Professional Documents
Culture Documents
المسؤلية الجنائية عن تقليد العملة الورقية
المسؤلية الجنائية عن تقليد العملة الورقية
إعداد الطالب
سهل العوفي
العام الجامعي
2022
-1
مقدمة:
انتشرت في اآلونة األخيرة وفي العديد من دول العالم جرائم التزييف بسبب التقدم
التكنولوجي في عمليات الطباعة ولسبب حلم الكثيرين بتحقيق املكسب السهل السريع
النتشالهم من الفقر والظروف االقتصادية التي جعلتهم ال يستطيعون تأمين قوت يومهم،
ونتيجة تطور وسائل الحضارة وتطور وسائل اإلجرام في العصر الحديث حيث أصبحت
هذه الوسائل تعتمد على تفكير وعقل املجرمين أكثر من قواهم الجسدية ,وهذا ما يبدو في
ً
جرائم التزييف التي تعتبر نتاجا لتقدم وسائل الحضارة * .حيث الحظ البـاحث -ذلك بحكم
عمله كضـابط في مكافحة هذه الجرائم في منطقة املدينة املنورة التي اعتادت على توافد
ً ً
الزوار واملعتمـرين والحجاج وباعتبارها سوقا خصبا لدى مجرمي تزييف العملة مستغلين
جهلهم بالعملة وعالماتها وما يتسبب في فقدهم ما يملـكون نتيجة النخداعهم بالعملة
املزيفة عند الصـرف ,وكـذلك ما أثبتـته الدراسات السابقة:
ً
وزادت جرائم التزييف-أيضا -نتيجة التنوع والتطور املستمر في وسائل وأساليب وطريق
ارتكابها ,ويتطلب هذا األمر االعتماد على الفكر والتفكير والتخطيط ,وهو ما يجعل لهذه
ً
الجريمة أشخاصا معينين ,فال هم مجرمون بالصدفة أو مندفعون فيرتكبون هذه الجرائم
ً ً
بالخطأ ,وغالبا ما يكن مرتكبوها جماعات منظمة يكون لكل فئة منهم تقاسم أدوارها بدءا
ً
من عمليات إنشاء أو تصنيع األدوات املستعملة بالتزييف إلى املواد الداخلة ومرورا
بترويجها وطرحها في األسواق .
هذا وإن الفقه الفرنسي :كان يعتبر جرائم تزييف العملة اعتداء على امللكية الخاصة ,لكنه
ما لبث أن اعتبرها تنال من الثقة العامة ألنها تمتد إلى أفراد ال حصر لهم وإلى أن تعم كافة
أفراد املجتمع ,ومن أجل ذلك كان من حق الدولة وحدها إصدار العمالت املتعلقة بها،
واملشرع السعودي كغيره اعتبر جرائم التزييف من قبيل الجرائم املخلة بالثقة العامة،
ومفهوم هذه الثقة التي يستودعها ويطمئن إليها األفراد بالعالمات واملظاهر واألشكال
املعينة التي تلجأ إليها السلطات لضمان سالمة العالقات العامة ,ومن هنا اعتبر التزييف
بشكل عام بأنه تعريض الثقة العامة للخطر عن طريق إيجاد مزيف ينخدع به الناس.
ويرى بعض الفقهاء إدخال التزييف في عداد الجرائم السياسية ,ويقررون بالعودة إلى
ضابط الجريمة للتفريق فيما بين هذه الجرائم ,وهذا الضابط يحكمه مذهبان هما -:
ً
املذهب الشخصي :الذي يأخذ باالعتبار الباعث على ارتكاب الجريمة ,فإذا ما كان سياسيا
ً
كانت الجريمة سياسية ,وبذلك إذا كان باعث املجرم على التزييف سياسيا ,اعتبرت هذه
الجريمة سياسية ,كما حصل في الحرب العاملية الثانية حينما نشر األملان في أسواق البالد
املعادية لهم الجنيهات اإلسترلينية والدوالرات األمريكية املزيفة بهدف تحطيم اقتصاديات
وسياسات هذه الدول .
واملذهب املوضوعي :وهو ما يأخذ بطبيعة املصلحة املعتدى عليها ,فالجريمة السياسية تنال
النظام السياسي للدولة في الداخل والخارج ,وهي تعتبر بطبيعتها جريمة سياسية بحته,
ويخرج من نطاقها جرائم التزييف .
وجريمة التزييف تتمتع ببعض الخصائص أهمها إنها من الجرائم املخلة بالثقة العامة ألنها
تقع على املحررات الذاتية وتتميز عن غيرها من الجرائم بالطرق والوسائل التي يتبعها
الجناة لتنفيذ جرائمهم.
إن التطور العلمي شمل جميع مجاالت الحياة ،ولعل الكتابة من أهم تلك املجاالت التي
تحفظ بها الحقوق بين األفراد والجماعات والدول ،وهي وسيلة التعامل والتفاهم بين
الشعوب .وال يخلو مجال من مجاالت الحياة من استخدام الكتابة والتعامل معها ،لذلك،
فإن أهميتها تزداد باستمرار ،ونجد املزورين واملزيفين يلجؤون إلى أحدث ما وصل إليه
العلم للعبث بمحتويات تلك الوثائق واملستندات ،وتغيير الحقيقة فيها والتعامل بها على أنها
صحيحة .
لذلك ال بد من العمل على كشف التزييف والتزوير بالوثائق واملستندات ،وتقديم الدليل
املادي وذلك باستخدام الوسائل العلمية الحديثة ،وخصص هذا البحث لدراسة (( ما
املقصود بتزييف العمالت أو النقود )) (،أساليب التزييف والتزوير ) و( طرق كشفها )،،
وطرق فحصها ومواد الكتابة وأدواتها من أقالم وأحبار وورق ،وآالت كاتبة وطابعة،
ووسائل الحماية لها .
التزييف أن تصدر ،من مصدر غير شرعي ،صورة طبق األصل لشيء ما خاصة النقود،
فسك النقود وطبعها ،هو مسؤولية الحكومات الوطنية .وقد ُع ِقدت ّ وذلك بهدف الغش.
