You are on page 1of 11

‫جامعة العقيد آكلي محند – البويرة ‪-‬‬

‫كلية العلوم االنسانية و االجتماعية‬


‫قسم االتصال‬

‫عنوان البحث‬

‫حرية اإلعالم من خالل النظرية السلطوية و الشيوعية و الليبيرالية‬


‫_ تشريعات إعالمية _‬

‫السنة ‪ 2‬ليسانس اتصال‬

‫األستاذ ‪:‬‬ ‫اعداد الطلبة ‪:‬‬

‫أ ‪ .‬بلعربي سميرة‬ ‫بلجوهري صابرين‬ ‫‪‬‬

‫الفوج ‪11 :‬‬

‫السنة الدراسية ‪2023/2024 :‬‬


‫خطة البحث‬
‫مقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬حرية اإلعالم في ظل النظريات السياسية‬
‫المطلب األول‪ :‬حرية اإلعالم في النظرية السلطوية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حرية اإلعالم في النظرية الشيوعية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حرية اإلعالم في النظرية الليبرالية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مقارنة بين حرية اإلعالم في النظريات الثالث‬
‫المطلب األول‪ :‬أوجه التشابه بين حرية اإلعالم في النظريات الثالث‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أوجه االختالف بين حرية اإلعالم في النظريات الثالث‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم حرية اإلعالم في ظل النظريات الثالث‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫المراجع‬
‫مقدمة‬
‫حرية اإلعالم هي حق أساسي يتيح لألفراد والمجتمعات التعبير عن آرائهم ونشر المعلومات بحرية‪ .‬إنها تعطي‬
‫الصحفيين والصحفيات وسائل لنقل األخبار والتواصل مع الجمهور‪ .‬تعتبر حرية اإلعالم أساسية لضمان الشفافية‬
‫والمساءلة في المجتمع‪ .‬يمكن لإلعالم أن يلعب دوًر ا حاسًم ا في نقل المعلومات وكشف الفساد وتعزيز الحقوق‬
‫اإلنسانية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب أن يتمتع اإلعالم بالمسؤولية والموضوعية في نقل األخبار والمعلومات‪.‬‬
‫على الرغم من أهمية حرية اإلعالم‪ ،‬فإنها قد تواجه تحديات في بعض األحيان‪ .‬قد يتم تقييدها بواسطة الحكومات‬
‫أو المؤسسات القوية التي تحاول تعطيل نقل المعلومات غير المرغوب فيها‪ .‬يجب أن يكون هناك بيئة قانونية‬
‫وسياسية تحمي حرية اإلعالم وتعزز التنوع والحرية في الرأي‪.‬‬
‫أخيرا‪ ،‬حرية اإلعالم تعد أحد ركائز الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ .‬إنها تساهم في بناء مجتمع متعدد األصوات‬
‫ومستنير‪ ،‬حيث يمكن للجميع المشاركة والتعبير بحرية‪.‬‬

‫اإلشكالية ‪ :‬ما مدى حرية اإلعالم من خالل النظرية السلطوية و الشيوعية و الليبيرالية ؟‬

