You are on page 1of 63

‫الجامعة العراقية كلية اإلعالم قسم‬

‫الصحافة اإلذاعية والتلفزيونية‬

‫المرحلة الثالثة‬

‫إعداد‬

‫األستاذ المساعد‪ /‬ارضي رشيد الجبوري‬

‫المحاضر ‪ /‬م‪.‬م‪ .‬يحيى محمد ‪ /‬مسائي‬

‫ـ‪1010‬م‬ ‫‪1029‬‬
‫اإلعالم هو السلطة ال اربعة‪ .‬هدفه تعزيز المصلحة العامة والخدمة العامة ونقل الصورة بموضوعية‬

‫وشفافية ومصداقية أي نقل الواقع كما هو إلى المشاهد لتشكيل أري عام وا ع ّ‬
‫يميز بين الصواب‬
‫والخطأ وايصال معلومات الى السلطة التنفيذية لتتخذ اإلج ارءات السليمة وعلى مجلس النواب‬
‫الذي يأخذ الثقة بدوره من الشعب أي ال أري العام‪ .‬من هنا ضرورة وأهمية وأحقية المحافظة على‬
‫أخالقية هذه المهنة‪ ،‬واحت ارم اإلعالمي مبادئ المهنة أساسي لتأمين خدمة إعالمية ارقية‪.‬‬

‫وعلى النظام الديمق ارطي ان يعزز حرية اإلعالم ويترك للصحافي المجال للحصول على‬
‫المعلومات بشتى الوسائل المتاحة‪ .‬وواجب الصحافي نقل الوقائع والمعلومات بموضوعية وأمانة‬
‫ومصداقية لتبيان الحقيقة لل أري العام دون تحري ف للمعلومات أو تضليلها أو التعتمة على‬
‫بعض الحوادث المهمة والمفيدة‪ ،‬عكس النظم الشمولية واإلستبدادية التي تخفي الحقائق وتضلل‬
‫تتقبل أنظمة كهذه‬
‫اإلعالم‪ ،‬بحيث تسيطر السلطة عليه ويصبح الناطق الرسمي بإسمها‪ .‬كذلك ال ّ‬
‫التنوع والتعدد والمنافسة في اآل ارء‪.‬‬

‫كما ان اإلعالم مرآة المجتمع التي تعكس واقعه اإلجتماعي والنفسي من خالل الوسائل اإلعالمية‬
‫البصرية كالتلفزيون‪ ،‬والسمعية كال ارديو‪ ،‬والمكتوبة كالصحف والمجالت‪ ،‬بواقعية وأمانة كما هي‬
‫وليس خلق صورة جديدة‪ .‬يسعى اإلعالم الى تعزيز المعرفة وتطويرها وزيادة المعلومات إلى‬
‫المتلقي أي المشاهد‪ ،‬إضافة الى التوعية والتثقيف والتنشئة‪ .‬من هنا ضرورة النظام اإلعالمي القائم‬
‫على مبدأ المسؤولية االجتماعية‪ ،‬بحيث أن الحرية اإلعالمية يجب أن تكون مسؤولة وأال تتخطى‬
‫القانون‪ ،‬لذا يجب الرقابة على وسائل اإلعالم ‪.‬‬

‫يقيد دور اإلعالم ورسالته التي تهدف إلى تأمين المصلحة العامة‪ ،‬ما يؤدي‬
‫وعند غياب الحرية ّ‬
‫الى غياب الدور الحقيقي لوسائل اإلعالم‪ .‬ورد في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان )‪ (8491‬في‬
‫مادته التاسعة عشرة ‪“ :‬لكل شخص الحق في حرية ال أري والتعبير‪ ،‬ويشمل هذا الحق حرية‬
‫إعتناق اآل ارء دون أي تدخل‪ ،‬واستقاء األنباء واألفكار وتلقيها واذاعتها بأية وسيلة كانت دون‬

‫تقيدبالحدود الجغ ارفية ” ‪ .‬وال بد للحرية من أن تكون مسؤولة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لألخالق اإلعالمية‪ ،‬فعلى الصحافي والمؤسسات اإلعالمية اإللت ازم بها واحت ارمها‬
‫ولكن الواقع أثبت العكس‪.‬‬
‫كالن ازهة المنصوص عنها في التشريعات اإلعالمية ومواثيق الشرف‪ّ .‬‬
‫وتحول اإلعالم إلى ترويجي غير هادف لذا يجب‬
‫ّ‬ ‫ُس ِّّخر اإلعالم ولم تحترم أخالقياته م ا ار ر‪.‬‬
‫أن يتمتع الصحافي باستقاللية تامة في عالقته مع السلطات الثالث وعدم بث صور تعزز العنف‬
‫والتعرض للح ياة الخاصة ‪ .‬كذلك يجب على الصحافي اإللت ازم بالحقيقة والدقة والن ازهة وعدم‬
‫قبول الرشاوى واإلغ ارءات المادية‪ ،‬والتأكد من صحة الخبر ومن مصدره وعدم نشر األخبار التي‬
‫يحصل اإلعالمي من وارء تبيانها على مردود شخصي له بحسب أهميتها‪ ،‬إضافة الى اإلبتعاد عن‬
‫إجت ازء المقابالت وعن الترجمات غير الدقيقة وعن بث خاطئ للحوادث دون ذكر التسلسل‬
‫الداخلي‪.‬‬

‫ومن أجل تعزيز األخالق اإلعالمية‪ ،‬يجب تدريب الصحافيين وتأهيلهم والعمل على إش اركهم في‬
‫وضع مواثيق شرف وتدريس اإلعالميين وطالب الصحافة األخالق اإلعالمية‪ ،‬إضافة إلى وعي‬
‫أهل الصحافة ورؤساء التحرير لتجنب األخطاء‪ .‬فعلى المجتمع المدني م ارقبة ب ارمج التلفزيون‬

‫واإلعالنات المعروضة على المحطات اإلعالمية‪ ،‬ومشاركة األكاديميين في النقد والتقييم‪ ،‬والدور‬
‫المهم جدا للم ارصد اإلعالمية في م ارقبة الحوادث ونقدها‪.‬‬

‫تطور البشرية والحياة االجتماعية‪ .‬من هنا ضرورة أن نكون أح ا ار ر في تفكيرنا‬


‫يساهم اإلعالم في ّ‬
‫تقيدنا قيو د ‪ .‬لذا علينا أن نتمتع بحرية التعبير ملتزمين بأخالق مهنة‬
‫وفي التعبير عن آ ارئنا وأال ّ‬
‫الخيرة إلى‬
‫يتوجب على اإلعالم نقل الحوادث بموضوعية واآل ارء ّ‬
‫الصحافة ورسالتها‪ .‬من هنا ّ‬
‫الغير‪ ،‬وال يجب عليه نقل األحقاد وتعزيز الفتن ‪ ،‬فتسقط عندها مبرارت وجوده‪.‬‬

‫إذا أ ارد اإلعالم تكريس الخير والوفاق والسالم في المجتمع بنقل الصورة كما هي‪ ،‬يكون الئق ا‬

‫وهداما للبشرية إذا أري د منه الشر‪ .‬وما بينهما حوادث تاريخية ّ‬
‫تكونت مع‬ ‫بمستوى اإلنسان ّ‬
‫تكوين البشرية‪ ،‬فالتاريخ سيحكم على مصداقية ون ازهة السلطة ال اربعة في تكوين أري عام سليم‬
‫يميز بينالخطأ والصواب ‪ .‬فلنجعل حكم التاريخ شريفا ‪.‬‬
‫ّ‬

‫مفهوم حرية اإلعالم في ظل نظريات اإلعالم‬

‫يقصد بنظريات اإلعالم خالصة نتائج الباحثين والدارسين لالتصال اإلنساني بالجماهير بهدف‬
‫تفسير ظاهرة االتصال واإلعالم ومحاولة التحكم فيها والتنبؤ بتطبيقاتها وأثرها في المجتمع ‪ ،‬فهي‬
‫توصيف النظم اإلعالمية في دول العالم وهناك عالقة بين نظريات اإلعالم وفلسفة اإلعالم ففلسفة‬
‫اإلعالم هي بحث العالقة الجدلية بين اإلعالم وتطبيقاته في المجتمع ‪ ،‬أي تحليل التفاعل بين‬
‫أسس اإلعالم كعلم وبين ممارساته الفعلية في الواقع االجتماعي‪ ،‬ويرى النظريون أن نظريات‬
‫اإلعالم جزء من فلسفة اإلعالم‪ ،‬ألن فلسفة اإلعالم أعم واشمل من النظريات ‪ ،‬وكثي ار ما شاع‬
‫استخدام نظريات اإلعالم باعتبارها فلسفة اإلعالم أو مذاهب اإلعالم‪ ،‬ولكن في واقع األمر أن‬
‫استخدام تعبير نظريات اإلعالم كان في مجمله انعكاسا للحديث عن أيديولوجيات ومعتقدات‬
‫اجتماعية واقتصادية أو الحديث عن أصول ومنابع العملية اإلعالمية)مرسل‪ ،‬ومستقبل‪ ،‬ووسيلة‬
‫…الخ( وترتبط النظريات بالسياسات اإلعالمية في المجتمع‪ ،‬من حيث مدى التحكم في الوسيلة‬
‫من الناحية السياسية‪ ،‬وفرص الرقابة عليها وعلى المضمون الذي ينشر أو يذاع من خاللها‪ ،‬فهل‬
‫تسيطر عليها الحكومة أم لها مطلق الحرية أم تحددها بعض القوانين‪.‬‬

‫جاءت العديد من الكتب واألعمال العلمية لتمثل القاعدة الفلسفية التي تنعكس في التشريعات‬
‫اإلعالمية‪ ،‬لتؤكد أن وسائل اإلعالم هي مؤسسات تعمل في مجتمع معين وتعكس واقعه االجتماعي‬
‫واالقتصادي والسياسي التي يكون عليها هذا المجتمع في فترة معينة‪ .‬وبالتالي ظهرت خمس نظريات‬
‫أضيفت لها سادسة فيما بعد وهي‪:‬‬
‫النظرية السلطوية ‪ :‬ظهرت هذه النظرية في انجلت ار في القرن السادس عشر‪ ،‬وتعتمد‬ ‫‪-8‬‬
‫على نظريات أفالطون وميكافيللي‪ ،‬وترى أن الشعب غير جدير بأن يتحمل المسؤولية أو السلطة‪،‬‬
‫فهي ملك للحاكم أو السلطة التي يشكلها‪ .‬وترى هذه النظرية بضرورة احتكار تصاريحوسائل‬
‫اإلعالم‪ ،‬وم ارقبة ما يتم نشره‪ ،‬كما يحظر على وسائل اإلعالم نقد السلطة الحاكمة والوزارء وموظفي‬
‫الحكومة‪ ،‬وعلى الرغم من السماح للقطاع الخاص على إصدار المجالت إال أنه ينبغي أن تظل‬
‫وسائل اإلعالم خاضعة للسلطة الحاكمة‪ .‬ومن األفكار المهمة في هذه النظرية أن الشخص الذي‬
‫يعمل في الصحافة أو وسائل اإلعالم الجماهيرية‪ ،‬يعمل بها كامتياز منحته إياه السلطة ‪ ،‬ويتعين‬
‫أن يكون ملتزما أمامها‪.‬‬

‫‪ -2‬النظرية الليبارلية أو نظرية الحرية‪ :‬ظهرت في بريطانيا عام ‪8811‬م ثم انتشرت إلى أوروبا‬
‫وأمريكا‪ ،‬وترى هذه النظرية أن الفرد يجب أن يكون ح ا ر في نشر ما يعتقد أنه صحيحا عبر‬
‫وسائل اإلعالم‪ ،‬وترفض هذه النظرية الرقابة أو مصادرة الفكر‪ .‬ومن أهداف نظرية الحرية تحقيق‬
‫اكبر قدر من الربح المادي من خالل اإلعالن والترفيه والدعاية‪ ،‬لكن الهدف األساسي لوجودها‬
‫هو م ارقبة الحكومة وأنشطتها المختلفة من أجل كشف أخطائها‪ .‬وتدعو هذه النظرية إلى فتح‬
‫المجال لتداول المعلومات بين الناس بدون قيود من خالل جمع ونشر واذاعة هذه المعلومات عبر‬
‫وسائل اإلعالم‪ ،‬كحق مشروع للجميع‪.‬‬

‫وتتميز هذه النظرية أن وسائل اإلعالم وسيلة ت ارقب أعمال وممارسات أصحاب النفوذ والقوة في‬
‫المجتمع‪ ،‬وتدعو هذه النظرية إلى فتح المجال لتداول المعلومات بين الناس بدون قيود من خالل‬
‫جمع ونشر واذاعة هذه المعلومات عبر وسائل اإلعالم كحق مشروع للجميع‪.‬‬

‫نقد النظرية‪:‬‬

‫لقد تعرضت نظرية الحرية للكثير من المالحظات واالنتقادات ‪ ،‬حيث أصبحت وسائل اإلعالم‬
‫تحت شعار الحرية تعرض األخالق العامة للخطر‪ ،‬وتقحم نفسها في حياة األف ارد الخاصة دون‬

‫مبرر‪ ،‬وتبالغ في األمور التافهة من أجل اإلثارة وتسويق المادة اإلعالمية الرخيصة‪ ،‬كما أن اإلعالم‬
‫اصبح يحقق أهداف األشخاص الذين يملكون على حساب مصالح المجتمع وذلك من خالل توجيه‬
‫اإلعالم ألهداف سياسية أو اقتصادية ‪ ،‬وكذلك من خالل تدخل المعلنين في السياسة التحريرية ‪،‬‬
‫وهنا يجب ان ندرك ان الحرية مطلوبة لكن شريطة ان تكون في إطار الذوقالعام‪ ،‬فالحرية المطلقة‬
‫تعني الفوضى وهذا يسيء إلى المجتمع ويمزقه‪.‬‬

‫‪ -3‬النظرية الشيوعية ‪ ،‬االشتاركية أو الماركسية‪ :‬ان األفكار الرئيسية لهذه النظرية التي وضع‬
‫أساسها ماركس وانجلوس ووضع قواعد تطبيقها لينين واستالين يمكن إيجازها في ان الطبقة العاملة‬
‫هي التي تمتلك سلطة ف ي أي مجتمع اشت اركي ‪ ،‬وحتى تحتفظ هذه الطبقة بالسلطة والقوة فإنها‬
‫البد ان تسيطر على وسائل اإلنتاج الفكري التي يشكل اإلعالم الجزء األكبر منها‪ ،‬لهذا يجب ان‬
‫تخضع وسائل اإلعالم لسيطرة وكالء لهذه الطبقة العاملة وهم في األساس الحزب الشيوعي ‪.‬ان‬
‫المجتمعات االشت ارك ية تفترض أنها طبقات ال طبقية‪ ،‬وبالتالي ال وجود ص ارع للطبقات‪ ،‬لذلك‬
‫ال ينبغي ان تنشأ وسائل اإلعالم على أساس التعبير عن مصالح متعارضة حتى ال ينفذ الخالف‬
‫ويشكل خطورة على المجتمع‪.‬‬

‫انطلقت هذه النظرية بعد الثورة البلشفية التي وصلت إلى السلطة عام ‪ ، 8481‬وكانت مطبقة في‬
‫االتحاد السوفييتي سابق ا والدول التي كانت منضوية تحت عباءة االشت اركية‪.‬اعتبرها علماء‬
‫االتصال واإلعالم بأنها صورة طبق األصل من نظرية السلطة‪ ،‬فمصلحة الجماعة وهيمنة الدولة‬
‫تتجاوز مصلحة الفرد‪ ،‬لكن االختالف ما بينها يأتي في جانب ملكية وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫‪ -9‬نظرية المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫بعد ان تعرضت نظرية الحرية للكثير من المالحظات البد من ظهور نظرية جديدة في الساحة‬
‫اإلعالمية ‪ ،‬فبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت نظرية المسؤولية االجتماعية في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬وتقوم هذه النظرية على ممارسة العملية اإلعالمية بحرية قائمة على المسؤولية‬
‫االجتماعية ‪ ،‬وظهرت القواعد والقوانين التي تجعل ال أري العام رقيبا على آداب المهنة وذلك بعد‬
‫ان استخدمت وسائل اإلعالم في اإلثارة والخوض في أخبار الجنس والجريمة مما أدى إلى‬
‫إساءةالحرية أو مفهوم الحرية‪.‬‬

‫ويرى أصحاب هذه النظرية ان الحرية حق وواجب ومسؤولية في نفس الوقت‪ ،‬ومن هنا يجب انتقبل‬
‫وسائل اإلعالم القيام بالت ازمات معينة تجاه المجتمع‪ ،‬ويمكنها القيام بهذه االلت ازمات من خالل‬
‫وضع مستويات أو معايير مهنية لإلعالم مثل الصدق والموضوعية والتوازن والدقة ‪ -‬ونالحظ ان‬
‫هذه المعايير تفتقد إليها نظرية الحرية – ويجب على وسائل اإلعالم في إطار قبولها لهذه االلت‬
‫ازمات ان تتولى تنظيم أمورها ذاتيا في إطار القانون والمؤسسات القائمة‪ ،‬ويجب ان تكون وسائل‬
‫اإلعالم تعددية تعكس تنوع اآل ارء واألفكار في المجتمع من خالل إتاحة الفرصة للجميع من خالل‬
‫النشر والعرض‪ ،‬كما ان للجمهور العام الحق في ان يتوقع من وسائل اإلعالم مستويات أداء عليا‪،‬‬
‫وان التدخل في شؤون وسائل اإلعالم يمكن ان يكون مبرره تحقيق هذه المصلحة العامة؛ أضف‬
‫إلى ذلك ان اإلعالميين في وسائل االتصال يجب ان يكونوا مسؤولين أمام المجتمع باإلضافة إلى‬
‫مسؤولياتهم أمام مؤسساتهم اإلعالمية‪.‬‬

‫وتهدف هذه النظرية إلى رفع مستوى التصادم إلى مستوى النقاش الموضوعي البعيد عن االنفعال‪،‬‬
‫كما تهدف هذه النظرية إلى اإلعالم والترفيه والحصول على الربح إلى جانب األهداف االجتماعية‬
‫األخرى ‪.‬‬

‫ويحظر على وسائل اإلعالم نشر أو عرض ما يساعد على الجريمة أو العنف أو ماله تأثير سلبي‬
‫على االقليات في أي مجتمع‪ ،‬كما يحظر على وسائل اإلعالم التدخل في حياة األف ارد الخاصة؛‬
‫وبإمكان القطاع العام والخاص ان يمتلكوا وسائل اإلعالم في ظل هذه النظريات ولكنها تشجع‬
‫القطاع الخاص على امتالك وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫‪ -5‬النظرية التنموية‪ :‬نظ ار الختالف ظروف العالم النامي التي ظهرت للوجود في منتصف هذا‬
‫القرن هي بالتالي تختلف عن الدول المتقدمة من حيث اإلمكانيات المادية واالجتماعية ‪ ،‬كان البد‬
‫لهذه الدول من نموذج إعالمي يختلف عن النظريات التقليدية األربع التي استعرضناها‪ ،‬ويناسب‬
‫هذا النموذج أو النظرية أو األوض اع القائمة في المجتمعات النامية فظهرت النظرية التنموية في‬
‫عقد الثمانينات‪ ،‬وتقوم على األفكار واآل ارء التي وردت في تقرير لجنة "واك ب اريل" حول مشكالت‬
‫االتصال في العالم الثالث‪ ،‬فهذه النظرية تخرج عن نطاق بعدي الرقابة والحرية كأساس لتصنيف‬
‫األنظمة اإلعالمية ‪ ،‬ف األوضاع المتشابهة في دول العالم الثالث تحد من إمكانية تطبيق نظريات‬
‫اإلعالم التي أشرنا إليها في السابق وذلك لغياب العوامل األساسية لالتصال كالمها ارت المهنية‬
‫والمواد الثقافية والجمهور المتاح‪ .‬ان المبادئ واألفكار التي تضمنت هذه النظرية تعتبر هامة ومفيدة‬
‫لدول العالم النامي ألنها تعارض التبعية وسياسة الهيمنة الخارجية‪.‬‬

‫كما ان هذه المبادئ تعمل على تأكيد الهوية الوطنية والسيادة القومية والخصوصية الثقافية‬
‫للمجتمعات؛ وعلى الرغم من أن هذه النظرية ال تسمح إال بقدر قليل من الديمق ارطية حسب‬
‫الظرف السائدة إال أنها في نفس الوقت تفرض التعاون وتدعو إلى تظافر الجهود بين مختلف‬
‫القطاعا ت لتحقيق األهداف التنموية‪ ،‬وتكتسب النظرية التنموية وجودها المستقل من نظريات‬
‫اإلعالم األخرى من اعت ارفها وقبولها للتنمية الشاملة والتغيير االجتماعي‪.‬‬

‫وتتلخص أفكار هذه النظرية في النقاط التالية‪:‬‬

‫• ان وسائل اإلعالم يجب ان تقبل تنفيذ المهام التنموية بما يتفق مع السياسة الوطنية القائمة‪.‬‬

‫• ان حرية وسائل اإلعالم ينبغي ان تخضع للقيود التي تفرضها األولويات التنموية واالحتياجات‬
‫االقتصادية للمجتمع‪.‬‬

‫• يجب ان تعطي وسائل اإلعالم أولوية للثقافة الوطنية واللغة الوطنية في محتوى ما تقدمه‪.‬‬

‫• ان وسائل اإلعالم مدعوة في إعطاء أولوية فيما تقدمه من أفكار ومعلومات لتلك الدول النامية‬
‫األخرى القريبة جغ ارفيا وسياسيا وثقافيا‪.‬‬

‫• ان الصحفيين واإلعالميين في وسائل االتصال لهم الحرية في جمع وتوزيع المعلومات واألخبار‪.‬‬
‫• ان للدولة الحق في م ارقبة وتنفيذ أنشطة وسائل اإلعالم واستخدام الرقابة خدمة لألهدافالتنموية‪.‬‬

