You are on page 1of 11

‫) وضوابط التعامل هبا‬BITCOIN‫العملة املشفرة (الرقمية‬

157
‫سعد املغازي عبداملعطي حممود‬

‫امللخص‬

‫ وال شك أن النقود الرقمية سوف تثري‬،‫ واالبتكارات اليت أنتجها التقدم التقين‬،‫ا لنقود الرقمية أحد معطيات العصر احلديث‬
‫ ومدى تقيد هذه الوسائل‬،‫ اليت ينبغي بيان حكمها الشرعي‬،‫ واإلشكاليات القانونية والتشريعية‬،‫العد يد من املسائل‬
‫ وسبب‬،‫ وهذا البحث يهدف إىل توضيح ماهية النقود الرقمية وحقيقتها‬.‫ وحتقيقها ملقاصد الشريعة‬،‫ابلضوابط الشرعية‬
‫ من وجهة النظر‬،‫كما يوضح ضوابط إصدار النقود املشفرة‬.‫ وعما إذا كانت خمتلفة عن النقود العادية‬،‫تسميتها هبذا االسم‬
‫ ويف إعطاء احلق لألفراد يف إصدار النقود‬،‫ وسلطات احلكومات والدول‬،‫حيث أن إصدار النقود من اختصاص‬،‫الشرعية‬
‫ ال سيما دار اإلفتاء‬،‫كما يتناول هذا البحث موقف اجملامع الفقهية ودور اإلفتاء‬.‫وسكها خماطر مجة يصعب معاجلتها‬
.‫ وهل ختتلف هذه العمالت يف أحكامها عن النقود العادية‬،‫املصرية من العمالت الرقمية‬
.‫ املخاطر‬،‫ افرتاضية‬،‫ املشفرةـ‬،‫ النقود‬،‫العمالت‬:‫الكلمات املفتاحية‬

ABSTRACT

Digital money is one of the data of the modern era, and the innovations produced by technical
progress, and there is no doubt that digital money will raise many issues, and legal and
legislative problems, whose legal ruling should be stated, and the extent to which these means
adhere to legal controls, and achieve the purposes of Sharia. Digital money and its reality, the
reason for calling it by this name, and whether it is different from ordinary money. It also
clarifies the controls for issuing encrypted money, from the legal point of view, since the issuance
of money is the competence, and the authorities of governments and countries, and in giving
individuals the right to issue and mint money are great risks It is difficult to address them. This
research also deals with the position of the Fiqh academies and the role of fatwas, especially the
Egyptian Dar Al Iftaa, regarding digital currencies, and whether these currencies differ in their
rulings from ordinary money.
Keywords: currencies, money, crypto, virtual, risks.

157
Pensyarah Jabatan Syariah, Fakluti Pengajian Islam di Universiti Islam Pahang Sultan Ahmad Shah (UnIPSAS).
Email: saad@unipsas.edu.my. Diterima; 29 November 2021. Disemak; 01 Disember 2021. Diterbitkan; 30 April
2022.
84
‫املقدمة‬
‫أدى االنفجار التقين‪ ،‬والتقدم التكنولوجي إىل ابتكار وسائل عديدة للدفع االلكرتوين‪ ،‬هذه املسائل مل‬
‫تعهد من قبل‪ ،‬هذا التطور امتد إىل كافة مناحي احلياة‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والقانونية‪ ،‬والثقافية‪،‬‬
‫وال يستطيع الناس العيش مبعزل عن هذه القضااي اليت يطرحها التقدم التقين‪ ،‬الذي يغلف بطبيعته حياة‬
‫الناس‪ ،‬بل وجيربهم على التعامل هبا‪ ،‬رغم ما يكتنف هذه الوسائل من خماطر‪.‬‬
‫ومتثل العملة الرقمية إحدى هذه التحدايت‪ ،‬اليت ينبغي مواجهتها بكل السبل؛ حىت ال خترج عن نطاق‬
‫السيطرة‪ ،‬ومتثل النقود اليت هي عماد القطاع املصريف الركن الركي يف هذا اجملال‪ ،‬فالنقود تطورت يف شىت‬
‫مراحل احلياة‪ ،‬من النقود املعدنية‪ ،‬إىل النقود الورقية‪ ،‬وها هي النقود املشفرة‪ ،‬وال ندري ماذا خييبء لنا‬
‫املستقبل من حتدايت‪.‬‬
‫وقد قسمت البحث إىل عدة نقاط‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫تعريف النقود املشفرة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ضوابط إصدار النقود الرقمية‪-3.‬حكم العملة الرقمية‪ ،‬على ضوء أوضاعها احلالية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف النقود املشفرة‪ ،‬وسبب التسمية‪.‬‬


