You are on page 1of 21

‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................

:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية البطاقات المصرفية‬

‫إن مصطلح البطاقات املصرفية يدل مباشرة على إصدار هذه البطاقات من البنوك اليت تكون معروفة‬
‫لدى العمالء وكثريا ما جند تسميات متعدد هلا يف البحوث واجملالت العلمية والكتب حتت اسم بطاقات‬
‫بنكية أو ائتمانية أو مصرفية وسيأيت تفصيل ذلك عند التطرق لتعريفها‪ ،‬وملعرفة نظام البطاقة املصرفية ال‬
‫بد من الرجوع اىل أصلها كيف نشأت وتطورت وأخذت مكاهنا يف النظام املصريف احلديث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تاريخ نشأة وتطور البطاقات المصرفية‬

‫مبا ال شك فيه أن بطاقة االئتمان أمريكية النشأة يف العقد الثاين من القرن العشرين‪ ،‬مث أخذت تتطور‬
‫بعد النصف األول من هذا القرن‪ ،‬ففي سنة ‪1888‬م كان الكاتب األمريكي (‪)Edward Belamy‬‬
‫ق د تنب أ يف كتاب ه أن ه حبل ول ع ام ‪ 2000‬م س وف حيل حمل النق ود بطاق ات للش راء حمددة القيم ة س لفا‬
‫‪1‬‬
‫وسوف تسمح حلاملها باحلصول على االئتمان‪ ،‬ويكون اجملتمع بال نقود‪.‬‬

‫ويف سنة ‪ 1924‬قامت شركة جنرال برتوليوم يف كالفورنيا بإصدار أول بطاقة ائتمان حقيقية‪ ،‬توزع‬
‫على اجلمه ور ل دفع قيم ة الب نزين املب اع هلم من حمطاهتا املنتش رة يف أحناء البالد‪ ،‬على أن تس دد املب الغ‬
‫املستحقة يف تواريخ الحقة‪.‬‬

‫ومل تس تمر ه ذه البطاق ات‪ ،‬ب ل توق ف العم ل هبا خالل احلرب العاملي ة الثانية‪ ,‬وبع د أن انتهت ه ذه‬
‫احلرب العاملية ظهرت أول شركة متخصص يف إصدار البطاقات االئتمانية‪ ،‬وهي شركة "دايزر كلوب"‬
‫يف سنة ‪941‬م وقد اقتصرت يف البداية على إصدار بطاقة خاصة برواد املطاعم‪ ،‬ويف سنة ‪1951‬انتقلت‬
‫عملية إصدار البطاقات االئتمانية إىل البنوك‪ ،‬وكان هذا االنتقال اىل البنوك هو التطور احلقيقي الستخدام‬
‫هذه البطاقات‪ ،‬فقد أصدرت عدة بنوك لعمالئها بطاقات لتسهيل شراء احتياجاهتم اليومية وكان ظهور‬
‫هذه البطاقات إيذاناً بعصر جديد يف املعامالت املالية‪.‬‬

‫ويف عام ‪ 1958‬قام بنك أمريكا وبنك تشيزمنهاتن ومها أكرب بنكني يف العامل يف ذلك الوقت بإصدار‬
‫بطاقة بنكية‪ ،‬أصبحت مقبولة يف مجيع أحناء الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪ 1‬منظور أحمد األزهري‪,‬موقف الشريعة اإلسالمية من البطاقات البنكية ‪,‬مكتبة الصحابة اإلمارات الشارقة ‪,‬الطبعة األولى ‪, 2008‬ص ‪27‬‬
‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫مث ظهرت بطاقات االئتمان يف فرنسا سنة ‪1954‬م عندما ظهرت بطاقة وندز كلوب وانتشر بعد‬
‫ذلك استخدام هذه البطاقة وخاصة الزرقاء اليت أصدرهتا جمموعة من البنوك الفرنسية سنة‪1967‬م‪.‬‬
‫وتلت هذه املرحلة مرحلة جديدة منذ أوائل السبعينات من العشرين حيث بدأت اهليئات املالية بإصدار‬
‫بطاقات بنكية‪ ،‬متكن املستفيدين من احلصول على سلع وخدمات من الفنادق الكربى وشركات النقل‬
‫السياحية‪ ،‬وصارت هذه البطاقات عاملية‪ ،‬وميكن القول بأن هذه املرحلة بدأت عام‬
‫‪1977‬م‪ ،‬حينما اتفقت بعض البنوك األمريكية على إنشاء مجعية أو منظمة غري رحبية (فيزا كارت)‪،‬‬
‫ومسحت ألي بنك يف أحناء العامل أن يكون عضواً هبا‪ ،‬طبق اً الشرتاطات خاصة تتوىل اجلمعية أو املنظمة‬
‫التنسيق بينها‪ ،‬ومع زيادة األعضاء املنتسبة إليها قامت منظمة الفيزا بإنشاء شعبتني‪ ،‬األوىل شعبة الفيزا‬
‫األمريكية واألخرى تتوىل شئون البطاقة يف مجيع أحناء العامل‪ ،‬وتسمى ‪ International‬مث بدأت‬
‫بطاقات االئتمان تتوىل يف شىت أحناء العامل‪ ،‬وبدأت ع دة منظمات إصدار هذه البطاقات ومن أشهرها‬
‫اآلن بطاق ة الف يزا والماس تر ك ارد واألمريك ان أكس برس‪ ،‬ال دانيزر كل وب‪ ،‬وإن ك انت بطاق ات‬
‫املاسرتكارد‪ ،‬والفيزا كارت األكثر انتشاراً يف أمريكا حىت سنة ‪ ،1986‬مث انتشرت يف مجيع أحناء العامل‪،‬‬
‫مث نشأ يف أوربا بطاقة أكسربس‪ ،‬ويورو كارد‪ ،‬ويف اليابان مؤسسة ‪ J.C.B‬إال أن البطاقات األمريكية‬
‫تبقى هي األكثر انتشارا يف العامل سواء من حيث اشرتاك البنوك يف دول العامل يف عضويتها أو يف قبوهلا‬
‫‪1‬‬
‫لدى التجار يف شىت أحناء العامل‪.‬‬
‫ومع دخول هذه البطاقات اىل األسواق العربية أصدرهتا البنوك ومن ضمنها املصارف اإلسالمية اليت‬
‫بدأت تتعامل ببعض هذه البطاقات‪ ,‬واجتهت اىل ربط أجهزهتا بأنظمة الشبكات العاملية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم البطاقات المصرفية‬

‫إن املصطلح الشائع للبطاقة بني الناس وحىت يف كثري من االقتصاديني هو بطاقة االئتمان (‪Crédit‬‬
‫‪ )Card‬غ ري أن ه ليس بالض رورة أن تك ون ك ل بطاق ة تس تخدم لالئتم ان ‪,‬فق د تك ون بطاق ة الوف اء‬
‫‪2‬‬
‫والضمان والدفع والسحب من الرصيد وغريها ‪.‬‬

‫عارف خليل أبو عيد ‪,‬البطاقات البنكية بين الفقه والقانون‪,‬دار جليس الزمان الطبعة األولى ‪ 2015‬ص ص ‪10-7‬‬ ‫‪1‬‬

‫منظور أحمد األزهري‪,‬مرجع سبق ذكره‪ ,‬ص ‪17‬‬ ‫‪2‬‬


‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫حيث أن ه من اللبس يف البح وث العلمي ة واالقتص ادية أن تعن ون أو تع رف مجي ع أن واع البطاق ات على‬
‫أس اس (بطاق ة االئتم ان) يف حني أن اإلق راض ال يتحق ق يف بعض أن واع البطاق ات مث ل بطاق ة الس حب‬
‫‪1‬‬
‫املباشر من الرصيد(‪.)Débit Card‬‬

‫و لقد تعددت تعريفات البطاقة املصرفية (االئتمانية) يف املراجع االقتصادية وحىت الفقهية منها‪ ،‬ويطول‬
‫املقام إذا أردنا عرض هذه التعريفات إال أننا نشري إىل أمهها فيما يلي‪:‬‬

