You are on page 1of 26

1

‫أبيض‬

‫ملخص البحث‬
‫استهدفت هذه الدراسة بحث موضوع التالعب في األسواق المالية‬
‫مركزة على التالعب باألسعار في أسواق األوراق المالية‪ .‬وقد استعرضت‬
‫تعريفات التالعب في اللغة واالصطالح‪ ،‬كما تناولت أنواع التالعب‬
‫وصوره‪ ،‬وحكمه في القانون والشريعة‪ ،‬وكذا آثاره االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ .‬وقد تم تناول هذا الموضوع من خالل استحضار موضوع‬
‫المضاربة في األسواق المالية كونها وثيقة الصلة بموضوع التالعب‪ ،‬وهو‬
‫ما حتم تعريف المضاربة‪ ،‬وبحث حكمها الشرعي والفرق بينها وبين‬
‫التالعب‪ .‬وقد خلص البحث إلى جملة من النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫أما النتائج فأهمها‪:‬‬
‫‪ -‬التالعب في االصطالح المالي سلوك متعمد يهدف لخداع المستثمرين من‬
‫خالل التحكم أو التأثير في السوق على ورقة مالية‪.‬‬
‫‪ -‬المضاربة في األسواق المالية تختلف عن التالعب‪ ،‬فالمضاربة فيها‬
‫اإليجابي المشروع والسلبي غير المشروع‪ ،‬أما التالعب فسلوك سلبي‬
‫غير مشروع‪.‬‬
‫‪ -‬من أبرز أسباب التالعب ضعف القيم العقدية واألخالقية لإلنسان‬
‫«المتالعب»‪ ،‬وهو ما يؤكد قوة العالقة بين ما يعتقده اإلنسان وربي‬
‫عليه‪ ،‬وبين ما يفعله‪.‬‬
‫اصطناعيا‬
‫ً‬ ‫‪ -‬للتالعب آثار اقتصادية واجتماعية سيئة‪ ،‬فهو يحدث تذبذباً‬
‫عنيفا في الورقة المالية مما يعكس قيمة صناعية للورقة المالية‪ .‬وهو ينقل‬‫ً‬
‫المتاجرة في األوراق المالية من مخاطرة مشروعة إلى مقامرة تربح فيه‬
‫‪2‬‬
‫القلة ما تخسره الكثرة الكاثرة‪ ،‬وهو فوق كل هذا يسن سنة الجشع والطمع‬
‫في الربح السريع الذي يفضي إلى السعي إلى البحث عن الربح على‬
‫حساب اإلضرار باآلخرين‪.‬‬
‫أما التوصيات‪ ،‬فإن البحث يوصي باآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد مبدأ «الوقاية خير من العالج» في معالجة مشكلة التالعب في‬
‫األسواق المالية‪ ،‬وذلك من خالل بحث أسباب التالعب في األسواق‬
‫المالية‪ ،‬ومعالجتها من جذورها‪.‬‬
‫‪ -‬توعية المستثمرين بأساليب وصور التالعب حتى يتسنى لهم توقي الحذر‬
‫من أن يقعوا في شراك المتالعبين‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير آليات ووسائل فعالة تضمن من جهة شفافية عالية للتداول‪ ،‬كما‬
‫تسمح بكشف أساليب وصور التالعب‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير أطر قانونية فعالة تنظم أسواق األوراق المالية على المستوى‬
‫المحلي‪ ،‬وتعصمه من اختراق المتالعبين الدوليين‪.‬‬
‫‪ -‬سن قوانين صارمة تردع المتالعبين من خالل عقوبات تسلط عليهم‪.‬‬

‫مقــدمــــة‬
‫لقد تكررت انتقادات ممارسات سماسرة ووسطاء وخبراء األسواق‬
‫المالية وكبار المستثمرين عادين إياها مخالفة ألخالقيات المهنة وقيم‬
‫وتعاليم الشريعة اإلسالمية‪ .‬غير أن هذه االنتقادات ظلت محدودة األثر‬
‫نظرا لحركية السوق المالية وتوسعها والكسب اآلني الذي حققته‪ .‬وعلى إثر‬ ‫ً‬
‫أزمة سوق األسهم في بعض دول الخليج وكذا األزمة المالية العالمية التي‬
‫تحايال‬
‫ً‬ ‫عصفت باالقتصاد العالمي وأسواقه المالية‪ ،‬اشتد التنديد بما اعتبر‬
‫على المستثمرين وحاملي األوراق المالية‪ ،‬من خالل التالعب بالمعطيات‬
‫والمعلومات لتضليل المستثمرين واستنزاف أموالهم‪ ،‬السيما بعدما أصدرت‬
‫جملة من الدول الغربية قوانين ولوائح تمنع فيها التالعب في سوق األوراق‬
‫‪3‬‬
‫المالية وتضع له قوانين صارمة لمعاقبة المتلبسين به‪ .‬فعلى إثر هذه‬
‫المراجعة الغربية وكذا اآلثار السلبية للتالعب نحت الدول اإلسالمية منحى‬
‫الدول الغربية في مواجهة هذه التالعبات في سوق األوراق المالية‪ ،‬غير أن‬
‫ما أضيف إلى هذه األسواق أن البحث لم يتناول فقط البعد القانوني‬
‫االقتصادي لهذه القضية‪ ،‬وإنما البعد الشرعي كون األسواق المالية‬
‫اإلسالمية تحكمها في معامالتها الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫وفي اآلتي تحليل نقدي للتالعب في األسواق المالية سيتم تناوله من‬
‫خالل المباحث اآلتية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التالعب‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التالعب والمضاربة‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أقسام وضابط التالعب في األسواق المالية‬
‫المبحث الرابع‪ :‬المتالعبون في األسواق المالية وأساليبهم‬
‫المطلب األول‪ :‬المتالعبون في األسواق المالية‬
‫المبحث الرابع‪ :‬صور التالعب في األسواق المالية التي يجرم عليها‬
‫النظام وحكمها الشرعي‬
‫المبحث الخامس‪ :‬صور المضاربة في األسواق المالية التي ال يجرم‬
‫عليها القانون وحكمها الشرعي‬
‫المبحث السادس‪ :‬اآلثار السلبية للتالعب في األسواق المالية‬
‫نتائج وتوصيات البحث‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‬
‫مفهوم التالعب‬
‫المطلب األول‪ :‬التالعب لغة‪:‬‬
‫التالعب لغة مأخوذ من اللعب وهو ضد الجد وهذا في أصل‬
‫االستعمال‪ .‬وللتالعب معاٍن أخرى منها‪:‬‬
‫‪ -1‬السير بقوم إلى وجهة لم يقصدوها كما في حديث تميم والجساسة‬
‫عندما قال‪ :‬فلعب بنا الموج شهراً‪ .‬قال ابن منظور‪« :‬سمي‬
‫اضطراب الموج لعباً لما لم يسر بهم إلى الوجه الذي أرادوه»‪.‬‬
‫‪ -2‬التحٌّيل أو االحتيال‪ .‬قال ابن سيده‪ :‬االحتيال والَّتَح ُّو ل والَّتَح ُّيل كل‬
‫ذلك الحذق وجودة النظر والقدرة على دقة التصرف‪.‬‬
‫‪ -3‬الخداع وهو إظهار اإلنسان خالف ما يبطن‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -4‬الغش‪ :‬نقيض النصح وإظهار خالف ما يضمره اإلنسان ‪.‬‬
‫والرابط بين كل هذه المعاني اللغوية هو البعد السلبي غير السوي‬
‫للتالعب‪ ،‬والنية السيئة من خالل تحقيق مصلحة خاصة على حساب إلحاق‬
‫الضرر باآلخرين‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التالعب في االصطالح المالي‬
‫يطلق لفظ التالعب في االصطالح المالي على الحركة التي تحدث في‬
‫سوق السلع أو الصرف أو األوراق المالية‪ ،‬والتي بكون أبطالها عادة‬
‫المطلعون وصناع السوق والخبراء‪ .‬ويقابل مصطلح التالعب في اللغة‬
‫اإلنجليزية (‪.Manipulation)2‬‬
‫بالتزامن مع تأسيس‬ ‫(‪)1‬‬
‫والتالعب في األسواق المالية تم تناوله عند الغرب‬
‫سوق األوراق المالية بأمستيردان في القرن السابع عشر ‪ ،‬وفي اإلطار‬
‫التشريعي تناوله المشرع األمريكي ضمن المادة العاشرة (ب) من قانون‬
‫البورصة لعام ‪ 1934‬ضمن الالئحة رقم ‪10‬ب ‪ 5‬من األحكام العامة‬
‫لمكافحة االحتيال‪ .‬وهذا خالفا للدول العربية واإلسالمية التي لم يظهر فيها‬
‫مصطلح التالعب في إطار التداوالت المالية إال في زمن قصير‪ ،‬وذلك‬
‫لحداثة السوق المالية في هذه الدول(‪.)2‬‬
‫وما يميز تعريفات التالعب في االصطالح الغربي المتعلق باألسواق‬
‫المالية أنه غلب عليها المعنى السلبي للمصطلح والنية السيئة للمتالعب‪،‬‬
‫( ‪ )1‬انظر المعنى اللغوي عند بن منظور‪ :‬لسان العرب ج‪ ،1‬ص‪ ،739‬وج‪ ،8‬ص‪ 63‬ـ وج‪ ،11‬ص‪،184‬‬
‫( وابن األثير‪ :‬الفائق في غريب الحديث‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،317‬والفيروز آبادي‪ :‬القاموس المحيط‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.744‬‬
‫‪ )2‬للمصطلح في لغتها الالتينية واإلنجليزية معان كثيرة منها التالعب المعالجة والبارعة والتدبير والتحوير‪.‬‬
‫( ‪ )1‬انظر‪Asim Ijaz Khwaja, Atif Mian Unchecked intermediaries:Price Manipulation in an ،‬‬
‫‪ .Emerging Stock Market. Journal of Financial Economics 78 (2005) 203–241‬ص‪.205‬‬
‫( ‪ )2‬لقد تأسست هيئة سوق األوراق المالية السعودية سنة ‪1426‬هـ‪ ،‬وهيئة سوق األوراق المالية والسلع سنة‬
‫‪2000‬م‪ ،‬وهيئة سوق األوراق المالية الماليزية سنة ‪1994‬م‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫وإن ُأقر بأن معناه العام قد يتناول أموراً إيجابية مثل المعالجة بمهارة‬
‫والحذق والتدبير وحسن تدبير مصالح مستثمري المؤسسة المالية‪.‬‬
‫ومن أبرز هذه التعريفات تعريف هيئة األوراق المالية والبورصة‬
‫(األمريكية) (‪ )SEC‬حيث عرفت التالعب بأنه‪« :‬سلوك متعمد يهدف لخداع‬
‫المستثمرين من خالل التحكم أو التأثير في السوق على ورقة مالية‪.‬‬
‫والتالعب يمكن أن ينطوي على عدد من التقنيات للتأثير على العرض أو‬
‫الطلب على األسهم‪ .‬وهو يشمل نشر معلومات كاذبة أو مضللة عن شركة‬
‫للحد بشكل غير صحيح من عدد األسهم المتاحة للجمهور‪ ،‬أو تزوير‬
‫العروض أو األسعار أو المتاجرات لخلق صورة زائفة أو مضللة عن‬
‫الطلب على ورقة مالية‪ .‬ويخضع المتورطون في التالعب لعقوبات مدنية‬
‫وجنائية»(‪.)3‬‬
‫وإلى جانب هيئة األوراق المالية والبورصة األمريكية‪ ،‬نجد تعريف‬
‫االتحاد األوروبي ممثالً بالبرلمان األوروبي ومجلس الشيوخ في ورقته‬
‫التوجيهية رقم ‪ EC/2003/6‬بتاريخ ‪ 28‬يناير ‪ 2003‬حول تعامالت‬
‫المطلعين على السوق والتالعب في األسواق المالية (سوء استغالل السوق)‬
‫حيث عرف التالعب بأنه‪:‬‬
‫( أ ) تعامالت أو أوامر المتاجرة التي‪:‬‬
‫‪ -‬تعطي‪ ،‬أو من المرجح أن تعطي إشارات كاذبة أو مضللة عن‬
‫العرض والطلب‪ ،‬أو أسعار األدوات المالية‪.‬‬
‫‪ -‬تؤمن لشخص أو أشخاص يعملون بالتعاون مستوى سعري غير‬
‫طبيعي أو اصطناعي ألداة أو عدة أدوات مالية‪.‬‬
‫ويستثنى من هذا أي شخص له أسباب مشروعة للقيام بهذه الصفقات‬
‫أو إصدار أوامر المتاجرة‪ ،‬وأن هذه الصفقات أو أوامر المتاجرة تتفق‬
‫مع ممارسات السوق المقبولة‪.‬‬
‫(ب) تعامالت أو أوامر المتاجرة التي تستخدم أدوات مشبوهة أو أي شكل‬
‫من أشكال الخداع أو الحيل‪.‬‬
‫( ج ) نشر معلومات عبر وسائل اإلعالم بما في ذلك اإلنترنت‪ ،‬أو بأي‬
‫وسيلة أخرى تعطي أو يرجح أن تعطي إشارات كاذبة أو مضللة عن‬
‫األدوات المالية‪ ،‬بما في ذلك نشر الشائعات واألخبار الخاطئة أو‬
‫المضللة التي يكون فيها الشخص الذي قام بنشرها على علم أو من‬
‫المؤكد أن يكون على علم بأن المعلومات مزيفة أو مضللة(‪.)1‬‬
‫أما الئحة سلوكيات السوق الصادرة عن مجلس هيئة سوق األوراق‬
‫تعريفا‬
‫ً‬ ‫المالية السعودية ضمن اللوائح التنفيذية للسوق‪ ،‬فإنها وإن لم تذكر‬
‫حديا للتالعب غير أنها بينت في مقدمة الئحة «سلوكيات السوق» وضمن‬ ‫ً‬
‫فقرة «منع التالعب في السوق» أن التالعب هو إدخال أمر أو تنفيذ صفقة‬
‫يهدف إلى تكوين انطباع كاذب أو مضلل لوجود نشاط تداول في الورقة‬
‫( ‪http://www.sec.gov/answers/tmanipul.htm)3‬‬
‫(‪http://eur-lex.europa.eu/LexUriServ/LexUriServ.do?uri=CELEX:32003L0124:EN:NOT )1‬‬