‫‪ -6‬نظرية المشاركة الديمقارطية‪ :‬تعد هذه النظرية أحدث إضافة لنظريات اإلعالم وأصعبهاتحديدا‪،‬‬
‫فقد برزت هذه النظرية من واقع الخبرة العملية كاتجاه إيجابي نحو ضرورة وجود أشكال جديدة في‬
‫تنظيم وسائل اإلعالم‪ ،‬فالنظرية قامت كرد فعل مضاد للطابع التجاري واالحتكاري لوسائل اإلعالم‬
‫المملوكة ملكية خاصة‪ ،‬كما أن هذه النظرية قامت ردا على مركزية مؤسسات اإلذاعة العامة التي‬
‫قامت على معيار المسؤولية االجتماعية وتنتشر بشكل خاص في الدول ال أرسمالية‪.‬‬

‫فالدول األوروبية التي اختارت نظام اإلذاعة العامة بديال عن النموذج التجاري األمريكي كانت‬
‫تتوقع قدرة اإلذاعة العامة على تحسين األوضاع االجتماعية والممارسة العاجلة لإلعالم‪ ،‬ولكن‬
‫الممارسة الفعلية لوسائل اإلعالم أدت إلى حالة من اإلحباط وخيبة األمل بسبب التوجه الصفوي‬
‫لبعض منظمات اإلذاعة والتلفزيون العامة واستجابتها للضغوط السياسية واالقتصادية ولم اركز‬
‫القوى في المجتمع كاألح ازب السياسية ورجال المال ورجال الفكر‪.‬‬

‫ويعبر مصطلح "المشاركة الديمق ارطية" عن معنى التحرر من وهم األح ازب والنظام البرلماني‬
‫الديمق ارطي في المجتمعات الغربية والذي أصبح مسيط ار على الساحة ومتجاهل االقليات والقوى‬
‫الضعيفة في هذه المجتمعات‪ ،‬وتنطوي هذه النظرية على أفكار معادية لنظرية المجتمع الجماهيري‬

‫الذي يتسم بالتنظيم المعقد والمركزية الشديدة والذي فشل في توفير فرص عاجلة لألف ارد واالقليات‬
‫في التعبير عن اهتماماتها ومشكالتها‪.‬‬

‫وترى هذه النظرية ان نظرية الصحافة الحرة )نظرية الحرية( فاشلة بسبب خضوعها العتبا ارت‬
‫السوق التي تجردها أو تفرغها من محتواها‪ ،‬وترى ان نظرية المسؤولية االجتماعية غير مالئمة‬
‫بسبب ارتباطها بمركزية الدولة ‪ ،‬ومن منظور نظرية المشاركة الديمق ارطية فإن التنظيم الذاتي‬
‫لوسائل اإلعالم لم يمنع ظهور مؤسسات إعالمية تمارس سيطرتها من م اركز قوى في المجتمع‪،‬‬
‫وفشلت في مهمتها وهي تلبية االحتياجات الناشئة من الخبرة اليومية للمواطنين أو المتلقينلوسائل‬
‫اإلعالم‪.‬‬
‫وهكذا فإن النقطة األساسية في هذه النظرية تكمن في االحتياجات والمصالح واآلمال للجمهورالذي‬
‫يستقبل وسائل اإلعالم‪ ،‬وتركز النظرية على اختيار وتقديم المعلومات المناسبة وحق المواطن في‬
‫استخدام وسائل االتصال من أجل التفاعل والمشاركة على نطاق صغير في منطقته ومجتمعه‪،‬‬
‫وترفض هذه النظرية المركزية أو سيطرة الحكومة على وسائل اإلعالم ولكنها تشجع التعددية‬
‫والمحلية والتفاعل بين المرسل والمستقبل واالتصال األفقي الذي يشمل كل مسؤوليات المجتمع؛‬
‫ووسائل اإلعالم التي تقوم في ظل هذه النظرية سوف تهتم أكثر بالحياة االجتماعية وتخضع‬
‫للسي طرة المباشرة من جمهورها‪ ،‬وتقد فرصا للمشاركة على أسس يحددها الجمهور بدال من‬
‫المسيطرين عليها‪.‬‬

‫وتتلخص األفكار األساسية لهذه النظرية في النقاط التالية‪:‬‬

‫• ان للمواطن الفرد والجماعات واالقليات حق الوصول إلى وسائل اإلعالم واستخدامها ولهم‬
‫الحق كذلك في أن تخدمهم وسائل اإلعالم طبقا لالحتياجات التي يحددونها‪.‬‬

‫• ان تنظيم وسائل اإلعالم ومحتواها ال ينبغي ان يكون خاضعا للسيطرة المركزية القومية‪.‬‬

‫• ان سبب وجود وسائل اإلعالم أصال هو لخدمة جمهورها وليس من أجل المنظمات التي‬
‫تصدرها هذه الوسائل أو المهنيين العاملين بوسائل اإلعالم‪.‬‬

‫• ان الجماعات والمنظمات والتجمعات المحلية ينبغي ان يكون لها وسائلها اإلعالمية‪.‬‬

‫الدستور‬

‫الدستور هو القانون األعلى الذي يحدد القواعد األساسية لشكل الدولة )بسيطة أو مركبة( ونظام‬
‫الحكم )ملكي أم جمهوري( وشكل الحكومة )رئاسية أم برلمانية( وينظم السلطات العمة فيها من‬
‫حيث التكوين واالختصاص والعالقات التي بين السلطات وحدود كل سلطة والواجبات والحقوق‬

‫األساسية لألف ارد والجماعات ويضع الضمانات لها تجاه السلطة ‪ ،‬وتقسم الدساتير من حيث‬
‫تدوينها أو عدم تدوينها إلى دساتير مدونة وغير مدونة ‪ ،‬ومن حيث طريقة تعديلها إلى دساتيرمرنة‬
‫ودساتير جامدة ‪.‬‬

‫ويرجع سبب شيوع الدساتير المدونة إلى اعتبارها وسيلة ناجحة لضمان حقوق اإلنسان وحرياته‬
‫‪،‬وهكذا فان وجود دستور مدون يعني وجود حقوق مدونة فيه ‪ ،‬والدستور ينظم عمل السلطات كما‬
‫يحدد الحقوق والحريات العامة ودور الدولة في تأمينها ‪ .‬ويكون القصد من تدوين الحقوق والحريات‬
‫في الدساتير هو لغرض أثبات وجود الحقوق أصال وتمكين المواطن من المطالبة بها فضال عن‬
‫إضفاء مزي د من االحت ارم عليها ‪ ،‬كما إن النص على الحقوق في القوانين العادية دون ذكرها‬
‫في الدساتير يجعلها في حالة عدم ثبوت ‪.‬‬

‫الدساتير والقوانين والمواثيق الخاصة بحرية الرأي والتعبير‬


‫يتوجب علينا إلقاء نظرة سريعة على أهم القوانين الخاصة بحرية الرأي والتعبير‬
‫العالمية والعربية والمحلية بغية االستفادة منها في أيجاد تشريع وطني يعالج نقاط‬
‫الخلل والقصور القانوني في القوانين العراقية النافذة‬
‫‪ -1‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان المادة ) ‪. ( 11‬‬

‫لكل شخص الحق في حرية التعبير ويشمل هذا الحق حرية اعتناق اآلراء دون تدخل‬
‫‪ .‬واستقاء األنباء واألفكار وتلقيها ‪ .‬وإذاعتها بأي وسيلة كانت دون التقيد بالحدود ‪.‬‬
‫وقد أقرت الجمعية العامة لألمم المتحدة اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان في ‪/ 01‬‬
‫‪ , 0491 / 2‬وأصدرتهوأصدرته ُ وطلبت من البلدان األعضاء أن تعمل بنص‬
‫اإلعالن ونشره ِ وتوزيعه ‪.‬‬
‫‪ -2‬العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية المادة ) ‪. ( 11‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬لكل إنسان الحق في اعتناق اآلراء دون مضايقة ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬لكل إنسا ن الحق في حرية التعبير ويشمل هذا الحق حريته ُ في‬
‫التماس مختلف ضروب المعلومات واألفكار وتلقيها ونقلها إلى اآلخرين دونما‬
‫اعتبار للحدود سواء كان ذلك على شكل مكتوب أو مطبوع أو في أي قالب فني أو‬
‫بأي وسيلة أخرى يختارها‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬تستتبع ممارسة الحقوق المنصوص عليها في الفقرة الثانية من هذه ِ‬
‫المادة واجبات ومسؤوليات خاصة وعلى ذلك يجوز إخضاعها لبعض القيود لكن‬
‫شريطة أن تكون محددة بنص القانون وأن تكون ضرورية وهي ‪-:‬‬
‫أ ( احترام حقوق اآلخرين أو سمعتهم ‪.‬‬
‫ب ( حماية األمن القومي أو الصحة العامة أو اآلداب العامة ‪.‬‬
‫وقد صادق العراق على هذا العهد في ‪ 0490 / 0 / 22‬وألزم نفسه ُ بهذه ِ االتفاقية‬

‫‪ -3‬االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان المادة ) ‪. ( 11‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬لكل إنسان الحق في حرية التعبير وهذا الحق يشمل حرية اعتناق‬
‫اآلراء وتلقي المعلومات واألفكار دون تدخل من السلطة العامة بصرف النظر عن‬
‫الحدود الدولية ودون إخالل بحق الدولة في طلب الترخيص في نشاط مؤسسات‬
‫اإلذاعة التلفزيون والسينما ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬هذه ِ الحريات تتضمن واجبات ومسؤوليات لذا يجوز إخضاعها‬
‫لشكليات إجرائية وشروط وقيود محددة في القانون حسبما تقتضيه الضرورة في‬
‫مجتم ع ديمقراطي لصالح األمن القومي وسالمة األراضي وحفظ النظام ومنع‬
‫الجريمة وحماية الصحة واآلداب العامة واحترام حقوق اآلخرين ومنع إفشاء‬
‫األسرار أو تدعيم السلطة وحيادية القرار ‪.‬‬
‫‪ -4‬الميثاق األفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب المادة ) ‪. ( 1‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬من حق كل فرد أن يحصل على المعلومات ‪.‬‬


‫الفقرة الثانية ‪ :‬يحق لكل إنسان أن يعبر عن أفكاره ِ وينشرها في أطار القوانين‬
‫واللوائح ‪.‬‬
‫‪ -5‬الميثاق العربي لحقوق اإلنسان المادة ) ‪. ( 32‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬يضمن هذا الميثاق الحق في األعالم وحرية الرأي والتعبير وكذلك‬
‫الحق في استقاء األنباء واألفكار وتلقيها ونقلها إلى اآلخرين بأي وسيلة دونما اعتبار‬
‫للحدود الجغرافية ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تمارس هذه ِ الحقوق والحريات في أطار المقومات األساسية للمجتمع‬
‫وال تخضع أال للقيود التي يفرضها احترام حقوق اآلخرين أو سمعتهم أو حماية األمن‬
‫الوطني أو النظام العام أو الصحة أو اآلداب العامة ‪.‬‬
‫‪ -6‬الدستور العراقي لعام ‪ ) 1125‬القانون األساسي ( المادة ) ‪( 12‬‬

‫أن للعراقيين حرية أبداء الرأي والنشر واالجتماع وتأليف الجمعيات واالنضمام إليها‬
‫ضمن حدود القانون ‪.‬‬
‫‪ -7‬الدستور العراقي المؤقت لعام ‪ 1151‬المادة ) ‪. ( 11‬‬
‫حرية االعتقاد أو التعبير مضمونة وتنظم بقانون ‪.‬‬
‫‪ -1‬الدستور العراقي المؤقت لعام ‪ 1164‬المادة ) ‪ ( 21‬و ) ‪. ( 31‬‬

‫حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ِ‬


‫ونشرهونشره ِ بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غير ذلك في حدود القانون ‪ .‬المادة‬
‫) ‪ ( 01‬أشارت إلى أن حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة في حدود القانون‬
‫‪.‬‬

‫‪ -1‬الدستور العراقي المؤقت لعام ‪ 1161‬المادة ) ‪. ( 31‬‬

‫أشارت إلى أن حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه‬
‫ونشره بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غير ذلك في حدود القانون ‪ .‬إما المادة ) ‪02‬‬
‫( من الدستور نفسه فق د أشارت إلى إن حرية الصحافة والطباعة والنشر مصونة وفق‬
‫مصلحة الشعب وفي حدود القانون وتكون مقرونة بمصلحة الشعب‪.‬‬
‫‪ -11‬الدستور العراقي المؤقت لعام ‪ 1171‬والذي سمي بدستور الجمهورية العراقية‬
‫المؤقت المادة ) ‪. ( 26‬‬

‫أن الدستور يكفل حرية الرأي والنشر واالجتماع والتظاهر وتأسيس األحزاب السياسية‬
‫والنقابات والجمعيات وفق أغراض الدستور وفي حدود القانون وتعمل الدولة على‬
‫توفير األسباب الالزمة لممارسة هذه ِ الحريات التي تنسجم مع خط الثورة القومي‬
‫التقدمي ‪.‬‬
‫) ‪( 20‬‬ ‫‪ -11‬أما مشروع دستور عام ‪ 1111‬الذي لم ير النور فقد أشار في مادته‬
‫على حرية الرأي والفكر والتعبير عنه ُ وتلقيه بالوسائل اإلعالمية والثقافية مضمونة‬
‫وينظم القانون ممارسة هذه ِ الحريات ‪.‬‬

‫السلطات الدستورية ومبدأ فصل السلطات ‪:‬‬

‫فصل السلطات هو مصطلح صاغه المفكر السياسي الفرنسي مونتسكيو ‪،‬فصل السلطات هو أحد‬
‫مبادِئ الديمقراطية فهو نموذج للحكم الديمقراطى للدول‪.‬تم تأسيس أول نموذج من الفصل بين‬
‫السلطات من قبل الرومان القدماء ودخل حيز االستخدام الواسع النطاق في الجزء األول من‬
‫الجمهورية ال رومانية في اطار هذا النموذج‪ ،‬فان الدولة مقسمة إلى فروع أو سلطات‪ ،‬كل سلطة‬
‫منفصلة ومستقلة في صالحيات ومجاالت المسؤولية‪ .‬العادي تقسيم السلطات إلى السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬والسلطة التشريعية‪ ،‬والسلطة القضائية‪.‬‬

‫السلطات الثالث و ضرورة الفصل بينها ‪:‬‬


‫تمارس الدولة وظيفتها من خالل ثالث أشكال أساسية للسلطة ‪ :‬السلطة التشريعية السلطة التنفيذية‬
‫و السلطة القضائية‪ .‬و تعتبر هذه التقسيمة أهم أركان البنيان السياسي للدولة الحديثة ذات الطابع‬
‫النيابي أو التمثيلي‪ :‬النظم القائمة على مشاركة الشعب في الحياة السياسية عبر إنتخاب مجموعة‬
‫تنوب عنه في مؤسسات إتخاذ القرار‬

‫السلطة التشريعية‪:‬‬
‫تسمى بالسلطة التشريعية تلك الهيئة المكلفة بسن القوانين و القواعد العامة التي تحكم تصرفات‬
‫جميع أفراد الشعب‪ ،‬و تعرف هذه الهيئة بأسماء عديدة‪:‬‬
‫البرل مان في ‪...‬بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬تونس‪ ،‬مصر‪ ،‬و العديد من الدول األخرى‬
‫الكونجرس في الواليات المتحدة والبوندستاج في ألمانيا والدايت في اليابان‬
‫تتمثل الوظيفة األساسية لهذه الهيئة في تمثيل الشعب في عملية سن القوانين‪ ،‬مناقشة ميزانية‬
‫الدولة و المصادقة عليها و كذلك عند إتخاذ القرارات المهمة التي من شأنها تحديد مصير الشعب‬
‫مثل المصادقة على توقيع اإلتفاقيات الدولية‪ ،‬الدخول في المنظمات العالمية‪ ،‬أو إعالن الحرب‪.‬‬

‫السلطة التنفيذية‬
‫كما يعبر اسمها تتولى السلطة التنفذية تطبيق و تنفيذ السياسات و القوانين التي تسنها السلطة‬
‫التشريعية‪ .‬ويتولى هذا الفرع من الدولة تسيير شؤون البالد ودراسة حاجات المجتمع و من ثم‬
‫وضع الخطط كما تتولى رسم السياسات العامة و تنفيذها‪.‬‬
‫تختل ف الجهات المكونة للسلطة التنفيذية حسب النظام الذي تتخذه الدولة ولكن كل النظم تلتقي‬
‫في عنصر الحكومة‪ ،‬ففي النظام الرئاسي يمثل الرئيس المنتخب رأس السلطة التنفيذية وتساعده‬
‫في تأدية وظيفته الحكومة المكونة من مجموعة من الوزراء يختارهم هو و يكونون مسؤولين‬
‫أمامه ك ل عن وزارته أما النظام البرلماني فيتميز بثنائية السلطة التنفيذية حيث تتكون من الحكومة‬
‫التي يقودها رئيس الحكومة و من رئيس للدولة أو أمير أو ملك محدود السلطات الفعلية‬

‫السلطة القضائية‬
‫ثالث فروع الدولة هي السلطة القضائية و هي السلطة المسؤولة عن الفصل في النزاعات بين‬
‫أفراد الشعب ومؤسساته و عن تحقيق العدالة ويقع عمل السلطة القضائية بين السلطتين التشريعية‬
‫و التنفيذية فهي مكلفة بتفسير القوانين المسنونة من السلطة التشريعية و دراسة مدى توافقها مع‬
‫الحاالت المعروضة عليها لتمررها إلى السلطة التنفيذية التي تتولى تطبيقها‪.‬‬
‫تقوم السلطة القضائية بوظيفتها من خالل المحاكم و الدوائر القضائية و ذلك في جميع المجاالت‬
‫التي يغطيها القانون‪ :‬التجارة‪ ،‬األحوال الشخصية‪ ،‬الملكيات العامة و الخاصة‪ ،‬الجنايات‪ ،‬القضايا‬
‫اإلدارية‪....‬‬

‫وتضاف لها السلطة االربعة‪ :‬ظهرت تسمية السلطة ال اربعة في بداية نشوء األنظمة الديمق ارطية‬
‫في القرن الثامن عشر والتاسع عشر عندما قال المفكر االنكليزي األيرلندي )أدموند بروك( أمام‬
‫مجلس البرلماني البريطاني‪) :‬ثالث سلطات تجتمع هنا تحت سقف في البرلمان لكن هناك في قاعة‬
‫الم ارسلين تجلس السلطة االربعة وهي أهم منكم جميعا( ويستخدم المصطلح اليوم في سياق إب‬
‫ارز الدور المؤثر لوسائل اإلعالم ليس في تعميم المعرفة والتوعية والتنوير فحسب‪ ،‬بل في تشكيل‬
‫ال أري‪ ،‬وتوجيه ال أري العام‪ ،‬واإلفصاح عن المعلومات‪ ،‬وخلق القضايا‪ ،‬وتمثيل الحكومة لدى‬
‫الشعب‪ ،‬وتمثيل الشعب لدى الحكومة‪ ،‬وتمثيل األمم لدى بعضها البعض‪.‬‬

‫التشريعات اإلعالمية ‪ ،‬التعريف والمفهوم‬

‫ماذا نعني بالتشريعات اإلعالمية ؟ هي التشريعات المتعلقة بالعملية اإلعالمية برمتها تضعها‬
‫السلطة المختصة في أي دولة للقواعد القانونية والدستورية ويعاقب عليها أو باألحرى يعاقب على‬
‫مخالفتها سواء بالغ ارمة أو بعقوبة السجن ‪ ،‬والتشريعات اإلعالمية هي القواعد التي لها صفة اإلل‬
‫ازم والمتصلة بالنشاط اإلعالمي واالتصالي والتي تتولى تنظيم ممارساته ووضع المعايير التي‬
‫تحكم أنشطته المختلفة ‪ .‬والتشريعات اإلعالمية هي النصوص والقواعد القانونية واألخالقية التي‬
‫تنظم تداول المعلومة في الفضاء العمومي ‪ .‬وتدرج ضمن التشريعات اإلعالمية القواعد األخالقية‬
‫التي يضعها المهنيون في قطاع اإلعالم للتفريق بينهم وبين المتالعبين بالعقول‪.‬‬
‫وتنقسم التشريعات اإلعالمية بشكل عام إلى تشريعات تتصل بالمضمون وأخرى تتصل بالمؤسسات‬
‫اإلعالمية من حيث تنظيماتها وادا ارتها وتحديد حقوقها وواجباتها وتشريعات تتصل بالمهنة ثم‬

‫هناك تشريعات اإلعالم الدولية ولهذه التشريعات مصادر متعددة تتمثل في الدستور‬

‫والقانون الجنائي ) قانون العقوبات ‪ ،‬القانون المدني ‪ ،‬والقانون الدولي والعام ‪ ،‬وقوانين‬
‫الصحافة أو المطبوعات ( كما يدخل تحت ذلك أيضا المواثيق المهنية ‪.‬‬

‫الشك أن مجتمع المعلومات اليوم في ظل البث الفضائي من خالل األقمار الصناعية واستخداماتها‬
‫الواسعة تجاوز الحدود الجغ ارفية للدول ذات الثقافات والتوجهات المختلفة ‪ ،‬ومن خالل الرسالة‬
‫اإلعالمية يمكن التأثير على القيم واالتجاهات والعادات والمفاهيم والسياسات‪ ،‬وهذا يتطلب أن نملك‬
‫كفاءات معرفية عالية ‪ .‬وهذا يتطلب قبل كل شيء إشاعة الديمق ارطية وتوسيع دائرة المشاركة‬
‫السياسية واالبتعاد عن تقديس الحكام والمسؤولين ‪.‬‬

