬
‫مطلوبون للجهات األمنية في عدة قضايا‪.‬‬
‫عملية القبض على املروجين الثالثة جاءت في ثالثة كمائن نفذتها قوة املهمات والواجبات‬
‫الخاصة في شرطة منطقة الرياض قبض فيها على الشخص األول ثم الثاني وفي الكمين‬
‫الثالث تم التوصل للممول الرئيسي للمروجين والذي عثر بحوزته على أكثر من نصف‬
‫مليون ريال ومائة وعشرين حبة كبتاجون مخدرة‪.‬‬

‫التحرك األمني للقبض على املزيفين الثالثة جاء في إطار الجهود التي تقوم بها شرطة‬
‫ً‬
‫منطقة الرياض في مكافحة ترويج العمالت املزيفة وامتدادا لجهودها السابقة في هذا‬
‫املجال؛ حيث تحركت قوة املهمات والواجبات الخاصة إلى مالحقة الثالثة املطلوبين في هذه‬
‫القضية بعد التأكد من تورطهم في امتهان تزييف العملة‪.‬‬

‫وعلى إثر ذلك تم رسم خطة بحث وتحر للتأكد من صحة هذه املعلومات‪ ،‬وبعد التيقن من‬
‫صحة املعلومات الواردة عن نشاطهم جرى إعداد كمين محكم ضبطوا فيه متلبسين‬
‫بالجرم املشهود وبحوزته مبلغ وقدره ثالثمائة ألف ريال مزيفة ذكر أنه حصل عليها من‬
‫شخص آخر من بني جلدته‪ ،‬قبض عليه بكمين أمني وبحوزته مبلغ مائتين وخمسين ألف‬
‫ريال مزيفة فئة خمسمائة ريال‪ ،‬ومن خالله تم كشف هوية املمول الرئيس الذي يقوم‬
‫بترويج العملة والذي تم القبض عليه هو اآلخر بكمين ثالث وبحوزته مبلغ مائتين وخمسين‬
‫ألف ريال مزيفة داخل درج السيارة‪ ،‬كما عثر بداخل السيارة على مبلغ ثالثمائة ألف ريال‬
‫مخبأة في مكان خفي‪ ،‬وكذلك كيس بداخله مائة وعشرون حبة كبتاجون مخدرة‪ .‬وقد تبين‬
‫أن الثالثة مطلوبين لعدة جهات أمنية في قضايا مختلفة‪ .‬جرى تسليمهم مع املضبوطات‬
‫ملركز شرطة املنار الستكمال اإلجراءات‪.‬‬

‫( جريدة الرياض العدد رقم ‪ 15559‬املوافق ‪ 25‬صفر ‪1432‬هـ – ‪ 29‬يناير ‪2011‬م )‬

‫الخـاتـمة‬
‫أخر ما أختم به بحثي هو التأكيد على درجة الخطورة في جريمة التزييف على االقتصاد‬
‫لهذا شدد املشرع السعودي على تسليط أقصى العقوبات على كل شخص يقوم بعملية‬
‫التزييف ‪.‬‬

‫حيث أن عملية التزييف بمعناها الواسع تشمل التقليد والتزييف والتزوير والترويج في كل‬
‫الوثائق املهمة كالعمالت ‪ ،‬واألوراق النقدية ‪ ،‬واملحررات الرسمية ‪ ،‬والسندات ‪ ،‬ومن اجل‬
‫مكافحة هذه الجريمة املنظمة سعت اململكة العربية السعودية على الكشف عن الطرق‬
‫واآلليات التي يستعملوها ووضع ضمانات يصعب على القائم بالتزييف القيام بعملية‬
‫التقليد والتزييف ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نأمل أن نكون قد وفقنا في هذا البحث ونتمنى أن يكون مرجعا مفيدا ‪.‬‬

‫املراجع‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬الكتب‪:‬‬

‫• عبدهللا بن سعود السراني (‪1431‬هـ)‪.‬مهارات التحقيق في جرائم تزييف العملة‪ -‬الرياض‪:‬‬


‫مطابع جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬اإلدارات واملؤسسة والقرارات واملجالت والجرائد واالنترنت‬

‫• نظام مكافحة جرائم التزييف الصادر باملرسوم امللكي رقم (‪ )12‬تاريخ ‪ 20‬رجب ‪ 1379‬هـ‬
‫اململكة العربية السعودية‪ :‬ديوان ورئاسة مجلس الوزراء‪.‬‬

‫• جرائم التزييف والتقليد للعمالت ( للمستشار‪ /‬مصطفى داود )‪.‬‬

‫• جرائم التزييف والعقوبات املنصوص عليها‪.‬‬

You might also like