‫‪6‬‬
‫مصطنع لطلب أو‬ ‫المالية أو اهتمام بشرائها أوبيعها‪ ،‬أو بهدف تكوين سعر‬
‫عرض أو تداول الورقة المالية أو أي ورقة مالية ذات عالقة(‪.)1‬‬
‫وقد نحت جل التعريفات المسطرة في القواميس والكتب واألبحاث هذا‬
‫المنحى‪ ،‬فقد عرف قاموس أركابيتا للعلوم المصرفية والمالية مصطلح‬
‫‪ Speculation‬بأنه‪ :‬التالعب بأسعار أوراق مالية أو سلع بالبيع والشراء لخلق‬
‫ظروف توحي بوجود إقبال على الورقة المالية أو السلع مما يؤدي إلى‬
‫ارتفاع أسعارها(‪.)2‬‬
‫وعرفه الدكتور محمد السحيباني بأنه «التصرفات التي يقوم بها‬
‫متداول أو مجموعة من المتداولين إلحداث فرق مقصود بين سعر الورقة‬
‫المالية وقيمتها بهدف الربح على حساب بقية المتداولين في السوق»(‪.)3‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫التالعب والمضاربة‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف المضاربة‪:‬‬
‫لقد انقسم المعرفون للمضاربة في سوق األوراق المالية قسمين‪ :‬قسم‬
‫عرفها تعريفا يحمل دالالت إيجابية‪ ،‬وقد غلب هذا على التعريفات الغربية‬
‫للمضاربة والمضارب‪ ،‬وكذا كثير من القواميس والكتب العربية‪ .‬فمن بين‬
‫تعريفات التي نحت هذا المنحى تعريفها بأنها‪:‬‬
‫‪ -‬تقدير فرص الكسب النتهازها‪ ،‬واحتماالت الخسارة الجتنابها‪.‬‬
‫‪ -‬بيع أو شراء أوراق مالية لالستفادة من فروق األسعار الناتجة عن تنبؤ‬
‫في تغيرات قيمها‪.‬‬
‫‪ -‬عملية مالية أو تجارية بغرض االستفادة من التذبذب الطبيعي للسوق‬
‫بقصد تحقيق الربح‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في نشاطات مالية ذات طابع خطر لكنها تحمل في ثناياها عائدًا‬
‫مجزيًا‪.‬‬

‫‪http://www.cma.org.sa/cma_cms/upload_sec_content/dwfile277/Behaviour_12_1_2005.pdf‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪،‬‬