‫لمحات تاريخية موجزة عن التشريعات اإلعالمية في العارق المعاصر)حول جارئم النشر‬


‫المنصوص عليها في قانون العقوبات العارقي(‬
‫رغم الضمانات الدستورية المتعلقة بحرية ال أري والتعبير والتأكيد عليها بوصفها ضمانة أساسية‬
‫لبناء المجتمع وتقدمه واالعت ارف بها حقا لإلنسان لصيقا به ال يمكن حرمانه منها والواقع إن هذا‬
‫لم يمنع القوانين الوضعية وخاصة الجنائية منها في التقييد على هذه الحرية بقيود عديدة وسنتناول‬
‫ج ارئم النشر باعتبارها من أكثر الج ارئم شيوعا في الج ارئم التعبيرية وخاصة في مجال اإلعالم‬
‫والنشر‪ ،‬واذا كانت الصحافة هي سلطة شعبية تمارس رسالتها بحرية مسئولة في خدمة المجتمع‬
‫تعبي ار عن مختلف االتجاهات في ال أري العام واسهامها في تكوينه وتوجيهه من خالل حرية‬
‫التعبير وممارسة النقد ونشر األخبار وذلك كله في إطار المقومات األساسية للمجتمع وأحكام‬
‫الدستور والقانون حيث ال يجوز استغالل وسائل ا لنشر الصحفي للوشاية أو التشنيع أو اتهام‬
‫المواطنين بغير حق أو طعنهم بال مبرر وطني أو قانوني واستغالل النشر بتهديد الم واطنين أو‬
‫زعزعة الثقة في البالد واثارة غ ارئز الجمهور بأية وسيلة من وسائل اإلثارة التي تتعارض مع‬
‫مصلحة المجتمع في مس الحريات الخاصة والعامة وتضليل الجمهور بالمعلومات غير الصحيحة‬
‫ونشر الوقائع غير المؤكدة واألخبار الكاذبة وترويج اإلشاعات والتحريض على القتل أو النهب أو‬
‫الحرق أو اإلخالل باألمن الداخلي أو الخارجي للدولة وج ارئم التحريض الطائفي أو التحريض‬
‫على عدم االنقياد للقوانين ونشر مطبوعات منافية لآلداب العامة وجريمة التأثير في سير العدالة‬
‫وجريمة إفشاء األس ارر وج ارئم السب والقذف والتشنيع بالسمعة على أن تتم تلك الج ارئم عن‬
‫طريق النشر في الصحافة أو المطبوعات على مختلف أنواعها ‪.‬‬

‫قانون نقابة الصحفيين رقم ‪ 271‬لسنة ‪ 8484‬وتعديالته ‪ ،‬وأشار إلى ج ارئم النشر كالتضليل‬
‫واستغالل الصحافة بما يفيد جهة معادية أو إثارة الغ ارئز وما إلى ذلك‪.‬‬

‫مواد من قانون العقوبات رقم ‪ 222‬لسنة ‪ 8484‬الذي نظم أحكام المسؤولية في ج ارئم النشر‬
‫في المواد) ‪ 18‬ـ ‪( 19‬إذ قرر معاقبة رئيس تحرير الصحيفة بصفته فاعال أصليا للج ارئم التي‬
‫ترتكب بواسطة النشر في صحيفته واذا لم يكن ثمة رئيس تحرير يعاقب المحرر المسئول عن‬
‫القسم الذي حصل فيه النشر فضال عن شمول الصحفي بجريمة القذف في المادة ‪344‬وجريمة‬
‫السب والشتم في المادة ‪343‬من القانون ذاته‪.-‬‬

‫وان المسؤولية في جارئم النشر المنصوص عليها في قانون العقوبات تم تعليق العمل بها‬

‫بصدور األمر ) ‪ ( 1‬لسنة ‪ 1004‬وان هذه األوامر ال ت ازل نافذة المفعول استنادا إلى أحكام‬
‫المادة ‪ 240‬من الدستور وفقا لقانون العقوبات الع ارقي بأنه يعاقب بالحبس كل من نشر بإحدى‬
‫الطرق اإلعالمية أوامر التحقيقات الجنائية أو شهادات المحاكم والعقاب على مجرد نشر الحكم‬
‫إذ تم بأذن المحكمة المختصة واذا وقع القذف والسب بطريق النشر في الصحف أو بإحدى طرق‬

‫اإلعالم األخرى عد ذلك طرفا مشددا ‪.‬‬

‫كما إن قانون المطبوعات ووفقا لألمر ‪ 89‬الصادر بتاريخ ‪ 2113 / 8 / 81‬والخاص بالنشاط‬
‫اإلعالمي المحضور فانه يحضر على المنظمات اإلعالمية نشر المواد األصلية أو تلك التي يعاد‬
‫بثها أو يعاد طبعها أو التي تعد للنشر ألكثر من وسيلة إعالمية من شأنها التحريض على العنف‬
‫ضد أي فرد أو مجموعة بما في ذلك المجموعات العرقية أو االثنية والتحريض على اإلخالل‬
‫بالنظام المدني أو إثارة الشغب أو اإلض ارر بالممتلكات العامة ويجوز إلقاء القبض على مسئول‬
‫أي منظمة إعالمية يتبين أنها تبث أو تنشر أو تحاول أن تنشر مواد ‪.‬‬

‫كما أن أحكام المادة) ‪ ( 4‬من قانون مكافحة اإلرهاب رقم ) ‪ ( 83‬لسنة ‪ 2115‬اعتبرت الخروج‬
‫عن ح رية التعبير جريمة إرهابية ماسة بأمن الدولة وذلك بالتحريض عن طريق وسائل اإلعالم على‬
‫العنف والقاء الرعب وتعريض حياة الناس وحرياتهم وأمنهم للخطر أنواع التشريع‬

‫للتشريع ثالثة أنواع تتفاوت في د ارجاتها من حيث القوة و من حيث أهمية ما يتناوله من مسائل و‬
‫بما يكفل احت ارم التشريع األدنى للتشريع األعلى وهم علي التوالي‪:‬‬

‫األول‪ :‬التشريع األساسي الدستور‬


‫وهو التشريع التأسيسي للدولة و قمة التشريعات فيها و يتميز بالسمو والثبات ويصدر عن سلطة‬
‫عليا وهي السلطة التأسيسية حيث يضم مجموعة القواعد التي تتضمنها الوثيقة األساسية‪ ،‬والتي‬
‫تحدد شكل الدولة‪ ،‬نظام الحكم فيها‪ ،‬السلطات العامة والعالقات بينها‪ ،‬وتحدد الحقوق والحريات‬
‫األساسية لألف ارد وواجباتهم‪ ،‬و منه تستمد كافة القوانين األخرى مستوحية مبادئه و أحكامه التي‬
‫ال يجوز ألي قانون مخالفتها‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬التشريع العادي )القانون(‬


‫هو مجموعة القواعد القانونية التي تضعها السلطة التشريعية )البرلمان(‪ ،‬وفقا لإلج ارءات التي نص‬
‫عليها الدستور السلطة التشريعية قصد تنظيم العالقات بين األف ارد أو بينهم وبين الدولة في جميع‬
‫المجاالت االجتماعية المختلفة وتعتبر في كل دولة هي صاحبة االختصاص األصيل في وضع‬
‫التشريع ومع ذلك فإن الدساتير جرت على إش ارك رئيس الدولة في وضع التشريع سواء عن طريق‬
‫ما تعط يه إياه من حق اقت ارح التشريعات أو االعت ارض عليها‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬التشريع الفرعي )اللوائح(‬


‫يأتي في المرتبة الثالثة و يقصد به اللوائح التي تختص السلطة التنفيذية بوضعها في حدود‬
‫اختصاصها التي يبنه الدستور حيث تفصل أحكامه دون أي تعديل أو إضافة و يكون اختصاص‬
‫السلطة التنفيذية للتشريع الفرعي اختصاصا أصليا ال استثنائيا وتتشكل هذه اللوائح من نصوص‬
‫مرتبة من األعلى إلى األدنى وفقا للتدرج الداخلي للسلطة التنفيذية ‪.‬‬

‫القانون‬
‫المجتمع وتعمل على تنظيمه‪ ،‬حيث‬ ‫يعرف القانون بأنه مجموعة من األسس والقو ِّ‬
‫تحكم ُ‬
‫اعد التي ُ‬ ‫ُ‬
‫للمجتمع العيش بنجاح إذا كان أف ارده ال يخضعون لِّقوانين تحكمهم‪ ،‬ويفعلون ما‬ ‫ّإنه ال يمكن ُ‬
‫تحدد حقوق األف‬ ‫يروق لهم دون م ارعاة لواجباتهم وحقوقهم‪ ،‬فالقانون هو الذي يضع القو ِّ‬
‫اعد التي ّ‬ ‫ُ‬
‫طبق الج ازء‬ ‫ِّ‬
‫األس س ‪،‬ويُ ّ‬
‫المناسب في حال ُمخالفة تلك القواعد و ُ‬ ‫ارد وواجباتهم‪ ،‬ويضع الج ازء ُ‬
‫التغي ارت التي‬ ‫القانونية باستم ارر؛ وذلك تبعا لِّ ُّ‬
‫لتطوارت و ُّ‬ ‫الحكومة‪ ،‬حيث تتغير القواعد‬ ‫ِّ‬
‫ّ‬ ‫من قبل ُ‬
‫اليونانية)‪ ، (Kanun‬ومعناها‬
‫ّ‬ ‫يرجع أصل كلمة قانون إلى الكلمة‬ ‫ِّ‬ ‫المجتمع‪ ،‬وفي اللغة‬
‫تحدث في ُ‬
‫ُ‬
‫اليونانية إلى اللغة‬
‫ّ‬ ‫ثم انتقلت من‬ ‫للداللة على االستقامة و ِّّ‬
‫النظام‪ّ ،‬‬ ‫المستقيمة‪ ،‬وكانت تستخدم ّ‬
‫العصا ُ‬
‫إما‬
‫المعنيين‪ّ ،‬‬
‫ْ‬ ‫لتأخذ أحد‬ ‫الفارسية بنفس اللفظ كانون بمعنى أصل الشيء وقياسه‪ّ ،‬‬
‫ثم تم تعريبها ُ‬ ‫ّ‬
‫األصل أو االستقامة‬

‫الفرق بين القانون والتشريع‬

‫ِّ‬
‫صح‬
‫ان ّ‬
‫للداللة نفسها‪ ،‬و ْ‬ ‫الفرق بين القانون والتشريع يستخدم أغلب األشخاص هذين ُ‬
‫المصطلحين ّ‬
‫إال ّأنه غير صحيح إجماال ‪ ،‬فهناك فرق بين القانون والتشريع‪ ،‬ومن‬
‫ذلك في بعض األحيان ّ‬
‫الفروقات بينهما‪:‬‬

‫‪ُّ -8‬‬
‫الشمول‪ :‬القانون أشمل من التشريع‪ ،‬إذ يعد التشريع ُجزءا من القوانين التي ُ‬
‫يحكم بها القاضي‪،‬‬

‫إن القانون يشمل كل ما ُ‬


‫يحكم به القاضي من تشريع‪ ،‬أو عرف‪ ،‬أو قاعدة‪ ،‬أو حكم قضائي‬ ‫حيث ّ‬
‫أما القانون فعام‪.‬‬
‫فإن كل تشريع قانون‪ ،‬وليس كل قانون تشريعا ‪ ،‬والتشريع خاص ّ‬
‫سابق‪ ،‬وبذلك ّ‬
‫ِّ‬
‫فيصدر عن‬
‫ُ‬ ‫أما التشريع‬
‫قضائية سابقة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الدين‪ ،‬أو أحكام‬ ‫يصدر القانون من ُ‬
‫العرف‪ ،‬أو ّ‬ ‫‪ -2‬المصدر‪ُ :‬‬
‫يعية‪.‬‬
‫السلطة التشر ّ‬
‫ُّ‬
‫أما‬ ‫أن يكون نص التشريع مكتوبا ‪ ،‬فإذا لم ُ‬ ‫‪ -3‬كتابة الّنص‪ِّ :‬‬
‫يكن مكتوب ا فهو ليس تشريعا ‪ّ ،‬‬ ‫يجب ْ‬
‫ِّ‬
‫القانون قد يكون مكتوبا وقد ال يكون مثل األع ارف والقواعد ّ‬
‫العامة‪.‬‬

‫سلوكيات األف ارد‪ ،‬وأن يكون موضوعه قاعدة‬


‫ّ‬ ‫‪ -9‬الموضوع‪ِّ :‬‬
‫يجب أن يسعى التشريع إلى تنظيم‬

‫يمر التشريع‬
‫أن ُ‬‫يعية بعد إصدارها للتشريع‪ ،‬ويجب ْ‬ ‫قانونية‪ ،‬وأن تكون هناك رقابة من ُّ‬
‫السلطة التشر ّ‬ ‫ّ‬
‫تمر بالم ارحل‬ ‫كاملة إلى أن يتم نشره‪ ،‬بخالف األع ارف والقو ِّ‬
‫ارحل شكلية ِّ‬
‫بم ِّ‬
‫القانونية فهي ال ُ‬
‫ّ‬ ‫اعد‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫الشكلية‪.‬‬
‫ّ‬
‫إن كلمة القانون تستخدم في مجاالت كثيرة غير المجال القانوني‪ ،‬مثال نقول‬
‫‪ -5‬االستخدام‪ّ :‬‬
‫الجاذبية‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫الجاذبية‪ ،‬أو قانون ْ‬
‫العرض والطلب‪ ،‬ولكن ال يِّ صح أن نقول تشريع‬ ‫ّ‬ ‫قانون‬

‫العرض والطلب‪.‬‬
‫تشريع ْ‬
‫‪ -6‬فروع القانون‬

‫وهما القانون العام والقانون الخاص‪ ،‬وأساس التمييز بينهما هو ُوجود‬ ‫ِّ‬
‫قسم القانون إلى قسمين أساسيين ُ‬
‫يُ ّ‬
‫الدولة‪ ،‬وفيما يلي توضيح بسيط لكل منهما‪:‬‬ ‫السيادة من ِّ‬
‫ِّ‬
‫جانب ّ‬ ‫ُعنصر ّ‬

‫السيادة‬ ‫األنظمة التي تن ِّّ‬


‫ظم العالقات بين طرفين أحدهما له ّ‬
‫اعد و ِّ‬
‫القانون العام‪ :‬هو مجموعة من القو ِّ‬

‫الدولة‪.‬‬
‫على اآلخر مثل ّ‬

‫األنظمة التي تن ِّّ‬


‫ظم العالقات بين طرفين ليس ألحدهما‬ ‫اعد و ِّ‬
‫القانون الخاص‪ :‬هو مجموعة من القو ِّ‬

‫الدولة‬
‫الدولة واألف ارد وذلك باعتبار ّ‬
‫السلطة على األخر‪ ،‬مثل تنظيم العالقة بين ّ‬
‫لسيادة و ُّ‬
‫اّ‬
‫ِّ‬
‫عاديا ‪.‬‬ ‫معنوي ا‬ ‫شخصا‬

‫عالقة القانون ُ‬
‫بالمجتمع‬

‫أساسية ومتينة‪ ،‬فال يوجد قانون بال ُمجتمع‪،‬‬


‫ّ‬ ‫إن عالقة القانون و ُ‬
‫المجتمع ببعضهما البعض عالقة‬ ‫َّ‬
‫حمد حسين في كتابه تا ريخ ُّ‬
‫النظم‬ ‫تحكمه‪ ،‬ويقول ُّ‬
‫الدكتور ُم ّ‬ ‫كما ّأنه ليس هناك ُمجتمع بدون قوانين ُ‬
‫القانونية‪) :‬يوجد ارتباط وثيق بين القانون والمجتمع‪ ،‬ويظل القانون متأث ا ر بالمجتمع الذي نبت‬
‫ّ‬
‫فيه‪ ،‬وكذلك يؤثر القانون في المجتمع الذي يحكمه‪ ،‬فالعالقة بين المجتمع والقانون عالقة تأثر‬
‫ِّ‬
‫وفهمه وتحليلِّه‪ ،‬كما ِّ‬
‫يجب إد ارك‬ ‫المجتمع فال بُّد من ِّد ارسته‬
‫وتأثير(‪ .‬ولتفعيل دور القانون في ُ‬
‫وضع الج ازء‬‫أن القوانين ُو ِضعت لِتعالِج المشكالت وتحمي من الجريمة‪ ،‬ولذلك ال بُ ّد من ْ‬ ‫َّ‬
‫والعقوبات لمعاقبة مخالفيها بدون مبالغة وتضخيم فيها‪ ،‬فالهدف هو اإلصالح وليس ِّ‬
‫العقاب‪ .‬أهداف‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫القانون ‪ِّ :‬للقانون أهداف كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫المجتمع‪ ،‬ويُعاقب ال ّشخص‬


‫‪ -1‬تحقيق األمن لألفارد وذلك عن طريق منع وقوع االعتداءات بين أف ارد ُ‬
‫بم‬ ‫المر ِّ‬
‫الشخص المسؤول عن أخطاء غيره في حال كان ُمكلفا ُ‬ ‫للضرر عن نفسه‪ ،‬ويُحاسب ّ‬
‫ّ‬ ‫تكب‬ ‫ُ‬
‫المكلف‬ ‫ارقبة شخص آخر‪ ،‬لِّصغر ّ‬
‫سنه‪ ،‬أو لمرضه العقلي أو الجسدي‪ ،‬وفي مثل هذه الحالة يُسأل ُ‬
‫بالرقابة عن أخطاء األف ارد المشمولين برقابته‪ ،‬ويجب على أي شخص يُسبب ض ار ر لغيره أن‬
‫ّ‬
‫الضرر‪.‬‬
‫يعوضه عن ذلك ّ‬
‫ّ‬
‫ِّ‬
‫تالزمان‪ ،‬لذلك يهدف القانون إلى تحقيق ْ‬
‫العدل دائما‬ ‫العدل والقانون ُم ِّ‬
‫إن ْ‬ ‫العدل ين األفارد ّ‬
‫‪ -2‬تحقيق ْ‬
‫المهمة القضاء‪،‬‬
‫المساواة ورفع الظلم عن المظلومين‪ ،‬ويتولى هذه ُ‬
‫وأبدا ‪ ،‬وذلك عن طريق تحقيق ُ‬
‫حددة‪.‬‬
‫يعية ُم ّ‬
‫وذلك عن طريق استخدام أساليب تشر ّ‬
‫المجتمع لالستق ارر ال تِّّقل عن حاجته لِّألمن والعدالة‪ ،‬ويحقق القانون‬
‫إن حاجة ُ‬
‫‪ -3‬تحقيق االستقارر ّ‬
‫ِّ‬
‫القانونية وتجريدها‪ ،‬فتكون ُموجهة إلى األف ارد ّ‬
‫عامة‬ ‫ّ‬ ‫القاعدة‬ ‫مومية‬
‫االستق ارر عن طريق ُع ّ‬
‫عينين‪ ،‬إضافة إلى وجود الج ازء‪ ،‬ووجود مؤسسات تعمل على تطبيق القانون‬
‫وليس ألشخاص ُم ّ‬
‫بقدر عا ل من االحت ارم مثل الجهاز القضائي‪.‬‬
‫‪ -4‬تحقيق األهداف االقتصادية لكل نظام اقتصادي أهداف معينة‪ِّ ،‬‬
‫ويهدف القانون لتحقيق تلك األهداف‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬
‫االقتصادية‪ ،‬وقد أدرك ُعلماء القانون واالقتصاد ّأنه ال بد من‬
‫ّ‬ ‫الضروارت‬
‫عن طريق التجاوب مع ّ‬
‫يقدمه القانون‬
‫مك ن الفصل بين د ارسة الثروات االقتصادية وما ّ‬ ‫الربط بينهما على أساس ّأنه ال ي ِّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬

‫النظام االقتصادي في تطور ُمستمر لذلك ال بد من ُمواكبة القانون ُ‬


‫ومالزمته‬ ‫أن ِّّ‬
‫من أحكام‪ ،‬كما ّ‬
‫لهذه التطوارت‪.‬‬
‫ظم سياسيا ‪ ،‬حيث ين ِّّ‬
‫ظم القانون العالقة‬ ‫سياسية يُعتبر القانون األداة التي تن ِّّ‬
‫ّ‬ ‫الّ‬
‫‪ -5‬تحقيق األهداف ِ‬

‫للدولة‪،‬‬
‫السياسي ّ‬
‫بالنظام ّ‬
‫القانونية التي تحكم األف ارد ّ‬
‫ّ‬ ‫وتسمى مجموعة القواِّعد‬
‫ّ‬ ‫الدولة‪،‬‬
‫بين ُسلطات ّ‬
‫الديمق‬
‫سير بطريقة تتفق مع النظام السياسي خاصة في المجتمعات ّ‬
‫يحدد ويُ ّ‬
‫النظام القانوني ّ‬
‫أن ّ‬‫كما ّ‬
‫ارطية‪.‬‬
‫ّ‬
‫قانون اإلعالم وعالقته مع بعض القوانين األخرى‬

‫قانون اإلعالم هو القانون الذي ينظم حماية المعلومات الشخصية والعامة واالتصاالت ويشكل بذلك‬
‫جزءا من الحقوق العامة والقانون المدني والقانون الجنائي‪ .‬وتعتبر إحدى مشكالته‬
‫التطور الكبير السريع في وسائل اإلعالم والتي يلتفت إليها المشرع متأخ ار بعض الوقت‪ .‬وينقسم‬
‫قانون اإلعالم إلى إطا ارت مثل حقوق الملكية الفكرية وهي تنتمي إلى القانون المدني وحقوق‬
‫البث والنشر واالتصاالت وهي تنتمي إلى قانون اإلداري‪ .‬فقانون األعالم بمعناه التقليدي يتلخص‬
‫في حرية دور النشر والبث مثل الصحافة واإلذاعة والتلفزيون وصناعة السينما ثم نشأت أوساط‬
‫جديدة وتنتمي إليها مثل األنترنت والملتيميديا‪ .‬ويهتم بتنظيم أهداف حقوق أوساط اإلعالم بضمان‬
‫بنية تحتية لالتصاالت تكون متمتعة بحرية في االستخدام بحيث تضمن تعددية اآل ارء وحرية الفكر‬
‫وحماية مستخدمي وسائل اإلعالم وحماية الملكية الفكرية‪ .‬ويهتم بحق االتصاالت أساسا بالناحية‬
‫التقنية لالتصاالت التي عن طريقها تنتقل المعلومات‪ .‬وتؤثر تلك اإلطا ارت بإطار الملتيميديا‬
‫وتتداخل فيها(‬