‫تعريف النقود الرقمية‪ :‬عملية رقمية افرتاضية‪ ،‬ليس هلا كيان مادي حمسوس‪ ،‬أو وجود فيزايئي‪ ،‬منتجة‬
‫بواسطة برامج حاسوبية‪ ،‬وال ختضع للسيطرة أو التحكم فيها من جانب بنك مركزي‪ ،‬أو أي إدارة رمسية‬
‫دولية‪ ،‬ويتم استخدامها عن طريق االنرتنت يف عمليات الشراء والبيع‪ ،‬أو حتويلها إىل عمالت أخرى‪،‬‬
‫وتلقى قبوالً اختيارايً لدى املتعاملي فيها (د‪ /‬الباحوث ‪،‬صـ‪2017 ،22 ،21‬م)‪ .‬وعرفها آخرون‪ ،‬أبن‪:‬‬
‫النقود املشفرة عبارة عن عملة تشبه العمالت اليت تصدرها الدول‪ ،‬من حيث اخلصائص واملزااي‪ ،‬لكنها‬
‫رقمية‪ ،‬أي أرقام على الشاشات فقط‪ ،‬وليس هلا وجود ميكن مالمسته ابليد؛ وذلك لتسهيل التسوق‬

‫‪85‬‬
‫والشراء عرب االنرتنت‪ ،‬كمتاجر األجهزة الذكية‪ ،‬وكذلك من األسواق احلقيقية‪ ،‬وتنتج وتدار من مواقع‬
‫متخصصة‪ ،‬وليس عن طريق بنوك مركزية وحكومات (ايسر عبد الرمحن‪ ،‬صـ‪1439 ،32‬ه‪2018 -‬م)‪.‬‬
‫وهناك من عرفها أبهنا‪ :‬وحدات افرتاضية تشفريية ال مركزية‪ ،‬منتجة بواسطة برامج على الشبكة‪ ،‬يتم‬
‫تداوهلا بي أعضاء جمتمع افرتاضي؛ ابعتبارها عملة"‪(.‬إبراهيم بن حممد‪ :‬صـ‪.)3‬‬
‫وسبب تسميتها ابالفرتاضية‪ :‬مسيت هبذا االسم نسبة إىل الواقع االفرتاضي‪ ،‬ابعتبارها تقنية‬
‫انتشرت يف وقتنا الراهن‪ ،‬وتطورت‪ ،‬وبدأت متاثل الواقع الفعلي الذي حنياه‪ ،‬وكأهنا حقيقة‪ ،‬وهي ليست‬
‫كذلك‪ ،‬فمثلها مثل الطريان االفرتاضي‪ ،‬والعمليات اجلراحية االفرتاضية‪ ،‬فهي عمالت افرتاضية حقيقة‪،‬‬
‫ال متسك ابليد‪ ،‬وإمنا حتاكي الواقع احلايل للعمالت حماكاة مبا يسمى ابلواقع االفرتاضي‪ ،‬وميكن أن‬
‫تسمى ابلعمالت املشفرة‪ ،‬وهذه التسمية قد تكون أكثر دقة؛ لكوهنا عمالت قائمة على عمليات‬
‫التشفري‪ (.‬ايسر عبد الرمحن ‪،‬صـ‪ .)33‬فهي خمزون الكرتوين لقيمة نقدية على وسيلة تقنية يستخدم بصورة‬
‫شائعة للقيام مبدفوعات ملتعهدين غري من أصدرها‪ ،‬دون احلاجة إىل وجود حساب بنكي عند إجراء‬
‫الصفقة وتستخدم كأداة حممولة مدفوعة مقدما" (‪ .)European Central Bank (1998) P. 7‬ومن خالل‬
‫التعريفات السالفة الذكريتضح لنا اآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬النقود املشفرة وحدات نقدية‪ ،‬هلا قيمة مالية(مائة جنيه‪ ،‬مخسون جنيها‪.‬‬
‫هذه النقود خمزنة على وسائل الكرتونية‪ ،‬بطاقات بالستيكي‪ ،‬أو على أقراص صلبة ‪HARD‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ،DISK‬وها ما مييزها عن النقود االئتمانية والقانونية‪ ،‬إذ أهنا وحدات مطبوعة‪ ،‬أو مصكوكة‪.‬‬
‫النقود املشفرة ال ترتيط أبي حسااب مصرفية‪ ،‬على خالف وسائل الدفع االلكرتونية ‪Electronic‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ٍ‬
‫حبساابت للعمالء يف البنوك‪ ،‬ختول هلم القيام‬ ‫‪ ،Means of Payment‬فوسائل الدفع االلكرتونية مرتبطة‬
‫بدفع أمثان السلع واخلدمات اليت يشرتوهنا مقابل عمولة يتم دفعها للبنك مقدم هذه اخلدمة‪.‬‬
‫‪ .4‬هذه النقود املشفرة حتظى بقبول واسع من األشخاص واملؤسسات غري تلك اليت قامت‬
‫إبصدارها‪( .‬الشافعي‪،‬صـ‪.)5 ،4‬‬

