You are on page 1of 12

‫خطـــة البحث ‪.

‬‬

‫‪ ‬مقدمـــة ‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬طبيعة الفكر االنساني و أوضاع الصحافة قبل الثورة الصناعية‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬طابع الفكر االنساني قبل النهضة الفكرية في القرن ‪: 18‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬أوضاع الصحافة في القرن الثامن عشر قبل النهضة الفكرية‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثالث ‪ :‬سيطرة الكنيسة و تقيد الفكر و الصحافة ‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬تطور الفكر و الحريات في القرن ‪ 18‬و أثره على الصحافة ‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬انتشار الفكر التحرري و النزعة النقدية ‪:‬‬


‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬تطور الفكر و الحريات و أثره على الصحافة‬
‫‪ -‬المطلب الثالث ‪ :‬ظهور النظام اإلعالمي الحر‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثالث ‪ :‬النظرية الليبرالية في اإلعالم و عالقتها بتطور الفكر و الحريات‬


‫في القرن الثامن عشر ‪:‬‬
‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬ظهور النظرية الليبرالية في اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬خصائص نظرية الحرية اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثالث ‪ :‬مبادئ نظرية الحرية اإلعالمية‪.‬‬

‫‪ ‬خـــاتمة ‪:‬‬
‫‪ ‬قـــائمة المراجع ‪.‬‬
‫‪ ‬مقدمة‬
‫تعتبر وسائل االعالم و االتصال في وقتنا الحالي قوة بمثابة قوة قائمة بذاتها المحتوى اللذي توفره‬
‫فقد استطاعت منذ ظهورها في القرون الماضية فرض وجودها و كونها حدث رئيسيا في تاريخ‬
‫البشرية بشكل عام ومع مرور اال زمنة تطورت هذه الوسائل في تقنياتها مما ادى الى تطور تأثير‬
‫وبروزه يكل اكبر و اكثر وضوحا ايضا فأصبح تأثيرها يشمل السلوك و المواقف و المعارف‬
‫لألفراد و المجتمع وعبر اصعدة مختلفة سواء اجتماعي او اقتصادي او حتى سياسي وخصوصا‬
‫الصحافة ‪.‬‬
‫وبما ان الصحافة وسيلة إعالم يتمحور أساسها حول الخبر و الكلمة و تستهدف الرأي العام فقد‬
‫نشأ الخالف حول حريتها منذ أن بدأت الطباعة الحديثة في القرن الخامس عشر الميالدي ألن‬
‫للكلمات قوة و تأثير كبير على الناس ‪ ،‬هذا بغض النظر عن ارتباط الصحافة بواقع المجتمعات ‪،‬‬
‫حيث ان الصحافة هي وسيلة و قدرة تمكن افراد المجتمع من التعبير عن آٍرائهم و المطالبة‬
‫بحقوقهم و تنقلها عن طريق الصحف و المجالت المختلفة ‪ ،‬فقد جعل هذا الحكام وزعماء الكنيسة‬
‫يفرضون قيودا على الصحافة مثلها ومثل الفكر ‪،‬حتى القرن الثامن العشر ‪.‬‬

‫ونحن من خالل هذه الدراسة سنسلط الضوء على تطور الفكر و الحريات في القرن ‪ 18‬و عالقته‬
‫و أثره على الصحافة من خالل اإلجابة على التساؤالت التالية ‪:‬‬
‫ما عالقة تطور الفكر و الحريات في القرن الثامن عشر بالصحافة ؟ أو بمعنى آخر كيف أثر‬
‫تطور الفكر و الحريات على الصحافة في تلك الفترة ؟‬
‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬طبيعة الفكر و أوضاع الصحافة قبل الثورة الصناعية‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب االول ‪ :‬طابع الفكر االنساني قبل النهضة الفكرية في القرن ‪: 18‬‬

‫كانت طريقة الحياة في القرن الثامن عشر و قبل تطور الفكر تختلف من مكان آلخر‪ ،‬اعتمادًا على المناخ‬
‫والتربة والبعد عن المدن والطرق التجارية‪ .‬وكانت حياة معظم الناس القاسية تدور حول المواسم‬
‫الزراعية( الزرا عة والفالحة والحصاد وتسويق المحصول)‪ .‬وعاش الناس تحت الخوف الدائم الحتمال‬
‫فشل محاصيلهم‪ .‬والكثير منهم عانوا من سوء التغذية‪ .‬ونتيجة لذلك أصابتهم األمراض‪ ،‬وشا عت األوبئة‪.‬‬
‫وق ّل انتاج العمال كما قلّ عدد الذين يحصلون على دخول كبيرة‪ ،‬وانحصرت هذه القلة في مالك‬
‫األراضي الزراعية ورجال األعمال وذوى المناصب الرفيعة ‪.‬وكان القليل من المال يدَّخر أو يتم‬
‫استثماره في مشروعات تجارية‪ .‬وفي واقع الحال كان هنالك قليل من فرص االستثمار ‪.‬‬

