You are on page 1of 17

‫بحث حول‬

‫المنهج الجدلي‬

‫تحت إشراف‬
‫الدكتور‪ :‬محمد‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – سال‬
‫الماستر المتخصص‪ :‬تدبير الموارد البشرية والمالية لإلدارة‬

‫من إعداد الطلبة‪:‬‬

‫حفيظ مينو‬ ‫عبد الحميد آيت أها‬ ‫عبد الغني جرف‬ ‫مراد لكحل‬
‫المبحث الرابع‬ ‫المبحث الثالث‬ ‫المبحث الثاني‬ ‫المبحث األول‬
‫مــــقــــــدمـــــــــة ‪:‬‬
‫المناهج هي الوسيلة أو األداة التي يمكن بواسطتها محاولة الوصول إلى الحقيقة‪ ،‬وهو‬
‫خاص بالجواب عن السؤال "كيف" وبالتالي ينصب حتما على مشكلة التفسير التي تثير‬
‫مشاكل عدة على مستوى المفاهيم المستعملة وأغراضها المتنوعة أثناء نمو البحث‬
‫ونوعيته واألساليب المتوخاة‪.‬‬
‫وتختلف الطرق المنهجية المستخدمة من دراسة إلى أخرى باختالف موضوع البحث‬
‫وطبيعته وكذا الحقل المعرفي الذي ينتمي إليه‪ .‬ومن بين تلك المناهج المنهج الجدلي الذي‬
‫نحن بصدد محاولة التعرف عليه‪ .‬فيمكن تحديد أهمية هذا الموضوع في أربعة نقاط‬
‫أساسية األولى سنسعى من خاللها تعريف المنهج الجدلي من جميع الجوانب‪ ،‬ثم تكوينه‬
‫التاريخي أما النقطة الثانية فنحدد أقسامه وما تتضمنه من عناصر ومواد وأدوات ‪ ،‬ثم‬
‫الثالثة نتناول قوانينه وخصائصه‪ ،‬فالنقطة الرابعة سنخصصها لمدى تطبيقاته ودوره‬
‫الحيوي في مجال العلوم االجتماعية عامة والعلوم القانونية خاصة‪.‬‬
‫خطة البحث‬
‫المبحث االول ‪ :‬تعريف المنهج الجدلي وتكوينه التاريخي‬
‫المطلب االول ‪ :‬تعريفه‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تكوينه التاريخي‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أقسامه‬
‫المطلب االول ‪ :‬المنهج الجدلي القديم‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المنهج الجدلي الحديث‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬قوانينه وخصائصه‬
‫المطلب االول ‪ :‬قوانينه‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬خصائصه‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬تطبيقاته و دوره الحيوي في مجال العلوم االجتماعية عامة و العلوم القانونية خاصة‬
‫المطلب االول ‪ :‬تطبيقاته في مجال العلوم االجتماعية عامة و العلوم القانونية خاصة‬
‫المبحث االول ‪ :‬مفهوم المنهج الجدلي‬
‫المطلب االول ‪ :‬المنهجية والمنهج‬
‫الفرع األول‪ :‬المنهجية‬
‫الدكتور محمد المكلف أشار في محاضرته األولى على أن المنهجية مصطلح محدث رائج في الدراسات العليا خاصة‪ ،‬بمعنى العلم الذي يبين كيف يجب أن يقوم الباحث ببحثه‪ ،‬أو هي الطريقة التي يجب أن يملكها‬
‫الباحث منذ عزمه على البحث وتحديد موضوع بحثه حتى االنتهاء منه‪ ،‬أو ِلنقل هي مجموعة اإلرشادات والوسائل والتقنيات التي تساعده في بحثه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المنهج‬
‫من الناحية الموضوع‪ :‬يعرف المنهج من ناحية الموضوع بأنه الطريق الذي يؤدي إلى الكشف عن حقيقة معينة‪ .‬ويكون ذلك عن طريق مجموعة من القواعد والوسائل التي يتبعها الباحث للوصول إلى هذه الحقيقة‪.‬‬
‫من الناحية الشكلية‪ :‬المنهج هو اإلطار الذي توضع فيه البيانات والمعلومات والتي يتم تنظيمها والتعامل معها وفقًا لقواعد وإجراءات معينة‪.‬‬
‫ويقدم المعجم الفلسفي تعريفًا للمنهج بأنه‪" :‬وسيلة محددة ُت وصل إلى غاية معينة" وُيعرف “ بتل “ المنهج بصفة عامة على ” أنه الترتيب الصائب للعمليات العقلية التي نقوم بها بصدد الكشف عن الحقيقة والبرهنة عليها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تحديد مفهوم الجدل‬
‫الفرع األول ‪ :‬الجدل في اللغة‬
‫الجدل في اللغة حسب معجم المعاني الجامع من جَد َل يجُد ل َج ْد ًال‪ ،‬اسم فاعله جاِد ل‪ ،‬أي اشتدت خصومته‪ ،‬نقول جادله مجادلة وجداال ناقشه وخاصمه ‪ ،‬بمعنى أن الجَد ُل هي طريقة في المناقشة واالستدالل‪ .‬ابن منظور‬
‫في معجمه يعرف اللفظ بأنه هو طريٌق وَن ـْهــٌج َب ــِّيــٌن واِض ٌح‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الجدل في القرآن الكريم‬
‫ُك‬ ‫ْأ‬ ‫َل‬ ‫َث‬ ‫ْك‬‫َأ‬ ‫ْل‬ ‫ُن‬ ‫ُل‬
‫ورد المصطلح في القرآن في آيات مختلفة حيث يقول سبحانه في سورة هود اآلية ‪َ" 23‬ق ا وا َي ا وُح َقْد َج اَد َتَن ا َف ْر َت ِج َدا َن ا َف ِتَن ا ِبَم ا َت ِع ُد َن ا ِإن نَت ِمَن الَّصاِدِقيَن " بمعنى أن قوم نوح قالوا له قد نصحتنا بعد نقاش‪،‬‬
‫ودعوتنا إلى أمر‪ ،‬لم يتبين لنا ‪ ،‬فنريد منك أن تبينه لنا وتبرهن عليه بحجة‪.‬‬
‫َأ‬
‫ويقول تعالى في اآلية ‪ 125‬من سورة النحل " اْد ُع ِإَلٰى َس ِبيِل َر ِّب َك ِباْلِح ْك َمِة َو اْلَم ْو ِع َظ ِة اْلَح َس َن ِةۖ َو َج اِد ْلُهم ِباَّلِتي ِهَي ْح َس ُن " ويفسر أغلب المفسرين هذه اآلية التي ال تحتاج الى تفسير فهي واضحة من ألفاظها وسياق‬
‫نزولها " ادع – هللا مخاطبا الرسول ‪ -‬إلى دين اإلسالم أنت ومن اتبعك من المؤمنين بما تقتضيه حال المدعو وفهمه وانقياده‪ ،‬وجادلهم بالنصح وبالطريقة التي هي أحسن قواًل وفكًر ا وتهذيًبا‪".‬‬
‫من هنا يمكن أن نستنتج أن الجدل في القرآن يعني طريقة مناقشة ومنازلة الخصوم باالستعانة ببراهين القرآن مع توظيف القول الحسن والتهذيب في ايصاله‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬مدلول الجدل قديما وحديثا‬
‫الجدل ‪ ،‬ديالكتيك‪ Dialectics:‬كلمة أخذت من الفلسفة اإلغريقية وتعني لغويا‪" :‬المحادثة أو الحوار" وهي تعبر عن صراع األفكار المتناقضة‪ ،‬واصطالحا تعرف على أنها‪" :‬فن إدارة الحوار والمناقشة أو حوار يرتفع‬
‫به العقل من المحسوس إلى المعقول‪ ،‬أو استدالل ينطلق من المتناقضات ليصل إلى عملية تركيبة"‪.‬‬