‫‪86‬‬
‫فالنقود الرقمية (‪ ،)Digital Money‬أو العملة الرقمية (‪ ،(Digital currency‬أو النقدية االلكرتونية‬
‫)‪ ،)Electronic cash‬أاي كانت تسميتها‪ ،‬فهي جمرد متثيل رقمي لقيمة نقدية ليست صادرة عن بنك‬
‫مركزي‪ ،‬أو عن سلطة عامة‪ ،‬كما أهنا ال ترتبط ابلعملة الورقية‪ ،‬ورغم ذلك حتظى ابلقبول لدى أشخاص‬
‫طبيعيي أو اعتباريي ابعتبارها وسيلة للدفع‪ ،‬وهذه العملة ميكن نقلها وختزينها وتداوهلا الكرتونيا‪ ،‬فهي‬
‫وسيط للتبادل وتعمل كالعملة العادية يف بعض البيئات‪ ،‬لكنها ال تتمتع بنفس خصائص وصفات العملة‬
‫احلقيقية‪ ،‬ويتم تداول هذه العملة بي أعضاء اجملتمع االفرتاضي‪(.‬الشافعي‪ ،‬صـ‪.)3‬‬
‫وهذه العملة ال وجود هلا يف الواقع‪ ،‬مثل العمالت املعدنية واألوراق النقدية‪ ،‬والودائع املصرفية‪،‬‬
‫ولكنها موجودة يف شكل رقمي‪ ،‬وغالبا ما تكون غري منظمة قانون‪ (.‬الدهشان‪ ،‬صـ‪.)823‬‬
‫فهي عملة غري ملموسة‪ ،‬وليس هلا وجود فيزايئي‪ ،‬وتتم عمليات تبادهلا بي األشخاص دون حاجة‬
‫كمصرف؛ ولذا فإن الدول ال تستطيع التحكم يف إصداراهتا‪ ،‬أو يف عرضها وسعرها‪ ،‬كما ال‬ ‫ٍ‬ ‫لوسيط‪،‬‬
‫يوجد هلا حد معي لإلنفاق أو الشراء(رايق‪ ،‬صـ‪ .)202‬إال أن هذه العمالت هلا بعض املزااي تشجع على‬
‫القبول عليها‪ ،‬والتعامل هبا‪ :‬فرسوم حتويلها زهيدة جداً مقارنة ابلنقود السائدة‪ ،‬كما أهنا ال ترتبط مبنطقة‬
‫جغرافية معينة من العامل‪ ،‬بل تتوافر على مستوى العامل‪ ،‬فضال عن خصوصيتها وسريتها؛ فال ميكن مراقبة‬
‫عمليات البيع والشراء اليت تتم هبا‪ ،‬وال ميكن معرفة هوية الشخص الذي يتعامل هبا‪ ،‬كما ميكن حتويلها‬
‫من مكان آلخر بسرعة عالية‪ ،‬ويف فرتة وجيزة‪ ،‬كما تتمتع مبعدل أمان مرتفع؛ الستخدامها أبر وأدق‬
‫مشاريع احلوسبة على مستوي العامل؛ وهذا يصعب تزويرها‪ ،‬أو استنساخها‪ ،‬فالعملة املشفرة حتتفظ‬
‫بسجل أمان يف غاية القوة(رايق‪ ،‬صـ‪.)202‬‬

‫اثنياً‪:‬ضوابط إصدار النقود الرقمية‪:‬‬


‫النقود املشفرة ال تصدر عن طريق السلطة احلاكمة‪ ،‬وال عن طريق املصارف املركزية لدولة ما‪ ،‬وهذا‬
‫خيالف ما عليه النقد يف املنظور اإلسالمي‪ ،‬وكذلك النقود السائدة اآلن؛ حيث أن سلطة إصدار النقد‬
‫من سلطة الدولة‪ ،‬بل من دعائم احلكم كما أشار املاوردي‪(.‬املاوردي‪.)255 ،‬‬