‫عالقة قانون اإلعالم بفروع القوانين األخرى‬

‫أدت الثوارت التي حدثت في أوربا عام ‪ 8191‬وحركة اإلصالح االجتماعي إلى ميالد حقوق‬
‫اجتماعية جديدة بدأت الطبقة الكادحة األوربية بالمطالبة بها توطئة لسنها في تشريعات نقابية ومن‬
‫ثم دساتير الدول التي استقلت حديثا ‪ .‬وكان لتطور وتعاظم قوة الطبقة العاملة دور كبير في نشوء‬
‫نوع من القواعد القانونية الصناعية التي أطلقت عليها فيما بعد "قوانين العمال " والتي كانت تنظم‬
‫العالقة بين العمال وأرباب العمل من جهة ‪ ،‬وتمنح بعض الحقوق االجتماعية )كالتعليم والسكن‬
‫والضمان االجتماعي ( للعمال من جهة أخرى وفي نهاية الحرب العالمية األولى كانت دساتير‬
‫اوربا دساتير األمم الفتية المتحررة من السيطرة األلمانية أو العثمانية أو الروسية ‪ ،‬والتي ارتفعت‬
‫إلى مصاف الدول المستقلة مثل بعض الدول العربية التي تخلصت من ربقة االستعمار ‪.‬‬
‫واذا كانت معظم التشريعات الصناعية قد تضمنت هذه الحقوق ‪ ،‬أال أنها دخلت إلى متن معظم‬
‫الدساتير التي صدرت في القرن العشرين ‪ ،‬وتكرست تلك الحقوق تماما بعد اندحار الفاشية وصدور‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان عام ‪ 8491‬الذي نص على )حق االتصال ( كحق لصيق بالحياة‬
‫اإلنسانية ‪ ،‬إق ار ار من األمم المتحدة ) بان مثال الكائنات اإلنسانية الحرة المتمتعة بالتحرر من‬
‫الخوف والحاجة أنما يتحقق فقط استنادا على اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان إذا قامت أوضاع‬
‫يمكن معها لكل فرد أن يتمتع بحقوقه االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و كذلك بحقوق المدنية‬
‫و السياسية و من هنا فقد ارتبط قانون اإلعالم –من خالل حق االتصال – بالحقوق االجتماعية‬
‫التي اق رتها األمم المتحدة وهذا مما دعي بعض فقهاء القانون إلى اعتبار‬
‫قانون اإلعالم قانونا اجتماعيا الن "االتصال اإلعالمي أساس لكل عمليه اجتماعية "أضافه إلى‬
‫قوانين اإلعالم إلى قواعد اجتماعيه ألنها تساعد على التنمية االقتصادية و االجتماعية و منها فقط‬
‫ربط فقهاء القوانين بين قانون اإلعالم و المؤسسات القانون الدستوري من جه وبينه وبين قانون‬
‫العقوبات من جه أخرى على اعتبار حق الرد و التصحيح و المسؤولية المتولدة عن ج ارئم النشر‬
‫مؤسسات إعالميه و دستوريه و ج ازئية ‪ .‬يتضح من ذلك أن ثمة عالقة وثيقة بين قانون اإلعالم‬
‫وفروع القوانين األخرى سواء من حيث احتوائها على عقوبة أم من حيث المضمون‪ ،‬ولذلك فان‬
‫ثمة وشائج قوية بين قانون اإلعالم وفروع القانون األخرى التي سيتم د ارستها ‪.‬‬
‫يعتبر القانون الدستوري في طليعة فروع‬ ‫‪ -2‬عالقة قانون اإلعالم بالقانون الدستوري ‪:‬‬
‫القانون العام الداخلي فهو أساس كل تنظيم في الدولة ‪ ،‬حيث يضع األسس التي تقوم عليها الدولة‬
‫‪ ،‬وعلى هذا فإنه ال يجوز مخالفة هذا القانون بقانون آخر يصدر داخل الدولة ‪ ،‬ألن كل القوانين‬
‫األخرى أقل منه في المرتبة‪ .‬ثمة عالقة مشتركة تجمع بين قانون اإلعالم والقانون الدستوري بحكم‬
‫انتمائها إلى فرع قانوني واحد هو) قانون العام (بمعناه الواسع ‪ .‬حيث يختص كل واحد منها بمعالجة‬
‫مختلف الموضوعات المتعلقة بنظرية الدولة حيث يعالجها القانون الدستوري ككل بينما يتناول قانون‬
‫اإلعالم بعض جوانبها وما يتفرع منها من مشاكل إعالمية على الصعيدين الوطني والدولي ‪.‬‬
‫فان قوانين اإلعالم تستمد أساسها من الدستور هو الذي يحدد نطاق الحريات التي تنص عليها‬
‫الدساتير و بالتالي فان التفاعل بينهما كبير و التالحم عضوي فكما أن القوانين ال تستطيع مصادرة‬
‫الحريات العامة دون مخالفة الدستور فان النص الدستوري على هذه الحريات ال يتحدد إطاره‬
‫ومضمونه أال بقوانين اإلعالم ولذلك فان قانون اإلعالم يوجد في جميع الدول مهما كانت طبيعة‬
‫نظامها السياسي أو شكلها بصرف النظر عن االتجاه الفلسفي الكامن وارء المذاهبالسياسية والنظم‬
‫الدستورية المختلفة نظ ار للمرونة التي يتسم بها قانون اإلعالم ‪.‬‬

‫ومثلما سيادة الد ولة الدستورية بمياهها اإلقليمية وأجوائها وأ ارضيها في القانون الدستوري فان‬
‫سيادته تتحدد أيضا ضمن حدود ) الحيز ( المخصص لها في الموجات إذاعية ‪ .‬لذلك فان أي‬
‫اعتداء على هذا الحيز بمثابة عدوان على سيادة الدولة على الصعيدين الداخلي والخارجي ‪.‬‬

‫إذا كانت الدولة تهتم بالتوفيق بين الحرية و المصلحة العامة فإن مهمة القانون الدستوري هي تنظم‬
‫التعايش السلمي بين السلطة و الحرية في إطار الدولة و هذا لن يأتي إال بالتوفيق بين فردية‬
‫اإلنسان و أنانيته التي تبين حقوق الفرد و حرياته وواجبات الدولة إتجاه الجماعة حتى أن األستاذ‬
‫)بريلو( يقول بأن القانون الدستوري أداة السلطة أو تقنية السلطة ‪ .‬فالقانون الدستوري حسب وجهة‬
‫نظره هو ظاهرة السلطة العامة في مظاهرها القانونية ‪.‬‬

‫‪-1‬الهدف من القانون الدستوري‬

‫المسائل التي ينظمها القانون الدستوري من التعريف السابق للقانون الدستوري‪ ،‬يتبين أن المسائل‬
‫التي ينظمها و يعتني في تحديد أحكامها هي‪:‬‬

‫أوال‪ -:‬يبين نظام الدولة السياسي ‪ ،‬ملكية أم جمهورية ‪ ،‬ديمق ارطية أم دكتاتورية نيابية أم غير‬
‫نيابية ‪ ،‬بسيطة أم اتحادية إلخ‬

‫ثانيا ‪ -:‬يبين السلطات العامة في الدولة السلطة القضائية السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية‬
‫و يبين الهيئات التي تباشرها ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬يحدد القانون الدستوري حقوق األف ارد في الدولة و كما يقرر الحريات التي يتمتع بها كل‬
‫فرد‪ ،‬و ترجع هذه الحقوق و هذه الحريات إلى حقين جوهريين الحرية و المساواة فالحرية تشمل‬
‫الحرية في التملك ‪ ،‬الد ين و العقيدة ‪ ،‬السكن‪ ،‬و الحرية الشخصية‪ ،‬و التعليم ‪ ،‬أما المساواة فهي‬
‫تتضمن المساواة في الحقوق و الواجبات ‪ ،‬أي المساواة في ما تخوله الدولة من م ازيا و تكاليف‬
‫كالمساواة في تولي الوظائف العامة وواجب أداء الخدمة الوطنية أو أداء الض ارئب‬

‫واجبات اإلعالم والقانون الدولي‬

‫اذا كان القانون الدولي يختص بحل الن ازعات الناشئة بين الدول التي تكون الدولة فيها طرفا للن‬
‫ازع ‪ ،‬فان قانون اإلعالم أيضا يختص بحل الن ازعات الناشئة عن مسئولية الدولة في مجاالت‬
‫اإلعالم سواء عن فعل األف ارد الضار بالدول ) من خالل ج ارئم النشر ( أو فعل الدولة الضار‬
‫بالدول األخرى الذي يتحقق عن طريق النشر واإلذاعة حتى عن طريق األقمار الصناعية ‪ .‬وقد‬
‫تولدت هذه المسؤولية الدولية عن الشعور بان هذه األفعال الضارة تعرض امن الدول والسالم‬
‫العالمي إلى الخطر ‪ .‬ولذلك فقد نصت كافة المعاهدات الدولية لإلعالم على مكافحة هذه األفعال‬
‫الضارة وتوقيع العقوبات ) عن طريق لجنة حرية اإلعالم التابعة لألمم المتحدة على الدول المخالفة‬
‫لنصوص هذه االتفاقيات اإلعالمية ‪.‬‬

‫مفهوم األخالقيات المهنية‪....‬‬


‫أخالقيات المهنة هي مجموعة من القواعد واآلداب والمبادئ والمعايير السلوكية واألخالقية التي‬
‫يجب أن تصاحبها ويتعهد صاحب المهنة القيام بها في مهنته تجاه العمل وعناصره من العمالء‬
‫وتعد أساسا لتعاملهم وتنظيم‬
‫والزمالء والمرؤوسين والرؤساء والمهنة والمجتمع والنفس والذات‪ّ ،‬‬
‫ويعبر المجتمع عن استيائه واستنكاره ألي خروج عن هذه‬
‫أمورهم وسلوكهم في إطار المهنة‪ّ ،‬‬
‫األخالق بأشكال مختلفة تت اروح بين عدم الرضا واالنتقاد‪ ،‬والتعبير عنها لفظا أو كتابة أو إيما‬
‫ء‪ ،‬وبين المقاطعة والعقوبة المادية‪ ،‬وأتحدث هنا عن أخالقيات المهنة في ظل ت ارجع منظومة‬
‫القيم في هذا الزمان‪ ،‬عسى أن يثوب البعض لرشدهم األخالقي والمهني!‬
‫وهنالك فرق كبير بين األداء الوظيفي والعمل المهني‪ ،‬فاألداء الوظيفي استيفاء الحد األدنى الموكل‬
‫للموظف من أعمال من قبل الرؤساء لتنتهي الوظيفة آخر النهار وليقبض األجر آخر الشهر‪ ،‬لكن‬
‫عدة أط ارف منها صاحب العمل والزمالء والمرؤسين‬
‫العمل المهني فيه الت ازمات كثيرة تجاه ّ‬
‫والرؤساء والمالك والمجتمع والمهنة والنقابة‪ ،‬وفيه مسؤولية أخالقية ومسؤولية تعاقدية ومسؤولية فنية‬
‫ومسؤولية تشريعية ومسؤولية إنسانية ومسؤوليات أخرى‪ ،‬أمثلة على المهن التي نتحدث عنها تشمل‬
‫وال تنحصر بالمهن الهندسية والطبية والتعليمية والمحاسبية والتكنولوجيةوغيرها‪ ،‬وكل له أخالقياته‬
‫المهنية الخاصة مع بعض القواسم المشتركة‪.‬‬

‫وفي مسألة القانون واألخالق‪ ،‬فدائرة األخالق أوسع من دائرة القانون؛ ألن القانون يحتاج الى قضية‬
‫الخلق‪ ،‬فالخلق علم بالفضائل وكيفية اقتنائها وبالرذائل وكيفية تالفيها‪ ،‬والقانون سلطة مجتمعية‬
‫خارج نطاق التجمع المهني‪ ،‬والئحة آداب المهنة هي سلطة خاصة بالمجتمع المهنى‪ ،‬والمجتمع‬
‫من دون أخالق طريقه إلى االنهيار ال محالة‪ ،‬ومعظم ما هو أخالقي ال يخاطبه القانون مثل‬
‫يجرمها القانون مثل الحسد والحقد وغيرهما‪ ،‬فالقانون‬
‫اإلحسان فى العمل‪ ،‬وهنالك أعمال ضارة ال ّ‬
‫يلزم الناس وال يجعلهم شرفاء‪ ،‬وكثير من القوانين مبنى على أسس أخالقية‪ ،‬وبعض من القوانين‬
‫غير أخالقي أيضا ‪.‬‬

‫نحتاج لمواثيق شرف للمهن كافة ونحتاج لمسودة أخالقيات للمهن لتشمل القيم وقواعد السلوك‬
‫المهني والوصف الوظيفي والرواتب والخب ارت واالستشا ارت والدوام ود ارسة األمور التنفيذية‬
‫ولجان التأديب‪ ،‬وكودات أخالقيات المهنة ومستلزماتها وتطبيقاتها ومبادئ أخالقية وقواعد سلوك‪،‬‬
‫ونحتاج لتحديث أنظمة ممارسة المهن وتعضيدها بالقيم األخالقية للمهنة‪ ،‬ونحتاج لتعظيم مهنية‬
‫مكاتب المهن ودقتها ووثائقها ومهنيتها‪ ،‬ونحتاج لتعزيز رقابة ديوان المحاسبة لتكون قبل و ّابان‬
‫وبعد العمل التنفيذي ورفدها بالمعايير األخالقية‪ ،‬ونحتاج لتعزيز عمل هيئة الن ازهة ومكافحة‬
‫الفساد واضافة المعايير األخالقية لعملها وفقا للتوجيهات الملكية السامية‪.‬‬
‫بص ارحة أخالقيات المهن بطريقها للت ارجع بوضوح في ظل ت ارجع منظومة القيم وال يمكن‬
‫أن يبقى الحال على ما هو عليه ليبقى عنصر المال فقط هو المسيطر على المهن ومعامالتها‪،‬‬

‫فمطلوب تحرك فوري داخلي من لدن كل صاحب مهنة ونقابة للمحافظة على أخالقيات مهنته و ّ‬
‫اال‬
‫فستطغى المادية على كل مناحي الحياة دون قيم وأخالق تذكر! وأجزم بأن ال صاحب مهنة وال‬
‫نقابة مهنية يقبل بذلك!‬

‫مجموعة القيم والمعايير‪ ،‬التي يعتمدها أف ارد مهنة ما‪ ،‬للتمييز بين ما هو جيد وما هو سيء‬
‫‪،‬وبين ما هو صواب وما هو خاطيء‪ ،‬وبين ما هو مقبول أو غير مقبول‪ ،‬فهي تمثل مفهوم الصواب‬
‫والخطأ في السلوك المهني‪ ،‬ولتحقيق ذلك يتم وضع ميثاق‪ ،‬يبين هذه القيم والمعاييروالمباديء‬
‫وقواعد السلوك والممارسة‪.‬‬

‫المسؤوليات اإلعالمية وأخالقيات المهنة‬

‫نتيجة لألهمية التي اكتسبها اإلعالم على الصعيد الدولي فقد بدأت المنظمات الدولية باالهتمام‬
‫بحرية الصحافة واإلعالم باعتبارهما تلبيان حاجات الفرد النفسية واالجتماعية وبذلك سعت الدساتير‬
‫الحديثة لتحقيق عدد من الضمانات التي تكفل حرية االعتقاد وال أري واإلعالم ‪ ،‬وتلك الحريات‬
‫التي اكتسبت )إمكانيات مادية(ال يمكن أن تقف العوائق والموانع حائال دون تنفيذها ‪،‬غير إن‬
‫الحريات التي اعترفت بها الدساتير المدنية لألف ارد ليست حريات مطلقة وانما حريات محددة‬
‫بحريات اآلخرين وبالمصلحة العامة التي يجب أن ي ارعيهما الفرد ‪ ،‬ومن هنا فان مفهومي الحرية‬
‫والمسؤولية يكمل احدهما اآلخر ‪.‬وان احدهما سبب ونتيجة لآلخر أي إن المسؤولية من ضروارت‬
‫الحرية وهي في الوقت نفسه نتيجة طبيعية لها ‪،‬فال مسؤولية إذا لم توجد ثمة حرية فإذا لم تكن‬
‫هناك –مثال‪ -‬حرية للصحافة ‪،‬فلن تكون هناك مسؤولية نابعة عن ج ارئم النشر ‪.‬إضافة إلى ان‬
‫الم ازيا التي تتمتع بها وسائل االتصال الجماهيري فضال عن وظيفتها الحيوية في المجتمعات‬
‫الحديثة‪ ،‬والتي تجعل منها أدوات مهمة وخطرة إذا ما أسيء استعمالها والعمل على وضع العقوبات‬
‫على المسئولين عن إساءة استعمال تلك الوسائل بات ضروري في المجتمعات لتنظيم عمل تلك‬
‫الوسائل أو عن إساءة اإلعالمي ألداء واجبه ضمن أخالقيات المهنة وهي التي تستدعي وضع‬
‫العقوبات في الحاالت التي يؤلف فيها )الفعل (خط ار على حريات األف ارد والمجتمع وك ارمة‬
‫المواطن ‪. .‬‬

‫وقد كفلت المادة)‪ (84‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان عام ‪ 8491‬وكذلك المادة )‪ (84‬من‬
‫االتفاقية الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان المدنية والسياسية التي وافقت عليها الجمعية العمومية‬
‫لألمم المتحدة عام ‪ 8488‬قد تضمنتا النص بحق ال أري والتعبير والحق في اإلعالم وان ‪:‬‬
‫‪ -8‬لكل فرد الحق في اتخاذ اآل ارء دون تدخل‬

‫‪ -2‬لكل فرد الحق في حرية التعبير ‪،‬وهذا الحق يشمل حرية البحث عن المعلومات أو األفكارمن‬
‫أي نوع وتلقيها بغض النظر عن الحدود وذلك أما شفاهة أو كتابة أو طباعة وسواء كان ذلك في‬
‫قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها ‪.‬‬

‫‪ -3‬ترتبط ممارسة الحقوق المنصوص عليها في الفقرة الثانية من هذه المادة بواجبات ومسؤوليات‬
‫خاصة فإنها تخضع لقيود معينة ولكن –فقط‪ -‬باالستناد إلى نصوص القانون وان تكون ضرورية‬
‫‪:‬‬

‫أ‪ -‬من اجل احت ارم حقوق اآلخرين أو سمعتهم ‪.‬‬


‫ب‪ -‬من اجل حماية األمن الوطني أو النظام العام أو الصحة العامة أو األخالق‬
‫وبسبب تباين أنظمة االتصال الجماهيري‪ ،‬وخشية اإلسفاف أو الخروج عن التقاليد المقبولة في‬
‫المجتمعات‪ ،‬أقدمت الدول ذات النظام السلطوي بوضع قوانين تشرع العمل اإلعالمي وتنظمه‬
‫تصدر عن الحكومة عبر المجالس المختصة إن وجد ت ‪.‬وصفة اإلعالم في هذه الدول تبعيتها‬
‫للسلطة وللنظام العالمي ‪ .‬أما في األنظمة أليب ارلية فتكتفي المؤسسات اإلعالمية ‪ ،‬بصورة عامة‬
‫‪ ،‬بإصدار مواثيق الشرف اإلعالمي ‪ ،‬تاركة للقضاء الفصل في القضايا الخالفية ‪.‬‬

‫فوائد المواثيق األخالقية‬

‫‪ .8‬توفر إحساسا بالذاتية المهنية‪ ،‬وتشير إلى نضج المهنة‪.‬‬


‫‪ .2‬يتيح للجماعة المهنية أن تعرف نفسها‪ ،‬ويخبر الممارسين للمهنة من هم ؟ وماذا يجب أن‬
‫يقوموا به ؟‬

‫‪ .3‬يساهم في تشكيل صورة واضحة عن ممارسي المهنة‪ ،‬ويحدد ما يتوقعه منهم المجتمع‪.‬‬

‫يساعد على تحسين مستوى األداء المهني‪ ،‬وتعزيز اإلحساس الداخلي باالنتماء للمهنة‬ ‫‪.9‬‬
‫‪،‬والحرص على ك ارمتها وصورتها لدى المجتمع‪.‬‬

‫من يقوم بوضع المواثيق األخالقية اإلعالمية ؟‬


‫غالبية المواثيق األخالقية اإلعالمية يقوم بصياغتها اإلعالميون أنفسهم‪ ،‬من خالل تجمعاتهمالمهنية‬
‫المختلفة‪ ،‬وذلك لتحقيق األهداف اآلتية‪:‬‬

‫‪ .8‬تحسين نوعية المضمون الذي تقدمه وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫‪ .2‬مواجهة أزمة المصداقية‪.‬‬

‫‪ .3‬تجنب إصدار قوانين تؤثر على حرية اإلعالم‪.‬‬

‫‪ .9‬تحسين صورة وسائل اإلعالم أمام الجمهور‪.‬‬

‫مسؤولية وسائل اإلعالم نحو الدولة‪:‬‬

‫‪ .8‬احت ارم النظام والدستور والقانون‪.‬‬

‫‪ .2‬احت رام مؤسسات الدولة‪.‬‬

‫‪ .3‬حماية األمن القومي‪.‬‬

‫‪ .9‬عدم نشر المعلومات السرية التي يشكل نشرها ض ار ر بالمصلحة العامة‪.‬‬

‫مسؤولية وسائل اإلعالم نحو األفارد‪:‬‬


‫‪ .8‬احت ارم حق الخصوصية‪.‬‬

‫‪ .2‬عدم انتهاك حرمة األماكن الخاصة‪ ،‬أو الملكية الخاصة‪.‬‬

‫‪ .3‬عدم نشر معلومات عن حياة اإلنسان الخاصة بدون موافقته‪.‬‬

‫‪ .9‬عدم استخدام أجهزة التنصت والتصوير الدقيقة‪.‬‬

‫‪ .5‬عدم البحث في األوارق الخاصة للشخص أو الوثائق أو ملفاته اإللكترونية بدون موافقته‪.‬‬