‫عرفها المجمع الفقهي اإلسالمي التابع لمؤتمر اإلسالمي في دورته السابعة على أهنا مستند‬ ‫‪-1‬‬
‫يعطيه مصدره (البنك املصدر) لشخص طبيعي أو اعتباري (حامل البطاقة) على عقد بينهما ميكنه من‬
‫ش راء الس لع واخلدمات ممن يعتم د املس تند (الت اجر) دون دف ع الش خص ح اال‪ .‬لتض منه ال تزام املص در‬
‫بالدفع‪ ،‬ويكون الدفع من حساب املصدر مث يعود على حاملها يف مواعيد دورية‪ ،‬وبعضها يفرض فوائد‬
‫‪2‬‬
‫ربوية على جمموع الرصيد الغري املدفوع بعد مدة حمددة من تاريخ املطالبة‪ ،‬وبعضها ال يفرض فوائد‪.‬‬
‫البطاقة االئتمانية هي أداة تتيح حلاملها تداول النقود الكتابية بواسطة شبكة الكرتونية‪ ,‬كما تتيح‬ ‫‪-2‬‬
‫‪3‬‬
‫أيضا حتويل النقود الكتابية اىل نقود ورقية بواسطة املوزعات اآللية ‪. DAB‬‬
‫وهن اك تعري ف موس ع للبطاق ة بأهنا‪ :‬أداة يص درها بن ك أو حمل جتاري أو مؤسس ة مالي ة ختول‬ ‫‪-3‬‬
‫حلاملها احلصول على نقد أو سلع أو خدمات تسحب‪ ،‬قيمتها من رصيده‪ ،‬وهذا النوع هو ما يسمى (‬
‫‪ )Débit Card‬ال ذي ه و الس حب املباش ر من الرص يد أو ق رض م دفوع من قب ل مص درها‪ ،‬يض من‬
‫ألصحاب احلقوق ما يتعلق بذمة حاملها‪ ،‬الذي يتعهد من قبله بتسديد القرض خالل مدة معينة من دون‬
‫زيادة ربوية على القرض‪ ،‬أو بزياد ربوية لدى اختياره الدفع على األقساط‪ ،‬وهذا هو ما يسمى‪ :‬بطاقات‬
‫‪4‬‬
‫اإلقراض (االئتمان) وحسم عمولة على التاجر من قيمة مبيعاته هبا‪.‬‬

‫ويظه ر لن ا أن ه ذا التعري ف من أفض ل التعريف ات‪ ،‬حيث أن التعري ف ه و حتدي د الش يء ب ذكر‬
‫اخلصائص املميزة له‪ ,‬حبيث يكون جامع لكل خصائصه مانع من إقحام غريه فيه‪ ,‬وهذا ما ينطبق على‬
‫التعريف‪ ,‬حيث أوضح التعريف ما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان‪ ,‬البطاقات البكية اإلقراضية والسحب المباشر من الرصيد ‪,‬دار القلم دمشق ‪,‬الطبعة الثانية ‪ 2003‬م ص‪22‬‬
‫‪ 2‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي‪ :‬عدد‪. 12‬ج‪, 3‬ص ص‪. 676- 675‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Alain Beitone Antoine Cazorla – Estelle Hemdane,DICTIONNAIRE DES SCIENCES ECONOMIQUES,6 EDITION,DUNOD ,P‬‬
‫‪70‬‬
‫‪ 4‬منظور أحمد األزهري‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪ ,‬ص ‪23‬‬
‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫صفة البطاقة‪ :‬أداة دفع وسحب نقدي‬ ‫‪‬‬


‫مصدرها‪ :‬البنك أو مؤسسة مالية‬ ‫‪‬‬
‫وظائفها األساسية‪ :‬الشراء‪ ،‬احلصول على النقد‪ ،‬االقرتاض‬ ‫‪‬‬
‫وظائفها التابعة لها‪ :‬احلصول على اخلدمات‬ ‫‪‬‬

‫كم ا أن ه ذا التعري ف يتض من الن وعني األساس يني للبطاق ات‪ :‬بطاق ة اخلص م الف وري‪ ,‬بطاق ة االئتم ان‬
‫(اإلقراض) وهذا ما ال جنده يف أغلب التعريفات سواء االقتصادية أو الفقهية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع البطاقات المصرفية‬

‫هناك أنواع خمتلفة من البطاقات املصرفية واليت تتفق مجيعها يف تسوية املدفوعات ومتكني حاملها من‬
‫احلصول على السلع واخلدمات وسحب النقود‪ ,‬وميكن تصنيفها على أساس اعتبارين‪:‬‬

‫الفرع ‪ :01‬البطاقات المصرفية االئتمانية (بطاقات الدين)‪:‬‬

‫وهي تنقسم اىل نوعني حبسب تقدميها لتسهيالت ائتمانية حلاملها‬

‫بطاقة االئتمان ‪: Crédit Card‬‬ ‫‪-1‬‬

‫والبعض يسمي هذا النوع من البطاقة ببطاقة الدين املتجدد ( ‪)Revolving Credit Card‬‬
‫مبعىن‪ :‬أن هذه البطاقة متكن حاملها من احلصول على الدين املتجدد لشراء السلع واخلدمات واحلصول‬
‫على القرض النق دي حبيث يعطي له البنك أو املؤسسة املالية ائتمان دوار (‪Revolving Crédit‬‬
‫‪ )Line‬وبذلك ال يلزم حلامل البطاقة تسديد كامل املبلغ املستحق فوراً بل ميكنه دفع جزء ضئيل من‬
‫ال دين ‪ %10‬مثال وت دوير الب اقي إىل ش هور تالي ة مع زي ادة الفائ دة املق ررة من قب ل مص در البطاق ة‬
‫(الزيادة الربوية)‪ ،‬ويقال هلذا النشرات التجارية‪" :‬االعتماد الدائم"‪ ،‬وختتلف مدة السماح ألداء الديون‬
‫‪1‬‬
‫يوما‪.‬‬
‫من مصدر آلخر وترتاوح بني (‪ً )60 - 45 - 30‬‬
‫من أمثلتها‪ :‬الفيزا‪ ,‬املاسرت كارد‪,‬والداينرز كارد ‪,‬واألمريكان إكسربيس وهي األكثر رواجا يف عصرنا‪,‬‬
‫وقد تكون ذهبية أو ممتازة أو فضية على حسب االمتيازات واخلدمات املقدمة حلاملها‪.‬‬

‫‪ 1‬مرجع سابق‪,‬ص‪39‬‬
‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫‪ 1-1‬خصائص بطاقة اإلئتمان‪:‬‬

‫تتميز هذه البطاقة عن غريها يف عدة خصائص‪ ،‬أمهها‪:‬‬

‫هي أداة حقيقية لإلقراض يف حدود سقف معني متجدد على فرتات حيددها مصدر البطاقة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬يس دد حامله ا امثان الس لع واخلدمات‪ ،‬والس حب النق دي يف ح دود س قف االئتم ان (اإلق راض)‬
‫املمنوح‪ ،‬وإذا مل يكن هلا سقف فهي مفتوحة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫قد متنح هذه البطاقة ملن ليس لديه رصيد يف البنك‪ ،‬أو دون اعتبار لدخوهلم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ميكن هبا احلص ول على النق ود من اجله ة املص درة وغريه ا حملي ا ودولي ا حس ب العق د يف ح دود‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫االئتمان املسموح حلامل البطاقة‪.‬‬
‫قد يصدر بعض أنواعها بدون رسوم‪ ,‬أو اشرتاك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بطاقة الخصم اآلجل ‪: Charge Card‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ويسميها البعض بطاقة الدين املؤقت‪ ،‬وهي اليت مينح فيها البنك املصدر حامل البطاقة قرض اً يف حدود‬
‫معينة‪ ،‬حبسب درجة البطاقة‪ :‬فضية أو ذهبية‪ ،‬ولزمن معني‪ ،‬جيب تسديده كامال يف وقت حمدد متفق عليه‬
‫عند اإلصدار‪ ،‬يرتتب على حاملها لدى تأخري السداد زيادة مالية ربوية‪ .‬فهي ختول حلاملها شراء السلع‬
‫‪3‬‬
‫واخلدمات واحلصول على النقود ملدة شهر غالبا فتعترب كأهنا بطاقة نفقة شهرية‪.‬‬

‫فهي ال تش تمل على تس هيالت‪ ،‬أي ال يقس ط املبل غ املس تحق‪ ،‬وإمنا هي طريق ة ميس رة للحص ول على‬
‫قرض مفتوح ضمن حد أقصى‪ ،‬يسدد كل شهر‪ ،‬أي إهنا أداة ائتمان يف حدود سقف معني لفرتة حمددة‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫وهي أداة وفاء أيضا‪.‬‬