‫‪87‬‬
‫فإصدار النقود وسكها مرهون حباجة األمة ومصلحتها اليت تعود عليها من إصدارها‪ ،‬فإصدار العملة من‬
‫مسؤليات اإلمام (احلاكم)‪ ،‬وليس لألفراد حق إصدارها؛ ملا يف ذلك من الفساد‪(.‬النووي‪ ،‬جـ‪.)11/6‬‬
‫ترك احلرية لألفراد يف سك وإصدار النقود يرتتب عليه نتائج خطرية‪ ،‬حيث إن إصدار النقود داخل يف‬
‫ابب السياسة الشرعية‪ ،‬وهي من مسىؤليات احلاكم‪ ،‬فرتك احلق لألفراد يؤدي إىل التضخم يف األسعار‪،‬‬
‫وتزييف العمالت وتزويرها‪ ،‬فضال عما يصيب الناس من حرج وضيق‪ ،‬فاملصلحة العامة هي أساس‬
‫االلتزام السياسي يف أي دولة‪ ،‬كما أن تصرف اإلمام (احلاكم) على الرعية منوط ابملصلحة‪ ،‬أي إن نفاذ‬
‫تصرف الراعي على الرعية ولزومه عليهم شاؤوا أو أبوا معلق ومتوقف على وجود الثمرة واملنفعة يف ضمن‬
‫تصرفه دينية كانت أو دنيوية‪ ،‬فإن تضمن منفعةً ما وجب عليهم تنفيذه‪،‬وإال رد؛ ألن الراعي نظر‬
‫وتصرفه ٍ‬
‫حينئذ مرتدد بي الضرر والعبث‪ ،‬وكالمها ليس من النظر يف شيء‪ ،‬واملراد ابلراعي كل من ويل أمراً‬
‫من أمور العامة عاماً كان كالسلطان األعظم‪ ،‬أو خاصاً كمن دونه من العمال فإن نفاذ تصرفات كل‬
‫منهم على العامة مرتتب على وجود املنفعة يف ضمنها؛ ألنه مأمور من قبل الشارع صلى للا عليه وسلم‬
‫أن حيوطهم ابلنصح ومتوعد من قبله على ترك ذلك أبعظم وعيد‪(.‬السيوطي‪،‬صـ‪،123‬‬
‫الزرقا‪،‬ج‪.)181/1‬‬
‫وقد أدى كثرة النقود املشفرة إىل التباين يف أسعارها تباينا كبريا‪ ،‬كما أن اهلدف منها الربح عن‬
‫طريق املقامرة‪ ،‬مما جيعلها خترج عن وظيفة النقود األصلية ابعتبارها وسيطا للتبادل‪.‬‬
‫كما أن هذه النقود ومهية‪ ،‬وال ترتبط ابحلساابت املصرفية‪ ،‬مما جعلها جمهولة‪ ،‬فضال عن خمالفتها‬
‫للقواني‪ ،‬مما جيعلها وسيلة ملمارسة بعض األعمال غري املشروعة‪ ،‬كغسيل األموال‪ ،‬والتهريب‪( .‬مسريان‪،‬‬
‫صـ‪ .)276 ،275‬وكما هو واضح فإن العمالت الرقمية ال ميكن قبضها وال حيازهتا‪ ،‬ومن اجملمع عليه‬
‫أنه إذا بيع أحد النقدين مبثله‪ ،‬أو ابآلخر جيب التقابض يف اجمللس‪ ،‬وإال بطل العقد‪(.‬النووي‪، :‬جـ‪/10‬‬
‫‪، ،72‬ابن رشد‪، :‬جـ‪ ،197/2‬ابن قدامة‪ ،‬جـ‪.)41/4‬‬
‫فهذه العمالت قامت على مبدأ شراء وحدات(مؤشر) ال ميلكه وال يقبضه‪ ،‬ويتم احلصول على‬
‫فروق األسعار نتيجة االرتفاع واالخنفاض يف أسعارها‪ ،‬دون أن يكون هناك تبادل حقيقي‪ ،‬وهذه الطريقة‬

‫‪88‬‬
‫تعتمد على املقامرة عمليا؛ حيث يراهن الشخص على ارتفاع املؤشر‪ ،‬وجيري عملية املقامرة بلفظ الشراء‪،‬‬
‫ومن يراهن على االخنفاض جيري العملية بلفظ البيع‪ ،‬وهبذه الطريقة يتكون ويتشكل سعر العملة الرقمية‬
‫من خالل العرض والطلب‪ ،‬فمع ازدايد الطلب يرتفع املؤشر‪ ،‬وإذا اخنفض الطلب اخنفض سعر‬
‫العملة‪(.‬مسريان‪ ،‬صـ‪.)276‬‬