املزيفين لعملة كل دولة منها .وتتخذ منظمة
االتفاقيات بين األقطار املختلفة ملعاقبة ِّ
البوليس الدولي (اإلنتربول) ً
جانبا ً
كبيرا من االهتمام في التحقيق حول املزيفين العامليين،
َّأم ا صناعة تقليد البضائع ذات املاركات املعروفة ،بما في ذلك املالبس وأجهزة الحاسوب
وقطع غيار السيارات املختلفة ،فتدعى تزييف العالمات التجارية أو االنتحال ،ويالقي
بعض املنتجين للمادة األصلية صعوبة في حفظ حقوق ملكيتهم الفكرية ،واملنتجات ّ
املزيفة
تكون عادة أدنى مستوى من املنتجات األصليةُ ،يخدع املستهلكون بهذه املنتجات حين
يشترونها وهم يحسبون أنهم إنما يشترون املنتجات األصلية وحكومات البلدان التي يحدث
فيها التزييف ً
غالبا ما تتخذ اإلجراءات الضرورية لتقضي عليه .وفشلها في اتخاذ هذه
ً ً اإلجراءات ،قد ّ
يدمر إمكانات نجاحها التجاري وكل من زيف أو قلد نقودا متداولة نظاما
في ،أو قام بجلب نقود متداولة مزيفة أو مقلدة أو أصدرها أو اشتغل بالتعامل بها أو
الترويج لها بأية وسيلة أو أي سبيل ،أو صنع أو اقتنى أو امتلك دون مسوغ كل أو بعض
آالت التزييف أو مواده أو وسائله أو أدواته بسوء نية .
تزييف النقود وتزوير األوراق املالية ،يعد جريمة من جرائم اإلفساد والفساد في األرض…
جريمة لها آثارها السلبية على األفراد واملجتمعات ،وتتعدد هذه اآلثار السلبية لهذه
فتدمر االقتصاد ،وتغرس الحقد
الجريمة بين آثار اقتصادية ،واجتماعية وسياسية؛ ِّ
والتباغض بين األفراد وتشجع على الجريمة… ومن هنا كان األخذ على يد هؤالء املجرمين
ًّ ً
ضروريا. أمرا
ُّ
التعرف على حقيقة املال وأقسامه ،والنقود وللحديث عن التزييف وآثاره ،فال ّبد من
وأنواعها… ثم البحث في مفهوم التزييف وطبيعة املصالح التي يجمعها تجريم التزييف…
والحديث ال بد أن يدور حول التزييف للنقود املعدنية ،والورقية ،واألوراق املالية (أسهم،
املزيف من غير َّ
املزيف منها ،ويأتي الحديث سندات ،شيكات) وصور ذلك ،وطرق معرفة َّ
عن اآلثار املترتبة على هذا التزييف فيكشف عن خباياه ،ووسائل الوقاية منه ،والعقوبة
عليه وعلى الترويج له ،وأن جلب املصلحة للناس ودرء املفسدة عنهم مناط بالشريعة
وشرعية القانون في محاربة التزييف وأهله ،إن تقليد العملة هو صناعة عملة على مثال
ً العملة الصحيحة ،فهو اصطناع عملة ّ
مزيفة تقليدا لعملة صحيحة ،أي مشابهة لها في
شكلها ووزنها وحجمها ،كصناعة قطعة معدنية تحمل النقوش والعبارات والرسوم ذاتها
التي تحملها القطع النقدية الصحيحة الرسمية املتداولة ،أو طباعتها على أوراق مماثلة ملا
تحمله العملة الورقية الصحيحة ،سواء جرى استخدام األساليب الفنية التقليدية أو
ً ّ
الحديثة ،بصرف النظر عما إذا كانت العملة املقلدة تماثل أو ال تماثل تماما العملة
الصحيحة من حيث نوع املعدن أو الورق أو من حيث الوزن أو الحجم أو القيمة .فالركن
ّ
املادي في جريمة تقليد النقد يتمثل في صناعة نقد غير صحيح يكون على مثال النقد
ً ً
الصحيح ،وال فرق في ما إذا كان التقليد متقنا أو قليل اإلتقان أو بدائيا ،ألن العبرة هي في
ً ّ
التشابه بين النقد الصحيح والنقد املقلد ،وأن يكون هذا التشابه كافيا النخداع املرء به .
ً ّ
ويشكل التقليد اغتصابا لسلطة الدولة في إصدار النقود واعتداء على مصلحتها املالية،
ّ
وتقوم جريمة التقليد حتى ولو كانت العملة املقلدة تحتوي على املقدار نفسه من املعدن
الذي تحتويه العملة الصحيحة ،وبصرف النظر عن وسيلة التقليد .
ً ً
ويجب أن يكون التقليد لعملة متداولة شرعا أو عرفا في الدولة أو في دولة أخرى ،وأن يقع
ّ ّ
التقليد بقصد ترويج العملة املقلدة ،أو أن يكون الفاعل قد اشترك بإصدار العملة املقلدة
أو بترويجها أو بإدخالها إلى البالد أو بالد أجنبية وهو على ّبينة من األمر ،وهذه الجريمة هي
تم الترويج أو لم يتم ،فاملهم توافر القصد اإلجرامي العامجريمة قائمة بذاتها ،سواء ّ
ّ
املتمث ل بعلم الجاني وإرادته في تقليد العملة ،وقصده الجرمي الخاص في ترويج هذه
ّ ً
مزورا عنصر خاص من عناصر جريمة تقليد العملة وركن من العملة ،فالعلم بكون النقد
ً
أركانها ،فال بد من إثباته ،وال يكفي القول بأن املتهم كان عاملا بالتقليد من دون إيراد أي
برهان أو دليل على ذلك .
أساليب التزييف اآلن أصبحت أسهل باستخدام التكنولوجيا الحديثة والتي هي تتطور كلما
تطورت أساليب مكافحتها مثل بعض الفيروسات التي تتكيف مع بعض األدوية بالنسبة
لتزييف العمالت املعدنية فقد استغنى املزيفون عن قوالب الصب وظهور عيوبه على
العملة وقناة الصب وقناة التهوية لقد انتشرت مكابس يدوية وأخيرا كهربائية خفيفة
الوزن ورخيصة الثمن يصهر املعدن ويعمل على شكل صفائح واملاكينة أو املكبس يقوم
بالتقطيع ووضع االصطنبه املتمثلة في العملة املقصودة بالتزوير .