‫المبحث األول‪ :‬حرية اإلعالم في ظل النظريات السياسية‬


‫المطلب األول‪ :‬حرية اإلعالم في النظرية السلطوية‬
‫تعريف النظرية السلطوية‪:‬‬
‫هي نظرية سياسية تؤمن بسيطرة الدولة على جميع جوانب الحياة‪ ،‬بما في ذلك اإلعالم‪ .‬تهدف هذه النظرية إلى‬
‫الحفاظ على النظام واالستقرار من خالل التحكم في المعلومات التي يتم نشرها‪.‬‬
‫نشأت هذه النظرية في القرن السادس عشر والقرن السابع عشر في انجلترا‪ ،‬وكانت منتشرة انتشارا عظيما وال‬
‫تزال تمارس في كثير من الدول حتى اآلن ومصدرها فلسفة السلطة المطلقة للحاكم أو لحكومته أو كليهما معا‪ ،‬نلمح‬
‫ذلك في نظريات أفالطون و أرسطو و ميكيافيلى‪ ،‬وهيجل‪ ،‬وغرضها الرئيسي هو حماية وتوطيد سياسة الحكومة‬
‫القابضة على زمام الحكم وخدمة الدولة‪ ،‬وبمقتضى هذه النظرية ال يعمل في الصحف أو يصدرها إال من يستطيع‬
‫الحصول على ترخيص من الحاكم أو رخصة‪ ،‬ويتم اإلشراف على الصحف بواسطة الحكومات‪ ،‬كما تفرض الرقابة‬
‫عليها‪،‬‬
‫ويحظر في إطار هذه النظرية نقد الجهاز السياسي والموظفين الرسميين‪ ،‬وملكية الصحف قد تكون خاصة أو عامة‪،‬‬
‫ولكنها في كل األحوال أداة لترويج سياسات الحكومة ودعمها حتى ولو لم تمتلكها الحكومة‪.‬‬
‫ونالحظ أن فلسفة هذه النظرية تركز على أن الدولة تحل محل الفرد‪ ،‬ويجب على وسائل اإلعالم فيها أن تدعم‬
‫الحكومة في السلطة لكي يستطيع المجتمع أن يتقدم وأن تصل الدولة إلى أهدافها‪ ،‬كما أن الصفوة التي تحكم الدولة‬
‫‪ -‬من وجهة نظر هذه النظرية ‪ -‬توجه العامة التي ال تعتبر مؤهلة‬
‫التخاذ القرارات السياسية‪ ،‬ورجل واحد أو رجال قليلون هم الذين يقودون ومن واجباتهم أن يراقبوا وسائل اإلعالم‬
‫التي تستخدم لدعم القيادة وأهدافها‪.‬‬
‫وتعتبر هذه النظرية العمل بالصحافة بمثابة امتياز خاص يمنح بواسطة القائد الوطني‪ ،‬لذلك فالصحفي مدين بااللتزام‬
‫للقائد وحكومته‪.‬‬
‫إن هذه الفلسفة الصحفية كانت ومازالت القاعدة أو األساس لكثير من أنظمة الصحافة في العالم‪ ،‬وهي تدين‬
‫بوجودها للحكومة‪ ،‬وتعمل لدعم السلطة التي منحتها حق البقاء‪ ،‬وحرية وسائل اإلعالم في ظل هذه النظرية توجد‬
‫بالقدر الذي‬
‫‪1‬‬
‫تسمح به القيادة الوطنية في أي وقت‪.‬‬