‫قبل الثورة الصناعية‪ ،‬خضعت معظم الدول األوروبية لحكم ملكي‪ ،‬كان لمالَّك األرض الكبار‪ ،‬والتجار‬
‫األغنياء‪ ،‬ولبعض رجال الكنيسة في هذه الدول‪ ،‬نفوذ سياسي كبير‪ .‬لكن العمال والمزارعين خفتت‬
‫أصواتهم في الحكومة‪ .‬بل إن الكثير من الدول لم تجر انتخابات‪ .‬وعلى الرغم من وجود برلمان في‬
‫بريطانيا‪ ،‬فلم يسمح بالتصويت إال لدافعي الضرائب من الذكور‪ .‬وغالبًا فإن قلة من المقترعين هي التي‬
‫تحدد من يمثل مقاطعة ما في بريطانيا‪ .‬وقد تغيَّرت كل هذه األحوال االجتماعية واالقتصادية والسياسية‬
‫‪1‬‬
‫مع تطور الثورة الصناعية ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬أوضاع الصحافة في القرن الثامن عشر قبل النهضة الفكرية ‪:‬‬
‫كانت الصحافة في القرن الثامن عشر أبعد ما تكون عن الحرية كما تدل على ذالك شواهد العصر نفسه‬
‫إذ كانت تسوده االمتيازات و كان تأسيس جريدة أمرا محاطا بالصعوبات التي يمكن التغلب عليها ‪ ،‬و‬
‫لذالك كانت الصحف السياسية قليلة العدد ‪.‬‬

‫ولكن هذا لم يمنع من ظهور بعض الصحف السياسية لكن بصعوبة بالغة و ضغط شديد مثل جريدة‬
‫فردان التي كانت تطبع في مدينة فردان فقد حازت استحسان لندن و فيينا فضال عن فرساي و مدريد و‬
‫كان اسمها الحقيقي مجلس أمراء أوروبا أو ثبت تاريخي وسياسي لحوادث العصر ‪..‬‬

‫نجد أيضا الجازيت دي فرانس التي استمرت في الظه ور و لكن في تواضع ودون نشاط ملحوظ ‪ ،‬و أما‬
‫جورنال ' ديسافان' فقد جعل منها " دوبو نتشارتران " لسانا للدولة و عين لضمان حسن تحريرها‬
‫مجموعة من األدباء المتخصصين في شتى فروع األدب بعد أن تبين أن المهمة كانت أشق من أن‬
‫يضطلع بها شخص واحد ‪.‬‬

‫و كما كان الشأن في كل العصور عندما يصيب الحرية نوع من التضييق كانت الصحافة األدبية تزدهر‬
‫و يكثر عددها ‪ ،‬ويقول فولتير أنه كانت تظهر في أوروبا ‪ 173‬جريدة أدبية في الشهر ‪.‬‬

‫وقد كثر عدد الصحف األدبية في القرن الثامن عشر كثرة هائلة ‪.‬‬

‫إميل بوفان ‪ ،‬تاريخ الصحافة ‪ ،‬تر‪ :‬محمد اسماعيل ‪ ،‬وكالة الصحافة العربية ‪ ،‬مصر ‪ ، 2018 ،‬ص ‪30-27‬‬ ‫‪1‬‬
‫وقد افتتح "جرانجيه الكتبي " ما يسميه ( بالقاعة األدبية ) حيث يتمكن كل من يدفع ثالثة دراهم للجلسة‬
‫من االستمرار ساعات طويلة متصلة في قراءة كل ماهو جديد من األنباء " ‪.‬‬

‫ومما يجدر بالذكر ان الصحف السرية كانت سائدة في تلك الحقبة و كانت حافلة بأخبار الكنيسة و رجال‬
‫الدين ‪ ،‬و ظلت المجالت المخطوطة قائمة طيلة القرن الثامن عشر ‪.‬‬

‫وفي انجلترا خالل القرن الثامن عشر استفادت الصحاف من النزاع بين حزبي األحرار و المحافظين ‪.‬‬

‫و قد ظهرت في انكلترا خالل تلك الفترة أو صحيفة يومية أوروبية في سنة ‪ 1702‬وهي صحيفة "ديلي‬
‫كرانت" ‪.‬‬

‫وكانت جميع طبقات المجتمع في لندن تهتم بالصحف ‪ ،‬وقد دهش مونتسكيو ‪ ،‬حينما الحظ ان أحد عمال‬
‫المباني قد أرسل وهو في استراحة العمل إلحضار إحدى المجالت ‪.‬‬

‫عموما في انجلترا او فرنسا او هلوندا وفي أغلب انحاء أوروبا كان الهدف الوحيد للصحف في مستهل‬
‫ظهورها جمع االنباء ونشرها على الجمهور ‪ ،‬وكانت الرقابة الغيورة التي تأخذ بخناقها ال تسمح لها‬
‫بإضافة أي تعليقات عند رواية الحوادث و بذالك اصبحت مهمتها مجرد قصة شاهد عيان يرويها ارضاء‬
‫للفضول البشري ‪ ،‬ثم انقلبت اآلية فيما بعد إذ عملت السياسة التي طالما حاربت ظهور الصحف على‬
‫اإلكثار منها ‪ ،‬ورأت األحزاب السياسية في الصحف معينا ال غنى عنه و تكبدت كبار الشخصيات الكثير‬
‫من التضحيات حتى تجعل في خدمتها أداة عرفوا خطورتها و سخروها للدفاع عن مذاهبهم و مهاجمة‬
‫‪2‬‬
‫منافسيهم ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬سيطرة الكنيسة و تقيد الفكر و الصحافة‪:‬‬