كما أن املزيف بهذه الطريقة ال يقوم بتزييف أعداد كبيرة من العملة الورقية لصعوبة ذلك
وهو يقنع بعدد قليل يقوم بترويجه أثناء الليل ألناس بسطاء وسذج حتى ال يكتشف أمره
ً
وخداعه وأحيانا يقوم بدسها ضمن أوراق نقدية صحيحة وهذا النوع من التزييف من
ً ً
السهل جدا كشفه فاملزور بهذه الطريقة عادة ما يستخدم في عملية تزويره ورقا من النوع
ً ً
السميك الذي يختلف اختالفا كليا في سمكه وملمسه عن الورق املستعمل في أرواق النقد
الحقيقي.
حيث تستخدم طابعة الليزر وهو من أخطر أنواع التزوير وذلك لجودته العالية واملتقنة في
التزوير .
تزييف العمالت ،الذي يعتبر من أكبر املشاكل التي تواجه اقتصاديات الدول ملا له من آثار
ضارة علي االقتصاد و التنمية ،و بدأ تزييف العمالت ينتشر بكثرة بعد ظهور طابعات
الديجيتال الرقمية في العالم عام 93كأحدث أشكال الطباعة ،وعلي الفور استغلها مقلدو
العملة في عملهم ،واألصل فيها هو الحاسب اآللي باإلضافة لعمليات التقليد العادية
املستخدم فيها الحاسوب العادي ،حيث يستخدم املقلد ماسحا ضوئيا ويقوم بتصوير
العملة الورقية عليه ،ثم يتم إدخال هذه الصورة إلي الكمبيوتر ،وبعدها يستخدم برنامج
معالجة ألوان للعملة املقلدة ثم طباعتها علي أي نوع من أنواع الطابعات ،وتكشف أحدث
اإلحصائيات في أمريكا أن استخدام الكمبيوتر في تقليد العمالت والشيكات السياحية
واملستندات املهمة والسندات واألسهم أصبح األسلوب السائد حاليا في كل دول العالم.
ولطرح هذه املشكلة يجب .
أشار الخبراء االقتصاديين إلي أن قضية تزييف العمالت باتت ،واحدة من أهم مصادر
القلق االقتصادي لدي حكومات الدول والقائمين علي حماية االقتصاد القومي خاصة بعد
تطور أساليب التزييف في اآلونة األخيرة وضبط كميات ضخمة من العمالت املزيفة
بالكمبيوتر في املنطقة العربية ومنها ،ويشير” الخبير االقتصادي ” إيهاب إسمندر إلي أن
تزوير العملة من أكثر الجرائم خطورة علي املجتمع واالقتصاد ،وذلك لصلته الوثيقة
بالقطاع االقتصادي للدولة فهو يصنف تحت الجرائم االقتصادية ،واالهتمام بالجرائم
االقتصادية من أهم ما تعني به الدولة املتحضرة ،التزوير هو طرح كتلة نقدية خارجة عن
القوانين واألنظمة املصرفية ،وتؤدي إلي اضطرابات في تعامالت السوق ،وشعور املواطنين
َّ
بأن هناك عملة مزورة يؤدي إلي االتجاه من العملة املحلية إلي العملة األجنبية في حال كانت
املحلية مزورة .وبالتالي هذا يؤدي إلي انهيار العملة؛ فالنقد هو مرآة االقتصاد ،وانهياره
يؤدي إلي مشكالت لعمليات التداول لهذه النقود ،ويؤدي إلي مشكالت للعائالت الفقيرة
نتيجة التضخم الكبير.
فيما يري محمد عثمان ” خبير اقتصادي” أن تأثير العملة املزورة في أي دولة يكون أوال علي
مستوي االقتصاد إذ إن تأثير العملة املزورة يظهر إذا طبعت هذه العملة بكميات كبيرة
وطرحت في األسواق املحلية ،وبالتالي سيؤدي ذلك إلي وجود أوراق نقدية ليست لها قيمة،
أي أن هذه العملة هي عملة دون غطاء بالنسبة للعمالت األخرى والذهب مما يؤدي إلي
َّ
سيتسبب في فقدان ثقة املواطن بالعملة ، التضخم وهبوط قيمة العملة املحلية ،وذلك
جهود دولية ويضيف عثمان :إن الضرر األكبر لتزوير العملة يقع علي عاتق األفراد
ومؤسسات األعمال ،وذلك لعدم حصولهم علي تعويض مقابل األوراق النقدية املزورة
باإلضافة إلي تعرضهم للمساءلة نتيجة قبولهم بهذه العملة ،كما يؤدي تزوير العملة إلي
وتسرب الشكوك إلي أفراد املجتمع حول قبول أي أوراق نقدية ّ فقد الثقة في أنظمة الدفع
خالل العمليات النقدية ،و قد نظم املصرف املتحد مؤخرا دورة تدريبية متخصصة حول
أحدث التقنيات العاملية في مجال الكشف عن جريمة تزييف العمالت .