‫_______________________________________________________________________‬
‫د‪ .‬عبد الرحمن بن محمد بن عبد اهلل الصالح ‪ ،‬حرية اإلعالم في ظل األنظمة السلطوية" ‪،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪ ، 2014 ،‬ص‬ ‫‪.1‬‬
‫‪. 20-15‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حرية اإلعالم في النظرية الشيوعية‬
‫تعريف النظرية الشيوعية‪:‬‬
‫هي نظرية سياسية واقتصادية تهدف إلى إقامة مجتمع ال طبقي ُي لغى فيه الملكية الفردية لوسائل اإلنتاج وُتصبح‬
‫ملكية جماعية‪.‬‬
‫شهد الربع األول من القرن العشرين ميالد نظرية الصحافة الشيوعية‪ ،‬ويعتبر كارل ماركس األب الشرعي لهذه‬
‫النظرية متأثرا بفلسفة زميله األلماني جورج هيجل‪ .‬وترتكز هذه النظرية على أن وظائف وسائل‬
‫اإلعالم في المجتمع الشيوعي‪ -‬كما يقول كارل ماركس‪ -‬هي نفسها وظائف الجهاز الحاكم وهى بقاء وتوسع النظام‬
‫االشتراكي‪ ،‬وان هذه الوسائل يجب أن توجد لنشر السياسة االشتراكية‪ ،‬وفى ظل هذه النظرية فإن وسائل اإلعالم‬
‫الجماهيرية تعتبر أدوات للحكومة وجزءا ال يتجزأ من الدولة‪ ،‬والدولة يجب أن تملك وتقوم بتشغيل هذه الوسائل‪،‬‬
‫والحزب الشيوعي هو الذي يقوم بالتوجيه‪ ،‬وتسمح النظرية الشيوعية بالنقد الذاتي مثل الحديث عن الفشل في تحقيق‬
‫األهداف الشيوعية‪.‬‬
‫وتستند النظرية الشيوعية إلى فرضية أن وسائل اإلعالم يجب أن تعمل دائما من أجل األفضل‪ ،‬واألفضل عادة هو‬
‫ما تقوله القيادة ويكون متماشيا بطبيعة الحال مع خط النظرية الماركسية‪ ،‬وعلى ذلك فإن كل ما تفعله وسائل اإلعالم‬
‫كي تدعم وتساهم في إنجاح الشيوعية يعتبر أخالقيا في حين أن كل ما تفعله لعرقلة اإلنجاز الشيوعي يعتبر غير‬
‫أخالقي‪.‬‬
‫وتقوم هذه النظرية على عدة أسس هي‪:‬‬
‫‪ -‬أن وسائل اإلعالم يجب أن تخدم مصالح الطبقة العاملة وتكون تحت سيطرتها‪.‬‬
‫‪ -‬حظر الملكية الفردية للصحف ووسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬من حق المجتمع فرض الرقابة واإلجراءات والقيود القانونية لمنع نشر أية أفكار ضد االشتراكية ومن حق‬
‫المجتمع أن يعاقب الصحفيين‪.‬‬
‫وقد استخدمت النظرية الشيوعية مفردات كثيرة كشعارات تكافؤ الفرص والمساواة والعدالة االجتماعية والتقدم‬
‫الثقافي ورفع االستغالل عن طبقات الشعب العامل‪ ،‬ولقد ثبت عند التطبيق أن بعض تلك المفردات ظلت مجرد‬
‫شعارات إعالمية‪.‬‬
‫وبانهيار الشيوعية وسقوط االتحاد السوفياتي في عام ‪ 1989‬على يد الرئيس السوفياتي ميخائيل خورباتشوف‪ ،‬تلقى‬
‫النظرية الشيوعية في اإلعالم المصير نفسه بعد أن تكشف كيف أخفت وسائل اإلعالم في ظل‬
‫هذه النظرية الكثير من المعلومات عن الجماهير نتيجة للقيود الصارمة التي كانت مفروضة عليها‪ .‬وأن ساهم‬
‫الباحثون الذين تبنوا هذه النظرية في نقد أوضاع الصحافة في الغرب وتحليل أوضاع وسائل اإلعالم الغربية بمنهج‬
‫‪1‬‬
‫نقدي‪.‬‬
‫_______________________________________________________________________‬
‫المؤلف‪ :‬لينين ‪ ،‬المبادئ األساسية لالشتراكية والشيوعية" ‪ ،‬دار التقدم‪ ،‬موسكو‪ ،‬روسيا ‪ ، 1975،‬ص‪. 125-120‬‬ ‫‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حرية اإلعالم في النظرية الليبرالية‬