‫أما حديثا‪ ،‬فلها معنيين‪ :‬األول عام مدلوله أن الجدل‪" :‬علم يتناول القوانين العامة التي تتحكم في سير الطبيعة وتطورها في المجتمع وتحوالته"‪ .‬أما الثاني‪ ،‬فهو خاص ومعناه‪" :‬المنهج الذي يدرس التناقضات والتفاعالت‬
‫والتداخالت المتبادلة القائمة في ماهية األشياء ويؤكد على مبدأ التطور الذاتي لألشياء"‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تعريف المنهج الجدلي‬
‫من خالل التعريفات السابقة يمكن تعريف المنهج الجدلي على أنه عبارة عن طريقة في التفكير وفي البحث العلمي التي تدرس العالقات المتبادلة في التأثير ما بين الظواهر المختلفة‪.‬‬
‫وقد ظهر المنهج الجدلي منذ اإلغريق على يد الفيلسوف اليوناني (هيراقليطس) حيث استعمله فريق في دراستهم لألشياء والظواهر الطبيعية فقط ولم يظهر كمنهج علمي يتم بواسطته دراسة وتحليل الظواهر إال على يد‬
‫هيجل أوائل القرن الثامن عشر‪ ،‬والذي يرى ان الجدل حركة عقلية تؤدي إلى زوال عزلة الحدين المتعارضين واندماجهما في وحدة أعلى‪ ،‬لكن كارل ماركس قد عارض هذا المنهج الهيجلي بصراحة حيث يقول "أن‬
‫منهجي الجدلي ليس فقط مختلفا اختالفا جوهريا عن المنهج الجدلي الهيجلي بل هو نقيضه المباشر"‪ ،‬ولهذا يمكننا القول بأن فلسفة هيجل الجدلية المثالية قد تحولت في مضمونها الماركسي إلى جدلية مادية مضادة‪،‬‬
‫تنطلق من أولوية المادة الطبيعية او الواقع الموضوعي واعتبار الوعي صفة لها‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬نشأة المنهج الجدلي‬
‫المطلب األول‪ :‬المنهج الجدلي عند فالسفة االغريق‬
‫تطرقنـا في الفـرع الثـالث من المطلب الثـاني أعاله على أن ديالكتيـك (الجدليـة) كلمـة أخـذت من الفلسـفة اإلغريقيـة‪،‬‬
‫بمعـنى أن المنهج الجـدلي ُاعتمـد كطريقـة استقصـاء عنـد اإلغريـق‪ ،‬الفيلسـوف هـيراقليتوس يعتـبر أهم رواد هـذا المنهج‪،‬‬
‫ويعتـبر أول من صـاغ أسـاس نظريـة الـديالكتيك عنـدما اكتشـف وأعلن أن كـل شـيء يتحـرك وكـل شـيء يجـري وكـل شـيء‬
‫يتغـير‪ .‬في نفس الفـترة أي في القـرن الخـامس قبـل الميالد كـان فيلسـوف آخـر أعتـبر األب الـروحي لهـذا المنهج الـذي بين‬
‫أيـدنا وهـو الفيلسـوف زينـون الملقب بـأبو الجـدل‪ ،‬حيث اعتـبره أرسـطو مؤسـس علم الجـدل‪ ،‬حيث أنـه كـان ُيسـلم بإحـدى‬
‫قضايا خصومه ويستنتج منها نتيجتين متناقضتين ويثبت بذلك ضعفها وبطالنها‪.‬‬
‫بعـد هـيراقليتوس وزينـون جـاء الفيلسـوف أفالطـون ليسـتكمل أركـان المنهج الجـدلي‪ ،‬حيث اعتـبره األخـير أنـه ال يمكن‬
‫حصـول المعرفـة عنـد أفالطـون بمعـزل عن نظريـة المثـل‪ ،‬وهـذا يسـتلزم المنهج الجـدلي العقلي‪ .‬يعـني حسـب أفالطـون‬
‫المنهج المـذكور ليس فكـرة ذهنيـة مجـردة‪ ،‬بـل لـه وجـود حقيقي ال يـدرك إّال بـالتعقل‪ .‬هـذا المنهج الـذي رسـمه أفالطـون في‬
‫محـاورات عديـدة‪ ،‬ورغم اإلشـكاالت الـتي تطرحهـا نظريـة المثـل‪ ،‬إّال أن هـذه النظريـة تعـد أسـاس فلسـفة أفالطـون‪ ،‬فهي‬
‫الـتي خلدتـه‪ ،‬وكـانت سـببا في اسـتمرار فلسـفته‪ ،‬فضـلت تنبض بالحيـاة وتتطـور بشـأنها التفسـيرات‪ ،‬وتلهفت عقـول إلدراك‬
‫هـذه المثـل وتمحيصـها ونقـدها أو إبطـال وجودهـا أساسـا بفضـل المنهج الجـدلي‪ .‬ومن هنـا تـبرز أهميـة هـذا المنهج في‬
‫تحقيق المعرفة‪ .‬من هنا يمكن القول أن المنهج الجدلي يعتبر منهجا قديما في فلسفته وأسسه وفرضياته‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المنهج الجدلي في الفلسفة الحديثة‬
‫الفرع األول ‪ :‬المنهج الجدلي الهيكيلي‬
‫يمكن القـول بـأن الفيلسـوف األلمـاني فريـدريك هيغـل هـو واضـع أسـس المنهج الجـدلي في الفكـر والفلسـفة الحديثـة‪ ،‬حيث‬
‫اعتمـد في بنـاءه على مصـادر متنوعـة‪ ،‬حسـب كتـاب المنهج الجـدلي عنـد هيكـل للكـاتب إمـام عبـد الفتـاح إمـام في فصـله الثـاني‬
‫من البـاب األول‪ ،‬يبـدوا بجالء أن هيكـل اسـتفاد من كـل مـا سـبقه في معاجلـة المنهج الجـدلي‪ ،‬من الالهـوت‪ ،‬ومن فالسـفة‬
‫اإلغريـق المـذكورين أعاله وغـير المـذكورين كجورجيـاس وسـقراط‪ ،‬وأيضـا اعتمـد على الفالسـفة الحـديثين كاسـبينوزا‬
‫وإيمانويـل كانـط‪ ،‬لـذلك فهـو يعتـبر بحـق رائـد المنهج الجـدلي‪ ،‬ويـرى أنـه إذا كـانت العلـوم والرياضـيات لهـا منهجهـا الخـاص‬
‫وهـو المنهج التجريـبي والمنهج الرياضـي فـإن هـذه المنـاهج ال تصـلح لدراسـة الفلسـفة والفكـر‪ ،‬بـل ال بـد من منهج آخـر‪،‬‬
‫وبالتـالي فقـد انتهى هيغـل إلى رفض هـاذين المنهجين ألنهمـا يفتقـران إلى الضـرورة الـتي ينشـدها العقـل‪ ،‬كمـا أنهمـا مبنيـان‬
‫على فرضيات وقواعد مسلمة ثم يسيران خاضعين لهذا القانون الذي ال يقبل التناقض‪.‬‬
‫أخـير فـإن الـدياليكتيك تطـور تطـورا كبـيرا وبرؤيـة جديـدة على يـد الفيلسـوف هيجـل الـذي بلـور وجسـد تلـك النظريـة وبناهـا‬
‫وصـاغها صـياغة علميـة شـاملة وكاملـة‪ ،‬كمنهج علمي لدراسـة وتحليـل الحقـائق واألشـياء والظـواهر والعمليـات وتفسـيرها‬
‫وتركيبهـا علميـا ومنطقيـا بطريقـة شـاملة ومتكاملـة حيث أن هيجـل هـو الـذي اكتشـف القـوانين والقواعـد والمفـاهيم العلميـة‬
‫للـدياليكتيك والمتمثلـة في قـانون تحـول التبـادالت الكميـة إلى تبـادالت نوعيـة وقـانون وحـدة وصـراع األضـداد‪ ،‬وقـانون نفي‬
‫النفي‪.‬‬
‫من هنـا يمكن القـول أن المنهج الجـدلي حـديثا في اكتمالـه وإتمـام صـياغته وبنائـه كمنهج علمي للبحث والدراسـة والتحليـل‬
‫والتفسير والتركيب والتأليف بطريقة علمية واضحة وناضجة‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المنهج الجدلي في الفلسفة الحديثة‬
‫المنهج الجدلي الماركسي‬