زيادة الجرائم وتشير التقارير إلي أن هناك زيادة مضطردة في جرائم تزييف النقود ،وهذا
يظهر بشكل ملحوظ في تزايد عدد القضايا التي يتم اكتشافها في األعوام األخيرة ،وهذا
يؤكد أهمية وخطورة هذه الجريمة وآثارها في االقتصاد القومي ،وتبذل اإلدارات العامة
للمباحث على مستوى الوطن العربي مجهودات كبيرة لضبط العصابات املتخصصة في
تقليد وترويج العمالت النقدية من فئات متعددة باستخدام أجهزة الكمبيوتر وقامت عن
طريق هذه الحمالت بضبط كميات كبيرة من األوراق املالية املقلدة وطابعات ألوان حديثة
وكميات كبيرة من أسطوانات الليزر التي تبين ـ بفحصها فنيا ،احتواؤها علي صور لوجه
وظهر العمالت الورقية وأدوات مستخدمة في عمليات تزوير العملة ،اكتشاف التزوير
ويؤكد الخبراء أنه يمكن للمواطن العادي اكتشاف العمالت املزورة بسهولة ،وهناك أكثر
من طريقة منها:
أن األحبار املستخدمة في الطابعات النافثة للحبر املستخدمة في التزوير أغلبها يذوب في
املاء ،وإذا كانت اليد عرقانة يذوب فيها الحبر أو يمكن اختبار العملة بنقطة ماء ،أما
األحبار املستخدمة في العملة الصحيحة فثابتة وال تذوب في املاء أو في غيره ،ثم هناك
طباعة أنتاليو املستخدمة في العملة الصحيحة ،التي تمتاز بأنها تترك انبعاجا علي الورقة
يمكن ملسه باألصبع ،ويدل عليها وال نجده في الجنيهات املقلدة ،وهذا االنبعاج نجده في
أماكن كتابة الكلمات الثابتة على العملة املزيفة حسب قيمتها ،فهذه األماكن تكون منبعجة
وبارزة ويمكن أن يلمسها املواطن العادي ،ثم شريط العالمة املائية ،فاملقلد قلما يحاول
تقليد شريط العالمة املائية واملقلد ممكن أال يضع الشريط أو يضعه سطحيا علي سطح
الورقة ،وإذا وضعه في مكانه سنكتشف بسهولة أنه ليس له خواص العملة الصحيحة
وذلك بمجرد النظر ،فالعالمة الصحيحة جزء ال يتجزأ من كيان الورقة ،ويتم إنتاجه مع
الورقة أثناء صناعتها ،فعندما تكون نسبة املياه داخل ألياف الورقة % 98أثناء الصناعة
ومازالت الورقة عبارة عن عجينة أو مستحلب من األلياف واملاء تتم إضافة العالمة
املائية ،وتكون العالمة عبارة عن تغيير في توزيع األلياف ونجد أن مناطق منها تكون معتمة
ومناطق أخري مضيئة ومناطق ثالثة في املرحلة الوسط ، ،ويمكن مالحظة أي تقليد هنا
ألن هذه خواص بصرية مرتبطة بالعين ،فالعالمة املائية املقلدة يكون لها بعدان فقط
أفقي ورأسي وتكون خالية من التفاصيل وبدون أي تدرجات لونية ،وهناك أيضا من
الشرائط لضمان عدم تزييف العملة حديث اإلصدار ،الشريط األول يمر بعرض الورقة
ونراه في الضوء النافذ ،والثاني يكون مطمورا داخل ألياف الورقة وال يري بالعين املجردة،
والشريط األول يسمي الشريط املغزلي ولونه فضي ويعطي صورة هولوجرامية ثالثية
األبعاد ،وفي الضوء يعطي ألوان قوس قزح ،وهذان الشريطان من أهم أساليب كشف
العملة املقلدة ،أما الشريط املطمور فيكتب عليه فئة العملة هل هي 10أو 20أو 100أو
200او 500؟ و هناك طريقتان أخريان يمكن استخدامهما لكشف العملة املقلدة :
األولى :أنه في أحيان كثيرة من يقلد العملة يكتب علي كل األوراق املقلدة رقما واحدا
مكررا ،وال يكتب أرقاما متسلسلة كما في العملة الصحيحة ،ولهذا إذا وجدنا عمالت لها
الرقم ذاته نعرف أنها مقلدة ،هذا باإلضافة إلي بهتان األلوان الشائع في العمالت املقلدة
حتى لو كانت جديدة فهو يختلف عن األلوان الزاهية في العملة الصحيحة حتى لو كانت
قديمة.
والثانية :أنه يمكن من خالل ملمس الورقة كشف تقليدها ،وامللمس تعبير عن االنطباع
املتولد في ذهن اإلنسان عن العملة التي بتداولها كالطفل الوليد عندما يضع يده علي وجه
أمه فيعرف فورا أنها أمه ،فامللمس انطباع وليس إدراكا يمكن تفسيره بطرق هندسية أو
رياضية أو بأي وسيلة مفهومة ،ويأتي اإلحساس به نتيجة تداول العملة الصحيحة ،ونشعر
باختالله عندما نلمس العملة املقلدة ،فالعملة الصحيحة بها تضاريس ناتجة عن طباعتها
وهناك سالسة في األماكن الخالية من حبر األنتاليو ،أما العملة املقلدة فملمسها خشن
وهذا مصدره أن الورق املستعمل في تقليدها ليس مأخوذا من الورق املستخدم في العملة
الصحيحة ،لهذا يكون امللمس غير دقيق وال يوجد تماسك في الورقة املقلدة ،أما الورقة
الصحيحة فتكون متماسكة حتى وهي قديمة ،أجهزة حديثة ويستخدم الطب الشرعي
ً
بالبلدان العربية حاليا أحدث األجهزة من أشعة سينية وغيرها ،لكشف التزوير
وميكروسكوب يكبر حتى 400مرة ،وغيرها من أحدث أجهزة كشف التزوير والتصوير،
كما تعتمد في عملها علي الخبرة أوال لكشف الجريمة ،وعملية فحص العملة املزورة أو
املقلدة ال تستغرق وقتا طويال ،ويتم إعدام النقود املزورة بواسطة لجنة من وزارة
الداخلية ومطبعة البنكنوت ومؤسسة النقد العربي ،لكن بعد الحكم النهائي البات في
قضايا التزوير ،ألن هذه العمالت تكون دليال علي جريمة التزوير وتحتفظ بها السلطات
باعتبارها الدليل علي الجريمة الذي تقدمه للمحكمة ،أما عن عقوبة تزوير العملة في
القانون املصري فيقول د .أحمد صبحي العطار” أستاذ القانون الجنائي ووكيل كلية
الحقوق بجامعة عين شمس”:
إن املشرع جرم وعاقب في نص املادة 202وما بعدها تزوير وتزييف وتقليد العمالت
الورقية واملعدنية املتداولة قانونا في مصر وقد اعتبر املشرع تزوير العمالت من الجنايات
وليس الجنح ،وسبب ذلك أن العملة عصب االقتصاد وأساسه كما أن الضرر في التزوير ال
يلحق بفرد واحد بل باملجتمع كله ،وإذا وقعت الجريمة فإنه ال أهمية للوسيلة التي
استعملها الجاني فقد تكون وسيلة بدائية وقد تكون متطورة ،ويضيف إن جريمة تزوير
العمالت املصرية يعاقب عليها القانون سواء تم هذا التزوير داخل مصر أم خارجها حتى لو
ارتكب هذا التزوير أشخاص غير مصريين ،ويوضح أنه إذا كان تزوير العملة واضحا ،أي
أنه ال ينطلي وال ينخدع به أي شخص ،فإنه ال عقاب النتفاء الضرر ،فمثال لو أن شخصا
قلد ورقة من فئة املائة جنيه ولكنها بحجم أكبر من الحجم املعتاد عشر مرات بحيث إن
الشخص العادي ال يمكن أن ينخدع بهذا التزوير فإن ذلك ال عقاب عليه .وأن الشرط
الالزم الستحقاق العقاب أن يكون هناك تداول للعملة ،ويقصد به أن يكون قد صدر
قانون يفرض العملة ويجعل لها قوة إبراء في املعامالت املالية بين األفراد ،أما العقوبة التي
يفرضها القانون علي املزور فهي األشغال الشاقة املؤبدة ،والتي عدلت للسجن املشدد،
ويكون هناك تشديد في العقوبة إذا ترتب علي التزوير زعزعة األمن أو اإلضرار باالقتصاد
القومي وذلك بسبب ضخامة كمية العملة التي جري تزويرها ،ويوضح أن املشرع عني
بتخفيف العقاب علي من تلقي هذه العملة وتداولها إلي جنحة ألنه يكون جانيا و مجنيا
عليه في آن واحد .