‫‪ 2-1‬خصائص بطاقة الخصم اآلجل‪:‬‬

‫تس تعمل يف تس ديد أمثان الس لع واخلدمات والس حب النق دي يف ح دود مبل غ معني ولف رتة‬ ‫‪-‬‬
‫حمدودة‪ ،‬دون تقسيط‪.‬‬

‫‪ 1‬وهبة الزحيلي‪,‬المعامالت المالية المعاصرة‪,‬دار الفكر المعاصر‪,‬الطبعة األولى ‪, 2002‬ص‪544‬‬


‫‪ 2‬منظور أحمد األزهري‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪ ,‬ص ‪40‬‬
‫‪ 3‬مرجع سابق‪،‬ص ‪41‬‬
‫‪ 4‬وهبة الزحيلي‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪541‬‬
‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫ليس فيها تسهيالت ائتمانية متجددة حلاملها‪ ،‬وإمنا عليه تسديد أمثان مشرتياته ومقابل خدماته‬ ‫‪-‬‬
‫من بعض التجار املقبولني لدي جهة اإلصدار‪ ،‬يف فرتة حمددة مبجرد تسليمه الكشوف املرسلة إليه‬
‫أو خالل ميعاد قصري حبسب نوع البطاقة من مؤسسة إصدار البطاقة‪ ،‬فهي أداة إقراض وأداة وفاء‬
‫معا كما تقدم‪.‬‬
‫ال تفرض على حامل هذه البطاقة زيادة ربوية يف الفرتة املسموحة هبا‪ ،‬وإمنا إذا تأخر حاملها عن‬ ‫‪-‬‬
‫السداد يف الفرتة احملددة‪ ،‬فترتتب عليه فوائد ربوية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :02‬البطاقات المصرفية الغير ائتمانية ‪:‬‬

‫توجد أنواع عديد من البطاقات اليت ال تصدر هبدف منح ائتمان بل ألغراض أخرى فهي بطاقات غري‬
‫ائتمانية نذكر منها نوعني يعرتان األكثر رواجا‪:‬‬

‫بطاقة الخصم الفوري‪: Débit Card :‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وهي اليت يكون حلاملها رصيد بالبنك فيسحب منه مباشرة قيمة مشرتياته وأجور اخلدمات املقدمة له‬
‫ويدل هذا التعريف على أن هذه البطاقة تعطى ملن له رصيد دائن يف حسابه يدفع منه أمثان السلع ومقابل‬
‫اخلدمات يف حدود رصيده املوجود ويتم احلسم منه فورا وال حيصل على ائتمان(إقراض)‪.‬‬

‫وهذه البطاقة تصدرها معظم البنوك يف البالد النامية مما فيها بعض البنوك اإلسالمية ‪،‬مثل شركة الراجحي‬
‫املصرفية‪ ،‬وبيت التمويل الكوييت؛ ألن هذه البطاقة ال تعطي للمصدرين القدرة على توليد سيولة إضافية‬
‫عن إص دار البطاق ة‪ ،‬ومتي ل ال دول النامية إىل ه ذا اإلج راء لغ رض الس يطرة على حجم النق ود نظ را لع دم‬
‫وجود أسواق متطورة للنقود اليت ميكن من خالهلا حتقيق اهلدف املذكور‬
‫‪1‬‬
‫أهم خصائص هذا النوع من البطاقة ما يلي‪:‬‬ ‫‪1-2‬‬
‫أهنا قد تصدر جمانًا لكن هلا رسوم اإلصدار واالشرتاك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تصدرها البنوك باالشرتاك مع الشركات العاملية الكربى الستخدامها عامليا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تصدر للعمالء الذين لديهم رصيد دائن بالبنك‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫منظور أحمد األزهري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪54‬‬ ‫‪1‬‬


‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫يتم رب ط عملي ات البطاق ة بالش بكات الدولي ة التابع ة للمنظم ات الكب رية الراعي ة للبطاق ات‬ ‫‪-‬‬
‫االئتمانية‪ ،‬مثل الفيزا واملاسرتكارد وذلك لتسهيل احلصول على النقود يف األسفار‪.‬‬
‫يتم اخلصم الفوري من حساب العميل مبجرد وصول إشعار التاجر عن شراء السلع واخلدمات أو‬ ‫‪-‬‬
‫إخطار أجهزة السحب النقدي عن أي عملية متت من خالهلا‪.‬‬
‫غالبا ما تصدرها البنوك حمليا؛ ليكون نطاق استخدام البطاقة حمددا بفروع البنك يف بلد واحد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غالبا يكون استخدامها لسحب النقود‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بطاقة الصراف اآللي ‪: ATM Bank Card‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ومسيت بذلك ألهنا تستخدم إلعطاء املعلومات عن رصيد صاحب البطاقة‪ ،‬وسحب النقود هبا من‬
‫تلك املكائن املرتبطة بشبكة الكرتونية لتحويل األموال‪ .‬وهي بطاقات بالستيكية يصدرها البنك لعميله‬
‫بشروط معينة‪ ،‬وهي تستعمل فقط يف أجهزة الصراف اآليل املشرتكة يف عضوية هذه البطاقة‪.‬‬

‫‪ 2-2‬أهم خصائص هذا النوع من البطاقات ما يلي‪:1‬‬

‫تؤدي كثريا من وظائف أمني الصندوق أو موظف الشباك يف أي بنك لسحب النقود‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫متكن حاملها من سحب النقود‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ميكن هبا إيداع األموال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقوم بتحويالت من حساب اىل آخر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعطي املعلومات عن الرصيد املوجود‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العمليات على البطاقات المصرفية‬

‫تع د بطاق ة املص رفية وس يلة من وس ائل ال دفع اإللكرتوني ة احلديث ة باعتباره ا أداة مص رفية تق وم مق ام‬
‫النق ود يف الوف اء بااللتزام ات القانوني ة الناش ئة عن التعام ل هبا‪ ،‬حيث أن نظ ام البطاق ة املص رفية ينش ئ‬
‫عالقات بني أطرافها (اجلهة املصدرة للبطاقة وحامل البطاقة والتاجر) ذات طبيعة تعاقدية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :01‬األطراف المشاركة في البطاقة المصرفية‪:‬‬

‫الطرف األول‪ :‬مصدر البطاقة "المنظمة العالمية"‬ ‫‪-1‬‬


‫المرجع السابق‪،‬ص‪55‬‬ ‫‪1‬‬
‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫عادة ما تصدر بطاقات االئتمان من البنوك واملؤسسات العاملية الكبري كمنظمة الفيزا‪ ،‬أو املاسرت كارد‬
‫وغريمها وهذه املنظمات متلك كل منها عالقة خاصة هبا تعرف بالعالقات التجارية ‪ Logo‬وتكون هذه‬
‫املنظمة هي صاحبة الرتخيص "االمتياز" للبطاقة اليت حتمل امسها وشعارها‪.‬‬
‫ودور هذه املنظمات تقدمي اخلدمات الفنية واإلدارية بشأن البطاقة ورعايتها بوجه عام وتتمثل العالقة بني‬
‫املنظمة العاملية والبنك مصدر البطاقة على النحو التايل‪:‬‬

‫‪ -‬تسمح هذه املنظمات للبنوك بإص دار البطاقة واس تخدام عالماهتا املسجلة لتضفي عليها القبول‬
‫لدى التجار وأصحاب اخلدمات واجلهات املعنية‪ ،‬فتضع البنوك شعارها على البطاقة جانب شعار‬
‫‪1‬‬
‫املنظمة العاملية كالفيزا واملاسرت كارد‪.‬‬
‫تقوم املنظمات العاملية بتحديد نوعية البطاقة ووضع معايريها واإلشراف على تصنيعها يف مصانع‬ ‫‪-‬‬
‫معتم دة من قبله ا حرص ا على ج ودة مادهتا ومنع ا من تزييفه ا وتق وم ه ذه املنظم ات الدولي ة‬
‫بتسميتها مثل البطاقة الذهبية أو الفضية وبطاقة املاسرت كارد لرجال األعمال وبطاقة "األمريكان‬
‫إكسربس "‪.‬‬
‫تضع املنظمات العاملية القواعد والضوابط املوحدة لبيان حقوق التزامات كل عضو يف املنظمة‬ ‫‪-‬‬
‫لضمان استقرار النظام‪.‬‬
‫تقوم بعمليات املقاصة والتسوية وتكفل إمتام هذه العملية بطريقة سليمة كما تساعد يف تعقب‬ ‫‪-‬‬
‫البطاقات املطلوب حجزها ووضعها يف القائمة السوداء‪.‬‬
‫الطرف الثاني‪ :‬البنك مصدر البطاقة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫هو البنك أو املؤسسة اليت تصدر البطاقة بناء على ترخيص من املنظمة العاملية الراعية للبطاقة‪ ،‬إذا‬
‫كان داخال يف عضويتها أو يصدرها مباشرة ويكون عملها فقط وطين‪ ،‬ويقوم البنك املصدر بسداد‬
‫فواتري املشرتك يف أي مكان يقبل هذه البطاقة‪ .‬والبنوك عادة تصدر أنواعا خمتلفة من البطاقات ختتلف‬
‫مزاياها والسقوف املسموح هبا للشراء أو السحب النقدي وكذلك الرسوم اليت تفرضها باختالف‬
‫نوع البطاقة‪.‬‬