‫‪ .8‬عدم وضع األشخاص تحت ضوء ازئف‪ ،‬مثال إظهار صورة شخص )بشكل عشوائي(‬
‫أثناءالحديث عن مروجي المخد ارت‪.‬‬

‫‪ .1‬احت ارم الك ارمة اإلنسانية للفرد‪.‬‬

‫‪ .1‬عدم اإلساءة إلى اإلنسان أو سمعته‪.‬‬

‫‪ .4‬تجنب السب والقذف‪.‬‬

‫‪ . 81‬تجنب ما يمكن أن يزيد معاناة األشخاص أو آالمهم‪ ،‬أو يسبب لهم ض ار ر ماديا أو معنويا‬
‫‪.‬‬

‫‪ .88‬احت ارم حق األف ارد في الرد على ما ينشر عنهم‪.‬‬

‫مفهوم حرية اإلعالم ‪:‬‬

‫يمكن تعريف حرية اإلعالم بأنها )الحرية العامة للفكر في جميع أشكاله‪ :‬كالتعبير بواسطة الكلمة‬
‫وال خطاب والص ارخ والغناء والكتابة أو المطبوعة أو الصحافة الدورية والمسرح والسينما واإلذاعة‬
‫والتلفزيون" يعتبر هذا التعريف كامل وواضح في إعطاء نظرة متوازنة لمفهوم حرية اإلعالم(‪.‬‬
‫اإلعالم بمفهومه البسيط هو نشر الوقائع واآل ارء واألحداث في صيغ مناسبة‪،‬مسموعة أو مرئية‬
‫وبواسطة الرموز والوسائل التي يفهمها ويتقبلها الجمهور وهو بذلك يكون أداة االتصال الحضارية‬
‫تخدم المجتمع البشري خدمة جليلة وتقرب المفاهيم وتشيع بينهم األخبار والوقائع للتكيف إ ازءها‬
‫واتخاذ ما يناسب من مواقف ‪...‬وال يتأتى هذا إال بوجود حرية إعالمية موجهة للمستقبل الذي بدوره‬
‫له الحق في اإلعالم حيث يقال )أن الحرية في ذاتها تشبه العملة التي يتداولها الناس في األسواق‬
‫ولعملة الحرية وجهان )أولها األري العام وثانيها اإلعالم( والمعنى المقصود من هذه المقولة هو أن‬
‫المناقشة الحرة هي الشرط األول في الوصول لحرية اإلعالم‪.‬‬

‫أما حرية اإلعالم والصحافة فقد أصبحت بديهية ال ينازع فيها أحد وضمانها نص اإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان ونصوص الدساتير المتتابعة والتي تأكدت بصفة خاصة في اإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان الذي صدر سنة ‪ ٨٤٩١‬وتفسير معنى حرية التعبير يختلف اختالفا كبي ارعند‬
‫التطبيق من دولة إلى أخرى إذ تعتبر بعض النظم السياسية أن حرية اإلعالم والصحافة هي حجر‬
‫ال ازوية في الديمق ارطية وتحميها بالقانون‪ ،‬في حين قد تقيد هذه الحرية في بعض النظم األخرى‬

‫وفق ما ت اره السلطة الحاكمة ملبية االحتياجات الوطنية من وجهة نظرها‪ ،‬كما أنها قد تعتبر أنه‬
‫ال حرية ألعداء الدولة‪.‬وحرية اإلعالم والصحافة تعني حق الحصول على المعلومات من أي‬
‫مصدر ونقلها وتبادلها والحق في نشر األفكار واآل ارء وتبادلها دون قيود والحق في إصدار الصحف‬
‫وعدم فرض رقابة مسبقة على ما تقدمه وسائل اإلعالم إال في أضيق الحدود وفيما يتصل باألمن‬
‫القومي مع تحديد نطاق ذلك واألمور العسكرية وما يتصل بحرمة اآلداب العامة‪.‬وحرية الصحافة‬
‫واإلعالم تعني مجموعة من األمور‪:‬‬

‫‪ . ٨‬عدم خضوع وسائل اإلعالم لرقابة سابقة من جانب السلطة وال تقبل هذه الرقابة في جميع‬
‫األحوال حتى في الظروف االستثنائية كحاالت الحرب والطوارئ إال على مضض وفي أضيق‬
‫الحدود‪.‬‬
‫‪ .2‬تقييد قدر اإلمكان المجال الذي يكون في وسع المشرع فيه إي ارد تشريعات تجرم ما ال‬
‫يستلزم صالح المجتمع تجريمه‪ ،‬وهذا يعني أن الحرية المعترف بها للفرد ليست مطلقة وانما‬
‫تحددها القوانين القائمة والتي يعد الفرد إذا انتهكها مسؤوال مدنيا وجنائيا‪.‬‬

‫‪ .3‬حق األف ارد والجماعات في إصدار الصحف دون اعت ارض السلطة‪.‬‬

‫‪ . ٩‬حرية وسائل اإلعالم في استقاء األنباء ونقلها وحرية الرجوع إلى مصادر المعلومات‪.‬‬

‫‪ .٥‬حرية التعبير عن اآل ارء‪.‬‬

‫مبادئ حرية اإلعالم وعناصرها وأبعادها‪:‬‬

‫مبادئ حرية اإلعالم تتلخص في ثالثة مبادئ أساسية ورئيسية مهمة جدا يجب توفيرها لتحقيق‬
‫المعنى األسمى والمقصود من حرية اإلعالم وقد حددها األستاذ "ف ارنسيس بال" فيما يلي‪:‬‬
‫‪ (٨‬إن حرية اإلعالم حرية شرعية يحددها القانون وال يمكن ألي مؤسسة إعالمية أن تتجاوزالقانون‬

‫وال نشاط لها إال داخل اإلطار القانوني‪.‬‬

‫‪ (٢‬حرية اإلعالم تقتضي بأن يكون لكل مواطن الحق في إنشاء صحيفة وانشاء مؤسسة إعالمية‬
‫وهذه المؤسسة تخضع للقانون العام والنظام الشرعي‪.‬‬

‫‪ (٣‬إن الدولة ال تتدخل مباشرة في شؤون الصحافة وأن اإلعانة التي تقدمها الدولة لهذا القطاع‬
‫يجب أن توزع بكيفية تضمن للصحف في المؤسسات البقاء واالستم ارر نظ ار لكون المؤسسة‬
‫اإلعالمية عنصر نشط يعمل للمصلحة العامة وبهذا يصبح الحكم القائم عونا للمؤسسة اإلعالمية‬
‫ال عدوا لها كما كان من قبل‪ .‬يمكن اإلشارة إلى أن حرية اإلعالم تكون مثلثا أحد أضالعه حقوق‬

‫وضمانات اإلعالميين وواجباتهم وضلعه الثاني حقوق الجمهور‪ ،‬أما قاعدته فتتصل بالضمانات‬
‫والمسؤوليات الخاصة بوسيلة اإلعالم نفسها ‪ .‬آما أن الحرية ليست مطلقة‪ ،‬وأن الوجه المقابل لها‬
‫هو المسؤولية‪.‬‬

‫ضمانات الحريات والحقوق المترتبة لإلعالمي)حقوق المهنيين وضمانات حمايتهم(‪:‬‬


‫يمكن ألي مواطن في ظل النظم السياسية الليبرالية أن يعمل في مهنة الصحافة واالتصال‬
‫‪،‬ويتسع حق حرية التعبير ليشمل حق حرية النشر والعمل في وسائل االتصال دون قيود أو‬
‫عقبات أو اعتباارت سابقة تحكم ذلك‪ .‬وكان يشترط أن يتمتع من يسمح له بالعمل في مهنة من‬
‫مهن االتصال في الد ول االشت اركية )سابقا( بثقة سياسية‪ ،‬وفي حاالت كثيرة يشترط أن يكون‬
‫من بين الكوادر الحزبية‪ .‬وال تسمح بعض الدول بالعمل في مهنة االتصال إال للحاصلين على‬
‫عضو ية االتحادات أو النقابات المهنية الخاصة باالتصال‪.‬‬

‫وأيا كان النظام الذي يعمل الصحفي في إطاره فالبد أن ينظر للصحفي على أنه في األصل‬
‫صاحب أري وضمير‪ ،‬وأن يتم التعاقد معه على هذه الصفة فال يجوز أن يعامل على أنه مجرد‬
‫عامل خاضع لصاحب العمل أو على أنه موظف يتدرج في السلم اإلداري‪ .‬وهذا ما يسمى‬
‫)بشرط الضمير( وفي ضوئه يحق للصحفي أن يطالب بإعالمه بأي تغيرات تحدث في‬
‫ملكية صحيفته أو داخلها‪ .‬ويمكن أن نجمل حقو ق الصحفي أو المهني في مجال االتصال في‬
‫أمرين‪ :‬أ‪ -‬الضمانات االقتصادية‪:‬‬

‫وتتعلق بضمان مستوى معيشي الئق للمهنيين وتنظيم حقوقهم المالية والوظيفية بما‬
‫يمنع عنهم الظلم أو الغبن ويمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -8‬ضمانات خاصة بمستوى األجور والعالوات وتنظيم ساعات العمل واإلجاازت واإلنذار‬
‫السابق على إنهاء الخدمة‬
‫‪ -2‬ضمانات خاصة بحقوق المهني في المعاش ومكافآت نهاية الخدمة‪ .‬وعلى الرغم من أن‬
‫هاتين المسألتين تتمان عادة وفقا التفاقيات جماعية بين النقابات واإلدا ارت الصحفية إال‬
‫أن بعض البلدان تعتبرها جزءا من التشريعات الوطنية أو اإلجراءات التنظيمية‪.‬‬

‫‪ -3‬عدم جواز نقل الصحفي من عمله لعمل آخر رغما عن إ اردته‪.‬‬


‫‪ -9‬حماية الصحفي من اضطهاد رئيس التحرير أو رؤسائه المباشرين وفي مواجهة‬
‫صاحب العمل )في حالة الصحافة الخاصة(‪.‬‬
‫‪ -5‬تمتد هذه الحقوق أحيانا لتشمل حق الصحفي في االشتراك في اإلدارة الذاتية لصحيفته‬
‫وفي عملية اتخاذ القرا ارت بها‪.‬‬
‫ب‪ /‬ضمانات تتعلق بممارسة المهنة‪:‬‬

‫وتتصل بالحقوق والمزايا والحصانات التي ينبغي توفيرها للمهني حتى يتمكن من أداء‬
‫عمله بالشكل المناسب وحمايته من المخاطر أو األضرار التي قد يتعرض لها أثناء ممارسة‬
‫مهنته بما يتالءم مع الطبيعة الخاصة لمهنة اإلعالميين‪ ،‬ومن هذه الضمانات‪:‬‬

‫‪ -8‬أن يتمتع الصحافيون وغيرهم من العاملين في وسائل االتصال الذين يمارسون‬


‫عملهم في بالدهم أو خارجها بحماية تكفل لهم أفضل الظروف لممارسة مهنتهم‪.‬‬
‫‪ -2‬وفي هذا اإلطار ينبغي حماية الصحفي )أو اإلعالمي( من التعرض لإليذاء البدني‬
‫كالسجن واالعتقال والتعذيب واالختطاف والقتل وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬توفير اإلمكانيات للصحفي )أو اإلعالمي( للوصول إلى المعلومات والحصول عليها‬
‫واإلطالع على الوثائق والبيانات‪ ،‬والرجوع لمصدر األخبار الرسمية وغير الرسمية على‬
‫السواء‪ ،‬دون التحجج لمنعهم من ذلك بأمور غامضة مثل أسرار رسمية ـ معلومات سرية‬
‫ـ األمن ـ قائمة المحظوارت كحضر نشر بعض جلسات المحاكم أو بعض القرا ارت أو‬
‫أيموضوع يتصل بأمن الدولة‪.‬‬
‫‪ -9‬تاكيد المكانة الرفيعة للصحفيين واإلذاعيين واعطائهم الحصانة المالئمة لطبيعة عملهم‬
‫وحاجتهم للحماية من كافة الضغوطات الداخلية والخارجية التي قد يتعرضون لها الجبارهم‬
‫على عمل ما ال يتفق مع ضمائرهم أو حملهم على تقديم رواية ما غير صحيحة أو محرفة‪.‬‬
‫‪ -5‬حق اإلعالميين في التعبير عن آارئهم بحرية‪.‬‬
‫‪ -8‬ضمان حرية الحركة للصحفيين )أو اإلعالميين( وحرية نقل المعلومات دون عقبات أو‬
‫عراقيل‪.‬‬
‫‪ -1‬حماية المراسلين العاملين في بالد أجنبية من اإلجراءات االنتقامية التي قد تتخذ ضدهم‬
‫كسوء المعاملة أو االعتقال أو القتل أو التعذيب أو الطرد إذا ما أرسلوا تقارير ال ترضى‬
‫البلد التي يعملون بها وترى أنها تتضمن ما يسيء إليها أو يؤثر على مصلحتها وعالقاتها‬
‫بغيرها من الدول‪.‬‬
‫‪ -1‬ضمان حق الصحفي )أو اإلعالمي( في االحتفاظ بسر المهنة‪.‬‬
‫‪ -4‬إحاطة مساءلة الصحفي التأديبية ـ في حالة اتهامه بارتكاب أي جريمة أو خطأ من نوع ما‬
‫ـ بضمانات كافية ‪،‬مع ضمان أن تتم هذه المساءلة أوال أمام نقابته‪.‬‬
‫وال يزال نص االتفاقية التي أعدتها األمم المتحدة فيما يتعلق بحماية الصحفيين الذين‬
‫يقومون بمهام خطرة مجرد مشروع‪ ،‬ونفس األمر بالنسبة لالتفاقية التي أعدها مجلس أوروبا‬
‫بشأن المراسلين األجانب وان كان اإلعالن الخاص بوسائل إعالم الجماهير الذي اعتمده‬
‫المؤتمر العام لليونسكو‬
‫في دورته سنة ‪ ٨٤٩١‬ينص في مادته الثانية على كفالة أفضل الظروف للصحفيين وغيرهم‬
‫من العاملين في وسائل اإلعالم الذين يمارسون أنشطتهم في بالدهم أو خارجها لممارسة‬
‫مهنتهم‪ .‬وقد أبديت تحفظات حول هذه المسائل في ندوتين عقدتا في ستوكهولم )أبريل‬
‫‪ (٨٤٩١‬وباريس )مايو‪ (٨٤٩٤‬وترتكز على أساس مبدأ أنه ال يجدر بالصحفيين أن يبحثوا‬
‫عن امتياازت أو مزايا تتيح لهم وضعا فريدا‪ ،‬كما أن هناك وجهة نظر بين العاملين في‬
‫المهنة ذاتها ترى أن مثل هذه التدابير التي قد تتخذ لحماية الصحفيين قد تستغل في‬
‫الوقت نفسه كمبرر للتدخل في عمل الصحفيين ومراقبتهم‪ ،‬إذ تثار هنا مسألة نظام منح‬
‫الترخيص بمزاولة المهنة حتى يصبح في استطاعة السلطات تحديد من هو الصحفي‪ ،‬ومن‬
‫هو غير الصحفي‪ ،‬ويؤديهذا إلى انتهاك مبدأ أن للصحفي هوية مهنية بحكم عمله ذاته أو‬
‫بحكم عضويته في نقابته أو اربطته المهنية‪ .‬والترخيص يعني موافقة رسمية من جانب‬
‫الحكومة على الممارسة الفردية لمهنة الصحفي‪ .‬بينما يبرر الذين يحبذون وضع تعريف‬
‫قانوني للصحفي المحترف وتحديد شروط العمل في المهنة أريهم بأن هذه التنظيمات تحمي‬
‫الصحفيين إذ تتضمن النص على مختلف الحقوق والضمانات واالحتياطات الواقية لهم‪.‬‬
‫الدستور العارقي الدائم لعام ‪ .1005‬فقد جاء في المادة ) ‪ ( 41‬منه ‪-:‬‬
‫تشكل المادة ‪ 31‬من الدستور الع ارقي خطوة الى االمام في تعزيز بيئة حرية التعبير في الع ارق‬

‫اال انها خطوة غير كافية لضمان حرية التعبير‪ ،‬اذ يشكل غياب التشريعات القانونية والواقع االمني‬
‫القلق ومحاوالت التدخل من قبل المسؤولين ضعفا لهذه المادة الدستورية ويحولها الى مجرد نص‬
‫يفقد قوته المفترضة‪ .‬وهو ما حدث فعال في عدد من االنتهاكات بحق الصحفيين من تضييق على‬
‫عملهم ومنعهم من تغطية جلسات مجلس النواب واغالق بعض وسائل االعالم ومنع الصحفيين‬
‫من الوصول الى اماكن االحداث للتغطية االخبارية‪ ،‬ففي اعالن صادر عن وازرة الداخلية في ايار‬
‫عام ‪ 2111‬قررت الوازرة منع اقت ارب الصحفيين من اماكن االحداث والتفجي ارت وعللت الوازرة‬
‫هذه الخطوة بانها اج ارءات احت ارزية لضمان سالمة وحياة االعالميين من حدوث انفجا ارت‬
‫مت ازمنة في المكان عينه‪.‬‬
‫ان متابعة التشريعات واالوامر التي صدرت منذ عام ‪ 2113‬وحتى دستور عام ‪ 2115‬غير مشجعة‬
‫النعاش وتعزيز بيئة حرية التعبير في الع ارق‪ .‬ولم تقم الجهات التشريعية باي جهد لتطوير االطار‬
‫الرقابي وعلى الرغم من ان دستور عام ‪ 2115‬يتضمن فق ارت متقدمة نسبيا ‪ ،‬لم تكن هناك جهود‬
‫جدية لتحويل هذه النصوص القانونية الى ضمانات جدية يمكن ان يعمل الصحفيون في اطارها‪،‬‬
‫بل ان هناك مجموعة من القوانين المقرة من زمن ما قبل عام ‪ 2113‬ماازلت نافذة المفعول وقد‬
‫استخدم عدد منها بعد التغيير‪.‬‬

‫ان المادة )‪ (31‬من الدستور ال تشكل ضمانا حقيقيا وكافيا لحرية الصحافة في الع ارق‪ ،‬فهذه‬
‫الحرية مشروطة باحت ارم النظام العام واآلداب وذلك يحد من من النطاق التنفيذي للحق ويتيح‬
‫امكانية تقييد السلطة التنفيذية النواع معينة من التعبير وفق اشت ارط بسيط وهو انها ال تتوافق مع‬
‫مباديء النظام العام واآلداب‪.‬‬
‫قانون حقوق الصحفيين رقم )‪ (12‬لسنة‬
‫‪ 1022‬المادة ‪2-‬‬
‫اوال ا‪ :‬يقصد بالمصطلحات االتية ألغ ارض هذا القانون المعاني المبينة ا ازؤها‪,‬‬

‫‪ .8‬الصحفي‪ :‬كل من ي ازول عمال صحفيا وهو متفرغ له‬

‫‪ .2‬المؤسسة األعالمية‪ :‬كل مؤسسة تختص بالصحافة و األعالم و مسجلة وفق اُ للقانون‪,‬‬

‫ثاني ا‪ :‬تسري احكام هذا القانون على الصحفيين الع ارقيين‪.‬‬


‫المادة‪ -4-‬تلتزم دوائر الدولة والقطاع العام و الجهات االخرى التي يمارس الصحفي مهنته امامها‬
‫تقديم التسهيالت التي تقتضيها واجباته بما يضمن ك ارمة العمل الصحفي‪.‬‬
‫المادة‪-3-‬‬
‫اوال ا‪ :‬للصحفي حق الحصول غلى المعلومات و األنباء و البيانات و األحصائيات غير المحظورة‬
‫من مصادرها المختلفة وله الحق في نشرها بحدود القانون ثاني ا‪ :‬للصحفي حق األحتفاظ بسرية‬
‫مصادر معلوماته‪.‬‬
‫المادة‪-5-‬‬
‫او الا‪ :‬للصحفي حق االمتناع عن كتابة او اعداد مواد صحفية تتنافى مع معتقداته وا ارئه‬
‫وضميرهالصحفي‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬للصحفي حق التعقيب فيما ي اره مناسبا أليضاح أريه بغض النظر عن أختالف ال أري‬

‫و األجتهادات الفكرية وفي حدود احت ارم القانون‪.‬‬


‫المادة‪-6-‬‬
‫اوال ا‪ :‬للصحفي حق االطالع على التقارير و المعلومات و البيانات الرسمية وعلى الجهة المعنية‬

‫تمكينه من االطالع عليها واالفادة منها ما لم يكن افشاؤها يشكل ض ار ر بالنظام العام ويخالف‬
‫احكام القانون‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬للصحفي حق الحضور في المؤتم ارت والجلسات واألجتماعات العامة من أجل تأدية عمله‬

‫المهني‪.‬‬
‫المادة‪ -7-‬ال يجوز التعرض الى ادوات عمل الصحفي اال بحدود القانون‪.‬‬
‫المادة‪ -1-‬ال يجوز مساءلة الصحفي عما يبديه من أري أو نشر معلومات صحفية وان ال يكون‬

‫ذلك سببا لألض ارر به ما لم يكن فعله مخالفا للقانون‪.‬‬

‫المادة‪ -9-‬يعاقب كل من يعتدي على صحفي اثناء يأدية مهنته او بسبب تأديتها بالعقوبة المقررة‬
‫لمن يعتدي على موظف اثناء وظيفته او بسببها‪.‬‬

‫المادة‪ -24-‬تلتزم الجهات االعالمية المحلية واالجنبية العاملة في جمهورية الع ارق باب ارم‬
‫عقود عمل مع الصحفيين العاملين في تلك الجهات وفق نموذج تعده نقابة الصحفيين في المركز‬
‫و األقاليم و يتم وضع نسخة من العقد لديها‪.‬‬
‫المادة‪ -23-‬ال يجوز فصل الصحفي تعسفيا وبخالفه يستطيع المطالبة بالتعويض وفق احكامقانون‬