املطلب األول :ماهية جرائم التزييف والتقليد والترويج النقدي وتأثيرها -:
النقود هي وسيلة أو وسيط للتبادل ،ومقياس لقيم السلع والخدمات ،ومستودع للقيمة،
ومعيار للمدفوعات اآلجلة .وقبل ظهور النقود كان يتم تبادل السلع والخدمات بسلع
وخدمات أخرى ،وهو ما يعرف بنظام املقايضة ،لكن املقايضة عجزت عن مواكبة
ً
مستلزمات التقدم االقتصادي للوفاء باالحتياجات املطلوبة ،نظرا إلى عدم وجود مقياس
مشترك للقيم ،وعدم قابلية بعض السلع والخدمات للتجزئة وصعوبة تخزين بعضها ،ثم
ظهرت النقود املعدنية وهي تقوم على استعمال عدة معادن مثل البرونز والفضة والذهب
ّ
وغيرها ،التي تمثل قيمة معينة إلتمام عمليات البيع والشراء وسوى ذلك ،وظهرت بعدها
ّ
النقود الورقية التي كانت تمثل كمية من النقود املعدنية ،وهي ذات قيمة ثابتة ،تحمل
ّ ً
وتتمتع بالثقة ألنها أرقاما صحيحة ،وصالحة لالنتقال من يد إلى يد من دون صعوبة،
ً ّ
وتطور النقد وصوال إلى صادرة عن الدولة أو عن مصرف مشهور ومعروف من الجميع،
ُ
النقود اإللكترونية وهي عبارة عن نقود غير ملموسة تأخذ صورة وحدات إلكترونية تخزن
ً
في مكان آمن جدا ( )Hard Diskلجهاز الكمبيوتر الخاص بالعميل الذي يستخدمها في إتمام
عمليات البيع والشراء والتحويل وغير ذلك من العمليات املالية.
ّ
حد سواء ،وهو ما أكدته
تشمل الحماية الجنائية العملة الوطنية والعملة األجنبية على ٍ
اتفاقية جينيف (العام ،)1929التي دعت إلى التمييز بين العملة الوطنية والعملة األجنبية
في هذا املجال.
ويعتبر تزييف النقود والعمالت بطرق الطباعة بكليشيهات مصطنعة من أخطر طرق
التزييف ،بسبب اعتماد صك العمالت الصحيحة على أسلوب الطباعة أيضا ً .
وبذلك يكون التزييف قد اقترب من املستوى العالمي لإلتقان الذي يمكن به خداع
ً الشخص العادي وقبول األوراق ّ
املزيفة على أساس أنها صحيحة ،فضال عن إمكان طباعة
كميات كبيرة من العمالت ّ
املزيفة.
ً
وقوع جرائم التزييف على العمالت األكثر قبوال -:
يعتبر نشاط تزييف الدوالرات األميركية من املصادر الجرمية املتاحة للحصول على
مداخيل غير مشروعة ،بواسطة عصابات دولية تتولى الطبع والتزييف والترويج ،في دول
متعددة في مختلف أنحاء العالم ،وذلك على الرغم من حرص الدولة على تضمين عملتها
الصحيحة في مراحل صنعها ،عناصر أمن فنية ،متعددة األلوان ،وكان الدوالر األميركي
ً
يعتبر من العمالت التي يتم تزييفها على املستوى الدولي ،نظرا إلى عدم توافر اإلجراءات
الفعالة التي تواجه عملية تقليده حيث ّ
يتكون الدوالر من لونين فقط هما اللون األمنية ّ
األبيض واللون األخضر ،وال يوجد تداخل بينهما في أي مكان من الورقة املالية ،باإلضافة
ً
إلى أن الدوالر األميركي يعتبر أكثر العمالت قبوال في دول العالم كافة ،باعتباره عملة عاملية
ً
قابلة للتحويل ومقبولة من األفراد والبنوك واملشروعات في جميع دول العالم حاليا،
وذلك بسبب قوة االقتصاد األميركي والعملة األميركية .
ً
وتصدر الواليات املتحدة األميركية سنويا ما يزيد على أربعمائة مليار دوالر أميركي ،منها
٪23فقط يتداول بها داخل الواليات املتحدة ،أما الـ ٪77الباقية فيتم طرحها للتداول
خارج هذه الواليات ،وقد بلغت قيمة الدوالرات ّ
املزيفة املضبوطة العام 1990ما يوازي
111.2مليون دوالر .وهذا ما دفع وزارة املال األميركية إلى اتخاذ بعض اإلجراءات الجديدة
املزيف عن طريق وضع سلك من البالستر مدمج للحد من سهولة عملية طباعة النقد ّ
داخل نسيج الورقة على يسار ختم االحتياطي الفيدرالي األميركي ،وقد طبع على السلك
باختصار أسم الواليات املتحدة األميركية باللغة اإلنكليزية ( )U.S.Aمع كتابة قيمة الورقة
50أو 100بجانب هذه الحروف في نسق عمودي مبتكر وغير قابل للتصوير بواسطة
يتحول إلى تزوير الشيكات والسنداتماكينات النسخ امللونة .وقد بدأ تزييف العملة ّ
ً واألوراق املالية األخرى ،حيث ّ
وجه اإلنتربول الدولي تحذيرا إلى دول الخليج من انتشار
ّ
التوصل إلى آلة ابتكار إلكترونية بالغة الدقة مبرمجة سندات ّ
مزورة .واستطاعت اليابان
على رفض طباعة األوراق النقدية والسندات واألسهم والشيكات املالية ،وهو ما ّ
يصعب
عملية تزييف العملة بصفة عامة .