‫تعريف النظرية الليبرالية‪:‬‬
‫هي نظرية سياسية واقتصادية تؤمن بحرية الفرد وحقوقه األساسية‪ ،‬بما في ذلك حرية التعبير وحرية الصحافة‪.‬‬
‫تعود هذه النظرية بشكل أساسي إلى عصر النهضة األوربية‪ ،‬وبالتحديد القرنين الثامن عشر والتاسع عشر‪ ،‬حيث‬
‫بلور عدد من المفكرين األوربيين الكثير من المبادئ التي تحدت األفكار السلطوية التي سادت حتى بداية عصر‬
‫النهضة األوربية‪ ،‬وكان من أبرزهم المفكر اإلنجليزى جون ميلتون الذي كتب عام ‪ 1664‬يقول ‪ " :‬إن حرية النشر‬
‫بأي واسطة ومن قبل أي شخص مهما كان اتجاهه الفكري‪ ،‬هي حق من الحقوق الطبيعية لجميع‬
‫البشر‪ ،‬وال نستطيع أن نقلل من حرية النشر بأي شكل وتحت أي عذر" كما شارك جون لوك في بلورة عدد من‬
‫األفكار حول الحرية التي عرفها بأنها الحق في فعل أي شيء تسمح به القوانين‪ .‬وكان لوك قد قدم إلى البرلمان‬
‫اإلنجليزى بيانا هاجم فيه تقييد حرية الصحافة عام ‪ ، 1665‬واضطر البرلمان في ذلك الوقت إللغاء قانون كان قد‬
‫قام بإصداره لفرض الرقابة الوقائية على الصحف‪.‬‬
‫لكن االنتصار األول للنظرية الليبرالية على النظرية السلطوية أو نظرية السلطة لم يتحقق إال خالل القرن الثامن‬
‫عشر حين أصدر البرلمان البريطاني قرارا أكد على حظر أية رقابة مسبقة على النشر‪ ،‬كما أباح لألفراد إصدار‬
‫الصحف دون الحاجة إلى الحصول على ترخيص من السلطة‪ ،‬وقد جاء هذا نتيجة ألفكار المفكر‬
‫اإلنجليزي بالكستون الذي أكد على أن حرية الصحافة ضرورية لوجود الدولة الحرة‪ ،‬وذلك يتطلب عدم‬
‫وجود رقابة مسبقة على النشر‪ ،‬وإ ن كان من الممكن أن يتعرض الصحفي للعقاب بعد النشر إذا تضمن هذا النشر‬
‫جريمة‪ ،‬كما أن كل إنسان حر في أن ينشر ما يشاء على الجمهور‪ ،‬ومنع ذلك هو تدمير لحرية الصحافة‪.‬‬
‫وقد جاء دستور الواليات المتحدة األمريكية ليحظر بشكل كامل تدخل الدولة في مجال حرية الصحافة حيث نص‬
‫على أنه يحظر على الكونجرس أن يصدر أي قانون يقيد حرية التعبير والصحافة‪ .‬وتقوم أفكار المفكرين الليبراليين‬
‫على أسس هي عكس أفكار السلطويين تماما فهم يثقون في الجماهير‪ ،‬ويعتقدون أنه البد من تقديم‬
‫كل أنواع المعلومات واألفكار للجمهور‪ ،‬كما اعتبروا أن النقد الحر ضرورة لتحقيق الرفاهية والتقدم‪ ،‬وأن الجماهير‬
‫مجتمعة أو أغلبيتها تستطيع اتخاذ القرارات‪ ،‬وأن هذه القرارات التي تتخذ بواسطة األغلبية تكون دائما أقرب إلى‬
‫الحقيقة‪ ،‬وهذه الثقة بالجماهير تتعلق بشكل مباشر بوسائل اإلعالم‪ ،‬حيث تقوم هذه الوسائل بإعطاء المعلومات‬
‫للجمهور مما يجعل أفراد الجمهور قادرين على انتخاب ممثليهم وتوجيههم وتغييرهم عندما يكون ذلك ضروريا‪.‬‬
‫ويحدد المفكر اإلعالمي السويدي دينيس ماكويل العناصر الرئيسية لنظرية الحرية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن النشر يجب أن يكون حرا من أية رقابة مسبقة‪.‬‬
‫‪-2‬أن مجال النشر والتوزيع يجب أن يكون مفتوحا ألي شخص أو جماعة ومن حق األفراد والجماعات أن يمتلكوا‬
‫صحفا وغيرها من وسائل اإلعالم دون الحصول على ترخيص مسبق من السلطة‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن النقد الموجه إلى أية حكومة أو حزب سياسي أو مسئول رسمي يجب أال يكون محال للعقاب حتى بعد النشر‪.‬‬
‫‪ -4‬أال يكون هناك أي نوع من اإلكراه أو االلتزام بالنسبة للصحفي‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم وجود أي نوع من القيود على جمع المعلومات للنشر بالوسائل القانونية‪.‬‬
‫‪ -6‬أال يكون هناك أي قيد على تلقى أو إرسال المعلومات عبر الحدود القومية‪.‬‬
‫‪ -7‬يجب أن يتمتع الصحفيون باالستقالل المهني داخل مؤسساتهم الصحفية‪.‬‬
‫وقد ساهمت النظرية الليبرالية بشكل كبير في تحرير الصحافة من سيطرة الدولة فأنهت وجود الكثير من القيود التي‬
‫تفرضها السلطة على الصحافة‪ ،‬واستطاعت دول الشمال ‪ -‬أوروبا والواليات المتحدة األمريكية ‪ -‬أن تتمتع خالل‬
‫القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين بقدر كبير من التعددية والتنوع في مجال الصحافة واستطاعت‬
‫الصحافة أن تدير في هذه المجتمعات مناقشة حرة بين كافة االتجاهات السياسية‪ ،‬وأن تنقل هذه المناقشات إلى‬
‫الجماهيروهو ما أسهم في تقدم هذه المجتمعات وزيادة حيويتها‪.‬‬
‫لكن المشكلة أن أوضاع الصحافة في أوروبا وأمريكا خالل النصف الثاني من القرن العشرين ابتعدت بشكل كبير‬
‫عن تلك األفكار الليبرالية‪ ،‬فتناقصت تعددية الصحف وقل تنوعها‪ ،‬نتيجة لتزايد ظاهرة االحتكار والتركيز في ملكية‬
‫وسائل اإلعالم وقلت بالتالي قدرتها على القيام بوظائفها في الوفاء بحق الجماهير في المعرفة‪ ،‬وإ دارة المناقشة الحرة‬
‫في المجتمع ونقلها للجماهير‪ .‬وقد لعب تزايد االتجاه إلى االحتكار والتركيز في ملكية الصحيفة دورا أساسيا‬
‫في تعريض هذه النظرية للنقد من كافة االتجاهات السياسية‪ ،‬فلم تعد مفاهيم هذه النظرية قادرة على توفير حق‬
‫التعبير للصحفيين والجمهور‪ ،‬كما أصبحت قاصرة على تقرير الحق في امتالك وسائل اإلعالم بدون تدخل من‬
‫الحكومة‪ ،‬ورفض بعض الباحثين التعريف الغربي لحرية الصحافة بمعنى عدم تدخل الحكومة في شئونها؛ باعتباره‬
‫تعريفا غير كاف إذ يعطى الحرية فقط لمجموعة من مالك وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫ويرى بعض الباحثين أن أوضاع الصحافة واإلعالم في الدول الغربية بشكل عام والواليات المتحدة األمريكية بشكل‬
‫خاص قد ابتعدت عن مبادئ النظرية الليبرالية وأن السوق اإلعالمية لم تعد حرة أو قادرة على توفير الفرص‬
‫المتكافئة للتعبير الحر عن كل األفراد ووجهات النظر وتغطية األخبار من مصادر متعددة ومتنوعة‪.‬‬
‫وبرزت رؤية أخرى حتى من جانب المؤمنين بهذه النظرية تقول" الصحافة وحرية التعبير ال يمكن ضمانها إال في‬
‫حالة إبعاد إنتاج األفكار وتوزيعها عن السيطرة الرأسمالية من ناحية والسيطرة البيروقراطية السياسية من ناحية‬
‫‪1‬‬
‫أخرى" ‪.‬‬
‫_____________________________________________________________________‬
‫د‪ .‬محمد الضاوي ‪ ،‬حرية اإلعالم في الدول الديمقراطية" ‪،‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪ ، 2012 ،‬ص ‪.105-100‬‬ ‫‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مقارنة بين حرية اإلعالم في النظريات الثالث‬