‫انتقـد الفيلسـوف األلمـاني لودفيـغ فوربـاخ النزعـة المثاليـة عنـد هيجـل ونـادى بضـرورة اتسـام‬
‫واتصـاف المنهج الجـدلي بالنزعـة الماديـة حـتى يصـبح موضـوعيا وواقعيـا وعلميـا‪ .‬هنـا قـام كـارل‬
‫مـاركس‪ ،‬وهـو من أنصـار الـدياليكتيك الهيجلي قـام بإعـادة صـياغة هـذه النظريـة‪ ،‬وذلـك بإعـادة‬
‫صــياغة نظريــة الــدياليكتيك صــياغة علميــة عمليــة‪ ،‬فــأبقى عليهــا بكــل نظرياتهــا وأسســها‬
‫وفرضـياتها‪ ،‬ولكن نـزع منهـا الطبيعـة المثاليـة‪ ،‬ألن كـارل مـاركس كـان دومـا معارضـا للفلسـفة‬
‫للمثالية‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أقسام المنهج الجدلي‬
‫المطلب االول ‪ :‬المنهج الجدلي القديم‬
‫المنهج الجدلي القديم هو الذي يعرف في المنطق اليوناني ‍ب (صناعة الجدل)‪ .‬ويعرفه أبو بكر الجرجاني بالقياس المؤَّلف من المشهورات والمسلمات‪ .‬والغرض منه‪:‬‬
‫إلزام الخصم وإفحام من هو قاصر عن إدراك البرهان‪ ،‬ويرتكز على العناصر التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تتألف شخوصه من طرفي الحوار والنقاش‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الطرف المجيب‪ :‬وهو الذي يقف موقف المدافع والمحامي عن أفكاره وآرائه أثناء الهجوم عليه من الطرف الثاني‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الطرف السائل‪ :‬وهو الذي يقف موقف المهاجم والناقد ألفكار وآراء الطرف األول‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تتألف مادته العلمية التي تعتمد في المناقشة والمحاورة من‪:‬‬
‫أ ‪ -‬القضايا المشهورة‪ :‬وهي التي اشتهرت بين الناس واشتهر التصديق بها عند العقالء‪ .‬وتستخدم هنا كمبادئ مشتركة بالنسبة للسائل والمجيب‪.‬‬
‫ب ‪ -‬القضايا المسلمة‪ :‬وهي التي قام التسالم بين الطرفين على صدقها‪ .‬ويختص استخدامها هنا بالسائل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تتألف أدوات الجدل ‪ -‬وهي األوصاف التي ينبغي أن تتوافر في المجيب ‪ -‬من التالي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬معرفته واستحضاره لمختلف القضايا المشهورات التي تتطلبها المجادلة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تمييزه بين معاني األلفاظ المشتركة والمنقولة والمشككة والمتواطئة والمتباينة والمترادفة‪ ،‬وما إليها من أحوال األلفاظ المذكورة في علم المنطق‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تمييزه بين المتشابهات بما يرفع االشتباه بينها‪.‬‬
‫د ‪ -‬القدرة على معرفة الفروق بين األشياء المختلفة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تتألف التعليمات للسائل بما ينبغي أن يتحلى به من أوصاف من التالي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أن يكون على علم بالمواضع التي منها يستخرج المقدمة المشهورة الالزمة له‪ .‬والموضع هو‪ :‬القاعدة الكلية التي تتفرع منها قضايا مشهورة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أن يهيئ في نفسه الطريقة التي يتوسل بها لتسليم المجيب بالمقدمة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬أن ال يصرح بهدفه من إثارة النقاش إال بعد اعتراف وتسليم المجيب بما يريد والتأكد من عدم بقاء أي مجال عنده لإلنكار‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أقسام المنهج الجدلي‬
‫المطلب االول ‪ :‬المنهج الجدلي الجديد‬
‫المنهج الجدلي الجديد يعرف ‍بالمنطق الديالكتيكي وتعني المناقشة عن طريق الحوار‪ ،‬ذلك ألن المادية الجدلية ‪dialectical‬‬
‫‪ - materialism‬في المذهب الماركسي ‪( -‬تذهب إلى القول بأن األشياء كلها تنطوي على جوانب أو مظاهر متناقضة‪ ،‬وبأن‬
‫التوترات والصراعات هي القوة الدافعة التي تحدث التغير) وهو ‪ -‬كما هو معلوم ‪ -‬منطق الفلسفة الماركسية‪.‬‬