‫اثلثاً‪:‬حكم العملة الرقمية‪ ،‬على ضوء أوضاعها احلالية‪:‬‬


‫العملة املشفرة ابلصورة اليت أسلفناها‪ ،‬تشتمل على حماذير شرعية كثرية‪ ،‬نوهنا عنها يف حينها‪ ،‬وال شك‬
‫أن معاملة كهذه حرام شرعا الشتماهلا على املقامرة‪ ،‬وقد صدرت قرارات للمجامع الفقهية‪ ،‬ودور اإلفتاء‬
‫ابلقول بعدم جواز التعامل هبا بصورهتا الراهنة‪ ،‬ومن هذه القرارات والفتاوي‪:‬‬
‫‪ .1‬قرار جملس جممع الفقه اإلسالمي املقرر هلذا األمر‪ ،‬يف دورته جبدة(‪ 12-7‬من ذي القعدة‪-9-‬‬
‫‪ 14‬آاير(مايو) ‪1992‬م‪ ،‬وبعد إطالعه على البحوث الواردة خبصوص موضوع"األسواق املالية" األسهم‪،‬‬
‫االختيارات‪ ،‬السلع‪ ...‬وبعد استماعه إىل املناقشات اليت دارت حوله‪ ،‬قرر ما يلي‪ ...:‬اثلثا‪:‬التعامل‬
‫ابلسلع والعمالت واملؤشرات يف األسواق املنظمة‪ ...:‬التعامل ابملؤشر هو رقم حسايب حيسب بطريقة‬
‫إحصائية خاصة‪ ،‬يقصد من معرفة حجم التغري يف سوق معينة‪ ،‬وجتري عليه مبايعات بعض األسواق‬
‫املالية‪ ،‬وال جيوز بيع وشراء املؤشر؛ ألنه مقامرة حبتة‪ ،‬وهو بيع شيء خيايل ال ميكن وجوده‪.‬‬
‫‪ .2‬فتوى دار اإلفتاء املصرية‪ ،‬ورأي بعض العلماء كالدكتور‪/‬علي حميي الدين القره داغي‪ ،‬إىل أن‬
‫التعامل ابلعمالت املشفرة (البيتكوين) ال جيوز؛ لعدم اعتبار هذه العملة وسيطا مقبوال للتبادل من‬
‫اجلهات املختصة‪ ،‬فضال عن الضرر الناشيء من الغش يف صرفها‪ ،‬ومعيارها وقيمتها‪ ،‬وخماطرها العالية‬
‫على األفراد والدول‪ ،‬كما أهنا غري مغطاة أبصول ملموسة‪ ،‬وال يوجد ضوابط إلصدارها‪ ،‬كما أهنا ال‬
‫ختضع لسلطة أو رقابة من قبل أي دولة‪ ،‬كما أن من أهم مقاصد الشريعة حفظ املال‪ ،‬وعدم تضييعه‪،‬‬
‫بل تدعو الشريعة إىل تنميته واستثماره‪ ،‬كما أن هذه العملة متثل اخرتاقا لألنظمة املالية املركزية للدول‬
‫وبنوكها املركزية‪ ،‬وليس هلا وجود فيزايئي ملموس‪ ،‬وال ميكن تداوهلا‪ ،‬وتستخدم للهروب من أجهزة الدولة‬
‫األمنية لتنفيذ أغراض غري قانونية‪ ،‬وتستخدم من قبل العصاابت الدولية‪ ،‬كعصاابت املخدرات وغسيل‬
‫‪89‬‬
‫األموال؛ للهروب من العدالة‪( .‬فتوي دار اإلفتاء املصرية‪ ،‬بتاريخ ‪ 28‬من ديسمرب ‪2017‬م‪ ،‬القره‬
‫داغي‪،‬صـ ‪ ،24‬وما بعدها)‪.‬‬
‫وخلطورة الدور الذي تقوم به النقود حصر بعضهم(الشافعية على املعتمد) النقود يف الذهب‬
‫والفضة‪(.‬مغين احملتاج ‪،‬جـ‪.)187/7‬فالعلة فيهما مطلق الثمنية‪ ،‬وهي علة قاصرة‪ ،‬ال تتخطى الدراهم‬
‫والدننري إىل غريمها‪ ،‬يقول اإلمام الغزايل يف اإلحياء"وما خلقت الدراهم والدننري لزيد خاصة وال لعمرو‬
‫خاصة إذ ال غرض لآلحاد ىف أعياهنما فإهنما حجران؛ وإمنا خلقا لتتداوهلا األيدى‪ ،‬فيكون حاكمي بي‬
‫الناس وعالمة معرفة املقادير مقومة للراتب"‪(.‬الغزايل‪ :‬جـ‪).91/4‬‬
‫والسادة املالكية إذا كانوا يقولون جبواز كون النقد من غري النقدين(الذهب والفضة)‪ ،‬حىت ولو‬
‫كانت من اجللود‪ ،‬إال أهنم اشرتطوا أن تتوىل الدولة إصدار العملة‪ ،‬واإلشراف عليها"‪(.‬املدونة‪،‬جـ‪)5/3‬‬
‫فالعملة املشفرة ال ميكن اعتبارها نقودا؛ ألهنا عبارة عن صورة الكرتونية خمزونة يف احلاسوب‪ ،‬وليس هلا‬
‫وجود خارجي مادي حمسوس‪ ،‬حىت تباع وتشرتى‪ ،‬فقيمتها الوحيدة أهنا وسيلة للتبادل‪ ،‬كما أن االقتصاد‬
‫اإلسالمي اقتصاد عيين‪ ،‬يعتمد على األعيان واملنافع واحلقوق احلقيقية‪ ،‬وليس على االئتمان كما هو‬
‫احلال يف االقتصاد الرأمسايل‪ ،‬فتعامل الناس هبا ال يعد حجة على االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬فاالقتصاد‬
‫الرأمسايل يقوم على ما حيقق الفوائد واألرابح أبي طريقة‪ ،‬وهذه العمالت ليس هلا أتثري إجيايب على‬
‫الصناعات والتقنيات‪ ،‬والتجارة احلقيقية‪ ،‬وإمنا هي جمرد نوع جديد من املضارابت‪ ،‬فهذه النقود واحلالة‬
‫هكذا ال جيوز التعامل هبا‪ ،‬وهي حمرمة حترمي وسائل ال حترمي مقاصد‪ ،‬ومعىن كوهنا حمرمة حترمي وسائل‪ ،‬أن‬
‫احلرمة فيها راجعة إىل كوهنا وسيلة وذريعة إىل احملرم لذاته‪ ،‬ولذلك يباح عندما ال يؤدي إىل تلك الغاية‬
‫احملرمة‪ ،‬خبالف احملرم حترمي مقاصد‪ ،‬فهو حمرم لذاته مطلقا‪ ،‬وال جيوز إال عند الضرورة‪(.‬القره داغي ‪،‬صـ‬
‫‪ ،24‬وما بعدها)‪.‬‬
‫وال شك أن حترمي الوسائل أخف من حترمي املقاصد‪ ،‬فإذا أزيلت أسباب فساد هذه العملة‬
‫أصبحت مشروعة‪ ،‬ومقبولة‪ ،‬وجيوز تداوهلا والتعامل هبا‪(.‬القره داغي‪،‬صـ ‪ ،24‬وما بعدها)‪.‬‬
‫جاء يف الفروق"وموارد األحكام على قسمي مقاصد وهي املتضمنة للمصاحل واملفاسد يف أنفسها‪،‬‬
‫ووسائل وهي الطرق املفضية إليها وحكمها حكم ما أفضت إليه من حترمي وحتليل غري أهنا أخفض رتبة‬
‫‪90‬‬
‫من املقاصد يف حكمها والوسيلة إىل أفضل املقاصد أفضل الوسائل وإىل أقبح املقاصد أقبح الوسائل وإىل‬
‫ما يتوسط متوسطة"‪ (.‬القرايف‪ :‬جـ‪1998 ،61/2‬م‪.).‬‬
‫فاالجتهاد يف هذه املسائل ال يقل أمهية وأثرا يف تدبري شؤون األمة يف مجيع نواحي حياهتا عن‬
‫االجتهاد يف النصوص وفهمها‪ ،‬والسلف الصاحل من الصحابة كان ديدهنم يف االجتهاد يف هذه املسائل‪،‬‬
‫االستهداء بقواعد الشريعة العامة‪ ،‬ومقاصدها األساسية(بروح الشريعة)‪(.‬الدريين‪،‬جـ‪77،2008/1‬م)‪.‬‬
‫يقول سلطان العلماء العز بن عبدالسالم"ومن تتبع مقاصد الشرع يف جلب املصاحل ودرء املفاسد‪ ،‬حصل‬
‫له من جمموع ذل ك اعتقاد أو عرفان أبن هذه املصلحة ال جيوز إمهاهلا‪ ،‬وأن هذه املفسدة ال جيوز قرابهنا‪،‬‬
‫وإن مل يكن فيها إمجاع وال نص وال قياس خاص‪ ،‬فإن فهم نفس الشرع يوجب ذلك‪( .‬العز بن عبد‬
‫السالم‪ ،‬جـ‪.)160/2‬‬