‫العمل النافذ‪.‬‬

‫المادة ‪ -25-‬يحظر منع صدور الصحف او مصادرتها اال بق ارر قضائي‪.‬‬


‫هيئة اإلعالم و االتصاالت‬

‫هي المؤسسة المعنية بتنظيم اإلعالم واالتصاالت في الع ارق‪ ,‬تأسست عام ‪.2119‬‬
‫تعد هيئة اإلعالم واالتصاالت في الع ارق األولى من نوعها في الشرق األوسط‪ ،‬فيما يخص إرساء‬
‫معايير التنظيم المتداخل لقطاعي اإلعالم واالتصاالت واصالحهما‪ ،‬كون الفصل بين القطاعين‬
‫صار يمثل عائقا يحول دون نموهما وتطورهما‪ .‬وهي هيئة مستقلة غير مرتبطة بأيةجهة حكومية‬
‫بموجب الدستور الع ارقي‪ ،‬مهمتها تنظيم وتطوير اإلعالم واالتصاالت في الع ارق ضمن المعايير‬
‫الدولية الحديثة‪ .‬تتولى الحكومة الع ارقية المسؤولية المباشرة عن تطوير واعتماد سياسة است‬
‫ارتيجية في مجال االتصاالت واصدار التشريعات بشأنها‪ ،‬وتقوم هيئة اإلعالم واالتصاالت بدور‬
‫المنظم المستقل الذي ينفذ هذه السياسة‪ ،‬باإلضافة إلى تطوير السياسات الميدانية الخاصة بها‪.‬‬

‫مسؤوليات الهيئة‬
‫‪ -8‬تنظيم البث وشبكة االتصاالت والخدمات ويشمل الت ارخيص والتسعير والربط الداخلي وتحديد‬
‫الشروط األساسية لتوفير الخدمات العامة‪.‬‬

‫‪ -2‬تخطيط وتنسيق وتوزيع وتحديد استعمال ذبذبات البث‪.‬‬


‫‪ -3‬تنظيم تصاميم اإلعالم وتطوير آليات الصحافة‪.‬‬
‫‪ -9‬وضع وتطوير وتعزيز قواعد االعالم الخاص باالنتخابات‪.‬‬
‫‪ -5‬دعم وتشجيع التأهيل المهني واعتماد توجيهات السلوك المهني على موضوعات اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -8‬تطوير ونشر سياسات اتصاالتية واعالمية واقت ارح القوانين على الحكومة والجهات المعنية‬
‫في هذا الشأن‪.‬‬

‫شبكة اإلعالم العارقي‬

‫هي شبكة تضم عددا من القنوات التلفزيونية والمحطات اإلذاعية والصحف والمجالت‬
‫األسبوعية والمجالت اليومية‪ ،‬تأسست بعد دخول قوات التحالف بقيادة الواليات المتحدة‬
‫وبريطانيا عام ‪ 2113‬م‪ .‬ورغم أن الشبكة ممولة من المال العام ‪ ،‬أي أنها مستقلة شأنها شأن‬
‫القضاء‪ .‬كانت الشب كه عند تاسيسها تدار من قبل شركة هارس األمريكية وقد تعاقب على‬
‫رئاستها عدد من الشخصيات ومن القنوات التلفازية التابعة لشبكة اإلعالم الع ارقي قناة الع‬
‫ارقية الفضائية والقناة الع ارقية اإلخبارية وقناة الع ارقية الرياضية وقناة الع ارقية التركمانية‬
‫وقناة الع ارقية االخبارية ‪ HD‬كما وتتبع لشبكة اإلعالم الع ارقي عدد من اإلذاعات منها إذاعة‬
‫جمهورية الع ارق واذاعة الق ارن الكريم واذاعة شهرازد وارديو الع ارقية وأذاعات أخرى‬

‫أنماط الرقابة اإلعالمية‬

‫فالرقابة على وسائل االعالم بحسب االدبيات االعالمية هي ماتعني ) مالحظة خروج مضمون‬

‫وسيلة اعالمية معينة على ضوابط وتشريعات دستورية او قانونية من جهه مخولة حكومي ا بالشكل‬
‫التي لها صالحيات اغالق او حجب او تجريم او تغريم كاتب الرسالة االعالمية او من يملكها او‬
‫من يحمل امتيازها والتي بحسب تلك التشريعات تعد خرقا للقانون المنصوص عليه في الدولة ( ‪.‬‬

‫ومع ان االنظمة االستبدادية والشمولية ترى في الرقابة عامل بناء وضبط اجتماعي او عقائدي‪،‬‬
‫وعلى انه حق من حقوق الدولة على وسائلها ‪ ،‬فان التغيي ارت الجذرية التي طالت المجتمعات‬
‫وتنامي الوعي في حقوق االنسان في حرية التعبير‪ ،‬والنظم الديمق ارطية كان هذا االعتقاد‬
‫والممارسة قد خلفت خلفها تاريخا اسودا من االستبداد والخنق الفكري‪ ،‬سرعان ما بدات تعيش في‬
‫اجواء اكثر تقبال لمفهوم النقد الحكومي او السياسي‬

‫فالرقابة اإلعالمية كما عرفها الباحث) هنري هربرت ( بانها سياسة الحد من التعبير العام عن‬
‫األفكار واآل ارء والدوافع والمثي ارت التي يمكن أن تكون أو يكون لها تأثير على تقويض السلطة‬
‫الحكومية أو تقويض النظام االجتماعي واألخالقي التي تعتبر السلطة بانها ملتزمة بحمايتها كما‬
‫ويطلق على الرقابة اإلعال مية بالرقابة الصحفية أو رقابة المطبوعات وهي عملية فحص المطبوعات‬
‫قبل نشرها أو بعد نشرها وذلك للموافقة على مضمونها أو حذف بعض المواد المنشورة بها أو بعض‬
‫فق ارتها وليس ضروريا أن تكون الجهة التي تقوم بالرقابة جهة خارجية أو شخصا خارج العمل‬
‫الصحفي أو اإلعالمي بل يقوم رؤساء التحرير والقائمون على المؤسسات اإلعالمية في بعض‬
‫البلدان بهذه المهمة من فحص المطبوعات أو حذف أو تعديل بما هو مسموح بنشره وما يحضر‬
‫نشره ويكون هؤالء مسؤولين مسؤولية كاملة عن ذلك فيصبحون بمثابة رقباء على النشر في اطار‬
‫السياسة اإلعالمية أو السياسة التحريرية للوسيلة أو للصحيفة‬

‫وتعريف الرقابة اإلعالمية ‪ :‬أنها عملية تتحكم بالمنتج اإلعالمي والثقافي والفكري واإلبداعي من‬
‫كتب ومسرحيات وأفالم أو محتوى المنتج اإلعالمي أو األفكار أومنظومة القيم والمعتقدات التي‬
‫يعتقدها بعض الجماعات على أساس أن هذا المحتوى غير مرض عنه أخالقيا وسياسيا وعسكري‬

‫ا وترى األنظمة االستبدادية والشمولية في الرقابة عامل بناء وضبط اجتماعي أو عقائدي‪ ،‬وعلى‬
‫انه حق من حقوق الدولة على وسائلها ‪ ،‬فان التغيي ارت الجذرية التي طالت المجتمعات وتنامي‬
‫الوعي في حقوق اإلنسان في حرية التعبير‪ ،‬والنظم ال ديمق ارطية كان هذا االعتقاد والممارسة قد‬
‫خلفت خلفها تاريخا اسودا من االستبداد والخنق الفكري‪ ،‬سرعان ما بدأت تعيش في أجواء اكثر‬
‫تقب ال لمفهوم النقد الحكومي او السياسي‪،‬‬

‫وللرقابة اإلعالمية في األنظمة االستبدادية والشمولية نوعان أساسيان ‪:‬‬


‫أ‪ -‬الرقيب اإلعالم ي من داخل المؤسسة ) والذي يسمى باالصطالح اإلعالمي حارس البوابة (‬
‫يعمل في أكثر األنظمة استبدادا بثالث اتجاهات اغلبها تصب في األتي ‪:‬‬

‫‪ .8‬حجب أو منع رسالة إعالمية كان من المفترض أن تنشر إلى ال اري العام وفيها تبصير‬
‫بأخطاء الحكومة أو من يمثلها بصيغة مباشرة أو مستترة ‪.‬‬

‫‪ .2‬حذف أو إضافة مادة أو فكرة يرى الرقيب أنها ال تتماشى مع سياسة المؤسسة ) تحرير‬
‫توظيفي (‪.‬‬

‫‪ .3‬انتقاء وتك ارر وفرض رسالة إعالمية عن سواها في وقت معين ‪ ،‬وهذا ما تم العمل به‬
‫أخي ار تحت تسمية )الرقابة الذاتية (‪.‬‬

‫ب ‪ -‬أما النوع اآلخر من أنواع الرقابة فهو ما يدعى بالرقيب الحكومي اإلج ارئي ‪ :‬ويعمل وفق‬
‫فريق عمل رقابي لمضمون وسائل اإلعالم وله الحق في إحالة المؤسسة الخارقة للضوابط للقانون‬

‫أو بتشريع منه ) بحسب صالحياته من قبل النظام الحاكم ( أو بحسب الدستور المنصوص عليه‬
‫في البيئة اإلعالمية التشريعية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬وهناك من يضيف نوعا ثالثا يقترب من األجارء األخالقي لحدود المعالجة أو الكتابة أو‬
‫التغطية ‪ ،‬وبحسب عالقة المؤسسة اإلعالمية ومن يمولها بالشؤون العامة ‪ ،‬فيضع الصحفي لنفسه‬

‫ضوابط رقابية أخالقية ‪ ،‬أو مؤسسية) الرقيب الداخلي ( الذاتي ‪ ،‬انطالقا من الفهم العام لطبيعة‬
‫الحاضنة التي تمليها المؤسسة وتضعها كأبجديات وخ ارئط عمل ال يجوز عبور خطوطها الحم‬
‫ارء بحسب العرف األيديولوجي السائد ‪.‬‬

‫حرية اإلعالم والضغوط المفروضة‬

‫هناك أنواع متعددة من الضغوط التي تفرض على حرية الصحافة في دول العالم الثالث ويمكن‬
‫تصنيفها وايجازها فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ -8‬الضغوط القانونية ‪ -‬قد يضع الدستور أو قانون الصحافة أو قانون العقوبات قيودا على‬
‫ممارسة حرية الصحافة يتعرض من يخالفها لج ازءات اردعة لعل أهمها ما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬عدم السماح لممارسة مهنة الصحافة أال بعد الحصول على ترخيص مسبق‬

‫ب ‪ -‬وضع العقوبات على من ينتقد الحكام أو يبرز مساوى تصرفاتهم‬

‫ت ‪ -‬فرض الرقابة المسبقة على ما ينشر بالصحف فال ينشر أال ما يجيزه الرقيب الذي تعنيه‬
‫الحكومة‬

‫ث ‪ -‬تأميم الصحف أو دمجها أو أغالقها أو وقفها‬

‫‪ -2‬الضغوط السياسية ‪ :‬تتمثل الضغوط السياسية على الصحافة في أمور متعددة منها ‪:‬‬

‫أ‪ -‬عدم السماح بالمعلومات الحكومية أال للصحفيين المؤيدين أو المنافقين للحكومة‬

‫ب ‪ -‬إدارة األخبار بواسطة متحدثين صحفيين منتشرين في كل مكان‬

‫ت ‪ -‬فرض نوع من الرقابة الذاتية عن طريق التحكم في تعيين رؤساء ومديري تحرير الصحف‬

‫ث ‪ -‬إبالغ رؤساء التحرير بما ال يجوز نشره واال عرضوا انفسهم وصحفهم لإليذاء‬

‫ج‪ -‬إيذاء الصحفيين أو االعتقال أو التعذيب أو االغتيال‬

‫ح‪ -‬تعيين االتباع بمناصب صحفة الكبرى ليتمكن من فرض الرقابة على الصحافة من داخلها‬
‫‪ -3‬الضغوط االقتصادية ‪:‬تشمل الضغوط االقتصادية التي يمكن أن تمارس على الصحافة‬
‫أموار متعددة نذكر منها ‪:‬‬

‫أ‪ -‬منح اإلعالنات واالمتيا ازت للصحف التي تسير في ركاب الحكومة ومنعها عن غيرها ‪.‬‬

‫‪ -‬التحكم في ورق الصحف‬ ‫ب‪-‬‬


‫‪ -‬استخدام اإلعالنات الحكومية كوسيلة للضغط على الصحف وتطويعها لصالح‬ ‫ت‪-‬‬

‫النظام ث ‪ -‬سحب الصحف من السوق بعد صدورها‬

‫حرية اإلعالم و التجربة اإلعالمية العارقية‪:‬‬


‫اذا انتقلنا من التأصيل النظري إلى الواقع العملي وأخذنا التجربة اإلعالمية الع ارقية الجديدة كحالة‬
‫تصلح نموذجا للد ارسة فأننا سنجد انفسنا أمام تجربة إعالمية جديدة ومتميزة يمكن وصفها بالفورة‬
‫اإلعالمية التي انفجرت كبركان كان نائما لعقود ثم انطلق بصورة غير متوقعة عكست مدى تعطش‬
‫الجمهور الع ارقي منتجين ومستهلكين للمادة اإلعالمية بعد إدمان طويل على أعالم مركزي أحادي‬
‫دام لعقود طويلة‪ .‬وقد تميزت هذه التجربة الوليدة بسمات إيجابية وسلبية يمكن أن نوجزها بالنقاط‬
‫التالية‪:-‬‬

‫‪ -8‬صدور عدد كبير من المطبوعات الصحفية الخاصة والحزبية من قبل أح ازب ومنظمات وأف ارد‬
‫ثم اختفاء عدد كبير من هذه المطبوعات واستم ارر صدور عدد أخر بشكل منتظم أو غير منتظم‪.‬‬
‫‪ -2‬انطالق عدة محطات إذاعية مسموعة ومرئية )أرضية وفضائية( بعضها حزبية وبعضها‬
‫خاصةأو مستقلة أو تدعى أنها كذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬انتشار واسع لم اركز ومقاهي األنترنت في العاصمة وخارجها وازدياد مضطرد في أعداد رواد‬
‫هذهالمقاهي‪.‬‬

‫‪ -9‬تمكن المتلقي الع ارقي من استقبال بث المحطات الفضائية العربية واألجنبية بعد طول حرمان‬
‫منها‪.‬‬
‫‪ -5‬والدة عالقة تفاعلية بين المتلقي الع ارقي ووسائل اإلعالم من خالل االتصاالت الهاتفية او‬
‫المشاركة في الب ارمج بشكل مباشر والتعبير عن اآل ارء ووجهات النظر إ ازء القضايا الع ارقية‬
‫موضع البحث والنقاش‪.‬‬

‫‪ -8‬غياب السلطة الرقابية اإلعالمية الحكومية مقابل عدم تبلور مفهوم واضح للرقابة الذاتية وأخالقيات‬
‫المهنة اإلعالمية‪.‬‬

‫‪ -1‬تلمس المتلقي الع ارقية لقيمة السلطة اإلعالمية ونفوذها وج أرتها في نقد ومالحقة المؤسسات‬
‫الحكومية وبعض الظواهر السلبية في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -1‬بروز مشكلة تمويل وسائل اإلعالم وابتعاد الحكومة عن دعم هذه الوسائل مما اضطرها للتفكير‬
‫في إيجاد مصادر تمويل خاصة بها أو التوقف عن العمل‪.‬‬

‫‪ -4‬عجز مؤسسات الدولة عن مالحقة ومتابعة ما ينشر او يذاع في وسائل اإلعالم من هموم‬
‫ومشاكل تخص المواطن بسبب غياب الية مناسبه لتنظيم العالقة بين الجانبين‪.‬‬

‫‪ -81‬التفاعل بين اإلعالميين الع ارقيين القادمين من الخارج واعالميي الداخل الذين حرموا من‬
‫فرص تطوير قابليتهم المهنية‪.‬‬

‫‪ -88‬دخول أعداد ال باس بها من اإلعالميين الع ارقيين إلى ميدان العمل مع وسائل اإلعالم‬
‫العربية واألجنبية كم ارسلين ومنتجين وممارسة عملهم بحرية بعد ان كان ذلك يقتصر على عدد‬
‫محدود وحسب مواصفات معينة‪.‬‬

‫الضوابط األخالقية والقانونية لإلعالم الجديد‪:‬‬


‫يرى األستاذ الدكتور «شريف درويش اللبان » أ ستاذ الصحافة وتكنولوجيا االتصال بكلية اإلعالم في‬
‫جامعة القاهرة‪ ،‬أن مجمل الحقوق التي يتمتع بها أ و يطالب بها اإلعالميون في البيئة التقليدية‪ ،‬تنطبق‬
‫بشكل أ و باخر على اإلعالميين العاملين فى البيئة اإللكترونية الجديدة‪ ،‬سواء أ كانت حقوق ا مهنية أ و‬
‫سياسية أ و ثقافية أ و مادية أ و معنوية أ و غيرها‪ ،‬حيث يحق لإلعالميين في البيئة اإللكترونية الجديدة‬
‫التمتع بهذه الحقوق من بينها‪:‬‬
‫‪ -2‬الحق في الحفاظ على سرية معلوماتهم‪،‬‬
‫‪-1‬الحق في حماية أ جهزتهم ووسائلهم اإللكترونية من التنصت واالختارق والهكرة‪.‬‬
‫‪-4‬الحق في الحصول على مازيا لحماية بياناتهم ومعلوماتهم ومصادرهم‪.‬‬
‫‪ -3‬الحق في الوصول المباشر إلى مصادرهم ووسائلهم اإلعالمية بدون عوائق تكنولوجية‪.‬‬
‫‪ -5‬الحق في استنباط واستخدام طرق جديدة في التواصل مع جمهورهم ومع مصادرهم ووسائلهم‬
‫اإلعالمية اإللكترونية وغير اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -8‬الحق في ارسال معلوماتهم واستقبالها وتخزينها واسترجاعها بطريقة الكترونية‪.‬‬

‫‪ -7‬الحق في االنتفاع والوصول إلى مصادر المعلومات التي تفرض قيوادا على استخدامها ما دام‬
‫الغرض هو القيام بخدمة عامة‪.‬‬

‫‪ -1‬الحق في التأ هيل المهني والتكنولوجي بما يمكنهم من استخدام الوسائط الجديدة بفاعلية‪.‬‬

‫الصحافة استقصائية‬

‫الصحافة االستقصائية تعني في أ بسط مفاهيمها ا ازحة الستار عن المسائل التي أ خفيت عم دا‪،‬‬
‫اما عن طريق شخص ما‪ ،‬أ و سلطة ما‪ ،‬أ و أ نها أ خفيت عن طريق الخطأ ‪ ،‬حيث يسهم التعرض‬
‫لجميع الحقائق والقضايا المسكوت عنها ذات الصلة بالجمهور‪ ،‬بشكل حاسم في دعم حرية التعبير‬
‫وحرية نشر المعلومات‪ ،‬وهي أ مور ال غنى عنها لوسائل اإلعالم‪ ،‬اذا كانت تريد أ ن تقوم بدورها‬
‫وموسساته كما يحدث في معظم المجتمعات الديمق ارطية‪.‬‬
‫الرقابي على هيئات المجتمع ٔ‬

‫فجوهر الصحافة االستقصائية هو ممارسة الوظيفة الرقابية‪ ،‬التي تعتبر من الوظائف التي يجب‬

‫أ ن تقوم بها الصحافة الحرة نيابة عن المواطنين‪ ،‬وح ارسة المجتمع من اساءة استخدام السلطة‪،‬‬

‫انطالق ا من أ ن الحكومات حتى وان وصلت الى الحكم عبر الطريق الديمق ارطي‪ ،‬ف انها قد‬
‫تميل الى االنف ارد بصنع الق ارارت‪ ،‬والى حماية نفسها أو شخاصها‪ ،‬ومن هنا ف ان هناك‬
‫امكانية كبيرة فيكل أ نواع المجتمعات إلساءة استخدام السلطة والفساد واالنح ارف‪ ،‬وهنا تمارس‬
‫الصحافة دورهافي الرقابة على كل ذلك وتكمل دور البرلمان في حماية المجتمع من أ ي فساد أ و‬
‫انح ارف بالسطلة واساءة استخدامها كما أ ن الصحافة ال بد أ ن تعمل على حماية المجتمع ضد‬
‫استغالل السلطة‪ ،‬ذلك أ ن الكثير من األشخاص في المجتمعات المختلفة يقومون باستغالل سلطاتهم‬
‫لتحقيق مكاسب أ و منافع شخصية على حساب المجتمع ويقومون ب اهدار امكانيات المجتمع‬

‫لتحقيق هذه المنافع الشخصية‪ .‬لذلك تعتبر الرقابة أ و الح ارسة بمثابة واحدة من الواجبات الرئيسية‬
‫للصحفي‪ ،‬حيث يمثل الصحفي حارس البوابة للبالد‪ ،‬ويتطلب تحقيق ذلك العمل في العمق ونشر‬
‫هوالء الصحفيين االستقصائيين‬
‫القصص التي تعتمد على البحث والتنقيب والمقابالت‪ ،‬ويتطلب من ٔ‬
‫قد ار كبي ار من القدرة على طرح األسئلة والتدريب عليها‪ ،‬وامكانية الكشف عن المعلومات‬
‫وكتابة القصص األكثر تكاملية‬