‫عارف خليل أبو عيد‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪79‬‬ ‫‪1‬‬


‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫الطرف الثالث‪ :‬حامل البطاقة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫هو الشخص الذي مت إصدار البطاقة بامسه بناء على طلبه من البنك املصدر للبطاقة مقابل رسم‬
‫اش رتاك س نوي وه و املخ ول أساس ا باس تخدامها يف الس حب النق دي ويف الش راء وتص در البطاق ة‬
‫بشروط حمددة حيددها مصدر البطاقة ويتعهد حامل البطاقة بااللتزام هبا ويعترب توقيع طالب البطاقة‬
‫على النموذج املعد من قبل مصدر البطاقة قبوالً لتلك الشروط ويلتزم التزاما تاما أمام املصدر الوفاء‬
‫باملستحقات املالية الناجتة عن استخدام البطاقة‪ ،‬وتتنوع التزامات حامل البطاقة حبسب نوع البطاقة‬
‫وما تقتضيه من شروط وأحكام‪.‬‬
‫الطرف الرابع‪ :‬قابل البطاقة "التاجر"‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وه و يف االص طالح يطل ق على الش ركات واملؤسس ات ال يت يتم اتف اق املص در معه ا على قب ول ال بيع‬
‫حلامل البطاقة‪ ،‬مث الرجوع على املصدر بالثمن املستحق ‪،‬حيث يقوم البنك املصدر للبطاقة بإبرام عقد مع‬
‫التجار على أن يقبلوا التعامل مع حامل البطاقة ‪ -‬دون أن يتشرطوا الوفاء الفوري نقدا أو يلتزم البنك‬
‫بسداد املبالغ املستحقة للتاجر من ج راء البطاقة خالل فرتة يتفق عليها مع التاجر خمصوما منها النسبة‬
‫املتفق عليها لصاحل البنك وتوزع هذه النسبة املخصومة بني البنك مصدر البطاقة وبنك التاجر حسب‬
‫نظام متفق عليه مت وضعه مبعرفة املنظمة العاملية راعية البطاقة نظرا الشرتاكهما يف جلب الزبائن وتقدمي‬
‫‪1‬‬
‫اخلدمة الالزمة لتيسري استخدام البطاقة‪.‬‬
‫الطرف الخامس‪ :‬بنك التاجر‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ميكن إضافة طرف خامس لبطاقات املصرفية وهو بنك التاجر الذي يقوم بإرسال بيانات بقسائم البيع‬
‫عن طريق املنظمة العاملية إىل العاملية إىل البطاقة يف حالة استقالهلما وتزويده مبعلومات مفصلة عن عملية‬
‫البيع وذلك لتسوية احلسابات وحتصيل املبلغ املطلوب وكذلك يقوم بنك التاجر بإرسال بيانات قسيمة‬
‫السحب النقدي للبنك املصدر ومطالبته بتسوية احلسابات نتيجة استخدام حامل البطاقة لعملية السحب‬
‫النقدي‪ . 2‬ومن األعمال اليت يقوم هبا بنك التاجر تسوية النسبة اليت تقتص من التاجر عن مبيعاته بينه وبني‬
‫البنك مصدر البطاقة وهذا العمل يتم عرب املنظمة العاملية الراعية للبطاقة املتخصصة يف إجراءات عمليات‬
‫التسوية واملقاصة اليومية بني خمتلف البنوك األعضاء يف املنظمة‪.‬‬

‫عارف خليل أبو عيد‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪9‬‬ ‫‪1‬‬

‫عارف خليل أبو عيد‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪93‬‬ ‫‪2‬‬


‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العالقة التعاقدية بين أطراف البطاقة‬

‫بع دما تكلمن ا عن أط راف البطاق ة‪ ،‬ميكن الق ول إن ه من الناحي ة التعاقدية أن هلا أط راف ثالث ة حيث أن‬
‫املركز العاملي أو املنظمة العاملية للبطاقة والبنك احمللي مصدر البطاقة يعتربان طرفا واحدا ألن التزاماهتم‬
‫وحقوقهم جتاه الطرفني اآلخرين حامل البطاقة والتاجر واحدة وعلى هذا فإن أطراف البطاقة املصرفية‪،‬‬
‫ثالثة‪:‬‬

‫مصدر البطاقة "املنظمة العاملية والبنك احمللي"‬ ‫‪‬‬


‫حامل البطاقة‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬التاجر‬

‫الفرع ‪ :01‬العالقة التعاقدية بين البنك مصدر البطاقة وحامل البطاقة‪:‬‬

‫وميكن حتديد العالقة بني البنك مصدر البطاقة وحاملها على النحو التايل‪:‬‬

‫التزامات مصدر البطاقة "البنك"‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫يلتزم البنك مصدر البطاقة بتسديد مثن السلع واخلدمات اليت طلبها حامل البطاقة‪ ،‬وكذلك متكينه‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫من السحب النقدي باملقدار املتفق عليهما‪.‬‬
‫‪ ‬يعطى البنك حامل البطاقة مهلة معينة لسداد ما عليه من الدين مما سدده عنه البنك مصدر البطاقة‬
‫وعادة ما تكون للمدة بني ‪ 40-25‬يوما‪.‬‬
‫‪ ‬ع ادة م ا تق وم بعض البن وك بإعط اء ح وافز حلام ل البطاق ة مث ل الت أمني ض د احلوادث يف الس فر‬
‫وأولوية احلجز يف الفنادق وبعض التسهيالت األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬قد ال تفرض على إصدارها رسوم سنوية كما يف بريطانيا‪ ،‬أو تؤخذ رسوم امسية متدنية كما يف‬
‫‪2‬‬
‫أمريكا وتعتمد البنوك يف إيراداهتا على الرسوم املأخوذة من التجار‪.‬‬
‫التزامات حامل البطاقة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫فتح حساب لدى مصدر البطاقة وبعض البنوك ال تشرتط ذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دفع تأمني نقدي إن مل يكن حلامل البطاقة حساب لدى املصدر وبعض البنوك ال تشرتط ذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عبد الوهاب أبو سليمان‪ ,‬البطاقات البنكية‪،‬دار القلم ‪ ،‬الطبعة ‪،1999 02‬ص‪124‬‬ ‫‪1‬‬

‫وهبة الزحيلي‪ ،‬المعامالت المالية المعاصرة ‪،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص‪544‬‬ ‫‪2‬‬
‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫دفع رسوم إصدار ورسوم اشرتاك إن اشرتط مصدر البطاقة ذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫تسديد املبالغ املستحقة على البطاقة للمصدر يف املدة املتفق عليها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫واملالحظ أن هناك عالقة تعاقدية بني البنك مصدر البطاقة وبني حاملها ومن أهم شروط هذا العقد‬
‫أن يضمن البنك الديون املتعلقة بذمة حامل البطاقة أمام التحجر وأصحاب اخلدمات الذين يتعامل معهم‬
‫بواسطتها وعلى حامله االلتزام التام بدفع ما ترتب يف ذمته إىل البنك يف املدة املتفق عليها بينهم‪.‬‬