‫قيد الحكام وزعماء الكنيسة كتابة مواد معينة وتوزيعها حتى من قبل أن توجد الصحافة ‪.‬وفي تلك األيام‪،‬‬
‫حينما كانت المواد كلها تُكتب باليد‪ ،‬كانت الكتب التي تُعد ضارة تُصادر أو تُخزن‪ .‬ومنذ القرن الخامس‬
‫الميالدي‪ ،‬فرضت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية قيودًا على المواد التي تعدها معارضة لتعليمات الكنيسة‪.‬‬

‫وكان على المطابع أن تحصل على ترخيص من المحكمة‪ ،‬أو من الهيئة الدينية ألي مواد تريد نشرها‪ .‬وقد‬
‫قام الشاعر اإلنجليزي‪ ،‬والكاتب السياسي جون ميلتون عام ‪1644‬م بنقد مثل هذا الترخيص في كُتيبه آريو‬
‫باغيتيكا‪ ،‬وكانت هذه المقالة من أوائل المقاالت التي ناقشت حرية الصحافة‪ .‬وفي القرن الثامن عشر‬
‫الميالدي حصل الصحفيون على حق االطالع على تقارير جلسات البرلمان ونشرها‪ .‬وتمكن بذلك الناس‬
‫العاديون من قراءة ما يُقال‪ .‬وبحلول القرن التاسع عشر الميالدي‪ ،‬حصلت صحافة كثير من الدول على‬
‫قدر كبير من الحرية‪.‬‬

‫أساءت بعض الجهات استخدام حرية الصحافة‪ .‬ففي أواخر القرن التاسع عشر الميالدي‪ ،‬مثالً‪ ،‬نشرت‬
‫بعض صحف الواليات المتحدة مواد زائفة ومثيرة لتجذب القراء‪ ،‬وقد فضل بعض الناس أن تُوقف النظم‬
‫الحكومية مثل هذه التصرفات‪.‬‬

‫إميل بوفان ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪36‬‬ ‫‪2‬‬


‫وفي أوائل القرن العشرين‪ ،‬كانت معظم الصحافة الحرة قد نضجت بحيث تحملت مسؤوليتها تجاه‬
‫اهتماما ووعيًا بمراجعة‬
‫ً‬ ‫الجمهور‪ ،‬وأصبح الصحفيون والعاملون في مجاالت اإلعالم األخرى أكثر‬
‫الحقائق‪ ،‬وإرسال األخبار‪ .‬وفي بعض البالد‪ ،‬فقدت الصحافة مع ذلك حريتها‪ .‬فمثالً‪ ،‬حجر الفاشيون في‬
‫إيطاليا والنازيون في ألمانيا‪ ،‬حرية الصحافة قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها‪ ،‬واستخدموا الصحافة‬
‫كثيرا من الدول في السنوات التي أعقبت‬
‫ً‬ ‫لخدمة أغراضهم‪ .‬وقد حكمت الدكتاتوريات المدنية أو العسكرية‬
‫الحرب العالمية الثانية التي انتهت عام ‪1945‬م‪ .‬وقد وضعت كل هذه الدول رقابة شديدة على الصحافة ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬تطور الفكر و الحريات في القرن ‪ 18‬و أثره على الصحافة ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬انتشار الفكر التحرري و النزعة النقدية ‪:‬‬

‫اكتست الميول التاريخية والتوجهات الفكرية في القرن الثامن عشر طاب ًعا عقليًّا غلبت عليه النزعة‬
‫عتم ًدا على منهج النقد‬
‫الواقعية والنظرة اإلنسانية؛ ما ساعد الكتابة التاريخية على أن تنحو من ًحى عمليًّا م ِ‬
‫والتمحيص ‪ ،‬ومستندًا إلى أصول البحث الموضوعي‪ ،‬من أجل الوصول إلى الفهم السليم والتقييم الصحيح‬
‫لقضايا التاريخ‪ .‬وقد عكس هذا التوجه تطلعات حركة التنوير ‪ Aufklärung/ Lumières‬التي عرفتها‬
‫فرنسا وتأثرت بها أقطار أوروبية كثيرة خالل القرن الثامن عشر‪ ،‬وهي في األساس فلسفة عقلية تجريبية‬
‫مادية تؤمن بالعقل‪ ،‬وتنأى عن الغيبيات‪ ،‬وترفض الميتافيزيقا‪ ،‬وتنظر إلى الدين بعين الريبة‪ ،‬وتهتم‬
‫بالرياضيات والفلك والطبيعة والكيمياء والتاريخ الطبيعي والجغرافيا والطب‪ ،‬وتسعى إلى التجديد‬
‫والتغيير‪ ،‬وتبحث عن الحقيقة في كل شيء‪ ،‬تحذو حذوها في ذلك ثقةٌ مطلقة بالعقل وإيمان عميق بقدرة‬
‫اإلنسان على صنع مستقبله‪ ،‬وهذا ما جعلها تركز في اهتمامها على اإلنسان‪ ،‬وعلى الوسائل التي تكفل له‬
‫الرقي والسعادة‪.‬‬