‫اخلامتة‬
‫خالصة القول ومنتهاه‪ ،‬أن العملة املشفرة تعرتضها عقبات كثرية‪ ،‬وقوادح عديدة‪ ،‬فهي تصدر من‬
‫جهات غري خمتصة إبصدار العملة وسكها‪ ،‬وال ختضع للرقابة‪ ،‬مما يتعذر متابعتها‪ ،‬وضماهنا‪ ،‬وال يستطيع‬
‫أحد التحكم يف إصداراهتا‪ ،‬كما أهنا عملة ومهية افرتاضية‪ ،‬ال وجود هلا يف العامل احملسوس‪ ،‬وليس هلا‬
‫أرصدة حقيقية‪ ،‬وال ترتبط أبي من املؤسسات املالية الرمسية‪ ،‬وال حتميها أية قواني مالية‪ ،‬كما أهنا عرضة‬
‫للسقوط؛ بسبب أي متغري طاريء‪ ،‬مما يؤدي إىل تلفها وفقداهنا‪ ،‬فضال عما فيها من غرر شديد‪ ،‬كما‬
‫أهنا عرضة للضياع إذا ختلى عنها مروجوها‪ ،‬وأغلقوا مواقعهم‪ ،‬مما يرتتب على ذلك من فقدان لقيمتها‪،‬‬
‫وابلتايل ضياع حق وق أصحاهبا واملتعاملي هبا‪ ،‬كما أن الغموض واجلهالة تلف هبا من مجيع طرقها‪ ،‬من‬
‫اكتساهبا‪ ،‬واستعماهلا‪( .‬منتهى صـ‪2019 ،281‬م)‪.‬‬