ّ
تمكنت من إدخال أربعة مليارات دوالر أميركي ّ
مزورة. يذكر أن املافيا الروسية
ّ
الستخدامها في السيطرة على املمتلكات والشركات في إسرائيل والتسلل من أجل التأثير على
ً
الحياة السياسية فيها ،وذلك وفقا لتصريحات وزير األمن اإلسرائيلي السابق (موشيه
ً
شاحاك) ،وقد أعلن رئيس لجنة الشؤون املصرفية في الكونغرس األميركي أن مسئوال
بالشرطة السرية األميركية أعرب عن اعتقاده بأن الكميات الضخمة من الدوالرات ّ
املزيفة
تستخدم في دعم اإلرهاب في مختلف أنحاء العالم.
مزيفة أو ّ ّ
مقلدة أو ّ
مزورة بعد العلم بعيبها -: جنحة ترويج عملة
مزيفة أو ّ ّ
مقلدة أو ّ
مزورة عن حسن نية ،أي من دون أن يكون قد يحصل املرء على عملة
ً
عاملا بعدم صحتها ،أكتسبها على أنها عملة صحيحة كثمن مبيع أو أجرة أو هبة ،فال يتوافر
لديه القصد الجرمي وال تتوافر لديه أركان هذه الجرائم وال يعاقب عليها ،إال أنه إذا أقدم،
بعد علمه بهذا التقليد أو التزييف أو التزوير في العملة أو النقود ،على ترويجها فيكون قد
مقلدة أو ّّ ارتكب بذلك جرم ترويج عملة ّ
مزورة . مزيفة أو
قد تعمد الدولة إلى إبطال عملة معينة أو سحبها من التداول وحظر التعامل بها ،وهذا حق
من الحقوق العائدة إلى الدولة التي تملك الحق في إسباغ قوة التداول القانوني للعمالت
ً
والنقود وتملك أيضا الحق في تجريدها من تلك القوة ومنع التعامل بها .
جرائم صناعة آالت أو أدوات لتقليد أو تزييف العملة أو الحصول عليها أو اقتنائها -:
لم يكتف املشرع في املعاقبة على جرائم التقليد والتزييف والتزوير الواقعة على النقود
ً
والعمالت ،بل عاقب أيضا على اآلالت واألدوات املعدة الرتكاب هذه الجرائم أو الحصول
عليها أو اقتنائها أو حيازتها ،وذلك بقصد مكافحة هذه الجرائم في مهدها .بأمرها عوقب
بالحبس.
ال ِنظام الجزائي الخاص بتزييف وتقليد النقود باململكة العربية السعودية
ضمان تداول العمالت والنقود السليمة فقط في اململكة العربية السعودية ،ولحماية
مصالح الجمهور – بصورة مالئمة ،وحماية النقد في داخل اململكة وخارجها ،وبعد االطالع
نظام مجلس الوزراءً ، َ
وبناء على قرار مجلس الوزراء رقم 104في على املادتين 19و 20من
7/7/79هـ .
ً
وبناء على ما عرضه علينا رئيس مجلس الوزراء ،رسمنا بما هو آت .
كل من صنع أو حاز بقصد البيع ألغراض ثقافية أو صناعية أو تجارية قطعا معدنية أو
َ ً ً
أوراقا مشابهة في مظهرها للعملة املتداولة نظاما في اململكة العربية السعودية كان من شأن
هذه املشابهة إيقاع الجمهور في الغلط ،يعاقب بالسجن ملدة ال تزيد عن سنة واحدة
وبغرامة ال تتجاوز ألفي ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين .
كل من قبل بحسن نية عملة مقلدة أو مزيفة ثم تعامل بها بعد علمه بعيبها ،يعاقب
بالسجن ملدة ال تتجاوز سنة وبغرامة ال تتجاوز ألفي ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين .
يعاقب على الشروع في أية جريمة من الجرائم املنصوص عليها في هذا ال ِنظام بعقوبة
تعادل نصف العقوبة املقررة للجريمة التامة.
تحجز وتصادر جميع النقود املزيفة أو املقلدة وتسلم إلى مؤسسة النقد العربي السعودي
وال يدفع مقابل لها أي تعويض عنها بأية حال من األحوال .
(عدلت هذه املادة بموجب املرسوم امللكي الكريم رقم ( )53تاريخ 5/11/1382هـ .أنظر
املادة الثالثة من املرسوم) .
يجوز للحكومة ولكل من أصابه ضرر بسبب الجرائم املنصوص عليها في هذا ال ِنظام أن
يطالب املحكوم عليه بتعويضه عما لحقه من ضرر مادي أو معنوي .
على رئيس مجلس الوزراء ووزير املالية واالقتصاد الوطني ووزير الداخلية تنفيذ هذا
ال ِنظام كل منهم فيما يخصه.
تعديل املادة الحادية عشرة ،وتقرير عقوبة تزييف العملة املتداولة :
تضمن املرسـوم امللكي رقم م 53 /في 5/11/1382هـً ،
بناء على قرار مجلس الوزراء رقم
550في 3/11/1382هـ ،النص التالي:
يستبدل بنص املادة الحادية عشرة من املرسوم الصادر برقم 12وتاريخ 20/7/1379هـ،
النص اآلتي:
( تضبط وتصادر جميع النقود املزيفة واملقلدة وكافة األدوات واملواد املستعملة في
الجريمة ،أو املتحصلة عنها وتسلم إلى مؤسسة النقد العربي السعودي وال يدفع مقابلها أي
تعويض عنها بأية حال من األحوال ) “.