‫تجاوبت الدراسات التاريخية مع توجهات حركة التنوير‪ ،‬فأعادت دراسة العصور الكالسيكية‪ ،‬وتجاوزت‬
‫فكر عصر النهضة في محاولتها إلعادة صوغ التاريخ البشري من خالل رؤية وضعية تزاوج بين‬
‫التاريخ والفلسفة وعلوم الطبيعة‪ ،‬وتقوم على فكرة التقدم واالرتقاء في جميع مظاهر الحياة اإلنسانية‪.‬‬
‫وتأثرت المدرسة التاريخية األوروبية التحررية ذات النزعة النقدية والرؤية الواقعية التي واكبت حركة‬
‫التنوير ب عاملين أساسيين‪ :‬أولهما يتصل بالمادة التاريخية في حد ذاتها‪ ،‬وثانيهما يعود إلى نوعية األفكار‬
‫الفلسفية التي بدأت تنتشر منذ القرن السابع عشر‪ ،‬وكان لها بحلول القرن الثامن عشر تأثير في الدوائر‬
‫صا في األوساط المثقفة‪ .‬وقد ارتبطت تلك‬ ‫الفكرية األوروبية‪ ،‬وفي قناعات الفرد األوروبي‪ ،‬خصو ً‬
‫األفكار والرؤى التحررية بفالسفة ومفكرين كان في طليعتهم شارل لوي مونتسكيو وفولتير ودنيس‬
‫ديدرو وكوندورسيه‪.4‬‬

‫‪ 3‬مجموعة من المؤلفين ‪ ،‬الموسوعة العربية العالمية ( النسخة االلكترونية ) ‪ ،‬أعمال الموسوعة للنشر و التوزيع ‪ ،‬المملكة السعودية ‪، 2004 ،‬‬
‫(مقالة ‪ ،‬حرية الصحافة )‪.‬‬
‫‪ 4‬ناصر الدين سعيدوني ‪ ،‬الفكر التاريخي االوروبي من القرن السادس عشر الى القرن الثامن عشر ‪ ،‬المركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‬
‫‪ ،‬ص ‪.55-54‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬تطور الفكر و الحريات و أثره على الصحافة ‪:‬‬

‫لقد ساعد على ازدهار الصحف و نهضتها باإلضافة الى اختراع الطباعة و تطور الفن الطباعي الذي أدى‬
‫الى اتساع حجم الجمهور القارئ المتابع لها بعد ان كان مقصورا على فئت معينة تتعامل مع األوراق و‬
‫الرسائل الخبرية المنسوخة ‪ ،‬إنشاء الخدمات البريدية و تنظيمها مما ساعد على جمع األخبار و نقلها و‬
‫تبادلها و أدى الى الرواج الذي عرفته الرسائل اإلخبارية و الدوريات ‪.‬‬

‫كما استفادت الصحف من االختراعات الجديدة و خاصة السكك الحديدة و البواخر و وسائل النقل لمختلفة‬
‫التي سهلت عملية توزيع الصحف ‪ ،‬ووصول هذه الصحف الى مصادر األخبار والمعلومات ‪ ،‬باإلضافة‬
‫الى اختراع الوسائل البرقية و التلغرافية و نتائجها اإليجابية على تطور العمل الصحفي ‪ ،‬يضاف الى ذالك‬
‫الدور الذي لعبه تعميم التعليم ‪ ،‬و الديمقراطية التي شهدتها الساحة السياسية و التحديث الحضري الكبير ‪.‬‬

‫و كذالك الدور الذي قامت به وكاالت االنباء في توزيع األخبار و تنويع مجاالتها وتسويقها للصحف التي‬
‫لم تكن قادرة على ا ستخدام أعداد كبيرة من المندوبين الذي ترسلهم لتغطية األحداث الكبيرة ‪.‬‬

‫وكانت النتيجة المباشرة لذالك كل ه ‪ ،‬توسيع حقل االعالم الذي تقوم به الصحف و زيادة حب االستطالع‬
‫لدى قرائها ‪ ،‬وكذالك تخفيض سعر بيع النسخة الواحدة من الصحف و تناسب شعبية الصحافة مع ارتفاع‬
‫مستوى معيشة الجماهير و التقدم التكنلوجي الذي استفادت منه الصحف و أدى الى تحسين مستوى‬
‫انتاجيتها ‪ ،‬و توسعت آالت الطباعة الدوارة ( روتاتيف ) التي شهدت تحسنا مضطردا في ادائها ‪ ،‬وقد‬
‫استطاعت هذه اآلالت انجاز طبع ‪ 50‬الف نسخة من اثنتي عشرة صفحة في الساعة الواحدة ‪ ،‬و ادى‬
‫التقدم الكبيرة في الزيادة العددة للجمهور القارئ للصحف الى تأثيرات مهمة على مستوى اخراج الصحف‬
‫‪5‬‬
‫و تنوع الفئات التي تخاطبها ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬ظهور النظام اإلعالمي الحر ‪:‬‬