‫خامتة البحث‬
‫أوال‪:‬نتائج الدراسة‪:‬‬
‫ميكن إمجال نتائج الدراسة يف النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪91‬‬
‫النقود املشفرة نتيجة طبيعية ملا يعيشه العامل من تطور‪ ،‬وما يصاحبه من ابتكار أدوات لتيسري التعامل يف‬
‫شىت اجملاالت‪ .‬النقود املشفرة بطبيعتها احلالية بيئة مناسبة ملزيد من اجلرائم االلكرتونية‪ ،‬يف ظل غياب‬
‫الرقابة عليها من قبل الدول واحلكومات‪.‬‬
‫املستقبل املنظور ينيبء بتطور العمالت الرقمية؛ نظراً للتطور السريع يف وسائل االتصاالت‪.‬‬
‫ينبغي وضع قواعد صارمة على من يتوىل القيام هبذا النشاط‪ ،‬من حيث كمية النقود املصدرة‪ ،‬وقيمتها‪.‬‬
‫إصدار النقود والعمالت من األمور السيادية يف الدول‪ ،‬فأي عملة تصدر وليس للدولة عليها سيطرة‬
‫وهيمنة‪ ،‬ال اعتبار هلا؛ الفتقادها قوة اإلصدار املستمد من الدولة‪ ،‬فضالً عن أن إلصدار األفراد للعملة‬
‫فيه قيام ببعض شؤون الدولة‪ ،‬وهذا ال جيوز‪ .‬أن املال أحد املقاصد اليت حرصت الشريعة على محايته‬
‫بتدابريها الشرعية‪ ،‬سواء من خالل حد السرقة أو احلرابة‪ ،‬وهذا يعين وجوب العناية به وحفظه من أي‬
‫سلوك يضر به‪.‬‬
‫استندت اجملامع الفقهية ودور االفتاء يف قراراهتا وفتاويها يف حترمي هذه العمالت‪ ،‬إىل ما تشتمل‬
‫عليه من خماطر‪ ،‬وهذه املخاطر عالية على األفراد والدول‪ ،‬كما أهنا غري مغطاة أبصول ملموسة‪ ،‬وال‬
‫يوجد ضوابط إلصدارها‪ ،‬كما أهنا ال ختضع لسلطة أو رقابة من قبل أي دولة‪.‬‬