صدر املرسوم امللكي رقم م 38/وتاريخ 23/10/1426هـ ً
بناء على قرار مجلس الوزراء رقم
235وتاريخ 20/10/1421هـ بتعديل
املادة الثانية من النظام كما هو موجود بالنص اآلن والتي كانت تنص على اآلتي-:
َ ً ً
كل من زيف أو قلد نقودا متداولة نظاما باململكة العربية السعودية أو خارجها أو قام
بجلب نقود متداولة تكون مزيفة أو مقلدة أو أصدرها ،أو اشتغل بالتعامل بها أو الترويج
لها بأية وسيلة أو أي سبيل ،أو صنع أو اقتنى أو امتلك بدون مسوغ كل أو بعض آالت
وأدوات ومواد ووسائل التزييف بسوء نية ،يعاقب بالسجن مع األشغال الشاقة ملدة تتراوح
بين خمس سنوات وخمس عشرة سنة مع غرامة ال تقل عن ثالثين ألف ريال وال تتجاوز
ً
مائة ألف ريال وقد أنشأ األمن العام مكتبا يختص بمكافحة جرائم التزييف وفي قضايا
تزييف العمالت عممت الوزارة بأنه في حالة ثبوت سوء نية القادم إلى اململكة وبحوزته
نقود مزيفة أو مقلدة ويقوم بترويجها مع علمه بتزييفها يحال إلى هيئة التحقيق بديوان
ً
املظالم للتحقيق معه تمهيدا ملحاكمته إما في حالة تبين حسن نيته وكان بحوزته نقود
مزيفة أو مقلدة وهو ال يعرف حقيقتها فيخلى سبيله ،ويكتفي بمصادرة العمالت املضبوطة
معه ويتم تسليمها ملؤسسة النقد العربي السعودية وقد طلبت وزارة الداخلية من وزارة
الخارجية التعميم على سفارات اململكة العربية السعودية بالخارج للتنبيه على كل من
يرغب القدوم للمملكة سواء للحج أو الزيارة أو العمل وهو يحمل عمالت أن يتأكد من
سالمتها من التزييف قبل قدومه حتى يجنب نفسه عناء التحقيق واملصادرة ،ولضمان
تداول العمالت بالنقود السليمة فقط في اململكة العربية السعودية ولحماية مصالح
الجمهور بصورة مالئمة وحماية للنقود داخل اململكة العربية السعودية وخارجها .
تقضي هذه املادة من نظام ديوان املظالم الجديد باختصاص ديوان املظالم بالفصل في
الدعاوى الجزائية املوجهة ضد املتهمين بارتكاب جرائم التزييف املنصوص عليها في املرسوم
امللكي ( )65والجرائم املنصوص عليها في نظام مباشرة األموال العامة الصادر باملرسوم
امللكي ( )66وكذلك الدعاوى الجزائية املوجهة ضد املتهمين بارتكاب الجرائم واملخالفات
املنصوص عليها في األنظمة إذا صدر أمر من رئيس مجلس الوزراء إلى الديوان بنظرها وقد
أصدر الديوان أحكامه في بعض القضايا التي عرضت عليه حيث قضى بمعاقبة املتهمين
ً
طبقا ألحكام املرسوم امللكي ( )67بعد توافر أركان جريمتي جلب عمله أجنبية متداولة
مقلدة وترويجها بعد ذلك في اململكة املنصوص عنهما واملعاقب بموجب نص املادتين األولى
والثانية من املرسوم امللكي ( )68من قيام املتهم بإحضار العملة املقلدة معه لدى قدومه إلى
اململكة مع علمه بأمر زيفها – فرنكات فرنسية – وإبدالها إلى رياالت سعودية من أكثر من
صراف أي أنه لم يعرض كل ما معه على صراف واحد حتى ال ينكشف أمر زيفها ومصادرة
ً
أوراق العملة األجنبية املقلدة املضبوطة محل الجريمة سالفة الذكر إعماال لنص املادة
الثالثة من املرسوم امللكي ( )69بمعاقبة املتهمين بتقليد عملة وطنية متداولة وجلبها
ً
وترويجها وبمصادرة األوراق املقلدة املضبوطة محل الجريمة إعماال لنص املادة الثالثة من
املرسوم امللكي. )70(.
صدر قرار مجلس الوزراء ( )71بشأن قواعد املرافعات واإلجراءات أمام ديوان املظالم
ونصت املادة 37منها على أن يكون ملمثل االدعاء في الدعاوى الجزائية وللمحكوم عليه أن
يطلب تدقيق الحكم خالل املدة املحددة لطلب التدقيق املشار إليها في املادة 31من هذه
ً
القواعد ( ثالثين يوما من تاريخ تسليمه نسخة إعالم الحكم ) ويحيل رئيس الديوان أو من
ً
ينيبه الطلب مرفقا به ملف القضية إلى دائرة التدقيق لنظره والفصل فيه ،فإذا لم يطلب
ً
تدقيق الحكم خالل تلك املدة فإن الحكم يكون في حقه نهائيا وواجب النفاذ .
ً
إذا كان طلب التدقيق مرفوعا من ممثل االدعاء فيكون لدائرة التدقيق أن تؤيد الحكم أو
تلغيه أو تعدله على أنه إذا كان التعديل في غير صالح املتهم فيجب على الدائرة سماع
أقواله قبل التعديل،
ً
أما إذا كان طلب التدقيق مرفوعا من املحكوم عليه وحده فليس للدائرة إال أن تؤيد
ً
الحكم أو تعدله ملصلحته ونصت املادة 41للمحكوم عليه غيابيا أن يطلب من رئيس
ً
الديوان أو من ينيبه إعادة النظر في الحكم الصادر ضده خالل ثالثين يوما من تاريخ إبالغه
بالحكم .
الحكم النهائي للديوان ال يحول دون إمكانية التظلم منها لولي األمر إذا كان الحكم يخالف
ً
قاعدة شرعية أو قواعد نظامية أو مبادئ مستقرة وهذا التظلم ليس قاصرا على هذه
األحكام بل هو داخل في الوالية العامة لولي األمر ولولي األمر إصدار التوجيهات السامية
بما يتبع نحوه قبول التظلم وإحالة القضية لدائرة أخرى أو جهة اختصاص أخرى مع
األمر بوقف تنفيذ الحكم املتظلم منه أو باستمرار تنفيذه أو برفضه أو عدم االعتداد به
سام بتوجيه محدد .
وتقديم التظلم ال شأن له بنهائية أحكام الديوان إال بصدور أمر ٍ
خطر جرائم تزييف العمالت على االقتصاد الوطني -:
ً
تعد ظاهرة تزييف العمالت من أخطر ظواهر العصر الحديث وأكثرها خطرا على
ً
االقتصاد الوطني ألي بلد توجد فيه ،وتعد هذه الظاهرة إفرازا لتكنولوجيا التصوير
وآالته املختلفة الحديثة التي تشجع القائمين على هذه العملية وتساعدهم على صناعة عملة
ً
تكون قريبة جدا من عملة البلد الرسمي ،وملعرفة أهم أضرار عمليات التزييف على
االقتصاد وكيفية القيام بها ،ودور اململكة العربية السعودية تجاه ذلك ودور نظام
العقوبات والجرائم في مكافحة هذه الظاهرة واملتسببين فيها كان هذا التحقيق للوقوف
على أضرار عملية تزييف العملة وآثارها السلبية التي تنعكس على االقتصاد املحلي من
ً ً ً
وجهة وعلى الفرد سواء كان مواطنا عاديا أم مستثمرا من جهة أخرى ومن املعروف أن
ً
لكل بلد عملة رسمية خاصة به وهي متداولة رسميا في هذا البلد ووجودها بالتأكيد يلعب
ً ً ً ً
دورا هاما بل وكبيرا جدا في تسيير التبادل التجاري وتفعيل النشاط االقتصادي في هذا
البلد ،لكن ما يحد من ذلك ويضع بعض العراقيل واملشاكل االقتصادية لهذا البلد هو
ً
اكتشاف أو وجود عملة مزورة في عملة هذا البلدة ،أيضا أن وجود مثل هذه العملة له
ً
عدة دالئل سلبية تلقي بظاللها على سمعة البلد نفسه بل وتشوه صورته وتنقل مفهوما
ً
مغلوطا عنه ،لدى أبنائه في الداخل أو حتى الشعوب األخرى على أنه مهزلة وفوضى وهي
بالتالي تؤثر على سمعة البلد التجارية وعلى املستثمرين القادمين إليه.