‫إن النظام اإلعالمي الليبيرالي في الحقيقة هو نمط اإلعالم كأداة للرقابة على السلطة وهذا الدور‬
‫الرقابي لإلعالم على السلطة ارتبط بانتصار الليبرالية كفلسفة وأسلوب حياة في غرب أوربا و في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية لم يتحقق مرة واحدة وإنما نما وتطور حسب تطور مسار الصراع االجتماعي‬
‫والسياسي لصالح الليبرالية في المجتمع الغربي ثم في غيره من مناطق العالم طوال القرنين التاسع عشر‬
‫والعشرين ‪.‬‬

‫والنظام اإلعالمي ال حر شأنه شأن الفلسفة الليبرالية يدين ألفكار وفلسفات العديد من المفكرين والكتاب‬
‫مثل ( ج‪ .‬ج‪ .‬روسو‪ ،‬مونتسكيو و فولتير من فرنسا‪ ،‬جون استيوارت مل و جون لوك من انجلترا‪ ،‬جون‬
‫ميلتون و توكفيل من الواليات المتحدة األمريكية ) وغيرهم‪.‬‬

‫ويقوم النظام اإلعالمي الليبرالي على عدة مبادئ نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -1‬حق المواطن في أن يعرف حق طبيعي‪ ،‬وكي يمارس المواطن هذا الحق الطبيعي البد لوسائل‬
‫اإلعالم أن تتمتع بحريتها كاملة دون أية قيود تأتي من خارجها‪.‬‬

‫تيسير ابو عرجة ‪ ،‬دراسات في الصحافة و االعالم ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار مجدالوي ‪ ،‬عمان – األردن ‪ ، 2000 ،‬ص ‪29-28‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ -2‬إن احتكار المعرفة في وسيلة إعالم واحدة أو في عدة وسائل ذات اتجاه واحد يؤدي بالضرورة‬
‫إلى تحريف الحقائق وتشويشها‪ ،‬في حين أن تعدد مصادر المعرفة بتعدد وسائل اإلعالم ذات‬
‫االتجاهات المتباينة كفيل بالكشف عن أي تحريف أو تلوين للحقائق‪.‬‬
‫‪ -3‬ألي مواطن أو جماعة الحق في إصدار ما تشاء من وسائل اإلعالم ما دامت قادرة على ذلك‪،‬‬
‫دون الحاجة لربط هذا الحق بتصريح من السلطة الحاكمة‪.‬‬
‫‪ -4‬حق المواطن في التعبير عن رأيه عن طريق إصدار وسائل اإلعالم أو العمل فيها ال يتحقق إذا‬
‫فرض على هذه الوسائل أي لون من ألوان الرقابة وأن أي تجاوز تقع فيه وسائل اإلعالم هو من‬
‫‪6‬‬
‫شأن القضاء وحده‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثالث ‪ :‬النظرية الليبرالية في اإلعالم و عالقتها بتطور الفكر و الحريات‬


‫في القرن الثامن عشر ‪:‬‬

‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬ظهور النظرية الليبرالية في اإلعالم ‪:‬‬


‫ظهرت هذه النظرية و دراساتها في القرن الثامن عشر امتدت الى القرن التاسع عشر ‪ ،‬إذ بلور عدد من المفكرين‬
‫األوروبيين ‪ ،‬كثيرا من المبادئ التي تحدث األفكار السلطوية ‪ ،‬التي سادت حتى بداية عصر‬
‫النهضة األوروبية ‪ ،‬وكان من ابرزهم المفكر االنجليزي ‪ ،‬جون ميلتون الذي كتب ‪ ،‬عام ‪1664‬‬
‫‪ ،‬يقول " ان حرية النشر ‪ ،‬بأي واسطة ‪ ،‬ومن قبل أي شخص ‪ ،‬مهما كان اتجاهه الفكري ‪ ،‬حق‬
‫من الحقوق الطبيعية ‪ ،‬لجميع البشر ‪ ،‬وال نستطيع أن نقلل من حرية النشر ‪ ،‬بأي شكل ‪ ،‬و تحت‬
‫أي عذر " ‪.‬‬
‫أما جون لوك ‪ ،‬فقد عرف الحرية بأنها " الحق في فعل أي شيء تسمح به القوانين "‬
‫وكان لوك قد قدم الى البرلمان االنجليزي عام ‪ 1965‬بيانا هاجم ‪ ،‬فيه ‪ ،‬تقييد حرية الصحافة ‪،‬‬
‫واضطر البرلمان ‪ ،‬في ذالك الوقت الى إلغاء قانونه بفرض الرقابة الوقائية على الصحف أسهمت‬
‫النظرية اللبرالية بشكل كبير ‪ ،‬في تحرير الصحافة من سيطرة الدولة فأنهت وجود الكثير من‬
‫القيود التي تفرضها السلطة على الصحافة و استطاعت دول الشمال ( أوروبا و الواليات المتحدة‬
‫األمريكية ) أن تتمتع ‪ ،‬خالل القرن التاسع عشر ‪ ،‬وحتى منتصف القرن العشرين ‪ ،‬بقدر كبير من‬
‫التعددية ‪ ،‬و التنوع في مجال الصحافة وقد لعب تزايد االتجاه ‪ ،‬إلى االحتكار و التركيز في ملكية‬
‫الصحافة ‪ ،‬دورا أساسيا في تعرض هذه النظرية للنقد من كافة االتجاهات السياسية ‪ ،‬وبرزت‬
‫رؤية أخرى ‪ ،‬حتى من جانب المؤمنين بهذه النظرية تقول " ان حرية الصحافة و حرية التعبير ‪،‬‬
‫ال يمكن ضمانها ‪ ،‬إال في حالة ما يكون انتاج األفكار وتوزيعها ‪ ،‬بعيدا عن السيطرة الرأسمالية‬
‫‪7‬‬
‫من ناحية ‪ ،‬و السيطرة البيروقراطية من ناحية اخرى ‪.‬‬