‫املصادر واملراجع‬
‫الباحوث‪ ،‬عبد بن سليمان‪2017 .‬م‪ .‬النقود االفرتاضية‪ ،‬مفهومها وأنواعها وآاثرها االقتصادية‪ .‬اجمللة‬
‫العلمية لالقتصاد والتجارة‪ ،‬العدد (‪ .)1‬مصر‪ :‬جامعة عي مشس‪.‬‬
‫الدريين‪ ،‬فتحي‪ .2008 .‬بحوث مقارنة يف الفقه اإلسالمي وأصوله‪ .‬بريوت‪-‬لبنان‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫داغي‪ ،‬علي حميي الدين القره‪ .‬العمالت الرقمية االلكرتونية بي احلل والتحرمي‪ ،‬بي الواقع‬
‫واملشهود‪ ،‬دراسة فقهية اقتصادية مع بيان البدائل املقبولة شرعا‪.‬‬
‫الدهشان‪ ،‬أمحد إبراهيم‪ .‬العمالت االفرتاضية إشكالياهتا وآاثرها على االقتصاد احمللي والعاملي‪ .‬املؤمتر‬
‫الدويل اخلامس عشر‪(،‬العمالت االفرتاضية يف امليزان)‪ ،‬الذي نظمته كلية الشريعة والدراسات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬جبامعة الشارقة‪ 17 -16( ،‬من أبريل ‪2019‬م)‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫ابن رشد‪ ،‬أبو الوليد حممد بن أمحد بن حممد بن أمحد بن رشد القرطيب الشهري اببن رشد احلفيد‪.‬‬
‫‪1975‬م‪ .‬بداية اجملتهد‪ .‬مصر‪ :‬مطبعة مصطفى البايب احلليب وأوالده‪.‬‬
‫السلمي‪ ،‬العز بن عبد السالم‪ .‬قواعد األحكام يف مصاحل األنم‪ .‬ت‪ :‬حممود بن التالميد الشنقيطي‪.‬‬
‫بريوت–لبنان‪ :‬دار املعارف‪.‬‬
‫الزرقا‪ :‬الشيخ‪/‬مصطفى‪ ،‬شرح القواعد الفقهية‪.‬‬
‫السيوطي‪ :‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬جالل الدين السيوطي‪1981 .‬م ‪ .‬األشباه والنظائر‪ .‬بريوت‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪.،‬‬
‫مسريان‪ ،‬حممد علي‪ .‬ضوابط عملية إصدار النقود والعمالت الرقمية "دراسة حتليلية رقمية"‪ .‬املؤمتر الدويل‬
‫اخلامس عشر‪( ،‬العمالت االفرتاضية يف امليزان)‪ ،‬الذي نظمته كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جبامعة‬
‫الشارقة‪ 17-16( ،‬من أبريل ‪2019‬م)‪.‬‬
‫الشربيين‪ ،‬مشس الدين‪ ،‬حممد بن أمحد اخلطيب الشربيين الشافعي‪ .‬مغين احملتاج‪ .‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫الشافعـي‪ ،‬حممد إبراهيم ‪2004 .‬م ‪.‬النقود االلكرتونية‪ ،‬ماهيتها‪ ،‬خماطرها وتنظيمها القانوين‪ .‬جملة األمن‬
‫والقانون‪ ،‬أكادميية شرطة ديب‪ ،‬السنة الثانية عشرة‪ ،‬العدد األول‪.‬‬
‫العمراين‪ ،‬أبو احلسي حيىي بن أيب اخلري بن سامل العمراين اليمين الشافعي‪2000 .‬م‪ .‬البيان‪ .‬جدة‪ :‬دار‬
‫املنهاج‪.‬‬
‫عبدالسالم‪ ،‬ايسر عبد الرمحن‪2018 .‬م ‪.‬آل‪ :‬العملة االفرتاضية‪ .‬الرايض‪ :‬دار امليمان‪.‬‬
‫عي‪ ،‬منتهى صاحل عبدالعزيز أبو ‪،‬الضوابط الشرعية للعمالت االفرتاضية‪ .‬املؤمتر الدويل اخلامس عشر‪،‬‬
‫(العمالت االفرتاضية يف امليزان)‪ ،‬الذي نظمته كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جبامعة‬
‫الشارقة‪ 17 -16( ،‬من أبريل ‪2019‬م)‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫عودة‪ ،‬مراد رايق رشيد‪ .‬وظائف وشروط النقود‪ ،‬ومدى حتققها يف العمالت االفرتاضية دراسة فقهية‪.‬‬
‫املؤمتر الدويل اخلامس عشر لكلية الشريعة والدراسات اإلسالمية جبامعة الشارقة (العمالت‬
‫االفرتاضية يف امليزان) (‪ 17-16‬أبريل ‪2019‬م)‪.‬‬
‫ابن قدامة‪ ،‬أبو حممد موفق الدين عبد للا بن أمحد بن حممد بن قدامة اجلماعيلي املقدسي مث الدمشقي‬
‫احلنبلي‪1968 .‬م‪ .‬الشهري اببن قدامة املقدسي املغين‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة القاهرة‪.‬‬
‫القرايف‪ ،‬شهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف‪1998 .‬م ‪.‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫املاوردي‪ ،‬أبو احلسن علي بن حممد بن حممد بن حبيب البصري البغدادي‪ ،‬الشهري ابملاوردي‪ .‬تسهيل‬
‫النظر وتعجيل الظفر يف أخالق امللك وسياسة امللك‪.‬‬
‫حممد‪ ،‬إبراهيم بن‪:‬النقد االفرتاضي‪ .‬بتكوين أمنوذجاً‪ .‬صـ‪ ،3‬ورقة مقدمة ملركز التميز البحثي يف فقه‬
‫القضااي املعاصرة‪ .‬السعودية‪ :‬جامعة اإلمام حممد بن سعود‪.‬‬
‫ابن جنيم‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم بن حممد‪1980 .‬م ‪.‬األشباه والنظائر‪ .‬بريوت‪-‬لبنان‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫النووي‪ ،‬أبو زكراي حميي الدين حيىي بن شرف النووي‪ .‬اجملموع شرح املهذب‪ .‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪.‬‬

‫‪94‬‬

You might also like