‫الماركسية ترى أن هذا المنهج يختلف عن مناهج العلوم المختلفة إذ ييسر الطريق إلى فهم كل الميادين‪ :‬الطبيعة والمجتمع‬
‫والفكر‪ ،‬خالفا لمناهج العلوم المفردة التي ال تعين إال على فهم مجال واحد من مجاالت العلم والعمل‪ .‬وترى أيضا أن منهجهم‬
‫هذا هو المنهج العلمي الوحيد إذا أنه يستند إلى أحدث إنجازات العلم والخبرة اإلنسانية‪ ،‬فهو يرى أن العالم في حركة دائمة وفي‬
‫تجدد مستمر‪ ،‬وليس هناك شئ مطلق‪ ،‬كل ما في الكون يتطور باستمرار‪ ،‬ويتجه في حركته من أدنى إلى أعلى‪.‬‬
‫وحركة الكون وتطوره الدائمان نابعان من التناقضات الكامنة في جميع أجزائه‪ ،‬هذه التناقضات التي تؤدي إلى صراع بين‬
‫الجديد والقديم‪ ،‬صراع ينتهي باالنتصار الحتمي للجديد‪,‬‬
‫فالديالكتيك هو ‪ -‬إذن في نظر كارل ماركس ‪ :-‬علم القوانين العامة للحركة سواء في العالم الخارجي أم الفكر البشري)‬
‫فالديمير لينين تطرق أيضا الى الديالكتيك وأعتبره على أنه "دراسة التناقض في صميم جوهر األشياء" ويوضحه يوسف‬
‫ستالين بقوله‪( :‬إن نقطة االبتداء في الديالكتيك خالفا للميتافيزيا هي وجهة النظر القائمة على أن كل أشياء الطبيعة وحوادثها‬
‫تحتوي تناقضات داخلية‪ ،‬ألن لها جميعا جانبا سلبيا وجانبا إيجابيا‪ ،‬ماضيا وحاضرا‪ ،‬وفيها جميعها عناصر تضمحل أو تتطور‪،‬‬
‫فنضال هذه المتضادات هو المحتوى الداخلي لتحول التغيرات الكمية إلى تغيرات كيفية)‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬قوانينه وخصائصه‬
‫المطلب االول ‪ :‬قوانين المنهج الجدلي‬