‫وتذكر منظمة الشفافية الدولية في مقدمة تقريرها الصادر عام ‪ 2183‬ان " حق الوصول الى‬
‫المعلومات يعتبر أداة اساسية من ادوات مكافحة الفساد‪ ،‬فعندما ال تكون المعلومات متوفر بشكل‬
‫حر يمكن ان يتفشى الفساد‪ .‬كما يمكن ان يختبئ الفاسد وارء ستار من السرية‪ ،‬وربما يطلب اولئك‬
‫الذين لديهم امتياز اإلطالع على المعلومات رشاوي من آخرين يسعون للحصول على المعلومات‬
‫التي بحوزتهم‪ .‬كما يمكن أن تخفي الحكومات تصرفاتها من خالل السيطرة على اإلعالم أو فرض‬
‫الرقابة عليه ومن خالل منع امكانية اإلبالغ عن المعلومات األساسية التي تصب في الصالح‬
‫العام"‪.‬‬

‫وهذا االمر يجعلنا نقف عند فاعلية الصحافة االستقصائية في الع ارق والتي يعول عليها كثي ار‬
‫في كشف ملفات الفساد‪ .‬ويرى الصحفي صالح النص اروي ان غياب قانون الحصول على‬
‫المعلومة يسهل من تفشي الفساد في ظل صعوبة التقصي على المعلومات من قبل الصحفي في‬
‫ملفات الفساد وما يجري في الحياة السياسية‪.‬‬
‫واقع الصحافة االستقصائية في العالم العربي والتحديات التي تواجهها‪:‬‬

‫نتيجة لخطورة الدور الذي تلعبه الصحافة االستقصائية في كشف الفساد ومواجهة االنح ارفات‬
‫وموسساته وهيئاته أو نظمته المختلفة‪ ،‬فمن الطبيعي والبديهي‬
‫أو شكال القصور السائدة في المجتمع ٔ‬
‫أ ن هذا النمط من الصحافة سوف ال يلقى القبول أ و الترحاب المتصور والمتوقع‪ ،‬وبخاصة من كل‬
‫هوالء الذين يمارسون الفساد‪ ،‬أ و يدعمونه أ و يستفيدون من بقائه‪ ،‬على خالف الجمهور وال أ ري‬
‫ٔ‬
‫العام‪ ،‬لذا تواجه الصحافة االستقصائية في كثير من المجتمعات‪ ،‬وبخاصة غير الديمق ارطية‬
‫منها‪ ،‬الكثير من العقبات والتحديات والع ارقيل التي قد توضع عمدا في سبيل منعها من القيام‬
‫بدورها المناط بها‪ ،‬ويمكننا الوقوف على جملة العقبات والتحديات التي تواجه الصحافة االستقصائية‬
‫وبخاصة في عالمنا العربي على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -8‬وجود نقص شديد في المعلومات وصعوبة الحصول على الوثائق والبيانات واإلحصاءات من‬
‫مصادرها الرسمية‪.‬‬

‫‪ -2‬التهديدات القائمة والمحتملة للسالمة الشخصية للصحفيين‪.‬‬

‫‪ -3‬ضيق وضغوط الوقت أ مام الصحفيين واإللحاح عليهم من قبل ٔ‬


‫موسساتهم ورؤسائهم إلنهاء المهام‬
‫الصحفية االستقصائية المكلفين بها‪.‬‬

‫‪ -9‬معارضة أ صحاب شركات اإلعالم و ٔ‬


‫الموسسات الصحفية الخاصة نشر القصص المثيرة للجدل‬
‫خوفا على مصالحهم ومكتسباتهم‪.‬‬

‫‪ -5‬عدم وجود المي ازنية الكافية للسفر أ و للمصاريف‪.‬‬


‫‪ -8‬الخوف من العقوبة من قبل ذوي المصالح السياسية أ و التجارية‪.‬‬
‫‪ -1‬زيادة األعباء الجسدية والضغوط النفسية والجهد الضخم الذي يتطلبه هذا النمط من الصحافة‬
‫مقارنة بغيره من األشكال األخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬قوانين النشر التي ترهب أ ي عمل صحفي جاد يتعرض للفساد‪ ،‬وبخاصة فساد النخبة التي تمثل‬
‫جماعات ضغط داخل المجتمع‪.‬‬

‫حق الوصول إلى المعلومة‬

‫تعتمد وسائل اإلعالم على العديد من المصادر لتزويدها بما تحتاجه من المواد اإلعالمية التيتنشرها‪.‬‬
‫وتأتي وكاالت األنباء ‪ ,‬والم ارسلون ‪ ,‬باإلضافة إلي الشخصيات الرسمية ضمن أهمالمصادر التي‬
‫ظلت تعتمد عليها المؤسسات الصحفية‪ .‬باعتبار ذلك حقا للصحفي وواجبا عليهإ ازء تلبية حقوق‬
‫واحتياجات المواطنين‪ ,‬وقد لوحظ في الفترة االخيره ‪ ,‬ت ارجع قدرة الصحفي في الحصول علي‬
‫المعلومة من مصادرها ‪ ,‬في ظل األحداث السياسية الجارية علي أرض الواقع تسعي هذه الد ارسة‬
‫للتعرف على مصادر األخبار والمعلومات والمواد اإلعالمية التي تعتمد عليها المؤسسات الصحفية‪،‬‬
‫تقوم الصحافة بدور السلطة ال اربعة إلي جانب السلطات التشريعية والتنفيذية والسلطة القضائية‬
‫وبالتالي فان توفر المعلومات الدقيقة حول األمور المتعلقة بالمصلحة العامة هو الوسيلة التي‬
‫تمكن الجمهور من م ارقبة ومحاسبة الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني‪ ,‬لتلبية حق المواطن في‬
‫االختيار واتخاذ الق ارر‬

‫أن حرية تداول المعلوم ـات واطالق الحق الجاد ف ـي الحصول عليها يحقق أغارضا سياسية‬
‫واقتصاديـة عموميـة هامـة منها ‪-:‬‬

‫يؤمن مشاركة الناس في صنع السياسات واتخاذ الق ار ارت على كافة المستويات ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫‪ -2‬يعطي للجمهور القدرة على م ارقبة إداء المسؤولين المنتخبين ومحاسبتهم في النهاية انتخابيا‬
‫أو مساءلتهم شعبيا ولو خالل فترة انتخابهم ‪ ،‬فهي تسهم في تفعيل المساءلة الشعبية واالنتخابية‬
‫وبدونها تظل مساهمة الجمهور في االنتخابات مساهمة ا لية غير واعية ال تستند إلى حقائق ورؤية‬
‫واضحة عمن يتم انتخابهم ‪.‬‬

‫‪ -3‬يساهم في بناء مجتمع حر واع قوي ‪ ،‬فـ ) المجتمع الذي ليس له قدر حسن من االطالع ال‬
‫يعتبر مجتمعا ح ار بالفعل ( على حد تعبير محكمة حقوق األنسان األمريكية في أريها االستشاري‬
‫الصادر عام ‪. 8415‬‬

‫تؤمن قدر كبير من الشفافية تمنع من تورط المسؤولين واألح ازب بالفساد وسرقة‬ ‫‪-9‬‬
‫األموااللعامة ‪ ،‬فـ ) قليل من ضوء الشمس هو افضل مطهر للج ارثيم ( على حد قول احد‬
‫أعضاءالمحكمة العليا األمريكية ‪.‬‬
‫تعزز حرية اإلعالم وتقوي سلطاته وتوسع أدواته وقدرته على الضغط والتأثير وكشف‬ ‫‪-5‬‬
‫الحقائق ‪.‬‬

‫يعطي فرصة حقيقة لبناء الثقة بين الحكومة والشعب من خالل إعالن كل شيء للجمهور‬ ‫‪-8‬‬
‫‪.‬‬

‫يقطع الطريق على اإلشاعات واألقاويل وعلى المتصيدين بالماء العكر ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يفتح أبواب واسعة لمشاركة الناس في حوار مفتوح مستنير يتعلق بأعمال الحكومة وسياساتها‬ ‫‪-1‬‬
‫مما يؤدي إلى تفعيل الحكومة وحثها على العمل في ضوء مطالب الناس وحاجاتهم وأولياتهم ‪.‬‬

‫‪ -4‬يكشف األخطاء لتكون محال للنق د والجدل العام مما يساعد في تالفيها واجتثاثها ‪ ،‬ومساءلة‬
‫مرتكبيها ‪.‬‬

‫‪-81‬‬

‫المعايير الدولية لحق الوصول للمعلومات وتداولها ونشرها‪.‬‬


‫اهتمت الشرعة الدولية لحقوق اإلنسان بحق تداول المعلومات وحق المعرفة حيث نص ق ارر األمم‬
‫المتحدة رقم )‪ (54‬الصادر في عام ‪ 8498‬وفي أول اجتماع للجمعية العامة على أن حرية تداول‬
‫المعلومات من حقوق اإلنسان األساسية‪ ،‬وهي المعيار الذي تقاس به جميع الحريات التي تكرس‬
‫األمم المتحدة جهودها لحمايتها‬
‫كما ورد في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان المادة ) ‪ ( 29‬ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -8‬لكل فرد الحق في حرية األري و التعبير و يشمل هذا الحق حرية اعتناق اآل ارء دون‬
‫تدخل و استقاء المعلومات و تلقيها و نقلها من خالل أية وسائل بغض النظر عن الحدود وأكد‬
‫العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬الذي أقر من قبل الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫عام ‪ ،8488‬على نفس الفكرة‪ ،‬حيث نصت المادة )‪ (84‬على أن‪:‬‬
‫‪ -2‬لكل إنسان حق في حرية التعبير ‪ ،‬ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروبالمعلومات‬
‫واألفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود ‪ ،‬سواء شفهية ‪ ,‬أومكتوبة ‪ ,‬أو مطبوعة‬
‫أو في قالب فني بأي وسيلة أخرى يختارها ‪.‬‬
‫‪ -3‬كذلك المادة )‪ (24‬من االتفاقية األمريكية لحماية حقوق اإلنسان تنص على أن ‪ :‬لكل‬
‫إنسان الحق في حرية الفكر والتعبير ويشمل هذا الحق حريته في البحث عن مختلف أنواع‬
‫المعلومات واألفكار وتلقيها ونقلها إلى اآلخرين دونما اعتبار للحدود سواء أكانت المعلومات‬
‫شفهي ة أو كتابية أو مطبوعة‪ ،‬أو في قالب فني أو بأي وسيلة يختارها‪.‬‬
‫األخالقيات المهنية في اإلعالم الجديد‬
‫هل يص ح الحديث عن أخالقيات مهن ية في اعالم جديد تتداخل فيه الحرفة مع الهواية‪ ،‬الصناعة‬
‫مع التجربة والضوابط مع االنفالت والمهنة مع التسلية والصحافي المهني مع المواطن الصحافي‬
‫وحيث هناك اليوم حوالى “ثالثة مليارات وثالثمئة مليون مواطن مستخدم لإلنترنت”)‪ (0‬لديهم‬
‫فرصة أن يكتبوا وينشروا أخبارا وأفكارا وآراء وتقارير وأن يصوروا ويتالعبوا بالصورة في‬
‫المجتمع الذي نعيش فيه اليوم و الذي يطلق عليه البعض اسم مجتمع المعلومات والبعض اآلخر‬
‫مجتمع االعالم‪.‬‬
‫فكيف اذن يمكننا في بيئة كهذه أن نط بق األخالقيات المهنية التي تعني‪ :‬مجموعة القيم والمعايير‬
‫التي يعتمدها أفراد مهنة ما‪ ،‬للتمييز بين ما هو ج يد وما هو سيئ‪ ،‬وبين ما هو مقبول أوغير مقبول‪،‬‬
‫والتي تعني اعالميا المعايير األخالقية والضوابط التي يلتزم بها الصحافي أثناء عمله مدركا الصواب‬
‫والخطأ في السلوك المهني والتي تؤكدها المواثيق اإلعالمية واضعة قواعد العمل والممارسة‬
‫والسلوك‪.‬‬
‫وهذه المواثيق المتعلقة بالعمل اإلعالمي وكيفية التعامل بين زمالء المهنة‪ ،‬يصوغها في معظم‬
‫األحيان االعالميون أنفسهم من خالل تجمعاتهم المهنية المختلفة حماية للمهنة وحفاظا على مستواها‬
‫وتحسينا لصورة الوسائل اإلعالمية في نظر الجمهور‪ ،‬ومع ذلك هناك من يراها "من دون أنياب"‪.‬‬
‫وما قصدناه باألخالقيات المهنية في االعالم الجديد‪ :‬هي أخالقيات الصحافي في تعامله مع مادته‬
‫اإلعالمية على االنترنت أكانت من أجل نشرها في موقع مؤسسته اإلعالمية من موقعه المهني‪ ،‬أو‬
‫على صفحته الخاصة في الفا يسبوك أو في حسابه على تويتر او انستغرام أو أي من مواقع التواصل‬
‫االجتماعي األخرى من موقعه االجتماعي كقائد رأي‪ .‬ما يستتبع طرح السؤال اآلتي‪ :‬هل ما زالت‬
‫المواثيق األخالقية االعالمية التي وضعت قبل انتشار خدمات االنترنت صالحة لليوم والتي من بين‬
‫موضوعاتها الكثيرة التركيز على النزاهة في العمل الصحافي‪ ،‬ودقة المعلومات وصدق يتها‪ ،‬األمانة‬
‫وعدم تشويه المعلومات‪ ،‬الموضوعية في نقل األخبار‪ ،‬تحسين نوعية المضمون‪ ،‬عدم الخداع في‬
‫استخدام العناوين والصور‪ ،‬التص حيح وهو غير حق الرد‪ ،‬احترام الكرامة اإلنسانية للفرد‪ ،‬عدم‬
‫االنتحال )انتحال األفكار( وعدم االقتباس‪ ،‬وأخيرا عدم التعرض للزمالء‪.‬‬
‫أخالقيات الصحافي في مواقع التواصل اإلجتماعي‪:‬‬
‫هل يحق للصحافي في تعامله مع منصات مواقع التواصل االجتماعي أن يتصرف كما يحلو له‬
‫انطالقا من مبدأ حرية الرأي والتعبير والتواصل؟‬
‫ال شك أن الصحافي )اإلعالمي( صار يستعين كثيرا بهذه المنصات بعدما أصبحت مصدرا مهما‬
‫للمعلومات بفضل الصفحات الخاصة والحسابات الخاصة التي يطل منها السياسيون واالقتصاديون‬
‫والفنانون والرياضيون وغيرهم في تواصل مع جمهورهم من المتابعين ومن خالل صفحات كبريات‬
‫وكاالت األنباء والمؤسسات اإلعالمية الدولية والمنظمات الدولية ومراكز األبحاث‪ ،...‬ولكنه أيضا‬
‫يلجأ اليها ليكتب آراءه وأفكاره وربما أشعاره وأراءه السياسية ويتبادل أطراف الحديث مع األصدقاء‬
‫الذين قد يكونون أيضا زمالء المهنة‪.‬‬
‫هل يحق للصحافي حين يعتمد شبكات التواصل االجتماعي أن يتخلى عن مكانته كقائم باالتصال‬
‫الذي يجب أن يتمتع بمهارة الكتابة ومهارة التحدث وفك الرموز والقدرة على التفكير ووزن األمور‬
‫و التحليل؟ وهل يحق له أن يناقض سياسة مؤسسته اإلعالمية؟‬
‫تب ين التجارب العالمية المتقدمة ان استخدام الصحافيين للميديا االجتماعية وتطبيقاتها المتعددة‬
‫يخضع بشكل عام الى المواثيق األخالقية وآليات المساءلة المتصلة باإلعالم التقليدي وبالتالي‬
‫الصحافي ال يتمتع بالحر ية المطلقة في الفضاء االفتراضي بل يخضع لضوابط‪.‬‬
‫تعامل الصحافة التقليدية مع االعالم الجديد‪:‬‬
‫أثبتت الصحافة التقليدية أنها حريصة على مكانتها االجتماعية من خالل محاكمة "نجومها" عند‬
‫وقوعهم في الخطأ ومن خالل وضعها قيودا على تعاملهم مع االعالم الجديد‪ .‬وحرصها هذا لم يقف‬
‫عند هذا الحد فلجأت الى "تربية" اذا ‪-‬جاز التعبير‪ -‬الصحافي المواطن من خالل مراقبة االخبار‬
‫الكاذبة والصور المزيفة التي تنتشر على مواقع التواصل االجتماعي وفضحها كما فعلت صحيفة‬
‫لوموند الفرنسية )‪ (Le Monde‬و برز ذلك جليا في هجمات باريس اإلرهابية يوم ‪2102/00/00‬‬
‫مؤكدة على دورها االجتماعي في حماية أمن مجتمعها وتماسكه ومتسلمة زمام المبادرة في أحلك‬
‫االيام وأصعبها)‪(09‬‬

‫أومن خالل وضع شرعة أخالقيات الكتابة في المدونات والتعليقات على مواقعها االلكترونية تحدد‬
‫فيها للمواطنين الراغبين بالكتابة ان يتق يدوا بها واال أهملت نتاجاتهم ومنعت من النشر كما هو‬
‫الحال مع صحيفة لو فيغارو الفرنسية )‪ (Le Figaro)(15‬مصادر أخالقيات المهنة الصحفية‪:‬‬

‫أوال ا‪-:‬السياسة اإلعالمية‬

‫تتأثر أخالقيات المهنة الصحفية أساسا بالسياسة اإلعالمية السائدة في البيئة التي يعمل فيها‬
‫الصحفيون والمؤسسات اإل عالمية المختلفة والتي تتحدد بموجبها األطر العامة ألخالقياتها‪.‬‬

‫وتختلف هذه السياسات من دولة ألخرى بحسب طبيعة األنظمة الحاكمة والمجتمعات فيها‪.‬‬
‫وبصورة عامة فأن قوانين المطبوعات والنشر تعمل على ))تنظيم المهنة اإلعالمية من خالل‬
‫مجموعة من الضوابط والتي تعتمد على تكريس مجموعة من المحظوارت التي يجب أن تلتزم بها‬
‫المؤسسات اإلعالمية كما تحاول النقابات والروابط المهنية اإلعالمية إلى وضع بعض الضوابط‬
‫والمواثيق التي تسعى إلى ضبط المهنة وتأكيد مسؤولياتها االجتماعية‪ ،‬وتلعب النقابات الصحفية‬
‫دوا ر هاما في هذا المجال(( ‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬المؤسسة الصحفية‬

‫لكل مؤسسة صحفية تقاليدها وسياستها الخاصة بها التي تضعها لنفسها وتحكم آليات العمل لتحقيق‬
‫أهدافها ومن ثم المطلوب من العاملين فيها االلت ازم بتلك السياسة‪ ،‬لذا تنعكس آثارها سلب ا أو‬
‫إيجابا على طبيعة العالقات السائدة فيها‪.‬‬

‫تؤدي اإلدارة دوا ر أساسيا في ترجمة سياسات المؤسسة إلى واقع عملي‪ ،‬فهي ال غنى عنها في‬
‫هذا المجال إذ تعرف بأنها‪)) :‬عملية اتخاذ الق ارارت التي من شأنها توجيه القوى البشرية والمادية‬
‫المتاحة لجماعة منظمة من الناس لتحقيق أهداف مرغوبة على أساس أحسن وجه وبأقل تكلفة في‬
‫إطار الظروف البيئية المحيطة((‬
‫ويرى المتخصصون بعلم اإلدارة والقيادة أن هناك أشكاال عدة للقوة يستخدمها القائد للتأثير في‬
‫عملية اإلقناع ودفع التابعين للتمركز حول القوة وفطنة القائد وهي‪:‬‬

‫‪ .8‬المكافأة‪ :‬هي القوة التي تتركز على عنصر المفاجأة للتابع وذلك عن طريق تقديم هدية له أو‬

‫توجيه شكر أو زيادة في دخله‪.‬‬


‫‪ .2‬القانونية‪ :‬القوة المستخلصة من قوة الفرد في المجموعة أو في النظام اإلداري المتسلسل في‬
‫المؤسسة الحكومية‪ ،‬فالذي يتمتع بمستوى أعلى من غيره بقربه من الم اركز العليا يكون أكثر قوة‬
‫من البعيد عنها‪ ،‬ألن القائد هنا يتمتع بالسلطة القانونية العليا‪.‬‬

‫‪ .4‬المهارة الفنية )الثقة(‪ :‬هنا تتمركز القوة على مهارة خاصة هي الثقة بالنفس أو المعرفة العليا‪،‬‬
‫إذ يدرك االتباع أن الشخص الذي يتمتع بالمهارة العالية هو المتفوق عليهم بها‪.‬‬

‫‪ .3‬اإلعجاب‪ :‬نعني به قوة الجاذبية وحب اآلخرين له بشكل يثير إعجابهم لما يمتلك من نقاط قوة‬
‫في سماته الشخصية مما يؤدي إلى تمتعه بشعبية بين أتباعه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬فريق العمل‬

‫يعد فريق العمل الصحفي أحد مصادر أخالقيات المهنة‪ ،‬إذ تحدد طبيعة العالقات القائمة بين‬
‫الصحفيين داخل المؤسسة الصحفية اتجاها سلبا أو إيجابا ‪ .‬لذلك أكد الباحثون في اإلدارة‪ ،‬قيم‬
‫العمل وأخالق العمل وعدوها واحدة من حيث الجوهر من خالل التعريف الذي وضعوه بأنها ))القيم‬
‫السائدة التي تنظم العالقات بين األف ارد في المجتمع الواحد‪ ،‬ثم تنتقل مع الفرد عند دخوله منشآت‬
‫األعمال وتؤثر في سلوك العاملين ومستوى أخالقهم سواء كان ذلك بطريقة إيجابية أم سلبية((‬

‫اربع ا‪ -:‬المجتمع‬

‫من مصادر أخالقيات المهنة المهمة أيضا هي المجتمع‪ ،‬ألنه المنبع الرئيس الذي يستمد الصحفي‬
‫أخالقياته المهنية منه‪ .‬ولكي تكون رسالته الصحفية الموجه إلى الجمهور مؤثرة البد له من أن‬
‫يعبر عن نبض الجماهير واحساسها ومشاكلها وهمومها‪ ،‬والتطلع دوما إلى عرض رسالته‬
‫بموضوعية وشفافية واضعا الحلول المقترحة وموجها ومعلما وهاديا بمختلف القضايا التي‬
‫تهمالمجتمع‪ ،‬ذلك ألن ))الناس تميل إلى التطلع إلى وسائل اإلعالم طلبا للمعلومات والتوجيه‬
‫والعون المعنوي‪ ،‬وكلمات التشجيع والقصص الخبرية التي تشبع األفكار المتعلقة بالتسامح والتفهم‬
‫والحب والسالم والتي تولد األمل((‪.‬‬
‫مواثيق الشرف االعالمي‬
‫مواثيق الشرف الصحفية ) ميثاق الشرف عبارة عن صياغة أ خالقية لقواعد سلوكية مهنية‪ ،‬يفترض‬