‫الفرع‪ :02‬العالقة التعاقدية بين حامل البطاقة والتاجر‬

‫العالق ة بني ه ذين الط رفني عالق ة جتاري ة حمض ة‪ ،‬يعم ل ك ل واح د منهم ا بطريق ة مس تقلة وملص لحته‬
‫اخلاصة‪ .‬من اجلوانب املهمة يف عقود بطاقات املعامالت املالية تكييف عالقة التاجر الذي التزم التعامل‬
‫بالبطاقة مقابل النقد حسب االتفاق بينه وبني مصدر البطاقة (البنك)‪ ،‬إذ إنه ال يقبض الثمن من املشرتي‬
‫(حامل البطاقة) لكن يسجله على مصدر البطاقة‪.‬‬

‫يبدو يف ظاهر األمر أن العالقة بني التاجر ومصدر البطاقة دائن (التاجر) مبدين هو (البنك مصدر‬
‫البطاقة)‪ ،‬حيث يتوقع أن حيصل التاجر على قيمة مبيعاته مباشرة‪ ،‬وهو ما مل حيدث حسب موافقته على‬
‫‪2‬‬
‫منح وقت ملصدر البطاقة يتم فيه التسديد‪.‬‬

‫فالتزام البنك حنو التاجر مشروط بتقبل التاجر بااللتزامات اليت يفرضها البنك وفقا للعقد الذي بينهما‬
‫فال جيوز له جتاوز تلك الشروط وااللتزامات وإال فقد حقه يف مطالبة البنك بقيمة البضاعة وال يستطيع‬
‫‪3‬‬
‫التاجر أن يتجاوز تلك الشروط‪.‬‬

‫وجب التنبيه أنه يف حالة مماطلة البنك أو إفالسه ال يستطيع التاجر قانونيا الرجوع على حامل البطاقة‬
‫(املشرتي)‪ ،‬ألن البنك قد استحق يف ذمة حاملها نسبة معينة للتسديد عنه وهي "رسوم االشرتاك" وقد‬
‫‪4‬‬
‫استحق نسبة معينة يف ذمة التاجر للتسديد له‪.‬‬

‫كيالني محمود ‪،‬النظام القانوني لبطاقات افئتمان‪،‬دار النهضة العربية مصر ‪،1998‬ص‪23‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان‪،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص‪119‬‬ ‫‪2‬‬

‫عارف خليل أبو عيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص‪93‬‬ ‫‪3‬‬

‫بكر بن عبد هللا أبو زيد‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪37‬‬ ‫‪4‬‬


‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫الفرع ‪ 03‬العالقة التعاقدية بين مصدر البطاقة والتاجر‪:‬‬

‫ينبغي على اجلهة املصدرة أن تقوم بتطوير البطاقات من وقت آلخر مبا يكفل مصلحة التاجر‪ ،‬وحيميه‬
‫من خماطر التزوير أو السرقة وغريها‪ ،‬ويف سبيل ذلك عليه تزويد التاجر باألجهزة واملاكينات الضرورية‬
‫الستخدام البطاقة‪ ،‬واليت تسلم للتاجر عادة على سبيل األمانة‪ ،‬حيث يلزم التاجر بإعادهتا للجهة املصدرة‬
‫‪1‬‬
‫بعد انتهاء العقد‪.‬‬
‫هذا وإن االلتزام األصيل الذي يقع على عاتق املصدر هو االلتزام بتسديد مثن املشرتيات اليت حيصل‬
‫عليه ا حام ل البطاق ة‪ ،‬ولكن ميكن أن يق ال بش كل ع ام حيق للمص در أن جيع ل الت اجر ه و املس ؤول يف‬
‫‪2‬‬
‫احلاالت اآلتية‪:‬‬
‫إذا مت عقد البيع مع حامل بطاقة ثبت عدم قانونيتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كانت البطاقة ضمن قائمة البطاقات املمنوع اعتمادها‪ ،‬أو منتهية املدة‪ ،‬ومل جتدد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عندما يكون السند غري موقع من حامل البطاقة نفسه‪ ،‬الذي اشرتى البضاعة أو من خوله‬ ‫‪-‬‬
‫صالحية استعماهلا‪.‬‬
‫يف احلال ة ال يت ال ي ويف فيه ا الب ائع بتس ليم البض اعة ملش رتيها حام ل البطاق ة‪ .‬يف حال ة ع دم وفائ ه‬ ‫‪-‬‬
‫بالضمان أو مطابقة املواصفات املطلوبة أو حاالت الغش‪.‬‬
‫بيع بضاعة يزيد مثنها على ما هو مقرر من قبل البنك املصدر حلامل البطاقة دون اخذ إذن مسبق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬البطاقة المصرفية من الناحية الشرعية‬
‫مما سبق من حتديد ماهية البطاقة املصرفية وأنواعها فإن هذه البطاقات متثل نوعا جديدا‬
‫من أساليب سداد االلتزامات وصورة من صور وسائل إجياد النقود االئتمانية من خالل توسع‬
‫نقل األموال حسابيا من خمتلف احلسابات للبنك‪.‬‬
‫ولع ل أهم س ؤال ميكن طرح ه ه و م ا م دى ش رعية ه ذه البطاق ة ولتس ليط الض وء على ه ذه البطاق ات‬
‫املصرفية سوف نتطرق اىل الناحية الشرعية من خالل جانبني أساسيني‪:‬‬
‫‪ -‬العالقة التعاقدية بني أطراف البطاقة خاصة العالقة بني مصدر البطاقة وحاملها‪.‬‬
‫الحمود فداء يحي احمد‪ ,‬النظام القانوني لبطاقة االئتمان‪,‬ص‪47‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الوهاب أبو سليمان‪ ,‬البطاقات البنكية‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪124‬‬ ‫‪2‬‬
‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫‪ -‬أخذ الرسوم عليها من طرف البنك و فوائد التأخري واخلصم على التاجر‪ ،‬واليت تعترب املصدر األساسي‬
‫لرحبية البنك‪.‬‬
‫مع التنبيه على أن الكالم من الناحية الشرعية يكون على نوعني فقط من البطاقة‬
‫‪ -‬بطاقة االئتمان املتجدد ‪.Crédit Card‬‬
‫‪ -‬بطاقة اخلصم اآلجل‪. Charge Card‬‬
‫إذ أن النوعني اآلخ رين ال غبار يف جوازمها ما مل حيصل هلما شرط أو وصف ينقلهما من احلالل إىل‬
‫‪1‬‬
‫التحرمي‪.‬‬
‫وقبل أن ندخل يف الناحية الشرعية للبطاقات املصرفية‪ ،‬ينفعنا أن نفهم قاعدة جليلة حتدد لنا املعامالت‬
‫املباحة‪ ،‬وأن نفهم أيضا ضوابط جبميع املعامالت احملرمة واليت ترد إليها مجيع جزئياهتا وهذه القاعدة هي‬
‫أن‪ " :‬األصل يف املعامالت املالية وسائر أنواع التجارات واملكاسب احلل واإلباحة" فمن حرم شيئا من‬
‫‪2‬‬
‫ذلك فهو مطالب بالدليل ألنه على خالف األصل‪.‬‬

‫الفرع‪ :01‬التكييف الشرعي للعالقات بين أطراف بطاقة االئتمان‪:‬‬

‫وهي العالقة اليت تربط حام ل البطاقة ومصدرها وهو سداد املص در للبطاقة ال دين عن حام ل البطاقة‬
‫ومن مث يسددها يف وقت الحق إىل مصدر البطاقة وفق الشروط املتفق عليها‪ ،‬وهي تعترب أهم عالقة يف‬
‫أط راف البطاقة‪ ،‬ولقد اختل ف العلماء يف تك ييف هذه العالقة على أقوال نورد أمهها وأشهرها بصورة‬
‫موجزة مع ذكر القول الراجح بعدها إن شاء‪:‬‬

‫التكييف األول‪ :‬عقد ضمان‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫منهم من اعت رب العالق ة بينهم ا عالق ة ض مان وه و م ا يكف ل مص در البطاق ة حامله ا عن د الت اجر مق دم‬
‫اخلدمة أو السلعة لسداد ما على حام ل البطاقة من ديون‪ ،‬وذلك السداد يكون بقيمة اخلدمة‪ ،‬أو قيمة‬
‫املشرتيات أو السحوبات البنكية‪ ،‬ومبا أن العالقة بني مصدر البطاقة وحاملها تدور حول التزام املصدر‬

‫‪ 1‬بكر بن عبد هللا أبو زيد‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪56‬‬