‫قام أنصـار النزعـة الماديـة للمنهج الجـدلي (الماركسـيون) بوضـع قـوانين هي بمثابـة آليـات أو مفـاتيح يسـتطيع من خاللهـا البـاحث أن‬
‫يـدخل إلى الظـاهرة ويقـف عنـد أجزائهـا لمراقبـة تحوالتهـا ‪ .‬وهـذه القـوانين الثالث يخضـع لهـا التفكـير الجـدلي جملـة واحـدة ‪ ،‬فهي‬
‫مترابطة‪ ،‬متسلسلة ولصيقة ببعضها البعض إذ ال يمكن فصلها‪ ،‬الانها بمثابة وحدة غير قابلة للتجزئة نعالجها فيما يلي ‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬قانون تحول التغيرات الكمية إلى تغيرات كيفية ‪:‬‬
‫مفـاد هـذا القـانون أن الظـاهرة محـل الدراسـة تتعـرض لتغـيرات في جانبهـا الكمي سـواء بالزيـادة أو النقصـان‪ ،‬وذلـك نتيجـة لتصـارع‬
‫أجزائهـا فيمـا بينهـا إلى أن يصـل هـذا التغيـير الكمي إلى ذروتـه‪ ،‬وهي مـا تعـرف بـالطفرة أو القفـزة النوعيـة‪ ،‬فيحـدث تغـيرا كيفيـا‬
‫مفاجئا‪ ،‬فالتغيرات الكيفية هي نتيجة تغيرات كمية متراكمة وصلت إلى مرحلة حاسمة مفاجئة‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬انخفاض درجة الحرارة التي تحول الماء من سائل إلى ثلج‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع درجة الحرارة التي تحول الماء من سائل إلى بخار‪.‬‬
‫‪ -‬حياة اإلنسان تبدأ من خاليا وهكذا‪.‬‬
‫والميزة األساسية في هذا القانون تكمن في أنه يوضح نشأة التطور أو كيفية حدوث التطور ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬قوانينه وخصائصه‬
‫المطلب االول ‪ :‬قوانين المنهج الجدلي‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬قانون وحدة صراع األضداد وحدة المتناقضات‬
‫يبين هذا القانو ن أن كل ظاهرة تحتوي على عناصر أو أجزاء تتناقض فيما بينها‪ ،‬وهذا األخير يؤدي إلى تغيير طبيعة الظاهرة شكال ومضمونا‪.‬‬
‫وتجـدر اإلشـارة في هـذا الصـدد أن الجـوانب المتناقضـة في الشـيء تفـرض بعضـها على البعض اآلخـر حيث ال يمكن تصـور إحـداها دون األخـرى‪ ،‬هـذا الترابـط العضـوي‬
‫وعدم االنفصال هو ما يعبر عنه بوحدة األضداد‪ .‬فالوحدة أمر ضروري إذ تعتبر شرطا من شروط الصراع‪.‬‬
‫مثال يـرى الماركسـيون أن الملكيـة الفرديـة هي نتـاج صـراع بين القـوى المنتجـة وشـروط اإلنتـاج بعـدما كـانت الملكيـة الجماعيـة هي السـائدة‪ ،‬ليعـود الصـراع من جديـد ليطيح‬
‫بالملكية الفردية وارجع الملكية الجماعية‪.‬‬
‫ميزة هذا القانون أنه يكشف لنا أن مصدر التطور هو الصراع القائم بين أجزاء الظاهرة‪ ،‬ويؤكد على وحدة األضداد‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬قانون نفي النفي ‪:‬‬
‫مفـاد هـذا القـانون أن الصـراع عنـدما يصـل إلى أقصـى درجتـه يـؤدي إلى الوصـول إلى تـركيب جديـد أكـثر رقيـا‪ ،‬فـالتطور يحـدث من خالل نفي الجديـد للقـديم ليس نفيـا مطلقـا‪،‬‬
‫إنما يتخلص من عيوب الظاهرة القديمة ويحافظ على سماتها اإليجابية‪ ،‬فتظهر في صورة مغايرة أرقى وأسمى سرعان ما تدخل مع نقيض جديد وهكذا‪...‬‬