.2زعزعة الثقة املتبادلة بين التجار من بائعين ومستثمرين وتحد من عملية التبادل
التجاري.
.3تفقد ثقة البلد لدى املستثمرين القادمين إلقامة مشاريعهم على أرضه وبالتالي حرمان
البلد من مشاريع خدمية هامة كانت ستخفض من احتياجات األهالي لهذه املشاريع وتفيد
ً
سواء مستثمر أم بلد ،وكذلك إفقاد العملة لهيبتها وقيمتها الشرائية. الطرفين
.4إن وجود عمليات التزييف للعمالت هي مشكلة خطيرة بحد ذاتها إذا لم تأخذ الدولة في
بالدنا احتياطاتها القانونية وتمارس الرقابة املستمرة للحد والقضاء على هذه الظاهرة
وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية وأجهزتها األمنية املختلفة.
.2العمل على القيام بفرض رقابة شديدة ومحكمة على محترفي التزييف فقد ثبت في
حاالت عديدة أن الواحد منهم ال يكاد يغادر السجن بعد قضاء املدة املحكوم بها عليه في
قضية من القضايا إال ويعاود احتراف التزييف من جديد .
.3فرض رقابة واعية على محال التصوير ومحال عمل األكليشيهات واألختام ودور
الطباعة تستهدف التعاون مع أصحابها والعاملين فيها لكسب ثقتهم واإلفادة منهم في فعل
من أفعال التزييف .
. 4االمتداد بجهود املكافحة من النطاق املحلي واإلقليمي أو النطاق الدولي ذلك في بعض
صور التزييف التي تتخطى حدود الدول.
مثال لبعض الجرائم في قضايا التزييف التي ضبطت باململكة العربية السعودية
قبضت شرطة منطقة الرياض ممثلة في قوة املهمات والواجبات الخاصة ثالثة مقيمين
يمتهنون تزييف العملة ( فئة خمسمائة ريال) ضبط بحوزتهم مليون ومائة ألف ريال
مزيفة وكمية من حبوب الكبتاجون املخدر كشفت التحقيقات املبدئية فيما بعد أنهم
مطلوبون للجهات األمنية في عدة قضايا.
عملية القبض على املروجين الثالثة جاءت في ثالثة كمائن نفذتها قوة املهمات والواجبات
الخاصة في شرطة منطقة الرياض قبض فيها على الشخص األول ثم الثاني وفي الكمين
الثالث تم التوصل للممول الرئيسي للمروجين والذي عثر بحوزته على أكثر من نصف
مليون ريال ومائة وعشرين حبة كبتاجون مخدرة.
التحرك األمني للقبض على املزيفين الثالثة جاء في إطار الجهود التي تقوم بها شرطة
ً
منطقة الرياض في مكافحة ترويج العمالت املزيفة وامتدادا لجهودها السابقة في هذا
املجال؛ حيث تحركت قوة املهمات والواجبات الخاصة إلى مالحقة الثالثة املطلوبين في هذه
القضية بعد التأكد من تورطهم في امتهان تزييف العملة.
وعلى إثر ذلك تم رسم خطة بحث وتحر للتأكد من صحة هذه املعلومات ،وبعد التيقن من
صحة املعلومات الواردة عن نشاطهم جرى إعداد كمين محكم ضبطوا فيه متلبسين
بالجرم املشهود وبحوزته مبلغ وقدره ثالثمائة ألف ريال مزيفة ذكر أنه حصل عليها من
شخص آخر من بني جلدته ،قبض عليه بكمين أمني وبحوزته مبلغ مائتين وخمسين ألف
ريال مزيفة فئة خمسمائة ريال ،ومن خالله تم كشف هوية املمول الرئيس الذي يقوم
بترويج العملة والذي تم القبض عليه هو اآلخر بكمين ثالث وبحوزته مبلغ مائتين وخمسين
ألف ريال مزيفة داخل درج السيارة ،كما عثر بداخل السيارة على مبلغ ثالثمائة ألف ريال
مخبأة في مكان خفي ،وكذلك كيس بداخله مائة وعشرون حبة كبتاجون مخدرة .وقد تبين
أن الثالثة مطلوبين لعدة جهات أمنية في قضايا مختلفة .جرى تسليمهم مع املضبوطات
ملركز شرطة املنار الستكمال اإلجراءات.
الخـاتـمة
أخر ما أختم به بحثي هو التأكيد على درجة الخطورة في جريمة التزييف على االقتصاد
لهذا شدد املشرع السعودي على تسليط أقصى العقوبات على كل شخص يقوم بعملية
التزييف .
حيث أن عملية التزييف بمعناها الواسع تشمل التقليد والتزييف والتزوير والترويج في كل
الوثائق املهمة كالعمالت ،واألوراق النقدية ،واملحررات الرسمية ،والسندات ،ومن اجل
مكافحة هذه الجريمة املنظمة سعت اململكة العربية السعودية على الكشف عن الطرق
واآلليات التي يستعملوها ووضع ضمانات يصعب على القائم بالتزييف القيام بعملية
التقليد والتزييف .
ً ً
نأمل أن نكون قد وفقنا في هذا البحث ونتمنى أن يكون مرجعا مفيدا .
املراجع
ً
أوال :الكتب:
• نظام مكافحة جرائم التزييف الصادر باملرسوم امللكي رقم ( )12تاريخ 20رجب 1379هـ
اململكة العربية السعودية :ديوان ورئاسة مجلس الوزراء.