‫‪ 2‬محمد على فركوس‪،‬مختارات‪ N‬من نصوص حديثية في فقه المعامالت‪ N‬المالية ‪،‬دار الغرائب والنفائس‪،‬الجزائر‪، 1998‬ص‪13‬‬
‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫للتجار بالدين الذي استحق على حامل البطاقة‪ ،‬فإن موقف املصدر من التاجر هو موقف الضامن ألن‬
‫‪1‬‬
‫املصدر ضامن للديون املتعلقة بذمة حامل البطاقة جتاه التاجر الذي يشرتي منهم‪.‬‬

‫التكييف الثاني‪ :‬عقد حوالة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫وعلى هذا األساس يكون املصدر للبطاقة حماال عليه‪ ،‬وحاملها حميالً‪ ،‬والتاجر الدائن حمال‪ ،‬ودليلهم يف‬
‫ذلك ما رواه أبو هريرة رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪" :‬مطل الغني ظلم‪ ،‬وإذا‬
‫‪2‬‬
‫اتبلع أحدكم على غني فليتبع"‪.‬‬

‫التكييف الثالث‪ :‬عقد وكالة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫يقوم هذا التكييف على أساس أن العالقة بني مصدر البطاقة وبني حاملها هي عقد وكالة حيث وكل‬
‫‪3‬‬
‫مبقتضاه حامل البطاقة البنك املصدر هلا بالوفاء مبا يستحق عليه نتيجة تعامله بالبطاقة‪.‬‬

‫التكييف الرابع‪ :‬عقد قرض‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫يتم التعاقد بني مص در البطاقة وحاملها على أساس أن يق دم األول للثاين قرضا نقديا حسب اتفاقية‬
‫وشروط يوافق عليها الطرفان يوافق حتقق فيهما أركان عقد اإلقراض‪ ،‬وان عوض هذا العقد وهو املبلغ‬
‫الذي خيول مصدر البطاقة حاملها استخدامه يف احلصول على احتياجاته وهو قرض مفتوح‪ ،‬حىت يبلغ‬
‫‪4‬‬
‫هنايته فإذا مت تسديده كامال أو مقسطا خالل فرتة صالحية البطاقة‪ ،‬منح حامل البطاقة قرضاً جديدا‪.‬‬

‫التكييف الخامس‪ :‬أن العالقة بينهما تتركب من عقدين عقد الضمان وعقد القرض‪:‬‬ ‫‪-5‬‬

‫تكيـف العالقـة يف البطاقات االئتمانيـة (اإلقراضية) بني حامل البطاقـة‪ ،‬والبنك املصدر للبطاقة‪ ،‬وقابل‬
‫البطاقـة (التاجر) على أهنا ضمان‪ .‬فالبنك املصدر ضامن حلامل البطاقة أمـام قابل البطاقة‪ ،‬وحامـل البطاقة‬
‫مضمون عنه‪ ،‬وقابل البطاقة مضمون له‪ .‬ويقرتن هذا الضمان بالسمسرة والوكالة والقرض‪ .‬فإذا مل يكن‬
‫حلامل البطاقة رصيد يغطي املستحقات لدى مصدر البطاقة فتكيف العالقة بينهما على أهنا ضمان يؤول‬
‫‪ 1‬احلريب مبارك جزاء‪ ،‬التخريج الفقهي للعالقة بني مصدر بطاقة االئتمان وحاملها‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ، 2006 ،‬ص ص‪230-227‬‬
‫‪ 2‬صحيح البخاري‪ ،‬ايب عبداهلل بن حممد بن امساعيل‪ ،‬مراجعة وضبط الشيخ حممد علي القطب‪ ،‬الشيخ هشام البخاري‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬بريوت لبنان‪،‬‬
‫‪،2012‬كتاب احلواالت‪،‬رقم ‪،2287‬ص‪389‬‬
‫‪ 3‬أبو غدة‪ ،‬عبد الستار‪ ،‬بطاقة االئتمان وتكييفها الشرعي‪ ،‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬منظمة املؤمتر اإلسالمي‪ ، 1992 ،‬العدد ‪ ،7‬ج ‪،1‬ص‪366‬‬
‫عارف خليل أبو عيد‪،‬البطاقات البنكية بين الفقه والقانون‪،‬مرع سبق دكره‪،‬ص‪109‬‬ ‫‪4‬‬
‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫باس تخدام البطاق ة إىل القـرض‪ .‬وإذا ك ان حلام ل البطاق ة رص يد ل دى مص در البطاق ة يغطي املسـتحقات‬
‫فتكي ف العالق ة بينهم ا على أن البن ك ض امن حلام ل البطاق ة ووكي ل عن ه يف الس داد‪1.‬وه و األظه ر‬
‫‪2‬‬
‫واألرجح‪.‬‬

‫الفرع ‪ :02‬الرسوم التي يدفعها حامل البطاقة والخصم على التاجر‪:‬‬

‫الرسوم التي يدفعا حامل البطاقة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وال ذي ي رتجح واهلل أعلم أن هذه الرسوم اليت حيص ل عليها البنك من ط الب البطاقة‪ ،‬سواء رسوم‬
‫العضوية أو التجديد أو االستبدال ال حاجة لبيان تكييفها الشرعي‪ ،‬وإمنا هي أجر خدمات تقدمها البنوك‬
‫لطالب البطاقة‪ ،‬نظري السماح له حبملها والتمتع خبدماهتا‪ ،‬وأن مثل هذه الرسوم البد منها ألن البنك يقوم‬
‫بأعمال خمتلفة مقابل ذلك‪ ،‬منها إصدار البطاقة وإدخال معلوماهتا يف الشبكة العاملية‪ ،‬وإخبار البنوك احمللية‬
‫والعاملية والتجار هذه املعلومات‪ ،‬وكدلك السماح حلامل البطاقة من الدخول على الشبكة العاملية اليت‬
‫‪3‬‬
‫يكون البنك عضوا فيها للشراء وسحب النقود وغري ذلك من اخلدمات‪.‬‬

‫الخصم على التاجر‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ص ِدر من التاجر عمولة على مشرتيات العميل منه شريطة أن يكون بيع‬ ‫وهو جواز أخذ البنك املُ ْ‬
‫التاجر بالبطاقة مبثل السعر الذي يبيع به بالنقد‪ ،‬وهو ما صدر به قرار اجملمع رقم ‪ ،108‬ولكن يضاف‬
‫ص ِدر من التاجر مقطوعة‪ ،‬وليست نسبة مئوية؛ ألن‬ ‫إليه قيد‪ ،‬وهو أن تكون العمولة اليت يأخذها البنك املُ ْ‬
‫اخلدمات ال يت يق دمها البن ك متس اوية‪ ،‬س واء ك انت املب الغ كب رية أو ص غرية‪ ،‬ف إذا ك انت العمول ة مببل غ‬
‫‪4‬‬
‫مقطوع فهي تساوي اخلدمات خبالف إذا كانت نسبة مئوية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مزايا وعيوب البطاقة المصرفية‬


‫‪ 1‬الضوابط المستخلصة من قرارات الهيئة الشرعية لبنك البالد ‪،‬أمانة الهيئة الشرعية ‪،‬الطبعة األولى‪،‬دار الميمان للنشر والتوزيع‪، 2013 ،‬ص‪97‬‬
‫‪ 2‬صالح بن محمد الفوزان‪،‬البطاقات االئتمانية تعريفها وأخذ الرسوم على إصدارها والسحب النقدي بها‬
‫‪http://www.saaid.net/fatwa/sahm/25.htm،05/04/2022‬‬
‫‪ 3‬عارف خليل أبو عيد‪،‬البطاقات البنكية بين الفقه والقانون‪،‬مرع سبق دكره‪،‬ص‪145‬‬
‫‪ 4‬عبد المجيد اليحيى‪،‬الخصم على التاجر في بطاقات االئتمان‪https://almoslim.net/node/147168 ،05/04/2022 ،‬‬
‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫إن البطاق ات املص رفية كغريه ا من اخلدمات احلديث ة وال يت حتت وي على جمموع ة من اإلجيابي ات واملزاي ا‬
‫كما أهنا ال ختلو كذلك من السلبيات والعيوب‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المزايا التي تحققها البطاقات المصرفية‬

‫للبطاق ات املص رفية مزاي ا كث رية لك ل األط راف املتعامل ة هبا س واء املص در هلا أو حامله ا أو الت اجر أو‬
‫اجملتمع‪.‬‬