‫مثال‪ :‬تحول المجتمع من تشكيالت اجتماعية واقتصادية بدال من التشكيالت القديمة العبودية‪ ،‬اإلقطاعية‪ ،‬التحول من نظرية الدولة القديمة إلى نظرية الدولة الحديثة‪.‬‬
‫ميزة هـذا القـانون أنـه يكشـف عن اتجـاه التطـور‪ ،‬إذ ال يمكن أن يتطـور أي ميـدان من ميـادين الحيـاة إال إذا تم نفي الدرجـة السـابقة ورفعهـا في ذات الـوقت إلى درجـة جديـدة‬
‫محافظة على كل ما هو إيجابي في القديم‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬خصائص المنهج الجدلي‬
‫يعتبر المنهج الجدلي كباقي المناهج العلمية‪ ،‬تحظى بأهمية ما من حين آلخر‪ ،‬حسب الحقل المعرفي الذي وظفت فيه‪ ،‬وبالتالي فإن لكل منهج خصائصه‬
‫ومجاله العلمي الذي يخدمه‪ ،‬حيث أن بعض المناهج ال يمكنها أن تخدم إال مجاال واحدا دون اآلخر‪ ،‬في حين أن مناهج يمكن تطبيقها في أكثر من مجال‬
‫معرفي واحد‪ ،‬وهذا ما سنحاول مالمسته من خالل التطرق لتطبيقات المنهج الجدلي في العلوم االجتماعية عامة والعلوم القانونية بالخصوص‪ .‬فالمنهج‬
‫الجدلي وكما تمت اإلشارة إليه يرتكز على ثالثة عناصر‪ :‬الطرح (‪ )Thèse‬والطرح المضاد(‪ )Antithèse‬ثم التركيب (‪ ، )Synthèse‬من خاللها‬
‫يمكننا أن نستشف خصائص هذا المنهج ويمكن أن نجملها في ثالث خصائص أساسية هي [‪ ] 1‬أ – أن المنهج الجدلي أو "الديالكتيك" هو منهج علمي‬
‫موضوعي للبحث والتحليل والتركيب والتفسير والمعرفة‪ ،‬فهو يقوم على قواعد وقوانين ومفاهيم علمية موضوعية في تفسير حقائق وطباع األشياء‬
‫والظواهر واألفكار والعمليات‪ ،‬ويظهر أن هذا المنهج مقارنة مع بعض المناهج إنه يتميز بموضوعية علمية‪ ،‬حيث بطرحه لنقيض الطرح لظاهرة ما‪،‬‬
‫فهو يسعى إلى تبيان الحقيقة عن طريق تجاوز أطروحات متعارضة‪ ،‬أي الطرح والطرح المضاد‪ ،‬الذي يعني التطور التدريجي للفكر الذي ال يعرف‬
‫فصل المتناقضات[‪ ، ] 2‬التي تصبح نسبية وقابلة للبحث فيما بعد‪ .‬ب – أن هذا المنهج هم منهج عام وشامل وكلي في كشف ومعرفة وتفسير كافة‬
‫الحقائق والظواهر والعمليات العلمية النظرية والطبيعية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬وقد اكتسب المنهج الجدلي هذه الخاصية في مراحل تطوره األخيرة‪،‬‬
‫وهذا التطور لن يكون سوى ذلك التعديل الذي أدخله ماركس عن الجدل الهيجلي‪ ،‬وذلك بإعادة صياغة نظرية الجدلية صياغة مادية علمية وعملية‪،‬‬
‫ونزع الصبغة المثالية التي تميزت بها على يد المفكر هيجل[‪ ] 3‬ج – كما أصبح هذا المنهج يتميز بعد تطورات األخيرة بأنه عملي‪ ،‬وذلك باستخدامه‬
‫في الدراسات المرتبطة بموضوعات وظواهر من واقع الحياة‪ ،‬ولم يعد محصورا على تحليل ومعرفة وتفسير وتركيب حقائق الظواهر واألشياء‪ ،‬لهذا‬
‫نجد مثال من خالل هذه الخاصية أن ماركس مثال طبق الجدل الهيجلي عمليا في كتابه "رأس المال"[‪ ]4‬وفي مؤلفاته السياسية والتاريخية[‪]5‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬تطبيقاته و دوره الحيوي في مجال العلوم االجتماعية عامة و العلوم القانونية خاصة‬