‫((‪ )2‬قاموس أركابيتا للعلوم المصرفية والمالية (بيروت‪ ،‬مطبعة كركي الطبعة الثانية ‪2008‬م) ص‪.537‬‬
‫‪ )3‬محمد بن إبراهيم السحيباني التالعب في األسواق المالية البعد االقتصادي‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪7‬‬
‫وقد اعتبرت كثير من الكتابات الغربية المضارَب مستثمراً يملك خبرة‬
‫وهذا ما يميزه عن بقية‬ ‫أعمق وأوسع من غيره تمكنه من تحمل خطر أكبر‪،‬‬
‫المستثمرين الذين ال يقوون على تحمل مخاطر عالية(‪.)1‬‬
‫نقديا بناء على تقديرهم لغالب‬
‫ً‬ ‫بينما نحت تعريفات أخرى منحى‬
‫مراميها وتطبيقاتها وتداعياتها السلبية على السوق‪ .‬ومن بين هذه التعريفات‬
‫تعريفها بأنها‪:‬‬
‫‪ -‬بيع أو شراء صوريان ليس بغرض االستثمار‪ ،‬ولكن بغرض االستفادة‬
‫من التغيرات التي تحدث في القيمة السوقية لألوراق المالية في األجل‬
‫القصير جداً‪ ،‬حيث ينخفض بشدة معدل االرتباط بين القيمة السوقية‬
‫لألوراق المالية من ناحية‪ ،‬والقيمة االسمية والدفترية من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬بيع وشراء صوريان لالستفادة من فروق األسعار‪.‬‬
‫‪ -‬قبول التعرض لمخاطر كبيرة وعلى األخص في محاولة توقع األحداث‬
‫المستقبلية والمغامرة بما يشبه المقامرة على أمل تحقيق أرباح سريعة‬
‫وكبيرة‪.‬‬
‫لالستفادة من فروق األسعار الناتجة‬ ‫‪ -‬بيع أو شراء ال لحاجة راهنة‪ ،‬ولكن‬
‫عن التنبؤ بتغيرات قيم األوراق المالية(‪.)1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الفرق بين التالعب والمضاربة‪:‬‬
‫وبالرغم من أن التفريق بين المضاربة والتالعب يخضع لتوجيه‬
‫تعريفات المصطلحين‪ ،‬غير أن ما يمكن أن ُيخلص إليه من عموم التعريفات‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬تتفق جل قوانين هيئات األوراق المالية العالمية على تجريم التالعب‬
‫من حيث المبدأ‪ ،‬وتختلف في ضابط ما يعد تالعباً وما ال يعد‪ ،‬بينما تضع‬
‫جل قوانين هيئات األوراق المالية والبورصة المضاربة في دائرة‬
‫الممارسات المشروعة من حيث المبدأ‪ ،‬وأن الذي يخرجها عن دائرة‬
‫الشرعية القانونية عوامل تطرأ عليها‪.‬‬
‫‪ -‬تتفق المضاربة مع التالعب من حيث كونهما يقومان على المخاطرة‬
‫برأس المال‪ ،‬غير أنهما يختلفان في تكييف المخاطرة من حيث وصولها‬
‫إلى مقامرة حقيقية محرمة شرعاً‪.‬‬
‫‪ -‬يقسم كثير من الخبراء والقانونيين المضاربة إلى مشروعة وغير‬
‫مشروعة‪ ،‬بينما يتفقون على أن التالعب غير مشروع‪ .‬وعليه يرى‬
‫بعضهم أن مصطلح المضاربة غير المشروعة مرادف للتالعب‪.‬‬
‫‪ -‬المتالعب يصنع المعلومات التي يستخدمها في استراتيجية تداوله‪ ،‬في‬
‫حين أن المضارب يتداول بناء على معلومات عامة أو خاصة استفادها‪.‬‬
‫‪ -‬يذهب جمهور علماء الشريعة إلى تحريم أساليب التالعب الممارسة في‬
‫األسواق المالية العالمية‪ ،‬بينما يختلفون في الحكم الشرعي ألساليب‬
‫المضاربة المتداولة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫( ‪ )1‬انظر التعريفات عند حسين عمر‪ :‬الموسوعة االقتصادية‪ ،‬ص‪ ،440‬ومحمد شعبان البرواوي‪ :‬بورصــة‬
‫األوراق المالية من منظـور إسـالمي‪ ،‬ص‪ ،173 -170‬وصـالح بن أحمـد الـبربري‪ :‬المضـاربة والتالعب‬
‫باألسعار في سوق األوراق المالية‪ ،‬صالح بن أحمد الــبربري ص‪ ،3‬ورفيــق يــونس المصــري‪ :‬المضــاربة‬
‫( على األسعار بين المؤيدين والمعارضين‪ ،‬ص ‪.3 ،2‬‬
‫‪ )1‬المراجع نفسها‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫أقسام وضابط التالعب في األسواق المالية‬
‫المطلب األول‪ :‬أقسام التالعب‬
‫لقد ذكر الباحثون لموضوع التالعب في أسواق األوراق المالية أقساماً‬
‫ثالثة للتالعب هي‪:‬‬
‫‪ -1‬التالعب القائم على أساس اإلجراءات التي تغير القيمة الفعلية أو‬
‫المفترضة لألصول‪.‬‬
‫‪ -2‬التالعب القائم على المعلومات‪ ،‬أي التالعب على أساس نشر معلومات‬
‫أو شائعات كاذبة مضللة‪.‬‬
‫‪ -3‬التالعب القائم(‪)1‬على التجارة‪ ،‬أي التالعب على أساس حجم أوامر‬
‫الشراء والبيع ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ضابط التالعب في األسواق المالية‪:‬‬
‫لقد وضعت هيئات األسواق المالية جملة من الضوابط لعد ممارسة من‬
‫الممارسات تالعبا في السوق المالية‪ ،‬وهي تتلخص في‪:‬‬
‫‪ -1‬التعمد في خداع المستثمرين من خالل التحكم أو التأثير في السوق على‬
‫ورقة مالية‪.‬‬
‫‪ -2‬التأثير على العرض أو الطلب على األسهم من خالل نشر معلومات‬
‫كاذبة أو مضللة عن شركة‪.‬‬
‫‪ -3‬تزوير العروض أو األسعار أو المتاجرات لخلق صورة زائفة أو مضللة‬
‫عن الطلب على ورقة مالية‪.‬‬
‫‪ -4‬نشر معلومات عبر وسائل اإلعالم أو بأي وسيلة أخرى تعطي أو‬
‫يرجح أن تعطي إشارات كاذبة أو مضللة عن األدوات المالية‪.‬‬
‫‪ -5‬إدخال أمر أو تنفيذ صفقة يهدف إلى تكوين انطباع كاذب أو مضلل‬
‫لوجود نشاط تداول في الورقة المالية أو اهتمام بشرائها أو بيعها‪ ،‬أو‬
‫بهدف تكوين سعر مصطنع لطلب أو عرض‪ ،‬أو تداول الورقة المالية‪،‬‬
‫أو أي ورقة مالية ذات عالقة‪.‬‬

‫‪ )1‬انظر‪Arkadev chatterjea, Joseph A. Cherian, and Robert A. Jarrow. Market manipulation and ،‬‬ ‫(‬
‫‪.Corporate Finance: A New Perspective.p201-202‬‬
‫‪9‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫المتالعبون في األسواق المالية وأساليبهم‬
‫المطلب األول‪ :‬المتالعبون في األسواق المالية‬
‫هناك عدة فئات من المتعاملين الذين يمكن لهم التالعب في السوق‬
‫بحسب اإلمكانيات التي يملكونها والمناصب التي يتقلدونها‪ ،‬ومن هؤالء‪:‬‬
‫‪ -1‬المدراء التنفيذيون والذي يكون لديهم اطالع من الداخل على الوضع‬
‫الحقيقي للشركات‪ .‬وهؤالء ربما يكون لهم دور في نشر بعض‬
‫المعلومات المضللة‪ ،‬أو إخفاء بعض الحقائق‪ ،‬أو التحكم في وقت نشر‬
‫بعض المعلومات الحقيقية لتحقيق نوع من المكاسب‪.‬‬
‫‪ -2‬المحاسبون والمدققون سواًء الداخليون أو الخارجيون الذي يمكنهم‬
‫التالعب ببعض البيانات المحاسبية إلعطاء انطباع جيد عن وضع‬
‫الشركة‪ ،‬وهو ما اصطلح على تسميته بالمحاسبة اإلبداعية(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬المحترفون في األسواق المالية كالمحللين الماليين وخبراء االقتصاد‬
‫والبنوك‪ ،‬وحتى مدراء الصناديق االستثمارية الذين تتوفر لديهم سيولة‬
‫كبيرة جدًا‪.‬‬
‫‪ -4‬بعض المسؤولين في الدوائر المالية الرسمية إما مباشرة أو بغض‬
‫الطرف عن بعض األالعيب والممارسات غير األخالقية‪.‬‬
‫على أسعار السهم نتيجة الكميات‬ ‫‪ -5‬كبار مالك األسهم الذين يمكنهم التأثير‬
‫الكبيرة التي يملكونها من سهم منشأة ما(‪.)2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أساليب التالعب في األسواق المالية‬
‫هناك مجموعة من أساليب التالعب تختلف باختالف الغرض‬
‫وباختالف األطراف المتالعبة يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬المحاسبة اإلبداعية هي فن إبراز البيانات المالية المحاسبية للشركة بصورة تعطي انطباعًا جيدًا عن‬ ‫(‬