‫فيه أ ن يكون ملز ما لمن صاغوه‪ ،‬ويتضمن توصيف ا للجماعة المهنية التي تصدره‪ٔ ،‬‬
‫ورويتها لدورها‬

‫وأهدافها ومسئولياتها في المجتمع‪ ،‬وحقوق وواجبات األف ارد فيها‪(.‬‬

‫وتجدر اإلشارة هنا الى أ ن معظم مواثيق الشرف الصحفية واإلعالمية تخضع للتحديث ارتبا طا‬

‫بالتطور المهني فنجد مثل جمعية الصحفيين المحترفين في أ مريكا قامت بتحديث ميثاقها عام‬

‫‪ . 8413‬وميثاق الشرف الصحفي أ و اإلعالمى أصبح ضرورة للضبط الذاتي للصحافة واإلعالم‬

‫في كل دول العالم‪. ،‬‬

‫ولمواثيق األخالقيات أ شكال متعددة‬

‫‪ -8‬مواثيق خاصة بوسائل االتصال جميعها‪.‬‬

‫‪ -2‬مواثيق تهتم بجوانب المضمون االتصالي‪.‬‬

‫‪ -3‬مواثيق تتناول وسيلة واحدة‪.‬‬

‫‪ -9‬مواثيق تتناول جان با معي نا أو أ كثر من جوانب صناعة االتصال‪.‬‬

‫تهتم مواثيق الشرف الصحفي واإلعالمي بصياغة مسئولية اإلعالم تجاه المجتمع والتي تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -8‬الدفاع عن الحريات العامة وحرية العقيدة والفكر وال أ رى والتعبير وحرية الصحافة‪.‬‬
‫‪ -2‬حق الجمهور في المعرفة والوصول الى مصادر المعلومات‪.‬‬

‫‪ -3‬التغطية الشاملة والمتكاملة لألحداث‪.‬‬

‫‪ -9‬تعدد وتنوع مصادر المعلومات‪.‬‬

‫‪ -5‬الدقة و التصحيح لألخطاء‪.‬‬


‫‪ -8‬احت ارم حق النقد‪.‬‬

‫‪ -1‬عدم التصوير النمطي ألي اتجاه فكري أ و سياسي أ و ديني‪.‬‬

‫مسوولية اإلعالم تجاه الدولة منها‪:‬‬


‫تتضمن مواثيق الشرف مبادئ وقواعد عن ٔ‬

‫‪ -8‬حماية األمن القومي‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم نشر معلومات سرية تضر بالمصلحة العامة‪.‬‬

‫الموسسات الديمق ارطية‪.‬‬


‫‪ -3‬احت ارم ٔ‬

‫‪ -9‬احت ارم الدستور والقوانين‪.‬‬

‫جارئم االري والنشر تعريفها واركانها ‪،‬محظوارت النشر ‪،‬شروط جارئم النشر‬

‫الجريمة‬

‫التصرفات المنحرفة التي تستوجب‬


‫ّ‬ ‫الج ارئم هي جميع األفعال الخارجة عن األخالق والقوانين‪ ،‬وهي‬
‫ألن في ها تع د على األشخاص والممتلكات‪ ،‬والمجتمع بأكمله‪ .‬تتنوع الج ارئم‬
‫العقاب والحساب؛ ّ‬
‫في صورها وأشكالها‪ ،‬بين ج ارئم القتل والسرقات واالغتصاب والنهب والسلب وقطع الطريق‬

‫قسم القانون لك ّل جريمة عقوبة تناسب الفعل الذي قام به المجرم؛ ّ‬


‫فقسمت الج ارئم‬ ‫والرشوة‪ ،‬وقد ّ‬
‫إلى أنواع بنا ء عل ى الكثير من االعتبا ارت‪ ،‬التي تتعلق بمرتكب الفعل‪ ،‬وطبيعة الجريمة‪ ،‬وظروف‬
‫المجرم‪ ،‬والدواعي التي دعته للقيام بجريمته‪.‬و‪,‬يرى علماء االجتماع بان الجريمة ظاهرةاجتماعية‬
‫وان التجريم بحد ذاته هو الحكم الذي تصدره الجماعة على بعض أنواع السلوك بصرف النظر عن‬
‫نص القانون وفي هذا االتجاه ميز جارد فالو بين الجريمة الطبيعية التي ال تختلف عند الجماعات‬
‫في الزمان والمكان لتعارضها مع المبادئ اإلنسانية والعدالة كج ارئم االعتداء على األشخاص‬
‫واألموال ‪ .‬والجريمة المصطنعة التي تشكل خرقا للعواطف القابلة للتحول كالعواطف الدينية والوطنية‬
‫واعتبر األولى بأنها تدخل في المعنى الحقيقي لإلج ارم ود ارساته التحليلية ويقدر البعض اآلخر‬
‫بان الجريمة عبارة عن السلوك الذي تحرمه الدولة بسبب ضرورة ويمكن أن ترد عليه بفرض ج ازء‬
‫وهو بوجه عام يشكل السلوك المضاد للمجتمع والذي يضر بصالحه‪.‬‬

‫‪-2‬جارئم االري والنشر بصورة عامة‬


‫)يقصد بج ارئم النشر ذلك نوع من الج ارئم التي تتعلق باألفكار والعقائد والمذاهب والمبادئ على‬
‫اختالف أنواعها وأشكالها سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية أو فلسفية وهي تترتب على إساءة‬
‫استعمال حرية اإلعالم بحيث تنجم عنها مسئولية مدنية أو مسئولية جنائية أو المسئوليتين معا( ‪.‬‬
‫وهذه الج ارئم تقع على الهيئة االجتماعية التي تمثلها الدولة ‪ ،‬وقد يكون وقوعها على الدولة مباشر‬
‫كالتحريض على الشروع بالقوة لقلب نظام الحكم او يكون وقوعها على األف ارد بطريق مباشر‬
‫مثل جريمة القذف ‪ ،‬وج ارئم النشر قد تكون جناية أو جنحة أو مخالفة ‪ .‬والجناية جريمة يعاقب‬
‫عليها القانون باإلعدام أو األشغال الشاقة أو السجن ويرى البعض ان الصحافة وغيرها من طرق‬

‫النشر يجب أن تتحرر من كل قيد قانوني ‪ .‬ويبرر أصحاب هذه النظرية ذلك بان الصحافة ال‬
‫تستطيع أن تحدث أذى ‪ ،‬وترى نظرية أخرى أن مهمة الدولة سيادة العدالة وحماية حقوق األف ارد‬
‫وحرياتهم وهي لذلك مكلفة بالمساواة بين الجميع من خالل تنظيم الحقوق والحريات ‪ ،‬وهذا ال يتحقق‬
‫في وجود من يهاجمون بغير حق الدولة وادا ارتها ويعكرون أمنها وسالمتها دون ان يتعرضوا ألي‬
‫عقوبة ‪ ،‬لذا يجب فرض العقوبات على إساءة التمتع بحرية ال أري بطريق النشر‬
‫‪ ،‬وهذه هي النظرية التي تعمل بها معظم األنظمة‪.‬‬
‫‪-1‬أركان جريمة االري والنشر‬
‫ويمكن تقسيم أركان الجريمة الصحافية إلى ثالثة أقسام هي‪ ، :‬الركن المادي‪ ،‬العالنية والركن المعنوي‪.‬‬

‫الركن المادي والمقصود به )الفعل المادي الموصل إلى نتيجة إج ارمية تربطه بها عالقة‬ ‫أ‪-‬‬
‫سببية(‪.‬‬
‫ب‪ -‬والمقصود بالعالنية الجهر واإلعالم أمام الناس والجمهور ووسيلتها القول أو الكتابة‪ .‬وتعتبر‬
‫العالنية جريمة في ذاتها وليست فعال أو ركنا في جريمة‪ ،‬بمعنى أنه بمجرد العالنية في أمر ما تقع‬
‫الجريمة بحسب نص المشرع‪ .‬والعالنية بصفتها عقوبة تتمثل في حال التشهير بالجاني كعقوبة‬

‫معنوية تعيب الجاني في كيانه وشرفه واعتباره‪ .‬و العالنية هي عقوبة معنوية‪.‬‬
‫وفي الشريعة اإلسالمية تعتبر العالنية شرطا للعقاب على الكثير من الج ارئم التي ال عقاب لها إذا‬
‫حدثت من دون عالنية‪ ،‬ومن وسائل العالنية في الشريعة اإلسالمية القول أو اإلشارة أو الكتابة أو‬
‫أي تصرف آخر يؤدي إلى ارتكاب الجريمة عالنية‪.‬‬

‫وأهم وسائل العالنية هي الكتابة وتشمل الرسم والصور الفوتوغ ارفية والرموز إلى جانب القول والفعل‪.‬‬
‫والكلمة هي كل ما دون بلغة وفكر مفهوم أيا كانت لغته أو األداء الذي صبت فيه أو الطريقة التي‬
‫تمت بها الكتابة مادامت تؤدي إلى معنى معين‪ .‬والرسم هو تصور األشياء واألشخاص بأية أداة وعلى‬
‫أية مادة‪.‬‬

‫وهناك الكثير من الطرق التي تؤدي إلى حدوث العالنية مثل المحفل العام والطريق العام والمكان‬
‫المطروق واستخدام الالسلكي في اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬والتوزيع الذي يتحقق باطالع المكتوب والمنشور‬
‫عددا من الناس بغير تمييز أي أن يتداول المكتوب أشخاص متعددون ويكونون على د ارية بمضمونه‪،‬‬
‫فيهم من ال تربطهم عالقة بصاحب المكتوب‪.‬‬
‫ج‪ -‬الركن المعنوي للجريمة أو ما يسمى بالقصد الجنائي ‪ .‬وهي ترتكز على عنصرين أساسيين‬
‫لتحققها هما اإل اردة والعلم‪.‬بحيث يقتضي في ماديات الج ارئم في القانون الجنائي الحديث أال تنشئ‬
‫مسئولية وأال تستوجب عقابا ما لم تتوافر إلى جانبها العناصر النفسية التي يتطلبها كيان الجريمة‪،‬كما‬
‫إن المسئولية الجنائية في القذف والسب و اإلهانة والتحريض ال تختلف عنها فيالقواعد العامة‬
‫للمسئولية الجنائية‪،‬‬

‫و ج ارئم النشر ال تختلف عن غيرها من الج ارئم إال فيما يتعلق بالوسيلة أي التي ترتكب بهاالجريمة‬
‫وهي وسيلة العالنية أو النشر والتي تمثل الركن المادي فيها‪ .‬فطبيعة الجريمة ال تتغير بالوسيلة‬
‫التي ترتكب بها أي إن الوسيلة ال تؤدي إلى تغيير وصف الجريمة وبالتالي تغيير طبيعتها القانونية‬
‫‪ .‬ومن ثم ال محل للقول لخضوع ج ارئم الصحافة ألحكام قانونية خاصة او لنظام قانوني مستقل‬
‫‪.‬‬

‫وقد أورد المشرع الع ارقي في المادة ‪ /84‬ف‪ 3‬من قانون العقوبات الع ارقي المرقم )‪ (888‬لسنة‬
‫‪ ، 8484‬إذ نص فيها بأنه تعد الوسائل العالنية متمثلة في ‪:‬‬

‫األعمال أو اإلشا ارت أو الحركات إذا حصلت في طريق عام أو في محفل عام أو مكان مباح أو‬
‫مطروق أو معرض ألنظار الجمهور أو إذا حصلت بحيث يستطيع رؤيتها من كان في مثل ذلك‬
‫المكان أو نقلت أليه بطريقة من الطرق اآللية ‪.‬‬

‫القول أو الصياح إذا حصل الجهر به أو ترديده في مكان بحيث يستطيع سماعه من كان في‬
‫استخدامه ‪.‬فضال عن الصحافة والمطبوعات األخرى وغيرها من وسائل الدعاية والنشر ‪.‬والكتابة‬
‫والرسوم والصور والشا ارت واألفالم ونحوها إذا عرضت في مكان مما ذكر أو إذا وزعت أو بيعت‬
‫إلى أك ثر من شخص أو عرضت للبيع في أي مكان ‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬جارئم االري والنشر تعريفها واركانها ‪،‬محظوارت النشر ‪،‬شروط جارئم النشر‬
‫‪-2‬جارئم االري والنشر بصورة عامة‬
‫)يقصد بج ارئم النشر ذلك نوع من الج ارئم التي تتعلق باألفكار والعقائد والمذاهب والمبادئ على‬
‫اختالف أنواعها وأشكالها سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية أو فلسفية وهي تترتب على إساءة‬
‫استعمال حرية اإلعالم بحيث تنجم عنها مسئولية مدنية أو مسئولية جنائية أو المسئوليتين معا( ‪.‬‬
‫وهذه الج ارئم تقع على الهيئة االجتماعية التي تمثلها الدولة ‪ ،‬وقد يكون وقوعها على الدولة مباشر‬
‫كالتحريض على الشروع بالقوة لقلب نظام الحكم او يكون وقوعها على األف ارد بطريق مباشر مثل‬
‫جريمة القذف ‪ ،‬وج ارئم النشر قد تكون جناية أو جنحة أو مخالفة‪ .‬والجناية جريمةيعاقب عليها‬
‫القانون باإلعدام أو األشغال الشاقة أو السجن ويرى البعض ان الصحافة وغيرها من طرق النشر‬
‫يجب أن تتحرر من كل قيد قانوني ‪ .‬ويبرر أصحاب هذه النظرية ذلك بانالصحافة ال تستطيع أن‬
‫تحدث أذى ‪ ،‬وترى نظرية أخرى أن مهمة الدولة سيادة العدالة وحماية حقوق األف ارد وحرياتهم‬
‫وهي لذلك مكلفة بالمساواة بين الجميع من خالل تنظيم الحقوق والحريات ‪ ،‬وهذا ال يتحقق في وجود‬
‫من يهاجمون بغير حق الدولة وادا ارتها ويعكرون أمنها وسالمتها دون ان يتعرضوا ألي عقوبة ‪،‬‬
‫لذا يجب فرض العقوبات على إساءة التمتع بحرية ال أري بطريق النشر ‪ ،‬وهذه هي النظرية التي‬
‫تعمل بها معظم األنظمة‪.‬‬

‫‪-1‬أركان جريمة األري والنشر‬


‫ويمكن تقسيم أركان الجريمة الصحافية إلى ثالثة أقسام هي‪ ، :‬الركن المادي‪ ،‬العالنية والركن‬

‫المعنوي‪.‬‬

‫أ‪ -‬والركن المادي والمقصود به )الفعل المادي الموصل إلى نتيجة إج ارمية تربطه بها عالقة‬
‫سببية(‪.‬‬

‫والمقصود بالعالنية الجهر واإلعالم أمام الناس والجمهور ووسيلتها القول أو الكتابة‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫وتعتبر العالنية جريمة في ذاتها وليست فعال أو ركنا في جريمة‪ ،‬بمعنى أنه بمجرد العالنية في‬
‫أمر ما تقع الجريمة بحسب نص المشرع‪.‬‬

‫والعالنية بصفتها عقوبة تتمثل في حال التشهير بالجاني كعقوبة معنوية تعيب الجاني في كيانه‬
‫وشرفه واعتباره‪ .‬و العالنية هي عقوبة معنوية‪.‬‬

‫وفي الشريعة اإلسالمية تعتبر العالنية شرطا للعقاب على الكثير من الج ارئم التي ال عقاب لها‬
‫إذا حدثت من دون عالنية‪،‬‬

‫ومن وسائل العالنية في الشريعة اإلسالمية القول أو اإلشارة أو الكتابة أو أي تصرف آخر يؤدي‬
‫إلى ارتكاب الجريمة عالنية‪.‬‬
‫وأهم وسائل العالنية هي الكتابة وتشمل الرسم والصور الفوتوغ ارفية والرموز إلى جانب القولوالفعل‪.‬‬

‫والكلمة هي كل ما دون بلغة وفكر مفهوم أيا كانت لغته أو األداء الذي صبت فيه أو الطريقةالتي‬
‫تمت بها الكتابة مادامت تؤدي إلى معنى معين‪ .‬والرسم هو تصور األشياء واألشخاص بأية أداة‬
‫وعلى أية مادة‪.‬‬
‫وهناك الكثير من الطرق التي تؤدي إلى حدوث العالنية مثل المحفل العام والطريق العام والمكان‬
‫المطروق واستخدام الالسلكي في اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬والتوزيع الذي يتحقق باطالع المكتوب‬
‫والمنشور عددا من الناس بغير تمييز أي أن يتداول المكتوب أشخاص متعددون ويكونون على د‬
‫ارية بمضمونه‪ ،‬فيهم من ال تربطهم عالقة بصاحب المكتوب‪.‬‬

‫ج‪ -‬الركن المعنوي للجريمة أو ما يسمى بالقصد الجنائي ‪ .‬وهي ترتكز على عنصرين أساسيين‬
‫لتحققها هما اإل اردة والعلم‪.‬بحيث يقتضي في ماديات الج ارئم في القانون الجنائي الحديث أال‬
‫تنشئ مسئولية وأال تستوجب عقابا ما لم تتوافر إلى جانبها العناصر النفسية التي يتطلبها كيان‬
‫الجريمة‪،‬كما إن المس ئولية الجنائية في القذف والسب و اإلهانة والتحريض ال تختلف عنها في‬
‫القواعد العامة للمسئولية الجنائية‪،‬‬
‫و ج ارئم النشر ال تختلف عن غيرها من الج ارئم إال فيما يتعلق بالوسيلة أي التي ترتكب بها‬
‫الجريمة وهي وسيلة العالنية أو النشر والتي تمثل الركن المادي فيها‪ .‬فطبيعة الجريمة ال تتغير‬
‫بالوسيلة التي ترتكب بها أي إن الوسيلة ال تؤدي إلى تغيير وصف الجريمة وبالتالي تغيير طبيعتها‬
‫القانونية ‪ .‬ومن ثم ال محل للقول لخضوع ج ارئم الصحافة ألحكام قانونية خاصة او لنظام قانوني‬
‫مستقل ‪.‬‬

‫وقد أورد المشرع الع ارقي في المادة ‪ /84‬ف‪ 3‬من قانون العقوبات الع ارقي المرقم )‪ (888‬لسنة‬
‫‪ ، 8484‬إذ نص فيها بأنه تعد الوسائل العالنية متمثلة في ‪:‬‬
‫األعمال أو اإلشا ارت أو الحركات إذا حصلت في طريق عام أو في محفل عام أو مكان مباح أو‬
‫مطروق أو معرض ألنظار الجمهور أو إذا حصلت بحيث يستطيع رؤيتها من كان في مثل ذلك‬
‫المكان أو نقلت أليه بطريقة من الطرق اآللية ‪.‬‬

‫القول أو الصياح إذا حصل الجهر به أو ترديده في مكان بحيث يستطيع سماعه من كان فياستخدامه‬
‫‪.‬فضال عن الصحافة والمطبوعات األخرى وغيرها من وسائل الدعاية والنشر ‪.‬والكتابة والرسوم‬
‫والصور والشا ارت واألفالم ونحوها إذا عرضت في مكان مما ذكر أو إذا وزعت أو بيعتإلى أكثر‬
‫من شخص أو عرضت للبيع في أي مكان ‪.‬‬
‫أنواع الجارئم حسب درجة خطورتها‬

‫* الجناية‪ :‬هي أكثر أنواع الج ارئم خطورة‪ ،‬وعقابها يت اروح بين اإلعدام‪ ،‬واألشغال الشاقة المؤبدة‬
‫‪،‬أو السجن‪.‬‬

‫الجنحة‪ :‬في المرتبة الثانية من حيث الخطورة‪ ،‬وعقابها السجن لثالث سنوات ودفع الغ ارمة‪ ،‬أو إحدى‬

‫هاتين العقوبتين‪.‬‬

‫المخالفة‪ :‬أبسط أنواع الج ارئم‪ ،‬وعقوبتها السجن من يوم واحد إلى عشرة‪ ،‬وغ ارمة مالية‪ .‬حسب‬

‫طبيعتها‬

‫أنواع الجارئم حسب طبيعتها‬

‫الجريمة السياسية ‪ :‬الجريمة التي يتم ارتكابها ألسبا ب سياسي ة؛ حيث يتم فيها االعتداء على‬

‫النظام السياسي والرموز السياسية للدولة‪ ،‬والج ارئم التي فيها اعتداء على الدستور‪ ،‬وج ارئم‬
‫التحريض والمظاه ارت ضد الدولة‪ ،‬وج ارئم النشر والصحافة السياسية‪.‬‬

‫الجريمة العسكرية‪ :‬وهي الج ارئم التي يتم فيها تعطيل المصالح العسكرية واالعتداء عليها‪ ،‬مثل مخالفة‬

‫األوامر العسكرية‪ ،‬واالعتداء على نظام الجيش واألمن‪.‬‬

‫التعدي على‬
‫الجارئم االقتصادية‪ :‬وهي الج ارئم التي تتعلق بالسطو على األموال العامة للدولة‪ ،‬و ّ‬
‫االقتصاد القومي‪ ،‬وافساد عمليات اإلنتاج والتوزيع االقتصادي‪.‬‬

‫يتم ارتكابها لدوافع اجتماعية نابعة من االنتقام والحقد والطمع‬


‫الجارئم االجتماعية‪ :‬وهي الج ارئم التي ّ‬
‫واالنتقام من األشخاص‪ ،‬ومشاكل األسرة‪ ،‬والقضايا األخالقية‪.‬‬

You might also like