‫المطلب األول‪ :‬أوجه التشابه بين حرية اإلعالم في النظريات الثالث‪.‬‬
‫ضرورة حرية التعبير‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ُتجمع النظريات الثالث‪ ،‬السلطوية والشيوعية والليبرالية‪ ،‬على ضرورة حرية التعبير كحق أساسي لإلنسان‪.‬‬
‫‪ .2‬أهمية اإلعالم في نشر المعلومات‪:‬‬
‫ُتؤكد النظريات الثالث على أهمية اإلعالم في نشر المعلومات وتوعية المجتمع‪.‬‬
‫‪ .3‬دور اإلعالم في مراقبة الحكومة‪:‬‬
‫ُتقر النظريات الثالث بدور اإلعالم في مراقبة عمل الحكومة ومحاسبتها‪.‬‬
‫‪ .4‬تعزيز الشفافية والمساءلة‪:‬‬
‫ُتساهم حرية اإلعالم في تعزيز الشفافية والمساءلة في المجتمع‪.‬‬
‫‪ .5‬مكافحة الفساد‪:‬‬
‫يمكن لحرية اإلعالم أن ُتساهم في مكافحة الفساد من خالل كشف الممارسات الخاطئة‪.‬‬
‫‪ .6‬تعزيز المشاركة السياسية‪:‬‬
‫ُتساعد حرية اإلعالم في تعزيز المشاركة السياسية من خالل إتاحة المجال للتعبير عن مختلف اآلراء‪.‬‬
‫‪ .7‬تنمية المجتمع‪:‬‬
‫تلعب حرية اإلعالم دوًر ا هاًم ا في تنمية المجتمع من خالل نشر الوعي والثقافة‪.‬‬
‫‪ .8‬احترام التنوع الثقافي‪:‬‬
‫ُتؤكد النظريات الثالث على أهمية احترام التنوع الثقافي في حرية اإلعالم‪.‬‬
‫‪ .9‬ضرورة وجود قوانين تنظم حرية اإلعالم‪:‬‬
‫ُتجمع النظريات الثالث على ضرورة وجود قوانين تنظم حرية اإلعالم لمنع إساءة استخدامها‪.‬‬
‫‪ .10‬أهمية األخالقيات المهنية في اإلعالم‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ُتؤكد النظريات الثالث على أهمية األخالقيات المهنية في اإلعالم لضمان مصداقية المعلومات‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أوجه االختالف بين حرية اإلعالم في النظريات الثالث‪.‬‬
‫دور الدولة في حرية اإلعالم‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫النظرية السلطوية‪ُ :‬تسيطر الدولة على اإلعالم بشكل كبير وتستخدمه لنشر الدعاية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النظرية الشيوعية‪ُ :‬تسيطر الطبقة العاملة على اإلعالم‪ ،‬لكن تظل الدولة ُتمارس بعض الرقابة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النظرية الليبرالية‪ُ :‬تسمح بحرية أكبر في اإلعالم‪ ،‬مع دور محدود للدولة في تنظيمه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫______________________________________________________________________‬
‫د‪ .‬جوناثان بيرنشتاين ‪ ،‬حرية التعبير في العالم ‪ ،‬دار جامعة أكسفورد‪ ،‬المملكة المتحدة ‪ ، 2018 ،‬ص ‪.110-100‬‬ ‫‪.1‬‬