‫تطبيقات المنهج الجدلي في مجال العلوم القانونية واإلدارية ‪:‬موجود بملف وورد‬

‫المطلب االول ‪ :‬تطبيقاته في مجال العلوم االجتماعية عامة و العلوم القانونية خاصة‬
‫حسب تصنيفات المناهج وأنواعها‪ ،‬يعتبر المنهج الجدلي من المناهج الفلسفية العامة ويؤكد ذلك أن جل دارسي هذا المنهج يربطونه بالدراسات الفلسفية حيث أن‬
‫هناك من ينعته بأنه تيار فلسفي مضاد للتيار الميتافيزيقي‪ ،‬ويقوم على قصور مختلف األشياء واألفكار والكون ويلجأ إلى منطق خاص وهو المنطق الجدلي‪ ،‬الذي‬
‫يكد على مبدأ التطور الذاتية لألشياء[‪ ] 6‬ويتسم المنهج الجدلي عند هيجل كما سبقت اإلشارة‪ ،‬بأنه منهج مثالي معنوي‪ ،‬ألنه استخدمه في مجال الفكر والمعرفة‪ ،‬كما‬
‫استخدمه كذلك في تفسير بعض الظواهر االجتماعية والسياسية مثل ظاهرتي‪ :‬األمة والدولة‪" .‬ويتضح هذا المنهج من خالل الدولة القومية المقدسة عنده في شرحه‬
‫للحركة الثالثية لسير النظم السياسية واالجتماعية‪ :‬من أسرة تقوم على التعاون والمسؤولية إلى مجتمع يقوم على التنافس والتناحر‪ .‬إلى دولة قومية تجمع شمل أمة‬
‫من األمم وتصالح في نطاقها بين المسؤولية العائلية والتنافس الفردي فيما يحقق للمواطنين حرية حقيقية قوامها الواجب والخضوع للقانون‪]7[ "...‬‬

‫هوامش‪ ] 1[ :‬مقال‪ :‬منهجية البحث العلمي وتطبيقاتها في العلوم القانونية [‪ ] 2‬محمد الغالي‪ ،‬المختصر في أسس ومناهج البحث في العلوم االجتماعية‪ ،‬سلسلة‬
‫الدراسات السياسية والقانونية واالجتماعية(‪ )1‬الطبعة األولى‪ ،‬ماي ‪ ،2005‬ص ‪ ] 3[ .133‬مقال‪" :‬منهجية ومناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في العلوم القانونية‬
‫[‪ ] 4‬يعتبر كارل ماركس من مناصري الجدل الهيجلي والذي أخذ على عاتقه تطوير الجدل الهيجلي من المثالية إلى المادية‪ ]5[ .‬إمام عبد الفتاح هيجل‪ ،‬المكتبة‬
‫الهيجلية دراسات‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬مكتبة مدبولي القاهرة طبعة ‪ ،1996‬ص ‪ ] 6[ .354‬مقال‪" :‬منهجية ومناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في العلوم القانونية [‪]7‬‬
‫محمد الغالي المختصر في أسس ومناهج البحث في العلوم االجتماعية‪ ،‬ص ‪133‬‬

‫واكتسب المنهج الجدلي تطورا وتغيرا جديدا على يد الفيلسوف األلماني فيورباخ الذي انتقد النزعة المثالية عند هيجل‪ ،‬ونادى بضرورة إنصاف المنهج الجدلي‬
‫بالنزعة المادية حتى يصبح منهجا موضوعيا وواقعيا وعمليا‪ ،‬وحتى يكون أكثر واقعية ومنطقية في دراسة األشياء والظواهر وتحليلها‪ ،‬حيث قام الفيلسوف كارل‬
‫ماركس بإعادة صياغة النظرية صياغة مادية عملية على ضوء النقد الذي وجهه لها فيورباخ‪ ،‬وبالتالي أصبح المنهج الجدلي متكامل وشامل‪ ،‬وطبقه على كل‬
‫األشياء والحقائق والظواهر وفي كافة المجاالت والعلوم الطبيعية االجتماعية االقتصادية والسياسية بغض النظر الدخول في النقاشات المثارة حول تطبيق أي منهج‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬دوره الحيوي في مجال العلوم االجتماعية عامة و العلوم القانونية خاصة‬
‫يعد المنهج الجدلي بقوانينه وخصائصه الذاتية من أكثر مناهج البحث العلمي صالحية ومالءمة للدراسات القانونية‬
‫المعقدة والمتشابكة والمترابطة والمتحركة والمتطورة باستمرار إذ أن المنهج الجدلي بمفهومه السابق هو المنهج الوحيد‬
‫القادر على الكشف والتفسير للعالقات والروابط والتفاعالت الداخلية للظواهر االجتماعية والسياسية والقانونية وطبيعة‬
‫القوى الدافعة والمحركة لهذه الظواهر وكيفية التحكم فيها‪ ،‬ومنه التنبؤ بالنتائج والنهايات الجدية المتعلقة بتطور وتقدم‬
‫هذه الظواهر وكذا طريقة التحكم فيها علميا عمليا‪ .‬المنهج الجدلي منهج علمي وموضوعي شامل وصالح للبحوث‬
‫والدراسات العلمية االجتماعية واالقتصادية والسياسية والقانونية وقد نشأ وانبثق هذا المنهج في مجال الدراسات‬
‫والبحوث االجتماعية والسياسية والقانونية فهو إذن منهج أصيل بالعلوم االجتماعية والقانونية‬