‫الفرع‪ :01‬المزايا التي تعود على مصدر البطاقة (البنك)‬

‫إن اس تحداث البطاق ات املص رفية من ط رف البن وك التجاري ة القائم ة على الرب ا ك ان بس بب رغبته ا يف‬
‫توس يع حجم الس يولة ل ديها ودل ك من خالل ت دفق املدفوعات واإلي رادات الناجتة عن الرس وم‬
‫واملس تحقات والفوائ د احلالي ة واملت أخرة‪ .‬ك ل ه ذه املدفوعات واإلي رادات متتص ها من جي وب ح املي‬
‫البطاقات من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى من جيب التاجر‪.‬‬

‫المدفوعات من حامل البطاقة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪1‬‬
‫يتقاضى مصدر البطاقة االئتمانية رسوم تأخذ أشكاالً متعددة‪:‬‬ ‫أ)‬
‫رسوم العضوية وحتصل هذه الرسوم مرة واحدة عند املوافقة على طلب العميل احلصول على‬ ‫‪‬‬
‫البطاقة‪.‬‬
‫رسوم إصدار البطاقة‪ ،‬وحيصل هذا الرسم من العميل لقاء إصدار البطاقة بامسه‪ ،‬وجيري حتديد هذا‬ ‫‪‬‬
‫الرس م وفق اً لتق دير مص در البطاق ة‪ .‬وان ك انت البن وك يف أيامن ا تص در ه ذه البطاق ات من غ ري‬
‫رسوم‬
‫‪ ‬رس وم التجدي د‪ ،‬وحيص ل عن د انته اء ص الحية البطاق ة وإص دار بطاق ة أخ رى للعمي ل ب دالً من‬
‫األوىل‪.‬‬
‫‪ ‬رسوم االستبدال‪ ،‬وحيصل هذا الرسم عند ضياع البطاقة أو تلفها أو سرقتها فيصدر البنك بدالً‬
‫عنها للعميل‪.‬‬

‫عارف خليل أبو عيد‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪47‬‬ ‫‪1‬‬


‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫رسوم مقابل السحب النقدي فإذا استعمل العميل هذه البطاقة للسحب من جهاز الصراف اآليل‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أو حىت عن طريق البنوك املشاركة يف إصدار هذه البطاقة‪ ،‬وذلك بسحب ما حيتاجه من مبالغ‬
‫نقدية‪ ،‬فإنه يرتتب عليه رسوم لقاء هذا االستخدام‪.‬‬
‫حيص ل البن ك املص در للبطاق ة على فوائ د الت أخري وذل ك بالنس بة للبطاق ات ذات الق رض‬ ‫ب)‬
‫املتجدد‪.‬‬
‫يتحص ل البن ك املص در للبطاق ة على س يولة مالي ة هام ة بس بب الت دفقات املالي ة الدوري ة من‬ ‫ت)‬
‫التجار‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المدفوعات من التاجر‪ :‬وهي على نوعني‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حسم نسبة من قيمة البضاعة املباعة بواسطة البطاقة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬رسوم وعموالت يدفعها التاجر ملصدر البطاقة لقاء اشرتاكه يف االستفادة من عمالء البطاقة‬
‫أو لقاء األجهزة املقدمة للمحالت التجارية‪.‬‬
‫بعض الفوائد التي يحققها البنك‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ ‬املنافس ة الش ديدة بني البن وك لتط وير البطاق ات املص رفية ومنحه ا العدي د من املزاي ا ي دفع‬
‫البنك اىل االعتماد على أحدث التكنولوجيا واستخدام أكفأ املوظفني ‪ ،‬وهذا ما يساهم‬
‫بطريق ة غ ري مباش رة يف حتس ني فعالي ة البن ك من جه ة‪ ،‬وحتس ني مرك زه املايل من جه ة‬
‫أخرى وجلب املزيد من العمالء اجلدد وهذا ما يعين استثمارات جديدة للبنك‪.‬‬
‫إجبار احملالت اخلدمية على فتح حسابات لدى البنك‪ ،‬وهذا ما يوفر له موارد إضافية تعد‬ ‫‪‬‬
‫استثمارا جديدا له‪.‬‬
‫ضمان عدد كبري من حاملي البطاقات كزبائن دائمني للبنك‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ت داول البطاق ة املص رفية بني املتع املني االقتص اديني يع د إش هارا للبن ك املص در‪ ،‬ك ذلك‬
‫االنتشار العاملي ومسعة البنك يف اخلارج‪.‬‬

‫الفرع ‪ :02‬المزايا التي تعود على حامل البطاقة‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد بن مكي الجرف‪،‬اآلثار االقتصادية لبطاقات االئتمان وتطبيقاتها المعاصرة(دراسة اقتصادية شرعية)‪،‬مذكرة لنيل درجة الماجستير في االقتصاد بكلية‬
‫الشريعة والدراسات اإلسالمية بجامعة أم القرى ‪، 2001،‬ص‪74‬‬
‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫بالنسبة للمستهلك مل تعد البطاقة تقدم له خدمات السفر واالستجمام فقد بل تعدت ذلك كما هو‬
‫مش اهد وملم وس‪ ،‬من متكين ه ش راء حاجيات ه املختلف ة ك ذلك توف ري اخلدمات األخ رى الالزم ة ملعيش ته‬
‫ورفاهيته كدخول املطاعم واإلقامة يف الفنادق واحلصول على تذاكر السفر اليت قد يصاحبها تأمني ضد‬
‫احلوادث واستئجار السيارات‪ ،‬يضاف اىل ذلك كله شعور املستهلك بالوجاهة والراحة النفسية عندما‬
‫يشعر أن بإمكانه الدخول اىل أكثر من نصف مليون حمل جتاري وشراء ما يريد منها دون أن يكون معه‬
‫‪1‬‬
‫فلسا واحدا‪.‬‬

‫كما ميكن تلخيص أهم املزايا يف النقاط التالية‪:‬‬

‫األمان على نفسه وأمواله من أي اعتداء أو سطو‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪2‬‬
‫التعامل مع اآلخرين بأي عملة دون احلاجة اىل محل العمالت املتعدد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬السحب الفوري للنقد من أجهزة الصرف اآليل للبنك أي احلصول على املال نقدا من مصدرها‬
‫كلنا دعت احلاجة إليه ويف أي مكان يف العامل‪.‬‬
‫الشراء بالتقسيط ألن البنك ال يلزمه بدفع وسداد الفواتري مجلة واحدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احلصول على محاية من البنك يف كون السلعة املشرتاة مستوفية للمواصفات املطلوبة‪ ،‬وهلذا أعطى‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫القانون يف أمريكا مهلة ستني يوما لالعرتاض على حمتويات فواتري املطالبة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الفرع‪ :03‬المزايا التي تعود على التاجر‪:‬‬

‫إن انتشار البطاقات يف التعامل التجاري يدل على منفعتها املتزايدة‪ ،‬ومل يبق لتجار الكبار خيار قبول‬
‫البطاقة أو رفضها‪ ،‬ألن منافسة السوق جرهتم إىل التعامل بالبطاقات على الصعيد احمللي والدويل‪.‬‬

‫جلب الزبائن‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫حينما يتعاقد البنك مع التاجر على قبول بطاقته؛ فكأمنا جيلب البنك له الزبائن ألن محلة البطاقات مل‬
‫يستص دروا البطاق ات إال الس تعماهلا ب دال من النق ود‪ ،‬ويعت رب اس تعماهلا لش راء الس لع واخلدمات تنش يطاً‬
‫للتجارة؛ مبا تدر على التجار منافع كبرية وتروج سلعتهم أكثر‪.‬‬
‫‪ 1‬منصور علي محمد القضاة‪،‬بطاقات االئتمان(اإلعتماد)‪ N‬تطبيقاتها المصرفية‪ :‬البنك اإلسالمي األردني دراسة تطبيقية‪،‬مذكرة لنيل درجة الماجستير في‬
‫اإلقتصاد اإلسالمي‪،‬جامعة اليرموك‪،‬إربد‪،‬األردن ‪،1997‬ص ص ‪54-53‬‬
‫‪ 2‬محمد بن مكي الجرف‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪63‬‬
‫‪ 3‬بكر بن عبد هللا أبو زيد‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪45‬‬
‫‪ 4‬منظور أحمد األزهري ‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ص ‪120-119‬‬
‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫ضمان قيمة السلع‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يتمتع التاجر من نظام البطاقة بضمان القيمة املستحقة للسلعة‪ ،‬حيث إن البنك بإصدار البطاقة يضمن‬
‫للتاجر حقوقه املالية والبنك ملئ‪ ،‬وقلما خيشى عليه عدم االلتزام بالسداد‪ ،‬إال أن املشرتي لو استلف من‬
‫التاجر بنفسه قد ال يكون األخري مبأمن من مماطلته أو إنكاره‪.‬‬