‫‪ 6‬محمد برقان ‪ ،‬نظريات اإلعالم ‪ ،‬مدخل لعلوم االعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم االنسانة و العلوم االسالمية ‪ ،‬قسم علوم االعالم و االتصال ‪،‬‬
‫جامعة وهران ‪ ، 1‬د‪/‬س ‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪ 7‬عبد الرزاق الدليمي ‪ ،‬نظريات االتصال في القرن الحادي و العشرين ‪ ،‬الطبعة العربية ‪ ،‬دار اليازوري ‪ ،‬عمان – األردن ‪ ، 2016 ،‬ص ‪111‬‬
‫وعموما فإن ظهور نظرية الحرية هذه كان نتاج ثالث عوامل رئيسية هي‪:‬‬

‫‪ -‬العامل السياسي ‪:‬الذي جعل من قضية حرية الصحافة مشكل سياسي بالدرجة األولى‬
‫الرتباط وسيلة اإلعالم (الصحافة) للتعبير عن الرأي العام الذي قد يتناقض مع سياسة‬
‫الحكام‪.‬‬
‫‪ -‬العامل الفلسفي ‪:‬كانت الفلسفة تربة خصبة لظهور نظرية حرية اإلعالم‪ ،‬في أحضان‬
‫الفلسفة وجدت الحرية ملجأها و مربيا نصوحا لنشاطها ولفطامها‪ ،‬وقد كان الحكام‬
‫األوروبيون في القرن األول في العصر الحديث يخافون من حرية الطبع والنشر كما‬
‫ذكرنا‪ ،‬وكان موقفهم هذا يجعلهم في حالة يصطدمون بالكتاب والفالسفة الذين هم أكثر‬
‫لجوءا إلى فوائد المطبعة والنشر‪ ،‬وعلى هذا األساس توجهت جهودهم إلى المطالبة‬
‫بحرية الطبع والنشر‪ ،‬وأظهروا استيائهم من اإلجراءات التي كان الحكام يتخذونها ضد‬
‫حرية التعبير‪ ،‬بما في ذلك الصحافة‪ ،‬وألفوا كتبا ومقاالت تتضمن هذه المطالب‪،‬‬
‫وتطبع وتنشر بصفة سرية‪ ،‬ففي سنة ‪ 1644‬وجه الفيلسوف الشاعر االنجليزي‬
‫ميرتون نداء حار يطالب فيه بحرية التعبير‪ ،‬وصار هذا النداء بعد ذلك مرجعا لكل‬
‫الفالسفة والسياسيين‪ ،‬وكان له بذلك أثر كبير على األوساط المختلفة التي كان يتكون‬
‫منها المجتمع االنجليزي ‪.‬‬

‫‪ -‬العامل االقتصادي ‪:‬إن العامل االقتصادي يلعب دورا كبيرا في تحقيق نظرية حرية‬
‫اإلعالم‪ ،‬إذ كانت النهضة االقتصادية التي عرفتها انجلترا في القرنين الثامن والتاسع‬
‫عشر مثاال حيا لفائدة الحرية في المجتمع‪ ،‬كما كان يطالب بذلك الفالسفة‪ ،‬والمعلوم أن‬
‫النهضة االقتصادية انطلقت من آلراء ريكاردو الذي يقول أن حرية العمل شرط‬
‫أساسي الزدهار النشاط االقتصادي في المجتمع‪.‬‬

‫وبالتالي فحرية العمل مرتبطة بحرية التعبير وخصوصا بحرية الصحافة‪ ،‬وهو ما كان بالفعل‬
‫حيث عرفت أوروبا في بداية القرن التاسع عشر ازدهار ا كبيرا في ميدان الصحافة باعتبارها‬
‫نشاط اقتصاديا حيويا خصوصا مع تطور الطباعة و النشر‪.8‬‬

‫‪ 8‬صخري محمد ‪،‬قراءة في نظرية الحرية ( النظرية اللبريالية ‪ :‬إشكالية الحرية في مشروع قانون الصحافة بالمغرب نموذجا ‪ ،‬الموسوة‬
‫الجزائرية للدراسات السياسية و االستراتيجية ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪ ، 2019-2-23‬تاريخ الزيارة ‪ ، 2021-12-9‬على الساعة ‪ ، 18:00‬متاح على‬
‫الرابط ‪/https://www.politics-dz.com :‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬خصائص نظرية الحرية اإلعالمية ‪:‬‬