‫وضع الشركة المالية مما يؤدي إلى تعزيز أو رفع سعر سهمها في السوق على الرغم من أن الحقيقة غير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫(‬
‫‪ )2‬انظر‪ ،‬الئحة سلوكيات السوق الصادرة عن مجلس هيئة السوق المالية بالممكلة العربية السعودية‪ ،‬سنة‬
‫‪2004‬م المادة الرابعة‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -1‬المشاركة في سلسلة من الصفقات الضخمة على سهم منشأة بحيث‬
‫تظهر تلك الصفقات على شاشات التدوال مما يعطي انطباعًا عن نشاٍط‬
‫مكثف أو احتمال بتحرك سعر السهم‪ .‬وهو ما يؤدي إلى جذب كثير من‬
‫المستثمرين إلى السهم مما يسهل على المتالعب بيع أسهمه وتحقيق‬
‫بعض المكاسب‪.‬‬
‫‪ -2‬التالعب المعلوماتي في أسعار األوراق المالية المتداولة في السوق من‬
‫خالل التالعب في المعلومات عن طريق اإلفصاح االنتقائي لألخبار‪،‬‬
‫أو بث الشائعات غير الصحيحة‪ ،‬أوبناء توقعات مستقبلية للشركة ال‬
‫أساس لها من الصحة‪ .‬والهدف من ذلك تحريك األسعار في االتجاه‬
‫الذي يناسب المتالعب إما صعودًا أو هبوطًا‪.‬‬
‫‪ -3‬فتح حسابات متعددة للّتداول‪ :‬حيث يلجأ المتالعب وخصوصاً إذا كان ذا‬
‫كفاءة مالية عالية إلى فتح حسابات متعددة بحيث يضفي شرعية على‬
‫عمليات التداول الكبيرة التي تتم بين حساباته المختلفة‪ .‬هذا األسلوب‬
‫يمّك ن المتالعب من التحكم في العرض والطلب على سهم منشأة ما‪،‬‬
‫خصوصا إذا كان رأس مالها قليًال‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -4‬التالعب السوقي من خالل شراء أو بيع كميات كبيرة من سهم معين‬
‫بغية رفع أو خفض سعره بشكل سريع وغير نظامي ‪.‬‬
‫‪ -5‬الشراء أو البيع في ختام السوق وبكميات كبيرة في محاولة للتأثير على‬
‫سعر اإلغالق لورقة مالية ما إلعطاء انطباع مخادع بأن هناك اهتمامًا‬
‫بالسهم‪.‬‬
‫‪ -6‬أسلوب الصدمات السعرية حيث يعمد عدد من المتالعبين بعد االتفاق‬
‫فيما بينهم إلى المضاربة بشكل واسع على سهم ما‪ ،‬بحيث تتحطم نظرية‬
‫العرض والطلب مما يدفع كثيرًا من المتعاملين إلى البيع أو الشراء‬
‫بكميات كبيرة‪ .‬على سبيل المثال يقوم المتالعبون بشراء أو بيع كميات‬
‫كبيرة من سهم نشط بحيث يوحي ذلك التعامل بأنه عند شراء كميات‬
‫كبيرة من ذلك السهم فإن سعره مرشح للصعود‪ ،‬أو أن بيع كميات كبيرة‬
‫منه سيدفع سعره للهبوط‪ .‬وبالتالي يحدث نوعًا من الصدمة السعرية‬
‫حول السهم تدفع بقية المستثمرين لشرائه أو بيعه بكميات هائلة‪.‬‬
‫‪ -7‬التدوير وهو إيجاد إيحاء لحالة معينة من النشاط غير الطبيعي على‬
‫تداوالت سهم منشأة ما من خالل بيع وشراء وانتقال غير حقيقي ما بين‬
‫محافظ ذات وعاء استثماري واحد بكميات ضخمة خالل فترات محددة‪،‬‬
‫مما يساعد على اجتذاب كثير من المتعاملين إلى تلك الدائرة بسبب ذلك‬
‫النشاط الوهمي(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ ،‬عصام حسين‪ :‬أسواق األوراق المالية ( البورصة)‪ ،‬ص‪ 238‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫صور التالعب في األسواق المالية التي يجرم عليها النظام‬
‫وحكمها الشرعي‬
‫المطلب األول‪ :‬صور التالعب في األسواق المالية التي يجرم عليها‬
‫النظام‪:‬‬
‫لقد ارتأت بعض اللوائح المنظمة لسوق األوراق المالية عدم ذكر‬
‫نوعا من‬
‫ً‬ ‫صور بعينها‪ ،‬وإنما اكتفت بذكر الضوابط التي تجعل من المعاملة‬
‫أنواع التالعب‪ ،‬بينما ذكرت بعض الجهات والمؤسسات ـ منها اللجنة الفنية‬
‫للمنظمات الدولية لهيئات األوراق المالية في تقريرها حول التحقيق‬
‫ومقاضاة التالعب في األسواق ـ صور التالعب التي يجرم عليها‬
‫القانون(‪ ،)1‬وفي اآلتي ملخص لهذه الصور‪:‬‬
‫‪ -1‬البيع الصوري ‪Sale Wash‬‬
‫ويقصد به خلق تعامل مظهري نشط على سهم ما‪ ،‬في الوقت الذي قد‬
‫ال يوجد فيه تعامل فعلي يذكر على ذلك السهم‪ .‬كأن يمتلك شخص ما عدداً‬
‫معينًا من األسهم فيبيعها بيعًا صوريًا ألحد أقاربه أو أصدقائه‪ ،‬ثم يعاود‬
‫شراءها في مدة زمنية قصيرة قد تكون في نفس اليوم إليهام المتعاملين بأن‬
‫نشطا يجري عليها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تغيرات سعرية حدثت لسعر تلك الورقة وأن تعامًال‬
‫‪ -2‬توافق الطلبات ‪Matched Orders‬‬
‫وتتم هذه الصورة عبر إدخال أوامر بيع وشراء متطابقة في نفس‬
‫الوقت على ورقة مالية معينة‪ .‬وإلنجاح هذه الخطة يتم إعطاء أوامر البيع‬
‫والشراء إلى العديد من السماسرة بحيث ال يعرف أحدهم اآلخر‪ ،‬وهذا بغية‬
‫كبيرا ومتجدداً على تلك الورقة‪ ،‬وعادة ما‬‫ً‬ ‫خلق انطباع بأن هناك اهتماماً‬
‫يوعز المتالعبون إلى بعض الصحف ووسائل اإلعالم المالية بنشره مما‬
‫يعمل على ترويجها‪ ،‬وبعد ذلك يقتصرون على الشراء دون البيع‪ ،‬وحينئذ‬
‫(‬
‫‪ )1‬انظر الصور في ‪،‬‬
‫‪ ، http://info.worldbank.org/etools/docs/library/156006/pillars/pdfs/bib/investigating.pdf‬و‬
‫‪ ،http://www.med.govt.nz/templates/MultipageDocumentPage_6861.aspx‬ومنير إبراهيم الهندي‪:‬‬
‫األوراق المالية وأسواق األوراق المالية‪ ،‬ص‪ 173‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫تتجه األسعار إلى الصعود فيبادر الجمهور إلى الشراء وتواصل األسعار‬
‫سيرتها الصعودية إلى أن تصل إلى المستوى الذي يرضي مطامع‬
‫المتالعبين فيصفون مراكزهم الصعودية بالبيع‪ .‬وال تلبث األسعار أن‬
‫تتدهور بعد زوال العوامل المفتعلة التي رفعتها‪ ،‬وقد يغتنمون فرصة هذا‬
‫التدهور فينقلبون إلى اإلتجاه النزولي بعد أن كانوا يضاربون على الصعود‪.‬‬
‫وقد تكون المسألة اتفاقية بين مجموعة من المتعاملين ‪ -‬تكون في الغالب‬
‫مكتوبة ‪ -‬على إعطاء سلطة لمدير يتولى المتاجرة في سهم معين خالل مدة‬
‫معينة على أن يتم توزيع األرباح الناتجة من ذلك فيما بينهم أو يتم اقتسام‬
‫الخسائر إذا حدثت وهي تسمى اتفاقيات التالعب (‪.)Pools‬‬
‫‪ -3‬الشراء بغرض االحتكار ‪Corners‬‬
‫وهو أن يقوم المتالعب بشراء كمية هائلة من ورقة مالية معينة بغرض‬
‫االحتكار مما يمكنه فيما بعد من السيطرة على سعرها ثم بيعها في السوق‬
‫بالسعر الذي يراه مناسبًا‪ .‬وكما يحدث االحتكار في السوق المالية فإنه‬
‫يحدث أيضًا في سوق السلع بنفس األسلوب حيث يقوم المتالعب بشراء‬
‫كميات كبيرة من سلعة ما وتخزينها على أمل أن يتمكن من التحكم في‬
‫سعرها في السوق‪ ،‬ثم بيعها بالسعر الذي يناسبه‪.‬‬
‫‪ -4‬استغالل ثقة العمالء ‪Churning‬‬
‫حيث تقوم شركات السمسرة بالبيع والشراء ألسهم العمالء دون علمهم‬
‫ودون موافقتهم بغرض تحقيق مكاسب للشركة‪ .‬ذلك ألن آلية عمل أسواق‬
‫األسهم تتطلب من المستثمرين فتح حسابات لدى شركات السمسرة وذلك‬
‫ألنه ال يمكن للمستثمرين التعامل مع السوق مباشرة‪ .‬وعليه فإن السمسار‬
‫يحصل على عمولة السمسرة من صفقات البيع والشراء التي يبرمها‬
‫لعمالئه بغض النظر عن ربح أو خسارة تلك الصفقات‪ .‬ولذلك فإن شركة‬
‫السمسرة تسعى لزيادة أرباحها بزيادة عدد صفقات عمالئها الذين ربما‬
‫ليسوا على علم بتلك الصفقات‪ .‬ويحدث مثل هذا النوع من التالعب من قبل‬
‫شركات السمسرة إذا كان العميل قد صرح للشركة بالتداول نيابة عنه‬
‫فتستغل الشركة مثل هذه الثقة لتحقيق مكاسب ذاتية‪.‬‬
‫‪ -5‬الضخ والتفريغ ‪Pump and Dump‬‬
‫ً‬ ‫غالبا‬ ‫حيث يقوم المتالعب الذي يملك كمية هائلة من أسهم شركة ما ‪-‬‬
‫ما تكون ذات رأس مال صغير ‪ -‬بجذب انتباه المستثمرين إلى السهم‪،‬‬
‫وذلك بترويج إشاعات ونشر بيانات كاذبة ومضللة عن المنشأة وأنها في‬
‫طريقها على سبيل المثال للتوسع وتحقيق مزيد من األرباح‪ .‬وعندما يبدأ‬
‫السوق بالتفاعل مع تلك البيانات واألخبار يبدأ المستثمرون بالتهافت على‬
‫شراء ذلك السهم مما يؤدي إلى تضخيم سعر السهم وارتفاعه إلى مستويات‬
‫عالية‪ .‬وهنا يأتي دور المتالعب حيث يبدأ ببيع األسهم التي اشتراها بسعر‬
‫أقل ليحقق أرباحاً كبيرة‪ .‬وما إن يتبين كذب تلك البيانات واإلشاعات حتى‬
‫ينفجر ذلك االنتفاخ ليهبط سعر السهم إلى مستويات متدنية‪ .‬وبذلك يكون‬
‫المتالعب قد حقق أرباحاً كبيرة من االنتفاخ الكاذب لسعر السهم‪ .‬وعادة ما‬
‫‪13‬‬
‫يلجأ المتالعبون إلى حيل وطرق لنشر إشاعاتهم عن طريق االنترنت‬
‫وغرف الدردشة مدعمين أقوالهم بأنهم على اطالع من داخل الشركة بما‬
‫يدور فيها‪ ،‬وقد يكون ناشر اإلشاعة أحد مدراء أو موظفي تلك الشركة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الحكم الشرعي لهذه الصور‪:‬‬