‫حرية التعبير‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫النظرية السلطوية‪ :‬قيود كبيرة على حرية التعبير‪ ،‬خاصًة على المعارضة السياسية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النظرية الشيوعية‪ :‬حرية التعبير محدودة للطبقة العاملة‪ ،‬مع قمع أي أفكار معارضة للنظرية الشيوعية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النظرية الليبرالية‪ :‬حرية كبيرة في التعبير‪ ،‬مع بعض القيود على خطاب الكراهية والتحريض على العنف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫نشر المعلومات‪:‬‬ ‫‪.3‬‬


‫النظرية السلطوية‪ُ :‬تسيطر الدولة على نشر المعلومات‪ ،‬وتمنع نشر أي معلومات ُتعتبر ُم ضرة للنظام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النظرية الشيوعية‪ُ :‬تسيطر الطبقة العاملة على نشر المعلومات‪ ،‬مع بعض القيود على نشر المعلومات التي ُتعتبر‬ ‫‪‬‬

‫ُم خالفة للنظرية الشيوعية‪.‬‬


‫النظرية الليبرالية‪ :‬حرية كبيرة في نشر المعلومات‪ ،‬مع بعض القيود على نشر المعلومات المضللة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تمويل اإلعالم‪:‬‬ ‫‪.4‬‬


‫النظرية السلطوية‪ :‬تمول الدولة بشكل رئيسي وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النظرية الشيوعية‪ :‬تمول الدولة بشكل رئيسي وسائل اإلعالم‪ ،‬مع وجود بعض وسائل اإلعالم الخاصة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النظرية الليبرالية‪ :‬تمول بشكل رئيسي من خالل اإلعالنات واالشتراكات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ملكية وسائل اإلعالم‪:‬‬ ‫‪.5‬‬


‫النظرية السلطوية‪ :‬تملك الدولة معظم وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النظرية الشيوعية‪ :‬تملك الدولة معظم وسائل اإلعالم‪ ،‬مع وجود بعض وسائل اإلعالم الخاصة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النظرية الليبرالية‪ :‬تملك القطاع الخاص معظم وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مسؤولية وسائل اإلعالم‪:‬‬ ‫‪.6‬‬


‫النظرية السلطوية‪ُ :‬تحاسب وسائل اإلعالم على نشر أي معلومات ُتعتبر ُم ضرة للنظام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النظرية الشيوعية‪ُ :‬تحاسب وسائل اإلعالم على نشر أي معلومات ُتعتبر ُم خالفة للنظرية الشيوعية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫النظرية الليبرالية‪ُ :‬تحاسب وسائل اإلعالم على نشر المعلومات المضللة أو التحريض على العنف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫_______________________________________________________________________‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص رقم الصفحة‪120-110 :‬‬ ‫‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم حرية اإلعالم في ظل النظريات الثالث‪.‬‬