‫تنظيم عمليات البيع إلكترونيا‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫يق وم الت اجر بتنظيم عملي ات ال بيع إلكرتونيً ا عن د تعامل ه بالبطاق ة مبا يزي د من ض بط املع امالت التجاري ة‬
‫وزيادة أرباحها نتيجة لذلك؛ الن البطاقة تساهم يف توفري الوقت واجلهد للتاجر اللذين كان حيتاج إليهما‬
‫يف حالة عدم قبول البطاقة‪.‬‬

‫األمان على المال ومنع تالعب العمال‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫بوفر قبول البطاقة األمان للتاجر على أمواله اليت كانت عرضة للخطر أو السطو املسلح لو بقيت يف‬
‫حمل الت اجر‪ ،‬وبالت ايل ك ان ميكن للم وظفني يف احملل التالعب بتل ك األم وال بط رق خمتلف ة ق د ت ؤدي إىل‬
‫سرقتها أيضا‪.‬‬

‫الحماية من الشيكات المزورة‪:‬‬ ‫‪-5‬‬

‫غالبا ما خياف التجار من التزوير يف كتابة الشيكات‪ ،‬وعدم وجود رصيد وراءها وبالتايل عدم قبول‬
‫البنوك هلا بينما ال خيشى ذلك يف نظام البطاقة‪ ،‬بل حتول املستحقات املالية فورا إىل حساب التاجر مبجرد‬
‫وصول إشعارات البيع‪.‬‬

‫دعاية مجانية‪:‬‬ ‫‪-6‬‬

‫تص در املنظم ات الراعي ة للبطاق ة بالتع اون م ع البن وك ق وائم احملال التجاري ة س نويا ال يت تقب ل بطاقات ه‪،‬‬
‫فب ذلك ينش ر اس م احملل التج اري بني األس واق وال دوائر املالي ة ويس تفيد الت اجر من ه ذه الدعاي ة اجملاني ة‬
‫بوسائل اإلعالم املختلفة ولو قام عليها بنفسه لكلفته أمواال كثرية‪.‬‬
‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫البطاقة تحفز على اإلنفاق‪:‬‬ ‫‪-7‬‬

‫تعطي البطاق ة ش عور الغ ىن حلامله ا مؤقت ا فيق وم بش راء أش ياء مغري ة وإن مل يكن حمتاج ا إليه ا حقيق ة‪،‬‬
‫ويستفيد التجار من هذا الشعور لدى محلة البطاقات؛ ألنه حيفزهم على اإلنفاق مما يزيد من طلب السوق‬
‫وبالتايل يزيد من منافع التجار برتويج سلعتهم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عيوب وسلبيات البطاقات المصرفية‬

‫إن اخلدمات املص رفية احلديث ة حتم ل يف طياهتا إجيابي ات‪ ،‬س لبيات‪ ،‬فوائ د ومش اكل عن اس تخدامها‪،‬‬
‫وقد تطرقنا سابقا إىل فوائد وإجيابيات البطاقة املصرفية وانعكاساهتا على األطراف املتعاملة هبا‪ ،‬فإنه من‬
‫الطبيعي أن نتعرف ولو بإجياز عن العيوب‪ ،‬السلبيات واملشاكل املرتتبة عن هذا االستخدام‪ .‬فأحيانا يوجه‬
‫النق د للبطاق ات املص رفية على أهنا تغ ري األف راد على الش راء أك ثر مما حيتمل ون أو بعب ارة أخ رى "اتس اع‬
‫الطلب الك اذب واإلس راف يف الش راء للس لع واخلدمات ألن الش راء ليس اعتم ادا على ال دخل وال على‬
‫‪1‬‬
‫رصيده يف البنك ولكن على توقع مستوى الدخل يف املستقبل"‬

‫كما ميكن تلخيص بعض أهم عيوب استخدام البطاقات املصرفية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬نسيان حامل البطاقة (صاحبها) الرقم السري باستمرار مما يضطر إىل كتابته على البطاقة نفسها‬
‫أو يف مفكرة ويف حالة سرقة البطاقة أو ضياعها يسهل على الشخص الذي وجدها استخدامها‪.‬‬
‫‪ -2‬تك ون عرض ة للس رقة وبالت ايل يس تخدمها الس ارق يف ش راء الس لع واخلدمات‪ ،‬خصوص ا يف ظ ل‬
‫التطور اهلائل يف جمال القرصنة واهلاكر على مستوى شبكة االنرتنيت‪ ،‬واليت يكثر فيها استخدام‬
‫البطاقات املصرفية‪.‬‬
‫كثرة الرسوم والفوائد اليت يدفعها حامل البطاقة‪ ،‬خاصة غرامات التأخري (الفوائد الربوية)‬ ‫‪-3‬‬
‫‪2‬‬
‫تقليل معدل االدخار للفرد حامل البطاقة‪ ،‬وتراكم الديون‬ ‫‪-4‬‬

‫منصور علي محمد القضاة‪،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ‪61‬‬ ‫‪1‬‬

‫بكر بن عبد هللا أبو زيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪51‬‬ ‫‪2‬‬
‫الفصــــــــل األول‪ ...............................................................................:‬البطاقات المصرفية ومجال وشروط استعمالها‬

‫من سلبيات البطاقات املصرفية على التاجر‪ ،‬خضوعه لشروط متعددة من جانب البنوك التجارية‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وخصم نسب من أرباحه لدى هذه البنوك املصدرة للبطاقة‪.‬‬
‫ومن أش د مض ار ه ذه البطاق ة يف الع امل اإلس المي على وج ه اخلص وص وهي دول مس تهلكة يف‬ ‫‪-6‬‬
‫الغالب‪ ،‬أن استخدام البطاقات املصرفية جير على مستخدميها سيال من الديون لقاء فوائد التأخري‬
‫‪1‬‬
‫فيصبح حاملها مثقال بالديون املرتاكمة للبنوك مما ينعكس على مستوى حياة األفراد‪.‬‬

‫خاتمة الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن من أهم املم يزات املتفوقة للنظ ام املص ريف اعتم اده على آلي ات دف ع ومنتج ات متط ور مس تخدمة يف‬
‫ذل ك تكنولوجي ا متط ورة من أمهه ا البطاق ات املص رفية وال يت لعبت بواس طتها دورا كب ريا واحتلت مكان ا‬
‫مرموق ا ومتنافس ا لوس ائل ال دفع يف املص ارف الغربي ة‪ ،‬أين حققت تط ورا يف جمال التس وية وتنمي ة ط رق‬
‫الدفع‪ ،‬كل ه ذا نتيج ة ملا تتميز ب ه ه ذه البطاقات من إجيابيات أمهها توفري عامل السيولة وقت احلاجة‬
‫بسهولة تامة والدقة و األمان والطمأنينة ‪ ،‬كما ال خيفي الدور الذي لعبته يف جمال التنمية و تطوير اجلهاز‬
‫املص ريف ومال ه من انعك اس اجيايب على التنمي ة االقتص ادية من خالل زي ادة حجم املع امالت وكس ب‬
‫السرعة يف التداول اليت تعد مقياسا مهما لدرجة التطور االقتصادي و املصريف‪.‬‬

‫ولعل أهم ما يويل اهتمامنا هو وجود بطاقات مصرفية شرعية تتماشى مع الشريعة االسالمية تبنتها‬
‫البن وك االس المية وال يت ختتل ف مب دئيا عن البطاق ات املص رفية للمص ارف الربوي ة من جه ة ‪،‬وعن م دى‬
‫وصول هذه البطاقات واستعماهلا من طرف األفراد واملؤسسات ومسامهتها يف تعزيز الشمول املايل من‬
‫جهة أخرى ‪ ،‬وهذا ما سنتطرق له يف الفصل الثالث‪.‬‬

‫عرف خليل أبو عيد ‪ ،‬مرجع سبق دكره ‪ ،‬ص‪55‬‬ ‫‪1‬‬

You might also like