‫الشك أن التالعب في األسواق المالية محرم في شرع هللا تعالى‪ ،‬ذلك‬
‫ألنه يتضمن اإلضرار بالمستثمرين السيما الصغار منهم‪ ،‬وقد حرمت‬
‫الشريعة اإلسالمية كل أنواع اإلضرار باآلخر وأكل ماله بالباطل‪ .‬وفي‬
‫النبي ﷺ‪ .‬وفيه كذلك تزوير للمعلومات وكذب واحتيال وهي خصال‬
‫التالعب تغرير بالمستثمرين والنهي عن بيوع الغرر واضحة في أحاديث‬
‫اتفقت الشريعة اإلسالمية على تحريمها‪.‬‬
‫والصور المعروضة أعاله ال تخرج عن إطار التالعب المحرم شرعاً‪.‬‬
‫فالبيع الصوري فيه تغرير بالمستثمرين وتحايل ألكل أموالهم بالباطل‪.‬‬
‫وفيه مخالفة لمقتضى العقد ومقصده وهو االستثمار وإضافة قيمة حقيقة‬
‫كتاب هللا وسنة رسوله ﷺ‪.‬‬
‫لالقتصاد‪ .‬ونصوص تحريم الغرر وأكل أموال الناس بالباطل جلية في‬
‫و«توافق الطلبات» و«الضخ والتفريغ» فيهما تغرير بالمستثمرين‪،‬‬
‫وفيهما تواطؤ على إغالء السلعة أو إرخاصها وبالتالي أكل أموال الناس في‬
‫الجانبين بالباطل‪ .‬وفيهما صورية العقد إذ إن البيع أو الشراء ليس المقصود‬
‫منه تملك السهم أو االستثمار فيه‪ ،‬أو حتى االستفادة من الفارق الطبيعي‬
‫للسعر‪ ،‬وإنما القصد تضليل المستثمرين والتحايل عليهم من خالل إغالء‬
‫مصطنع وفاحش للورقة المالية‪.‬‬
‫ونصوص الشريعة المحرمة للشراء بغرض االحتكار السلبي المضر‬
‫ﷺ «ال يحتكر إال خاطئ»(‪.)1‬‬
‫بالسوق المالية والمستثمرين فيها واضحة جلية أبرزها حديث النبي‬
‫أما استغالل ثقة العمالء من خالل الحصول على عمولة السمسرة من‬
‫صفقات البيع والشراء‪ ،‬فهي خيانة لألمانة ألن الوكالة من عقود األمانات‪،‬‬
‫وتوظيفها لتعمد اإلضرار بالوكيل ال خالف في حرمته‪.‬‬
‫والمعنى الجامع المحرم لهذه الصور هو نشاط المتالعب غير‬
‫اإلنتاجي‪ ،‬والتأثير السلبي على القيمة الحقيقية للورقة المالية‪ ،‬وتحقيق‬
‫مصلحة خاصة على حساب اإلضرار بشريحة عريضة من المستثمرين من‬
‫خالل إغناء مجموعة محدودة من المتالعبين على حساب األغلبية الساحقة‬
‫من المستثمرين‪ ،‬وهو ما يسمى اللعبة ذات المبلغ الصفري ‪،zero sum-game‬‬
‫وفيه فوق كل هذا مخالفة للقيم األخالقية المؤطرة لالستثمار في الشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫(‪ )1‬الحديث أخرجه مسلم باب تحريم االحتكار في األقوات حديث رقم ‪.1605‬‬
‫‪14‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫صور المضاربة في األسواق المالية التي ال يجرم عليها القانون‬
‫وحكمها الشرعي‬
‫المطلب األول‪ :‬صور المضاربة في األسواق المالية التي ال يجرم عليها‬
‫القانون‬
‫من أبرز أنواع المضاربات في األسواق المالية التي ال يجرم عليها‬
‫القانون‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -1‬البيع على المكشوف ‪Short-Sale‬‬
‫البيع على المكشوف كما يعرفه االقتصاديون هو‪ :‬بيع اإلنسان ما ال‬
‫يملك من األسهم بأخذ مراكز قصيرة األجل لالستفادة من فروق األسعار‪.‬‬
‫وعرفه ‪ Robert Wessel‬بأنه‪ :‬عملية مضاربية تستهدف تمكين التجار من‬
‫التربح من خالل انخفاض أسعار األسهم‪ .‬وعرفه فريدرك ‪Fredric Amlin‬‬
‫بأنه‪ :‬بيع ألوراق مالية مقترضة على أمل أن ينخفض السعر‪ ،‬ثم يتم شراء‬
‫األوراق المباعة وإعادتها إلى مالكها(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬الشراء بالهامش ‪Margin Buying‬‬

‫(‪ )1‬تجدر اإلشارة أن هيئة سوق المال األلمانية قد حظرت عمليات البيع على المكشوف في سندات المجموعة‬
‫األوروبية الحكومية في شهر مايو ‪2010‬م‪ ،‬ألنها وبحسب المتحدث باسم الحكومة األلمانية تفتح الباب واسعًا‬
‫أمام المضاربات‪ ،‬وقد أشارت كذلك هي ومجموعة من الدول مثل فرنسا واليونان ولكسمبورغ إلى أنها‬
‫ستبحث إمكانية حظر مبادالت المخاطر اإلئتمانية ‪ Credit Default Swap‬في المشتقات الحكومية‪ .‬انظر‪،‬‬
‫(‪. http://www.euractiv.com/en/euro/germany-first-to-introduce-ban-on-naked-short-selling-news-494307‬‬
‫‪ )2‬البرواري‪ :‬بورصة األوراق المالية من منظور إسالمي‪ ،‬ص‪ 196‬وما بعدها‪،‬‬
‫‪15‬‬
‫وله عدة مسميات منها‪ :‬المتاجرة بالهامش أو الشراء الهامشي أو‬
‫التمويل النقدي الجزئي‪ .‬وقد عرفه البرواري بأنه‪ :‬دفع المشتري جزءًا من‬
‫المال واقتراض جزٍء آخر منه من السمسار الذي يتعامل معه مقابل فائدة‬
‫شهرية عليه لشراء كمية أكبر من األوراق المالية‪ ،‬ثم رهن هذه األوراق‬
‫المالية المشتراة لدى السمسار كضمان للقرض‪ ،‬وهذا النوع من المعاملة‬
‫يتطلب من العميل فتح حساب يسمى حساب الهامش ‪ Margin Account‬لدى‬
‫السمسار (الوسيط)‪ ،‬حيث يقوم العميل بإيداع جزء من قيمة أوراق مالية‬
‫على أن يقوم السمسار بتمويل الجزء المتبقي على شكل قرض على أن‬
‫توضع األوراق محل الصفقة كرهن لسداد القرض‪ ،‬وعلى أن تسجل تلك‬
‫األوراق باسم السمسار(‪.)1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الحكم الشرعي لهذه الصور‬
‫قبل بيان الحكم الشرعي لهذه الصور البد من التنبيه ابتداء أن علماء‬
‫الشريعة وخبراء التمويل اإلسالمي اختلفوا في الحكم الشرعي للمضاربة‬
‫في سوق األوراق المالية‪ .‬فقد ذهبوا فيها اتجاهات ثالثة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اتجاه أيد المضاربة القائمة على أسس شرعية والملتزمة بآداب‬ ‫ً‬
‫التعامل وميثاق الشرف واحترام قواعد العمل في سوق األوراق المالية‪.‬‬
‫والمضاربة التي يؤيدونها هي المضاربة القائمة على التنبؤ بسعر المستقبل‬
‫القريب لال ستفادة من السعر الحالي‪ .‬وهم يرون في هذا النوع من المضاربة‬
‫ميزات عدة أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬التوفيق بين العرض والطلب‪ ،‬فعندما تنخفض األسعار في البورصة‬
‫يتدخل المضاربون بالشراء‪ ،‬وينتج عن ذلك الحد من استمرار االنخفاض‬
‫نظرا الزدياد الطلب‪ ،‬وكذلك عند ارتفاع األسعار يتدخل المضاربون‬ ‫ً‬
‫ليبيعوا ما بحوزتهم من أوراق وينتج عن ذلك الحد من استمرار االرتفاع‬
‫بسبب ازدياد العرض‪ .‬فالمضاربة تعمل على تقليل الفارق بين األسعار‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل حركة السوق‪ ،‬فهي تشجع التداول بالنسبة لكميات كبيرة من‬
‫األوراق‪ ،‬وتزيد حركة التداول‪ ،‬وتوجد التوازن للمعادلة االقتصادية‬
‫والقيام بدور المنظم في السوق‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى توفير السيولة دون‬
‫حدوث هزات عنيفة في األسعار‪.‬‬
‫أرباحا أو تقلل خسائر عن‬
‫ً‬ ‫‪ -‬التخفيف من مخاطر التجار‪ ،‬فهي إما أن تحقق‬
‫طريق الصفقات المعاكسة أو التعويضية‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد على تغطية سريعة لالكتتاب العام السيما االكتتاب في أسهم‬
‫الشركات الجديدة التي قد تكون جيدة ولكن غير معروفة لدى‬
‫المستثمرين‪ .‬فالمضارب يقوم بشراء هذه األسهم ثم يبيعها مما يساعد‬
‫على التغطية السريعة لالكتتاب فيها(‪.)1‬‬