‫هوامش‪ ] 1[ :‬ويقصد بالمنهج العلمي‪ :‬مجموعة القواعد العامة التي تحدد العمليات العقلية والخطوات العملية التي تتبع‬
‫من أجل فهم ووصف وتفسير الظواهر طبيعية كانت أو اجتماعية‪ ،‬نقال عن محمد أوضبجي "مناهج العلوم االجتماعية"‬
‫محاضرات الفصل الرابع قانون عام‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ 2006‬ص ‪ ]2[ .13‬االتجاه األول يهتم بالشكل أي المنهج‬
‫العلمي‪ ،‬بينما االتجاه الثاني يهتم بالموضوع أي بطبيعة الظاهرة هل هي ظاهرة طبيعية أم ظاهرة اجتماعية‪ ،‬نفس‬
‫المرجع السابق ص‪ ] 3[ .13‬مثال نجد أن صعود هتلر للسلطة الذي يعتبر أب النازية‪ ،‬كان على أسس ديمقراطية‬
‫أساسها االنتخابات الشعبية من محاضرات علم السياسة‪ ،‬الفصل الرابع لألستاذ عبد المالك الوزاني‪ ،‬الموسم الجامعي‬
‫‪ ] 4[ .2006‬محاضرات "المنهجية القانونية للبحث" الحسين اعبوضي‪ ،‬الفصل الخامس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2006‬‬
‫خاتمة ‪ :‬والذي نخلص إليه أن المنهج الجدلي بقوانينه وخصائصه الذاتية من أكثر مناهج البحث صالحية ومالئمة للدراسات‬
‫العلمية االجتماعية االقتصادية والقانونية والسياسية‪ ،‬فهو يكشف لنا على العالقات والروابط والتفاعالت الداخلية للظواهر‬
‫االجتماعية واالقتصادية والقانونية والسياسية – مثال (الديمقراطية ‪ /‬الديكتاتورية) – وطبيعة القوى الدافعة لهذه الظواهر وكيفية‬
‫التحكم في توجيه وقيادة مسار تقدم هذه الظواهر وكيفية التنبؤ بالنتائج والنهايات الجدية‪ ،‬هذا فضال عن القيمة الفكرية لهذا‬
‫المنهج والمنبثقة من الفلسفة القائمة على االختالف والتضاد والتصارع بين األفكار والحقائق واألشياء والمؤدى في األخير‬
‫لظهور الحقيقة‪ ،‬فالغالب اآلن على الدراسات القانونية هي المقاربة المعيارية الوصفية للقوانين الوضعية حتى أن بعض الباحثين‬
‫ال يكلفون أنفسهم عناء تحليل النصوص والتعمق فيها‪ ،‬بل يكتفون بوصف القانون فقط‪ ،‬ألن أي نص يعتبر سياسة عمومية تتحكم‬
‫في إصدارها عدة خلفيات منها ما هو جلي في النص وآخر خفي يجب على الباحثين كشفه‪.‬‬
‫قائمة المراجع ‪1‬‬
‫‪ .‬عبد الهادي الفضلي أصول البحث مؤسسة دار الكتاب اإلسالمي قم – إيران‬
‫‪ .2‬عبد المالك الوزاني‪ ،‬محاضرات علم السياسة‪ ،‬الفصل الرابع الموسم الجامعي ‪.2006‬‬
‫‪ .3‬علي إدريس‪ :‬مدخل إلى مناهج البحث العلمي‪ ،‬الدار العربية للكتاب‪ ،‬الطبعة األولى طرابلس ‪1985‬‬
‫‪ .4‬فاضلي إدريس الوجيز في المنهجية و البحث العلمي ديوان المطبوعات الجامعية الطيعة الثانية سنة ‪2010‬‬
‫‪ .5‬الحسين اعبوضي‪ ،‬محاضرات "المنهجية القانونية للبحث" الفصل الخامس‪ ،‬السنة الجامعية ‪2006‬‬
‫‪ .6 .‬إمام عبد الفتاح ‪ ،‬المكتبة الهيجلية دراسات‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬مكتبة مدبولي القاهرة طبعة ‪1996‬‬
‫‪ .7‬محمد الغالي‪ ،‬المختصر في أسس ومناهج البحث في العلوم االجتماعية‪ ،‬سلسلة الدراسات السياسية والقانونية‬
‫واالجتماعية (‪ )1‬الطبعة األولى‪ ،‬ماي ‪،2005‬‬
‫‪ .8‬محمد أوضبجي "مناهج العلوم االجتماعية" محاضرات الفصل الرابع قانون عام‪ ،‬الموسم الجامعي ‪2006‬‬
‫‪ .9‬محمد عاطف غيث‪ :‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مطبعة االنتصار‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪1985‬‬

You might also like