‫تتجلى خصائص نظرية الحرية فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬ملكية األفراد لإلعالم و للصحافة ‪.‬‬


‫‪ -‬إصدار الصحف غير مشروط بترخيص او إخطار ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يشترط دفع تامين مادي قبل اإلصدار ‪.‬‬
‫‪ -‬للمواطن الحق في ممارسة العمل الصفي لغير شروط ‪.‬‬
‫‪ -‬القضاء هو المخول في إصدار العقوبات على الصحافة ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يحق ألي سلطة في المجتمع ومن بينها السلطة القضائية إلغاء الصحف ‪.‬‬
‫‪ -‬يمنع فرض الرقابة على الصحافة ‪.‬‬
‫‪ -‬يسمح للصحافة بنقد رئيس الدولة ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬يسمح للصحافة بنقد نظام الحكم ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬مبادئ نظرية الحرية اإلعالمية ‪:‬‬

‫استندت نظرية الحرية لمبادئ عدة بنت عليها فلسفتها و أفكارها ‪ ،‬وتأثرت بآراء عدد من كبار‬
‫الفالسفة الغربيين في السياسة و االقتصاد و التربية ‪ ،‬منهم آدم سميث وجون لوك و جون ملتون‬
‫و ديكارت المارك و نيوتن ‪ ،‬وأكدت قدسية حرية التعبير و الرأي و الصحافة و حرية العقيدة و‬
‫العبادة ومع ذالك فإنها إرتكزت على جملة من المبادئ و تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬ان االنسان من حقه أن يتعرف على الحقيقة و ان يسعى اليها و يهتم و بها في كل وقت ‪.‬‬
‫‪ -‬ان الوسيلة الوحيدة للوقوف على الحقيقة و ان يسعى اليها و يهتم بها في كل وقت ‪.‬‬
‫‪ -‬ان الوسيلة الوحيدة للوقوف على الحقيقة هي ان تعرض بالمناقشات الحرة المفتوحة ‪،‬‬
‫فحسب ستيوارت ميل أن الحقيقة ال يمكن ان تظهر إال إذا عوضت من جهات شتى ‪.‬‬
‫‪ -‬إن اآلراء و إن اختلفت اختالفا بعيدا أو قريبا فانه ينبغي ان يتاح لكل ذي رأي فرصة‬
‫يعرض فيها رأيه و يحاول إقناع اآلخرين به ‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث الفرد ان يعرف فهو حق طبيعي كحقه في الماء و الهواء و لكي يمارس هذا‬
‫الحق الطبيعي ال بد للصحافة ان تتمتع بحريتها كاملة دون أي قيود ‪.‬‬

‫‪ 9‬خبيزي سامية ‪ ،‬محاضرات و اعمال موجهة لمقياس نظريات االعالم و االتصال ‪ ،‬السنة الثالثة ليسانس – تخصص اتصال ‪ ،‬كلية االعالم و‬
‫االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 3‬ص ‪3‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬حق الفرد ان يختار ما يريد معرفته ‪.‬‬

‫وكذلك من الركائز األساسية لهذه النظرية ‪:‬‬

‫اإلعالم الموضوعي مع السماح بالوصول إلى مصادر الخبر‬ ‫‪* -‬الحق في اإلعالم‬
‫حرية الصحافة تؤدي في بعض األحيان إلى بعض التجاوزات مثل‬ ‫‪* -‬الحق في الرد‬
‫‪11‬‬
‫السب‪ ،‬القذف‪...،‬إلخ‪...‬ومن حق الفرد الرد عليها مع إجبار الوسيلة على الرد‪.‬‬

‫‪ 10‬عبد الرحمان مشاقبة ‪ ،‬نظريات اإلعالم ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ، 2001 ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪ 11‬محمد برقان ‪ ،‬نظريات اإلعالم ‪ ،‬مدخل لعلوم االعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم االنسانة و العلوم االسالمية ‪ ،‬قسم علوم االعالم و االتصال ‪،‬‬
‫جامعة وهران ‪ ، 1‬د‪/‬س ‪ ،‬ص ‪9‬‬
‫‪ ‬خـــاتمة ‪:‬‬
‫وخالصة القول ومن خالل ماتم التطرق اليه عبر مباحث هذه الدراسة الموجزة و التي تمحورت‬
‫حول تطور الفكر و الحريات في القرن ‪ 18‬و عالقته بالصحافة يمكننا استخالص النتائج التالية ‪:‬‬