‫((‪ )1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.187‬‬


‫‪ )1‬انظر‪ ،‬عصام حسين‪ :‬سوق األوراق المالية (البورصة)‪ ،‬ص‪ ،239 ،238‬البربري‪ :‬المضاربة‬
‫والتالعب باألسعار في سوق األوراق المالية دراسة قانونية مقارنة‪ ،‬ص‪ 6‬وما بعدها‪ ،‬ورفيق يونس‬
‫المصري‪ :‬المضاربة على األسعار بين المؤيدين والمعارضين‪ ،‬ص‪.71 ،70‬‬
‫‪16‬‬
‫عادا إياها صورة حديثة للقمار حيث‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬اتجاه معارض للمضاربة‬
‫ً‬
‫تربح قلة ثروات هائلة وسريعة‪ ،‬وتخسر كثرة‪ .‬وما تربحه القلة إنما هو‬
‫على حساب الكثرة‪ .‬وقد استند هذا االتجاه في رفضه للمضاربة على ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المضاربة تزيد من حدة تقلبات األسعار‪ ،‬فهي تستند أصًال إلى وجود هذه‬
‫التقلبات‪ ،‬وال تجد مجاًال لها في ظل استقرار األسعار‪ .‬ففي المضاربة‬
‫اقتصاديا‪ ،‬وتنخفض بمعزل عن‬ ‫ً‬ ‫ترتفع األسعار إلى مستويات غير مبررة‬
‫القيمة الحقيقية للورقة أو للسلعة‪ ،‬وبمعزل عن األداء الفعلي للشركة‬
‫المصدرة للورقة‪.‬‬
‫‪ -‬المضاربة نشاط إضافي طفيلي غير مرغوب فيه ‪،‬ألن النشاطات الذي‬
‫تولدها المضاربة ينتفع بها السماسرة والمضاربون المطلعون‪ ،‬وليس فيها‬
‫معا‪.‬‬
‫منفعة للجمهور‪ ،‬بل فيها مضرة ونشاط جاذب وخادع في آن ً‬
‫حراما‪،‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬إذا كانت البيوع المتعاكسة المعروفة ببيوع اآلجال أو بيوع الِع ينة ‪.‬‬
‫وفيها تقابض‪ ،‬فكيف بالبيوع المتعاكسة التي ال تقابض فيها؟ وهي‬
‫مخاطرة محضة غير مرتبطة بالتجارة‪ .‬وإذا كان التقابض غير حاصل‬
‫في البورصة‪ ،‬فإن السلعة لم تعد مهمة‪ ،‬وهل هي مثلية أو قيمية‪ ،‬صالحة‬
‫مهما‪ ،‬ألن التقابض غير‬ ‫ً‬ ‫للعمليات اآلجلة أو غير صالحة؟‪ .‬كل هذا لم يعد‬
‫مهم وقد تكون السلع وهمية أو رمزية (كالمؤشرات)‪ ،‬بل ربما تكون‬
‫الشركات نفسها وهمية‪.‬‬
‫‪ -‬المضاربة في البورصة تحول البيوع من عقود جدية حقيقية إلى عقود‬
‫سابقا في‬
‫ً‬ ‫صورية شكلية‪ ،‬أو تحول البيوع إلى ألعاب‪ ،‬كما كانوا يفعلون‬
‫الجاهلية في بيوع الحصاة والمالمسة والمنابذة وأمثالها‪.‬‬
‫مضارها أعظم‬ ‫‪ -‬المضاربة وإن كان فيها نفع من بعض الجوانب غير أن‬
‫من نفعها وما كانت مضاره أعظم من منافعه توجب منعه(‪.)1‬‬
‫ثالثا‪ :‬اتجاه ثالث حاول التوسط بين الرأيين‪ ،‬فقسم المضاربة إلى‬ ‫ً‬
‫مضاربة مشروعة ومضاربة غير مشروعة أو مضاربة مفيدة‪ ،‬ومضاربة‬
‫ضارة‪ ،‬النافع فيها ما تم تناوله عند المؤيدين‪ ،‬والضار فيها ما تم تناوله عند‬
‫المعارضين‪.‬‬
‫ويرى أصحاب هذه االتجاه أن العنصر الرئيس المحدد التجاه‬
‫المضاربة هو المضارب‪ ،‬فهو الذي يسير بعملية المضاربة إلى طريقها‬
‫السوي إذا التزم ضوابطها وقيمها‪ ،‬وهو بالمقابل من يسير بها إلى طريق‬
‫االستغالل والتغرير وأكل أموال الناس بالباطل إذا انحرف عن هذه‬
‫الضوابط‪ .‬وهو ما يحتم على الجهات المنظمة للمضاربة التأكد من تحلي‬
‫المضارب بشروط أساسية منها الكفاءة والخبرة‪ ،‬وااللتزام بآداب التعامل‬
‫وميثاق الشرف‪.‬‬
‫تعليق على االتجاهات‬
‫(‬
‫‪ )1‬عصام حسين‪ :‬سوق األوراق المالية (البورصة)‪ ،‬ص‪ ،239‬رفيق يونس المصري‪ :‬المضاربة على‬
‫األسعار بين المؤيدين والمعارضين‪ ،‬ص‪.72 ،71‬‬
‫‪17‬‬
‫الذي يبدو لي أن الذين أجازوا المضاربة في األسواق المالية اعتمدوا‬
‫المقاربة النظرية لهذه الممارسة‪ ،‬وما يغلب عليها من فوائد على السوق‬
‫والمستثمرين السيما أهميتها في توفير السيولة التي هي عصب العمليات‬
‫التمويلية‪ .‬فهؤالء اعتدوا بأصل العملية ال تصرفات المضاربين‪ .‬ويالحظ‬
‫على مقاربتهم للمسألة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إن ثمة أحكاماً هي في أصلها النظري صحيحة في اإلسالم‪ ،‬ولكنها لما‬
‫كانت ذريعة واضحة إلى الحرام حرمت أبرز مثال لها‪ :‬بيع السالح زمن‬
‫الفتنة‪ ،‬وثمة قواعد فقهيةتبين أنه إن كانت مفاسد المعاملة أكثر من‬
‫المصالح حرمت المعاملة‪.‬‬
‫‪ -‬إن تم التسليم برأيهم‪ ،‬فإنه يحتاج إلى ضبط يضمن أال تستغل هذه‬
‫المسوغات الستمرار استغالل المضاربين المغرضين لها للتمادي في‬
‫اإلضرار بالمستثمرين باسم شرعية مضاربتهم‪.‬‬
‫أما الذين منعوها فنظروا إلى واقعها وتطبيقاتها في األسواق العالمية‪،‬‬
‫وتداعياتها التي غلب عليها الغش والخداع واالحتيال‪ ،‬فهؤالء نظروا إلى‬
‫تطبيقاتها واعتمدوا في منعها سد ذرائع الشر واعتبار مآالت األفعال‬
‫والموازنة بين المصالح والمفاسد‪ ،‬فما غلبت مفاسده حرم‪ .‬ويالحظ على‬
‫مسوغاتهم ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إن مقارنة المضاربة بالقمار مقارنة غير دقيقة‪ ،‬أو على األقل ال تنطبق‬
‫على كثير من المضاربات‪ ،‬ألن الفرق في نظري واضح بين من يعتمد‬
‫الحظ وبين من يعتمد معطيات سوقية وتنبؤات مبنية على هذه المعطيات‪.‬‬
‫‪ -‬إن حصر االستثمار المشروع فيما يرتبط بزيادة اإلنتاج‪ ،‬ورفض‬
‫االستثمار على فوارق األسعار غير مسلم به‪ ،‬ألن كثيرًا من الصحابة‬
‫على عهد رسول هللا ﷺ مثل حكيم بن حزام ‪ ‬حيث كان يشتري‬
‫السلعة لبيعها والحصول على فرق السعر‪.‬‬
‫‪ -‬إن عد شراء األوراق المالية بقصد بيعها نوع من العبث الذي حرمته‬
‫عبثا‪ .‬وإنما‬
‫الشريعة غير دقيق‪ ،‬ألن الحصول على فرق السعر ليس ً‬
‫يكون ألسباب عديدة منها الرغبة في الحصول على السيولة‪ ،‬والتداول‬
‫المنضبط فيه إشارة نافعة للسوق المالية لمنتج من المنتجات أو شركة من‬
‫الشركات لتحسين أو المحافظة على مردودها اإلنتاجي أو نوعية‬
‫منتجاتها‪.‬‬
‫ُأ‬
‫‪ -‬إن إطالق منع معاملة بسبب تطبيقاتها ال سِس ها‪ ,‬أمر غير مسلم‪ ،‬وقد‬
‫ُر فض غلق باب االجتهاد بحجة سوء استغالل جملة من الفقهاء لالجتهاد‬
‫في تسويغ أحكام مشبوهة‪ .‬ثم إن إعمال سد الذرائع إن تم التسليم به‪ ،‬فإنه‬
‫قد يصلح في بيئة يمكن ضبطها والسيطرة عليها‪ .‬أما األسواق المالية‬
‫المفتوحة فمن الصعب تطبيقه‪ ،‬ألن تنفيذه يشبه الدعوة إلى إغالق هذه‬
‫األسواق المالية‪.‬‬
‫أما الذين حاولوا التوسط بين الفريقين فإنه وإن بدا موقفهم في ظاهره‬
‫معتدالً‪ ،‬غير أنه يعد في نظري أصعب المواقف‪ ،‬ألن إباحة بعض‬
‫‪18‬‬
‫المضاربات ومنع بعضها اآلخر يحتاج إلى أدلة قوية وضوابط واضحة‬
‫تسِّو غ أخذه هذا الموقف‪ .‬وال شك أنهم قدموا مسوغات تم تناول جزء منها‬
‫في حجج المؤيدين‪ ،‬ولكن تحتاج إلى تعميق كون التالعبات في األسواق‬
‫المالية أخذت منعرجات خطيرة‪ ،‬واستعملت فنيات تحتاج إلى تطوير نوعي‬
‫لهذه الضوابط‪.‬‬
‫وخالصة ما يمكن أن يقال في هذه المسألة أن التأكيد على الضوابط‬
‫المسطرة في اللوائح التنفيذية ألسواق األوراق المالية‪ ،‬واالرتقاء ببعضها‬
‫وتفعيلها يعد خطوة مهمة في الحد من أضرار المضاربة التي تصِّير‬
‫نوعا من أنواع التالعب‪ .‬ويتم هذا في تقديري في خطواتها‬ ‫ً‬ ‫المعاملة‬
‫األولى بضمان اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬حسن اختيار الجهات المسؤولة لمن يرخص لهم في المتاجرة في السوق‬
‫المالية من خالل التأكد من كفاءتهم المهنية والتزامهم بميثاق الشرف‬
‫وأخالقيات المهنة‪ ،‬ومراجعة قائمتهم بين الفينة واألخرى‪.‬‬
‫‪ -‬إرساء آليات تقنية عالية لضمان شفافية السوق‪ .‬وذلك من خالل وضع‬
‫أنظمة إلكترونية تضمن تداول األوراق المالية بأعلى درجة من الشفافية‪،‬‬
‫والتجربة الماليزية في تأسيس نظام اإلصدرات والمناقصات (‪)FAST‬‬
‫سنة ‪1996‬م(‪ ،)1‬وهيئة األوراق المالية الماليزيا لنظام المتاجرة‬
‫اإللكترونية )‪ Electronic Trading Platform (ETP‬لسوق السندات الماليزية‬
‫سنة ‪2008‬م‪.‬مثال جيد لهذه الخطوة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع إطار قانوني وتنظيمي قوي يضمن وضوح إجراءات المتاجرة في‬
‫األوراق المالية‪ ،‬وحاالت تدخل المشرع للمحافظة على مستوى األسعار‪،‬‬
‫كما يرسي قواعد وضوابط تحديد المتاجرة المشروعة والتالعب‪ ،‬وكذا‬
‫وضع عقوبات صارمة للمتالعبين‪.‬‬
‫‪ -‬تأسيس هيئة تسهر على كشف محاوالت التالعب باألوراق المالية‬
‫والتحايل على المستثمرين‪ ،‬ذلك ألن القوانين مهما بلغت قوتها ودقتها‬
‫وصرامتها‪ ،‬لن تكون ذا فعالية إن لم تردف بهيئة تسهر على تفعيل هذه‬
‫القوانين في أرض الواقع من خالل مراقبة ومراجعة وفحص مستمر‬
‫للصفقات‪ ،‬والتأكد من انضباطها بضوابط تداول األوراق المالية‬
‫والمتاجرة بها‪.‬‬
‫أما الصور التي تم ذكرها فإنها من دون شك صور محرمة‪ .‬فالبيع‬
‫على المكشوف محرم ألنه يجمع بين بيع ما ال يملكه اإلنسان المنهي عنه‪،‬‬
‫والتعامل بالربا المجمع على تحريمه‪ .‬وقد جاء نص قرار مجمع الفقه‬
‫اإلسالمي الدولي رقم‪ )7 /1(63 :‬بشأن األسواق المالية في دورته السابعة‬
‫المنعقدة بتاريخ ‪ 12-7‬ذو القعدة ‪1412‬هـ الموافق ‪14-9‬مايو‪1992‬م‬
‫واضحاً ونصه‪:‬‬
‫التعامل في األسهم بطرق ربوية‪:‬‬