‫السلبيات‬ ‫اإليجابيات‬ ‫النظريات‬


‫قمع حرية التعبير‪.‬‬ ‫استقرار النظام السياسي‪.‬‬ ‫النظرية السلطوية‬
‫منع نشر المعلومات الُم خالفة للنظام‪.‬‬ ‫حماية األمن القومي‪.‬‬
‫غياب الشفافية والمساءلة‪.‬‬ ‫تعزيز الوحدة الوطنية‪.‬‬
‫قمع حرية التعبير للطبقات األخرى‪.‬‬ ‫ضمان حرية التعبير للطبقة العاملة‪.‬‬ ‫النظرية الشيوعية‬
‫منع نشر المعلومات الُم خالفة للنظرية الشيوعية‪.‬‬ ‫تعزيز المساواة االجتماعية‪.‬‬
‫سيطرة الدولة على اإلعالم‪.‬‬ ‫نشر الوعي بين الطبقة العاملة‪.‬‬
‫انتشار المعلومات المضللة‪.‬‬ ‫ضمان حرية التعبير للجميع‪.‬‬ ‫النظرية الليبيرالية‬
‫إمكانية استخدام اإلعالم لنشر الكراهية‬ ‫نشر المعلومات بشكل حر دون قيود‪.‬‬
‫والعنصرية‪.‬‬ ‫تعزيز الشفافية والمساءلة‪.‬‬
‫صعوبة التحكم في محتوى اإلعالم‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫في الختام‪ ،‬حرية اإلعالم تعد حقًا أساسيًا يساهم في بناء مجتمعات ديمقراطية ومستنيرة‪ .‬من خالل تمكين األفراد‬
‫والمجتمعات من التعبير عن آرائهم والوصول إلى المعلومات بحرية‪ ،‬يمكن تعزيز الشفافية والمساءلة وتعزيز حقوق‬
‫اإلنسان‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب أن يتمتع اإلعالم بالمسؤولية والموضوعية في ممارسة دوره‪ ،‬ويجب أن توجد بيئة قانونية‬
‫وسياسية تحمي حرية اإلعالم وتدعم التنوع والحرية في الرأي‪.‬‬
‫نظًر ا لتعدد النظريات المختلفة حول حرية اإلعالم‪ ،‬فإنه من المهم أن نفهم ونحترم التنوع والتعدد في وجهات‬
‫النظر‪ .‬يمكن للنقاش المفتوح والمستنير أن يساهم في تطوير نماذج أفضل لحرية اإلعالم وتعزيزها في مجتمعاتنا‪.‬‬
‫في النهاية‪ ،‬حرية اإلعالم تجسد قوة المعرفة وحق الناس في المعرفة والتعبير‪ .‬إنها تمثل ركيزة أساسية لبناء‬
‫مجتمع عادل وديمقراطي‪ ،‬حيث يمكن لألفراد المشاركة بحرية وتأثير في صنع القرارات وتشكيل المستقبل‪.‬‬

‫_______________________________________________________________________‬
‫د‪ .‬عبد القادر ياسين ‪ ،‬نظرية اإلعالم‪ :‬مدخل تحليلي" ‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪ ، 2010 ،‬ص‪. 160-150‬‬ ‫‪.1‬‬

‫المراجع ‪:‬‬
‫د‪ .‬جوناثان بيرنشتاين ‪ ،‬حرية التعبير في العالم ‪ ،‬دار جامعة أكسفورد‪ ،‬المملكة المتحدة ‪. 2018 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫د‪ .‬عبد الرحمن بن محمد بن عبد اهلل الصالح ‪ ،‬حرية اإلعالم في ظل األنظمة السلطوية" ‪،‬دار عالم الكتب‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪.2014 ،‬‬
‫د‪ .‬عبد القادر ياسين ‪ ،‬نظرية اإلعالم‪ :‬مدخل تحليلي" ‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪.2010 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫لينين ‪ ،‬المبادئ األساسية لالشتراكية والشيوعية" ‪ ،‬دار التقدم‪ ،‬موسكو‪ ،‬روسيا ‪. 1975،‬‬ ‫‪‬‬
‫د‪ .‬محمد الضاوي ‪ ،‬حرية اإلعالم في الدول الديمقراطية" ‪،‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪. 2012 ،‬‬ ‫‪‬‬

You might also like