‫قبل الثورة الصناعية‪ ،‬خضعت معظم الدول األوروبية لحكم ملكي‪ ،‬كان لمالَّك األرض‬ ‫‪-‬‬
‫الكبار‪ ،‬والتجار األغنياء‪ ،‬ولبعض رجال الكنيسة في هذه الدول‪ ،‬نفوذ سياسي كبيرو هو ما‬
‫أثر على الصحافة أيضا ‪.‬‬
‫كانت الصحافة في القرن الثامن عشر أبعد ما تكون عن الحرية كما تدل على ذالك شواهد‬ ‫‪-‬‬
‫العصر نفسه إذ كانت تسوده االمتيازات و كان تأسيس جريدة أمرا محاطا بالصعوبات‬
‫التي يمكن التغلب عليها ‪ ،‬و لذالك كانت الصحف السياسية قليلة العدد ‪.‬‬
‫أدى التطور الفكري وظهور النزعة الفكرية التحررية الى ظهور النظام اإلعالمي‬ ‫‪-‬‬
‫الليبيرالي‬
‫و النظام االعالمي الليبرالي هو نمط اإلعالم كأداة للرقابة على السلطة وهذا الدور‬ ‫‪-‬‬
‫الرقابي لإلعالم على السلطة ارتبط بانتصار الليبرالية كفلسفة وأسلوب حياة في غرب‬
‫أوربا و في الواليات المتحدة األمريكية ‪.‬‬
‫استفاداة الصحافة من التطور الفكري عبر االختراعات الجديدة التي ساعدت في العمل‬ ‫‪-‬‬
‫الصحفي و زيادة المبيعات ‪.‬‬
‫أيضا و كما تطرقنا من خالل البحث فقد كان من آثار تطور الفكر و الحريات في القرن‬ ‫‪-‬‬
‫ال‪ 18‬على الصحافة ظهور نظرية الحرية او كما تعرف ايضا بالنظرية الليبرالية التي‬
‫أيدت وأكدت قدسية حرية التعبير و الرأي و الصحافة و حرية العقيدة و العبادة ‪.‬‬

‫تشكل حرية الصحافة و االعالم جزءا من الحريات العامة ‪ ،‬و رمزا لحرية الرأي و الفكر ‪ ،‬وال‬
‫شك أن حرية الصحافة كغيرها من الحريات االخرى ال يمكن تكون مطلقة دون تنظيم ‪ ،‬و إال‬
‫تحولت هذه الحرية الى فوضى و طغيان يعصف بحريات اآلخرين ‪ ،‬لذا يجب سن القوانين‬
‫المنظمة لها ‪ ،‬على ان ال تؤدي الى نقص في الحرية او االنتقاص منها ‪ ،‬و تختلف هذه التشريعات‬
‫من دولة الى اخرى وفقا للمذهب الفلسفي الذي يعتنقه المشرع ‪ ،‬و لطبيعة النظام السياسي القائم ‪.‬‬
‫‪ ‬قـــائمة المراجع ‪:‬‬
‫‪ -1‬إميل بوفان ‪ ،‬تاريخ الصحافة ‪ ،‬تر‪ :‬محمد اسماعيل ‪ ،‬وكالة الصحافة العربية ‪ ،‬مصر‬
‫‪.2018 ،‬‬
‫‪ -2‬مجموعة من المؤلفين ‪ ،‬الموسوعة العربية العالمية ( النسخة االلكترونية ) ‪ ،‬أعمال‬
‫الموسوعة للنشر و التوزيع ‪ ،‬المملكة السعودية ‪.2004 ،‬‬
‫‪ -3‬ناصر الدين سعيدوني ‪ ،‬الفكر التاريخي االوروبي من القرن السادس عشر الى القرن‬
‫الثامن عشر ‪ ،‬المركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات‪.2022 ،‬‬
‫‪ -4‬تيسير ابو عرجة ‪ ،‬دراسات في الصحافة و االعالم ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار مجدالوي ‪،‬‬
‫عمان – األردن ‪.2000 ،‬‬
‫‪ -5‬محمد برقان ‪ ،‬نظريات اإلعالم ‪ ،‬مدخل لعلوم االعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االنسانة و العلوم االسالمية ‪ ،‬قسم علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة وهران ‪، 1‬‬
‫د‪/‬س‪.‬‬
‫‪ -6‬عبد الرزاق الدليمي ‪ ،‬نظريات االتصال في القرن الحادي و العشرين ‪ ،‬الطبعة‬
‫العربية ‪ ،‬دار اليازوري ‪ ،‬عمان – األردن ‪.2016 ،‬‬
‫‪ -7‬عبد الرحمان مشاقبة ‪ ،‬نظريات اإلعالم ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن‬
‫‪.2001 ،‬‬
‫‪ -8‬خبيزي سامية ‪ ،‬محاضرات و اعمال موجهة لمقياس نظريات االعالم و االتصال ‪،‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس – تخصص اتصال ‪ ،‬كلية االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر‬
‫‪ ،3‬د‪/‬س ‪.‬‬
‫‪ -9‬محمد برقان ‪ ،‬نظريات اإلعالم ‪ ،‬مدخل لعلوم االعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االنسانة و العلوم االسالمية ‪ ،‬قسم علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة وهران ‪، 1‬‬
‫د‪/‬س‪.‬‬
‫‪ -10‬صخري محمد ‪،‬قراءة في نظرية الحرية ( النظرية اللبريالية ‪ :‬إشكالية الحرية في‬
‫مشروع قانون الصحافة بالمغرب نموذجا ‪ ،‬الموسوة الجزائرية للدراسات السياسية و‬
‫االستراتيجية ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪ ، 2019-2-23‬متاح على الرابط ‪:‬‬
‫‪/https://www.politics-dz.com‬‬

You might also like