‫‪http://www.fast.bnm.gov.my‬‬ ‫(‪ )1‬للتفاصيل انظر‪،‬‬


‫‪19‬‬
‫( أ ) ال يجوز شراء السهم بقرض ربوي يقدمه السمسار أو غيره للمشترى‬
‫لقاء رهن السهم‪ ..‬لما في ذلك من المراباة وتوثيقها بالرهن‪ ،‬وهما من‬
‫األعمال المحرمة بالنص على لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه‪.‬‬
‫(ب) ال يجوز أيضاً بيع سهم ال يملكه البائع وإنما يتلقى وعداً من السمسار‬
‫بإقراضه السهم في موعد التسليم‪ ..‬ألنه من بيع ما ال يملك البائع‪،‬‬
‫ويقوى المنع إذا اشترط إقباض الثمن للسمسار لينتفع به بإيداعه بفائدة‬
‫للحصول على مقابل اإلقراض»(‪ .)1‬وقرار المجمع هذا يستند إلى‬
‫وأحاديث نهي النبي ﷺ عن بيع ما ال يملكه اإلنسان‪.‬‬
‫نصوص شرعية واضحة منها اآليات الصريحة المحرمة للربا‪،‬‬
‫والمتاجرة بالهامش محرمة كذلك‪ ،‬ألنها تشتمل على ربا صريح‪،‬‬
‫وبيعا‪ ،‬و قد جاء قرار المجمع الفقهي اإلسالمي التابع‬
‫ً‬ ‫وألنها تتضمن سلفاً‬
‫لرابطة العالم اإلسالمي مفصالً في حكم هذه المعاملة‪ ،‬في دورته الثامنة‬
‫عشرة المنعقدة بمكة المكرمة من ‪14/3/1427-10‬هـ الموافق ل‪12-8 :‬‬
‫إبريل ‪2006‬م‪ ،‬فقد بين فيه حرمة هذه المعاملة(‪.)2‬‬
‫ولو كانت المضاربة برمتها مقتصرة على هذه الصور فإنه يتعين منع‬
‫المضاربة‪ ،‬غير أن المضاربة تكون في العقود العاجلة كما تكون في العقود‬
‫اآلجلة األمر الذي يحتم التفريق بين نوعين من المضاربة‪ :‬المضاربة‬
‫المشروعة والمضاربة غير المشروعة‪.‬‬

‫المبحث السادس‬
‫اآلثار السلبية للتالعب في األسواق المالية‬
‫يمكن اختصار آثار التالعب في األسواق المالية في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬تنقل المتاجرة في األسواق المالية من مخاطرة مشروعة إلى مقامرة تربح‬
‫فيه القلة ما تخسره الكثرة الكاثرة‪ ،‬ومناورات ترمي إلى تحويل األسعار‬
‫عن خط سيرها الطبيعي إلى مستويات حادة الحركة سواء من حيث‬
‫الصعود أو النزول‪.‬‬
‫(‬
‫‪ )1‬انظر قرارات وتوصيات مجمع الفقه اإلسالمي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر اإلسالمي‪،‬‬
‫قرار رقم ‪.63‬‬ ‫(‬
‫‪ )2‬انظر قرارات مجلس المجمع الفقهي اإلسالمي (رابطة العالم اإلسالمي) الدورة الثامنة عشرة‬
‫والتاسعة عشرة‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬تحول المستثمرين من حاضنين لمشاريع استثمارية ذات قيمة مضافة‪،‬‬
‫إلى متربصين بشركائهم في السوق المالية‪ ،‬فتنقلب مقاصدهم من‬
‫االستثمار في الورقة إلى االستثمار في المعلومات المضللة‪ ،‬أو الصفقات‬
‫المغرضة‪.‬‬
‫‪ -‬تسن سنة الجشع والطمع في الربح السريع‪ ،‬واألنانية التي تفضي إلى‬
‫السعي إلى الربح في الورقة المالية بقطع النظر عن طريق هذا الربح‬
‫ووسائله‪.‬‬
‫‪ -‬تجعل سوق األوراق المالية المفتوحة عرضة الستغالل المحتكرين الكبار‬
‫فتجعل المال دولة بين المستحوذين على حصة األسد من الثروة‪.‬‬
‫‪ -‬تؤدي إلى انتقال ثروة البلدان اإلسالمية إلى السماسرة العالميين وكبار‬
‫المستثمرين الذين لهم عراقة في فن التالعب في األسواق المالية‪ ،‬السيما‬
‫إذا تعلق األمر باألسواق المالية المفتوحة واألوراق المالية المرتبطة‬
‫بثروات البلد السيادية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫أبيض‬

‫نتائج وتوصيات البحث‬


‫يمكن تلخيص أهم النتائج المتوصل إليها في موضوع التالعب في‬
‫األسواق المالية في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬إن التالعب في االصطالح اللغوي يتناول التحيل والخداع‪ ،‬وإظهار‬
‫خالف ما يبطنه اإلنسان‪ ،‬والسعي لتحقيق مصلحة خاصة على حساب‬
‫إلحاق الضرر باآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬إن التالعب في اإلصطالح المالي سلوك متعمد يهدف لخداع المستثمرين‬
‫من خالل التحكم أو التأثير في السوق على ورقة مالية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬إن العلماء والمختصين اختلفوا في تعريف المضاربة‪ ،‬فبعضهم عرفها‬
‫تعريفا ذا داللة إيجابية‪.‬‬
‫ً‬ ‫تعريفا ذا داللة سلبية‪ ،‬وبعضهم عرفها‬
‫ً‬
‫‪ -‬إن المضاربة في األسواق المالية تختلف عن التالعب‪ ،‬فالمضاربة فيها‬
‫اإليجابي المشروع والسلبي غير المشروع‪ ،‬أما التالعب فسلوك سلبي‬
‫غير مشروع‪.‬‬
‫‪ -‬من أبرز أسباب التالعب ضعف القيم العقدية واألخالقية لإلنسان‬
‫«المتالعب»‪ ،‬وهو ما يؤكد قوة العالقة بين ما يعتقده اإلنسان وربي‬
‫عليه‪ ،‬وبين ما يفعله‪.‬‬
‫‪ -‬من أبرز ضوابط تحديد التالعب التعمد في خداع المستثمرين من خالل‬
‫التحكم والتأثير في السوق‪.‬‬
‫‪ -‬إن المتالعبين في السوق المالية فئات كثيرة منهم‪ :‬المدراء التنفيذيون‪،‬‬
‫والمحاسبون المدققون‪ ،‬والمحترفون‪ ،‬وبعض مسؤولي الدوائر المالية‬
‫الرسمية‪ ،‬وكبار مالك األسهم‪.‬‬
‫‪ -‬إن التالعب يعتمد أساليب متعددة منها‪ :‬المشاركة في سلسلة من الصفقات‬
‫الضخمة على سهم منشأة بغرض رفع السعر أو خفضه بطريقة‬
‫اصطناعية‪ ،‬ومن ثم بيعه وتحقيق مكاسبة سريعة‪ ،‬ومنها التالعب‬
‫المعلوماتي‪ ،‬وفتح الحسابات المتعددة للتداول‪ ،‬وغيرها من األساليب‪.‬‬
‫‪ -‬من أبرز صور التالعب في األسواق المالية‪ :‬البيع الصوري‪ ،‬وتوافق‬
‫الطلبات‪ ،‬والشراء بغرض االحتكار‪ ،‬واستغالل ثقة العمالء‪ ،‬والضخ‬
‫والتفريغ‪ ،‬وهي صور محرمة ألنها تتنافى ومبادئ الشريعة اإلسالمية‬
‫المبنية على األمانة وتحريم الغش واإلضرار باآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬من أبرز صور المضاربة‪ :‬البيع على المكشوف والشراء (البيع)‬
‫بالهامش‪ ،‬وهي صور أفتت المجامع الفقهية بتحريمها لكونها تنافي‬
‫مقاصد الشريعة في العقد وتتصادم مع مبدأي تحريم الربا‪ ،‬والبيع‬
‫والسلف‪.‬‬
‫اصطناعيا‬
‫ً‬ ‫آثارا اقتصادية واجتماعية سيئة‪ ،‬فهو يحدث تذبذباً‬‫ً‬ ‫‪ -‬إن للتالعب‬
‫عنيفا في الورقة المالية مما يعكس قيمة صناعية للورقة المالية‪ .‬وهو ينقل‬ ‫ً‬
‫المتاجرة في األوراق المالية من مخاطرة مشروعة إلى مقامرة تربح فيه‬
‫القلة ما تخسره الكثرة الكاثرة‪ ،‬وهو فوق كل هذا يسن سنة الجشع والطمع‬
‫في الربح السريع الذي يفضي إلى السعي إلى البحث عن الربح على‬
‫حساب اإلضرار باآلخرين‪.‬‬
‫أما توصيات البحث‪ ،‬فإنه يوصي باآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد مبدأ «الوقاية خير من العالج» في معالجة مشكلة التالعب في‬
‫األسواق المالية‪ ،‬وذلك من خالل بحث أسباب التالعب في األسواق‬
‫المالية‪ ،‬ومعالجتها من جذورها‪.‬‬
‫‪ -‬توعية المستثمرين بأساليب وصور التالعب حتى يتسنى لهم توقي الحذر‬
‫من أن يقعوا في شراك المتالعبين‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬تطوير آليات ووسائل فعالة تضمن من جهة شفافية عالية للتداول‪ ،‬كما‬
‫تسمح بكشف أساليب وصور التالعب‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير أطر قانونية فعالة تنظم أسواق األوراق المالية على المستوى‬
‫المحلي‪ ،‬وتعصمه من اختراق المتالعبين الدوليين‪.‬‬
‫‪ -‬سن قوانين صارمة تردع المتالعبين من خالل عقوبات تسلط عليهم‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫أبيض‬

‫المراجع‬
‫المراجع العربية‬
‫الكتب‬
‫●ابن األثير‪ :‬الفائق في غريب الحديث‪ ،‬تحقيق‪،‬محمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬وعلي‬
‫محمد البجاوي‪( ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1979 ،3‬م)‪.‬‬
‫●البرواري‪ ،‬شعبان محمد‪ :‬بورصة األوراق المالية من منظور إسالمي‪( ،‬دمشق‪:‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬ط‪2001‬م)‪.‬‬
‫● حسين عمر‪ :‬الموسوعة اإلقتصادية‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪1992 ،4‬م)‬
‫● حسين‪ ،‬عصام‪ :‬أسواق األوراق المالية(البورصة)‪(.‬عمان‪:‬دار أسامة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪2008‬م)‪.‬‬
‫● الفيروز آبادي‪ ،‬محمد بن يعقوب‪ :‬القاموس المحيط‪( ،‬بيروت‪ :‬دار الرسالة‪ ،‬ط‬
‫‪1986‬م)‪.‬‬
‫● مجمع الفقه اإلسالمي‪ :‬قرارات وتوصيات مجمع الفقه اإلسالمي المنبثق من‬
‫منظمة المؤتمر اإلسالمي للدوارات من ‪ 1‬إلى ‪ ،14‬تنسيق وتعليق عبد الستار أبو‬
‫غدة‪( ،‬جدة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪2003‬م)‪.‬‬
‫● المجمع الفقهي اإلسالمي‪ :‬قرارات مجلس المجمع الفقهي اإلسالمي في دورتيه‬
‫الثامنة عشرة والتاسعة عشرة‪( ،‬مكة المكرمة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫● المصري‪ ،‬محمد بن مكرم بن منظور األفريقي‪ :‬لسان العرب‪ ( ،‬بيروت‪ :‬دار‬
‫صادر‪ ،‬ط‪،1‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫● نبيل أحمد شيبان‪ ،‬دينا حسن كنج‪ :‬قاموس أركابيتا (شيبان) للعلوم المصرفية‬
‫والمالية (بيروت‪ ،‬مطبعة كركي الطبعة الثانية ‪2008‬م)‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫● الهندي‪ ،‬منير ابراهيم‪ :‬األوراق المالية وأسواق رأس المال‪ (،‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة‬
‫المعارف ط‪1993‬م)‪.‬‬
‫األبحاث‬
‫● رفيق يونس المصري‪« :‬المضاربة على األسعار بين المؤيدين والمعارضين»‪.‬‬
‫مجلة االقتصاد اإلسالمي‪ :‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬م‪ ،20‬ع‪1428 ،1‬ه ـ‬
‫‪2007‬م‪ ،‬ص ص‪65‬ـ ‪.80‬‬
‫● الساعاتي‪ ،‬عبد الرحيم عبد الحميد‪« :‬المضاربة والقمار في األسواق المالية‬
‫المعاصرة‪ :‬تحليل اقتصادي وشرعي»‪ .‬مجلة جامعة الملك عبد العزيز‪:‬االقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ,‬م‪20‬ع‪,1‬ص ص‪.)2007( 33-3:‬‬
‫● صالح بن أحمد البربري‪« :‬المضاربة والتالعب باألسعار في سوق األوراق‬
‫المالية دراسة قانونية مقارنة»‪ .‬بحث مقدم ضمن مؤتمر سوق األوراق المالية‬
‫والبورصات‪ ،‬من تنظيم كلية الشريعة والقانون جامعة اإلمارات من ‪ 6‬إلى ‪8‬‬
‫مارس ‪2007‬م‪.‬‬
‫● محمد بن إبراهيم السحيباني‪« :‬التالعب في األسواق المالية البعد اإلقتصادي»‪.‬‬
‫ورقة عمل مقدمة في ندوة المضاربة والتالعب في األسواق المالية‪ :‬األبعاد‬
‫االقتصادية والقانونية والشرعية الهيئة اإلسالمية العالمية لالقتصاد والتمويل‬
‫الرياض‪ ،‬األربعاء ‪ 27‬صفر ‪1429‬هـ (الموافق ‪ 5‬مارس ‪2008‬م)‪.‬‬
‫المراجع األجنبية‬
‫‪● Arkadev chatterjea, Joseph A. Cherian, and Robert A. Jarrow. “Market‬‬
‫‪manipulation and Corporate Finance: A New Perspective”.‬‬
‫‪● Asim Ijaz Khwaja, Atif Mian Unchecked intermediaries:Price‬‬
‫‪Manipulation in an Emerging Stock Market. Journal of Financial‬‬
‫‪Economics 78 (2005) 203–241.‬‬

‫المواقع اإللكترونية‬
‫‪● http://eur-lex.europa.eu/LexUriServ/LexUriServ.do?uri=CELEX:32003L0124:EN:NOT‬‬
‫‪● http://info.worldbank.org/etools/docs/library/156006/pillars/pdfs/bib/investigating.pdf‬‬
‫‪http://www.med.govt.nz/templates/MultipageDocumentPage____6861.aspx،‬‬
‫‪● http://www.cma.org.sa/cma_cms/upload_sec_content/dwfile277/Behaviour_12_1_2005.pdf‬‬
‫‪● http://www.euractiv.com/en/euro/germany-first-to-introduce-ban-on-naked-short-selling-news-‬‬
‫‪494307 .‬‬
‫‪● http://www.fast.bnm.gov.my‬‬
‫‪● http://www.sec.gov/answers/tmanipul.htm‬‬

‫‪26‬‬

You might also like